لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روائع من عبق الرومانسية > رومانسيات عربية > رومانسيات عربية - القصص المكتملة
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

رومانسيات عربية - القصص المكتملة رومانسيات عربية - القصص المكتملة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-02-13, 10:56 PM   المشاركة رقم: 241
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عهد الكلمات


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167604
المشاركات: 658
الجنس أنثى
معدل التقييم: رباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالق
نقاط التقييم: 2651

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رباب فؤاد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رباب فؤاد المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
افتراضي رد: 31_ قلب أخضر بقلم رباب فؤاد .. القلب الخامس

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Solafa El Sharqawey مشاهدة المشاركة
   يا مساااااااااااء الخير
انا بعتذررررررر من معاميق معاميقي يا تؤامتي الغالية
سوووووووووري بجد
انتي عارفة سبب التاخير وادرى بكل حاجة
بس سوري برضه على تاخيري عليكي
يا مسااااااااء الفل يا قلبي
الله يعينك على يويو حبيبي


اولا نبدا بالفيديو حلو اوي يا رباب
تسلم ايديكي وايدين كل اللي صممه
بجد عجبني وادخل البهجة على قلبي
عيونك الحلوة قلبو.... والحمد لله انه عجبك

نبدا البارت براندا وحموووووووووز
ايه ده يا ساتر عليها ايه الخنيق دي
وبعدين بتشم هدومه ياعني يا ست راندا هو لو عامل حاجة غلط هيجيلك بريحتها
هههههههههههههه
غبية اوي بصراحة
مش قلنا الغيرة جنووووون

بس انا حابه انها نكدية نكدي يا روح قلبي ولا يهمك
بس الي ان جابت سيرة علا
عاوزة قطم رقبتها وحموز طلع راجل وسكتها
صقفة يا حمزة باشا جدع والله
مش عارفة انت اتجوزتها على ايى راندا خانوم دي

سي لا موووووووور يا قلبي

والعروسة بتعمل شوبنج يا اخونا هي وانجيل
طبعا عفوية سردك لحاجة زي دي طبيعية عندنا جدا
فاغلب اصدقائنا هم اشقائنا في الوطن
وقبل ما اكمل سياسة حلوة انجيل عجبتني
وعمو عزيز بضم صوتي لهومي بتفكرني بفيلم ماجدة
ماعدا شيء واحد انا مش بحب ماجدة كنت بحس انها هتطلع في الروح وهي بتتكلم

ماجدة هي الراعي الرسمي للسهوكة هههههه

والاندماج بتاع ليلة الحنة طغى على كل حاجة حتى مازن افندي
نسيته خالص
طبعا هكرر نفسي وانا ببدي اعجابي برافت ومنار
عجبني الكابل دول جدااااااااااا
وعجباني خططهم
ووقف مازن بيه زي الصنم
اتحرك يا عمونا قبل ما تقفل الباب في وشك
قلتش حاجة انا
وتدخل صارم من ماما تريز
وشطورة علا فتحت اخيرا
ليييييييييييييه كده جيتي ليه ناو يا انجيل
وقتك غلط يا بنت
ما علينا

مهي لو مكانتش جات كان حصل في الامور اموووور
حلوة الاغنية يا منار اختيار موفق
وطلعت علا متقدرش على زعل ابو المززاين ونقشت له الحنة عشان خاطره هو
ايوة طبعا احنا عندنا كام مزووون؟؟

وفي الاخر سابها وناااااااااااااااام
يا لهوي اقول للناس ايه دلوقتي ولو الناس سكتوا اقول للفيف الاستاذه ايه على راي فؤاد المهندس يا فوزية
اقولهم اييييييييه

يا كثوووفي يا كثوووفي
بس هنا هاقولهم ايه يا سي مازن باشا
اقوووووووول اية واعيد ايه
انا هسكت احسن عشان لساني ميفلتش

معلش بقى اخووكم وتعبان ومرهك

ايه فيه ايه يا كابتن سيف
داخل شمال في رافت ليه ان شاء الله
ماله رافت يا بني انت
بس برضه هاسكت واتكتم لاني بحب اسم سيف
فبلاش اخد انطباع اول عنك
وهاستنى لغاية ما اشوف بوبة ناوية على اية

على كل خير ان شاء الله..مانتي عارفاني

بوبة بارت رائع يا قلبي
تسلم الايادي عليه
ومنتظرة الباقي النهاردة ان شاء الله
بتاسف نرة تانية على التاخير
اشوفك على خير
في حفظ الله


نورتيني يا قلبي
تسلمي موووووووووواه
وانا كمان في انتظارك
دمت في حفظ الرحمن

 
 

 

عرض البوم صور رباب فؤاد   رد مع اقتباس
قديم 06-02-13, 11:12 PM   المشاركة رقم: 242
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عهد الكلمات


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167604
المشاركات: 658
الجنس أنثى
معدل التقييم: رباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالق
نقاط التقييم: 2651

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رباب فؤاد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رباب فؤاد المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
Jded رد: 31_ قلب أخضر بقلم رباب فؤاد .. القلب السادس

 




(6)




انتبهت فجأة على تحرك(مازن) في الفراش وسمعته يئن أنيناً مكتوماً ويحرك ذراعه الأيمن للحظات قبل أن يفتح عينيه فجأة ليجلس معتدلاً في الفراش ويسحب ذراعه الأيسر برفق بعيداً عن الصغير. رأته يدلك ذراعه الأيمن بألم عاقداً حاجبيه فسألته في قلق ـ"ماذا بك يا(مازن)؟ أتتألم؟"

التفت إليها بحركة سريعة ثم ما لبث أن رسم ابتسامة واسعة على شفتيه ليداري ألمه قائلاً ـ"أبداً. أنا بخير والحمد لله. ما الذي أيقظك الآن؟"

هزت كتفيها قائلة ـ"لا أستطيع النوم ليلة السفر."

ثم أدركت أنه يخفي ألمه عنها فنهضت لتدور حول الفراش وتواجهه قائلة بإلحاح ـ"أيؤلمك ذراعك؟ أعتقد أن لدي دهان للآلام في المبرد.سأحضره لك كي تدلك موضع الألم."

قالتها وهي تتجه بالفعل نحو الباب لكنه أمسك ذراعها ليوقفها قائلاً ـ"لا داعي لذلك. إنها الشريحة المعدنية بداخل ذراعي، وأنا معتاد على ألمها. كما أن لدي دهاني أنا الآخر. لا تشغلي بالك بي."

لمست ذراعه الأيمن برفق وسألته بقلق ـ"هل يزول سريعاً؟ يمكنني .."

قاطعها بابتسامة عذبة وهو يقول بنعومة ـ"لقد زال الألم بالفعل حينما وضعت أناملك السحرية عليه."

تخضب وجهها خجلاً وأبعدت يدها عنه في سرعة وهي تقول بارتباك ـ"عد إلى نومك إذاً ما دمت بخير. الساعة ما زالت السادسة صباحاً."

جذبها من ذراعها ليجلسها أمامه وهو يسألها باهتمام ـ"وماذا عنك؟ ألن تنامين؟ أشعر أن النوم جافاك بسبب نومي معكم في نفس الغرفة.يمكنني النوم في الردهة بالخارج إذا أردت."

ازداد حرجها فقالت في سرعة وهي تحفظ توازنها ـ"لايصح ذلك. أنت في بيتك الآن. إنها عادة عندي أن يجافيني النوم ليلة السفر، ربما بسبب سعادتي لأني سأسافر. يبدو أنني لن أتخلص من هذه العادة الطفولية."

تأمل ملامحها الرقيقة ووجنتيها الورديتين للحظات قبل أن يهمس ـ"لا أريدك أن تتخلصي من أي عادات طفولية لديك، فهي سر جاذبيتك."

ثم ما لبث أن اعتدل على الفراش ليتابع قائلاً باهتمام ـ"أتدرين أنك رغم كل أقنعة الجدية التي كنت ترسمينها على وجهك كنت اشعر بأنك في أعماقك طفلة بريئة تحملت مسؤولية أكبر من سنها."

منحته ابتسامة جانبية وهي تقول بخبث ـ"يبدو أنك كنت تراقبني جيداً حتى تسبر أغواري بهذه المهارة."

ابتسم بنعومة وهو يداعب وجنتها قائلاً ـ"أعترف بهذه التهمة تماماً، والحمد لله أن مراقبتي أسفرت عن نتائج إيجابية، وجعلتني أظفر بأجمل عروس."

شعرت بدماء الخجل تلهب وجهها فنهضت قائلة في سرعة ـ"يبدو أنك لا تريد العودة للنوم. لذا سأذهب لإعداد الإفطار. ما هو إفطارك المفضل؟"

تراجع ليسند رأسه على ظهر الفراش وهو يجيبها قائلاًـ"لا داعي لأن تتعبي نفسك، فأنا لا أتناول الإفطار عادة."

أسرعت تقول معترضة ـ"إلا الإفطار، أرجوك.(مودي)أيضاً لا يحب تناول الإفطار ويأكله مجبراً، وإذا رآك لا تتناول الإفطار أنت الآخر سيصر على موقفه ولن تُجدي معه أي وسيلة."

تراجع قائلاً بمرح ـ"لا، إلا(مودي). سألتزم بكل أوامرك يا(ماما)."

عقدت حاجبيها ثانية وهي تحاول استساغة كلمة ’ماما‘ قبل أن ترددها بضيق قائلة ـ"ماما؟ لماذا قلت هذه الكلمة؟"

تجمدت الابتسامة على شفتيه وهو يقول بحرج ـ"هل ضايقتك؟ لم أقصد. لقد سمعت(حمزة) يخاطب زوجته في الهاتف هكذا فظننت أنها كلمة طبيعية بين الأزواج."

حاولت العودة إلى حالتها السابقة وهي تقول ـ"طبيعية بين الأزواج عندما يكون لديهم أطفالاً، وليس في أول أيام الزواج."

نهض متجهاً إليها وهو يقول بأسف حقيقي ـ"تقبلي اعتذاري إذاً."

قالها وهو يلتقط كفها الرقيق ليلثمه بحب هامساً وهو يغوص بعينيه في عينيها ـ"هل تقبلته؟ لن أسامح نفسي لو تسببت في مضايقتك يوماً."

منحته ابتسامة عذبة وهي تلمس كفه بأنامل كفها الأخرى هامسة ـ"وأنا لن أغضب منك يوماً."

تأمل عينيها لثوان كاد فيها يفقد تماسكه، قبل أن يلحظ ماترتديه فيلمع الخبث في عينيه وهو يداعب معصمها بسبابته هامساً ـ"ما هذا الذي ترتدينه يا عروسي؟ هل تشعرين بالبرد؟"

شعرت بتيار كهربي يصعقها من لمسته فازدردت لعاباً وهمياً وهي تحاول التماسك أمامه، لكنه زاد من ارتباكها وهو يقترب أكثر ويزيح ياقة المعطف قليلاً ليرى المنامة الوردية تحتها ويمط شفتيه قائلاً ـ"هل ترتدي العروس منامة كهذه في ليلة زفافها؟"

واتتها جرأة مفاجأة جعلتها ترفع عينيها إليه لتقول في سرعة ـ"وهل يترك العريس عروسه ليلة الزفاف لينام محتضناً أخيها؟"

وكعادتها كلما تسرعت وتفوهت بما تندم عليه، عضت شفتها السفلى بحرج وحاولت أن تخفض وجهها لولا أن لاحظت الاحمرار يكسو وجه زوجها وهو يتنحنح في حرج هو الآخر، قبل أن يعود لطبيعته المشاكسة قائلاً ـ"هذا ما سألته لنفسي حينما استيقظت. كيف نمت وأمامي كل هذه الفتنة؟ هل وضعت لي منوماً في كوب الحليب الذي قدمته لي أمس؟"

رفعت أحد حاجبيها باستنكار وهمت بالرد عليه، لكنها سبقها وهو يحرر شفتها السفلى من ضغط أسنانها هامساً ـ"ارحمي شفتيك حبيبتي وتقبلي مزاحي.أعتذر عما حدث وعلى استعداد لتعويضك الآن".

قالها وهو يراقص حاجبيه مضيفاً بخبث ـ"فأنا لم أر نقوش الحناء بعد. وقلبي يحدثني أن ما خفي كان أعظم وأحلى".

انتابتها ارتجافة قوية لفتت انتباهه فاستغلها وهو يضمها إليه قائلاً باهتمام ـ"ماذا بك يا حبيبتي؟ هل تشعرين بالبرد؟"

زادت ارتجافتها وهي تشعر بذراعيه يحيطانها بنعومة وأنفاسه الدافئة تداعب عنقها لتختلج عضلات معدتها بقوة لا تعهدها إلا حين اقترابه منها بهذا الشكل. حاولت الاسترخاء وإراحة رأسها على صدره لكن صوت خفقات قلبه القوية أربكها، وزاد هذا الارتباك قبلاته الخفيفة التي كلل بها شعرها وعنقها حتى أوشكت دقات قلبهاعلى التوقف بعدما نسيت شيئاً يسمى التنفس.

نعومة قدها تحت ذراعيه ورائحتها الرائعة التي تسللت إلى شغاف قلبه نقلاه إلى عالم آخر لا يوجد به سواهما، فقربها إليه أكثر ليتنسم عبيرهاعميقاً ويرسل قبلاته الملهوفة على شعرها وعنقها تمهيداً لمزيد من الخدر وهو يُمني نفسه ببلوغ النعيم قريباً. كان يضايقه شعوره بتجمدها بين ذراعيه، لكنه كان ماضياً في عزمه موقناً بأنها سرعان ما ستذوب بين ذراعيه كما ذابت أمس، لذا لم ينتبه لانتفاضتها العنيفة إلا حينما ابتعدت عنه في حرج وبصرها معلق بالفراش حيث ينام الصغيروهمست بخفوت ـ"آسفة. لقد تحرك (مودي) في الفراش وخشيت أن يرانا هكذا".

حدق فيها للحظات دون استيعاب قبل أن يتنحنح قائلاً بصوت متحشرج ـ"لا عليك. لم أنتبه".

ثم ما لبث أن عادت ابتسامته الجذابة تضيء وجهه وهو يتناول ذراعها ليتأبط ذراعه ويصحبها إلى خارج الغرفة قائلاً ـ"إذاً فلنخرج من الغرفة كيلا نوقظه. هيا لنُعد الإفطار."

تأبطت ذراعه بابتسامة واسعة وصحبته للخارج قائلة بلهجة مسرحية ـ"تفضل معي أولاً في جولة حول منزلي المتواضع."

واتجهت به إلى غرفة مجاورة لغرفتهما فتحت بابها ودعته لدخولها قائلة ـ" هذه الغرفة كانت لزوجة أبي أيام زواجهما. اشتراها أبي وقت أن تزوج(بهيرة). وبعد انفصالهما أغلقناها ولم أدخلها إلا لتنظيفها. والغرفة المقابلة كانت غرفتي فيما سبق والآن يستخدمها (مودي) في اللعب. أما الغرفة التي كنا بها فهي غرفة والداي التي تزوجا فيها، لذا أنام فيها مع(مودي) حتى أشعربوجودهما إلى جواري."

ثم تأملت ملامحه للحظات قبل أن تقول ضاحكة ـ"لاتخف، فقد توفى كلاهما في المستشفى."

هز رأسه لينفي انطباعها عن خوفه وأحاط خصرها بذراعه قبل أن يقول بغتة ـ"أنت لم تحدثيني عن والديك من قبل. حدثيني عنهما."

استدارت لتواجه الردهة وجذبته من كفه إلى مكتبة خشبية أنيقة تحتل جداراً بأكمله واصطفت على رفها الأوسط عدة صور في أُطر أنيقة ميز فيها صوراً لفاتنته في مراحل عمرية مختلفة وصوراً ل(مودي). لكن أكثر ما لفت انتباهه كانت صورة في المنتصف تماماً محاطة بإطار مميز وبها سيدة محجبة ورجل وقور في الأربعينات من عمريهما تتوسطهما فتاتين لا يتجاوز عمريهما الثالثة عشرة وقد اختلطت ملامحهما بين الطفولة وبدايات الأنوثة وإن لم يختلف جمال الفتاتين عما يراه على وجه زوجته الآن. كانت ملامح الفتاتين واحدة تقريباً، مما يؤكد أنهما توأمتان. نفس العيون الزرقاء الباسمة، ونفس الشعر الذهبي الحريري المحيط بوجهيهما، ونفس الابتسامة الطفولية على شفاهما، وكأنهما لا تدركان قسوة ما تخبئه لهما الأيام.

وقبل أن تتحدث (علا) عن الصور ابتدرها زوجها بسؤال تملؤه الدهشة ـ"ما هذا؟ ألك توأم"؟

أجابته بهدوء حزين قائلة ـ" نعم. توأمتي (عنان). هذه الصورة التقطت لنا في يوم مولدنا الثالث عشر، آخر يوم ميلاد احتفلنا به، وربما يكون آخر يوم شعرت فيه بالسعادة. بعدها انفرط العقد وتحملت المسئولية وحدي. ربما شعرت بالسعادة عند مولد(مودي) لكن نظرات الناس لنا نغصت سعادتي."

ثم التفتت إليه وأضافت بعينين دامعتين ـ"إذا كانت أصعب لحظات حياتك هي وفاة رفيقك وأنت شاب...فأنا عشتها ثلاث مرات، أولها وأنا في الثالثةعشرة...ولازالت حياتي كلها صعبة".

شد قبضته على خصرها لا إرادياً ليقربها منه أكثر ومد كفه الآخر ليربت على وجنتها في تعاطف، لكنه شعر بإرتجافتها التي إنتقلت إلى صوتها وهي تقول ــ"لقد سئمت التبرير المتواصل لحقيقة صلتي ب(مودي) وأنه أخي من أبي وليس إبني."

احتواها بحنان هامساً ـ"أدرك صعوبة الموقف، ولكنه يوضح شجاعتك وصمودك في تحمل تلك المسؤولية."

وتابع وهو يمسح دمعة تسللت على وجنتها قائلاً بتأثرـ"وأسف على كل ما مررت به من آلام، حتى لو لم تختاري إخباري بها الآن".

ثم حاول أن يدير دفة الحديث بعيداً وهو يداعب خصلات شعرها متسائلاً ـ"ولكن هذه البشرة الشقراء والشعر الذهبي الذي لم أر مثله حتى الآن...هل جذورك تركية أم سورية؟"

نجحت محاولته في تغيير الموضوع، وهزت زوجته رأسها نفياً وهي تجيب بابتسامة غامضة ـ"غيّر الحروف قليلاً...جذوري روسية".

تراجع في دهشة حقيقية وهو يكرر ـ"روسية؟ كيف؟"

ضحكت لملامح الدهشة التي ارتسمت على وجه زوجها وهي تقول ـ"ألم تقل إنني قنبلة مفاجآت؟ إليك المزيد منها."

حاول الرد ولكنه لم يجد كلمات مناسبة فتابعت تشرح له قائلةـ" جدي كان من إقليم أذربيجان، وحينما شدد قادة الإتحاد السوفيتي على المسلمين فر بدينه وأسرته إلى مصر. أتى برفقة زوجته وابنتيه وابن شقيقة زوجته. وفي مصر تزوجت الابنة الصغرى من ابن خالتها الأذربيجاني وأنجبا والدتي، بينما تزوجت الابنة الكبرى من أبن صديق والدها المصري وأنجبا أبي. والمصادفة أن جدي المصري كان بدوره متزوجاً من فرنسية، لذا جاءت ملامح والدي هو الآخر غربية، ثم ورثت أناو(مودي) تلك الملامح الشقراء، وإن كان شعر (مودي) أغمق قليلاً من شعري."

دقق النظر للحظات بملامحها وداعب خصلات شعرها الذهبي بنعومة قبل أن يقول بابتسامة ـ"ياللعجب. زوجتي روسية فرنسية وزوجة شقيقي أمريكية. لا عجب أن والدي يعمل في الأمم المتحدة".

ضحكت لدعابته حتى أضاء وجهها، فتأملها ملياً قبل أن يهمس ـ"ياإلهي...وجهك يضيء حينما تضحكين."

توردت وجنتاها قليلاً فتابع بنفس النبرة ـ"وخجل كهذا يزيدك جمالاً."

قالها وهو يقترب بوجهه منها، ولكنها فرت مع حيائها وهي تفلت منه قائلة ـ"هيا لأريك باقي الشقة. لدينا شرفة رائعة تطل على الحديقة.عادة نتناول إفطارنا بها حينما يكون الجو مشمساً وتكون صحة (مودي) جيدة."

قالتها وهي تلتقط وشاحاً موضوعاً على مقبض الشرفة ارتدته على شعرها في سرعة قبل أن تفتحها وتخرج إليها.

تبعها إلى الشرفة التي كانت أشعة الشمس قد بدأت لتوها في إضاءتها، ووقف إلى جوارها يراقبان الشارع الهادئ في هذا الوقت المبكر من الصباح وأصوات الطيور تحيطهما، وسمع (علا) تستنشق الهواء في عمق قائلة باستمتاع ـ"ياربي...ما أجمل نسيم الصباح."

قلدها في استنشاق النسيم المنعش للحظات قبل أن يلتفت إليها قائلاً ـ"وما أجملك في ضوء الشمس الوليدة. لا أدري أيكما أكثر جمالاً. أنت أم هي".

التفتت إليه وقد عقدت حاجبيها لحماية عينيها من أشعة الشمس التي بدأت في الارتفاع قائلة بدهشة ـ"(مازن)! هل تغازلني؟"

اقترب ليحيط خصرها بكفيه قائلاً بنعومة ـ"ولم لا؟ألسنا زوجين؟"

تأملت عينيه للحظات كادت فيها تهتف بأنها طالما انتظرت لحظة لقائهما التي تصارحه فيها بحبها الدفين له، ولكن حيائها منعها من النطق واكتفت بالتطلع إليه في صمت أربكه وجعله يسألها بقلق ـ"هل يضايقك ذلك؟"

تضرج وجهها وهي تخفضه أرضاً للحظات، وكأنما خجلت أن تعلن موافقتها على معاملته الرقيقة معها، قبل أن ترفعه إليه ثانية وهي تهمس في حرج ـ"نحن في الشرفة. قد يرانا أحد الجيران."

تنهد(مازن) في ارتياح وهو يقودها إلى داخل الشقة قائلاًـ"ياإلهي...لقد أوشك قلبي على التوقف".

ضحكت وهي تسبقه إلى الداخل وتستدير إليه قائلةـ"ليس إلى هذا الحد...كفى مبا".

قطعت كلمتها حينما وجدت نفسها فجأة وجهاً لوجه معه وقد التحمت أنفاسهما لأول مرة، فارتبكت وارتفعت دقات قلبها حتى صارت كقرع الطبول في أذنيها وهي لا تدري أمبعثها السعادة أم الخجل أم الخوف. فهاهي بين ذراعي زوجها في أول أيام زواجهما ويعجزها خجلها عن النطق أو حتى عن مبادلة زوجها مشاعره.

كانت تتمنى أن يقترب أكثر وأن تشعر بدفء قلبه، ولكن حيائها أسدل ستاراً من الحمرة القانية على وجهها، وربما عكس ما تعتمل بها نفسها من أحاسيس مضطربة حاولت إخفاؤها وهي تخفض وجهها أرضاً. ويبدو أن (مازن) أدرك ذلك، أوأنه كان يصادف هوى في نفسه. فقد أسرع يحيط خصرها بذراعه وكأنما يحافظ على توازنها، وبيده الأخرى رفع وجهها إليه وتاه للحظات في عينيها الزرقاوين و...


 
 

 

عرض البوم صور رباب فؤاد   رد مع اقتباس
قديم 06-02-13, 11:32 PM   المشاركة رقم: 243
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عهد الكلمات


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167604
المشاركات: 658
الجنس أنثى
معدل التقييم: رباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالق
نقاط التقييم: 2651

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رباب فؤاد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رباب فؤاد المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
Jded رد: 31_ قلب أخضر بقلم رباب فؤاد .. القلب السادس

 



" لماذا أنام وحدي"؟
ارتفع صوت (مودي) الغاضب بهذا السؤال وهو يعقد حاجبيه بشكل مضحك ويضع كفيه في خاصرته وهو ينقل بصره بين أخته وزوجها في انتظار إجابة تبرر هذا الجرم الخطير في نظره. أما (علا) فتراجعت في حدة بعيداً عن زوجها وهي تشهق بصوت عال.
لم تدر لماذا شهقت بهذا الفزع...هل لأنها كانت توشك على تحقيق حلمها بأن تكون بين ذراعي (مازن)، أم لأن ولي أمرها ضبطها متلبسة وهي في هذا الوضع؟
لم تستطع كتم ضحكتها حينما جالت هذه الفكرة برأسها وهي ترى (مازن) يلتفت إلى الصغير فاتحاً ذراعيه قائلاً بحنان ـ"صباح الخير يا حبيبي".
تردد الصغير قليلاً قبل أن يجري نحو (مازن) الذي انحنى يحمله في حب ويقبله قائلاً ـ"لم أسمع ردك".
قبله (مودي) على وجنته قائلاً ـ"صباح الخير".
ثم عاد يضع كفه الصغير في خاصرته قائلاً ـ"وأنا لم أسمع ردك على سؤالي...لماذا أنام وحدي"؟
داعبت (علا) شعره الناعم وقبلت وجنته بعد أن تمالكت نفسها من الضحك قائلة ـ"لأننا أردنا تجهيز الإفطار وحقائب السفر دون أن نزعج سموك".
قالتها وهي تفتح ذراعيها للصغير قائلة ـ"وأين تحية الصباح الخاصة بي؟ أم أنها أصبحت من حق (مازن) فقط"؟
مال (مودي) في اتجاهها فاتحاً ذراعيه وعانقها بحب ثم قبل وجنتيها وهو يقول ـ"صباح الخير يا (علا). متى سنسافر ش..ش..شيخ"؟
ضحكت (علا) وهي تحمله من بين ذراعي زوجها قائلة ـ"اسمها شرم الشيخ يا حبيبي...و(مازن) سيصحبنا إلى هناك بعد الإفطار إن شاء الله...هل تسمعني؟ بعد الإفطار".
مط الصغير شفتيه بضجر وهو يقول "حسناً سأتناول الإفطار...هيا بنا".
*****************
استلقى على جانبه في هدوء وعيناه تتابعان تعاملها الرقيق مع صغيرهما وهي ترضعه ثم تضعه في مهده وتدثره جيداً.
كان يتأمل حنانها مع الصغير وقلبه يخفق بحب هذه المجنونة...بل بعشقها.
يحبها منذ رآها للمرة الأولى حينما قدمت للتدرب على يديه.
يومها لمح اختلافها عن زميلتيها، رغم أن مظهرهن الخارجي كان واحداً تقريباً
فالحجاب الأنيق والملابس المحتشمة والتعامل الراقي الحذر كان عنوان الفتيات الثلاث.
لكن قلبه تعلق بها هي وحدها.
ربما لما لمحه من إصرار وعزيمة في عينيها،
وربما لشعوره بأنها الأقرب إليه اجتماعياً،
أو ربما شعر بأنها الأقدر على فهمه وفهم اسلوب تربيته وحياته المختلفة نسبياً عن أسلوب حياة القاهرة بمدنيتها وفخامتها المرهقة في أغلب الأحيان.
رغم أن أسرتها لا تقل شأناً عن أسرتي (علا) و(منار)_ فهي الأخرى ابنة محام كبير في محافظة الغربية_ شعر بأنها الأقرب إليه فكرياً واجتماعياً بحكم اقتراب محافظة الدقهلية التي ينتمي إليها من محافظتها.
أياً كانت الأسباب، فقد وجد نفسه يتابعها ويراقبها ويختبرها بشكل غير مباشر حتى تأكد أنها هي الأنسب له، وأنها بالفعل اقتحمت أسوار قلبه.
ولا زالت تتربع على عرشه حتى الآن.
يدرك غيرتها، ويشعر بالاختناق منها كثيراً،
لكنه يحب هذا الجنون واعتاد عليه، حتى انه قد يظنها توقفت عن حبه إذا توقفت عن جنونها معه.
لاحت ابتسامة ناعمة على شفتيه وهو يراقبها تعود إلى الفراش وتندس بجانبه متسائلة ـ"هل أيقظك بكاء الصغير؟"
جذبها لتتوسد ذراعه هامساً بحب ـ"بل أيقظني ابتعادك عني. ألا تعرفين انك مصدر الدفء في حياتي؟"
ابتسمت في خجل وهي تدس رأسها قرب قلبه وتطبع قبلة رقيقة فوق موضعه هامسة ـ"بل أنت مصدر الدفء والنور والحب في حياتي يا حبيبي. حفظك الله لي ولا حرمني منك أبداً".
شدد من احتضانه لها ودس انفه بين خصلات شعرها يملأ برائحتها صدره لثوان قبل أن يواجهها هامساً ـ"أتدرين أنك كنت فاتنة أمس في زفاف (مازن)؟ متى اشتريت هذا الرداء؟"
ابتسمت في سعادة وهي تسأله بلهفة طفلة صغيرة ـ" أحقاً أعجبك؟ هل كان جميلاً؟"
اتسعت ابتسامته لرؤية سعادتها الشفافة، فأجابها بإعجاب وهو يداعب وجهها الرقيق ـ" بل كان رائعاً."
أوضحت بسعادة طفولية ـ" لقد اشتريته لحفل تخرج (أسامة) الذي أقامه والدي، لكنك لم تحضر لا حفل أكاديمية الشرطة ولا الحفل في بيتنا."
مط شفتيه قائلاً بتبرم ـ"لا تذكريني بذاك اليوم. كدت أقتل أحدهم يومها بعد سرقة سيارتي. لكنها عادت والحمد لله".
ثم ما لبثت ابتسامته أن عادت لتضيء وجهه وهو يشعر بقوامها الغض تحت أنامله هامساً بلهجة مغوية ـ"المهم أنني رأيت رداءك اليوم يا ذات الرداء الأحمر وفُتنت به وبصاحبته. والمهم أن روعتك طغت على كل من في الحفل... في الأساس أنا لم أر غيرك يا ملاكي".
وكأن كلماته ولمساته حملت سحراً جعلها تحلق في عالم آخر وهي تتأمل تقاسيم وجهه الحبيب على ضوء النهار الوليد الذي تسلل بخفة من النافذة، ورأت حبه لها مشعاً من عينيه لتهمس بوله وهي تداعب وجنته بظاهر كفها ـ"أحبك".
لمعت عيناه الفيروزيتان وهو يداعب طرف أنفها بطرف أنفه هامساً بدوره ـ"وأنا أعشقك".
تمازجت أنفاسهما بنعومة للحظات قبل أن يبتعد بوجهه عنها ليتبع بأنفاس لاهثة ـ"لم ننه مناقشة الأمس.. ولم أقنعك بعد بوجهة نظري".
رفعت حاجبيها وهي تبتعد بوجهها عنه قائلة ـ" ألم اقتنع بالأمس؟"
جذبها إليه أكثر وهو يجيبها ضاحكاً ـ" كلا لم يبد أنك اقتنعت بها. وأنا مصر على إقناعك".
وكان له ما أراد.
********************
جلس شارداً على حافة الشرفة العريضة يرتشف مشروبه الساخن وهو يراقب حركة أوراق الأشجار الخجلى من مداعبات رياح الشتاء، حينما اقتربت منه بهدوء لتضع صينية الحلوى على منضدة مجاورة وهي تسأله بمشاكسة ـ"فيمن تفكر؟ قل لي من هي كي اقتلها فوراً".
التفت إليها ولانت ملامحه بابتسامة ناعمة وهو يجيبها مازحاً ـ"ستكون أغرب جريمة قتل إذاً. وستختار (منار) لك عنواناً جذاباً..طبيبة شابة تقتل نفسها بسبب الغيرة على حبيبها..ممممم ياله من عنوان فاشل. يبدو أنني لا أتمتع بحسها الصحفي".
ضحكت على دعابته وجلست على مقعد مجاور قائلة بنبرة خاصة ـ"وكأنني سأصدق أنك تفكر في...ها أنذا أمامك ولكنك تفكر في أخرى.. اعترف يا سيادة النقيب".
ضحك بدوره وهو يضع فنجانه على المنضدة ويتحرك ليجلس على مقعد مقابل لها قائلاً بجدية مفتعلة ـ" حسناً أعترف أنني أفكر بأخرى..أخرى ضايقتها عامداً ولا أدري ما السبب حتى الآن".
مالت بوجهها نحوه قائلة بتعاطف ـ"من الجيد أنك تعترف بما فعلته معها..أهكذا يكون أول لقاء بينكما بعد غياب عشرين يوماً؟ إنها (منار) يا (سيف)..غاليتك وأختك الوحيدة. كيف استطعت أن تفعل ذلك بها؟ كيف لك أن تجرحها بهذا الشكل؟"
مط شفتيه وتنهد بعمق وهو يهرب بنظراته بعيداً ـ"صدقيني أنا نفسي لا أفهم كيف حدث ذلك... لقد كنت متلهفاً لرؤيتها حتى أنني تسللت لغرفتها وشاكستها لأوقظها حتى قبل أن أغير ملابسي أو أغتسل من إرهاق الطريق. لكني لا اعرف ماذا يصيبني حينما تأتي على ذكر خطيبها أمامي... أشعر برغبة غريبة في لكمه".
لم تتمالك نفسها لتنفجر ضاحكة على نبرة الغيظ في صوته لتهتف باستنكار ـ"(سيف)..أتغار من (رأفت)؟
انتقل الاستنكار إلى صوته وهو يرفع أحد حاجبيه هاتفاً بدوره ـ"أغار؟"
زاد ضحكها حتى أدمعت عيناها وهي تقول من بين ضحكاتها ـ"نعم تغار. لقد اعتدت أن تكون (منار) لك وحدك..تهتم بشؤونك وتشاكسك، بل وترهن حياتها أحياناً كثيرة بك. لم تتخيل أنه قد يأتي يوم ليشاركك اهتمامها شخص آخر، بل ربما يحظى وحده به".
عقد حاجبيه وأشاح بوجهه وكأنه يرفض الاعتراف بما تقوله، لتواصل هي في إصرار ـ" الشيء الغريب هو أن مشاعر الغيرة تلك يجب أن تصيب عمو (مختار) وليس أنت. فهي ابنته والأقرب إلى قلبه دائماً... أما أن يغار شقيقها فهذا هو الجديد".
عاد ببصره إليها يتأملها في صمت للحظات قبل أن يتنهد ثانية ويهز رأسه معترفاً بلهجة أقرب إلى الخجل ـ"ربما كنتِ على حق، وإن جانبك اختيار اللفظ. أنا لا أغار من (رأفت)، لكني لا أراه يستحق شقيقتي الوحيدة. كل ما فيه يستفزني..عمله وتفكيره وملابسه وحتى ملامحه. إنه لا يستحق (منار) أبداً".
كان وقع كلماته غريباً على أذنيها، فلم تتخيل للحظة أن يتكلم خطيبها بهذه الكيفية عن خطيب شقيقته المهذب ذو الأصل الطيب، فقالت بضيق ـ"أنت لا تكرهه لأنها فضلته على صديقك...أليس كذلك؟"
رفع عينيه لها بنظرة حادة، ثم ضغط فكيه وهو يشيح بوجهه قائلاً بلا مبالاة مصطنعة ـ" بالطبع لا.. لم أكن لأجبرها على الزواج من صديقي.. ولم أكن لأتركها تتزوج ضابط أمن مركزي..فهي لن تحتمل حياته".
رفعت أحد حاجبيها وهي تشعر بكلماته تخنقها ـ"فلماذا أتزوجك إذا كنت لن أحتمل حياتك أنا الأخرى؟"





 
 

 

عرض البوم صور رباب فؤاد   رد مع اقتباس
قديم 06-02-13, 11:44 PM   المشاركة رقم: 244
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عهد الكلمات


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167604
المشاركات: 658
الجنس أنثى
معدل التقييم: رباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالق
نقاط التقييم: 2651

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رباب فؤاد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رباب فؤاد المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
Jded رد: 31_ قلب أخضر بقلم رباب فؤاد .. القلب السادس

 





شعر بتأثير كلماته العفوية على وجهها فأسرع يتناول كفها بين راحتيه قائلاً بحب ـ" حبيبتي نحن نختلف... نحن متحابان منذ الصغر، وأنت تعرفين عملي وأسلوب حياتي منذ البداية ورضيت به. أما هي فلم يربطها بصديقي أية مشاعر، وبالتالي فلا يوجد ما يجبرها على الحياة معه".
لم يبد عليها الاقتناع بتبريره، فسحبت كفها لتزيح خصلة من شعرها العسلي خلف أذنها، ثم تظاهرت بتناول فنجانها لترتشف مشروبها الساخن مؤثرة عدم التعليق عليه.
شعر بضيقها الذي ارتسم على محياها الرقيق فجأة، خاصة حينما سحبت كفها، فمط شفتيه ثانية ونهض ليقف أمام حاجز الشرفة ليتابع تبريراته قائلاً ـ"لا أنكر أنني انتظر زفافها لأراها بفستانها الأبيض منذ خطت أعتاب الأنوثة. لكنني تخيلت أنها ستتزوج وتظل بجانبنا. ربما تتزوج بأحد الأحياء المجاورة أو حتى المدن السكنية الجديدة... لكن أن تتزوج في الإسكندرية؟".
ثم أردف يسألها بغتة ـ"ألم تتساءلي عن أسباب قبولي الانتقال إلى العريش الآن رغم رفضي السابق؟ لقد قبلته كي اعتاد الابتعاد عنها. كي أتقبل فكرة أن تكون لها حياتها بعيداً عني".
تغلبت على ضيقها وهي تنهض لتقف إلى جانبه قائلة في حيرة ـ" وكأن الإسكندرية في قارة أخرى.. وما المانع أن تستقل بحياتها بعيداً عنا ثم نذهب نحن لزيارتها كلما سمح الوقت؟ لديكم شقة بالإسكندرية ولن يكون صعباً أن نقضي فترات الإجازة سوياً. كما أنها لن تكون المرة الأولى التي تبتعد فيها عنها.. ألم تقض أربع سنوات بأكاديمية الشرطة؟ ألم تعتد الابتعاد وقتها؟"
ثم هزت رأسها بعدم اقتناع قائلة ـ"(سيف) أنت تخبئ أمراً ما...ما الذي تعرفه عن (رأفت) لترفضه هكذا دون إبداء أسباب منطقية مقنعة؟ هل لاحظت عليه أي سلوك غير سوي؟"
هز رأسه بقوة قائلاً ـ" بالطبع لا. لو كنت لاحظت أي شيء غير أخلاقي لم أكن لأترك خاتمه ببنصرها لحظة واحدة".
لمست عضده القوي تحت ملابسه الثقيلة وقد تزايدت حيرتها قائلة ـ" إذاً ما الأمر؟ إما أن تصرح بما تخفي إذا كان هناك ما تخفيه أو تعترف بغيرتك غير المنطقية من (رأفت)، وعليك الاختيار الآن".
زفر بقوة وخلل شعره البني بأصابعه للحظات في تردد قبل أن يحسم أمره بزفرة ثانية قائلاً ـ"(رأفت) عضو بالجمعية الوطنية للتغيير وبحركة 6 أبريل، وتقريباً هو أحد المقربين من الدكتور (البرادعي) أيضاً. أي أنه معرض للاعتقال في أي لحظة بموجب قانون الطوارئ وبسبب علاقته ب(البرادعي). والأدهى أنه يجر شقيقتي إلى نفس الطريق".
عقدت حاجبيها مستنكرة ـ"هل أصبح الدكتور (البرادعي) مثار شبهة؟ الرجل حائز على جائزة نوبل و...".
قاطعها بهدوء قائلاً ـ"جائزة نوبل أخذها من الغرب، وليس من مصر. أما في مصر فهو مجرد ناشط سياسي معادي للنظام الحالي وينادي بسقوطه، وهذا وحده كفيل باعتقاله بتهمة محاولة قلب نظام الحكم".
قالت بسخرية ـ" أو تلفيق أي اتهام كاذب له مثل باقي المعارضين".
مط شفتيه ولم يعلق على جملتها فتابعت هي بثقة ـ"ولمعلوماتك.. الآن أصبحت أحترم (رأفت) أكثر. يكفي أنه ليس شاباً تافهاً مثل أغلب الشباب الذي لا هدف له ولا قضية. الآن أيقنت أنه أنسب زوج ل(منار)".
اتسعت حدقتاه العسليتان في استنكار شديد وهو يهتف بها ـ"(لميس)... ماذا تقولين؟"
أزاحت خصلات غرتها عن عينيها وهي تنظر بثقة في عينيه قائلة بثبات ـ"أقول السبب الحقيقي لرفضك تلك الزيجة ثم إصرارك على الانتقال إلى العريش.. أنت تخشى أن تخرج لفض إحدى المظاهرات فتجد أختك وخطيبها أمامك. وقتها ستكون ممزقاً بين واجبك كضابط وحبك لشقيقتك الوحيدة...أليس كذلك؟"
عقد حاجبيه في ضيق وأشاح بوجهه بعيداً حينما شعر بها تعريه بكل سهولة.
هكذا هي دائماً بارعة في كشفه وقراءة ما يخفيه عن الجميع، حتى عن شقيقته الوحيدة.
دائماً ما أدهشته تلك الموهبة والفراسة التي تتميز بها، والتي تمكنها من إدراك ما بين السطور وربط الصور المختلفة سوياً.
لذا لم يجد بداً من الاعتراف بصحة تخمينها، فعاد ليخفض رأسه قليلاً قبل أن يتنهد بعمق ويلتفت إليها قائلاً بابتسامة شاحبة ـ"دائماً تجيدين معرفة ما يدور بداخلي، حتى وإن لم أعترف به".
تأملته بعينيها الذهبيتين اللتان لمعتا ببريق أخاذ وهي تبتسم وتضغط كفه بحنان ـ"لو لم أعرف ما بداخلك فلا يحق لي أن أكون حبيبتك. حبيبي قلتها لك من قبل وأعيدها وسأظل أقولها دوماً..أسمك (سيف الإسلام) وليس سيف أي شخص آخر. إذا وضعتها نصب عينيك فلن تعاني هذا الانقسام داخلك".
ضغط كفها بدوره وإن لم يبد على وجهه أنه ارتاح لعبارتها الأخيرة. إذ سرعان ما تنحنح وهو يترك كفها قائلاً بلهجة غريبة ـ"حبيبتي سأضطر لتركك الآن.. اشعر ببعض الاختناق، وربما خرجت مع بعض الأصدقاء".
لوت شفتها السفلى بدلال ساحر وهي تقول بضيق مصطنع ـ"تترك خطيبتك وزوجة المستقبل من أجل أصدقائك. تذكر أنك أذنبت في حقي مرتين اليوم..مرة تفكر في سواي والآن تتركني لأصدقائك. الآن أيقنت كم تحبني".
ابتسم على دلالها الذي يعشقه وداعب ذقنها قائلاً ـ"ماذا أفعل إذا كانت حبيبتي ستتركني بعد قليل من أجل مناوبتها الليلية؟"
لكزته في كتفه قائلة بسخط رقيق ـ"لقد أخذت اليوم أجازة خصيصاً لأجلك على أمل أن نخرج سوياً، فلا تتحجج بعملي".
ضحك من قلبه وهو يرسم ابتسامة بأصابعه على وجهها هامساً بتلاعب ـ"ما دمت أخذت أجازة من أجلي فلابد من مكافأتك. هيا ادخلي لتغيير ملابسك وأخبري خالتي أننا سنعود متأخراً.. أنا زوجك شرعاً وهي لن تعترض".
صفقت بكفيها في جذل كالأطفال وهي تهتف بحماس ـ"خمس دقائق وأكون مستعدة.. أعدك لن أتأخر".
لكنه كان واثقاً أنها لن تفِ بهذا الوعد بالتحديد.
فلا توجد فتاة لا تتأخر حينما يتعلق الأمر بالاستعداد للخروج مع خطيبها".
********************

عدلت من وضع نظارتها الشمسية لتخفي عينيها الجميلتين وهي تتأمل أخيها الصغير مع زوجها على شاطئ شرم الشيخ. كان زوجها يرتدي ملابس شبابية وهو يلعب مع (مودي) بحنان غريب والصغير يتجاوب معه وكأنما أدرك قلبه البريء حب (مازن) الحقيقي له، والذي أصبح يعتبره والده الجديد.
وبينما تراقبهما بابتسامة هادئة تذكرت أحداث اليوم السابق، منذ تناولت مع زوجها وأخيها طعام الإفطار، حتى صحبهما (رأفت) بسيارة (مازن) إلى ميناء القاهرة الجوي ليستقلوا الطائرة إلى شرم الشيخ. تذكرت ابتسامته وهو يتأمل ملامحها الجذلة هامساً ـ"لا يليق بزوجة (مازن عاشور) أن تسافر رحلة شهر العسل سوى بالطائرة".
منحته نظرة امتنان حجبتها نظارتها الشمسية، ولكنها تجزم أنه شعر بما تحاول قوله بعينيها فأضاف ـ"كما أنني أريد أن نستمتع بكل لحظة نقضيها سوياً في هذه الرحلة".
لن تنس سعادة (مودي) وهو يصفق بكفيه جذلاً حينما رأى الطائرة لأول مرة وحينما صعد إليها مصراً على الجلوس إلى جانب النافذة. سعادته كانت تسعدها، وابتسامة (مازن) الصافية الحنون وهي يجيب أسئلة الصغير الصاخبة جعلت قلبها يهتز طرباً بين ضلوعها.
والغريب أن (مودي) لم يستسلم للنوم في هذه الرحلة أيضاً، ولم يجعلها تهنأ بغفوة ولو قصيرة.
فتارة يدير وجهها إليه ليسألها عن جناح الطائرة، ثم ما يلبث أن يجذب كف مازن ليسأله عن ذلك القطن الأبيض المحيط بالطائرة، لتعلو ضحكته الجذلة حينما يعرف أنه السحاب الذي يراه في السماء.
لذا حينما وصلوا جميعاً إلى الفندق، كانت أكثر من منهكة وسقطت في بئر النوم اللذيذ.
لم تخف عليها ملامحه حينما استيقظت هذا الصباح، ولم تخف عليها سخريته وهو يقول مازحاً "واحدة بواحدة إذاً".
لكن ابتسامته الهادئة بعدها أزالت حرجها لتتعامل بشكل طبيعي تقريباً على مائدة الإفطار.
ثم خرجوا جميعاً إلى الشاطئ، وهاهي تتابع بابتسامة حانية مرحهما الصاخب بعينيها قبل أن تخترق مسامعها ضحكات رقيقة.
التفتت في سرعة إلى مصدر الصوت لتشعر بقبضة باردة تعتصر قلبها.





 
 

 

عرض البوم صور رباب فؤاد   رد مع اقتباس
قديم 06-02-13, 11:47 PM   المشاركة رقم: 245
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عهد الكلمات


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167604
المشاركات: 658
الجنس أنثى
معدل التقييم: رباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالق
نقاط التقييم: 2651

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رباب فؤاد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رباب فؤاد المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
Jded رد: 31_ قلب أخضر بقلم رباب فؤاد .. القلب السادس

 









فخلفها تماماً جلست فتاتان بعمر الزهور، ويبدو من ملامحهما أنهما توأمتان. كانتا تلعبان بمرح وضحكاتهما البريئة تسبقهما، ومن بعيد جلس والداهما يراقبانهما في حنان.

شعرت بغصة في حلقها وهي تتابعهما ببصرها، وتداعت إلى مخيلتها مشاهد عديدة لفتاتين في نفس السن تقريباً؛ توأمتان لم تفترقا يوماً، حتى أثناء النوم، إلى أن فرقهما الموت.

ودون أن تدري، انسابت دموعها من تحت النظارة تغرق وجهها، ومع كل صورة تتدفق إلى ذاكرتها يتزايد انهمار الدموع حتى شعرت بأن جسدها بدأ يهتز من نشيجها. حينها قفزت من مقعدها وهرعت إلى داخل الفندق دون أن تأبه بزوجها الذي ناداها أكثر من مرة في قلق.

وبكل ما أوتيت من قوة_أو بالأحرى ما تبقى لديها من قوة_ أسرعت (علا) الخطى داخل الفندق متجهة إلى الاستقبال لتأخذ مفتاح غرفتها. بل إنها لم تنتظر المصعد وإنما صعدت سلم الفندق قفزاً وكأنها تهرب من ذكرياتها التي تطاردها بقسوة.

كان يشعر بطاقة غريبة وهو يلعب بالرمال مع صديقه الصغير، حتى أن حرارة الشمس لم تزعجه رغم أنه ظل تحتها لعدة ساعات.

ورغم سعادته بهذا اللعب، كان هناك صوتاً خفياً يحثه على أن يختلس النظر إلى أميرته التي أخفت نصف وجهها بنظارتها الشمسية، بينما لفحت حرارة الشمس النصف الثاني لتمنحه حمرة ساحرة مثيرة تجعله على وشك أن يفقد السيطرة على تماسكه.

بالأمس شعر بإرهاقها منذ كانا بالطائرة ولمح أجفانها تنزلق رغماً عنها أكثر من مرة، وحينما وصلا إلى الفندق ورفعت نظارتها الشمسية فوق رأسها لاحظ نظرتها الناعسة التي تصرخ طلباً للنوم.

حينها أشفق عليها من مجرد فتح أي حديث معها، وتركها تستغرق في النوم حتى الصباح، واكتفى بمراقبتها وهي نائمة...وكأنه يكرر ما فعلته هي معه في الليلة السابقة.

كانت براءتها وهي مستغرقة في النوم تغريه بشدة كي يغرق أصابعه في سلاسل الذهب التي تتوج رأسها أو أن ينعم بحرير وجهها، لكنه تماسك لاعناً وعده الغبي بألا يجبرها على شيء حتى تكون مستعدة تماماً.

هو لا ينكر أنها تتقبل مداعباته الخفيفة...لكنها ربما لا تتجاوب سريعاً بعد ذلك و..

خرج من ذكرياته على صوت ضحكات بريئة فأدار بصره إلى مصدر الصوت لترتسم ابتسامة هادئة على شفتيه حينما رأى الفتاتين.

لا يدري لماذا تذكر زوجته عندما رأى الفتاتين.

ألانهما شقراوان مثلها؟ أم لأنهما توأ...

بتر تساؤله وهو يلتفت لها ليجدها تعتدل في مقعدها ودموعها تنهمر في صمت على وجنتيها قبل أن تنهض وتهرول مسرعة إلى داخل الفندق.

نهض مسرعاً والتقط كف الصغير قائلاً بهدوء ـ"يكفينا لعب في الرمال اليوم يا (مودي). هيا نصعد غرفتنا لنستريح".

لم يعارضه الطفل وصحبه في هدوء إلى غرفتهما التي طرق بابها أكثر من مرة قبل أن تستجيب له (علا).

لم تمنحه فرصة لتأمل وجهها المنهك ولا عينيها اللتان تورمتا من البكاء وأنفها الذي أصبح مضحكاً من شدة احمراره. فما أن فتحت لهما حتى اتجهت من فورها إلى الشرفة وأغلقت الباب خلفها بإحكام وجلست تنظر إلى البحر.

أما هو فأغلق الباب خلفه وأشار إلى الصغير قائلاً ـ"انتظرني هنا...سأتحدث مع (علا) وأعود نغير ثيابنا".

أومأ الصغير برأسه متفهماً، ولم تبد عليه الدهشة من بكاء أخته، والذي بدا مألوفاً له من كثرة ما عايشه معها.

اتجه إلى الشرفة وأزاح الجرار الزجاجي بهدوء ليدخل إلى الشرفة. ورغم أنها شعرت به، لم تحاول (علا) الالتفات إليه وإنما ظلت تطالع البحر في شرود ودموعها تواصل انهمارها على وجنتيها.

وقف يتأملها للحظات شعر فيها بمدى ما تعانيه من ألم بسبب الذكريات التي تطاردها، ثم ما لبث أن ركع على ركبتيه ليواجهها ولمس كفها بحنان هامساً ـ"(علا)...لا يمكن أن تسيطر الذكريات على حياتك ومستقبلك...أدرك مدى الألم الذي تعانينه، ولكن الحياة لابد وأن تستمر رغم كل شيء".

التفتت إليه بوجه جامد أخفت النظارة الشمسية نصف ملامحه وهي تقول بلهجة خالية من الانفعالات ـ"أي حياة؟ وما قيمتها دون الأحباب"؟

مد أنامله يمسح دموعها قائلاً بحنان ـ"لقد عوضك الله أحباباً جدد. قد لا نحتل في قلبك نفس المكانة، ولكن من حقنا عليك أن تضعينا في حسبانك".

اختنق صوتها بالعبرات وهي تهمس بصوت متحشرج ـ"صعب..صعب أن أنسى..سامحني".

هزه انكسارها فوجد نفسه يحتويها بحنان ويربت على ظهرها هامساً بدوره ـ"أدري يا حبيبتي..أدري. لكنه قضاء الله ولابد من تقبله".

قالها ثم طبع قبلة حانية على جبينها وأضاف بهدوء مدروس ـ"لن أطالبك بأن تفتحي قلبك الآن إلا حينما تكونين مستعدة لذلك. ولكن على الأقل حاولي أن تستمتعي بالمكان وأن تطردي الذكريات بعيداً، ولو حتى إشعار آخر. حاولي أن تبدئي هنا حياتك من جديد...بعيداً عن الأحزان...هل تعدينني"؟

جاهدت لدفع شفتيها إلى الابتسام وهي تقول بصوت متحشرج ـ"أعدك أن أحاول".

*********************

كانت تتمنى لو تلتزم بوعدها معه وتحاول أن تكف عن البكاء كلما تذكرت أهلها الراحلين، وتظاهرت بذلك بالفعل وهي تخرج في المساء مع زوجها وأخيها للتنزه في شوارع شرم الشيخ في المساء. بل وأرغمت نفسها على تناول العشاء معهما وهي ترسم ابتسامة فارغة لا تتجاوز شفتيها ولا تعكس سعادة حقيقية بداخلها.

يومها ظنت نفسها ممثلة بارعة لنجاحها في إخفاء مشاعرها الممزقة وأنين قلبها المكلوم، لكن عيني (مازن) لم تغفلا عنها ولا عن محاولاتها الحثيثة لوأد حزنها.

ورغم ذلك تظاهر هو معها بأنه صدق تمثيلها، محاولاً أن يخرجها جدياً من حزنها.

هي الأخرى لم تخف عليها رقته البالغة وحنانه الدافق الذي سال عذباً من مقلتيه، لتحمد الله في أعماقها على كونه زوجها.

ما أن وصلت جناحهما في الفندق واطمأنت إلى استغراق أخيها في النوم بين أحضان (مازن) كالعادة حتى تكورت فوق فراشها الموازي لفراش (مازن) وسمحت لدموعها الحبيسة بالانهمار ثانية وذكرياتها مع توأمتها تهاجمها بضراوة حتى ارتفع صوت نحيبها رغماً عنها وهي تكتم شهقاتها بكفها وتهمس من بين دموعها تدعو لهم بالرحمة.



لم تخف عليه محاولاتها للتظاهر بالمرح معهما أثناء النزهة، ولم يخف عليه انكماشها على الفراش ولا ارتجافة جسدها التي أنبأته بدموعها الحبيسة وهجومها الجارف لتكتسح مآقيها وتغرق وجهها الناعم. لذا سرعان ما نهض متجهاً إليها وربت على ذراعها بتعاطف قائلاً ـ"آمين اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين".

شهقت في عنف وهي تهب جالسة على الفراش لتراه راكعاً على ركبتيه بين الفراشين وعيناه تحملان حنان العالم وهو يتابع بابتسامة هادئة ـ"لا تخافي، إنه أنا (مازن)... هيا انهضي معي إلى الشرفة قبل أن يوقظ نحيبك (مودي)"

تبعته كالمسحورة وهي تحكم إغلاق معطفها المنزلي الثقيل وحجابها البسيط لتجده يرمقها مبتسماً وهو يدعوها للجلوس قائلاً ـ" تفضلي... الجو ساحر الآن. أحسنت بارتداء معطفك الثقيل كيلا تشعري بالبرد".

أغلقت باب الشرفة الزجاجي خلفها واتجهت إلى أقرب مقعد حينما أشار إلى أريكة لشخصين قائلاً بود ـ"أعتقد أن الاريكة ستكون مريحة أكثر".

أطاعته دون نقاش وكأنما أنهكها طول البكاء، فجلست وهي تمسح دموعها لتفاجأ به يجلس إلى جوارها ويحيط كتفها بذراعه الأيسر قائلاً بحنان ـ"هلا وضعتِ رأسك على كتفي وأخرجتِ ما بداخلك؟ أم أنك لا تريدين؟"

تأملت ملامحه على أضواء الحديقة الخافتة وهي تشعر بأمان غريب جعلها تسبل جفنيها وتريح رأسها بالفعل على كتفه وكأنه مغناطيس يجذبها إليه.

لم تدر كم ظلت صامتة على هذا الوضع وهي تشهق بخفوت بين الحين والآخر من أثر البكاء قبل أن تسترسل معه في الحديث قائلة ـ" مشهد هاتين الفتاتين أعاد إلى ذاكرتي شقيقتي (عنان).. توأمتي. كنا توأمتين متماثلتين في كل شيء، لم يكن هناك من يستطيع التمييز بيننا. ننام ونستيقظ ونخرج ونلعب ونذاكر سوياً.. كل شيء كان مقسوماً بيننا على اثنتين. نصفي الثاني ومرآتي اللي أشعر وكأنني ضائعة بعيداً عنها. صديقتي الوحيدة التي لم تستطع أخرى أن تأخذ مكانها في حياتي.. كاتمة أسراري و...".

تهدج صوتها وغلبتها دموعها فتوقفت عن الحديث وهي تنتحب بمرارة مزقت نياط قلبه وجعلته يقربها إليه أكثر وكأنما يحاول أن يعوضها خسارتها الفادحة وهو يمسد ظهرها بحنان.

أما هي فغاصت في أحضانه وكأنما راقها الدفء الذي افتقدته طويلاً، ثم عادت تواصل قصتها قائلة ـ"بعد أن أتممنا عامنا الثالث عشر، مرضت (عنان) وكانت بحاجة إلى جراحة ضرورية. بالطبع كان والدانا على استعداد لبذل أعينهم من أجلنا. دخلت (عنان) العمليات ونجحت الجراحة، لكنها لم تفق... جرعة المخدر كانت أكبر من احتمالها فدخلت في غيبوبة. خمسة أيام ونحن نصلي حولها ونستغفر وندعو كي يشفيها الله وتعود إلينا. ولكن لم يكن هناك أي بشائر على تحسن حالتها أو احتمال عودتها إلى الوعي مرة ثانية. وفجأة انتهت (عنان) واختفت من حياتي، واختفى الكثير برحيلها. كرهت كل شيء واكتأبت، وربما كنت على وشك الفشل دراسياً. وما زاد اكتئابي كان انهيار أمي التي شعرت بمدى رفضها للحياة. أمي كانت تحبنا كثيراً لكن (عنان) كانت الفتاة المطيعة دوماً والتي يعشقها الجميع لرقتها وهدوئها. أما أنا فكنت الشقية المشاغبة التي دائماً ما تقع في المصائب وتداري عليها توأمتها. لذا شعرت لبعض الوقت بأن سبب حزن أمي هو أنها كانت تحب شقيقتي أكثر مني، وهذا ما جعلني أتغير تماماً. تحولت إلى نسخة من (عنان) رحمها الله. نفس نبرة الصوت الهادئة ونفس التعامل الرصين وكأنها بُعثت من جديد. عقلي الصغير أنبأني وقتها أن أمي ربما تتحسن إذا شعرت بأن ابنتها الأثيرة لم تمت. لكنني كنت مخطئة. فلو أنني أنا التي رحلت وبقيت (عنان) لأصيبت أمي بنفسي الاكتئاب ولماتت كمداً علي. قبل أن يمر عام على وفاة (عنان) كانت أمي تلحق بها، ليخلو المنزل من نصف سكانه في أقل من عام، وأبقى وحدي مع أبي".

قالتها وارتفع نحيبها بشدة آلمته وجعلته يحتويها أكثر وهو يهمس بأذنها في حنان ـ" حبيبتي هوني عليك. هذا قضاء الله وأنت مؤمنة ولابد أن ترضي بقضائه. لقد عاشوا العمر الذي كتبه الله لهم، لم ينقصهم دقيقة ولا شربة ماء. ولكل أجل كتاب".

أبعدت وجهها عن صدره بعدما أغرقته بدموعها وحاولت مسح وجهها قائلة بصوت مختنق ـ"أعلم ذلك وراضية بقضاء الله، لكن حزني ليس بيدي. الفراق صعب، خاصة حينما تتخيل أنك لن تر أقرب الناس إليك ثانية. أنك لن تسمع صوتهم ولن تر ضحكتهم ولن تشاكسهم. لازلت حتى الآن أشعر برغبة ملحة في العودة سريعاً إلى البيت كي أقص على مسامع (عنان) كل ما مر بي طوال اليوم، ثم أعود فأتذكر أنها لم تعد معي لأكتم مشاعري بداخلي وأترك دموعي تروي وسادتي."

ثم ابتسمت ابتسامة شاحبة وهي تتابع ـ"أحياناً كثيرة أجد عقلي عاجزاً عن تذكر بعض الأشياء القديمة فأقول لنفسي لا بأس..سأسأل (عنان) حينما تعود. صدقني لا يمكنني التحكم في تلك المشاعر".

أحاط وجهها بكفيه وهو يمسح دموعها برقة ويهدئها هامساً ـ"أعرف شعورك جيداً، وأقدر صعوبته على فراشة رقيقة مثلك لأنني_وأنا رجل_ لا يمكنني حتى الآن نسيان صديق عمري الذي مات بسببي. لذا من الطبيعي أن تكون مشاعرك نحو توأمتك الراحلة بهذه القوة".

استعذبت لمساته للحظة قبل أن تداهمها سخونة مفاجئة ألهبت وجنتيها بحمرة الخجل، لتتحرك بداخله رغبة قوية في مشاكستها وهو يقترب منها ليلثم جبهتها برفق قبل أن يهمس ـ"أتعلمين ماذا أريد الآن؟ أريد كوباً من الكاكاو الساخن، وأثق أنك تريدينه مثلي. انتظري حتى أطلبه من خدمة الغرف، فهو ما تحتاجينه الآن لتهدئة أعصابك".

عادت أنفاسها إلى صدرها بمجرد أن قام للداخل، وكأن حركاته العفوية كانت سبباً في توقفها عن التنفس. وما أن شعرت بعودة دقات قلبها إلى معدلها الطبيعي حتى نهضت لتقف بجوار سور الشرفة الحديدي وتتأمل الحديقة الرائعة المحيطة بالفندق وإضاءتها المبتكرة وهي تحاول إبعاد الذكريات المؤلمة عن مخيلتها إلى أن شعرت بزوجها يعود حاملاً صينية صغيرة عليها كوبي الكاكاو الساخن وهو يقول بجذل ـ" شكله مغري ورائحته اخترقت مخي منذ فتحت الباب. تخيلي كلما ذهبت إلى مقهى وأنوي طلبه أجد (حمزة) و (رأفت) يطلبان القهوة أو النسكافيه، فأشعر بأنني أبدو طفلاً بينهما، وأضطر إلى شرب ما يشربون".

ضحكت رغماً عنها فابتسم هو الآخر قائلاً بسعادة ـ" هكذا أريدك دوماً... أرأيت كم هي عذبة ضحكتك؟ وآه لو تعرفين ماذا فعلت هذه الضحكة في قلبي.. جعلته يرفرف بين جنباتي".

عادت وجنتيها للاحمرار فجذبها من كفها ليجلسها إلى جواره ثانية ويقدم لها كوب الكاكاو قائلاً ـ"لااا...وفري هذا الاحمرار إلى أن تشربي الكاكاو... حينها سيشتعل وجهك حقاً".

ضحكت ثانية وهي تحيط كوب الكاكاو الساخن بكفيها الباردتين وتراقبه يرتشف من كوبه بتلذذ وهو يقول باستمتاع حقيقي ـ"سلمت يدا الفنان الذي صنعه. أشعر وكأني أسعد مخلوق في العالم الآن".

تأملته بدهشة وهي تهمس ـ"هل أنت جاد؟ الكاكاو الساخن جعلك سعيداً لهذه الدرجة؟"

حاصر عينيها بعينيه الفحميتين وهو يقترب بوجهه منها هامساً ـ"أنا سعيد بالفعل، ولكن ليس بسبب الكاكاو. أنا سعيد لأن زوجتي تجلس معي ولم يعد بيننا أية حواجز".

تاهت للحظات في نظراته وهي تشعر برفرفة قلبها بين ضلوعها وكأنه يود الخروج ليقفز إلى ضلوعه هو، وتسارعت أنفاسها حينما شعرت بلهيب أنفاسه يلفح وجهها وينبئها بمزيد من الخدر.

كادت تستسلم لتلك المشاعر اللذيذة التي تداهمها لأول مرة حينما فوجئت به يصرخ ألماً ويهب واقفاً وهو ينفض الكاكاو الساخن عن بنطاله بعدما اهتز كوبها ليسكب نصف ما به على فخذه المسكين.

أسرعت تضع كوبها على المنضدة وهي تنهض بدورها وتقترب منه قائلة بحرج وارتباك ـ" يا إلهي..ماذا حدث؟ أنا آسفة يا (مازن).. لا أدري كيف اهتز الكوب في يدي و...".

قاطعها وهو يرفع رأسه عن الدمار الذي حاق بسرواله الجديد ليضع أنامله على شفتيها قائلاً بابتسامة عذبة ـ"رويدك يا حبيبتي، لم يحدث ما يستدعي فزعك هذا. الآن سأدخل لأغير بنطالي".

سألته بقلق ـ" الكاكاو كان ساخناً وربما أحرق فخذك و..".

قاطعها ثانية بنفس الابتسامة قائلاً ـ"لا تخافي. لقد قمت سريعاً ولم يحرقني الكاكاو".

لم يبد عليها الاقتناع والأسف يسدل ستاراً سميكاً على ملامحها العذبة، لتلمع عيناه بخبث وهو يقول بتكلف مصطنع ـ" لكن هذا لا يمنع أن تكفري عما فعلت بفخذي المسكين".

امتقع وجهها وهبط قلبها بين قدميها وهي تسمع لهجته الجديدة لأول مرة لتقول بصوت مبحوح ـ" ماذا تقصد؟"

لانت ملامحه وهو يقترب من وجهها ثانية ويهمس بنعومة ـ" أقصد ألا تنامي وحدك الليلة، وإنما تنامي بجانبي".

اتسعت عيناها للحظات وقد ألجمتها عبارته ليتابع بنفس التكلف السابق ـ" وإلا فلن أسامحك لتشويهك فخذي".

وكان له ما أراد.
















***********************************






قراءة ممتعة ونلتقي بعد اسبوعين بمشيئة الله

 
 

 

عرض البوم صور رباب فؤاد   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أخضر, بقلم, رباب, فؤاد
facebook



جديد مواضيع قسم رومانسيات عربية - القصص المكتملة
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:00 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية