لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com





قديم 26-01-13, 11:08 PM   المشاركة رقم: 131
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2012
العضوية: 247575
المشاركات: 240
الجنس أنثى
معدل التقييم: **روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 472

االدولة
البلدUnited_Kingdom
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
**روووح** غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : **روووح** المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...

 

[FONT="Times New Roman"]


بسم الله الرحمن الرحيم



لا أحلل نقل الرواية من دون اسمي...
**روووح**



الطية الثالثة و العشرون...
ما بين حنايا الصدور...



مواقف..بعضها هش..
و البعض الآخر يتعبنا من قوته...
و القليل منها...يلبث في تلك البقعة...
يلبث ما بين حنايا صدورنا رافضاً تركنا في سلام...




***اللهم صلي و سلم على أطيب و أحب خلقك إليك***
***محمد بن عبدالله***




وعذرته لما تساقط دمعهُ
ونسيت أياماً بها أبكاني
وأخذته في الحضن أهمس راجياً
جمرات دمعك أيقظت نيراني
أتريد قتلي مرتين ألا كفى
فامنع دموعك واحترم أحزاني
لا صبر لي وأنا أراك محطماً
يا من يجرح دمعه أجفاني

***

تغريك فيّ يا مشاكس طيبتي
فأنا سريع العفو والغفرانِ
بيديكَ تحمل وردةً مبتلةً
دعني أكفكف دمعها بحناني
ولك السماح وحيد عمري وابتسم
وأقسم بأنك لن تكون أناني
وبأن تعود كما عرفتك أولاً
قلباً بريئاً طاهر الوجدانِ

***
كريم العراقي



لبنان...
بيروت...

تتأمل في تلك الأوراق الموضوعة أمامها...لا تعلم كم لبثت تتأملها و لكن ربما هي خائفة مما ستجده...فهي قد استقلت أول طائرة على بيروت لكي ترجع لشقتها القديمة و تبحث بين تلك الأغراض التي قد تركتها و ربما كانت سترميها في الزبالة..

و لكن حمدت الله أنها قد وجدت تلك الأوراق و ذلك السي دي التي تهم كمال..و بشدة!!...فلا بد أنها تحمل أشياء مهمة و لولا ذلك لما أرادها كمال بهذه القوة...تناولت ذلك السي دي بين يديها...
أدخلته في ذلك اللابتوب لكي ترى ما هو سبب أهميته...
لم تستوعب ما كان يحدث كانت الصورة التي أمامها بالأبيض و الأسود...و الصورة مشوشة نوعاً ما...و مما يبدو أنها تصوير لكاميرا مراقبة في إحدى الأماكن...

المكان الظاهر لها مما يبدو أنه مكتب فخم...و يتوسطه ذلك الكرسي الجالس عليه شخص ما...لم تبدو لها ملامحه جيداً...و هنالك شخص جالس في الكرسي الذي يقبع خلف المكتب..و لم يظهر منه شيئاً و ذلك لأنه اعطاها ظهره...استغربت و بشدة و زاد الفضول في قلبها أن تعلم من هو هذا الشخص...مرت الدقائق و مما يبدو أن الشخصان يتحدثان في شئ قد أثار غضب ذلك الذي يعطيها ظهره ليقوم من مكانه و يخرج ذلك الشئ الأسود من جيب ثوبه و في ظرف ثوان أطلق رصاصتان في جسد ذلك الآخر ليخر مغشياً عليه في الأرض...

شهقت...!!

رجعت بجسدها للخلف من هول الصدمة...!!

وضعت يديها على فمها لتوقف تلك الشهقة القوية التي قد اعترت كل جسدها...!!

تحس بتلك الطعنة التي قد سرت في كل أنحاء جسدها من هول صدمتها...!!
اقتربت و حاولت بيديها المرتجفتان أن تقترب أكثر من الشاشة لتضغط على زر الإعادة و تعيد ذلك المشهد...
صرخت بكل قوتها و هي تعيد تلك اللقطة...

إنه هو...؟!!!

هو..؟!!

سيااااااف....!!!

ما هذا ؟!!...أحست بأن الدم قد بدأ بالتدافع نحو جمجمتها حتى أحست بثقلها و انها ستوشك على السقوط...!!


************************


نزلت و هي تقف على اطراف أصابعها...ببطء..تود فقط ان تطمئن عليه...فبقدر ذلك الألم المتجذر في دواخلها...بقدر ما تريد أن تطمئن عليه...
اقتربت من مكتبه لتجد طرف الباب مفتوحاً...فتحته ببطء لتلمح جسده الملقى على تلك الأريكة و بتعب شديد...اقتربت منه لتتأمل صعود وهبوط صدره...لا تعلم و لكن مجرد تأمله يبعث إحساس القشعريرة لصدرها...مدت يدها و تناولت ذلك الغطاء الذي كان يغطي جزءاً يسيراً من قدميه...غطت به جسده و هي تحس بقربه منها سيفقدها وعيها...

كانت ستهم بالوقوف لولا تلك اليد القوية التي أمسكت بيدها لتشهق بقوة من شدة انتفاضها...سمعت تلك الكلمات بنبرته الرجولية..\وش تبين؟!
انتبهت مدة لجلسته و قالت...\سيب يدي...
أفلت قبضة يده و قال لها و يبدو انه لم ينم اطلاقا من ملامحه المرهقة...\قلت وش تبين؟!...سؤال واضح يبيله إجابة؟!..يعني أقرب لك منتي راضية أبعد منتي راضية وش تبين بالضبط انتي؟!
قالت بعد تفكير محكم..لمدة من الزمن...

نورة \أبي أتطلق...!!

لوهلة من الزمن اعتقد أنه لم يسمعها جيداً...أو أن سذاجة الموقف جعلته يتهيأ تلك الكلمة ...\ما سمعت!!...عيدي وش قلتي؟!

كانت ترتجف بالكامل و هي خائفة من رد فعله...\أحسن للكل...سكتت مدة ثم أردفت بضعف...\ إنك تطلقني...

كانت متأهبة لردة فعله و متأكدة أنه سيطبع ألماً مبرحاً على خدها و سيغضب و لكنه فاجأها...
...\انتي وش دراك الأحسن لي؟!

حاولت أن تشتت نظرها في كل أنحاء الغرفة وهي تقوم لتبتعد عنه...لتقول..\أنا أبي الطلاق...

تفاجأت به وقف و تقدم ليقف أمامها تماماً...و أصبحت لا تفصل بينهما غير ذرات من الهواء المحترق بلهيب مشاعرهما..!!...انتفض كل جسدها من لمسة يده...مد يده ليرفع ذقنها لتواجهه...هي أغمضت عينيها و ذلك لعلمها بضعف روحها أمام نظراته...

يسار \ناظريني فعيوني و قوليها؟!!

كانت مغمضة عينيها و ما زالت على حالها و لا تريد أن تفتحهما أبداً...فهي تعلم أن كل حصونها ستدك إن واجهته...مد أصابع يده ليمررها على حاجبيها ببطء أعلن عن استعمار كل حواسها و وقوع جنودها خائرين أمام قواه...أنزل أصبعه ليمرره على عينها نزولاً بخدها و إلى عنقها..
هي اقشعرت و كان لابد لها أن تنهي هذه المهزلة التي ستسقطها مغشياً عليها...مدت يدها لتدفع صدره بعيداً عنها و تحاول استنشاق القليل من الهواء...\أبيك تطلقني...

مازال واقفاً في مكانه...قال..\تعتقدين دخول الحمام زي خروجه؟!!

اكتست وجنتاها بالحمرة و هي تعلم جيداً ما يقصده بجملته..قالت و هي تحاول أن تغضبه..\أنا ما بيك؟!
ابتعد عنها وهو يهم خارجاً من المكتب..\كذابة..!!!


***************************


بعد أسبوع تقريباً...

ممسكة بذلك الصحن في يدها و تدعكه بتلك القطعة ثم تغسله بالماء..صحناً تلو الآخر...تحس بالإرهاق الشديد و خاصة أن الحمل قد أهلك كل قواها و لم تعد لها قدرة على الوقوف أكثر من ذلك...و هي لم تنتبه لذلك الواقف عند الباب...
هو..لا يعلم ما ذلك الإحساس الذي يعتريه...و يفضل ألا يجد له أي مسمى...و ذلك لأنه متأكد من الإسم الذي ستنتهي به إستنتاجاته..ألا وهو الشوق..فقد مر أكثر من أسبوع و هي على هذا الحال...كلما حاول الإقتراب منها كلما بعدت أكثر بتلك الحجة الواهية التي لا تستطيع نفسه تصديقها...يود لو يقترب منها و يضمها فقط دون أن تدفعه و تقول له أنها تقرف من تواجده...

انتبه لبطنها المنتفخ قليلاً...انتبه لذلك الفستان الفضفاض الذي ترتديه و الواصل لحد ركبتها...
شده شكل شعرها الطويل و الملفوف بإهمال على رأسها...
أصابع يدها الرقيقة و هي تتناول صحناً تلو الآخر لتغسله...انتبه لحركة يدها و هي تنتقل لجبهتها لتمسح ذلك العرق المتصبب عليها...يود لو يجد شيئاً أو سببا يتحدث معها به...

اقترب حتى وقف بالقرب منها تماماً...هي شهقت عندما رأته...لم يتحدث معها و تناول ذلك الصحن من يدها و بدأ بتنشيفه بتلك القطعة...استغربت و بشدة تصرفه و قالت..\وش قاعد تسوي؟!
لم ينظر لها و قال وهو مندمج فيما يفعله..\وش شايفة انتي؟!...بساعدك...
استغربت منه و قالت..\خالد..خلي عنك أنا بغسلهم بروحي مافيه داعي...
خالد \لأ فيه داعي..
مرضية \وش فيك انت؟!
خالد \مافيني شي...سلامتك...بس هفت لي و أبي أغسل الصحون...
سكتت مدة ثم أردفت بإبتسامة و هي تتحرك خارجة من المكان..\خلاص دام هفت لك بسيب لك باقي الصحون تغسلها إنت و أنا بروح أرتاح شوي...
و قبل أن تهم بالخروج كان قد حاصر جسدها الهزيل مع المغسلة...أحست أن أنفاسها ستوشك على الإنقباض و قلبها أصبح يقرع طبولاً لمدينة بأكملها...أنزلت نظرها للأرض و هي تحاول أن تتشبث بقواها قدر الإمكان...\خالد بعد عني...

خالد \ماقدر...!!!

(وش فيه هذا؟!!..شنو ما يقدر؟!...يبي يجلطني...؟!!)

مرضية \خالد أرجوك بعد...
لم يعر لما تقوله أي اهتمام و اقترب أكثر و طبع تلك القبلات على خدها و لكنها دفعته بقوة لتقول...\خااالد قلتلك أقررررف...
عصب بشدة منها و قال و قد وصل حده من الإحتمال...\فلقتينيي بهالكلمة ..انتي ما عندك غيييرها؟!!...
وش يعني تقرفين؟!!...
بلا دلع ماسخ معاك...مو كفاية اني مستحمل إعاق...
ثم توقف عن الكلام وهو يستوعب إلى أي جرف يدفعه غضبه...و لكن تلك المتسمرة أمامه امتلأت عيناها بالدموع و أصبحت بركة حمراء في ظرف ثانية و قالت بضعف تحاول تغليفه يالقوة...

...\إعاقتي...؟!!

ما تقولها..ليش سكت؟!!...مستحمل إعاقتي..؟؟!!

و ليش تستحملها؟!..انت مانك معتبرني زوجة لك عشان تستحملها..أنا حيالله خدامة فهالبيت و ش اللي يحدك عشان تستحمل وحدة معاقة تمشي بطريقة تقزز...

أسكتها و هو يقترب منها ليقول...\خلاص...

مرضية و كل جسدها يرتجف \لا مو خلاص..إلا كيف تقول خلاص؟!...عاد لازم تحسسني و تخليني أتأكد إني معاقة...و إن لي مشية تقزز...فكيف أتقزز منك..ما يحق لي..إنتم بس اللي يحق لكم...
تدري يا خالد؟!!....

أنا خلاص تعبت منك...

و ربي تعبت....!!!
رمت عليه تلك الكلمات و خرجت تاركة له المكان بأكمله لينفرد بنفسه و بإحساسه بالذنب الذي يستوطنه...


*********************


في تلك الشقة الوحيدة..

بيد مرتجفة من شدة الخوف..ممسكة بتلك الأوراق بين يديها و تتأمل تلك السطور التي تتخللها...تحاول فهم أي شئ منها...كل ما استطاعت فهمه هو تلك الأرقام المهوولة...و تلك الأصفار الكثيرة التي تقبع على يمينها...مليون ريال..مليونين..50 مليون ريال...أرقام مهوولة لا يمكن لمخيلتها استيعابها...تلك هي أوراق قد وضعها جاسر على مكتبه و خرج لينام بالغرفة..كانت هذه هي فرصتها الوحيدة لكي تعلم ما فيها...و لكن قطع عليها بحثها ذلك الواقف قرب باب المكتب ليصرخ فيها...\انتييي وش قااااعدة تسوييين...

ابتعدت وهي تحبو على الأرض لعدة خطوات وهي ترتجف..\كنت قاعدة أرتب لك أغراضك...
اقترب منها و شد شعرها بقوة شديدة...\قااااعدة تفتشييين بين أغراضي...يالقرفففففف....وش اللي كنتي قاااعدة تسوييينه...قولييي...
أسيل \ ما كنت قاعدة أسوي شي....سييييبنييي...سييبنيي...توسلتك...
فك يده من شعرها ليطبع آلاماً مبرحة على خدها واحداً تلو الآخر...و يرفسها بقدمه بقوة حتى صرخت من الألم...و نزفت دماً من انفها و فمها...ضربها بكل قوته..ضربها حتى سقطت مغشياً عليها على الأرض..خائرة دونما أي قوى...و للمرة الألف يضربها حتى تفقد وعيها...
توقف عن الحركة لمدة وهو يتأمل جسدها المرمي على الأرض..رفسها بقوة ..\هييي انتيي...قووومييي..خلي استهبالك...
و لكن لا رد..!!
خاف أن يكون قد أصابها بمكروه...اقترب منها ليرفع جسدها و يتأكد انها قد فقدت وعيها تماماً...سحبها حتى الحمام و أدخلها تحت ذلك الدش ليفتح الماء و ينهمر في جسدها...بعد مدة شهقت و أصبحت ترتجف من برودة الماء...صرخت...و صرخت و صرخت...
جاسر \عشان تاني تجربي..بس جربي تفتشين فأغراضي...يالقرفففف..!!!

و تركها...!!

ترك جسدها الهزيل مرمياً تحت الماء وهي تصرخ بكل قوتها...وهل لها قوة؟!!...تركها تشهق بقوة...فهل لبشر أن يحتمل ما بها؟!...هل لبشر أن يحتمل هكذا أفعال...فكيف لفتاة مثلها..يتيمة..وحيدة...
كل يوم تقول انها ستصبر..و ستتحمل...لعل يوم سيأتي الفرج..و لكن...الآن استوعبت ان فرجها هو تلك الجارة..و هي الحل الوحيد لها من هذا الجحيم الذي تعيشه..و ستفعل كل شئ لكي تتخلص منه فقط..تتخلص منه...فهي لا تريد أن تنتقم أو أي شئ...
هي تريد فقط ان ترتاح...!!!


***********************


في مكان آخر

تفرك يديها بقوة من شدة توترها...ففقط مجرد ذكر إسمه يبعث لجسدها القشعريرة و بقوة...فقد جاءت الدادة و أخبرتها أن الدكتور محمود ينتظرها في الأسفل و قد كان ردها...
..\قوليله يشوف شغله فمكان ثاني..
تعلم ان جملتها مستفزة..و بشدة..و تعلم علم اليقين أن الدادة لن تقولها له بل ستحاول الإعتذار منه بطريقة مهذبة..و لكنه لا يستحق ذلك...تتمنى لو يذهب و يعتقها لوجه الله..حتى و إن كان قلبها يتمنى شيئاً آخر..فهي لا تود رؤيته..فرؤيته ستذكرها بذلك الإحراج و بأن والدها طلب منه الزواج منها...سمعت صوت طرق على الباب و هي تتوقع قدوم الدادة لتخبرها برد الدكتور ..
روح \ادخل..

لتتفاجأ بذلك الجسد..هو..هو من يبعث القشعريرة لكل خلايا جسدها...مرتدياً ذلك البنطال بني اللون..و ذلك القميص الناصع البياض و المخطط باللون الرمادي...و تلك النظارة التي تغطي عينيه...شهقت و اسرعت بكرسيها لتتناول ذلك الغطاء و تضعه على رأسها...و صرخت بكل قوتها لتقول...
روح \انت مجنون؟!...كيف تجي هنا؟!!
بكل برود رد عليها...\انتي رفضتي تنزلي فأنا سهلت عليكي الطريق...!!
روح \إنت ما تفهم؟!!...حاولت أن ترد بهدوء..\لو سمحت دكتور ممكن تطلع برا...
جلس وهو لا يبالي لما تقوله و بإبتسامة شلت كل قواها...

محمود \و إذا ما سمحت؟!!

انتفضت و هي تضرب على حجرها بقوة...\دكتووور...انت ليه ما تحترم قراراتي؟!!
هي لا تعلم أن أسلوبها الطفولي البرئ يجذبه أكثر مما يبعده...و يجعله يعاندها غصباً عن آرائه...فأسلوبها يجذبه بدون أي إنذار...
ابتسم بقوة و قام ليجلس مقابلاً لها تماماً...\و مين اللي قالك اني ماني قاعد أحترم قراراتك يا آنسة روح..!!!

(آنسة روح..!!)...قالها بطريقة قشعرت كل خلايا جسدها..
فأسلوبه البارد...
طريقة جلوسه..
نظرته لها...
كل شئ فيه يبعث لها القشعريرة من رأسها حتى أخمص قدمها..!!

اقترب منها أكثر حتى أربكها قربه و قال بنصف ضحكة...\بعدين تعالي هنا؟!...ليه تتغطين مني؟!!
قالت بردها الطفولي..\لأنك بتطلقني...!!
ابتسم و قال..\و مين قال؟؟!
نظرت له بإستغراب طفولي و هي تكشر ملامحها بطريقة جذبته...\كيف يعني؟!!..انت مو وعدتني انك بتطلقني؟!!

محمود \لما انتي كمان توفين بوعدك...رجع للوراء و هو يتكل جسده على الكرسي..\و بعدين خليني أتمتع مدام انك حلالي الحين...

روح \دكتوووور...!!!
قالتها و قد تلون وجهها بالحمرة الشديدة و أحست أن كل شعر جسدها قد توقف في استقامة من شدة حرجها...
قال هو بإبتسامته...\وش فيك؟!..تراك لسة صغيرة على الخجل و هالحركات...

(وش فيه هذا؟!!..و كمان يصارحني بخجلي؟!..هذا ما عنده شوية حيا؟!..و الله انه ما يستحي...!!!)

قالت و هي تفرك يديها بقوة من شدة حرجها...\دكتور..ممكن الحين تقولي وش تبي؟!
محمود \أولاً قبل كل شي..أبيك تشيلين كلمة دكتور هذي...
روح \نعممم..وش أقولك يعني...
قال بإستهزاء...\طبعاً أنا أمي ولدتني من غير اسم..ما عندي اسم عشان كذا ما تدري وش تقولين لي..؟!..يعني حضرتك تدرين انه اسمي محمود و ممكن تناديني بهالإسم ماهوب حرام..!!
مستفز لأبعد نقطة.!!..روح \آسفة بس انت بالنسبة لي دكتور و مو أكثر من كذا...
محمود \و انتي بالنسبة لي مريضة و مو أكثر من كذا...
استفزتها جملته و بشدة...بارد لأبعد الحدود..مستفز..متغطرس...قاتل!!!


******************************


لبنان...
بيروت...

سارحة في ذلك الأفق البعيد...تتناول تلك الخصلة من شعرها لترجعها خلف أذنها و هي ما زالت تتأمل في اللاشئ.. فتحس بالضيق..الخوف...الرعب..الغضب..الصدمة...فهي ما زالت مصدومة و بشدة من ذلك الفيديو الذي قد رأته...كيف لإمرأة أن تحتمل هكذا صدمة؟!!..
و لكن هي؟!..فقد أصبحت مضادة للصدمات؟!..ههه و كيف لها ألا تحتمل بعد كل ذلك الماضي الذي قد عاشته؟!...
مر ما يقارب الأسبوع منذ أن رأت ذلك السي دي ..كان من أصعب أيام حياتها و هي قد كانت تبكي طيلة اليوم..و لكن...ليس هنالك وقت للبكاء..فهي لابد أن تفهم كل شئ...؟!!
كيف وصل كمال للسي دي؟!!
و ما علاقة سياف بكمال؟!!
و لماذا يقوم سياف بفعل كهذا؟!!
و من هذا الشخص الذي قتله؟!!
و الأهم من كل سؤال...!!!
من يكون هذا السياف..؟!!
حقاً من يكون؟!...و ما هو ماضيه؟!..فهي لم تعد تعرفه؟!..هي كانت تحس بأنه يخبئ شيئاً و لكن ليس بهذا الحجم؟!...هي الآن متزوجة بقاتل؟!!..
قاتل..؟!!
كانت بين أحضان قاتل في يوم ما..؟!!
كانت معه تحت سقف واحد..؟!!
و ربما..فقط ربما...كانت ستكن له مشاعراً نوعاً ما...؟!!
فيالسخرية القدر..ليست هي الوحيدة من تكبت سراً داخلها...فها هو ذلك الزوج يحتفظ بسر أكبر من سرها...

هذا كله خطؤها..نعم هو خطؤها هي فقط..و ذلك لأنها كسرت قاعدتها..كسرت قاعدتها التي كانت تمشي عليها..ألا و أنها تكره كل من ينتمي للجنس الخشن..و تمقتهم..و لا
..لا.لا..تثق فيهم أبداً...
و ها هي الصدمة تثبت لها صحة قاعدتها...لا بد ان ..قطع عليها أفكارها ذلك الرجل الذي تقدم ليجلس في الكرسي المقابل لكرسيها...وهو يشير لذلك العامل...\جرسون...
ليأتي ذلك الجرسون و يتحدث باللغة الإنجليزية...\نعم سيدي..
ليرد عليه ذلك القابع أمامها بالغة الإنجليزية الركيكة..\أريد كوباً من القهوة..و نظر لنادية إن كانت تريد شيئاً ثم قال للجرسون..\و للمدام عصير برتقال...

أومأ الجرسون رأسه ليبتعد عنهما و يقول ذلك الرجل لنادية بطريقة استفزازية...\و لا غيرتي؟!!...على حد علمي زمان انك كنتي تحبين عصير البرتقال...!!!
لم ترد على جملته المستفزة...ليردف وهو يشعل تلك السيجارة الضخمة...\ها..أنا جاي...و سافرت لك مخصوص بعد اتصالك... و مبسوط انك رح تعطيني الملفات...
قالت بثقة عكس ما بداخلها...\من بيكون لك سياف الكاسر؟!
كمال \ههههههه...ضحك ضحكة قوية استفزتها...و بعثت القشعريرة لصدرها...حاولت ان تغطي ضعفها الداخلي...
قال بإبتسامة...\زوجها لخطيبتي سابقاً...
لم تخف عليها نبرته الإستهزائية...\كمال..!!...أنا ماني جاية عشان اضحك معاك..سألتك سؤال ياريت تجاوبني بصراحة..
كمال \و المقابل؟!!...تدرين اني مو قاعد اقدم خدمات ببلاش...
نادية \المقابل إني بعطيك الملفات...و بحرق النسخة.!!!
كمال \أكيد...؟!
نادية \ماني ببزر عشان ألعب معاك..أبي إجابة لسؤالي و بعطيك اللي تبيه..
أتى ذلك الجرسون بالقهوة و العصير ليضعهما أمامهما...و ذهب...ليردف كمال و هو يقلب تلك المعلقة في ذلك الكوب..\يا ستي سياف بيكون أخوها لزوجتي...
سكت مدة وهو يدرس ملامحها بقوة لأنه يعلم بتفاجئها...\ههههه..انتي من صجك كنتي تظنين انه يبيك عشان حبك أو شي من هالخرابيط؟!!...ههههههه...

أردف وهو يسحب ذلك النفس من تلك الصغيرة و يخرجه في الهواء في صورة سحب من الأبخرة...\لا يا ماما...صححي معلوماتك.!!...سياف لما تزوجك كان يدري كل شي عن ماضيك...كل صغيرة و كبيرة..كان يدري باللي سويتيه لي...لأني أنا اللي قلتله على كل شي...و قلتله ان السي دي اللي فيه دليل ممكن يدخله السجن بين ايدينك...سياف يا ستي ما تعرف عليكي بمحض الصدفة أو القدر..لا..هو تعرف عليك بتخطيط و تدبير منه...خطط لكل موقف..لكل معلومة..لكل شي بيقوله لك عشان يقدر يوصل للي معاكي...بس ماني عارف شنو اللي حده على الزواج منك..كان ممكن يهددك أو يعذبك عشان يصل للسي دي..و صدقيني لو قلتلك انه بيسويها...سكت مدة وهو يرتشف من ذلك الكوب و يضعه على الطاولة ثم يتأمل تلك القابعة أمامه وهو ينتظر منها أن تعلن استسلامها و تعلن تلك الدموع عن انهمارها و لكنها خيبت ظنه..إذ كانت لابثة كالصنم...!!!

كمال \أدري إنك تستفسرين عن الفيديو اللي شفتيه؟!..و من يكون هذاك الشخص اللي قتله سياف..بس أنا نفسي ماني عارف من هو؟!..و لا وش قصته...مافي أحد يعرف غير اللي قتله..وهو...
سياف..!!!

أردف وهو يخلف قدماً فوق الأخرى..\آسف لأني خيبت ظنك...بس انتي من جدك كنتي تظنين ان واحد مثل سياف..فعمره و فوسامته و فمستواه ممكن ينظر لوحدة مثلك ما معروف لها أصل من فصل...و مقطوعة من شجرة و فوق هذا كله متحررة و عايشة حياتها بالطول و بالعرض...من صجك كنتي تعتقدين انه بيتزوج وحدة أكبر منه في السن..؟!!...ترى بعد اللي سويتيه فيني ما كنت أعتقد انك بهالغبااااء.!!!...لكن صدمتيني فيك..!!!
سكت وهو ينتظرها أن تنفجر...تسقط مغشياً عليها..تصرخ..تبكي..أو تفعل أي شئ متوقع من إمرأة لدى سماع تلك الكلمات..و لكنها لم تفعل أياً من هذه الأشياء...بل تناولت تلك الأوراق من حقيبتها و رمتها بقوة على الطاولة لتقول...
\هذي ملفاتك...و إياك..ثم إياك تفكر إنك تسوي فيني شي بعد ما تأكدت إنك بتحصل على اللي تبيه...لأنك مثل ما تقول إني ما شفت وجك الثاني..ترى انت بعد ما شفت وجهي الثالث..!!!
و أردفت بثقة...\ترى الناس بالعادة عندهم وجه واحد...إثنين للي مثلك..لكن أنا...!!!عندي ثلاث...و الثالث هذا ما تتوقع وش اللي رح يصير فيك لو فكرت..بس فكرت تسوي فيني شي...فهمت..!!!!
ابتسم وهو يقول..\و تهددين بعد؟!!...ترى ما هقيتها منك...بس يا ستي ماقدر أضمن لك وش اللي رح يصير بعدين..و بقولك...خليها surprise (مفاجأة) !!!

قامت وهي تحمل حقيبتها بين يديها...\ترى حذرتك و أنذرتك...
و تركت له المكان بأكمله...!!!


********************


في مكان آخر...

وضعت الطعام على الطاولة و كانت ستهم بتركه لولا تلك اليد الضخمة التي قد أمسكت بيدها لتوقفها عن الحركة...توقفت و هي لا تريد أن تنظر له...تتحاشى تماما للنظر لتلك العينين اللاتي تضعفانها...لا..تمتصان كل طاقتها...وهو قال ببرود ..\باكل بروحي..؟!
قالت و هي مازالت على وضعها..\إي...

خالد \اقعدي...
مرضية \مابي..
خالد \شنو ما تبين..اقعدي عشان تاكلين معاي..

قالت و هي تحاول سحب نفس قوي ليثبت حصونها التي توشك على الإنهيار في مواجهته...
\مابي..تراني حيالله خدامة و معاقة...!! رمت عليه تلك الكلمات و تركته لتدخل المطبخ...
وضعت يديها على الطاولة و رفعت رأسها في محاولة لإلتقاط أنفاسها..
لٍم هي مسلوبة القوى في مواجهته..لم لا تستطيع تلك الحصون التي تحميها أن تصمد دقيقة أمام عينيه..ابتسماته..كلماته..حتى و ان كانت جارحة!!...
تفاجأت بتلك اليدين..يدين لطالما امتصتا كل قواها ...لتجعل كل خلايا جسدها خائرة دونما قوى..

يدان لطالما بعثتا القشعريرة لكل خلية من خلايا جسدها...

يدان لطالما كانتا الدليل على رجولة كانت منه...و أنوثة سكبت منها...

لا ..
يمكنها الإحتمال عن بعد..و لكن...

يديه!!

...لا..هنا قد ذابت كل حصونها و ان كانت بإرتفاع الجبال و بعرض الأنهار...هنا تبخرت كل قواها و رحلت مع تلك الرياح الجارفة...هنا أصبحت أسيرة تلك اليدين..أسيرة هذين السجانين...هنا...كل معاني الوله قد تمثلت...

شهقت بقوة و هي تحس بيديه تمسك وسطها و تلفها لتنظر له...صغيرة..نعم صغيرة هي مقارنة بحجمة...لا تستطيع رؤية شئ غير ذلك الصدر القوي الذي لطالما كان ملجأ أحلامها...كانت تحاول النظر لأي شئ...تأملت أرضية المطبخ و حفظتها عن ظهر قلب و كل ذلك تفادياً من النظر له...قال لها و هو يعلم علم اليقين ما يدور في رأسها...
خالد...\بموت و بتكونين انتي السبب...





لطيفة...

عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ إِلَّا أَنْ يَمُوتَ " رواه النسائي و صحه ابن حيان


و المعنى : أنه من يقرأ آية الكرسي بعد كل صلاة مكتوبة ما بينه و بين دخول الجنة إلا أن يموت ( والله أعلم )


*******************

حاولت سحب أي نفس متواجد في المكان و لكن دون جدوى..فأي نفس تسحبه..يمتصه هو بذلك الصدر الملتصق بصدرها !!..حاولت أن تتجلد بالقوة و هي تقول..\بعد عني...
قال و بابتسامة لطالما كانت سبب اغماءات قلبها...\نو...
استغربت جدا من أسلوبه الطفولي و قالت..\سيبني..ابي اروح..
خالد وهو يضيق من حصاره لها حتى التصقت هي بحد الطاولة و التصق هو بها...\شنو تبي مني؟!
خالد \مادري..بس عجبني الوضع كذا و شكلي ما بتركك...
مرضية \خالد أرجووك سيبني...

خالد \لا..شنو بستوين؟!!

مرضية \يا ربييي...خالد أنا وراي أشيا كثيرة لازم أعملها أرجوك..
خالد \تتأجل...
مرضية \شنو ...بكيفك يعني؟!!
خالد \اييي..عليييك نوور...كيفي يبي انا نتم كذا...
مرضية \يعني عشانك أضخم مني و أقوي مني تبي تقهرني؟!
خالد \ياااا شيييخة اتقي الله الحين منو اللي أقوي من الثاني؟!...انتي تخوفين بلد بحالها؟!
ضربته على كتفه بيدها و هي تقول ..\خااااالد!!!

ادعى ان الضربة آلمته بقوة وهو يقول...\آآآآه...شنو هذا؟!...متزوج مصارع أنا؟!!
مرضية \مصارع فعينك..يا بزر..
خالد \أنا بزر؟!!...مذامني بذر تحمليني...
مرضية \و شنو قاعدة اسوي من يوم تزوجتك و أنا أتحملك...صارت عندي مناعة من كثرة كلامك الجارح...

خالد \أفااااا...كل هذا مني و أنا مادري؟!

سكتت مدة و هي تتأمل حالهما...لهما أكثر من دقائق و هو يحاصرها بجسده الضخم...يتحدثان بصوت أقرب للهمس...كان لابد لها من انهاء هذه المهزلة التي ستؤدي الى سقوطها مغشيا عليها لا محالة...\الحين شنو تبي مني..تعتقد انك تقدر ترمي كلمتين و تجرحني فيهم و بعدين بكلمتين ثانين بسامحك ؟؟...اتركني..وراي مشاغل يا ولد الناس...

قرب رأسه منها أكثر حتى أحست بأنفاسه داخل جمجمتها..و قال بابتسامة...\شنوووو؟!!

تفاجأت من انفعاله...سكتت مدة ثم قالت بخوف و هي مازالت تنظر للأرض...\شنو!!!
خالد \شنو قلتي قبل شوي...يا ولد الناس..لأ..هذي جديدة...

سكتت و لم تقو على قول أي شئ...وقال لها

..\ ليش ما تناظريني؟!

يا رب الرحمة من عندك...لماذا..لماذا يفعل بقواها كل ذلك؟!!..لماذا يمارس علي مشاعرها ذاك النوع من التعذيب...يجعل روحها الضعيفة معلقة بحبل كلماته..يلقيها عليها دونما أي اكتراث لمشاعرها التي تلتهب لحروف ينطقها من تلك الشفاة التي لطالما عشقتها...وضعت يدها على صدره و هي تحاول أن تدفعه بعيدا عنها و قالت...\خالد...بعد عني...

خالد \طيب ناظريني...

غرست وجهها للأسفل أكثر وهي تحاول عد تلك البلاطات التي على الأرض...و قالت بشتات من القوي القليلة التي قد تبقت لها...\مابي...
وضع اصبعه في ذقنها و رفع رأسها لينظر لملامحها التي قد فرضت عليه مشاعرا لم يكن راغبا فيها...لم يكن واضعا لها مخططا في حياته...كانت و ما زالت مغمضة عينيها...كم هي ساحرة بهذا الشكل...أنثى للرسم..للنحت...و لكن ليس لجرحها...

كيف يمكن لإنسان كامل العقل أن يجرح هكذا أنوثة طاغية...؟؟
كيف له أن يبكي هكذا روح بريئة..؟؟

قال لها وهو يبتسم على حركتها الطفولية...\يعني ما تبي تناظريني؟!!

لم ترد عليه و اكتفت بغلق عينيها و لم تفتحهما...لا تريد...هو فهم فعلتها على أنها عناد له..و لكن لا..فهي تحاول الحفاظ على ما تبقي لها من شتات قوى خائرة...تفاجأت بتلك القبلة التي قد طبعها على شفتيها لتستل كل أحاسيسها...أنفاسها..و روحها...مازالت مغمضة عينيها .. فتحت عينيها لتراه قد ابتعد خطوة منها ليعطيها فرصة لإلتقاط أنفاسها...قالت له و بضعف شديد...

....\ليه تسوي فيني كذا؟!!

لم يفهم ما قالته..مشت و تركته بين أفكاره التي قد توقفت عند تقبيلها...لا يعلم ما هذا الرد الذي قد قالته..و ماذا قصدت به...


***************************


في القصر...
في تلك الغرفة...

بعد أن أغلقت الهاتف من مرضية ابتسمت....فمرضية فتاة طيبة و تستحق كل الخير...أنزلت رأسها لتتأمل تلك الصغيرتان النائمتان على حجرها...مسحت بيدها على شعرها وهي تحاول جاهدة مقاومة ذلك الخيط من الذكريات أن يتسلل لذاكرتها...و كيف لها ان تقاوم هكذا ذكريات...؟!!


لمحة من الماضي...

أشعلت النار في آخر شمعة لتتأمل المكان و تبتسم بقوة وهي ترى ذلك الجو الرومانسي الذي قد هيأته...الغرفة بإضاءتها الخافتة و تلك الشموع التي تملأ كل مكان في الغرفة...فهي قد وضعتها بداية من باب الشقة ووصولاً للغرفة...فما تحمله له من أخبار لابد أن يكون الجو مهيأً له جيداً....تأملت شكلها في المرآة بذلك الفستان ذو اللون الأصفر الهادئ...و شعرها منسدل ليغطي ظهرها...شكلها كان جميلاً...ابتسمت و جلست تنتظر قدومه...

و لكنها سمعت صوت صراخ في الخارج ليقفز قلبها و تتفاجأ به يفتح الباب بقوة و يصرخ بغضب..\صباااا...
وقفت بسرعة لتقول..\ها..
قال وهو يمسك كم قميصه...\شنو ها...وش هذا اللي حاطاه على الأرض من بداية الشقة...تبين تحرقين البيت؟!!
قالت له بقهر شديد..\أحرق البيت؟!!!...و الله انت خسارة فيك اللي أسويه...
فهد \وش خسارة ما خسارة..أقولك قميصي احترق لأني وقعت على شي من أشيائك العجيبة هذي..
قهرها زاد الف مرة..\شي من أشيائي العجيبة؟!!...ترى اسمها شموع..شموع يالأخ شموع!!!
قال وهو يتأمل كم قميصه الذي قد احترق...\و ليه حاطة شموع على الأرض؟!!
جرعة القهر في دمها قد ازدادت ألف مرة..\ليه حاطة شموع في الأرض؟!!
...كتفت يديها بقهر...\عشان الكهربا قطعت و مافيه نور..عشان كذا حطيت شموع...و طفيت الأنوار..و سويت هالجو الرومانسي..عشان أحرق البيت و أحرق الشقة و أحرق نفسي..و أهم شي..احرقك يالخبل...!!
فهد \صبا؟!...وش فيك على يا بنت الناس...

ابتعدت لتتوجه للمرآة و تمسح أحمر الشفاة بقهر...\وش فيني..لا ولا شي...ما فيني شي..بس انخبلت فراسي و ظنيت ان لي زوج يفهم و يستاهل أسوي له مفاجأة و أتعب و أسويله هالجو و في النهاية يجي و يقولي حرقتي قميصي ما قميصي...!!!

توقف مدة ليستوعب ما يحدث...اقترب منها وهو يضع يديه على كتفها...\كل هالجو عشاني؟!!..

صبا \لا عشان جيرانا بيجونا عشا؟!!!....
وش فيك فهد تتغابي على؟!!

فهد \آسف و ربي آسف...بس ضغط الشغل مو أكثر...ابتسم ابتسامة خبيثة ثم غمز لها بعينه و قال..\و شنو المناسبة؟!!
ابتعدت عنه لتقول بدلع أنثوي..\خلاص ما عاد أقولك..
فهد \أموت انا على اللي يتدلعون...الحين قوليلي وش السبب...
قالت له..\خمن؟!!
فهد \صبا..ترى ما فيني عقل قوليلي و خلصيني...
تناولت يده لتضعها على بطنها و تقول..\ها؟!!!
فهد \وش فيها بطنك؟!!!
صبا \يا ربي صبرنييييي وش هالغباء اللي فيك..حبيبي أنا حامل...
سكت مدة..ثم ابتعد عنها ليقول في مفاجأة..\حامل؟!!

تفاجأت من ردة فعله و هي تتوقع أن يفرح بشدة من الخبر..و لكنه قد خيب ظنها بردة فعله...\إي حامل!!...وش فيك يا فهد؟!
قال بضيق..\ها..لا ما فيني شي...بس..

اقتربت و قد تبدلت ملامحها للغضب...\بس شنو؟!!..فهد؟!..كنك ما تبي هالحمل...
ابتعد حتى لا ترى عينيه..\إلا أبيه...

علمت انه يكذب عليها...اقتربت منه حتى توقفت امامه...تأملت ملامحه و قالت..\انت ما تبي هالحمل..صح؟!..ما تبيه..ما تبيه..

لم يرد عليها..و كأنه يؤكد لها شكوكها..ابتعدت عنه لتتوجه نحو تلك الشموع و تطفئها بيدها واحدة تلو الأخرى و هي تقول في قهر و تردد..\ما تبيه..ما تبيه..ما تبي هالحمل...

وهو كان يناديها لكي تتوقف عن جنونها...\صبا..صبا ..صبا..و لكنها لم تستمع له و استمرت فيما كانت تفعله لكي يقترب منها و يثبتها بقوة بيديه..\صباااا...
شهقت و هي تبكي بقوة..\انت ما تبي هالحمل..
احتضنها بقوة لتنتحب في صدره و يقول..\و الله أبيه..و ربي أبيه...بس..

صرخت فيه بقوة..\بس شنو؟!...ها..قول...شنو؟!

فهد \ظروفنا ما تسمح لوجود طفل بينا...و انتي تدرين اني أتعب عشان ألحق مصاريف السكن...و تدرين ان أهلي تبروا مني من زمان و مو قاعدين يرسلو لي أي شي...نحن يا الله نقدر نلحق مصاريفنا...
فهد \كل حقي هو حقك يا فهد..و أنا عندي كثير..و اهلي ما بيبخلوا علي..
قال بغضب شديد..\أموت و لا أخليك تصرفين فلس...

صبا \بعد الشر عليك...بس خلاص هذي قسمة ربي...و ربك اللي نزل هالطفل بينزل معاه رزقه فليه نخاف عليه...
ابتسم على كلامها المطمئن له و غضب من نفسه لأنه لم يسعدها..احتضنها بقوة وهو يقبل شعرها و يقول...\و تقوليلي مابي منك طفل؟!...أنا أموت و تجيني بنت بملامحك...و لا بطيبتك...ترى لو جات بنت بتجنن العالم كله...

بكت وهي تحتضن طفلتاها عليها...(يا ربي صبرني..و الله ماني قادرة أحتمل أكثر من كذا...و ربي ماني قادرة...الحين لك ثنتين بملامحي...وبطيبتك انت...بنتين يذكروني فيك وين ما كنت...و العالم ما انجن..الي بيجن هو أنا..انا يا فهد اللي بجن و مو أحد غيري...و ربي بجن...!!!)


**************************


ملفتة حول جسدها الذي يرتجف من شدة إحساسها بالبر..مع انها أغلقت التكييف و لكنها تحس بالبرد و بشدة...جسدها يرتجف بشدة...و عندما تلمس يديها تحس بأنهما تغليان من شدة شخونتهما..تحس بصداع قاتل في رأسها...و بأنها ستموت لا محالة...استفرغت أكثر من مرة منذ الصباح....تحس بالوهن الشديد...

لا تعلم ما السبب و لكن تدافعت لمخيلتها تلك الذكريات الأليمة...


لمحة من الماضي...

تضغط على نفس الرقم...مرة و اثنتين و ثلاث...و لكن لا أمل...(الرقم المطلوب لا يمكن الوصول اليه حاليا نرجو المعاودة مرة لاحقة)...تضغط على الرقم للمرة الألف بعد المائة..و لكن دون جدوى..لم ..لم تخلى عنها...لم تركها بعد أن أخذ ما أراد...
هي..هي التي اخطأت بثقتها العمياء فيه...تعلمت درسا مؤلما..و مؤلما جدا جدا...لم لم تمتثل لقول الرسول أن كل اثنان ثالثهما الشيطان...لم ..لم تعتبر بما تسمعه من قصص...لم صدقته..لم نسيت ربها و تناسته...لم لم تحافظ على مبادئها و تعاليمها التي ربتها عليها والدتها...(يمممممة...أبيييييك يمممة...ليييه رحتييي و تركتييينيييي !!)
كانت و ما زالت تضغط على تلك الأرقام لعله يرأف على حالها و يفتح هاتقه..و لكن هيهات!!...قاطع فكرها تلك التي قد دخلت ويبدو أنها قد رجعت من الجامعة لتاتي بسرعة و تجلس قربها في السرير...\نوووورة...تأملتها لتكمل..\وين كنتي؟!..و وين نمتي؟!...ها..قوليلي...ترا قلقت عليك كثير و انا أحاول اتصل فيك و كل ما اتصل ألقى جوالك مقفول..و اليوم بتصل و ألقاه مشغول..وش فيك؟!..نوووورة طمنييني وين كنتي؟؟؟
قالت لها بنبرة مرتبكة متمنية منها تصديق كذبتها...\ات..اتصلت علي خالتي ماجدة ...و أصرت اني لازم أزورهم..و غصبوني أبيت معاهم...و جوالي بطاريته نزلت..
\خالتك؟!...مو قلتيي إنها كريهة...و مو بتحبك؟؟!!
تذكرت ما حدث لها و أجهشت بالبكاء و لم تحتمل أن تمسك أعصابها و تخبي ما بداخلها أكثرر من ذلك...مرام بدورها صدمت جدا من بكاءها الشديد..قربت منها لتضمها لصدرها بقوة و هي تقول...
\نورة ...حبيبتي..قوليلي وش فيك؟؟؟!!!
\السافل الحقيير..السااافل يا مرام...
مسحت على رأسها ببط و هي تقول له...\روقي الحين و كل شي له حل...
\لااااا..لااااا مااافيه حل يا مرام..خلاص ما عاد فيه حل....
صدمت مرام من حال صديقتها المؤثر و لم يكن باستطاعتها شئ سوى ان تقرأ عليها ما حفظت من ايات قرانية حتى هدأت و سكنت ثم نامت و هي تمسك الهاتف بقوة بين يديها...


رجعت بتفكيرها لحالها و ها هي متمددة و تحس بأن روحها يتخرج من جسدها من شدة ألمها...أسرعت للحمام و هي تفتح تلك الخزانة المثبتة على الحائط...فتحتها لتتناول الأدوية التي فيها و تحاول إيجاد أي مسكن يقلل ما تحس به...تناولت احد الأدوية فتحت غطائه لتتساقط تلك الحبوب من عليه على يدها و يتساقط أغلبها على ارضية الحمام و يعلن تشتته على الأرضية...لم تعد كمية الحبوب التي في يدها و بلعتها كلها دفعة واحدة..لعلها تقلل ما تحس به...


***************************


في بقعة اخرى...

...\يا أم جاسر...تري قلتلك عيالك أنا اتصلت فيهم وهم بخير و ما فيهم إلا العافية..فليش تبين تجلطيني..مافيه طريقة سفر...هالأيام أنا مشغول...و جاسر كمان مشغول و مافيه طريقة..فخلي الرحمن فقلبك و ما بيصير لهم شي...و...قاطعه صوت طرق الباب ليدخل سكرتيره و يقول..له حمزة..\انت غبييي؟!!...مو قلتلك مابي أي إزعاج؟!!

أومأ الرجل رأسه للأسفل ليقول..\آسف طال عمرك بس هذا رجال قالي لو قلتلك اسمه أكيد رح تدخله...
ممسكاً الهاتف في يده..\و منو هذا الرجال بالله؟!

...\يقول اسمه عبدالرحمن الراضي...

اقشعر جسد حمزة ليقول له بابتسامة...\خليه يدخل...و قال لتلك التي على الهاتف...\أنا لازم أقفل مشغول ..و أغلق الهاتف في وجهها دون أن يسمح لها بأن تعبر عما بها...
أشعل تلك السيجارة الفخمة و نفث هواءها لتختنق به جدران الغرفة...دخل ذلك الآخر ليتقدم و يقول له حمزة بابتسامة خبيثة...\هلا و الله بالراضي...
ومد يده ليسلم عليه..و لكن عبدالرحمن لم يضع يده على يد حمزة و إنما جلس على ذلك الكرسي...ليقول له حمزة..\مقبولة منك يا خوي...ها قولي وش تبي لازم نضيفك...
عبدالرحمن \مابي شي..

حمزة \إلا لازم نضيفك..و أشار على السكرتير ليوقفه عبدلرحمن...\لو أموت ما اشرب منك شي يا الجراح..فما فيه داعي لهالجماليات...

ابتسم حمزة و قال وهو يرجع ليتكل على الكرسي..\أوكي..اللي تبيه...ها وش سبب هالزيارة بعد كل هالسنين؟!

عبدالرحمن \يسار الراضي...تبعد عنه...!!

حمزة \بهالسهولة تطلب مني؟!...والله ولدك هو اللي واقف بزوري و ما يبي يتركني فحالي...و أنا ماحب اللي يبحت وراي...تدري وش أسوي له...
تألم عبدالرحمن و بشدة من تلميح حمزة..فهو يعلم علم اليقين ماذا يقصد بجملته...جملته التي قد بعثت لصدره ذكريات مؤلمة لحد الموت...قال

..\ابعد عن يسار يا حمزة..!!!

أدري إني ماني بقوتك و لا سطوتك...بس لما يجي الأمر عند ولدي...بتعدى كل الخطوط اللي رسمتها من قبل..

ضحك ضحكة استفزازية و أردف...\ههههههه و ليه ما تعديت الخطوط من زمان و أنقذت اللي راحو؟!!
مصر هذا الجراح على أن يفتح تلك الجراح التي لم تلتئم..مصر أن يفتح ملفات ذلك الماضي...مصر أن يعاير عبدالرحمن بضعفه..بذلك الماضي الذي يؤلمه..!!

عبدالرحمن \اللي صار في الماضي ربي بيعطيك جزاه في الدنيا قبل الآخرة...بس لين هنا و بس...يسار خط أحمر...خط أحمر لو تعديته بتشوف عبدالرحمن غير اللي شفته زمان...غير اللي سكت لك على كل اللي سويته فيه...بتشوف عبدالرحمن بيطلع من عيونك حق اللي راحوا..!!! فهمتني...

حمزة \ههههههه...تدري إنك ضحكتني؟!!..سحب نفساً من تلك التي تتوسط أصابع يده...و قال..
\ تدري إني في البداية أقول خلي هاليسار يلعب مثل ما يبي في الأول و في الآخر بيكون حتى بزر موهوم بإنه قاعد يخدم الوطن و مادري شنو و هالخرابيط و بعدها بيصحا من حلمه و بيتعلم...بس الحين...

الموضع حلا لي فراسي...و حبيت هاليسار...و مانيب تاركه لو منو هددني...ممم...ممكن تقول إني حنيت للماضي....هههههه..

وقف عبدالرحمن ليقول..\اسمعني يا الجراح...أنا حق الماضي و اللي سويته تاركه لربي ياخذه منك..و صدقني بياخذه منك دنيا قبل آخرة...و بيرجع لك أضعاف أضعاف و رح تجي و تقول عبدالرحمن قال...و بيكون من أقرب الناس لك...و بتذوق اللي ذوقته لي و أكثر...صدقني ..كل حرف قلته رح يصير و بالضبط..لأني ثقتي فربي كبيرة ..
بس لو ..لووو فكرت تسوي شي ليسار؟!...فحقه هالمرة باخذه أنا..و ربي لوريك النجوم فعز الظهر...

حمزة \ههههههههه...خلينا نشوف..و الزمن بينا يا.. الراضي...


**************************



في الجهة الأخرى...

يريد أن يكون بقربها...و لا يقوى على القرب منها أكثر من ذلك!!...لا يستطيع...نعم لا يستطيع...فليست له القدرة على مقاومتها...فقد استنزفت كل طاقته...لم يبق له و لو بصيص من الطاقة...
فتح باب الفيلة..دخل..لا يوجد أية دلالة على وجود حياة داخل المنزل...الطابق الأرضي مظلم بالكامل..أين هي يا ترى؟!...لا يريد رؤيتها..و لكن في نفس الوقت لا يقو على النوم دون رؤيتها...

صعد للطابق العلوي...متوقعا أن يجدها في غرفتها...و هو يقترب من الغرفة ببطء...اقترب أكثر...وجد باب الغرفة مفتوح قليلا...و بدفعة بطيئة من يده ينفتح الباب لينصدم بالمنظر الذي أمامه...
هناك حرب في الغرفة...كل الملابس مرمية على الأرضية...و الغرفة متسخة...جدا!!!

ووجدها ملقية بتعب على الأرض...وتدندن بكلمات غير مفهومة و كأنها غائبة عن الوعي...و في يدها...في يدها....

لا...لا ...لم تفعليها!!!!!

تقدم نحوها بأقصى سرعة و خطف علبة الأدوية التي كانت في يدها...تناولها بيده ليقرأ محتواها...تفاجأ أن العلبة فارغة من الحبوب...ماذا فعلت هذه المجنونة بنفسها..؟!!

ألقى العلبة بعيدا حتى تكسرت الى أشلاء....مصدرة أصوات في كل أررجاء الغرفة...
هي لم تبد أي ردة فعل...لتدل علي أنها قد تناولت تلك الحبوب..و أثرها قد بدأ يظهر على عقلها...
مسك يدها اليمنى بكل قوته و كل ملامح الغضب على وجهه...

\و ش اللي سويتيه يا مجنووونة ؟؟!!!

و كأنه ينتظر إجابة منها..مع علمه بأنها لن تعطيه الاجابة التي يريدها...
قالت و هي تترنح في وقفتها...فمما يبدو أن الحبوب قد أثرت على عقلها و جعلتها
تهلوس.

..\أأأأههه...أأه...يسااااااار...توجعنييي؟!!!

قالتها بدلع مطلق لم يعلم كيف استطاع مقاومته...أغمض عينيه بقوة و استغفر ليستمد الطاقة لمقاومتها...
مسك يدها بقوة أكثر...و ضغط عليها..و هو يجرها للحمام ليرشها بالماء...

\يسااار..سيييب يديييي...و سحبت يدها بكل قوتها منه....وقفت مترنحة...و حاولت أن تستقيم في وقفتها...و أردفت

...\ليش انت دايما قاسي معي بهالطريقة...؟!!

لم يجب..و لم يستطع الاجابة على سؤالها....فقد بعث سؤالها الكثير من الأحاسيس لقلبه الجاف...

\أنت مانك فوعيك الحين...

وقفت..خطت خطوتين و أصبحت قريبة جدا له...اضطرت أن ترفع رأسها لتقابله..وذلك لطوله...و قصرها امامه...!!

...\ما تتهرب من سؤالي...انت ليه ما تحبني؟!!

...\انتي لازم ترتاحي..مانك فوعيك...

وضعت راحتي يديها علي صدره...و ثبتتها بقوة...و أردفت و هي تنظر له في عينيه...\ يساااار...ليش ما تقولي اسمي...؟!!

هو لم يقو على التنفس...!!

فقد سحبت كل ما في صدره من هواء...ب...لمستها....


لا...لم تقتربين أكثر؟!! لم تمتحنين صبري أكثر؟!!

حاول أن يبعد يديها عن صدره...\أنتي...قاطعته قائلة\لا تقولي انتي..قولي اسمي..ابس اسمع اسمي بصوتك ؟!!

هو يري مجري هذا الحديث...و الى أين يمكن أن يؤدي...و لا يجب أن يحدث ذلك...
عندما لم تجد منه أي ردة فعل...أصبحت تضرب بكلتا يديها على صدره بكل قوتها..

....\ أنا أكرهك..أنت جماد..ما عندك قلب..و أتتها نوبه من البكاء و العويل المستمر...و لكن أوقفها بطبع ألم مبرح من يده على خدها..أفقدها توازنها...و سقطت فاقدة الوعي ولكن هو أمسكها بين يديه...توقف مدة عن الحركة و هو ما زال ممسكا بها...تأملها لبرهة...
حملها..و أرقدها على السرير...وغطاها بالغطاء...وقف مدة...طويلة...فقط يتأمل في ملامحها..

أسرته...!!

نعم...فقد كانت مكشرة ملامحها بصورة مضحكة...اقترب منها..مرر يده بخفة لتلمس حاجبيها...خدها...انفها الصغير...شفتيها...توقف مدة عن الحركة...
اقترب منها وطبع قبلة على خدها...

اااه لو تعلمين ما بين اضلعي لك...!!

أخذ يتأمل في الغرفة المقلوبة رأسا على عقب...و الملابس المرمية على الأرض...ملابسها...أخذ يجمع في الملابس واحدة تلو الأخرى...حاول أن يطبقها..و لكن لم يستطع..فهو لم يفعل ذلك في حياته...!!

نعم هو متعب..و لكن كانت في داخله رغبة باشتمام عبير رائحتها....أخذ يقرب الملابس الى أنفه..و يسحب أكبر قدر ممكن من الرائحة...وضع الملابس داخل الخزانة...و بدأ بتنظيف الأرضية...و بينما هو ينظف...

وجد دفترا مرمي على الأرض تحت الطاولة...أحس بفضول ليرى ما بداخل هذا الدفتر....سحبه و فتح صفحة عشوائية...و عندما بدأ بقراءة السطر الأول...رن هاتفه..لم يرد الإجابة..لأنه أحس أن ما بين يديه شئ قيم جدا جدا...سحب نفسا..و أخرج الهاتف من بنطاله...ونظر الى المتصل...لم يكن ناويا على الاجابة..و لكن... ماذا يريد به في هذا الوقت...لا بد أن حدث مكروه ما؟!!

سحب نفسا طويلا ثم أجاب...


*********************


مؤلمة...

حقاً مؤلمة...تلك الحقيقة التي قد اكتشفتها...!!

كيف لروحي ان تحتمل هكذا صدمة؟!...لا اعلم كيف لبثت صامتة أمام ذلك الحقير وهو يرمي علي ذلك السيل من الكلمات...كلمات ولو القيت على جبل لحولته لرفات...فكيف بي...
أأصبحت مضادة للصدمات بهذه الطريقة؟!..
إذا كل ما حدث من مواقف..من ابتسامات..من نظرات..من كلمات قد كان محض..

كذب...

محض ترهات...!!

محض تخطيط ليصل لما يريده؟!!

يااااه...قد كنت أمقت الرجال كلهم..و لكني الآن...

أتقزز منهم..أستحقرهم...أحس بالقرف منهم و من تفكيرهم...
كل هذه المدة كنت مجرد غبية..نعم قد كنت غبية و أعمتني مشاعري..اعمتني عن الحقيقة..عن حقيقة أنه قد كان يستغلي للوصول لما يريده..و لكن لماذا كل ذلك الطريق الطويل الذي قد سلكه...لماذا لم يهددني و ينتهي..أيجب أن يلعب بتفكيري بهذه الطريقة...و أنا التي كنت سأميل له..
كلما تذكرت لمساته لي..كلماته..نظراته..أتقزز...و بكل ما للكلمة من معنى..
و لكني لا أبكي..
لا أعلم لماذا لم تخرج دمعة من عيني؟!...ألهول الصدمة؟!..
أم لأني قد تخطيت إحساس الصدمة لما هو أقوى منها..؟؟!!
لا أعلم ما الذي ستجلبه لي الأيام من صدمات قادمة..خائفة...نعم خائفة و بشدة من القادم...
خائفة من ذلك الغد...
و لكني فقط أترقب....
أترقب على أمل أن..

لغد طيات أخرى....




الحب يُشفي كل جرح عاصفٍ
فالجذرُ يحمل أثقلَ الأغصانِ
أغصاننا كم قطِّعت وتكسّرت
لكنها عادت بزهرٍ ثاني
فأنا وأنت كبلبلين تآلفا
وتحالفا في السعد والأحزانِ
أنا بيتُ قلبك في الفصول جميعها
يا منزلي ووسادتي وأماني

***

فعلى يديَّ أعدتُ روحك طفلةً
وعلى يديك قد انتهى حرماني
أنا لم أصادف توأماً كقلوبنا
من حضرموت إلى رُبى لبنانِ


كريم العراقي




هنا محطة الوقوف و انا كلي امل ان تعطروا روايتي بآرائكم و مشاركاتكم التي تبعث السعادة لقلبي...
و قبل أن أقول لكم وداعاً...أتمنى انا لا تنسوني بالدعاء في صلاتكم و في كل لحظة أن يفرج الله همي وهم كل المسلمين ...

و أخيراً...

بقول لكل اللي يشاركني اني جد ممتنة لكم من كل قلبي و ما بتتصوروا مشاركاتكم بتبعش السعادة لقلبي لأي مدى!!!

ياااا رب الطية تعجبكم

[/FONT]

 
 

 

عرض البوم صور **روووح**  
قديم 27-01-13, 03:43 AM   المشاركة رقم: 132
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 165533
المشاركات: 19
الجنس أنثى
معدل التقييم: اتاويا عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 19

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اتاويا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : **روووح** المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...

 

تسلم يديييينك ياروح الورد ياروح العسل ياروح كل شيء جميل فالدنيا ، البارت رائع جداً ومتعب ف نفس الوقت

نورة ويسار ؛ لاتخرعيني عليهم طيب هو ليه ما يقولها انو يحبها وهي ليه ما تشرح ماضيها ياربي وايش أكلت آخر البارت قامت تهلوس ! ليكون بتنتحر -_-

مرضية ؛ صبا ومخططاتها المفنتكة ياما جايك من الخير يا خالد بس خالد جرحها اليوم بكلمته بس شكل البارتات المقبلة بتوضح إحساس خالد أكيد
سماح ؛ ايش اللي نز عليها رحمة ربي هههههه
البارت لو بكتب عنو لبكرا مابخلص ولابمل ، بانتظارك مبدعتنا

ودي

 
 

 

عرض البوم صور اتاويا  
قديم 27-01-13, 10:49 PM   المشاركة رقم: 133
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2012
العضوية: 247575
المشاركات: 240
الجنس أنثى
معدل التقييم: **روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 472

االدولة
البلدUnited_Kingdom
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
**روووح** غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : **روووح** المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...

 

صراحة شي محبط جدا ..انه مافيه أي رد فعل للرواية :(
يا ريت تشاركوني بآراءكم و إن كانت نقداً...

 
 

 

عرض البوم صور **روووح**  
قديم 28-01-13, 01:50 AM   المشاركة رقم: 134
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Dec 2012
العضوية: 248410
المشاركات: 428
الجنس أنثى
معدل التقييم: ترانيم الصبا عضو متالقترانيم الصبا عضو متالقترانيم الصبا عضو متالقترانيم الصبا عضو متالقترانيم الصبا عضو متالقترانيم الصبا عضو متالقترانيم الصبا عضو متالقترانيم الصبا عضو متالقترانيم الصبا عضو متالقترانيم الصبا عضو متالقترانيم الصبا عضو متالق
نقاط التقييم: 2549

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ترانيم الصبا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : **روووح** المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...

 

روووح تسلمين يعطيك العافيه
لا تحبطين نفسك ولاتكدرين خاطرك هكذا البدأية يبيلها صبر
استمري ولا تقلقي لقلة الواردين
مرضيه ونستيني عليها وبدأ دلع الحريم وكيدهم خخخخ والله ياخالد رحت فيها الله
لكن خالد متى يتعدل لسانك حرام تجرح المسكينه بس سماح غاطه ايش تخطط له الله يستر منها

يسار ونورة فر وكر مدري متى بتستقر حياتهم يسار المشكله شديد كيف بتكون ردّة فعله للموضوع وانه عدوه هو الي لعب في عرضه
صبا الي متى بتظل مع طيف ذكريات فهد الله يصبرها
في سؤال هو مات حقيقه وإلا حي مادري ليش عندي أمل انه ما مات

وسياف صدمني من قتل و ايش ملابسات القضيه الي تورط فيها
عبد الحمن وحمزه عبدالرحمن من فقد هل أخوه أبو نورة وأبوه
كل ماتعمقنا بالروايه توهنا أكثر الله يستر
ننتظرك بشوق

 
 

 

عرض البوم صور ترانيم الصبا  
قديم 28-01-13, 06:57 AM   المشاركة رقم: 135
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مشرفة المنتدى العام


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 164962
المشاركات: 9,787
الجنس أنثى
معدل التقييم: ام البنين عضو ماسيام البنين عضو ماسيام البنين عضو ماسيام البنين عضو ماسيام البنين عضو ماسيام البنين عضو ماسيام البنين عضو ماسيام البنين عضو ماسيام البنين عضو ماسيام البنين عضو ماسيام البنين عضو ماسي
نقاط التقييم: 5994

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ام البنين غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : **روووح** المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...

 

السلام. عليكم. روووح. انا. امس. بس. بديت. بقصتك. ومازلت. باجزاءه.

قصه عجيبه. غموض. لي عوده للتعليق.

عبدالرحمن. وراه قنابل. من. الاسرار.

سبب. كرهه. زوجته. لام. نوره.

غرفة. الجد. ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

 
 

 

عرض البوم صور ام البنين  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة رووح, ليلاس, معاقه, معي, منتدى قصص من وحي قلم الأعضاء, الماضي, المستقبل, روايات رومنسيه اجتماعيه, روايات سعوديه, روايات و قصص, روايات طويله, روايتي ولغد طيات أخرى, روايه بالفصحى, روح, طيأت اخرى
facebook



جديد مواضيع قسم ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t181600.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط±ظˆط§ظٹطھظٹ ط§ظ„ط£ظˆظ„ظ‰ طµط­ ظپظ‚ظٹط±ط© ظ„ظƒظ† This thread Refback 25-08-14 07:35 PM
Untitled document This thread Refback 23-08-14 09:22 PM
ط±ظˆط§ظٹطھظٹ ظˆظ„ط؛ط¯ ط·ظٹط§طھ ط£ط®ط±ظ‰ ظ…ظ†طھط¯ظ‰ This thread Refback 09-08-14 01:57 PM


الساعة الآن 01:26 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية