لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (3) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-12-12, 07:21 PM   المشاركة رقم: 66
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2012
العضوية: 247575
المشاركات: 240
الجنس أنثى
معدل التقييم: **روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 472

االدولة
البلدUnited_Kingdom
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
**روووح** غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : **روووح** المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ترانيم الصبا مشاهدة المشاركة
   مرحب....... روووح
خالد وأمه وسماح
وش هالقسوه عن جد ناس مافي قلبها رحمه الحين مرضيه المسكينة تبونها تصير دجاجه بياضه تجيب بزر لخالد وبس أن شاء الله ينقلب السحر على الساحر ومثل ماراح تتنازل مرضيه عن كرامته عشان حبه لخالد رب يعوضه فيه ويحبها ويشوف الفرق بينها وبين سماح الفارغه الماديه والسطحيه
وما أتوقع خالد حقير لها الدرجه ويتركه بعدين .......


يسار تعمله مع نوره بهذا الأسلوب والتجاهل يخفي مشاعره تجاهها في المقابل نورة....... وقعت ولاحدش سمى عليك ...........

راحت علومك أجل تنتظرينه في الليل وعلي الشباك بعد أحزن علي حالك والله ويعينك لعرف انك مو بنت



نجي ليسار وحمزه الجراح ونادية اللي هم لغز الروايه
طبعا يسار عمله في المخابرات هذا مفروغ منه ومتاكده بعد وطبعاً اللي ضربوه عصابة جراح اللي يطارد ناديه ويبي السي دي منها
وناديه سبب تحوله لهذي الشخصيه اهو زوجه اللي أكيد قتلته وهربت وفقدت شخصيتها وصارت مصاصة دماء أو سفاحه تضحك علي الرجال كنت

أتمنى انه فعلا تقتلهم مو بس تنومهم وتسرقهم


و هي فقدت بنتها أتوقع إنها مرضيه شطحه قويه صح
ننتظرك ..........

أهلا و سهلا بكي حبيبتي...
و أشكرك كل الشكر على مشاركتك الرائعة...
أما عن خالد و سماح و الجدة للأسف فالمجتمع قد أصبح ماديا بصورة بحتة...و تصرفاتهم اعتيادية جدا و متوقعة لما يحدث...
ههههه أعجبتني تعليقاتك و توقعاتك جدا جدا ...و جعلتني أبتسم...
و اتمني ما تحرميني أبدا من توقعاتك الجميلة :)

 
 

 

عرض البوم صور **روووح**  
قديم 05-12-12, 12:13 PM   المشاركة رقم: 67
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 165533
المشاركات: 19
الجنس أنثى
معدل التقييم: اتاويا عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 19

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اتاويا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : **روووح** المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...

 

راااااااااائع هالبارت وحماااسي ايش بيصبرنا لبكككككرة ههههه

خالد مرة شخصيته ضعيفه قدام سماح خانوم !! ومرضية الضعيفة شكلها راح تتعذب بالأيام المقبلة بس إنشاء الله يحبها ويبطل جنانه بالمعوقة عقلياً سماح

يسار ونورة وماادراك مانورة المسكينة وقعت في الفخ هههه باين أنها حبت يسار وبقوة كمان بس م فهمت قصتها مع اللي كانت تكلمه وقابلها ف المشفى ! بتوضح أكيد فالبارتات الجاية ،.

روح يااااروحي هي بس ايش قصد الدكتور محمود لما قالها رح أتزوج ؟؟ هل يريد ان يحدد مشاعرها اتجاه من ردة فعلها ؟ أظن ذلك

الروايه رااااائعه حبيبتي روح وكل مالها تحلووو أكثر واكثر أتمنى ماتطولين علينا فديتك ..



وديــ ،

 
 

 

عرض البوم صور اتاويا  
قديم 06-12-12, 10:18 PM   المشاركة رقم: 68
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2012
العضوية: 247575
المشاركات: 240
الجنس أنثى
معدل التقييم: **روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 472

االدولة
البلدUnited_Kingdom
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
**روووح** غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : **روووح** المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...

 


بسم الله الرحمن الرحيم...

أولاً و قبل كل شئ..
فلندع لإخواننا في غزة و في سوريا و في كل البلاد العربية أن ينصرهم الله و يكون في عونهم و يرحم كل شهداءهم ...فهذا هو أقل واجب علينا...













أشكر كل من خط لي بقلمه رأياً... أو تعليقاً... أو توقعاً... أو تحليلاً..
أشكركم...!!
وأيضاً أشكر من تابعني بصمت...





لا أحلل نقل الرواية من دون اسمي...
**روووح**



لا تلهكم القراءة عن أداء الصلاة في وقتها...فالقراءة يمكن تحصيلها...





الفصل الثالث عشر...

لحظة...ميلاد جديد...



هي لحظة...بكل العمر...
منها يمكن أن نحدد يوم ميلادنا....
منها نحسب عدد أنفاسنا..ابتساماتنا...
هنا تبدأ أرواحنا بالسكون داخل تلك الصدور...
هي لحظة واحدة...و واحدة فقط..!!!






إِنّـي تَـعِبتُ.. مِـنَ الـرَّحيلِ إِلـيْكِ
وَتعِبتُ مِنْ صَبري الطويلِ عَليْكِ
لأنـالَ شَـيئاً مِـنْ وِصـالِكِ فَـانْعِمي
أنـتِ الـكَريمةُ.. والـوِصالُ لَـدَيْكِ
أو خَـلّصيني مِـنْ هَـوائلِ رِحلَتي
وَتَـشـوُّقي دَومــاً... إلــى عَـيـنيْكِ
فَالشوقُ يحرِقُني، وَيحرِقُ مُهجتي
وَالـنَّـارُ حـولي.. فَـابْعثي زَنْـدَيْكِ
يـا أجـملَ امرأةٍ تُضيءُ قَصائدي
قَـلبي رَهـيناً... صـارَ بـينَ يَدَيْكِ
فَسُهولُكِ الخضراءُ صعبٌ غَزوُه
وَوُرودُكِ الـحـمراءُ.. فـي خَـدَّيْكِ
وَجِـبالُكِ الـشَّمَّاءُ كَيف أطولُها ؟
وَرِيـاحُـكِ الـهـوْجاءُ.. فـي رِئَـتَيْكِ
قَـلَقي عـليكِ يَـكادُ يَـعصِرُ خـافِقي
لا أطْـمَـئـنُّ... فَـسَـبّـلي جَـفـنَـيْكِ
شَـفَتي تُـردّدُ لَـحْنَ أغْـنِيَةِ الـهوى
وَالـلـحْنُ مَـنـقوشٌ عَـلى.. شَـفَتَيْكِ
إِنـي تَعبتُ مِنَ الرَّحيلِ.. حَبيبتي
وَتـعبتُ مِـنْ عَـدَمِ الـوُصولِ إِلَـيْكِ

طارق علي الصيرفي








****************

لبنان ...
بيروت...
مغارة جعيتا...

جالس في ذلك القارب يتأمل في تلك الجالسة أمامه...كل يوم يتعرف عليها فيه تزيد في نظره هالة الغموض التي تحيط بها...لا يعلم لماذا لم ينهي هذا الموضوع منذ البداية...لماذا لم يهددها أو يستخدم أساليبه معها...لماذا يماطل؟!!
لم المماطلة؟!..أهو تعجب أم فضول أم اعجاب أم ماذا؟!!...مهلاً؟!!..هل قال اعجاب؟!!..لا فمن المؤكد أنه لا يحس تجاه هذه الممثلة البارعة التي أمامه بأي نوع من المشاعر...ما هذا الهراء الذي يقوله...ههه..اعجاب؟!!
هل يمزح مع نفسه؟!!...

تأملها و هي تشير بيدها في الإتجاهات المختلفة لتخبره بمعلومة عن كل شئ في المغارة...معلومات هو لا يريدها و ليس لديه الفضول لمعرفتها...رجع لوعيه و هو يسمعها تقول...
نادية \ بيئة المغارة حساسة جدا عشان كذا ..أي خلل في نظامها يمكن يسبب ضرر للصخور الكلسية اللي فيها وتخسر جمالها و يمكن يسبب في تغيير لونها ...عشان كذا فرضوا نظام صارم عشان يحافظون على بيئتها ...و ذا بيكون باستخدام نظام اضاءة غير مؤذي وغسل هذي الصخور..قاطع كلامها ليقول...\ممكن نوقف هنا...أنا تعبت...
نظرت له مدة من الزمن ثم قالت بابتسامة..\أوكي..و أشارت على الرجل الذي يقود القارب أن يخرجهم...
و بعد مدة خرجا من المكان ليقفا مدة من الزمن..كل في تفكيره...هو..قد زادت حيرته فيها...لابد أن يختبرها...
أخذ نفساً قوياً و قال..\كان يوم طويل...سكت مدة ثم أردف...\ممكن نروح نتعشى عندي فالشقة..
قالت هي بتعجب و لم تفهم قصده جيداً...\شنوو؟!!

قال لها بإبتسامة ماكرة و هو يتوقع منها رداً معيناً...\مثل ما قلت و اعتقد انك فهمتي قصدي كو...و قبل أن يكمل جملته أتته تلك الصفعة القوية لتستقر على خده و تحدث صوتاً و صدمة قوية...
صمت قد حل بالمكان لكل منهما...مع أن المكان قد كان مكتظاً بالناس الذين قد لفتت انتباهم تلك الصفعة و لكن كل من ذلك الثنائي لم يحس بجنس بشر في المكان..بل كانت محض لحظات من الصدمة...و الصدمة..و الصدمة المطلقة..!!
نظرت له بتلك العينين الكبيرتين...و قد احمرتا كورق الخريف المتساقط...و تلك الدموع قد ملأتا مقلتيها و هي تحاول حبسها قدر الإمكان...و قالت و العبرة تقف لها...\آسفة بس باين إنك غلطت فالعنوان!!
و تركته و ذهبت..
هو كان و ما زال مصدوماً..غير قادر على فعل شئ...لا يعرف ما الذي قد حدث له...هل هذا رد فعل اعتيادي؟!!..لسياف؟!!...سياف الكاسر؟!!..ما الذي قد حدث له؟!..لماذا قد أخرسته بهذه الطريقة؟!!..لماذا لم تكن الآن في عداد الموتى؟!..لماذا لم يقتلها ويرسم بدمها لوحة تعبر عن مدي غضبه؟!!..لماذا لم يرد لها تلك الصفعة قتلاً؟!!..
ما الذي قد حدث له؟!..هو!!!..هو من لم تطبع على خده صفعة يد من قبل..لم تطبع من رجل حتى...أتطبع من أنثى؟!!..و منها هي؟!!...لماذا لم تتفجر براكين غضبه في المكان لتحرقه بأكمله بألسنتها؟!!...لماذا لم يتركها تخرج جثة من هذا المكان؟!!..لماذا قد وقف خائر القوى أمامها و كأنه طفل و قد صفعته والدته..و ليس كأنه رجل كامل الرجولة و أحمق لأبعد الحدود و في مشارف الثلاثينيات!!!
و أخيراً لماذا كانت هذه ردة فعلها؟!..أساقتها دوافعها التمثيلية لفعل كهذا؟!..ألم تخف من طوله..عرضه...ملامحه المخيفة؟!!...هي هذه هي نفسها من حكى له كمال عنها؟!..هل هذه هي نفسها من سرقت كمال..؟!...هل هذه هي نفسها من تحمل شريطه؟!!...
سبحان الخالق!!...صفعة واحدة من يد تنبثق منها أنوثة الدنيا...تقلب كيان رجل تتشبع فيه رجولة العالم..و تقلب كيانه بتلك الصورة!!!


*****************


في اليوم التالي...
في مكان آخر...
مكتب ذلك الطبيب النفسي...

رجع ليتكل ظهره في الكرسي...أخذ تنهيدة قوية قد عبرت عن مدى حيرته...قال لذاك الجالس أمامه...\آآآه...و الله مدري شسوي؟
كان ذلك الآخر يقلب قلم الحبر بين يديه و هو يقول له...\مافي أحد يقدر يمشي كلمته عليك...
رجع ليقترب من ذاك الآخر بكتفه وهو يقول...\احترت..و الله احترت و أنا بين هالنارين...
محمود \خالد...انت بيدك كل شي..إذا ما تبي هالزواجة من البداية ليه ما تمنعهم من انهم يتحكمون فيك...
خالد \ماقدر..و الله ماقدر..
محمود \خالد..من و احنا صغار وأنا أدري عنك هالصفة الشينة...انت ما تقدر ترفض لأي شخص أي شي...تبي ترضي كل الناس و تنسى ترضي نفسك...
خالد \هذولا مو كل الناس..هذولا أمي و زوجتي!!
محمود \و إذا؟!!..إنت رجال و ليش تخلي حرمتين يتحكمون فيك؟!
خالد \و المشكلة الأكبر إني أدري ان القصة منافسة بينهم مو أكثر من كذا...و يدخلوني أنا بينهم الثنتين..
محمود \اسمعني يا خالد...و ش ذنب البنت تدخلونها فهذي اللعبة؟!..عشانها معاقة و خدامة..ياخي إذا هم يبون يظلمونها فما تظلمها انت...و بعدين بيسألك رب العباد...
خالد \هي تقدر ترفض إذا ما تبي تدخل نفسها فهالدوامة..و أصلاً أنا أتوقعها ما رح توافق...شنو اللي يخليها توافق على شي مثل كذا؟!
محمود \و شنو اللي يأكد لك؟!
خالد \مادري..بس بحاول أطمن نفسي بكذا..
محمود \و إذا وافقت...
رجع للوراء مرة أخرى و مسح وجهه بيديه و سحب نفساً قوياً ثم قال..\آآآآه...و الله مادري...
وضع محمود يديه على حجر خالد في حركة لطمأنته و هو يقول...\ربك يحلها...
خالد \أمييين ...و تقدم للأمام ليقول لمحمود بإهتمام..\ها خلينا من سيرتي إنت شنو اللي صار معاك...و تأكدت ولا لأ؟!
ابتسم ابتسامة لم يفهم خالد مغزاها و قال له و هو يكتف يديه فوق رأسه...\قلت لها اني بتزوج...
خالد \انخبلت فراسك انت؟!!!...شنو اللي خلاك تسوي كذا؟!
محمود \البنت تحبني..و كان لازم أبعد هالفكرة من راسها تماماً...
خالد \ وشنو اللي خلاك متأكد يا أستاذ؟!!
محمود \يا هوو..أنا دكتور نفسييييي...يعني أفهم هالإشيا و هي طايرة...البنت ظاهر عليها انها تحبني..و أنا متأكد إن اللي تحس فيه ماهو حب..بس هي تعلقت فيني لأني الشخص الوحيد اللي قابلته غير أبوها و كان بالتأكيد و من المتوقع إنها بتتعلق فيني..و أنا بدوري كان لازم أتصرف...
خالد \بإنك تكذب عالبنت و تقولها بتتزوج؟!!...و بعدين شنو اللي أكد لك إنها تحبك يا بابا؟!!...
محمود \كل شي..
خالد \ياااا عمييي...كل شي يأكد...طيب و إذا هي تحبك ليه ما تشوف الموضوع؟!!
محمود \موضوع شنو؟!!
خالد \إذا انت تبيها؟!..
محمود \خالد!!!...انجنيت شنو هالخرابيط اللي تقولها؟!
خالد \شنو قلت؟!!..و بعدين إذا هي ما تهمك ليه تهتم فيها كذا و تحكيلي دايماً عن حالتها؟!...هاااا؟!
محمود \ لأن حالتها نادرة..البنت مشلولة و بعد كالمساوئ اللي فحياتها تحسها مبسوووطة و كأنه ما عندها أي شي...ياخ معها أحس إني جاحد النعمة!!...و بعدين تعال هنا؟!...شنو هالإستجواب؟!!..
خالد \هههه...ياخي ما طلعت بروحي اللي عندي قصص!!


*********************


في منزل عبدالعزيز...

واقفا من بعيد يتأملها و هي نائمة كالملاك...و وجهها المحمر من شدة بكائها...لم يعلم سبب بكائها و عندما سأل الدادة من السبب قالت أن السيد محمود قد أتى و روح لم تخبرها عن سبب حزنها...
إذن فقد فعل لها الدكتو محمود شيئا ..أو ربما قال لها شيئاً..لابد أن يتصرف بدوره..لابد ان لا يتركها بهذه الحالة.....لم هي حزينة...المشكلة أنها لا تريد التحدث ليفهم ما حدث...و لكنه سيتصل بمحمود غدا و يفهم منه بالضبط ما الذي قاله لها...
لا يستطيع احتمال فكرة فقدانها أو دخولها في إكتئاب مرة أخرى....هو قد سكت عن الموضوع على أمل أن تنسى تلك المشاعر الطفولية وتمضي في حياتها..و لكن يبدو أنها لم تنس أي شئ...
لابد له أن يتصرف و يقوم بشئ..لن يجلس مكتوف اليدين بهذه الصورة وهو يراها و حالتها تتدهور...يخاف أن ترجع لحزنها و حالتها التي قد كانت في الماضي..لا يستطيع احتمال فقدانها مرة أخرى...
و لكن...ماذا سيفعل؟!...و هل سيضطر لكشف ذلك الماضي الذي قد حكم عليه بالسجن المؤبد؟!!...هل سيضطر لفتح الماضي مرة أخرى؟!...يتمنى ألا تضطره الأيام لأن يفعل ذلك؟!...فهو ليست له قوة على فقدانها..هي...طفلته..ووحيدته...


*****************


بعد مرور ما يقارب الأسبوع..

أسبوع قد كانت فيه موافقة مرضية على زواجها من خالد صدمة لكل من في القصر...أسبوع قد مر على كل منهم ليقوم بقليل من التغيير في حياتهم...و لكن الكثير في حياة مرضية...



بيوم قبل زواج خالد و مرضية...

الساعة الخامسة عصراً....

تأملت شكلها في المرآة...و ذلك الفستان أسود اللون و الذي يصل إلى حد ركبتها و ذو كم قصير...كانت تحاول أن تضبط شعرها...أتتركه منسدلا للأسفل بحرية...لالا...هذا مبالغ فيه ...أم ترفعه للأعلى؟!...في النهاية توصلت إلى أنها سترفعه بآهمال للأعلى...ابتسمت فقد كان اليوم متعبا و هي قد أصرت على تحضير العشاء بنفسها ....و ذلك كله لعله يوافق على رجوعها للعمل...فلا يجب لها أن تستسلم له أبداً...فهي لن تترك عملها من أجله...
أما هو فأخذ حماما قويا أنعشه و نزل كعادته وهو يتوقع خديجة هي التي تضع الغداء له...و لكن لم يتوقعها هي...توقع أنها لن تنتظره و ستتناول وجبتها منذ مدة و لن يراها...و لكن فوجئ بها أمامه...
جلس على الكرسي أمام الصفرة و هو يحاول أن يصب كل تركيزه على الأكل الذي أمامه و ليس على تلك الواقفة بتلك الملابس و ذلك الشكل و القابعة أمامه...قالت له و هي تحاول إنزال الفستان قدر الإمكان بيديها وهو بدوره لم تغب عنه هذه الحركة...إن كانت متضايقة بما تلبسه لم لبسته من الأول؟!!...\مساء الخير..
قال لها بهدوء ...\هلا..
وضعت له من كل الأصناف على طبقه...جلست على الكرسي القريب منه و لتضع القليل لنفسها...هو كان متعجبا من حالها...لم هذا التعامل المختلف منها؟!...على ماذا تنو؟!...قالت له بارتباك واضح...\كيف كان يومك؟!.
و تسألني كيف كان يومي؟!!...للمرة الاولى منذ زواجنا؟!..سكت مدة ثم أجاب بهدوء...يسار \اعتيادي...
اعتيادي؟!!..ألا يمكن أن يضيف شيئا لتلك الكلمة..ألا يمكن له أن يمثل اللباقة و لو للحظة من الزمن...دائماً إجاباته قوية ..مختصرة...جافة...و مؤلمة!!...حسنا لن تستطيع التمثيل عليه أكثر من ذلك...فهي لا تطيق الجلوس معه في مكان واحد لذلك يجب أن تصارحه...قالت بارتباك...\يسَار أنا...قاطعها ليقول...
يسار \مين اللي سوى هالأكل؟!!
نظرت له بخوف....نورة \أنا...وش فيه ؟!..
سكت مدة..الأكل جيد جدا و شهي أيضا و لكنه يحب إغاظتها ...قالت هي و لم تعد تستطع الصبر على هذه المسرحية...نورة \أنا..أبي أنزل للشغل....
وضع الملعقة التي قد كان يتناول بها فجاة على الطاولة...نظر لها مدة...أذا هذا هو سبب لبسها و تأنقها و كل هذا الطعام...إذا هي لم تفعل كل ذلك من أجله و إنما من أجل غاية كان يتوقعها هو...لم يستغرب ذلك و لكن أحس بغضب قليل من فعلتها و قال بحزم...\لا...
قالت و بتأفف..\ليش؟!!
يسار \كل هالأكل و هالتمثيليات عشان ترجعين لشغلك؟!!...و أنا اللي ظنيت إن ربي هداكِ و صرتي تقومين بواجباتك المنزلية...؟!!
قالت محاولة تبرير موقفها...\أنا ما قصدت بس...قاطعها ليقول بغضب مصطنع...\لكن شنو يا هانم...ها...و أنا أقول شنو سبب هاللبس الخليع؟!!.. تظنين انك تقدرين تغريني بهالتصرفات؟!!...لا تحلمي فانتي ما تحركين جواتي ولا شعرة...!!!
تجمعت الدموع في عينيها من شدة قهرها....من هول تلك الكلمات الجارحة التي يلقيها على مسامعها...من أين له ذلك البركان الذي يقذف منه تلك الحمم الحارقة على أرضها؟!!..من أين له تلك الأرض البور التي تحصد كذلك جرح؟!!...من أين له كذلك قسوة لا تنبت في أبشع بقاع الأرض..؟!! لم يقول لها هذا الكلام الجارح أذلك كله بسبب طلبها العودة للعمل؟!...قالت وبغضب شديد \و من قالك هالمفهوم الغلط؟!...أنا ما سويت و ما رح سوي أي شي فحياتي كلها عشان إغريك يا بابا فانت ما تمثلي ولا... قاطعها كعادته المعتادة...و قال...
يسار \ششش...انتهي الموضوع و أنا بنسى فكرة إنك حاولتي تغريني.!!...سكوووت!!
سكووت؟!!...ماهذا الإحتقار؟!...جارية هي أم خادمة عنده لكي يعاملها تلك المعاملة؟!..وصلت الى قمة غضبها منه...يستفزها لأبعد الحدود و بعد هذا الكلام ينتظر منها أن تأكل معه في مكان واحد!!...قامت من مكانها و قالت بغضب...\مابي آكل و لا شي...أقول لك شي يريحك؟!!...أنا مابي آكل أبداً ف هالبيت...عشان أموت و أريحك..
قال لها بابتسامة ...\اللي تبينه بس...
ضربت بقدمها على الأرض و قالت بغضب..\أنا بكرهك..بكرهك...
و قامت من مكانها و هي تسب و تلعن فيه و صعدت إلى الأعلى...أما هو فاستغرب من حاله كالعادة...لماذا يحب استفزازها بهذه الطريقة؟!...و لماذا لم يوافق على عملها أم هو فقط ليغيظها؟!...لماذا أحس بخيبة أمل عندما علم سبب كل ما فعلته وهو رجوعها للعمل؟!...


************************


و في اليوم التالي...

الساعة الثامنة ليلاً...
اليوم...
هو يوم...زواجها...
منه...!!
مِن مَن أحبت طوال حياتها...
من روحها التي تتنفسها...
من نبض قلبها الذي تعشقه..
نعم قد ضحت..و بالكثييير ...بكرامتها..بحياتها...بنفسها..و لكن لتذهب كل هذه الأشياء سراباً مقابل لحظة واحدة تعيشها معه...تحت سقف واحد...حتى و ان اضطرت لأن تكون خادمته....




في منزل يسار...

نظرت لنفسها في المراة...دققت النظر أكثر...الفتاة التي تقف أمامها ليست هي و انما شخص اخر...مع انها كانت ترتدي فستانا بنفسجي اللون...بسيط...ولم تكن واضعة ذلك الكم الهائل من المكياج...و انما كان قليلا من الروج الأحمر على شفتيها...وكحل قد حدد ملامح عينيها الصغيرة...حتى شعرها لم تفعل به أي شئ و انما جعلته منسدلا بطوله و بصورة طبيعية..و لكن ذاك الفستان البسيط و القليل من الروج كانا كفيلين بتغير شكلها جذريا...
امسكت نورة كتفيها بيديها و قالت مبتسمة...
\بتهبلييين...
ابتسمت لها بخجل\ شكرا...
أضافت نورة و هي تمازحها\ كنت أتمنى لو ترضين و آخذك على مشغل عشان يجهزونك مثل بقية العرايس...بس الحين انتي طلعتي أجمل من اللي توقعته... سكتت مدة و هي تصلح لها شعرها الطويل و ترجعه الى الوراء...\خالد بينجن بهالجمال...
انزلت رأسها للأسفل و هي خجلة...و تفرك كلتا يديها من التوتر...توجهت نورة الى جهة الادراج..فتحتها و أخرجت علبة...أخرجت منها سلسلا رقيقا...وقالت لها...\هذا هديتي لك..
نظرت لها مرضية و قالت برفض\ لا..لا مقدر أقبله...
نظرت لها بغضب و قالت\ بزعل منك بهالطريقة...مرضية!!
مرضية \مدام نورة أنا ماقد...قاطعتها و هي تقول\ أنا مو قلتلك من قبل لا تقوليلي مدام...قوليلي نورة حاااف...
ابتسمت مرضية على طيبة نورة الفائقة و قالت و هي تعطيها ظهرها لتلبسها العقد\ شكرا...نورة...
نورة \دحين بطلع و أشوف السيد المحترم خالد ليش تأخر لهالوقت...
تركتها نورة لتختلي هي و تلك المرأة الغريبة التي أمامها في المراة!...سكتت مدة تتأمل في نفسها...أمسكت العقد بيدها و هي تتحسسه...بسيط..جدا..و لكن أضاف لها و غير كل شكلها!...نظرت الى شكل يدها و تلك الحناء السوداء تغطيها...كشرت وجهها..لم يكن هنالك لزوم لها...لولا اصرار نورة...نظرت ليدها الشمال...بدون دبلة....سكتت مدة..و لتمنع الحزن من اعتناق أوردتها...قالت لنفسها...
ليس هنالك حاجة للدبلة..ابتسمت..الدبلة موجودة في قلبي..محكمة عليه بقوة...و مكتوبة بأسمه..اسمه هو فقط..لا غيره...ابتسمت أكثر...
لم تتخيل و لا في أبعد أبعد أحلامها...أن يأتي هذا اليوم..و تصبح هي ملك له...ستكون معه في نفس المكان...ستستيقظ على رؤيته...ستتاح لها شم رائحته في كل مكان...ستحس بملمس يده...بوجوده معها...
نعم لا توجد حفلة أو عرس كبقية الناس..و قد أتت هنا مع نورة لكي تلبسها فقط ليس إلا...و ذلك لأنها أصبحت غير مرحب بها في القصر...نعم كل تلك الحقائق تجرحها في صميم قلبها...و لكن معه...فهي لا تريد أي شئ...!!
تجردت من كل مستلزماتها الحياتية...فهو..أكسجينها..لهواء الذي تتنفسه...فما حاجتها للبقية؟!!
اليوم صدرها حقل من الألغام..حقل من المشاعر اللامتناهية و القابعة فيه...مشاعر لا يمكن وصفها ولو بأدق الكلمات...اليوم يوم ميلاد روحها من تلك الأرض...اليوم و اليوم فقط تتسلل لأحاسيسها تلك المنحوتة من المشاعر التي لم تختبرها من قبل...
نعم الفارق بينهما كبير..و لكن..لا يهم..فلا يوجد فارق في الحب...فالحب يشيب الصغير...و يصغر العجوز!!


***********************


لبنان...
بيروت...
تلك الغرفة...

ممسكة بتلك الصورة...صورتهما...من تركاها وحدها في هذه الأرض المليئة بالدناءة...من أين لها قوة الإحتمال؟!...من أين؟!!..أصبحت جثة من غير روح..أنثى من غير لهفة...امرأة من غير مشاعر...نعم...فقد جردتها الدنيا من كل شئ...و يبدو أنها ستجردها من أنفاسها حتى!!
و لكن...البارحة!!..يبدو أنه مازالت هنالك القليل من لهفة المدفونة بين تلك الأقنعة الكثيرة التي ترتديها...نعم..و لكن؟!..لماذا لم تستطع التحكم في روحها أمامه؟!...لماذا طبعت على وجهه تلك الصفعة التي لم تعلم من أين أتتها القوة لطبعها على خده؟!!..
ذلك الخد...خد رجل كامل الرجولة...شديد الحماقة..سريع الغضب...من أين أتتها القوة لفعل كهذا؟!...توقعت أن تكون تحت الأض الآن...أن تكون على مشارف الموت من فعلتها...و لكن تفاجأت بأنه لم يفعل أي شئ...و لماذا كان رد فعلها بتلك الطريقة...فتصرفاتها التي قد تصرفتها في ماضيها تدل على ذلك ..و بقوة..لماذا جرحت الآن من ذلك التلميح الذي قد كان منه؟!!..ألأنه بقوله ذلك قد أثبت لها نظريتها التي لطالما قد كانت ترسم عليها كل خطاها؟!!..
أن كل من ينتمي للجنس الخشن فهو...حقير!!!
نعم...ربما أتتها ولو لوهلة تفكير بأنه ربما يكون مختلفا عن البقية منهم و لكن...هيهات!....فكلهم سواسية؟!!..و لكن كذلك هي مرتاحة دونما أية آمال أو تفاؤلات أو تعلق بأي شخص...هكذا هي في بر الأمان...
قطع عليها حبل أفكارها الأليمة طرق على الباب...ارتدت روبها و تقدمت منه لتنظر من تلك الفتحة التي تتوسطه و ترى ذلك العامل في الفندق...فتحت الباب ليمد لها علبة و يقول..
العامل..\أنسة نادية؟!
نادية \نعم..
تناولتها منه و قالت له ..\شنو هذي؟!
العامل \تركها إلِك حدا في الريسيبشن (الإستقبال)؟
نادية \منو؟!
العامل \ما عندي أي علم مازموزيل...
نادية \أوكي..
أخذتها منه و دخلت لتضع تلك العلبة الفخمة على السرير و تجلس بالقرب منها...تأملتها لمدة من الزمن...ثم فتحتها لتجد تلك الورقة الموضوعة في الأعلى و يبدو أن تحتها شئ...تناولت الورقة لتفتحها وتقرأ تلك الأحرف...
(لمن تستحقها فقط...!!! )
استغربت من تلك الكلمات الثلاث التي تتخلل الورقة البيضاء؟!!...ما هذا؟!!..انتقلت بنظرها إلى ما بداخل العلبة لتجد تلك الصور الفوتوغرافية الموضوعة داخلها...تناولتها واحدة تلو الأخرى...صور ل...
تمثال الشهداء...
صخرة الروشة...
برج ساعة الحميدية...
مغارة جعيتا... و غيرها من الأماكن التي قد زارتها...
إذا الآن فقط قد علمت بمرسل تلك الصور..إنه هو؟!!..أهذه وسيلته للإعتذار؟!!..لماذا لم يتصل بها؟!!..إنسان غريب جدا جدا....كيف علم بنوعية الأشياء التي تعجبها...فلو أرسل لها سلسلأ فخمأ أو إسورة أو غيرها من الأشياء التي تعشقها النساء لغضبت جداً منه...و لكنه قد علم جيداً بنقطة ضعفها...!!

*******************

 
 

 

عرض البوم صور **روووح**  
قديم 06-12-12, 10:37 PM   المشاركة رقم: 69
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2012
العضوية: 247575
المشاركات: 240
الجنس أنثى
معدل التقييم: **روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 472

االدولة
البلدUnited_Kingdom
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
**روووح** غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : **روووح** المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...

 


أنتبه ؟؟؟
أنتبه ؟؟؟

أخي المسلم اختي المسلمة أنتبه ....؟
عن بن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (ثلاثة لا ترتفع صلاتهم فوق رءوسهم شبرا رجل أم قوما وهم له كارهون وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط وأخوان متصارمان).


عن أبي خراش السلمي- رضي اللّه عنه- أنّه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم يقول: « مَنْ هَجَرَ
أَخَاهُ سَنَةً فَهُوَ كَسَفْكِ دَمِهِ » (صححه العلامة الألباني في السلسلة
الصحيحة برقم:928)






كان جالسا في الكرسي الأمامي للسيارة..كرسي القيادة...واضعا يده على المقود...و يضرب بأصابعه عليه...لا يعلم احساسه..أهو توتر..أم مجرد قلق من القادم...أم هو خوف من تغير مجرى الحياة...فلو أخبره اي شخص قبل شهر بأنه سيتزوجها ...هي الخادمة...لحكم عليه بالجنون..و لكن..ها هو الان ينتظرها لتأتي و يأخذها لبيتهما!!!
بيتهما؟!!....بيتهما؟!!...وقعها غريب على نفسه...لا يحتمل..نعم لا يحتمل..لا يحتمل أن يكون مع غيرها..فقط في هذه اللحظات القليلة قد اشتاق لها..جدا...و اذا به يفاجأ بفتح نورة للباب الذي بقربه..و تدخل و تجلس ساكتة...
عدت اللحظات من وداع لنورة وحدها و ذلك لأن يسار قد كان مسافراً في رحلة عمل كما زعم
أصبحا وحدهما في السيارة...تفاجأ برائحة تتغلغل لداخل صدره...و تملأ السيارة..الان هو لا يستنشق سوى رائحتها...ضايقته هذه الفكرة...
فتح نوافذ السيارة و قال و هو يصطنع اختناقه بالرائحة \وش هالريحة ؟!..مرة ثانية مابي أشمها ...
انتفضت من كلامه..اذن رائحتها لم تعجبه؟!...هي لم تكن تريد أن تضع عطرا منذ البداية..و لكن نورة أصرت عليها أن تضع منه قليلا.. انتفضت أيضا من صوته..صوته الان بالنسبة لها غير..هي قد سمعته من قبل..و لكنه الان أكثر رجولة...سكتت لم تقل شيئا فقط ما زالت تفرك يديها لتقلل التوتر الذي يعتريها...
أما هو فانتبه لنفسه أنه حتى لم يرها جيدا..لم يركز في ملامحها...لفت نظره يديها التي قد انتهت من شدة فركها لها...شدته تلك الخطوط الناعمة التي تغطي يديها بالسواد...انتبه لها..مرتدية عباءة و طرحة سوداء...ما هذا؟!..لماذا لم ترتدي فستانا أو ثوبا؟!!..لم تغطي نفسها بالعباءة و كانه ليس يوم زواجها...
نظر لنفسه...ابتسم...ينتقد لبسها المعتاد..و هو الذي يرتدي ملابس اليوم الاعتيادية..و كأنه ذاهب للنادي و ليس لزواجه!!..و لكن لا...ليلة زفافه واحدة..هي التي قضاها مع حب حياته...و كلما غير ذلك فهو أيام اعتيادية...
أما هي فتحس و كأنها الآن معلقة بين السماء الأرض..سماء عشقه...معلقة بكم من المشاعر لا تعلم مصدره..و لكنها تحس بالقشعريرة من فكرة تواجدها معه في سيارة واحدة...في بقعة واحدة...
لو بيدها لتمنت ان تحفر حفرة داخل العربة لتدخل وجهها فيها...لا تريد رؤيته من الخجل..تحس أنها على وشك ان تبكي..ليس حزنا..و انما فرحا...خجلا..سعادة لا توصف..فهي معه...نعم معه الان..و بقربه...


***************


في تلك الشقة التي أصبحت منفى لأحدهما و جنة للآخر..!!!

فتح باب الشقة و قال و هو يريد الدخول ..\تفضل...و لكن قطع كلامه تفاجأه من ملمس يد رقيقة تمسك يده...اقشعر سائر جسده...وقف مدة..انزل رأسه لينظر..ليجد يدها الصغيرة ممسكة بيده..و سمع صوتها المنخفض...
مرضية \باليمين....و كانه أول مرة يسمع صوتها...
سرح بفكره..لا يعلم أين ذهب و لكن حاول تدارك نفسه و قال\ ها؟!!..
استغرب من رده الدال على البلاهة التامة ..ها؟!!...أهاذا رد لرجل في عمرك؟!!!
عادت بنبرة أوطأ ...\ أدخل برجلك اليمين...
انصدم أكثر من تفكيرها...نعم اليمين من السنة و لكن من الذي سيفكر في هذا الشئ في هذا اليوم و في هذه الساعة بالضبط؟!!!
اما هي فسحبت يدها بسرعة عندما أحست بملمس يده المشعرة...أحست انها على وشك ان يغمى عليها...ستسقط على الأرض لا محالة...تمنت لو بإمكانها قطع يدها...و لكن لا تعلم ما الذي جعلها تفعل ذلك؟!!
اضاء انوار المكان...وضع مفاتيح السيارة على المنضدة...وقف و لم ينظر لها...ولكن أحس بوقوفها متسمرة لا تعلم ماذا تفعل...مازال لا يريد النظر لها...قال و هو يشغل نفسه بخلع حذائه...
خالد \تقدرين تجلسين...
نظرت له..كان يقف على بعد مسافة منها...الان فقط انتبهت لملابسه البسيطة و شكله..سكتت مدة ثم استوعبت ما قال...و جلست...
لم يكلف نفسه بالنظر لها...قال و هو يشير الى الأماكن المختلفة في الشقة...
خالد \هذي الصالة...المطبخ من هذي الجهة..و هذي غرفة النوم..ومعاها حمام..و فيه غرفة اضافية...من هالجهة...
هي لم تستمع لأي كلمة قالها و كانت فقط تنظر في الأرض...
و هو استغرب منها...ساعة تمسك بيده..و ساعة أخري لا تستطيع اخراج حرف!!!
قطع عليه تفكيره صوت الهاتف...أحس بأنه هو المنقذ الوحيد من هذا الموقف الغريب...أسرع ليري من المتصل..ابتسم..و قال لها
\أنا بروح..في شي ضروري في الشغل.....أخذ مفاتيح السيارة وقال\ تقدرين تاخذين راحتك...
و تركها حتي من دون ان ينتظر منها ردا...


***********


و في القصر...

بخت من العطر على عنقها...ابتسمت و هي تنظر لنفسها في المراة...امرأة تنبض بالأنوثة...مرتدية قميص نوم اسود طويل..و حمالات...كانت جميلة بمعنى الكلمة...ابتسمت أكثر و هي تفكر...
لم يجب أن تخاف..و من من؟!!...من أخري معاقة..و لا تحمل ذرة من جمالها؟!...لا..فهو لها...و لها وحدها..حتى و ان لم يكن هو من يسكن قلبها...فهو سيظل لها و لها وحدها...وضعت من احمر الشفاة الفاقع اللون لتكمل لوحة الجمال التي تعلم بعشقه لكل ذرة منها...
نظرت لأنعكاسه في المراة...واقفا يتأمل فيها...ابتسمت له بدلع...و قالت وهي تصطنع اللهقة
سماح \تأخرت؟!...
اقترب منها..وطبع قبلة عميقة على عنقها..و قال بلهفة صادقة
خالد \مادري انتي كيف ساحرتني؟!
ضحكت بغنج و قالت و هي تقوم لتقف أمامه بالضبط\تحبني؟!
قال و هو يرفع حاجبا\ و انتي تشوفين فيه مبرر ثاني لتصرفاتي؟!
اقتربت منه أكثر و قالت \ما قدرت أتخيلك مع وحدة ثانية غيري..
ابتسم و قال ممازحا لها\ لو كنت أدري بهالغيرة ..كنت تزوجت من اول يوم..عشان أسمع هالكلام الحلو...
وضعت يديها لتحاوط عنقه...قالت و هي تصطنع الزعل\ خااالد..
قل لها بوله بعد ان حاوط خصرها بيديه\ قلبه الشمال !
سماح \ما بتتركني هالليلة..مو كذا؟؟
خالد \...و أنا أقدر و انتي تسوين فيني كذا؟... تسأليني أسئلة تدرين اجاباتها مسبقا....
ابتسمت..فقد أثبتت لنفسها انها هي وحدها من تجلس على عرش قلبه...وهي وحدها من ينبض قلبه لها...وهي وحدها من تتحكم في خلايا عقله...


*************************


في نفس الوقت...
في مكان آخر...
في القصر...

قالت له و هي تدخل في مجوهراتها في تلك الخزانة...\أمك نامت و أعطيتها حبة مهدئة من شدة صدمتها في اللي سوته سماح فيها...و الله سماح قدرت تمشي كلامها فهالبيت و زوجته لهالمرضية...لكن ما توقعت إن سماح بتقترح له مرضية...مرضية؟!!..أكيد لأنها معاقة و كمان خدامة و بتقدر سماح تسيطر عليها و تخليها خدامة لها طول العمر...و لأن هذي شخصية سماح...واصلت كلامها دون أي رد من ذلك الآخر القابع معها في نفس الغرفة...
أما هو فقد كان يرتب في أوراق و مستندات ليضعها داخل خزنته....فتح الخزنة..و بينما يحاول إدخالها فيها تسقط تلك الصورة الوحيدة!!!...وتتخللها تلك الشقوق الدالة على قدمها...انتبه لها...
صورة لثلاث...ولد يبدو أنه في العاشرة من عمره و ملامحه ناعسة و يبدو عليه و كأنما قد تم إيقاظه من نومة هنيئة لأخذ تلك الصورة...و في الطرف الآخر ولد آخر يبدو أنه في نفس سن الآخر و لكنه يبدو عليه أنه أكثر هدوءاً...و تتوسطهما تلك الفتاة البالغة الجمال...و كأنها آية من الجمال و على ملامحها ابتسامة تشرق لها كل ظلمة الأرض...!!
جلس على الكرسي من هول الصدمة التي قد أتته...و ذلك الشريط من الذكريات التي تزاحمت في مخيلته....واحدة تلو الأخرى...وضع يده على صدره ليوقف ذلك الكم من المشاعر المتأججة في صدره...يا الله!!!...من أين له قوة لإحتمال ذلك الحزن الذي قد غشى على صدره..من تلك الصورة...و مِن مَن كان فيها!!!...صورة قد بعثت لروحه كل أحاسيس الحزن العتيق...كل الظلام الذي قد كان مدفوناً بين أضلع صدره...
كانت رجاء تتحدث و تتحدث دون أن تبالي ذلك الذي قد قلب كل كيانه...كانت تتحدث...\...ما ظنيت خالد بيتم معها أكثر من شهرين و بيطلقها..و الله هذا ال..و لكن توقفت عن الكلام عندما انتبهت لملامحه المتغيرة مئة و ثمانون درجة..اقتربت منه لتقول بقلق شديد...\عبدالرحمن!!...شنو فيك؟!..
لم يجبها لتقترب و تتناول تلك الصورة من يديه و تخرج تلك الشهقة القوية من فمها..رجعت للوراء في رعب شديد و قال...\عبدالرحمن...ليه ما حرقتها؟!!!...لم يجبها...لتكمل كلامها..\مو قلنا بنحرق أي شي؟!!!...
رجاء \قولي ليه تاركها للحين معك؟!!..ها...ليش ما حرقتها...و لم يجبها أيضاً...قالت بعد أن يئست من الحصول على رد منه...\أنا بروح أحرقها الحين و لكن أوقفها هو بصوته الذي أضعفته تلك الذكريات...\لا...ما بتحرقينها...أنا بحتفظ فيها معاي و مافي أحد بيلقاها...
رجاء \عبدالرحمن..!!!
عبدالرحمن \قلتلك ما بيلقاها أي أحد!!...


************************


في نفس الوقت...
في منزل يسار...

خرجت من الغرفة...تتسحب...حافية..جائعة جدا جدا..و من مكابرتها له لم تتناول أي شئ...و رفضت الطعام الذي أحضرته لها خديجة في غرفتها بأمر منه...و ذلك فقط لتغيظه..تريد فقط و لو القليل...
نزلت الى الأسفل و في الظلام..لم تفتح نور المطبخ لكي لا ينتبه...
تسحبت برقة..و كانت تمشي على أطراف أصابعها...و فتحت باب الثلاجة..وجدت جبن..و كأس عصير..أخذت الكأس و علبة الجبن تريد اخراجها...و فجاة..
يسار \شنو تسوييين؟!!! قالها بصرخة..
نورة \اااه...لم تنتبه الا و علبة الجبن التي على يدها قد وقعت في الأرض و تكسرت...أضاء النور..ليري ما الذي حدث...
و اذا به يفاجأ بشكلها...
مرتدية قميص نوم قطني وردي..و تحت الركبة...حمالات...و شعرها ملخبط بطريقة مضحكة و كأنما كانت في حرب و ليست نائمة...و...حافية القدمين!!!
نورة \اااوه...أممم...أنا...
يسار \أنتِ شنوو؟؟!! ...قالها محاولا رسم تكشيرة على وجهه...و لكن بانت تلك الأبتسامة التي أراد ان ينفجر بالضحك بعدها...
نورة \أنا... أرادت ان تهرب..و لكن ضغطت برجلها علي زجاجة و جرحتها...\اااه..و امسكت رجلها...
يسار \يا مجنووونة!!...وقفي و لا تتحركين...
نورة \اااي رجلي توجعني...
يسار \قلت لا تتحركين... قالها متوجها ناحيتها...و.. حملها بين ذراعيه..
تخدرت بالكامل من لمسة يديه!!...تجمدت...تفجرت كل خلاياها...تجردت من قواها!!...حاولت أن تقول...
نورة \وش تسوي انت ؟!!! أقدر أمشي عليهم...أخرسها بقول\ ولا كلمة....
ووضعها في العتبات التي تفصل بين المطبخ و الصفرة...
و جلس بالقرب منها...\احمدي ربك انه ما صار لك شي...لأني كنت ناوي أضربك...نظرت له مصدومة...قال مردفا\شخص ينسحب بنص الليل فأكيد حرامي.... سكت مدة و قال وهو يريد استفزازها\ يا مجنونة...خليني أشوفه للجرح؟!
قالت و الشرار بدأ يتطاير من عينيها \ لا شكرا مابي...
يسار \ما هوب مزاجك يا ماما..
نورة \قلتلك مشكوور مابي منك أي شي...
يسار \ماهوب عشانك يالأخت...بس مابي جدتي تجلطني فيك و تقولي أهملت البنت...و دحين خليني أشوفها....و أخذ قدميها بالغصب و لم يعطيها فرصة للرفض...
أحست بالقشعريرة في كل جسدها من لمسة يديه...جنود قد تسللت من تلك اليد القوية لتغزو ذلك الجسد الهزيل..بلمسة واحدة..أعلن كل جنودها الإستسلام التام...من أين له كذلك قوة على سلب كل أنفاسها؟!!..و فقط بلمسة؟!!..يا الله!!...اعطها القوة لتتحصن ضد جنود رجولته...اعطها القوة ولو لبضع ثوان لكي لا تخر مغشياً عليها...يسار \انتظري هنا و لا تتحركين..لين أجيب شي..
كانت الإسعافات بأحد الأدراج... في المطبخ...
هذه المرة جلس بالقرب منها جدا..و بدا بتنظيف الجرح و وضع المعقم..
نورة \أأأي...
يسار \هذي نتيجة تصرفاتك الطفولية...
نورة \همجي...!!
يسار \أنا!!!!....غلطتي من البداية اني أساعدك؟؟ اللي مثلك ما يستاهلون...
لم ترد عليه و سرحت في ملامحه و هو مندمج مع الجرح..مع انه ليس عميقا لم جعله موضوعا كبيرا!!
مرتديا شورت أبيض..و تشيرت كحلى...و ذقنه يبدو انه لم يحلقها منذ مدة...و لكن شكله هكذا جذاااااب...و غمازاته....كم هي ....سااااحرة!!!..لا..فهي غمازة واحدة..في خده الأيسر...لأول مرة تنتبه لها...تلك النقطة التي تحفر بإبتسامة واحدة منه...وسط تلك الرجولة البحتة...هناك غمازة!!!...و على خده الأيسر!!..
يسار \أقولك شي يا حرامية..قاطعته لتقول بغضب شديد..
نورة \أنا ماني حرامية...و يا الذكي انت..إذا كان مثل ما تقول حرامي وش اللي يبيه بالثلاجة...؟!!
يسار \الجوووع كاااافرر....و المرة الجاية لما تجوعين انزلي مثل بقية خلق الله و افتحي النور..و كلي..الأكل ماهوب جريمة...
أأأأأه لماذا تتحدث..ألتلقي عليّ ذلك الوابل من الكلمات المؤلمة؟!!...الصمت فيك اجمل...لماذا تحب اغاظتي...؟!!
نورة \لا ماني جوعانة...
يسار \ههه...ظااااهر جداً إنك مو جعانة..و الدليل إنك تتسحبين بنص الليل عشان تتطمنين علي الثلاجة مو أكثر...!!
نورة \ظرييييف...
يسار \من يومي...
نورة \و الحين..مشكور على مجهودك...ممكن تروح عشان أنظف المكان؟؟
يسار \لاااا يا ماما..أنا اللي بنظف...كافي خساير لليوم...خلع صندله..و مده لها...\ خذي هذا إلبسه عشان تطلعين لفوق..مادري شنو اللي يخليك تنزلين من غير شي فرجلك مثل البزران الصغار؟!!...
ترددت...ثم اخذته و لبسته...
يسار \ههههههههههههههه...
انصدمت بطريقة ضحكه!!!....ما الذي أضحكه لهذه الدرجة!!!...و لكن...قاااااتل مع هذه الضحكة..أول مرة..لتري تلك الغمازة الوحيدة تحفر و بسرعة فائقة وسط تلك الخشونة المغطية لوجهه...
قالت بتكشيرة\ وش اللي يضحك ؟!!
يسار \هههه..شوفي رجلينك..انتي تسبحين جوات الصندل سباحة...
انزلت رأسها لتنظر الي قدمها الصغيرة..جدا...جدا...مقارنة بصندله...
وصلت لحدها..من أسلوبه...
نورة \خلقة رب العالمين..عندك أي اعتراض...؟!
يسار \لا..هههه...و نعم بالله..
حاولت الوقوف على قدميها..و عندما وقفت...انتبهت لنظراته المتفحصة لها!...انتبهت لملابسها...اكتساها الخجل..و اصبحت تحاول انزال القميص لتغطية اكبر قدر ممكن من جسدها...
كم كانت جذابة و هي منفعلة..و تلك التكشيرة التي على وجهها...احس انه اذا استمر بالنظر اليها أكثر من ذلك..سيحدث ما لا يريده...
يسار \ليش ما تحركتي للحين..!! يلا يلا لفوق..و أخذ المنشفة في طاولة المطبخ و وضعها علي كتفيها...و اردف\ السترة واجبة...
انخرست!!!!...لم تقو على التعبير..اااه...قاااتل..مستفز...
نورة \مممم...اااه....هذا كل ما قوت علي قوله و اخذت نفسها و انسحبت من المكان...تاركة وراءها....رائحتها...!!
رجع لتلك الطاولة التي كان يجلس عليها..نظر لتلك الكومة من الملفات و الأوراق...يحمد الله أنها لم تنتبه لها...يجب أن يحذر بعد الآن...كل هذه الأوراق قد كانت في رحلة البحث عن ذلك المدعو بحمزة...


*********************


في مكان بعيد كل البعد....

كانت تنظف في المكان..و هي خائفة من الكلمة المقبلة التي سيطلقها عليها...مما سيفعله بها مجددا...كانت بالأحرى ترتجف من نظراته...ينظر لها و بكل حقارة...
قال لها ذلك الذي يشرب في ذلك السم ليجعله يتخلل كل خلاياه و أوردته...جاسر \شنو هذا اللي لابسته؟!!
ارتجفت كل أواصلها و قالت بخوف شديد..أسيل \شنو؟!
جاسر \شنو هالقرف اللي لابسته..أنا مو جبتلك ملابس تغيرين فيها..ليش تمرضيني بهالقرف...رووووحي غيري هالقرف...
لا..و إن عذبها..فهي لن ترتدي له تلك الملابس الخليعة..حتى و إن كان زوجها...فهي لن ترضي بتلك المهانة...يكفيها ما ذاقته للآن...قالت و بضعف شديد و هي خائفة من ردة فعله...\ما قدر...
جاسر \شنووووووو؟!!
أسيل \ق..قل...قلت ما قدر...
اقترب منها ليمسك شعرها بقوة و يقول...\هذا كلامك؟!!...تعاااالي معاااي...الحييين أعلمك كيف ما تقدرين...و جرها من شعرها وسط صرخات منها و استنجادات باللاشئ...و دخل للغرفة ليخرج كل ملابسها الواسعة و التي لا يريدها من الخزانة و يأخذها بيده ليرميها على الأرضية و يأتي بتلك العلبة من السائل ليدفقها على الملابس و يتناول علبة الثقاب و يشعل النيران على ملابسها...
أما هي فكانت تصرخ..و فقط تصرخ لا غير...\لااااااا...تكفيييي...الله يخليييييييك...لاااااا....و كانت تمسك بقدمه ليرفسها بقوة و يخرج من الغرفة وهو يقول....\الله يااااخذك يالقرففففف...
هي أسرعت بجسدها الضعيف و المتهاوي لتحضر ذلك الكوب من الماء و تدفقه على ملابسها لعل تلك النيران ستنطفئ و لكن دونما جدوى..فلو انطفأت..من الذي سيطفئ نيران قلبها..صدرها..جسدها..أحشائها!!!...
تألمت..و لكن..ما الجديد فكل يوم هي في ألم و لكن بشكل جيدي و بحلة جديدة...يمكنها ان تنشئ قاموساً عن القسوة..المرارة ..و الألم...تذكرت...نعم تذكرت ذلك الماضي الأليم الذي قد عاشته...
لماذا تركها؟!!...لماذا قد تخلى عنها و تركها لتقع بين يدي هذا المريض نفسياً...لماذا تخلى عنها في ليلة كانت من المفترض أن تكون أجمل ليلة في حياتها..و لكنها أصبحت أتعس ليلة في حياتها و منذ ذلك اليوم فالتعاسة قد أحبت مصادقتها و أصبحت صديقتها الصدوقة!!!
و في الجهة الأخرى...
و خرج و الغضب يتأجج في صدره...مقرفة..لماذا بلاه الله بهكذا زواجة...لماذا أصر عليه والده أن يتزوجها؟!!...نعم هو قد انتهكها و فعل بها كل السوء...و لكن هو قد سبق و فعل ذلك بالكثيرات...لماذا وقع مصيره مع هذه؟!!!..
يشتاق لتلك!!...تلك التي قد أخذت روحه منذ ذلك اليوم...كل ليلة هي في باله..في تفكيره..في أنفاسه!!...يعشقها حد الثمالة!!...حد الجنون!!...حد التمرد على كل القوانين!!...
و لن يتخلى عنها أبداً...مهما حدث...فهي له...و له وحده ...و لو بعد قرن!!!...و لو اضطر لقتل كل من يقف في طريقه للوصول لها...


**************************


في الشقة..

استيقظت...أخذت مدة لتستوعب المكان الذي هي فيه الان...نظرت للمكان...نظرت لنفسها...مازالت عباءتها عليها..لم تخلعها...مسحت رأسها بيدها...اعتدلت في جلستها...تريد ان تعرف كم الساعة الان...
تركها ليلة زواجها وحدها هنا...من دون ان يطمئن عليها...ههه..و ماذا تتوقع منه أن يعامل خادمة؟!!...ماذا كانت تنتظر منه؟!...أن يأخذها في أحضانه؟!..أن يخبرها بحبه لها منذ اول يوم راها فيه؟!....يجب أن تستيقظ من أحلام السندريلا التي تعيش فيها..فهذا هو الواقع...
دخلت غرفة النوم...وقفت أمام المرأة...الكحل قد سال من عينيها و تلخبط أحمر الشفاة على وجهها...بحثت عن منديل و لكن لم تجد...أخذت طرحتها التي كانت ترتديها وبللتها بالماء و مسحت بها وجهها...نظرت الى نفسها مرة أخري...و لكن ما زال شكلها متعب...
فتحت الحقيبة الوحيدة الموضوعة على الأرض و التي كانت لها..فهي لم يكن لها حق الشراء و التسوق كبقية النساء...فتحت الحقيبة...قلبت بين ملابسها شيئا لتلبسه...حاولت أن تجد شيئا يجذبه...أخرجت فستانا زيتي اللون و كمه طويل..نظرت له..أنسب شئ لديها...
دخلت الحمام...اخذت مدة في الاستحمام ثم خرجت و قدمها تؤلمها من النوم بطريقة غير صحيحة...جلست على الكرسي و ضغطت عليها لتقليل الألم...
جلست مرة أخرى امام المراة و هي تجفف شعرها الطويل من الماء...فتحت حقيبة صغيرة قد أعطتها لها نورة...نظرت للأشياء التي فيها...
نظرت للساعة المعلقة على الجدار...تشير على الثامنة الا ثلث صباحا...وضعت يدها على رأسها\ أوووه الصبح...
أخرجت سجادة الصلاة من حقيبتها...وضعتها..وصلت..طبقتها..
ذهبت أمام المراة مرة أخرى...أخرجت قلم كحل..خطت منه على حدود عينيها...ووضعت قليلا من أحمر الشفاة على شفتيها...أخرجت علبة عطر صغيرة..بخت منها على نفسها..أخذت نظرة صغيرة لنفسها..ابتسمت..الان يمكنها انتظاره حين يأتي من العمل...
لماذا لم يأت لهذا الوقت؟!!.. نعم هي مجرد خادمة..و لكن ليس عليه تذكيرها بهذا الواقع بهذه الطريقة...يرميها ولا يسأل عنها...
فوجئت بصوت هاتف في المنزل..خرجت للصالة لتجد هاتفا أرضيا موضوعا على الطاولة...ذهبت لجهته...
ترددت أترد أم لا..وقفت مدة..ثم رفعتها..
سكتت و لم تقل شيئا حتى سمعت صوته...
خالد \ألو...مرضية...ألو..
قالت ببطء\ ألو...
خالد \ أنا حأضطر أسافر عندي شغل...و ما بقدر أحدد المدة...سكت مدة ثم قال\ حارس العمارة بيجيب لك أي شي تحتاجينه... سكت مدة أخرى و قال\ محتاجة أي شي... لم ترد عليه و هو اعتبر هذا السكوت دلالة على عدم احتياجها لشئ...و قال خاتما مكالمته\ حسنا وداعا...
و انما لم يعلم أن سكوتها قد كان صدمة...صدمة قوية منها...لم تعتقد أنه بهذا البرود كله...لا يمكن...


***************


عيادة الدكتور محمود...

قام من مكانه ليجلسه على الكرسي المقابل له و هو يقول...\لو كنت عارف انك برا..كنت أمرتهم يدخلونك على طول..
جلس وهو يقول بوقار..\ماهوب مهم ياولدي...
\شنو تشرب؟!!
\لا شكرا ما بي شي...
\لا ...لازم أضيفك..هذي أول مرة تزورني فالعيادة يا عمي...
ابتسم له و قال ..\إذن بطلب قهوة سادة...
ضغط على الهاتف الموضوع على مكتبه ليأمر العامل بأن يحضر كوبان من القهوة...جلس عبد العزيز وهو يتأمل في عيادة محمود المرتبة...يتوسطها كرسي مفرود للمرضي...و تلك الأرفف المرصوصة عليها أعداد مهوولة من الكتب بنظام مطلق...و المكان الذي يغلب عليه اللونان الأبيض و الرمادي...نظر له محمود مدة و هو متعجب من سبب هذه الزيارة المفاجئة ...
قال له عبد العزيز بوقار...\كيف حالك؟!
\بأحسن حال و الحمد لله...كيف أنت و كيفها...الآنسة روح؟!
ابتسم له عبد العزبز وهو يقول...\بأحسن حال...سكت مدة عندما سمع صوت طرق على الباب و إذا به العامل قد أتى و في يده صينية..وضع الكوبان أمامهما و خرج...
التفت عبدالعزيز على محمود و قال..\أكيد أنك الآن متعجب من سبب زيارتي لك؟!


********************

أسيل...

لم تعد لي قدرة على احتمال المزيد من الألم معه...يكفيني ما عشته من ألم مع ذاك الأول...فكيف أعيش الألم مع اثنين!!!...
كيف لي أن أحتمل ألم الذل في الماضي...و ألم القهر في الحاضر؟!!
يا ربي... ياذا الجلال و الإكرام...يا قريباً غير بعيد...ما من انت أقرب إلى من حبل الوريد...يا من بيدك ملكوت كل شئ....
يا رب...يا رب أرحني من هذا الألم الذي أعيشه كل ليلة...يا رب خلصني منه..يا رب ليس بيدي حيلة ..و أنا ضعيفة و لكني واثقة بأنك معي...و أنت الذي تقول...(أنا عن ظن عبدي بي)...يا الله...ألهمني الصبر.. و أجعل لي من كل هم مخرجا و أرحني.. يارب خلصني منه..هذا الجسار..خلصني منه يا رب...
يا رب أنا واثقة أن غدا سيكون أفضل..و لكن..متى يكون هذا الغد...
متي سيأتي؟!!..
أنا واثقة أن..

لغد طيات أخرى..







ماذا أخْبِرُكُمْ عن نَفسي ؟ مِنْ قَلبي... تَنبعُ آهاتي
أقضي للنَّاسِ حَوائِجَهُمْ وَأنا لا تُقضى حاجاتي
أكتُبُ لِلعِشقِ وَيُؤسِفُني أنْ أنسى حُبّي.. وَحَياتي
أمسَحُ للعاشِقِ.. أدمُعَهُ وَأنا تُحرِقُني.. دَمْعاتي
وَحَبيبةُ قَلبي... راحِلَةٌ تُبْحِرُ في عَكْسِ المَوْجاتِ
مَنْ يَشعرُ في هذي الدنيا؟ مَنْ يَشعرُ بي وبمأساتي ؟
أسْهَرُ في الليلِ وَأوراقي وَأعُدُّ... قَصائِدَ أنّاتي
كَمْ هذا الحزنُ.. يُؤَرّقُني يَحرِمُني لَمْسَ وِساداتي
مازالَ الهمُّ... يُرافِقُني وَيَعيشُ عَلى حِبرِ دَواتي
يَتَغذَّى شِعراً.. أو وَرَقاً يَتَسلَّلُ... بينَ الكَلِماتِ
يَشربُ مِنْ جُرحي خَمْرَتَهُ وَيَثورُ.. يَثورُ عَلى ذاتي
فَمَتى أتَخَلَّصُ مِنْ حُزني ؟ وَأعيشُ... بدونِ الآهاتِ
طارق علي الصيرفي





لمحات من القادم...

(قال لها..\أنا أبيك...!!!)

(استغفر على عصبيته...تذكر شكلها و هي تقف أمامهم...بذلك الفستان الملتصق بجسدها و الذي يبدي أكثر مما يغطي من جسدها....)

(قال له...\أبي أطلقها...أجابه ذلك الآخر بنبرة غاضبة...\لو مت ماااافي طلاااق...و بتم معها...فاااهم...)





هنا أقف و أنا على أمل أن يكون الفصل قد نال اعجابكم..
و أتمنى ألا تحرموني من مشاركاتكم التي تبعث السعادة لقلبي و تفرحني...
و الأهم أرجووووكم لا تنسوني بالدعوات... :)
إلى لقاء آخر...


 
 

 

عرض البوم صور **روووح**  
قديم 06-12-12, 11:29 PM   المشاركة رقم: 70
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2012
العضوية: 247575
المشاركات: 240
الجنس أنثى
معدل التقييم: **روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 472

االدولة
البلدUnited_Kingdom
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
**روووح** غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : **روووح** المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اتاويا مشاهدة المشاركة
   راااااااااائع هالبارت وحماااسي ايش بيصبرنا لبكككككرة ههههه

خالد مرة شخصيته ضعيفه قدام سماح خانوم !! ومرضية الضعيفة شكلها راح تتعذب بالأيام المقبلة بس إنشاء الله يحبها ويبطل جنانه بالمعوقة عقلياً سماح

يسار ونورة وماادراك مانورة المسكينة وقعت في الفخ هههه باين أنها حبت يسار وبقوة كمان بس م فهمت قصتها مع اللي كانت تكلمه وقابلها ف المشفى ! بتوضح أكيد فالبارتات الجاية ،.

روح يااااروحي هي بس ايش قصد الدكتور محمود لما قالها رح أتزوج ؟؟ هل يريد ان يحدد مشاعرها اتجاه من ردة فعلها ؟ أظن ذلك

الروايه رااااائعه حبيبتي روح وكل مالها تحلووو أكثر واكثر أتمنى ماتطولين علينا فديتك ..



وديــ ،

حبيبتي أتاويا...أشكرك كل الشكر الذي أسعدني جدا جدا..
عن قصة نورة فكما قلت في القادم ب^ذن الله ستتضح كل معالم ماضي نورة...واحدة تلو الأخرى...
أشكرك حبيبتي على رأيك و مشاركتك التي بعثت السعادة لقلبي...
و التي أتمنى ألا تحرميني منها :)

 
 

 

عرض البوم صور **روووح**  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة رووح, ليلاس, معاقه, معي, منتدى قصص من وحي قلم الأعضاء, الماضي, المستقبل, روايات رومنسيه اجتماعيه, روايات سعوديه, روايات و قصص, روايات طويله, روايتي ولغد طيات أخرى, روايه بالفصحى, روح, طيأت اخرى
facebook




جديد مواضيع قسم ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t181600.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط±ظˆط§ظٹطھظٹ ط§ظ„ط£ظˆظ„ظ‰ طµط­ ظپظ‚ظٹط±ط© ظ„ظƒظ† This thread Refback 25-08-14 07:35 PM
Untitled document This thread Refback 23-08-14 09:22 PM
ط±ظˆط§ظٹطھظٹ ظˆظ„ط؛ط¯ ط·ظٹط§طھ ط£ط®ط±ظ‰ ظ…ظ†طھط¯ظ‰ This thread Refback 09-08-14 01:57 PM


الساعة الآن 04:54 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية