لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (3) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-12-12, 01:47 AM   المشاركة رقم: 61
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2012
العضوية: 247575
المشاركات: 240
الجنس أنثى
معدل التقييم: **روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 472

االدولة
البلدUnited_Kingdom
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
**روووح** غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : **روووح** المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انة المجروح مشاهدة المشاركة
   جميل جميل جميل استمري حبيبه كل بارت فيه تشويق اكتر من القبل ربنا يوفقك ان شاء الله وانتي كنتي وعدتنا ببارت يوم السبت فين هو

أشكرك كل الشكر حبيبتي...و نعم كنت وعدتكم ببارت يوم السبت بس ما قدرت لظروف خارجة عن ارادتي...و ان شاء الله بيكون فيه بارتين تاني في هذا الأسبوع واحد يوم الخميس و الثاني ما مؤكد ..بيكون قبل الخميس ان شاء الله :)

 
 

 

عرض البوم صور **روووح**  
قديم 03-12-12, 01:52 AM   المشاركة رقم: 62
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2012
العضوية: 247575
المشاركات: 240
الجنس أنثى
معدل التقييم: **روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 472

االدولة
البلدUnited_Kingdom
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
**روووح** غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : **روووح** المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اتاويا مشاهدة المشاركة
   أحلى شيء سوته سماح أنها خطبت له مرضيه حبيتها هههههه

ويسّار أكيد ماراح يظل على هالاسلوب لان نورااآ بنظري لاتقاوم


سلطان صدمني اليوم >إلى الإمام يا عزيزي عندي إحساس انو راح يغرق ببحر حب الجوهرة ههههه

روووووووعه البارت حبيبتي استمري وبقوووة وترا صديقاتي كلنا نتابعها ،،

يارب ألاقي بكرا بارت ف بريكي ههههه > بريكها من 11 ونص لـ 1ونص هههه

وشكرااااااا يا مبدعه وإذا البارتات جاهزة لاتحرمينا لان الروايه مرة حماااااس صراحه


تحياتي

مشكوووورة حبيبتي على رايك...و بالجد رفعتي معنوايتي بمشاركتك...و ان شاء الله بحاول اني ما طول الفترات بين البارتات بإذن الله...
بس اتمنى ما تحرميني أبدا من مشاركاتك الرااائعة :)

 
 

 

عرض البوم صور **روووح**  
قديم 04-12-12, 01:44 AM   المشاركة رقم: 63
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2012
العضوية: 247575
المشاركات: 240
الجنس أنثى
معدل التقييم: **روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 472

االدولة
البلدUnited_Kingdom
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
**روووح** غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : **روووح** المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...

 

بسم الله الرحمن الرحيم...

أولاً و قبل كل شئ..
فلندع لإخواننا في غزة و في سوريا و في كل البلاد العربية أن ينصرهم الله و يكون في عونهم و يرحم كل شهداءهم ...فهذا هو أقل واجب علينا...













أشكر كل من خط لي بقلمه رأياً... أو تعليقاً... أو توقعاً... أو تحليلاً..
أشكركم...!!
وأيضاً أشكر من تابعني بصمت...


و مثل ما وعدتكم ان بيكون فيه بارت زيادة في هذا الأسبوع....



لا تلهكم القراءة عن أداء الصلاة في وقتها...فالقراءة يمكن تحصيلها...



لا أحلل من ينقل الرواية دون نقل اسمي...
**روووح**







الفصل الثاني عشر
سور الصين العظيم...



في مفهومنا..كل شخص لديه سور الصين...
و لكن يختلف في ارتفاعه من شخص لآخر...
هو سور نرسمه لأنفسنا لكي لا يتخطاه شخص مهما حدث...
و لكن هنالك البعض..القليل..من يستطيع تخطي هذا السور ..و دون إذن منا..
و قتها..يمكن لهذا الشخص التحكم فينا..و معرفة أدق التفاصيل عنا...






حُرُوفُ شِعْرِي أَعَادَتْ طَيْفَكِ البَاقِي
بيـنَ الجُفونِ .. و في أطْلاَلِ إخْفَاقِي !
أَهْواكِ فَاتِنَتِي و الشَّـوْقُ يـحْرقُنِي
والعُـودُ يلْهِمُنِـي أبْيَـات عُشَّاقِي!!
يَا وَمْضَةَ القَلْبِ فِي أحْضَانِ عاِذلَتِـي !
العِشْـقُ أغْرِقَني في بَـحْرِ أشْواقِي
يَا منْ سَكَبْتِ قَوافِي الحبِّ في وتري
فاهْـتَزَّ حَيـًّا علَى أنْغَـامِ إيرَاقِي!
لَوَاعِجُ القَلْبِ قدْ ضَاقَتْ بِها سبُـل!
في موجةِ اليَمِّ قَـدْ زَجَّـتْ بأَورَاقِي
يسين عرعار





*********



منزل يسار...

ممسكة بالستارة ببطء...لم تتحرك من هذا المكان منذ مدة...و كأنما قد اعتادت على الوقوف على هذه البقعة بالذات من المنزل...تنتظره..تنتظر رؤيته...لا تعلم لماذا اعتادت على انتظاره كل ليلة...لماذا ؟!!...أتحب سماع تلك الكلمات الحارقة منه...أم تحب احتمال غطرسته؟!...لا يوجد شئ يجعلها تنتظر!!...فالمفترض أنها مرتاحة هكذا و هو بعيد!!!
و لكن...لماذا تحس بضيق في صدرها؟!!...لماذا تحس بذلك الألم في صدرها؟!!
تتأمل في ذلك الظلام لعلها ترى نور سيارته...و لكن انتظارها دون جدوى...و فجأة إذا بها ترى تلك السيارة الغريبة تقترب من المنزل بسرعة و ترمي تلك الجثة الهامدة أمام المنزل على الأرض...شهقت بأعلى صوتها...من هؤلاء و لمن هذه الجثة؟!...و ما الذي حدث؟!...لا تعلم و لكن كانت تحس بأنها لا تستطيع التنفس...و أنها ستتهاوى على الأرض لا محالة...
ابتعدت عن الستارة بسرعة وقفت مدة جامدة و هي تضع يدها على فمها لتمنع تلك الشهقة من الخروج...لا تعرف ماذا تفعل؟!!!...بمن تستنجد؟!!...دخلت غرفتها بأقصى سرعة و تناولت غطاءاً لتضعه على رأسها...و نزلت للأسفل...لا تعلم من أين اتتها الجرأة لتنزل وحدها و ترى ماذا هناك...
فتحت باب المنزل الخارجي و صرخت...\عم حامد...عم حااااامد...كانت الحديقة الأمامية مظلمة...و لكن سرعان ما رأت عم حامد و معه تلك الجثة وهو يسندها...لا...لا...هذه ليست جثة...هذا...
يسَااااااااااااااااااااااااار!!!!..
صرخت بأعلى صوتها و أسرعت دون أن تحس بأي شئ ...فقدت الإحساس بالزمان و المكان و كل شئ..كل شئ...علمت أنه لم يكن مغماً عليه لأنه كان يمشي بقدمه و يسنده عم حامد...أسرعت لتقترب و يبين لها ذلك الجسد المغطي بالدماء...هو؟!!...نعم هو يسّار؟!!..بأم عينه؟!..ذلك اليسّار القوي..الصعب..العنيد..الأحمق..العصبي...هذا هو..و لكن في صورة أضعف..صورة لم تره فيها من قبل؟!!...
أمسكت بيده الأخرى لتسنده مع عم حامد...أسنداه حتى دخلا به و أدخلاه غرفتهما و أرقداه على السرير...
تعالت أنفاسها جداً...توقفت مدة عن الحركة و لم تعلم ماذا تفعل...فقد شلت كل خلاياها...نظر لها عم حامد و قال...\مدام..تبيني اتصل بالإسعاف؟!
أتاه صوت يسَار بضعف شديد..\لا..لا...لا ما يحتاج...
استغربت نورة منه و قالت ..\بتصل أنا بالإس...و لكن قاطعها للمرة الثانية...\قلت لا...عم حامد انت روح...شكرا..
نظر عم حامد لنورة و لم يجد منها رداً ...و هو يعلم جيداً أن يسار عنيد و لن يتراجع عن قراره...فأومأ رأسه و قال..\أمرك طال عمرك ...و ترك لهما الغرفة...
كانت شهقات نورة بادية له جدا و صوت شهقاتها تتعالى واحدة تلو الأخرى...أغمض عينيه من شدة التعب...تأملت جسده...تلك الملابس المغطاة بقطرات الدم و بالتراب...و وجهه المتورم من شدة الضرب...قالت بقلق شديد و هي مازالت قابعة في مكانها...\منو اللي سوا فيك كذا؟!
و لكن لم تجد منه أي رد...بل كان مكتفياً بالصمت التام...اقتربت منه و جلست على الأرض بقربه...و قالت باهتمام...\شنو اللي صار..؟!!
أشاح وجهه للجهة الأخرى...و اكتفى بالصمت التام...و قالت هي بترجي...\بتم ساكت و ما تبي تقولي مين اللي سوى فيك كذا؟!
قال لها بهدوء شديد...\افتحي الخزانة في الدرج الثالث فيه حقيبة صغيرة ..جيبيها ...وقفت مدة مترددة و لكن نفذت أوامره بالحرف الواحد...و حملت الحقيبة لتأتي و تجلس قربه...و فتحتها لتجد فيها كل المستلزمات الطبية التي سيحتاجها شخص ما...أشار لها على الحبوب المسكنة...و أسرعت لتجلب له كوبا من الماء ليتناول الحبة...
قال لها ببطء وهدوء...\فيه حوة الشنطة إبرة طبية و خيط...بحثت في الحقيبة لتجدها و أخرجتها...نظر لها نظرة فهمت منها مغزاه و سرعان ما انتفضت و هي تقول...\لا...لا..لا مقدر أسويها...لا ما يصير... انت تمزح؟!!!
قال لها..\نووورة...الموضوع بسيط جداً ومو محتاج كل هالخوف أنا بعلمك كيف تسوينها...
بعد تعب منه اقتنعت و ساعدته على خلع قميصه...لا تعلم ماهية احساسها في تلك اللحظات...خوف..رعب..وربما..الكثير من الخجل!!!
نعم الوقت غير مناسب للتفكير في هذا الشئ و لكنها أحست بالإختناق و هي بهذا القرب منه...شهقت بقوة عندما رأت ذلك الجرح العميق الذي على كتفه...وضعت يدها على فمها لتقلل من صرختها...و بدأت دموعها بالإنهمار دون توقف...
قال لها هو بجمود شديد..\جيبي قطعة مبلولة و نظفي الجرح...
أمسكت طرحتها التي كانت على رأسها و بللتها بسرعة بالماء و بدأت بتنطيف الجرح...كانت تمسح على الجرح بيد و تمسح دموعها التي تنهمر بيدها الأخرى...أما هو فقد كان يتحاشى النظر لها..كان ينظر في الجهة الأخرى ...هي حسبت ان ذلك لأنه لا يريد رؤية الجرح...و لكنها أخطأت...
فهو لا يريد أن يري نظرة الشفقة على عينيها...يتمنى الموت ألف مرة على هذه اللحظات...فهو رجل شرقي...لا يريدها أن تراه وهو بهذه الصورة الضعيفة...حتى و ان كانت لا تهمه بشئ فهي أنثى...و أصعب شئ على الرجل الشرقي...
هو أن تراه الأنثى في لحظة ضعف!!!
كم هم أغبياء؟!!...فمهما كان..ان أحبته تلك الأنثى..فستحبه بكل اللحظات..و ان اختلفت في القوة و الضعف...
كان يلتزم الصمت...و فقط كان يسمع صوت شهقاتها التي تحاول كتمها...
بعد تنظيفها للجرح بدأ بإعطائها تعليمات لتخييطه..و لكن يدها كانت ترتجف بقوة حاولت أن تثبتها...و هو قد بدأ بإعطائها التعليمات بإدخال الإبرة بهذه الجهة و إخراجها بالجهة الأخرى...كان يحاول أن يثبت لها أن الموضوع غير مؤلم و إنما هو بسيط لكي لا تخاف...مرت الدقائق بسرعة و كانت قد انتهت من خياطة الجرح...
قال لها ببروده المعتاد و كأنه غير مجروح..\كويس..و الحين روحي و ارمي هالإشيا في الزبالة...
قالت بلهفة تفاجأت هي نفسها منها..\بس وجهك فيه دم؟!
رد بنفس بروده...\ماهو مهم تنظفيه...

استغربت منه جدا و من تفكيره...لم تسمع لكلماته شيئا..لا تعلم من أين أتتها تلك القوة على عدم سماع أوامره؟!!... بل اقتربت منه أكثر و بدأت تمسح نقاط الدماء التي تغطي وجهه...فوق حاجبه...تحت فمه...شفته السفلية...كل وجهه قد تعلم بالدماء...كانت هذه اللحظات تحمل مشاعرا مختلفة لكليهما...
هي...خوف..رعب...صدمة...استغراب...لهفة...ألم...و...بداية حب!!
هو...ضيق ...غضب..حنق...ألم...كره...و..لا شئ !!
أحست بأنها قد سرحت في ملامحه جدا...قامت بسرعة و حملت القطع المتسخة و الحقيبة و هي تقول بإرتباك واضح..\أن..أنا..ب..بروح الحين و بآخذ هالاشيا...
لم يرد عليها و أكتفى بالصمت...
خرجت مسرعة من الغرفة...وضعت تلك الأشياء المتسخة التي كانت تحملها في أقرب طاولة...دخلت غرفتها بسرعة و أغلقت الباب بكل قوتها لتتكل ظهرها على الباب و تضع يدها على صدرها...ما الذي حدث بحق السماء؟!!
ما الذي حدث لها؟!!
ما هذه الأحاسيس التي قد راودتها؟!..لهفة؟!!...عليه هو و ليس على أحد غيره؟!!..أأصابها الجنون؟!!..استغربت من نفسها بقوة...
خوفها عليه...
لهفتها..
بروده..
عنادها له..
ذلك القرب منه...
ما هذا؟!!...ما كل هذا الذي قد حدث؟!!...
سحبت نفساً قوياً و خرجت من الغرفة لتدخل غرفته مرة أخرى...
استغربت فقد وجدته قد غط في نوم عميق...اقتربت منه و جلست على الأرض...راودها احساس بأنها تريد وضع يدها على وجهه...تريد لمس تلك الملامح..و لكن أخافها ذلك الخط المستقيم الذي يتوسط حاجبيه!!!...حتى وهو نائم يوجد ذلك الخط !!!...لم تستطع حبس تلك الدموع من النزول من عينيها...عندما تذكرت ذلك المشهد المخيف و تلك السيارة و هي ترميه كالجثة الهامدة...
راود فكرها الكثير و الكثير من الأسئلة التي تحتاج لإجابات...
ما الذي حدث له؟!...و من الذي فعل ذلك به؟!...و ماذا يخبئ عنها؟!!...لماذا تحس بتلك الهالة حوله...لماذا تحس بأنه يبعد الجميع عن تلك الهالةكلهم متراصون خلف ذلك الخط...الخط الأحمر لديه...



*****************


اليوم التالي...

في القصر...

تنظر له و في عينيها كلام كثير يعلمه هو بالحرف الواحد...و لكن تجاهل أن يفتح معها الموضوع لعلها قد نسيت و لن تطالبه مرة أخرى..يشرب من كوب الشاي الذي بين يديه...ويدعي مشاهدة الأخبار...حملت جهاز التحكم الموضوع قربها و أغلقت التلفاز...
نظر لها بإستغراب...قالت له بنبرتها و هي ممسكة بعصاها الخشبية..\ها؟!!
قال وهو ما زال يدعي الجهل...\ شنوو؟!!!
الجدة \خااالد...وش هو جوابك؟!
وضع كوب القهوة الذي بين يديه على الطاولة ثم قال...\عن شنو؟!
الجدة...\تدري زين شنو أقصد بكلامي!!
خالد \موافق...
تهللت كل أساريرها و قالت له بإبتسامة...\كذا فرحتني يا ولدي...قال هو بحذر..\بسس...
الجدة \بس شنو؟!!
خالد \لي شرط...
الجدة \تتشرط على أمك ؟!!
خالد \أنا مغصوب في هذا الموضوع و لي حق الإشتراط...
الجدة \ها شنو هالشرط...؟؟
خالد \ العروس تكون...مرضية...
لم تستطع استيعاب ما يقول...\مر..مرضية؟!!...مرضية منو؟!!
خالد \مرضية الخدامة...
الجدة \أنخبلت فراسك انت؟!!!...ولا صار بعقلك شي؟!!...
خالد \ما انخبلت ولا شي..أنا أبي أتزوجها هي..و غيرها ما رح أتزوج...و انتي عموما ما بيهمك من تكون هالبين...تبين حفيد و بس...و الحين انا وافقت على أوامرك...
الجدة \تبي تقتلنيييي؟!!!...حفيييد من خداااامة أنا مابييييه!!!
خالد \هذا آخر كلامي...
الجدة \خالد مرضية الخدامة؟!!...الدنيا مليانة بالبنات اللي يتمنون اشارة منك...و انت تختارها هي...
خالد \مابي..أبها هي و بس...


*
*
ووراء ذلك الباب كانت تحمل للجدة دواءها لتتناوله و لكنها سمعت...نعم سمعت كلاما صدمها...شلها من الحركة تماما...لا تعلم ماذا تفعل؟!!...توقفت...تجمدت؟!!...لم تقو على فعل أي شئ...لا..لا يمكن أن يكون ما قالاه صحيحا؟!!!...رأت سماح و يبدو أنها قد عادت من عملها... و لكن سرعان ما اختفت...
استغربت سماح من وقفة مرضية ..و استغربت أكثر من اختفائها المفاجئ...


أما مرضية...فتجمدت...اسرعت متجهة لغرفتها...أغلقت باب الغرفة بقوة و ارتمت على الأرض من هول الصدمة..تحاول سحب أنفاسها التي قد بدأت بالتلاشي...لا...لايوجد هواء...تحس بالإختناق...بالإحتياج للأكسجين و إلا ستصاب بالشلل..من هول الصدمة...وضعت يدها عل صدرها...ذلك الصدر الذي يعلو و يهبط بقوة كانت فوق كل طاقاتها...و دقات قلبها التي تعزف طبولأ...تحس بأنه يمكن سماعها على بعد أميال...أكانو يقصدونها هي أم غيرها؟!!....أذكروا اسما آخر و هي من هلوساتها قد سمعت اسمها؟!!...لا..تقسم بأن ما سمعته قد كانت حروف اسمها لا غير...
\خالد مرضية الخادمة؟!!...الدنيا مليئة بالبنات اللاتي يتمنين آشارتك و أنا سأختار لك...
\لا أريد..أريدها هي فقط لا غير...
لا..لا تستطيع احتمال هذا..أيعقل ما سمعته؟!!...ما الذي سيجعل خالد ينظر لها و يترك تلك الحسناء؟!!...وهي المعاقة و الفقيرة و الأهم..الخادمة!!!...لا يمكن...و لكن سرعان ما ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتيها....وضعت يدها على فمها من شدة دهشتها...أحست بأنه سيغمى عليها لا محالة...تتمنى أن يكون ما سمعته صحيحا و لم يكن خطئا...


*************************


في مكان آخر بعيد كل البعد...

كان يمسك بذلك السيجار السميك و الظاهر عليه الفخامة المطلقة...يسحب تلك السموم منه ثم ينفث سحباً من الدخان السام لترسم أشكالاً على الهواء...أنزل تلك السيجارة من فمه و قال بصوته الملئ بالجبروت...القوة..السيطرة...
\ها...شنو اللي صار؟!
أجابه ذلك المرتعد من الخوف...ربما خوفاً من هيبة ذلك القابع أمامه و محيطة به تلك السحب من السموم...\كل شي مثل ما أمرت طال عمرك...عطيناه علقة معتبرة عشان يعتبر و يبعد عن طريقنا...
\ممم...و ذاك التافه اللي وشى علينا...شنو اللي سويتوه فيه؟!
\مثل ما أمرت الحين هو جثة بس لسة ما حددنا..تبيها تحت التراب و لا...فوقه؟!
ضحك ذلك الآخر بقوة حتى كادت حوائط تلك الغرفة أن تهتز من تلك الضحكة و أردف...\أبيه يكون فوقه..عشان يشوفون جزاء من يسوي مثل سواته...و أبي من هذولا اللي عاملين فيها مخابرات يخافون...
\كل اللي تامر فيه بننفذه...بس هذاك الرجال تبع المخابرات..نتركه على كذا؟!
رجع في كرسيه و هو يسحب نفساً آخر و قال...\نتركه..بس لو تدخل في أمورنا مرة ثانية ....بيلحق صاحبه!!!...و بيشوف جزاة من يلعب معي أنا...حمزة الجراح!!!


***********************


خرج من الحمام و هو يلف فوطة حول خصره...وقف امام المرآة ليلمس تلك الكدمات بيديه...تذكر تلك الليلة...و اولئك الرجال و هم يضربونه...إذا من يبحث عنه حقا هو ذلك الحقييير...حمزة الجراح...
يملأ كل جسده شعور بالغضب لا يمكن لجسد واحد احتماله...لن يمررها بسلام هذه المرة...يريدون منه أن يمررها بسلام بعد هذه الكدمات التي قد سببوها له؟!!...أيمزحون؟!...سلام؟!!..هنا الحرب قد بدأت..لتوها..وهو لن يترك هذا الموضوع ليمر مرور الكرام...سينتقم من ذاك الحقير الجراح...!!..
نعم هو قد تدرب على هذه المواقف و على التصرف الصحيح الذي يجب إتخاذه...بأن عليه إخبار من معه..و التخطيط للموضوع بمفهومية..و لكن لا؟!!..فعندما يتعلق الموضوع بكرامته تمحى كل الخطوط الحمراء...و لا يحركه شئ سوى..الغضب...و الغضب العارم...
و لكن هم يعلمون...إذا هم يراقبونه منذ مدة...يعلمون منزله...الجامع الذي يصلي فيه...و من المؤكد أنهم يعلمون أسرته...!!...لا يجب ألا يدخلهم في هذه المهزلة...يجب أن يبعدهم كل البعد عن عمله..فهو قد خبأ ذلك عنهم لكي لا يتضررون...
توقف عن التفكير لبرهة من الزمن...و ارتدى ملابسه و لكن بعد صعوبة من تلك الآلام التي تلازمه جراء الليلة السابقة...خرج من الغرفة و كان يهم بالنزول للأسفل و لكن توقف لبرهة من الزمن و التفت على باب غرفتها...توقف مدة أمام الباب..ثم فتحه ببطء ..اقترب ليجد ذلك الجسد الصغير المستلقي على السرير و على وجهها كل ملامح البراءة...
لا يعلم ما السبب و لكن توقف مدة ليتأملها و لكن لفتته ملامحها التي بدأت تبدو عليها أمارات الضيق..و كأنها تري كابوساً...و بدأت تنتفض و تتلفت...يمنة و يسرة..و تلك القطرات من الماء تتصبب من وجهها...لا يعلم لماذا لم يوقظها و لكن توقف جامداً عن الحركة ليرى ما ستفعله..و سرعان ما استيقظت و صرخت بكل قوتها لتستوعب أنه كان مجرد كابوس و انتبهت لذلك الجدار الواقف أمامها!!!
قال لها بكل برود لكي يستدركها قبل أن تسأله عما يفعله بغرفتها و لا يجد الإجابة المناسبة...\غيري بسرعة...بنفطر تحت!!..
و تركها و خرج...

***********************


في بقعة أخرى بعيدة كل البعد...
تتأمل نفسها في المرآة...تمرر يدها برفق على تلك الكدمات التي تشوه...عنقها..يديها...كتفها...و كل جسدها..!!...لم تستطع هذه المرة تلك القطرات من الماء...دموعها التي قد اعتادت على نزولها أن تنزل هذه المرة...بل امتنعت عن مؤازرتها..ربما جفت؟!!..ربما قررت تركها وحيدة تلك الآلام التي تعيشها...
حتى دموعها...قد تخلت عنها!!!
سمعت صوت الباب الخارجي وهو يفتح...اقشعر سائر جسدها..لقد حضر!!..سجانها؟!!..قاتلها؟!!..معذبها؟!...لقد جاء و جاء وقت عذابها!!...أصلحت ملابسها و حاولت أن تقرأ كل الآيات القرآنية التي قد حفظتها من قبل...لعل الله يكون معها و يريحها من هذا الألم الذي تعيشه...
أسرعت للخارج لتجده واقفاً أمامها و قالت لتحاول تدارك الأمر قبل أن يلقي عليها ذلك الوابل من الكلمات المؤلمة...\الغدا جاهز...
قال بنبرته التي لطالما قد كرهتها..\و شنو منتظرة حضرتك...
دون أن تجيب على كلمة أخرى ابتعدت عنه لتحضر الأكل وتجلبه له..وضعت الصينيه أمامه و كل جسدها يرتجف منه...جلس هو و تذوق أول لقمة من الأكل ليبصقها في بقية الأكل و يقول بغضب شديد...\شنووو هالقررررف؟!!!
و ضرب الصينية بيديه ليتدفق كل الأكل على تلك الضعيفة الجالسة أمامه...وقف على قدميه و أضاف..\ما أعرف شنو اللي مصبرني عليكي...قبيحة و فقيرة و ما تتبلعين و بعد كل هذا ما تعرفين تطبخين غير هالسم!!!...شنوووو هذا...
لم يسمع من تلك المسكينة غير أناتها و هي تحاول أن تمسك تلك الدموع من النزول أمامه...تركها و توجه مبتعدا عنها و هو يقول بصوت عال ليسمعها...\الله ياخذك و يريحنا منك...
بعد أن تركها في ذلك الفراغ وحدها مع تلك الأواني الملقية على الأرض..بعضها قد تكسر و البعض الآخر قد تشقق..و هي قد تألمت بقدر أشلاء تلك الأواني...!!!...
جلست بقدميها على الأرض لتحاول لملمة تلك الأشلاء و لكن شريحة جرحتها جرح بسيط في اصبعها...كان كفيلاً بنزول تلك القطرات من الدم...أمسكت اصبعها بقوة لتوقف نزول تلك القطرات ..
تأملت الجرح...
الأواني..
و الطعام الملقي على الأرض...
و هنا أعلنت دموعها مؤازرتها لها لتنزل بإنهمار وسط شهقاتها المتعالية واحدة تلو الأخرى...
فلو لم تؤازرها تلك الدموع...من الذي سيؤازرها؟!!


**********************


نورة...

واقفة أمام تلك المرآة الصغيرة في الحمام...تتأمل شكلها..غسلت وجهها عدة مرات لتؤكد أن ما رأته كان مجرد كابوس لا غير...لماذا لا يتركها ذلك الماضي في حالها؟!!...لماذا؟!!
لماذا يرافقها حتى في أحلامها؟!...أيريد تذكيرها بما قد فعله بها؟!...بتلك الليلة المشؤومة؟!!...بتلك اللحظات القاتلة؟!!..بتلك حقيقة المرة؟!..
سرحت بفكرها في ذلك الماضي...

لمحة من الماضي....

كعادتها المعتادة...جالسة و تتكل على السرير و تضع الهاتف بين يديها...على صدرها...و تسرح في عالم اخر...عالم يتربع هو على عرشه....و لم تكن منتبهة مع تلك التي تنادي عليها...
ملك\نوووووورة...هيييي يالخبلة؟!!
نورة \ها...
ضحكت على تعبيرها الدال على البلاهة التامة...\هههه يعني إلا أناديكي يا لخبلة حتى تردي؟!!...ها؟!!!...مين اللي ماخذ عقلك؟؟!!
نورة \ها..و قالت بابتسامة...\مافي حد....
ملك \هاااا علي أنا اللي أعرفك زيين...أكيد ان الموضوع فيه الأستاذ الكريم ؟!!
ابتسمت أكثر على ذكره...و تلك تراقبها من بعيد...\هاااا...نوووورة...قولي..وش اللي صار و خلاكي بهالحالة؟!!...
قالت لها وتلك اللمعة في عينيها...\قابلته....
صرخت ملك بأعلى صوتها...\نعمممممممممممممم!!!...ومتى كنتي ناوية تقوليلي؟!!..لم تجد أي رد من تلك الغارقة في أحلامها...قامت من مكانها لتجلس مقابلة لها في سريرها و أصبحت تهزها من كتفها...\هاااا قولي وش اللي صار..ابي أدق التفاصيل...كيف شكله..طوله..عرضه..عيونه...شنو قالك ؟!!
قالت لها نورة بهدوء تام ...\شفته....رحت عشان الشغل اللي قدمت له كمحاسبة في المستشفى..اتصل علي و قالي أنا مو سامعك زين..اطلعي برة المشفى عشان تسمعيني..طلعت و لقيته فوجهي...و سكتت...
تلك الأخرى كان الفضول سيقتلها...\هاااااا...شنووو قااااااااال؟؟!!
نظرت لها...وضعت يدها في صدرها...و قالت...\ قالي انه آسف لأنه ما جا و قابلني المرة اللي فاتت...
ملك \هااا و شنو قلتي له؟!!
نورة \ما قلت شي...كان بيغمى على...قال لي هو انه ...سكتت مدة ثم أردفت بإبتسامة...\ اشتاق لي...
وضعت ملك يديها على فمها دلالة على الدهشة و قالت...\اووووووه..ها وش قلتيله؟!!
نورة \ما قلت شي...اختفيت فلحظة من قدامه و رحت...
ملك \نعمممممممممممممممممممممم؟!!!...تركتي المكان؟!!
نورة \ملك ما قدرت..أقسم لك بالله اني ماقدرت...كان بيغمى علي!!...
ملك \يا شيخة شنو هالهبال اللي انتي فيه؟!!...هاااا قولى ...كيف كان شكله...؟!
نورة \شكله...قالتها ثم سرحت وهي ترفع بصرها للأعلى و ترسم تلك الابتسامة على شفتيها...\طويل...أسمر...عيونه عذااااب...وجهه..ملامحه قوية..ابتسامته...ااااه منها...كل ملامحه...عشقتها...
ملك \يا عيينيي يا عييني..كل هذا حب؟!!...و ما اتصلتي فيه بعدها ؟!!..
نورة \لا..
ملك \نعم؟!...ليش؟!
نورة \مادري...قطع عليهم حديثهم صوت الهاتف...نظرت نوره له ليقفز قلبها من مكانه وتبدو على وجهها ملامح كانت كفيلة باخبار ملك من كان المتصل...
قالت ملك ممازحة....\كنا جبنا سيرة ذهب...بتركك الحيت تتكلمين براحتك و بروح للبنات في الغرفة الثانية...
تركتها لتتأمل اسمه المكتوب على شاشة الهاتف..ابتسمت..ضغطت على زر الرد و اكتفت بالصمت...لتسمع صوته...\حرام عليكي يا بنت الناس!!
تعجبت منه وقالت بنبرة طفولية..\أنا؟!
هو \أكيد انتي..ليه تتركيني و أنا متلهف كذا ؟!!
ابتسمت على جملته و قال لها....\أدري انك تبتسمين الحين...بس..أحبك...أحب كل تفصيلة فيك...مع أنك حسستيني بأني قبيح؟!!
قالت ببراءة..\لااا...ما قصدت....تداركت نفسها قبل أن تقول له أنه قد أسرها...
هو \ها و ش اللي صار و خلاك تتركيني بهالطريقة؟!!
نورة \أنا..أنا...سكتت مدة ثم قالت..\مادري !..
ضحك على ردها..و استمرا يتحدثان و تسوقهما أهواءهما التي قد تحكمت بعقلهما....ثانية تلو الأخرى..دقيقة تلو الأخرى...ساعة تلو الأخرى..يوما تلو الاخر...


رجعت بتفكيرها و الدموع قد غطت وجنتيها...شهقت بكل قوتها...توضأت وهي على أمل أن يتقبل الله منها بعد كل تلك القذارة التي تتخللها...و توجهت خارج الحمام لتقف على تلك السجادة بين يدي الواحد الأحد..الذي لا يعلم ما بها ألا هو...و لكن بأي وجه تقابله؟!..و هي مليئة بالذنوب التي لن تغفرها أبداً لنفسها مهما حدث...


*******************

 
 

 

عرض البوم صور **روووح**  
قديم 04-12-12, 01:56 AM   المشاركة رقم: 64
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2012
العضوية: 247575
المشاركات: 240
الجنس أنثى
معدل التقييم: **روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 472

االدولة
البلدUnited_Kingdom
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
**روووح** غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : **روووح** المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...

 



لطيفة...

مـؤلـم للغـايـة :
.
.
.
عـندمـا نشـتـاق للأنترنت إذا تـركـنـاه يـومـاً أو يـومـين ...

و لا نـشـتاق لكـتـاب الله عـز و جـل إذا تـركـنـاه شهـوراً و أسـابيـع ...

اللهم اهدينا و ثبتنا على الطريق المستقيم...
أتمنى أن تتذكروا جميعاً أن هذا الكتاب سيكون رفييقكم في القبر...فالزموا صحبته في الدنيا..ليلزم صحبتكم في الآخرة...و يكون لكم شفيعاً...
يمكنكم قراءة صفحة واحدة كل يوم...لن تأخذ أكثر من 3 دقائق...


[COLOR="Black"]
القصر الكبير...

دخل الغرفة وهو يتمنى أن يجدها أمامه؟!!...يحتضنها...يشتم رائحتها..و لكن...أحس بوجودها..نعم لقد كانت هنا قبل قليل...نعم فهو يحس برائحتها في صدره...تفاجأ ليجدها تقف أمامه و هي تلف المنشفة على جسدها المبتل...و تقترب منه لتطبع تلك القبلة الدافئة على خده...
و لكنه حاوط خصرها بيديه ليقبلها قبلة طويلة..أحس بنفسه تشفى فيها..أما هي فقد أحست بالإختناق فيها ليس الا...بعد مدة استطاعت الفرار من أحضانه و هي تجلس أمام المرآة...قال وهو مازال واقفا...\ اشتقت لك....
ابتسمت له و قالت...\و أنا اشتقت لك...
ابتسم على تصرفاتها..فهو على يقين أنها قد سمعت أصواته هو ووالدته يتحدثان...و تتصرف بكل برود او تصطنع البرود ..قال لها بجدية...\أدري انك سمعتي اللي الصار بيني أنا وأمي؟!!
قامت من مكانها لتقف و تقترب منه جدا حتى لم يفصل بينهما شيئا...قالت له بغنج شديد...\حبيبي...هي أمك..و أكيد بتوافق في النهاية...انت بس اصبر عليها شوية...
طوقها مرة أخرى بيديه وهو يقرب وجهه منها ليشتم رائحتها التي لطالما عشقها....قالت له و هي تجره ليجلس بالقرب منها على السرير...\و دحين قلي كيف كانت رحلتك ؟!..


*********************


كان جالساً على طاولة الطعام...و لكن دون أن يمس شيئاً...يشغل باله الكثير و الكثير من الأشياء...تقدمت تلك لتأتي و تجلس في الكرسي المجاور...كان الهدوء يعم المكان...هو لاحظ لعينيها المتورمتان و كأنها قد كانت تبكي...و لكن لم يكلف نفسه بالسؤال...هي..سكتت مدة متوقعة منه أن يجيب كل تساؤلاتها و يخبرها بما حدث و ما سببه و لكنه لم ينطق بأية كلمة...
قالت بإرتباك شديد..\كيفك الحين؟!
قال وهو يصب كل انتباهه على الأكل....\أحسن...
فتحت فمها وكأنها ستوشك على قول شئ..\يسا...و لكن قاطعها وهو يعلم علم اليقين ما تود قوله و قال...\أدري انك تبين تسأليني عن أشياء كثيرة...بس مافيه شي...
قالت كردة فعل ..\كيف مافيه شي؟!!...و اللي صار أمس...و هالكدمات اللي بوجهك..شنو تفسيرها؟!!!
قال ببروده الذي قد اعتادته...\تفسيره ما يهمك...و لا يخصك؟!!
نظرت له و هي تحاول التجلد بالقوة...\ما يخصني؟!!!...و لا يهمني؟!!...لا ...هو يخصني...بعد الرعب اللي عشته امبارح يهمني اني أعرف مين هالناس...و ليش يسوون فيك كذا؟ّ...و شنو يبون منك؟!...و إذا انت...قاطعها ليقول بحزم...\نورة...قلت ما يخصك!!..
نورة \لا...يخصني...و..قاطعها للمرة الثانية و قال بصوت أرعبها وهو يقوم من مكانه...\قلت ماااااا يخصك و اللي صار أمس بتنكتمين فيه و ما بتحكينه لجنس مخلوق و بتموتين فيه الحين...فهمتي...!!!
و قام ليتركها تتحلطم كعادتها ...بين ماض يغرس أشواك ألمه في صدرها....و بين حاضر يغرس تلك الأشواك بقوة ليؤكد ذلك الألم!!!


**************


نادية...
لبنان...
بيروت...
في غرفة القندق..

تتأمل في شكلها امام المرآة كما هي العادة...و هي تمرر يدها على تلك البقعة الكبيرة من جلدها و المشوهة...كم تؤلمها رؤية هذا الجرح...كم تتمنى لو بإمكانها محو ذلك الماضي الأليم...و لكن و إن قامت بعمل عملية جراحية لمحو ذلك التشوه...هل ستستطيع محو ما بداخلها من آلام...لا تعتقد ذلك!!
رجعت بفكرها لما قبل ثمانية عشرة سنة...


لمحة من الماضي...

\هذي قليلة جداً..و ما بتسوي لها أي شي فموضوع علاجها...هذا ما حدثتها به نفسها و هي تحاول أن تعد تلك الوريقات البالية من المال...كانت تحتفظ بها في صندوق صغير تحت سريرها...هذا ما استطاعت أن تخبئه منه حتى لا يأخذها منها ليصرفها على سكره و السم الذي يتناوله...و أولئك الساقطات اللاتي يحضرهن الى المنزل...
رفعت رأسها للسماء و لكن واجهها ذلك السقف البالي الذي تتخلله شقوق كبيرة تنذر على سقوطه...تابعت تلك الخطوط من الشقوق لتقودها لأركان الحائط الذي لا يقل قدما من السقف...نظرت الى الغرفة ككل...غرفة صغيرة جدا لا تكفي لشخص...مليئة بتلك الصناديق الكثيرة ....و ليس بها غير سرير واحد و تحته صندوق هو ما تضع به ملابسها...أو بالأحرى قطعتي الملابس التي تملكهما...
نظرت لذاك العنكبوت الذي ينسج خيوطه على ركن الغرفة...و سريرها المكسورة قدمه و الموضوعة تلك الحجارة واحدا فوق الاخر لحمله...رجعت بنظرها مرة أخرى للنقود التي بيدها...نزلت من عينها دمعة لتتسلل و تترك بقعة فوق النقود...أرجعت النقود في ذاك الصندوق البالي...ووضعته تحت سريرها في مكان لا يمكن لذاك الحيوان أن يعرفه...
تذكرته...نظرت لقفل باب الغرفة...نسيت أن تغلقه....و سيأتي ذاك المريض بعد قليل ليترنح...اسرعت و أغلقته جيدا...وحركت السرير كعادتها ليغلق الباب جيدا...و لكن بهذه الحركة أيقظت والدتها الراقدة عليه...لتعلن عن بدء ألمها بأن تكح بقوة...قربت منها و سكبت من قدر الماء الموضوع بالقرب منها وقربته من فمها لتشرب منه القليل و هي تسمي بالله...
أرقدتها مرة أخرى لتتأمل تلك الصغيرة الراقدة على اللحاف الممدد على الأرض...و تلك الابتسامة البريئة المرسومة على شفتيها...جلست قربها...واضعة يدها على شعرها برقة..ابتسمت على ملامحها..طفلة لا تتجاوز السنتين...نائمة كالملاك...و رغم كل ما حولها من الام و قهر...فهي تبتسم!!!
طبعت قبلة صغيرة على خدها...و مددت جسدها بالقرب منها ...أخرجت ذاك الدفتر الصغير من تحت اللحاف و معه قلم...بدأت بكتابة معاناتها...فذلك الدفتر هو الوحيد القادر على احتمال ما تمر به من مأساة....


رجعت بتفكيرها لهذا الواقع الذي تعيشه...كم هو عميق هذا الألم الذي تحس به....كيف تستطيع أن تعيش حياة اعتذادية كبقية البشر و هي لم تحظى بماضٍ اعتيادي كالبشر...ماضيها كان عبارة عن خليط من ألم..حزن..خزف..رعب..بكاء..تقزز...

**************

بعد ثلاثة أيام...

الساعة العاشرة و النصف ليلاً...

تحس بالضيق الشديد...لا يمكنها أن تجلس هكذا دون أي شئ...نزلت الى الأسفل تريد فعل أي شئ...أي شئ...صعدت للأعلى مرة اخرى بعدما اطمأنت على عصافيرها...كانت تريد الدخول لغرفتها و لكن تأملت باب غرفته...تلفتت و كأنها توشك على القيام بجريمة...هو لن يأتي الآن لأنه قد خرج قبل قليل...و هي لن تسكت له أبداً...كيف له أن يتركها بين تساؤلاتها و لا يجيب عليها...و في كل مرة تفتح معه الموضوع تكون النهاية بتعصيبة منه.. أو بوابل من الكلمات الجارحة يلقيها عليها..وهي يجب أن تعلم ما سبب ما حدث تلك الليلة...و ما سبب ذلك الغموض الذي يحيط به...و لماذا لا يريدها أن تخبر أي شخص بما حدث؟!!

دخلت غرفته لتتأملها..كبيرة و يغطيها اللون الأسود...لون معبر جداً عن شخصيته!!!...هذه هي المرة الأولى التي تتأملها..فالمرة السابقة كان كل انتباهها مع يسار...أخذت تقلب في الأدراج و في كل مكان عن خيط يقربها من معرفة شئ ؟!!...رائحة عطره تخنق الغرفة...أحست بتغلغلها في داخل صدرها...كانت تبحث بين ملابسه لعلها تجد شيئا...
ولكن سمعت صوتا قد اقترب من الغرفة..ارتجفت...أحست بالإغماء...أخذت تتلفت لتجد مكانا تختبئ فيه و هي تسمع صوت باب الغرفة يفتح...
دخل وهو متعب جداً...يحس بالصداع ينهش رأسه...توقف فجأة ..أحس بأن هنالك شئ مختلف في الغرفة..لا يعلم ما هو؟!!...
رائحتها!!
نعم هي رائحة عطرها؟!!...
و ما الذي جعلها تدخل هذه الغرفة؟!!... غرفته؟!...أحس بجسد صغير مكوم خلف الستارة...استغرب...هذه هي..نعم هي... لا يعلم ما سبب تلك الإبتسامة التي قد رسمت على شفتيه... ابتسم أكثر على فكرته...
هي من جهتها توقفت عن التنفس و حبست أنفاسها...تتمنى الموت فقط في هذه اللحظة...واضعة كلتا يديها على صدرها حتى تمنع قلبها من الخروج من صدرها...وفجأة شهقت عندما رأته واقف أمامها بجسده الضخم و قد سحب الستارة بقوة...و في يده عصاة يريد ضربها بها...صرخت بكل ما لها من قوة لتوقفه و هي تغمض عينيها بشدة...
مثل الصدمة المطلقة عليها و قال بغضب مصطنع ...\انتِي؟؟؟؟....وش تسويين هنا؟!!!
لم تستطع قول شئ...بماذا ستبرر له؟!!...ماذا ستقول؟!!..ما الذي أتى بها لغرفته؟!!...\كن..كن..كنت أبحث عن....قاطعها بنبرة غاضبة...
يسار \هااا...وش تسوييين هنا...جاوبينيييي؟!!...
نورة \أ.أأأ..أنا كنت أبي....أأخذ ملابسك الوسخة للغسيل....
ملابسه المتسخة للغسيل؟!!!....أهذا كل ما استطاع عقلها الخروج به من حجج؟!!!...ما هذه البلاهة التي أصابتها؟!!!...منذ متى و هي تأخذ ملابسه للغسيل؟!!...كم هي غبية؟!!...ماذا سيقول الآن...
ضحك بقوة على حجتها الواهية....\ههههههههه....هههههه...ملابسي!!!
نظرت له بغضب شديد و هي تقول...\ايوة..انت مو قلت اني لازم أأدي واجباتي المنزلية كزوجة؟!
يسار \هههه...و اذا كنتي من صجك تبين تأدين واجباتك...شنو اللي يخليكي تختبين ورا الستارة ؟!
نورة \أ..أأ..أنا ما توقعت جيتك و كنت خائفة..
يسار \ممم...خائفة...انتي انخبلتي فراسك ؟!!!...كنت رح أودي بحياتك و أنا ظنيتك حرامي...من تصرفاتك الطفولية!!
نورة \أنا تصرفاتي طفوليه؟!!!

يسار \اي..تأملت حالها...لم تستوعب إلا الآن أنه قد حبسها مع الحائط...وضعت يدها على صدره لتحاول إبعاده و لكن ما فعلته قد جعله يقترب منها أكثر حتى التصق بها...و التصقت هي بالحائط...
قال بهمس...\وعقابكِ هو...و طبع قبلة على خدها...من شدة ارتجافها وقفت على أطراف أصابعها..تجمدت...أما هو فكان سيتحرك يفعل أكثر من ذلك و لكن استدرك نفسه في اللحظة الأخيرة...و ابتعد عنها فجأة ليجدها مازالت مغمضة عينيها بقوة...كان منظرها قمة الجاذبية...فتحت عينها ببطء لتستوعب أنه قد ابتعد عنها إنحرجت جدا من منظرها...دفعته بقوة بيدها ..و هي تقول بغضب ووجه محمر من الخجل...\حقيييير....
وتركته وخرجت بسرعة من الغرفة...هو...ضرب رأسه بيده بقوة..ماذا فعل؟!!...لماذا؟!!...لطالما كان يفكر بعقلانية في أفعاله..ما هذا الطيش؟!!!...لماذا أحس بكل تلك الأحاسيس معها..لماذا لم يستطع التحكم في نفسه!!
هي ..أغلقت الباب بقوة شديدة و وقفت و أتكلت ظهرها عليه...وضعت يدها على خدها لتتحسس آثار قبلاته...ابتسمت...ثم غضبت...لم يستغلها بهذه الطريقة..و لكن هي المخطئة من البداية..هي من دخلت غرفته...


***********************


و في تلك الغرفة الصغيرة في بقعة من ذلك القصر الكبير...

مازالت مصدومة...قرصت نفسها عدة مرات و هي جازمة على أن ماسمعته كان حلماً لا غير...مرت ثلاثة أيام و هي ما زالت في صدمة قوية...ممسكة بتلك الذكرى الجميلة منه بين يديها تتأملها...و لكن سمعت صوت طرق على الباب لتقوم و تصدم من الشخص الذي أمامها...
قالت تلك بقرف..\هل يمكن أن أدخل؟!...و دخلت لتجلس دون أن تترك لها أي مجال للرفض..و كيف بمقدرتها أن ترفض؟!
مازالت صامتة دون أن تقول أي شئ...لم تقو على إخراج الكلمات...فقط تأملت تلك التي تتفحص غرفتها بقرف شديد...قالت لها...
سماح \أوكي...مرضية ...انتي تدرين الموضوع اللي أبيك فيه؟!
زادت ضربات قلبها...لا تستطيع استيعاب ما يحدث..فقط تترقب...قالت بخوف شديد..\آسفة و لكن...قاطعتها لتقول...\اللي سمعتيه هذاك اليوم من حوار بين خالد و عمتي ما كان خيال و لا تهيؤات منك...و هي كانت حقيقة !!!..
حقيقة؟!!...ماذا تقول؟؟!!..و ماذا تريد أن تقول...قالت لها سماح ...\ما بتقولين شي؟!!

حاولت مرضية تبرير موقفها الذي لا تفهمه هي نفسها!!...قالت...\أنا ما...قاطعتها لتقول مرة أخرى...
سماح \مرضية...أبي أوضح لك الصورة زين..لأنه احتمال تكونين فهمتيها غلط..أنا اللي عرضت على خالد انه يتزوجك...و قامت من مكانها لتقترب منها و تقول بنبرة حادة أكثر...\و هو رفض و بقوة كمان...و هذا أكيد عشان هو يحبني...و لأنك...سكتت مدة لتردف بنبرة استهزائة...\خدامة...و انتي تدرين سبب عرضي له...و هو عشان يجيه عيال...و هو عن نفسه ما يبي أي عيال من غيري بس عمتي هي اللي أصرت على الموضوع...
سكتت و هي تتحرك في أنحاء الغرفة الصغيرة و التي بالكاد تحتويهما...ثم أردفت لتلك المتجمدة من قوة الصدمة...\هذا عرض لا يمكنك رفضه بتاتا...و ما بيكلفك أي شي...فإنتي ما بتلقين من يتزوجك و انتي بهالإعاقة اللي فرجلك...و عموما خالد لو تزوجك ما بيظلمك...و ذا عشان اقناعي له...و عموما أنا رح أعطيك مبلغ من المال...بس بشرط...
\هو انه يطلقك بعد ما تجيبين له هذا الطفل المنتظر...و انا قلتلك كل شيعشان تكونين على دراية بالموضوع و ما تحدثك نفسك بأي أوهام...و لا تدخلى نفسك في دوامة ...و لازم ما تروحين بتفكيرك لعالم الأحلام...فانتي خدامة ..و..معاقة..و هو..ببساطة ...
خالد!!
ألقت عليها ذلك الوابل من الكلمات المتفجرة لتتركها و هي على وشك الموت...لا تحس بشئ من هول الصدمة!!...خرجت من الغرفة و أغلقت الباب و لكن تلك ما زالت واقفة لتتهاوى على الأرض من قوة صدمتها....


**************************


في القصر...
و لكن في غرفة اخرى...

الجدة \عبد الرحمن!!...انت جنيت مثل اخوك ؟!
ابتسم لها بوقاره و قال...\أنتِي اللي غصبتيه على شي ما يبيه والحين السحر بينقلب على الساحر...
الجدة \عبدالرحمن!!!
عبدالرحمن \لا تنظري لي بهالطريقة...يمة...انتي اللي غصبتيه و خالد رجال كبير و يدري اللي يسويه ...و مهو بلعبة بيدك أو بيد زوجته عشان يسمع كلامكم...و أكيد انه فكر بقراره و بيتحمل نتيجته...
الجدة \إذا أنت توافقه على هالكلام الفاضي؟!!
سكت مدة ثم قال...\ما بوافقه و لا بعارضه...و لكن مثل ما قلت خالد رجال...سيبيه يتخذ قراراته بنفسه و خليه يتحمل نتيجة أخطاءه...نظر لها ليجدها في قمة غضبها...وضع يده على حجرها ليقول بإبتسامة...\يا أم عبدالرحمن...كانت هذه جملته الدائمة لإستمالتها...و اردف..\انتي شايفة فمرضية شي يعيبها فأخلاقها؟؟
سكتت ..\لا...و لكن...سكتت مرة أخرى لا تعلم ما تقول فم أردفت...\خالد ولدي يستحق اللي أحسن منها..هي معاااقة..و البلد ملياانة باللي أحسن منها...
عبدالرحمن \يمة..انتي تدرين انه خالد ما يقدر يكسر كلمتك..أو يعصي أمرك...فهو بطبعه مطيع و مسالم...فما تعيشه فضيق ..و مرضية و ان كانت خدامة...فهي أفضل من اللي كانت زوجته بتجيبه له...عشان كذا وافقي...
اشاحت وجهها عنه في ضيق شديد...و قال ليردف و هو يعلم أن كلماته ترن جيدا في أذنيها...\انتي تبين حفيد...و لو تزوجها بينفذ طلبك......قاطعته و هي تقول...\بوافق ...بس بشرط...
قال لها بابتسامة و هو فرح من موافقتها المبدئية فقط...\يطلقها إن جابت له طفله..وبعدها أزوجه وحدة ثانية عشان أقهر السماح!!
قال عبدالرحمن بغضب يحاول السيطرة عليه أمام والدته..\و ليييش هالظلم؟؟!...وش ذنب هالمسكينة في هاللعبة المريضة اللي بينك و بين سماح؟!!...ذنبها انها انولدت معاقة و تعيش خدامة؟!! و لم هذا الظلم؟!!
الجدة \عبدالرحمن!!!...هذا شرطي الوحيد..و بوافق بعدها....
تضايق عبدالرحمن من منطق والدته و من أسلوبها...فتلك المسكينة الوحيدة ليست لعبة في أيديهم ليقرروا هذا القرار العجيب...و هو يعلم جيدا أنها لم تشترط هذا الشرط إلا وهي تعلم جيدا أنه لو عرض على مرضية سترفض رفضا باتا هذه الزيجة الغريبة...فهو يعلم جيدا مدى دهاء والدته...و ليس هنالك امرأة تفكر بكامل عقليتها و ترضى بأن تتخلى عن طفلها!!!


********************


منزل عبدالعزيز...

جالسة كعادتها...تعزف على ذلك البيانو الذي أمامها...مقهورة..من كل شئ..من إعاقتها..من عدم قدرتها على الحركة...من حبها له..من أسلوبه البارد..من أسلوبها الطفولي..من كل شئ..من كل شئ...
في الأيام الماضية قررت أن تبتعد عنه..نعم فالبعد هو أنسب حل...لقد أخبرت والدها أنها لا تحتاج للدكتور محمود مجدداً...و أنها لا تريده...وهو بدوره قد أطاع أوامرها...
تكرهه..نعم هي تكرهه...توقفت عن العزف عندما رأت تلك الدمعة التي تسقط وحيدة على تلك القطعة البيضاء من البيانو...وضعت إصبعها عليها و مسحتها برقة...تحب الإختلاء بنفسها وحدها حتى هي لم تسمح للدادة بالجلوس معها...تحس بأنه عالمها الذي يمكنها التعبير عما بداخلها فيه دون أن يحكم عليها أحد...
توقفت عن العزف مرة أخرى عندما سمعت صوت الباب و هو يفتح و تطل منه الدادة و هي تقول...\تفضل...
ليدخل هو بكل ما فيه من طول و عرض و هيبة و يتوسط الصالة..كانت مصدومة...و قالت بتعبير تلقائي منها...مستنكرة فعل الدادة...\داااادة!!!
نظرت لها الدادة بتعجب و كأنها لم تفعل شيئاً و قالت..\بجيب لك شي تشربه...
أومأ لها رأسه ليقترب من روح التي تعطيه ظهرها و يفصل بينهما عدة أقدام...لفت كرسيها المتحرك لتواجهه و هي تحاول أن تتماسك و تمثل القوة...قال هو بهدوئه المعتاد...\اهلاً...
حاولت هي أن تمثل نفس هدوئه..\هلا...شنو سبب زيارتك؟!...
قال بإبتسامة...\جيت عشان آخذ كتابي...سكت مدة و قال بإبتسامة صغيرة على شفتيه...\اللي اتصلتي فيني من كم يوم عشان تقوليلي اني نسيته!!!
اغتاظت جدا منه..أيعايرها بذلك الإتصال الذي قد إتصلته من أجله!!...و هو يعلم جيدا سبب مكالمتها له الحقيقي..و يعلم عن حجتها الواهية التي احتجت بها..ألا وهي كتابه؟!!...لماذا يريد تذكيرها دائما بتصرفاتها الطفولية معه؟!!...
قالت بهدوء مصطنع..\و هل هو بهالأهمية عندك؟!
قال لها ..\كيف حالكِ؟!
اقشعرت من سؤاله..كيف له أن يقلب كيانها هكذا في ثانية؟!...و كيف له أن يغير مجرى الحوار و يسألها هذا السؤال...احمر وجهها الذي كان باديا جدا له...قالت في محاولة لإستدراك أفعالها...\زينة..و انت؟!
قال لها بابتسامة عشقتها حد الثمالة...\بأحسن حال...
وضع يديه في جيوب بنطاله كحركته المعتادة و قال...\ روح...أنا جيت اليوم عشان أقولك اني بكمل نصي الثاني ان شاء الله....و..قاطعته هي بنبرتها الطفولية و برد فعل متوقع منها...\تبي تتزوج؟!..عضت شفتها السفلية على تسرعها المعتاد..يالغبائها!!..و لكنه يريد الزواج؟!!..يريد الزواج من أخرى....و يريد أن يقهرها بإخبارها بذلك ..إلا و لم قد تكلف ليأتي إلي المنزل؟!!
لماذا يستحقرها لهذه الدرجة؟!!...أهذا كله هو جزاء حبها له؟!!...لماذا يتعامل معها بهذه الطريقة؟!!...لم يريد جرحها...
ابتسم وهو يقول...\اي..
قالت و دون أن تفكر في جملتها مليا...\و ليش تقولي؟!!
محمود \لأنك تهميني...كحالة!!
كحالة؟!!...كحالة مرضية فقط؟!!..ليس إلا؟!!...لماذا يفعل ذلك بها؟!!...لماذا يريد قتلها؟!!..لماذا يرمي عليها تلك الكلمات الصادمة ..الجارحة...القاتلة!!!
علم أنها ستنفجر فيه الآن و مؤكد أنها ستقتله..و قال لإستدراك الموضوع...وهو ينظر لساعته ...\أوووه...أنا اتأخرت لازم أمشي الحين...و ينه الكتاب؟!!...أشارت له على الكتاب الذي كان موضوعاً فوق الطاولة ..ليتركها و يخرج تاركاً روحها لتتهاوى في دوامة من الألم...
أجهشت بالبكاء كالعادة بسببه...لم يريد إيلامها بهذه الطريقة...لماذا؟!!..لماذا يفعل بها كل ذلك؟!..


***********************


لبنان ...
بيروت...
مغارة جعيتا...

جالس في ذلك القارب يتأمل في تلك الجالسة أمامه...كل يوم يتعرف عليها فيه تزيد في نظره هالة الغموض التي تحيط بها...لا يعلم لماذا لم ينهي هذا الموضوع منذ البداية...لماذا لم يهددها أو يستخدم أساليبه معها...لماذا يماطل؟!!
لم المماطلة؟!..أهو تعجب أم فضول أم اعجاب أم ماذا؟!!...مهلاً؟!!..هل قال اعجاب؟!!..لا فمن المؤكد أنه لا يحس تجاه هذه الممثلة البارعة التي أمامه بأي نوع من المشاعر...ما هذا الهراء الذي يقوله...ههه..اعجاب؟!!
هل يمزح مع نفسه؟!!...
تأملها و هي تشير بيدها في الإتجاهات المختلفة لتخبره بمعلومة عن كل شئ في المغارة...معلومات هو لا يريدها و ليس لديه الفضول لمعرفتها...رجع لوعيه و هو يسمعها تقول...
نادية \ بيئة المغارة حساسة جدا عشان كذا ..أي خلل في نظامها يمكن يسبب ضرر للصخور الكلسية اللي فيها وتخسر جمالها و يمكن يسبب في تغيير لونها ...عشان كذا فرضوا نظام صارم عشان يحافظون على بيئتها ...و ذا بيكون باستخدام نظام اضاءة غير مؤذي وغسل هذي الصخور..قاطع كلامها ليقول...\ممكن نوقف هنا...أنا تعبت...
نظرت له مدة من الزمن ثم قالت بابتسامة..\أوكي..و أشارت على الرجل الذي يقود القارب أن يخرجهم...
و بعد مدة خرجا من المكان ليقفا مدة من الزمن..كل في تفكيره...هو..قد زادت حيرته فيها...لابد أن يختبرها...
أخذ نفساً قوياً و قال..\كان يوم طويل...سكت مدة ثم أردف...\ممكن نروح نتعشى عندي فالشقة..
قالت هي بتعجب و لم تفهم قصده جيداً...\شنوو؟!!

قال لها بإبتسامة ماكرة و هو يتوقع منها رداً معيناً...\مثل ما قلت و اعتقد انك فهمتي قصدي كو...و قبل أن يكمل جملته أتته تلك الصفعة القوية لتستقر على خده و تحدث صوتاً و صدمة قوية...


***********************


في تلك الغرفة الصغيرة ..
في ذلك الركن من القصر...
في تلك الصفحة البيضاء...
تكتب بأحرف بسيطة...

لن أقبل بهذه الإهانة؟!!..نعم لن أقبل بها...و إن كنت خادمة..و معاقة..لن أقبل بها..و لكن؟!!..
لكنني أحبه!!...و لا يمكنني تخيل و لو في أجمل أحلامي أن أنجب له طفل!!..أنا!!!...أن يكون بيننا شئ مشترك؟!...قطعة صغيرة تحمل صفاته و صفاتي..من دمه و دمي...نطفة مني...أن أكون أنا والدة طفله؟!!..
و لكن السيدة سماح...لم ألقت على ذالك الوابل من الكلمات الأليمة و التي لا يمكن لبشر إحتمالها؟!...لماذا؟!!..و إن كنت خادمة و معاقة..فأنا لم أختر ذلك..و إنما هو قدر ربي ...و الحمد و الشكر له...و تعرض على مبلغ من المال؟!!...أوصلت سذاجتها لهذه الدرجة؟!...نعم أنا أعرف الفرق الشاسع بيني و بينه...
طبقة...
ووضعا...
و تعليما...
و شكلا ..
وعمرا...
و كل شئ...و لا أحتاج لها لتعرفني بهذه الفوارق...
لا أعلم...ماذا أختار فالمقارنة صعبة؟!...أأختار حبي له و أتنازل عن كرامتي و أحظى بتلك اللحظات التي سأكون فيها بقربه و حتى و إن كنت فقط مجرد مشروع لإنتاج طفل بالنسبة له؟!!...أم أختار كرامتي و أتنازل عن حبي له فما عرضته لي سيمسح كل ما تبقى لي من كرامة في هذه الدنيا...
و لكن..هو خالد؟!!...و إن كنت سأحظى بدقيقة قربه....سأدفع ثمنها و لو كان حياتي...لا أعلم؟!!
تأملت تلك الصفحة من مذكراتها و التي اختلط فيها الحبر مع تلك البقع من دموعها...مسحت دمعتها لتكتب آخر جملة آعتادت على قولها و هي تحاول التفاؤل دائما...
أعلم أننى أحلم بالمستحيل..و لكن ليس هنالك مستحيل مع قدرة الله!!...و أكيد أن غدا يحمل طيات لا أعلم بها...
أكيد أنه..

لغد طيات أخرى....


***************




مَاذَا جَنَيتُ منَ الأَحْلاَمِ يَـا كَبِـدِي !
غَير الـمَواجِـعِ في إيقَاعِهَا الرَّاقِي ؟!
اللَّيْلُ مَأْسَاتُنَـا .. إنْ حَـلَّ أَرْهقني
فالصُّبحُ تَـهواهُ بالأفْـرَاحِ أحْدَاقِي!
فَـرُبَّ قَلْـبٍ نَسِيـمُ التَّـلِّ يُذْهِلُهُ
إنْ زَارَ ليْلَى ،.. نَسيمُ التَّـلِّ تِرْياقِي !
تَـذَلَّلَ المَوْجُ قُرْبَ الصَّخْرِ في كَمَدٍِ
وقطرةُ الدَّمعِ قدْ هـمَّتْ بـإِحْراقِي!
الحُـزْنُ طَوَّقَنِي … قدْ غَابَ زَورَقُـهُ
فَسرْبلَ النُّـورَ منْ رأسِي إلىَ سَاقِي
هَيْهَـاتَ لِلْحُبِّ أنْ يرقَى إلى عَـدَمٍ
هيهَـاتَ لليأسِ أنْ يَغْتـالَ إشْراقِي
هَيهَاتَ للْفُلْكِ أنْ تَـهْوَى سَوَاحِلنَا
والبَحْرُ أضْحَـى يُنَاجِيهَـا بإِغْراقِي !
يسين عرعار






لمحات من القادم...

( \أستاذ أنا آسفة...بس انت لازم تصارحه بالحقيقة و بعد كذا هو له مطلق الحرية بالرفض أو القبول...)

( جلس على الكرسي و هو يحاول أن يصب كل تركيزه على الأكل الذي أمامه و ليس على تلك الواقفة بتلك الملابس و ذلك الشكل و القابعة أمامه...)

( انتبهت لتلك الورقة الصغيرة و المطبقة ...تناولتها لتقرأ تلك الكلمات...(لمن تستحقها....) ...فقط؟!!..هذا ما كتبه؟!!...

( سرحت في شكله...مرتديا شورت أبيض..و تشيرت كحلى...و ذقنه يبدو انه لم يحلقها منذ مدة...و لكن شكله هكذا جذاااااب...و غمازاته....كم هي ....سااااحرة!!! )





هنا محطة الوقوف...و أنا على امل أن أجد دعمكم و تعليقاتكم الأكثر من رائعة ..و اتمنى ان ينال اعجابكم...
و لا تنسوني بالدعاء :)....
إلى لقاء آخر...


[/SIZE]
[/FONT][/CENTER]

 
 

 

عرض البوم صور **روووح**  
قديم 04-12-12, 04:55 PM   المشاركة رقم: 65
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Dec 2012
العضوية: 248410
المشاركات: 428
الجنس أنثى
معدل التقييم: ترانيم الصبا عضو متالقترانيم الصبا عضو متالقترانيم الصبا عضو متالقترانيم الصبا عضو متالقترانيم الصبا عضو متالقترانيم الصبا عضو متالقترانيم الصبا عضو متالقترانيم الصبا عضو متالقترانيم الصبا عضو متالقترانيم الصبا عضو متالقترانيم الصبا عضو متالق
نقاط التقييم: 2549

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ترانيم الصبا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : **روووح** المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...

 

مرحب....... روووح
خالد وأمه وسماح
وش هالقسوه عن جد ناس مافي قلبها رحمه الحين مرضيه المسكينة تبونها تصير دجاجه بياضه تجيب بزر لخالد وبس أن شاء الله ينقلب السحر على الساحر ومثل ماراح تتنازل مرضيه عن كرامته عشان حبه لخالد رب يعوضه فيه ويحبها ويشوف الفرق بينها وبين سماح الفارغه الماديه والسطحيه
وما أتوقع خالد حقير لها الدرجه ويتركه بعدين .......


يسار تعمله مع نوره بهذا الأسلوب والتجاهل يخفي مشاعره تجاهها في المقابل نورة....... وقعت ولاحدش سمى عليك ...........

راحت علومك أجل تنتظرينه في الليل وعلي الشباك بعد أحزن علي حالك والله ويعينك لعرف انك مو بنت



نجي ليسار وحمزه الجراح ونادية اللي هم لغز الروايه
طبعا يسار عمله في المخابرات هذا مفروغ منه ومتاكده بعد وطبعاً اللي ضربوه عصابة جراح اللي يطارد ناديه ويبي السي دي منها
وناديه سبب تحوله لهذي الشخصيه اهو زوجه اللي أكيد قتلته وهربت وفقدت شخصيتها وصارت مصاصة دماء أو سفاحه تضحك علي الرجال كنت

أتمنى انه فعلا تقتلهم مو بس تنومهم وتسرقهم


و هي فقدت بنتها أتوقع إنها مرضيه شطحه قويه صح
ننتظرك ..........

 
 

 

عرض البوم صور ترانيم الصبا  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة رووح, ليلاس, معاقه, معي, منتدى قصص من وحي قلم الأعضاء, الماضي, المستقبل, روايات رومنسيه اجتماعيه, روايات سعوديه, روايات و قصص, روايات طويله, روايتي ولغد طيات أخرى, روايه بالفصحى, روح, طيأت اخرى
facebook




جديد مواضيع قسم ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t181600.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط±ظˆط§ظٹطھظٹ ط§ظ„ط£ظˆظ„ظ‰ طµط­ ظپظ‚ظٹط±ط© ظ„ظƒظ† This thread Refback 25-08-14 07:35 PM
Untitled document This thread Refback 23-08-14 09:22 PM
ط±ظˆط§ظٹطھظٹ ظˆظ„ط؛ط¯ ط·ظٹط§طھ ط£ط®ط±ظ‰ ظ…ظ†طھط¯ظ‰ This thread Refback 09-08-14 01:57 PM


الساعة الآن 07:08 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية