لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > سلاسل روايات مصرية للجيب > روايات أونلاين و مقالات الكتاب
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات أونلاين و مقالات الكتاب روايات أونلاين و مقالات الكتاب


د. أحمد خالد توفيق يكتب.. رسائل المحبة - كاملة

السلام عليكم قصة جديدة للدكتور أحمد خالد توفيق

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-10-12, 09:13 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : روايات أونلاين و مقالات الكتاب
Boxing د. أحمد خالد توفيق يكتب.. رسائل المحبة - كاملة

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم

قصة جديدة للدكتور أحمد خالد توفيق

د. أحمد خالد توفيق يكتب.. رسائل المحبة (1)






الأستاذ كمال يفرغ من المجموعة الثالثة..

من حسن حظه أنه يعطي الدروس الخصوصية في بيته، وليس في مركز متخصص كما يفعل الآخرون، وهذا يتيح له أن يهرع إلى المطبخ من حين لآخر وبين مجموعة وأخرى.. هناك تركت زوجته إناء فيه أرز وإناء فيه خضر.. يدسّ ملعقة في فمه من هذا الإناء وذاك.. يمضغ بسرعة ثم يهرع للصبية كي يعاود الحديث عن محمد الفاتح والأستانة... إلخ.

المشكلة هي أنه عندما يأتي وقت الطعام الحقيقي.. الطعام الذي يجلسون له إلى المائدة، يكون قد شبع تمامًا أو انتهى ما في الإناء.. كما أن هذه العادات الغذائية العجيبة جعلت لديه كرشًا لا بأس به، وقد صارت أكثر سراويله لا تنغلق عند الخصر.. غريب هذا! كان يعتقد أن عدم انتظام عادات الطعام يجعلك تفقد وزنًا ولم يتصوّر أن هذا يزيدك سمنة..

يهرع كمال إلى المطبخ ويعدّ لنفسه كوبًا سريعًا من الشاي، قبل قدوم أولى أفراد مجموعة البنات.. خجلى تتحسس أولى درجات عالم الأنوثة في حذر وتوتر.. ثم يسمع الضحكات ويعرف أن العدد يتزايد.. يكون قد أنهى الكوب ووضعه في الحوض..

زوجته في الخارج عند أمها مع لمياء ابنته.. سوف تعود عند منتصف الليل.. وقتها سيكون قد فرغ من التدريس، وجلس شارد الذهن يتابع التليفزيون..

يعود لقاعة الدرس ويلقي دعابة أو دعابتين.. البنات يضحكن أكثر من اللازم، والسبب طبعًا هو أنه كهل وسيم جذاب.. يعرف هذا جيدًا، لكنه لا يحاول استغلاله في شيء أكثر من الفوز ببعض الاحترام...

صار كتاب التاريخ عادة لديه من كثرة ما قام بتدريسه، وهو يعرف كل سطر وكل تاريخ وكل ورطة خبيثة صنعها ممتحنو الوزارة.. ومع الوقت صار يشعر بأن هذا كله قد مرّ به في حياة أخرى.. حتى دعابات التلاميذ وقلة أدبهم وملاحظاتهم.. لقد رأى هذا كله من قبل.. اليوم يحدث شيء جديد...

كان الخطاب هناك.. تحت باب غرفة النوم..

انحنى والتقطه.. كان مظروفًا أنيقًا سميكًا يوحي بالاحترام.. غريب هذا.. من أين جاء؟ لا أحد من الصبية يصل لهذا الجزء؛ لأن قاعة التدريس منعزلة تمامًا عن باقي الشقة.. باب واحد يطل على الدرج.. لا يوجد مخرج آخر لها سوى الباب الذي يجتازه هو كلما أراد الذهاب للمطبخ والحمام..

فتح المظروف في حذر ليجد ورقة لا تقلّ فخامة..
"الثلاثاء 18 إبريل..
استعدّ للموت في الثامنة مساء..
مع فائق الاحترام".

ما هذا السخف؟ ومن الذي كتب هذا الهراء؟

حمل الورقة والمظروف إلى غرفة الدرس، ولوّح بهما وهو يحدج الطلبة بعين نارية:
ـ "من السخيف ابن السخيف الذي جلب هذا الخطاب؟"

كانت النتيجة هي مجموعة من الأبقار تخور.. خطاب ماذا؟ عم تتكلم بالضبط؟ غباء في العيون لا شكّ فيه.. يمكن القول إن من فعل هذا ليس في هذه المجموعة بالذات، ولربما كان من مجموعة سابقة.. لكن كيف تسلل إلى الشقة؟

صاح في غيظ ناري:
ـ "سوف أعرف من هو وسوف أذيقه الويل.. سأسلخه سلخًا".

هنا تساءلت فتاة على قدر من الجرأة:
ـ "ماذا في الخطاب بالضبط؟"
ـ "هذا ليس من شأنك.. لكنه خطاب موجّه لي وفيه كلمات وقحة".

وقحة؟ التهديد بالموت قد يكون مخيفًا وقد يكون موجسًا أو مقبضًا، لكن لفظة (وقح) لا تنطبق عليه حتمًا..

سخف.. لكنه برغم هذا شعر بشيء يعتصر قلبه.. تشاؤم.. انقباض.. سمّه ما شئت. الغموض يضفي على الموقف رهبة لا شكّ فيها.. لو كانت هذه مزحة فهي مزحة سخيفة جدًا..
*****************************






الدكتورة هند قامت بتركيب القسطرة، وتأكدت من أن المريضة أفرغت المثانة تمامًا.. ثم راحت تنتظر في صبر وتوتر اللحظة الدرامية الكبرى.. لحظة ظهور المشيمة الملفوفة حول نفسها كفطيرة بيتزا..

من مكان ما يعوي الوليد بينما الطبيب المساعد يشفط المخاط من منخريه، واللحظة النهائية الجميلة.. الشعور بالراحة والاستسلام الفخور للأم المبللة بالعرق التي التصق شعرها ببعضه.. هذه الفوضى وكل هذا الدم والإفرازات سوف تنتهي فورًا ويعود كل شيء نظيفًا..

فرغت من العمل فألقت بقفازيها على الأرض في إهمال.. تحب هذه اللحظة، خاصة عندما تتذكر قدح الكابوتشينو في غرفة الانتظار.. القدح الساخن الذي ينبعث منه البخار...

تخرج من غرفة الولادة وقد تخلصت كذلك من المريولة الواقية الثقيلة الغارقة في الدم، ومشت بالشبشب البلاستيكي والبيجامة الزرقاء التي تجعلها كالمجانين.. تتجه لغرفة الانتظار وهناك تلقي بنفسها على أريكة.

تنهض إلى خزانة الثياب وتفتحها بالمفتاح الصغير، ثم تبحث بين ثيابها عن علبة السجائر.. هنا تجد هذا المظروف الغامض.. مظروف أنيق جدًا كأنه قادم من فندق محترم عريق...

عبثت حتى أخرجت الورقة من داخل المظروف وقرأت المكتوب:
"الثلاثاء 18 ابريل..
استعدي لقتل رجل في الثامنة مساء..
مع فائق الاحترام".

ما هذه الدعابة السخيفة؟ معنى هذا مقلق جدًا، وهو أن هناك من يحتفظ بمفتاح لخزانة الثياب سواها؛ لأن هذا الخطاب لم يكن هنا قبل أن تبدأ عملية التوليد.. ولكن..
النقود... هل؟

غريب.. هناك مبلغ يقترب من ألفي جنيه، لكنه لم يُمسّ بتاتًا.. من فعل هذا متسلل وليس لصًا، وكان غرضه الوحيد توصيل الرسالة.. الرسالة التي لا معنى لها..

تلك الصيغة المهذبة المجاملة كأنها دعوة لمؤتمر علمي.. قتل رجل في الثامنة مساء.. دقة غير عادية.. ومن هو ذلك الرجل؟

يمكن أن يكون هذا تحذيرًا من خطأ طبي قادم، لكن يجب أن نتذكر أنها لا تتعامل إلا مع النساء منذ سنين.. كيف تقتل رجلاً إذن إن لم يكن دهمًا بسيارتها؟ طبعًا هذا احتمال قوي جدًا، لكن لا تنس أنها لا تجيد القيادة ولم تجلس خلف المقود قط!
إذن كيف؟ وما معنى هذا الكلام؟

بالطبع قامت بترضية ضميرها واستجوبت بعض العمال والممرضات.. بعض زميلاتها.. كما توقّعت لم تظفر سوى بالبله المغولي وخرس الأسماك.. كلهم أبرياء.. لم يفعل هذا أحد..
فتحت التقويم الذي تضعه على مكتبها:

الثلاثاء الثامنة مساء هو موعدها في جمعية نسائية طلبت استضافتها..
هل يجب أن تغيّر الموعد لتجعله موعدًا للقتل إذن؟

يُتبَع


 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس

قديم 05-10-12, 09:18 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : روايات أونلاين و مقالات الكتاب
افتراضي رد: د. أحمد خالد توفيق يكتب.. رسائل المحبة (1)

 
دعوه لزيارة موضوعي

د. أحمد خالد توفيق يكتب.. "رسائل المحبة" (2)




الفضول دفعه دفعا إلى أن يفتح الخطاب (رسوم: فواز)



فرغ مصطفى من تصوير آخر صفحة في المذكرة التي تركتها له طالبة كلية التجارة الحسناء.. هذه الفتاة الرشيقة التي لا يعرف لها اسمًا تأتي كل بضعة أيام لتصوّر بعض تلك المقررات الكئيبة، ولطالما تمنى أن يعرف اسمها.. قرأه ذات مرة على المذكرة "نجوى السيد".. وراح يتنهد مفكرًا في نجوى وحلم كثيرًا بنجوى، ثم فطن إلى أن هذا حمق.. بالتأكيد نجوى هو اسم صديقتها صاحبة المذكرة لا اسمها هي.. وبرغم هذا ارتاح للاسم، وبالنسبة له ظلت الفتاة نجوى..

كان يصوّر الورق برفق وحنان وعناية، حتى إنه تذكر باسمًا إسماعيل يس عندما كان يصف لهند رستم الفطيرة التي سيصنعها لها عندما كان اسمه (حسونة الفطاطري).. نجوى لا تنتظر وإنما تترك له المذكرة وتنصرف باسمة.. ثم تعود بعد ساعات لتأخذ الأصل والصور..

اليوم جلبت له تلك المذكرة التي تحمل اسم (إدارة أعمال) وابتسمت وانصرفت كالعادة.. نسخة واحدة.. تغليف بلاستيك..

فكّر في الأمر.. مستحيل أن يتمادى خطوة واحدة أو يفكر فيما هو أبعد.. هو "ورّاق".. ليس سوى هذا، ولا أمل في النمو أو التقدم.. لا يجسر على دخول بيت ليقول إنه "وراق".. ليس صاحب مكتبة ولا يملك آلة نسخ المستندات.. هو فقط يجيد التعامل معها وتنظيفها، وهذا معناه أن نجوى ليست له ولن تكون..

تنهّد وواصل التصوير.
من المذكرة سقط مظروف أنيق.
هل يجرؤ على الاعتقاد بأن....؟

بالطبع لا يجرؤ.. الأحلام لا تتحقق بهذه السهولة ولا هذه الروعة..

الخطاب يخصّها، لكن الفضول دفعه دفعا إلى أن يفتحه.. فيما بعد سوف يحاول أن يغفر لنفسه هذه الزلة الأخلاقية البسيطة.. ما معنى هذا؟

"الثلاثاء 18 ابريل..
استعدّ للموت في الثامنة مساء..
مع فائق الاحترام".

هذا كلام عجيب.. والأعجب أن الصيغة موجّهة لذكر.. أي أن الخطاب لا يخصّها بالذات، لكن لماذا تحمل فتاة خطابًا فيه هذه الصيغة الغريبة؟

ابتلع ريقه.. لن يسألها بالطبع.. لا يستطيع..
أعاد الخطاب لموضعه في المذكرة، لكن شعورًا مريرًا غمر مؤخرة حلقه.. كان يعتقد بأنها أرادت أن يرى الخطاب.. فتاة ذكية دقيقة مثلها لا تنسى خطابًا في مذكرة إلا لو أرادت أن يراه, ولسبب لا يفهمه قام بعمل نسخة من الخطاب ليدرسه فيما بعد..
كان هذا في الوقت المناسب؛ لأنه شمّ عطرها.

وعندما نظر للخلف رأى أنها تقف هناك، وعلى شفتيها ابتسامة راضية غريبة..

*****************************
أما عن عماد فقد فرغ من تمرينات الإحماء في الاستاد.

كان الطقس باردًا في الصباح، ولم تكن لياقته على ما يرام.. المدرب يرمقه في كراهية ومقت.. المدرب لا يرى في الكون سواه هذه الأيام، ولو حدث زلزال في شيلي لاتهمه بأنه السبب!

لم يكن راضيًا عن جسده.. جسده يخذله ويتخلى عنه، وقد بدأ الشحم يتجمع حول الخصر..

بعد الجري لعشر دقائق في المضمار بدأ يشعر بأن صدره يضيق، وأن عضلاته تؤلمه وسال عرق غزير على جبينه وبلل الفانلة..

ثم جاءت الطامة الكبرى عندما تقلّصت عضلة ساقه.. شعور بسكين حادة تنغرس في السمانة، وهكذا راح يتواثب كاللقلق..
في النهاية جلس على الأرض وراح يعوي..

نظر له المدرب في غلّ ثم أمره بأن ينصرف..
ـ "لا أريدك هنا اليوم.. عُدْ لأمك ونمْ"

شاعرًا بالإهانة عرّج عماد حتى بلغ غرفة استبدال الثياب بالنادي. هو وحيد هنا.. الخائب الوحيد الذي لم يكمل التدريب.. فتح خزانة الثياب.. هنا فوجئ بمظروف أنيق.. من أين جاء ومَن وضعه هنا؟
كانت في المظروف رسالة تقول:
"الثلاثاء 18 ابريل..
استعدّ لقتل رجل في الثامنة مساء..
مع فائق الاحترام".

ما معنى هذا؟ هل سيقتل أحدًا؟ من هو؟ كيف؟ من كتب هذا الكلام؟

مقلب.. لكنه لم يستطع أن يقبله ببساطة.. الأمر غير مريح ومقبض إلى حد ما.. لكن على الأقل لا توجد تفاصيل أخرى..
جفَّف عرقه وراح يرمق الخطاب في غباء..

أحدهم يمزح مزاحًا سخيفًا، ولسوف يدفع الثمن..
من يدري؟ لربما كان صاحب هذه الدعابة هو الشخص الذي سيقتله؛ لأنه سيفقد أعصابه بالتأكيد!

نعم.. كان عماد قصير الفتيل يتشاجر بسهولة جدًا.. وهذا يناسب صورته تمامًا: رياضي سيئ وخالٍ من الروح الرياضية..

*****************************
في الاجتماع العاشر للجمعية الروحانية المصرية..

كان الاجتماع ناجحًا، وقد تم استعراض عدد من الأبحاث المهمة، وتفنيد بعض الشائعات التي اجتاحت المجتمع في الفترة الأخيرة.. بدأت الجلسة الخامسة.. لم يكن مؤتمرًا كالمؤتمرات التي نعرفها، بل هو أقرب إلى جلسة أصدقاء استأجروا قاعة في نادٍ خاص..

الدكتور فكرون هو شيخ في الستين له لحية قصيرة مشذبة ونظارة سميكة، ويضع بابيون كاروهات عملاقًا.. قال وهو يقلب في أوراقه:
ـ "قد يبدو كلامي سخيفًا... قد يبدو غير متوقع.. لكني أطلب من السادة الجالسين أن يصغوا لي بعناية..".

مقدمة جعلت الجميع يصغون له بعناية فعلاً.. بينما أردف:
ـ "هناك مجموعة من الخطابات تتسرب بين الناس في مجتمعنا.. خطابات تدعوهم للفتك ببعضهم.. وأنا أعتقد أن هناك شيئًا ما في الخطابات ذاتها.. شيئًا يشلّ الإرادة.. والسؤال المنطقي هو: ما مصدر هذه الخطابات الغريبة؟".

تساءل أحد الجالسين في ذكاء:
ـ "فعلا.. ما مصدر هذه الخطابات الغريبة؟".
وتساءل آخر في حكمة:
ـ "حقًا.. ما مصدر هذه الخطابات الغريبة؟".

ابتسم د. فكرون في مكر، وقال:
ـ "نظريتي تقول إن من يرسل هذه الخطابات هو لوسيفر.. الشيطان ذاته!".

تبادل الجميع النظرات..
الحق إن هذا قد يكون مسليًا، لكنه السخف ذاته.. والسخف لا يتعارض مع التسلية على كل حال..

قال أحدهم:
ـ "سيدي.. إن لم تكن تمزح فأنت قد جننت!"

في عصبية شرب فكرون جرعة من الماء، وقال:
ـ "من حقكم اتهامي بالجنون.. لكني سوف أقدّم لكم الدليل حالاً".
يُتبَع

 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس
قديم 05-10-12, 09:19 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : روايات أونلاين و مقالات الكتاب
افتراضي رد: د. أحمد خالد توفيق يكتب.. رسائل المحبة (1)

 
دعوه لزيارة موضوعي

د. أحمد خالد توفيق يكتب.. رسائل المحبة (3)





هوى عماد ببلطة صغيرة على رأس رجل مسن (رسوم: فواز)




الثلاثاء 18 إبريل سوف يبقى طويلا في ذاكرة من رأوه..

كان هذا في النادي الرياضي الذي لن أذكر اسمه بالطبع.. ما حدث هو أن عددا زائدا من المتسللين ظهر فجأة.. أشخاصا ليسوا أعضاء بالنادي ظهروا، وبدا كل منهم كأن له هدفا واحدا محددا..

كان حراس البوابة أميَل إلى التراخي، خصوصا في هذه الساعة من مساء الثلاثاء، حيث بدت الحياة ناعسة سهلة، ولا يمكن أن تتوقع أن ينهار الكون لو أن بعض المتسللين دخلوا النادي.. وهكذا دخل النادي نحو عشرة أشخاص.. عشرين شخصا..

لو أنك رأيت الواحد منهم لشعرت برجفة قشعريرة تزحف على عمودك الفقري حتى يكسوه الثلج على طريقة أفلام توم وجيري، النظرة الجامدة والخطوات الثابتة.. ثم السلاح.. السلاح الذي كان مخفيا في كيس ورقي أو في الجيوب لحظة اجتياز البوابة، ثم ظهر للأعين.

ماذا تفعل عندما ترى هذا التمثال الآدمي يمشي في خطوات ثابتة نحو ملعب كرة القدم المترامي، وفي يده مسدس لا يوحي بالثقة، أو سكين شريرة أو سيف خبيث؟ سوف تخطر لك أفكار كثيرة، لكن لن يكون من بينها الضحك أو الاسترخاء..

هناك كان الملعب يسبح في ضوء الكشافات الليلية الباردة.. الطقس بارد لكنك تسمع بعض الحشرات الليلية التي صممت على أن موعد الربيع حان منذ شهر، فيما بعد قال الشهود إن القتل تم بترتيب غريب..

هناك ذلك الشاب الرياضي الذي قيل إنه لاعب كرة يدعى "عماد".. لقد هوى ببلطة صغيرة على رجل مسن.. سقط الرجل أرضا والبلطة في رأسه، هنا انقضت الطبيبة التي قيل إن اسمها هند على الشاب الرياضي لتغرس في مؤخرة عنقه مبضعا طويلا.. لم ينتظر أو يصرخ أو يبد أي انفعالات؛ سقط كجوال مثقوب.

هنا أطلق أحدهم الرصاص على رأس الطبيبة.. سقطت أرضا بدورها، وعرفوا فيما بعد أن القاتل مدرس يدعى "أستاذ كمال".. كان هذا عندما أفرغ الشاب المدعو "مصطفى" مسدسا آخر في رأس المدرس..

وقبل أن يفهم الناس ما يحدث هوى رجل ضخم الجثة عرفوا فيما بعد أنه ميكانيكي.. هوى بعصا ثقيلة على رأس الشاب.. سلسلة مريعة من القتل والطعن والتهشيم.. أعتقد أن الغربيين يُطلقون على هذا المشهد مصطلح Melee.. لقد كانت لحظات قاسية بحق..

وفي النهاية كانت هناك امرأة ظلت حية بعدما أطلقت آخر رصاصة على رأس رجل بدين.. وقفت للحظة تحت الكشافات كأنها تحلم أو تنتظر شيئا ما، ثم بلا تردد رفعت الفوهة نحو رأسها وأطلقت الرصاص..

فقط الذين امتلكوا أعصابا قوية ثابتة تمكّنوا من رؤية المشهد كاملا، لأن الغالبية هربوا أو رقدوا على العشب وأخفوا الرءوس.. هؤلاء الذين تحملوا رؤية عشرين جثة تتكدس خلال عشر دقائق، هم الذين استطاعوا أن يصفوا للشرطة ما حدث بالضبط، وقد وقف رجال المباحث غير مصدقين، يلتقطون عشرات الصور ويضربون كفا بكف.

واضح تماما أن القتلى من عينات متباينة من البشر.. رجال ونساء.. طبقات اجتماعية مختلفة.. لا توجد قصة واحدة تربط هؤلاء.. ليسوا طلبة مدرسة مثلا تشاجروا من أجل فتاة، وليسوا مهربين تشاجروا على البضاعة، وليسوا أبناء حي شعبي دخلوا في خناقة بسبب مياه قذرة ألقيت على غسيل إحداهن.. هذا تصرف غير مفهوم ويبدو مبرمجا.
هل ترون هذا الضابط الوسيم الذي يبدو كممثلي السينما؟ إنه الرائد "حمدي" الذي يتولى التحقيق في هذه القضية وسوف يلاقي الأمرّين بالطبع.. يدخّن بشراهة.. يدخّن بلا توقف.. ليس الوقت مناسبا لتوجيه النصح له على كل حال، لأن صحته هي آخر شيء يفكر فيه الآن.. إنه يركع جوار جثة ذلك الفتى الذي سيعرف بعد حين أنه "عماد"..

يتفحّص الجثة ولا يجرؤ على انتزاع المبضع المغروس في مؤخرة عنقه طبعا.. البصمات.. يمد يده ليعبث في جيبه.. يجد ورقة مطوية.. لف يده بمنديل ثم عاد يعبث في الجيب.. أخرج ورقة مطوية.. كتب عليها بخط أنيق:

"الثلاثاء 18 إبريل.. استعد لقتل رجل في الثامنة مساء.. مع فائق الاحترام".

نظر الضابط إلى ساعته.. هذا غريب.. الثامنة مساء هي فعلا الوقت الذي حدثت فيه هذه المجزرة.. هل هذا الرجل قاتل مأجور؟ لو كان كذلك فلماذا قُتل؟ لماذا لم يفعل فعلته ويفر؟ وهل سمع أحد عن اجتماع القتلة المأجورين في ملعب كرة قدم ليقتل بعضهم بعضا؟ هل هو مهرجان؟


عاد يعبث في جيب قتيل آخر.. نفس الورقة ونفس الرسالة واللهجة المهذبة.. اللهجة المهذبة المخيفة.. أحيانا يكون التهذيب مرعبا أو يسبب التوتر أكثر من قلة الأدب بمراحل.. في بريطانيا أيام الإعدام القديمة كانوا يرسلون إلى السجين رسالة تقول: "تقرر إعدامكم مع فائق الاحترام"، لا يا سيدي، اشتمني واتركني حيا؛ لا أريد تهذيبك هذا.. رفع حمدي رأسه وقال وهو يتنهد:

الأمر مُحيّر.. كل هؤلاء تلقوا دعوة للحضور هنا.. بعضهم تلقى دعوة للقتل والبعض تلقى دعوة للموت.. ومن الواضح أنهم جميعا قَتلوا وقُتلوا..

ثم قال لرجل المختبر الجنائي:

حافظوا على هذه الأوراق.. إنها الدليل الوحيد معنا.

*****************************

قال د. فكرون:
يا سادة.. أطالبكم بالانتباه والصمت من فضلكم.. أطفئ النور من فضلك.

ثم أشعل عود ثقاب وانتظر لحظة حتى يتوهج.. وأمسك بورقة من نوع فاخر..
لامس العود الورق.. وبدأ هذا الأخير يشتعل ويتوهج..

هنا أطلق الجالسون شهقات الرعب..
الظلام شديد على المنصة، لكني أعتقد أن هناك امرأة فقدت وعيها من الذعر.. هذا ما قيل لي على كل حال..
هل هذا الذي نراه حقيقي؟

يُتبع

 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس
قديم 05-10-12, 09:24 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : روايات أونلاين و مقالات الكتاب
افتراضي رد: د. أحمد خالد توفيق يكتب.. رسائل المحبة (1)

 
دعوه لزيارة موضوعي

د. أحمد خالد توفيق يكتب.. رسائل المحبة (4)





احترقت الورقة ورأيت هذا الوهج الغريب (رسوم: فواز)




آه لو كنت معي في تلك اللحظات!
ثمّة مواقف في الحياة يغدو من السخف أن تحاول وضعها في كلمات، وإلا لكان من السهل أن تصف شعورك عندما همستْ هي بأنها تحبك، أو عندما رأيت أنا أبي يغمض عينيه لآخر مرة ويأبى أن يرد عليّ.. كل هذه أمور عاصية على الوصف، معجزة لقدرة اللغة على التعبير..

الأسهل أن ترى معي هذا المشهد الرهيب..
كان الخطاب يحترق في يد الدكتور فكرون، وعندها بدأ اللهب يتصاعد.. ثم الدخان..

أنت لا تحلم ولا تهذي.. أنت ترى ما نراه جميعا.. هذا وجه شيطاني له قرنان يضحك في سخرية، وقد صنعه اللهب والدخان كأنه رسم بألعاب نارية في كرنفال.. يرتفع إلى نحو ثلاثة أمتار فوق الرءوس..
صرخات.. في الظلام بدا المشهد رهيبا فعلا..

قال د. فكرون وهو ما زال يمسك طرف الورقة برباطة جأش:
- كما تلاحظون.. لا يوجد تفسير لهذه الظاهرة الشيطانية سوى أن هذا وجه الشيطان.. إنه توقيعه.. وهكذا يمكن أن نعرف من أرسل الخطابات.

صاح أحد الجالسين:
- أنت تعبث بنا.. رأيت حيلة مماثلة في أحد ملاهي كوبنهاجن.
قال د. فكرون دون أن يرفع عينه نحوه:
ـ هذا جميل.. أرجو أن تعتلي المنصة وترينا كيف تفعل ذلك وإلا فلتصمت.

كان الدخان يخبو والنار تفنى.. وبدأ الظلام يزحف من جديد على القاعة، وهنا أدركنا حقيقة مرعبة أخرى: رائحة الكبريت تخنقنا.. لم يُحضر أحد الكبريت إلى هنا وليس هناك مختبر قريب.
إنها رائحة الشيطان ذاته..
ـ أرجو أن تعيدوا الإضاءة.. كح كح.

عندما عاد النور إلى القاعة كنا نشعر شعورا غريبا..
هذه هي تقريبا اللحظة التي أدرك فيها الجميع أن هناك دائرة حمراء على جبيني..
دائرة حمراء متقنة الرسم فاقع لونها..
وكنت أسأل فكرون:
ـ من أوحى لك بأن تحرق الخطاب؟

قال باسما:
ـ ككل اختراع في التاريخ، لعبت الصدفة دورا.. كنت أدخن السيجار وأنا أفحص الخطاب.. هنا سقط الرماد المشتعل على الورقة واحترقت.. رأيت هذا الوهج الغريب.. كان لديّ خطابان آخران.. أحرقت الأول للتأكد وهذا هو الثاني...
- لماذا ينظر إليّ في فضول؟ لماذا؟

قال وهو يضع الرماد الباقي في إناء برونزي صغير:
ـ الآن تعرفون أنني على حق.. هذه هي أول خطوة بالنسبة إليك يا زميل، أرى أن الشيطان قد ألقى عليك بعلامة الموصومين، لذا أطلب منك أن تغادر القاعة لسلامة الجميع.

من؟
كان عليّ أن أضيّع خمس دقائق من البلاهة والغباء وعدم الفهم، قبل أن أعرف ما حدث لوجهي فعلا..

*****************************
أوقات صعبة مرت برجال المختبر الجنائي وهم يفحصون ما وجدوه من خطابات المحبة.
بالطبع لم يخطر لأي منهم أن يشعل النار في خطاب، فلا أحد يحرق الأدلة.. ولو فعلوا لأصابهم العجب..

الرائد حمدي كان موشكا على الجنون.. بالنسبة إليه هو يتوقع أن يمسك رجال المختبر الجنائي بخطاب ثم يصيحون: الفاعل هو فلان المقيم في شارع فلان.. نوعية الورق تدل على أنه تمت شراؤه من مصنع فلان، وهذا يقع جوار بيت فلان..


ما نفعهم إذن؟ وماذا يصنعون بكل أجهزة المجهر هذه؟ لا شيء.. كان رأيه طيلة حياته أن العلم لا نفع له ولا جدوى.. مجرد إضاعة وقت..


أشعل لفافة تبغ جديدة وراح يراقب ما يقومون به، مذبحة النادي كانت عملية مخيفة وقد تحدثت عنها الصحافة.. سوف تطير رءوس كثيرة لو لم يتم القبض على الفاعل أو تفسير ما حدث.


لكنه ليس قلقا على رأسه.. ما يشعر به هو نوع من الاستفزاز الصبياني لدى الشعور بالتحدي.. عندما كان يرى صبيين يلعبان لعبة صعبة كان يصر على أن يجرب نفسه فيها.. لا يهتم بأن يكسب مالا أو يتجنب عقابا.. لا يريد سوى التحدي فقط.


قال د. نعمان وهو يصب لنفسه بعض القهوة:

ـ لا ننكر أن هناك مادة كيميائية تشبّع بها الورق.
اتسعت عينا حمدي.. ما معنى هذا؟

قال د. نعمان:

ـ مادة كيميائية.. أعتقد أنها تسبب نوعا من التخدير، وربما تضعف الإرادة.
ـ ما اسمها؟
ـ تركيبها قريب جدا من مادة الهيوسين.. تستعملها أجهزة المخابرات في الخارج أحيانا.. لكننا بحاجة إلى تحليل أدق باستخدام جهاز HPLC.

من جديد توتر الرائد الشاب وأشعل لفافة أخرى:

ـ هل تعني أن من أرسل الخطابات شبّع الورق بمادة ترغم المتلقي على التنفيذ؟
ـ هذا احتمال وارد جدا.
مخابرات.. سموم خفية.. الأمر يتضخم.. شعر بشعر رأسه ينتصب.. القصة كبيرة إذن..
ـ متى نعرف الحقيقة؟
ـ لا أدري.. سوف نحاول طلب خبرات قسم الكيمياء بكلية العلوم، فإن لم نستطع فلربما أرسلنا العينة للخارج.
- للخارج؟ سوف يستغرق هذا دهرا كاملا.. سوف تموت شعوب وتولد شعوب وتنهار جبال وتحترق مجرات كاملة إلى أن يحدث هذا..
ـ إذن ابدأ الآن وحالا.

عقار يضعف إرادة الناس.. هذا يجعل الأمور مفهومة..

لكن ماذا عن المكان وأوامر القتل؟ الخطاب يُعدّك للموت فقط، لكن لا يخبرك بالطريقة، فكيف عرفوا مكان اللقاء؟ هل هناك خطاب آخر أو مكالمة هاتفية؟
لو ظل أحد هؤلاء الحمقى حيا لانتهت المشكلة..

غادر الرائد المختبر، فاتجه إلى سيارة الشرطة..

كان المجنّد السائق واقفا مستندا إلى السيارة يدخّن، فلما رآه أجفل، ألقى بلفافة التبغ ثم هرع يدخل العربة ويدير المحرك.. لم يعلّق حمدي.. كان مرهقا بالفعل، برغم أنه مولع بإهانة الآخرين وتعنيفهم، وخير وقت لذلك هو عندما يشعر أن الأمور غير مفهومة..

جلس حمدي في مقعده وأشعل لفافة تبغ..

هنا رأى ذلك المظروف الأنيق على التابلوه..
نظر إلى المجند في حيرة:
ـ من جاء بهذا؟
بدا الغباء على الرجل.. لا يعرف ولم ير من جلبه..

مدّ حمدي يده وفتح المظروف في ضيق وقلبه يدق عاليا.. وقرأ المكتوب:

"الخميس 27 إبريل..
استعد للموت في الرابعة عصرا..
مع فائق الاحترام".

هكذا إذن؟ لقد ظفروا بي..

لكن من هم؟

يُتبع

 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس
قديم 05-10-12, 09:25 AM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : روايات أونلاين و مقالات الكتاب
افتراضي رد: د. أحمد خالد توفيق يكتب.. رسائل المحبة (1)

 
دعوه لزيارة موضوعي

د. أحمد خالد توفيق يكتب.. رسائل المحبة (5)





اجتمع الرائد حمدي مع رؤسائه لبحث الخطاب (رسوم: فواز)




عندما اجتمع الرائد حمدي مع رؤسائه كان الدخان ينعقد في سماء الغرفة، حتى لتشعر أن هطول المطر وشيك.. وكانت الوجوه مكفهرّة بما يكفي..
ـ "بصمات؟"
ـ "بصماتي أنا فقط يا سيدي"

ـ "المختبر الجنائي؟"
ـ "لا شيء.. لكنها تلك المادة التي يرتابون فيها.."

طريقة وضع الخطاب في تابلوه السيارة.. هذه قدرات غير عادية ما لم يكن السائق متواطئًا.. وهذا احتمال تم استبعاده.. الأمر أقرب لشبح طار ووضع هذا الخطاب..

فكّر اللواء جابر بعض الوقت، ورشف رشفة من القهوة التي أمامه ثم قال:
ـ "الخميس 27 إبريل.. هل لديك سبب يجعل هذا التاريخ ذا أهمية؟"
ـ "لا.. ولا الرابعة عصرًا"

تساءل عميد جالس وهو يشعل لفافة تبغ أخرى:
ـ "هل تعرف أين ستكون وقتها؟"
ابتسم حمدي وهز كتفيه.. نحن في مصر.. وفي مصر لا يوجد تخطيط محكم لهذا الحد.. لا يعرف أين سيكون في ذلك اليوم طبعًا..

ـ "هل تلقيت دعوة لمكان ما؟"
ـ "لا"

كانت المشكلة هي أن الخطابات تحدد الموعد لا المكان.. هناك أحد الأبعاد غير مذكور كما في كل مرة، ومعنى هذا أن هناك خطابًا آخر في الطريق أو مكالمة هاتفية تحدد هذا المكان.. مما سبق من أحداث يمكن القول إن هذه ليست دعابة، وإن الخطر داهم والإنذار حقيقي فعلاً.. رسائل المحبة تصل لرجال الشرطة أيضًا..

قال اللواء:
ـ "برغم خطورة الموقف فإنني مسرور.. واحد من رجالنا متورط في المستنقع، وسوف يحكي لنا كل شيء ونعرف منه التفاصيل أولاً بأول.. ألا ترى هذا معي؟"
ـ "بلى"

كان حمدي يجد نفسه فعلاً وسط رجال الشرطة وجوّ الداخلية.. هذا الجوّ الحاسم العملي، بينما كان يشعر مع العلم والعلماء بأنه ضائع وأنه لا يتجه لأي مكان من أي نوع.. جوّ الشرطة يناسب طبيعته الملول العصبية..

قال العميد:
ـ "إن لدينا وقتًا كافيًا كي نضع حولك رقابة محكمة.. وأنت تعرف أن عليك ألا تتهور أو تأتي بأعمال بطولية لا نعرفها.. كم بقي من الزمن؟ ثلاثة أيام؟ سوف نعرف كيف نحميك.."

حمدي كان يعرف أنه قادر على حماية نفسه.. هو ليس أحمق كالآخرين..
فقط عليه أن يعرف السر..

*****************************
لم تختفِ العلامة من جبيني.
هذا غريب.. لقد حدث هذا من قبل لدى احتراق خطاب، لكنها زالت بسرعة.. من الواضح هذه المرة أنها ستبقى..

أنا لا أعرف ما دهاني ولا ما حلّ بي.. فقط أعرف أنني ملعون وأحمل وصمة ما..

وقفت أمام المرآة أتأمل تلك الدائرة الحمراء.. لقد تفحصها كل شخص صادفته اليوم تقريبًا.. تثير الفضول بشدة والغريب أنها منتظمة كاملة الاستدارة كأنما رُسمت بالبرجل.

تناولت مرطبان (علبة) كريم الأساس الذي جلبته، وبدأت أضع طبقة على جبيني..

أنا أعرف جيدًا أن لي علاقة بهذه القصة.. لقد وجدت الخطابات قبل إرسالها في خزانة ثيابي.. لا أعرف من أين جاءت ولا ممن أخذتها، لكنها كانت هناك.. لا أعرف كيف قمت بتوزيعها لكن هذا حدث.. فجأة لم تعد عندي، ومن الواضح أنني لم ألمسها بيدي؛ لأنه لا توجد بصمات..

أنا لا أفهم التفاصيل.. لكني أعرف يقينًا أنني شيطان أو ممسوس، وعلي أن أتحرك على هذا الأساس..
بدأت أضع مسحوقًا بلون البشرة..
لا بأس.. أعتقد أنها لم تعد بادية للعيون..
لن يعرف أحد أنني موصوم.. على الأقل اليوم..

كنت أفكر في دكتور فكرون.. يجب أن أقابله وآخذ رأيه.. ولماذا د. فكرون؟ لأنه الوحيد الذي يبدو على علم ولو واهن بالقصة.. هو الوحيد الذي استنتج أن من يرسل هذه الخطابات هو الشيطان..
اتجهت للصالة.

هنا فوجئت بشيء غريب..
هناك مظروف تحت الباب.. مظروف أنيق من ورق فاخر.. لقد دفعه أحدهم منذ قليل..

هل جاء دوري إذن في دائرة خطابات المحبة المشئومة تلك؟
انحنيت وتناولت الخطاب.. ريقي جاف لذا حاولت أن أبلل شفتي بلساني.. كانت أناملي ترتجف.. طريقة القتل هنا تجعل القاتل يموت قتيلاً، وهكذا تموت كل الأسرار، ولربما يحدث هذا مع الخطابات أيضًا.. أنا أرسل الخطابات ولكن هناك لحظة سوف أتلقى فيها خطابي الخاص..

فتحت الخطاب وقرأت في رعب:
مهندس محمد شاكر ومهندس عادل الشاذلي..
يتشرفان بدعوتكم لحفل زفاف كريمة الأول إلى ابن الثاني، وذلك يوم....... إلخ..

الحمد لله.. لم يأتِ موعدي بعد!
هناك أناس رائقة البال يتزوّج أبناؤها.. هذا شيء منعش..

****************************

قلب د. فكرون صفحات الكتاب، ثم قال لتلميذه:
ـ "السؤال هو: لماذا اجتمع هؤلاء في نادٍ رياضي؟"

كان رامز نحيلاً عصبيًا تحت عينيه ظلال كثيفة، ويبدو أن قراءة علوم الغيبيات قد أورثته كآبة لا شك فيها.. ولم يكن يبدل اللون الأسود أبدًا، مما جعله يبدو كمصاص دماء في فيلم من أفلام هامر.

قال رامز:
ـ "هذا سهل.. النادي الرياضي يمنح مساحة لا بأس بها ليجتمع المتحاربون.. ساحة قتال تشبه الحلبة الرومانية.."

قال فكرون وهو يعتصر خده:
ـ "كلا.. أريد إجابة أقوى من هذه"
ـ "مثل؟"
ـ "لا أدري"

خطر لرامز أن أستاذه يتعمد الغموض للغموض.. نوع صبياني من إثارة الاهتمام.. يسأل ولا إجابة عنده.. هذا يثير الغيظ..

هنا دق جرس الباب فذهب ليفتحه.. وجد فتاة رقيقة تقف في تردد:
ـ "أستاذ فكرون؟"
ـ "هو هنا.. ومن أنت؟"
ـ "لمياء صالح.. صحفية"

سمع فكرون من وراء ظهره يأمره بأن يسمح لها بالدخول.. تحركت هالة من العطر الساحر قبلها وبعدها مع صوت الكعب الأنثوي الرقيق..

وفي النهاية كانت تجلس أمام فكرون..
ـ "أنا صحفية.. كنت أريد معلومات أكثر عما ذكرته عن تلك الخطابات. خطابات الشيطان".

ـ "تتكلمين عن الاجتماع العاشر للجمعية الروحانية المصرية.."
ـ "هو كذلك.. كنت هناك لكن لم أستطع جمع معلومات أكثر.."

ثم أخرجت جهاز كاسيت صغيرًا وعادت تسأل:
ـ "هل تعتقد أن للأمر علاقة بانتهاء العالم في 2012؟"
ـ "من قال إنه سينتهي في 2012؟"
ـ "أساطير المايا.."

قال ضاحكًا:
ـ "العالم انتهى ألف مرة من قبل.. شهود يهوه لا يكفون عن انتظار النهاية وفي كل مرة يحددون تاريخًا.. قدوم الشيطان كذلك قُتل بحثًا من قبل. علامة الوحش 666 وغير ذلك.. يدهشني أن هؤلاء القوم لا ينتحرون بسبب الشعور بالحرج.."
ـ "لكنك تحدثت عن خطابات يرسلها الشيطان، ويدعو الناس للموت أو القتل يوم 18 إبريل.."

ابتسم في غموض ثم قال:
ـ "أنت تعرفين تلك التمثيليات البوليسية القديمة.. أنا لم أخنق زوجتي يا سيدي المفتش.. ومن قال إنها ماتت مخنوقة يا سيدي؟ إذن أنت تعرف!"
ـ "لا أفهم"
ـ "أنا لم أذكر حرفًا عن 18 إبريل في محاضرتي.. فكيف عرفت التاريخ؟"

يُتبَع

 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
دكتور احم خالد, رسائل المحبة
facebook



جديد مواضيع قسم روايات أونلاين و مقالات الكتاب
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:04 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية