لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (4) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-08-13, 07:43 PM   المشاركة رقم: 1181
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206339
المشاركات: 71
الجنس أنثى
معدل التقييم: بنت رادوي عضو له عدد لاباس به من النقاطبنت رادوي عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 136

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بنت رادوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أبرياء حتى تثبت إدانتهم

 

مساء العيد اللي خلص ,\
وكل عام وانتم بخير بعد التأخير ..
يارب يعود علينا كل سنه بأفراحه ...

تأخرت في الرد على الحكم الأخير, بعدين قلت بلاه الرد
بينزل جزء اليوم ... وعلى هالحاله حتى دخلت أيام العيد
والتهينا بالفرح ..
واليوم رجعت للرواية حتى اتطمن على حبايبي لقيتها باقي
ما اكتملت ..
قلت من حظي ارد اللحين واواكب الاحداث الجايه ..


اول شيء ..

جا في بالي فعلاً ان علي بيعرف جود عن طريق هذيك العجوز..
بس استبعدت الفكرة؟ لاني ماتوقعت بيلاقيها الا اذا هو بيرجع للمحكمه وحتى لو رجع هذيك العجوز مابتعرفه ..
بس المفاجأة انها جاته لحد عنده وكشفت كذبه متخبيه صار لها سنين ..
وسبحان الله .. الكذبه مهما طالت تنكشف شلون كذبه عووده مثل هذي ...!
انقهرت على حال علاوي .. وكنت متوقعه يفجر الدنيا صدق .. توقعت بيروح البيت وبيدور على قاسم يذبحه على طول ... بس فديت عيونه علاوي طلع اعقل من توقعاتي المخرفه ..
والحمدلله ربي انعم علي بعبدالله اللي مارضى بالظلم .. فديت قلبه هالرجال ( شقد ) نشمي ..
المهم ... كنت بوصي علاوي على جوج .. بشويش عليها ..
صح هي ( زماله ومخبله ) بس مالها ذنب ... ومسكينه هي اللي قاعدة تنظلم من اول الرواية ..
عاد علاوي طيب وحبوب ... صح لسانه طويل وزفر .. بس ماعليه قلبه ابيض .. واكيد بيسامحها ...
ولو ماسامحها جيبوه عندي افرك له اذنه ويتأدب ..

عاد انا اللحين مشغوله بردت فعل قاسم ... جلنار قالت مابتزعل ابوها .. وعلي لو تموت ماتخلى عن بنته ... وهي مجبوره تبقى مع علي عشان بنتها اللي ماراح تتخلى عنها اببد... وبكذا يكون قاسم مجبور يوافق على جلنار تبقى يم زوجها ومايقول شيء او يهددها بشيء .. بالعكس علي هو اللي بمكان قوة اللحين .. يقدر يهدد قاسم لانه سجل جود باسمه وهذي الاثباتات موجودة في الاردن ... وعليها فقاسم بيرجع للاردن هو وباقي بناته وزوجته وبينسى جلنار غصب عن خشمه ..
وبيعيشون حبايبي جلنار وعلاوي في هناء وسعادة ...

اما عمووري ولييييين ...
قسم هالبنت تقههر ... الولد كلش مهدود حيله وهي مزعجته بهالعملية ...
ياربي كل الحريم سووها ومحد سوى مثلك غثيتي عموري المسكين ..
فيه احتمال اني ارضى عليها لو سوت شيء واحد بس ..
هي اكيد بتروح مع عمر حتى يشوفوا جود ..
واكيد بتقابل جلنار ..
واكيد بتسمع القصة كامله منها وبتصدقها ...
عاد انا ابيها تقنع اخوها اللي في راسه حجر ان جلنار بريئه وغصب ماعليه يسامحها ...
ولو ان جودي صغييره اصغر من نور كان خطبناها له ... عشان تصير عيلتهم كااااااارثه ...

آخر شيء جاء ببالي ...

هو ان جلنار تتعب بسبب الشمس والحرارة ... وعاد علاوي مسكين من يشوفها تعبانه بينسى كل اللي سوته ويرميه ورى ظهره..
لانه اصلا واثق وعارف هي مالها ذنب .. بس كان لازم يعاتبها شوي وهو الله يهديه عتابه من العيار الثقيل ...

بالنسبة لآلن توقعت انه بيهرب ... اكيد لازم يهرب ومايبقى بمكان فيه ريحة دم حبيبته...
والاهم يبعد عن امها وعن علي اللي عرفوا وش بقلبه..
وهذا افضله انه يبعد لعله ينسى او يسلى ...


في النهاية ...

لا تطولين علينا حلووومه ... مشتاقين لك كووومه ...
وننتظرك بشغف ...

 
 

 

عرض البوم صور بنت رادوي   رد مع اقتباس
قديم 15-08-13, 04:00 PM   المشاركة رقم: 1182
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2013
العضوية: 256677
المشاركات: 3
الجنس أنثى
معدل التقييم: جغرافيه 1987 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 12

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جغرافيه 1987 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أبرياء حتى تثبت إدانتهم

 

السلام عليكم جميعا

اشلونك حلومه عساك طيبه
طبعا أنا اول مره أرد على روايتك الرائعه ,,,,,
طبعا ما أجدر أوصف ابداعك في الوصف وتسلسل الأفكار

علي : طبعا ماينلام في موقفه مع جلنار صدمه كبيره بالنسبه له انه يعرف انه له بنت بعد هالمده

لين وعمر : أتمنى لهم حياه سعيده صراحه يستحقوها بعد المعاناه[/CENTER][/CENTER]

أخيييييرا متشوقيين جداااااااا جداااااااااا للبارت لاتتأخري علينا

 
 

 

عرض البوم صور جغرافيه 1987   رد مع اقتباس
قديم 15-08-13, 08:03 PM   المشاركة رقم: 1183
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2010
العضوية: 179765
المشاركات: 48
الجنس أنثى
معدل التقييم: رتووله عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 70

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رتووله غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أبرياء حتى تثبت إدانتهم

 

تدرون قريت البارت اگثر ممن مره

وبگل مره اقرااه تزييد فتنتي بالبرنسيسه جووود 💃😍

لذييييذه بشگل ودي لو تصير لها روايييه برووحهاا 😘


فيييه احد مثثلي ... :)


ششششششگراً من القققققلب حلوووم الله يسسعدك 🌹

 
 

 

عرض البوم صور رتووله   رد مع اقتباس
قديم 18-08-13, 03:43 PM   المشاركة رقم: 1184
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أبرياء حتى تثبت إدانتهم

 



السلآمُ عليييكمْ و الرحمةْ عيونآتيِ

وعدتكمْ بـ تأخيرْ ، و إن شاء الله بعده النهايةْ

بس شفت هالشي رحْ يظلمْ إنتظاركمْ و صبركمْ ،

فـ حنزل فصلْ تصبيرةْ ـ و الله يقدرنيْ و قريبآ أكملْ الوجبةْ

بصرآحة جنت مضبطة أموري إنو أنزلها اليومْ .. كاملة
بس مخلصت والله ، و إنتو تعرفونيِ . .أنسى نفسي لما أكتب .. يعني أحط ساعات محددة لـ جزء معينْ
أشوف الوقت فات و أني ممخلصة نصه ، و السبب إسهابي !!

يللا إن شاء الله تعجبكم تصبيرتي الصغيرونةْ ^^


 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء   رد مع اقتباس
قديم 18-08-13, 03:44 PM   المشاركة رقم: 1185
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أبرياء حتى تثبت إدانتهم

 

بسمْ الله وعلى بركَتهِ


الفصَلْ مُهدىَ لـ أناتْ الرحيلْ
مرجُوجةْ
لماذا إذنْ
الفائزات بمسابقة الهرمْ ،

اسفةْ .. هديتكُمْ تأخرتْ ^^


الجلسَةْ

(2)




لأن الصدود وفعل التصدي لعودة عهد الصراع يؤدي
فإني أعد لأيام حرب أراها بلا أي حصر وعد
ولست حزينا لموت السلام وخوض غمار المعارك وحدي
لأن السلام الذي عشت فيه تبدد في الزمن المستبد
فصار حبيبي الوديع عدوا وخان عهود ودادي وودي
صرخت :لماذا ؟ وظل سؤالي يجلجل مثل الصدى دون رد
وأصبح للحب طبع البحار فمن شح جزر إلى فيض مد
فهل في صراعي مع الحب جدوى محال ، ولا الحب في الحرب يجدي
سأمنح كفي مخالب صقر وابني أمام العواصف سدي
ولن أتردد في ذبح قلبي إذا ما عصاني وهيج وجدي
ففي الحرب أغلق باب الحنان وأقرع بالسيف أبواب مجدي
وأدفن ذكرى الهوى في جراحي بصمت وأعلن في الحب زهدي
لأن الحبيب بضعفي عليم ويعرف ماذا أسر وأبدي
فلا بسمة الوجه تخفي شجوني ولا دمعة العين تشرح قصدي
ولا في المكان رحيلي لأني تساوت جميع الأماكن عندي
فلا فرق ما بين بعد وقرب بغير الهوى صار قربي كبعدي
ولكنني راحل في الزمان على صهوة الأمل المستجد
أفتش عن قاتل لا يزال يعيش طليقا بلا أي قيد
لأن القتيل أنا ، جاوزت نداءات ثأري حدود التحدي
وأعجب كيف أظل محبا وبالحب أطفئ نيران حقدي





مانع سعيد عتيبةْ







تتوسد الصغيرة صدره بعد أن غفت إرهاقا ، و بعد أن حضر لها وجبة طعام بسيطة ، إذ إنها كانت على وشك أكله لشدة جوعها ، ستة ساعات إنقضت عليهما سويا ، و لم يجزع أو يمل كعادته ، بل على العكس قد غضب لسرقتها منه بالنوم .. واكبت تحركاته خطوة بأختها حتى ارهقت ، لم تبتعد عنه حتى في صلاته ، بل تعلقت برقبته عند سجوده ، فـ أطال سجدته هامسا لـ ربه حمدا لا يكفي عظمته و جلاله ، ما دام قدره من الله ألا يحتضنها صغيرة كل ليلة ، فـ بالأمر خير سيناله عاجلا أم آجلا ، و بالله محسن الظن لا يخيب ظنه

لا يدري ما حدث مع " تلك " ، تمنى ألا تتقهقر بصمتها مولية مدبرة ! ود لو إنها حطمت النوافذ للوصول لطفلتها ، لكنها و كما العادة ، كانت كتلة من يأس متحرك
وخزة ضمير ، تبعتها اخرى للقلق ، قرصا قلبه ، منزلهم ليس بالقريب ، و ليقينه بوفاء ذاكرته فهو أكيد بأنها تخاف التورط مع الغرباء ، أيعقل إنها تحسنت ؟
تغير حالها و صارت أخرى لها من القوة ولو بذرة ؟
أ جعلت منها الأمومة شجاعة ؟
لا يظن ... لا يظن ابدا
بالذات إنها و حسب قولها قد أدمنت المهدئات !!!!!
قاسم قاسم قاسم ..... أنى لك أن تخاف الله برعيتك ؟ آل بيتك يا قاسم لهم عليك حق و أنت تبخسهم حقهم .. فقف و حاسب نفسك قبل أن تحاسب من قبل العظيم

مدد الصغيرة بإهتمام متأن على الأريكة واضعا الوسائد الصغيرة على جانبها لئلا تقع ، ليقرر بعدها البحث عن والدتها ، فلا يعقل أنها إستسلمت نهائيا .. و رضيت بما قرره فغادرت .. و لا يعقل أيضا أن يجدها خارجا تفترش الأرض منتظرة منه فكا للحصار !
تحرك نحو الباب الزجاجي ، لتحتد نظراته و هو يفقد أي أثر لها " و كأن المنطق يخبره بتوجب حدوث العكس " ، قسى قلبه و طالبه الصمود ، لن تمت ، لابد أن تخرج " بأعوام عمرها الذي عبر الثلاثين " بحيلة ما تساعد بها نفسها

زفر بـ غيظ متخيلا حالها الآن ، ليعنف نفسه الضعيفة ، و يقرر تناسي أمرها كما فعل لساعات .. و في خضم صعوبة تنفيذ سهل القول ابصر الورقة النقدية التي اعطاها إياها منحشرة قرب إنبوبة الغاز ، إكفهرت ملامحه و أحتقن الغضب برأسه ، ليفتح الباب بسرعة و بلا أدنى تفكير ، بحث عنها هنا و هناك ، ومن خلف الأعمدة الضخمة للمنزل ، حتى وجدها ... تجلس على الإرجوحة رافعة قدميها و محتضنتهما ، الشمس تسطع بحرارة عبرت الخمسين ، و هي تتكور هنا .. تحت أشعتها مباشرة !

لم ترفع رأسها نحوه ، و لم توليه إنتباها ، ليكور قبضته حانقا ، ثم يتقدم نحوها و نظراته منصبة على الكفين الناصعين ببياض محمر يخطف العقل ، بياض يشابه ثلوج أربيل ، نقاء خالص يعاكس ما يتوارى خلفه !

لما وصلها نطق بصرامة تنافي الرتابة النبضية التي اصابته بعد إطمئنانه عليها : بعدج هنااا

جفلت ليجفل قلبه ،
رفعت رأسها نحوه بسرعة ، ليهلع من الإحمرار القان و أثار الكحل الملطخة للملامح ، العرق بنداه يلتصق على الجبين النابض بـ عرق بارز .. خنق انفاسه !
إزدرد ريقه ليخفت صوته حد الهمس ، مائلا نحوها قليلا : شبيج ؟ جنتي نايمة ؟

: هممم

راقب تضييقها لعينيها و محاولتها لفك دبوس خمارها الخانق لعنقها بعين طبية ، أدرك حينها بأن هنالك ما تعانيه ، حتى الآن لم تستوعب وجوده و لا حالها ، هنا !
فركت رقبتها حال ان تحررت من قيدها الخانق و ظل هو يتابع الإحمرار الشديد المتشكل بهيئة خط رفيع مكان الدبوس " المجرم " ، وخزه قلبه ! .. حاول بموت إحتكار غضبه لما بعد ، فالآن بحق لا يستطيع أن يتصنع اللا مبالاة و هو يبصر حركاتها العفوية في نزع خمارها عن رأسها و فركها العنيف لجيدها البراق بـ سيول عرقية تدفقت لإشتعال جسدها تحت كرم الأشعة الشمسية

: صارلج شقد نايمة ؟

كمن وخز بـ إبرة رفعت رأسها نحوه بأعصاب مشدودة لتتمتم بـ ذبول و مقلتاها تضيقان لنفوذ الضوء الساطع لهما : ما ادري

بحركة إصطنعت العفوية تحرك يمينا حتى غطاها مما أزعج عينيها ، و نبضه المتلهف يتوسله أن يكون لينا هذه المرة و ينصت إليه ، فجل ما يتمناه هو ملامسة الشعر الأسود المرفوع بـ كعكة محكمة يتخلل العرق خصلاته ، نهر نفسه و شتمها ، ليقول بـ حاجبين متعشقين مواريا خلف جلده ما يفضح ستر قلبه : انتي متفتهمين ؟ مو قتلج ولي لأبوج شعندج باقية

: الله يخليك ...... إسكت

همهمة ضعيفة نطقتها وهي مشغولة بـ مسح اثار انصهارها الحراري بـ خمارها ، نبرتها ثقلت بالإرهاق ، و لم يحتاج الكثير من النباهة لإكتشاف إصابتها بنوبة حمى ، دنى منها الخطوتين ، ليجاورها المكان .. فلم تتحرك و كإنما لا جسد يوشك على
ملامستها ، أمالت رأسها نحو الذراع الحديدية للإرجوحة ، لتفز من لسعة الحرارة التي صفعت خدها ، و لم تدرك حينها فزة قلبه هو الأخر !

إستقرت الأنفاس بعد وهلة من الوقت ، لينبثق من ديجور الوجع همسا خافتا ، مرصعا بالشرود : جود وين ؟

: نايمة

لم يلتفت نحوها و لو أن ما به يبصرها و يعلم جيدا استكانة جسدها بوهن تستند به على ظهر الأرجوحة ، و قدماها تدلتا لتلامسا الأرض من تحتهما ، جر نفسا طويلا عله يملأ به الجوف الخاوي ، ظلت تعابيره جامدة مصطبرة على إنتفاضات اطرافه المستقتلة لـ كسر حدود عمرها من الأعوام ثلاثا .. منذ اللقيا الأخيرة !

دام صمتهما ، فـ هو لم يعتب أبواب تجاوز الصدمة حتى الآن ، و هي .... لا يدري ما يتخلل جنبات صدرها و اروقة المخ " المشكوك بأمر وجوده "
تنفس بعمق و نظراته مصوبة أماما ، تارة يبصر بها قطة راكضة ، و أخرى يلمح تمرة تهبط من علوها الراسخ فوق جذع نخلة رشيقة القوام ، راسخة الجذور بأرض أبيه ، لينتهي به الأمر متابعا لـ طيران حمامة رمادية الريش ، ممشوقة القد .. هزء بذات اللحظة لتذكره تشبيها مضت عليه السنون
كان به يظن أن من تقبع قربه ليست سوى حمامة سلام بيضاء نقية ، و الآن و بعد أن لاك العلقم بفكيه جيدا أدرك أن الغراب يكون اقرب لها وصفا ، فـ أينما تحل ، تسابقها المصائب !
إستغفر بـ زفرة حارة ، فالتطير لم يكن يوما من شيم المؤمنين ، أعاد ظهره ليستند على الكتلة الإسفنجية " المريحة " لمن هم اقل حجما منه ، تبادر لذهنه إعادة سريعة لشريط مضى منذ ساعات معدودة ، و كأين من ترف ورثه بالأمس فقط تحت ترتيب إلهي عطوف ، رب السماوات عطف بشأنه و بـ غفلته لـ يرزقه بـ من يتوجب أن يكون المؤذن الأول في أذنها الصغيرة !

يجلس مسترخيا بمواجهة عقله الرابض فوق الأريكة يراقب تخلجاته الرتيبة ، يشمت به بنظرات و ينغزه بـ إيماءات لا تقارب العفوية بشئ ، يتنحنح كل ذي دقيقة ، ليسعل بعدها قاذفا اللوم كـ رذاذ أخرس ! .. لم يعاتبه ، فعلى ما يبدو صار رقيقا بشأنه ، فتراه مواسيا بالسكون ' إن تغاضينا عن نظرات السخرية و حركات الشعوذة الدماغية '
بينما هو ، فـ وجوده بين رئتين قد انقذه من الضياع ، ساندته الإثنتان خير مساندة ، ربتتا على كتفه المحني قهرا ، و واستاه بـ أنفاس متثاقلة .. فهما كحال بقيته لا تزالان تعانيان من ربكة الخبر .. بل وعكته !

: شوكت جنتي ناوية تقوليلي ؟

نطقها بشرود تجلى في نظراته الكفيفة و صوته الراسخ بلا إلتواءات تهز تفاصيله ، تجرعت حنجرتها حنظلا و هي تأن بـ هذيان هامس أجبره على تشييع وعيها بـ حدقتين ضيقتين !

: راسي ... علي مو هسـ ـة

أصم أذنيه و كمم فم من إنتفض بين الاضلع ، لـتحتضنه الرئتين خوفا من أن تثار ثائرته ، و رعبا من حرب إن قامت بين ربانين لغرقت سفينتهما ! فهذا الهائج قد جاهر بمعصية التماسك لمرات ، و ما عاد له من مؤونة تحمل فرصا .. بـ خشونة لا يردعها إبصار من يهوى .. تهوي تحدث مسترسلا

: لو مجنتي ناوية تقولين اببد و تروحين لربج بمصيبتج ؟
أبوج النااقص مو مريض و يومية يوقع عليكم ؟ شلون عنده هالعين القوية ! ميخاف يموت ؟ ميخاف الله يقله انتة شسويت ؟
تسربلت اذيال لكنته بالسخرية و هو يضيف و لا زال مستقيما في جلسته ، متغاضيا عمن بجانبه : هه مو تاب و تاب لو توبتكم بكييفكم تتوبون عن شي و تبقون على اشياء انجس

كانت شبه مستلقية بجلسة مهملة و رأسها يتخذ له وسادة من ذراع الإرجوحة ، بمقل تتفتح جزئيا ظلت تتابع تخلجات جانب وجه جلادها ذي الضلع الأعوج ، الذي منه صيرت .. همهمت بـ تلكؤ و رأسها ينتفخ بـ ألم عنيف ، فـ نومها تحت اشعة الشمس التي تجبرت بحقها أحرق قابلية جسمها على مواصلة التماسك : مو كافي ؟

بنظرة جانبية مثقلة بالهزء علق و نبرته تتبرم و تلتوي لنضوج الوجع في داخله : رح اخابرلج عبد الله ياخدج ، لإن اذا بقيتي ساعة لخ احتمال انفجر بيج ، إحمدي ربج مسويت شي لهسة .. اذا تفتهمين فروحي لبيت ابوج و خلصيني و خلصي نفسج

إعتدل جسدها فزعا من إصراره على تنفيذ ما هددها به في ليال تعاظمت بها الكوابيس ، لتعود فتنحني بإرهاق بان على ملامحها المتقلصة و هي تهمس بإستجداء لا تحدي : بدون جود ما اطلـ ـ ـ

ليبتر هو ما تراه حقا لها و يراها ضيعته بالتخلي الضعيف ، جاءتها نبرته أقسى من ذي مضى و هو يلتفت هذه المرة نحوها بكامل ضخامته الشرسة : هه حلمي ، و الله يا بت ابوج اذا مخليتي شياطيني نايمة لا اخليهم كلهم يطلعون فوق راسج
ترة بعدني ممصـدق المصيبة الي مسوييها من وراية .. و يرادلي وكت لحدما اصدق و استوعب ، بوكتها نتحاسب ... هسة ، جهرتج " وجهك " ما اريد أشوفها

يمينها رفعت الخمار من جانبها لتمسح به وجه إنتفخ حرا و رعبا ، و كأنها بذلك تمسح أثار صفعات حروفه الملتهبة ، أنزلت يدها لجحرها و همس ضعيف خلا من الحياة عاد ليطرق بإصرار فوق باب فؤاده : علي تعبـ ـانة .. إرحمني دخيل الله

ليشرع لها النبض بابا قد أحكم إغلاقه بالأمس فقط !
نبضة إنفعال عنيفة إكتفى بها مرحبا بـ وهن أنثاه ، لتتبعها أخرى طاردة إياها ، بـ عبوس !
و ما بين مرحب و طارد ، أعلن رايات الإخفاق ، معلنا السقوط في جحر سيلدغه مجددا لا محالة !
رؤيتها تشتعل إحمرارا آلمت لحيمات قلبه المفجوع بما كان سيسره لولا اللعبة القذرة التي اتقنت بأياد أكثر قذارة و إنحطاط ، شعر بتوجع منقبض يسار صدره و هو يشد لسانه ليقول ما لا يحب قلبه و يرضاه ، بردت نظرته فعلق بقسوة لم تكن في موضعها ، فكل ما به يرفضها و يعترض

: لا أرحمج و لا ترحميني ، خلصيني منج يا بت الناس و لتخليني اشوفج و أتعبج .. انسي بتي

إسترسل بـ نية صادقة بان إنعكاسها على سطح الأحداق المتوسعة بتهديد عار : لإن والله لو تقلبون الدنيا متوصلولها ، القانون وياية و اي حركة *** من ابوج اصير أ*** منه و افضحكم و طبكم مرض واحد واحد ، سمعيني زين ، ذاك علي الأثول الي جان يدور وياكم حق ياخذه بإيده مااات ... هسة بعد اي خطوة جايفة اوصلها للشرطة ، و للجرايد ، و حتى للتلفزيون

قبل أن ينهي حديثه كان قد أخرج هاتفه من جيب قميصه العلوي بعد أن حارب من أجل سلامته من الغزو الذي شنته عليه ذات الكتلة الصوفية الشقراء .. لاحت بعينيه نظرة وليدة الـ ' حال الجديد و الإبوة المتأخرة ' ما إن أبصر بصمات الأنامل الصغيرة المغطية لصفحة الهاتف ، لم يفعلها و يمسح أثارا لا يصدق حتى الآن إنها تعود لـ من إحتلت بساعات مملكة المشاعر و افلحت كمحترفة في اللعبة ، في دق عنق كل من يواجهها فوق رقعة شطرنج منظمة ، لتصل المنطقة المحظورة بعد أن تجاوزت كل فرد في المملكة ، حتى تفننت بخنق انفاس الملكة و حاشيتها و اخيرا لتتوج نفسها الحاكمة الجديدة ، الأمرة الناهية في عالمه الرمادي ، ذو العباءة السوداء

: عبد الله تعال اخذ بتكم

بقلب من حديد ، و إرادة من نار إنتصر على خفقانه الأحمق ، ليقرر ، و ينفذ دون نية بالعودة ، و كأنه بجملته فتح صمام الأمان ، لينساب الإرهاب بكل تعجل ضاربا ما يواجهه بـ عنف احمر ، جفل و هي تلقي بنفسها نحوه في محاولة لالتقاط الهاتف من بين يديه ، و نبرتها تتشح بالإنتحاب ، متوسلة إياه أن يكون عادلا .. و بنظرات معاتبة لنبضات خذلتها : عليي لاا .. لتذبحني هيج

كانت يده لاتزال معلقة بالهاتف و نصفه المقابل لها شل لحظات و هو يستشعر النار التي لسعت جلده المستنفر ، حنينا !
اعتدل مقابلا لها ، ليهمل توسلها محكما القبض على يديها هو هذه المرة ، نقل كفه حيث جبينها ليسند ظاهرها فوقه ، عبست ملامحه ليهمس منفعلا : إنتي ليش زمالة ، من شوكت نايمة هنا ؟

حول لمسته الطبية حيث خدها ، لتكون النتيجة سوية ، إرتفاع حاد في درجة الحرارة فز لها جسده ، فتصدأ الحديد الواهي الذي طلى به قلبه .. حتى تقشر !
ليظهر له لمعان الأصل ، الثائر عليها قلقا

صه يا قلب إكتم نبضك و إنزوي بين الأضلع لا تغادرها و إلا ستكون بمرصاد يديي ... صه !

استقام واقفا و احدى يديه تولت مهمة جرها لتشاركه الوقوف ، علق بقناع متضجر يواري خلفه سوءة توتره الذي فضحته الاحداق
: إمشي سبحي .. هيج حتتخربطين ، ضربتج شمس

تحرك بها بـ شئ من شدة ، فكادت تقع إذ سحبها بقوة لم تجد في بدنها ما يوازيها ، فتزلزل ثباتها ، و تحشرجت أنفاسها لتهتف بـ إختناق : مـ ـا أقـ ـدر ، علـ ـى كيفـ ـك

للحظة تصدع تصلبا كان قد تمكن من عقله ، ليقف ممسكا بها ، فتفجعه بميل عودها نحوه ، متشبثة بـ أنامل ترتجف بقماش قميصه ، بسرعة تداركها دون السقوط الذي قد يغشى له نبضه .. كـ عجينة حارة تسللت من قبضتيه ، فجاذبية الأرض أثبتت إنها الأكثر فخامة هنا ، و هو لن يستطيع مجابهتها بـ جموده ، كان لابد أن ينحني ليرفعها قليلا هاتفا بـ قلق : جلناار ... قوومي يمعودة شبيييج

: مـ ـا أقـ ـدر

تمتمتها جاءت بأحرف مبتورة ، لتبتر معها فتائل الغضب التي لم تفتأ أن تؤكل بنيران لسعت قلبيهما بـ ولاعة رد إعتبار رجولته المخدوعة !
أنصف ضعف بنيتها ، ليسندها عليه كاملة ، ثبت ذقنه فوق رأسها المطرق لوهلة ، في غمار حرب الذات شهر فؤاده سلاحه ، ببسالة عاشق نجح في المبارزة ، و بتشجيع ما حوله من المتفرجين .. إستعاذ بالله من الشيطان الرجيم لينحني قليلا فيلتقطها كاملة لتكون بموضع إبنتها منذ قليل !
تحرك بها و بشكل سريع نحو المطبخ ، متغاضيا بإرادة لا تنضب عن الإنصات لأهازيج العرس القلق بداخله ، فلم يفلح في كف النشوة الغبية لجلده الذي ظن أن لقياه بمن تخدره سيطول أكثر .. ما إن دلف المطبخ حتى أجلسها بتأن على أحد المقاعد الفردية متفحصا إشاراتها الحيوية بيد متمرسة ، غوص جسدها في الأريكة أجبره على إحاطتها بذراعيه ليعدل من وضعها فيكون رأسها على مستوى أعلى من القلب ، لم يحتج كثيرا من الجهد ليكتشف ما تعانيه ، " الرعن " و ما غيره ، فهي قد ظلت لفترة طويلة و بعز الظهيرة في الخارج .. إكتفت بـ لعق جراحها بصمت منتحب معزية ذاتها لفقدان الحياة !
ضربة شمس إقتصت له منها بعضا من حقه المسلوب ، أودت بتماسكها و بقدرة خلاياها على المقاومة فتراها تخر كـ شبه جثة امامه ، إرتفاع ضغط دمها هو المسبب للإنتفاخ المصاحب بوجع الرأس و الذي صرحت عنه قبل برهة ، و هذا ما إضطره لتعديل شبه إستلقاءها على الأريكة ، بـ " إهتمام طبيب ... و توتر محب " تحركت يداه مسرعة لتخلع من على كتفيها سترتها الصيفية ، فترميها مع الخمار على إحدى الطاولات بصورة مهملة .. عجلة
توجه بعدها نحو حوض المغسلة ، كان قد بلغ سيل قلقه زباه و هو يقف منتظرا أن يملأ كأسه بالماء ، ليعود فيسعف به إرتفاع حرارتها بـ غسل وجهها المحمر و نحرها و الذراعيين المكشوفتين من القميص الأبيض ، لم يؤاتيه الوقت و لا التوتر ليهتم بفك طلاسم هذيانها الحاد ، كرر ما فعله لعدة مرات غير آبه بـ الأثار السلبية التي طبعت بـ عجلته على ملابسها الأنيقة " حتى دقائق مضت " ، قاس نبضها و الضغط ، ليجد بهما تخلخلا واضحا و لكن ليس بدرجة قد تخيف " قلبه "

لما أحس بوعي راح يدركها ، طالبها أن تتحرك معه نحو الحمام لتغتسل ، رغم الخمول الشديد المتفشي على حركات عضلاتها وجدت نفسها تنساق لما يقول ، و يأمر !
إذ ساعدها بالإستقامة ، لتبصر حينها صغيرتها تتكور على إحدى الأرائك بالقرب ، فتهمس و المقل تكاد تطبق لشدة الإعياء : علي وكلتها لجود ؟ ترة جوعانة

بصره انحصر بمحيط الجنية المشاكسة ، لتتلألئ احداقه بلا شعور و تشتد وتيرة النبض به دون أن يرد ، ما كان ليصدق أن يهديه الله ملاكا كـ هي ، فلم يكن يوما ممن يستحقون العطايا ، لكن الكريم تفضل عليه بكائن لشدة روعته يشتهي أن يأكله
و لفرط إرهاقها لم تنتظر إجابته و قررت التحرك بـ مفردها خارجة من المطبخ لتلج الرواق ، و قبل أن تتوه بين الأبواب وصلها صوته القريب ، و إمتدت يمينه جنبها مشيرة لها الى المكان الذي تشوش عليها تذكره بحالتها هذه
: قداامج و عاليمنة

ببطئ راحت تدنو مما أشار إليه ، للحظة إستوقفها الدوار ، لتقاوم بـ ضعف ضبابية الإبصار و الغياب الحسي ، شعرت بقبضة عصرت ساعدها يفترض أن يكون هدفها " الشد من أزرها !! " ، و كف اخرى تدفع بظهرها اماما ، إستجابت له حتى أدخلها الحمام ، و لم تلق بالا لصدمة اعترتها حالما رأت إمتلاء حوض الإستحمام ، رفعت يمينها حيث الجبين المجعد بمحاولة لفك إنبعاجاته بصمت دائخ .. حينها كان التوتر المنبعث من نبرة " زوجها " كإلقاء نكتة في ساعة عزاء

: قعدي بالبانيوو شوية ، المي الي بيه بارد لإن انتي مصخنة .. من تنزل حرارتج طلعي منه .. زين ؟

رفعت رأسها بإتجاهه ليزورها ضيف كان دوما من أهل الدار لكن زيارته المفاجئة ' هنا ' لم تكن مرحبا بها ، إرتجفت شفتاها و اختنق الحديث بين الحنجرة و الحلق ، العينان إستلمتا المهمة لتحاولان توسله أن ينتزع من على جلده ما يرتديه من قشرة صلدة صارت تجرح أناملها الراجية مواساته و إياها !

لكن كعادته ، كان من الصوان أقسى ، إذ اشاح ببصره عنها ،' كأنه ضرير لم يبصر ما بها من إستجداء ' معلقا بذات نبرة تكللت بعنجهية عظمى ، و بهزة رأس يشير لـ بضع من ملابس معلقة خلف الباب : هاي هدوم من لينا .. موجودة بغرفتها جانت

خفتت الأنفاس ، و قرع طبول الأفئدة تضخم وقعه ، خطفت من وعيه لحظات صدق ، كانت بالشوق تمتلئ !

' يااااااه شقد مشتاقتلك '
' شلون قبلتي يذبحوني ... بأيام ربيتج مثل ما اريد ، ليش رجعتي و صرتي مثلهم ؟ '
' مو بيدي ... إنت متدري ، متعرف لو يريدون عمري كله و ميأذوك مستعدة انطيه .. لتلومني اذا صرت مثلهم حتى احميك '
' هالحجي ميفيد ، بت قاسم '
' بت قاسم مشتاقتلك ... حييييل ، دتحس ؟ '
' أحس بشي واحد ... قلبي يوجعني ، و إنتي السبب '
' ياريت وجعك كله يصير بقلبي ، سامحني '
' هه '
' تعرف شأتمنى ؟ اعرف شغلة وحدة .. مشتاقلي مثل ما أني حموت عليك ؟! '
' اني ميت .. و بشوفتج .... متت أكثر '

و هل للموت درجات ؟ كما للشوق !
أ مثله يأكلنا ؟ و الله لينجح الوله في نخر ما تيبس من أشجار الوصل عند حلول الخريف المفرق ! إني أعلنها أمام شحوب وجهك الذي كان وضاءا ، و جفاف شفتيك الراجفة ، و توهان نظراتك .. آه منها يا أنتي ، أن من إتقنتي ذبحه يا سيدتي قد براه الوجد ليال لست بقادرة على عدها ، من خدعته فسجنته بـ محراب نقاوتك ثم مارستي أبشع قذارات آل قاسم بحقه ما زالت لهفته نحوك تقضم أطراف أعصابه .. يا من شطرت الجسد لشطرين أحدهما يود إلتهامك عقابا ، و أخر شوقا و إتقنتي فن الشطر ، أعترف دون سمعك ، إشتقت !
و رب جمعنا بـ ' الجود ' إنني لـ مشتاق و عندي لوعة ، و لكن مثلي لا يذاع له سر يا إبنة قاسم .. لن يذاع سري لإبنة أبيها

شهقة مريرة فرت بإنهزامية من صدرها ، و أخرى من احداقها .. شهقة سخيفة حفزت منبه الوعي برأسه ليرن .. إستوعب الحوار الصامت و الخواطر المتواردة بين رأسيهما ، بل القلبين ! ليقطع أي إتصال و إن كان حسيا بينهما ، إذ حدجها بـ نظرة سخرية و بسمة إمتهان أوجعتا عضلات الوجه مع الصدر .. فهي لم ترد ان تجني بحق " خير جيرانها و أحسنهم " ، من لها في القلب نصيب .. و مسكن !

تراجع خطوتين جارا بالباب معه و نظراتها تراقب إندثار ما بينهما خلف فاصل خشبي ، و قبيل أن تفقد أثار حدقتيه سمعته يأمر : اذا حسيتي بأي شي صيحيني ، أي شي ، سمعتي

لم ترد و لم ينتظر هو الأخر ردا ، إبتعد عن الباب المؤصد ليتحرك و انفاسه تتثاقل عائدا نحو المطبخ ، توجه مباشرة نحو الأريكة الطويلة ، يجلس على احد طرفيها مراقبا بهدوء " مشدود " كيفية نوم الصغيرة و كأن بها تتوسد مخدع ملكي ، شبيه بذاك الذي ملأ جوفه و حواها ، حانت منه إلتفاتة صغيرة نحو الرواق ، بلا إدراك وجد قبضة فكيه تفلت " نفخة غضب من الذات " ، التشتت ملأ عليه تفكيره ، ليس من السهل أبدا أن تجد لك من صلبك من خفي عنك و نسب لغيرك ، و ليزداد الأمر وجعا يكون بك حاكما متحيزا للجاني ،
كيف ستقتص حقك و أنت لم تتخذ موقفا معاديا لمن قتل و تفنن بتمثيل الجثة ؟ علو الأصوات و إنتفاخات الأوداج لن تأت بفائدة إن لم تكن قد قررت ' بحق ' تداين بعضا من أساليبهم الحقيرة ، هل ستفلح في حرمان هذه الصغيرة ممن حرمت منها اعواما ؟
ما ذنبها في أن تكون " قطرة " ملوثة بوحل القذارة القاسمية قد توزعت بين عروقها لتتوسخ !
إشتدت قبضته و اغشى بصره القهر ، كم قهروا رجولته آل قاسم ، من كبيرهم للصغيرة الماثلة أمامه ، هل سيأتيها يوما تكون به نسخة لأحدهم ؟ هل سترث منهم تلك الأفعال القذرة فتقصم ظهره !
يا ويح عمره إن حصل ، عليه إبعادها حالا .. هي تنتمي لسلالة صفائية بمظهرها و الجوهر ، نقية كـ جدها و مصطفى ، بريئة كـ يسر و مرحة كـ ضي .. اما العناد و المشاكسة فليس له أصل سوى اللين !
كوني كـ عمتك يا صغيرة ، لن أعاتبك إن قاتلتني ترفضين من أجبرك عليه' لأنه من يستحق أن يكون رجلك ' ، لن أقف كـ صنم فخاري قرب أوجاعك ، و إحتياجك ، لن أكون معك كما كنت معها ، أعدك .. كوني كـ هي و إياك و الإقتراب من تجاعيد والدتك العجوز ، لا تكوني لها شبيهة و هي من لا تستطيع لم العتاد و شهر السلاح في وجه ما يعيق لها حياة تتنفسها شوقا .. من الآن خذي مني إشارة خضراء و إنطلقي لتتشبثي بأذيال اللين المزعجة ، فتصيري حينها كـ هي ، خلقا و أخلاقا

على غفلة من وعيه و إبصاره لها كادت أن تقع ' هبة الرحمن ' و هي تتقلب على الأريكة لتركل من جانبها الوسائد ، ألحق بها بسرعة ليجد نفسه " أخيرا " يحمل كائن باكي ، يقف متحركا به ذهابا و ايابا موسدا إياه صدره و مهدهدا لإزعاجه

: إششش بابا كافي ، إششش بلة بجي كاافي باباتي

لم تكن تبكي بالمعنى المتعارف ، بل هي وجبة ما بعد الإستيقاظ من التدلل المزعج ، أنين كاذب ذاك الذي تصدره حنجرتها المتمكنة ، لكنها لم تعرف حينها بأنها الآن بين يدي من لا يحتمل سخافة كهذه ، إذ تراه يشتمها بملل : لج بت الكلب كافي
سكتي لا انعل ابوج
استغفر الله العظيم
و بعديييين ؟ شوكت تنجبين ؟

هذه المرة حازت الحنجرة على اعجابه بعد ان اثبتت امكانيتها في الخوض بإحدى مسابقات البحث عن المواهب لتكون هذه المزعجة فنانة " أوبرا " قد لا يكون لها مثيلا ! فهاهي تصرخ و كأن بها فهمت تأففه و ضجره لـ تعاقبه بـ شق طبلتيه ، صار يهزها بـ عجل محاولا إرضاءها و هو يتحرك متوجها نحو الرواق متمنيا أن يرى والدتها قد تحسنت لتحملها عنه و تفك قيد راحته المأسورة .. هتف بملل : أسف أسف .. العفوو يابة ، إنتي و أبوج على راسي ... لج كافي عووي ... يللا حبيبتي عفية بالشاطرة ، " لما لحظ منها تقبلا طفيفا اضحت حركته أبطئ عله يخدرها و نبرته خفتت و هو يداعب بسبابته حليمة أذنها المزينة بقرط ذهبي ما زاد حسنها إلا بهاءا " : رجعي نامي .. يللا ناامي حبيبتي ، يللا نـ ـ
بتر استرساله فجأة ليضيف بـ نبرة رقيقة و بسمة استغراب علت ثغره : جود ، إسمج حلو و الله

لم تتحلى بالذوق لترد على ثناءه ، إذ كان الوسن قد وصل قمته عندها ليتخلخل عندها الوعي المزعج ، فتغفو بين ذراعيه ، وجد إبتسامته تتسع لتصل عينيه و هو يميل نحوها مهديها قبلة الجبين العميقة ، مباركا إياها في حضور حياته و تلويينها بـ شعرها الأشقر ، همهمت بـ إنزعاج و هي تحاول تحرير وجهها مما يلامسه ، فساعدها مبعدا الخصلات اللولبية عن دغدغة بشرتها ، هامسا بـ بهجة خفيفة : المفروض يسموج ام كفشة ... شنو هالكفشة هاي ولج منين جايبتها

هذه المرة أخذها لـ غرفة والده القابعة في الطابق السفلي من المنزل و التي صارت تعنيه منذ مدة طويلة ، اللين لم تنفك أن تهتم بتنظيف المنزل " قدر ما تستطيع بسبب حملها و الولادة " ، فالمنزل لم يبدو كغيره مما يجاوره في الحي ،
كم من " قصر " بما تعنيه احرفه قد هجر لتسكنه الأتربة و الغربان .. كم من أعزة قوم ذلوا و تركوا خلفهم أملاكا يضيع من احصاها ، فما كان مما ترك إلا أن يكون مرتعا لتكدس الأغبرة و صدى الذكريات .. تتوجع الجدران فتبكي حزنا على من غادرها ، تتوسلهم الحنين ، و فض من على النوافذ ادمعها و إن لم يكن لها اصلا سوى ذبول السحب و تثاقلها مما تحمله .. لتقذفه على سطوحها الخشنة لطول الفراق !

ما إن عتب تلك الغرفة حانت منه نظرة سريعة نحو الصورة المعلقة ببروازها الخشبي الفخم ، الحاملة لمن كانت له نظرة تندر وجودها فيمن يوازييه مكانة بين طبقات المجتمع العلمي ! .. نظرة تواضع !
جر بصره عندها لمن تستكين بين احضانه ، لينحني مجددا طابعا فوق كومتها الشقراء قبلة طويلة ، تستحقها ، ثم مال أكثر ليهمس بـ إذنها بـ لا شعور بـ " الله أكبر .. الله أكبر "


كبرتي يا صغيرة و لم تسمعي من والدك تكبيرا و لم ينشرح صدر أبيك بـ آذان يرفعه لقلبك الصغير ، لا يدري ما أحسه توا ، أ يعقل أن تسكنه غيرة من رفيق دربه الذي عاش لحظات أبوته كما يتمناها أي رجل ؟
تغضن جبينه معاتبا نفسه التي تطاولت على أمر القدر ، كن مؤدبا مع قدرك يا أنت .. فـ قدرك قد كتبه الرحمن ، كيف لك أن تمتعض و أنت تعلم بأن ما وراءه خير لو علمته لخررت ساجدا ، حامدا شاكرا

بـ إهتمام متقن وضع طفلته بمنتصف السرير و إبتسامة لطيفة غازلت عينيه بخجلة، فهو يذكر يوما إجتمع به مع هذه الحلوة ، لكن الصورة المعروضة على شاشة ذاكرته ليست بدرجة الوضوح التي يشتاق أن يبصرها به ، يوم أن ظن إنها إبنة عديله !
بالتأكيد إنها هي ، فـ تلك قد ترآءت امامه في حافظة صور هاتفه أكثر من مرة فـ أحب التسلي بـ مشاهدتها بين كل حين و أخيه ، و هذه صاحبة اللسان " العربي " لا يمكن أن تكون إلا هي .. بعينيها اللامعتين كالزمرد

غادرها تاركا الباب خلفه مشرعا ، ليتجه نحو الحمام ، رفع معصم يساره يكتشف الوقت ، ليرى أن نصف ساعة و تزيد قد قضتها " المدام " تسترخي .. وقف أمام الباب للحظات ، زجرته نفسه المذهولة من هول ما يفعله ، أ تريد الإطمئنان عمن لم تترك لك وجودا في قرارات إتخذتها ؟ من رضيت صاغرة بنسب طفلتك لأبيها ؟ ذبحت بك الإبوة و لو مر من الأعوام مائة لن يبرئ العنق المذبوح و لن تسقط السكينة المعلقة على جنبه ، تبجحت بخوفها من رتق الجراح تاركة إياك تتخبط في دماك المندفعة كـ نافورة بـ أذرع متعددة !

يمينه الممتدة لتطرق الباب انكمشت ، ليجئ دور الـ "طبيب " الخامد تحت اعماق صلادته ، فيستفيق من سباته .. إرتدى زيه الأبيض و رفع سماعته و النظارة فيحدثه بمنطق قد لا يدركه غيره .. أو ستتركها بلا إطمئنان و أنت تعلم أن لولا حقدك ما كانت ستتغطى بـ شمس حارقة لعدة ساعات و أنت اعلم منها بما قد يؤول إليه قهرك ، و غباءها .. إطمئن فقط فـ أنت مجبر بإسم ' مهنتك ' ، بإسم قسم قد أقسمته و ستحاسب على إهمالك إياه يوما .. لم تنوي ذبح أبيها من قبل لتفعل ذلك الآن معها يا علي
كن صادقا و لو لمرة مع نفسك .. لن تهون عليك و إن أقسمت أن تجعلها هينة ، ستضطر لـ صيام كفارتك يا عزيزي ، فـ إصمت !
بـ عز جريمة اقترفتها مع عائلتها القذرة ترى بك جزءا يلين ، يتمنى لو كان قدر اخر جمع شطريكما فألصق كل ذي نصف نصفه

و لكن ليس للأماني أريكة لتستريح فوقها هنا ، فالمكان ضيق ، و مزدحم ، فلتتفضل بأمانيك خارجا ، أو إنثرها من نافذة منزلك ، و غلفها بـ ظرف من دعاء ، لتطير ، علها تصادف بابا سماويا مفتوحا يستقبلها بحفاوة ، فيدركك تحقيقها

و بين " حانة و مانة " ، و قبيل إتخاذ قرار صارم إنفتح الباب بوجهه ، لتطل من خلفه الحمقاء !
وجوده أفزعها لترتد خطوة الى الخلف بتقهقر ، شهقتها المجفلة وصلته لتحفز به الاعصاب الساخرة ، النافرة ، فيشتد عرق بخده و العضلة .. عبر عن إستياءه ببسمة هازئة و هو يلقي عليها كاملة نظرة متفحصة بالمنامة " المصيبة " التي اختارها لها ، قميص بـ الزهري و تدرجاته ، و بنطال لـ منامة اخرى برتقالية !!
يدها مثبتة على رأسها الملفوف بالمنشفة الحمراء ، و ملامحها منتفخة مرضا !
عيناها منطفئتا البريق ، و فمها مفتوح ليقوم بمهمة التنفس ، أنفها محمر و متورم ، بينما تحت الأحداق فـ ظل من كآبة رسمت بإتقان شجي ، و فوق هذا و ذاك لمح أثرا قد إنطبع على صفحتي فكها السفلي ، فعلتها أصابعه و ثأرت ! .. دون أن يترك لـ حالها مجالا أوسع للسيطرة على أفكاره التي انحرفت تقدم خطوة نحوها مادا بظاهر يمينه حيث جبينها لترتخي نظرته الطبية بعد إطمئنانه
رجع خطوات الى الوراء ، و ظل لبرهة يراقبها بغموض ، كور قبضته ليفعلها الابهام الغبي و يصر على ملامسة ظهور بقية إخوته بحسد ! فهم قد لامسوا الجبين اللجين ! قطع صمته اخيرا متحدثا بخشونة و هو يفترسها بـ نظرات حارقة تود تقطيع ملامح البؤس هذه من على الوجه الذي كان يوما ما وضاءا كـ بدر في منتصف الشهر : شلون صرتي ؟

قاس كما كان دوما !
دلكت جبينها بـ شمالها و اليمين تعتصر طرف المنشفة العاملة عمل الخمار فوق رأسها لتهمس بـ نبرة ضعيفة و هي تصب انظارها على ارضية الحمام الرخامية : أحسن
لتضيف بـ صوت متهالك من تحت أكوام الترقب : أأأ ... جـ ـوو

: بعدها نايمة

تحركت خطوتيها لـ تلج من الحمام بقدمها اليمين ناطقة بـ خفوت " الحمد لله الذي حفظني و عافاني " ، لم يفت جسدها المرتعش نظراته الحادة المرتكزة على كافة أجزاءها ، وكأنه يطمئن بأنها لم تفقد أحد أعضائها ذائبا من الحرارة .. شدت اوتارها الصوتية بـ براعة لترفع رأسها نحوه ناطقة بصوت أكثر ركوز : أريد أصلي .. وين ؟

: ماكو داعي ، على يا صخام وجه تقابلين ربج

جملته الساخرة وكزت خلاياها الدمعية لتدر الأخيرة قطرتين كانت لهما الاجفان بالمرصاد و تم حبسهما بنجاح حتى بخرتهم نيران القهر ، زمت شفتيها لـ تضغط على حروفها ناطقة بـ تماسك كذب و إن صدق : الله يزكي الانفس مو إنتة .. و الله يدري الي سويته جنت مجبورة عليه

: هه هوة هاي انتي ، إنجبرتي قبل تشوفين سوالف ابوج و تسكتين و " إنتي محامية ها " كله وفاء لأبوج ، و بعدين انجبرتي تنخطفين و تسكتين .. متقولين منو خطفج ، وفاء الية و لمساعدتي إلج .. وراها هم انخطفتي .. و هالمرة انجبرتي تجين وياية و تسمعين كلامي ، ليش ؟ علمود أبوج يحس بذنبه و بلكت يصير أدمي
أكمل لو تعبتي ؟

بسمة مغتاضة ، و نبرة إستحقار تسربل بها صوته و هو يعود خطوات حتى إتكئ ظهره على احد الجدران و عيناه تراقبان إنتفاخ ملامحها بالقهر ، و إمتلاء أحداقها بماها ، لم يهتم .. فما يستعر بين ثنايا صدره عند إبصارها يدحر أي رأفة تسكنه لدى غيابها عن ناظريه

: و بعديين تزوجتيني هــم غصبااا علييج و مجبورة حتى ترجعين لأهلج ...!!! ما ادري كمية الغباء الي بالعالم كلها مجتمعة و مالية راسج و اني ابتليت بيج لو شنو القصة !

: علـ ـ ـ

بتر عليها ما تود التفوه به ، مشمئز الملامح هادر الصوت : و لمن رجعوج اصدقاائي .. هم خطية سويتي نفسج كبش الفدااااء و الشريييفة الي ضحــت بنفسهاا علموود واحد ساعدها .. زييين لييش مكملتي جمييلج ؟
هم انجبرتي مو ؟ أي أكيد إنتي متعرفين تصيرين ادمية .. لازم احد يجبرج و انتي مثل الزماااااال ورااااه

ظن بأن الشمس قد صفعت طبلتيها فصار السمع عندها عسيرا وهي تقف امامه متبلدة المشاعر ، جامدة المقل ، و مريضة الوجه !
فما كان منه سوى أن يزيد مكيال التعنيف ، ظل على حاله ، مستندا بكسل " ظاهر " على الجدار و ذراعيه تتربعان فوق مخدع الصدر ، رأسه مطرق قليلا ، ليضيف بوحشية صقيعية ، تشابه رعب أحدهم من أن يكون فريسة الثلوج ، و لقمة مستساغة لدببة القطب الشمالي !

: مسويتلي نفسج بس إنتي و بس ، بس انتي انظلمتي ، و بس انتي انخطفتي ، و بس انتي تزوجتي " مجبورة " ، و بس انتي و بس انتي وبس انتي .... يابة لعبتي نفسي والله
هية القصة كلها كل الي صارلج تستاهليه ، عمرج مـ جنتي بقد المسؤليية ، تنهزمين من كلشي بالبجي و العوي و الضعف ، بحيث ملينا ، صرنا مندير بال إن شاء الله متي بدموعج ... صرتي مقرفة و انتي تغلطين و ترجعين تبجين ، بعيدا عن كون قاسم كلب إبن سطعش الف كلللب ، بس والله اني لو منه و راجعتلي بتي متزوجة .. لا و حامل ... إلا أذبحها ، " ليثقل صوته بتهديد أحمر و نظراته تتوسع بإرهاب دموي " تعرفين شنو يعني اذبحها لو هاي هم صعب تفتهميها ؟؟؟

ضاقت نظراته هذه المرة و ضاق عقله ذرعا باحثا في صفحة ملامحها عن تأثر و لم يجد ، فظل ممسكا بعروة الكراهية ، و إستمر بـ إغداق ضميرها بوابل من سجيل : و لو بجتلي دم مو دموع ما اخليها تشتم النفس ، يمكن عبالج اني قاسم الـ **** و راح تقوليلي ابوية جبرني و خفت عليك و تبجيلج دمعتين رح اصدق و اقلج هاهية .. بعد محد يجبرج و لتخافين من شي
لا يابة لا ... انتي تروحين تجين بت قاسم النجس ، شقد ردت اعدلج متعدلتي ، فـ أني و بتي بغنى عن خدماتج

: وين اصلي

إنشدت أعراق جسده كاملا لينتفض بإستقامة أسد على وشك الإنقضاض على غزالة جريحة ، و بعد جوع يوشك أن يأتي بمصرعه ، لكنه أدرك فجأة بـ أن هنالك في اطراف البرية حفنة من صبر يستطيع التغذي عليها ، و يكتفي لفترة !
إذ ليس من شيم الليث أن يغرس أنيابه بفريسة و معدته تضج بالطعام .. و هو كذلك ، فـ لتصلي الآن ، و من بعد ذلك له معها محاكمة منصفة ، بعد أن تتقيأ معدته صبرها !

بـ فكين ' يودان لكمها بـ احرف أثقل وزنا ' تحدث مشيرا بهزة رأس الى ما يمينها و يساره : ذيج غرفة بيبيتي ، و القبلة على الزاوية الي يم البوفية ' الدولاب '

لم تتحرك ، فعاد لينظر نحوها فـ تكلمت بـ هدوء أوشك أن يتحرش بشياطينه لـ تثور بحفل راقص جديد : هدومي واقع عليها مي ، أريد أشرها

ظل ساكنا يتابعها بصمت أزعجها و سلخ من على جلدها هدوءه ، توترت ، فهربت عائدة بخفة لداخل الحمام و لم يطل اختفاءها ' ليهدي نفسه أنفاسا حرة ' حتى ظهرت مجددا امامه رافعة سلة الغسيل و بها ملابسها !
تغضن جبينه و بلحظات فقط فهم ما تنويه و هي تتجه نحو الـ سلم بـ ' أريحية ' قرصت جنونه ، من تظن نفسها و ما تظنها فاعلة ؟ تتصرف و كأن بها ضيفة أو مالكة لهذا المنزل الشريف الذي لم يطئه الوحل من قبل ، سوى من سولت لهم أنفسهم بـ قتل الدكتور صفاء ' بحثا عن السلطة ' ، و القذارة المرتزقة الأميركية ' بحثا عن الأسلحة ' !

أوقفها بحدة و أمر أخر أجبره على ذلك ، فهي لا تزال متوعكة ، و بـ موقعه كـ ' طبيب ' عليه أن يعاكس رغبته الإنتقامية منها : وين رايحة ؟

كانت قد وصلت مقدمة السلم ، لتلتفت فزعة من حدة نبرته ، عقدت حاجبيها بغيظ ، و كابرت حزن جلدها بسياط التأنيب لتجيبه برجفة ودتها لو تكون أكثر ثباتا : اصعد ادور السطح ، إنتة بللت هدومي فغسلتها و هسـ ـ

: عوفيهم و روحي صلي ، بسرعا فضيني .. يااللااا

أجفلت بشهقة وصلته ، لتزم شفتيها و تزفر بقهر دفعه لرفع حاجبه مهددا ، لكنها لم ترتعش كما ظن بل أنزلت السلة أرضا و تحركت متوجهة نحو الغرفة التي أخبرها إنها تعود لجدته ، و لما وصلت قربه نطقت بحدة مرهقة : روح شرهم انتة .. أصلا إنتة بللتهم








.
.
.







: هاااا شقااال ؟؟

كان جالسا على طرف الأريكة ، و بداخله موقد يشتعل بـ حطبه ! قد يكون أخطأ بما فعل ، و لكن أي حل قد يرتضيه عديله بعد اكتشافه تلك المصيبة ؟ أي حل ؟
أجبر على الإنصات له و فعل ما يريد ، فيظل هو الجاني بنظره و كأقصى درجات الرحمة عليه أن ينفذ له ما يأمر ، عله يصفح ، و يقرر تخفيف الحمل الذي قصم له ظهره

: عبد الله شصاااار ؟ شسووى هذااك المخبل بأختي ؟

أعاد جسده رميا ليسنده على ظهر الاريكة متيقنا بأن زوجته لو إملتكت قوة عضلية تمكنها من دق عنقه لما كانت ستتهاون عن استخدامها معه .. إبنة قاسم ، التائب المنيب لربه !!
ببسمة تخفي خلفها توترا حول نظره نحوها مجيبا اياها بلطف : قال خليها يمي اليوم
و لما افزعته بـ صرختها المستنكرة إعتدل بجلوسه مستخدما نظاما عقلانيا في الحديث : روشن عيني قتلج مرح يأذيها .. إنتي ليش خايفة عليها ؟ جم مرة راحت وياه و رجعها سليمة ؟

: سلييييمة ؟؟ إنتة من كل عقلك تحجي ؟ لو راجعة سليمة مجان هذا حالها هسة

: روشن كافي اختج جابته لنفسها

: لتخبللنييي شلون جابته لنفسها ؟ إنتة و انتة رجااال هم تخاف من ابوية و تعرف اذا عصب محد يقدر له هسة اذا واحد من الحرس قلوله جلنار و بتها مو هنا تدري شيصير بيه ؟

بثبات نبرة ، و غيظ نظرة كلمها : إنتي قلتيها .. شيصير بيه ، يعني اخاف عليه مو منه يا محترمة

تلكأت بـ خجل محرج ، لتقابله على اريكة منفردة : أسفة .. و الله اسفة حبيبي ، مجان قصدي
لتتنهد بخفة و صوتها تشبع بالإختناق و هي تضيف : بس انتة افهمني هسة ، علي مو طبيعي عبد الله ، و الله مو طبيعي ، ليروح يسوي بيها شي

: قاابل شيسوي بيها يمعودة دقولي يا الله

: يا الله يا الله .. بس و الله حقي اخاف و كلششي يقدر يسوي بيها و اختي ثوولة تسكتله ادري بيها

: روشن شبيج ؟ يعني انتي تشوفين لازم تناقشه ؟ على اي اسااس تناقشه و هية حارمته من بته صاار تلث سنين ؟ غصبا ما عليها تسكت و تتحمل كل الي يقوله

: لاا مو غصبا عليها ، هية مو بمزاجها سكتت ، و لتحسسني انو انتة الي قدرت توقف بوجه ابوية حتى هية تقدر

: روووشن كافي لغوة مابيها معنى ، هوة ابوكم مو ابوية ، و علي رجلها الها و جود بتها ... مو جان لازم تدور مصلحة رجلها و بتها قبل مصلحتها ؟

: إي لعد هية شسوت غير هالشي ؟ مو ضحت بنفسها و بأمومتها علمودهم ؟ لو نسييت ؟ عبد الله شبيك ؟؟؟ يوم واحد رحتله صرت تحجي مثله

: طول عمري هذا حجيي بس ساكت لإن ماكو شي بيدي غير الي سويته

: لتقوول سويت شي ، إنتة مسويتله اي شي حتى هسة تعتبر نفسك احسن من جلنار و احسن من عدنة كلنا

: لا سويييت روشن سويت .... نقذت الطفلة الي مالها ذنب .. حاولت الملم شوية من المكسور و طلعتلها هوية تحفظ نسبها




.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أبرياء حتى تثبت إدانتهم . للكاتبة حلم يعانق السماء, لحنا, منتدى قصص من وحي قلم الأعضاء, اأبرياء, الشلام, العراق, تثبت, حلم, روايه عراقيه ., عمر, إدانتهم, قصص و روايات
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t174653.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
‫ط´ط¨ظƒط© ظ„ظٹظ„ط§ط³ ط§ظ„ط«ظ‚ط§ظپظٹط© - ط£ط¨ط±ظٹط§ط، ط­طھظ‰ طھط«ط¨طھ ط§ط¯ط§ظ†طھظ‡ظ… ..‬‎ - YouTube This thread Refback 14-09-14 01:34 AM
ط±ظˆط§ظٹط© ط£ط¨ط±ظٹط§ ط­طھظ‰ طھط«ط¨طھ ط¥ط¯ط§ظ†طھظ‡ظ… ط§ظ„ظ‚طµطµ ط§ظ„ظ…ظƒطھظ…ظ„ظ‡ ظ…ظ† ظˆط­ظٹ ظ‚ظ„ظ… ط§ظ„ط§ط¹ط¶ط§ This thread Refback 17-08-14 02:24 AM
ط±ظˆط§ظٹط© ط£ط¨ط±ظٹط§ ط­طھظ‰ طھط«ط¨طھ ط¥ط¯ط§ظ†طھظ‡ظ… ط§ظ„طµظپط­ط© ط§ظ„ظ‚طµطµ ط§ظ„ظ…ظƒطھظ…ظ„ظ‡ ظ…ظ† This thread Refback 10-08-14 11:27 AM
ط±ظˆط§ظٹط© ط£ط¨ط±ظٹط§ ط­طھظ‰ طھط«ط¨طھ ط¥ط¯ط§ظ†طھظ‡ظ… ط§ظ„طµظپط­ط© ط§ظ„ظ‚طµطµ ط§ظ„ظ…ظƒطھظ…ظ„ظ‡ ظ…ظ† This thread Refback 03-08-14 11:52 AM


الساعة الآن 10:24 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية