لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (4) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-12-12, 08:54 AM   المشاركة رقم: 866
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 166272
المشاركات: 363
الجنس أنثى
معدل التقييم: حكيمه عضو سيصبح مشهورا قريبا جداحكيمه عضو سيصبح مشهورا قريبا جداحكيمه عضو سيصبح مشهورا قريبا جداحكيمه عضو سيصبح مشهورا قريبا جداحكيمه عضو سيصبح مشهورا قريبا جداحكيمه عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 558

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حكيمه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أبرياء حتى تثبت إدانتهم

 

صباح الورد
حلوووووومه وينج عيني شوي وانسى الأحداث

حلووومه مقهوووره من علي ليش يتزوج ساره سرمد كان يتمنى يسووا سواتهم اشينه بأختك لين وانت بتموت من القهر عشان اخته ساره
خلاص خلها ع ذمتك شهر والا ثنين وطلقها حرام عليك جلنار بتموت من حبها لك وبتجيب لك صفا بن علي

عمر اتوقع بعد معاملة علي للين راح تلبق لك وانت مابتقصر راح تحتويها بس الله يهديها حلووومه نسيت انت هالحين طلقت زينب والا باقي ع ذمتك

الن اتوقع انه راح يسلم

 
 

 

عرض البوم صور حكيمه   رد مع اقتباس
قديم 14-12-12, 12:22 PM   المشاركة رقم: 867
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أبرياء حتى تثبت إدانتهم

 



بسم الحي القيومْ
صلوات الله و سلامه على اشرف الخلق حبيب الله محمدْ
أهديكمْ إدانة .. غير !
أتمنى أن تكون سببا في إسعادكمْ بعد طُول الغيابْ
أرهقتكم بالإنتظار . و أدري !
و أدري أن الشوق مُضنيِ .. فإعذرونيِ ،
و إستمتعوا معيِ بـ


الإدانة الثآلِثة عَشَـرْ



،



غنائي الحزين..

ترى هل سئمتم غنائي الحزين؟

وماذا سأفعل..

قلبي حزين

زماني حزين

وجدران بيتي

تقاطيع وجهي..

بكائي وضحكي

حزين حزين؟

* * *

أتيت إليكم..

وما كنت أعرف معنى الغناء

وغنيت فيكم.. وأصبحت منكم..

وحلقت بالحلم فوق السماء..

حملت إليكم زمانا جميلا على راحتيا

وما جئت أصرخ بالمعجزات

وما كنت فيكم رسولا نبيا

فكل الذي كان عندي غناء

وما كنت أحمل سرا خفيا

وصدقتموني..

فماذا سأفعل يا أصدقاء

إذا كان صوتي توارى بعيدا

وقد كان صوتا عنيدا قويا؟

إذا كان حلمي أضحى خيالا

يطوف ويسقط في مقلتيا؟

وصار غنائي حزينا.. حزين

* * *


فلا تسأموني

إذا جاء صوتي كنهر الدموع

فما زلت أنثر في الليل وحدي

بقايا الشموع

إذا لاح ضوء مضيت إليه

فيجري بعيدا.. ويهرب مني

وأسقط في الأرض أغفو قليلا

وأرفع رأسي.. وأفتح عيني

فيبدو مع الأفق ضوء بعيد

فأجري إليه..

وما زلت اجري.. و أجري.. وأجري..

حزين غنائي

ولكن حلمي عنيد.. عنيد

فما زلت أعرف ماذا أريد

ما زلت أعرف ماذا أريد


فاروق جويدة




ما زال الصيف يلفح السنة بصفعاته المتقدة حرارة ، فتتوسـط شمس الوجوم كبد الوجوه ، لتجعلهم اشبه بتركيبات الكترونية ، تعمل بـ أزرار مثبته فوق الواح تحكم تتصل بأسلاك مرنة في نهايتها بـ مركز الدماغ ، لتكون الخلايا هنالك هي الممول الرئيسي لـ ذلك التعنف !
و كيف لا تأمر بذلك و كل ما حولها يحز قربها سكين الوجع مهددا إياها بنظرة تحمل من الخبث ابشع صفاته ،؟ متألمون هم حد اللا شعور ،
حد الهذيان
بل حد الصمت !
فـ البوح يمزق بطانة الحنجرة بـ نتوءات الحروف المتصلبة ، !
شهر مضى منذ أن ألصق إسمها بإسمه من دون حول لها و لا قوة ، فـ توفت الروح بداخلها ، لتحرث لها في ثرى الوجدان بيتا ابديا فـ تقتبر به و إن كان الجسد طليقا فوق ارض شهدت إغتصاب بقية العمر على مرأى من رجل المهمات الصعبة !
تكاد تتقيأ بـ ذكرى لم تفارقها لحظة ، و لكن رعبها من حضرة تواجده يجبرها على أن تتماسك و تحتفظ بـ قيئها العفن في ذات الحنجرة لتتقرح مرضا فوق وجعها ، الألذع مرارة يكمن في تعاملهما مع الامرأتين المتواجدتين معها !
كلاهما على يقين بـ أن خطب ما هنالك ، فـ لا زوج و زوجة يكونان بهذا الشكل حتى و إن كانا ينتظران أمرا بـ خنق روح والدها ، فـ هو لم يشاركهم المعيشة بذات الشقة ، بل إكتفى بـ حجز نفسه بـ أخرى مقابلة لـ شقتهن ، و قد حرم عليهن مرارا الدخول لها ان لم يسمح هو !
ولكن تلك المسنة لم تكن يوما ممن للاحكام ينفذون ، فكانت كثيرا ما تدلفها جبرا او رضاءا منه ، ليكتفي هو بالاستسلام لها فقط !

كم هي ساخرة اقدار هذه الدنيا ،
بل موجعة !
علي كان حلمها الاول ، ذاك الحلم الوردي الذي تتمسك الصبية باذياله بكل طاقتها المراهقة ، لتبني لهما قصرا من اوراق الزيتون ، و تستمتع بتسمية صغارهما و اللهو معهم ،
جاذبية الارض دعت تلك الصورة المبروزة التي كانت لا تفارقها كل ليلة ، بل كل غفوة ، عن كونها هي و هو و ثلاثة صغار يتأرجحون فوق كتفه لتسقط فوقها فتحتضنها رغم خدوش سببتها إثر تحطم زجاجها الشفاف ، لتتشوه معه و الصغار ، بل ها هي ترى دماهم جميعا تغطي الرخام المجروح !!
خيرا فعل حينما اختار ان يكون بمفرده ، فهي لا تقوى على تنفس هواءا قد تلطخ بقصيباته ، عار و ذل و هوان سيظل لهما دوما الاسبقية في الشعور ،
هي أخزيت تحت انظاره !
مابه من اعاقة كانت بسبب ثورته لشرفه المستباح ،
ما به من هروب و شرود من واقعه المر تختبئ خلفه هي ،
برغم إنها الأخرى ليست سـوى ضحية للجميع ، كـ تلك !
سبحان من يمهل و لا يهمل ، قد اوجع والدها و والد الاخرى بذات العقاب ،
أجبرهما على تذوق بذور العلقم في طعن الشرف و هدر العرض ، فـ علي قد أخبر والدها المرمي خلف قضبان السجون عما حدث لها !
استطاع ان يغرس بها بذرة الكراهية و الحقد لشهامته المبتذلة ، تلك التي لم تنجح بـ منعه عن طعن والدها ، بل أراد الإنتشاء برؤية الفجيعة الخرساء بملامح من صار للاعدام ضحية !!
ود إعدامه بها اولا و نجح ، فهي اكيدة بـ أن إمبراطورية عبد الملك قد سلبت منه حالما علم بـ طهرها الذي لوث بسببه ، !

صوت إرتطام الصحن بـ أقرانه افزعها لتعود لواقعها الاصم فتجد نفسها قد حطمت الثلاث اواني لتتكدس بقاياهم في حوض المغسلة و مياه الحنفية تأبى إلا أن تغرقهم ، إبتل خدها بـ شئ مشابه لتلك المياه ، و لكنه اكثر ملوحة ، و هبوطه يحمل الكثير من الحرقة ، لتفضه بيمينها متمتمة بالكثير من السباب !!
رفعت حطام الصحون لترميه في سلة النفايات و دموع المقل ما زالت تغشي البصر و تعسره ، قطع عليها إندماجها بالوجع صوت والدتها ، بل والدته ، و لكنها لم تشعرها يوما بالكنية الثانية ، فدوما ما كانت ' أم سرمد ' !

: إسبوع الجاي هيج وكت تنفيذ الحكم

لتتمتم بضياع مذبوح و العين هلت ماها فتتشاطر معها الكبيرة وجبة إلتهام الذات بـ نهم متوجع : يعني حيعدموه !

و الدها قد اوصل نفسه لأسفل درك للسالفين ، و جميعهم كانوا كـ قطيع غنم يتبعون خطاه بـ لا تفكير ، كل منهم يستحق أن يكون بمحل هو به الآن ،
حتى ذلك المكنى بزوجها ، يستحق الالم الذي ينبت بـ روحه ، يستحقه !
فـ ليس هو بالقديس بينهم ، قد يكون نسخة مصغرة عن عبد الملك و قاسم ، نسـخة طبعت بـ محبرة احدهما ، و ريشة الثاني ، ليتخذ هو الأخر من النساء سبيلا لـ رد مكائد ذلكما ،!
لـ ربما الفرق الوحيد بينه وهما ، هو أن يكون لـ صفاء أثر ما يعود لكون الجلـد المطبوع فوقه هو له !!
و لكن يبدو أن المحبرة و ريشتها تكاتفتا لتجعلا منه شر ساخرا ، هازئا يستحق أن يقضم أنامل الندم ، و يشبع جوع معدة الذنب !
أخر مرة رأته كان يوم الجلسة النهائية .. حينما جاء شامتا بحال وصل له زوج والدته ، يشمت بوالدته !!
أي رجل هو ؟! و هل يوجد من هم على شاكلته المنعدمة الاحاسيس البشرية ؟ و إن كان كذلك .. لم يطفح من مسامات جلده شئ ما يغرق الكون من حولهم لو ذكرت جدته إسم تلك المرأة ؟!
الحقيرة ، رأس المصائب و أخمص قدميها .. تلك التي لولا وجودها لما حل بهم ما حل ، هي من أتت لتختطفه فـ تعيق حياته بعيدا عنها ، هي من لوثت بوجودها طهر أيامهم ،
هي من لها دماءا تربطها بـ خنزير يتبرئ منه الدين و ينحره خنجر المراجل ، حسبها الله عليه في كل يوم و ساعة !!
بل حسبهم الله على قاسم و اهله اجمعين ، هم من دمروا حياتهم ، حياتها هي بالاخص ، فقدت لأجلهم عرضا و كرامة و شقيق فـ والد ، و فوقهم حبيب !
ذاك الذي اختار قلبه أن يربى في حقول الدماء ، ليتنفس العشق مع إبنة قاسم ، هذا ما تردده الجدة مرارا فوق رأسها ، و كإنها تنتظر منه شيئا غير خنق رائحة الفضيحة النتنة ، و التخييم على شق الستر المباح ..و كإنها تنتظر حياة لتعيشها !! ، لا تعلم هذه العجوز و لا بشر ما يعتمل بالنفس من تصدءات تأكل في جوف الحشا بـ وحشية و حيوانية ، و كإنما إعتزل الحزن الناس أجمعين ليتكاثف على سقف قلبها ، فيعود ليتقاطر بـ حبيبات للجمر أشبه ، فتلسع الجدران فالأرضية بما لا يحتمله بنو البشر !

تركت ما بيدها لينزلق نحو الحوض الغارق بماءه ، ثم مال جذعها نحو الامام مستندة بـ ساعداها المرتجفان على طرف المغسلة ، فـ إندفقت من بين حشائش الاهداب كريات ثقيلة ، وكإن شدة المصائب كالتها من الوجع أكبره و من التيه أعظمه !
إنتحابها بات يعلو و الجسد ينحني أكثر فـ أكثر لتتلاطم أمواج المقل ، فـ تفيض حرة عنيدة حتى بات التنفس عسرا و مؤلما ! ، تركت لمركز الأرض حرية جذبها نحوه ، متمنية أن يكون الجذب أعمق حتى تستكين هناك ، في غرفة مظلمة موحشة ، من هنا حتى الإسبوع القادم ! حتى يحين موعد مغادرة شديدهم ، عبد الملك .. سيرحل من دون أن يترك له أثرا ، سيرحل و قلبه يشيب بـ مصيبتها ، و الروح تسعل مشمئزة من قذارة وحل الطهر الملكوم ، و الشرف المذبوح .. سيرحل بلا وداع ، و لا لقاء !
إلهي ،
جلبات تفرقع بين ثناياها لا يمكن أن تصطبر عليها و لو حاولت بجهد طاقاتها ، ضعيفة هي ، جسدا و تقوى ، تعترف .. فـ هي لم تشعر يوما بـ ذلك الرباط المقدس بينها و بين بارئها ، لم تدنو من عتبات الخشوع ، بل و لم تطرق بيبانها الملكية ، و من مثلها لا يجرئ على المقاومة ، و سرعان ما ينجح اليأس في الجثم فوق أنفاس الشعور ، ليقتل كل شئ إلاه !

: قومي حبيبتي ، قولي يا الله قومـ ـ ـ آآآآخ


تطلبها هذه الإمرأة بإن تتماسك وهي الأخرى تنهار إثر قيد إنتظارها لميعاد توثيق ترميلها ، فـ تتكوم قربها كـ كيس ثقيل يحوي ارطالا من البؤس و اليأس !!
أيام هي .. تلك الفاصلة بين الموت و اللا موت ، حالما تأفل بنجمها المثقوب لن يطيل الوقت كي تغيم سماهم بـ سحب كثيفة مثقلة القوام بـ تكتلات غيث من يحموم ، مرارة الموت تلتصق بـ حليمات لسان العمر ، لتتركه يبتلع الزقوم عند كل بل ريق ، حتى يجف لعاب السنون المسموم !









.
.
.




عادت أيامك في خجل

تتسلل في الليل وتبكي خلف الجدران

الطفل العائد أعرفه

يندفع ويمسك في صدري

يشعل في قلبي النيران

هدأت أيامك من زمن

ونسيتك يوما لا أدري

طاوعني قلبي.. في النسيان

عطرك ما زال على وجهي

قد عشت زمانا أذكره

وقضيت زمانا أنكره

والليلة يأتي يحملني

يجتاح حصوني.. كالبركان

اشتقتك لحظة..

عطرك قد عاد يحاصرني

أهرب.. و العطر يطاردني

وأعود إليه أطارده

يهرب في صمت الطرقات

أقترب إليه أعانقه

امرأة غيرك تحمله

يصبح كرماد الأموات

عطرك طاردني أزمانا

أهرب.. أو يهرب.. وكلانا

يجري مصلوب الخطوات

* * *

اشتقتك لحظة.. و أنا من زمن خاصمني

نبض الأشواق

فالنبض الحائر في قلبي

أصبح أحزانا تحملني

وتطوف سحابا.. في الأفاق

أحلامي صارت أشعارا

ودماء تنزف في أوراق

تنكرني حينا.. أنكرها

وتعود دموعا في الأحداق

قد كنت حزينا.. يوم نسيتك..

يوم دفنتك في الأعماق

قد رحل العمر وأنسانا

صفح العشاق..

لا أكذب إن قلت بأني

اشتقتك لحظة..

بل أكذب إن قلت بأني

ما زلت أحبك مثل الأمس

فاليأس قطار يلقينا لدروب اليأس

والليلة عدت ولا أدري لما جئت الآن

أحيانا نذكر موتانا.. و أنا كفنتك في قلبي.. في ليلة عرس

* * *

والليلة عدت

طافت أيامك في خجل

تعبث في القلب بلا استئذان

لا أكذب إن قلت بأني

اشتقتك لحظة..

لكني لا أعرف قلبي

هل يشتاقك بعد الآن؟!




فاروق جويدة





وهل يستوي الحب مع اللا حب ؟
أ يجـوز أن تعربد رغبتان متناقضتان في حلبة الشعور لتتقاتلان كل حين و بـ كل بأس ؟ فـ تتقلد أكثرهما شجاعة وسام التميز و الغلبة ، و لكن لا يطول الفرح الملكوم بعد قضم وجبة النصر حتى يغص البلعوم إثر ركلة تسدد في معدة تقلدت الخسارة هذه المرة ، فتعود المعركة للإندلاع بعد إشعال فتيل المأساة مجددا
و هناك ، حيث الارض المهتزة تحتهما ، صدر تتشقق به طياته ، ليصبح التماسك فوقه مستحيلا ، يحاول أن يبتلع أحدهما حال سقوطه و لكن ما أن يحين له الإمساك بطرف قميصه يقف الأخر بعجل متعثر .. فيكمل حرب طاحنة مع غريمه المشابه له في توزيع الجروح على ملامحه المكفهرة !

هذا حال الصـدر المكبوت ، فاللسان يأبى البوح و لو قطع من أقصاه .. ليس هو من يبوح بما يعتمل بجسد صاحبه من طواحن حروب ، فـ لتتحطم اضلاعه و لتتشقق جنبات روحه ، بل و يتمزق شغاف القلب تاركه يرتجف وسط صواعق البرد !
ليس فصل الشتاء هو السبب ، والله ليس هو ، بل فصل من نوع أخر ، فصل حنين يهز الوجدان ، يمتد طويلا جدا ، حتى نهاية الأزمان ، و إن تبدل و دار كوكب الشعور ، لن يكون القادم أفضل .. فـ شوق هو لإحتضان شيئا مفقود .. شئ ما عاد له في بقية العمر من سطوع !

شئ كـ شمس تتوسط كبد خيمة زرقاء تغطي تحت جوانها أرض مخضبة تربتها بدماء الأحبة ، فـ تارة ولد و أخرى أب و ثالثة عروسا ، فشيخا و طفل !
تشرق رغم سخطها على هوان أبناء تلك الأرض ، فقط لتقدم حفنة من أمل لأولئك الثائرون ، صمتا و علانية ، دافعا هم بحاجته يتمثل بـ أشعة ذهبية تغلي الأفكار بـ رأس الرجولة .. و لـ يتفيئ بعيدا عنها كل منافق ضعيف .. تعسا له بأرضه أينما كان !
أما أصحاب السواعد الخشنة ، فهم لـ رب أبدع في تصويرها شاكرون ، و آملون أن ينزل منه عطفا و غفرانا فـ سلام قول منه رب رحيم !!
بـ عقارب متفاوتة الأطوال يتخطى الزمن لحظاته ، جرجة أذيال تمتاز بالبطئ ممل ، و يكون هنالك الكثير ممن لا هم لهم سـوى متابعة تلك الخطوات بشئ من سخرية ، و جمود .. ليكون هو أول الساخرين ، و أقساهم نظرة فـ قلب !
يجلس متكئا برأسه على مركى المقعد البسيـط ، ساقاه تمتدان بـ تقاطع بينهما لتتوسدا طاولة صغيرة أمامه ، لا شئ يبعث الحياة في المكان سـوى خيط دخان ، بل يبعث على الموت !
يعلم .. و لكن ما الذي قد تفعله سيجارة صغيرة برجل قد إنتفخ جسده بالسموم ؟ لا شئ ، للأسف تلك القاتلة لن تنفع بـ شق جيب الصحة و دهورتها أكثر .. فـ به ما يكفيه من هموم ، و أخر ما قد يفكر به يوما هو كيف يكون الإصطبار الصامت ، !
ظن الوضع سيكون هينا !!
و الله ظن إنه سيفلح في هدهدة الوجع عله يغفو لبرهة ، و لكن ظنه لم يكن سوى إثما ، فـ بنكاح أرغمها و أرغم ذاته عليه كان قـد قدم للـ مصاب دلوا من القهوة الثقيلة ، فـ صحصح ، و إستأنف العمل الجاد في تمزيق العقل برؤيا الطهر المستباح !
إعتاد دوما أن يرتق جروحا بإبرة و خيط طبي رفيع ، إعتاد ذلك حتى غامر بـ رتق ثقب العار الذي سمح له بالحدوث ، لكنه لم يصيب حتى الآن ، أو إنه قد أصاب ، إلا إن أصابعه قد تشققت بفعل الإبرة تلك ! تشققت ليرش فوقها ملحا عند كل خاطر يسحب بعقله من عمق الحاضر ، حتى أعماق الذكرى ، ذلك القهر الذي أحرق له رأسه ، فقط لو يضعف وهجه قليلا ، قليلا فقط و سيكون هو حينها بألف خير ! هنالك شئ شبيه بالسراج في عتمة ليل شتاء قارص البرودة يملأه أملا بـ أن هروب حمامة السلام من تحت جناحه لهو مستحيل ، فـ لا طلاق بأمكانه أن يحدث من دون رأيه ، فـ ذلك الغيابي يختص بـ عقود المحاكم ، وهو حتى الآن لم يثبت إمتلاكه لها قانونيا ، و هي ما زالت ترفض المجئ لإتمام عقد بيع الذات و شراءها ، فقط لو يراها لربما حينها سيخف ذلك الحرق المتغذي على خلاياه الدماغية ،!
أفصح عنها محمود درويش ، و هاهو يشعرها للمرة الأولى في حياته !
"بَعضي لديّ، وبَعضي لديك ..
وبَعضي يَشتاقُ لِبَعضي، فهلا أتيتْ ؟! "


جر من مقصلة جلد الذات إثر نداء متكرر مذيل بإسمه ، من خلف باب كانت تقف و تنتظر منه عطفا و راحة لروحها النصف ثكلى ، هو ، يعلم ذلك جيدا .. و لكن لا حيلة بيده كي يكون لها ما تريد ، صغيرها ذو الرأس العنيد قد دق جبروته بمسمار عملاق ، نخرت جمجمته و إستحال قوامها هشا ، لـ نفخة مليئة بـ دخان سيجارته قدرة على تفتيتها لتطير مع الكرامة التي طارت هي الأخرى !

إستقام واقفا من مقعده بـ ملل تجسد بخطى تبطئ كل حين ، و كف تمسح فوق الملامح رغم يقينها بعبث محاولات النسيان تلك ، ليصل الباب فيدير وكرته و تضاريس وجهه يابسة ، بل ميتة ! ، و هذا ما إعتاد أن يراه به الجميع ، إلاه ،، فمنذ أن نحر ذلك الخسيس عرضه ، إعتزل النظر لـ وجهه عامدا متعمدا ، فـ لن يصطبر أن تلتقي نظراته بـ نظراته ، فتعكس له خيبته من ذاته ، يعلم بإنه بات يسلخ جلده بذلك التأنيب أكثر مما يستحق ، فهو لم يكن حرا ليلام ، و لكن أحيانا يكون تعليق الذنب على عنق أحدهم و شده رويدا حتى الخنق لهو أفضل رثاء ، و إن كانت ذاته هي المعذبة ، و إن كان تعذيبها ظلما و بهتانا ، لا يهم .. بالأصل لم يعد هنالك ما يهم !

دلفت الشقة حالما رحم قلبها الملكوم ، لتنهره بحدة طباعها مغلقة الباب خلفها من دون أن تستدير : نعلعلاا قلبك صار ساعة واقفة برا ، متقول رجلية مكسرة و مابية حيل اوقف ' لاطاقة لي '

تنهيدة تعب زفرتها وهي تتابع قسمات وجهه الحبيب وهو يتركها ليقترب من أحد المقاعد فيجيب : إنتي ليش مـ تملين ؟ يومية لازم تجين ؟ احد قلج زعطوط اني و لازم تشوفيني كل شوية اخاف *** على روحي !

القدرة على الضحك تتناسب عكسيا مع تقدم العمر ، قانون ' واقعي ' يحكمه المنطق و أثبتته جميع الدراسات العالمية ، لكن لكل قاعدة شواذها ، و لكل منطق إنحرافاته ، فـ هذه المرة لم تستطع العجوز كبت بسمتها محدثته بـ لوم و قدماها تجرانها نحو المقاعد : مو صوجك صوج قلبي الخايف عليك ، بس آخ آخ ، لو بيدي اعوفك شتسوي بنفسك سوي ، يا ادب سز ' بلا ادب '

ليتابعها هو بـ نظرة هادئة ، وهي تجلس بـ صعوبة على الاريكة فـ يأتيه صوتها مجددا : سبت اللاخ ترجع لبغداد ؟

زفر بـ نفس ضخم ، لو لم يخرجه لـ غص به ، و من ثم تحدث : إي ، بس حتى لو رحت جثته ميسلمولنياها

لتفقد هي زمام قوتها ،
بل دك قلبها بمطرقة فوق سنديان ، تثقب و غدا خرقة بالية ، قريبا سيعدم عبد الملك ، سيفارق الحياة إن كتب الله ذلك ، ستترمل إبنتها لتتقلد لقب الثكلى و الأرملة ! ، يارب ، مرهب هو الموت ، فكيف بـ معرفة أحدهم بـ دنو موعده ؟
و كيف لو لم يكن مستعدا بعد لملاقاة وجه الكريم ؟
لربما سيتوافاه الأجل إثر الرعب المسيطر على خلايا الدماغ ،
إرتجفت يديها و تقوس فمها اسفلا ، لتتكتل التجاعيد البسيطة فوق بعضها بخطوط متعروجة ، ليفاجئها هو بـ إهتمام طفيف : ما اوصيج على أمي و ... بته !

لتجر بنظرها نحوه فتهمس بحيرة عارية : ليش تزوجتها ؟ اذا انتة اسمها متريد تقوله فهمني ليش اخذتها ؟ ' لم يبد إستجابة فإستطردت ' صدق اني البنية ما احبها بس الحق يقول انته هواااية استهترت بحياتك ، بللا بت قاسم عفتها قلنا حقك ، فهمني هسة وين الحق ؟ بت عبد الملك شبيها حتى لا تسأل عليها و لا تحجي وياهه ؟ حتى شوف مثل الاوادم متشوفها ، و من اقلك تريد ترجع بت قاسـ ـ

كانت الاوتار المغتاظة تشتد لتعلن عن قرب إنقطاعها ، ليتحدث مقاطعا بعد أن هيجت به شياطين الغضب : و إنتي كلما حجينا لازم تفتحين هالموضوع ؟

: إي غير خااايفة عليك ؟ شوف روحك صاير نااار كبرة ، محد يقدر يحجي وياك حجاية .. ذااب ' رامي ' روحك عالشغل فد ذبة و ناسي نفسك ، كاااتم بقلبك و متقبل تحجي و عايفلك اخت مثل الورد بلا شوفة و لا تليفون ، هيج تايه متدري وين تروح لو شتسوي ، قلي شلووون ما احجي واني اشوف قطعة من قلبي معلقة لا هية بجنة ولا هية بنار

لم يقاطعها ، و لم يعقب أيضا عما افصحت به ، لتتحدث مجددا و تنهيدة حارة إنبعثت من الجسد الهزيل : يووم فدوة لعمرك على كيفك وية نفسك ، شوف وجهك شلون صاير ، ذبلان وتعباان من سودة على امك ، يا يمة مو زين هيجي منو يفيدك باجر عقبة لو وقعت ؟ شو متزوج اثنين و عبالك ممتزوج ، منو يداريك منو يخاف عليك واني مرة قضيانة رجلي و القبر ؟
على غفلة اموت و تبقى وحدك لا انيس و لا ونيس ، غير اريدك تستقر و تقعد و تلقى الي تداريك و تنتظرك .. تحضرك الهدمة ' اللبسة ' ، الاكلة .. خوما تبقى طول عمرك هيجي ؟ على الاقل يجيك جاهل يشيل إسمـ ـ ـ

: مو كافي ؟ ترة راسي يوجعني و مو مال اسمع هالموشح مال كل يوم ، و ما شاء الله اليوم زايد عن حده همين

حالما قاطعها إكتفت برمقه بـ شرارات عتاب اجبرته على الاشاحة ببصره خوفا من ان يسمح لها بمواصلة النحر بنصلها الحاد ، لتعود هي فتردف : ليش تسكتتي ؟ قلت شي غلط ؟ هوة انتة الغلط راكبك من سااسك لرااسك ، و لإن تدري بنفسك غلطان و تدري الي دتسويه حرام فسااكت ، و لا انته لساانك هالطوووله منو يقدرلك .. اويييلي على قلبي

شخر هازئا من دون تعليق ، لتعود فـ تطرق بنواقيسها قرب أذن حرقته : ترة مو عبالك السالفة تايهة ، خلي شغلة عبد الملك تخلص غصبااااا ما عليك تاخذ بته و تعيش وياها مثل الاوادم ، فرح قلبي فد يوم و قلي زين يمة ميخالف ، لو ابن الخايبة سعييدة ميقول ' اي ' لأحـد

يكفيك يا حبيبة ،
الم تختنقي برائحة العفن الصادرة من جوف صدري ؟
أم إن حواسك قد فقدت مع السنين الغابرة ؟ ألا تشعرين بـ أنني أشتعل باحاديثك هذه ، أخبريني بربك كيف اكمل حياة أولها موت ، و اوسطها استباحة شرف ؟
و هل أستطيع أن أقابل عينيها بعد ما رأته مني من خذلان ؟
لا أفعل يا أماه ، و ربك و ربي و رب الخلق اجمع حفيدك لا يستطيع !
قوتي التي تظنين إني أتسلح بها ليست إلا وسيلة للهرب مني ، فما عدت اعرفني ، ما عدت اميز بيني و بيني ، أشهر أضخم أسلحتي المنفرة لمن هم حولي رغم إنحناء كتفي المصوب برشاش العدو !
أنا متعب ، بالله عليك إعتقيني لوجهه الكريم و دعيني أمضي بقية العمر كما يجب ، فما يريده عنيدك و راحة تنشدينها له ليست سـوى حلما مؤلفا من غمامة بيضاء محملة بأمل لا وجود له هنا في غرفة مليئة بـ دخان حمم بركانية ! هنا تذوب تلك الغمامة و ينقطع خيط الامل الوهمي المرتبط بها ، هنا تختنق الأنفس ، فكيف لك ان تطلبي المستحيل ؟!
آه فقط لو تعلمي ما حدث !! والله لن تلومي الـ علي إن إمتطى جواده و غادركم حتى الجحيم ليلقي بنفسه هناك !

: علي ؟ يممممة تسمعنييي ؟

: هممم ؟

: اختك خابرتها ؟

إلهي ، يبدو إنها اليوم لن تكف عن النبش في كومة الأوجاع ، باحثة عن أي إبرة لوخز عنق الزمن ، لتعود هي فتستطرق بجدية : مو كااافي شامرها ببيت العالم صار شهور ؟ و هسة حتى بعرسها مناوي تروح ؟

إنبثق منه بارد الحديث محملا بالسخرية : وين اكو رجال يروح لعرس اخته ؟

تمتمت بغيظ : شقد عياااار ، هسة صرت تهتم للتقاليد و للعيب و الـ مو عيب ، و إنته كل شي تسويه لا يرضي الله و لا عباده

زفر حانقا ، فـ جرعات التأنيب قد فاضت بمكيالها ، امال برأسه قليلا لـ تتغير نبرته لشئ من لطافة يود بها إمتصاص حنق العجوز : انتي شبيج علية اليوم ؟ حلمانة بية لو حظي جايبج بس تصيحين و تعيطين ' تصرخين ' ؟!

لتصارحه بـ نظرات متقدة و حاجباها المكحلان شيبا يرتفعان فيضيع كل منهما بين تجعدات الجبين المسن : لك والله العظيم إنته متستحي ، هي ادب سززز اكو واحد يحجي وية بيبيته هيجي ؟

لترتفع وتيرة قلة أدبه ، فتعلو نبراته اكثر متقدما قليلا في مقعده : أستغفررر الله العظييبم من كل ذنب عظيييم ، هســـة شرااايده ؟ ' ليستطرق مشيرا بيده ' قولي و فضيني اني ابوو ابووية محترق و رووحي واصلة لخشمي ، فضيني يلللااا

و كإنها ستهتم ،
لن تتركه حتى يعود خطوة واحدة نحو الصواب ، خطوة قد تكون الأولى في سلم الارتقاء نحو الفرج ، لتحتد نبرتها مشيرة نحو هاتفه الملقى فوق إحدى الطاولات : بســررعة اخذه و خابر أختك ، عرسها باجر و إنتة معاااند و راكبك مية جني ، و الله ما اعوفك لحدما تخاابرها و تريح قلبها المسكينة ، سمعتني زين ؟ ما اعوفك !

ما الجدوى من مقاومة أنثى ؟
ما دام الامر يتعلق بقابلية اللسان الوظيفية فـ هن الأسبق بـ النصر ، قدرة لاذعة تمتلكها إبنة حواء تجعل منها الاولى في الثرثرة ، رغم أنه مهما طالت مدة ثرثرتها ، و عظم حديث لسانها فـ هي تخبئ بين طيات تلك الحروف أسرارا تنفخ أوداج قلبها ! و لا تستنطقها رغم ذلك !
إستسلم اخيرا ليقرر الاعتلاء بأول درجة نحو العودة لـ حياة إفتقدها و باتت ذكراها رمادية ليست إلا !









.
.
.






ثلاثون يوما منذ أن تم تأبين الإباء العنيد ، بعد حفل توديع لـ حضرة سموه ، بحضور كافة افراد الأسرة المالكة المتغطرسة ، دفن في أحد أنفس بقاع الروح ، بعد إغتساله بطاهر الماء و تكفينه بـ ناعم الملمس .. و من خلفه هي ، بقيت كـ أم ثكلت !
لا بل كـ طفلة يتمت ، فكان ذلك الشموخ هو الزي الرسمي للعناد و للقدرة على المواصلة من دون ' أب ' ، و لكنها فقدته هو الأخر من دون قصيدة رثاء حتى ، إلا أنها هذه المرة وجدت من يحتضن يتمها و يكون لها أسرة بكاملها ، قضت أياما في عتاب الأنف العنيد ، لم لم يتنازل سلفا عن علياءه ؟ أكان إدمانه لعطر الغيث في السحابة أهم من الراحة التي تسكن قلب صاحبته الآن ؟
أكيدة هي بأن الله تعالى قد أبدع في رسم سير خطاها ، لتكون هذه المرة مخيرة في تقبل الواقع بل و الرضا به !
لا تعلم كم من الوقت قد مر و هي مع شقيقات زوجها يرتبن ' عش الزوجية ' ، لم يخلو الامر من تعليقات محرجة من قبل الصغيرة ، فالوسطى تكتفي بالخجل ، فهي الاخرى على موعد قريب لمثل هذا الإحراج ،!
مرات عديدة تلك التي كادت أن تفقد بها توازنها ، فتشعر بإنها ستقع مغشية كما إعتادت لـ أيام مضت ، لكنها تتماسك و تعزي الأمر لـ فقر دم حاد جدا قد أصابها منذ أسابيع ؛
: ليييين باعي هنااا عود خلي التيبلام ' الأبجورة ' إلي أني جبتلكمياها البارحة ، ترة تجننن و حيل تلوق وية لون البردات ' الستائر ' ، و عود من يجي عمر خلي يسحب الجرباية ' السرير ' لـ هنا أحلى ، الغرفة تصير أكبر

ضيقت نظراتها و جسدها ينحني نحو أحد الأدراج المزدوجة العائدة لـ طاولة الزينة ، لتتمتم بعد أن ثبت بـ فكرها الديكور الذي تنشده ميس : هممم ، مو يصير النظام صيفي ، و باجر عقبة جاي الشتا ، يعني تصير بااردة إذا على حجييج

إستقام قدها المائل ، لتستمع بمقلتين مصدومتين لـ قلة أدب ' تجاوزت الحد ' من قبل الشقية التي غلفت جملتها بشيطنة صبيانية : باااردة ؟؟ لتخافين مدام عموري يمج مرح تبردين ، أصـلاا الحماااوة ' الحرارة ' رح تقرة ألــــف

: ميييس و وجججع !

هذه المرة أية من تدخلت و تورد وجنتيها يشير لمدى الإحراج الذي يكتسح حلبة المشاعر ، أما تلك الصامتة فـ إكتفت برمق ميس بنظرة اجادت جديتها و بنبرة تخلو من التلاعب اردفت : إنتي لسانج كولش طويل ، بعد فترة تصيرين بموقفنا و نشبعج من هالاحراجات هاي

تزودت الأخيرة بـ اطنان من المشاكسة لـ تجيب متحدية : مرح أخجل ، أصلا إنتو مخابيل على شنو الخجل ؟ فرحوا عيني فرحوا ، شو عرايس و عراريسكم ميتين عليكم !

: عراريسنا ؟

: يب ، عراريسكم !

إبتسامة كست ملامح اللين لتلتفت نحو الطاولة مجددا و يدها تعبث بـ مجموعة العطور و الكريمات لترتبها كيفما تشاء ، لم تكف ميس عن الثرثرة فوق رأسيهما ، و لم تكف أي منهما عن مجادلتها لتجاوزها خطوطا حمراء ،حتى إنتهى الأمر بتهديد صريح من قبل شقيقتها بجسدها القائم فوق المقعد لتثبت الستارة في مكانها ، بمساعدتها هي ، صاحبة الأفكار اللاذعة : باعي حمارة اذا منجبيتي رح اقول لماما والله !

: ههههااي ، شتقوليلها ؟ يوو هاف نو بروف أكينست مي حبيبي ، إحجي منا لباجر إدانتي مرح تثبت بدون دليل قاطع و صريح

لتتدخل الثالثة من موقعها و هي تتابع التمايلات المستهترة التي تعمدها ميس لإغاظتهما : بس أكو شهود ، فـ سكتي لتصير الشغلة صدق

: إفففف شقد معقدين ، بهذا ' المنزل ' محد يقدر يعبر عن رأييه ، شنو هاي مللتوني ، ترة ماكو هيجي شي

لتهدأ من ثورة الجنون أية برقتها المعتادة بعد أن هبطت من على المقعد لترتب أذيال الستارة ، منهمكة كانت في العمل و الحديث بـ آن واحد : خبالووو ، اذا منزلنا على قولتج معاجبج فالباب يفوت جمل ، رحم الله من زار و خفف يللا خلصينا إلقيلج عريس خل يبتلي بيج و طيري من هالمنزل !

بكسل تحركت نحـو السرير لترتمي فوق الفراش المغطى بـ ملاءة بيضاء مليئة بقطع من الدانتيل الفرنسي الراقي ، ليأتيهما تعليقها ناقما : هوة اني لو لاقية عريس ابقى يمكم ، إففف ، هية المشكلة إنهو فارس احلامي عاااصي بالإزدحام !

ضحكة قصيرة فلتت من الفتاتين ، لتعقب لينا : ليش حتى المزارع مال حصونه ' جمع حصان ' هم إزدحام ؟ الي اعرفه اكو فروع يقدر يفوت منها و يوصل

لتسخر المشاكسة بغيظ منزعج : يعني هسة لازم انقهر لإنو دتضحكون علية ؟ على فكرة احلى الناس همة السنكلز ، و المخابيل المرتبطين امثالكم يجي يوم و يملون و يتمنون حياتنا !

لتتدخل اية بعد دنوها من لين لتتعاونا على تحـريك دولاب الأحذية الى احد جوانب الغرفة : لعد ليش حضرتج بالج يم الحصان مالتج ؟

: وجع انتي الحصان ، إسمه فارس احلام يا متخلفة

: خلينا التطور إلج ، دووولي شقد تااافهة

: محد تافه غيرج ، وعلى فكرة ترة هسة انتي بتجاوزج الاخلاقي هذا خدشتيلي خلية عصبية ، و تعرفين الخلايا العصبية مترجع تتكون ولا تتمايز ، فحاليا انتي سببتي تشوه لدماغي ، لهذا الطفل هالقد متقوليله مخبل او وكيح ' شقي ' صدق يصير مخبل و وكيح

: أها ، و هسة شتريدين ؟

: ترة دا احجي جديات والله ، طلع تقرير من قبل دراسة عالمية تثبت هالشي ، فأنتي هسة لازم تعوضيني عن هالخدش

: إفففف ميس كافي لغوة خليني اشتغل ، اليوم انتي متخبببلة فد مررة

: عززة ، أني شدا احجي صار ساعة ؟ أقلج دتخدشيين مااي برييين

ملل أصاب الأكبر لـ تعلق : دخيل الله قوليلي شلون اعوضج بس المهم سكتي

: إعتذريلي و تغزلي بية و كثري من كلمات العسل و السكر لإن تأثيرها عالخلايا العصبية معاكس لتأثير الكلمات البذيئة

: حبيبتي ، قلبي ، يا عسسسل إنتي .. يمممة شقد حمارة أختـ ـ ـ

: حمارة إنتي و محمد يا حيوااانة ، مو بس دماغي حيتأثر إلا أدمر دماغج وياية

لتعلن الاخرى مع اللين عن مزاج وردي بضحكة لطيفة إرتد صداها على جدران الغرفة : ههههههههههههه

تظاهرت بعدم الاهتمام لتنشغل بـهاتفها ، قليلا و علا صوتها فزعا : عززززززة !!!!

إستدارت الفتاتان نحوها لتتحدث و الخوف ما زال مسيطرا على نبرتها و نظراتها التائهة : واصلني مسج عالواتس ، أكو دراسات أثبتت إنو لازم منسشور شعرنا الا ورة 20 دقيقة من طلعتنا من الحمام .. لإنو أول منطلع تكون مسامات الجلد مفتوحة و الهوا يدخل و يسوي اورام بالدماغ !!

بان التعجب على ملامح لينا ، لتعلق أية متوترة : أها ، همزين قلتيلنا

بـ مشاكسة رغم ان الصدمة ما زالت تاركة أثرها فوق الملامح أكملت عن حديث شقيقتها : ' يا قلبي و عمري وحياتي ' ، كمليها حتى تعوضين خدوش دماغي ، أصلا احتمال من ورة خدوشكم القاااسية و السشوار صار بية وررم و اني ما ادر....!

لتقاطعها اية بحدة : وووجع ميس اسم الله الرحمن شنو هاللغوة السخيفة ،، إسم الله اسم الله ، لتجيبين طاري هالمرض مرة ثانية و تتفاولين !

: ههههههههههههه اي مو من اجيب طاريه هوة رح يسمع و يجي ركض ،، ههههههههههه صدق تخللللف ههههههههـ ـ

: و سسسسم و زقنبوت شقد تاافهة

قطع استرسالهم في تلك المناورات رنين هاتف إحداهن ، فـ صمتن جميعا و كإنما تلقين خبرا أخرسهن عن تحريك ألسنتهن الثرثارة ، لتكون الشقية أول من تفجر فقاعة السكون بضحكة قصيرة ، لتكتفي الاخرتان بـ بسمة تلون الملامح ، تحـركت اللين نحو هاتفها الحبيب ، لترى من ذا الذي تذكرها وهي في خضم نسيان الجميع إلا ذاتها ! ، وصلها تعليق ميس الساخر مغلف بضحكة مشاكسة : هذاا عموري ؟ يمممة أروح فدوة لأخوية الروماانسي دااايخ من الحب !

: ميس إنجبي

نهرتها أية لتتبع جملتها بالإقتراب من السرير و الارتماء فوقه هي الأخرى ، فـ عملها مع زوجة أخيها قد ترقن قيده حتى تنهي الأخيرة مكالمتها ؛ لتواجهها ميس بـ غيظ : سم و قزرررقط بقلبج يااا اييية ،، سسسسم


أما هي فـ حالما تبينت هوية المتصل حتى شعرت بـ إحتقان حاد في الحويصلات ، و كإنما عقد تلك التي تكونت في القصبة التنفسية لتحتجز الهواء بها حتى كادت تخر صريعة من تأثير سمومه ! ، رفعت الهاتف فوسدته اذنها لتصلها نبرة هادئة ، لصوت إشتاقته حتى الإرتعاش ! ، رغم ما تحاوله جاهدة للعبث بأقراص الحنين لذلك الوجه المتصلب تجد إنها تهزم احيانا فتعود لمتابعة تفاصيل تلك الأيام الخوالي ، حينما كانت تستند على ظله و لعجبها تشعر بدفئ إحتضان أذرع ذلك الظل لجسدها الفتي !

: السلام عليكم .. هلاو لينا ، شلونج ؟

شهقة مليئة بالشوق شقت الحنجرة طوليا ، لتتبعها بشق أخر عرضي ، يا الله .. يالقسوتك يا أخا لم تلده أمي ، كيف إستطعت أن تعود بعد كل ذلك الهجران ؟ أ ثقة تملأ رأسك الضخم بأنني ما زلت أنتظرك كـ طفلة متعطشة لـ حجر والدتها رغم تعنيف أصدرته بحقها منذ دقائق لا أكثر ؟
إشتقت ، و ربك إشتقت لغطرستك و لذلك الوجه الأبيض المكسو إحمرارا عند كل إنفعال تمر به ، إشتقت حد البكاء ، بل حد الرغبة بـ الصراخ و التوسل لـ رؤيتك ، و لكنك أحسنت تدريبي يا أنت ، توفقت بـ حياكة ثوب العجرفة الصفائية لأرتديه عند كل حاجة تلزمني ، و ها انا الآن أقف لا أمامك و لا قربك ، و لكني أحتاج ان اختبئ خلف ذلك الرداء الشائك لـ أجعلك ثاني المتضررين بـ خشونته .. بعدي !

استلت من بين الانفاس جزءا صغيرا لتملئه بكم من الحروف الثابتة بقوامها و ركوزها : هلاو بيك

شعرت به يزفر غيظا ، ليدغدغ أسماعها إهتماما فلت منه : شخبارج ؟ .. مشتاقلج !

هبط قلبها بين لفائف الأمعاء ، لتحيطه الأخيرة كـ ثعبان إلتف حول فريسته ، فتعتصرته إعتصارا ينتج عنه شفافية الكرستال الهابطة من برك دمعية ، ماها أنقى من بحيرات الشمال ، فضت من على الوجنتين دليل ضعفها لتستمتع بما يصر على تأكيده : دتسمعيني ؟ قوليلي شلونج ؟ بالي يمج !

: الحمد لله

كادت أن تغص بالنطق ، بل تحرم منه .. سمعته يزفر مجددا ، ثم انخفضت نبرته اكثر عن ذي قبل : باجر عــرسج !

ليست متيقنة بأنها كانت جملة إستفهامية أم أخرى للجزم ، و لكنها إرتأت أن تعقب بـ همهمة ضعيفة ، لا معنى فعلي لها ، شعرت بمغادرة الفتاتين لتتركانها حرة تحادث ذلك العنيد ،
ليفاجئها مرة عاشرة : تريدين اجيبلج بيبي ؟

: لا عادي .. شكرا

تلميذة هي .. و قررت أن تبدع الآن في إختبارها لتقدم كل ما حفظته يوما من قواعد التجريح ، فـ ماكان منه سوى أن يقول حانقا : شنو شكرا ؟ ليش دا انطيج شغلة اني ؟ دا اقلج عرسج و لازم وياج أحـ ـ

: هه ، لا عيني تعلمت ابقى وحدي ، قتلك شكرا

: مشتاقلج حقيرة !

سيلان جارف مصاحب بهزات جسدية نتجت عن إنتفاضة عنيفة مصدرها ذلك الفؤاد الضعيف ، تبا له كم أشقاها في الفترة الأخيرة ، أخبرني برب صور هذا الكون و أبدع في تصويره ما انا فاعلة بشوقك و عطفك لم ينالني ولو لبرهة ؟
أحتاجك أخي .. و الله أفعل و أنت على ما أنت فيه من جبروت قلب و روح .. فقط لو تكون معي و نفسك صادقا لكان حال أبناء صفاء خيرا ، فـ أنا تغيرت .. لم اعد تلك المتيبسة المشاعر ، بت أهذي وجعا و رغبة للإحتواء في كل ليلة ،، و لم اعد أخجل من ذلك الضعف كما كنت سابقا ، تغيرت و آن الآوان لك لتفعل ! من أجل حياة هربت منها ، و بغداد حزمت حقائبك للفرار من دماءها ، من أجل أخت ! أما تستحق اختك خطورة المحاولة ؟

إن لم يحاول هو ، ستكون هي الأجرأ في المبادرة ، ستمزق ذلك الرداء السادي من على قدها الضئيل ، ستكتفي بـ ذاتها التي لم تجدها سوى هنا ، بنبرة راكزة هدفها الرسوخ في ذهن ذلك البعيد إستطرقت : تدري ، لهسة منسيت اخر مرة شفتني شسويت !

لا تعلم لم شعرت بـ أن إرتخاء نبرته و تلك التنهيدة تعبران عن شبه إبتسامة ، ليجيبها فيحبط أملها في الهجوم عليه : أني الي سويت لو إنتي ؟

بـ رفض لحديثه ردت : اني شسويت ؟ إنتة الي عفتني اطلع بدووون لتقول شلونج ما لونج .. عبالك ' كإنه ' مصدقت على الله تخلص مني

لتتحول نبرته للوقاحة ! كما هو دوما : باعي اني مخابر أسأل عليج ، تريدين تتعاركين عندج عمر طلعي عليه خبالاتج تدرين بية ما اتحمممل !

إهتزت الروح بين جوانح حاجتين ، أولاهما قتله ، و الثانية قتله : عزززة ، إنتة مو طبيعي والله ، علييي اني اختتتتتتتك

صمت ران من قبله ، لتتعاظم الانفاس ، و يرتفع شأنها و من ثم يقطع حبل الهدوء بـ نصل رفيع : و شتريد حضرة جناب أختي حتى تسامح اخوها الي راكبه الغلط من سااسه لرااسه ؟

السخرية اللاذعة لم تردعها عن قول ما توده منذ البداية : تجي باجر ، اريد احس ظهري قوي ، ما اريد تكسرني !

و الله شعرت بتصلب عضلاته و كإنما هي ، هو !
ليعلق بعد برهة : ما عاش الي يكسرج واني موجود ، و لا عشت اني لو كسرتج ، جاي إن شاء الله .. بس ما اطول

لم تستطع كبت ضحكتها المتفاجئة و المكسوة بالسعادة ، لتردف مسرعة : و بيييبي هم جيييبها

: إن شاء الله ، بعد ؟

: هاهية ، بس لتتأخرون

: نتأخر ، عندي خفارة اليوم ' دوام إضافي ' و اكيد رح اتكسر منا لباجر

: أهووو ، يللا مو مشكلة المهم تجون ، علييي مو تكـــذب علييية ، إنطيتني كلمة إنتة ، و ترة وعد الحــر دين ؟

: ديللا يللا روحي

: عليييي الله عليك لتكذب

: وجع شنو زعطوط اكذب عليج ، ولي ياللا ، و سلميلي على عمر

: الله يسلمك

: صدق هوة شلونه وياج ؟

: زين

: زين لو كولش زين ؟

لينبح صوتها بلا إدراك : عادي !

: عادي لو زين ؟

: اهووو ، علي شبييك ؟

: أريد اتطمن على اختي شبية يعني ؟

: بعد وكت أفننندي ، صار لي كم شهر هسة قررت تتطمن ؟

: إييي طبج مرررض مو صوجج صوجي أني دا أسأل ، و ترة طول هالفترة ما اسأل لإن متأكد انتي بيدين امينة !

مجرد التبرير هذا ، لـ هو إشارة لـ غيث سماوي ينذر بالهطول قريبا ،! حمدا لك يا إلهي ، الف حمد و شكر لجلال وجهك و عظيم سلطانك ، اتمم علي فرحتي بـ رؤية ملامحه المكفهرة بسبب أو بدون .. يارب







.
.
.



علمني حبكِ..
كيف أحبك في كل الأشياءْ
في الشجر العاري, في الأوراق اليابسة الصفراءْ
في الجو الماطر.. في الأنواءْ..
في أصغر مقهى.. نشرب فيهِ..
مساءً..قهوتنا السوداءْ..
علمني حبك أن آوي..
لفنادقَ ليس لها أسماءْ
و كنائس ليس لها أسماءْ
و مقاهٍ ليس لها أسماءْ
علمني حبكِ..كيف الليلُ
يضخم أحزان الغرباءْ..
علمني..كيف أرى بيروتْ
إمرأة..طاغية الإغراءْ..
إمراةً..تلبس كل كل مساءْ
أجمل ما تملك من أزياءْ
علمني حبك أن أبكي من غير بكاءْ
علمني كيف ينام الحزن
كغلام مقطوع القدمينْ..
في طرق (الروشة) و (الحمراء)..
علّمني حُبُّكِ أن أحزن
وأنا مُحتَاجٌ منذُ عصور
لامرأةٍ تَجعَلَني أحزن
لامرأةٍ أبكي بينَ ذراعيها
مثلَ العُصفُور..
لامرأةٍ تَجمعُ أجزائي
كشظايا البللورِ المكسور



نزار قباني





في إحدى المقاهي الرجالية ، يتقابلان بجلسة مريحة ، يستمتع أحدهما بسحب أنفاس متتالية من الـ ' أركيلة ' ، بينما الاخر يكتفي بالتواجد

: لك **** باجر عرسك ، صارت صدق !

إكتفى بإبتسامة طفيفة ردا على قول رفيقه الهادئ على غير عادته ، ليعود الاخر فيردف مشيرا بأنبوبة الاركيلة نحوه : علي رح يجي ؟

أجابه بـ تفكير : ما اعتقد ، خابرته البارحة و قتله بس تعرفه

ليعلق هو مثبتا الانبوبة في مكانها : مو ناقص ، أكو واحد ميوقف يم اخوه بهيج يوم

ما كان منه إلا أن يقول : وراه مصيبة

: أقلك شووكت ينفذون الحكم بعبد الملك ؟

لحظة افصحت عن تأثره اردفها بـ : اسبوع الجاي ، ' ليعقب ' تدري لهذا سرعت العرس لإن لو انتظر شكله ميصير !

بـ هدوء علق : خو قصتك صارت قصة عنتر

إكتفى بهز رأسه صامتا ، ليضيف بعد أن إرتشف من قدح الشاي المحتضن بكفه : تدري ، الضابط مصطفى اليوم خابرني

ليعقد حاجبيه متساءلا عن السبب ، و ليته لم يفعل ، فما نطق به الأخر قد شق القلب لنصفين غير متكافئين : يقول يريد يناسبني !

إهتز ' إستكان ' الشاي بيساره ، ليفضح إرتجافة قلبه الأخرق ، حاول جاهدا التماسك و لكن هيهات ، فها قد حان وقت الجد ، خطوة هي كانت فاصلة بين جنونه و الواقع ، لينتصر الاخير بـ رجاحة عقل و إسلوب ، تاركه يمشي متخبطا كمعتوه لا يدل دربه ، بل لا يدل عقله !

أنزل الـ ' إستكان ' على الطاولة ، بينما حجابه الحاجز أبى أن يهبط ، فـ قد إنتفخت بطانة الصدر بـ وقع المصاب ، لا يارب .. ليس الآن ، ما زلت اغرق ، لم أجد طوق نجاة حتى هذه اللحظة ، لست مستعدا لأن أحرم من مياهها العكرة كـ حوت يبعد عن محيطه المالح !
خطيئة توشم الجبين ، اعلم ! ، أتناولها صباحا فالمساء و لا أشبع ، أتوق للتلذذ بها رغم تحريمها ، و كإنها التفاحة المحظورة ، انا كـ مجنون يتوه في خطى العقلاء ، فـ يصدم بهذا ، ليدفع به ذاك ، لا يتزحزح أحدهم عن إستقامة دربه ، فقط هو من يتقلب بين هنا و هناك بلا مرشد و لا وعي !
لا يرى سـوى طفلة لعنة الله على شياطينها كل وقت وحين ، طفلة أغرقته بغير ذي قصد ، تأتيه فقط لـ فك غلاف دميتها الجديدة ، أو لـ شراء السكاكر ، و أحيانا للتميز عن أقرانها بدلال معنوي !
واحدة أخذت منه الـ كل شئ ، و هاهي تشد الرحال متعمدة الغيبة ، بل غير متعمدة !

: الن يمعوود مو دا احجي وياك !

جر بـ تذليل لقلبه من وحل افكاره لـ يصفع بـ كف ضخمة تدعوه للتماسك ، فقط لدقائق حتى يبتعد عن هنا ،
: ها ؟

: شبيك ؟

: مابية

: زين شقلت عالموضوع مال مصطفى ؟

من تحت الطاولة ، كف تكاد تمزق بعضها لشدة الإنقباضة ، ساقاه مشدودان حتى ظن إنهما إلتصقا أرضا لا محالة ، نار شبت في معدته لتتوزع سفليا و علويا لتكوي السنتها الجسد بأكمله ، حتى هيئ لرئتيه امتلائهما بـ رائحة شي الخلايا !!

: لتنطيه !

نطق بها من دون إدراك ، ليتفاجئ عمر فيستفسر عن السبب : ليش ؟ سامع عليه شي ؟

بربك قف ، أصمت .. أو مت وقتيا حتى ابتلع لقمة الصدمة و من ثم ناقشني ، من ثم سلني عن رأيي بـ خاطب لـ فتاة احببتها ، فقط أمهلني القليل من الوقت مع كأس من الفساد النتن ، ليساعدني على دفع اللقمة عبر المرئ لـ أحتجزها في المعدة المتقدة بنيرانها !
لا يعلم من أين انير قبس من أمل واهي دفعه للإقتتال من أجل البقاء المؤقت ، فعلى كل حال لن يطيل الوقت حتى يحرم الحوت من محيطه الأزرق : لأ ، بس هوة مو كردي ؟ شلون تزوج اختك لكردي ؟ شتفتهم منه و من أهله !

بان الاستهجان على الأخر ليعقب : و إذا كردي ؟ ، شو يحجي عربي احسن مني و منك ، و ما دام مسلم و عراقي و خوش ولد و ... !!

ثرثرة لم تعبر عتبة اسماعه ، فبابه اغلق بعد تلك الكتلة الهائلة التي حشرت عنوة في القناة السمعية لتصمها عن كل شئ أخر ؛
مسلم .. نعم ذلك مسلم ، أما أنا فـ لا ، أنا لست سـوى مسيحي حلت عليه مصيبة بـ عشق نبت بـ فؤاده لـ مسلمة ، لم ينبض احمقه لبنات دينه ، كما يفعل لإبنتهم !!
تلك التي تقتله ببراءتها ، و سذاجتها ، فـ ما زال لها ظلا لا تشعر بوجوده ، رغم إلتصاقه بخطواتها نهارا ، و الولوج لـ داخل تقاسيم جسدها ليلا ،
: بس جبييير ، أختك صغيرة

: ألن هاي شبيك عالرجال ؟

' تخبلت ' ، هذا ما بي يا صديقي .. لقد جننت و شقيقتك هي التي جرت شعرة العقل الرفيعة لتقطعها من جذورها الراسخة في الدماغ ، لتتركني على حالي هذا ، أثير عجبك أنت و اخرين !

: ما بية ،، شبيك انتة كل شوية سائلني ؟

: شبية اني .. ؟! إنتة الي مو طبيعي و كل شوية مطلع للرجال عيب ، و من اقلك تعرف عليه شي تقول متعرف ، زين قلي .. إحتمال الشغلة تسوى حتى ما اقللها ولا اخذ رأيها ، ألن ميس مثل اختك و اكيد تريدلها الصالح ، فهمني سامع عليه شي ؟

ترك للشرايين حرية ضخ محتواها للـ رأس ، ليتشبع الدماغ بحجم عظيم من الدماء الحارة لتسبب غليان عنيف في المخ ، فتختلط اوامره العقلانية بترهات حطت رحالها به بعد رحلتها السريعة من شمال الصدر ، لتستنطقه جورا و بهتانا بحق رجل لا دخل له في لعنة الجنون التي تصفعه بكفوفها
: أعرف أشياء ، قله لا وخلص مو مهم تعرف شبيه

: لا مهم ، مدااام اجا و خطب هوة يدري رح اسأل عنه

: شتسأل واني هسة دا اقلك مو خوش رجال ، بعد ماكو داعي ، و حتى إلها لتقول !

: زين فهمني شبيه ؟

: تدري مرح اقول ،، عوفها للشغلة

ألن متأكد إنتة ؟ ترة الموضوع مو سهل ، ميصير تظلمه و انتة ممتأكد

: إي متأكد !

' إي ' .. متأكد بأنني أغوص في الخطيئة أكثر ، و اتنفس رائحتها العفنة بتراكيز أعلى ، بل و أتناول وجباتها المليئة بالقاذورات بغير ذي شبع ، و يبدو أن بطني ستملأ زقوما دنيويا بغير إدراك حسي
فقط من أجلها هي ، إبنة الأمة المسلمة ،!





.
.
.


 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء   رد مع اقتباس
قديم 14-12-12, 12:30 PM   المشاركة رقم: 868
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أبرياء حتى تثبت إدانتهم

 



تلومني الدنيا إذا أحببته

كأني أنا خلقت الحب واخترعته

كأنني على خدود الورد قد رسمته

.. كأنني أنا التي

للطير في السماء قد علمته

وفي حقول القمح قد زرعته

.. وفي مياه البحر قد ذوبته

.. كأنني أنا التي

كالقمر الجميل في السماء قد علقته

.. تلومني الدنيا إذا

.. سميت من أحب .. أو ذكرته

.. كأنني أنا الهوى

.. وأمه .. وأخته

من حيث ما انتظرته

.. مختلف عن كل ما عرفته

مختلف عن كل ما قرأته

.. وكل ما سمعته

.. لو كنت أدري

أنه نوع من الإدمان .. ما أدمنته

.. لو كنت أدري أنه

باب كثير الريح ، ما فتحته

.. لو كنت أدري أنه

عود من الكبريت ، ما أشعلته

هذا الهوى . أعنف حب عشته

.. فليتني حين أتاني فاتحا

يديه لي .. رددته

.. وليتني من قبل أن يقتلني

.. قتلته

.. هذا الهوى الذي أراه في الليل

.. أراه .. في ثوبي

.. وفي عطري .. وفي أساوري

.. أراه .. مرسوما على وجه يدي

.. أراه .. منقوشا على مشاعري

.. لو أخبروني أنه

.. طفل كثير اللهو والضوضاء ما أدخلته

.. وأنه سيكسر الزجاج في قلبي

.. لما تركته

.. لو اخبروني أنه

سيضرم النيران في دقائق

ويقلب الأشياء في دقائق

ويصبغ الجدران بالأحمر والأزرق في دقائق

.. لكنت قد طردته

.. يا أيها الغالي الذي

.. أرضيت عني الله .. إذ أحببته

أروع حب عشته

فليتني حين أتاني زائرا

.. بالورد قد طوقته

.. وليتني حين أتاني باكيا

.. فتحت أبوابي له .. وبسته

.. وبسته

.. وبسته

نزار قباني




لا عجلة زمن تتوقف من أجل أحدهم ، و لا حتى تبطئ بخطواتها ، فـ عمر يمضي و هم راحلون .. من يماشيه فلنفسه ، و من يعاديه فـ لا قدرة له على غلبة الوقت ، كانت كـ البقية .. تماشيه كرها و إجبارا ، ! ليستفحل هو على ضعفها و قلة حيلة تسكنها من شعيرات رأسها لأخمص القدمين
تجلس في صالة الشقة بجسـد مضمحل ، البشرة يغطيها الشحوب و العينان غائرتان في قرار رمادي ، تستمع لاحاديثهم المتشعبة بـ أذن صماء ، و لسان اخرس ، فلا يهمها التعقيب عن أي موضوع ' تافه ' كما تراه ، ما يجول بخاطرها المكسور أعمق و ذو اهمية أعظم مما تقولانه ، ما يمزق فؤادها المثقل بأرطال السموم الـ 'علية ' هو أكثر وخزا من أن يسمح لها بالاقتراب من دوائر احاديثهم ، هي ليست سوى مجرمة ترتدي الاحمر فيتقيد ميعاد شنقها ، تعاني الإحتضار منذ شهور ، و ها هي حتى الآن معلقة من نحرها الطويل ليجف ريق الهلع بها ،!
لن تنسى يوما فعلته .. و لن تسامحه ، لا اليوم و لا غدا و لا بعد سنة ، لقد إصطبرت شهرا عن الاتيان بذكره جهرا ، أما ما يدور في الخلد لا يعلمه غير رب العرش العظيم ، و كما نجحت لثلاثين يوما ، ستفعلها لثلاثين سنة ضوئية أخرى !
يقولها بـ وقاحة قلب و روح بأنه إختار اعادة بناء حياته بعيدا فمعها لا حياة تربطه ، و كإنه لم يحطمها كـ كأس مرصع بـ ياقوت و مرجان ، ملئ بـ حلال الخمر و لذيذه ، فـ كسرت هي و فاض خمرها الحلال ، بل عشقها المغلف بـ عرس غير إعتيادي .. عرس من دماء !
لربما كانت فعلته خيرا ، فـ هكذا لن تضطر لإن تخبره عما تحمله في رحم العاطفة ، لن يعلم بأنها ستصبح لـ صغيره أما ، لن يعلم بأن ليلة في عمرهما مليئة بـ المجازفة و الجنون و العشق المحظور سببت بـ إنبثاق شعلة أكبر و اعظم لتربطه معها طيلة العمر شاء ام أبى ؛
أي خير ذاك الذي تبحثين عنه يا أنتي ؟! تخفين ما برحمك و تطلبين الخير من الله ؟ لكنه هو من إبتدأ ، و هو من رفض الإستماع لما هو اكبر من الحياة بيننا ، هو من قذفني كـ بقايا خردة إنتهت صلاحيتها ، و هو من إستبدلني بـ أخرى بذات الوقت الذي إستبدلت به أبي و أمي و الناس اجمعين ، يعلم جيدا ما أصبحت عليه به ، و يعلم مدى إنهياري لأجله ، و بكل بجاحة ذكورية يـؤكد لي بأنه إختار أن يكمل النصف الباقي من عمره في أحضان أخرى ليشبعها من رجولته الناخرة لعظيمات قلبي و الخانقة لـ صمامات شراييني ، يحتضنها و يكون لها الموطن رغم إنه لي لم يكن سوى منفى ، يغدقها حنانا و انا التي لم اتذوق سوى قسوته ،، يغطيها بدفئه و أنا التي إحترت أن أشتعل بناره أم أن اتجمد بثلوجه ، فـ عندما كان لي لم يكن هنالك من منتصف بين جحيم و جليد ، أما يشعلني او يدفنني تحت اطنان متثلجة !
لطالما شطرني و بعثر اجزائي ، لطالما نصف قلبي و شق جيوبه ، لطالما تلوثت يداه بدمائي ، أيظن بأن أخرى ستذيقه ما تناوله معي ؟ العبرة ليست بالمدة ، بل بالجنون ، و معي قد شهد أعاصير العشق السرمدي ، و إن لم يحمل لي حبا ، فـ أنا من أغرقته بـ مشاعر لن يجد لـ عطرها شبيه ، أنا من أدخلته مدينة الموت ، و أقسمت أن أشاركه النزهة بين القبور ، أنا من حطمت له حياته ، لأربطه بي بغير قصد ، لن ينتهي مني و لو بعد مائة عام ، و لكنني سـ أفعلها و أفر من قسوة ذكرياته المريرة ، كما هو قلبه ، و كما هو طعم إحتضانه ،!
إلهي .. كيف إستطاع النسيان و التغلب عن حرقة الذكرى و عبقها ؟ لم انا ما ازال اشعره كل ليلة و كإنني بالأمس قد تذوقت جنوني معه ؟ و إن أرخص عمري و لقائنا فـ كيف ترك لـ ضميره ان يموت ؟ و الله لم أعهده هكذا ، دوما ما كان رجلا عن سبعين اخرين ، كيف يدكرني تصديق قوله بأنه نحر كرامته التي هدرت في أرضنا و مضى مع الوقت ؟، ماشاه و لم يعاديه !

آه عليها و على صغيرها المظلوم ، سيجئ هذه الدنيا و لا يعلم ما حدث من قبله ، و لا تعلم هي ما سيكون من بعده ، تبتهل لله ان تصاحب مجيئه رحمة ، لكنها تخاف ظلم أبيها ، لا علم لها عن نية تسكنه تجاه قاتل إنوثتها المأجور و إبنه ، ذاك الخانق لـ عنق العشق بـ يد ضخمة مخدشة !

أطرقت رأسها لبرهة حالما وصلتها نبرة والدها الذي دلف عليهم لتوه ، سيجن جنونه لـ رؤيتها هنا ، فهي قد حرمت من الولوج خارج الغرفة عند تواجده في الشقة ،، بالإضافة للإحتجاز التام المصدر بحقها ، فـ منذ وصولهم هذه البلاد لم تعتب الباب الخارجي ، و لم تقابل أحدا غيرهم هم ، أهليها ،! حتى أمر توثيق زواجها فالطلاق قد رفض من قبله .. بل أجل حتى إشعار أخر ، فـ إن ذهبت سيعلم صهره بأمر حملها و بالتأكيد ستكون له ردة فعل .. لذا يجب ان يكفن الموضوع و يدفن ، و من ثم يعاد إحياءه في الوقت المناسب !

تخشب جسدها محله و كإنما مساميرا عملاقة قد اخترقتها لتثبتها بأرض تبغضها و تطردها ، فـ والله تشعر بقرف والدها و استهجانه من وجودها المنفر لخلاياه العصبية ، قاسم ذلك الرجل الناجح بكل شئ ، حتى في طرد الشياطين من السيطرة على حياته ، ليكون تائبا متعبدا اغلب وقته ، لا يستفزه سوى ذكر رجل واحد ، و إمرأة ، و لسوء الحظ ليس الرجل سوى زوجها ، وهي الإمرأة !
: وين رجلج ؟

محدثا الـ ' متزوجة ' و المعترف هو بزوجها ، روشن ، لتجيبه الاخيرة بتوتر ناتج عن حدة صوته : بالمحل

إبتلعت هي وجع الشعور بعد إنصات كافة حواسها لـ خشونة نبرته التي تشتاقها ، والله يا أبتي إشتقت ان تطئ نظراتي الخجلة عتبات عينيك الساهمة ، إشتقت ان اراك و احدثك ، عقابك لي يكاد يأتيني بـ مقتل بطئ ، أنت تؤلمني و تخنق بي الروح ، كن عادلا يا سيدي و عاملني كإمرأة ، كما استحق !
إبنة حواء ضعيفة يا ابتاه ، وجودي مع ادم شرس أجبرني على تنفس هواءه المذموم ، لا تلمني على إدماني سما تتشربه خلاياي بنهم و عطش ، لا تلمني لكوني اعلنت ضعفي و رفعت رايات إستسلامي للإنحدار من فوق هاوية مشاعر افتقدتها دوما .. سقطت من علوي في عينك .. و ها أنا ادفع ثمن عدم تشبثي بقشة من أجل أن أبقى كما أنا لـ أجلك فقط !
و لكن بربك يا حبيب ، ألا ترى بأن الله قد أرسل مصيبتي لك لـ تعود إليه راجيا و متوسلا عطفه و رحمته ؟ لو لم أكمل انحداري بعيدا عن مملكتك ، ما كنت سـ تكون كما أنت الآن !

: طلعوا برا

أمره التعسفي اجبرها مع شقيقتيها لأن تغادرن ، مقلتاها تكتلتا دموعا حارة ، و تقلصات اسفل البطن بدأت بإيلامها جسديا .. لتجر خطاها خارجة من المكان ، و قبيل أن تخطو العتبة مرها خاطر يدفع بكتفها بأنامل ضخمة لتتوجه نحو الجسد الراسخ فوق مقعد جلدي ضخم ، شعرت بـ تجمد شقيقتيها عن الحراك ، ليصلها منهما اعتراضا صامتا و توسلا لتعود ادراجها ، إلا إنها لم تهتم ، بل أكملت الدرب نحو جرف الجحيم ، لتلظى بناره قبل أن تطأه قدماها ، حرارة الألسنة وحدها تكفي و تزيد ليدركها الرعب من المواصلة ، و لكن تلك الانامل لم تكف عن فعلتها ، لتنهي رحلتها قرب مقعده الضخم ، إنهيار قلاعها الصلدة قد تعاظم وهي تنحني بضعف ، لتستقبلها الارض بكرم ، كان جامدا حد الوجع !
لم يرف له جفن رغم عويلها الذي إرتفعت طبقاته ، صامدا ضد إنكسار صغيرته بـ شموخ رجل مثقوب الكرامة و تملئ نفسه رغبة بالإنتقام من المطرقة التي ثقبته ، و كذلك المسمار ! يسكنه منها غضبا و جورا و حقدا ، يود عقابها على تنكيس رأس رجولته و ثقته أرضا و إن كان الأمر بينه و بين ربه ، يود أن يخنقها فيغسلها بدموع محاجره كي تتطهر .. علها حينها تعود نقية الروح حبيبته ، و لكن هيهات و هي تحمل بذرة قذرة بين أحشاءها يراها تكبر يوما بعد يوم تستل لنفسها عمرا متغذية على صحة إبنته و دماها ، تضعف فتاته و تضمحل ، ليكبر إبنه بها و ينمو !
نطفة ذلك الجرذ تنبت في رحم طفلته ، فتثبت له بأن أملا قد ظل متمسكا به بكون إبنته ' عاقل و لن تخيب ثقته ' قد طار أدراج ريح عاصفة ، لتصفعة التيارات الحارة فيستفيق على حقيقة طعنه بـ خنجر في الكتف ! ، يالفعلتها الشنيعة .. بلهجة شديدة الحدة نطق من دون ان تتزحزح نظراته عن شاشة التلفاز امامه : وخروها من قدااام عيني

إرتعبت بكره من عنف اسلوبه ، لتتقدم صاغرة لأوامره ، فتتوسل صغيرتهن ان تنصت لأمره ، بدأت تجرها من زندها بلطف ، لتفاجئها الأخيرة بتشبث كفاها في ساق والدها فتميل عليه منتحبة و كإنها عجوزا قد وصل لها خبر إستشهاد وحيدها في الحرب !
: جلنااار قومي حبيبتي ، قومي و قولي يا الله

محاولات زينة لتخليصها من غضب والدها لم تعود بنتيجة ترجى ، اذ انها تمسكت به اكثر لـ تستنطق نيران صدرها اللسان فيتوسل الأخير مذلولا : بابـ ـ ـا ، الله يخليييك سـ ـ ـامحنييي ، بعـ ـ ـد ما اتحممممل ، حمـ ـ ـووت والله حمـ ـ ـوت !

: زييييينة وخريهاااا لبت الكللللب قبل لا اخليها تنسى إسمهاااا

: جلناار قومي ياعيني ، إششش قوومي و عوفي بابا ، بعدين تعالي هسة قـ ـ

: وخرررري مني ، عوفييني ، خلي يضرربني ، أني اريييده يضربني و يمووتني ، أريـــده يعاااقبني .. تعبببت بابا والله احس حمموووت الله يخليييك كـ ـ ـااافـ ـييي

: وخــروووهااا

هذه المرة تعاونت كل من زينة و روشن لمحاولة جرها ، و لم تفلحا البتة .. لينتهي الأمر بإستسلامه هو ، و مغادرته المكان تشيعه دموع غاليته و غصات روحها الملتاعة ، فـ لا قلبا من حجر ينتصف في الصدر عند فتياته ، لا يقوى جفاف إحدى زهراته ، بل يقوى .. كما تحمل إنهيار زينة ، سيتحمل إنهيار أختها .. كما ربت بكره صغيرتها بمفردها ، ستربي اخر العنقود طفلها وحيدة .. و كإن العمر قد عاد ليكرر ثرثرته فوق أسماعهم الضجرة ، و كإن الماضي قد مر مجددا إلا إنه متلحفا بـ مصيبة أكبر ، و خسائر أعظم !






.
.
.







حبيبتي إن يسألوك عني يومَا، فلا تفكري كثيرا
قولي لهم بكل كبرياءٍ، يُحبني .. يُحبني كثيرا
صغيرتي إن عاتبوك يوما، كيف قصصت شعرك الحريرَ
قولي لهم أنا قصصت شعري، لأن من أحبه يحبه قصيرا
صغيرتي إذا معاً رقصنا، على الشموع رقصة مثيرة
وظنك الجميع في ذراعي، فراشة تهم أن تطيرَ
فواصلي رقصك في هدوء، واتخذي من أضلعي سريرا
وتمتمي بكل كبرياء .. يحبني يحبني يحبني كثيرًا
حبيبتي يا ألفَ يا حبيبتي، حبي لعينيكِ أنا كبيرٌ
وسوف يبقى دائماً كبيرا



نزار قباني





ياسمينة الحي ،
حبيبة الفؤاد و إحدى نبضاته ،
عوجاء الأضلع و مصاصة الدماء
إبنة السلطان ، و أخت الملك !
اليوم أعلنت عصياني و تمردي على كل وعد قد قدمته ، على اي عهد حانق و تهديد غاضب قد نطقته ، الليلة قررت أن أحط شرائعا جديدة و أشيد مسلة من قوانين منظمة ، عادلة بحق قلبي المتأرجح بين كفي محبوبتي ، إدماني و عصياني ، هي التي جعلتني بالحب كافرا ، لتعيدني به مصدقا و متمسكا ، هي التي أسكنتني في كهوف الهم ، لتعود فتنير لي قبسا بزمردتيها الشهيتين ، هي التي نطقت بحق حياتي الظلم ، لـ أفاجئ بإلتهام ثغرها اللذيذ لـ بقية عمري ، هي التي سكنتني و أسكنتني بها ،
حبيبة عمري الغالية ، سـ تقلدني شرف رؤيتها بالأبيض ، سـ تستدير أصابعي حول خصرها الغظ الملفوف بـ لون اللؤلؤ ، ستكون عروستي ، ستكون فتاتي و زنبقتي ، كم أود إستنشاقها الآن ، بت أعشق عطر الياسمين و لون الياسمين و شكله ، إلا إسمه .. فمن اسماء بنات حواء لا أعشق سوى اللين قلبي ، هي من كانت و ستكون دوما صفة لـ قلب عمر !
عمر من دون لينه كان تائها والله ، لا يود ذكر تلك الأيام ، إلهي كم من وجبات يأس قد اجبر على تناولها مسبقا ، كم من فراغ بـ شمال الصدر شعر به عند كل خبر راح يلقى فوق أسماعه من قبل إبنة أبيها ، كم من نبضة ضاعت بمرور السنين ،! كل شئ قد عاد له الآن حتى هي ، فـ ها هي تنتظره خلف هذا الباب ، ليزف لها عريسا ، لم يفلح بـ أن يحتضن غيرها عروسا ، كانت أولاه منذ الأزل ، و هاهي الأولى تتربع بـ كامل زينتها على عرش العروس ، و كإن عرش الفؤاد لم يكفيها ، و لكن لتتدلل ، فالليلة لها كما هي لي ، سأعوضها .. إن شاء الله سـ أكون لها كما كنت دوما ، عمر يعشق ادق تفاصيلها الحبيبة
إلتفت يمينا حيث يقف أحد ساعديه ، ليشد الأخير أزره بإبتسامة هادئة ، فقول جميل : احمد الله ، على حجيك جان هالشي مستحيل !

همسة من أعماق الروح توزعت بين شفتيه و اللسان : الف الحمد لله و الشكر

تحدث الأخر عجلا وهو يتحرك خطوة نحو الخلف : أقلك ، علي مخابرك ؟ شو لهسة ما إجى ،، لو خلاني اجيب بيبيته وهوة غلس عالجية ' طنش ' ؟

جمدت ملامحه لثوان اعقبها بـ هستوة ' للتو ' خابر .. يقول مرح يجي

: شقد كلب ، و اخته .. مقال خطية ، والله حقها لو انقهرت و ماتت منه ' كرهته ' !

: كلب مو شلون مجان

نقل الإثنان انظارهما بشكل تلقائي نحو الباب الذي شرع ، لتظهر من خلفه الحنون بـ لباس خليجي أبيض اللون و ملئ بـ كريستالات مبهجة من الفضة ، كانت طلتها مبهرة للشابين ، فـ رفيق شبلها لم يرها غير باللباس الأسود حزنا على فقيدها ، أما الحبيب فـ إعتاد رؤيتها بالألوان المعتمة ، بينما الآن فـ لم يستطع كبح جماح رغبة تسكنه لإحتضانها و تقبيل رأسها الغالي ، : هاااي شنوو كفووحة ، ؟ لا لا لا

ليكمل عليه الأخر بـ شقاوة ' هادئة ' : ماشاء الله عيني عليج باردة ، تنحسدين خالة

ضحكـت بخجل غريزي وهي تحتضن إبنها بكامل ما تمتلكه من طاقة ؛ و صلوات على اطهر الخلق واصدقهم تنبعث من قلبها بإندفاع امومي عطوف ، ثم إبتعدت خطوة ليظهر لها من خلف ألن صهريها ، فيبدأها الكبير ، زوج ملك بـ مباركة هادئة : مبرووك خالة ، شايفين كل الخير ، يوم الي تفرحين بجهاله

إبتسم هو بـ هدوء ، بعكس ما يعتمل بين جنبات الصدر من أهازيج و أفراح عمر ، فقط لو يعلمون عنها ، لتركوه حرا لينطلق بعروسه حتى القمر ، فيقضي معها هنالك عمر العسل ، فـ حياته بوجودها ' هادئة ' تعد أطيب من الشهد ذاته ، وصله صوت والدته ترد على نسيبه بـ دعوات متكررة ، ليتحدث هذه المرة محمد ، خطيب أية .. و من بعده ألن الذي علق باسما : يوم الي تزوجين ابنه ان شاء الله

لتعقب هي بـ ضحكة سعيدة : و أزوجك قبله يااارب

غص بريقه الجاف ، ليبتعد خطوات الى الخلف و التوتر بان بحركاته و طريقة اخفاء كفيه في جيوب بنطاله دافعا بالسترة الرسمية بلونها الحبري الى الخلف قليلا ، ليلتفت عمر نحوه متمتما بـ هدوء : كمل حياتك ، و إنسى !

أ تودني أن أكمل حياتي ؟ أن أنسى إبنة عمي كما تظن بأني ما زلت جالسا ارثي حبها على الاطلال ، خذها مني يا رفيق الدرب ، أنا معلق بـ هوى شقيقتك من قمة رأسي لـ أطراف انامل القدمين ، أنا مغرم بـ مسلمتكم ، وربي و ربكم الواحد أريدها لأكتمل ، أريدها بشدة !
حان وقت دخول العريس ، و كما هي أغلب حفلاتنا ، الزفاف يكون مختلطا ، لذا ، كانت ياسمينة حيهم ترتدي فستانا خاص بالمحجبات ، لا يظهر منها سوى الوجه و الكفين ، و ليتها تغطى بالكامل ، فـ جمال طلتها و روعة مظهرها سلبوا لب عقله ،!
كان من المفترض أن تكون في منزلها مع اخاها و الجدة ، و اقاربهم .. و هو و اهله من يذهبون لأخذها من هنالك ، كما هو المتعارف عليه في تقاليد بلادي ، ليذهب الجميع بعد ذلك لـ صالة العرس ، و لكن كل شئ معهم كان فريدا ، و يال روعة ذلك التفرد !

تمت عملية زفه لـ عروسه ، تلك التي إكتمل حسنها بـ إبتسامة صبح بعد حلكة ليل كئيب ، و الله حسنها خلاب ، بل غلاب ، و هو المغلوب على امره امامها ، سيدة الجاذبية و الجمال ، إمرأة من طين معجون بـ ماء من ذهب ؛ أميرة مكتملة المظهر ، و رغم عناد الجوهر ما زال يراها الافضل !
كانت القاعة مليئة بالنساء ، و اصوات الزغاريد تطغي على كل صوت اخر ، عيناه اختارتا طريقهما ، لينتفخ صدره بكما ضخما من الهواء ، يا الله
ها هو يلتمس حبال حلمه الأزلي ، ذاك الذي ظل معلقا بين سحب السماء ليعانق النجوم و القمر ، حلما كان و ظن إنه سيكون هكذا دوما ، و لكن ها هو يقترب منه واقعا خطوة بعد اخرى ، هاهي أمامه ببهاء يخرس الالسن ، !
تغض البصر أسفلا .. و كفاها يضغطان على مسكة الورد بشدة ، لا يرى سـوى صفا من الاهداب المثيرة و شئ من الجبين الناصع ببياضه ، ثبت شفتيه فوق جبهتها ليطبع قبلة رقيقة ، فيتحدث مدغدغا بشرتها بحرارة أنفاسه : مبروك .. يا قلبي !

شعر بتصلبها يزداد ، فـ حاول تخفيف الضغط النفسي و تقليل نسبة الإحراج ، و الحاجة لمن هم تحت الثرى ، و خلف مسافات بعيدة : كل هالجمال إلي ؟

لـ ترفع برأسها هذه المرة فـ شعر و كإنما احدهم إجتث قلبه من بين الاظلع ليعتصره مرة و اثنتين و ثلاثة ؛ و من ثم يعيده محله ليعود فيمتلأ هو بكم هائل من الدماء ،


لو خرج المارد من قمقمه
وقال لي : لبيك
دقيقة واحدة لديك
تختار فيها كل ما تريده
من قطع الياقوت والزمرد
لاخترت عينَيْكِ .. بلا تردد


آه على سهامك يا نزار .. تخترق القلب بلا تردد فـ تفصح عما ينفخ اوداجه !
عيناها ، لطالما كان لهما دور البطولة في حكايته معها ، لطالما كان العشق متأصلا بين العيون ، قبل القلوب !
كم من مرة قرأها ، و كم من مرات اشتهاها ، سواء لتقبيلهما او تناولهما ، إبتسـم متمتما بـ إنبهار مفضوح : اللهم صل على سيدنا محمد وعلى اله و صحبه

شهد رقرقة خلجانها بـ مياه صافية ، ليهمس و كفه تمتد لتضغط برقة فوق كتفها الهزيل و أمنية ترفرف بين ثنايا الروح لإحتضانها و تثبيت أضلعه المتراخية من أجل حبسها بينهم ، فـ عوجاءه هي ما كانت تنقص ذلك القفص المتهالك ليركز ، و الآن إكتملت مواد بنيانه ، وهي يجب ان تنحشر في مكانها بين الضلوع : إششش ، بلا دمووع ، كل شي يصير تمام ان شاء الله بس لتبجين !

: أريـ ـ ـد علـ ـ ـي







؛





فشلت جميع محاولاتي
في أن أفسر موقفي
فشلت جميع محاولاتي
فتقبل عشقي على علاته
وتقبل مللي .. وذبذبتي .. وسوء تصرفاتي
فأنا كماء البحر في مدي وفي جزري وعمق تحولاتي
إن التناقض في دمي وأنا احب
تناقضاتي
ماذا سأفعل يا صديق
هكذا رسمت حياتي
..منذ الخليقة .. هكذا رسمت حياتي


نزار قباني


بـ بدلة رسمية بلون الكحل ، قميص ببياض السحب ، و ربطة عنق رمادية ، هيئة ملكية و ربكم ، يقف امامي بطوله الفارع و جسده العريض يغطي عن مرآي الكون بأسره ، يسد عيني و يملئها !
والله أشعر بإنصهار ساقاي ، لا شئ يحملني !
كعب حذائي العالي سيتبرأ مني و سيسقطني لا محالة ، قلبي يعتصر عند كل نبضة ، لا أحتمل هذا الضغط .. لا أحتمله ! أقرأ بهمساته مدى عشقه ، و أشعر حينها بذوبان دماغي مع خلاياه العصبية ، دمي يغلي في الشرايين فيخترق الفؤاد بعنف حتى ثقبه الف ثقب ، و من خلف الالف ثقب الفا اخرين ، و يغلي في الاوردة فـ يمزق انسجتي ، فها انا اشعر بالام متعددة في الكبد و المعدة و الكلة و حتى الدماغ الذائب !
عليه ان يتوقف حالا عن الاقتراب ، فـ ليكف عن صفعي بحرارة انفاسه ، ألم يخبره أحدهم بـ أن اللين مجرد واجهة ، بأمكاني ان اعود لـ أجابهه الآن بتمرد ،، كلا لن انجح ، لا عتاد عندي ، و لا حتى جنود .. كل ما املكه اعلن العصيان ، ها انا ارتجف بين يديه ، ها هي خلاياي تتوسله ان يحتويها بكامل إنوثتها و رجولته .. لا يهمني إن اصبحت ' فلما واقعيا ' للحضور ، فما يحرقني حاجة فقط هو أن أحفر كتفه بـ رأسي ، و أنبش صدره بـ أظافري ، كما إعتدت أن أفعلها حين الغضب من تجاوزه حدودي ، من الآن فليتجاوز ما يشاء ، فـ لم يعد هنالك بيننا من خطوط و لا حدود ، أريد أن أكون معه دولة واحدة ، أرضنا تمتد من بغداد إلى الصين !
أقدم له نفسي بـ طبق من ماس ، و ليلتهمني كاملة أو يقضمني أجزاءا ، حتى إن عصرني و جعلني خمرا مسكرا لقلبه لا يهم ، ما يهمني أن أخترقه ، أريد أن أشعر بـ زلزلتي قربه أكثر فأكثر ، تلك الزلزلة التي لم يفلح اي جنس رجل بـ إشعاري بها سواه ، نكرت دوما حطامي قربه .. و ها انا ذا أعترف بـ أنني لا أكتمل إلا و ذراع هذا الرجل تحتويني !!

طالبت بـ أخيها بعدما وصلت لـ هرم حاجتها لقرب العمر ، فـ دماغها السائل ما زال يعمل رغم بطئ اوامرا صادرة منه ، هكذا ستهرب عامدة من ثورة و هيجان الشعور ، و لكن لم يكن بحسبانها أن تشتعل أكثر ، كم ودت أن تغمس بين منكبيه ، و كم توسلته صامتة ، و ها هي الآن تشعر بـ موقدين في طرفيها السفليين يشتعلان ، اغمضت عينيها لـ تنحبس الأنفاس بعد سماعها قوله المتأني : إنسي علي اليوم ، ممكن ؟!

و الله نسيته ، نسيته و لم ينسني إياه غيرك يا رفيقه ، لا اذكر احدا حتى انا فلا اذكرني ، كل ما اوده ان يختفي العالم من حولنا ، لأذكرك وحدك ، عمر مالذي فعلته بإبنة السلطان ؟ كيف إستطعت التسلل من فوق سور قصر أبي و العبث بـ حراستي المشددة ؟ كيف نجحت بـ الوصول لـ غرفة السلطانة الصغيرة بهذه البسالة ؟ لم ادلك على خريطة غرفتي ، و لم أمدد لك ظفائري من النوافذ ، لم أنظر نحوك .. و لم أدعوك لـ خطفي !!
كيف إستطعت أن تصلني بفرسك الجامحة لتربط ساقيي و اليديين بـ إحتضان ، و فمي بـ قبلة ! فتخطفني مني ! كيف سرقت اللين من فوق سريرها الملكي بقصر من العاج ملئ بالحراس من كل مكان لـ تحتجزها في قعر كوخك ؟! أمام شجاعتك أنحنى الفرسان ، فما فعلته يستحق التبجيل ، لم يتجرأ أحدهم لـ إثارة طرف هدبي ، لتأتي أنت فـ تهزني من منابت الشعر في رأسي حتى منابت الاظافر في قدميي ، و ها نحن ذا فوق فرسك ، نتركها لتهرب بنا أينما تريد ، ها أنا أشعر بـ خسارتي مملكة والدي العظيمة ، و رغم ذلك لا أحس بأحزاني ، لا السابقة منها و لا اخاف القادمة ، هل ستدخلني لبلاد السعادة و السرور يا ايها الشجاع ؟ هل ستنسيني كم من فقدت و ما زلت افقد ؟ هل ستكون لي ابا و اخا غير الذين خسرتهم في المملكة ؟ أسـ أعصيك لـ تعيدني مرغمة الى شريعتك منفذة ، و راضية ؟! ،، عمر .. هنيئا لك ، لقد هزمت إبنة الباشا ، هزمتها حتى صارت ترى بإنها قربك إحدى جواري السلطان ليس إلا ! و لكن أسمعت يوما عن مكر الجواري و خبثهن ؟ لا حاجة لك لتسمع ، فـ إن قررت أن تكون سلطانا لغيري ، سـ ترى بحق كيد الحريم ،! كن معي أدم لأكون لك حواء !
فـ أدم خلق له الله تعالى حواءا واحدة ، و أنت خلقك بعد عبادته سبحانه لي بمفردي ، و لتكف النساء عن ملاحقتك فلن يطالهم غير وجع الفؤاد ، لا انثى بأمكانها إشباع لهفة قلبك غيري ، ألا تتفقهن بحبك لي ؟

: ممكن ؟

همس بها ليعيدها لواقع يجمعهما مع الكثيرون من حولهما ، لتحبس أنفاسها الوجلة فتهز برأسها قليلا لـ تثير عجبه بسبب الموافقة السريعة ، تحرك معها حيث ' الكوشة ' بخطوات راكزة و ثابتة ، و تزفهم خطوات شقيقاته من جهة ، و جدة اخيها و بنات اعمامها من جهة اخرى ، أما بجانبه فـ والدته تشاركه المسير ، و هي .. تستمتع بـ مرافقة الحبيبة التي لم تحرمها تتويج سعادتها بوجودها الذي افتقدته منذ ابعد الازمان ، رسل ، جاءت لتقلدها عقد السعادة و الثقة ، تعلم جيدا بكونها تحتاج من يشد على ذراعها ، فكانت لها ذراعا بكاملها هذه الليلة ، لا تعلم لولاها بعد الله ما كانت ستفعل !
ما إن وصلوا العرش اللؤلؤي ، مالت عليها رفيقتها لتحتضنها بـ صدق محدثتها بنبرة شقية تحاول ان تخفي بها تهدج حبالها الصوتية : عمررري و اخيراا فرحتييني ، مليووون الف مبرووك حيااتي ، الله يسعدج يا رووح رسوش ، إن شاء الله تفرحيني بـ كتكوتة لإبني حبيبي

علقت واضعة يدها على بطنها المنتفخة قليلا فقط ، لتضحك الاخرى بتوتر يكاد يخنقها ، لتتوافد بعدها التهاني ، من قبل الجدة و والدته و اختيه ، حتى وصلت عندها الكبرى ، إستعدت هي لـ تقبل حدة الكلام ، لتصدمها تلك بهدوء نبرة وهي تميل لتقبلها برسمية : مبروك ، شايفة كل الخير ، ديري بالج على اخوية .. ترة قلبه مو حمل أذية ثانية ' لا يحتمل أذى '

إكتفت بـ : الله يبارك بيج
و ملامحها جامدة ، بينما الاخرى إبتعدت خطوة لـ تقف بالقرب حيث اختيها ، تصفق بكفيها بحرارة معتادة من قبل شقيقة العريس ، الحل الامثل هو الرضا بما اختاره شقيقها ،، لا تود خسارته هي ، و لا حتى تنغيص فرحته ، حاولت جاهدة لإبعاد إبنة السلطان نعم .. استخدمت الكثير من الوسائل و منها اللعب بـ وتر زينب فأخبرتها بشأن اصل الزواج الخدعة ظنا منها ان هذه المغرورة ستبتعد حالما تعلم بأن تفاخرها لا اساس له و ان اخاها قد قدمها لـ عمر للمرة الثانية و لكنها مع الاسف فشلت !
لذا قررت ان تكف عن النبش عن المشاكل كما يقول لها زوجها ، و لتتركهم يفعلون ما يشاءون و لكنها لن تتدخل لفك ازمة ان حدثت !
راقبت صغيرتها مرفوعة بحضن خالها و بشكل تلقائي همست بينها و ذاتها بـ ' الحمد لله شفناك عريس يا قلبي ' لتستقبل بعدها كلام ميس المتوترة : اقلج القااعة عاليمنة لو على اليسرة ؟

لم تفهم ، اوقفت التصفيق قليلا لترفع من صوتها : شنوو ؟

كررت الاخرى و نظراتها تجوب في القاعة باحثة عن شخص ما : صديقااتي وصلوا ، و دخلوا للنادي وهسة همة بالكراج ، بس مديعرفون القاعة وين بالضبط

إستأنفت التصفيق لتعلق بلا مبالاة : خلي يسألون اي احد و يدليهم

ومن ثم ختمت جملتها بـ زغرودة صمت أذني اختيها لتبتعدان خطوات بشكل تلقائي ، و من ثم شاركتها الزغاريد والدتها و جدة علي ، ليعلو فوقهم صوت المطرب الذي دخل لتوه ، يطالبهم بالهدوء لـ ثواني قبل أن يدخل بعاصفة هوجاء من التبريكات و من ثم الاغاني !






.
.
.





من أنت كيف طلعت في دنـياي ما أبصرت فيا
فـي مقلتيك أرى الحياة تـفيض يـنبوعا سخيا
وأرى الـوجـود تـلفتا سـمحا وإيـماء شـهيا
ألـممت أحـلام الصبا وخـلعت أكـرمها عليا
مـهلا فـداك الـوهم لا تـرمي بـمئزرك الثريّا
أنا في جديب العمر أنثر مـا تـبقى فـي يـديّا
عودي إلى دنياك واجني زهـرها غـضا زكـيا
يـكفيك مني أن تكوني فـي فـمي لـحنا شجيّا


عمر ابو ريشة





لم يكن ينوي الدخول ، و الله لم يشأ ، فهو على يقين بأن قلبه سيتمزق أكثر ، فـ لا طاقة لقلبه كي يتحمل حسن من نوع أخر ، لا يستطيع رؤية تلك الفراشة بـ البنفسج و يصطبر ، سقياه للعشق المحظور ما زال قائما ، و ترفه بمشاعر الأسى قد زاد عن حده ، بالأمس فقط إضطر أن يتهم أحدهم زورا و بهتانا لكي يبعده عن طريقها ؛ و ماذا الآن ؟
هل سيستمر في الادعاء الباطل ضد رجال العالمين واحدا تلو الاخر ليتركها تعاني من الوحدة طيلة العمر ؟ يقيد حياتها من دون علم لها بـ مغرم مفتون ؟ ما ذنبها إن غرق في رغبة وصالها رغم التحريم التام للسباحة في محيطها النقي ؟ ليس لها يد في جنونه ، و عليه أن لا يغوص أكثر فـ يجرها معه من دون علم ، تستحق أن تتنفس هواءا طليقا ، يجب أن يكتم ما بصدره و عساه يموت به و لا أن يصيبها أذى ، لن يجعل منها أنثى بائسة تنتظر من يأتيها ولا يأت ، يجب أن تكتمل بعرس إسطوري كهذا ، لـ رجل يحبها جزء من العشرة لما يحمله هو في صدره لها ، فـ لا يستطيع أحدهم ان يصل المنتصف ، و لا حتى الربع ولو جاب محيطات المعمورة مائة مرة ، بل ألفا !
إن ما به قد تجاوز حدود الطبيعة ، ما به قـد هشم رأسه بضربات متتالية على الجدار الفاصل بينهما ، يشعر بأن امتلاء القاعة بهذا الحشد سيخنقه لا محالة ، و كإن البشر مجرد سموم منتشرة وهو مجبر على استنشاقهم و الاحتفاظ بهم في فوهات القصبات من دون سعال ،! شتان بين شعوره و رفيقه هذه الليلة ، فالأخير قد نال ما إصطبر عليه سنين ، أما هو فـ إن إصطبر قرونا لن ينال ما يتمنى و يحلم ، ستبقى هي الفاكهة المحرمة من الإقتراب ، و لن يكون هو سـوى رجلا شرقيا مبدعا في كبت المشاعر و دفنها في ثرى الوجدان !
دائما ما يمتاز الشرقي بـ قابلية هائلة على أن يكون صامتا ، و يالروعة حبهم الأخرس لو نطق بعد حين ، و يال بؤسه و ضياعه لو مات دون أن يشاع ، لو ذابت شمعته دون ان تضئ ما حاولها !

كان كـ أخ لذلك العريس ، يتحرك هنا وهناك بين الرجال يتأكد من الحضور و بالذات زملاء عمر في المهنة ممن كانوا قبل شهور فقط اساتذته ! ، اصابه قلق من ان يحضر الضابط ، و يبدو أن قلقه قد كان في محله ، فـ سرعان ما لمحه على الكوشة مع بعض الرجال يحيون العريس مع اغداقه بالمباركات الكريمة ، كاد أن يشتعل بـ نار شبت بين اضلعه في هذه اللحظة و هو ينتقل بـ نظراته نحو زهرة البنفسج الخلابة ، ليجدها تتحرك لتهبط من المنصة رافعة بخفة طرف فستانها الطويل بيسار مزينة بـ إسوارة ذهبية ، و اليمين تثبت الهاتف فوق صيوانها ، عاد ليراقب الضابط ، فـ وجد أن الأخير تائه بـين الرجال و يبدو أنه لم يتبين من هي التي خطبها ، شعر بإستكانة قلبه في مكانه بعد ان اوشك على المغادرة نحو المنصة ، حمد الله جهرا و هذه المرة تغضن جبينه و هو يتابع ابتعادها عن المكان بأكمله لـ تخرج من باب القاعة أخيرا ،!
هز برأسه بخفة و كإنما إستوعب للتو مراقبته لها ، لينقل ببصره بين الحضور باحثا عن أعين فضولية تكون قد إلتقطت فضيحته النكراء ، و لكن حظه افلح و كان الجميع مشغولا بشئ اهم ، كالعرسان او الانبهار بكعكة الزفاف المكونة من 7 طوابق ، و بالنسبة للرجال فـ كان اكثرهم مغموسا بالرقص
يعلم إنه ضرب من الجنون و لكنه ما زال يتبعه ، يعلم إنه إدمان ممنوع و مع ذلك يستمر بإستنشاقه ، يعلم إنه الموت الحي و ها هو يركض وراءه صاغرا !
قلبه وجهه بغير ادراك نحو الخارج ، و حالما غادر الصالة شعر بطنين حاد في أذنيه لإختلاف الضغط بين الضجيج في الداخل و الهدوء هنا ، تحرك في الممر العريض بأنواره الخافتة و لا يسمع صوت حذاءه بسبب السجادة البنفسجية التي إختارت أن تكون الليلة بأحلى الألوان ، في نهايته وجد حلوة المبسم و المعشر ، توليه ظهرها و رأسها ينحني اسفلا مغموسة انشغالا في هاتفها ، إنفرجت اسارير القلب ، رؤيتها فقط هو ما يصبو اليه .. و الله لا يود ان يتجاوز الامر ، يكفيه من الدنيا أن يلمحها ، و إن قذفه القدر بـ محادثتها لهو حينها ذو حظ عظيم !

،


ونسيت دائي، حين جاء دوائي
من ذا يقام نظرةَ السمراءِ ؟!
صادتْ فؤادي والفؤاد ضعيفٌ
والآه أصل الآه، من حواءِ



كريم العراقي




تقدم حتى وصلها و من ثم تجاوزها ، فـ قالها منذ برهة لا يود لها الغرق ، عليها أن تبقى حرة ، فهي عصفورة صغيرة ، تبحث عن الحرية ولن يقيدها هو بـ محيط ازرق ، لن يفعل ! تظاهر بـ إنشغاله في إخراج مفتاح سيارته .. و قبل أن يبتعد كثيرا ثبتت قدماه ارضا لسماعه نبرتها المستنجدة و كإنما قد رأت ' بابا نؤيل ' ، خرافة هي
نصدقها و نكذبها كيفما و متى ما نريد ، إستدار بـ خفة ليلوح له حسن وجهها الملفوف بـ حجاب أسـود متداخل مع البنفسج ، و الوان خفيفة تلون البشرة السمراء ،
آه عليك يا قلبي ، خذ .. تفضل .. و تناول اقداح الحرام ، هيا إشرب ببطئ ، و إخدر كما شئت ، إخـــدر و اهذي كيفما تود ، سيأتيك وقت الصحوة .. سيأتيك و حينها فقط ستندم !
شعر بتوترها و هي تتقدم نحوه و كإنما حالما رأته قد وجدت ما تطمح إليه : ألن بس دقيقة حبااب ، صديقاتي جايين و مديندلون القاعة !

إزدرد ريقه لمرة .. و حاول الثانية و لكنه فشل .. فلا ريق يبتلع مرتين متتاليتين ، حقيقة علمية حاول إنكارها في هذه اللحظة كما هو منكر لكل شئ سوى هذه السمراء ، كيف لا ينكر وهي بنظراتها البريئة تطلبه أن يكون مرشدها ، تقف بقربه و تتشجع لوجوده ، لا تهتم بكونه رجلا ، فهي تراه أخا مسيحيا ليس إلا ،!

بإنفال فتي شق روحه هتفت به : حباب بس انتة طويل شوووف سيارة دوج رصاصي

إبتسامة رسمت فوق ثغره تلقائيا بعد سماعه تعليقها بشأن طوله ، هز برأسه موافقا ثم أشار لها للعودة ، فـ عديد من العيون تلك الموجهة نحوها من قبل العاملين في المكان و كذلك ضيوف القاعة الاخرى : دفوتي إنتي جوة

: شلوون افوت مرح تعرفهم ،

: ميييس قتلج فوتي

لتأتي بمصرع انفاسه نظرة تتقد بـ بريق مشع ، فتعقب بـ هدوء : أوكي ، العفو ،

إلتفتت للعودة و لكن قبل أن تخطو مبتعدة سمعته ينطق : هياتهم جوي !

عادت لتدير جسدها بإتجاهه بسرعة و حماس و معه إلتف طرف فستانها و كانت على وشك أن تعثر لولا تماسكها بصعوبة ، لتفلت ضحكة شقية أنستها سخطها من الماثل امامها ، هو شعر بقلبه من يلتوي و على وشك ان يخر بين القدمين ، زفر براحة حالما تماسكت ليعلق معاتبا : غير تديرين بالج ، جان وقعتي

لم تهتم ، بل تقدمت لتقف قربه عجلة و الابتسامة تشق ملامحها الجميلة ، يتابعها و هي تشير لـ رفيقاتها بـ سلام منفعل و وجهها يمتلئ بالسعادة ، شعر بغشاوة فوق عينيه تجر به نحو العبث بالمحظور اكثر ، ليتنهد بغير شعور ، لم يدرك بأنه قد قضى دهرا في الاستمتاع ببهجة قلبها الحبيب حتى إلتفتت نحوه لتتكلم بمكر : ألن شوووف هذيج صديقتي ام الاحمر و شعرها اشقر ، إسمها اماندا ، مسيحية و تجننن و خوش بنية ، اذا عجبتك قلي رأساا اخطبلكيااها

جمدت ملامحه ، لتنقشع تلك الغشاوة فتصير عينيه بركتين من إحمرار ، لولا تأخر الوقت و قلة الاضاءة لـ كانت ارتعبت من توسع الشعيرات المنتشرة في القرنية لتتقد نظراته دما ، تركته لتتقدم نحو رفيقاتها الثلاثة ، تبادلن سلاما حماسيا امام انظاره الهازئة من ذاته ، يصله تبادلهن المديح بشأن اطلالاتهن ، و يكاد قلبه يستصرخهن بأنها هي الاجمل و الاروع و الاكثر بهاءا ، إذن يبدو إن الغشاوة قد عادت !!
مررن بقربه و كإنه اخيلة فارغة ، لم تقول له شيئا ، حتى ذكرنها رفيقاتها ، فـ سمع احداهن تعلق بشئ قد مزق شرايين الفؤاد ، إلا واحدا عطفت بشأنه و تركته سليما : لج ميوو الكلبة منو هالحلوو هذا ؟ ها هااا ؟ إعترفي و شعندج وااقفة وياه ؟

لتكمل اخرى بمشاكسة : إيييي جدياات يجنن هيبة و جماال ولاااايقلج يللا ان شاء الله مرة اللخ نجي لخطوبتكم

كانت لا تزال موليته ظهرها ، لتستدير فتلمحه و من ثم تعود لهن فتجيب رافضة افكارهن : صديق اخوية ،، ووووو قبل لتقولون تعليق سخيف فهوة مسيييييحي

نطقت كلمتها الاخيرة و هي تميل بجذعها ضاحكة نحو ذات الفستان الناري و الشعر الاشقر ، فكاد فؤاده ان يميل معها هو الاخر لكنه استطاع السيطرة عليه و الحفاظ على تماسكه بعد مقاومة ، بعد كل هذا الكم الهائل من العنف المشاعري يستحق أن يلتهم الهواء لساعات كي يستعيد القليل من سيطرته على الذات ، إلتفت بسرعة حالما شعر بـ دنوها منه مجددا ، ليستقبل منها أجمل إبتسامة و أصدق نظرة لها القدرة على ان تلجم أقسى القلوب و تليينها : شكرااا ألن ، أوقفلك بيوم عررسك ان شاء الله !

بل تفتيت اقسى القلوب و دعس فتاتها بكعب حذائها و من ثم النفخ على بقايا الرماد ليطير و يضيع ! لا اريد منك شيئا ، فقط إبتعدي .. إبتعدي حتى أخر الدنيا و إتركيني أقضم بعضي بعضا ، رجاءا إجعلي مني خيالا و لا تقتربي حدوي كي أحاول أن أنسى .. أو أتناسى فقط بالأحرى ،!

: تتدللين !

نطق بها بريق جف و يبس ، لتعود هي فتغرس بصدره اناملها و تحط كومة الرماد التي كانت قبل قليل قلبا ، تعيد بقاياه محلها مدعية البراءة و اللطافة ، : شعندك باقي هنا ؟ ألن اخاف اكو نقوصات حباب تعال ترة كل الامور انتة تعرفها

: ماشي ، هسة جاي

بـ جفاء نطق كي تبتعد ، فصار يحفظها و يعلم جيدا انها لا تحتمل ان تعامل بـ برود و سرعان ما تستل نفسها من موقف كهذا ! و بالفعل لم تخيب ظنه الصغيرة و ابتعدت بملامح منزعجة نوعا ما ، قليلا و وصله صوت ضحكات رفيقاتها و هي معهن قبل أن يختفي كل همس لدخولهن القاعة ، زفر بـ غيظ ذاتي بشكل متكرر و التفت حيث المواقف ، إحدى يديه بجيب بنطاله و الاخرى يمسح بها ذقنه المشعث .. والله لن تكفيه ساعات بل يحتاج دهرا كي يستعيد ذاته ، على حين غفلة منه أتاه صوتا قويا خشنا من الخلف ، بحدة و شراسة اعتدها و لم يعتدها : ألــــن ، شعــندك ويية البنيييية ؟؟!!





.
.
.


نهآيةْ الإدانة الثآلِثةْ عَشرْ

.[COLOR="rgb(112, 128, 144)"]

إن تأخرتْ فإلتمسوا ليِ عُذراً أحبتيِ أرجُوكمْ
و أعدكمْ بمحآولاتٍ شتى َ لأكونْ بالقُربِ
إن طالَ الإنتظآر لنْ يُدرك أحبةْ حُلمْ المَلل و لا اليأس
أثقُ بِكمْ أنا

حُلمْ[/COLOR]

 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء   رد مع اقتباس
قديم 15-12-12, 11:00 PM   المشاركة رقم: 869
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 208618
المشاركات: 242
الجنس أنثى
معدل التقييم: ارتواء! عضو على طريق الابداعارتواء! عضو على طريق الابداعارتواء! عضو على طريق الابداعارتواء! عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 307

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ارتواء! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أبرياء حتى تثبت إدانتهم

 

:



مسكين ي ألن أنا ريقي جف .... اعتقد 99 ٪ علي هو اللي كبسه واحد ب الميه الضابط عسى يسون له نقل تأديبي لكركوك

لييييين وأخيرا اعترافات ساخنه على الكوشه .... على الله تنفك عقدة علي ويهون عن بلاااويه

حلم شكرًا لك ي جميييله


:

 
 

 

عرض البوم صور ارتواء!   رد مع اقتباس
قديم 15-12-12, 11:04 PM   المشاركة رقم: 870
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
محرر مجلة ليلاس

البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 190966
المشاركات: 20,103
الجنس أنثى
معدل التقييم: تفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميعتفاحة فواحة عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11911

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تفاحة فواحة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أبرياء حتى تثبت إدانتهم

 

وانا اتوقع علي هو اللي سال الن عن شيسوي ويا ميس

 
 

 

عرض البوم صور تفاحة فواحة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أبرياء حتى تثبت إدانتهم . للكاتبة حلم يعانق السماء, لحنا, منتدى قصص من وحي قلم الأعضاء, اأبرياء, الشلام, العراق, تثبت, حلم, روايه عراقيه ., عمر, إدانتهم, قصص و روايات
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t174653.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
‫ط´ط¨ظƒط© ظ„ظٹظ„ط§ط³ ط§ظ„ط«ظ‚ط§ظپظٹط© - ط£ط¨ط±ظٹط§ط، ط­طھظ‰ طھط«ط¨طھ ط§ط¯ط§ظ†طھظ‡ظ… ..‬‎ - YouTube This thread Refback 14-09-14 01:34 AM
ط±ظˆط§ظٹط© ط£ط¨ط±ظٹط§ ط­طھظ‰ طھط«ط¨طھ ط¥ط¯ط§ظ†طھظ‡ظ… ط§ظ„ظ‚طµطµ ط§ظ„ظ…ظƒطھظ…ظ„ظ‡ ظ…ظ† ظˆط­ظٹ ظ‚ظ„ظ… ط§ظ„ط§ط¹ط¶ط§ This thread Refback 17-08-14 02:24 AM
ط±ظˆط§ظٹط© ط£ط¨ط±ظٹط§ ط­طھظ‰ طھط«ط¨طھ ط¥ط¯ط§ظ†طھظ‡ظ… ط§ظ„طµظپط­ط© ط§ظ„ظ‚طµطµ ط§ظ„ظ…ظƒطھظ…ظ„ظ‡ ظ…ظ† This thread Refback 10-08-14 11:27 AM
ط±ظˆط§ظٹط© ط£ط¨ط±ظٹط§ ط­طھظ‰ طھط«ط¨طھ ط¥ط¯ط§ظ†طھظ‡ظ… ط§ظ„طµظپط­ط© ط§ظ„ظ‚طµطµ ط§ظ„ظ…ظƒطھظ…ظ„ظ‡ ظ…ظ† This thread Refback 03-08-14 11:52 AM


الساعة الآن 04:20 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية