لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (11) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-08-12, 09:46 AM   المشاركة رقم: 911
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق



البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240258
المشاركات: 744
الجنس أنثى
معدل التقييم: طِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالق
نقاط التقييم: 2673

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
طِيشْ ! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طِيشْ ! المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حكيمه مشاهدة المشاركة
   طيووووووووش هه ه ه ه ))))) فيس يشهق بقوه كني لمحت تهديد منك ان وليد بيفوز بغاده حرااااام عليك خافي الله فيهم عقب هالحب والعشق تبين تفرقينهم ))) اقول طيش استهدي بالله وروقي لا تخربينها معنا وذا بتعاندين قولي من هالحين ان غاده بتاخذ وليد بالنهايه عشان اشد الرحال وابكي على اطلاااال روايتك )))) يعني اشيل عفشي واطلع ترا ماتحمل اللي يصير للمسكين ناصر نايم قايم يفكر فيها وهويعتقد انها ميته كيف لو يعرف انها حيه
وبعدين سلطانوه حرام اللي يسويه بعز وعائلته عز ماهو بزر لو بيعرف ان البعد عن اهله وخواته بمصلحتهم ماراح يرفض التعاون مع سلطانوه من اجل مصلحة الوطن
وش هالحق عند سلطان يفرق ناصر عن زوجته ويخليها تغرق مع وليد يرضاهاالمحارمه هاااااه يرضاها ردي طيش ردي ترا مابعد قريت البات الأخير بس شفت ردك لوحده من البنات تقولين يمكن وليد ياخذ غاده وششششششششت ماقدرت اقرا قلت خل ارد ع طيش يااااارب يهديك ياطيوش وما تقطعين قلوبنا


هههههههههههههههههههههههههههههههه يا أهلاً :$
طيب بالتعليقات أنا أقول يمكن ترجع لناصر ويمكن تجلس مع وليد يعني ماحددت
ممكن كِذا وممكن كذا على حسب مين راح تختار غادة ؟ وكيف بتكون الأحداث وقتها
ممكن وليد يغلط في حقها بأيّ تصرف وتختار بُعدها وممكن العكس ناصِر يتصرف بطريقة ماتعجبها وتخليها تبتعد عنه .. يعني فيه أشياء كثيرة ممكن تكون عوامل بإختيار غادة لمين.

لحظة لحظة :/ رحمت سلطان والله
ماهو سلطان اللي يقرر ، فيه بوسعود معاه وفيه ناس ثانيين !!
صدق سلطان أعلاهُم مركزًا لكن مايقدر يسوي شي بدون رضاهم وأقرب مثال لما قاله بوسعود أنا عندي صلاحيات أقدر أمنعك فيها من التدريب !
و أحيانًا ماهو برضاهُم يسوون الشي ، ينجبرون.
يعني تتوقعين بوسعود مرتاح بأنه عازل بناته عن العالم والناس ؟ لأ ماهو مرتاح بس مضطر.
فهمتي عليّ يعني ماهو من حقهم يسلبون حياة أحد لكن بعد ماهو بإرادتهم يخبون الحقيقة عن أحد

نورتِ :$$

 
 

 

عرض البوم صور طِيشْ !   رد مع اقتباس
قديم 14-08-12, 09:49 AM   المشاركة رقم: 912
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق



البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240258
المشاركات: 744
الجنس أنثى
معدل التقييم: طِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالق
نقاط التقييم: 2673

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
طِيشْ ! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طِيشْ ! المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنت العلمي11 مشاهدة المشاركة
   عوووووووووو))) بفحط
اممممم وش اسمه سلطان اقول اذكر ربك ولا تظلم البنت ياخي ماتشوف انت اذا قامت مسكينه تقوم منهبله )) تراي اهاوشه
وش بعددد يابنت اييه عبير اركدي يابنت الي يبيك يجيك مع الباب بعد بعد ) والى الان اهاوش
واممم مهره بصكك بوقس يختي مهوب منصور الي ذبح اخوس افهمي يختي طيب اخوك الله يرحمه مات خلاص مهوب راجع )))اقول اقلبي الباب بس وراك ) طيب عمتي تبين ماء
ووووووووه بس على الروايه الي تفتح النفس يختي الثلاثاء بعدي احتريه يجي كل ماتذكرت انه اليوم الثلاثاء نطييت على الجهاز كله من روايتك ههههههههههه )) مفعول قوي جدا ) هماي قايله لس اقلبي الباب ) طيب خلاص
وشكرا

يا أهلاً بالطلة الأولى وعساها ماهي الأخيرة :$

سلطان ، في إنفصاله عن الجوهرة بيفكِر أكثر باللي صار قبل للجوهرة لكن لأنه الحين يحاول يشغل نفسه ومايبي يفكِر بهالموضوع فهو يحاول يتهرَّب من التفكير لأنه واثق أنها " زانية " الله يستر علينا وعلى بنات المسلمين أجمعين ()

عبير ، ركدت :P وبنشوف تقدر ولا لأ.

مُهرة ، ههههههههههههههههههههه مين يفهمها عاد ! صعب تتقبَّل العيشة معهم وخصوصًا أنه يُوسف تصرف معها بالفترة الأخيرة تصرفات تخليها تزيد بتأكيدها أنه منصور قتل أخوها.

هههههههههههههههههههه ياجمالك والله :$
يسعدلي قلبك ، ممنونتِك وسعيدة جدًا بمُتابعتك
ماأنحرم يارب ولا أنحرم هالطلة الطيبة :$$

نورتِ :*

 
 

 

عرض البوم صور طِيشْ !   رد مع اقتباس
قديم 19-08-12, 10:26 PM   المشاركة رقم: 913
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2010
العضوية: 160738
المشاركات: 37
الجنس أنثى
معدل التقييم: كويتية26 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 17

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كويتية26 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طِيشْ ! المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

عيدكم مبارك
طشطوشه خائفه يكونو زوجو عبير لعزوووز حتكون مصيبه ولا المعجب بعبير يكون ابوه الجوهي او مجرم كبير
ناطرين مفاجآتك طشطوشه

 
 

 

عرض البوم صور كويتية26   رد مع اقتباس
قديم 20-08-12, 01:57 AM   المشاركة رقم: 914
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق



البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240258
المشاركات: 744
الجنس أنثى
معدل التقييم: طِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالق
نقاط التقييم: 2673

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
طِيشْ ! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طِيشْ ! المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 




السلام عليكُم و رحمة الله وبركاتهْ.
عساكُم بخير يارب و السعادة ترفرفْ بقلُوبكمْ ()"

سعيدة جدًا بكم وبكل عين تقرأنِي من خلف الشاشَة ممتنة لها وممتنة لوقتْ سمَحْ بِه قارئِي مهما بلغ عُمره أو جنسيته أو كان من يكُون .. ممنونَة جدًا لهذا اللطفْ الكبيرْ الـ تغرقونِي بِه في كل لحظة.
مُتابعتكُم شرف لي وشرف كبير .. أحمد الله وأشكُره على هؤلاء المتابعينْ .. والله ولو تابعنِي شخصُ واحد لـ قُلت : يابختِي .. كيف بـ كل هذه المتابعة الفاتِنة لقلبي وجدًا.

الله لايحرمنِي منكم و اعرفُوا أنكم تحلُون بـ جزء كبير من قلبي ()
شُكرًا كبيرة لهذا الدعمْ و من خلف الكواليس شُكرا على هذا الكم من التقييماتْ.



رواية : لمحتُ في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية , بقلم : طيش !
الجزء ( 37 )


إذ كان شعرك في كفي زوبعة

وكأن ثغرك أحطابي .. وموقدتي

قولي. أأفرغت في ثغري الجحيم وهل

من الهوى أن تكوني أنت محرقتي

لما تصالب ثغرانا بدافئة

لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

تروي الحكايات أن الثغر معصية

حمراء .. إنك قد حببت معصيتي

ويزعم الناس أن الثغر ملعبها

فما لها التهمت عظمي وأوردتي؟

يا طيب قبلتك الأولى .. يرف بها

شذا جبالي .. وغاباتي .. وأوديتي

ويا نبيذية الثغر الصبي .. إذا

ذكرته غرقت بالماء حنجرتي..

ماذا على شفتي السفلى تركت .. وهل

طبعتها في فمي الملهوب .. أم رئتي؟

*نزار قباني.



دخل و هو ينظِر لأضواء القصِر المُغلقة ، يبدُو نائِمُون ، أتجه لبيتِه و فتح البابْ و عندما فتحه تحرَّك خيطٌ مربوط بالمقبض من جِهة و من جهة أخرى مربوط من أعلى الباب حيثٌ مُعلَّق – صحن –
أنقلب الصحن الممتلىء بالتُراب ليسقُط عليه
عبدالعزيز تجمًّد في مكانه مصدُوم ، كح من التراب الذي دخل فمِه ، أبتعد والتراب متناثر عليه وعلى شعره وبداخل ملابِسه وبتقرف : طيب يارتيل أنا أوريك
تقدَّم قليلاً حتى أنتبه لخيط آخر : مسوية ذكية
أبتعد عن الخيط ليصدِم بخيطٍ آخر أسقط عليه مياهٌ باللون الأزرق ليتبلل بعد حفلةٍ من التُراب
بغضب أبتعد عن المكان و الأرضية تمتلأ بالتُراب واللون الأزرق
نظر للورقة على طاولة غرفة نومه " نعميًا "
بغيض تمتم : مردودة يا بنت عبدالرحمن

نزع قميصه المُبلل – بالقرف – ليرميه على سريره ، تأفأف على غباءه حين رأى الفراش الأبيض مُلطَّخ ببعض الترابْ و اللون الأزرق ، تحمم و أستغرق في تحممه ستُون دقيقة ، يبدُو أن مقلب رتيل بِه تخلخل جسدِه و جدًا.

,

في الصباح الباكِر – الساعة السادسة صباحًا –
أقفلت آخر حقائِبها ،
تنهَّدت : يالله يمه خلصتي ؟
خرجت والدتها وهي تلفُّ حجابها : إيه
العنُود : شيكت على الغاز و الأفياش كل شي تمام
حصة : الحمدلله وأخيرًا تعلمتي
العنود : لأني دارية مخزون التهزيء الفائض عندك
حصة : تكلمي مع أمك زين
العنُود تُقبِّل خدها : هههههههههههههههههههههههه أفآآ يا حصوص لايكون زعلتي علينا
حصة : حصوص بعينك قولي يمه
العنُود وهي تخرُج : إن طارت طيارتنا بسجد سجود شكر
حصة بغضب : ماعمري شفت ناس تكرره أهلها زيّك
العنود : الله والأهل ! حسستيني بنات عم ولا خال !! كلها سلطان ترى مدري على وش متلهفة للرياض
حصة : وسلطان ماهو أهل ! إلا كل أهلي بعد عيني هو
العنُود تعقد حاجبيْها وهي تُقلد نبرة والدتها : يالله لا تشقينا بس
حصة : شوفي عاد من الحين أقولك ، مالك دخل فيه ولا هو له دخل فيك
العنود مدت شفتها السُفلى : وأنا أصلا متى كان لي دخل فيه ! هو اللي حاشر نفسه فيني ويمه لا تعصبيني وتقولين بنجلس عنده عشان ماأنهبل
حصة : إيه بنجلس عنده ليه ماهو عاجبك
العنود : لا يمه ماآخذ راحتي وهو موجود ! ولا بروح لأبوي
حصة : تهدديني بعد يابنت أبوك .. أقول قدامي بس لايجيك كف يخليك تمشين زين
العنود سحبت شنطتها وهي تتحلطم : يعني ضاقت الدنيا لازم عند سلطان ! أووووف بس
حصة : ياقليلة الأدب لا تتأفأفين عليّ
العنود : ماأتفأفأف عليك أتأفأف على التصرف نفسه
حصة : بدون فلسفة و كملي طريقك . . دخلُوا المصعد ليتوجهُوا للمطار.


,

تقف أمام المرأة مُعجبة بنفسها ، أبتسمت : ودي أتزوج نفسي
عبير : هههههههههههههههههههههههه الحين تروحين تصورين نفسك وتطبعين الصورة وتعلقينها بغرفتك كل ماأحبطتي تأملي فيها
رتِيل وشعرُها ينسابْ كالحرير على كتفِها و يعكِس على بشرتها البرونزيَة " فتنةً " : لحظة لحظة قبل التصوير لازم شوية إضافات
عبير : بروح أجيب الكام .. وخرجت متوجهة لغرفة والِدها.
رتِيل تضع الكحل على الطريقة الفرنسية ، و لونُ التوت يغزو شفتيها ، شدَّت على رِمشها بالماسكرَا وهي تتلوَّن بالإعجاب بنفسها : عبوووور يالله .... مرَّت ثواني طويلة ولم تأتِي ، بإبتسامةة أتجهت لها.
طلَّت من بابِ غُرفة والِدها : أنتِ وينك ؟
عبير بين يديْها أوراق أو شبه أوراق ، تقِف عيناها مدهُوشة ، تنظُر بِشكّ ، تنظُر بعين الخيانة.
رتيل : وش فيك ؟
دمعةٌ تسقِط لتُبلل منتصف الورقة ،
رتيل بخوف سحبت مابين يديها وهي تقرأ أشياء لامفهومة , أردفت : وش ذا ؟
عبير : بعثة مدري دراسة ! بس شوفي الإسم
رتيل تقرأ بصوتٍ مسموع : ضي مشعل .. ؟ طيب وش يعني !
عبير بعصبية : أقري تحت وش مكتوب ؟
رتيل وهي تقرأ في داخلها " الحالة الإجتماعية : متزوجة / عبدالرحمن بن خالد آل متعب "
عبير ببكاء و غضب : كيف يتزوجها ! بأي حق أصلا !! ليه يكذب علينا !! كذاااااااااااااااااب خاين كلهم كِذا !! الله يآخذها معه
رتيل وصامِتة لا تنطق حرفًا
عبير خرجت وهي تدفع رتيل جانِبًا بقوة و تغلق باب غرفتها بإحكام لتبكِي دُون قيود
رتيل و تتذكَّر الصوتُ الأنثوي الذي سمعتِه , لأنها لم توَّد أن تفكِر لِمَ كان ذاك الصوتُ هناك تركتهُ ولم تُلقِي له بالاً حتى هذه اللحظة ، ليس سيئًا أن يتزوج بالنهاية هو أبِي الذي من حقه السعادة ولكن سيء جدًا أن لانعلم.

,

فتح عينه على صوتُ المكنسة المُزعِجة ، كانت الخادِمة تُنظِّف الصالة المُجاورة ولكن يكاد الصوتُ يغرز إبرًا في أُذنِه ، تصلَّب ظهرِه من نومه على الأريكة ، نظر لساعته تُشير إلى التاسعة و النصف صباحًا , وقف و قدماه مُتنمِّلة .. صعد للأعلى ليتحمم و يخرجُ لعمله.
هي نِصف ساعة حتى وقف سلطان بصدرِه العاري أمام المرآة ليُغلق أزارير قميصه العسكرِي ، سرَح و نظرهُ يتجِه صوبَ عوارِضه الخفيفة و – السكسوكة – ، و كأنَّ أمرِ جماله يُهمه لدرجة أن يتأمل به.
الجُوهرة تسرقُ فِكره ، يحاول أن ينشغل بعيدًا عنها ، يحاول أن لا يغضب بذكراها.
بدأت ملامِحه اللينَّة تشتَّدْ و يرسمُ الغضب طريقه بينها
تنهَّد و هو يدّخل السلاح في حزامه ، نزل للأسفَّل ليأمُر عائشة : اليوم ماما حصة بتجي ! حضري غرفتين
عائشة : فوق ولا تهت *تحت*
سلطان : تحت .. .. أتجه للباب ليلتفت . . و جهزي العشاء بعد

,

أجواءِ روحانية تحفُّهم ، بالفُندِق المنزوِي بجانِب الحرَم ، جالِسانْ بعد صلاة الضحَى.
بصوتٍ ممتلىء بالحنيَّة : عسى أرتحتي ؟
الجُوهرة : الحمدلله
عبدالمحسن : بكرا بنمشي بس ماودي نرجع الشرقية بهالوضع
الجُوهرة تداخلت أصابعها المُرتبكة وهي تُخفض رأسها ليتجِه شعرها بإنسيابية نحو حِضنها ويكشف عن عُنقِها
عبدالمحسن ينظُر بدهشة للجروح التي تعتلي رقبتها : هذا من مين ؟
الجوهرة رفعت عينها
عبدالمحسن ، يتجمعُ الدمْ بوجههِ غضبًا : ضربك ؟
الجوهرة : يبه الله يخليك لا تسألني عن شي
عبدالمحسن بحدة : كيف ماأسألك و رقبتك كلها جروح والله أعلم بالخافي !
الجوهرة بصوتٍ خافت : كلهم راح يسوون معي نفس الشي
عبدالمحسن : قصدك ريان ؟
الجُوهرة ولا تتجرأ أن تضع عينها بعين والِدها : ريان لو عرف ماراح يرحمني
عبدالمحسن : ولا أنا راح أرحمه لو مدّ إيده عليك
الجوهرة ونِصف إبتسامة إمتنان لوالِدها ، أردفت : الله يخليك لي
عبدالمحسن : كلمت سلطان . . الطلاق أنسب لكم إثنينتكم
الجُوهرة و رمُوشها ترتجِفْ بحديثِ والِدها
عبدالمحسن بضيق على حالِ إبنته : كيف راح تقدرون تعيشون ؟ يابوك الشرف يكسر الظهر و الله يكسره
الجُوهرة بكلمِه تسقُط دمعتها لتستقِر بحُضنِها
عبدالمحسن بحُرقة : و تُركي !! يا كُبرها عند ربي .. يا كُبرها ، أخويْ من لحمي ودمي يسوي فيني كذا ! ينهيك وينهيني ! لو ماكان سلطان الله أعلم كيف بتكون فضيحتنا ؟
الجُوهرة تغرقْ ببكائها وشعرُها يتوَّلى عملُ المناديل.
عبدالمحسن و يترُكها تبكِي ليتحدَّث بكل مايفيض به و القهرَ يرتسِم بين ملامِحه : ليه ماقلتي لي من زمان ! ليه صبرتي كل هالسنين ! كيف صبرتي . . أبي أعرف كيف قدرتي تنامين !! . . . . الجوهرة
رفعت عينها و وجهها يصرخُ بالبكاء
عبدالمحسن بحُرقة أبٍ على إبنته ، أيحتمل كُلِ هذا ؟ مُجرِد التصوِّر كيف أبٍ يُقهَر و يُغدَر وإبنته أمامِه مكسُورة ، ياإلهِي كيف يحتمل ؟ كيف يتخيَّل أنَّ إبنته بهذه الصورة : ليه صار كِذا ؟
الجُوهرة بصوتٍ يئن يخترقهُ البُكاء و القهَر : كان بمكانة ريان
عبدالمحسن عقد حاجبيه و عينه تحمَّرُ قهرًا : هذا ولدِي ماهو أخوي بس
الجوهرة بدأت شهقاتها تتعالى ، هذه السكراتُ التي كأنها تُوشك بعدها على الموتْ .. أتحتمل هي الأخرى أن ترى الموتَ يخجل من أن يقبضُ عليها ، يمُّر بجانبها ليُعذِبها دُون أن يُنهِي هذا العذاب ويرحمها : ضايقني يبه !! 7 سنين ماتركني فيها مرتاحة ! خلاني أعيش النقص .. كنت أشوف كل صديقاتي متزوجات وعندهم عيال وأنا لأ ؟ كنت أضيق من نفسي ! لأني مقدرت . . وقفت حياتي بعد اللي صار ! تخليت عن كل أحلامي لأن مالي مُستقبل . . . . أحتجت أصرخ .. أحتجت أتكلم بس بلعت صوتي ! نسيت كيف كان صوتي من 7 سنين !! . . نسيتتته .. * بكلمتِها هذه أخفضت رأسها وهي تشهقُ ببكائِها *
دقائِق من البُكاء و صوت شهقاتٍ لا ينتهِي
الجُوهرة و للتوّ تعلمتْ الكلام : لما جاني وليد ! قلت دكتور نفسي ومتفتح يمكن يقبلني ! حسيت أني ولا شيء ! حسيت بشعور يساويني بالحشرات !! أنقهرت من نفسي لما فكرت بوليد بهالصورة ، بس تركي رفض أجبرني أقولك ماأبيه و أنا كلي كنت أبيه ... هدم حياتي ! و لما شفت سلطان خفت ! أعرف مين هو ؟ و أشوفه بالجرايد كثير ! خفت من شخصيته .. خفت كثير حتى من صوته .. مالي حياة مالي بداية ... طيب وين نهايتي ؟ معلقة ماأعرف وين أبدأ !
وبصوتٍ موجوع أكملت : حبيته لأنه زوجي غصبًا عنِّي يا يبه حسيت بطعم أمان ماشفته 7 سنوات ، 7 سنوات وأنا أحس كأني مرمية في حربْ و حصار !! يالله يايبه لو تعرف كيف لما أصحى عند سلطان كنت واثقة أني ماراح أشوفه ، كنت واثقة أنه سلطان بيحميني
رفع عينه لإبنته وهي تحكِي بجرحٍ عميق ، تمنَّى ان يبكي ؟ يا وجعه وهو بهذا العُمرِ يتمنَّى أن يبكِي و يشهقُ ببكائِه لسبب واحِد أن لا يجعل إبنته تتغرَّبُ بدمُوعِها ، هُنا الرجال منذُ نعومة أناملهم لا يبكون فـ بعد هذا العُمر إن تمنُوا البكاء حتى يخفُّ الحمل عليهم يُواجهُون جِدار مُجتمعٍ لم يعوِّدهُم على البُكاء كما عوَّدهُم على الضحك.
الجُوهرة و الدمُ ينزف من أنفِها ، تركته يُلطِخها : شفت شي نسيته .. وبكيت لأني عارفة أنه راح يطلقني وأنه مايبي وحدة ماهي بنت ! . . يبه تعرف وش تمنيت ؟
والِدها يعيشُ جلدًا لذاتِه كيف غفل عنها كل هذه السنين ! رُغم أني كنت قريبًا جدًا مِنها ، كُنت أريد أن تُفضفض لي بكل ما يُحزنها ، كنت بجانبها دائِمًا لكن جهلت أن أقرأ عينها . . بقيتُ أميَّا لا يفقه بالقراءة شيء حين طرق الحُزن باب أبنتِي.
الجُوهرة : تمنيت أعرف أنطِقها له ، كسرني الصمت ! كسرني كثير حتى نسيت كل الكلمات الحلوة ، كنت أبي أعيش معاه زي كل المتزوجين .. كنت أبي أمارس حقي بالحياة !! كنت أبي بس هالحياة ماتبيني .. فقدت كل شيء ! فقدت كل شيء .. رددتها و اوجعت والِدها بها
أردفت : و خسرت سلطان ... أهانِي كثير بكلامه وأوجعني .. محد صدقني إلا أنتْ .. محد يبيني إلا أنت .. وأكتشفت محد يحبني عشاني الجوهرة الكل يحب الشخصية اللي تخبيت فيها طول هالسنين ! . . وأول من تخلى عني هو .. أول من مديت إيدي له وخذلني هو سلطان . . . ماألومه بس وش ذنبي ؟. . . مايحق لي أعيش ؟ مايحق لي أفرح ؟ أنا صرت حتى الضحك أشتاقه
والِدها بصوتٍ مخنوق : يحق لك ! ويحق للي سلب حياتِك أنه يتعاقب
الجوهرة بحقدِ كبير ، ليست بطُهِر الأنبياء حتى لا تحقِد ، هي بالنهاية إنسانة مهما بلغت طيبتها لن تستطِيع أن تُسامَح شخصًا أنتهك عُذرية الفرَح و أفشَل حُبها الذي شعرت به للمرةِ الاولى إتجاه شخصٍ يُدعى سلطان : أبي حقي منه ، الله ينتقم لي منه !!!! الله ينتقم لي منه ولا يترك في قلبه راحة ...
والِدها و هذه الكلمات كأنها حديدٌ تحت الشمسِ يغلي في دماغه ، أخيه يُدعى عليه بهذه الصورة البشعة.

،

بصوتٍ مُرتبك يُكمل : وفجأة لقيتها طالعة من الصالون بشكل غير ، غادة ماهي موجودة معاها و وليد منقطع ماأشوفه
مقرن : مجنون أنت ! كيف تركتهم !
سعد : والله أني مراقبهم بس مدري وين أختفوا
مقرن : الله يورِّط العدو زي ماورطتني ! سعد أسمعني غادة لازم تعرف مكانها

في مِثل هذه اللحظة يدخُل عبدالعزيز مبنى العمل بلبسٍ عسكرِي يزيدُه هيبة ، بشعرٍ قصير و عوارِض خفيفة ، وفي خصره سلاحٌ أسوَد مُهيب وفي جيبه نظارته الشمسية المطويَة و قُبعته العسكرية في حزامه من الخلف و بخطواتٍ قليلة يدخُل سلطان خلفه.
عبدالعزيز ألتفت عليه : صباح الخير
سلطان : صباح النور . . وسَار معِه بإتجاه مكتبه و يُسرة و يُمنى يقِف الموظفين و يلقون التحيَة عليهم.

مقرن : غادة مايصير تجلس مع وليد دقيقة وحدة ! أقلب باريس عليهم !! مفهوم ؟
فُتِح البابْ بهدُوء
مقرن بإبتسامة يُضيِّع مجرى الموضوع : وسلِّم لي على الأهل . . أغلقه قبل أن يسمع ردِّه.
سلطان : مين ؟
مقرن : سعد
سلطان : سعد ؟ خير صاير شي
مقرن أشار له بعينه و كلامُ العيون هُنا مُتقن
سلطان : مافيه غريب وبعدين عبدالعزيز مانخبي عنه شي
عبدالعزيز جلس بمُقابله يعلم أنه – يطقطق – عليه بهذه الكلمات ،
مقرن : أبد بس يقول واحِد ألمانِي دخل بيته بباريس و نهبه ومالقى غير أمه و باين عليها ماهي متأثرة ! تخيَّل مع أنه فيها أشياء ثمينة راحت
سلطان ويفهم تمامًا ألغاز مقرن وأن الألماني يُقصد به وليد ، و نهب باريس يعني غادة لكن كيف : كيف نهبوا بيته ماهو حاطين عليه مراقبة ؟
مقرن : هنا المصيبة تعطلت الكاميرات في الوقت اللي أنسرق فيه
سلطان : طيب وأهله فيهم شي ؟
مقرن : قلت لك أمه شكلهم مخرعينها أو مسوين لها شي ! يقول من الصدمة حتى راحت صالون وصبغت شعرها وتبي تتشبب وتركت الحجاب الله لايغضب علينا
عبدالعزيز ضائِع بينهم ، يشعُر بأن هُناك شيءٌ مفقود بمحورِهم
سلطان : و أخته ؟
مقرن : طارت الطيور بأرزاقها
سلطان وفهمها من عينِ مقرن : لا حول ولا قوة الا بالله
مقرن : مدري وش أسوي قلت له يطلع لي هالألماني من تحت الأرض !! تعرف فيه أوراق مهمة وأشياء تخصه ومتضايق عليها
سلطان : طيب شف وضعهُم ماأبغى يتضرر أحد من عايلته
مقرن : تطمن من هالناحية . . عن إذنكم .. وخرجَ تاركهُم
عبدالعزيز رفع حاجبه بإستغراب : حتى حواراتكم صايرة تثير الشك
سلطان : أنت اللي تبي تشك بأي طريقة .. وقف
عبدالعزيز تنهَّد
سلطان : وحلِّق شعرك لا يطول أكثر
عبدالعزيز وقف ليسير خلفه مُتجهين لساحة التدريب : قصير بس أنت تدوِّر عليّ الزلة
سلطان ألتفت عليه وبحدَّة فمزاجه هذه الأيام لا يحتمل : أسمي سلطان ماهو أنت !! تأدب
عبدالعزيز : تعال أضربني بعد
سلطان وحجرٌ مربع ثقيل رماهُ على عبدالعزيز ليرتطم بصدرِه ، مسكه بين كفوفه وصدره يتوجَّع من الضربة ولكن أظهر بروده.
سلطان جلس على كُرسي يُقابله كُرسي فارغ آخِر تحت شمسٍ حارقة : أجلس
عبدالعزيز يُنزل الحجَر على الأرض و يجلِس
سلطان : بعلمك طريقة تساعدك للأيام السوداء
عبدالعزيز بسخرية : أيامي كلها سوداء حدد
سلطان : الحمير بروحهم اللي يحددون
عبدالعزيز رفع حاجبه بغضب من كلمتِه : هالمرة أنت اللي تأدَّب
سلطان : لازم تتوعَّد على هالكلمات ! لأنك ماراح تسمع حبيبي وعزوزي وقلبي وحياتي
عبدالعزيز شتت نظراته بعيدًا عن سُلطان ، مُمتعِض من حديثه
سلطان : أبوك الله يرحمه لما كان يدرَّبني قالي أحنا نتلفظ عليك بألفاظ شينة ماهو تقليل إحترام لكن أنت رجُل قدوة ولازم تسوي على أعصابك كنترول
عبدالعزيز تمتم : الله يرحمه ويغفر له
سلطان بإبتسامة على ذِكرى سلطان العيد : كان يناديني يا حمار تعال هنا و ياكلب و كل الأشياء الشنيعة اللي تخطر على بالك حتى مرَّة تأخرت على الصلاة وحلَّق شعرِي وبالموس جرحني و لما يعصب منِّي يقول راسك كبير على الفاضي وكنت أعصب منه كثير الله يرحمه وكل اللي كانوا في دفعتي نادوهم بهالألفاظ ! وماهو معناته أنه مافيه إحترام ! لأ . . كانوا يخلونا نتعوَّد عليها عشان إذا سمعناها بالشارع من أحد مانتهوَّر لأننا محنا مواطنيين عاديين ، إحنا عندنا أسلحة ممكن واحد يستفزنا ونفرغه عليه ! كان لازم نضبط أنفسنا ، ولأننا بمجتمع أكثر شي يستفزه هذي الكلمات كانوا يدربوننا على أساسها بس لما رحت تُركيا بدوَرة كانوا يستفزونا بالضعيف ويشبهونا بالحريم وبالشواذ جنسيًا لأن عندهم هناك هذي الكلمات اللي تستفز الشعب زي ماأحنا نعظم كلمة حمار وكلب والى آخره من هالكلمات وتستفزنا !! وطبعًا فيه ناس كثير من دفعتي ماعجبهم الوضع وعلى طول أنسحبوا ماعرفوا يتعودون
عبدالعزيز وعيناه تغرق في عين سلطان وهي تحكِي ،
سلطان يُكمل : أنت منت قادر تضبط نفسك ، أدنى شي يستفزك ! وأنت منت عادي يا عز ، أنت بإيدك سلاح مرخص يعني منت مواطن حالك حال أيّ شخص ثاني ، مانشره على أحد لا عصَّب وتنرفز من كلمة لكن نشره على شخص مسؤوليته الأمن ، فيه دورة بتجي بس مطولين عليها بتكون بالجزائر إن شاء الله وراح تكون فيها ، بعدها بتترقَّى وبتنضم رسميًا هنا
عبدالعزيز وعيناه مُندهشة
سلطان : أول مرة بتكون صعبة عليك بعدين راح تتعوَّد وأنت قدَّها وقدود ، شهر تدريبات شاقة و بعدين شهر بتكون في الصحراء وبدون أدوات إتصال ولا أكل ! وبتعتمد على نفسك وتدوِّر على أكلك و النوم بيكون ساعة في اليوم ، بس بالبداية كذا بعدين راح يجي أسبوع بتكون وجبة وحدة في اليوم و يوم الإثنين بس للنوم لأنه نص الأسبوع وطول الأسبوع أنت صاحي ، لاتفهم هذا إنه تعذيب ، دايم الناس تشوف أنه التدريبات تعذيب ! بس بالعكس ، بكرا لا صارت حرب الله لايقوله وآسروك ! بيعطونك أكل ؟ طبعًا لأ لازم تخلي عنده مقدرة وقوة أنك تتحمَّل الجوع لأطول فترة ممكنة و إن صارت حرب أنت مفروض عينك ماتنام لأن ماتدري العدُو متى يباغتنا ! فلازم تسيطِر على مُعدل ساعات نومك ، لو قارنت نفسك بعد التدريب مع شخص عادي راح تكون قدرة الإحتمال عندك أقوى منه بكثير ، ولأنك رجُل وطن .. ماودِّك تفتخر بنفسك وتقول أحمي ديني وديرتي ؟ ورجال الأمن يا عبدالعزيز عيب عيب يكونون ضُعفاء !! والضُعف هنا أقصد فيه النوم و الأكل و لهو هالدنيا !!
عبدالعزيز : فاهم عليك
سلطان : ممكن تتعرَّض لعقوبات كثيرة من أتفه غلط ، إذا تأخرت ثانية عن الصلاة أنت ممكن تجلس طول اليوم واقف تحت الشمس !! ماأبالغ لو قلت تجلس ساعات ونهار بطوله ، أهم شي الصلاة وفيه محاضرات دينية دايم بالمنتصف و على آخر الشهور المُدربين بيصيرون ألطف معاكم وقريبيين
عبدالعزيز : كم مدتها بالضبط ؟
سلطان : بوسعود منسقها لكن آخر ماأتفقنا عليه هي 4 شهُور لكن بعدها لازم شهرين في الطايفْ و إن شاء الله إن تمَّت راح تستلم هالرتبة *أشار لكتفه*
عبدالعزيز وعينه تتأملُ كتف السلطان و الرُتبةِ التي عليه وبدأ يخيطُ الأحلامِ من جديد ،

،

تطرقُ الباب : عبور أفتحي يختي ماأبي أنام وانتِ متضايقة ، أكيد أبوي يبي يقولنا ! يمكن أحنا فاهمين غلط
ولا يأتيها رد ،
رتيل : أنا شعري حتى لما يتعدَّل مايكمل حظه .. *مع صمتها أردفت* أدري سامجة بس أبي أضحكك ، يالله أفتحي الباب ولا بتصل على أبوي وبقوله وش شفنا ووش صار بعد
عبير تفتح الباب وعيناها مُحمَّرة ، خيبة كبيرة تُصاب بها من والِدها
رتيل : من جدِك تبكين ! والله لو أنه زوجك ومتزوج عليك . . جلست على السرير . . ماله داعي كل هالبكي !
عبير : هو خبَّى علينا لأنه يعرف أنه غلطان
رتيل : طيب ليه غلطان ! بالنهاية يعني أبوي ونحبه لكن رجَّال لازم يتزوج كِذا ولا كِذا لازم حُرمة في البيت بعد مانغيب إحنا !
عبير تُشيح نظرها بعيدًا عن رتيل وهي تبكِي بصمتْ
رتيل : بكر إن تزوجنا مين يبقى عند أبوي ! يعني لاتفكرين بأنانية
عبير : وش أنانية ومين هذي بعد ! طيب كان قال لنا نختار له وحدة نعرفها وواثقين فيها ماهو بالخش والدسّ
رتيل : يالله .. *تأفأفت* نظام قديم مرة حقين سندريلا وزوجة الأبو شريرة . . أضحكي بس يقال قابضة على أبوي في شقة دعارة ! تراه زواج وبالحلال يعني خذي الأمور ببساطة
عبير : احر ماعندي أبرد ماعندك ، طول عمرك عقلك محدود وتفكرين بتفكير مراهقة مايهمك الا نفسك !!
رتيل وأختفت الإبتسامة من وجهها وهي تنظُر لعبير كيف أندفعت بالتعليق عليها
عبير بغضب : رتيل أصحي !! وش عادي أنه يتزوج بهالطريقة أصلاً أنتي لك عقل عشان تصحين وتفكرين زي الناس
رتيل بصمتْ مُتجمِّدة – مصعُوقة –
عبير تأفأفت : وتقولين أخذي الأمور ببساطة !! وش هالبرود اللي عندِك ! أقولك أبوي متزوج وماندري مين هي ومكذِّب علينا بعد وتقولين لي أهدي
رتيل بهدُوء : يعني وش أسوي ؟
عبير بصراخ : وأنا وش يدريني وش تسوين !! واللي يرحم والديك ياتقولين شي يطيِّب الخاطر ولا أبلعي لسانك ،
رتيل بلعت ريقها ، لم تستوعب بعد أنَّ هذه الكلمات تخرج من عبير
عبير بعصبية : لآ تطالعيني كذا !!
رتيل : لأني ماني فاهمتك
عبير : ماهو لأني ماني واضحة بس عقلك وقف عند نقطة معينة !!
رتيل : أنتِ قاعدة تحطين حرتك فيني وبس ؟
عبير : رتيل بالله أسكتي ماني ناقصتك
رتيل بغضب : لا ماتقولين كلام كِذا وبعدين تقولين أسكتي
عبير : وش تبيني أقولك !! إيه أنا قاصدة هالحكي ! ، أنتي تعرفين زين أنك فاشلة بالحياة وبكل شي ! عُمرك سويتي شي صح بحياتك ! عمرك فكرتي صح ! دايم تطلعين من مصيبة وتدخلين بمصيبة ثانية ، عندك شي عادي زواج أبوي لأنك متعودة على المصايب !! أنتِ منتي قادرة حتى تفكرين زي الخلق والناس !! أنتِ لو تموتين محد بيذكرك بشي لأن مالك وجود أصلاً ، فشلتي أبوي كثير بأفعالك و الحين جاية تعلميني كيف أفكر ولا وش أسوي وكأنك صاحبة فضيلة بهالحياة وأنتِ الصح منك مايطلع ، الناس تتنافس بعقولها وأنتِ للحين بالجامعة وحوستها ، اللي أصغر منك تخرجوا وأنتِ توِّك بسنة رابعة اللي عيَّت تعدِّي .. تفكيرك تفكير بزارين ماتفكرين الا بوناستِك ! أنانية بس تبين تفرحين حتى لو غيرك يبكِي ! مايهمك شي غير وناستك
رتيل وعيناها بدأت بالرجفة بمُقاطعة : كل هذا بقلبك عليّ ؟
عبير تنهَّدت : رتيل ماني ناقصتك !! عُمرك ماراح تفكرين بنضج ! أصلا وش يفيدني رايك بزواج أبوي !!! فكيني بس
رتيل بعصبية : إيه صح لازم أبكي و أصارخ وأنافق عشان أطلع بعيونك ناضجة !! لازم أكون ثقيلة وماأضحك عشان أكون ناضجة !! لازم أكون ضد الأشياء عشان مايطلع تفكيري تفكير بزارين ، الحين صرت أنا اللي أفشِّل أبوي ؟
عبير : إيه فشلتيه ! انتي عارفة وش سويتي مع عبدالعزيز !! أصلا أنتِ بعيونه رخيصة وتستاهلين لأنك برجلك رحتي له
رتيل أمالت فمَّها وهي تحاول أن تمسك دموعها و تُحدِّث نفسها " لا تبكين " ، أردفت بصوتٍ جاهدت أن يتزِن : يجي منك أكثر !! ماأصدق أنه هالكلام يطلع منك
عبير : أطلعي وأتركيني بروحي ! أنا ليه أضيع وقتي معاك
رتِيل ما إن أعطت عبير ظهرها مُتجِهة إلى الباب حتى أنسابت دمُوعها بهدُوء ، حُب عبدالعزيز أضعفها بعد ما كانت لا تبكِي بسهولة ، أبتعدت عن غُرفتها ونزلت للأسفَل و من الباب الخارجِي جلست على المقعَد الخشبي المُتمرجِح بالحديقة الخلفية ، مسكت نفسها دقائِق حتى بكتْ دُون قيُود.
جرحتها عبير بشدَّة ، تذكرت جُرأة عبدالعزيز معها ، أستحقرت نفسها أكثَر وهو يستسهلُ لمسَها ، رجفت بأكملِها وهي تحتاجُ عناقُ أحدهُم ، كلماتِ عبير طعنتها ولم تُبقي بروحها مكانًا للإنشراح ، ضاقت بحدِيث جعلها تشعُر بأنها – لا شيء –
لا أحد يحاول أن يفهمنِي ، الجميع يحكم من الظاهِر ، يُشبِهُونِي بالحجر و أنَّ الإحساس لا يقربُ إليّ بأيِّ صلةٍ ، يُريدوني أن أبكِي أمامهم حتى أبين أنني أشعُر و أن إحساسي مازال حيًا ، بهذه الحياة يُريدوني كـ تمثالٍ يتكلم وقتُ الحاجة فقط ليس من حقِه الضحك وإلا أنتشرت الشقوق في جسدِه . . هذه الحياة لا أنتمي إليْها.

,

على غير العادة ، نفسيتُه سيئة وقف مُستنِدًا على مقبض بابُ المطبخ
والِدته ألتفتت : تبي شي ؟
يُوسف ومُنحرج : إيه يمه بس يعني .. مُهرة تعبانة فـ خلي الشغالة ترسل لها أكل فوق
والدته : بسم الله عليها ، وش فيها صار لها كم يوم مختفية ؟
يُوسف : مدري يمكن سخونة وكذا
والدته : لآ تهملها يايمه يمكن فيها شي لاسمح الله ، ودَّها المستشفى وطمِّني
يُوسف : لآ مايحتاج
والدته : مايصير هذي أمانة في رقبتك ، روح ودَّها وطمِّنا
يُوسف : طيب العصر
والدته : وش العصر ؟ الحين ودَّها ولا أنا أوديها مع السواق
يوسف تنهَّد : طيب هي ما كلت من أمس خلها تآكل بعدين يصير خير
والدته : صاير بينكم شي ؟
يوسف بنرفزة : وش بيصير يمه الله يهديك !!
والدته : ماهو من عادتك نفسك بخشمك وحالتك حالة !! قولي أنا أعرف سوالف هالحريم
يوسف أبتسم ببلاهة : شوفيني مروِّق
والدته : لاحول ولا قوة الا بالله .. وش فيك يوسف أنهبلت ؟
يوسف : يمه يعني الواحد صاحي ونفسه بخشمه وتقولين لي لازم أروق ومدري وشو ! خلاص خلي الشغالة تودي لها . . لازم تحقيق يعني
والدته : طيب خلاص لا تطلع عروقك بس !! وليه مارحت الشركة
يوسف بسخرية : بمشي سدير أتحرَّى هلال رمضان
والدته ضحكت لتُردف : حتى وأنت معصب تنكِّت
يوسف يبتسم : لأن يمه صايرة تخلين الواحد يوسوس بنفسه
والدته : بسم الله على قلبك
يُوسف يمسح وجهه : أبوي موجود ؟
والدته : إيه ويحسبك رايح الشركة لأن مافيها أحد
يوسف تنهَّد : لحول مخي موقف كل الكذبات أستهلكتها
والدته : يمكن بكرا رمضان وناوي تكذب . . أستغفر الله بس
يُوسف : يرحم لي شيباتك يمه خلي المحاضرة بكرا .. وخرج مُتجِهًا للصالة جاهِزًا للتهزيء
رفع عينه والِده وبجانبه منصور : يا سلام !! وعيونك بينفجر منها النوم يا الهيس الأربد
يُوسف جلس : يالله صباح الخير
بومنصور : أي صباح خير ! إحنا مو قلنا يوم أنت تداوم ويوم هو !!
يُوسف : طيب اليوم تعبت يعني الواحد مايتعب
منصور : سلامتِك
يُوسف : الله يسلمك
بومنصور : شف يوسف لاترفع ضغطي !! عطيناك إجازة ولا أستفدت منها شي ! و لأنك خبل خذوا فلوسك بالفيزا وماعطوك إياها !! والحين بعد ماتبي تداوم
يوسف : لحول ! يبه تكفى والله أمر بمرحلة كآبة يعني مانيب ناقص
منصور : وكآبة ليش
يوسف : إيه عاد الحين يطلع فيني علل الكون ! كآبة كِذا من نفسي ومن هالدنيا
منصور بسخرية : بسم الله على قليبك وأنا أخوك
يوسف : هذا أنتم جاهزين للطنازة ماتطلع منكم الكلمة الحلوة
بومنصور : أقول لا يكثر ! عاد يقال الحين لا داومت صفقاتنا تمشي الا طلّ مامشى منها شي من يوم شفنا وجهك
يوسف : شكرا يجي منك أكثر ! لا تخلوني الحين أتهوُّر وأستقيل وأطيِّح سوقكم ترى عندي 25% أسهم يعني ممكن أبيعها على واحد كلب ويوهقكم
بومنصور : يهدد بعد ولد عبدالله !! أقول وراك بس
يُوسف يأخذ بيالة الشايْ ليملأها بالقهوة ، هذا الصباح يحتاج – مخمخة –
منصُور : عساك بس مرتاح ؟
يوسف ويفهم مقصده : مقطعتني الراحة
بومنصور : ومرتك بخير ؟
يوسف ألتفت عليه بشك : إيه يعني وش بتكون ؟
بومنصور : خواتك يقولون صار لها كم يوم مانزلت تحت ! ولا تآكل معاهم
يُوسف : تعبانة شوي
بومنصور : تعبانة وبس ؟
يوسف وهذا الموضوع يشد أعصابه : أستغفر الله !! يعني يبه وش بيكون فيها !
بومنصور : أنا أقول لا تظلم بنت الناس ! صدق صار الموضوع بطريقة ماترضي أحد لكن هذا مايعني أني برضى أنك تظلمها !! تراها حسبة هيفا وريم !! حط هالكلام في بالك زين
يُوسف ويُفرغ القهوة في فمِه ليُردف : لحد يتدخل بحياتي ! خلوكم بعيدين وأنا أعرف كيف أديرها ماأحتاج أحد يعلمني
بومنصور بجدية : أنا أنبهك ماأعلمك

،

الليلة الماضِية كانت من أجملِ ليالي عُمرها ، لم تحظى بليلةٍ كهذه ، نشفتْ شعرها المُبلل لتتجه و تُحضِّر الفطُور ريثمَا يستحِمُ الشخصُ الذي تمركز بقلبها و بشدة.
في هذه اللحظاتْ عقلها يتطاير فرحًا وقلبها يرقُص حتى بدأتُ تعزفْ بصوتِها وهي تقلِي البيض.
يجب أن أعترفِ أنَّ حياتِي في الملجأ كانت سيئة لم أعرفُ بها معنى للحُب هُناك أبدًا ، لم أختلِط بأحدًا ، حتى رأيتُ بها عبدالرحمن ، رُغم زواجُنا الذي بات مستورًا عن أعيُن الكل رُغم كل ماعانيتهُ فـ ضحكةٌ مِنه قد تُنسيني عناءِ هذه الحياة.
تصالحتُ مع نفسِي منذُ دخلت عالمِ الـ عبدالرحمن ، منذُ اليوم الأوَّل الذي باغت قلبي بحُبه ، أنـا أحُبه و هذا يعني أنَّ الحياةُ ترقِد بين كفتيَّ.
قطَع أفكارِها : مروقة اليوم
ضي أبتسمت وهي تُنسق طبقيْن على الطاولة : دامِك جمبي أكيد بروِّق
عبدالرحمن : عسى دُوم
ضي جلست بمُقابله وهي تضع آخر طبق ، لتُردف : عِندك شي تسويه اليوم ؟
عبدالرحمن : لأ بس ماني مرتاح بباريس وافنان موجودة
ضي : تبينا نطلع ؟
عبدالرحمن : وش رايك نهجم على إيطاليا
ضي بضحكة : صدق ؟
عبدالرحمن : إيه ميلانو أقرب شي لباريس
ضي : كم بنجلس فيها يوم ؟
عبدالرحمن : إللي تبين بس يعني ماهو أكثر من 4 أيام
ضي ضحكت لتُردف : يابخيل تقولي اللي تبين وماهو أكثر من 4 أيام
عبدالرحمن : لأني حاجز العودة للرياض بعد كم يوم فما ينفع
ضي : لا تجيب لي طاري الرياض ! خلني بستمتع في كل لحظة
عبدالرحمن أبتسم لها وهو يشربُ من كوب الماء ، نظر لهاتِفه و إتصالاتٍ مُعتادة من عمله و أصدقاءِه ، الغريبْ أنَّ قائمة الإتصالات الفائتة لا تحوِي رتيل أو عبير.
ضي : إفطر ولاحق على الجوال
عبدالرحمن : بشوف البنات
ضي سكتت لا تُريد ان تعلق ويفهمها خطأ
عبدالرحمن : غريبة ماترِّد .. الساعة عندهم الحين 10 وربع !! معقولة نايمين
ضي : إجازة أكيد بينامون
عبدالرحمن ويتصل على رتيل .. وأيضًا الحالُ يُشبه عبير – لا رد –
عبدالرحمن : مُستحيل عبير تنام لين هالوقت .. أتصَل على البيت وردَّت أوزدي : ألو
أوزدي وعرفتُه من صوتِه : هلا بابا
عبدالرحمن : وين عبير ؟
أوزدي : فوق غرفة
عبدالرحمن : نايمة ؟
أوزدي : MAYBE
عبدالرحمن : طيب ورتيل ؟
أوزدي : برا
عبدالرحمن : وين برا ؟
أوزدي : هديقَه *حديقة*
عبدالرحمن : طيب ناديها
أوزدي : تيب .. وتركت السماعة لتتجه إلى الحديقة الخلفية
رتيل ومازالت تبكِي بهدُوء الأجواءِ من حولها
أوزدي و أقتربت حتى بان ظِلها
رتيل بخوفٍ منذُ تلك الحادثة لم تتخلى عن هذا الخوف ، أنتفضت من مكانها لتلتفت عليها برُعب
أوزدي خافت من شكلِ رتيل الباكِي
رتيل : بسم الله .. وش تبين ؟
أوزدي : بابا عَ تليفون
رتيل تنهدت وهي تمسحُ دموعها بكفوفها وتتجه للداخل: ألو
والِدها : هلا رتيل
رتيل بصوتٍ واضِح عليه آثار البُكاء : هلابك ، شلونك يبه ؟
والِدها : لحظة وش فيه صوتك ؟
رتيل : ولا شيء
والِدها : ماهو عليّ هالحكي !
رتيل : يبه قلت لك مافيه شي
والِدها و شكوكه تتجه صوب عبدالعزيز : وين عز ؟
رتيل : وش يدريني
والِدها : أقصد يعني طلع للشغل
رتيل : مدري
والِدها : طيب وعبير ؟
رتيل : بغرفتها
والِدها : أنتم وش فيكم اليوم !! أمس مكلمك مافيك شي !!
رتيل : وأنا الحين مافيني شي
والدها بحدة : رتييييل !!
رتيل : يبه الله يخليك صدق مصدعة ومانمت من أمس فعشان كذا صوتي تعبان
والِدها : طيب وين عمك مقرن ؟
رتيل : يجينا الصبح يشوف الأوضاع ويروح للشغل وبليل بعد
والِدها : طيب ، أنتبهي على نفسك
رتيل : إن شاء الله
والِدها : بحفظ الرحمن
رتيل : مع السلامة .. وأغلقته
ضي : وش فيهم ؟
عبدالرحمن : قلبي يقول فيه شي صاير
ضي : هذي رتيل
عبدالرحمن : إيه
ضي : يعني وش بيكون فيها ! حبيبي لا توسوس كثير
عبدالرحمن : ماهو عنّ بس قلت لك عن سالفة عبدالعزيز وخايف أنه يقرب لهم
ضي : لا مستحيل يقرب لهم ! ماهو بهالدناءة عاد ولد سلطان
عبدالرحمن : قلبي يقول أنه عارف بزواجه من رتيل
ضي : مو تقول مقرن وصَّل الشيخ للباب وأنت ماعطيته فرصه يشوف شي
عبدالرحمن : إيه بس هو صاير غريب حتى ماني قادر أفهمه ، وخايف على عبير بعد
ضي : ليه ؟
عبدالرحمن وهو يحرِّك أصابعه على الطاولة وكأنها بيانُو : قبل ملكة عز بيوم أتصل على مقرن شخص وهدده إن لو عز تزوج عبير راح نندم و تهديدات طويلة
ضي رفعت حاجبها بإستغراب : هددكم بعبير !! طيب ليه يعني مين أصلاً ؟
عبدالرحمن : مُستحيل عبير تخون ثقتي فيها ! انا متأكد مثل ماأنا متأكد أنك قدامي الحين أنه عبير ماتدري عن شي ! بس مين هو ؟ ماني قادر اعرفه قلت لمقرن يشوف لي الشبكة ! طلع متِصل من بقالة و مع ذلك رحنا للبقالة وقالنا أنه مايتذكَّر أحد جاه
ضي : يالله ياعبدالرحمن أنتم وشغلكم هذا !! والحين رتيل متى بتعرف بزواجها ؟
عبدالرحمن مسك رأسه وبتعب : أحس قاعد أضحي ببناتي
ضي وتمدّ إيدها لتضغط على كفِّه : مو دايم تقولي أحيانًا لازم نضحِي عشان نعيش
عبدالرحمن بضيق : بس هذولي بناتي ، مستعد أضحي بنفسي لكن بناتي لأ
ضي : طيب رتيل ماتزوَّجت واحد غريب أو واحد بيضرِّها تزوجت ولد شخص غالي عليك كثير الله يرحمه
عبدالرحمن : الله يرحمه ، أنا عارف عز لكن هو مقهور وأكيد تصرفاته بتكون مبنية على غضبه ماهي مبنية على عقل ! لو عرف بزواجه من رتيل أنا واثق أنه بيضرَّها
ضي : وإن شاء الله ماراح يضرَّها يعني حتى لو زوَّجته عبير نفس الشي
عبدالرحمن : بس عبير قوية ماينخاف عليها ، رتيل مهما بيَّنت أنها قوية من الداخل ضعيفة
ضي : طيب ليه هددك بعبير بالذات ؟
عبدالرحمن : مافيه غير إحتمال واحد أنه يعرف عبير وهذا الشي قلت لك أنه مستحيل ، أنا واثق في عبير كثير لو قالي رتيل ممكن أشك لكن عبير مستحيل إلا من سابع المستحيلات ، المُشكلة أنه قالنا هاللي هدد عن موضوع محد يعرفه غيري أنا و سلطان و مقرن و بومنصور .. أجبرني أختار رتيل ...... إلى الآن ماني مستوعب كيف الحالة اللي وصلنا لها

،

الماء تُدغدغ أطرافهُم وهم يسيرُون بجانِب البحرِ ،
وليد : وبس . . أهم شي الأدوية بالوقت الحالي
رؤى وتتشابك كفوفها : بيطوَّل حالي كذا ؟
ولِيد : إن شاء الله مايطوِّل ، توكلي على ربك وعنده الفرج
رؤى بضيق : أحس أني ضايعة !! ناس كثيرة في عقلي وأحداث كثيرة بس ماني قادرة أسترجع شي بس أحس فيه أشياء . . يعني مدري كيف أشرح لك
ولِيد : فاهم عليك بس تنتظمين على الأدوية وجلساتنا يوميًا راح تسترجعين شخصيتك الأساسية !! وتعيشين بهويتك اللي تبينها ومنتظرتها من زمان
رؤى : يارب
دقائِق غرقُوا بمنظرِ البحر في ذاكرتهم ، حتى قطعته رؤى : هالشخص أحسه يشبه أحد
وليد ينظر للإتجاه التي تقصده رؤى ولم يكن هُناك أحدًا ، بدأت لا تُفرق بين الحقيقة والوهم , يُجاريها : إييه
رؤى : شايفينه من قبل ؟ كان بميونخ صح !
وليد : لأ هذا أول مرة أشوفه
رؤى بوجع : ليه يسوي بحاله كِذا !
ولِيد بصمتْ ينظُر لتفاصيل ملامِحها المتوجِعة والدمعة التي تعكِسُ الشمس ولا تسقِط
رؤى بلعت غصَّتها : الحياة سيئة
وليد : الناس قاسية
رؤى وتنسابْ دمُوعها : كيف وصلنا لهالحالة ؟
ولِيد تنهَّد وهو يقِف : حظوظنا شحيحة !! لو نشحذها عطتنا ظهرها و مشت
رؤى وبهدُوء أستسلمت لبُكاءٍ عميق : ودِي أغرق ، أذوب بالمويا و يختفي كل شي
وليد ولَّى وجهه ناحية البحَر و كفوفه تغرق بجيُوبه : تدرين وش أعظم خسارة بهالحياة ؟
رؤى ألتفتت عليه
وليد : أنه حياتك تضيع وأنتِ تدورين عن هالحياة ! عن الحُب ، عن الإستقرار ، عن العايلة .. حلمت كثير باليوم اللي أشوف في هالحياة
رؤى : ما حبيت قبل ؟
ولِيد : لأ ، ممكن إعجاب إنجذاب أشياء زي كذا بس حُب لأ .. لأن عندِي قناعة تقول الحُب اللي ننساه بسهولة ماكان من الأساس حُب
رؤى : ومين أُعجبت فيها ؟
ولِيد : ماأعرفها كنت أجي الهايد بارك أقرأ و كانت دايم تمِّر من قدامي ، تصدقين كلمتها و جلسنا مع بعض شربنا القهوة بس ماقالت لي أسمها يمكن هذي حسنة ، أحيانًا أحس أنَّه اللي ما يعرفنِي نعمة.
أكمل بعد تنهيدة : أتصَل عليّ أبوي وقالي عن بنت عبدالمحسن آل متعب ، مدح لي العايلة وأهلها كثير ، قلت الحياة تجارب وأجرِّب الزواج التقليدي ، و فشلت .. و خيبة زي كل خيباتي في الحياة ، عُمرها ماوقفت هالحياة معاي !! عُمرها ماكانت مُنصفة لي .. عشت حياتي بالغربة و لما تعلقت بشخص أحبه و هي أمي .. ماتت !! خالي من الحُب ، أحس بالوحدة و الموت .. *بُسخرية على حاله* أصلا وش يفرق ؟ الوحدة والموت وجهين لعملة وحدة.
رؤى : وأخوك ؟ أبوك ؟ أعمامك ؟ خوالك
وليد : خوالي ! ماأعرفهم ، أو ماأبي أعرفهم ! مسيحيين ومتعصبين لدينهم ! نبذوا أمي عقب ماتزوجت أبوي ، ماتت أمي ومع ذلك محد جاء وحضر
رؤى : الله يرحمها
وليد ويضرب بحجرٍ صغير في عُرض البحر : أسلمت قبل وفاتها بشهور ، حسيت أنه الدنيا ماراح توسعني من الفرحة ، مع أنه أبوي مطلقها ولا يهمه تسلم ولا تكفر ولا وش تسوي فيني حتى ممكن تخليني أتنصَّر معها ....
رؤى : وتزوَّج
وليد : بالضبط ، تزوَّج و عنده ناصِر أتوقع الحين بثالث إبتدائِي أو يمكن برابع .. ماأدري ماشفته الا كم مرَّة لما كنت أنزل الرياض
رؤى وهي تعقدُ حاجبيْها وكأنها تُصارع شيئًا : ناصر !!
ولِيد ألتفت عليها : قلتي إسمه كثير ، تهذين فيه أكثر وأنتِ نايمة
رؤى : وش أقول ؟
وليد : سامحني و كأنك غلطتي في حقه
رؤى : أنت قلت لي ماعندي غير أخو واحد ؟
وليد : إيه عبدالعزيز هذا اللي قلتيه ليْ
رؤى تُفاجئه : تحبني ؟
وليد سكَت ، لم يكن مترددا بالجواب وكأنه غير مُطمئن من وضع قلبه ولكن شعَر بأن لسانه عُقِد
رؤى : ماراح تقدر تنساني ، يعني لو رحت لو تخليت عنك .. لو الحياة أوجعتك فيني !! بتضِّل تحبني ؟
وليد يُشتت أنظاره : تدرين أنه أقدارنا واضحة ؟ أنا عارف كيف النهاية بتكون !! أنا واثق تماما من المآساة اللي بتصير .. أنا أعرف كيف الغرق يكون !!
رؤى و تنسابُ دمعةٍ مالِحة ، شيءٌ من الضياع يرتديها ، أشتهت أن تُعانق أحدًا ، نعمة العناق هذِه !! أشتهتها ولكن لا أحد بجانِبها تستطيع أن تُعانقه و يأخذُ من صدرِها كل همومها .. لا أحد غير وليد الذي من المُستحيل أن تتجاهل الدين .. مُستحيل أن تتعدَّى دينها و إن نسَت أغلبِ عاداتها.
ولِيد بملامِح البدوِي إن تغاضينا عن لونِ عينه المُكتسبة من والِدته : قد هالبحَر يا رؤى أحس بالقهر ، أحس بالضيق ، أنا مؤمن أنه الله يعدِل بين خلقه ، و عارف كيف ممكن تكون النهاية بعلاقتنا هذي
رؤى تُقاطعه : الحرام ممكن يكمَل لكن بدون راحة
وليد : تختنقين يا رؤى .. تختنقين كثير
رؤى : قلت لي مرَّة أننا نقدر نحوَّله حلال
وليد ألتفت عليها بصدمة من أنها تتذكَّر فذاكِرتها لا تحتمِل إلا النسيان
رؤى وضعيفة تلك الثقة في داخلها : قلتها صح ؟
ولِيد هز رأسه بالإيجابْ ليُردف : عُمري ما كنت بحيرة زي ما أنا الحين
فضفضة ولِيد هذه تغصُّ بي ، حزينة أنا ، بائِسة لا مجالْ للوضوح في حياتي ، لو أنَّني أدرُك كيف أمحِي حُزنك يا ولِيد و لكن من يُعلمنِي كيف أقِف مُجددًا بضحكةٍ لا تغيب ! علِّمني يا وليد.
وليد بكلمةٍ موجعة ، بكلمةٍ هزَّت أركانِه ، بكلمة أسقطت غرور شرقيتِه ، بكلمةٍ رقيقة بعثرت قلبِ الثلاثيني هذا ، : من يكفِّر عن الحياة ذنبها معاي ؟
رؤى و بكت دُون توقف ، بكت بغصاتٍ مُتتالية ، أشعُر و كأني أستلِم خبرُ وفاةِ أحدهُم ، أشعُر بأنَّ الحياة توقفْت عِند كلمتِه هذا ، أشعُر بعظِيم ألمِك يا وليد
وليد بِبحَّة مع الأمواجِ التي تنتهي عند قدمِه : مالنا في الحُب صاحب


،

على سرِيرها تلفٌّ خصلاتِها بأصابعها ، دمُوعها لم تجِف بعد ، ياااه كم قسوَت على رتيل ؟ أشعُر بالذنب ينتهِك جسدِيْ ، لا أُفكِر بموضوع أبِي الذي أشعُر وكأن العار حلَّ علينا ، كل تفكِيري يتجِه لرتيل ، ماذنبها كي تتحمَّل مزاجيتي المُفرطة و غيرتي على والِدي !! أشتهِي أن أعتذِر لها وأخبُرها بأنّها اليوم تبدُو أجمَل النساءِ على أرضِه ، لم تعشق رتيل شيئًا كالمدِيح الذِي يُغري أنوثتها ، لو أنَّ الإعتذار قد يُغيِّر شيئًا لقُلته ولكن دائِما ماكانت ومازالت أيضًا رتيل بعيدة وقريبة منِّي في مثل الوقت.
نظرت لجوالِها وهو يُنبه عن رِسالة ، قرأت " لا يليقُ بالجميلة أن تبكِي "
أخذت نفسًا عميقة حتى يبدأ بحرًا من الملوحة يهطِل على خدَّها ، أُريد أن أشتُمك الآن ، أريد أن ألعنك مرات و مرات كثيرة أمامِك ، ضعيفة أنا بحُبي لك وأنت تثِق بغطرستِك أنك قادِر على كسبِي.
بجنُون ضغطت على رقمِه تُريد ان توبخه بسبب أو بدون سبب ، تعرف أنَّ حدود الله تنتهَك بإتصالها هذا ولكن سئمت .. ضاقت .. غير قادِرة على الخلاصِ منه .. ولن يحلُّ عليها الخلاص من غضب الله.
أتاهُ صوتُه المُبعثِر لخلاياها ، الرجُولي البدوي الصارخ الصاخب المُزعج الهادىء العذب الخشن . . و المُحب ، أيّ تناقضات هذه يُرددها قلبي عندما أسمعك.
: مساء العبير
عبير بعصبية : قلت راح ننتهي !
: ما أعرف كيف أنتهي منك
عبير : يا غرورك
: أعرف
عبير : و تبغى تتملكني وبس !! أنا أعرف كيف تفكِر ، تحسبني مقدر أنساك وأني مقدر أتجاهل فكرة وجودك .. غلطان و اللي تبني عليه غطرستك وساديتك ما يمشي معاي
: ما تقدرين تنسيني
عبير ببكاء مقهورة , تتزاحم الكلماتْ عند شفتيها و الشتائِم أيضًا ولكن لا تقول شيئًا
: إيه نعم أنا أحب التملك ، أتلذذ بهالتملك !! و انا أعرف أنه كل طرقك راح تجيبك ليْ
عبير : لا تتحداني !
: حاولي تنسيني وراح تنشغلين فيني
عبير : علاقة أساسها حرام أكيد ماراح تنتهي بسعادة ! وهذا اللي بيأكِد ليْ انك مستحيل تكون زوجي في يوم من الأيام
: أذبح اللي يقرب لك ، لا تحلمين كثير إن ماكنت زوج لك ماراح تكونين لغيري
عبير و هذه اللهجة غريبةٌ عليها ، تشعُر بأنَّ تهديده من ثِقة ، هذه الثقة تُضعفها كثير
: الحين حبيبتي تنام و تهدأ .. أتفقنا ؟
عبير : أنت مين ؟
: زوجك
عبير و تجهشْ ببكائِها
: أششششششش لا تبكِين ، لا تبكِين أنا أحبك
عبير بنبرةٍ ترتجفُ قهرًا : مين أنت ؟ قولي مييييين
: تتزوجيني ؟ و حالاً ؟
عبير سكَنت ، تجمَّدت ، شيءٌ يخترقُ قلبها بهذا السؤال
: تخافين الحرام ؟ هذا أنا أبيك بالحلال
عبير بلعت ريقها ، تضعفُ أكثر ، جُدرانها تتفتت أمامِه ، أردفت : لأ
صُدِم ، الدهشة أرتسمت على وجهه : لأ ؟
عبير : ماني رخيصة لك ... وأغلقتِه في وجهِه !
نظَر لمن يُراقبه ، بيدِه اليُمنى كأسُ من الشايْ الساخِن و يدِه الأخرى مُستنِد بها على مقبض الباب : تكلمها ؟ متى تعقل وتكبر من بنت لبنت !! من مصيبة لمصيبة
: ماني رايق لك أطلع برا
هو :والله لو يدرِي أبوك عن سوالفك بيعلقِّك عند باب البيتْ ويعلمك كيف تحب بنت عبدالرحمن
بحدَّة : قلت لك أطلع
هو بسخرية : اطلع ؟ ههههههههههه لايكون حبيتها !! ههههههههههههههههههههههههههههههههههه أقتلني أقتلني وقول أنك حبيتها ههههههههههههههههه يالله يا سُخرية هالأقدار فيكم !! يا شينها لا حبيت إنسانة عارف أنها ماتبيك
ينظُر له مُصطنع اللامُبالاة ، تجاهله وهو ينظِر للوحاته
هوَ : لهدرجة مُغرية ؟ طيب ورِّني صورتها يمكن تعجبني
رفع عينه و كأنّ البراكين تنقلُ حممها بنظراتِه
هو : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههه لألألأ كِذا الحال ميأوس منه ، تغار يا روح ماما ؟ تغار عليها !! هذي أنا أعلقها فيني بيومين .. أعرف أنه ذوقك رخيص زي وجهكِ .... نسونجي ماعليك شرهة
وقف وبدأت خطواتِه هادِئة
هوَ : ماشاء الله رجَّال !! هههههههههههههههههههههه حاول تمِّد إيدك و خبرك يوصل لأبوك وهذي المرة أنا عند وعدي والله لأقول لأبوك بسيرتك الوصخة !! مسوي فيها العفيف وتركت التدخين وهذا أنت ترجع له ! انت مستحيل تكون شخص صالح لأنك ببساطة زمن التغيير ولَّى 29 سنة ماتغيَّرت فيها بتتغيَّر الحين !! أنا أحلف لك أنك ماراح تقدَر تصلي التروايح في رمضان كل الأيام ! أنا مستعد أحلف لك انه شعرك أهم من هالعبير !! أنت أصلاً مالك هدف بهالحياة !! إلا صدق *قالها بتهديدٍ واضِح* أبوك يدرِي كم مرَّة تشرب فيها ؟ يالله تكسَر خاطري والله
واقِف بثباتْ ، يستمِع لمن يدسُّ أنفه بحياتِه وكأنهُ وصيٌ عليه
هوَ يُكمل : هههههههههههههههههههههه والله أنه يشفق عليك ، أنا صدق ماني أحسن منك بس على الأقل أصلي حتى لو مو في المسجد ! صدق أدخِّن بس ماأشرب ! صدق أنه عايش على البركة بدون هدفْ بس على الأقل ماألحقّ خلق الله ! انت ماتقدر تعيش بدون حريم ! ماتصبِر !! وليتك توفي لوحدة تخونها مع مليون وحدة !! يا رخص الرجولة فيك .. تدري أحيانًا أقول الرجولة ما لها صِلة فيك !! أنت ذكَر وشبه حيوان في السنة تحِّب مليون وحدة ، تغازل غيرها مليون ! أنا أصلاً لو تقولي أنك نايم مع وحدة ماراح أستغرب . .
لم يُكمِل من اللكمَة التي أتت على شفتيْه وأسقطت كُوب الشاي على الأرض
الرسامُ أفرغ جحيم عبير و رفضِها بمن أمامِه ، أمسكهُ من ياقتِه وضربْ رأسِه على حافةِ الباب ، و أسقطهُ على الطاولِة الزُجاجية ليتناثر الزجاج حول جسدِه ، أوسعهُ ضربًا جعله غير قادِر على مقاومتِه ، لطَّخ وجه من أمامِه باللكماتِ والجروح ، قوتِه هذه أتت عنيفة وجدًا
وقف يُلملم قميصه الذي تقطَّع وبعصبية : قسم بالله لا أخليك تندم والله ثم والله ليوصل لأبوك اليوم وبتشوف كيف تمِّد إيدك .. وخرج
مسح أنفِه بطرفِ كُمِّه ، ليعلم الجميع بمن أنا ، أقتنعت وبشدة أن لا قُدرة عليّ للتغيير حتى من أجلِ عبير .. أخذ علبة السجائِر وأخرج سيجارة لينفثُ بها غضبًا ، أيّ راحةٍ هذه ستتسلل لقلبِي وأنا بعيد كُل البعد عن الله ، يأِستْ من أنَّ لي طريقًا في هذه الدُنيا للصلاح ، أشعُر و كأنَّ من سيُقربني لله هي عبير ، . . . يا غبائِي وأنا أُفكِر بأن هناك وسيطٌ بيني وبين الله .. هذا وأنا أدرسُ التوحيد منذُ سن السادسة و لا أعرفُ كيف أنَّ الله قريبٌ رحيم ومهما بلغنا الذنوب يغفر لنا الرحمن بإذنه الغفور.

،

الساعَة السابعة مساءً *
ركَن سيارتِه و هو يتصِل على ناصِر مُتجِهًا لبيته : تونِي أفضى
ناصِر : خف علينا بس
عبدالعزيز : والله ماألقى وقت أحك فيه راسي ، تعالي طيب الحين
ناصر : لآ مقدر بس كنت أبي آخذ رايك بشيء
عبدالعزيز ويفتح بابه وهذه المرة يفتحه بحذر شديد ، المؤمن لا يُلدغ من جُحره مرتين
رفس الباب برجله وهو ينظِر ويتأمل المكان المُرتَّب ، يبدُو في النهاية سأقع بحُب هذه الخادِمة التي تُجيد الترتيب هكذا !! ضحك على سُخف أفكارِه.
ناصِر : لحول وش فيك
عبدالعزيز : ولا شيء بس أقولك من كثر ماأنا وحيد و حزين شكلي بحبّ شغالتهم
ناصِر : الله يكفينا الحزن ، أسمعني عزوز أنا بفسِّر حلم غادة
عبدالعزيز صمت لثواني ثم أردف : لأ
ناصِر : يمكن فيه شي لازم نعرفه ، يعني ممكن عليها دين كانت مخبيته عننا
عبدالعزيز : قلت لك لأ ، ان الرؤيا على جناح طائر إذا فسرت وقعت
ناصر : طيب وإذا وقعت ؟ يعني هي ماتت الله يرحمها ! ماراح يضِّرها شي إن شاء الله
عبدالعزيز بخوف : لآلآ يا ناصر واللي يرحم والديك لا تفسِّر شي
ناصِر بضيق : أتعذب ياعبدالعزيز ! ماعاد لي قدرة أتحمَّل أكثر ، أشوفها تبكِي ولا أقدر أسوي شي
عبدالعزيز وهذه الذكرى تتُعبه : طيب وش أقول أنا ؟ يكفينا عذاب ! إن فسرناه وطلع شي شين والله ماراح أقدر أنام زي أيامي الأولى !! ماأبغى أعيش بحالتي ذيك .. ماأبغاها يا ناصر
ناصر بتعب تنهَّد : تشوف غيرها ؟ يعني أبوك أمك أحد ثاني ؟
عبدالعزيز : هالفترة بس هي ، بس قبل كم يوم حلمت بأمي . . أبتسم عبدالعزيز على ذِكراها و بعينه تلمعُ الدمعة المنزويَة و ترفض النزول.
ناصر : حلو ؟
عبدالعزيز : يوووه يا ناصر أشتقت لها كثير ، كانت واقفة بحديقة أو ماأدري وين بالضبط بس كان كله خَضَار ، أبتسمت لي .. تخيَّل شفتها تبسم ليْ
ناصِر يسمعُ إليه و قلبه يبكِي على حال عبدالعزيز
عبدالعزيز : كنت بجيها .. كنت بسلِّم عليها .. قمت وليتني ماقمت .. لو الحلم مكمِّل شوي بس لو أتنفسها أكثر .. رحت فتحت الدولاب وأنا مآخذ بعض أغراضهم من باريس .. رجعت نمت على طرحتَها وريحتها والله يا ناصر للحين فيها ... تمنيت أحلم فيها
ناصِر في حالةِ سكُون ، تذكَّر وِشاح غادة الذي أخذه مِنها ، ولكنه في شقته بباريس لو أنه يطير لباريس الآن و يذهب لشقتِه ويبحثُ عن تفاصيلها هُناك.
عبدالعزيز : يمكن بكرا رمضان
ناصر : أول رمضان بدونهم
عبدالعزيز : أخاف العيد !! ماراح أتحمَّل ودِّي أنام في هاليوم كلَّه وماأصحى الا اليوم الثاني ، ماابغى أشوف فرحة أحد .. أخاف عليهم لا أحسدهم .. وصلت لمرحلة أحسد الناس على فرحها !!
ناصر : مايهم العيد !! اللي يهم كيف بتقدَر تنام أصلاً بليلة العيد
عبدالعزيز و نفسيتهُ مازالت تتذبذبْ ، حزين جدًا ، الحُزن على الرجال لا يُطاق ، تشعُر بوجعهُم كأنهُ سيوفْ . . . يالله ماأعظمُ حُزنِ الرجال !!
ناصِر : تدري أنك تضيِّق الصدر
عبدالعزيز أبتسم : و تدري أننا دايم نفتح جروح بعض !!
ناصر بضحكة بحّ بها صوتِه : إن كان رمضان بكرا لو سمحت لا تتصل
عبدالعزيز : مين قال بـ هنِّيك ؟ مرة مآخذ بنفسك مقلب ! أنا زين أتذكرك
ناصِر بسُخرية : من كثر اللي حولك ماراح تعرف تهنِّي مين ولا مين
عبدالعزيز : شُكرًا على مشاركتك لي الوحدة
ناصر : ههههههههههههههههههههه أجل الفطور عندك ؟ خلك رجَّال وقول تم
عبدالعزيز بضحكة طويلة : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ماهو تمّ وأنا رجَّال غصبًا عنك
ناصر : يا بخيل .. وأغلقه في وجهه
عبدالعزيز رمى الهاتف وهو يضحَك دائِمًا ماكانت أحاديِثه الساخرة مع ناصِر تنتهي بإغلاق أحدهم في وجه الآخر.
خرَج و يسيرُ بهدُوء نحو الحديقة الخلفية ، تراجع قليلاً عندما رأى ظهرُ جميلةٍ بشعرٍ مُسدَل على كتفِها بنعومة ، أولُ ماخطَر على باله عبير و في داخله قال بإندفاع " دائِمًا ماأقول أنَّ عبير أجمَل من رتيل بمئةِ مرَّة "
الظُلمة تُخيِّم على هذا المكان ماعدا الإنارة التي تأتِي من الباب الخلفِي.
و مقعدٌ طويل من الخشبْ مُعلَّق بسلاسِلٍ يتمرجحُ بخفَّة ، عيناها متوِّرمة من البُكاء و الوحدة و أشياءٍ بائِسة أمرضت روحها.
مازال يرنُّ بمسمِعها حديثُ عبير ، لا قُدرة على تجاهله أبدًا.
شعرت بأن أحدهُم يجلس بجانبها ، ألتفتت برُعب وهي تُشهق.
عبدالعزيز : بسم الله عليك
رتيل حاولت الوقوف لتبتعِد ولكن يدِه تُقيدها من بطنِها ، شعرت بغثيان و بمعدةٍ فارغه تعتصِر بقبضتِه.
رتيل بحدة رُغم صوتِها المُرتجف : أبعِد عنِّي
عبدالعزيز : مين مزعلِّك ؟
رتيل بعصبية : قلت لك أبععععد عنِّي
عبدالعزيز و يضع ذراعه خلف ظهرِها ليشدُّها نحوِه و يُلصِقها بجانبه ، يُعاندها ويغيضها أكثر.
رتيل في داخلها تحاول أن تتزن بما ستقول ، لاتبكين يا رتيل ، لا تبكِين وتضعفين . . هو مايستاهلك !! لازم توقفينه عند حدَّه
ألتفتت عليه وليتها لم تلتف ، كانت قريبة مِنه حدَّ أنَ الهواء رُبما لم يعُد يفصُل بينهم ، ضاعت الكلمات و هي تضيع في عينه ، نست كيفية الكلامْ بس عجزت ان تتذكَّر كيف يجب أن تتحدَّثْ.
أنفاسها تضطربْ و قلبُها ينتفِض ، و أنفاسِه تحرقُ وجهِي ، أدركُ كمية الحِقد في قلبه عليّ و على والِدي ، لكن . . . .
لا يُوجد لكن عند عبدالعزيز ، أقترَب مِنها ، جبهتهُ تُلاصِق جبهتها و أنفُها الشامِخ رُغم صِغره يُعانق أنفُ عبدالعزيز ،
شعرت بأنَّ نبضِها يقِفْ وَ جسدِها يرتعِش و مغص في بطنِها من الربكة اللتي ترتمي على قلبها.
عبدالعزيز يُخلخل أصابعه بشعرها الناعم ويجُّرها نحوِه أكثر و يُعاوِد فعلته دُون أن يُفكِر بعواقِب أفعالِه ،
تشعُر بأنَّ شفتيها تحترِقْ تحت وطأتِه ، تشعُر بأنَّها فعلاً رخيصة ، تشعُر بأن ضميرها يموت شيئًا فشيئًا ، حتى أنَّها غير قادِرة على الدُعاء لحظةً و هي تعصِي الله هكذا !! ، كم هو تافه الحُب و أنا بين أحضانِه معصيةً الآن ،

عبير تقدَّمت لشُباكِها و كادتْ تفقِد توازِنها وهي تنظُر لرتيل و عبدالعزيز في هذا المنظَر المُخِّل ، لم تُفكِر بشيء سوَى أن دموعها سقطت !! أولُ ماأتى في بالها " والله شديد ذو إنتقام " ، أرتعشت بأكملِها من هذا المنظرْ . . غير مُصدِقة بأنَّ رتيل تتنازل بهذا الرُخص أمام عبدالعزيز ! يالله كم أستحقرك أنتِ و عبدالعزيز الآن ، كيف ترتضِي بأنَّ تُقبِّله و تغرقُ في تقبيله و هو ليس بمحرمٍ لها .. يالله لا تقع علينا السماء السابعة من حجمِ هذه المعصية !! يالله أرحمنا .. يالله أرحمنا . . ارحمنا يالله إنا نخافُ يومٌ عظيم.
أبتعدت عن الشُباك و لن تسمع بهذا الهبل أن يحدُث هُنا.

رتيل تدفُّه بقوة لتقِف أمامه مُمتلئة بالدمُوع ، واقفة لا تقول شيء ، على غير العادة ، لا تُطلق أيّ شتيمة في وجهِ عبدالعزيز
خيبتها هذه المرة تكبُر أكثر وأكثر ، خيبتها هذه المرة لا مجال بها للعتب ، خيبتها هذه المرة تتمدد و لا أكادُ أسيطِر عليها.
عبدالعزيز بلل شفتيْه بلسانِه و يرفعُ عينهُ لها ، باكية حزينة ! أدركُ يا رتيل كم من الحُزن الآن يُغلفُ قلبك ! اعرفُ تمامًا كيف الحُزن يكون و الخيبة أيضًا !! أنا قادِر على تدميرك في لحظة و رُبما هذه اللحظة قريبة.
رتيل مازالت واقِفة ، تبكِي بصمتْ ، عيناها لا ترمش موجَّهة بسهامٍ موجعة لعينَا عبدالعزيز ، همست : ليه ؟
عبدالعزيز ، في ثغرِك ألمحُ طيف مقبرتِي في هذه الحياة ، أعرفُ تمامًا أنَّ معصيتي أنتِ ، أعرفُ أكثرَ أن المقبرة سأُدفن بها لا مُحال و أنَّ والدِك لن يدعُو ليْ بدعوةٍ واحِدة ، لا علاقاتِ في الحياة ، هذا مايجب أن ألتزِم به . . أدرك وحدة أولئك الحمقى في المبنى الرديء كيف يعيشون حياتهم بوحِدة لا يعرفون معنى الصداقات والإجتماعات !! و لن أكون منهم ،
إن عصيتهُم فأنا أذهب لمقبرتِي طواعيةً ، و أنا أُريد هذه المقبرة .. أُوَّد الموتُ أكثر ولا أفهمنِي ، أعاقب نفسِي أريد أن أتصِف بصفاتٍ أكرهها .. مجنُون أنا و لا أرِيد أن يَعلَق بجنوني أحد !
رتيل بصوتٍ مجروح : ليه تعذبني ؟
عبدالعزيز وقف لتبتعِد بخطواتِها للخلفْ : مين اللي يعذِّبك ؟
رتيل بوجع : أنت
عبدالعزيز : أنا أنتقم لنفسِي ، تعرفين وش يعني موجوع ؟ ماتعرفين لأنك عايشة حياتك زي ماتبين !! ماتعرفين وش يعني وحدة .. لآ أهل .. لآ شيء !! كل شيء في قلبي أغتصبوه !! أغتصبوووووووه .. رددَّها وأحرق سمعها به.
أردف : على فِكرة يسعدني أقولك اني تزوجت .. أبوك ماقالك ؟ شهد على زواجنا مقرن .. كلميه قولي له مين أخترت
رتيل تعتصِر ببكائها ، أرفعت نظرها للسماء الصافية و هلالٌ يُضيئها ، خيبةٌ أخرى لا تستطيع أن تُصدقها.
عبدالعزيز : بتكون زوجتي اللي بحطها بعيوني ، بدوِّر فيها عن الحياة اللي مقدرت أعيشها !! ، تبين تعرفين من هي ؟
يكفِي جرح يا عبدالعزيز ، قلبي يتقطَّع .. لم أشعُر بحرارة الغيرة كشعورِي بأنَّ الجليدُ من حولي ينهارْ و قلبي يحترِق تحت نارٍ لا ترحم ، كأنَّ احدهُم يطعنني بسكِينٍ غير حادَّة و يُمررَها بهدُوء و لا يرحمُنِي بقتلٍ واحِد.
عبدالعزيز بحدَّة غاضبة ، بصوتٍ يتفجَّرُ حُرقة : بخليك تتعرفين عليها قريبْ ، راح تقابلينها كثيرْ !!!
رتِيلْ و لا يهدأُ بكائَها ، كأنها طفلةٌ أوقعوها في منتصفِ الطريقْ من فُرطِ الوحدة ضربوها ولم تجِد من يُدافع عنها ، حتى ظِلَّها وقف خلفها ، لا تعرفْ تحمِي نفسها أم تحمي من ؟ ، كل شيء ينهارُ أمامها ، حُبها و أشياء جميلة في قلبها ، تبكِي بوجَع ، ياااه يا شعُور الإهانة بالحُب كيف يأتِي مذاقهُ حارِقًا يلسعُ لسانِها وقلبها أيضًا
عبدالعزيز بحدةٍ أكثر وهو المقهور من نفسه قبل كل شيء : أحبها أكثر من أيّ شيء ثاني في حياتي هذا إذا كان باقي لي حياة ، أتصلي على أبوك وأسأليه !! على فِكرة أعرفها من باريس .. إسمها أثير .. حلوة كثير تحسين كل جمال الكون في ملامِحها و خلوقة *قال كلمتِه هذه بقسوةٍ على رتيل*
أكمل : و تعرف حدودها كثير .. تحبني أكثر من نفسها وتدوِّر رضايْ
رتيل أخفضت رأسها ليغتسل شعرها بدمُوعها ، حُرقة و قهر .. يالله يا عبدالعزيز كم انا مقهورة مِنك ، يالله كم هي خيبتي واسعة !! أنفاسي تضيق ، أشعُر بأنَّ الكون يلتفُ حولِي ويُزاحمنِي الهواء إن بقيَ هواءَ الآن !! أخفف من هذا العذاب ، توقَّف عن قولِ الجحيم والله لا طاقة لدِي ، والله أني ضعيفة ، والله أني يائسة لا حول لي ولا قوَّة حتى أتحمَّل هذا الحديث.
عبدالعزيز : ماراح تقولين لي مبروك ؟
رتيل بين بُكائها : يكفييي
عبدالعزيز ببرود : ليه تبكين ؟
يالله يا عبدالعزيز على هذه القسوة ، تقتُلنِي وتمشِي بجنازتي ، أيّ قوة أتتك حتى تُضُر قلبي بهذه السهولة دُون أن ترمش تأنيبًا ؟
لا أفهمك ، كل ما في الأمر أنَّني أُعاقب بك ، أنتَ ليس هِبة أو بركة سماء . . انت ذنب ، عقاب ، عذاب ، معصية .. معصية يا عبدالعزيز.
عبدالعزيز : أبحثي عنها بالنت راح تلقين صفحتها بتويتر ، أثير روَّاف .. شوفيها وماراح تلوميني أبد أني أخترتها .. وتركها تُلملم خيبتها.
ذهب هو أولاً و لم تذهب هي .. لم تُهان في عُمرها إهانةٍ كهذه ، كل الإهانات الماضية كانت تكسِر عقلها وبعضُ قلبها ولكن هذه الإهانة تكسُر قلبها وعقلها معًا .. كيف أحتمل ؟
نظرت إليه حتى دخل بيتِه ، حتى دخل عُتمته الرديئة ، تمتَّع بيْ ليُهينني أكثر ، ليستلِذ بتعذيب قلبي بينما هوَ غارق في أُخرى ، إن لم تُبادلني هذا الحُب على الأقل أمضِ بسلام ، لِمَ جرحتني بمثل هذا الجُرح ؟ كيف أتطهَّرُ مِنك ؟ كيف أطلبُ من الله مغفرة معصيتي بك ؟ كيف أقُول لهذه الحياة أنَّني أعيشُ مخاضِ حبٍ لا يُريد أن يتركني بسلام !
لا أجوبه لديك يا عبدالعزيز لأنك أرخصتني ، أنتَ من أغتصب هذا القلبْ ! ليتَك عرفت أن تنتقِم بشيءٍ آخر غير القلبْ.
تُدرك جيدًا أن الحُب مرضٌ لا شفاءِ منه ، لِمَ يا دوائِي ؟
دخلت و كانت بإستقبالها عبير ، أبعدت نظرها عنها لتصعد ولكن وقفت عبير أمامها
رفعت وجهها الشاحِب الممتلىء بملوحة دمعِها ، لتتلقى الصفعةُ الأولى بحياتِها من عبير ، صفعتها بكل ما أُوتيت من قوَّة ، صفتها بحُرقة الأخت على أختها ، بحُرقة على الله الذي يراهُم بهذه المعصية !!
كادت تسقِط ولكن أتزنت ، رتيل القويَة الشامِخة المتهورة المتمردة التي لا ترضى بالإهانة سكتت .. لم ترُد على عبير !
عبير بحدة : لييييييييييييييييييييييه ؟
رتيل رفعت عينها عليْها لوهلة شعرت بأنَّ من أمامها والِدتها ، لوهلة شعرت بأنه يحقُّ لها الإرتماء بحُضنها وإن كان جافًا سيُبلله دمعي بالتأكيد ، لوهلة أرادت أن تقول " سامحيني يا أمي "
عبير : ماخفتي ؟ و بليلة رمضان بعد !! بليلته تسوين كذا !! لو أنه رجال مالمسك في غياب أبوي ! لو أنك ثمينة ما قرَّب منك !! يالله يا رتيل لو تدرين بقهري وأنا أشوفك كذا ... يا رخصك .. يا رخصككك ماني مصدَّقة أنك وصلتي لهالدرجة من الرخص !! الله لا يبارك في حُب جمعكم في ليلة مثل هذي بهالمنظر !!
رتيل صامِته ، هذه الليلة لم تنَم بعد ، هذه الليلة مُتغطرسة لا تُريد ان تنتهي إلا بسيلٍ من الإهانات ،
عبير : ماراح تكبرين وتحسين بفداحة اللي تسوينه !! الله لايحاسبنا بالسفهاء امثالك أنتِ وياه ... وصعدت للأعلى تارِكة رتيل كما تركها عبدالعزيز للتوّ.
خيباتٍ مُتتالية ، من أصعبِ أيام حياتها ، لم تقوَى على الصعُود ، جلستْ على الكُرسي القريب منها ، بكَت و أجهشت بالبُكاء وهي تغرزُ أظافرها بفخذيْها وكأنَّ بعض القهر سينجلِي بتصرُفها هذا.

،

في مجلِسهُم بعد إعلانِ رمضان ، ضجَّت الروحانية في البيتْ.
تُقبِّل رأسه : مبارك عليك الشهر يبه
والِدها : علينا وعليك يتبارك
ريم : يالله أحس رمضان هالسنة غير بكل شي مدري أحس بشعور حلو إتجاهه
يوسف : لاحقة على العرس
ريم تفجَّرت بالحُمرة : مين قال أقصد العرس ؟
هيفاء : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه كم أحبك يا يوسف
يُوسف بإبتسامة مُدللة لهيفاء : أنتِ بس أشرِي لي على اللي يقهرك و انتفه لك
ريم : ماشاء الله يعني نتفتني الحين
يُوسف : لا تتحدين ترى والله الحين اخليك تنحبسين بغرفتك أسبوع أخليك تستشعرين بحلاوة رمضان
والدتهُم : أستغفر الله هالحين الناس مستانسة ويذكرون الله وأنتم تتهاوشون ! يوسف حاط عقلك بعقل ريم
ريم : وش قصدك يمه ؟
والدتها و – تبي تكحلها عمتها - : أقصِد أنه يعني رجَّال وكبير مفروض مايتطنز عليك
يُوسف : لآلآ يمه مايصير كذا وش قصدك يعني ريم بزر !! ماتوقعتها منك يمه
هيفاء : ههههههههههههههههههههههههههههه شيطانك قوي
يُوسف بضحكة يُردف : بصراحة ريم لازم تآخذين رد إعتبار من أمي كلمتها قوية بحقك هذا وأنتِ بتتزوجين بزر أجل هيفاء وشو ؟
هيفاء : نععععععععععم !!
والِدهم : سُبحان الله فيه ناس تحس أنهم راضعين من أبليس
يُوسف : لآلآ يبه بصراحة ماتوقعتها منك ! تقصد أمي ابليس .. أعوذ بالله من التشبيه
هيفاء و ريم و والدته و والدها ينظرون إليه بغضبْ من تصرفاته التي تُريد الإيقاع بهُم
يوسف ينفجِر ضحِكًا على أشكالِهم : مير وش سحوركم اليوم ولا بتطردوني ؟
والده : قم أنقلع برااا ليت أمك يوم جابتك بركت عليك
دخل منصُور مُبتهِج : مبارك عليكم الشهَر .. قبَّل جبينْ والِده و رأسِ أمه ،
يُوسف وقف بتثاقُل : يخي دايم تحسسني أني بزر قدامك ! لازم أوقف وأسلم عليك .. و بتقدِير كما هو المُعتاد قبَّل رأس منصُور
منصُور : وأنت بزر ماجبت شي جديد
يُوسف : تقديرًا لعُمرك بسكت

،
دخلت القصِر وهي تتأملُه ، أشتاقت لهذا المكان كثيرًا
سلطان : نورتِ .. مُتجاهلاً من هي خلف عمتِه
حصة : تسلم لي عينك ..
سلطان يحذِف هاتفه ومفاتيحه على الطاولة
حصة بإبتسامة : هالعادة ماراح تنتهي
سلطان : لا أنكسر جوالي
العنود تمتمت : يا شينك
حصة وكزتها بمرفقِها لتُردف : مغيِّر أثاث هالصالة ؟
سلطان : قبل فترة ..
عايشة بإبتسامة مُتمايلة : كيف هال ماما هِسة ؟
حصة : هلا عايشة بخير شلونك أنتِ ؟
عايشة : تمام كله زين ..
حصة : يازينك والله حتى أنتِ وحشتيني ... تقدمُوا لغرفهم المُعتادة ولكن قاطع هذا التقدُم : حضرنا الغرف اللي تحت ؟ أوسع لكُم و أكبر
حصة أكتفت بإبتسامة و أختفُوا من أمامِه
سلطان : حضري العشاء ماعلى أتروش .. وصعد للأعلى ، دخل جناحه المُوحش ، رمى سلاحه وحزامه على الكنبة وصوتُ حزامه وهو يقع على الطاولة جعلت تِلك الليلة تدُور في عقله وتنتشي ، يجنُّ جنون عقله الآن وهو يتذكَّر كيف ضربها ؟ كيف سمع آهآتها على أنها لا شيء و انها من العدَم و لا وجُود لها.
أستعاذ بالله وهو يرمي قميصه العسكري على الكنبه و يدخلُ الحمام.
في جهةٍ أخرى بالأسفَل.
حصة : وأنتِ تدرين أنه مايحب سالفة كشفك عشان كذا تتنقبين !
العنود تنهدت : يمه وش أتنقب عشان حضرته ؟ هو ماهو أبوي ولا أخوي عشان يتحكم فيني !! أستغفر الله بجلس أداري خاطره .. ينقلع عن وجهي ماني مسوية شي عشانه
حصة : أجل تبين تطلعين من البيت كاشفة ويشوفونك الجيران و يقوِّم علينا الدنيا أنتِ تعرفين سلطان لا عصَّب والله ليصلِبك عند الباب.
العنود : ماله دخل فيني ! هذا اللي ناقصني بعد
حصة : هو سِتر لك وبعدين حرام الكشف
العنود بسخرية : أمدى يمه تغيرين رايك !! أنتِ ماتنقبتي الا يوم تزوجتي أبويْ
حصة : إحنا قبل كنا بجهل
العنود وضحكت من فُرط قُبح العذر : كنتوا بالجاهلية ؟ حسستيني أنك عاصرتي الفتوحات الإسلامية !! ماكأنك منولدة بالستينات
حصة : هذا اللي شاطرة فيه تتطنزين على أمك !! أسمعيني زين ولا تكثرين حكي ! تنقبي ولاتكثرين طلعاتك
العنود : مشتاقة لصديقاتي وكل يوم بطلع معهم وماله دخل فيني
حصة : لحول أتكلم كِذا وترد عليّ كِذا ! انا قلت لك وأنتِ كيفك عشان لا عطاك كم كلمة تسد بدنك ماتقولين ليش
العنود : يالله على رياجيل عايلتنا فيهم طبع شين يكرهونك بعيشتك
حصة : بسم الله عليك من هالعايلة !! نسينا تغربتي كم سنة ونسيتي ديرتك و ناسك
العنود : يمه خلاص أحس نفسي برجِّع كل اللي أكلته اليوم بهالسيرة .. وكانت تهِّمُ بالخروج
حصة : بنت !!
العنود : هاا
حصة : وجع !! بتطلعين كذا قدام سلطان
العنود : ما كأنه متعوِّد عليّ
حصة : الحين هو متزوج و مايجوز تطلعين له كذا
العنُود وتضيِّق على والدته : وقبل لايتزوج كان عادِي أطلع عنده ! تكفين يمه أرحميني من مُجتمعك المتناقض يحلل ويحرم متى ماأشتهى
حصة : الحين صار مجتمعي ! يابنت اللي مانيب قايلة
العنُود : تبيني أحط طرحة !! إذا كذا قولي لي وبروح عند أبوي ماأتحمل أجلس في بيت ماآخذ راحتي فيه
حصة : الحين إن جت وشافتك الجوهرة ! عيب بحقَّها
العنود : إسمها الجوهرة ؟
حصة بإبتسامة مُبتهِجة : إيه بموت عشان أشوفها
العنود بتغطرُس : ذوق ولد أخوك شين أخذيها مني تلقينه متزوج وحدة ماكملت حتى ثانوي !
حصة : بنت عبدالمحسن آل متعب
العنود : وخير ياطير !! أنا ماأعترف بالأسماء أعترف بالإنجازات !! يعني عمها عبدالرحمن آل متعب !! بس هي وش ؟ تلقينها ولا شيء
حصة : هالكلام ما ينقال قدامه فاهمتني
العنود بملل : طيب .. وخرجت دون أن تلتفِت لأوآمر والدتها.

،

هذه آخرُ صلاة في الحرم ، تشعُر بأنَّ قلبها رُغم الراحة إلا أنه يُريد التشبُث بالكعبة ، لآ تُريد ان تخرج منها الآن ، أشتاقتها ولم ترتوي بعد بشكل كافٍ منها ، مازالت تحسُ بأن روحها متعطشة إليْها ، أطالت سجُودها و ركوعها كأنها تُبطىء الوقت ، قضت صلاةُ التراوِيح و صلَّت بعدُها ركعةٌ لتشفِي بقايا حُزنها ، بكت كثيرًا في وداعِ مكَة ، تشعُر بأنَّ الأمل يفتح ابوابه بإتساع أمامها ولكن لا تُريد أن تتركها ، توَّد لو أنها تعتكِفُ هنا و يختفِي هذا العالمُ من امامِها .. " يا حظّ أهل مكة بمكة "
صحت على صوتِ والدها : يالله ؟
الجوهرة وهي ترتدِي نِعلها أمام الحرم ويسيرَان على أقدامهم مُتجهين للفُندق القريبْ ، أغسلت وجهها و شربتْ من زمزم.
أرتدتْ نقابًا آخر يبدُو أرتبًا بعد أن تبلل ذاك بدمُوعها.
لم تكُن هناك أغراض تُذكر لهُم ، سوَى أنهم بالصباح أشترُوا بعض الأشياء الضرورية.
خرجُوا للجهةِ الأخرى حيثُ سيارتهم ، و بطريقٍ يعُود لجِدة ، قلبها تعلَّق بمكَه تمنَّت لو تجلسُ أكثر لكن لا مجال فـ والِدها مُستعجِل هذه المرة.
قطع تفكيرها : وش رايك نجلس بجِدة كم يوم ؟
الجُوهرة : كيفك
والِدها : أبي مكان ترتاحين فيه
الجوهرة : مكة
والدها : عارف بس تدرين أنه موسم و لازم حجز من قبلها ، زين لقينا فندق بهالوقت اللي الناس كلها جاية
الجُوهرة أبتسمت : ولا يهمك ، تكفيني هاليومين أرتحت فيها كثير الحمدلله
والدها : الحمدلله ، نرجع الشرقية ؟
الجوهرة أرتعشت من هذه السيرة ، لاحظ والدها ربكتها.
: محد بيقدر يفتح فمه معاك !!
الجُوهرة : ماأبغى أمي تتعب وهي تشوفني أكيد بتشك
والِدها : بنقدَر نفهمها أنه صار سوء فهم بينك وبين سلطان
الجُوهرة تنهَّدت
والِدها : تدرين أنه تركي هرب !! ماأقدر أستوعب وين وصلت فيه هالحقارة ؟ ماني قادر أتصوِّر أني ماعرفت أربِّي أخوي ، أتصلت على أمك الصبح وقالت لي أنه مسافر من كم يوم و ماله حس .. عرفت أنه هرب
الجوهرة بربكة : يبه جاني
والِدها : جاك ؟ وين !!
الجُوهرة و حديثها يرتجف : في بيت سلطان ، قالي أروح وياه !
والِدها : كيف تروحين ؟
الجوهرة ببكاء : يقولي انه يحبني وأنه محد بيحميني غيره و انه لازم نهرب
عبدالمحسن أوقف سيارته جانبًا غير مُصدق ، هذه الصدمة الثانية لا تسَعنِي ، كيف ؟ أُريد أن أعرف كيف ؟ أيعنِي أن تُركي شاذًا عن الفِطرة يُحب أبنتِي بطريقة شهوانية ! يارب ألطُفْ بيْ.
الجُوهرة : قال بيروح عن طريق الكويت .. هذا آخر شي قاله بعدها تركني
عبدالمحسن بقهر : والله لأعِيد تربيتْك
الجوهرة و حدَّةِ والدها نادِرة جدًا ، تهديده شعرت بِه بنوع من الإطمئنان وأيضًا بخوف عليه من أقاويل تُركي.

،

لا ترُد ، تبكِي بشدَّة و وجع عميق ، مُتربعة على السرير والمناديلُ حولها
بصوتٍ حاد : مُهرة وراتس بلا !! أتركي عنتس الدلع
مُهرة : كلمت عبدالله ماكلمك ؟
والدتها : الا قالي مُهرة تبيتس و تبي تجي لتس
مُهرة : يمه ماني طايقته ،
والدتها : لآ يكون تتوحمين عليه
مُهرة بعصبية ممزوجة ببكاء : يمه حرام عليك انتِ تفكرين وين وأنا وين !! أقولك ماني طايقته هو وأهله
والدتها : خلي عنتس هالحتسي وأركدي عند رجلتس
مُهرة : يممممه
والدتها : وصمَّه وش أقول انا من ساعة ؟ مُهرة أنتِ لتس عقل وتفكرين ! أعرفي مصلحتس وينهي ، بتجين هنا بيآخذتس واحد من عيال خالتس ويكرهتس بعيشتتس .. هذاني حذرتتس .. أختاري أيّ عيشة تبين
مُهرة و ترفعُ عينها ليُوسف الذي دخل ، مسحت دموعها ولكن مازالت تتمرَّد دمعةِ كلما مسحت أخرى
والدتها تُكمل : أسمعيني زين .. تحمَّليه و بتقدرين تكسبينه بـ صفتس ، الكلمة الحلوة تليِّن الرجَّال
يُوسف ينظُر إليها بتفحُص و يُدقق بعينيْها المُتخمة بالدموع
مُهرة صامِته لا تستطِيع أن تتحدَّث أمامه بل باتت لا تُعرف الآن ،
والدتها : أنتي معي يالمقرودة
مُهرة : إيه
والدتها : تعالي بسألتس
مُهرة و شعرت من نبرتها ماهو السؤال
والدتها : أنتِي وش بلاتس منكتمة الله يكتم عدوينتس
مُهرة : أسمعك يمه
والدتها بسؤالٍ مُبطن : صار بينتس وبين يوسف شي ؟
مُهرة تفجَّرت أوردة جسدِها و وجهها ومازال يُوسف يُراقب وجهها الذي يقلبُ للحُمرة الآن ، مِمَ تُحرج الآن ؟
والدتها تضحك لتُردف : إيه عفيَّة على السنعة دللي رجلتس بس
مُهرة كادت أن تضحك من نبرةِ والدتها ولكن كتمت ضِحكتها بين بُكائها لتتحوَّل تلك الضحكة لإبتسامة شقية ترتسِم عليها
يُوسف ومازال جالِس على الكنبة أمام التلفاز المُغلق ، أيّ تناقضات هذه في ملامحك الآن ؟ تبكين ثم تُخجلين ثم تبتسمين.
والدتها : قضى صياحتس ؟
مُهرة ضحكت ضحكة قصيرة لتُردف : إيه
والدتها : أضحكي بس وش لتس بشقا الدنيا لاحقة على الكُبر وحزنه يا يمه
مُهرة : تآمريني على شي ؟
والدتها : سلامتتس
مُهرة : الله يسلمِك ، بحفظ الرحمن .. وأغلقته لتقع عيناها في عين يُوسف.
يُوسف : شخبارها ؟
مُهرة : يهمك تعرف أخبارها ؟
يُوسف بهدُوء : إيه يهمني
مُهرة : بخير
يُوسف بعد أنا طال الهدُوء قطعه مرةً أخرى : طيب جهزي نفسك راح نطلع
مُهرة : وين ؟
يُوسف : بتشوفين بنفسك
مُهرة : ماأبغى
يُوسف بهدُوء أكثر : ممكن ؟
جاء طلبُه ألطفْ من أن ترَده ، صمتت لتتجه للحمام وتُغسل وجهها من آثارِ البُكاء والكحل الذي يُشكِّل هالاتٍ حول عينها.
يُوسف أتجه للسريرْ ليأخذ هاتِفها ، نظر للتاريخ الأسوَد ذاك ، مع من كانت تُكلِّم ، " عبدالله " .. من عبدالله ؟ في هذا اليوم لم تتصل إلا عليه !
من خلفه : تطمَّن ولد خالِي
يُوسف ألتفت عليها وبعتب واضِح : كان ممكن تقولينها لي في ذيك اللحظة
مُهرة : ليه تعاتبيني وكأن فيه شي بيننا !!
يُوسف : أنتِ تشوفين الزواج كِذا ؟
مُهرة : أنت تشوف الزواج ضرب و غصب !!
يوسف : أستفزيتيني
مُهرة : قهرتني
يُوسف : صبرت عليك كثير وطوَّلت بالي أكثر لكن أنتِي اللي جنيتي على نفسك
مُهرة : طيب ... جلست على كُرسِي التسريحة
فهم مقصدها ، وأردف : قومي ماراح آخذ من وقتِك كثير ، ساعة وراح ترجعين
مُهرة : وين بتوديني ؟
يوسف بحدة : مُهرة !!
مُهرة و تنظُر لعينه ، لم تتأمل بعينه مُسبقًا كما تتأمل نظرته الحادة عليها ، غرقت في تفاصِيل عينه حتى شعرت وكأنها تعدُ شعرُ وجهه.
يُوسف : ألبسي عباتِك ولا تتأخرين . . أنتظرك تحت .. وخرج

،
في ليلةٍ ضجَّت بها مساجِدُنا بسكينة القرآن ،
دخل وفي فمِه السوَاك أمالُه بلسانه جانِبًا حتى يتحدَّث : وين رتيل ؟
نطقت من أمامِه و تجمَّد بل صُعِق و أنظارِه تتشتت و عقله يدُور دُون خيطٍ يُفكِر به بإتزان : متــى !!!

.
.





.
.



أنتهى

لمحَة ملوَّنة " بضحكة يُردف : لما عالباب يا حبيبي منتودع بيكون الضو بعدو شي عم يطلع بوقف طلع فيك و ما بقدر أحكيك وبخاف تودعني و تفل و ما ترجع "

لمحة رمادية " قال بغضب : اللهم أني صايم ، أسمعيني زين لو ..لم يُكمل حديثه وهو يراها تستلعن وتعطيه ظهرها ، هذا ماكان ينقصه ، صعب جدًا مهما بلغ قدرُ من أمامه أنَّ أحدهُم يُعطيه ظهره ، لم يتمالك نفسه وهو يشدُّها من شعرها "

كل عام وأنتم بخير وصحة وسعادة () تقبَّل الله مننا صيامنا وقيامنا يارب ،
عساكم من عوَّاده يا جميلين :$

نلتقِي بإذن الكريم - الخميس -
راح نرجع لمواعيدنا القديمة ، كل خميس و أحد إن شاء الله.


لاتحرمونِي من صدق دعواتكمْ و جنَّة حضوركمْ.
و لا ننسى أخواننا المسلمين في بُورمـا و سُوريــا , كان الله في عونهم و اللهم أرنا في بشارٍ و أعوانه عجائِب قُدرتكْ.

*بحفظ الرحمن.
























 
 

 

عرض البوم صور طِيشْ !   رد مع اقتباس
قديم 20-08-12, 08:49 AM   المشاركة رقم: 915
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2012
العضوية: 243491
المشاركات: 55
الجنس أنثى
معدل التقييم: جارحني الزمن عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 42

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جارحني الزمن غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طِيشْ ! المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

هلا والله بطيش و بحضورررر روايتها :)

الله الله كل ما اقراء بارت جديد لهالروايه ازيد تعلق واعجاب بيها يسلم ربي قلب كاتبتها

اولاً وه ايش كثثثثثثثثثثثثر ارتحت والله لما عرفت انو بوسعود عطا رتيل لعز ^__^

عبد العزيز: يااااااااه قد ايش انك "قاااااااسي" كثثثثثثير ع رتيل ومتهووور بتصرفاتك معاها..

رتيل: الوضع الي هي فيه لايحسد عليه ابداً تلاقيها من عز والا من مشاكلها مع عبير ولا من شعورها القاتل وهو فقدان الحنان ومشعرها التي بداخلها احس فيها نفسي تلاقي احد يغرقها بحنانه وعطفه و"حبه" ...

الجوهره: تواجد والدها معها شي جميل ومن النادر ان يوجد مثله بهذا المجتمع متفهم ولا ينظر بنظرة الاعراف المتخلفه والظلم جميييييل ان يقف مع الحق ...

شكراً بحجم السماء ع البارت الاكثر من رائع + عيدت مع البااااارت احلى عيد ههههههه ..

 
 

 

عرض البوم صور جارحني الزمن   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
. قصص و روايات, لمحت في, للكاتبة طيش!, أبو سعود, ليلاس, معصية, منتدى قصص من وحي قلم الأعضاء, مقبرتي, الثغر, العم مقرن, تجسس, حكايات, رتيل و عبير, روايات خليجيه, روايات سعوديه, رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية, روايه مميزة, شرطة, شفتيها, عبدالعزيز, طيش, طيف
facebook



جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t174470.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط´ط¨ظƒط© ظ„ظٹظ„ط§ط³ ط§ظ„ط«ظ‚ط§ظپظٹط©- ظ„ظ…ط­طھ ظپظٹ ط´ظپطھظٹظ‡ط§ ط·ظٹظپ ظ…ظ‚ط¨ط±طھظٹ .wmv | FunnyCat.TV This thread Refback 18-09-17 01:05 PM
ط±ظˆط§ظٹط§طھ ظ„ظ„ظƒط§طھط¨ظ‡ ط·ظٹط´ This thread Refback 02-10-16 03:01 PM
ط±ظˆط§ظٹط§طھ ظ„ظ„ظƒط§طھط¨ظ‡ ط·ظٹط´ This thread Refback 01-10-16 07:16 AM
ط±ظˆط§ظٹط§طھ ظ„ظ„ظƒط§طھط¨ظ‡ ط·ظٹط´ This thread Refback 28-08-16 07:38 PM
[ظ‚طµط© ظ…ظƒطھظ…ظ„ط©] ظ„ظ…ط­طھ ظپظٹ ط´ظپطھظٹظ‡ط§ ط·ظٹظپ ظ…ظ‚ط¨ط±طھظٹ … - ط¥ظ„ط³طھظˆظ† (ط¢ظٹظˆط§) This thread Refback 27-02-16 04:26 PM
Untitled document This thread Refback 12-02-15 09:34 PM
‫ط´ط¨ظƒط© ظ„ظٹظ„ط§ط³ ط§ظ„ط«ظ‚ط§ظپظٹط©- ظ„ظ…ط­طھ ظپظٹ ط´ظپطھظٹظ‡ط§ ط·ظٹظپ ظ…ظ‚ط¨ط±طھظٹ .wmv‬‎ - YouTube This thread Refback 20-10-14 09:35 PM
ظ‚طµط© ظ…ظƒطھظ…ظ„ط© ظ„ظ…ط­طھ ظپظٹ ط´ظپطھظٹظ‡ط§ This thread Refback 14-08-14 05:11 PM
ظ‚طµط© ظ…ظƒطھظ…ظ„ط© ظ„ظ…ط­طھ ظپظٹ ط´ظپطھظٹظ‡ط§ ط·ظٹظپ This thread Refback 05-08-14 09:23 AM
Untitled document This thread Refback 15-07-14 02:20 AM
Untitled document This thread Refback 13-07-14 05:00 AM


الساعة الآن 03:18 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية