لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > سلاسل روايات مصرية للجيب > روايات أونلاين و مقالات الكتاب
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات أونلاين و مقالات الكتاب روايات أونلاين و مقالات الكتاب


المريض التالي - للد. أحمد خالد توفيق - كاملة

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته هلا بأهل ليلاس أحلى صحبة و أطيب نااس مع استاذنا الكبير أحمد خالد توفيق و قصة جديدة ^^ المريض

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-03-12, 03:19 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : روايات أونلاين و مقالات الكتاب
Creep المريض التالي - للد. أحمد خالد توفيق - كاملة

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

هلا بأهل ليلاس أحلى صحبة و أطيب نااس

مع استاذنا الكبير أحمد خالد توفيق

و قصة جديدة ^^

المريض التااالــــــــي

نبدأها من اليوم

و موعدنا مثل كل مرة .. كل يوم اربعااء

 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس

قديم 21-03-12, 03:21 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : روايات أونلاين و مقالات الكتاب
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

د. أحمد خالد توفيق يكتب.. المريض التالي (1)


د. هجرس وسيم جدًا له شعر أبيض أنيق ووجه متعب بالغ الجمال

سوف أحكي لكم قصة مسلية نوعًا.. قصة عن الطبيب البارع د. هجرس الذي يملك عيادة فاخرة في حي المهندسين، يمكنك أن تراه وهو يوقف سيارته الفاخرة الفارهة (الفارهة معناها السريعة وليس الفاخرة) أمام العيادة في ذلك الشارع الرئيس، ثم ينزل من السيارة في تؤدة ويعيد غلق سترته، ويعيد ربطة العنق لموضعها الصحيح، ثم يتجه في ثقة إلى المدخل.

يمكنك أن ترى المدخل الفاخر للعيادة وتسمع صوت الموسيقى ينبعث من السماعات المتناثرة هنا وهناك، بينما المرضى ينظرون في لهفة إلى مندوب السماء الذي يدخل حاملاً الأمل والسحر لكل المرضى..

يهز رأسه محييًا الممرضة -وهي حاصلة على ماجستير في الآداب على فكرة- حيث وقفت خلف الكاونتر تداعب أزرار لوحة مفاتيح الكمبيوتر، ثم يبتسم بثقة سمجة للجالسين.. نعم أنا أعرف أسرار الحياة والموت، وأملك التعاويذ السحرية التي تطرد عنكم تلك الأرواح الشريرة.. لقد جلبتم لي القرابين، أعني أنكم دفعتم ثمن الكشف الباهظ، وهذا معناه أنكم صرتم مؤهلين للسر ولأن تحملوا الكلمة..
الكلمة..

إن د. هجرس كذلك وسيم جدًا، له شعر أبيض أنيق ووجه متعب بالغ الجمال.. له ذلك التأثير الذي يصفه الغربيون بتأثير الهالة Halo effect حيث يحيط الشعر الأبيض برأسه فلا تجرؤ على مناقشته.. إنه الكاهن الأعظم..

في غرفة الكشف الواسعة المكيفة التي يوجد فيها أنتريهان أنيقان ومكتبة تمتد من جدار لآخر، وحيث توجد نافذة عريضة تحتل جدارًا كاملاً وتظهر منظرًا بانوراميًا لشارع البطل أحمد عبد العزيز، ينزع سترته ويضع المعطف الأبيض ويجلس خلف المكتب... ويدق الجرس..

عندما يدخل المريض الأول يضغط زرًا فتنغلق الستائر الفينيقية على النافذة.. هذا يسبب نوعًا من الانبهار لدى المريض.
"المريض يجب أن يكون خائفًا بشكل ما من الطبيب.. لو لم يخف فلن يشفى"..
كان د. هجرس يؤمن بهذه المقولة تمامًا ويطبقها حرفيًا...

يتصل بزوجته في البيت... بضع كلمات جافة، بالطبع هو يخونها وهي تعرف ذلك.. واجبه أن يخونها.. هذا ما يفهمه.. كأنها لعبة الشطرنج؛ حيث يتحرك الفيل بالورب ويتحرك الحصان على شكل حرف L لقد احتل موضعًا في المجتمع يحتم عليه أن يتسم بصفات معينة.. هذا الموقع هو موقع الطبيب الناجح الوسيم الوغد الذي لا قلب له، والثري جدًا والأنيق جدًا.. هذا هو الموضع وعليه أن ينفذ المطلوب منه حرفيًا... يجب أن تكون زوجته مغرورة شرسة حمقاء باردة، وعليه أن يحب فتاة شابة مليئة بالحيوية.. إلخ.. كل هذا الهراء...

يدق الجرس ليدخل أول مريض....
الاسم حسب شاشة الكمبيوتر هو صبحي عبد الحميد..
يرفع رأسه بتلك النظرة الوقور المخترقة...


كان المريض ناحلاً جدًا شديد الشحوب


كان المريض ناحلاً جدًا شديد الشحوب.. د. هجرس يمارس طب الكلى ولم يعد يندهش لدى رؤية مريض في هذه الحالة.. هؤلاء اتخذوا مواضعهم في لعبة الشطرنج كذلك.. على المريض أن يكون شاحبًا واهنًا فقيرًا بائسًا.. (صاحب عيا) بالمعنى الحرفي للكلمة..
ـ "المهنة يا أستاذ صبحي"؟

نظر له صبحي بعينين واهنتين نظرة طويلة.. نظرة جمّدت الدم في عروقه.. ما سر هاتين العينين؟؟ هناك خلل ما فيهما بلا شك..
قال صبحي:
ـ "أنا مهندس..."
ـ "السن؟"
ـ "وُلدت عام 1951.. سني أربعون عامًا.."

هذا معناه أن سنه.. لا بأس.. خطأ حسابي بسيط وأنت لا تتوقع أن يكون مريض بهذه الحالة في دقة نيوتن.
لم يكن لدى الرجل الكثير مما يقال.. بالواقع لم يكن عنده شيء على الإطلاق.. قليل هم المرضى الذين ساء حالهم لدرجة أنهم لا يدركون ما يشكون منه، لكن هذه هي الحقيقة..

نهض المريض ليرقد على الفراش.. عرّى بطنه وصدره، فراح د. هجرس يمرر أنامله على الجلد البارد.. كان الهزال واضحًا.. يمكنه من خلال لمس البطن أن يتحسس فقرات الظهر..

وضع السماعة على صدر المريض فلم يسمع أي شيء.. لا صوت على الإطلاق.. لكنه كان يعرف أن هذا الموقف يحدث أحيانًا وتفسيره عند الله وحده..

الآن يقيس ضغط الدم... من جديد ينزل عمود الزئبق فلا يسمع أي صوت لنبضات.. يعرف كل طبيب أن هذا يحدث كثيرًا جدًا... أحيانًا يكون الضغط الانقباضي والانبساطي متقاربين جدًا.. أحيانًا يكون هناك خلل في السماعة أو أذنك.. المهم أن هذا يحدث..

عندما نهض ليكتب العلاج للمريض لاحظ أنه ينظر له بثبات غريب..
نبتت قطرات من العرق على جبين الطبيب وتنفّس بعمق.. هذا المريض يُشعره بعصبية فعلاً.. طبعًا كتب بعض الفيتامينات مع قائمة هائلة من التحاليل...

واسترخى في المقعد كعادته بتلك الطريقة التي يعلن بها أن الجلسة انتهت, سأله صبحي وهو يمسك بالروشتة:
ـ "ممّ أشكو بالضبط يا دكتور؟"
ـ "التحاليل.. التحاليل سوف تقول كل شيء.."

غير أنه لم يكن راضيًا.. التجربة كلها كانت مربكة غير مريحة.. تذكر قصة قديمة لجي دي موباسان يحكي فيها عن خبير مبارزة تورّط في تحدّ لشاب غرير، وفي ليلة المبارزة انتابه قلق عصابي غريب جعله لم ينم لحظة واحدة.. برغم أن قتل الفتى أمر مفروغ منه..

لماذا يرتبك وهو الطبيب العتيد المخضرم أمام مريض واهن كهذا؟
كان غارقًا في هذه الخواطر عندما دخلت المريضة التالية..
اسمها رانيا فؤاد... في العشرين من عمرها..

نحيلة جدًا شاحبة جدًا.. غاصت عيناها في المحجرين فبدت كأنها جمجمة تتكلم..
عندما قاس لها ضغط الدم لم يسمع أي شيء.. عندما وضع السماعة على صدرها الضامر الذي يمكن عدّ ضلوعه بدقة أدرك أنه لا يسمع أي شيء..
هذه المرة بدأ يتوتر..

طلب الممرضة فجاءت مسرعة، وهي تلوك قطعة اللادن المعتادة.. طلب منها أن تجري تخطيط قلب للمريضة.. ووقف يراقب المشهد بينما هي تربط الأقطاب...

عندما رفع عينيه نحو عينيها أدرك أن هناك مشكلة..
وعندما نظر لشريط تخطيط القلب كاد قلبه يتوقف شخصيًا...
لم يكن على الورق سوى خط مستقيم طويل..

 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس
قديم 21-03-12, 03:30 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : روايات أونلاين و مقالات الكتاب
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم

وااااااااااااو بداية حلوووة جداا للروااية

متشوووقة للفصوول البقية

 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس
قديم 31-03-12, 12:46 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : روايات أونلاين و مقالات الكتاب
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

د. أحمد خالد توفيق يكتب.. المريض التالي (2)



شاهنده فتاة جميلة فعلاً وفاخرة (رسوم: فواز)

طلب هجرس زجاجة من النبيذ الأبيض مع السمك كما هي العادة، فلما جاء الساقي صبّ لشاهنده في كأسها ثم صب لنفسه.. يحب عينيها مع هذه الشمعة المتراقصة. الموسيقى عذبة.. يحب هذا المكان بالتأكيد.. دعك من أنه مكان آمن..

نظر لساعته.. يعرف أن ثريا لن تتصل به قبل ساعة؛ تعرف أنه لا يرد على المكالمات طيلة وجوده في العيادة، وتعرف أن هاتف العيادة مشغول دائمًا.. مضت فترة طويلة منذ قامت بجولة تفتيشية، أما هو فيغادر العيادة مبكرًا ويأتي إلى هذا المطعم على الطريق السريع، حيث تنتظره شاهنده أو غادة أو ريهام أو مي..
دائمًا هناك واحدة.. لو كانت لديه مزية فهي أنه لا يملّ ولا يكره ترديد ذات الكلمات..

ينظر حوله في عصبية.. المشكلة أنه معروف وناجح.. ظهر في التلفزيون عدة مرات.. لا بد من وغد يعرفه بشكل أو بآخر.. لكنه على كل حال كان يحرص على وضع النظارة السوداء، وكان صارمًا بالنسبة للعدسات.. يسمع غالق الكاميرا كأنه قِط..

شاهنده فتاة جميلة فعلاً وفاخرة. يعرفها منذ عام، والمشكلة كالعادة أنها تعتقد أن وقت الجد قد جاء.. هل سنتزوج أم لا؟ هذا شيء يغيظه فعلاً؛ كان يعتبر نفسه ثمينًا جدًا، ولا يصدّق أن تعتقد فتاة أن بوسعها الحصول عليه.. هذه إهانة لا شك فيها، مثلما تتضايق الفتاة عندما تكتشف أن مديرها يعتبرها "متاحة".. تمنى مرارًا لو يصفعها ويعاقبها على هذه الأفكار.. النساء ممتعات فعلاً.. لا يستطيع الحياة من دونهن، لكن يجب أن يمارس ببراعة ذلك الفن.. أن يستمتع بهن ثم ينسحب بنعومة، وفي الوقت نفسه لا يجعلهن غاضبات لدرجة الانتقام.. لقد تلقّت زوجته ثريا مكالمات من قبل ووصلتها رسائل.. لسوف تصدّق الخطاب التالي بالتأكيد.. السيناريو الأسوأ أن يجدها فوق رأسه الآن..

ثريا حمقاء هستيرية ولن تتصرف بحكمة.. سوف تفضحه بالمعنى الحرفي للكلمة..
ـ "تبدو شاردًا.."
قالتها شاهنده وهي تجرع ما بقي في كأسها..

قال وهو يصلح ربطة عنقه:
ـ "لا شيء.. كان يومًا مرهقًا في العيادة.. لم أحبّ الحالات التي رأيتها اليوم"
ـ "صعبة؟"

فكّر حينًا ثم قال:
ـ "ليس موضوع الصعوبة.. المشكلة هي أن المرء يبحث عن أدواته أحيانًا فلا يجدها جاهزة.. هل تفهمين؟"
ـ "لا.."
ـ "أنت تقودين سيارة.. ألم يأتِ يوم ركبت فيه السيارة فشعرت كأنك نسيت القيادة؟ كأن مستواك انهار فجأة؟"

ثم الْتهم ما في طبقه بسرعة.. سوف ينهيان العشاء سريعًا ثم يوصلها لسيارتها المتوقفة في مرآب عام ويعود لبيته.. اللقاءات الحميمة تتم عندما تعتقد ثريا أنه ذاهب لمؤتمر في الإسكندرية أو فايد... إلخ. ليس اليوم..
***********

في المرآب اتجهت إلى حيث تركت السيارة..
كانت الخمر تلعب برأسها قليلاً، وشعرت أن خطواتها غير ثابتة.. لقد رحل هجرس منذ دقائق ليلحق بزوجته.. أين كانت السيارة الفكترا البيضاء؟ هي في مكان ما هنا..

معظم حوادث التحرش والاغتصاب في الولايات المتحدة تتم في المرآب..
لماذا تذكرت هذه المقولة الآن؟ نحن لسنا في الولايات المتحدة والحمد لله.. الوضع هنا أسوأ وقطع الطريق يتم ليل نهار على الطريق الدائري.. ليتها كانت في الولايات المتحدة إذن..



تذكرت هذا وهي ترى ذلك الشبح القادم من بعيد وسط الظلال (رسوم: فواز)


تذكرت هذا وهي ترى ذلك الشبح القادم من بعيد وسط الظلال والضوء الخافت من الكشافات على الجدار..
ماذا يريد؟ خطواته ثابتة وبطيئة جدًا.. لا يمكن أن يكون هدفه البحث عن سيارته..

بدأت تتراجع للخلف وهي تتمنى ألا تتعثر.. هذا الشخص ليس طبيعيًا.. يبدو أن معها الحق.. إنه خطر أو مريب أو مثير للتوتر أو..

ركضت إلى صف جانبي وراحت تجدّ السير وسط السيارات الواقفة..
نظرت للخلف فرأت أن ذلك الشيء يصر على اقتفاء أثرها..

بدأ قلبها يخفق بعنف.. هجرس.. هجرس يا أحمق.. لماذا رحلت؟ كان يجب أن تنتظر حتى أركب السيارة أمامك..
هجرس كان وسيمًا له عينان قاسيتان.. من الواضح أنه لا يملك أي حنان أو رقة، وبالتأكيد لا يؤثر الفتاة بحمايته، لكنه يصلح.. يصلح ليحميها بعض الوقت.. الرجال مفيدون؛ لأنهم يلتحمون مع المهاجم ويموتون، وبهذا يمنحون المرأة فرصة الفرار..
سمعت صوت المحرّك..
سيارة تعود للخلف خارجة من موقفها..

اندفعت نحو السيارة وقرعت على الزجاج الجانبي، وقبل أن يكمل الزجاج الهبوط فتحت الباب وألقت نفسها بالداخل..
ـ "بسرعة!.. انطلق!"
لم يفهم مشكلتها لكنه على كل حال فعل كما قالت..

وبعد لحظات كانت السيارة تغادر المرآب وتنطلق على الطريق..
ـ "ما هي مشكلتك بالضبط؟"

كان ينظر للشارع أثناء القيادة، لكنه كان يختلس لحظات يدير فيها وجهه لها.. وعندما التقت العينان أدركت أنه شاب في الثلاثين، ناحل جدًا.. شاحب جدًا.. له عينان غاطستان توشكان على الغياب في جمجمته.. لكنها شعرت أنه جميل..
قالت وهي تشهق:
ـ "شعرت بأن هناك من يلاحقني.. سيارتي بالداخل.."
ـ "كان بوسعك أن تقولي ذلك وكنا سنذهب معًا لتركبيها.."

نظرت لذراعه الناحلة.. لو كان مطاردها ذبابة فهو على الأرجح لن يستطيع مقاومتها..
قالت له وهي تراقب الطريق المظلم:
ـ "آسفة على تطفّلي.. لكن لو شئت استكمال جميلك فلتدر دورة، ثم عد بي إلى المرآب.. يمكن أن تراقبني إلى أن أركب.."
ولاحظت شيئًا آخر أثار توترها..
هي بالتأكيد تهذي.. الخمر تعبث برأسها.. ما تراه لا يمكن أن يكون حقيقيًا..
ألا ترى ذلك معي؟
يُتبَع

 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس
قديم 10-04-12, 06:19 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : روايات أونلاين و مقالات الكتاب
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

د. أحمد خالد توفيق يكتب.. المريض التالي (3)




يرشف رشفة من عصير البرتقال الذي أعدّته له الممرضة (رسوم: فواز)
لم تتصل تلك الحمقاء بعد..
فكر د. هجرس في هذا وهو يراقب الشارع الصاخب الذي يطل عليه عبر النافذة التي تحتل جدارًا.. يرشف رشفة من عصير البرتقال الذي أعدّته له الممرضة، ويفكر في شاهنده..

عاد إلى المكتب وداعب خصلات شعره الأبيض، يبدو أن وقت الفراق قد اقترب جدًا.. هذا حظك السيئ يا فتاة.. سوف تفقدين كنزك قريبًا، ولكن لا ننكر أن معرفتك كانت ممتعة. مشكلة الصديقة -وهو اسم مهذب للعشيقة- هي أنها تتحول إلى زوجة بسرعة.. تطالب بأشياء.. تمدّ أناملها تحاول أن تعتصر حياتك.. لكنك بالطبع سوف تختار البقاء مع الزوجة الشرعية، وعندها سوف ترحل هذه، لكن لا بد أن يكون الرحيل ناعمًا.. لا جروح لا أحقاد.. وإلا كان بوسعها أن تُحدث ضوضاء حولك..
- "No grudges "

قالها لنفسه وابتسم..
جلس إلى المكتب وصاح مناديًا المريض التالي..

*********

المريض التالي كان امرأة ريفية نوعًا في منتصف العمر.. عرف على الفور التشخيص والعلاج ومستقبل الحالة من النظرة الأولى، هذا الوجه الشاحب المصفرّ والبطن المنتفخة والهزال العام.. وعندما رفعت عينيها أدرك أن بياض العينين أصفر..

فشل كبدي.. تشمّع.. استسقاء.. مرحلة متقدمة.. العلاج مدرّات وداعمات للكبد وأشعة تليفزيونية.. غالبًا سوف تجد ورمًا سرطانيًا.. قيء دموي.. منظار.. حقن.. نهاية أليمة في ليلة سوداء..
فهم هذا كله بينما المريضة تجلس وهي تحمل ذلك المظروف..

المظروف اللعين! المكدس بالأوراق.. إخراجها يقتضي ساعة وإعادتها تقتضي ساعة، مع الكثير من البكاء والقصص الطوييييييييلة:
ـ "دكتور سيد الشماشرجي كتب لي الأسبرين، لكن دكتور الششماوي كتب لي البانادول.. ودكتور أبو قورة كتب لي الريفو.. ثم عدت للشماشرجي فقال لي إنني أخطأت إذ تعاطيت البانادول؛ لأن......"

اللعنة! يعرف كيف يقطع لسان المريض عند هذا الحد.. يجب أن يسكتها تمامًا فهي لن تضيف أي شيء جديد..

اسمها "عز الشباب عبد السميع".. لماذا تأتي هذه الحالات المتقدمة وحيدة؟ من المعتاد أن يدخل مع المريض عشرة من أقاربه كلهم قلق وتوتر، وكلهم يشعلون السجائر الكليوباترا ويحيطون أعناقهم بالتلافيع، ويخربون بيتك؛ لأن مأمور الضرائب يكون في العيادة في هذا الوقت بالذات.. فلماذا جاءت هذه السيدة وحدها؟

عندما رقدت على الفراش وضع يده على ساعدها..
فهمت!

هذه حالة أخرى من الحالات التي لا نبض لها أو التي لا تقدر على قياس ضغط دمها.. ماذا يحدث في هذه الأيام؟ الأمر يتجاوز الصدفة..
ثم.. هذا الاسم.. عز الشباب.. اسم غريب لكنه مألوف..

*********

ـ "ليس موضوع الصعوبة.. المشكلة هي أن المرء يبحث عن أدواته أحيانًا فلا يجدها جاهزة.. هل تفهمين؟".
ـ "لا.."

*********


قام بتثبيت إبرة البذل في بطنها (رسوم: فواز)

المستشفى العام الكبير..
الليل.. القطط تطلق عواءها من حين لآخر.. والممرضات يقلن إن هذا صوت الأرواح.. أرواح كل من ماتوا من قبل.. هذا ما قالته عواطف وهي تتنفس بحرارة جوار أذنه..

طبيب الامتياز الشاب الوسيم د. هجرس.. ما زال بلا خبرات، وما زال لم يكتسب بريقه الأبدي بعد، لكنه ما زال وسيمًا وما زالت له مغامرات ومغامرات..

وفي العنبر مريضة الاستسقاء "عز الشباب".. السيدة في منتصف العمر.. وحدها هذه الليلة فقد رحلت ابنتها إلى القرية.. كانت تتنفس بصعوبة، وقد طلب منه الطبيب المقيم أن يسحب من بطنها لترًا واحدًا فقط.. لترًا واحدًا يريح تنفّسها..
ـ "هي على حافة الفشل الكبدي الكلوي.. لا نريد أن ندفعها دفعًا".

قام بتثبيت إبرة البذل في بطنها.. لم يجد لاصقًا فاستعمل قطعة لاصق قديمة كانت مثبتة على الفراش.. وبدأ السائل الشفاف يتدفق في الزجاجة..

قالت له بصوت مبحوح:
ـ "اشفني يا دكتور.. سأحمل لك هذا الجميل ما حييت".

هزّ رأسه وقال إن الشافي هو الله، ثم انسحب إلى مكتبه..
عواطف.. مشاعر الشباب الحارة.. الليل.. الوحدة.. التهور.. الجموح..

القطط تعوي.. "تعوّص" (بتشديد الواو) كما قالت عواطف.. عواطف كانت الأولى.. لم تكن الأخيرة أبدًا.. لماذا يدوّي الرعد في السماء؟

عندما دنا الفجر فتح عينيه بصعوبة.. نهض متثاقلاً نحو العنبر..
هناك رأى الجسد الراقد في الفراش..

لم يحتجْ أن ينظر إلى الوجه، فقد رأى على الأرض تلك البركة من السائل.. ورأى أنه تحوّل إلى دم قرب النهاية.. لقد صار البطن مسطحًا تمامًا.. تم تفريغ بطن المريضة حتى إن الإبرة أدمت بعض الأعضاء الداخلية، وحينما نظر لوجه المريضة رأى قناع الموت الشمعي.. العينين الشاخصتين..

تبادل النظرات مع عواطف التي وقفت جواره بشعر منكوش حافية القدمين.. وتلقائًيا رفع الملاءة ليغطي وجه الجثة. نظرت حولها ونظر حوله.. كل الأسرة المجاورة كانت تسبح في الظلام، وكان مرضاها أكثر مرضًا من أن يلاحظوا أي شيء..

لقد مرّت الجريمة بسلام..
في الصباح سوف يكتشف الطبيب المقيم أن مريضته ماتت، لكنه لن يسأل. لا أحد يشكّ في وفاة مريضة بهذا التدهور..

وفيما بعد سوف ينسى القصة كلها.. مَن الأحمق الذي قال إن حادثة كهذه لا يمكن نسيانها؟ لكن الاسم ظل محفورًا في داخله.. كتبه في شهادة الوفاة وظل يتردد في ذهنه مرارًا طيلة الأعوام التالية، وحتى صار أستاذًا ترتجّ الأرض لهيبته..
اسمها "عز الشباب عبد السميع"..

*********


كان يفحص المريضة وهو يفكّر في هذا كله..
لما أنهى الفحص قال لها إنه يرغب في أن تدخل المستشفى بضعة أيام. الحقيقة أنه كان يريد أن تبقى بقربه.. وافقت فكتب لها خطاب دخول، ولسبب لم يفهمه طلب الممرضة وأمرها أن تعيد ثمن الكشف للمريضة..

لما غادرت المريضة الغرفة جلس إلى المكتب.. طلب من الممرضة أن تمنحه عشر دقائق.. عشر دقائق يدخّن فيها السيجار، وكانت تعرف أنه يفعل ذلك في الشرفة؛ حتى لا يصير جو غرفة الفحص خانقًا، وكانت كذلك تقول للمرضى بشكل روتيني إن الدكتور يصلّي..

وقف في الشرفة يتأمل طرف السيجار المشتعل..
كان عمليًا سريع التفكير لا يندهش أبدًا.. وهكذا كان قد كوّن في ثوانٍ تقييمه للموقف..

واضح أن المرضى الذين قتلتهم في الماضي يعودون للانتقام مني!
فكرة غريبة وسخيفة لذا لم يؤمن بها إيمانًا تامًا.. طبعًا هو لا يعرف أنه في قصة رعب، وإلا لفكر في هذا الاحتمال جديًا، لكنه في عالم الواقع.. وفي عالم الواقع لا يعود الموتى لمطاردة الأطباء..

لا بد من تفسير آخر.. تشابه الأسماء والملامح ليس دليلاً كافيًا.. لكن ماذا عن طوفان مرضى بلا ضغط دم ولا نبض ولا تنفّس؟

يحتاج إلى التركيز.. يحتاج إلى اتخاذ قرار صحيح..
شاهنده أيتها الحمقاء.. أين أنت؟ أنا بحاجة إليك!!

يُتبَع

 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المريض التالي, احمد خالد توفيق, قصة
facebook



جديد مواضيع قسم روايات أونلاين و مقالات الكتاب
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:11 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية