لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


عزف المحاجر ، للكاتبة : رواسي الامال ..

عَـزف المحَــاجــر..ّ ... الكاتبه ::: رواسي الآمال : . . لـ تحميل الرواية كاملة / ملفات الوورد والتكست ~> .. ملفات الهواتف الذكية ~> ..

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-03-12, 07:19 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 185301
المشاركات: 1,233
الجنس أنثى
معدل التقييم: وعـود عضو على طريق الابداعوعـود عضو على طريق الابداعوعـود عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 208

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وعـود غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي عزف المحاجر ، للكاتبة : رواسي الامال ..

 

عَـزف المحَــاجــر..ّ ... الكاتبه ::: رواسي الآمال

:

.
.

لـ تحميل الرواية كاملة /

ملفات الوورد والتكست ~> مكتبة القصص والروايات المكتملة للتحميل .. ..
ملفات الهواتف الذكية ~> مكتبة القصص والروايات المكتملة بصيغ تدعم الأيباد والهواتف الذكية .. ..

.
.


الروايه كامله و ان شاء الله تعجبكم

أتركم مع البارت الاول
واليله ان شاء الله بنزل البارت الثاني و الثالث


قراءه ممتعه


:
ابناء تعاقب بفعل الاباء ..

حياة تُوأَد تحت صراع البقاء...

قرارات صعبه .. تحدي وكفاح .. الم وامل .. حب وتضحيه ...

عندما نعيش صراع بين الواقع والحلم لابد ان يتغلب احدهما على الاخر..

وعندما نهوي في عمق الوادي .. لابد ان نكتشف ان في ذاك العمق المظلم نفق منير وسلم نرتقي فيه للاعلى

وعندما يغلق امامنا الباب ويسد الطريق لابد ان نبحث في مكان ما عن ابواب مفتوحه على مصراعيها ..

عندما نكتم أنفاسنا لنستلذ بأنفاسهم ...

ونوأد أفراحنا لنعيش أفراحهم ...

ونغتال احلامنا لتكبر أحلامهم ...

عندها نقول عذرا ايها القلب ..فلتمت نبضاتك .. لتحيا نبضاتهم ...

عَـزف المحَــاجــر..

.

ضجيج وأصوات مرتفعه خطوات بين مسرعه ومتأنيه ، صدى ضحكات وأخرى عبرآت

وبين هذا وذاك .. ترانيم عزفتها القلوب وتغنت بها الارواح .. وانشدتها الدموع..

.

~ ضبـاب أم عزف المحاجر ؟ ~

مازال الضبـاب يغلفهما .. لا ارى بوضوح ؟!

أغمضتُ عينيّ بتتابع لعل الصـورة تتضـح أكثـر !!

~ نعم اتضحت بعض الشـيء وان كان الثمن تدفق ذلك الدمع المحجور ~

ازدرت ريقي بصعوبه .. ثم شددت على يديّ اخفف من توترهما..

وقدمي تصنع مع الارض نغمه موسيقيه سريعه

~ خوف اضطراب قلق بعثرة شتات هذا ما اشعر ~

سحبت نفسا عميقا لعلها تسكن تلك الروح المضطربه بين حناياي ...

ويستريح قلبي الذي يرقص كـ الطير الذبيح ...

وضعت يدي عليـه أتلو بعض الآيات...

أخاطب بها روحي لتستكين وقلبي المرتجف ليهدأ ويطمئن ....

وما ان سكن ...

اغمضت عيني

ارسم صورة غرفتي .. ولعبتي ..وامي .. واخوتي ...

فتحت عيني ببطئ أودع تلك الذكريات الدافئـه التي صنعتها ... فتلاشت الصوره

وتناثرت كما مشاعري واحاسيسي ...

.

وقعت عيني على ذاك القـادم من بعيـد ..تسـارعت خطـواتـه تبرزهـ هيبته ويسبقـه وقـارهـ

راقبتـه بصمت

عبثت يداه بأوراق تصفحها ثم دسها في الحقيبه... واقترب أكثر حتى لفحتني حرارة أنفاسه

وأشرقت ملامحـه الجاده بناظري ... تأملني قبل ان ينطق... وغزت نظراته عمق عيناي

وكأنه يبحث عن جواب لسؤال يعصف بروحه... ولأنني لا املكه أجدت فن الهروب وأشحت بنظري عنه ...

مد يده فأسرعت يدي المرتجفه للتشبث بها ..ساعدني على النهوض .. حتى استويت واقفه

شد على يدي يؤكد علي... فابتلعت ريقي الذي جف.. وحركت راسي بـ الإيجاب ..

أطلق زفرة كان قد احتبسها فتره ... وشد على يدي اكثر وهو ينطلق بي الى حيث المجهول....

تحركت خطوه ثم أبيت...لا لست أنا بل قدماي التي أبت أن تتحرك... حاولت .. لكنهما خذلاني...

خذلاني .... و ..... خذلاه ..

توقفت مرغمــه ... فتوقف هو مصـدوم ...

التفت نحوي... وتعلقت نظراته بعينـي لتمطر وجعا وحسـرهـ ..

ارتسمت على شفتيه شبح ابتسامه....فازددت ألما...

شد على يدي أكثر.... فضاعت حروفي وألجم لساني..

.

.

"
~ خيبـــــه ~

اغمض عينيه وسحب نفسا عميقا .. وكأنه وجد جوابه...ارتخت قبضته..

فحركت راسي نافيه ...

لا اريد ان يتركني..لا اريد ان افقده

ابتسم... ولمعت عينيه ببريق ترجم احاسيسه ... وشعوره...

سحب يده .. ليعصف بروحي الضعف....

واستدار ببطء... لاتابع طيفه يتلاشى كما الذكريات ....

النـ ـهـ ـايــه

قبل خمسين عام

لهيـب المـاضي

مساحه صحرواية واسعه نثرت فيها تلك الخيام السوداء باهمال .. مما اعطاها روعه وجمال ...

آبار تبدو مهجوره بمثل هذا الوقت .. .. اغنام .. وابل .. وخيول ... انتشرت بسكون في رحاب الارض...

ظلام يتوسطه ضوء القمر... ويزينه تلألأ النجوم ...واجواء السكون يتخللها صهيل الخيل ...وعواء الذئاب..

.

غطت شعرها بما يخفيه ويستره ...وتقدمت بخطواتها الوجله.. تكاد تتعثر بثوبها الطويل تحمل بين يديها المرتعشه صحن عشاءه المتواضع ..

ظلام عم تلك الخيمه وشع بآخرها ضوء السراج الخافت ...

حيث يجلس هو .. بهيبته وقسوة ملامحه ... تقدمت نحوة.. واضعة الطبق امامه ...وهمست ببعض الحروف المختصره ..

: سم يا بوفيصل ..

اطلق تنهيدته وهو يتامل عشاءه... بينما التقطت هي المروحه المصنوعه من السعف وحركتها فوق الطبق كرمز لـ الاحترام ولتبعد عنه الآفات ..

لم تنطق بكلمه حتى فرغ من طعامه الذي كان يبدو انه قُدّم في وقته ... فبعد عمل مضني وشاق ... الطعام والنوم هو اكثر ما يحتاجه ..

قدمت له المنشفه بعد ان انتهى من غسل يديه ... ورتبت له الفراش بحركات رتيبه اعتادت على اتيانها كل ليله ...

لكن هناك ماكان يشغلها.. ويشتت تركيزها... وبدا واضحا له ...

: هاتي اللي عندج يا وضحه ؟

رفعت راسها له وفتحت فمها صدمه..... ثم ابتلعت ريقها لتنطق : سلامتك ... مافيه الا العافيه

: تكلمي وهاتي اللي عندج ... اعرفج عدل يوم يكون في قلبج كلام اكون بوادي وانتي بوادي .. قولي يا وضحه وش عندج

ابتلعت ريقها الذي جف .. وجلست بطرف فراشه الارضي ... عبثت باصابعها ترتب الكلمات تصفصفها ثم تنثرها لتعيد ترتيبها اخرى

: وضحـــــــــــــــــــه

: آ م آ كلمتني ام صالح اليوم .. تقول انه بوصالح حصل على الاوراق و.....

قاطعها بغضب : ماخلصنا من هالكلام الفاضي ؟ وبعدين يا بنت الناس ؟؟... صدعتي راسي من كثر ماتعيدين هالتفاهات واعيد لج كلامي ...الحين تبيني اخلي اشغالي ولقمة
عيشي واركض ورا اوراق لا تودي ولا تجيب ؟!
مثل فلان وعلان ؟؟

: بـ .. بس الناس يا بوفيصل .. يقولون انها مهمه .. وما بقى احد ما راح يقدم عليها ..

: مهمه لهم هم .. محنا بحاجتها .. خليهم يتهنون فيها .. واحنا عندنا الاصل والاهم ....من متى اوراق تثبت اصل وفصل

: بس حتى اخوك بوفايز صارله اسبوع يراجعهم فيها ...

: هذا انتي قلتي اسبوع .. تتحملين انتي وعيالج اسبوع بدون اكل ؟ بوفايز اخوي الله موسع عليه يقدر يغيب اسبوع واثنين وما تتاثر ميزانيته .. لا تقيسين حالنا بحاله
..

اغرورقت عيناها وطأطأت راسها بخيبه ... واصابعها تعبث بطرف شيلتها ..

لا فائده .. كلما فتحت له الموضوع يرد بنفس الانفعال .. لماذا لا يرى اهميتها والكل يسعى اليها؟

هو ليس مهمل لكنه يعمل بالاولى من وجهة نظره .. فهو ليس كابو سعد الذي التهى عن عائلته بملاحقة النساء..ليس كابوحمد

الذي لم يعد لعائلته منذ شهور ومصيره مجهول...وانا لست كام سالم التي فقدت الزوج والعضيد ولم تجد من يسعى لها

على الاقل هو موجود بالقرب وسند يعتمد عليه بعد الله وهو اب يسعى جاهدا لتوفير لقمة العيش الصعبه

وصلها صوته الدافئ بعد ان احس بغلظته

: طفي النور ياوضحه ونامي ... والصباح رباح ...

.

في بعض الاحيان نغفو ثم نستيقظ لنتدارك ما غفونا عنه.... وفي بعضها نغفو ولكن تطول الغفوه ... فنصحوا ولكن قد فات الاوآن ..

~ عَــزْف الْمحَــــاجِــرْ ~
البارت الاول
منذ نعومة اظفاري عرفتك ... ترعرعت بين ابجدية حرفك

توسدت ارضك .. وحلقت في سماك

اطرب عشقا حين يُذكر اسمك .... ويتراقص قلبي فرحا بقربك

احبك .. لا لا .. هو فوق الحب ... هو شعور اكبر اعمق اصدق

هو قيد قيّد قلبي ليكون ملكك .. وحصر احلامي كي لا تتجاوز مداك .....

كبرت وليته لم يكن

اراك تزداد قسوة وازداد تعلقا بك

اراك تبتعد ... وانا اجري خلفك .... اناديك فلا تسمع

لا ادري سبب كل هذا العشق لك رغم تجافيك وقسوتك

لا اعلم سر شعورك نحوي وشعوري نحوك

هل تشعر بي !! هل ترويك عبراتي ؟؟ هل تطرب لآلامي وأشجاني ؟؟

هل اذنبت بحبي لك وانا لا اعرف غيرك ؟.. هل اذنبت بتعلقي بك وانا لم اعرف سواك?

اتاتي بعد هذا لتقول من انت؟؟

انسيتني ام تتناساني ؟

انا طفلتك ... معشوقتك ... انا جزء منك ... احلامك التي زرعت ... امالك التي انتظرت

انسيت خطواتي الاولى على ظهرك ؟ وصدى ضحكاتي على ارضك ؟

انسيت تلك الاحلام التي رسمتها على جدرانك ... واشهدتك فيها على عدم هجرانك؟؟

.

.

لازلت اح ب ك .. فزدني عذابا.. واسقني قسوه..

ازدك حبا .. وارويك عشقا لاخر قطره .....

يا وطنـي

.

~ غربة وطن ~

حي شعبي شبه متهالك.. محاط بمنازل لا تختلف من حيث التصميم والرداءة والقدم ...

طرق ضيقه ... ومتعدده .. برك مياة متجمعه هنا وهناك... اطفال تدوي صيحاتهم الطفوليه في

المكان... تلطخت ثيابهم الرثه بالرمل والماء لترسم لوحة فنية مشوهه من الطين عليها ..

.يجوبون الشوارع عبثا .. بينما اشباههم على مقاعد الدراسه !!

احياء لا تنعم بالهدوء حتى ساعات متاخره من الليل

.

.

هنا تحت سقف خيمة نصبت امام المنزل المتواضع ...كان مجلس رغم بساطته اكتنفته الهيبه

والوقار بحضور كبار من رجال المنطقه ... لامر ضروري وهام .. امر يتحدد فيه المصير.. وممكن ان تنقلب فيه الموازيين ....

.

تردد صوت ابو خالد في المجلس ليقطع الصمـت .. وتلتقطه الاسماع بشغف :

وش قلتوا ؟!! الرجال جا يعلمنا بالعلوم الزينه والطيبه .. والاخبار اللي قالها تسر

وما تضر ..

ابو فهد : وش زينته يابوخالد الله يصلحك .. الولد يحرضنا نترك ديارنا واهلنا بعد

هالعمر ؟ له ما نسويها يا بو خالد .. له يا خوي...

بوناصر بتاييد : وانا قولتي من قولة بوفهد .. ديارنا ما نتركها ولا نتحرك منها و لو

على قطع رقابنا.. صبرنا سنين والفرج جاي باذن الله ... راح الكثير وما بقى الا القليل ...

ابو سعد : ما لنا في الغربه يابوخالد... ان كان هو يقدر لانه فرد ، والواحد بروحه يتحمل...

لكن من ياخذ معه عياله واهله واللي يعيلهم وشلون يعيش بهم في ديرة الغرب ناس

لا نعرف دينهم ولا لسانهم ...

بوفهد : هالفكره ماهيب جديده يا جماعه .. وماشفت احدن راح وفلح ... الغربه شينه

وما في مثل ارضك واهلك .. وان جاروا عليك...

.

الطاقات الشبابيه كان فيها من الحماس للفكره ... حماس متوقد بلهيب الامل .. لكنه ما لبث

ان اخمد بكلمات الشيبه واعتراضاتهم ....

.

تحركت نظرات ابوخالد وسط ضجيج الردود والاعتراضات ... تبحث في الوجوه عن تلك النظرات

القويـة الواثقـه التي يثق بها ...

توقفت نظرات ابوخالد عليه وتامله للحظات يقرأ ملامحه ...قبل ان ينطق ...

كان يجلس هناك بصمت .. هيئته تدل على انه يغط بتفكير جاد وعميق ....

وكأن الحوار الذي دار قبل قليل عصف به فحرك الرماد الساكن بداخله منذ سنوات .. واشعل نار القرار والمصير ..

بو خالد : وانت يا الصقر؟!!

حينها رفع صقر راســـــه ... وارتفعت اليـــه الانظــار

"ساله عمه وهو شبه متاكد من رأيه ، يعرفه ، ويجيد قراءة افكاره .. لكن تمنى ان لا يصيب توقعه فيه هذه المره فقط ....

"

رفع صقر راسه لتلاقي نظراته القوية الحاده نظرات عمه المتعبه المشفقه .. ثم دارت نظراته في تلك الوجوه

المتجهمه والحائره التي تعلقت نظراتها به تنتظر رأيه وقراره

ورجعت اخرى الى عمـه.... الذي حرك راسه بالايجاب آذن له

بالحديث ...

: من رايي نخاويه .. وهذا الحل الوحيد قدامنا... ادري انه صعب ..صعب انك

تتخلى عن حق انت اولى فيه ... صعب تترك ديارك واهلك مسقط راسك

واجدادك ..اللي لو طلب روحك فداله .. لكنه باب امل وانفتح ويمكن ما ينفتح

مرة ثانيه .. قعدتنا كل مالها تضيق وحالنا من سيء لاسوأ .. ع الاقل اذا رفضوا

الشيبه.. يطلع منهم الشباب .. ترا مجاديفهم تكسرت .. وذاقوا من الذل

كفايه ... انتم تحملتوا لانكم تاملتوا خير بالايام ... لكن بعد خمسين سنه..ماظن

فيه امل يرتجى..وكل خيوطه تقطعت ...افتحوا لهم الباب...اطلقوا سراحهم ...

خلوهم يعيشون طعم الحريه ولو يوم بالعمر ...

.

أطبق على المجلس صمتٌ وترقب لم يطل ....لحين اطلق صقر كلماته التي كان يخشاها العم ...

فهاج المجلس وماج بين مؤيد ومشجع ومعارض ... وملتزم للصمت ...

.

وانفض على تلك الكلمات الموجعه وذاك القرار الصعب ...

.

ليس سهلا ان تودع أرضا احتوت طفولتك وأحلامك..وشهدت كفاح آبائك وأجدادك

ليس سهلا ان تغمض عينك وتدير ظهرك لـ مأوى جيرتك وحمى قومك

ليس سهلا ان تنسل من ماضي بلغ عنيا .. لتبنى حاضرا ومستقبلا مجهولا

لكن الأصعب ان تبقى مكبل اليدين مطأطأ الرأس طوال عمرك ..

أمران احدهما أمرّ من الآخر ...!!

فما الحـل ؟

.

.

اولاد بوفيصل :

بوخالد
بوفهد
بوصقر (متوفي )
بوفيصل (متوفي )

،،،،،،،،،،،

اولاد بوفايز :

بوناصر

بولافي

،،،،،،،،،،،،،

بنات ابوسعود:

ام ناصر (زوجة ابو ناصر )
ام عهود (ارملة ابوفيصل ثم زوجة لـ ابو لافي )
ام صقر ( ارملة ابو صقر )

~ البدآيــــه ~

فضــــــاء بحجم " صبرهم " واســـع وامتداده على مد البصــر ....

وارض " كأحلامهم " كبيــرهـ تلونت بزهور الربيع ..واكتست بالثوب الأخضر...

والسمــا "كأقدارهم" ملبده بالغيوم تبرق وترعد تنذر بقرب المطر والعواصف الرعديه....

وجبال "كشموخهم " راسية بشموخ وثبات..لا يزعزعها عصف الريح ولا يضعفها إغداق المطر ...

توزعت المخيمات بشكل آسر وجذآب كلوحة فنيـه أُتقِن صنعهـا.. ودبت في الصحراء الحياة بعد الموت المؤقت لها طوال اشهر السنه ..

على تلك الفرشه التي توسطت الارض حول الشاي والقهوة وسلة التمر تحلقت النساء باحاديثهن المتنوعه المتسمه بالثقل

والهدوء بين الشجن تاره والفرح تاره اخرى ...

وتلك الخيمه البيضاء احتوت الفتيات وشقاوتهن بين ضحكه وابتسامه وحديث مرهف ومثقل بالواقع وبالاحلام الورديه...

اما الاطفال نثروا هناك فلا حدود تقيدهم ولا ارض ولا سماء ... انتشروا بحرية تسموا ارواحهم بين السماء والارض

.. وصرخاتهم الطفوليه تنعش اجواء المكان ...بين لعبة واخرى..

والشباب احتلوا لهم بقعه خصصوها للحديث والتسامر واخرى صنعوها ملعبا وانغمسوا حماسا في لعب الكره ... بعكس

الشيبه الذين تجمعوا حول النار والقهوه ... تدفئهم ذكريات الماضي....

.

في مخيم آخر مقابل

ارتفعت ضحكاتهن بشكل هستيري حتى صرخت فيهن دلال : اششش وجع زين وجع فضحتونا الحين يجينا عمي

والا واحد من الشباب وينكدون علينا الطلعه ...

مسحت غدير دموعها التي نزلت من الضحك : أي والله صج ..بس الله يقطع ابليسج يا دودي جبتيها وانتي بنت ابوج ...

وانفجرت بالضحك مره اخرى وشاركنها الفتيات....

دلال بعصبيه : غدرووهـ وجع ان شاءاللــه .. والتفتت للبقيــه بغضب هييييه وجع انتم بعد ترا وربي اقوم واخليكم!

ثم فزت قائمه ....

امسكت صمود بيدها كاتمة ضحكتها بتكشيره : يووه دلول اقعدي بس... واحنا اشقلنا الحين ؟؟ ... اقعدي بس اقعدي......

جلست دلال عاقده حاجبيها : والله انكم خبول ... وقسم لو رجعتوا لنفس الكلام لخليكم وقوم .....

صمتن كاتمات ضحكاتهن واخفين بمكر الابتسامه .... لكن أعينهن دارت في بعضها البعض تتناقل رسائل

تحذيريه...........لتنطق صمود بشغب : زين دلول احلفي انه مو صج ؟

هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههههههههههههههههههههههههه انفجرن ضاحكات وتعالت اصواتهن ...

فزت دلال واقفه بغضب ... ولحقت بها صمود ضاحكه ... زادت من خطواتها حتى لحقت بها وامسكت ذراعها

: دلوووووووووووول دليييييييييييييييييييييييييل

دفعتها دلال بغيض : ابعدي

لكن صمود احتضنتها بحب ... : دلول وربي احبج .. واحب اضحك معاج ... فديتج دلول لا تزعلين

ابتعدت دلال عنها : ضحكج ثقيل وبغيض واكرهه ...وكملت بهمس: ترا حتى انا اعرف عنج اشياء واشياء... (حركت حاجبيها بخبث )

كشت ملامح صمود تقرا ملامح دلال التي لمست فيهن الصدق....لتنطق الثانيه بعزف موسيقي : ز ز ز يايايا دددد

توسعت عيني صمود وشهقت بصدمه ...

امسكت دلال كتفها بأسف : بسم الله عليج " دودي " ... هيييه اضحك معاج اشفيج صدقتي

دفعت يدها بعنف : سخيفه... وضحكتج بايخه مثلج ....

توسعت عيني دلال بعجب : منو اللي بدى الحين ...؟؟

ثواني من الصمت ثم انفجرن بالضحك على بعضهن..لتقاطعهن صرخة جهريه

: هيييه صــــــــــــوت !!

شهقت دلال .. وكتمت صمود شهقتها بيدها ...

وصلهم صوته مرة اخرى : مرياام...

تعلقت نظراتهن ببعض ... وزاد احمرار وجنتي صمود بخجل ...لتتوسع ابتسامة دلال الخبيثه وتحرك حاجبيها بمكر ...

زيد ينادي اخرى: مريــم ..

ابتلعت صمود ريقها .. وهمست وهي تدفع الهواء بيديها لوجهها الساخن : مريوم بالخيمه لحظه اناديها ...

استدارت بعجل .. لكن اوقفها صوته الذي انطلق من وراء الساتر : منو صمود ؟

اغمضت عينيها تنتزع الحروف انتزاعا : ايي .. سم

: صمود بلغي اهل صقر يطلعون .. تراه ينطرهم من نص ساعه في السياره

التفتت لدلال التي لوت شفاها خوفا من غضب صقر ..

صمود بشبه ارتياح : خلاص ان شاءالله الحين يطلعون...

ما ان ابتعدت خطواته ... حتى افضت دلال بخوفها : نص ساعه ياويلي بيذبحني

: تستاهلين ...بعدين صج اخوج نكته من بعد مخيمكم يعني عشان يجي بسياره ؟ ...

: حدج عن الصقر

: اليوم الصقر وباجر خويلد ...

تلفتت دلال بقلق : وجع وجع فضحتينا يمال ......قطعت عبارتها وامسكت بذراع صمود زين تعالي معاي .... ع الاقل وصليني للسياره

ابعدت صمود يد دلال عنها : اسفه .. يالله مع السلامه ورينا عرض اكتافج .. ..والله يعينج ههههه

ضربتها دلال على كتفها .. وودعتها صمود بابتسامه واسعه وهي تحرك حاجبيها بخبث ...

لتحرك الاخرى يديها بالدعاء : اشـوووف فيـــــج يــووووم يا صمود ....

.

تنهدت صمود بابتسامه... وخيالها يسحبها لعالمه الحالم ...

.

زيد اسم ارتبط باسمها منذ الصغر.. فاقتحم احلامها عند الكبر...

هو مستقبلها المشرق .. احلامها الورديه .. طوق النجاة بالنسبه اليها..

لم تربط احلامها الا به...ولم تبنِ مستقبلها الا بوجوده

لم يكن غريبا ابدا ان يقترن اسم صمود بزيد عند الحديث النسائي خاصة خالاتها ووالدتها وشقيقاته

فهو امر اصبح مألوف وطبيعي عندهن....

لكن رغم هذا فخجلها وحياءها يبقي شعورها نحوه طي الكتمان ... لم تبح به لاحد سوى لـ...

.

ارتجفت عندما شعرت باحد امسك كتفها والتفتت نحوه بفزع

عهود : على وين ياحلوه.. تراج وصلتي مجلس الرجال ... واتبعتها بضحكات على شكل صمود التي استوعبت

مكانها واكتمت شهقتها بيدها ..

(عهود ) ههههههههه يالله خلينا نرجع .. شكلج سرحتي... وهـ اللي شاغل عقلج يتهنى فيه

صمود : محد شاغل عقلي مثل اللي شاغل عقلج ... الا ماكله اكل ...

: يووه فديته بس...

: وجع استحي..

: زوجي كيفي حلالي ....

: لما نفتك منج وتروحين لبيته ذيك الساعه قولي زوجي

: احلفي بس ؟

سرحت نظرات صمود بذاك القادم من بعيد لتقول : زكرت الأؤوط آآم ينط

لتتلقى ضربه من شقيقتها : وجع لا تغلطين حدج عن زوجي عاد ؟

حركت صمود يدها بملل : وع .... الله عالزوج بس...

تنهدت عهود بحب مستنده بكفيها على كتف صمود : اللي مايطول العنب ...........

.

سحبت عباءتها لتحرر جسدها منها وتكلمت تكرر على والدتها كلمات الخال : يمه خالتي تسأل عنج وتسلم عليج .. وزعلانه ليش ماجيتي معاي

: الله يسلمج ويسلمها.. ما قلتي لهـا ان ام خالد كانت عندنا ..

التفتت لوالدتها التي تحرك الابريق بسرحان على المدفأه : أي بلى.. بس تنطر منج زياره ..وهي بعد مع بناتها راح يطبون عليج باي وقت

: حياهم الله ..

اقتربت من والدتها وجلست بهدوء .. ثم حملت الابريق عنها لتسكب الشاي في الفناجين وتخلطه بالسكر

ثم تحركه بالملعقه ليشق صدى اجراسها صوت الصمت

" هل فعلا يصدقن بنات الخاله ؟ ... هل فعلا عمتها ام خالد قدمت لتحقق الحلم وتضع نهاية للامنيه بخط الواقع ..

احمرت وجنتاها بمجرد التفكير بذلك ..ثم نفضت تلك الافكار ساخره من تفكيرها يبدو ان حديثهن الذي ازعجها قبل ساعات قد راق لها وصدقته ..

رفعت الفنجان بيدها المرتعشه من الافكار التي غزت مخيلتها الحالمه "

قدمته لوالدتها وهي تهمس : مم يمه.. اشعندها عمتي ام خالد ..ممم جيتها غريبه اليوم حتى شكلها يقول انه

فيه شي .. يعني بالعاده تجي وتسولف ..و.......

" لم يكن لكلامها مصداقيه او معنى... لكنه فضول ينهش قلبها وخيالها "

اخذت والدتها منها الفنجان عاقده حاجبيها : وين صقر ؟

اختنقت الكلمات الباقيه في صدرها.. تعلم اسلوب والدتها اذا ارادت انهاء النقاش في موضوع ما ...او اغلاقه قبل فتحه ...

: نزلني .. ورجع لمخيم الرجال يقول عنده شغل ضروري ..

مسحت ام صقر وجهها بكفها المرتعش وهمست بدعاء : الله يستر

.

هناك عند مخيم الرجال ... توقف اللعب... وهجرت النار والقهوه... وتجمهروا جماعات بقلق حول تلك السياره التي توقفت من لحظات ..

صقر : وشلون امسكوه ؟

ابو خالد : كان جايب اهله وفي الطريق صادفهم تفتيش ... وزين انهم سمحوا له يوصل اهله ويرجع لهم ...

انتقلت عينا صقر نحو ذاك المخيم الذي ولابد اشتعلت فيه نار الحسره والالم ..

صقر : ماصار الا الخير ان شاءالله ..

بوخالد يمسك بيديه محذرا : دربالك ياولدي .. لا تتهور ونخسر اثنين بدل الواحد ...

رد بثقه : لا تخاف ياعم .. تنحل باذن الله .. انت بس لا تشيل هم ...

بوخالد : اذا شد عليك الامر اتركه... ونشوف له حل .. بس المهم انك ما تورط نفسك يا صقر

صقر : لا توصي يا عم .. ماهي اول مره .. ونتفاءل خير ان شاءالله ..

قبل راس عمه.. وفتح باب السيارة راكبا ...ليفتح الباب الاخر ويدخل منه فهد

: بروح معاك ..

صقر : ماله داعي يا فهد .. خليني اشوف الموضوع اول

: خلني اطمن عليه.. وتعرف الوالده ماراح ترتاح الا اذا قلت لها اني رحت وشفته

هز صقر راسه موافقا وادار المحرك منطلق نحو مقصده ...

.

اسندت الهاتف بكتفها الايمن واذنها وهي ترتدي غطاءها وعباءتها

وصلها صوت والدتها القلق: عهود رايحه لهم ؟

: أي يمه .. بطمن على عمتي وميثا ..

: انطريني نص ساعه بس انا راجعه

: يمه تتاخرين .. بشوفهم الحين وانتي الحقيني ..

: لا تروحين بروحج .. شوفي صمود والا وحده من خواتج

: زين يمه ..

: عهود لا تطلعين بروحج فاهمه...

: ان شاءالله ان شاءالله باخذ صمود معاي ...

: أي زين نص ساعه وانا وراكم ...

: زين يالله مع السلامه ..

اغلقت الخط والتفتت لصمود المندمجه بتبريد اظافرها

: صمود يالله قومي

عقدت حاجبيها بملل : لا مالي خلق ... والله تعبانه ورجولي تعورني من المشي..

غدير : انا بروح معاج .. لحظه انطريني ..

عهود : امي مو راضيه تروحين معاي ولا راضيه اروح بروحي الا مع صمود يالله صمود قومي بلا استعباط

صمود بضيق : عهود فارقي تراني واصله حدي .. اووف

توسعت عيني عهود بغضب: احلفي بس .. قومي لا اقومج غصب ..

نهضت صمود تزفر غضبا : يااربي ياااربي متى افتك من وجه هالعهود

وصلتها صرخه عهود التي سبقتها للخارج

: يالله بسرررعه

صرخت بصوت مماثل : زيييييييييييين ....

ارتدت معطفها الاسود .. وشالها الذي لفته بعنايه على شعرها بخت من العطر وتاملت شكلها مرارا في

مرآتها الصغيره ..قبل ان تخرج على صرخات عهود التي فقدت السيطره على اعصابها ...

.

صافح صقر بحراره .. ثم انتقل لمصافحة فهد..
واشار لهم بالجلوس مرحبا

: ياهلا والله بالصقر ..وينك يا رجال ما تنشاف الا بالمخافر... شكلي كل يوم بمسك واحد من العايله عشان اشوفك

توسعت ابتسامة صقر التي لم تمحو الجديه من معالم وجهه

صقر : لا اصدق بس ؟!!... ياخي من كثر ماشوفك نسيت وجهي وحفظت وجهك حتى باحلامي صرت تطلع

نايف : ههههههههههه ...الله يالبخيل .. كلها طلعة قنص يومين بالاسبوع ومستكثرها ...يالله من لقى احبابه

صقر بابتسامه : ما يحتاج اشرح غلاتك ..

نايف : اكيد واثق .. والا ما كنت اسمح لك تقومني من عز نومي لمقابلة وجهك ..

" نايف صديق الطفوله لصقر .. شقيق واكثر ... ورغم ان الظروف والقوانين فرقت طريق كل منهم عن الاخر ..

الا ان ارواحهم وقلوبهم بقيت على مودة واتصال لم يفرقها ولم يزعزعها شي ....

فان كانت القوانين بيد البشر .. فان القلوب بيد رب البشر "

ساد صمت مؤقت ما يسمع فيه الا اصوات الفناجين والاكواب ... الى ان فرغ الخادم من توزيع الشاي لهم ..

.وما ان خرج واقفل الباب حتى تحدث نايف

: لا تشيل هم يا فهد.. اخوك بالحفظ والصون ... واذا تبي تشوفه وتطمن عليه الحين

آخذك له وادخلك عليه ..بس انت تدري ان المخفر اللي فيه الحين مو تابع لنا...

ورغم هذا اوعك خير لي معارف وان شاءالله ما يقصرون..

: ما تقصر يا نايف ..الله يبارك فيك

: صدقني يا فهد هذي قوانين ... والا كان بودي اطلعه الحين ولا اخليكم ترجعون بدونه ..

صقر : ما تقصر يا نايف ... عارفينها .. ويمكن اكثر ناس يعرف القوانين هم احنا

نايف : هههههه أي اكيد بلا شك....

فز صقر واقفا وكذلك فهد ..وفز نايف معهم...

صافح صقر نايف بامتنان : ما قصرت ياخوي .. سامحنا ازعجناك ..

شد نايف على يد رفيقه : ولو ماسويت الا الواجب يا صقر.. وبكره باذن الله مشعل يرافقكم بسلامه

.

كانت صورتها تلوح لهم في الافق كما لاحت صورهم لها .. يقتربون وتقترب

قابلتهم دلال في الطريق

: شفتوا اللي صار ؟

عهود بقلق : أي سمعنا .. والحين شنو الجديد

دلال : صقر راح يشوفه مع ولد عمي فهد .. الجو مكهرب عند الحريم والرجال

عهود : وميثا شلونها

دلال : ميته من البجي .. وامها بعد .. الله يعينهم

صمود تدخل يديها في جيوب معطفها من البرد : بس صقر يعرف بهالامور... اذكر مره طلع ثامر وخالد ...

دلال : أي صح .. بس مو كل مره تسلم .. الله يستر بس ...

عهود: يالله خلونا نشوف عمتي وميثا

.

همسات تتصاعد وتخفت.. دعوات ترتفع ..وصمت قاتل يطبق بين حين وآخر...

ابو فهد بقلق : تاخروا

بوخالد بامل : اذكروا الله .. وان شاء الله بيوصلون .. اذكروا الله ..

فز خالد للخارج .. يشعر ان نفسه قد ضاق عليه... ولحق به ثامر لشعور مماثل

ثامر : تظن يطلعه صقر ؟

خالد : قول ان شاءالله ... صقر عنده معارف.. ويقدر يوسطهم ...

ثامر : لاحول ولا قوة الا بالله ...لمتى هالمعاناه لمتى


خالد : اذكرالله يا ثامر... وما تضيق الا يتبعها الفرج ..

امسك خالد بهاتفه .. وضغط على ازرته التي حفظها عن ظهر قلب...

ليصله ذلك الصوت الاجش : هلا خالد

: بشر

: ان شاءالله خير.. بس الحين مناوبه وتعرف صعب انه نتصرف قبل الصبح

:أي أي صح .. فهمت... وبعدين

: الله كريم.. طمن عمي وقوله ما فيه الا الخير ان شاء الله ...لا يشيل هم..

: يصير خير ... ماقصرت الله يعطيك العافيــه

: الله يعافيك..

اغلق الهاتف بضيق مضاعف ...لتلتهمه نظرات ثامر القلقه والمتهلفه لمعرفة الاخبار ...

: بشر يا خالد ؟ .. شنو قال ؟

.

عهود : ميثوه وجع بسم الله على مشيعل لا تفاولين عليه

ميثا منتحبه:.. ماشفتي الحسره بعيونه لما طلب منه يسمح له انه يودينا للمخيم ويرجع له ..

يرجع له برجوله ..امي مسكت بثيابه لا يروح بس راح راح برجوله للسجن ...

احتظنتها عهود تخفف عليها وتهدئتها : ميثا مشعل مو اول ولا اخر واحد ينمسك منا ..

والحمدلله كلهم طلعوا ومافيهم الا العافيه ... لا تكبرين الموضوع ولا تفاولين عليه

تكمل دلال : وبعدين اخوي صقر واخوج فهد راحوا له .. وانا متاكده انهم مايرجعون الا معاه ...

.

كانت تقف كوقفتها عند دخولها ...ثابته شامخه ..احمر انفها ووجنتيها من البرد

تحاول الهروب ان لم يكن بجسدها فبروحها وفكرها قدر المستطاع

دست كفيها في جيب معطفها.....وهي تنظر اليهن من اعلى وقفتها حيث هم جلوس على الارض..

اتخذت لها زاويه .. تتامل فيه الوضع بعيدا عن تاثير دموعهن وعويلهن..

لم يكن مشعل الاول ولن يكون الاخير...هذه هي حياتهم.. وتلك معاناتهم .. حياة ينتفي فيها الاستقرار ..

حياة نسجت بمعاناة الماضي والحاضر...لكنها وان كانت منهم .. انسلخت بجلدها..وارتدت ثوبا ليس لها...

نجحت في ذلك ... الى الان ربما؟ ...لم تذق الا القليل مما ذاقو .. لكن الى متى؟

هل تتوقف احلامها هنا... وتغفو عند عتبة الواقع ؟

ام انها اقوى من ان تنهيها بموقف وآخر... وستمضي قدما صامده كاسمها ؟

 
 

 

عرض البوم صور وعـود   رد مع اقتباس

قديم 09-03-12, 10:45 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 185301
المشاركات: 1,233
الجنس أنثى
معدل التقييم: وعـود عضو على طريق الابداعوعـود عضو على طريق الابداعوعـود عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 208

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وعـود غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وعـود المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

المعزوفة الثانية

عَـــزْف المحـــاجِر ..

: ميثــــاااا

كان صوت فهد ينادي من خلف الخيمه

فزت ميثا واقفه بركب متخاذله وقلب ينتفض

وارتفعت لها الاعناق .. ساعدتها دلال بوضع الشال على راسها والغطاء على وجهها..

خرجت لشقيقهاالذي يقف خارجا على امل ا ن تسمع منه اخبار تسر وتطمئنها ..

بادرها بالسؤال : شلون امي؟!

حركت راسها بالنفي وهي تمسك بغطائها وتشد عليه : ما دري امي بخيمة خالتي ام صقر ..بس شـ

قاطعها بامر : روحي عندها ودربالج عليها ...طمنيها وحاولي تهدينها ما وصيج يا ميثا

هزت راسها بالايجاب وعيناها تلتهم ملامحه تريد جوابا لتلك الاسئلة التي تعصف بروحها ..

قال : ادخلي جيبي غطا وشوية اكل

توسعت عيناها : حق منو ؟.... والتفتت للسياره الفارغه الا من صقر فاحست بذوبان روحها .....مشعل ما رجع؟؟

: لا .... يرجع باجر ان شاءالله ... بس جيبي الغطا ولا تاخرينا ...

كتمت شهقاتها بيدها وعادت ادراجها متخاذله لتلقي بجسدها المنهار باحضان عهود التي استقبلتها

: ميثا .. ميثا اذكري الله ..شنو صار؟!!

لكن انهيارها كان شديد .. كيف لا وشقيقها يقبع خلف القضبان بلا ذنب ارتكبه .. وينتظره المصير المجهول الذي

غرق فيه الكثير ونجا منه الاخر برحمة الله ......." الإبعــ ـــ ـــ ـــ ــ ــاد "

اخذت صمود الغطاء وخرجت به لفهد ترافقها دلال التي اسرعت لصقر بسيارته

دلال وقد احكمت لف غطاءها : بشــــــــر ياخوي ؟!!

اجاب بثقه : خير خير ان شاء الله .. باجر يطلع باذن الله

: صج يا صقر؟ .. اكيد ؟

هز راسه بالايجاب : دلال يمكن نتاخر شوي.. .. ماوصيج على امي وعمتي..

: لا توصي.. عمتي ام فهد عند امي بالخيمه ...

: زين اجل .. وانتم بعد روحوا عندهم ..لا تقعدون بروحكم ...

عقد حاجبيه وبان بملامحه الضيق وهو ينظر لتلك الواقفه هناك: منو هذيك ؟

التفتت دلال حيث اشار.. : م..نو .. آ ..هـ ذ ي

انقذها فهد الذي دخل السياره بعجل : يالله صقر ..

هز راسه والتفت لدلال التي ابتعدت عن النافذ قليلا : ادخلوا داخل .. ولي كلام معاكم..

هزت راسها وهي تلفظ انفاس الراحه بعد ان اصابها الفزع من نظراته المشتعله ...

.

.

كانت اهدأ من ميثـا ... تكتم ألمها بداخلها... لم يفتر لسانها عن الدعاء والرجاء..

والنساء من حولها يواسينها بحكاية مشابهه لفلان وفلان...

فهذا فلان امسكوه اليوم وخرج بالغد... وفلان الاخر لم يبقى الا لحظات ... وثامر من قبله

كذلك خالد ... فالوضع شبه اعتيادي ولا يدعو للخوف...او كما يتمنون انه كذلك ..

سحبت قدميها بهدوء..لتجد نفسها خارج هذا الجو القاتم ..وتقف امامها والدتها وشقيقاتها قادمات للتو ..

والدتها بقلق : صمود ها بشري يمه...!!

هزت راسها معبرة عن لا جديد وجسدها يرتجف لا تعلم اهو بردا غضبا .. او قلقا واضطرابا ترفض التعبير عنه!

دخلت والدتها الخيمه وتبعتها عبير ... بينما امسكت صمود بيد غدير قبل ان تدخل : تعالي غدوره مالي خلق ارجع داخل

نظرت غدير لعينيها تعرف شقيقتها جيدا رغم انها اصغر منها سنا ... لكن هيَ وصمود روحين في جسد ..

غدير : اسلم على عمتي وارجع لج ..

هزت صمود راسها : انطرج لا تتاخرين وتاخذج السوالف .. (وبهمس) ولو ادري انه مافي سوالف داخل تشد وتجذب

هزت غدير راسها موافقه : ثواني بس ....

.

دخلت غدير ووقفت صمود تنتظرها خارجا..

تنهدت بضيق .. وهي تنظر محط قدميها... وزفرت بملل ...وهي تعبث بقدمها بالتراب تصنع منه خطوطا

مستقيمه وثانيه مستديره واخرى منحيه ثم تمحوها كان لم تكن ...

لم اعد احتمل كل هذا البؤس والحزن.. اريد ان اخرج منه .. ومنهم ..ومن عالمهم... الذي فرض علي.. وعليهم ..

لم يعد قلبي يحتمل.. تعبت .. أنهكت روحي ... يارب أليس لي الحق ان احيا كمثيلاتي .. او حتى شقيقاتي...أليس لي

الحق ان اخرج من وراء الستار وارفع راسي فخرا عندما اقول فلانه بنت فلان .. ان لا انفجر غيضا وغضبا

كلما سئلت من انا وما هي هويتي ؟ وان لا تذوب والدتي وشقيقاتي خجلا كلما سئلوا عني وعن هويتي...... فــ يكذبون !!

اليس لي الحق ان اشعر بالامان والاستقرار وان احلم كـ .... الاحيــــــاء

7

: صمــ ـــــ ـــــــ ـــــــ ــــــ ـــــود ...

رفعت راسها لذاك الصوت الذي تعرفه جيدا

وهمست : مريم ؟

زادت ضربات قلبها خاصه عندما التقت عيناها بذاك الذي يجلس خلف المقود ...ينظر لها من بعيد...

اشارت لها مريم بيدها لتقترب من السياره ...

:صمود .. تعالي ..

فلم تجد في نفسها معارضه لذلك ابدن ... اقتربت وانفاسها تسارع خطواتها المرتعشه ..

وصلها صوت خالتها التي تجلس بقربه : صمود بشري يمه شنو صار؟!

ابتلعت ريقها واخرجت بضع كلمات هي فقط التي استطاعت السيطره على حروفها

: للحين خاله ماصار شي بس....

صفقت الخاله بيديها : لا حول ولا قوة الا بالله .. وليش مشعل!! شنو مسوي ؟ ..هو سوى شي والا ..!!

سوى شي والا ..!!

سوى شي والا ..!!

.

" لما الاستغراب... فوضعهم غريب حتى للقريب منهم لايعرف اوضاعهم الا انفسهم.

لانهم وحدهم من يعايشها .. ويتكبد عناءها...

لهم تفاصيل خفيه .. لا يعرفها غيرهم...

ولا يتذوق مرها الا هم .. "

صمود تلزم الصمت لمشاعر الم جرفتها واخرى خجل صفعتها

.

" نعم تخجل.. تخجل من وضع لا ذنب لها فيه... تخجل من شي لم ترتكبه... لكنه فرض عليها...

فهذا الذنب الذي ركب عليهم مع نظرة الشفقه والاحتقار من الخلق لهم آفه تنهش وتمزق افئدتهم فتذوب

لها ارواحهم حزنا وكمدا ؟.. "

.

.

تكررت الاسئله عليها ماذا فعل مشعل ؟ وتعددت التخمينات من مريم ووالدتها ...

بينما صمود يجرفها عالم آخر بعيد عنهم : مـ آ .. لـ ..ب..س ..

هذه الحروف التي استطاعت اخراجها ... و......

لا
لا

لمـــاذا... ليـس الان !! ...

لا

اصعدي ارجعي حيثما كنتي...ليس الان

لا يارب ... ساعدني ........

.

لما بكيت؟ لما نزلت دموعي الان؟

تبا لك.. ليس امامه ... لا يارباه ... ارحمني...

.

نزلت ام ناصر مفجوعه واحتضنتها لتفرغ الاخرى ما بداخلها ...بشهقات متتاليه ونحيب مؤلم...

بكت بحرقـة بين ذراعي خالتها ومريم...

ليصلها صوته فيشل شهقاتها المرتفعه

: افا يا صمود ليش البجي الحين ؟... افا بس تبجين وانا موجود !...ولايهمج
الحين رايح لهم وماراح يصير الا الخير

دست راسها اكثر بحضن خالتها .. بينما التفتت الخاله لابنها تشجعه: أي يمه روح وطمنا عليهم.. وانا كل شوي بتصل فيك

هز راسه صامتا ...

آلمه الوضع.. لاينكر ذلك... كما لا ينكر ان هذا الحدث مع ما قبله سيكون سبب في امور قد تتغير وقد تتبدل قريبا ...

نطق بعد سرحان : ان شاء الله ...بس لا تشيلون هم...

وادار المحرك ... وافكار غبيه وموجعه تعصف براسه ...

.

امسكت بها مريم تهدي وضعها.. بينما انطلقت الخاله للخيمه ...

الخاله ام ناصر..

شقيقة ام صقر وام صمود .. لم تحيا معاناتهم ولم تتذوقها..لكنها تتاثر بحالهم... رغم انها ليست على ارتباط دائم بمشاكلهم ..

مهما كان ارتباطها واهتمامها بهم .. وحبها لهم يصعب عليها تفهم وضعهم المتغير والمتقلب..
فلاجلهم تخلق قوانين مستمره وتوضع عثرات متجدده... عثرات وقوانين لا يعلمها ولا يكتشفها ويطلع عليها الا من يعيش وضعهم ..

.

مريم : خلاص دودي.. اهدي بس ..

نظرت اليها صمود...وهي تعيد الدقائق الماضيه ضعفها بكاؤها شهقاتها ووو.... وما ان استوعبتها ...

واستوعبت ما حصل فيها حتى غطت وجهها بيديها وانفجرت باكيه مره اخرى ليس للسبب نفسه

لكن ربما لانها فشلت وللمره الالف في الصمود امامه ... ؟

.

.

لم يستحسن العوده للمخيم في هذا الوقت كذلك فهد ..وفضلا المكوث في المنزل الى الصباح ..

لم ينقطع الاتصال بينهم وبين اعمامهم .. بين حين وآخر للاطمئنان على الاحداث ..

قطع حديثه مع فهد ورفع الهاتف لاذنه بعد ان تعرف على رقم المتصل

صقر : هلا بك زيد

: هلا فيك .. وينكم فيه انا في المخفر ومالقيت احد!!

عقد جبينه ثم بسطه : لا رجعنا للبيت... ماله داعي وقفتنا هناك... ننطر الصبح ونرجع ...

: اها .. مسافة الطريق اجل..

مسح جبينه بضيق : لا يا زيد ... خلك مع عمامي .. يمكن يحتاجونكم بشي ... واذا احتجنا لك بكلمك على طول ..

: خلاص اجل الصبح انا عندكم باذن الله ...

: ما تقصر ..

: ولو.. يالله سلام ..

اغلق صقر الهاتف.. ليتلقى سؤال فهـد له

: منو زيـد؟!

: أي زيد .. واطلق تنهيده ....

: شنو بينك وبينه ؟!!

نظر اليه برهه .. ولما ادرك مقصد سؤاله اجاب رافعا حاجبه الايسر : ولد خالتي... وولد ولد عم ابوي

: احلف بس ؟!

مال حلقه بابتسامه ساخره وهو يضع الهاتف جانبا....وصمت طويل.....

.
.

وصله صوت فهد ..الذي فرغ للتو من التحدث بهاتفه ووجده على وضعيته

: بشنو سرحان الصقـر ؟؟

عقد جبينه : الفكره تكبر في راسي يا فهد ...وكل يوم عن يوم اتمسك فيها اكثر ...

: تعوذ من ابليس يا صقر.. مو انت اللي تقول هالكلام ...انا ومشعل وحتى خالد يمكن نفكر فيها لكن انت لا

: ليش يا فهد؟ شنو عندي زود عنك؟ الحال من بعضه..والمر اللي تذوقونه مره ... انا اذوقه الاف المراات ..

: بس الهروب مو حل

: من قال هروب ؟ ... عمري ما فكرت اهرب من شي...لكن هالخطوه مواجهه اكثر منها هروب

: لا تفكر بنفسك... فكر باهلك يا الصقر..

: وهذا هو السبب يا فهد... صدقني هالخطوه ان خطيتها... فمالي فيها غير العنا

: اجل ليش تفكر فيها ؟

: لاجلكم انتم.... لاجل كل من هو مثلي ومثلكم ..

: منت سوبرمان والا الرجل الخارق فكر بالواقع يا صقر

: ابتسم على كلمة سوبر مان ...... وتوسعت ابتسامته على ملامح فهد الغاضبه ...

مال بجسده للخلف واراحـه على فراشه الارضي ....لتكون هذه آخر الكلمات لهذه الليله ..

وبدآيـــه لاحلام المستقبــل

.

.

بعد مضي يومان ..

وبعد ان اعلنت الشمس الودآع ... عانق هنا على الارض اللقــــاء ...

ارتفع الغنـاء بصوت النساء كبيرات السن من غير أي آلات موسيقه .. فقط باصواتهن التي لها نغمه مميزه تثير الشجن ..

وبتصفيق الفتيات والاطفال الحماسي الذي ارتفع صداه في الخيمه ..

.

"كان ذلك فرحا بعودة مشعـــل .. وخروجه من السجــــن بعد يومين قضاهن بين قضبانه...
لم يهدأ لهم فيها بال .. ولم يتذوقوا فيهن طعم الراحه ... ولم يعد فيهن صقر ولا فهد للمخيم الا به "

وخروجه اليوم سالما يستعدي كل هذه الفرحه الكبيره بعد الثناء على الله وشكره ...

.

ارتفع الغنـاء ...وزاد الحماس

واقتحمت ميثاء الوسط .. حركت جسدها بحركات ابهرت الحاضرات... واعجبتهن ...

كم هي سعيده بعودة شقيقها ...وتشعر بروحها تحلق فوق الارض ...

ارتفع التصفيق لها والتشجيع ... لتخرج بعدها وتدخل عهود .. وتشاركها دلال ولم يكنّ اقل من السابقه مهاره وابداع

لكن الاهم كانت تلك الابتسامه التي تعلو وجوه الجميع ... والفرحه التي ترفرف جوانحها بين افئدتهم

...

.
.

اسرعت بخطاها مع شقيقاتها عبير وغدير من مخيمهن قاصدات مخيم ام فهد...

يحملن العصير والحلا الذي اوصين والدهن به من الصباح الباكر ولم يعد به الا الآن ...

بينما سبقتهن شقيقتهن عهود ووالدتهن الى الخيمه منذ وقت ..

صمود بخطى عجله وانفاس شبه منقطعه : بسرعه يالله الحين يوصلون ...

اسرعن بخطاهن لتحذرهن عبير

: دربالكم بس لا يطيح العصير او ينكت ...

ترد غدير مطمئنه : لا ماسكته عدل ... صمود دربالج على الحلا ...

صمود : أي لااا....... وتباطأت خطواتها بخيبه.... : يوه شوفوهم وصلوا ...

وتوقفت خطواتهن ايضا في المنتصف ...يراقبن المشهد ..

توقفت السيارة عند الخيمه ... وترجل منها مشعل مع فهد وخالد.. وكذلك صقر يميزه طوله وشماغه الذي لفه ع الطريقه الاماراتيه

خرجن عمات مشعل يهنئنه واحتظنته امه بشوق وحنين وكذلك شقيقته ميثا ......

بينما ابتعد الشباب عنهم مسافه ...تتلقفهم اسئلة العمات عن الاحداث وعن ما جرى...

وفي الطريق الاخر..

اصوات ابواق السيارات تنطلق متواصله معبره عن السعاده والفرحه ...سياره

بها ثامر ......واخرى بها زيد ...

وما ان دخلن النساء ... بقين الفتيات يسترقن النظر من باب الخيمه على الحركات الاستعراضيه التي يقوم بها الشباب

وترتفع ضحكاتهن تاره.. وتنخفض لهمسات تاره لصراخ امهاتهن عليهن

.

توقف بسيارته عندما لمحها وسطهن ...وتسارعت انفاسها عندما راته يقترب...فالقت بالحلا ع الارض لتعلو صرخات

شقيقاتها : صموووووود ..لالالا

لم تهتم لصرخاتهن بل اخذت ترتب هندامها بارتباك وتثبت غطاء شعرها ....

توقف قريبا وانزل النافذه : مســـــاء الخيـر ..

رددن بصوت واحد : مســــاء النور .. اهلا زيد ...

: مبروك رجعت مشعل

رددن : الله يبارك فيك

توجه بنظراته اليها ليخصها الان بالحديث : مو قلت لج راح يطلع ... هذا احنا طلعناه ورجعناه ...

ابتسمت وحركت شفاها الثقيله لترد.... لكن صوت اجش قاطعها وقبض ملامحها المنبسطه لتنكمش فرفعت عنقها اليه

: صمـــــــــود داااخـــــــــــــــــــــل ياللــــــه

ابتلعت ريقها ..وانتقلت نظراتها بين سيارة زيد وصقر الذي يقف خلفها ..

ضرب بيده السياره : زيــــد اسبقنا ع مخيم الرجـال ...

لم تعجب زيد نبرته الآمره.... فتامله بغيض ليرفع الاخر حاجبيه : سمعت ؟!

حرك زيد سيارته بغضب حتى اثارت الغبار من خلفه الذي تصاعد كما الدخان من نظرات وانفاس صقر

صرخ بهن : شموقفكم هنيه ها ؟

اكتفت بنظرات حاده ارسلتها له.... بينما تحدثت غدير : نبي نروح الخيمه بس شفناكم عندها .. كنا ننطركم تبعدون عشان نقرب..

عبير بقلق : انا رايحه الخيمـــه ... وانطلقت بخطواتها المترجفه مسرعه نحوها غير آبهه بشقيقاتها خلفها...

رفع حاجبه يخاطب تلك الناقمه : مو عاجبج كلامي اشوف ؟

كان يشعر بزفيرها المشتعل.... لكنه اكثر اشتعالا منها ... الا يكفي ذاك الوجه المكشوف لتقف مع ذاك في منتصف الطريق ..

: يالله روحوا داخــل .. هالمره بعديها لكم ... بس ان شفت هالحركه مره ثانيه ماتلومون الا نفسكم

هزت غدير راسها وسحبت صمود من يدها : ان شاء الله

لتنطق الاخرى بهمس : حلال عليه حرام على غيره ؟

رفع حاجبه ولما استوعب كلماتها صرخ بها: صمــــــــــــــــود ...

التفتت اليه فهمس بغضب: ان ما تعدلتي وربي لاعدلج انا .....ترا ما تعجزني وحده مثلج .... ما يكفي هالوجه اللي كاشفته للرايح والجاي ....

: مالك حق تكلمي... امي راضيه .. وهم عمامي ما كلموني... انت تكلمي ليش ...

: اكلمج واذا بغيت اشق الارض وادفنج فيها ومحد يتكلم فاهمه ؟؟؟

اغرورقت عينا غدير بالدموع خوفا... بينما بقيت نظرات تلك حاده صعبه...

غدير تشد يد شقيقتها وبهمس: يالله صمـــود تكفين يالله

غادرت تنفث دخانا وتزفر نارا

كم ودد لو يدفنها حيـــه .. هنا في هذه الارض...

....

استقبلهن دلال وعهود عند باب الخيمه

دلال: اشصار ؟ ليش تاخرتوا.... كان لديهن خبر من عبير... لكن اردن صورة اوضح ..

دفعتهن صمود لتشق صفهن للداخل وتمتمت بغضب : اخوج الله ياخذه

شهقت دلال ويدها على صدرها : بسم الله عليه

التفتت لها صمود بوجه محتقن ورفعت حاجبها

: ياليته بس يهتم بنفسه واهله ويكفي الناس شره ...(ورفعت اصبعها مهدده ) ترا للحين ساكته عنه..

وربي ان انفجرت ماخاف ولا من اللي اكبر منه ...

لم تسمع منهن رد لكنها شعرت بيد تسحبها بقوه لخارج الخيمه ..التفتت نحوها.. لتوجه اليها والدتها انتقادها

: صمود شهالكلام اللي سمعته مو عيب ؟

مسحت على ذراعها بالم : شنو سمعتي ؟

: كلامج مع دلال ...مو عيب يا صمود .. عيب ..صقر مو بس اخو دلال... تراه ولد عمج واخوج وولدي قبلج انتي قبل ما

تشوفين الدنيا .. تقولين خليه باهله ؟ لو كان همه بس اهله جان ما شفنا مشعل وقبله خالد وثامر...

ولا جان كل ما سافرت قلبي مطمئن عليج وعلى عهود لاني اوصيه عليكم ..ناسيه اشكثر يتعنى لكم ..

وماخلا شي قاصركم ... حتى لو كان لكم اخو مني ومن ابوكم ما سوى اللي سواه صقر الحين تنكرينه يا صمود؟!

هربت بنظراتها بعيدا عن نظرات والدتها ..التي بدت معاتبه .. ومتضايقه من تصرفها..

: وانا معطيته كامل التصرف فيج وبخواتج كـ اخو واكثر ... يعني لو شنو يسوي انا سامحتله

توسعت عيناها صدمه ...بينما حركت والدتها راسها بالايجاب

: مثل ما قلت لج ...

.

.

هناك بقرب النــار المتضرمه ... جلس قوم حولها... يتسامرون ..

وآخرين فضلـوا الوقوف قريبـــــا ..

استند ثامرعلى السياره : أي يامشيعل الدنيا ماتسوى بدونك

ابتسم مشعل لكنها ابتسامه تخالطها المراره : كثر منها ... راح تتعب وانت تقولها ..

ناصر : زين الحين تقول مسكوك على الاجازه لانها منتهيه .. ليش ما تجددها ؟ لمتى تنطر ؟

مشعـل : تدري انها ما تتجدد...

ناصر باستغراب : شلون يعنـي .. ما تجدد ... وليش يمسكونكم ؟

ثامر : هذا اللي صاير .. الاجازه الجديده ما تطلع .. والقديمه ما تجدد ... وان امسكوك عاقبوك؟

ناصـر : احلف بس

تحدث صقر القادم للتو : لا في قانون جديد ..صارت تتجدد .. والجديده تطلع

مشعل : ليش ما قلتوا ؟ شنو ناطرين اجل..

صقر : أي ماسمعت الشروط الباقيــــه

مشعل : أي نسيت كلمة بشرط... من كثر ما تعودنا عليها نسيناها ...

ثامر بحماس : بشرط شنو ؟

صقر : توقع على مستند انه لك اصل من الدوله الفلانيه ...

ثامر : واذا ما عندي اصل ولا فصل من الدوله الفلانيه ولا العلانيه

مال فم صقر بابتسامة : توقع انك مقيم هنيه بصورة غير قانونيه ....

توسعت محاجرهم ونطقوا كلهم بصوت واحد : يااا سلالالالام ....

اوقف سيارته بقوه وعجل حتى احدثت صوتا ... واتاه مندفعـا وصوته الثائر يسبقه

: هيه انت... شهالاسلوب اللي كلمتني فيه... تراني مو اصغر عيالك ...و..

نظر اليه صقر بطرف عينه ثم تجاهله واستمر بالحديث مع ابناء عمومته..

لكن زيد اقترب ودفعه من كتفه :هيه انت ما اكلمــــــ

لم يكمل جملته ... لانه اصبح معلق بين السما والارض بقبضة صقر ويحترق بنظراته ...

ابقاه لثواني ...

ثم انزله ومازال يشد على اعلا ثوبه بقبضته ... وتكلم من بين اسنانه بهمس بحيث لايسمعه الا هو ...

شوف يا زيـد انت رجال منت صغير وعارف علوم الرجال

وبيوت الحمايل لها بيبان تطقها وتدخل.... اما سوالف الدرايش والسطوح فهذي مو عندنا هذي لغيرنا احنا آل ..الـ...

اذا عندك شي... وناوي عليــه .. طق الباب.....

فاهم ؟!!

لم يجب الاخر اللي ضاع بنظراته.....

ناصر وفهد وخالد يتدخلون : اذكروا الله شنو صاير ...

افلت صقر قبضته .. فانطلق زيد يتوعده ويتهدد ...

راح تندم ياصقـــر وربي راح تندم

 
 

 

عرض البوم صور وعـود   رد مع اقتباس
قديم 09-03-12, 10:50 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 185301
المشاركات: 1,233
الجنس أنثى
معدل التقييم: وعـود عضو على طريق الابداعوعـود عضو على طريق الابداعوعـود عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 208

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وعـود غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وعـود المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

... المعزوفة الثالثةاولاد ابوفيصل (الجد)

1- ابوصقر اولاده ( صقر – دلال )..
2- ابوفيصل ( فيصل – عهود – صمود )
3- ابوخالد ( خالد – ثامر )
4- ابوفهد ( فهد – مشعل – ميثا )

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

اولاد ابوفايز ( الجد )

1- ابـولافــي متزوج من ام لافي زوجته الاولى ) اولاده منها ( جواهر – فجر )
(وزوجته الثانيه ام فيصل) اولاده منها ( غدير – عبير )

2- ابـوناصـــر (متزوج اخت ام فيصل – وام صقر )
واولاده ( ناصر – حصه – زيد - مريم )

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

ام فيصل + ام صقر + ام ناصر = شقيقات ..

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

بقايا آثار وأطلال كذلك بدا هذا المكان الذي انتعش منذ أيام مضت ليعود إلى بياته وصمته متطلع بشوق إلى اللقاء القادم...

اجتهد الشباب في إسقاط المخيمات .. وترتيبها ثم نقلها للسيارات .. وانشغلت الأمهات والفتيات في تجميع باقي الحاجيات ...

انطلق صوتها المتعب من خلف الحاجيات ومن بين ضجيج النقل والتنقل ...

: يالله غدور هذا اخر صندوق وديه السياره

اقتربت بخطى منهكه وهي تمسح جبينها تعبا : ان شاءالله ...

سالتها عاقده جبينها : وين خواتج ... صمود وعهود و...

انحنت غدير تلتقط الصندق : صمود وعبير يجمعون اغراض خيمتنا .. وعهود بخيمة المطبخ ..

قالت برضى : يالله يمه خفوا ادينكم شوي الناس تحركت وابوج شوي وراجع ...

ردت وهي خارجه : ان شاءالله يمه ان شاءالله ...

لكن توقفت عندما وصلها صوته من خارج الخيمه ثم رات صورته... فعادت ادراجها بحذر وهي تلتفت

لوالدتها : ولد خالتي صقر وعيال عمه ؟

نهضت والدتها بصعوبه بعد ان ابعدت عنها الحاجيات .. ثم تقدمت بخطواتها وهي تثبت غطاء شعرها ووجهها ..

: هلا يمه صقير

رغم ان لفظ اسمه بهذه الطريقه تصغير له لكنه يحبه منها .. خاصه ان صوتها يحمل تلك النبره

ذاتها من صوت ذاك الراحل ..

لايعلم ان كانت تلك النبره هي الحنيه او الشجن او ذلك الالم الدفين في اعماق القلب ... لكن ما يعلمه انها تعيد

اليه ذكراه .. كما تعيدها تلك المتمرده التي تمثل لوحه منسوخه منه بشكل انثى

: هلا يمه صقير

: بالمهلي .. (قبل راسها ) شلونج يا خاله عساج ماتعبتي بس

: الحمدلله ياولدي دامك بخير انا بخير ...رمقت بني عمومته يقفون بعيدا فاشارت بيدها للخيمه

: ادخل ياصقر والا تستحي مني ؟

ابتسم ممسك يدها بحنيه : ان استحيت من امي بستحي منج ... بس جايين انا والشباب نشيل الخيام

اذا خلصتوا منهم

قالت بخجل : لا يمه ليش اتعب عمرك ... ابولافي موجود .. والبنــ

قاطعها : افا بس... واحنا وين رحنا ؟ ابولافي راح يودي الاغرض .. واحنا بنطيح الخيام ونلفها على

مايوصل لاجل ما تتاخرون ...بس سويلنا درب يام فيصل ...

: الله يعطيكم العافيه ياولدي... ثواني بس ...

ابتعد صقر عن المخيم لابناء عمه تاركا المجال للفتيات حتى يخرجن من الخيام ...

وماهي الا دقايق حتى خرجن متسترات تسبقهن والدتهن ...

اشار لابناء عمه باتجاه المخيم ... وتوجه هو لـ خالته : خلينا اوصلج للمخيم

: لا مايحتاج يمه .. هذا هو مخيم ام ناصر

تحركت نظراته لذاك المخيم .. فلمحه يقف امام سيارته ..

تحدث : الا الوالده تسال عنج ووصتني اقولج...ما بخاطرج تروحين عندها وعماتي ؟

التفتت لبناتها ولمحت ملامح صمود الغاضبه وبداية اعتراض سينفجر من شفتيها ..فردت

: أي والله بخاطري اروح عندهم قعدتهم ما تنمل ..خليني اسلم على ام ناصر لانهم بيمشون الحين ...

وبعدها اروح عند امك

لم تخفى عليه تلك الابتسامه الخبيثه التي ارتسمت على تلك الشفاه..فرد متمثل الثقه: حياج الله ...

.

اقتربت ميثا بعباءتها وغطاها : السلام عليكم

ام صقر ودلال : وعليكم السلام

ميثا : يالله عمتي القهوه عندنا هناك ع الفرشه على ما يخلصون الشباب

همست دلال وهي ترفع يدي والدتها عن الصندوق : يمه روحي ارتاحي مابقى غير هالصناديق اسكرها وخلاص...

: مو تعبانه يمه ... خلينا نخلص منهم ونرتاح

: لاتعاندين .. ويالله روحي مع عماتي ارتاحي .. واشربي قهوه وجاي وانا بخلص الباقي...

ميثا بابتسامه: وانا بساعدها .. يالله عمتي روحي ارتاحي

رفعت يديها بالدعاء : الله يوفقكم يا بناتي ويستر عليكم اللهم امين...

ابتسمن بعفويه من تلك الدعوات الصادقه التي ارتفعت للسماء .... ثم التفتن لبعضهن وتوسعت الابتسامه

ميثا : شكل الدعوه بتصيبج الاول ... والله يرحم حالنا ..

دلال : ههههههههه الله يقطع ابليسج ... يالله ساعديني

جلست ميثا بقرب الصندوق تجمع به الاغراض التي حوله ...: ماشفتي صمود اليوم ؟

رفعت دلال راسها باستغراب : صمود ؟ لا ليش شنو صاير ؟

مطت شفتيها بانزعاج : لا ابد... بس ماعجبتني امس ... والكـ ...

قاطعتها دلال : ماعليه انا عاذرتها يا ميثا ... محد يا ميثا يعرف صمود كثري تراهي اضعف من الشخصيه

التي تورينا اياها .. اضعف بوايد .... تعاني وتكتم وتشيل بقلبها ..

عقدت ميثا جبينها : من شنو تعاني ؟ هذا احنا حالنا حالها ؟

: صح ميثا .. بس صمود انسانه حساسه لابعد حد.... صح عاشت طفولتها عندنا وتربت في بيتنا ..بس بعدين

التحقت بامها .. وخواتها .. وخوات خواتها وخالتها وعيالها ..

يعني بعدت عن مجتمعنا بمجتمع ثاني يختلف عنا ...

حركت راسها باستغراب : يختلف ؟؟ بشنو يختلف

: يختلف بوايد اشياء... يعني شوفينا احنا شهادة متوسط وابتدائي... وعمرنا ماطلعنا لبرا الديره ..

واحلامنا ما تتعدى الامن .. الاستقرار .. وان كبرت احلامنا حيل .. نفكر بالزواج والاولاد..

هزت ميثا راسها مصغيه ..

: صمود عاشت مع ناس .. شهاداتها جامعيه .. تسافر بالسنه مره واثنين ... من تبلغ ال 18 تطلع ليسن

وتسوق سياره ..اقل شي يكون عندها تلفون حسب الموضه .. علاجها مجاني مدارسها مجانيه ما تخجل من

هويتها.. تتوظف وظيفه حكوميه ..عندها بطاقة بنكيه وتقبض معاش شهري يعني مستقبلها مضمون 99%....

لكن صمود وين من هذا كله ... تحس انها النكره اللي بينهم.... اللي راح يتوقف تعليمها للثانوي...وتسكر

على شهادتها الصندوق ...تخجل من هويتها لانها بينهم غير .. علاجها بفلوس وتحلم تتوظف والا تدخل

الجامعه ... تحلم تسـ ....

قاطعتها : بس هي احسن حال منا .. ع الاقل امها كويتيه .. لها مميزات خاصه .. يعني مدرستها

مجانيه وكملت تعليمها..ويمكن تتحسن لها الامور وتدخل الجامعه تتوظف

:.. صح المدرسه مجانيه..؟ بس واثباتها ؟ والعلاج ؟ والسفر ؟ والشهاده والجامعه ؟ ...والوظيفه؟ والليسن ؟

: مممم زين واختها عهود ؟

: عهود مثل حالتها ... بس الله فتح عليها .. وان شاءالله بتطلع من هذا كله بزواجها من ناصر

: أي .. الله يوفقها ... ويوفقنا ..

: آميــن ..

.

وقف في المنتصف يرمق ذلك الافق البعيد والفضاء الواسع بعينين حالمتين ونظرات متامله بالقادم خير ..

: بشنو سرحان السيد مشعل

رمقه مشعل بنظره خاطفه وعاد لما كان عليه مع شبح ابتسامه ...

تحدث خالد بعد ان اقترب اكثر : ماودك نرجع ها ؟

تنهد والتفت اليه: تصدق ايه ...(ابتسم خالد واكمل مشعل ) يظل هالمكان يعني لك اشياء واشياء...

يكفي انك تحس فيه بانك طير حر...بلا قيد يقيدك ولا دنيا تضيق عليك...

توسعت ابتسامة خالد : تراه موجود مايتحرك متى ما حنيت له تعال ما تردك الا سيارتك ...

اتسعت ابتسامة مشعل واردف قائلا : ما قلت لك ؟

خالد : بشر عساه بس خير؟

سكت ثواني يترقب نظرات خالد المتعطشه للخبر.. ثم قال : انقبلت بالوظيفه ...

كشت ملامح خالد .. ثم انبسطت بفرحه : احلف ... ( صافحه بحراره وشد على يديه ) الف الف مبرووك ...

ياخي واقف عندك من الصبح وما تقول بس طايح لي تغزل بالبر

ابتسم مشعل : قبل شوي جتني مكالمه منهم .. الظاهر واسطة صقر اشتغلت ....

: الحمدلله ...والله يوفقك يابوسعود وانشوف سعود قريبا

: خلنا نشوف وليد بالاول ... وابد لك مني سعود يكون وراه ....

قهقه خالد ضاحكا ..وشاركه مشعل ...

مشعل : تصدق افكر مرات لو في من صقر اثنين بعايلتنا

كشت ملامح خالد بالم ثم قال : كان فيه بس .... الله يرحمه

استوعب مشعل قصده فهمس باسف : الله يرحمه ...

: صدقني مشعل صقر انسان حاله حالنا يتعب ويتالم ويكتم لكن الفرق بينا وبينه انه يتعلم من المصايب اللي

تصيبه وما يخاف من التجربه.. احنا عيبنا نتوجس من كل شي جديد ... ولما نطيح صح نقوم لكن ما نتعلم ما

ناخذ حصانه من هالالم .. همنا انا نقوم وبس...

: اللي مساعد صقر كمية المعارف اللي يعرفهم .. يعني ماشاءالله معارفه مراكز وشي بالدوله

: ما عرفهم بالساهل....تراه راعي فزعه .. يكفي دوره بالغزو... ودم ابوه الشهيد....

: الله يرحمه ... الله يرحمه ..فقدنا اثنين ..ضاع دمهم هدر

همس بالم : ان ضاع حقهم عند البشر فما يضيع عند رب البشر ..

.

اقتربت بخطى ثقيله نحو تلك المنشغله بجمع الحاجيات واغلاق الصناديق ... احدثت صوتا بخطواتها لتلتفت اليها الاخرى مرحبه

: هلا والله بدودي ... ها خلصتوا ؟

: هزت راسها وهي تسحب نفسا ... ثم تطلق حروفها بهدوء اي خلصنا وانتي للحين؟

: ماشاءالله عليكم ... بغى شويت اغراض بس واسكر الصناديق...

تقدمت منها صمود تساعدها بحمل الصناديق والحقائب الى السيارة

طول فترة حمل الاغراض والحقائب لم تتفوه صمود بكلمه .. سوى بابتسامات رسمتها مجاملة لدلال التي تحاول ان تستدرجها بالحديث... فتطلق نكته او تعلق على حدث او
تذكرها بقصة قديمه .... فدلال تعرفها جيدا ... وتعرف ان كان في قلب تلك الفتاة حديثا يصعب إخراجه ...إلا بالاستدراج ...

وضعت صمود الصندوق الأخير .. ونفضت يديها مرارا وكأنها في كل مره تسال نفسها اافعل ام لا ؟؟.... سكتت ..ثم همست : دلول آسفه

التفتت اليها دلال باستغراب ..وعقدت حاجبيها مستنكره : على شنو ؟

بعثرت صمود نظراتها في الفضاء : ممم (وعادت تنظر الى عيني دلال ) على الكلام اللي قلته امس...

لانت ملامح الاخرى وارتسمت على وجهها ابتسامه صادقه ...: ادري انج ما تقصدين ...

تحركت صمود قاصدة التحرر من الضيق الذي يلفها وتبعتها دلال بالخطى البطيئه تجاريها

جلست صمود على مقدمة السياره واستندت دلال عليها لتقابلها

: تعبت دلال ..

: تعبتي ؟ من شنو تعبتي ؟

: تعبت من الوضع اللي انا فيه ... تعبت من مستقبلي المظلم اللي كل ما الونه احس انه يرجع قاتم مثل ماكان ...

: ليش تحسين انج وحيده بهالشي... كلنا مثلج

: وشنو ذنبي اذا انتم راضيين باللي انتوا فيه ؟

: القناعه كنز لايفنى

: لايا دلال لا .. هذي مو قناعه ... هذا رضوخ استسلام ..دلول يمكن انتي وميثا ماتحسون باحساسي ... يمكن لان البيئه اللي عشتوا فيها ما تحسسكم بالفرق ولا بنظرة
اللاشي ...

: دودي خواتج والا خواتهم جواهر وفجر ياذونج بشي؟

: لا .. ومو لازم احد يقول... انا اشوف يادلال اشوف.. واسمع ... واحس.... انا انسانه يا دلال ...

دلال : وزيد حبل نجاتج ؟!!

توسعت عيناها ثم ضاقت وهي تنظر لدلال بتعجب...

دلال : لاتتعلقين بغير ربج .... الامل فيه وحده.....وغيره ماتضمنين انه يخيبج يا صمود

ضاقت عيناها اكثر : شنو تقصدين

: ان بقدر تعلقج بغير ربج راح تكون قوة سقوطج

صمود تعقد جبينها باستغراب : دلال سامعه شي ؟!

ابتسمت وحركت راسها نافيه: زيد ولد خالتي مثلج تمام ... لكن فكري عدل...لاتحطمين مستقبلج بس لانه طوق نجاه

توسعت ابتسامة صمود الساخره وأطلقت ضحكاتها التي كتمتها بأناملها: هههههه مستقبل ؟؟ هههه أي مستقبل يا دلال ؟؟...المستقبل ضايع فيه وبدونه ...

امتدت يد دلال لتمسك بيد تلك الضعيفه : صمود جاوبيني بصدق ... زيد حلم طفوله ..... والا طوق نجاة

كشت ملامح الاخرى وكانها صدمت بالسؤال او لم تسالهُ نفسها من قبل...سكتت ونظرات دلال المترقبه تلتهمها..... همست بعد تفكير صامت : ليش مايكون الاثنين ...

:

.

.

في تلك الجلســه الهادئــه قــرب السيــارات الممتلئـه بالاغــراض

التقط صقــر الدلـه من النـــار..

وقام بصب القهوه... ناول اعمامه الفناجيل .. واحد تلو الاخر حتى اهتزت بيدهم معلنة الكفايه ...

بعد همسات تداولها صقر مع عمه بو خالد .. ربت على كتفه يطمنه ...

والتفت لفهد الذي جلس بقربه وسالـه بهمس : شخبار الموضوع فيه جديد؟

التفت اليه ورد بهمس مماثل : يبيله قعده يا فهد... ماطلع سهل مثل ما توقعنا ..

عقد جبينه : له .. شنو سمعت ؟

همس : لي قعده معاك .. بس خلها لوقتها ...

حرك راسه بلايجاب : الله يقدم اللي فيه الخير ..

رد بــ : آميـــن ... وصمت عندما لمح ذاك الشاب قريبا هناك .. يتحدث مع مشعل وخالد ..

فنهض بعد ان ربت على فخذ فهد : شوي وراجع ...

.

راقبه فهد حيث ذهب... والتقطت نظرات بوخالد الموقف الذي عرف مسبقا مالذي سيقدم عليه ....

اقترب صقر منهم واشار بيده : ثااامـــر

التفت الشاب اليه وضيق عينيه ليشير اليه صقر بمفتاح السياره : تعال قرب

اسرع اليه ثامر بن السادسه عشر .. واتسعت ابتسامته عندما قال له صقر ملوحا اليه بالمفتاح

: تبي تجرب ؟!!

اتسعت ابتسامته : اكيـــد

رفع حاجبه : واثق

حرك راسه : مليون بالميه

رمى صقر اليه المفتاح وسبقه الى السياره من الباب الثاني ..

صعد ثامر بحماس وادار المحرك ... وصقر يراقبه بصمت .. كمن يترقب فريسته لينقض عليها ...

حرك السياره ببطء .. وهو يختلس النظر للصقر بقربه الذي بدا عليه الهدوء

لحظاات ..

ووصله صوته : دوس بانزين

التفت اليه بحذر : عادي ؟!!

اسند صقر ظهره للمقعد وقال بثقه : خذ راحتك .....بس ابعد عن المخيم ..

هز راسه بحماس .. وما ان ابتعد حتى زاد السرعه واخذ يلف ويدور ..

وكأن به طاقه فرغها في تلك الحركات المتهوره ....

دقيقتان ثلاث الى قرابة العشر .. هدأت سرعته ... ولانت ملامحه وسكنت انفاسه المتوتره ليسرح في البعيد...

: ليش متعب ابوك يا ثامر ؟

همس: ابوي متعب عمره .. انا ما سويت شي ... يعني غصب الا اكمل دراستي ...

صقر ببرود: فيه اهم من الدراسه بعمرك ؟

ثامر بجديه : أي الشغل... لمتى ابوي يصرف علي ....

صقر : اظن ابوك ما شتكى لك

: مو لازم انا عارف انه يتعب .. ولازم اشيل نفسي

: وتشيلها بدون شهاده ؟

: هذا مشعل توسطت له وتوظف ... والتفت اليه ) تقدر تتوسط لي

: مشعل عمره 26 ... وربي ماكتب له يكمل دراسته مثلك ... كان يحلم بالشهاده .. بس ظروفه صعبه ... وانت قدامك الوقت ليش تضيع فرصتك

: ليش اضيع عمري بالشهاده وانا ماراح استفيد منها ... ابسط شي ما عندي تلفون مثل ربعي...

: ما عندك تلفون ولاعندك سياره مثلهم بعد ؟ ولا مصروف عدل ؟ ولا تقدر تسافر ؟ ولا عندك اثبات ..ولا ولا ولا.. تبيني اكمل ؟

ضيق ثامر عيونه يستوعب كلام صقر ...

فكمل صقر : ثامر.. لو بقينا نطالع ونتحسر ونتمنى .. عمرها الامنيه ماتتحقق ... ولا الشي اللي نبيه يجينا...

: شلون ؟

: لازم نتعب ... لازم تركض ورا حلمك... امنيتك ... تبي تلفون ادرس وتخرج واشتغل وجيبه بفلوسك... تبي سياره نفس الشي... تبي اثبات دافع عن حقك

: وانطر كل هالوقت عشان احقق اسهل امنيه الكل يحصل عليها بلاجهد ...

: انت غير الكل... وبعدين هالوقت اللي تنطره وانت مخطط فيه .. ما نعتبره ضايع ابد ... الا هو الوقت المحفوظ من حياتك

: لو اني بس اهاجر قبل ما يروح عمري قهر

: حتى لو هاجرت ماراح تحصل شي بالساهل ... وماراح تكون عندك العصا السحريه ..و ماتنفعك الا شهادتك... والا تبي تروح تكون عاله ع المجتمع هناك ؟

: يعني اذا تخرجت وما توظفت ولا دخلت الجامعه يخليني ابوي اهاجر؟

: انت اخلص منها وتخرج وما يصير الا اللي يرضيك ...

: وعــــــد!!

رد صقر رافعا حاجبه : اخلفت لك وعد من قبل ؟

هز راسه نافيا : ابد ... اثق فيك ....

اشار براسه نحو المخيم : رجعنا للمخيم يا شيخ ثامر ...

اجاب بابتسامة واسعه : تم ..

.

امتزجت الوان الغروب بلحظات الوداع ...

واستعدت السيارات للانطلاق ... وماهي الا دقائق .. حتى انطلقت بركابها وشقت طريقها برا الى ان اعتلت الشارع ...

سياراتهم تتبع بعضها بعضا .. يتقدمها .. صقر ...

في سيارة صقر .. والدته وشقيقته ..كان كل منهم في عالمه ... وصوت الاذاعه يصدح في السياره ..

همست دلال: صقر عادي اتكلم بتلفونك ؟

: التقط الهاتف وناولها اياه بصمت فقالت : بكلم صمود ( تعلم انه يثق بها ولا يريد ان يجرحها بسؤالها من تكلم .. لكن تعلم رغبته بمعرفة ذلك منها )

حرك راسه مع شبه ابتسامه وخفض صوت الراديو رافعا نظارته السوداء لعينيه ..

وصلها الصوت من الطرف الاخر : هلا دليِّـــــل ...

دلال : هلا صميد

: وجــع

دلال : عيب تراني اكبر منج .. اوف بس ناس ما تستحي ...

صمود : اخلصي.. ترا زحمه وحشره بالغصب اجر نفسي وبالطيب اتنفس

: هههههه تستاهلين قلت لج تجين معانا

: احلفي بس.. لو آخر سياره بالدنيا ....

: يحصلج بس....شلون الاوضاع عندكم ؟

: تمام .. اذا فيه شي بكلمج على طول ...

: أي لا تنسين

: تعالي لحظه... خلي التلفون عندج ...

توسعت ابتسامة دلال بخبث : أي أي اكيد عندي ...

.

عبير لم تكف عن الحديث والضحك تاره مع والدتها وتاره مع والدها واخرى مع

شقيقاتها... وعهود مسترخيه بقربها بعالمها الحالم تتبعها غدير المنشغله مع صمود برؤية

مقاطع وصور بالهاتف ..

الوالده (ام فيصل ) : صمود يمه اتصلي على دلال ... هذا تفتيش قدامنا

سالت صمود بسرعه: وين ؟؟ واعتدلت بجلستها حتى شاهدته يبعد امتارا ...فقالت : أي ان شاءالله يمه الحين بكلمها...

سحبت الهاتف بقوة من غدير التي تشبثت به بقوة ومالت بجسدها عليه تحبسه بين يديها وبعد صراع وضرب

مبرح .. ظفرت به صمود مع ضحكاتها وتوجع غدير من ضرباتها المتوحشه....ضغطت

صمود الزر وهي تتفادي يد غدير التي تحاول التشويش عليها وانتزاعه ... ثواني ورفع الخط ..

: دليِّــل في تفتيش قدامنا قولي للسّبع يبرز عضلاته ...هه هه

: السبع ما يحتاج يبرزها لانها بارزه ...يـ

ضغطت زر الاغلاق وشهقت صدمه احست بقوة اندفاع الدماء لوجهها حتى كاد ينفجر...

كان ذاك صوته الاجش ..يتخلله نبرته القاتله ..

ضربتها غدير : هيي .. شنو فيه ؟؟

ثواني حتى استوعبت صمود والتفتت اليها : مآ .. مم ..ما وارتفعت اناملها لشفاها المرتجفه ثم انفجرت ضاحكه ..

شاركتها غدير الضحك على شكلها الغريب

لتهز عبير راسها : لاحول ولاقوة الا بـ ... لم تكملها لانها تلقت الضربه من صمود

فصرخت عبيـــر..

وصرخت عهود : بس بس ذبحتوني .. حشى يهال مو حريم اشكبر الوحده ...

صرخ ابولافي يخفف حدة الوضع : بس بنات وبعدين ؟؟؟

وقاطعتهم الوالده : صمود كلمتي دلال ؟؟؟

التقت عينا صمود بغدير التي تفهمها جيدا ... فابتسم كلاهما وردت: ايه ايه يمه كلمتها ...

وتبعتها بهمسه : والله ما خليها لج يا دليِّــــل المعفنه .... ثم ابتسمت بخبث وكتفت يديها : بس هم سوت حسنه .. هه

هناك عند نقطة التفتيش....

توقف ابولافي بثقه وراحه ... خلفه بسيارتين صقر وعمانه .. وابناء عمومته ...يتوجسون خيفه

تحركت سيارة بولافي بعد ابرازه الهويه....وخفف من سرعته للاطمئنان على من خلفه بعد اصرار ام فيصل عليه بفعل ذلك....

بينما التفتت ارقابهن للخلف يراقبن الوضع بحذر...

انطلقت السيارتان بعد وقفه قصيره ...ثم كان دور الصقر ..

توقف..

و........

 
 

 

عرض البوم صور وعـود   رد مع اقتباس
قديم 09-03-12, 10:51 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 185301
المشاركات: 1,233
الجنس أنثى
معدل التقييم: وعـود عضو على طريق الابداعوعـود عضو على طريق الابداعوعـود عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 208

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وعـود غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وعـود المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

بكره ان شاء الله راح أنزل ثلاث بارتات

ويارب تكون الروايه عجبتكم

..

 
 

 

عرض البوم صور وعـود   رد مع اقتباس
قديم 10-03-12, 05:55 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 185301
المشاركات: 1,233
الجنس أنثى
معدل التقييم: وعـود عضو على طريق الابداعوعـود عضو على طريق الابداعوعـود عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 208

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وعـود غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وعـود المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

المعزوفة الرابعة

عزف المحاجر



قمة الالم ان تبتسم من بين الدموع ...

هناك عند نقطة التفتيش....

توقف ابولافي بثقة وطمأنينه ... بينما يقف خلفه بسيارتين صقر ثم أعمامه .. وأبناء عمومته ...يتوجسون خيفة

تحركت سيارة ابولافي بعد ابرازه الهويه....وخفف من سرعته للاطمئنان على من خلفه بعد اصرار ام فيصل عليه بفعل ذلك....

: بولافي خفف شوي خلينا نطمن عليهم ..

: ماعليهم باس ان شاءالله لا تخافين

: ان شاءالله ان شاءالله...بس وقف شوي خلينا نشوفهم...

توقف بولافي جانبا كما ارادت ...ولم يفتر لسانها عن الدعاء لهم

بينما التفتت ارقاب الفتيات للخلف يراقبن الوضع بحذر...

انطلقت السيارتان بعد وقفه قصيره ...ثم كان دور الصقر ..

توقف..

و........

ترجل من سيارته مغلقا الباب خلفــــه ...

حينها بلغت القلوب الحناجر ...وشخصت الابصار بقوه لتلتقط الاحداث بدقه ...

نزل بعدها .. العم بوخالد وبو فهد .. وكذلك الشباب من سياراتهم .. همس لهم صقر بكلمات فعادوا ادراجهم بعد تردد منهم والحاح منه ..

ضربات القلوب ارتفعت بارتفاع حرارة الموقف وصعوبته

لكن طيف ابتسامه ارتسم على الشفاه المضطربه عندما صافح صقر الضابط ..وقدم له الهويه ..

تاملها الضابط برفق وعينا صقر تلتهم تعابير وجهه :حيالله صقر الـ ******

رد صقر بثقه : الله يحييك .. وارتسمت ملامح الراحه على وجوه الأعمام ...

رفع الضابط راسه ناظرا اليه : آمر يا الصقر

حرك صقر عمامته ليثبتها بيديه : ما يآمر عليك عدو يالغالي ... السيارات الاربع اللي وراي لـ عمامي ...

تحركت نظرات الضابط لهم .. تاملهم برهه وضيق عينيه لثواني .... ثم اشار لهم بيده ليتحركوا ....

فانطلق كل بسيارته بعجل تحركت الاولى ... فالثانيه الى الرابعه ...وسط زفرات الراحه وتنهدات الحمد ..

اعاد الهويه الى صقر بابتسامه : تآمر على شي ؟

: سلامتك ما قصرت ياخوي ...وصافحه اخرى ...

ثم ركب سيارته ليلحق بهم .. ويده الاخرى تضغط أزرة الهاتف بمهاره ..

وصله صوته المألوف : بشر؟

تكلم صقر بامتنان ممزوج بنبرة صوته الواثقه : ما قصرت يابو نواف نردها لك بالافراح

زفر الاخر براحه : خيرك سابق يابوفيصل ... اذا وصلت كلمني

: صار... فمان الله

: فمان الكريم

/ بعد اسبوعين /

بلادي وان جارت عليَّ عزيزةٌ ........واهلي وان ظنوا عليَّ كرامُ

.

.

ذكـــــــرى آلم

لا اعلم الي متى ستظل هذه الصورة تلازمني وتزاحم افكاري وتستبيح بعنف وشده عقلي وخيالي ...

كلما مررت اعتاب هذا المكان ...

طفلتين .. بجديلتين في صباح باكر .. ويوم ممطر بائس ...حجبت فيه الغيوم نور الشمس

وتعكر صفو السمـاء ببرق ورعد يصم الاذان ويخطف الابصار

استرقت لهن النظر من نافذة الغرفه ..

تقفان في فناء المنزل الخلفي تعانقت ايديهن الصغيره ببعضها ... بللتهن حبات المطر اللي امتزجت بسيل

الدموع وغسلت ملامحهن البريئة معلنه بدايه العناء...

تزداد شهقاتهن بترديد النشيد الذي ينطلق من احدى المدارس القريبه...

النشيد اللي حفظناه عن ظهر قلب... النشيد الذي غرسه ءاباؤنا في قلوبنا وسقونا اياه كلمه كلمه وحرفا حرفا.....

حتى ارتوت بحبه دماءنا .. ونبضت به عروقنا .. واثمرت به جوارحنا..

ارتفع النشيد .. وارتفعت صيحاتهن.. كخناجر حاده صامته تغرس بصدري ....

وطني الكويت سلمت للمجدِ ... وعلى جبينك طالعُ السعدِ

وطني الكويت سلمت للمجدِ ... وعلى جبينك طالعُ السعدِ

وطني الكويت.... وطني الكويت.....

وطني الكويت سلمتَ للمجدِ

لم تشفع صيحاتهن ولا نداء توسلاتهن ....

فالمدرسه اصبحت محرمه عليهن منذ هذه اللحظه ... ومقاعدهن استبدلتهن بغيرهن بلا ذنب ارتكبنه ...

ولان عقلهن الصغير عاجز ان يفهم السبب او يستوعبه .. كان الصمت جوابا لاسئلتهن ؟!

.

: يالله صقـــــــر

التفت اليها ... وكأن الحدث بالامس... فلاتزال نظرة الالم تستوطنها رغم شبح الابتسامه على شفاهها .. أي مستقبل ينتظرنا وينتظرك يا دلال ؟

سألها : خلصتي؟

حركت راسها بالايجاب : أي خلصت ...

عبث بجيب ثوبه يتاكد من وجود مفاتحه وهمس بعد ان سبقها بخطواته : يالله

________________________________________
بلادي وان جارت علي عزيزة ........ واهلي وان ظنوا علي كرام

25 / 26 فبراير ...

ايام رائعه ومفرحه وبها يتجدد الالم وتزداد الحســـره..

يوم الاستقلال .. يتبعه يوم التحرير ..وعطلة اخرى تمتد لاسبوع واكثر ...بعد هذ اليوم الدراسي...

عجبا ؟!! ان كنا لا ننتمي لها .. فلماذا تغمرنا الفرحه باعيادها ؟...وما سبب ذاك الفخر والاعتزاز الذي نشعر به عندما نتغنى بحروفها ونترنم بعشقها...

هل هناك من يساوم على وطنيته وحبه لوطنه؟

أمجرد ورقه شرط لاثبات الحب والانتماء للوطن ؟!! كم ممن يملك تلك الورقه ولا يشعر بهذا الشعور؟

وكم ممن يفتقدها يقدم روحه على كفه فداء لها ...؟

الوطنيه شعور يصعب اثباته بكلمات وأوراق .. كما يصعب انتزاعه باكبر قوة على وجه الارض ..

هو شعور يستوطن النفس وتنبض به عروق القلب لتحلق الروح وتسمو به بعيدا عن العنصريه وزيف الشعارات ..

وطني وطني نعم هو وطني رغما على مدعين الوطنيه ..

"

ارتفعت صرخه المعلمه غاضبه

: صمـــــــــود وبعدين معاج ؟ كم مره اقولج انتبهي للشرح ؟ ترى للحيني مطوله بالي عليج يا صمود ، لا تخليني اتصرف معاج بشي ماحب اتصرفه

.

رفعت صمود رأسها للمعلمه بنفس النظرات التي اكتست عيناها مؤخرا .. نظرات

جريئه غريبه يغمرها برود شديد ينبئ بقدوم عواصف رعديه شديده بمجرد الالتحام ...

ثواني من التحديق السلبي الذي تلاقت فيه نظراتهم ...

وعادت صمود الى ما كانت عليه من لحظات ..مع همسات تناقلتها مع زميلتها التي حاولت ثنيها ...

زفرت " ابله حصه" بغضب ورمت القلم على الطاوله.. وتقدمت منها بخطوات تشتعل

غضب تسابق انفاسها الحاره ..تتبعها نظرات الطالبات الفضوليه ... وصدى حذاءها يشق

صمت الصف .. وكانه صوت النذير بقدوم الخطر

اقتربت من صمود وانتزعت الدفتر بقوه من بين يديها.. ونظراتها سهام جارحه تكاد

تقتل صمود في مكانها .... لكن البرود هو نفسه يغلف ذاك الوجه القمري ...

عقدت ابله حصه حواجبها بثوران وفتحت الدفتر بهيجان.....وهي تتوعد وتهدد صمود بداخلها ...

.

.

لكـن ..

هدآت الانفـاس .. وخمدت النار ... وانقلبت مشاعر الغضب..لاخرى معاكسهبمجرد ان قرأت المكتوب أحست بغصـه وحســـره موجعـه .......

بلادي وان جارت علي عزيزة ........ واهلي وان ظنوا علي كرام
بلادي وان جارت علي عزيزة ........ واهلي وان ظنوا علي كرام
بلادي وان جارت علي عزيزة ........ واهلي وان ظنوا علي كرام

لم تكمل ما كتبت ... لكنها علمت محتواه ... اطلقت ابله حصة زفره مخالفه تماما للزفرة الاولى ...

اغلقت الدفتر واكتسى وجهها بملامح الاسى والحزن تعلم ما تعانيه صمود وما تواجهه تعلم شعورها وتتفهم مشاعرها وظروفها ..

لكنها ايضا مهتمه لمستقبلها.. ولا تنسى توصيات خالتها المستمره على ابنتها المتمرده ...لاول مره تشعر بالضعف.. والحيره.. سحبت نفسا عميقا وهمست "

: يا حبيبتي يا صمود .. ادري انه صعب اللي تمرون فيه... حاسه بشعوركم بس انتبهي لدرسج واهتمي بدراستج ترا ما تنفعج الا شهادتج ...."

ارتفع حاجب صمود.. وانطلقت منها ابتسامه .. ما لبثت ان تلاشت لتقول : صج ابله !!

ابتسمت ابله حصه وحركت راسها بالايجاب

لكن كلمات حصه مازالت عالقه بذاكرة صمود المهشمه ..

لا يمه والله حرام عهود ماتنفع لناصر

عهود ماتنفع لناصر

عهود ماتنفع لناصر

لن تنسى تلك السهام التي اطلقتها حصه ... والتي للان تجهل علم صمود بها ...

سهام اخترقت صدر صمود قبل اختراقها سمعها ... جراح تتجدد كلما رأتها

كتفت صمود ذراعها وأكملت بسخريه : بس انا غيــــر يا ابله حصه .......... ؟!! ...والا نسيتي !!

تكلمت طالبه باول الصف ساخره : رحم الله امرء عرف قدر نفسه ..

فاشتعلت نظرات صمود غضب وردت عليها بغيض :

إذا نطق السفيه فلا تجبه فخير من إجابته السكوت فإن كلمته فرجت عنه.. و إن خليته كمدا يموت

تقف روان غاضبه :منو السفيه يا سفيهه .. السفهاء انتي واهلج و.....

لم تكمل لان انقضاض صمود كان اقرب... وصرخات المعلمه لا مجيب لها...

حزباعلنوا انفسهم انصار لصمود .. وآخر انتهض فزاعا لروان...

توسعت المشاجره لتشمل الكراسي والطاولات والحقائب والكتب... وحتى اقلام اللوح لم تسلم منهم..

وبعد فترة من الصراع .. توقف الشجار وانتهت المعركه لكن ... .. في غرفة المديره ..

المديره : خلاص ابله حصه تفضلي لحصتج .. وانا اتصرف مع هالاشكال ..

هزت حصه راسها هامه بالمغادره .. وبدون شعور تحركت نظراتها لـ " تلك " الواقفه هناك ...

تميل بوقفتها ..تعبث باظافرها ترفع حاجبها بكبرياء.. وعلى شفاها شبه ابتسامه

.

حصه : لا اعلم كيف اصبحت تمتلك هذه القوه بعد ضعف كان يعتريها؟!

لحظه هل هي قوة تلك التي اراها ترتديها ؟ ام انها تصطنعها ؟ هل هي قوة او برود و

لا مبالاة ؟

ام هما الاثنان معا ؟.... في الحقيقة اتوقع انها فعلا قويه .. او تجيد تمثيل القوة وبمهاره...

غريبه انتي يا صمود؟ والاغرب تلك الافكار التي تجتاح عقلك... وتعصف بقلبك ؟

على أعتاب السفاره البريطانيه ..

رتب اوراقه بعد ان تاملها مرارا ... بينما اسرع الاخر بخطواته يجاريه

نايف : صقر انت مجنون ؟!!

صقر : ليش ماتقول عاقل .. او عقلت
نايف : تترك ارضك ؟ ديرتك ... هذي الكويت ...الكويت ياصقر ..

صقر : محد يساومني على غلاتها..وانت ادرى !! ارخصت لها الروح من قبل .. وما اغليها عليها لو تآمر ...

نايف بالم : كلها وظيفه خسرتها تفداك وبدالها الف.. من باجر الا من اليوم اشوفلك غيرهـــ....

قاطعه صقر وقد تغيرت نبرة صوته : .. الوظيفه بدالها الف ... بس الذل مايطيقه حر يا نايف..

" ركبا السياره .. وادار صقر المحرك ... عليه ان يسرع لياخذ شقيقته من بيت خالته ..."

نايف محاولا ان يثنيه باي طريقه : انت احسن من غيرك يا صقر... وابناء الشهداء املهم كبير بالتجنيس؟

همس صقر بالم : الدم اللي ماعترف فيه وهو رطب... ما يعترف فيه بعد ما جف ونشف ...السالفه ابرة مخدر كل ما علت الصرخه اخذنا جرعه ... وراح نظل على هالوضع الى
يوم الدين ...

نايف : تفاءل يا صقر ما عهدتك سوداوي ... حتى بايام الغزو

: يا نايف لما تكون تحارب غريب اعتدى واستولى على ارضك ... مهما غدر وقتل واعتدى...غير لما تكون الطعنه من اهلك ومن اللي تحبه وتفديه ... / صمت .. ثم قال /
.. الوضع اصعب من انه ينشرح يا نايف ...

نايف بحشرجه لم يستطع اخفاءها : معزم ؟

همس : ان شاءالله ... بس خله بيني وبينك... للحين في امور وحسابات اصفيها .... والتفت اليه محذرا .. مايعرف بهالشي غيرك وفهد ..

صرخ نايف غاضبا : انت مستوعب اللي تسويه ... بعد هالعمر تبي تتخلى عن اهلك وناسك

: مايجبر على المر.. الا الامر منه ، لو كان الامر راجع لي ما تحركت شبر برا الكويت .. بس ضاقت يا نايف واخوك ما يتحمل الذل والقهر ...

ازدرد ريقه يستوعب الامر : كم سنه !!

: الله العالم ... لكنها مو اكثر من اللي ضاع من عمري ...

صمتـــــــــا ... كل منهم ينهشه الوجــع ... وتحرقه الحســـره ...

: صقر

: سم

نظر لعينيه برهه .... ثم همس : لو انعادت سنه الغزو ...... بيكون موقفك نفسه والا يتغير ؟!!

صمتٌ....وتاملٌ....وجعٌ ... وتالـمٌ .....وتلااااشت النظرات بالنظرات ...

وضاعت الاجابــــــه .. بأعماق الصمــــــــت ...

انتهى وقت الدرس وحان وقت الانصراف ... وانطلق الجرس معلنا عنه..

امتلت الساحه بالطالبات .. بين ضحكاتهن .. وصرخاتهن ......وتوديع بعضهن لحين الالتقاء بعد عطلة سعيده

وانتهى وقت العقاب الذي فرض عليها من المديره ... خرجت بشموخ كما دخلت .. لم تنكسر امام نظرات التهديد والوعيد

ببساطه لم تعد تخشى شيئا ...

رقت لفصلها بخطوات عنيده ونظرات غرور ارسلتها لمن تنظر اليها من بعيد مع شلتها المنحطه ...

دخلت الفصل الفارغ .. وارتفعت صدى خطواتها فيه .. جمعت دفاترها في حقيبتها ...والتقطت من بينهن هاتفها المضيء لتجد رساله جديده ....

فتحتها ثم عقدت حاجبيا بضيق ...

" صمود صقر راح يمرج مع دلال .. لا تتاخرين بالطلعه .. بسلم عليج قبل مانروح .."

المرسل : الغاليه

تبغض لحظات الوداع ... وهذا سبب اصرارها اليوم على الذهاب للمدرسه رغم عدم اهتمامها الواضح

بدروسها لكنه هروب من المواجهه او خشية من لحظات الانكسار والضعف ...

: صمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــود ؟!

التفتت لعائشـه التي انتشلتها من مرارة الواقع والحقيقة المؤلمة ...

اقتربت عائشه بانفاسها المتقطعه من الجري : شنو سوت لج الناظره ؟ ... لا تقولين فصلتج ؟؟ والا استدعت ولي امرج ؟؟

هزت صمود راسها نافيه ... : لا هذا ولا ذاك...الكلمات المعتاده... اعتذار مصطنع .. وتاسف غبي... تعهد وانصراف... و....

: و... شنو فوق كل هذا ...

عضت على شفاها عندما تذكرت النقطه الاهم : هــه تبي تعويض .... عشرين دينار...

ابتسمت عايشه تخفف عليها : تفداج ..ماعليـــــــه تتدبر ...اذا مو من اهلج انا وياج ندبرها ...

" لم تكن معها ... سريعا ما يخطفها السرحان لعالمه... كثيره هي الافكار التي تدور في ذاك العقـل المثقل ... والاكثر هي الذكريات الاليمه "

حملت صمود حقيبتها وجارتها عائشه بخطواتها للخارج ...بصمت ..

سارا بضع خطوات في الساحه ... وعندما تذكرت صمود من ينتظرها خارجا ... كشت ملامحها

بضيق .. وفضلت الجلوس هنا حيث الانتظار... ولم تعارضها عائشه التي جلست بقربها ...

عائشه بقلب قلق وهمس محبه: صمود .. ترى الابله تحبج.. وكلنا نحبج ... ونتامل فيج خير ..

وخايفين على مستقبلج .. لاتزعلين من ابله حصه .. تراها وربي تحبج ..

سألتها بتنهيده : كلمتــــــــــج ؟

هزت راسها نافيه : بدون لا تكلمني انا اعرفها ابله حصه تهمها الطالبه قبل الماده .. وماتخلط الاوراق ...

وانتي مو مثل أي طالبه .. انتي متميزه ... وشاطره ... حرام تضعيين مستقبلج بدينج

.. الشهادة مهمه بهالزمن يا صمود ....واللي ما عنده شهاده يضيع

" ماتخلط الاوراق ؟؟

ماتخلط الاوراق ؟؟

ماتخلط الاوراق ؟؟

تعلم انها المقصوده بهذه الجملـه برافواا اجدتِ التلميح يا عائشه ...." حصة المعلمه وحصة ابنة الخاله المعارضه لزواج عهود وناصر "...

نعم خلطت الاوراق... لكن رغما عني..

لا استطيع مقاومة شعوري نحوها لا استطيع السيطره عليـه... اكرهها نعم اكرهها...لانها تقف امام حلم شقيقتي...وربما حلمي

عائشه انتبهت لسرحانها : سمعتيني صمـــود اثبتي وجودج بشهادتج ... اللي ماعنده شهاده بهالزمن يضيع ....

مال حلقها بابتسامه : هـه ... اللي ماعنده شهاده يضيع مستقبله؟!!

واحنا ضايعين ماضي وحاضر ومستقبل.... بشهاده وبدون شهاده ؟

عائشه : صمـــــــــــــود ...

قاطعتها صمود : صح هالزمن زمن شهادات غبيه واوراق معفنه.. بس مو الشهادة اللي راح تكون مع امثالي ؟

.... قولي بالله بشنو تنفعني شهادتي اذا تخرجت ؟ درست والا لا ...

جبت نسبه والا لا .... شهادة ثانوي مقابل شهادات جامعيه ؟ ما تسوى فلس ...

فلس واحد ما تسوى لا نجذب على روحنا ...

: ما تدرين يا صمود يمكن الدنيا تتغير وتتحسن الاوضاع وتنفتح الابواب بوجهكم..و............

: قديمه قديمه يا عايشه .. قالوها من خمسين سنه ...

: لا تياسين من رحمة الله

: مو ياس... لكن واقع .... هذي حالنا ولو بعد مليون سنه...( .سكتت .... وبهمس ) اشباه اموات...... ويمكن الاموات ارحم....

( نهضت وهي تنفض ثيابها من تراب الارض حملت حقيبتها على كتفها متجه للبوابه .. وقد اشتعلت فيها نار الحسره والالم التي لم تهدأ قط )

رحلت .. تشيعها نظرات وعبرات عائشه الحزينــــه ...
________________________________________
" خارج اسوار المدرســــــــــه "

دلال : تأخرت .. انزل أشوفها ؟

صقر :لا خليها ...زين سوت انا ابي اختلي فيج ....

هذا ما كانت تخشاه وتتحاشاه .. تتمنى الارض تبتلعها خجلا وحياء تعلم ما يريد قوله

وما يريد ان يصارحها به او بالاحرى يتاكد من رايها فيه....

.

: دلال تدرين دام اني معاج مافي قوة بالارض تقدر تغصبج على شي ...

: الله لا يحرمني منك يا خوي

: عمي كلمني عن الملجه يبيها اخر الاسبوع الجاي ...بس تاكدي لو الامر وصل لخطة قلم

القاضي وجا في بالج تتراجعين انا معاج

: صقر انت مو راضي عليه؟ .. اذا مو راضي وربي ما اوافق ولا ابيه ...

اتسعت ابتسامته الحنونه وامتدت يده تشد على يدها : لا يالغاليه... مو قصة مو راضي

.. بس ابي اتاكد لاخر لحظه انج راضيه... وابيج تتاكدين

اني معاج باي قرار تاخذينه ...دلال الزواج اكبر من عقد يربط اثنين ... خاصه لمثل

حالتنا... حياة صعبه قدامكم .. مابي اخوفج بس ابيج تكونين بالصوره ... زواجج من

خالد... يعني صورة لامي وخالتي وام خالد .....

: : اللي كاتبه ربك يصير ...والارزاق بيد الله

: ونعم بالله ... بس تحمليني بظل اسالج واتاكد لين ينكتب العقد ...

اتسعت ابتسامتها ... مع خليط المشاعر الذي يجترفها ... سعاده برهبه بخجل ... تحمد الله انها ترتدي غطاء يستر وجهها والا فضحتها ملامح

السعاده التي لونت وجنتيها ورسمت ابتسامه عذبه على شفتيها ... خالد وحلم الطفوله ... كيف تنهيه وهي تحلم بذلك اليوم الذي يبتدا فيه..

.

كانت مميزه بين الطالبات ..تكاد تكون الوحيده بين القلة اللاتي لا يرتدين العباءة والغطاء ..

زفر ككل مره يراها فيه .. : مادري متى تعقل هالبنت وتتستر مثل خلق الله ...

التفتت اليه دلال بعد ان قرأت ملامح تلك القادمه : تكفى صقر لا تكلمها .. شوف

وجهها معفوس تقول قنبله على وشك الانفجار...وربي شكلها نار مشتعله

ومتى انطفأت حتى لا تكون نار مشتعله ؟ .. قلما رايت هذه الهرة بملامح الأُلفة ...

وبلا مخالب تشهرها بوجه الكل ... عدوانيه شرسه اندفاعيه هذه هي صمود ....

امتدت يده لمحفظته بالوقت الذي دخلت فيه صمود للسياره .. واغلقت الباب بعنف ...

: وعليكم السلام > قالها ساخرا

فاشاحت بوجهها الغاضب نحو النافذه

: الباب ماله دخل بمزاجج .... والمكان اللي تدخلين فيه سلمي .. السلام لله ...

دلال برجاء : صقر

لينفث غضبه فيها : اكرمينا بسكوتج ...

ادار المحرك .. وكم تمنى لو يملك مبلغا يمكنه من شراء عباة وغطاء لتلك المشاكسه

... لكن ككل مره .. يراها فيها يفتح المحفظه فلا يجد الا ما سيدفعه لمحطة الوقود ...

من اين له .. واشغاله غير مستقره متناثره هنا وهناك .. واعباء منزل وسياره وأسره على عاتقه ...

اطلق تنهيده بلا شعور .. التفتت على اثرها شقيقته دلال هامسه : سلامتك ..

اتسعت ابتسامته لها ..... لتبادله اياها من تحت الغطاء......

اما الاخرى لم تكن معهم .. ولم تسمع حديثهم الذي تداولوه .... مشغول عقلها بمن

ستحلق بهم الطائره بعد ساعات الى رحاب الحرم ..والدتها ... وشقيقاتها

آخ كم تتمنى ان ترافقهم مره ... فقط مره واحده .. امنيه تتكرر في مثل هذا الوقت

البغيض من كل عام ... امنيه باتت تتلاشى كالضباب بحضرة الشروق ..

" في منزل ام فيصل ..ابولافي "

الهم نفسه والحسرة ذاتها تطوق قلبها الصغير وهي تشيع بنظراتها المنكسره والدتها وشقيقاتها

كم كانت تحلم ان ياتي ذلك اليوم الذي لا تضطر فيه للوداع ، كانت تحلم باللحظه التي تضع يدها

بايديهم تسابق بخطاها خطاهم الى ذلك العالم المجهول الذي سمعت فيه ولم تره ..

مطار كبير وواسع وطائره خياليه عملاقه وتحليق بين السماء والارض ومناظر خلابه آسره

عالم جديد ودنيا حالمه ومعالم رائعه كما يصفنها شقيقاتها ..

ايقظها صوت شقيقتها عبير لتفيق على مرارة الواقع : صوصو تآمرين على شي ... شنو تبين

نجيبلج معانا ؟...في شي بخاطرج؟

: سلامتكم بس ادعولي

عبير بابتسامة صادقه : اكيد هالشي مفروغ منه ... خلاص عيل اجيب لج شي على ذوقي ..

بادلتها الابتسامه لكنها ابتسامه مره ممزوجه بلوعه : كل شي منج حلو ... بس الاهم سلامتج ...

.

.

صمـــــــــــــــــــــــــووووووووود ...

التفتت صمود لتلك القادمه كالصاروخ من باب الغرفه

: صمووووووونه صموووووووونتي

صمـود ترفع حاجبها مستنكره : صمونه بعينج يا............

لم تهتم الاخرى بما قالت بل عانقتها بشوق ولهفه : زييين انج جيييتي .. اتصل عليج وما تردين كنت بخليهم

يمرونج بالمدرسه .. وحلفت ما اركب الطياره قبل ما اسلم عليج

طوقتها صمود بذراعيها لثواني ... تلك شقيقتها الاقرب والاحب... لا تنسى المشاحنات

والمشاكل الطلابية التي كانت تدخل فيها بسببها ..

كانت خط الدفاع الاول عن صمود وتتاثر بجرحها قبل ان تتاوه منه... الى ان

اتخذوا القرار بالتفريق بينهن في المدرسه لتردي مستواهن الدراسي اظافة الى الفصل

المتكرر لصمود فيها

غدير بعبره وهمس : وربي مابي اروح ... احس اني رايحه الموت كل مره بدونج ...

ابتسمت صمود وكانها اجادت هذا الدور : افا احد يحصل له يروح بيت الله وما يروح

.وبعدين اذا تنطريني اروح معاكم عز الله مارحتي ولا طلعتي من الديره ..... روحي يا

غدور واستانسي وادعيلي من قلبج ...

مسحت غدير دمعه ونطقت بعبره : اكيد بدعيلج .. وبصورلج كل شي مثل كل مره ...

واكتبلج تقرير عن الرحله ...من اول ما نطلع لين نرجع ...انتي بس آمري تبين شي غيره

" وٍدٍي آبُوح كل مآبخآطرٍي مكنونٌ

لكنٍ ظرُوفْ آلوٍقت تلزٍم .. سكًوتًي .. !!

"

~ ايييه ابي ابي ... ابي اشوفها .. المسها ... اكحل عيوني بشوفتها .. ابي اطوف

حولها وأصلي بصحنها واشرب من ماي زمزم واسعى بالصفا والمروه ... ابي اروح

مثل المسلمين ما يروحون ابي امارس حق اعطاه ربي لكل مسلم ورغبه فيه.......~

( تلك صرخه وامنيه بداخلها تنازعها تريد ان تخرج تتحرر فتملأ العالم بحروفها لكن كتمانها بهذا الوقت مطلوب )

صمود : ابي سلامتكم ويالله هذا عمي يناديكم لا تتاخرون ...

نزلن وتبعتهن للاسفل ...تجر خطاها اسى والم فهناك الوداع الاكبر ....

اقتربت ...

ولم تخفى عليها دموع والدتها المنهمره التي سارعت بمسحها عندما لمحتها تقترب ..

كانت تتحدث مع صقر ودلال وعهود ... اللذين هموا بالمغادره فور وصولها ....

اقتربت من والدتها التي فتحت ذراعيها لها وضمتها بقوه ..والاخرى ترتشف من

رحيق حنانها ما يكفيها طوال فترة غيابها ...

: دربالج على نفسج وسمعي كلام خالتج واختج وكل يوم راح اتصل عليج مو ما تردين واذا

تبين أي شي قولي لخالتج تراها حسبة امج لا تستحين منها

" اكتفت صمود بالصمت "

( ابعدتها والدتها واكملت بعبره )

: دودي قلبي ... تدرين ما ودي اروح واخليـ .....

حركت صمود راسها بمعنى الايجاب : روحي يمه ولا تشيلين هم ماني صغيره ... واوو

وانا ودي اقعــد مع خالتي وعمامي .. اصلا انطر جمعتهم نطاره من عطله لعطله ( كاذبه كاذبه كاذبه )

هذا ما ينطق به قلبها وكل خليه فيه وفي جسدها المتألم ....لكنها مضطره لـ ان تخفف

شيئا من حرارة كبدها ووالدتها ...

نعم هي لحظات متكرره كل سنه كشريط يعاد مره بعد مره... لكنه في كل مره يزداد مرارة والم.

لفت ذراعيها حول عنق والدتها بقوه ثم اخرجت كلماتها بعد معاناة ومجاهدة : تروحون وترجعون بالسلامه

.

" في السيــــــــاره .."

كان بامكانه ان يرى بوضوح بريق الدمع في تلك المحاجر ....

نقطة ضعف الرجل دموع انثى ...فكيف ان كانت تذكره بتلك النظرات التي اشتاق لها...ويوجعه الحنين اليها

" صاحبه بل شقيقه بل توأم روحه ..."

نعم يعلم هي كالزجاج شفافية ورقة ...ويعلم ان تلك القسوة التي تغلف بها

ضعفها مزيفه ... وان تحديها وشموخها

امام الضعف الذي يعصف بها ويزعزع ثباتها ..انما هو مكتسب ..وموروث ... تماما كما كان يصنع شقيقها ..........

كم تشبهه الى حد الجنون ؟!!

امتدت يده لشريط القرآن .. علة يخفف من وطأة الالم على قلوبهن

...وقلبه

.

توقفت السياره امام منزل الخاله ام صقر .. الملاصق لمنزل العم بوخالد والعم بوفهد..فلا يفصل بينهم سوى جدار

يتوسطه باب ليربط البيوت ببعضها ...

نزلت الفتيات والتقين بالخاله التي استقبلتهن بالترحيب والابتسامه الحنونه ..

بادلنها الترحيب ... وجلست عهود بالقرب منها ... بينما اسرعت دلال لتحضير الغداء ...كما اوصتها والدتها ..

اما الاخرى فاستئذنت بهمس وانطلقت لوجهتها التي تحتاجها بقوه ...

(الحمام ) " اعزكم الله "

كان ملجأها الوحيد في ذلك المنزل الشعبي الصغير ... ومكان حريتها

الذي لا يقيدها بقيود .. وشاهد ضعفها

وانكسارها وخدش شموخها وكبريائها ....فقط هو الوحيد الذي تسمح له برؤية

الحقيقه........
اسندت ظهرها للباب بعد ان فتحت صنبور الماء لآخره ... واطلقت شهقاتها المكبوته

وحررت دموعها الحاره لتتدفق بغضب وتوجع

بكت وبكت حتى خارت قواها ونزل جسدها الضعيف للارض ...لم تعد تحتمل قدماها النهوض

بكت ..وصاحت ... بلا قيود ... ولاخوف .... بكت تغسل بصيحاتها ودموعها حرقة

القلب وحسرة النفس وتوجع ينهش الفؤاد ..بكت حتى افرغت كل ما كان لديها وفيها ....

لتعود بعد ذلك صمود القوية الشامخه تماما كما كانت ...

.

أنا يابحر ماجيتك فضى ولمشاهدك شفقان

أناجيتك أبنـــــسى الياس وبعض الهم يباريني

على جالك انا جالس اسامر موجك الغضبان
أسولف له عن اوجاعي وعناي وغربه سنيني

علامك يابحر غاضب علامك تصرخ بكتمان

انا جيـــــــتك ابشكيلك وابي منك تواسيني

أنا مثلك بحر لكن وسط نفسي انا غرقان
تعبــــت ابحر مع نفـــــــــسي واسالها انا ويني

ارتفعت نغمة الهاتف لتقطع سرحانه واحلامه ...او بالاحرى آلامه واحزانه ..

اعتدل بجلسته والتقط الهاتف ...

: هلا فهد

: وينك فيه ياشيخ .. ننطرك على الغدا ؟

مسح وجهه بتعب : لا بالعافيه .. عندي مشوار مهم لازم اخلصه ..

بتعجب : مشوار بعز الظهر ؟ في مشوار بهالوقت ؟!

: ايه .. هذا وقتــه يا فهد ...؟ صمت ثم قال فهد تغدوا ولا تحسبون حسابي

سال بتوجس : صقر فيك شي؟!

: العافيه

رد بشك : دربالك على نفسك

اغلق هاتفه .. ونهض قائما ينفض غبار الانكسار .. وعيناه تحدق بذاك الامل البعيد ....

 
 

 

عرض البوم صور وعـود   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبه, المحاجر, الامام, رواسي
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:37 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية