لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-03-12, 12:39 AM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 237306
المشاركات: 417
الجنس أنثى
معدل التقييم: dosa abdo عضو سيصبح مشهورا قريبا جداdosa abdo عضو سيصبح مشهورا قريبا جداdosa abdo عضو سيصبح مشهورا قريبا جداdosa abdo عضو سيصبح مشهورا قريبا جداdosa abdo عضو سيصبح مشهورا قريبا جداdosa abdo عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 550

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dosa abdo غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

رائعة جدا
تسلم اناملك وذوقك

 
 

 

عرض البوم صور dosa abdo   رد مع اقتباس
قديم 05-03-12, 03:22 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

3- شيء ما سيحدث!

إستيقظت تينا في اليوم التالي على إحساس غريب بان شيئا ما سيحدث ، ما هي يا ترى حقيقة هذا الشعور ؟ وماذا يمكن أن يحدث في هذا اليوم؟
عاد فاي وبول الى الفندق ومعهما بيار ، لم يحن الوقت بعد لتتوقع تينا وصول رسائل من والدها الذي سافر امس ، العمة ويني منصرفة الى عملها اليومي ، لكن ينبغي مراقبة ما يجري في المحترف ، وعندما يأتي جوي ورينا ليحلا مكانها فسيكون في إمكانها أن تستريح ، قد تذهب الى البحر ، تسبح أو تتمشى على الشاطىء، أو تتناول فنجان قهوة على رصيف المقهى ، وعند المساء في إمكانها أن تذهب الى النادي وترقص .... لا ، إن كل هذا هو هراء ، لا شيء تفكر فيه يعجبها.
كيف وقع بيار في غرامها ، ولماذا تصرف تصرفا خاطئا اثناء السهرة ؟ يبدو ان بيار بعد ذلك الزواج الفاشل ، لا يبالي بأي شيء .... إلا أن ذكرى ما حصل معه في الأمس ، أزعجتها ومن الأفضل أن تأخذ دوشا وترتدي ملابسها .
منتديات ليلاس
مرّتان في حياتها إلتقت فيهما ذلك الرجل الغريب ، وفي المرتين كانت الأوضاع متأزمة ومع بيار نفسه وفي مزاج عكر ، إستقلت دراجتها وإنطلقت نحو المحترف.
من هو ؟ متى عاد الى المزرعة ؟ سؤالان بقيا بلا جواب ، كان عليها أن تسال فاي مساء امس في كالوها ، فالجميع هنا يعرفون بعضهم البعض.
عند الظهر اقفلت تينا المحترف وذهبت لتتناول طعام الغداء مع العمة ويني ، بعد الغداء تمددت على مقعد مريح مواجه للبحر وبقيت جالسة هكذا وهي تفكر حينا وتتامل أحيانا البحر الأزرق الممتد امامها.
مرات عديدة خلال زياراتها الى كالوها ارادت تينا إحضار السترة الزرقاء معها لتعيدها الى صاحبها ، الرجل الغريب نفسه ، لكنها في كل مرة كانت تبدّل رايها ، أما الآن عليها ان تتسلّح بالجرأة وتعيدها اليه.
في هذا النهار لم تكن هناك اية آثار على الرمال ، الريح تجتاح المزروعات الكثيفة ، البحر وحده يقطع هذا السكون ، وعندما وصلت تينا الى نهاية السلالم ترددت ، المكان فارغ ، صعدت أرادت أن ترمي السترة وتهرب ، لكنها سارت نحو الأبواب المشرّعة ودخلت ، المقعد لا يزال في مكانه وعليه الأرائك البيضاء ، فجاة إرتفع صوت خشن يقول:
" ماذا تفعلين هنا ايتها الفتاة ! ".
إلتفتت تينا وإشتبك نظرها بنظرات رجل مسن ، لم تسمعه عندما كان يجتاز الحديقة، قالت مذعورة :
" إعذرني ، جئت لأقابل الرجل الآخر ".
" أي رجل آخر؟".
" صاحب الأراضي هنا ".
" انا صاحب الأراضي".
"لكن .... كنت أعتقد..".
" دعيني اقدم لك نفسي ، إسمي هنري لاتور ، والآن ، ماذا يمكنني ان افعله ، آنستي؟".
" إسمي تينا ريمون ، وقد جئت لأقابل الرجل الآخر ، إنني لا أعرف إسمه ولكنني متأكدة أنه يعيش هنا".
(كفّي عن البكاء وإلا فإنك ستغمرين شاطئي بالفيضان )، هذه الكلمات دوت في رأس تينا ، كيف تستطيع أن تشرح هذا للرجل العجوز؟
" إنني أعيش هنا وحدي مع خادمي ، هل انت متأكدة انك لست مخطئة؟".
كانت تينا مذهولة ، لكنها متأكدة ان الرجل الغريب جاء بها الى هنا ، الوسائد البيضاء ، الوعاء الأزرق المليء بالثلج ، الخادم كيم .... ( انت ما تزالين صغيرة لتعرفي ما هو الحب )، إنها تتذكر هذه الكلمات بكل وضوح وتعرف أنها لم تكن تحلم.
" إنني آسفة ، ربما كنت مخطئة".
هزّ كتفيه وتبعها بعينيه ، كانت تسير على طريق الشاطىء ببطء وذهول.
كل شيء واضح ، مزروعات الفانيللا يملكها فعلا هنري لاتور ، منذ زم بعيد ، تردد إسمه خلال السهرة التي إنضم اليها الكابتن روليه وإبنته كورين ، واحد من الرجال اراد ان يستعلم عن إبن هنري العجوز ، لكنه لم يتلق أي جواب منذ وفاة زوجته وهنري منعزل يرفض الظهور أمام الناس ولم يعد احد يسمع عن الشجار الذي وقع بينه وبين إبنه.
من يكون الرجل الغريب ؟ ربما هو زائر عابر ، أو مزارع أو تاجر أو محام ، قد يكون وجوده في كالوها مر من دون ان ينتبه اليه احد.
عندما وصلت تينا الى المنزل ، اسرعت الى غرفتها تخبىء السترة الزرقاء في قعر الخزانة ، ما زالت تذكر بيار والرجل الغريب وكل التصرفات التي حدثت معهما.
في صباح اليوم التالي ن وما أن إستيقظت تينا من نومها حتى بادرت الى اخذ السترة الزرقاء من قعر الخزانة ، ثم غسلتها وهي مصممة على ان تعيدها الى صاحبها في أسرع وقت ممكن ، وفجأة أحست بإنفعال غريب.
كانت على وشك البكاء ، لم تعد قادرة على مواجهة بيار من دون..
" تينا ، انت هنا ؟ أين كنت؟".
إنتفضت تينا عندما سمعت صوت بيار الذي كان واقفا على عتبة الباب ، اضاف يقول:
" هل فاجاتك ؟ سامحيني يا حبيبتي ، لم تردي عندما قرعت الباب ، لكنني كنت متأكدا انني ساراك هنا ، ليس لديّ إلا وقت قصير".
" بيار ، لا يحق لك الدخول الى غرفتي بهذه الطريقة".
إقتربت تينا من الباب وقالت:
" هذه غرفتي ".
" نعم ، أعرف ذلك...".
أطلق إبتسامة ساخرة وهز كتفيه وأضاف:
" جئت لأعتذر منك ، ارجوك ، يجب ان أحدثك ، عندما إستيقظت صباح اليوم شعرت بشيء ما يطن في رأسي.".
ضرب رأسه بيده وإبتسم وقال :
" أريد أن أرتبط بك من جديد ، لنعود صديقين كما كنا ، إنني آسف على تصرفي أثناء السهرة".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 05-03-12, 03:24 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

كانت تينا تحدّق فيه بإزدراء ، لن تتأثر بعد اليوم بسحر هذا الرجل ، هزت رأسها تبرّما وقالت:
" ما كان ينبغي ان تأتي الى هنا".
" إسمعي لو لم يتدخل بيننا السيد ثورنتون لكانت السهرة إنتهت على نحو محتلف".
إقترب بيار منها آملا أن تسامحه فسالته:
" من؟".
رفع بيار حاجبيه وقال:
" ثورنتون ، هذا المتطفل الذي شاء أن يلعب دور الفارس ، ينبغي ان تعرفي من هو يا حبيبتي ".
" نعم ، بالطبع ، لكن ما هو إسمه الأول؟".
كانت تينا تبذل جهدا لتضبط ردة فعلها وقال :
" ثورنتون ، ماكس ثورنتون !".
إستغرب بيار من ردة فعلها وقال :
" كيف ، ألا تعرفين سيّدنا الجديد ؟ لقد وصل أمس من دون إعلام أحد ، جاء ليشرف على ممتلكاته ، على ما أظن ، للاسف من المستحيل حفظ سر كهذا في هذه الجزر ، فلان قال لفلان ان فلانا إشترى سيارة .... من فلان... والجميع على علم بوجود الملاّك الجديد لجزيرة كالوها".
" اتريد أن تقول أن ماكس ثورنتون ... هذا الرجل الذي تدخّل بيننا تلك الليلة هو صاحب جزيرة كالوها؟".
" جاء يهتم بنفسه بالمزروعات".
كانت تينا جالسة على حافة السرير ، يداها متدليتان والسترة الزرقاء على قدميها ، فقالت:
" هذا مستحيل ! إن كالوها يملكها عجوز أسكتلندي لم يسبق لأحد ان رىه من قبل في القرن التاسع عشر أحد أسلافه وقع في غرام الجزر وإشترى جزيرة كالوها بسعر رخيص جدا ، هل انت متأكد من معلوماتك يا بيار؟".
" تماما ، خاصة فيما يتعلق بثورنتون ".
كانت تينا تشعر بإرتباك وحيرة وسألته:
" هل سيتغيّر الوضع ، او انه سيكتفي بقبض الإيجارات ؟ أتذكر عندما كان بول وفاي يتناقشان في موضوع الفندق ، فأكد لهما السيد م. موران ان لا أحد يمكنه أن يمنعهما من التغيير إذا كانا يدفعان الإيجار في إنتظام ".
" لقد كنت اعتبر دائما أن الأنكليز مجانين قليلا ، في كل حال ان الجزر هنا فرنسية وكالوها برغم صغرها هي جزيرة فرنسية".
" صحيح ، لكنها كانت انكليزية قبل ان تصبح فرنسية ، إن حكم الوصاية الأولى يعود الى العام 1842 ، ولم يزعج هذا التدبير سكان البلد، في اوروبا فقط الدول لا تعرف أن تتفق مع بعضها ، عن ثورنتون سيعرف تماما كيف سيتصرف في هذا الخليط الفرنسي – الإنكليزي ، إنني متأكدة من ذلك".
" إنك تدافعين عن هذا الرجل الغريب الذي تجرأ بكل وقاحة أن يتدخل في شؤوننا ، أنا لا افهمك يا حبيبتي ".
" جئت لتعتذر أو لتبدأ شجارا آخر؟".
هزّ كتفيه ثم نظر الى تينا بعينين لطيفتين وقال :
" إذن ، انت تؤيدينه ؟".
" لست واقفة في جانب احد ! ".
وضعت تينا السترة مكانها وقررت ان تغيّر موضوع الحديث فسألته :
" ماذا تفعل هنا اليوم ، أليس من المفروض ان تساعد بول؟".
" هذا ما افعله ! لقد وكلني بول بزبائنه ، سآخذهم في نزهة صباح اليوم ثلاث سائحات أردن تمضية اليوم الأول من وصولهن في بابيت بعد ساعة ساصطحبهن الى هناك وأساعدهن في بعض المشتريات ، أو بالأحرى سأكون دليلهن ".
" إياك ان تضعيهن في الطريق !".
توجهت تينا نحو الباب وسألته :
" هل رأيت العمة ويني ؟".
" نعم ، لكن أنت من أريد رؤيتها قبل كل شيء ، لست حاقدة عليّ ، اليس كذلك ؟".
" كلا ، لكن أنت وانا أمامنا اعمال يجب إنجازها".
ومن دون إنتظار حملت تينا حقيبتها وخرجت ، لكن بيار رفض الإبتعاد عنها قبل أن تعده بأن تأتي معه غدا للقيام بنزهة مع السياح ، وقال لها :
" أنت تعرفين تاهيتي أكثر مني".
لم تندم لأنها وعدت سيتسنى لها فرصة التعرّف الى سكان البلدات الأخرى ، هذه الجزيرة هي مهدها وأنكلترا لا تعرف عنها شيئا إلا من الصور والمناظر التي يرسمها والدها ، لديها اهل من جهة والدتها ، لكن منذ وفاة والدتها ، لم يرسلوا اليها إلا بطاقات معايدة بمناسبة عيد الميلاد فقط ، هؤلاء الناس لا يحبون والدها ولم تقم تينا باي جهد لتوثيق عرى الصداقة معهم.
إذا كانوا يعتقدون أن والدها غير قادر على تربية إبنته ، يمكنهم البقاء حيث هم في الطقس البارد !
تذكرت تينا وجه والدتها الحزين عندما كانت تصلها رسائل من ذويها ، وعندما كانت فتاة صغيرة لم تكن تينا تفهم حقيقة هذا الحزن ، لكن مع مرور الأيام فهمت القصة ، إن أجدادها لم يوافقوا على رحيل إبنتهم الى جزر الباسيفيك ، لن تغادر ابدا هذه الجزر ولا حتى لزيارة أجدادها الكنبيين ، كيف تستطيع أن تهجر البحر الأزرق والألوان الزاهية والعطور والحياة هنا في تاهيتي ، التي هي لؤلؤة المحيط الهادىء؟
فرحت جدا وهي تخبر السيّاح قصص البلاد وتقاليد شعبها ، كما فرح السيّاح بها وبالتفاصيل الدقيقة ، وفي الرحلة الثانية إقترحت على بيار أن يستاجرا بعض الزوارق لإكتشاف الزوايا الأكثر بدائية والتي لا يمكن الوصول اليها عن طريق البحر ، ونجحت الفكرة وحصلت تينا على مبلغ كبير من المال .
" إحتفظي بهذا المال ، أنت تستحقينه يا حبيبتي ".
بعد ثلاثة ايام أخبرها بيار بأن بول يقترح عليها العمل لديه من أجل مرافقة السيّاح الجدد ، بالنسبة الى بيار كان ذلك حظا غير منتظر ، ستسمح لهما الظروف بتوثيق عرى الصداقة القديمة التي كانت بينهما ، وتينا لم تكن أبدا متضايقة من هذا العرض.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 05-03-12, 03:25 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

نسي بيار كليا وجود ماكس ثورنتون ، لأنه لم يعد يذكر إسمه بتاتا ، لكن تينا كانت تشعر بفضول قوي لمعرفة أخباره، لكنها لم تتجرأ أن تسأل أحدا عنه وكانت تتساءل بإستمرار أين يسكن ؟ في كالوها ؟ليس في كالوها فندق آخر إلا الذي يملكه بول وفاي ، وبكل تاكيد لا يمكن لماكس أن يعيش في منزل الكابتن روليه ولا في غرفة تينيتو المحل الوحيد في كالوها ، لا شك أنه يقطن في منزل هنري لاتور ، ولكن ، لماذا لم تجده هناك؟ هل يعيش في عزلة مع العجوز هنري ؟ فجأة شعرت بتعاطف عابر إتجاه هنري لاتور ، وماذا بعد ، لماذا كل هذه التساؤلات في شأن ماكس ثورنتون ؟ ربما غادر الجزيرة بعدما القى نظرة سريعة على متلكاته.
بعد ذلك لم تعد تشعر بالفضول في ما يخص هذا الموضوع بالذات ، مرت الأيام والأسابيع والأشهر وهي تنتظر عودة والدها.
كان جون ريمون يكتب قليلا ، لكنه في كل رحلة من رحلته كلن يرسل بطاقة تذكارية ، وذات صباح ، أي بعد شهر كامل من رحيله وصلت رسالة منه من شيكاغو .
وبسرعة فتحت تينا الرسالة بعصبية ، يقول فيها انه سيعود بعد ايام قليلة وأنه لم يبق له سوى زيارة خاطفة الى هونولولو ، وبفرح تابعت تينا قراءة الرسالة ، ولاحظت ان تاريخ الرسالة يعود الى أسبوع وأنه من المفروض ان يكون قد وصل.
وبعد ان إنتهت من القراءة ، ظلت جامدة مذهولة ، تعرفت الى الناحية الجنونية في والدها الفنان ، وفهمت بسرعة عندما إنتهت من قراءة الرسالة .
سالتها العمة ويني:
" ماذا يجري؟".
" لن يعود".
تركت تينا نفسها تسقط في المقعد وعيناها زائغتان في لمعان البحيرة.
" ماذا تعنين ؟".
العمة ويني لا تتمادى في القلق ، وضعت صحن السلطة جانبا وقالت :
" هل تريدين كأسا من عصير الفاكهة؟".
" شكرا".
تناولت تينا الكأس وتابعت تقول:
"يقول في رسالته أنه ألتقى طيدقا له يدعى كارلو جيوردينو ، وهو فنان أميركي مشهور ، لقد جاء الى تاهيتي منذ فترة طويلة ، لا يعجبني كثيرا ، إنه سيد مجتمع أكثر من كونه فنانا أصيلا".
كانت العمة ويني تأكل السلطة في هدوء وقالت:
" اوه ، نعم ، أذكره ، إنه طويل القامة يحب ضرب أصحابه بصورة مفاجئة أو يتلفظ كلام لاذع ، لقد مضى على مجيئه الى هنا أكثر من خمس سنوات".
" سيقوم بزيارة الجزر ، إنه يملك يختا ويقوم بجولة في الباسيفيك ، لقد إقترح على أبي ان ينضم اليه ، وقبل والدي عرضه ليتسنى له مشاهدة المناظر البحرية العديدة".
ومدت اليها الرسالة وقالت:
" إقرأيها بنفسك".
قرات العمة ويني بصمت وقالت:
" كم تبالغين ! ظننت أنه لن يعود أبدا!".
" لكن ، لن يعود قبل أسابيع عديدة".
" سيمر الوقت بسرعة".
نظرت المرأة العجوز الى وجه الفتاة المقطب وقالت:
" من الأ فضل أن تفترقا من وقت الى آخر".
" ألا يكفي ان نفترق شهرا كاملا؟".
" يجب أن تقبلي إستقلالية والدك ، وعليه هو أيضا أن يفهم أن إبنته لم تعد طفلة".
" ماذا تعنين؟ أتريدين القول أنني فتاة تحب التملك؟".
" الظروف جعلتكما متقاربين ، هو فقد زوجته وانت وحيدة من دون أخ أو أخت ، سوف تتزوجين يوما ما ، وقد يتزوج هو ايضا؟ إنه ما زال في ريعان الشباب".
لم تعلّق تينا ، لم تفكر في هذه الأمور من قبل ، ولم تكن تريد إظهار نفعالها .
" ومن سنختار له كزوجة؟".
" ليس هذا هو من إختصاصنا".
كانت العمة ويني تضحك وتقول:
" في كل حال ، ماذا يقول في نهاية الرسالة؟".
" لم اقرأها".
تناولت تينا الرسالة وقرأت في نهايتها ( إذهبي وإسكني عند فاي حتى يحين موعد عودتي ، كل حبي، جان ريمون".
" ولما لا ؟ إنها فكرة جيدة ، وأنا يمكنني الإهتمام بالمحترف في غيابك".
ترددت تينا وقالت:
" اعرف ، لكنني لا أريد ان أزعجك في عمل أنت في غنى عنه ، أقترح إغلاق المحترف ، لم يعد هناك سوى لوحات قليلة معدّة للبيع ، لذلك كنت ىمل أن يعود خلال هذا الأسبوع".
" لا يبدو أنه قلق على هذا".
" إنه سعيد للغاية بهذه الجولة البحرية ، وربما عقد بعض الإتفاقات المتعلقة بالعمل".
حاولت تينا الإبتسام ، فهي تعرف والدها تمام المعرفة.
" إنه في حاجة الى الراحة ليستعد للعمل من جديد".
كانت العمة ويني تضحك ولا تعلّق عل كلامها ، ثم قالت:
" إذهبي لزيارة فاي ، أفضل أن أعرف انك معها ، لقد ارهقت نفسها كثيرا في العامين المنصرمين ، عملت كثيرا مع بول ، وإضافة الى ذلك ، عليها الإهتمام بالتوأمين ، إنني أفضل أن اساعدهما ، لكنني أجد ذلك صعبا ، لا اريد أن ألعب دور الحماة الشرسة !".
ظلت تينا منغمسة في افكارها ، لقد إختارت الفندق شركة الباسفيك الجنوبية ، التي هي أهم شركة سفريات في المنطقة ، لإستقبال السياح والركاب والأغنياء الذين يسعون وراء الترف والغرابة.
سبق لبيا ران لاحظ ان شركة السفريات تبحث عن الجزر النائية وعن طبيعة غير ملوثة ، فيها الحمامات الفخمة ومصممو الشعر والطباخون الماهرون ، وفي كالوها ، عند فاي وبول ، كل هذه الشروط متوفرة ، فضلا عن مجيء أحد النجوم السينمائيين المعروفين للقيام ببعض الحفلات الخاصة وشراء ما يصنع في تاهيتي ، كل هذا يعني مستقبلا مؤمنا لبول وفاي ، إضافة الى مسؤوليات كبيرة.
لم تعد تينا تفكر في محتوى رسالة والدها ، هناك عمل في إنتظارها عند فاي. وبدأت تتخيّل نفسها أمام جدار الفندق المبني من الكلس والمرجان أو في الحدائق المليئة أزهارا وخصوصا الورد الأحمر ، كانت ترى أيضا أشجار النخيل التي تعكس صورتها في ماء البحيرة ، وفي البعيد جمال كالوها والشاطىء الممتد على طول مزروعات الفانيللا...
إنتظرت العمة ويني أن تستعيد تينا وعيها وتعود الى الواقع ، واخيرا قالت تينا :
" سأعلم بيار بالأمر صباح غد".
كان في صوتها إنفعال مفاجىء إنتابها وهي تفكر بأنها ستمضي بعض الأيام في كالوها .
وان الجزيرة تمد اليها ذراعيها...

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 05-03-12, 03:26 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

4- حادث في المحيط

تنهدت فاي وهي تتمدد على سرير البحر ، إنها فترة الهدوء والراحة النادرة ، كانت تينا الى جانبها تنظر الى بيار الذي كان في البحر مع التوأمين ، إنهما ممتلآن حيوية وحماسة ، تجتازهما الأمواج ولا يخافان ، يدفعان بيار ويتعلقان بقدميه محاولين إفقاده توازنه ، سقط بيار بفعل إندفاع الأمواج وصرخ:
" النجدة ! هذان التوأمان سيغرقانني! .
صرخت تينا من بعيد:
" تدبّر أمرك معهما".
كانت تقهقه ضاحكة ، ومن خلال نظارتيها كانت تميّز جمال بيار وسط أولاد اخيه ، كان يتمتع بطاقة كبيرة وهو يجد دائما ألعابا جديدة ليسليهما ، لم تتوقع تينا ان يكون الشاب الفرنسي متمتعا بروح العائلة ، ولم تفهم جيدا سبب إنفصاله عن مادلين ، ربما لأنه معروف عنه انه يحب النساء ...
قالت فاي:
" ليست مادلين هي السبب في إبطال هذا الزواج ، كان زواج مصلحة وكان بيار يعتقد انه يحق له معاشرة النساء الأخريات ، لكنه رفض ان تتصرف مادلين مثله ، حتى العائلة لم تتدخل لحل مشكلتها.
" وهل كان بوسع مادلين أن تعيش حياة مستقلة تماما؟".
" إنها منضمة الى منظمة تحرير المرأة ، لكن بيار لم يكن يريد ذلك ، حاولت إقناعه ، كان في إمكانه ان يعيش حياة جميلة مع مادلين لو كان اقل أنانية كانت تعمل وتقوم بدور ربة المنزل على خير ما يرام ، لكنها عندما ادركت أن زوجها على علاقة ببعض النساء قررت أن تتحرك ، فوقعت في حب رجل ولم يستطع بيار تحمل هذا التحدي وهو الرجل الفخور فطلّقها.
فجأة نهضت فاي ووقفت قرب التوأمين ، تناولت كل واحد بذراع وحملتهم وتوجهت نحو الفندق ، قالت وهي تمر قرب تينا:
سأعيدهما الى الفندق ، ارجوك الا تزعجي نفسك".
" إنني ... إنني آتية لمساعدتك".
كانت تفضل ألا تبقى وحدها مع بيار على الشاطىء ، لقد مضى عليها في كالوها أربعة ايام وهي مسرورة وتتمتع بوقتها كما يجب ، لكنها دائما تتحاشى أن تكون وحدها مع بيار ، إنه يلاحقها منذ عودتها وهي تقضي وقتها في التهرّب منه ، لكنه كان يضايقها ، سمعت خطوات على الرمال واحست بوجوده قربها ، أمسك بمعصمها ، آه ، لو يكف عن لمسها !
لكن الإنسان الذي لمسها كان أندريه أحد التوأمين ، أحاط عنقها بذراعيه الصغيرتين واحنى رأسه على كتفيها وظل هكذا حتى غطّ في نوم عميق ، وفي بطء حملت الطفل وأدخلته الى المنزل.
فجأة أحسّت بأصابع بيار على ظهرها.
" ما رايك لو نذهب معا للسباحة بعد ان ينام الأولاد".
" وعدت بول أن تعد وجبات الطعام على اللائحة".
" سانفذ ما وعدت به في المساء ، الوقت حار ولست مستعدا للضرب على الالة الكاتبة".
قالت فاي وهي تتسلّق سلالم الشرفة:
"عليك إذن أن تستريح وتأخذ قسطا من النوم!".
" هل تسخرين مني ، يا إمرأة أخي؟ تعالي يا تينا لنسبح".
مما تخاف؟ هل ترتدي بذلة السباحة وتذهب مع بيار الى الشاطىء ! كانت تفضّل ان تذهب وحدها وتتمشى على الشاطىء ، لم ستسن لها الوقت لذلك منذ وصولها الى الجزيرة !
تنفست الصعداء ، ربما ذهبت في الغد...
غير ان الحظ كان معها ، كانت فترة بعد الظهر حارة جدا ، لكن نسيما عليلا لطّف الجو قليلا ، كان معظم المسافرين يتنزهون في الحدائق تحت أشجار النخيل وبعضهم يسبح في البحيرة ، وما أن خرجت تينا وبيار من المياه الهادئة حتى إقترب منهما شاب وفتاة وراحا يوجّهان اليهما بعض الأسئلة عن كيفية الذهاب الى مارلي ، قالت لها فاي بينما كانت تمر قربها .
" عليك أن تصطحبيهما الى هناك ، ربما أضاعا الطريق".
سأل الرجل:
" هل يمكنا الذهاب الان ؟".
وافقت فاي على إقتراح الرجل ونصحته بإنتعال حذاء مريح لتسلق الطرقات الوعرة التي تصل الى الهيكل.
همست المرأة بعصبية:
" هل كانت الذبائح تقام هناك؟".
أجابها بيار:
" إن البولينيزيين يفضلون الحفلات والأعياد والحياة المرحة".
فقال الزوج ساخرا:
" اترين يا ميلي يجب الا تخافي".
" هيا با إذن".
لم ترافقهما تينا مما أزعج بيار ، اخيرا أصبحت وحدها حرة في أن تتنزه على طول الشاطىء ، كما يحلو لها ، أصبح بيار متملكا أكثر فاكثر وهي لا تريد ان تمنحه أي شيء".
لم تلتق أحدا في طريقها ، لكن ما ان وصلت الى الخط الصخري حتى تذكّرت فجأة ماكس ثورنتون وشاطئه ، لم يكن يخشى أن يدخله السياح ، لأنه معروف أن هذا المكان خاص.
رفعت عينيها ، لم يتغير شيء ، هنري العجوز لا شك يهمل منزله بعض الشيء ، برغم أنه لا ينقصه الخدم للإهتمام بالمنزل!
ماذا يحدث لو أنها عكّرت صفو المكان وطرقت الباب ! إن لقاءها الأول مع ماكس ثورنتون لم يكن مشجعا ، في كل حال ، إنها تقوم بنزهة وإذا لم تجد أحدا ، ستكمل طريقها الى مكان آخر.
كانت قد تسلّقت بعض السلالم عندما سمعت صراخا او بالأحرى انينا ، أنينا من داخل المنزل ، فسارعت خطواتها وإجتازت الشرفة وإنتفضت لما شاهدت ، كان هنري لاتور ممددا ارضا ، إحدى يديه موضعة جانبا والأخرى متمسكة بقضيب الكرسي ، إقتربت منه ، كان وجهه متقلصا من شدّة الألم ، كان يتنفس بصعوبة كبيرة ، إعتقدت في بادىء الأمر انه فقد وعيه ، لكن ما ان إنحنت فوقه حتى فتح عينيه وحاول التلفظ ببعض الكلمات ، لكنه لم يستطع إلا الأنين.
" لا تتحرك ، سابحث عن أحد ليساعدنا".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
البحر الى الابد, child of tahiti, رابيكا كاين, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, rebecca caine, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t173026.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Ask.com This thread Refback 01-09-15 11:39 PM


الساعة الآن 06:16 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية