لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-02-12, 03:11 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

هزت ماريا راسها بتعاطف وقالت:
" وكيف تظنين ستكون ردة الفعل لديهما؟".
هزّت ليف كتفيها وقالت:
" لست ادري ، إننا تحدثنا عن... عن والدهما من قبل ، وهما يعلمان أنني لست أرملة ، وأنني ووالدهما قد إنفصلنا ، لذلك أرجو ان يتقبلا كون والدهما ورايان شخصا واحدا ، اعرف انني جبانة لأنني اؤجل ذلك ، وكم ارغب لو أنه لم يعد يا ماريا ، حيث كنا نعيش حياة هانئة ، أما الآن ، فإن كل شيء يتخبط في الفوضى ، لا أستطيع ان أفهم لماذا عاد".
قالت ماريا بلطف:
" ألا تستطيعين ذلك يا ليف؟".
ثم أضافت :
" كنت افكر انه يهتم بك أكثر من أي شيء في تلك الحياة الصاخبة التي ارادها والده له ، ربما عاد من اجل أن يراك ويرى الطفلين مرة أخرى.
إبتسمت ليف إبتسامة ساخرة واجابت:
" هذه نكتة ! لو كان يهتم بنا لما كان بحاجة الى ثماني سنوات لإكتشاف ذلك ، ولو لم يكن يفكر لما غادرنا مطلقا".
فتحت ماريا فمها للإجابة ، لكنها عادت واغلقته ثانية ، وإتسعت عيناها حين دخل رايان المطبخ ، فبدت الغرفة صغيرة اكثر صغرا .
قال رايان مخاطبا ماريا:
" أرسلني مايك لأحضار المزيد من البوظة وطلب الإسراع في تجهيز الطعام".
فهل كان يستمع الى الحديث الذي جرى بينهما ؟ فكرت ليف وحين إلتفتت نحوه ، رأت البرود يملأ عينيه ، ومن خلال الغضب الذي بدا على وجهه ، رات البرود يملأ عينيه ، ومن خلال الغضب الذي بدا على وجهه ، شعرت ليف أنه إستمع الى حديثهما كله ، فإرتجفت قليلا ، وفي أي حال ، لماذا تهتم له؟ إنه يعرف شعورها نحوه ، بالإضافة الى انه يستحق ذلك.
منتديات ليلاس
مر عيد ميلاد صوفي من دون اية حادثة ، حاولت ليف أن تتناول الطعام اللذيذ الذي جهّزته ماريا بشكل طبيعي ، وان تمرح مع الأطفال ،وهي تقنع نفسها بعدم أهمية وجود رايان ، فكانت لا تنظر ناحيته غلا حين تخفق في ذلك ، شعرت بألم شديد يعتصر قلبها ويملأ راسها حتى أحست أنها ستجن إذا لم تلمسه ، كل ذلك كان يجري في أعماقها ووراء تعابير وجهه المدروسة.
بإستطاعة رايان أن يجتذب الطيور عن الأشجار حين يكون مرحا ، وسرعان ما جعل الأطفال يضحكون للقصص التي حدثت معه في فيجي ، حتى ان لوك كان يستمع اليه بإنتباه وشوق لم يستطع إخفاءه ، إلا ان ليف وحدها كانت تتهرب من طرح الأسئلة ، مع انها كانت تفكر في كل كلمة يقولها.
سأل مايك رايان:
" منذ متى إشتريت الميد نايت بلو؟".
قطبت ليف حاجبيها وهي تفكر انها فقدت جزءا من المحادثة.
" من ، او ماذا يكون الميد نايت بلو؟".
نطقت ماريا السؤال الذي كان يجول في خاطر ليف.
أجاب مايك:
" إنه مركب رايان ، الم أخبرك عنه ؟ إنه المركب الفخم ذو اللون الأزرق الراسي في الخليج".
إلتقت عينا ليف بعيني ليف وعلامات الإستفهام تتزاحم في رأسها ، كيف إستطاع أن يشتري مركبا فخما كهذا؟ ربما كان هذا المركب هو جزء من أسطول والده ، وبالتالي ليس ملكا له ، ليس من المستغرب أن لا يجده جويل ، فرايان يقيم في مركبه.
قال رايان وعيناه تتركزان على مايك:
" قمت بتشييده في سيدني ، في الواقع كنت أتمنى الخروج معك ذات يوم ، مع انني أعرف المنطقة جيدا ، ولكن بعد مضي ثماني سنوات ، افضل الخروج معك للإطلاع على حدود المنطقة".
" سأكون سعيدا جدا بقيادة هذا المركب الرائع ".
لمعت عينا مايك بحماس واضاف:
" متى تنوي الخروج؟".
" عندما تجد الوقت ملائما ، أحضر ماريا والأطفال معك ".
نظر مايك الى زوجته قائلا:
" حسنا ، لدي عطلة في نهاية الأسبوع ،وهذه أول فرصة احصل عليها منذ سنوات".
" حسنا ، ما رأيك بنهار الغد؟ يمكننا قضاء ليلتنا والعودة بعد ظهر الإثنين".
إلتفت مايك نحو زوجته قائلا:
" سيكون ذلك رائعا ! ما رايك يا حبيبتي؟".
إبتسمت ماريا للرجلين واجابت:
" ستكون عطلة ممتعة!".
لمعت عينا دينو بدهشة وقال:
" هل يمكن أن يأتي لوك معنا؟".
بدا القلق فجأة على وجهي ماريا ولوك ، لكن رايان إلتفت ببساطة نحو ليف وقال بصوت لا أثر لي تعبير فيه:
" سأكون مسرورا برفقتك مع الطفلين".
" لا أدري....".
قالت ليف حين فاجاتها ميلي وهي تقول:
" ارجوك يا أمي ، دعينا نذهب ، سوف تكون نزهة رائعة ، وانت تعرفين كم كان أخي لوك يحب الإبحار مع عمي جويل!".
لم يظهر على وجه لوك أي تعبير ينبىء بقراره بشان الرحلة ، فمن ناحية ، كان يشعر انه يجب إبقاء مسافة ما بينه وبين هذا الغريب لسبب يجهله ، ومن ناحية اخرى ، كانت لديه رغبة شديدة في الإبحار في أكبر مركب ره في حياته ، فمركب العم جويل كبير ، ولكن ليس في مثل حجمه ، قال من دون أن يستطيع مقاومة إرتكاب هذا الذنب البسيط:
" أنا أرغب في الذهاب ايضا يا أمي".
قال مايك وهو يفرك يديه:
" إذن ، إتفقنا ، إنني انتظر يوم غد بفارغ الصبر ، في أية ساعة نلتقي؟".
" عند الساعة السابعة والنصف تقريبا".
بدا مايك متحمسا مثلما بدا الأطفال وهو قول:
" عظيم ! سنمر لإصطحاب ليف والتوأمين كي لا تأتي بسيارتها ".
سألت ليف وهي تنظر الى الزر الأعلى من قميص رايان:
" وهل يتسع المكان لنا جميعا ؟ أقصد إننا سبعة ، إضافة اليك أنت".
أجاب رايان :
" وملاحين آخرين ، نعم ، فالمكان متسع جدا ، وقد إعتدت أن أنام هناك ، أحضري معك بدلات السباحة فقط ، لدي جميع ادوات الصيد ، ومن المستحسن أن تأتي بأغطية لاإستعمالها في حال برودة الطقس".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 19-02-12, 03:12 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

سالت ماريا:
" وماذا بشان الطعام؟".
" لا تقلقي بشان الطعام ، فانا متموّن بشتى انواع الأطعمة ، وبإستطاعة الأولاد إصطياد بعض السمك للعشاء إذا ما إضطررنا الى ذلك".
إبتسم رايان وهو ينظر الى لوك ودينو .
تم الإتفاق على كل شيء ، فقامت ليف وماريا تنظفان الصحون ، بينما جلس الرجلان يشربان القهوة ، نظرت ماريا مرة اخرى الى ليف قائلة:
" إنه تغيّر ، اليس كذلك يا ليف؟ إنه تغير نحو الأفضل ، كان شديد الثقة بنفسه ، لكنه الآن يبدو أكثر انسانية ، أظن إنني لا أجيد التعبير عن نفسي ، لكن حين تعرفت اليه قبل أن اتزوج مايك ، لم يرق لي كثيرا ، إذ كان دائما ساخرا ومغرورا وكان كل شيء يسبب له السأم والضحر ، إلا انه تغيّر كثيرا الآن".
" ربما تعلم أنه يستطيع تحقيق نتائج افضل من خلال المداهنة!".
" هل تعتقدين ذلك؟ يجب أن تعترفي أنه وسيم مثلا كان دائما ".
غسلت ماريا آخر صحن ،وحين لم تبد ليف أية ملاحظة ، إلتفتت نحوها معتذرة:
" لست سوى حمقاء لأتكلم عنه بهذه الطريقة ، أظن أنه من الصعب أن تلتقي به ثانية".
ثم جففت يديها وسألتها:
"هل ستأتين للإبحار معنا غدا؟ أقصد انه يمكننا البقاء في المنزل ويذهب مايك معه......".
" كلا يا ماريا ! لا تكوني حمقاء ، فمن النادر أن تحصلي على عطلة تقضينها مع مايك ، ولن افكر أبدا في إفساد تلك العطلة ، كما أن التوأمين يصرّان على الذهاب".
ثم حاولت أن تبتسم وهي تتابع:
"سابقى مع الآخرين قدر الإمكان لأننا لا نتناقش إلا حين نكون على إنفراد".
جاء صوت مايك من الغرفة المجاورة ليدل على بحثه الطويل غير المجدي.
" ماريا ، أين صورة كرة القدم القديمة التي تجمعني ورايان؟".
" من الأفضل أن اذهب وأبحث عنها بنفسي قبل أن يعبث مايك بغرفة الجلوس ، سأعود بعد لحظات كي اساعدك في توضيب الصحون".
إلتقطت ليف صحنا آخر من دون وعي وبدأت تجففه ببطء ، في أي مأزق تضع نفسها ؟ إن قضاء يومين في المركب مع رايان سيستنفد صبرها ، وتمنت لو أنها تستطيع التملص من ذلك ، سيكون ذلك أفضل حل ، إلا أنها تساءلت ، منذ متى تتصرف بعقل حين يكون رايان موجودا ؟سيصاب التوأمان بالخيبة إن هي رفضت الذهاب ، كما أنها لن تسمح لهما بالذهاب بمفردهما ، سيتمتع لوك بالنزهة كثيرا ، فهو يحب الإبحار ، وربما جعله حبهما المتبادل للبحر يتغلب على العداء الذي يشعر به نحو والده.
" إنك جففت هذا الصحن ثلاث مرات!".
أيقظها صوت عميق من أفكارها التي تعذبها، فوضعته عل الطاولة لتلتقط صحنا آخر.
قال رايانا بهدوء:
" إكراما لله يا ليف إنظري الي على الأقل ، فأنت تتجاهلين وجودي كل الوقت".
رفعت عينيها لتستقران عليه :
" وهل ذلك يريحك ؟".
جاء صوتها جافا وباردا:
" كلا ، لا يريحني !".
ثم تقدم نحوها قائلا:
" ستثابرين على إثارة غضبي ، لذا أحذرك بأنني لن أكون مسؤولا عن اعمالي".
بقيت ليف تراقبه ببرود ، بينما كان قلبها يعصف داخل صدرها :
" ومتى كنت كذلك؟".
ثم وضعت الصحن مكانه وأردفت :
" إنظر يا رايان ، نحن ضيفان لدى مايك وماريا ، وافضّل أن لا نزعجهما ، ارجوك ، دعني وشأني".
إنحنى ساخرا وقال:
" مثلما تريدين يا سيدة دانيسون".
ثم تابع هازئا:
" لكنني افضّل ان لا تناقشي امر علاقتنا مع ماريا أومع أي شخص آخر".
إذن كان يستمع الى حديثها مع ماريا قبل الغداء ، إبتسمت بمكر قائلة:
" لم أناقش مع ماريا غير ما هو شائع في المنطقة ، من المؤسف أنك لم تطلع على الشائعات التي سرت بعدما رحلت ، من المؤكد أنك لم تنس كم من مرة خلّفت طعما ملائما للاقاويل ، كنت تسرد أمام الجميع كل التفاصيل التي أدّت الى الخلاف والى رحيلك ، رغم أن ابوينا حاولا إخفاء الأمر وإبقائه طي الكتمان".
عند ذلك تدفق الألم والذل الذي عانته في تلك الأيام.
" أنت......".
كان رايان يخطو نحو الطاولة وعيناه تتأججان غضبا عندما دخلت ماريا الى المطبخ وقالت:
" أخذ مايك كتاب الصور وذهب يبحث عنك في الخارج ".
توقف رايان لدى سماعه صوت ماريا ، وكان بإستطاعة ليف ان ترى انه يحث عضلاته المشدودة على الإسترخاء.
" نعم ، من الأفضل ان أخرج وراءه ، ليس من شيء يثير الضحك سوى التطلع الى الماضي".
قال بإستخفاف وغادر الغرفة.
نظرت ماريا من الباب الى وجه ليف الذي كساه الإحمرار وقالت:
" إن الجو خانق هنا ، ما الذي اثار غضبه؟".
هزت ليف كتفيها وقالت:
" آسفة يا ماريا ، أظن انها الحالة التقليدية التي تسود عندما تلتقي القوة التي لا تقاوم بشيء لا يتحرك! ".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 19-02-12, 03:14 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

5- المركب والجزيرة

صعدت ليف الى سيارة آل كوستيللو في صباح اليوم التالي وهي تشعر بما يشبه الرضوخ اللامبالي ، تحدث الأطفال بحماس فيما بقي الكبار تائهين في أفكارهم ، شعرت ليف وكأنها وضعت في عصّارة محكمة ، حيث كان لقاؤها مع رايان في منزل آل كوستيللو بداية لامسية عاطفية قاسية.
فقبل ان يأتي جويل بنصف ساعة لإصطحابها الى العشاء ، إتصل مارتن طالبا منها الذهاب معه في نزهة ، وحين رفضت ليف لأنها مرتبطة بموعد سابق ، بدأ يسال ليكتشف أي هي ذاهبة وبرفقة من ، فقالت ليف بإنزعاج انها ستخرج في نزهة بحرية مع آل كوستيللو ، مما دفعه للسؤال متى إشترى آل كوستيللو مركبا ، فوجدت ليف ان الوقت حان لتشرح له أمر رايان ، لكنها لم تفعل ، بل قالت انها ذاهبة في مركب يملكه صديق لمايك.
منتديات ليلاس
وكالعادة ، جاء جويل لإصطحابها الى منزل آل دانيسون حيث أمضت عدة ساعات لم يذكر خلالها رايان إلا عندما كانت على وشك العودة ، كما أنه لم يأت للعشاء ، برغم أن ليف كانت تتوقع قدومه بين الحين والآخر ، ومما يدعو للدهشة ا نلوك هو الذي ذكر إسمه حين أخبر جده عن النزهة البحرية التي سيقومون بها.
مناقشة أمر رايان مع جويل وهما في طريق العودة الى المنزل كانت أمرا مستحيلا بوجود الطفلين ، لكن جويل قال أنه إلتقى رايان في المرفأ حين كان يغادر مركبه الفخم.
ولما وصلت ليف الى المنزل بأمان ومن دون أن ترى رايان ، كانت تعاني من الضيق لأسباب ترفض تحليلها ، حتى ان غضبها تحول الى سلفها جويل الطيب القلب الذي تحدث اليها عن روعة مركب رايان ، فيما كانت تقلب في ذهنها لوحات مزعجة من الماضي.
إنها الآن مقبلة على قضاء يومين مع رايان ، وهذا آخر ما يجب ان تقوم به ، فهي تعلم ان بإستطاعته إستمالتها بسهولة.
عندما وصلت الى المرفا في صباح اليوم التالي ، وقعت عيناها على المركب الجميل الذي كان يعلو وينخفض في الماء ، إستجمعت شجاعتها وترجلت من السيارة حاملة حاجياتها.
أوقف مايك سيارته ، وبعد أن إنضم اليهم ، ظهر ثلاثة اشخاص على متن المركب ، ثم جاء رايان بسرواله القصير ، وصدره المكشوف يلمع تحت أشعة الشمس ، وفجأة شعرت ليف أنها عرضة للتاثير ، فقدت كل ميل للقتال ، وقفت تراقبه والألم يعتصر قلبها الى ان أصبح غير محتمل.
لم تدرك كم من الوقت مضى وهي واقفة مسمّرة في مكانها ، لكن تهيؤ لوك للقفز الى ظهر المركب إنتشلها من أحلامها ، كانت ترتجف حين أمسكته ووبّخته لتهوّره ، وكان رايان هو الذي تكلم:
" تمهل يا لوك ، سننصب المعبر لنعبر بأمان الى المركب".
ثم تقدم رايان وتناول اغراض ليف وتابع:
" سأريكم اين ستنامون الليلة ، دعوني اعرّفكم بالملاحين : إلسي وروكو سوكونا".
وبعد أن تم التعارف بينهم ، سار الجميع وراء رايان الى الغرفة الرئيسية ، إنها غرفة فسيحة جدا مزوّدة باثاث أزرق اللون يناسب إسم المركب : ميد نايت بلو.
" يمكنك النوم في الغرفة الرابعة انت وماريا يا مايك ، اما ليف والتوأمان ، فيمكنهم النوم في الغرفة الواقعة في مؤخرة المركب ، وستنام إلسي في السرير المنفرد".
قالت إلسي وهي تبتسم بألفة لرايان :
" أنام في هذا السرير عندما لا أنام على متن المركب مع رايان وروكو".
شعرت ليف بنظرة ماريا السريعة ، فإلتفتت ثم دخلت الى مطبخ المركب متظاهرة بعدم الإهتمام ، لكنها في الحقيقة ساءلت نفسها : إذا كان رايان إختار تلك الفتاة للتسلية ، فإن عليها عدم تأنيبه لأنها تعلم أنه ليس من جبلة النساك.
جاء صوت رايان محذرا من خلفها بينما كان يرشدها الى الغرفة الواقعة في مؤخرة المركب:
" إنتبهي للدرجات".
كانت غرفتها مجهّزة بشكل أفضل من الغرفة الرئيسية ، إنها تحتوي على سريرين واسعين ولها باب يؤدي الى حمام خاص بها ، بدا لوك وميلي يلهوان على الأسرّة ، بينما إلتفتت ليف وتناولت الحقائب والأغطية من رايان الذي كان واقفا يتأملها ، وقد إقترب منها أكثر مما توقعت ، وبدا أن تنبهها لوجوده يمتد ليملأ الغرفة ، شعر رايان أن شرارة كهربائية تنطلق من عينيها العميقين ، فأسرعت تبتعد عنه وتضع الأغطية على السرير.
وقف رايان يتأملها دقيقة ، ثم إلتفت نحو الباب قائلا:
" إصعدي الى متن المركب كي يرتدي الأطفال بدلات السباحة قبل ان نغطس".
قالت ميلي وهي تداعب غطاء السرير الليلكي الناعم:
" أليس المركب جميلا يا أمي؟".
وقال لوك:
" إن الغرفة فخمة والسجاد الذي يكسو ارضها ثمين جدا ، اليس كذلك؟ لن نستطيع أن نبقى بثيابنا المبللة هنا".
أومأت ليف موافقة ، فقال بمرح:
" اعتقد انه رجل طيب ، ويبدو لي انه ثري جدا ، اليس كذلك؟ أقصد ان أحد الأولاد في المدرسة قال أن عمي جويل ثري ، إلا أن المركب هذا هو أكبر من مركبه".
" هيا بنا نصعد الى متن المركب".
أشارت ليف براسها وافسحت لهما الطريق ليسيرا أمامها.
وسرعان ما إرتدى الأطفال الأربعة بدلات السباحة ، وكانوا مربوطين الى المركب كي لا يغرقوا في حالة إهتياج البحر ، جلست ليف وماريا تراقبانهم ، فيما كان روكو يلقي بهم الى البحر.
مدت ليف ذراعيها في الشمس وهي تتنهد بإرتياح وسعادة لقيامها بهذه النزهة ، كانت ترتدي سروالا قصيرا داكن اللون وتربط شعرها الى الوراء ، فيما كان النسيم يداعب جزءا من شعرها المنساب على جبينها، جلست ماريا مع إبنتها صوفي الى جانبها وهي تشعر بالإبتهاج والراحة .

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 19-02-12, 03:15 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

قالت ضاحكة:
" إن الصبية يقضون وقتا ممتعا ، اعني الصبية الكبار".
إلتفتت ليف الى المقود حيث وقف رايان ومايك يرشدان لوك ودين والى طرق القيادة الرئيسية في المركب ، وبعد قليل، إستلم روكو القيادة بينما توار رايان ومايك عن الأنظار ليدققا في الخرائط.
جلست ألسي مقابل ماريا وليف وعيناها تتحركان بإبهام من واحدة الى أخرى ، وهي تبتسم:
" لم أعتقد ان في أوستراليا أماكن جميلة مثل فيجي!".
إعترفت ليف أنها فتاة جذابة ومثيرة بشعرها الأسود الأجعد وبشرتها الداكنة الناعمة.
" كان رايان يقول دائما ان المنطقة جميلة جدا ، إلا أنني لم أصدقه ".
اجابت ماريا بسرور:
" أجل ، إنها جميلة ، أنا سعيدة لأن مايك لم يغادرها بعد زواجنا ، إن معظم الشبان يفعلون ذلك أيضا".
هزت الفتاة الأخرى راسها:
" رايان فعل نفس الشيء ، منذ متى تزوجت انت ومايك؟".
أجابت ماريا ضاحكة:
" منذ ثماني سنوات ، بالرغم من ان هذه المدة تشعرني بكبر سني ".
أومأت ألسي برأسها ثم إلتفتت الى ليف قائلة:
" وماذا بشأنك؟ إسمك ليف ، أليس كذلك؟ إنه إسم غريب ".
قالت ليف وهي تبحث عن موضوع آخر تتهرب بواسطته من سؤالها:
" إنه إختصار لإسم أوليفيا".
إبتسمت ألسي وقالت:
" آه ، أوليفيا ، إسم لطيف جدا ، أعتقد أنك تزوجت في نفس الفترة ، إذ أن طفليك يبلغان السن ذاته ، هل يعمل زوجك في الملاحة أيضا؟".
وفكرت : من الواضح أن رايان لم يخبر صديقيه أي شيء عنها وعن التوأمين.
" كلا".
ثم أضافت من دون أن تنظر الى عيني ماريا وهي تشعر بالجبن مرة ثانية:
" لقد إفترقت عن زوجي منذ فترة طويلة".
" إن ذلك سيء للغاية ! هل أنت صديقة ماريا ؟".
" نعم نحن صديقتان منذ عدة سنوات".
" كنا جميعا أصدقاء قبل أن يغادرنا رايان".
توقفت عينا ألسي سوكونا على ليف ثانية ، إبتسمت ليف في أعماقها وهي تود لو ان لديها الجرأة للتاكيد لهذه الفتاة بان لا علاقة تربطها برايان لن تكون خطرا عليها.
" أرجوك يا امي ، اريد أن أشرب".
كان طلب ميلي فرصة مناسبة لمغادرة المكان ، فأمسكت بيد إبنتها ونزلت الى غرفتها ، إلتفت مايك ورايان بعيدا عن الخرائط التي كانا ينظران اليها اثناء مرور ليف وميلي.
" اريد كوب ماء لكي تشرب ميلي".
أجاب رايان وهو يعود لينظر الى خرائطه:
يوجد عصير في لثلاجة".
وفجأة ، اخذت ليف تتخيل رايان وهو يضم الفتاة الفيجية بذراعيه ، فاصابتها الدهشة ، فهل هي تغار منها ؟ تساءلت فيما كانت ميلي تتناول كوب العصير ، لا ! لن تغار من أحد بعد كل هذه المدة ، سار المركب ببطء ، فوقفت ليف متمسكة بالثلاجة كي لا تتعثر وتقع ، أخذت تسترق النظر الى رايان وهو منكب على الطاولة ، لم تستطع ان تحول عينيها عنه ، وفجأة لم تعد ترغب في ذلك ، فشعرت بالضيق ، وبتلبّد الجو بينهما ثانية.
إلتفت رايان صوبها وكأنه أحس بنظراتها ، فإلتقت عيناه الزرقاوان بعينيها ، وعادت بهما الذاكرة في تلك اللحظة الى الوقت الذي كانا يقودان الدراجة في المنتزه ، كانت عيناه جريئتين ، وكانت عيناها تضرعان ، ثم إلتقت عيونهما في رقصة إقترب خلالها ليخطف منها قلبها ، كانا يركضن على الرمال ، ويسبحان في المياه الزرقاء ويتسابقان على طريق الشاطىء بسيارة السباق والريح تكاد تقتلع شعرهما ، ثم يسيران جنبا الى جنب أو يتشاركان الغداء ، وكانا يلهوان تحت ضوء القمر ، غير عابئين بمرور الوقت أو بنتائج تصرفاتهما.
يا الله ! لماذا تهدّم كل شيء؟
إنهمرت الدموع من عيني ليف وظنت في تلك اللحظة ان الحزن واضح في عيني رايان.
أشاحت ليف بعينيها عن عيني رايان ، وراحت تغسل كوب ميلي وتعيد العصير الى الثلاجة ، كما عاد رايان ينظر الى خرائطه ، ولم يتطلع اليها حين مرّت بجانبه.
عاد رايان ومايك الى قيادة المركب حين إقترب من جزيرة كرافن ، هذه الجزيرة الإستوائية التي تتوسطها الأشجار الخضراء الوارفة الظل وتحيط بها الرمال البيضاء ، ومهما يكن الشخص الذي إشتراها من السيدة كرافن ، فإنه انجز بالتأكيد صفقة رابحة لأنها إحدى جزر الكمبرلاند الداخلية المحمية من المحيط الباسيفيكي بالجزر الشرقية الكبرى.
ولّت مجموعة من الطيور هاربة من الأشجار لدى ظهر المركب ، فقام روكو ورايان بإنزال الأشرعة بسرعة ، فيما تسلم مايد دفّة القيادة إستعدادا للرسو في الجزيرة.
هل ينوي رايان النزول في تلك الجزيرة؟
من الواضح أنه لم يعلم بعد أن الجزيرة لم تعد ملكا للسيدة كرافن ، وان هناك لوحة كتب عليها: املاك خاصة ، ممنوع الدخول !
حمل مايك الأطفال وناولهم الى رايان ، ثم إلتفت نحو ليف وماريا يحثهما على الإسراع والتنبه أثناء نزولهما الى اليابسة ، نظرت ليف نحو رايان وقالت:
" نحن ندخل أملاكا خاصة يحظر الدخول اليها".
فأجابها:
" لا ارى أي مسؤول عن تطبيق القانون هنا ، إضافة الى أن السيدة كرافن لا تمانع في مجيئي الى جزيرتها ابدا".
" لكنها باعت ممتلكاتها هنا ، لقد أخبرني جويل بذلك ، كما أن والدك......".
توقفت ليف عن الكلام حين شعرت أن الجميع ينظرون اليها .
" هل كان أبي غاضبا لذلك؟".
أنهى رايان كلامه من دون أي إنزعاج.
" يمكنني ان اتصور ذلك".
ثم تابع سيره مضيفا :
" يمكننا أن نسبح هنا ، فالمكان ليس عميقا".
ثم مشى بزهو أمام اللوحة الرسمية من دون أن يعيرها أي إهتمام.
وفيما هي واقفة على الشاطىء ، نظرت ليف الى ماريا التي كانت تبدل ملابسها ببدلة سباحة سوداء :
" إنها فكرة رائعة ، فالمياه تبدو صافية ومثيرة".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 19-02-12, 03:17 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

بعد ذلك قامت المراتان بمساعدة الأطفال في تبديل ملابسهم ، ثم تبعتهم ليف وماريا على الشاطىء وأخذتا تجمعان الصدف مع الأطفال ، وعندما رأت ليف لوحة ثانية تحظر الدخول الى الجزيرة ، تساءلت:
" ترى ، من هم الذين إشتروا الجزيرة؟".
لم تكن لديها فكرة عن ذلك ، فما الذي يدفعها الى التفكير أن هناك أكثر من مالك ؟".
" أخبرني مايك ان عمك طار صوابه حين سمع أن الأملاك بيعت".
قالت ماريا ذلك وهي تحاول ان تحمي عينيها من الشمس.
ضحكت ليف وقالت:
" إن عمي بارع في فنون الغضب".
" عن هذا المكان يحمل أجمل ذكرياتي، إعتدنا ان ناتي الى هنا لحضور الحفلات حين كنت في سن المراهقة ، وإعتاد رايان ان يأتي بنا في مركبه مثلما فعل اليوم ، كانت اياما جميلة ، كنا نرسل رايان لإستئذان السيدة كرافن لأنه يستطيع التحدث وإقناع أي كان في أي موضوع .
زمت ليف شفتيها بمرارة ، إذ كانت تعلم كل ذلك .
ضحكت ماريا وهي تنظر الى كوخ قيم مبني على الجزيرة ، ثم قالت:
" وفي ذات يوم ، دعا رايان السيدة كرافن لتكون مرافقته ، كانت في عامها الستين آنذاك ، وقد إستطاع ان يوفر لها بيتا رائعا ، إذ راحت تسبح ، ثم ساعدتنا في إعداد اللحم المشوي ، ذلك اليوم كان من أجمل ايام حياتي ، كلنا شعرنا بالحب الشديد نحو السيدة كرافن ، فهي ليست كما يدّعون عجوزا مشاكسة".
أجابت ليف موافقة:
" لا أظن انها تقول كل ما يجول في خاطرها ، وفي أي حال ، كانت لطيفة معي دائما".
" ومعي أيضا ، قالت لنا مرة ان بإمكاننا المجيء الى الجزيرة متى نشاء ، لم أندهش من كون السيدة كرافن قد أحبت رايان ايضا ، فهذا ما فعلته كل إمرأة في المنطقة بين سن السادسة وسن الستين".
نظرت ماريا بسرعة نحو ليف التي إحمر وجهها قليلا:
" آسفة يا ليف ، فأنا كثيرة الكلام".
ضحكت ليف ضحكة صغيرة وقالت وهي تحاول أن تبدو مرحة :
" كان ذلك منذ زمن بعيد ، حين كان رايان شابا وسيما".
تطلعت ماريا الى ليف عن كثب:
" اعني أنه ما زال وسيما ، لا بل إنه الآن أكثر وسامة من ذي قبل ، ألا ترين ذلك؟".
هزت ليف كتفيها وهي تحدق بإهتمام في صدفة غريبة إلتقطتها من الشاطىء.
ثم تابعت ماريا حديثها :
" كان يقضي أوقاتا ممتعة ، إذ كان يملك المركب ، ويملك كل شيء ، لكن مايك قال أن والده إستعاد المركب بعدما غادر رايان المنطقة".
قالت ليف من دون إكتراث :
" كان بحوزته بعض المال الذي ورثه عن عائلة أمه ".
" لا أدري ماذا عمل خلال السنوات الماضية ، ومهما يكن قد فعل ، فإنه دائما رجل ناجح".
أومأت ليف براسها وقالت:
" يجب أن نعود ، فقد حان موعد الغداء".
إنطلق الرجال برفقة ألسي لإختيار بقعة ملائمة للصيد ، ولم يكن على ليف وماريا سوى حث الأطفال للذهاب الى النوم ، لأنهم يشعرون بالنعاس الشديد ، فإستغرقوا في النوم بسرعة.
وعلى عكس ذلك ، لم تستطع ليف الرقاد ، وحين غلب النوم ماريا ، قامت ليف وفرشت شيئا على متن المركب لتأخذ حماما شمسيا بعدما طلت جسمها بزيت واق من حرارة الشمس.
قلّما كان المركب يتحرك ولم يكن يسمع أي صوت سوى حركة النسيم او صوت طائر ينطلق مغردا في الجو.
لم يكن أحد ليراها سوى ماريا إذا ما إستيقظت ، وكانت تستطيع أن ترى الرجال من طرف الجزيرة حين يعودون من الصيد.
ألقت راسها بين ذراعيها ، إلا أن دفء الشمس وحركة المركب الخفيفة فعلت بها فعل السحر ، فإستغرقت في النوم ولم تفق إلا حين شعرت بشيء يلامس ظهرها ببطء ، تطلعت لتجد رايان جاثما بالقرب منها ، نهضت لتبتعد عنه ، إلا انها تذكرت أن بدلة السباحة مفتوحة من الخلف ، فحاولت تثبيتها بإرتباك ، لكنه قام وساعدها وهو يقول ببرود:
" يمكنك أن تبقيها كما هي إن اردت ذلك".
نظرت اليه بحدة ، إلا أنه إبتسم بأسف وثبت البدلة كما يجب".
" لماذا عدت بسرعة؟".
جاء صوتها هشا ، رغم أنها تكلمت بنعومة لكي لا تزعج ماريا والأطفال.
" عدت لأحضر صنارة صيد اخرى ، إذ أن السي تجلس عاطلة عن العمل ، ففكرت أن من الأفضل المجيء بصنارة ثانية لنسرع في الصيد".
رفعت حاجبيها وهي تحاول إبعاد نظراتها عن صدره البرونزي القوي ، إلا أنه ربض قريبا جدا منها ، فتمنت لو تستطيع الإبتعاد عنه ، لكنها علمت انه سيلاحظ ذلك ، ويعرف سبب إبتعادها ، كما تخيلت التعبير الساخر الذي ستثيره حركتها .
قال وهو يشير الى صنارة ملقاة على متن المركب:
" ألا تناولينني الصنارة؟".
" حسنا ، لا تترك السي تنتظر فيما يطوف السمك لإلتقاط الطعم ".
قالت دون أن تستطيع التخلص من نبرة السخرية الواضحة في صوتها .
" ماذا تقصدين؟".
إبتعدت ليف بعينيها عن وجهه ، ثم عادت تحدق به ثانية .
" أنت لا تغارين ، اليس كذلك؟".
قالت بغضب:
" أنا لا اغار من أي كان أومن أي شيء له علاقة بك يا رايان ، وكلما أسرعت في طرد هذه الفكرة من رأسك يكون افضل".
راحت ليف سوي جلستها ، إلا أنه تحرك بسرعة نحوها ، فحجب اشعة الشمس وحرارتها عنها.
قالت وهي تصر على اسنانها بشدة وعيناها تنظران بغضب الى شعره الأسود:
" دعني أذهب ! ".
قال بإستهزاء ، وعيناه تلمعان:
" كلامك يدعوني للذهاب ، لكن عينيك تدعوانني للبقاء ".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لينس ستيفينز, لو لم تسافر, lynsey stevens, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, ryan's return, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:28 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية