لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-01-12, 09:42 PM   المشاركة رقم: 41
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fati_mel مشاهدة المشاركة
  

يعطيك الف عافية يا غاليه
على الكومنت الرائع شكراً كثيراً

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 09-01-12, 09:50 PM   المشاركة رقم: 42
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي 9- بقــي فــي أحـلامهـا ! **

 

9- بقــي فــي أحـلامهـا ! * *

شغل اختطاف نادين , وإنقاذها الغريب من نوعه الصحــافة . ولكن
المراسلين الذين كانوا يلاحقونها على أساس أنها مادة خصبة لمقالات
الشائعات الاجتماعية , أخذوا الآن يطاردونها للحصول على مقابلة
معها , حتى أصبح من المستحيل عليها , أن تخطــو خطوة خــارج شقة
أبيهــا .
منتديات ليلاس
كانت علاقتها الجديدة مع أبيها , مكـافأة غير متوقعة وقد أثر
اهتمامه الرقيق فيها عظيم التأثير . كان يخطط لاصطحابها بعيداً في
عطلة حالما يزول ضغط العمل عنه . ولكنهما حتى الآن لم يتطرقا إلى
موضوع محنتها ذلك أنها أبدت رغبة في تناسيها وأذعـــن هو لمشيئتها . .
مع أنه حذرها من أنها لن تستطيع دفن ما حدث بعيداً .
كانت يوميــاً تقلب الصحف بحثاً عن خبر عن مختطفيها . . ولكن
دور فرقة الإنقاذ الخاصة ظل قيد الكتمان . أما سبب اشتراكهم فهو
السلاح العالي التقنية الذي شاركت شركة والدها في إنتاجه وخشيت
الحكومة أن يكون شــيء من هذا القبيل قد تسرب إلى الخاطفين , أو
على الأقــل هذا ما قاله لها والدها .
لكن نادين , التي دأبت على قـراءة الصحـــف لم تجـــد ذكراً للغارة
على المزرعة ونتيجتهــا . وأقنعت نفسهــا أن من الطبيعي أن تشعر
بالفضول لمعرفة مصير خاطفيها . ولكن الواقع أن شخصاً واحداً منهم
شغل أفكارها ويشغلها , إنه سيرجيو . . هل نجا , أم أُســـر ؟ قالت لنفسها
يجب أن تسر لأنه اعتقــل , ولكنها رغم ذلك كانت تشعر بالألم والعذاب
بسببه .
بعد شهر من عملية إنقاذها اصطحبها والدها إلى الكاريبي حيث
أمضيا أسبوعين رائعين استلقيا خلالهما على الرمال الفضية الشاحبة
تحت السماء اللازوردية الدكناء . . كانت العطلة مثالية ولكن نادين لم
تجدها هكذا . لأنها ما زالت متوترة , تقفز مذعورة كلما سمعت وقع
أقـــــدام .
قالت لوالدها بثبات في صباح يوم :
ـ حين نعود . . ســأركز اهتمامــي على عملــي . . فما نفعله الآن هــو
تسلية ولهو لا فائدة منهمـــا .
رد والها ممــــازحاً :
ـ شرط ألا تبذري مكاسـبنا على مشاريعك الخيرية .
كـــان يعاملهـــا وكأنها من زجـــاج معرض للكــسر . وحتى يطمــــأن إلى
حــالها راحت تعرض عليه خططها وهما في الطائرة في طريق العودة إلى
الوطن . إنها رحلة طويلة تـــدوم ثماني ســاعات . استيقظت نادين قبل
الغروب فسمعت الطيار يعلن أن الطائرة ستحط في أقرب مطـــار
اضطراراً , وأكــــد لركابه أن عطلاً غير خطير أصاب المحرك .
كانت المضيفـــات يوزعــن الابتسامات على الركــاب , وأكــدت لهــا
إحداهن مبتسمة , وقد جــاءت لتتأكد من سلامة حزام الأمـان .
ـ السلامة أفضل من الندم . . ثمة طائرة أخرى تنتظــرنا , ولن
تتأخـــروا فترة طويلة .
التفتت المضيفة إلى والدهـا تبتسم له بفتنة , فوالدها مــا زال رجلاً
جذاباً , عندها وجدت نفسها تتساءل عما إذا كان والدها قد فكر يوماً
بالزواج مرة أخــرى , وإنجاب المزيد من الأولاد . وشعرت بالخجــل
الشديد لأنها لا تعرف شيئاً عن والدها وآماله وأحلامه والأسوأ من هذا
أنها لم تكن ترغب في المعرفة وأنها كانت تعامله وكأنه مجـــرد ممول .
من الآن وصاعداً سيتغير هذا كله . وضغطت على يده وهما يستعدان
للنزول من الطائرة وأصغت إليه وهو يتحدث إلى المضيفة . . سألت
نادين المضيفة وهي تتجه إلى مقعدها في مؤخرة الطائرة (( أين
سنحط ؟ )) .
ـ في روما . . لكن لن يكون هناك وقت للزيارة .
روما ! ازدادت أصابع والدها ضغطاً على يدها قليلاً وكانت عيناه
متعاطفتين ومتفهمين . مسكين أبي ! لقد كانت الحادثة أشد وقعاً عليه
وهي حتى الآن لم تخبره شيئاً عمــا مر بها وعمــا تُكِــن من مشاعر
لــ سيرجيو .
وكما قالت المضيفة , لم يتأخروا في المطار إذ سرعـــان ما وضعت
طائرة جديدة تحت تصرفهم , ولكن فيما كانوا يهرولون إلى بوابة
الذهاب لفت اهتمام نادين عناوين صحيفة . (( تقدم عصابة خطف إلى
محاكمة مبكرة . . وابنة لورد إنكليزي ستكون شاهدة عليهم )) كان في
المقال تفاصيل أخرى لم تجد الوقت لتقرأها لأن والدها كان يستعجلهـــا
ووجهه شــــــاحب منهك .
قالت له تتهمه عندما جلسا في مقعدهما في الطائرة الجديدة .
ـ لم تخبرني بهذا .
ـ لم أشــأ إزعــاجك . . لست مضطرة للظهور في المحاكمة إذا لم
ترغــــبي . في الواقع قلت للانس . . .
ـ لانس ؟
ـ لانس آدمز , كنت وجده شريكين . . ولا أظنك قابلته يومــاً . إنه
أكبر منك بعدة سنوات . . إنه في الثلاثين .
ـ لا . . لم أقابلــه . لكن ما علاقته بالمحاكمة ؟
ـ لا شيء ولكنه محام بارع , وكنا نناقش إمكانية اضطرارك للظـــهور
في المحاكــمة قبل سفـرنا . ونصحني أن أحذرك . . ولكنـــني أردت أن
تكوني في هذه الإجــــازة حرة مما يخيم عليك فهل أخطــأت ؟ في الواقع
قلت للانس لا أريد أن تظهري . . .
ـ ولكن إن لم أشهد , فلن يتمكنوا من إدانتهم . . أليس كذلك ؟
ـ لا أعتـقــد . . فــأنت الشــاهد الــوحيد , و لـك الكلمة الأولى
والأخيرة . لكنني أرفض أن أعــرضك لخطــر أو إزعاج .
ـ خطـر ؟ تعني من أفراد العصابة الباقين ؟
ـ لقد أصبح معظمهم قيد الأسر . فقد استقصت الشرطة معلومات
من خاطفيك عن شركاء كثر , اقتفوا أثرهم واعتقلوهم .
كان والدها يعرف معلوما كثيرة عن القضية كلـــهـــا وهذه
المعلومات أكثر مما ادعى أنه يعرف . وقال لها وقد عرف ما تفكر فيه :
ـ طلبت تزويدي بكل جديد . . قد حظي السلطات الإيطالية
بمساعدة كبيرة من رجالنا . . مع أن الأمــر كله كان سراً دبلوماسياً .
ـ أعتقد أننــي محظوظة .
ـ لا تفكري في ما حصل . . ربما لانس على حق فقد يكون ظهورك
في المحكمة كارثة لك , فــأنت لم تكلميني عمـا حدث قط .
ـ ولكنك على ما يبدو تحدثت عن القضية كثيراً مع لانس .
عضت شفتها وهي ترى تجهم وجه أبيهــا وقالت :
ـ آسفة يا أبي . . لم أكن منصفة عندما تفوهت بتلك الكلمات .
ـ قلقنا عليك . أنا و لانس صديقان رغم فارق السن , وأنا أقدر
أحكــــامه .
لم يتطرقا إلى الموضوع حتى وصلا إلـــى الوطن ثم إلى المنزل
حيث وجدت نادين مغلفاً رسمياً بانتظارها .
تبين لها أنه من السلطات الإيطالية فحملته معها إلى غرفتها , أمام
والدها فتركها تفعل ما تشاء . . ما إن دخلت إلى غرفتها حتى تكورت
فوق الكرسي الهزاز الذي احتفظت به منذ طفولتها .
غريب أمر الإنسان . في بداية أسرها , كانت ستسعد بهذه اللحظــة ,
وتتمتع بالتفكير في إرسال سيرجيو إلى السجن وبحرمانه من الحرية
كما حرمها من حريتها . . أمـا الآن . .
وفيما كانت تحـدق في المغلف راحت الأحداث والمشـــاعر التي
كانت قبلاً غريبة عليها , تتراءى لها , وبدأت تنظــر إلى الرسالة شاردة
لأن الحقيقة صدمتهــا بقوة .
إنها تحب سيرجيو ! لهذا لم تتمتع بالعطلة ولهذا أمضت عدة ليال
في سهاد وأرق ولهذا قضت أيامها في ألم عميق . لقد ظنت مخطئة أن
ما كان بينهما مجرد افتتان أو حاجة شعرت بها عندما ظنت أن حياتها
قصيرة . . لكنها في الحقيقة كانت طريقة جسدها في دفعها إلى مواجهة
الحقيقة . . وأنها لم تكن ترغب سوى بـ سيرجيو , و سيرجيو وحده .
كانت في الطريق للوقوع في حبه عندما شاهدته على الشاطئ وقد
أجبر الجو الخانق في منزل المزرعة ذلك الحب على النضوج باكراً . .
فجأة عرفت ما يجب أن تفعل . . ولن يكون سهلاً , ولكن والدها بدون
شك سيصاب بالصدمة وسيتألم . ماذا تفعل ؟ إنها تحب سيرجيو , وهي
مستعدة للمقاتلة من أجله مهما فعل في الماضي . وحينما تبلغ
السلطات أنه أنقذ حياتها في تلك الدقائق اليائسة , عندما دفعها بعيداً
عن فوهة رشاش ليديا , فسيعمدون بالتأكيد إلى تخفيف الحكم ؟ تعرف
أنه لا يشبه الخاطفين . . ولكنها لا تعرف ما كــان يفعل , ولا
تعرف حتى ما هو شعوره نحوهـــا , إنما كل هذا لا يهم . إنها تريد أن
تنقــــذه .
وجد والدها تصميمها على حضور المحــاكمة , غريباً ومع ذلك لم
يبدُ قلقه , ردت نادين على الحكومة الإيطالية , تقول إنها ستقف
شاهدة , وقررت أن تقدم توسلها لــصالح سيرجيو , في قفص
الشهادة . .
لم تكن حمقاء بل تصورت ما ستنشره الصحافة عنها ذاكرين أن
ضلال حكمها يعود إلى سيرجيو وعندهـا ستعود الشائعات حولها إلى
الانتشار ولكنها لم تعد تهتم . . فـ سيرجيو سيعرف الحقيقة .
كانت المحاكمة ستجري بعد شهر , ولم يمر يوم لم تفكر فيه
بـ سيرجيو , ولم تمض ليلة بدون أن تحلم بذراعيه تضمانها وما
استيقظت صباحاً إلا وذكراه في رأسها .
قدمت السلطات موعد المحاكمة خشية أن يسعى أفراد العصابة
الطليقون إلى تحرير رفاقهم . ولحضور هذه المحكمة اختارت نادين
ثوباً حريرياً ذهبي اللون يشبه لونه لون الزعفران . وقد أبرز هذا الثوب
شعرها الأحمــر وعينيها العسليتين الصفراوين . وجعلها تبدو أكبر سناً ,
أم أنها فعلاً كــبــرت ونضجت ؟
قال لها السير برادلي , إنها تبدو ساحرة ولكنه في سره , كـــان يعرف
أنها تبدو هشة ضعيفة إلى حد يدمـــي القلوب . . وتمنى لو يعرف ما الذي
يحمل هذه الظلال إلى عينيهــا وهـــذا القنوط إلى شفتيها . لكنه كــــان
متفهماً وحكيماً فلم يســأل , فعلاقتهمــا الجديدة أثمن من أن تعــرض
للانهيـــار .
كان يريد مرافقتها إلى إيطــــــاليا , ولكنها رفضت كمــا أن بعض
المستجدات فرضت عليه رحلة عمل إلى نيويورك في أسبوع المحــاكمة
نفسه وهذا يعني أنه لن يتمكن من مرافقتها .
قبل موعد الانطلاق إلى روما , عادا إلى المنزل باكراً مــساء
الجمعة . . كانت نادين مشغولة بتوضيب حقائبها , فصعد إلى غرفتها
والتعب والتوتر باديان عليه ثم قال لها بدون مقدمات :
ـ أعرف أنك ستعترضين على هذا . . ولكنني قررت أن يرافقك
أحــد إلى رومــا .
ردت ساخرة : (( لا تقل إنه لانس الـــذي لا يقدر بثمن )) .
لقد سئمت قليلاً من ذكره أمــامها ولكنه تجاهل تعليقهـا الفظ وهز
رأســـه :
ـ لا . . إنه أحد الرجال الذين اقتحموا المزرعــة , فهو مطلـــوب
للشهادة أيضـــاً .
شهادة قد تدين سيرجيو ! ذعرت نادين . . فهذا ما لم تخطط له ,
وهـــذا الرجـــل الــذي يشير إليه والدها , ما هو إلا أحــد رجــال الفرقة
الخاصة التي أنقــذتها . على أي حال لم تتعرف إليه بل هي أصلاً لا تذكر
الكثير عن ذلك اليوم . لكنها وجدته لطيفاً ومهذباً , عندما كــان يجلس
إلى جانبها في الطــائرة .
لم تدرك مدى توترها إلا بعدما كادت الرحلة تنتهي . قال لها
بهـــدوء :
ـ أعــــرف أنـك تستصعبين الشهــادة . . خاصــة وقــد عـــايشت أفـــراد
العصابة . والمخطــوف في هذا الموقف إما يكره الخاطف بشدة أو يعتمد
عليه كثيــراً . .
كان يراقبها , فشعرت نادين بأنه يتســـاءل عن الموقف الذي
اتخذته : الكره أم التعاطف . لكنه سيعرف سريعاً . شدت على شفتيها
لتصبحا خطاً رفيعاً . فما قاله صحيحاً إنها تشعر فعلاً بالاعتماد على
سيرجيو , فبدونه لا طعم للحياة ولا نكهة ومع ذلك فهــي تعرف أن من
المحتمل ألا يبادلها المشاعر . لكن إن استطاعت تحريره فيحتاج إلى
مساعدتها وعونهــا . تحركت بقلق في مقعدها . . أهذا ما تريده ؟ عرفان
جميل بالقوة ؟ تبعية لها , لأنه لا يجد شيئاً آخــر أمامه ؟ أتريد حقاً أن
يتقزم إلى هذه الدرجة ؟ ألم تحبه لأنه متكــبر ومستقل ؟ أيرغب حقاً في
الحرية بهـــذا الثمن ؟ أم سينقلب مـــا يكنه لهــــا إلى كراهية واحتقار ؟
حاولــت نفسها سـلباً وإيجاباً أثناء الرحــلــة ولكنها لم تصل إلى نتيجة
ولكن ما تعرفه خير معرفة أنها لن تسمح لـ سيرجيو بالذهاب إلى السجن
بدون أن تحــاول على الأقــل إنقاذه . أمــا ما يحدث بعد ذلك فشأنه هو .
عندما رأت الحراسة المشددة التي طالعتها في المطـــار والتي
أحاطت بالفندق الذي نزلا فيه , علمت أن السلطات تنظــر إلى تلك
المحاكمة بطريقة جادة , وأدركت أن فرصتها في إنقاذ سيرجيو قليلة .
كانت الحكومة الإيطالية تريد الانتقام وستكـــون مساعدة نادين هــي
السبيل للحصول على ما تريد . وهذا ما تأكد لها في اليوم الأول
للمحاكمة , حين طلبت للشهادة .
فــي قفــص الإتهام , شاهــــدت ليديا , تحــــدق إليهـــا بغــضــب , كمــا
شاهدت لينو و بيدرو إلى جانبها , ورأت آخــرين وقفـوا وراءها لم تتعرف
نادين إليهــــم , لكـن سيرجيو لم يكن بينهم . بدأ الخوف والذعر يستوليان
عليها . . أين هو ؟
تدفقت الأسئـــلة عليها , وأجبرت نفسها على الرد بدقة ولكنهـــا
تعمدت عدم التلميح إلى دور سيرجيو . كان توترها يزداد كلما بحثت
عنه عيناها في قاعة المحكمة . هل استطــاع الهرب ؟ لم تقــرأ شيئاً عن
هذا في الصحــــف .
في إحــدى المراحــل , حين اضطرت لذكــر تهجم لينو عليها , أخــذت
القاعة تميد بها , وأصبح صوتها أجش متوتراً . فــســارع القاضــي يأمــر
بإحضــار كــأس عصير لــها , وطلب منها أن تهدأ . ثم ســألها :
ـ في تلك المرحلة أنقذك أحد أفــراد العصابة ؟ فهل هذا الرجــل . .
هنا بين الموجودين في قفص الاتهام ؟
تقدم شخص من القاضــي ليهمس شيئاً في أذنه , فهز القاضي رأســه
ببطء , ثم ابتســـم لــ نادين :
ـ آه . . أجل . لقد نسيت . . ذلك الرجل أصيب أثنـــــاء القتال
وأصبح أبعــــــد من عدالة الإنســـان .
مــــادت قاعة المحكمــة , وانقلبت , ودارت بجنون حولهــــا . .
سيرجيو مات . . مات . . . كانت الأصوات حولها تتخطــاها وتتباعد
عنها في موجــات ثقيلة . . شخص ما في مؤخــرة القاعة , كــان يصيح ,
ويركض إليها ومسدسه في يده . . فجــأة انفجر العنف فـــي قـــاعة
المحكمة , وصرخ شخص ما ثم دفع نادين إلى الأرض , في اللحظة
التي مرت سكين قرب أذنها . . ودوت أصوات الرصاص , ثم حينما
رفعت نادين رأسهـــا رأت جسـد لينو خامداً ممدداً ووجه ليديا متلوياً
ألمـــــاً .
منتديات ليلاس
تبدل المشهد أمامهـا وشاهدت نادين سيرجيو مكـــان جســـد لينو ,
ذراعاه مفتوحتان وجسده بدون حياة . . فطغى حزنهــا عليه على جميع
مشــاعرها .
سمع حـارسها يشتم , ثم ســألها ما إذا كانت بخير , وقال متمتماً :
ـ لقد حــذرني لانس من حــدوث شيء كهذا . .
لكن ما قـــاله لــم يكـــن يعــني شيئاً لــ نادين . . فــ سيرجيو مــــات . لم
تستطع ترك الأمـــر هكذا . . فبعــد مــا حدث لم يطلب منها المــزيد مــن
الأقوال ولكنهــا رفضت مغادرة قاعة المحكمة , حتى تعرف ظـروف مقتل
سيرجيو كـــاملة .
كــان فــي عيني حــارسهــا شفقة وحنو , عندمــا قالت له إنه قد يضطــر
إلى حملهــا بالقوة إلى خارج القاعة , وإنها لن تغادرها قبل أن تعرف كل
شــيء . . وكان في عينيه كذلك إحســاس آخــر لم تستطع نادين تسميته ,
ربما هو الشعور بالــذنب .
شاهدت تلك النظرة مجـــدداً , حين تحدثت مع مســؤول إيطــالي
أنيق , متجهم الوجه , يتكلم الإنكليزية بطــلاقة . وقد اعتذر هــذا
الإيطالي بلياقة رسمية لما كــاد يحدث لها , وقال بمرارة :
ـ السفلة ! هذه الحيوانات لا تستحق الحياة . . إنهم يريدون تمزيق
المدينـة , إنهم لا يستحقون الحياة .
رفعت نظراتها المتوسلة إلى حــارسها , للتدخــل ولطرح السؤال
الذي لم تستطع نادين طرحــه :
ـ آنسه كلايتون مهتمة بأمر رجـــل اسمه سيرجيو . . قتل أثناء
الحادثة , على مــا أعتقد .
أهي مخيلتها , أم أن رسالة صامتة تبودلت بين الرجلين ؟ . . بعد
تردد قليل , قال الإيطالي :
ـ أجــل . . هذا مــا حصل له .
أرادت أن تعرف الحقيقة مهما كانت مؤلمة . إنها تريد أن تعرف
كيف قتل سيرجيو :
ـ هل مــات في منزل المـــزرعة ؟
ـ أجــل , أصــابه أحـــد منقذيك . .
ـ بل أحــد أفراد عصــابته .
جــاء التفسيران في الوقت نفســه , ولامست تقطيبة شديدة جبين
نادين , ولكـــن قبل أن تتســاءل عن تباين تفسيريهما , اعتذر الإيطالي
بــــلطف :
ـ أجل . . طبعاُ . . أنت على حق وأنا مخطئ . لقد تلقى رصــاصة
من أحـــد منقذيك .
إذن سيرجيو مات ! لكنها لم تتمكـــن من تقبل هذا الخبر . لقد كــــان
رائعاً ولطيفاً , ســلاحه قوة إرادته . وأخذت تشنجــات بكاء هستيري تهز
جسدهــا فبدا حارسهــا غير مستريح وهكذا بدا الإيطالي أيضاً .
ـ سنيوريتا . . أرجوك . .
ـ مــاذا حدث لجثته ؟
صمت مطبـــق . . : (( دفنت )) .
ـ وأين قبره ؟
ـ غير معــروف , وهذا ما يليق بالمجرمين أمثاله .
وكانت هذه الضربة القاضية . . لقد رحل سيرجيو وكأنه لم يكن .
ذهب بدون أن يكــون له قبر يحدد ولادته وموته .
بدا حارسها مندفعاً لإخراجها من قاعة المحكمة , وشعرت بأن
انفعاله هذا هـو لإبعادها عن طـرح المـــزيد من الأسئلة . كان يتصرف كمن
يريد إخفــاء شيء عنها . ولكن ما هو هذا الشيء ؟
عندمــــا حطــت الطــائرة في مطـــار هيثرو كان والدها بانتظارهـــا ولكــن
عندما رأى الحزن على وجهها وتحركها البطــيء الذي يشير إلى أنها تكـاد
تتمـزق إرباً أرباً لم يحـاول معانقتهــا . ثم أســـرع يدير أمــر ذهابهــــا إلـى
الريف . ولم تذكــر نادين متى كانت المرة الأخيرة التي أمضـيا فيهــا بعـض
الوقت في الريف , حـاولت أن تجبر نفسهـــا على التجاوب مع مزاج أبيهـا
ولكنهـــا فشلت في ذلك .
كـان سيرجيو يلاحقهـا . . وعندما فقــدته أدركت شــدة حبهـــا له , فهــي
الآن تشعر بألم جسدي كبير ولعل أكثــر ما يؤلمها موضع لحده المجهول
فلو عرفت المكان لذهبت تزوره في لحــده علها تجد بعض السلوان .
أفضت بمكنونات قلبهــا إلى أبيها على أمــل أن يستطيع تقصــي بعض
المعلومات عن موضع قبر سيرجيو ولكن أباها بدا متردداً وقال مفسراً
تــصــرفه :
ـ سيزيد هــذا من قسوة الأمــر عليك .
ولكن نادين كانت مقتنعة بأن مــا يقولـه ليس السبب الحقيقــــي ,
وشعرت من جديد بأن الجميع يراوغ ولا يقول الحقيقة .
أخذ والدها يقنعهـــا بأن عليهــا لملمة خيوط حياتها ولكنها لـــم تشعـــر
بما يدفعها إلى هــذا . وبعد أربعة أيام من وصولهـــما إلى المنزل الريفـي
وحتى ترضي أباها , وافقت على تناول العشاء خارجــاً . وقــاد السيارة
بنفسه إلى مطعم ريفي صغير , يرتاده المحليون بكثرة , وطلب وجبة
لهـــا .
كان طلب (( البانيه )) الذي قدم لهما مع الخبز الطــازج يثير الشهية . .
ولكن ما كادت نادين تتناول لقمة واحدة , حتى شاهدت رجلاً يقف في
طرف قاعة الطعام البعيد , كــان شعره الأسـود متجعداً فوق ياقة قميصه
وحركته مرنة . لمحته من الخلف ولكنها كانت لمحة كــافية لانتزاع
اللون من وجهها ولم تشعر إلا ولسانها ينطق اسم سيرجيو بألم . جاءت
ردة فعل أبيها سريعة فسارع يخفي وجهها الشاحب وجسدها المرتجف
عن سائر الموجودين . وقال لها بهدوء :
ـ لا يمكن أن يكـــون سيرجيو , نادين .
ولكنها لما نظرت إليه وجدت نظرة في عينيه لم تستطع تحليلها .
كــانت نظرة ملؤها الغضب والإحساس بالذنب . حين تأكد من استعادتها
رباطة جأشها , قال لها إنه تذكــر مخابرة هاتفية عليه إجراؤها قبل العودة
إلى المنزل .
عندمـا ابتعــد يطـلب الهـاتف , حـــاولت استجماع شتات نفسهـــا . وبدا
لها أن والدهــا تأخر كثيراً , وحين عــاد بدا مشغول الفكــر غارقــاً فــي
التفكير .
غـــادرا المطعم فـــوراً تقريباً , وما إن وصـــلا إلى المنزل حتى قال لهــا
بنعومــة :
ـ أعرف أنك لم تذكــري إلا الأمور الأساسية عمـــا حــدث أثناء
خطفك وأعرف ما تشعرين به نحو سيرجيو . . ولكنك كتمت أموراً
كثيرة جرت . أيــساعدك التحدث عن الأمـــر نادين ؟
رمت بنفسها بين ذراعيه فتداعت رباطة جــأشها الهشة :
ـ آه , يا أبـــي !
وأجهشت بالبكــاء وراحــت تقص عليه مــا حدث فأصغى صامتاً
وعندما أنهت الــسرد بدا متجهماً , وأكــبر سناً :
ـ يــا طفلتي الصغيرة الحبيبة ! مــــاذا أقــــول ؟ أنت تتحــــدثـيـن عن حبــك
لهذا الرجــل , فهل أن واثقة بأن الأمــر ليس مجرد افتتان . . ولو افترضنا
أنه نجـــا فهل يشعر . .
وأردفت تتم عنه جملته باكــية :
ـ فهل يشعر بما أشعر به ؟ أبي , لا أدري أعرف شيئاً واحداً وهو
أننــي أحبه وبدونه لا طعم للحياة عندي .
ـ أحببته كثيراً ؟
ـ أجـــل . صــدقـني أو لا تصــدقـني , كــان حبي الأول . . وأنا سعـــيدة
بذلك . ولا تقل لي إنني ما زلت صغيرة , وإن أمامي العمر لأجد شخصاً
آخــر , لأنني لن أجـد شخصاً كــ سيرجيو .
ـ آه . . يا ابنتي المسكينة ! ماذا أقول ؟ الزمن يشفي الجــراح ! عندما
فقدت أمك . .
تنهد وبدا مرة أخــرى أكبر سناً :
ـ نادين . . لقد أســـــأت الحكم عليك والأنكـــى . .
ردت بحــزن : لأنني قلت لك أن سيرجيو هــو حــــبي الأول ؟ لا ألـــــومك
أبي . . فسمعتي لم تكن عظيمة .
ـ اسمعــي يــا ابنــتي أنت أكـــبر مــن أن أقــــول لـك ملاحظــات تافهـــة ,
وأصغــر من أن تتقبلـــي أن هذه الملاحظات هي فــي النهـــاية صحيــحة .
أدركت نادين إنه كان يراقبها بحزن متعاظــم أثـــناء العـــــودة إلى لــندن .
وفي لندن انخرطت بالعمــل بلا توقف وكــان العــمــل الوسيلــــة الوحيـدة
لإرهاق نفسها حتى تنام ليلاً . وما كان أشد حاجتها إلى النوم , فأحلامـها
كانت تشمل دائماً سيرجيو الدافئ المحب .
منتديات ليلاس
حان عيد الميلاد وولـى وبدأ شعـــرها يسترسل من جديد . لكنها
أصبحت نحيلة ومتوترة وهـشة كــالزجــاج . . وكان الألم يزداد سوءاً .
في مطلــع السنــة الجديدة , كـــان على والدهــا السـفر إلى نيويورك مرة
أخرى . . وكان والدها في الأسبوع الذي سبق رحيله يبدو متوتراً عصبياً
على غير عادته . . وعندمــــا واجهته نادين بذلك , قال إن السبب عــــدم
رغبته في تركهــا وحيدة ثم قال وهو يتجنب النظـر إلى عينيها :
ـ طلبت من لانس أن يزورك ليتأكد من أن كــل شيء على ما يرام . .
إنه في السويد حالياً ولكنه سيعود الأسبوع المقبل . . ولديه مفتاح
للشقــة .
أرادت نادين أن تقول له إنها ليست بحاجة إلى عين ساهرة ولا إلى
أن تعامل وكــأنها طفلة حمقاء ولكنها لم تقل له ذلك بسبب قلقله
وحزنه . عندما امتنعت عن الكلام , قــال :
ـ نادين . . أنا . . فليسامحني الله على ما فعلته بك . . فأنا لا
أستطيع مسامحة نفســي . لـيتني كنت أعلم . . .
اعتقدت بأن لســان حاله يقول إنه لولا ثراؤه لما تعرضت للخطف
ولما التقت بـ سيرجيو , فردت تقاطعه بنعومة :
ـ وعلى ماذا أسامحــك يا أبي ؟ أعــلم يا أبـي أن حبــــي لـ سيرجيو هـــو
أثمن من كل ما في الحياة . ربما أنت على حق , فربما كان سيرجيو يُكن
لــي المشاعر نفسها .
قاطعهــا والدهــا بعنف :
ـ بالطبع كــــان يُكنهـا . . نادين . . أنا . .
علمت أنه يحاول تخفيف ألمهــا , فضحكت ضحكة مرتعشة :
ـ ماذا تعني (( بالطبع كان يكنها )) . . ولمـاذا يحبنـــي ؟ ألأننــي ابنتك ؟
ســافــر السير برادلي بعـــد ظهـــر اليوم التالـي وكـــانت نادين قـــد أقلته
بنفسها إلى المطار بسيارة الرولزرويس الضخمة . وبعدمــا أقلته عـــادت
ولكن عوضاً عن العودة إلى الشقــة التي تحتل الطابق الأخــير من البناية
التي يسكنان فيها , توجهت إلى المكتب تغرق نفسها في العمل .
كــانت تصل إلى المكتب في الثامنة صباحــاً ولا تغـــادره حتى الثامنة
ليلاً , وعندما تعود إلى الشقة في أعلى البناية كانت تشعر بإرهاق شديد
يكاد يمنعهـا عن تحضير لقمـة طعام ولكن جسمهـــا اعــتاد على هـــذه
الخطوات العقابية , وعــاد النوم إلى مراوغتها .
قال لها رئيسها ذات صباح عندمــا وجدهـا جالسـة على مكتبهــا وحول
عينيها دوائــر كبيرة :
ـ نادين لن تستمري على هــذه الحــال . استريحــي بضعة أيــام . هــــذا
أمر ! لن تقدمـــي للعمل فائدة وأنت على هذه الحــال .
اعترفت بصدق قوله فاستسلمت ولكن الشقة بدت لها مقفـرة بدون
والدها ولذلك قررت الذهاب إلى منزلهما الريفي في (( سوراي )) .
عندمــا غـــادرت لـندن انهمــر الثلج . كانت رقــع الثلج تتســاقط هشـة
ولكنها كانت متماسكة كحبها لــ سيرجيو , الذي أخذ يزداد تماسكاً بدون
أن تشعر به حتى فــات الأوان . . فات الأوان . .
وصــلت إلى مـــنزل سوراي متأخرة , وفيمــا كـــانت تهم بفــتح الباب
فكرت في الاتصــال بأبيها الذي سيقلق إن اتصــل بالشقة في لندن ولم
يجدها . لكن قيادة السيارة مدة طويلة أرهقتها وأتعبتها فنامــت حالمــا
استلقت في الفراش . . وكــان أن استسلمت إلى أحــلاك ليس فيهـا إلا
سيرجيو .

نهاية الفصل ما قبل الأخير (( التاسع )) . . .

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 09-01-12, 09:52 PM   المشاركة رقم: 43
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

ســــاعة وسيكون الفصــل الأخير جاهز
انتظرونــــــــــــــي

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 09-01-12, 10:48 PM   المشاركة رقم: 44
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي 10 - أعدني إلى عــذابي * *

 


10- أعدني إلى عــذابي * *

عندما استيقظت نادين اكتشفت أن الثلج الكثيف يغطي حديقة
المنزل والأرضي الريفية المحيطة به . ولأن المنزل لم يكن يستخدم
باستمرار, اعتاد والدها على استئجار من يمد يد المساعدة . وهكذا
كانت تأتي امرأة من القرية أسبوعياً لترتب المنزل , لذا لم تجد نادين
مشكلة في تشغيل التدفئة المركزية .
فيما كان الدفء ينتشر في المنزل قررت الاتصال بأبيها , ولكنها
حين رفعت السماعة اكتشفت أن الخط مقطوع , أما أقرب هاتف فيبعد
ثلاثة أميال , وطالما تساءلت من أمر بوضعه هناك , بعيداً أميالاً , هزت
كتفيها وقررت الاتصال به حين تقصد القرية لشراء الطعام .
كان الثلج أعمق مما ظنت في البلدة . . وكانت سيارة الرولز ثقيلة
رغم مقودها الآلي . عندما وصلت إلى القرية وجـــدت مخزناً عـــاماً واحداً
يبيع الطعام , وجــزاراً واحداً . تمكنت نادين من شراء ما يلزمها . . وفيما
كانت في طريق العودة انهمر الثلــج من جــديد . ما إن وصلت إلى مفتــرق
الطريق , حيث كشك الهاتـف , حتى كـادت سيــارة مســرعة كــانت تهــبط
التل المقابل بجنون تصطدم بها لولا ابتعـاد نادين بسيارتهــا الثقــيلة عــــن
الطريق . . جلست مصعوقة لا تصدق نجاتهـــا . وما إن استعـــادت هــدوء
أعصابهـا , حتى حـاولت إعـــادة الرولز إلـــــى الطريق , ولكــن الإطــارات
الخلفية ظلت تنزلق بدون جــــدوى على الثلج . فــأدركت أنهــــا لن تتمــكن
من تحريكها . . والأنكى أن السيارة كانت تنزلق إلى الخلف فسارعت
تشد المكبح اليدوي , ونزلت تتفحص وضــع السيارة .
ولمــا أدركت أنها مضطرة إلى ترك الرولز والسير إلى المنزل على
قدميهــا خفق قلبها .
ولكنها خففت عن نفسها قائلة إن بإمكانهــا الاتصال بالمكتب في
لندن ليعرف أباها أين هي وبإمكانها كذلك الاتصال بالكاراج المحلي
ليبعثوا من يسحب السيارة . ســارت نحو كشك الهاتف , تبحث في
حقيبتها عن قطع نقدية معدنية .
رفعت السماعة وسرعان ما عبست عندما لم تسمع الرنين المعتاد .
حركت الأزرار أكثــر من مرة , وأدركت أن الخط مقطوع كما هو الحال
في المنزل . فتناولت مشترياتها بغضب من السيارة , وبدأت السير , إنما
ليس على الطريق المعبد بل عبر الحقول لأن هذا الطريق سيوفر عليها
المسافة والوقت .
كانت قد ارتدت ملابس عادية للذهاب إلى القرية : ســروال من
الكتان وسترة من الفراء اشتراها لها أبوها في عيد الميـلاد . كانت
المـــلابس بكلمـات مختصرة جــذابة ومنــاسبة للتــسوق من قريــة
(( نايتسبروج )) . . وقبل أن تقطع نصف المسافة , تخدرت ساقاها وآلمتاها
من المشـي في ظـــروف لم تعتـــد عليهــا . جــمدت الريـــح الــبـــاردة وجههـــا
ووقف قفــازها الجلدي الناعم الفـــاخر عاجزاً عـن تدفئتهـــا ومـــع ذلك ورغـــم
تعبها كله خــــــــــاضت الثلــــج بتصميم , حــتى بـــرز أمــامهــا أخيراً الجـــدار
الحجــــري المحيـــط بحديقة المنــزل . دخـــلت من بـــاب صــغــير , واتجهـــت
متعبة إلى الباب الخــلفـــي .
كــــان المنــــزل ينعـــم بالدفء بعـــد البـــرودة التـــــي شهــدتهــا فــي الخـــارج .
صعـــدت إلى غرفتهـــا لــتستحم ثم رفعت سمـــاعة الهـــاتف مرة أخرى قــبل أن
تدخــــل المـشــتــريات إلى المطبــخ . . فإذا الخط مــا يزال مقطــوعــاً . عضت
على شفتها ثم قــالــــت لنفــسهــا إن السيارة لن تتعرض إلى المخــاطر لأنهـــا
بعيــدة عن الطــريق . كمــا أن رئيســها يعرف مكــانها . . مسكين والدها . . .
الرولز هي فخــره وبهجته . أملت أن يــصلح الهاتف في الــوقــت المنــاســــب
لإنقـــاذ السيـــارة قبل عودته من نيويورك . . فتح السير الطويــل شهيتهـــــــــــا
وللمرة الأولى منـــذ المحـــاكمة تجد نفسهــا تتمتع بالتفكيـــــر فـــي الطعــــــام
ولكنها فكرت أن عليهـــا قبل كــــل شيء الاستحمـــام .
كان في خزانة الحمام شـــامبو للحمام سكـــبـــت مـــــنــه بــعــض القـــطــرات
بسخاء في الماء الســاخن , وراحت تراقب المياه وهي تتــــحـــول إلى لــــــون
أخضــــر مليء بــالــرغوة . غمرها المــاء بغمامة دافئة معطرة , واسترخـــت
فيه , لكن جــســمــها ارتجف فقد تذكــــرت سيرجيو عندمـــا كـــــــان يعانقهـــا
بشغف , تـــأوهــت لأن الــذكريــات رغم كل شيء ترفض أن تمـوت . جففــــت
نفسهـــا بخشونة , ثم دخـلــــت إلى غرفة النوم ترتدي ملابس نظيفة . فتحــت
درجـــاً فيه عدة قــطــع من ملابس صيفية مرتبة , وضــعــت هناك بعد عطلتها
في الكــاريبي , ولكن مالفت اهتمــامهــا فجأة هو قمــيــص قطنــي رجالي . . .
أمسكـــته ببــــطء تفتحـــه , ثــم حــدقــت إليـــه وراحـت الذكــريات تتدفــق إلى
رأسـهـــا , إنه قمـــيص سيرجيو . وجــدته في غرفتها يوم قضــى ليلته معهــــا
ليــــحمــيهــا من خـــوفهــا . رفعته إلى وجههـــا , تضمه وتشم رائحــة الــرجل
الـــذي احتوى جـــسـده يوماً . وقــبـــل أن تحرم نفســها من هـــذه الســعـــادة ,
ارتدته . . فغمـــرهــا ولكنهــا لم تهتم , إنــه قميــص سيرجيو الــــذي كــــــان
يرتديه . . كانت تمشــط شعرهــــا حين سمعت من يــقـــرع الباب الأمــــامـــي
تسمـــرت للحظــــات في مكانها , ثم وضـــعـــت الفــرشــاة من يدهــا
وهرعت إلى الدرج , ناسية أنها ترتدي القميص , وأن ســـاقيها تبدوان
طويلتين نحيلتين تحته . . لا شك إن أحــداً كــان يمر قرب المنزل فشـاهد
الأنوار وأحــب أن يــتأكــد من أن كـــل شيء على مـــا يرام . فتحت الباب .
ولكن الكلمات ماتت على شفتهــا , حين اندفع والدها إلى الداخــل ,
ينفض عنه رقع الثلج وعلى وجهه التعب والإرهــاق . توقف ثم التفت
يتحدث إلى الــرجــل الذي خــرج من السيارة المركونة أمـــام المنزل .
وسمعته يــنادي :
ـ لا بأس لانس . . إنها هنا . وهي سـالمة . . يا إلهي نادين , حين
رأينا الرولز كدت أصــاب بنوبة قلبية !
ـ ولكن . . أبي . . ماذا تفعل هنــا ؟ كيف عرفت . .
ـ اتصــل بي لانس من لندن ليقــول إنه زار الشقة ولم يجدك , فــاتصل
برئيسك الذي أخبره أنك هنا . فحـــاولت الاتصال بك بدون جدوى .
استقرت عيناه بحزن على وجهها , ولم تجد ما يدعو للســؤال عن
سبب مجيئه إلى سوراي لأن قلقه وحزنه باديان على وجهه .
قالت بحــدة وهي تنظر إلى الباب الذي ما زال مفتوحــاً :
ـ آه , أبـــي ! لا شك أن صديقك لانس فــضــولي . ألم يكتــف بــقول
رئيسي الــذي أكد له أننـــي هنا ؟
ـ أوه . . لا تلومــي لانس . . طلبت منه مراقبتــك لأجلـــي . ويجــب أن
أقول إننـــي حين شــاهدت الرولز . . .
ـ آه . . كنت آمــل أن أستعيدهــا قبل عودتك .
ثم باشرت بشــرح مــــا حـــدث وبعــد قليـــــل سمعت جلبة فــي الخـــارج ,
فــأدركت أن كــل ما ترتديه هو قميص رجــل , ربمــا يكون محتشماً ولكنه
مثير جـــداً , فــأسرعــت إلى الدرج , لا تريد أن تضبــط في مثــل هذا الموقف
أمـــام صديق أبيهـــا .
ولكنهــا لم تفلــح . . فمــا كــادت تصــل إلى الدرجــة الأولى حــتى
سمعت الباب يصفق , وسمعت أبوهــــا يقول بصوت متوتر عجيب :
ـ لا بأس لانس . . إنهــا بخير .
ـ يريحني أن أسمــع هذا .
صوت بارد هــادئ ورسمي . . ومع ذلك فهــي تعرف هذا الصوت
كمــا تعرف صوتها . . التفتت إلى مصدر الصوت بوجه شاحب . حــاولت
شفتاها النطق بالاسم ولكنها ارتجفت ارتجــافة قوية لم تستطع معها إلا
الصياح بــاحتجــاج ثم ابتلعها فراغ أســود هــادر , وهــي تسمع والدهـا يصيح
بقــلق :
ـ يا إلهــي ! كــان يجب أن أحذرها . . لكنني خشيت أن أجدها قد
ارتكبت حمــاقة .
ثم توقف كل شيء واستولى عليها الخوف من أن تكون قد فقدت
عقلها . . فالرجـل الذي دعاه والدها (( لانس )) هو (( سيرجيو )) . . سيرجيو
الميت . . سيرجيو الذي اختطفها وأذلهــا . . سيرجيو الذي أحبته . .
سيرجيو الذي لا يمكن أن يكون هذا الرجل الواقف الآن يراقبهـــا بعينين
باردتين قاتمتين , الرجل المرتدي بذلة رسمية , والذي تلوح عليه
مظـــاهر الغضب ونفاذ الصبر .
فتحت نادين عينيها ببطء : (( أبــي )) .
ـ لقد رحــل . . إلى لندن .
سيرجيو ! إذن أنها لم تكن تحلم ! كـــانت مستلقية في فراشهــا في
منزل أبيها . وكــل ما حولها مألوف و آمن إلا الرجل المستند إلى النافذة .
ـ أظن أن الوقت حــان لنتكلم .
تصاعدت الهستيريا في داخلها . لقد تركهــا تعتقد أنه مات , تخفى
تحت ظــل صديق والدها . . جرها لتحبه ثم حطم قلبها , والآن يعتقد أن
عليهما أن يتكلمـــا ؟
أشاحت بوجههــا عنه , تــحدب كتفيها بطفولية .
ـ لا تكــلمني !
شعرت به يتحرك . كــان ثابت الخطوات , تطغى عليه رجولة مميزة
وكــان أن تقدم ليقف إلى جانب السرير . . ليته لا يقف هناك فقد جعلهـا
وقوفه فوقها تشعر بالوهن . راقبت اليد التي مدها إليها بذعر ومرت بين
شفتيها المذعورتين صيحة ألم :
ـ لا تلمســني ! . . لا تلمســني ! لا تقترب مني ! أكرهك !
خــر على ركبتيه , حتى أصبحت عيونهما على مستوى واحد :
ـ حقــاً .
حــاولت نادين الجلوس , ولكن ذراعه التي قبعت على كتفيهـــا
ســمرتها في السرير , وســـأل بانفعــال :
ـ ألهذا ترتدين قميصي . . لماذا أردت إنقاذ حياتي ؟ لمــاذا قلت
لأبيك إنك تحبينني أكثر من حياتك ؟
حــاولت أن تبتلع ريقها , ووجدت أنها غير قادرة :
ـ لا يمكن لأبي أن يخبرك بما بحت له , لن يفعل ذلك .
ـ لكنه فعل . . والآن هل ستقولين إنك كــذبت عليه ؟
تجــاهلت السـؤال : (( من أنت ؟ )) .
رد بــحدة :
ـ تعرفين من أنا . . لآنس آدمز أبن أفضل صديق لأبيك , ولكنك لم
تردي بعد على ســؤالي .
ـ أنت من لم يرد على ســؤالي .
ـ في هذه اللعبة , كمــا في ألعاب أخرى السلطة للقوة . . لذلك
أخبريني . . أكنت صـــادقة فيما بحت به لوالدك ؟
خرجت الكلمات بألم من أعماقها :
ـ أجــل , ولكنني لم أعنك أنت بل عنيت رجـلاً لا وجود له الآن .
ـ لكنه موجود . . أتريدين أن أثبت لك هــذا ؟
تراجعــت مذعورة : (( لا )) .
ـ ما هذا الحب الذي يجعلك تخافين إلى هذه الدرجة . ربمــا يجب
أن أذكرك بأن من السهل أن ينقلب هذا الكــره إلى شيء آخــر مختلف .
ـ ماذا تفعل هنا ؟ لا أفهــم . . .
انتفض بقـــسوة :
ـ مــاذا دهاك ؟ هل تلاشى السحر كله الآن لأنك عرفت الحقيقة ,
واكتشفت أنني رجــل كالآخرين ولست بطلاً ؟ أنت لا تعرفين مبدأ الحب
الأول يا فتاتي الصغيرة فما زلت تعيشين في عالم الخيال .
نهض وتقدم إلى النافذة مديراً ظهره لها واضعـاً يديه في جيبي بذلته
الفــاخرة التي يرتديهــا :
ـ جئت اليوم إلى هنا لآن والدك طلب مني ذلك , كــان قلقــاً عليك إذ
خشي أن . . .
ـ أن يكـــون سبب هزالــي و ضعفـــي حب رجـل لا وجود له ؟
في لهجتها مرارة . أنزلت قديمها إلى الأرض فقال لانس بهدوء :
ـ لم يقصد أحد منــا ما حدث . اسمعــي , إمــا أن أجلــس الآن لأقـص
عليك كيف جرت الأمور أو أخــرج من هذا المنزل تاركاً إياك ترعين
الكــراهية والمرارة المتمسكة أنت بهما . فأيهمـا تختارين ؟
ـ وهل ستبوح بالحقيقة كــاملة ؟
التفت ليواجهها فرأت ما لم تره قط , رأته أكبر سناً , أكثر إرهــاقاً ,
على وجهه شــيء ما مطبوع لم يكن موجوداً من قبل . . . وقال :
ـ هل أنت قوية لتسمعــي الحقيقة ؟
ترددت لحظة . . فمهما كانت حدة الألم التي ستعانيها فهي مدينة
لنفسها بمواجهة الواقع . . . ردت بحزم : (( أجــل )) .
ـ بدأ كل شــيء منذ سنة ونصف . . مات والداي حينما كنت مراهقاً
فتبناني عرابي ورباني . وكــان لطيفاً بشكل خاص معي . . رجل يهتم
ويتفهم الناس . أراد أن أحــل محله في مهنة القانون عندما يتقاعد . . فقد
كان يهوى صيد السمك , وينتظر بفارغ الصبر أن يجد المزيد من الوقت
لممارسة هوايته . . لذلك سافر إلى إيطاليا وكان يجب أن أرافقه لكن
مشكلة ما وقعت بيني وبين مرافقته . في بداية مراهقتي وبعدما
خسرت والدي عشت حياة مجنونة , هربت من المدرسة , والتحقت
بالعسكرية وقمت بأشياء أخرى مجنونة , فعلمني ما مر بـي أشياء كثيرة
عن الحياة , ما كنت لأتعلمها بطريقة أخرى . . . وقد وقف إلى جانبي
وآزرني فرغبت أن أرد له الدين وأن أشعره بأنه يستطيع أن يضع أعماله
القانونية بين يدي بثقة . . وهكذا سافر إلى إيطاليا وحده ولكنه لم يعد .
لمعت عيناه بمرارة , وأحــســت نادين بألمــه :
ـ حين كان في إيطاليا . اختطف . . وتلقيت طلب الفدية . لكــــن
المبلغ المطلوب كــان أكبر من أن أستطيع جمعه بسرعة . قمت بقصارى
جهدي ولعبت اللعبة على طريقتهم , وتمكنت من جمع المال بمساعدة
مع أبيك . ولكــن بعد فـوات الأوان .
ـ قتلـــوه ؟
ـ أجل . وحــاولت الضغط على السلطـات الإيطالية لــفعل شــيء ما .
ولكنهم كانوا أسوأ من السوء نفسه , فقررت أن أضــع الأمــر على عاتقي ,
حين كنت في الجيش , التحقت . . .
ـ بفرقة الإنقاذ الخــاصة ؟
ـ أجل . لذلك قررت أن أحـــاول خرق العصــابة , إن السلطـات
الإيطالية تعرفهم , ولكن لم يكن لديها دليل بين , لذلك لاحقتهم
لأراقبهم , ودرست أوضــاع المنظمة وقد ساعدني واقع أن كل وحدة من
وحدات المنظمة كانت تعمل مستقلة وعرفت أنه لن يكون مستحيلا ً أن
أخترق صفوفهم وكان أن ادعيت أن المنظمة الرئيسية أرسلتني لهذه
المهمة ولكنني احتجت إلى طعــم ثمين .
ـ أنــــــــــــا ؟
ـ ناقشت الأمــر مع أبيك , وأكــدت له أنك ستكونين آمنة . ولــكـــن مــا
لم أحـســب حســابه . . كــان . . .
ـ أن أكــون غبية فأقــع في حبك ؟
التفت إليها ثانية ليواجهها وكــانت قسمات وجهه غير مقروءة :
ـ وهل وقعت في حــــبي ؟ ظننت أن مـا حــدث كان افتتاناً . . لا . . ما لم
أحسب حسابه , أن تكوني امرأة عديمة التجربة وهذا عكس ما عرفته من
الصحف فقد كنت بريئة ونصف غبية , لا تعرفين حتى أولى قواعد
حماية النفس .
اختلطت المرارة وخيبة الأمـــل مع كلماتها :
ـ وهكذا قمت بخداعي وإخـافتي ومن ثم إغوائي .
رد بقســوة :
ـ أعفيني من التهمة الأخيرة . . كنت معي طوال الطريق , وأمنت
لك الحماية التي قدرت عليها بدون أن أثير شكوك الآخرين .
ـ كل تلك الرحلات إلى البلدة . . كانت . . .
ـ كانت لإرسال التقارير إلى أبيك ولنقـــل المعلومــات إلى فرقـــة
الدعـــم .
ـ إلى زملائك في فرقة الإنقـاذ الخــاصة ؟
توضح الآن كـــل شـــيء .
ـ أجــل . . كنت أعمــل بصفة غير رسمية , وبموافقة من الحكومـــة
الإيطالية .
ـ وكيف تمكنت من اختراق العصابة أصــلاُ ؟ باتخــاذك ليديا عشيقة .
ـ لا . ومــاذا إن فعلت ؟ ألم تحــاولي أنت إغوائــي لتكونــي عشيقتي ؟
إياك أن تقولي إنك حاولت إغوائي لإقناعي بتحريرك .
فجأة , أصبحـــا غريبين يواجه كل منهما الآخــر عبر شق عميق من
مرارة متبادلة . . وعرفت نادين سبب مرارتها واشمئزازها . . ولكن ما
سبب مرارته هو ؟ هل السبب إصــرار والدها عليه حتى يأتي لرؤيتها ؟ أم
أنه لم يكن يريد أصــلاً تورطاً إضافياً خشية أن تفرض نفسها عليه ؟
ـ ما لا أستطيع فهمه , هــو تصرف أبي . .
قاطعها لانس :
ـ طلبت منه ألا يبوح لك بشــــيء وأضيفي إلى هذا أنه مؤمن مثلــي
بأنك تحبين فكــرة الحب . . قلت لك إن التقارب المفروض في مثل هذه
الظروف يسبب أموراً غريبة وما لم يحسب أي منا حسابه كان . . .
ـ أن يحاول لينو اغتصابي وأن أرمـــي نفسي بين ذراعيك ؟ . . حسن
جداً . . ليس عليك أو على والدي الإحســاس بالإحراج بشــأن ما كــان
يمكـن أن يحـــدث .
منتديات ليلاس
آلمها أشـــد الألم أن تعرف أن مــا حدث كـان محسوباً ومخططاً له . .
وأن كل مـا كان يريده هو الانتقـــام من قتلة عرابه , وأنهــا كانت بكل بساطة
مجـــرد طعم . سمعته يقول بصــراحة :
ـ أتعلمين أن والدك اعتقدك انتحــرت حينمــا شاهد السيارة . هــذا
دون ذكــر ما شعرت به أنـا .
ردت بمــرارة :
ـ شعـــرت بالســـرور بــــدون شـــك , فمن المحرج جــداً لك أن تواجـه
مشـــاعري غير المـــرغوب فيهـــا . مـــاذا جرى ؟ هل يضغط أبي عليك
لتتزوجــني ؟ حسناً . . لا تقلق . . لا أرغب فيك الآن حتى لو كنت آخر
رجـــل على وجه الأرض !
أدارت ظهرها له . ولكنه قطــع المسافة الفاصلة بينهمــا بصمت
وأمسك ذراعيها ليديرها بقوة .
ســألها ســاخراً : (( أتراهنين على ذلك ؟ )) .
جرى الدم حاراً في وجنتيها وعندما أخفض رأســه ليعانقها اختنقت
أنفاسها واحتاجت إلى كل ذرة من إرادتها لتقاوم دافعاً مجنوناً يدفعها
إلى رمي ذراعيها حول عنقه , وإلى ضمه إلى صدرهــا لترجو منه أن
يحبهــا كما تحبه . . اعترفت لنفسها بأنها ما تزال تحبه رغم خداعه وعدم
اهتمامه بها . ولكن , لديها على الأقل بعض من الكرامة لترفض الذوبان
بين يديه , مع أن الله وحده يعلم السبب الذي يجعله يفعل بها هذا . إلا
إذا كان تصرفه نوعــاً من العقاب .
حين رفع رأسه عنها , كانت عيناه سوداوين عميقتين و كانت أظافــر
نادين قد تركت آثاراً مؤلمة في راحتي يدها . . أما جسدها فكله متوتر
بسبب الجهد الذي بذلته للمحافظة على لا مبالاتها . سألته بفظاظة , مع
أنها كانت تبكـــي ألماً في أعمــاقها :
ـ هل أنت راحــل الآن ؟
قال بكلمات ناعمــة شريرة : (( ليس الآن )) .
في عينيه تصميم ما أرسل إشارات الخطر في جسدها . . نظرت
بجنون إلى الباب , ولكن الوصول إليه يعني تجاوزه , وليس هناك من
طريقة تستطيع من خلالها تجاوزه دون أن يتلامس جسماهما .
نظر إلى القميص الذي ترتديه نظرة ذات مغزى :
ـ ما زلت تملكين شيئاً لي , على ما أعتقــد .
ـ هذا . . أتريد هذا ؟
ـ لا أريده فقط , بل ســـآخذه .
اعتقــــدت أنـه سيعمد إلى فـك الأزرار لـــذا أمسكــت بأطـــراف القميــص
بشدة , ولكنه أمســك بأطرافه ببساطة وشدها بقسوة , فطارت كل الأزرار
في اتجـــاه واحــد .
تصاعد صوتهــا بحدة , غضباً وذعراً : (( أتريده ؟ )) .
وخــلعـت القمــيص عنها يدفعهـــا إلى ذلك غضـــب شــديــد . ثـــم كورت
القميص الذي تمزق إلى كـــرة , وقذفته به .
ـ خذه إذن . . خــذه واخــرج من هنـا . إنمـــا لا تعد بعد الآن .
التقط القميص لا إراديـاً , وعيناه مسمرتان عليهـــا ولكن نظرة واحدة
من هاتين العينين جعلت قلبها يغور عميقاً ثم يرتفع ضاربة فيه طبول
الألـــم .
سمعته يقــول هامســاً :
ـ لا يمكنــك تصـــور الـعــذاب الــذي عانيـت منه كلمــا رأيتـك هكــذا بدون
أن أتمكــن من الوصول إليك . وبقيت أعاني ليلة تلو ليلة ويومــاً تلو آخــر
حتى ظننت أنني سأجن . . بل أنني مجنون فعلاً . . ما من امرأة قد تكون
كاملة إلى هذه الدرجــة , مثيـــرة إلى هــذا الحــد مرغوبة إلى هذه الدرجة
ولكنني كنت مخطئاً .
تحركــت نادين ولكنه مد يــديــه بعنــف , وراحــت أصـابعه تغــرز في
لحم خصــرها . . وأكمــل ببطء :
ـ أنت حتى الآن لا تعرفين ما بيننا , أنت لا تعرفيــن كــم هــو نادر هذا
الشعــور الذي يعتمــل في قلبي . هذا الشعــور الذي لم أختبر مثله في
حيــاتــي .
تفجــر ألم رهيب في نفسهــا مرسلاً شظايا مؤلمة إلى كل عرق نابض
في جســــدها .
ـ لمــاذا ؟
ـ إنه شعور فريد , لا أستطيع العيش بدونه لــذا أريد أن يدوم ما بيننا
إلى الأبـــد . أريدك أنت إلى الأبــد . إن مجرد التفكير في أن رجلاً آخر
يضمك ويحضنك يصيبــني بالجنون ويمزقني إرباً .
كان هذا شكـــل آخــر من أشكــال العذاب يوقعه بهـا . قالت بشراسة :
ـ اتركــني . . دعني أذهـب !
ـ ليس قبل أن أفعــــل هذا . .
و (( هذا )) كان عناقاً أشعل مشــاعرها إلى درجة لم تعد معها تستطيع
التفكير إلا فيه . سمعته يهمس في أذنها :
ـ أعـــرف أنك لا تستطيعين أن تحبيني لأنك لا تعرفينـــني ولكن
شوقــي إليك وعجزي عن الحصول عليك يدفعني إلى الجنون . فمنذ
أن خرجت من المستشفى وأنا عاجز عن التفكير بصفاء :
انتفضت بين ذراعيه : (( المستشفى )) .
ـ يا الله ! أوَظننت أنني أمتنع عن السعي إليك لو كنت أستطيــع ؟
أقنعت نفسي أن ما تشعرين به افتتان كما اتهمت نفســي بالحماقة لأنني
ظننتك واقعة في حبي فعلاً . ولكنني كنت مسحوراً بك , وحين أفكــر في
لينو وفي ما كاد يفعله أرغب في تمزيقه , لم أغفر لنفســي قط بسبب ما
عرضتك إليه . كنت خائفة جداً . . يا الله كدت أجن حــين التجــأت إلي !
قلت لنفســـي إنني لــن افعــل لك شيئاً , ولكــن ما إن عانقتك حتى فقدت
كـــل وعــي !
ـ ظننت رفضتــني لأنني . . عذراء .
تمتم بحــدة :
ـ يا الله . . ! بل أردتك , منذ وقـــع عليك بصـــري , كـــان بيننا سحـــر
مميز منذ البداية , ولكنني لم أدرك أنـــني أحبك فعـلاً حتى شاهـــدت بأم
عيني مدى شجاعتك ومدى قدرتك على مواجهة المصـاعب رغم خـوفك
الشديد . وكرهت نفســي بسبب الخطـــر الذي عرضـــتك إليه . لم أُقــدر
مدى تأثيرك في لينو وفي نفســـي .
ـ وهل أحببتني ؟ قيل لــي إنك مت .
ـ قيل ذلك لئلا يسعى إلي أصــدقاء لينو و ليديا , هــذا إجــراء
طبيعي . أما أثناء المحاكمة فكنت في المستشفى أسترد عافيتي من
الجرح الذي أصابـــــني من رصاصة ليديا .
تمتمت بانكســــار :
ـ ساعة أنقذت حياتي . كنت ســأروي لهم هذا في المحكمــة . .
كنت . .
ـ أعرف كل شــيء . . يا إلهي . . أنت تعرفين جيداً كيف تعــذبين
رجــلاً , أليس كــذلك ؟
ـ قلت لأبي إنني أحبك , ومع ذلك لم يقل شيئاً .
ـ وماذا كان سيقول ؟ كنت ووالدك نظنك تعانين من حالة افتتان ,
وهذا أمر شائع في مثل تلك الظروف . أتظنين أنك واجهت المشاكل ؟
كنت أعرف أن ما أحس به ليس أفتتاناً . . ولكنني وعدت والدك بأن
أمهلك وقتاً لتستعيدي حياتك الطبيعية ولكن وجودي في المستشفى لم
يكن يعني أنني قادر على نسيانك . وعندما راح أبوك يتأخــر في زيارتي
قررت أن المجــيء إليك . يا الله . . تصوري ما أحسـسـت به حين وصلت
إلى الشقة واكتشفت رحيلك ! كنت قد خططت لكـــل شــيء . . عشاء
هادئ يرافقــــه تفسير , ثم . . .
ـ ثم مــاذا ؟
ـ ثــــم عنـــاق وعنـــاق لأروي ظمــــئي إليك . وبعــد تلك العـــناقات لـــــن
تستطيعــــي رفـــض الزواج بي . هناك في المزرعة كنت أقف علـــى أرض
ثابتة وكنت أعـــــرف كيف تستجيبين إلـــي . يا الله ! كم من الوقت أمضيته
محاولاً النسيان ! كنت أعـرف أنــــني أستغلك , ولم تكونــــــي فــي موقــف
يسمـــح لك بالمقارنة , ولكنــني كنت قد بلغت أيضاً مرحلة يــأس جعلتــــني
أستخــــدم أية وسيلة لإبقائك فــــي حياتــي . قلت لنفســــي إنــــني يجب أن
أقنعك أن ما بيننا جميل ومميز , ســواء أكـــان افتتاناً ما تشعرين به أم حباً .
وكنت قد اتخذت قــراراً بــأن أصبــح وجهــاً دائماً في حياتك , حــتــى ولــو
اضـطــررت إلى الابتزاز .
ـ ابتـــزاز ؟
ضحك وشــدها ثانية إلـى دفء ذراعيه :
ـ أجــل يا حبيبتي , كنت ســأبتزك بالعرض الذي قدمته لـــي . .
ـ أتعني . .
ـ أعنـــي أنــني أحبك حباً يدفعني إلى ارتكـــــاب أي شــــيء حتى
أتزوجــك .
ـ ظننت أن ذلك كــــــــــان دوري .
منتديات ليلاس
جلس على السرير ثم شدهــــا إلى جانبه . . ثم راح يبادلهـــا الضحــك
وذراعاه تضمانها بــشدة . وسمعته يــتــأوه باحتجاج في أذنها .
ـ ألا يقلقك أن أفقد سيطــرتي على نفســـي ؟ أريدك نادين , أحبــك ,
وأحتـــاج إليك .
هــمــست ترد : (( وأنا أحبك حباً جمــاً لا أكـــاد معه أنتظـــر ليلاً حتى
أراك فـــي منامــي )) .
ضحك ضحـكــــة المنتصــر:
ـ أستطيع أن أقوم بما هــو أفـضــل من هذا حبـــي . . أفضل بكثير . إنما
ذلك بعد أن تعديــني بالزواج . وإلا ســـأروي لحفيــدنـا كيف حــاولت
إغــوائـــي .
ضحــكـــت نادين , وقـــد ازداد حـبهـــا لـــه أكـــثر فـأكثــر . ولكـــن الضحــكــة
مـــاتــت حيــــن نظــرت إليه ورأت الحــــب الصــادق فـي عينــيه فضـــمته إلى
صــدرهــا متأوهة . الآن عرفت أنه يبادلهــا حبــها العميق , الآن كفـرت له كـل
خـــداعه وســامحــته على جمــيــع الآلام لأنه سيعوض عنهــا بالسعادة وما هو
آت عظــيــــم .

تــمــت * *
النهـــــايـــة * *

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 09-01-12, 10:51 PM   المشاركة رقم: 45
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : روايات احلام المكتوبة
Love

 

هــاقد اسدلنا الستار عن الرواية
أرجو أن تنــال اعجاب المتابعين
و

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
السيف بيننا, احلام, بيني جوردان, دار الفراشة, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t171070.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 03-01-16 12:28 AM
ط±ظˆط§ظٹط§طھ ط§ط­ظ„ط§ظ… ظ…ظƒطھظˆط¨ط© ظ…ظ„ط§ط°ظ†ط§ This thread Refback 11-10-14 12:01 PM


الساعة الآن 06:58 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية