كاتب الموضوع :
سلافه الشرقاوي
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: 18- رواية امير ليلى بقلم Solafa El Sharqawey .. الفصل الـ 33 جـ 1 ..
دلف بخطوات بطيئة لداخل البيت ، عقد حاجبية وهو يرى انوار الصالة مغلقة وشعر بالخواء وهو يرى هذا السكون المطبق الذي لم يكن متواجد من قبل في منزله !!
ابتسم بسخرية وهو يعلم ان مسئولة المرح تعتزل الجلوس معه والحديث اليه ، فهي غاضبة منه بسبب انفصاله عن سوزان الذي ابلغته به الأخيرة
اما ليلى فهي تتحاشاه كليا منذ تلك الليلة التي فقد زمام نفسه بها امامها ، لا يعلم الى الان اهي غاضبة مما فعله بسوزان وذل لسانه به لها ، ام غاضبة مما تفوه به لياسمين قبيل زواجها بيومين
لوى شفتيه وهو يزفر بسخرية وعقله يحدثه " لا يهم مما هي غاضبة فالمحصلة النهائية انها أصبحت لا تطيق النظر اليك او الحديث معك "
تنفس بعمق وهو يستمع الي صوت داخله " أصبحت نسخة طبق الأصل منه بلال ، فغضبك خسرك كل شيء .. كل شيء "
زفر بقوة وهو يخلع رابطة عنقه ويتبعها بسترته ليغمض عينيه بانزعاج والضوء يسطع امام وجهه مباشرة وصوت والدته تقول بهدوء : حمد لله على سلامتك بلال .
عقد حاجبيه وهو يلتفت ليجدها واقفة بجانب الردهة المؤدية للغرف وتنظر اليه من بين رموشها بجدية ، حاول الابتسام ولكنه لم يستطع فقال بصوت مخنوق : سلمك الله ماما .
نظرت له مليا لدقيقتين كاملتين حسهم كدهرً كاملا مر عليه لتنطق أخيرا بصوت غامض جعله يشعر بالتوتر ينتشر على عموده الفقري كاملا : اتبعني من فضلك بلال فانا اريدك .
سحب الهواء بقوة لداخل صدره ليزفره ببطء في محاولة منه للسيطرة على ذلك الانزعاج القوي الذي هاجم امعائه وهو يتبعها بصمت .
دلف لغرفة والديه وهو يشعر بانقباض روحه وتلك الذكريات السيئة تداهمه ليرمش بعينيه سريعا وهو يهز راسه بنزق صدح في صوته وهو يقول : حسنا ماما ماذا حدث ؟!
عقدت حاجبيها وهي تجلس على كرسيها المفضل وتقول : لم يحدث شيئا ،ثم انا من عليه ان اسالك ذاك السؤال ، ماذا يحدث معك بلال ؟!!
رمشت عينه اليمنى سريعا رغم عنه وقال بجمود : لا شيء .
نهضت واقفة لتنظر اليه بصرامة وقالت : بلال .
تنفس بقوة وهو يخفض بصره عنها فاتبعت : منذ ان اختفيت فجأة ذاك اليوم في الشاليه وتحججت بتلك الاعمال التي ظهرت من العدم وانا اشعر بانك ليس على ما يرام ، تركتك لتهدا وتأتي بنفسك لتخبرني كما كنت تفعل دوما ، ولكنك اثرت الابتعاد وهذا شيء مخالف لطبيعتك
تنهد بقوة لتكمل : ثم ان اختيك غاضبتان منك لسبب محدد لا اعلمه انا ،
نظرت اليه متأمله وقفته المتوترة جسده المشدود كوتر قارب على الانقطاع وقالت : لتخبرني ايني اليوم بانك انفصلت عن سوزان
ازدرد لعابة بقوة فنظرت اليه بتفحص وقالت : حقا بلال انفصلت عن ابنة عمتك ؟!!
رفع عيناه اليها والدموع محتقنه بهما قويا ، عيناه التي تحول بياضهما الى احمرار قاتم حمل كل الغضب الذي بداخله ،اهتزت وقفتها لتستند بكفها على ذراع الكرسي خشية ان تقع وهي تمتم بصوت محشرج : يا الله .
تساقطت دموعه وهو يقول بسخرية لم تلق بالوضع الذي يشعر به : ماذا امي تذكرته انت الأخرى .
جلست بتعب والذكريات تنهكها لتهز راسها برفض يائس : لا بلال لم لون اتذكره ابدا ، فانا اراك انت ، انت بلال طفلي الحبيب .
ضحك بسخرية مريرة : انا طفله هو الاخر امي .
رفع راسه وهو يسحب الهواء لصدره قويا ودموعه تتوقف بصلابة طغت على مشاعره فأمدته بقوة ليقف مصقولا كتمثال رخامي وينطق بنبرة خالية من الحياة : وللأسف امي مع كل محاولاتك الحثيثة ان لا اشبهه ، تركت كل شيء وورثت ذلك الغضب الكامن بداخله ورثته لأدمر نفسي كما دمر هو نفسه من قبلي .
هبت واقفة لتقطع المسافة بينهما بخطوة ونصف وتمسكه من ذراعيه وتهزه بقوة وهي تقول : لا بلال لن تفعل بي ذلك ، لقد وعدتني .
ابتسم بسخرية سطعت بملامحه : وهو الم يوعدك من قبلي امي ؟
اكمل بحنق : الم يوعدك بحب ابدي وسعادة منقطعة النظير .
قالت بصلابة : سليم احبني ،
صمتت لتكمل بغصة : ولكن على طريقته !!
ضحك قويا ، ضحكة متألمة عكست جرحه المدفون بداخله وهو يقول : أي حب هذا امي ، لقد حرمك من الحياة باسم ذلك عشقه المرضي لك .
انتفضت بقوة وقالت بنبرة قوية حازمة : لا تتكلم عن والدك بتلك الطريقة بلال .
رقت ملامحه وقال بتعب : حقا امي ، لأول مرة تقولي والدك ، دائما تقولي سليم وكان عقلك الباطن يريد ان ينفي بشده اني ابن ابيه .
اقترب منها بإعياء هدمه من الداخل وقال بتخاذل : انظري الى عيني امي واخبريني ، ماذا تري ؟ هل انا طفلك الحبيب ام نسخة مصغرة من سليم بك .
ترقرقت الدموع بعينيها لتسحبه الى حضنها فيخر ساقطا على ركبتيه وهو يدفن راسه في حضنها ويبكي كما كان يفعل وهو صغير ، جلست على الفراش من خلفها لتضمه اليها اكثر وهي تتمنى انه يعد طفلا صغيرا مرة أخرى فتحمله لترقده بحضنها وتزيل عنه الامه كلها !!
رتبت على كتفه بحنان وهي تضمه بعاطفة امومية خالصة وتقول : اهدئ بني ، اهدئ
رفعت له راسه وهي تمسح دموعه بكفيها وتقول : اخبرني حبيبي ماذا حدث لعلي استطيع مساعدتك .
هز راسه بياس وقال : ما فعلته امي لن يستطيع احد مساعدتي في ان ابدله ، فلا احد يستطيع تبديل القدر وقدري ان اصبح مثله شئت ام ابيت
زفر بقوة : فانا ابن ابي كما قال الكتاب .
شعرت بإحباطه .. يأسه .. هزيمته فقالت : ماذا حدث بينك وبين ابنة عمتك .
رفع نظره اليها وقال وعيناه شاردة بالفعل : الكثير امي .. الكثير .
عادت الحياة الى عينيه مرة أخرى وقال : ولكني لن استطيع ان اربطها بي امي ، لن استطيع ان اراقبها وانا افعل بها مثلما فعل هو بك .
لوى شفتيه والحزن يتكلل على وجهه :لقد فعلت بها ما يكفي ويزيد ، ساكف عن تدمير حياتها ، وسأبتعد عنها .
عقدت والدته حاجبيها ونظرت اليه بتفحص لتقول بحذر : ماذا تقصد بلال ؟
تنفس بقوة وقال وهو يعتدل ليجلس بجوار ساقيها ويسند ظهره الى حافة فراشها : سأبتعد عنها امي ، سأتركها تمضي في حال سبيلها ،
نطقت الام بتشكك : بلال لا تخبرني .
رفع نظره الى والدته وقال بهدوء مشوب بالحزم : نعم امي ، لقد تقدمت لخطبة احدهن وسأتزوج منها .
هز كتفيه بلامبالاة ووالدته تنظر اليه بعيني متسعة من الاستنكار والصدمة فاكمل هو : انها فتاة لطيفة تحبني انا متأكد من ذلك .
قالت والدته باستنكار حاد : اجننت ؟!!
اغمض عينيه وقال بهدوء : لا امي لم اجن ، ستعجبك انا اشعر بذلك .
اتسعت عيناها باستنكار ممزوج بصدمة حادة وقالت وهي تهز راسها بعدم استيعاب : لا اريد ان اتحدث عنها حتى ، انا اتحدث عنك انت ، بم تشعر ناحيتها .
ازدرد لعابة بقوة ليقول : مع الوقت ساحبها .
ضربت كفيها ببعضهما وقالت : ان تصبح مثله اهون عندي الف مرة من ان تجن وترتكب حماقة كتلك التي تريد ان تفعلها .
ضربت راسه من الخلف كما كانت تفعله عندما تريد توبيخه وهو صغير وهي تقول بحزم حاد : افق بلال انت تذهب الى حافة الهاوية .
قال بصدق تألق بعينيه : وسأرمي بنفسي الى قلب الهاوية من اجلها امي .
اتسعت عيناها بذعر وقالت : لماذا بلال ، وما الذي يجبركما على ذلك ؟ انتما متحابين بني تزوجا واقضيا بقية عمركما معا في سعادة وهناء .
قهقه ضاحكا بقوة لدرجة ان دمعت عيناه فتساقطت دموعه وهو يقول : لم يعد يجدي امي ، لقد ارتكبنا الكثير والكثير من الحماقات ، من الصعب ان نعود للخلف مرة أخرى .
قبض كفيه بقوة لينهض على ركبتيه ويجلس امامها ويقول وهو يقبض على كفيها في رجاء نطقت به عيناه : ارجوك امي ادعميني في الابتعاد ، ساندي قراري فهذا الحل الأمثل لدفع سوزان بان تمضي بحياتها .
نظرت اليه بعدم استيعاب فاتبع بتوسل : ارجوك ماما ، ارجوك .
زفرت بقوة وهي تهز راسها بالموافقة ليبتسم بألم وهو ينحني ويقبل كفيها: شكرا امي .
ربتت على راسه وهي تقول بعدم اقتناع : سأكون بجوارك بلال مهما حدث .
ابتسم بألم وهز راسه متفهما ليتنفس بعمق ويقول : الن تساليني عنها ؟!
لوت شفتيها بعدم رضى وقالت : اخبرني انت عنها دون ان اسالك .
ازدرد لعابه بهدوء وهو يبتلع تلك الغصة التي تؤرقه منذ أيام عديدة :انها أسماء
عقدت حاجبيها بتساؤل وهي تبحث عن الاسم بذاكرتها ليتنحنح هو ويقول بهدوء ظاهري : مديرة مكتبي امي .
اتسعت عيناها بعدم تصديق وقالت : أسماء ، الصغيرة اسما .
ابتسم بلال بخفة وقال : لقد أصبحت كبيرة امي .
رمشت بعينيها وهي تنظر اليه باستنكار وقالت : لكنها ..
صمتت وقطعت حديثها لتقول وهي تهز راسها : حسنا بلال سأكون بجوارك مهما حدث .
زفرت بقوة وقالت : الله يقويني على عمتك لا اعلم كيف سأخبرها ولكن..
صمتت مرة أخرى وكأنها لم تعد تجد كلمات تعبر بها عما بداخلها ، همس بعد وقت طويل بشرود : انها تحبني امي ، ستتحملني وستجربني على حبها .
ربتت على كتفه بحكمة وقالت : لن تحبها ابدا بلال ، سوزان تسكن بحناياك لن تستطيع الخلاص بني كل ما ستفعله انك ستتألم وتحترق بنار كالجحيم .
غمغم بشرود : استحق ان احرقك في الجحيم على ما فعلته بها امي .
عقدت حاجبيها بعدم فهم وقالت : ماذا ؟
هز راسه نافيا وقال : لا شيء .
نهض واقفا ليقول : سأذهب لأنام فانا احتاج للنوم بشدة .
تنحنحت والدته وقالت : انتظر اريد ان اخبرك بأمر ما .
شعر بجسده ينتصب بتوتر وهو يستدير لينظر اليها مرة أخرى ولا يعلم لم هاجمه شعور بعدم الارتياح وان ما ستخبره به امه لن يعجبه على الاطلاق، من الممكن ان نبرة صوتها المتوترة هي ما نقلت اليه التوتر ام عيناها التي تبحث عن أي شيء اخر غيره لتنظر اليها هي ما اشعرته بعدم الارتياح !!
نظر بتشكك وقال بهدوء حذر : ماذا امي ؟!
تنفست بقوة لترفع راسها وتنظر اليه وتقول بحزم : عقد قران اختك غدا
اتسعت عيناه بصدمة وقال : اختي ؟!!
لمع الادراك بعينيه وهو يزمجر بغضب من بين اسنانه : ليلى
بدى كسؤال عن انه إجابة فهزت الام راسها بالإيجاب ليزمجر مرة أخرى ويقول بحدة قاطعة : لا لن تعقد قرانها ، لا غدا ولا بعد غدا ولا في أي وقت قريب ؟
هم للخروج فاستوقفته امه بنبرة حازمة : انا قررت بلال .
التفتت اليها بغضب يشع من كل انش بجسده وقال : ماذا ؟ وانا لا أهمية لرايي ماما .
زفرت بضيق وقالت : لم اقل ذلك ولكن ..
صمتت قليلا وقالت : لقد اتفقت مع امير .
صرخ مقاطعا : ولماذا لم يأت هذا الأمير ليتفق معي انا ، ام اتى لك ليقنعك بما يريده وهو يعلم جيدا انك لن ترفضي .
نظرت له محذره إياه من التمادي فاطبق فكيه بقوة وصمت وهو يشعر بالقهر يتغلل بخلاياه ، قالت أخيرا بعد فترة لا باس بها من الصمت مر بينهما : هل انتهيت من ثورة غضبك ؟!!
مط شفتيه وهو يشيح بنظره بعيدا ، زفرت بقوة لتقول : اسمع بلال انا من اقترحت فكرة عقد القران على امير وليس العكس .
عقد حاجبية بتعجب والدهشة عنوان لملامحه وقال : ولكن لماذا ؟!!
هزت راسها بمنطقية وقالت : لا أرى داعي لإرجاء تلك الخطوة اكثر من ذلك ، اختك تحبه وتريده وهو أيضا كذلك ، فلماذا التأجيل ؟!!
قال بلال بصعوبة : ولكنها ستصبح زوجته ماما ، زوجته .
نظرت له بعدم استيعاب فاتبع بنزق : سيصبح متحكما في شؤونها ، ستصبح مسئوله منه ، سيؤاخذها ويمضي بعيدا ماما .
ابتسمت والدته بتعجب وقالت : انها سنة الحياة بني ، ثم ما هذا التفكير الاحمق بلال ، لم تكن من قبل بذاك الحمق !!
جز على اسنانه بغضب فاتبعت : الم يخطبها ليتزوجا في اخر الامر .
زم شفتيه ليقول بحنق : نعم ليتزوجا فيما بعد ليس الان .
رفعت حاجبيها بدهشة وقالت : اجننت بلال ؟!!
اشاح بوجهه بعيدا فاتبعت بصرامة : اسمع بلال انا لا انتمي لتلك الطبقة
التي ترعرعت بها انت وشقيقتك ، ولا اؤمن بأمر الخطبة ذاك ، وان عاجلا او اجلا سيعقد قرانهما فلا تفتعل المشاكل دون سبب .
نظر لها مليا ليقول : هل ليلى موافقة امي ؟!
اشاحت بعينيها بعيدا وقالت : لا شان لك بليلى بلال انها ابنتي قبل ان تصبح اختك وانا ادرى بصالحها ،
اتبعت : انا اتصلت بعمها واخذت موافقته على عقد القران وبطبع سيكون حاضرا فهو وكيل اختك رغما عن كل شيء اخر .
هز راسه بتفهم فأكملت : لا تتحدث مع ليلى في أي شيء بلال .
تنفس بعمق ثم زفر بقوة وقال : حسنا امي كما تريدي .
ابتسمت بارتياح وقالت : ستاتي غدا مبكرا بلال فعقد القران غالبا سيكون بعد صلاة العشاء .
هز راسه موافقا ليقول : هل مطلوب مني شيء على ان افعله ؟
هزت راسها نافية وقالت : لا امير سيتكفل بكل شيء
نهضت لترتب على كتفه وتقول : كل ما سأطلبه منك ان تكون لبقا ومضيافا كما اعتدت منك في السابق ، توقف عن العبوس والنظر اليه بضيق كانه اتى ليخطف قالب الحلوى خاصتك .
نظر لها بحدة فقالت : نعم تلك النظرة التي تألقت بعينيك هي ما اريدها ان تمحى من ذاكرتك في الغد .
زفر بقوة وقال : حاضر امي .
اتسعت ابتسامتها وقبلت وجنته : هذا هو طفلي الحبيب .
ابتسم بألم وقال وهو يقبل راسها : تصبحين على خير ماما .
أغلقت الباب من خلفه : وانت من اهل الخير حبيبي
تنفست بقوة لتبدا بتمتمة ببعض الادعية وهي تبتهل لربها ان يمر كل شيء بسلام في الغد .
**************************
دلف بخطوات مرهقة لجناحه الفندقي ، وهو يعيد ترتيب الغد في راسه ، لقد اتفق مع احدى منسقي الحفلات ليذهب في الظهيرة لبيت ليلى ويعد بع احتفال صغير ، اكد على المأذون ان يكون حاضرا بعد صلاة العشاء مباشرة ، واشترى أيضا بزة جديدة ليرتديها في الغد ، زفر قويا وهو يضع احتياجاته ويتذكر مناقشته الطويلة مع قائده الذي اعلن رفضه الصريح لما طلبه هو ، ولكنه أيضا اعلن إصراره على ما يريد ، لا مزيد من تلك المهمات فهو لن يجعل اسرته في وضع الخطر دائما ، لا يستطيع ان يفكر في ان يهدد أحدا قريبا منه بسببه
ثم انه يشعر بالتعب ويريد الاستقرار والاستمتاع لما تبقى من عمره معها ، لقد ركض لكثير من الوقت واتى الوقت ليقف به ويبدا السير بخطوات هادئة !!
تقلصت ملامحه بانزعاج وهو يشعر بألم يداهم ساقه ، استند براحة يده على الحائط بجواره و اسرع خطاه لأقرب كرسي ليجلس عليه ويمسدها برفق وهو يهمس داخليا " لا وقت لدي لأتألم به "
عبس بقوة وهو يجز على اسنانه وعيناه تموج بألآمه التي ازدادت فنهض واقفا ليبحث عن ذاك المسكن الذي أوصاه به وجيه .
تنفس بعمق وهو يحاول ان يطرد الامه بعيدا حتى وقعت عيناه على علبة الدواء ، تحرك باتجاه الفراش وخلع حذائه ثم استلقى على الفراش بعد ان ابتلع حبتي الدواء وهو يتنفس بهدوء ويحاول ان يسيطر على وجع ساقه ،
رمش بعينيه قويا وهو يفكر بها ، اغمض عينيه كم يحتاجها الى جواره ، كلما داهمه ذلك الام تتجلى هي بذاكرته بطيفها الرقيق وابتسامتها الحانية ويتخيل كيف ستعتني به في المه ، تدلله في مرضه وتتدلل عليه في قوته .
ابتسم بحب وهو يشعر ان الغد سيكون مختلفا لهما معا ، لا يعلم لم لا يشعر بالقلق بل لديه إحساس قوي بانها ستكون اكثر تفهما ، ستكون ليلته القديمة التي مات شوقا اليها .
فتح عينيه سريعا وهو يتذكر انه لم يخبر وليد ، نظر الى ساعته ليمط شفتيه باستياء تأخر الوقت ولكنه لن يستطيع الانتظار للغد ، لابد ان يخبره اليوم حتى يستطيع القدوم غدا .
تنفس بقوة وهو يبحث عن هاتفه في جيب سترته ليعقد حاجبيه بحنق عندما نظر الى هاتفه المغلق ، نهض متثاقلا لياتي بشاحن الهاتف ويضعه بالكهرباء وينتظر قليلا ثم يضغط زر تشغيل الهاتف
شعر بالنعاس يداعبه فزجر عقله قويا وهو يخبره ان ينتظر قليلا ، نظر الى رقم وليد بشاشة هاتفه ليضغط على زر الاتصال ويقول : فلتسامحني وليد على ذاك الازعاج ...
وقف يتأملها بعشق تجلى بعينيه وهو يكتم تنفسه دون وعي ، لم يتخيل ابدا انها ستكون اجمل من اجمل احلامه ، ادار عيناه عليها بفستانها الارجواني القصير يحدد تفاصيل جسدها بقماشة الليكرا الذي ينسدل راسما نعومتها بدقة مبهرة ، فتحة صدر مثلثة واسعه تكشف عن اول صدرها الممطور ببقعها البنية التي تطير صوابه ، محددة بشريط من نفس اللون ولكنه لامعا ،وكمين متسعين يغطيان ذراعيها ولكن عند ادنى حركة منه يكشفان عن ساعديها ،
قدماها عاريتان الا من صندل خفيف من اللون الابيض بكعب رفيع متوسط الطول يحدد اول ساقها برباط من الفضة اللامعة .
ترتدي قرطين من الذهب الابيض المطعم بفصوص بيضاء تبرق في الظلام الذي يحيطهما ، تترك خصلات شعرها بموجاته البنية مبعثرة حول وجهها فيحيطها بهالة من الغموض زادتها تلك النظرة الماكرة التي تألقت من مقلتيها البنيتين وهي تبتسم له بخفة وتقول بدلال : اعجبك فستاني ؟
لمعت عينا ببريق من الشوق وقال وهو يقترب منها كالمسحور : بل سحرني ياسمينه .
اتسعت ابتسامتها وقالت وهي تتحرك بدلال فطري مبتعدة الى سياج اليخت : انه رائع احببته للغاية .
اقترب منها ليلتصق بظهرها وهو يضمها الى صدره برقة ويهمس بجانب اذنها : لم تري غرفة النوم الرئيسية للان ،
قبل اخر عنقها العاري بقبلات عديدة عند مواضع النمش برقة اذابتها وهو يتبع : ستعجبين بها للغاية .
احمرت وجنتاها تلقائيا وهي تتعرف على المعنى المبطن لكلماته فابتسمت بخجل و ابتعدت عنه بتلقائية وهي تلتف لتواجهه وتقول : توقف وليد .
ابتسم بمكر وهو يحبسها بين يديه اللتان تمسكتا بالسياج من ورائها وهمس امام شفتيها : لقد توقفت كثيرا الايام السابقة ياسمين .
تنفست بقوة وقالت بتعب : تعبت اليوم من السباحة ، منذ فترة طويلة لم اسبح هكذا .
عانق خصرها بكفيه وهو يقربها منه اكثر ويهمس : لم يكن عليك الهروب مني اذا .
نظرت الى عينيه نظرة مغوية جعلت نبضه يتسارع بشكل ملحوظ وهي تهمس : سأظل اهرب منك دائما وليد .
رفع حاجبيه وهو ينظر اليها بافتتان : وانا سأظل اطاردك الى ما تبقى من عمري حبيبتي .
اقترب اكثر منها وهو يلامس شفتيها بشفتيه بطريقة يعلم تأثيرها عليها جيدا وهو يهمس : كم يسعدني ان تسقطي بين ذراعي في كل مرة .
مرر شفاه على ثغرها برقه تحولت تدريجيا الى شغف مليء بالعاطفة وهو يتناوله في قبلة ساحقة ويضمها لصدره قويا ، لامس كتفيها بتوق وهو يشعر انه يلامس السحاب ، مرر شفتيه على كل انش بوجهها وهو يقبله ويهمس من بين قبلاته بحبه ومدى اشتياقه اليها ، تمسكت بذراعيه قويا وهي تطير معه الى السماء ، تشعر بقبلاته كرفرفة الفراشات تلامسها برقه وتوق في ان واحد .
انتبهت من تلك الدوامة المغرقة اليها على صوت رنين اتي من بعيد لا تعلم ما هو ؟
رمشت بعينيها وهي تدفع نفسها بعيدا عن تلك الدوامة التي يجذبها اليها وهي تركز حواسها في ذلك الصوت الذي اصبح ملحا عن ذي قبل
ركزت سمعها اكثر لينير عقلها بادراك انه هاتفه الذي يرن من مكان قريب منهما للغاية .
شعر بها تبتعد ليتمسك بها ويقبلها بإصرار فتهمس من بين شفتيه وهي تشهق مطالبة بالهواء لتنفسها : هاتفك .
همهم بعدم فهم وهو ينظر اليها ، هم بتقبليها مرة اخرى لتدفعه برقة في ذقنه وتهمس مجددا : انه هاتفك وليد .
رمش بعينيه وهو يقول : ماذا به ؟
ابتسمت بخفة وقالت : يرن حبيبي .
عقد حاجبيه والغل يصدح من عينيه ليخرج الهاتف من جيب بنطالونه وينظر اليه بانزعاج ، تحول الى اهتمام عندما رأى اسم امير ينير شاشة الهاتف ، نظر الى الساعة فادرك انه امر هام بالفعل فأمير لن يتصل به الان دون سببا ملحا لذلك
سالته بترقب وهي ترى نظرة الاهتمام تتألق بعينيه : من ؟!
قال بقلق وهو يستقبل المكالمة : انه امير .
وضع الهاتف على اذنه وهو يقول : مرحبا يا صديقي .
غمغم امير بصوت هادئ : كيف حالك يا عريسنا الغالي ؟!
ابتسم بمودة وقال : بخير كيف حالك انت ؟
تنهد امير ليقول : الحمد لله بخير ، اعتذر عن الاتصال في ذلك الوقت .
اتسعت ابتسامة وليد وقال : لتعلم انه لم يكن انت لكنت رميت الهاتف في عرض البحر .
قهقه امير ضاحكا ليبتع وليد باهتمام : اعلم انك لن تتصل بهذا الوقت الا لأمر هام
كح امير بلطف وقال : انه بالفعل امر هام
انصت اليه باهتمام فاتبع الاخر : اريدك معي غدا .
رفع حاجبيه بدهشة وامير يكمل :اريدك ان تشهد على عقد قراني
صاح وليد وضحكته ترتفع : اوه ، مبارك يا صديقي ، بالطبع سأكون معك غدا انا وياسمينة أيضا .
عقدت حاجبيها باهتمام وسالته بصمت عما يحدث فأشار اليها بالانتظار وهو يسمع امير يقول بحزم : لا تدع ياسمين تهاتف ليلى ولا تتحدث معها بهذا الشأن ؟
هم بسؤاله ليقول امير : عندما تأتي سأفهمك السبب .
هز وليد راسه بالإيجاب وكان الاخر سيراه ليقول : لا تقلق علم وينفذ يا سيادة الرائد
ابتسم باتساع وقال : شكرا يا صديقي .
قال وليد باستمتاع: لا تقل ذلك ، اراك في الغد بإذن الله .
انهى المكالمة مع وليد وهو يزفر بقوة ويتمنى ان يستطيع وليد الإيفاء بوعده ويستطيع السيطرة على ياسمين فهو لا يريد لأي احد ان يفسد غده
عقد حاجبيه وهو يستمع الى النغمة الخاصة بالرسائل ، رمش بعينيه لينظر الى هاتف بصعوبة وهو يشعر بان النوم يغلف عقله ، ليجدها رسالة من شركة الهاتف تخبره بان هناك من اتصل به وهاتفه مغلق .
نظر الي الرقم المكتوب امامه وعليه الاتصال به ليعلم من الذي هاتفه من قبل ، ضغط على الرقم ليتصل به وهو يشعر بجفنيه يتثاقلان وسلطان النوم يقبع على راسه ، ليرتخي جسده بوضعيه ملائمة ويسقط نائما ، في نفس الوقت الذي صدح الهاتف بصوت رسالة أخرى ، تلك الرسالة التي تحمل ذاك الرقم الذي اتصل به !!
.
.
اغلق الهاتف لينظر اليه بدهشه فهزته بلطف وقالت : ماذا يحدث ؟
رفع نظره اليها وعيناه تلمع بضحكات سعيدة وقال : عقد قران امير غدا .
شهقت بقوة وهي تتحرك مبتعدة عنه : حقا ؟!
تمسك بساعدها وهو يقول : الى اين ؟
نظرت له بدهشة وقالت : سأهاتف ليلى بالطبع ، فهي لم تتصل بي منذ الزفاف وانا اعلم جيدا انها تشعر بالحرج في الاتصال بي .
تمسك بها قويا وقال : لا لن تهاتفيها .
عقدت حاجبيها وهي تنظر له بتفحص فقال : امير اكد علي انك لن تحدثيها .
اتسعت عيناها بغضب ووضعت كفيها بخصرها وقالت بحدة : وما شانه هو ؟
هز كتفيه بمعنى لا اعلم وقال : من المحتمل انه يعد مفاجأة لها .
نظرت له باستنكار وقالت : كيف سيفاجئها بعقد القران ؟
ضحك وليد بخفة وقال وهو يسحبها لحضنه : لا ياسمنيتي لن يفاجئها بعقد القران طبعا ولكن سيفاجئها بوجودك حبيبتي .
نظرت له بتفكير وهو يتبع : من الممكن انها لا تعلم انه سيدعونا او اننا سنحضر عقد قرانها .
هزت راسها بعدم تأكيد وقالت : محتمل
قفزت بمرح : اذا سنعود في الغد .
رفع حاجبيه وهز راسه رافضا :لا سنحضر عقد قران ابنة عمك ونعود مرة أخرى الى هنا .
لوت راسها بانزعاج وقالت باستنكار : لا طبعا لن اعود هنا مرة أخرى .
ظهر الرفض الصريح بعينيه وهم بان يعترض فتعلقت بذر اعه وقالت بدلال متعمد : لن اقضي الشهر الفضيل هنا وليد .
لوى شفتيه بحنق فاتبعت بمنطقية : كيف تريديني ان اقضى رمضان بمفردنا ، على الأقل سنمكث الأسبوع الأول به هناك .
ضيق عينيه وهو يعلم انها تريد استدراجه للعودة فابتسمت بمكر وقالت : اليس لديك عمل لابد ان تعود اليه.
ابتسم من بين اسنانه : انا بإجازة .
عقد حاجبيها باستنكار وقالت : ما هذا العمل الذي ينتهي قبل ان يبدا وليد .
هز راسه رافضا فقالت بغنج وهي تتدلل عليه : اريد ان اعود حبيبي .
تنفس بعمق وهو يحاول مقاومتها لتتبع بشوق صادق : اشتقت لابي .
عقد حاجبيه بضيق وقال : لم نتم الأسبوع ياسمين .
قالت بحماس : سنعود مرة أخرى ونفضي عيد الفطر المبارك هنا باذن الله وحينها تأخذ إجازة أخرى بدلا عن تلك .
قال بعدم اقتناع : حسنا سأفكر .
قبلت وجنته بقبلة عميقه ونظرت الى عينيه وقالت وهي تمط شفتيها بدلال يعشقه : ستوافق من اجلي
لمعت عيناه بمكر وقال برقة : حسنا بشرط .
احتقنت وجنتيها بقوة وقالت : لا تفعل ذلك وليد .
هز كتفيه بلامبالاة وقال : على راحتك .
فردت راحتيها على صدره وقالت : ما هو شرطك؟
ضمها اليه وهو ينظر الى عينيها : اريد تعويض عن شهر عسلي الذي اتفقتم على تدميره .
ضحكت بصخب وقالت : انت الذي تعجلت بموعد الزفاف وليد .
زفر بقوة وقال : نعم انا المخطئ دائما .
لامست طرف فكه بسبابتها وقالت : لا حبيبي ولكن انها تدابير القدر .
اتبعت : هيا نعود للشاليه حتى استطيع ان احزم حقائبنا وانت تعفو قليلا قبل ان نعود .
اتسعت عيناه بصدمة وقال : هل هذه فكرتك عن التعويض ياسمين ؟
ازدردت لعابها بتوتر وقالت : سأعوضك عندما نعود .
ضحك بخفة وهز راسه نافيا ليقترب منها ويشدها اليه وقال : لا لن انتظر ثم سنقضي الليلة هنا .
اتبع وهو يحبسها بين ذراعيه ويستندا سويا للسياج مرة أخرى : فعقد القران على كل بعد صلاة العشاء.
ضحكت بدلال وقالت وهي تنظر الى البحر : حسنا كما تريد .
اسند ذقنه لكتفها وقال وهو يدفن انفه بتجويف عنقها : لماذا لم ترى الغرفة الرئيسية
رمشت بعينيها وقالت : لم يسعفني الوقت فنحن قضينا اليوم في السباحة وعندما انتهينا اخذت حماما سريعا ووجدت الحقائب بالغرفة الصغيرة فارتديت ملابسي بها .
تنفس بعمق وهمس بنبرة أجشه وهو يمرر شفتيه على عنقها : كنت انتظرك .
شعر بتوترها بيد يديه وهي تغمغم : لم اكن اعلم .
على صوت تنفسه وقال : لا يهم حبيبتي ستريها بعيني الان .
تحرك للخلف عدة خطوات ليسحبها الى حضنه مرة أخرى ويحملها سريعا ، شهقت وهي تتمسك بكتفيه ليتحرك بها الى الداخل ، وقف امام الباب العريض ثم انزلها وهو يحتفظ بها قريبه منه ، يحاوطها بذراعيه وهو يدفع الباب على الجانبين ويهمس لها : تفضلي حبيبتي .
سحبت الهواء لصدرها بعمق وهمست وهي تنظر الى الغرفة الواسعة امامها بفراشها الوثير وديكوراتها الرقيقة ، يحيطها حائط زجاجي يكشف عن سطح البحر فتشعر انك تسبح به ، رفعت راسها لتنظر الى السماء التي تطل عليها من فوق بنجومها الامعة فهتفت بانبهار: واو ، انها مذهله .
قبلها برقه في عنقها وراسها ليمرر وجنته الخشنة على رقبتها الرقيقة وهو يمرر أصابعه على سحاب فستانها من الخلف : وانت هنا ستشعرين بكل ما هو مذهل ياسمينتي .
لفها اليه بخفه لينظر اليها بحدقتين تشع لهفة عاشق : اعدك بذلك حبيبتي .
يتبع
|