لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-11-11, 11:36 PM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

تطلع نيكولاس فيتال بسأم ساخر الى الحشد القائم في غرفة الجلوس ، كان هذا الطراز من الإجتماعات يسئمه ، إفراط في الشرب وكثرة فائقة في عدد الأناث المفترسات ، الملتفات حوله ، ولو لم يكن لديع عمل مع كونراد ماسترسون لما جاء الليلة ، فقد عثر على ناد صغير في لندن أقرب الى ذوقه ، ولكنه الآن هنا في أي حال ، ويتوقعون منه أن يبقى لفترة على الأقل.
بحثت عيناه الحادتان في رجاء الغرفة عن هارفي كامنغز ، كان هارفي مساعده الخاص ومسؤول العلاقات العامة لديه ، وكان هارفي يحب هذا الطراز من المناسبات.
رأى هارفي على الفور ، كان يقف مع ديف ماديسون وزوجته ، وفتاة اخرى ، وإفترض ان تكون الفتاة مع هارفي.
إعتذر لمضيفه وشق طريقه بين الحشود المثرثرة الى حيث كان يقف هارفي ، وبادل الضيوف الآخرين تحياتهم وهو يمر ، ولكنه لم يقف ليتحدث ، مما اشعر جماعة الأناث بالأسف والأسى ، كان الجميع يعرفون بالطبع من هو ، وكان يعلم أنهم سيثيرون التخمينات عن نشاطه ، ولم تكن لحياته الخاصة وجود تقريبا في بعض الأحيان وكان يعلمان له سمعة قاسية فيما يتعلق بالنساء ، والى حد ما كان لسمعته ما يبررها ، ولكن نيكولاس نفسه كان يدرك أن النساء اللواتي ورّطن أنفسهن في حياته لم يتوقعن أكثر مما اعطاهن ، ومن المؤكد انهن لو اردن أن يلعبن اللعبة على طريقته لما كان هو الرجل الحقيقي وراء قناع الدبلوماسية.
وكان هارفي ورفيقته مشغولين بالحديث عندما إقترب منهما ، وكان ثمة وقت اتيح له فيه أن يتساءل عمن تكون الفتاة ، وعن يتحدثان ، كانت طويلة نحيلة ، لشعرها لون جميل غير عادي ، ينسدل بطلاقة على كتفيها ويبدوكثيفا حريريا ، وقالت له خواطره أن هارفي يحسن إختيار رفيقاته ، وما لبث ان قال وهو يضع يده على كتف هارفي:
" هل يضايقك أن افض هذا الحديث الهامس بينكما؟".
إستدار هارفي فجأة ، وقال وهو يئن:
" يا الهي ! ظننتك شرطيا !ألا بد لك أن تقتحم أجواء شخص مثلي على هذا النحو؟".
إبتسم نيكولاس إبتسامة عريضة ، ثم ضاقت عيناه ، كانت الفتاة التي تقف مع هارفي معروفة له ، انها راكبة الدراجة البخارية عندما اصطدمت بسيارته يوم الجمعة الفائت ، وكان من الواضح أنها عرفته ايضا ، إذ امتلأ وجهها فجأة بالإحمرار ، قال متشدقا:
"حسنا ، حسنا ، العالم مكان صغير حقيقة".
بدت الحيرة على وجه هارفي.
" ماذا؟ هل يعرف كل منكما الآخر؟".
قال نيكولاس بطريقة جافة:
" السيدة سكوت وانا تصادمنا يوم الجمعة الفائت ، كنت في سيارتي وقتئذ وكانت هي تركب دراجة بخارية".
رفع هارفي حاجبيه:
" حقا... لم تذكري يا مادلين أنك تعرفين نيكولاس عندما دخل الغرفة؟".
شعرت مادلين بالحرج كانها تلميذة ، وقالت:
" إنني لا ... اعني ... أن السيد فيتال ساعدني على النهوض فقط هذا كل ما في الأمر ، ولم نجد الفرصة ليتعرف احدنا على الآخر".
بدا السرور على نيكولاس ، لقد ظن في الأسبوع الفائت ان لها وجها يثير الإهتمام ، ولكنها الليلة تبدو جميلة حقا ، واراد أن يعرف عنها المزيد ، فدوّن رقم دراجتها البخارية وهي تنصرف بها ، وكان ينوي أن يعرف المزيد عنها ، ماذا تفعل مع هارفي ؟ خاصة وأنها كانت متزوجة؟ لم يكن لديه شك في طراز النساء المتزوجات اللواتي يعرفهن ، وهن ضالعات مع رجل أو آخر ، ولكن هذه المخلوقة كانت تبدو مختلفة ، لم تكن على شاكلة ما ألف من معارف من النساء ، كانت لها قسمات واضحة سافرة ، يمكنك ان تقول أنها نزيهة ، وكانت لها عينان واسعتان جميلتان.. قال بلطف ، وهو يتجاهل التعبير الذي بدا على وجه هارفي:
" لوى هارفي قسمات وجهه ،وتساءل في لهجة عدوانية تمثيلية:
" الان لماذا جئت هنا أيها الرفيق القديم؟".
فقال نيكولاس بلهجة لطيفة مرضية:
" حتى تستطيع أن تشتري لي شرابا ... إنطلق الان ايها الرفيق القديم".
تنهد هارفي وتطلّع باسف الى مادلين ، وقال بصوت مفعم بالعاطفة:
" فليكن .. إن لكل منا مصيبته".
ضحكت مادلين وهو ينصرف متظاهرا بجرح شعوره ، وأخذت تدير كأسها بعصبية بين أصابعها ، وهي تشعر بلسانها معقودا ، وكانت تدرك أنه يدرسها بإمعان ، وما لبث أن قال:
" لم تتضايقي لأنني إقتحمت حديثك مع هارفي ، اليس كذلك؟".
تطلعت مادلين اليه وهزّت راسها نفيا بقوة:
" كلا... على الأطلاق ... لم أقابله إلا منذ نصف ساعة فقط".
" كنت أظن انك ربما تكونين آخر غزواته!".
إبتسمت مادلين:
" أوه ، كلا ، لا شيء من ذلك على الأطلاق".
"حسنا".
قال نيكولاس ذلك وهو يبدو جادا واخرج سكائره ، وعرض عليها ، فتناولت واحدة , وإستطرد قائلا:
" وزوجك ، أهو هنا الليلة؟".
" كلا ، زوجي مات منذ تسعة أعوام".
بدت عليه الدهشة البالغة وقال:
" تسعة أعوام؟ ارجو أن تغفري لي ، ولكنني ظننت انك حديثة الزواج".
تنهدت مادلين قائلة:
" أوه، أرجوك ، انا في الثالثة والثلاثين ، وارجو ألا تقول أنني ابدوكفتاة دون العشرين".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 09-11-11, 07:36 PM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 64726
المشاركات: 961
الجنس أنثى
معدل التقييم: الجبل الاخضر عضو له عدد لاباس به من النقاطالجبل الاخضر عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 127

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الجبل الاخضر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

جميل جدا واحداث مدهشه بس ياليت تنزيلين فصلين اذا امداكي لان الفصل الواحد مرررره قصير وننتظركي بكل حمااااااس:I

 
 

 

عرض البوم صور الجبل الاخضر   رد مع اقتباس
قديم 09-11-11, 11:35 PM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

إبتسم ، فكانت مختلفة على نحو يثير الإنتعاش ، فالنساء في عمرها عادة يحببن إعتبارهن صغيرات ، وكانت تجاربه قد أفادته بان النساء لا يحببن ابدا أن يعتبرهن أحد في اعمارهن الحقيقية ، فالشابات منهن يحببن إعتبارهن أكبر سنا وأكثر خبرة ، والمتقدمات في السن ينفقن كل وقتهن في محاولة إستعادة الشباب ، الأمر الذي يؤكد أعمارهن الحقيقية.
قال موافقا في لطف:
" حسنا ، ولكنك إمرأة جذابة للغاية ، واعتقد من واجبي الإعتذار لك عن سلوكي الفظ الأسبوع الفائت ، لم أكن مهذبا ، وأنا آسف ، واؤكد لك انني لست معدوم الشهامة هكذا عادة ، ولو لم نتقابل هذا المساء بالتاكيد كنت ساقوم بجهد لأكتشاف عنوانك والتكفير عما فعلت".
تمتمت مادلين ، وهي تشعر بانها غير قادرة على الفهم.
" ليس هذا ضروريا".
" أوافقك ، فبعد ظهر ذلك اليوم تلقيت مكالمة مزعجة من إبنتي قبل أن اغادر المصنع ، ولذلك فإنني كنت في حالة غضب ذهني كبير".
" لا بأس.....".
قالت مادلين ذلك وهي تشعر بقلبها يغوص بلا سبب عند ذكر إبنته ، كان يجب أن تعرف انه متزوج".
" هل.... هل زوجتك هنا معك؟".
رد قائلا وهو يهز كتفيه:
" زوجتي كذلك ماتت ، توفيت عندما ولدت ماريا ... منذ خمسة عشر عاما".
أحنت مادلين راسها وقالت:
" ادرك ذلك، إن لي إبنة ايضا ... وهي اكبر سنا بعام... في السادسة عشرة".
بدا مدهوشا وقال:
" حقا... إن ماريا لا تزال في روما ، وهي تريد ان تاتي الى هنا وتلحق بي ، إنها بالطبع تعترض على غيابي الطويل في الخارج ، وهي تعيش مع والدتي ، ولذلك فهي مدللة ،وعادة تحصل على ما تريد".
تساءلت مادلين وهي تتطلع اليه مرة أخرى:
" هل تنوي البقاء هنا طويلا؟".
اشار إشارة من لم يقرر بعد ، وقال:
" شهران ، أو ربما ثلاثة ، مضى عليّ هنا فقط عشرة ايام ، لا استطيع القول على وجه التحديد ، لو أحببت المكان هنا فربما بقيت".
وهنا عاد هارفي بصينية من الشراب ، لم يكن هارفي في طول نيكولاس ، وإن كان كلاهما يبدوان عملاقين بالمقارنة مع الرجال الذين الفت مادلين صحبتهم.
منتديات ليلاس
وقفوا يتحدثون جميعا بعض الوقت ، ثم إنضم اليهم كون ماسترسون وزوجين شابان آخران تم تقديمهما الى مادلين على أنهما بول وماري – لي لوكاس ، وأخذت ماري – لي تثرثر بلطف مع مادلين ، وتسالها إذا كان لديها اولاد ، قائلة إن لديها أربعة ، وكانت مادلين خلال الحديث تحسدها على إفنقارها التام الى الأحساس الخجول بالذات ن وكان يساورها الشعور بالإرتباك إزاء ما يحدث وكان كون ماسترسون يتحدث الان الى نيكولاس فيتال ، الذي كان يصغي اليه بإهتمام ،وهو يجذب أنفاس سيكارته بين حين وآخر ، وكان يبدو وسيما الى حد كبير اهداب جفونه طويلة وكثيفة وبالغة السواد ، ولم تكن على يقين إذا كانت مسرورة او آسفة على إنتهاء حديثهما ، كانت قد إستمتعت بحديثه ، ولكن كان من حظها أيضا ان يعود هارفي ، وكان واضحا في أي حال أن نيكولاس فيتال يبدو على راحته تماما عندما يتحدث الى النساء ، وكانت طريقته الساحرة تنبىء عن خبرة عريقة وليست متكلّفة ، إنه متمرس في الحديث مع النساء ، بينما هي مستجدة في الحديث الى الرجال.
جاء أدريان للّحاق بهم فيما بعد ، وأحست مادلين بالخجل إذ أدركت أنها نسيت كل شيء عنه وعن هيذرينغتون لفترة ، واخذ ادريان بذراع مادلين قائلا:
" يبدو نك تستمتعين بوقتك".
فقال نيكولاس وهو يرى ما يبدو من جانب الرجل الآخر من سلوك الإستحواذ إزاء مادلين:
" قل لي كون ، هل الناظر الذي حدثتني بشأنه هنا".
أوما كون برأسه وقال في ود:
" أجل...... وسأقدمك اليه".
وهكذا وجد أدريان نفسه يتحدث الى صاحب المصنع ، والمنظمة الكبيرة التي يمثلها ، وكان في وسع مادلين ان تستدل من تعبيرات وجهه أنه مسرور للغاية ، وتساءلت أي مبلغ كبير من مال فيتال يمكن ان يؤدي دورا في مدرسة أدريان.
قال نيكولاس ن بإهتمام:
" اخبرني ، كم سن التلاميذ الذين يلتحقون بمدرستك؟ وهل هي مدرسة كبيرة ؟".
قال أدريان ، وهو على إستعداد تام للحديث في موضوعه المفضل:
" يتراوح سن التلاميذ بين الحادية عشرة والثامنة عشرة ، ولدينا نحو 800 تلميذ في مجموعهم".
" إبنتي ماريا في الخامسة عشرة.... وهي لا تهتم كثيرا بالمدرسة على الإطلاق فيما يبدو ، ونحن نعاني المتاعب حتى بشان إحضارها الى هنا ، وقد خطر لي ان المدرسة في أنكلترا قد تكون لا باس بها... المدرسة الداخلية بالطبع".
غمغم ادريان ن بتعبير مثبط:
" بالطبع..".
كان يساوره شعور بأن فيتال سيقترح عليه إرسال ماريا الى اوتيرييري ، تساءل نيكولاس فيتال ، وهو يرقب ادريان بعينين حادتين:
" هل هناك مدرسة تستطيع ان توصي بها؟".
بسط أدريان يديه قائلا:
" إنني لا اعرف سوى القليل عن المدارس الداخلية بصفة عامة ، هل تود أن ترسلها الى واحدة من مدارس البنات الأفضل؟ أو هل تفضّل المدارس المختلطة؟".
إبتسم نيكولاس قائلا:
" أعتقد من الأفضل ان تكون لماريا الكلمة في هذا الشأن ، وإذا وافقت حقا على دخول المدرسة هنا ، فاعتقد ان اقل ما افعله هو أن اسمح لها بإختيار مدرستها ، ألا تعتقد ذلك؟".
" أوه... في هذه الحالة......بالطبع".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 13-11-11, 09:43 PM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

كان ادريان يضغط بشفتيه ، وكانت مادلين تراقبه ، وثمة تخمين بخاطرها بأنه يعد هذا النوع من السلوك خطأ تماما ، فقد كان أدريان يرى دائما أن الأطفال لا يعرفون أبدا ما هو أفضل لهم ، وأن على الكبار ان يقرروا لهم.
تساءلت وهي عاجزة عن حجب السؤال:
" الن تفتقد رؤيتك وهي في المدرسة هنا ، وأنت في ايطاليا؟".
تلاقت عينا نيكولاس الزرقاوان بعينيها لحظة ،ووجدت نفسها تشعر كنها تخوض سباقا ولا تستطيع أن تلتقط انفاسها إلا بصعوبة ، ولم تستطع أن تنصرف بعينيها عنه ، ولم تستطع ان تستجمع إحساساتها المبعثرة إلا عندما واصل حديثه ونظر الى شخص آخر ، كان من السهل التاثير عليها مثل الطفل ، فأرغمت نفسها على الاّ تتطلع اليه من جديد ، وكان هذا أمرا عسيرا للغاية ، لا سيما انها بدت مبهورة بكل ما يقول ويفعل!
قال ردا على سؤالها:
" أتصور ان في وسعي ان أوفر وقتا بحضوري الى هنا ورؤيتها ، هذا لأن والدتي تريد الذهاب الى أمريكا لعدة أشهر هذا العام ، وسيخففها من مسؤولية ماريا أن تكون هي ايضا بعيدة عنها".
كان أدريان يومىء براسه موافقا ، وكانت مادلين وهي تلوي أصابعها تفكر : إذا دخلت ماريا المدسة في انكلترا ، فالأرجح ان يأتي نيكولاس فيتال الى هذه البلاد كثيرا ، وليس هناك مكان أصلح لأقامته سوى قرب المصنع ، قد تراه إذا مرة اخرى !
كانت في داخلها توبخ نفسها على إفتقارها الى الحنكة ، ولكنها كانت تبد من الخارج هادئة ، ما اسخف ان تعتبر نفسها مركزا مناسبا لأهتماماته ، ولأنه كان إنسانا ثريا وقويا ، فلم يكن في الأغلب يتوقع من أي إمرأة إلا أن تتهافت عليه لتصبح أوثق صلة به ، إن أي إهتمام قد يظهره نحوها لن يكون إلا عابرا ،وبرغم ان الفرصة الان تبدو جذابة ، لكنها ستكون الخاسرة عندما ينتهي الأمر.
إنها في أي حال أرملة محترمة لها إبنة يسهل التاثير عليها في سنها ، وتستطيع ان تتخيّل ملامح الفضيحة على وجه ديانا لو أخبرتها ، بأنها تبحث في إقامة علاقة مع مليونير إيطالي ! إنه أمر يبعث على الضحك حقا ، وهو حتى لم يطلب منها موعدا بعد ! ومع ذلك ففي نظرته اليها ما يوحي بأنه سيفعل!
جاء هيذرينغتون ليلحق بهم ويعرف جلية الأمر ، كان هو الذي يستطيع أكثر من ادريان ان يشير على نيكولاس فيتال بالمدارس المتاحة لماريا ، فإنتهز الفرصة للإعراب عن رأيه ، ومضى الحوار مملا رتيبا ، تاركا مادلين لخواطرها ، ولم تدرك ان نظرة نيكولاس فيتال كثيرا ما كانت تنحرف في إتجاهها لتحدق فيها ، أو انه كان يتمنى ان ينصرف الآخرون ويتركوهما يتحدثان ، مضت سنوات منذ ان وجد إمرأة تثير فيه أكثر من مجرد هتمام عابر ، كانت النساء عادة ما يؤدين اغراضهن ثم ينساهن ، وكان الحديث معهن محدودا... الموضة.....الطراز.... آخر تسريحة ... عادات الشراب الحالية ... تلك كانت الموضوعات السطحية التي إعتادها معهن ، أما مادلين تنصت بين حين وآخر الى صوته ، إذ بها تجده مزعجا على نحو ظاهر ، ويصبح أجش عميقا يعطي المرء الإحساس بان ما يقول هو لأذنيه وحدهما ... والواقع ان نيكولاس كان قد بدأ يزداد ضيقا بالمسألة كلها ، اراد حقا أن يعرف مادلين بشكل أفضل ، ولكن هذه الدائرة التي تحيط به من المخلصين بدأت تصرفه عن غرضه فاراد ان يتحرر منها ، فما لبث عندئذ أن انهى الحوار قائلا ، وهو يطفىء عقب سيكارته في منفضة قريبة:
" اشكركم جميعا على نصائحكم ، سابلغ بها ماريا بالتأكيد عندما اقابلها".
إنتفضت مادلين من بلادتها لدى هذه الكلمات ، وهتفت ، والكلمات تتطاير من فمها بغير سيطرة:
" هل... هل ستعود الى إيطاليا؟".
كانت عيناه رقيقتين وهو ينظر اليها قائلا:
" كلا..... ماريا ستاتي الى هنا ، وستبقى والدتي في روما لأنهاء الأمور ثم تتي لتلحق بنا".
" أوه.....".
قالت مادلين ذلك ثم دخلت قوقعتها من جديد ، وتساءل هيذرنغتون في دهشة:
" الك منزل إذا؟".
رد نيكولاس بطريقة جافة وقد بدأ يضيق بهذه الاسئلة:
" كلا ، لدي جناح في فندق ستاج".
كان فندق ستاج أكبر فنادق أوتيرييري ، فاخرا ، متسعا ، يرعى اناسا من طراز فيتال ، وكانت هذه حركة بارعة من جانب اصحابه ، الذين خمنوا تخمينا صحيحا انه سيأتي الى أوترييري لا يستطيعون تحمل نفقات طعامه وشرابه الباهظة ، ثم لم يكن مسموحا بدخول أبوابه لعناصر غير مرغوبة.
جاءت لوسي ماسترسون عندئذ ، وقضت كل شيء على نحو بعث الإرتياح في نفس نيكولاس ، فقد نظرت اليه بخجل وقالت:
" يا عزيزي نيكولاس ... عليك في الحقيقة أن تختلط بجميع الحاضرين أكثر مما تفعل ، إنه لمن بواعث سرورنا ان تكون بيننا ، فنحن لا نراك ابدا هذه الأيام".
قالت هذه العبارة الأخيرة في شكل لوم ، وتساءلت مادلين وهي ترقب رد الفعل لدى نيكولاس عن درجة القرب التي تود لوسي أن تكون بينها وبين رئيس زوجها ، او إذا كانت هناك علاقة ما سابقة بينهما ، كان هناك في سلوك لوسي ما يوحي بذلك ، وشعرت مادلين بشيء من الغثيان.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 15-11-11, 12:05 AM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

هزّ نيكولاس منكبيه العريضين ، وتطلّع الى ساعته ، وقال ببرود:
" آسف يا لوسي ، إنني في الحقيقة رجل كثير المشاغل".
ردت عليه في ضيق:
" إنك ترهق نفسك بالعمل ، ويجب أن تسترخي اكثر".
تطلّع نيكولاس اليها ، وإستطاعت مادلين ان ترى عينيه تضيقان:
" ومن اين لك ان تعرفي انني لا افعل؟".
قال ذلك عن عمد ، فتصلّبت لوسي ،ونظرت مادلين بعيدا ، فقد كان ما راته كافيا ، وراى نيكولاس مادلين تشيح عنه ، وشعرها الرائع يلمع في الأضواء الخافتة ،وكان قد إنتوى أن يتحدث اليها قبل أن يبرح المكان.
هتفت لوسي في صوت غاضب خفيض:
" أنت شخص مستحيل!".
قال بغير إهتمام:
" نعم ، أنا هكذا ن اليس كذلك ؟ عفوا ، هناك من اريد ان تحدث اليه".
وتقدم الى جانب مادلين ، وكانت تقف بعيدا عن الآخرين ، وقد إستغرقتها خواطرها فيما يبدو ، وسالها برفق ، وعيناه مركزتان عليها وهي تستدير لتواجهه.
" هل تسمحين لي بمرافقتك الى البيت؟".
تطلعت اليه مادلين وهي تكاد تكون مسلوبة اللب ، وإتسعت عيناها وشعرت بوجهها يحمر من جديد أنه شعور يبعث على الضيق ، أن يعرف الإنسان عجزه عن السيطرة على لون بشرته ، وكانت عيناه ذات الأهداب الكثيفة تنومانها تنويما مغناطيسيا فيما يبدو ، كما تباعد عنها النفور الذي احست به عن علاقته بلوسي ، وكانت موقنة أنه يدرك تاثيره عليها ، فإرتعدت رغما عنها وقالت وهي تعقد ذراعيها معا:
" جئت مع أدريان سنكلير".
قال بصوت جاف:
" لم اسالك مع من اتيت ، سالتك إن كان في وسعي أن ارافقك الى البيت".
قالت وهي تتلعثم ، وتشعر بحمق:
" ولكن... ولكن ادريان يتوقع ... أن اذهب معه".
" وهل هذا يهمك؟".
منتديات ليلاس
هل هو كذلك؟ شعرت مادلين كأنها في فخ ، لم تكن لتستطيع أن تقول في نزاهة تامة ان أدريان بالغ الأهمية بالنسبة اليها ، إلا على أساس صداقة محض ، ولكن من ناحية أخرى ، كم هي مدينة له أكثر من هذا الغريب نسبيا ؟ ترددت... وكانت تبدو عصبية ، ارادت ان تنغمس فيما أمامها وأن تقول إنها ستشعر بالإثارة إذا رافقها الى طريقين في وقت واحد بالدرجة نفسها من الشدة ، لكن هل هي الدرجة نفسها حقا ؟ لو صارحت نفسها لإعترفت بأن فكرة الذهاب الى أي مكان مع نيكولاس فيتال في حد ذاته إثارة كافية ، أما ادريان فلم يكن في وسعه ان يكون مثيرا ابدا!
كان نيكولاس يتفرسها على نحو رزين وهي تهتز على الحافة ، ثم قال بصوت فيه نغمة السرور:
" انا موقن انه إذا إستغرق الأمر مثل هذا التفكير ، فالرد هو لا".
حاولت مادلين ان تجد كلمات تفسر بها ترددها ، ماذا يظن فيها الآن ؟ ما لبثت ان وافقته اخيرا قائلة:
" لعلك محق فيما قلت ، الأمر ببساطة هو أن أدريان وانا صديقان قديمان ويجب ألا اجرح مشاعره".
قال نيكولاس في دهاء:
" إن ما تعنينه حقيقة هو انه مهتم بك".
إعترفت في هدوء:
" اظن أنني أعني ذلك ، لقد عرف كل منا الاخر لخمس سنوات الان ".
" وكنت أرملة طوال هذا الوقت ، اليس كذلك؟".
" بلى....".
" إذا ، فإنني اعتقد أنه إما غبي جدا ، وإما انك عنيدة جدا".
إبتسمت مادلين وقالت:
" الخيرة ! فلا يستطيع احد ان يصف أدريان بالغباء".
هز نيكولاس كتفيه وقال :
" ثم ماذا ؟ الى أي شيء يوصلنا هذا ؟ هل تودين أن تأتي معي ... إذا لم يكن هناك سنكلير ليتدخل بالطبع؟".
مرت بيدها على شعرها في أضطراب ، وقالت وهي تتنهد:
" انا... أوه.. أظن ذلك".
بدا عليه الرضى والإرتياح وقال:
" حسنا ، ساتحدث إذن الى سنكلير".
حدّقت فيه بتوسل:
" اوه ، كلا ، ارجوك ، إنك ستعطي بذلك لدريان إنطباعا خاطئا".
اخرج علبة سكائره الرفيعة من جيبه وقدمها اليها وهو يتساءل:
" وكيف ذلك؟".
قبلت مادلين واحدة من السكائر الطويلة ، وإبتدرته بعد ان اشعلا السيكارتين:
" أدريان لن يفهم ابدا".
وفي هذه اللحظة لحق بهما أدريان متسائلا:
" هل أنت مستعدة للإنصراف يا مادلين ؟ ان هيذرنغتون لا يريد ان يتأخر لأن زوجته وحدها".
تفرس فيه نيكولاس للحظة ، ثم قال:
" هل افهم من ذلك أنك ستقوم بتوصيل هيذرنغتون الى بيته؟".
قطب أدريان جبينه وقال:
" هذا صحيح...".
فإلتفت نيكولاس الى مادلين قائلا:
" اقترح إذن انه ما دامت السيدة سكوت لا تستعجل الإنصراف في هذه اللحظة ، فساعمل بنفسي على ان تصل الى البيت سالمة ، واعفيك من هذه المسؤولية".
ذهل ادريان وبدا عليه ذلك ، لم يرد ان يسيء الى الإيطالي ، كما أن فيتال لم يترك له خيارا غلا قبول عرضه ، كانت مادلين وحدها هي التي تستطيع تغيير الموقف ، فنظر اليها متسائلا ، وكانت مادلين نفسها تشعر بالذنب ، كانت هذه مغامرة جديدة لها يساورها تخوّف من عواقبها ، ومع ذلك فلم تستطع ان تقول الكلمات التي اراد ادريان ان يسمعها ، إنها ستذهب معه الان ، في هذه اللحظة ، وعندما بدا واضحا أنها تنوي البقاء ، قال أدريان في تصلّب:
" حسنا جدا ... هل انت متأكدة انك تريدين البقاء يا مادلين؟".
رسمت مادلين على شفتيها إبتسامة ، وغمغمت بهدوء:
" لا يضايقني البقاء ، وإنه للطف بالغ من السيد فيتال ان يعرض مرافقتي الى البيت".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne mather, آن ميثر, الماضي لا يعود, legacy of the past, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:46 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية