لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القسم الادبي > الخواطر والكلام العذب > خواطر بقلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

خواطر بقلم الاعضاء خواطر بقلم الاعضاء


التربة البكماء!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يسعد مساءكم يا آحلى صحبة و أطيب ناس اليوم عدت إليكم وبجعبتي خاطرة مختلفة .. لأقل عنها خاطرة رمزية .. وربما كان

 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 09-10-11, 04:40 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
السلطانة
ملكة الإحساس


البيانات
التسجيل: Oct 2008
العضوية: 100284
المشاركات: 6,125
الجنس أنثى
معدل التقييم: وردة دجلة عضو ماسيوردة دجلة عضو ماسيوردة دجلة عضو ماسيوردة دجلة عضو ماسيوردة دجلة عضو ماسيوردة دجلة عضو ماسيوردة دجلة عضو ماسيوردة دجلة عضو ماسيوردة دجلة عضو ماسيوردة دجلة عضو ماسيوردة دجلة عضو ماسي
نقاط التقييم: 4220

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وردة دجلة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : خواطر بقلم الاعضاء
Jded التربة البكماء!

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعد مساءكم يا آحلى صحبة و أطيب ناس

اليوم عدت إليكم وبجعبتي خاطرة مختلفة ..
لأقل عنها خاطرة رمزية ..
وربما كان وصف "خاطرة منثورة " هو الوصف الصحيح

كلي أمل أن تنال رضاكم
وبالتأكيد دوما أتلهف لأسمع آرائكم
وأنتقاداتكم التي دوما ستلقى الصدر الرحب


بسم الله أبدأ خاطرتي

التربة البكماء!



صوت مألوف انتزعني من بين ذراعيّ نومي .. فمددت يدي الغاضبة لأكتم صفارة ساعتي ..
بظلال دهشة أفقت و انتصرت على عناد جفوني! و أنا أدرك أن منبه الساعة لم يزل على سباته و أنني ألصقت به تهمة الضجة ! وأن مألوف الصوت ما هو إلا انفجار ٌ جديد .. و وجع يعكر شفافية الصباح !
ركلت الغطاء بعيدا عني وقفزت قدماي ّ بعيدا عن سريري لتلهث أصابعي بحثا عن إدمانها الأليم ! رغم أني أعلم أن جرعاتي ستتأخر وقد تختفي قبل أن تطل برأسها من الأخبار ! أمسكت بـ"الريموت كنترول" بعد أن أكرمني الحظ بالكهرباء ليمنحه الحياة ! وليتها لم تمنحه شرف إصدار الأوامر .. ليلتها لم تسطر أمام عيني أوجاع ما يسمى الوطن!
بعد ساعات في حضن الشوك .. أعذرني يا وطن ولا تلفظني بعيدا لجرأتي وأنا أعترف باسمك الواقعي .. فأنت شوك وأرض تجردت من زهور الأمان النضرة !
هربت من جدران بيتي المشبعة بالأنين .. المتصدعة من أصوات بكاءك يا وطن!
و لذت إلى فضاء ربي .. أنظر هنا وهناك لأطرد وساوس الأنفاس الكئيبة !
و عند كل زهرة أذرف غصة فتلتهمها بتلاتها البريئة وتذبل أمام مقلتيّ !
وعند كل زرع وشجرة ..أفغر فمي بذهول وأنا أتوه بين وريقاتها الصفراء الذابلة!
شهقة بكاء علقت صبري على مشنقة النفاذ و أنا أنحني نحو الغصن المتلثم بالظلال علني أسمح شيئا .. همسا ! فحيحا! أو حتى شهقات حروف ٍ لم تكتمل ! ولكنني لم أسمح سوى البكاء ! ولم أرى إلا بركة الماء التي تحيط بعنق جذعها ! عندها أنحيت أكثر و ربتت بأصابعي على جذعها المكسور بهزيمة كبرياء! وسألتها بدهشة بعد أن تفتت يابس الأوراق حالما لمستها بأطراف أناملي الحائرة َ! لِمَّ الجفاف وشحوب القسمات أيتها الشجرة وحول جيدك الماء ؟!
أجابني الصوت الكهل من بين متشابك عاري الأغصان ! أم كان التلعثم من غياهب جذورها الموغلة في الألم !
هذا الماء يزيدني ظمأ و هدايا زيارته تضيف لي على العمر سنين ؟
سألتها لماذا يا شجرة ؟!!!لماذا تغصين بهذا الماء و لا تستسيغين شربه ؟!
قالت و الجيد ينتحب تساقط أوراقها الصفراء .. أبناءها الضعفاء .
دموع الوطن مالحة، و هم ٌ كالعلقم يقتل أبنائي !
أراهم على الأرض مسلوبي الكرامة والكبرياء والكون من حولهم تاهت منه دروب الرحمة ! ! ألا يرون جذوري الشائكة مغروسة تعيقني عن الركض إليهم واحتضانهم بين اضلاعي و أغصاني الممتدة ! لم يرحموا تغضن جبيني و ارتجاف براعمي التي التصقت ببوابة المقابر! وتسألينني لماذا لا أزدرد الماء المتراكم حول عنقي!
ركضت بعيدا عن الشجرة ! أرفض أن أرى بيتا آخر ينعى واقعه وأرفض أن أرى جدرانا أخرى تتصدع أمام إحساسي ! ألا يكفيني تصدع الوجع عندما تتخلخل أعمدة الأمان في روحي !
ركضت وركضت حتى ما عادت الأرض تحتمل ثقل همومي فطرحتني على تربتها!حينها شهقت بغرابة و رائحة القهر تنسل إلى داخل حجرات روحي !
غريبة أيتها التربة ؟ أذكر رائحتك كانت زكية يرافقها خيالات المطر !
رائحتك اليوم غريبة ؟ وملمسك عجيب!!!
تربة الشوك لم تجبني ..تربة الوطن لم تجب عن تساؤلاتي !
أيخيل لي أنها أصيبت بالبكم ؟!
فأنا أسمع همهمتها الخافتة ولكني لا أفهم شيئا !
أحس اشارات أرسلتها .. عجوزا تستند على كف الريح !
ولكن ما الذي تعنيه ؟ وما رموز هذه السيمفونية الموغلة في الوجع !
تمردت أصابعي وهي تغترف جماهير التراب !
قلبتها يمينا وشمالا .. أحدق بلونها الداكن !
وضعتها قرب أذني ! أريد أن أصيخ السمع لعل حرفا يفلت من بين أصابع التربة البكماء ؟!
انتظرت وانتظرت و عاتبتني السماء عند المغيب لإنتحار الأمل ولطول الانتظار !
حينها بصرخة.. أفشت الريح سرها وأخبرتني أن دماء أبناء الشجرة المتساقطة قد كممت فم التراب وغص التراب حتى وصم البكم له واقع !
تزايدت شهقاتي و أنا أسأل الريح لماذا تصرخين في وجهي أنت ايضا؟
أما كفاني جدران الروح الموغلة في الوحشة !
أما كفاني أنين جرحى الأشجار !
أما كفاني تعثراتي و حياء الكبرياء من الوجه المتغضن المهشم المترب !
أما كفاني موت الأزهار من تزاحم غصاتي على البتلات !
لماذا تصرخين يا رياح ! بل لماذا تصرخين يا ريح؟
فزمن الرياح الطيبة ولت !
و حلق حول رأسي موسم قسوة الريح!
أجابتني :: لم تعد خزائني تكفي لأضم صرخات المتألمين في أدراجها
لم تعد عتمة الليالي كافية لأدس أنينهم فيها !
لم أعد أحتمل .. لم أعد أحتمل كل هذه الصرخات والصيحات المدوية
لم اعد أحتمل أنياب الكلاب المفترسة!!!
لم اعد أحتمل !
ولا بد أن أصرخ!
عسى ...
عسى أن ألقى من يسمعني ويسعفني بدواء !!!!!



بقلم //أوان

همسة // الشكر الجزيل الجزيــل لأبنة عمي وغاليتي ام طيبة على المساعدة
وللأمانة الكلمات الملونة عُدلت بلمساتها الرقيقة .

 
 

 

عرض البوم صور وردة دجلة   رد مع اقتباس

 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
التربة, البكماء!
facebook




جديد مواضيع قسم خواطر بقلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:18 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية