لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > سلاسل روايات مصرية للجيب > رجل المستحيل
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

رجل المستحيل سلسلة رجل المستحيل


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-10-11, 01:11 PM   المشاركة رقم: 36
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : رجل المستحيل
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حكاية وفا مشاهدة المشاركة
   شكرا لك اختي على التوضيح

واسفة على سؤالي

بس هو الفضول

الرواية حلوة لما تنقرا كاملة مرة وحدة


مرة اخرى شكرا لاهتمامك

و لا يهمك أختي

و هذا فصل جديد عشانك ^^

لو تبي أي شيء انا هنا

 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس
قديم 22-10-11, 01:12 PM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : رجل المستحيل
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

الفصل العاشر : الحرب

"ذلك الفراش صعقه من قبل ..."...
تلك الفكرة كانت تملأ رأس (أدهم)، عندما استلقى على فراشه، بعد دعوة العشاء الفاشلة مع البارون ...
وراح عقله يعمل فى سرعة ...
مادام الفراش قد صعقه، فقد أوصله بدائرة كهربية؛ لأداء هذه المهمة ...
جذب الغطاء فوق جسده، متظاهراً بالنوم، وهو يدرك أن اكثر من دستة من كاميرات المراقبة، تتابع كل ما يفعله، ثم مال جانباً، والغطاء يخفى حركته، وبدأت يده الخبيرة تبحث عن مصدر ذلك التيار الكهربى ...
استغرق منه الأمر لحظات فحسب، قبل أن يعثر على طرفى السلك الرئيسى، المتصل بشبكة معدنية أسفل الفراش ...
وتحت غطاء الفراش، راح يقوم بعمل شديد الدقة، معتمداً على حساسية وخبرة يديه فحسب ...ثم جاءت لحظة الحسم، عندما أوصل طرفى السلك بعضهما ببعض ...
ودوت فرقعة مكتومة ...
ثم انقطع التيار فى المكان كله ...
ومع انقطاع التيار، دفع (أدهم) الغطاء بعيداً، ووثب من الفراش، مندفعاً نحو باب الحجرة، فى نفس اللحظة، التى حملت فيها (كاترين) مدفعها، صائحة فى غضب :
- لقد فعلها ...
اندفعت، وخلفها طاقم حراستها، نحو حجرة (أدهم)، وأحد الرجال يهتف من خلفها :
- شبكة الكهرباء هنا تقليدية، ويمكننا إعادة التيار، خلال دقيقة واحدة .
صاحت به فى حدة:
- مع رجل كهذا، تكفيه نصف دقيقة للعمل .
والواقع أنها كانت مخطئة فى قولها هذا ...
فبعد عشر ثوان فحسب، من قفزته من فراشه، كان (أدهم) يدفع أمامه عربة الطعام بكل قوته؛ ليضرب بها الباب فى قوة ...
ثم وثب فوقها، واستخدم كل ما لديه من قوة، ليثب نحو الباب، مستخدماً قوة اندفاعه، وارتطم به فى عنف ...
ومع قوته، أصدر رتاج الباب صوتاً حاداً، فتراجع (أدهم)، ووثب مرة أخرى ...
كان يتحًَّرك فى حجرته، وداخل مزرعته، التى يحفظ كل شبر فيها، ويدرك أن بابها مصنوع من خشب قديم، بعمر المزرعة نفسها، وأنه مهما كان رتاجة قوياً، فإن إطاره لن يحتمل طويلاً ...
وكان على حق ...
فمع الضربة الثالثة، انهار إطار الباب، دون أن يعمل جهاز التفجير، المتصل بشبكة الكهرباء الوحيدة فى المكان ...
وعندما وصلت (كاترين) ورجالها، وعلى ضوء مصابيحهم اليدوية، فى نهاية الممر، والتى لم يتم تزويدها بالقضبان الفولاذية؛ لوجودها خارج حجرته، التى تصوًَّروا أنه لن يستطيع مغادرتها، أو الفرار منها أبداً ...
وصرخت (كاترين) :
- أوقفوه .
قالتها، وهى تطلق رصاصات مدفعها، مع رصاصات مدافعهم، إلا أن (أدهم) كان الأسبق، وهو يثب نحو النافذة الزجاجية، ويحطمها، ويخرج منها إلى شجرة كبيرة، تعلًَّق بأغصانها لحظة، قبل أن يثب منها إلى الأرض، فى نفس اللحظة التى عاد فيها التيار الكهربى إلى المكان، الذى انطلقت فيه صفارة إنذار قوية، ترسل إلى كل رجال البارون إشارة خطر ...
وعندما واصلت (كاترين) مع رجالها اندفاعهم، حتى بلغوا النافذة، لم يكن هناك أثر لرجل المستحيل فى الساحة الخلفية ...
أى أثر ...
وصرخت (كاترين) فى غضب شديد :
- إنه لن يذهب بعيداً....ابحثوا عنه ...إنه هناك فى مكان ما ...
انطلق رجالها ينفذون اوامرها، فى نفس اللحظة التى ارتفع فيها رنين جهاز اتصالها المغلق الخاص، فالتقطته فى سرعة، وسمعت البارون يهتف عبره فى هياج :
- هل أوقفتموه ؟!
أجابته فى توتر شديد :
- لقد قفز عبر نافذة الممر ... ولكن الرجال انطلقوا خلفه .
صمت لحظة، ثم قال فى حدة :
- أنا أعلم أين ذهب .
غمغمت فى عصبية :
- إنه يختبئ فى مكان ما، من الساحة الخلفية .
صاح بها :
- أيتها الحمقاء الغبية ... من الواضح أنك مازلت تجهلين من تقاتلين...أمثال هذا المصرى لا يختبئون ... إنهم يقاتلون .... وملفه يشير إلى نقطة ضعفه الرئيسية، وهى التى ستقودنا إليه .
سألته فى تردًَّد متوتر:
- أين ؟!
وعندما أخبرها، انعقد حاجباها فى شدة ...
فقد كان استنتاجه منطقياً ...
تماماً....
* * *
استعاد (قدرى) وعيه دفعة واحدة، داخل صندوق تلك السيارة، التى تنطلق به مع (منى)، عبر صحراء (المكسيك)، فى طريقها إلى مزرعة (صاندو) ...
كان من الواضح، أن كمية المخًَّدر، التى حقنوه بها، لا تتناسب مع جسمه الضخم، مما ساعده على استعادة وعيه، فى سرعة لم يتوقعها أحد ...
ولهذا لم يكن فى الصندوق سواه و(منى)، وكل منهما مقيًَّد بأغلال فولاذية، إلى مقعدين معدنيين ثقيلين، مثبتين على جانبى الصندوق ...
ولم تكن (منى) قد استعادت وعيها بعد ...
والعجيب أنه، وعلى الرغم من أن (قدرى) ليس مقاتلاً بطبعه، إلا أنه ظل محتفظاً بهدوئه، وهو يغمغم :
- والآن ماذا تفعل يا (قدرى) ... أنت الآن وحدك، ومسئول عن سلامة (منى)، و (أدهم) لن يغفر أبداً، لو مسًَّها أدنى سوء.
دار ببصره فيما حوله، على الضوء شديد الخفوت، ولمح ذلك الدبوس الذهبى، فى ياقة زى (منى)، والذى يحمل الحرف الأوًَّل من اسم (أدهم)، فالتقط نفساً عميقاً، وعاد يغمغم لنفسه:
- هيا يا (قدرى) ... إنها فرصتك لتثبت مهارتك، فى التعامل مع هذه الأمور .
بذل جهداً خرافياً، ليميل برأسه، ثم يحنيه، وهو يلهث فى صعوبة، حتى يلتقط ذلك الدبوس الذهبى بأسنانه، وعندما اعتدل، كان الدبوس بين أسنانه بالفعل، فتوقف لحظة، حتى يسترد انفاسه، ثم دفع رأسه جانباً فى قوة، مغلقاً الدبوس بين أسنانه، وفتح أصابعه الذهبية؛ ليلتقطه فى الهواء، واتسعت ابتسامته، على الرغم من الموقف، وهو يغمغم لنفسه لاهثاً:
- عظيم ... خطوتك لأولى تمت بنجاح يا (قدرى)، وعليك أن تثبت الآن، أنك تستحق لقب (الأصابع الذهبية)، الذى أطلقه عليك (أدهم) .
وفى حرفية مدهشة، ومهارة فذة، راحت أصابعه تعمل ...
وتعمل ...
وتعمل ...
* * *
سرى توتر وحشى عنيف، فى كيان (ألنزو) كله، عندما انقطع التيار الكهربى فى اسطبل الخيل فى المزرعة، ومع صهيل الخيول، صرخ فى عصبية :
- لو تحرًَّك أحدكم، سأطلق النار على الجميع .
قرن قوله بسيل من طلقات مدفعه، أطلقه فى هواء الاسطبل، فتعالى صراخ الجميع، ممتزجاً بصهيل عصبى من الخيول، وهتف به (بدرو) مدير المزرعة، فى توتر شديد :
- لن يتحًَّرك أحد ... أرجوك .
عاد التيار الكهربى دفعة واحدة، عقب عبارة (بدرو)، وانطلقت صفارات الإنذار فى كل مكان، مما زاد من توتر الجميع، ومن صهيل الخيل، فقال (ألنزو) لرجاله فى عصبية متوترة :
- راقبوا الجميع جيداً، وأطلقوا النار بلا تمييز، عند أية محاولة لاقتحام المكان .
قالها، وهو يندفع خارجاً، فابتسم أحد شيطانيه، وهو يدير بصره فى رجال المزرعة المذعورين، مغمغماً فى نشوة وحشية :
- كم سيروق لى هذا .
بدا أحد زملائه شغوفاً بفتاة حسناء سمراء اللون، من العاملات فى المزرعة، وغمغم، وهو يتجه إليها :
- هناك امور أخرى، تروق لى أكثر .
جذب إليه الفتاة فى خشونة، فصرخت محاولة الإفلات منه، وضحك رفاقه فى جذل وحشى، فى حين حاول (بدرو) حماية الفتاة، وهو يقول فى توتر :
- أرجوك يا سنيور .... ليس النساء .
هوى الرجل بمدفعه على وجه (بدرو)، فألقاه بعيداً فى عنف، وهو يقول فى شراسة :
- كلمة إضافية، وسأنسف رأسك كجواد جريح .
صهلت الخيول، وكأنها تعترض على الموقف، وانكمش الباقون فى هلع مشفق، فى حين واصلت الفتاة المسكينة صراخها، وهى تقاوم الرجل فى عنف، وحاول (بدرو) النهوض، وهو يقول فى ألم:
- ارجوك يا سنيور .
التفت إليه الرجل فى وحشية، وصوًَّب إليه فوهة مدفعه الآلى، وهو يصرخ :
- أنت اردت هذا إيها الغبى .
لم يدر أحدهم كيف حدث ما حدث بعدها ...
فقبل حتى ان ينهى الرجل عبارته الوحشية، هبط (أدهم) من سقف الاسطبل، دون أن يدرى أحدهم من أين جاء ...
وبركلة كالقنبلة، أصاب وجه الرجل الممسك بالفتاة، وأطاح به نحو رفاقه، الذين رفعوا فوهات مدافعهم، وأحدهم يصرخ :
- أطلقوا النار ...
واتسعت عيون العاملين فى المزرعة ذهولاً ...
لقد كانوا سبعة رجال أشداء، يحملون أسلحة فتًَّاكة ...
وكان (أدهم) وحده ...
وبلا سلاح ...
ولكن الموقف كان مذهلاً بحق ...
لقد ركل (أدهم) ذلك الممسك بالفتاة، ثم وثب من فوقه، وانقض على الرجال الستة الآخرين ...
وبدا المشهد أشبه بفيلم سينمائى، يدار بسرعة عرض أكبر ...
ضربات، ولكمات، وركلات ... وصراخ وأنين ...
ثم صمت ...
صمت استغرق لحظة واحدة، انحنى (أدهم) بعدها؛ ليلتقط أحد المدافع الآلية الثقيلة، فهتف به أحد خصومه، ولم يفقد وعيه بعد، وهو يختطف مدفعه :
- أخطأت يا هذا ... مدافعنا لا قيمة لها، إن لم تكن فى أيدينا .
قذفه (أدهم) بالمدفع الثقيل، بكل قوته، وهو يقول :
- هل ترى هذا ؟!...
ارتطم المدفع برأس الرجل، وألقاه أرضاً فاقد الوعى، قبل أن يعتدل (أدهم)، ويلتفت إلى رجاله، قائلاً فى غضب :
- ما كان عليهم أن يمسوا النساء .
ثم أضاف فى اهتمام :
- أأنتم بخير ؟!
قالها، وهو يمد يده للفتاة السمراء، التى التقطت يده فى انبهار، وغمغمت فى امتنان :
- مادمت هنا يا سنيور .
أما (بدرو)، فقد اندفع نحوه، يقول فى انفعال :
- سنيور (صاندو) ... لقد هاجمونا بغتة، وقتلوا خمسة منا، و ...
استوقفه (أدهم)، وهو يربًَّت على ظهره، قائلاً فى هدوء آسف :
- سيدفعون الثمن يا (بدرو) ... أعدك أنهم سيدفعون ثمن كل قطرة دم أراقوها .
انبرى أحد العاملين، يقول :
- الأفضل أن تختفى يا سنيور، لو أنك تستطيع هذا؛ فهم سيعودون إلى هنا حتماً، وذلك الوحش المفترس لا يتردًَّد فى إطلاق النار .
أجابه (أدهم) فى حزم :
- لا بأس يا رجل... أظنهم قد عادوا بالفعل، ونحن نتحدًَّث هنا .
لم يكد ينهى عبارته، حتى ارتفع صوت البارون من الخارج، عبر مكًَّبر صوتى قوى، وهو يقول :
- سيًَّد (أدهم) .... اسطبلاتك كلها محاصرة برجالى، ولا يوجد منفذ واحد للفرار.... ليس حتى لناموسة واحدة ... سأمنحك دقيقة فحسب؛ لتخرج مع الجميع، رافعين أيديكم فى استسلام، وفور انتهاء الثانية الستين، سنطلق قاذفات اللهب على المكان، ونحرقكم جميعاً .
قالها بالأسبانية، فارتسم الرعب على وجوه الجميع، وقالت إحدى النساء، كبيرات السن :
- اهرب يا سنيور، وسنستسلم نحن .
عقد (أدهم) حاجبيه فى صرامة، وهو يقول :
- لن يستسلم أحداً .
ثم التفت إلى (بدرو)، مكملاً :
- لدى خطة ...
وارتفع صهيل الخيول مرة أخرى ...
* * *
" هل سمعت ؟!..."...
قالها قائد السيارة، التى تقل (منى) و(قدرى) فى توتر، عندما تنامى إلى مسامعه صوت صفارات الإنذار، التى انطلقت من المزرعة البعيدة، فأرهف زميله سمعه، وهو يغمغم :
- هذا يبدو لى أشبه بصفارات إنذار .
أجابه، وهو يزيد من سرعة السيارة :
- إنها كذلك ... هناك شئ ما، يحدث فى المزرعة .
جذب زميله مدفعه، وهو يقول فى توتر :
- أهو هجوم ما ؟!
فجأة، أتاهما صوت من خلفهما، عبر النافذة الصغيرة، التى تفصلهما عن الصندوق الخلفى، يقول :
- هل تقصدان مزرعة (صاندو) ؟!
ضغط السائق فرامل السيارة فى قوة، فى حين استدار بمدفعه، فى حركة عصبية حادة، نحو (قدرى)، الذى تراجع بحركة سريعة، لتنقض قبضة (منى) من النافذة، على فك زميل السائق، بلكمة زلزلت كيانه، وارتجًَّ لها رأسه، فصرخ فى شراسة، والسائق يستل مدفعه بدوره :
- أيها الــ ....
قبل أن يتم عبارته برزت يد (قدرى)، عبر النافذة، وغرست ذلك الدبوس الذهبى فى عنقه، فى نفس اللحظة، التى أدارت فيها (منى) يدها، وفردت وسطاها وسبًَّابتها؛ لتضرب بهما عينى السائق فى قوة ...
وصرخ السائق، مع ذلك الألم الرهيب، الذى أصاب عينيه، فى حين ابتعد زميله، مطلقاً سباباً ساخطاً، وهو يحاول انتزاع ذلك الدبوس من عنقه ...
وهنا بدأت أهمية جسد (منى) الضئيل ...
ففى رشاقة مدهشة، انزلق جسدها، عبر النافذة الصغيرة، وقبضت على عنق السائق؛ لتدفع جسدها كله إلى كابينة القيادة، ثم تركل زميله بكل قوتها فى وجهه، بقدميها معاً ...
وكانت الركلة شديدة القوة، مما دفع الرجل خارج السيارة، ليسقط على رمال الصحراء فى عنف، فى نفس اللحظة التى تحًََّرك فيها جسدها المرن، لتسحب المدفع الثقيل من يد السائق، الذى منعته آلام عينيه من مقاومتها، ثم تهوى به على رأسه فى قوة ...
وفى حماس، هتف (قدرى) :
- لقد فعلناها .
أتاهما صوت خشن غاضب، يقول :
- ليس بعد .
وعبر باب السيارة المفتوح، رأت زميل السائق خارج السيارة المتوقفة، يصوًَّب إليها مدفعه، والغضب يملأ كل خلجة من خلجاته ...
وبحركة سريعة، ادارت (منى) مدفع السائق ...
وضغطت الزناد ...
ولكن شيئاً لم يحدث ...
زناد المدفع الأليكترونية لم يستجب لضغطة سبًَّابتها ...
وابتسم الرجل فى وحشية ...
وأطلق النار ...
* * *
على الرغم من الحصار التام لاسطبلات الخيل، لم يشعر البارون لحظة بالارتياح، وهو يجلس داخل سيارة مصفحة، يحيط به رجاله، واقتربت منه (كاترين)، وهى تقول، فى صوت لا يقل عنه توتراً :
- بقيت عشر ثوان فحسب .
حمل صوته إليها عصبيته، وهو يقول :
- هل تصوًَّرت أننا سننتظر، حتى نهاية المهلة ؟!
ثم انعقد حاجباه فى شراسة، وهو يضيف :
- أشعلوا النيران .
التمعت عيناها، على نحو عجيب، وكأنه قد أمرها بأمر مبهج، والتفتت إلى رجالها، قائلة فى لهجة آمرة :
- الآن .
كان (ألنزو) أكثرهم حماساً، وأسرعهم استجابة، وهو يدير مدفعه نحو الاسطبلات، هاتفاً :
- مرحى .
ولكن فجأة، وقبل أن يضغط زناد مدفعه، حدثت المفاجأة ...
باب الاسطبلات انفجر فجأة، على نحو غير متوًَّقع، وطارت شظاياه فى وجوه الجميع، مع ارتفاع صهيل الخيول القوى ...
وفى اللحظة نفسها، اندفعت الخيول، عبر الباب المحطًَّم ...
اندفعت تنقض على الجميع، وعلى متنها رجال المزرعة، يقودهم (أدهم)، فوق جواد أسود قوى، وهو يحمل أحد المدافع القوية، وينهال على رأس كل من يقف أمامه، فى حين راحت باقى الخيول تطأ كل من يعترض طريقها، فى فوضى جعلت (كاترين) تعدو بمدفعها؛ لتحتمى خلف سيارة البارون المصفحة، وهى تهتف :
- ذلك الشيطان ..
وعلى الرغم من انه يجلس داخل سيارته المصفًَّحة، رفع البارون ذراعيه، ليحمى وجهه، وانطلقت منه بلا وعى صرخة رعب، عندما شاهد (أدهم) يندفع نحوه بجواده القوى، ولكن (أدهم) لكز باطن جواده، وهو يجذب معرفته فى قوة، فوثب الجواد العربى الأصيل، عبر سيارة البارون، وشاهدته (كاترين) يمر فوقها، فصرخت بدورها، وهى تخفض رأسها ...
وعندما اعتدلت تفتح عينيها، كانت تتصوًَّر أن يكون (أدهم) منطلقاً بجواده؛ للابتعاد عن المكان بقدر الإمكان، إلا أنها فوجئت بهذا الأخير يستدير بجواده، ثم يعود للانقضاض، فرفعت مدفعها، مطلقة صرخة قتالية، و(أدهم) يهتف :
- ليس من شيمة العرب ضرب النساء .
وقبل أن تضغط زناد مدفعها، أطاح هو به، بضربة مباشرة، من المدفع الذى يحمله، وهو يكمل فى صرامة :
- عندما يلعبن دور النساء .
سقط مدفعها بعيداً، فعادت تحنى رأسها، وتحميه بذراعيه، و(أدهم) يثب بجواده مرة أخرى، عبر سيارة البارون، الذى راح يصرخ :
- أوقفوه .... أوقفوه بأى ثمن .
كان (ألنزو) يحاول التقاط مدفعه، الذى فقده مع هجوم الخيل، عندما صرخ (بدرو)، من فوق جواد آخر :
- ها هو ذا يا سنيور (صاندو) .
قالها، مشيراً إلى (ألنزو)، فأدار (ادهم) جواده، واندفع بأقصى سرعته، نحو هذا الأخير، صائحاً :
- الخطة يا (بدرو) .
وعلى الرغم من أن (ألنزو) قد التقط مدفعه بالفعل، إلا أن مشهد (أدهم) وهو ينقض عليه بجواده، جعله يتراجع فى ذعر، قبل ان يتمالك نفسه، ويحاول تصويب مدفعه إليه ...
ولكن فى حرب السرعة، يفوز (أدهم) دوماً ...
فقبل أن يكمل (ألنزو) حركته، كانت أصابع (أدهم) الفولاذية تقبض على عنقه، وتنتزعه من الأرض بقوة مدهشة، وهذا الأخير يقول :
- أرقت الكثير من الدماء الطاهرة يا هذا .
جحظت عينا (ألنزو)، وضرب الهواء بقدميه فى هلع، وحاول أن يرفع مدفعه مرة أخرى، مع ضغط أصابع (أدهم) المؤلم على عنقه، ولكن (أدهم) هوى على جبهته، بضربة تكفى لتحطيم جدار، وهو يكمل :
- وستدفع الثمن .
دار رأس (ألنزو)، مع قوة الضربة، وسقط مدفعه أرضاً، فرفعه (أدهم) بقوة أكبر، وألقاه أمامه على الجواد، قبل أن يستدير مرة أخرى؛ ليواجه سيارة البارون، الذى راح يصرخ فى رجاله :
- ماذا تنتظرون ؟!... اقضوا عليه .
ولكن رجاله كانوا يعانون من مشكلة تكنولوجية عجيبة ...
لقد سقطت مدافعهم، واختلطت ببعضها البعض، وعندما التقط كل منهم مدفعاً، لم تتوافق بصمته مع زناده ...
ولم تنطلق المدافع ...
وفى نفس الوقت، الذى انطلق فيه (بدرو) والآخرون، مبتعدين عن المزرعة، وفقاً لخطة (أدهم)، نهضت (كاترين) من مخبأها، بكل ما يملأ نفسها من غضب، وصرخت وهى تصوًَّب مدفعها إلى (أدهم) :
- مدفعى يعمل .
وأطلقت النار ...
نحو (أدهم) ...
مباشرة .
* * *

 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس
قديم 30-10-11, 12:03 AM   المشاركة رقم: 38
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : رجل المستحيل
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم

الفصل الحادى عشر : قبضة العدو

ضغط الرجل زناد مدفعه الأليكترونى بالفعل، وهو يصوًَّبه نحو (منى) فى إحكام، وهى لا تحمل سوى مدفع مماثل، لا يستجيب زناده لبصماتها ...

وانطلقت الرصاصة ...

ولكن قبل إنطلاقها، بجزء من الثانية، ارتطمت أغلال معدنية بوجه الرجل فى عنف، فأغلق عينيه على نحو غريزى، وأطلق صرخة ألم، مع سباب بذئ بالإسبانية ...

وطاشت رصاصته فى الهواء ...

ولم تضيع (منى) ثانية واحدة، من الفرصة التى اتاحتها لها مبادرة (قدرى)، فوثبت من مكانها كنمرة شرسة، وهوت بالمدفع الذى تحمله، بكل ما تملك من قوة، على رأس الرجل، الذى تفجًَّرت منه الدماء فى عنف، وسقط أرضاً كالحجر ...

وعبر نافذة الصندوق الخلفى، برز (قدرى) فى حذر مغمغماً :

- هل ربحنا ؟!

أجابته (منى)، وهى تفحص المدفع الذى تحمله :

- مؤقتاً .

تنًَّهد فى ارتياح، وهو يقول :

- ابحثى عن مفاتيح الصندوق الخلفى إذن، فلن يمكننى عبور هذه النافذة الضيقة، كما فعلت أنت .

بحثت (منى) فى جيوب الرجلين فى سرعة، حتى وجدت المفتاح المطلوب، ودارت حول السيارة، وهى تفتح الصندوق، قائلة :

- هذا يريك أهمية الرشاقة .

غادر (قدرى) الصندوق فى صعوبة، وهو يقول :

- لاحظى أن مهارتى هى ما انقذنا، بغض النظر عن الحجم .

ابتسمت، وهى تعاونه على مغادرة الصندوق، قائلة :

- ليس أمامى سوى الاعتراف بهذا .

لهث وهو يقف على رمال الصحراء، كما لو أنه قد بذل جهداً رهيباً، فاتسعت ابتسامتها، وهى تقول:

- لقد كنت بطل هذه الجولة .

تهللت أساريره، وهو يقول :

- حقاً !

ربتت على كتفه المكتظة، وهى تقول :

- ولكن الحرب لم تضع أوزارها بعد .

سألها، وهو يشير إلى المدفع الذى تحمله :

- لماذا لم ينطلق هذا ؟!

أجابته، وهى تنتزع الرجل فاقد الوعى، من خلف عجلة القيادة:

- إنه نوع شديد التطوًَّر من الأسلحة، لا يعمل إلا إذا تعرف بصمة صاحبه، وهو مزوًَّد بجهاز إضافى لهذا .

قال فى اهتمام، وهو يلتقط المدفع منها :

- دعينى ألقى نظرة.

ناولته إياه، قبل أن تحتل مقعد القيادة، قائلة :

- المهم ان نبتعد الآن عن هنا؛ فمع أسلحة كهذه، أظن أن (أدهم) يواجه خطراً مضاعفاً .

غمغم، وهو يستقل المقعد المجاور لها، مواصلاً فحص المدفع:

- لا شك عندى فى هذا .

ثم أضاف فى ثقة، وهى تنطلق بالسيارة :

- ولكن (أدهم) مازال يستطيع رعاية شئونه .

فى نفس اللحظة التى نطقها، كانت (كاترين) تطلق لهيب قاذفة النيران فى مدفعها، نحو (أدهم) مباشرة ...

* * *

من حكمة الله (سبحانه وتعالى)، أن كل مخلوقات الأرض، بلا استثناء، تخاف النار، وترتجف لمجًَّرد مرآها ...

وعندما اختارت (كاترين) أن تطلق قاذفة اللهب، وليس الرصاصات من مدفعها، المزوًَّد بكليهما، كانت تدرك هذه الحقيقة ...

وكانت تجيد التصويب، على نحو مدهش ....

ومن الفوهة الإضافية لمدفعها، انطلق لسان من النار نحو (أدهم) مباشرة ...

ولكن (أدهم) تحًَّرك على نحو مدهش .

لقد جذب (ألنزو) من عنقه، ورفعه بقوة مدهشة، ووضعه أمام لسان النار مباشرة ...

وانطلقت صرخة هائلة من ذلك الوحش، عندما اشتعل جسده كله دفعة واحدة، اثر طلقة قاذفة اللهب ...

وفى نفس لحظة اشتعال جسده، ألقاه (أدهم) بعيداً، ثم انطلق بجواده الأسود المفضًَّل، الذى أحسن تدريبه، نحو سيارة البارون، التى تختفى خلفها (كاترين)، وهو يقول فى حزم :

- أخبرتك أننى أبغض ضرب النساء .

وثب بجواده فوق سيارة البارون، فى نفس الوقت الذى أدارت فيه (كاترين) فوهة مدفعها نحوه؛ لتطلق لسان لهب آخر، ولكنه قبض على شعرها الطويل، وهو يضيف فى صرامة :

- لو تصًَّّرفن كنساء .

امتزجت صرختها بصرخات (ألنزو) المشتعل ، عندما رفعها (أدهم) من شعرها بقوة، ثم ضرب بها سيارة البارون فى عنف، قبل حتى أن تستقر قوائم جواده أرضاً، وانطلق يعدو بجواده الأسود، ليغيب كلاهما فى قلب الليل، فى نفس الوقت، الذى حاول فيه بعض رجال البارون إنقاذ قائدهم (ألنزو)، بوساطة الرمال، التى تحيط بهم ...

أما (كاترين)، فقد عجزت لحظات عن استعادة توازنها، مع عنف الضربة، وحاولت أن تنهض، وهى تصرخ بكل غضبها :

- هذا المصرى اللعين ...

صرخ البارون يقاطعها :

- هل ستتركونه يفر ؟!

كان الرجال قد نجحوا فى إطفاء نيران (ألنزو)، الذى احترق شعره، وجانب من وجهه، وفقد الوعى من شدة الألم، عندما هتفت (كاترين) :

- مستحيل !... سننطلق خلفه فوراً .

ثم صرخت فى الرجال :

- هيا ... سنطارده بخمس سيارت، وجيش منكم ... هيا .

تردًَّد الرجال لحظات، خاصة وأن كل منهم لم يعثر على مدفعه بعد، فصرخت مرة أخرى فى غضب هادر :

- قلت هيا .

راقب البارون فى عصبية سيارت الجيب الخمسة، التى انطلقت خلف (أدهم)، فى ظلام صحراء (المكسيك)، وغادر سيارته فى حذر، وهو يقول بنفس العصبية :

- هل فرًَّ الجميع ؟!

أجابه أحدهم فى توتر :

- لقد باغتونا أيها البارون، و ...

صرخ يقاطعه بكل غضبه وانفعاله :

- أغبياء .

ثم حاول السيطرة على أعصابه، وهو يضيف :

- ولكنهم لن يذهبوا بعيداً... الصحراء حولنا مترامية الاطراف، ولدينا ثلاث طائرات هليوكوبتر، مزوًَّدة بكواشف ضوئية قوية ... سنرسل واحدة لمساندة (كاترين) وفريقها، واثنين للبحث عن الهاربين ...

سأله أحد الرجال فى حذر :

- وماذا عن القائد (ألنزو) ؟!

القى نظرة ازدراء على قائد قواته الفاقد الوعى، واجاب فى مقت :

- لم يعد يصلح للقيادة .

ثم أشار إلى آخر، مستطرداً فى حزم :

- أنت القائد الآن يا (فرناندو) .

تألقت عينا (فرناندو)، وهو يتخذ وقفة عسكرية، قائلاً فى ابتهاج، لم يستطع اخفاءه:

- كيف أثبت لك أننى جدير بالقيادة يا سيًَّدى البارون ؟!

مال البارون نحوه، وقال بكل شراسة :

- اعثر عليهم .

أدى (فرناندو) تحية عسكرية قوية، وكأنما يثبت ولاءه، فمط البارون شفتيه، وغمغم بالألمانية :

- أغبياء .

فى نفس اللحظة، كانت (كاترين) تقود سيارات الجيب الخمسة، التى تضم دستتين من الرجال، عبر صحراء (المكسيك)، وهى تقول فى صرامة :

- أجهزتنا المتطوًَّرة سترصد وقع حوافر جواده، ورادارنا سيحًَّدد موقعه بدقة .

قال أحد رجالها فى حزم :

- ستكون أسعد لحظات حياتى، عندما أفرغ رصاصات مدفعى فى رأسه .

التفتت إليه فى حدة :

- كلا .

نظر إليها الرجل فى دهشة، فتابعت بنفس الحدة :

- لن أرضى بنهاية سهلة كهذه .

وتألقت عيناها، فى وحشية تتعارض مع جمالها، وهو تضيف :

- أريده أن يموت ببطء ... بمنتهى البطء .

التقطت أجهزة سيارتها، فى نفس اللحظة، وقع حوافر جواد (أدهم)، فسرى الانفعال فى كيانها، وهى تسأل فنى الرادار :

- هل ترصده ؟!

أجابها، بعد لحظة من التردًَّد :

- نعم ... ولكن ...

لم يتم عبارته، وكأنه لا يجد ما يضيفه، فصاحت به فى حدة :

- ولكن ماذا ؟!

تردًَّد لحظة أخرى؛ خشية رد فعلها، ثم غمغم فى حذر :

- ما أرصده هو جواد منفرد، ينطلق وحده فى الصحراء ...

واصل تردده لحظة أخرى، قبل ان يضيف :

- بلا راكب ... ولكن هناك شئ آخر ...

انعقد حاجباها الجميلين فى شدة، وهى تهبط؛ لتلقى نظرة على شاشاة رادار السيارة، قائلة فى حدة:

- ماذا تعنى ؟!

لم تكن بحاجة حقاً إلى إجابة الرجل، وهى تتطلًَّع إلى الشاشة الخضراء، التى بدا عليها جواد منفرد، ينطلق وحده فى الصحراء، فقالت فى حدة :

- ما الذى يعنيه هذا ؟!

وهنا قفز الجواب المفزع إلى ذهنها ...

وياله من جواب! ...

* * *

لم يشعر البارون فى حياته كلها بالغضب، مثلما شعر به، وهو يعود إلى المزرعة، وإلى حجرة مكتب (أدهم) الخاصة

لقد تصوًَّر، عندما ألقى القبض عليه، ووضعه فى حجرة مجهًَّزة بأحدث ما يمكن للمال شراءه، من تكنولوجيا أمنية، أنه قد نجح فى تحقيق ما فشلت فيه أجهزة مخابرات كاملة، وقضى على أسطورة (رجل المستحيل) ...

وعلى الرغم من أنه قد قرأ ملف (أدهم) الضخم بالكامل، أكثر من ثلاث مرات، إلا أنه لم يكن يتصوًَّر أنه ذكى واسع الحيلة إلى هذا الحد ....

وكان هذا يطعن غروره فى مقتل ...

ويؤلمه ...

وبشدة ...

" لماذا تأخرت ؟!..."...

فاجأه صوت (أدهم) الساخر، فور دخوله المكتب، فالتفت إلى مصدره بأقصى سرعة، إلا أن ذراع (أدهم) كانت أسرع، وهى تحيط بعنقه، ويده الأخرى تلوى ذراعه خلف ظهره، وهو يواصل بنفس السخرية :

- من أين تنتقى رجالك بالضبط أيها البارون؟!... إنهم لا يعلمون حتى أبسط قواعد مناورة الكر والفر .

هتف البارون، فى صوت عصبى مختنق :

- ولكن كيف ؟!... لقد شاهدتك تبتعد بجوادك !!..

أجابه (أدهم)، وهو يشدًَّد من ضغط ذراعه على عنقه، ويغلق الباب خلفهما بقدمه :

- ولكنك ورجالك الحمقى، لم تشاهدوا ما حدث بعدها، وتصوًَّرتم فحسب، أن الفرار هو هدفى الرئيسى .

امتلاءت نفس البارون بالغضب، مع عبارة (أدهم) الأخيرة ...

كيف أخطأ فى هذا، وهو الذى أخبر (كاترين) منذ قليل، ان أمثال (أدهم) لا يفرون ...

بل يقاتلون ...

وحتى آخر رمق ...

ولقد تضاعف غضبه وغيظه ألف مرة، عندما أضاف (أدهم) ساخراً :

- والآن لقد نسيت عد الجولات ... أهى الرابعة أم الخامسة .

غمغم البارون مختنقاً :

- المباراة لم تنته بعد .

أطلق (أدهم) ضحكة ساخرة قصيرة، وقال :

- لماذا يلوح لى انك تكرًَّر عباراتك دوماً يا هذا ؟!

لم يكن البارون يطيق الموقف، ولكنه بذل جهداً، ليقاوم ذلك الاختناق، مع اعتصار ذراع (أدهم) لعنقه، وهو يقول :

- ماذا تريد يا سيًَّد (أدهم) ؟!

أجابه (أدهم) بنفس السخرية :

- ياله من سؤال !... أريد مزرعتى أيها المحتل .

قال البارون فى صعوبة:

- وماذا لو ضاعفت العرض مرتين ؟!

هزًَّ (أدهم) كتفيه، قائلاً :

- عندئذ سأضطر لقتلك، وهذا يخالف مبادئى، ولن تربح عندئذ سوى امتار قليلة، تكفى لدفن بقاياك فحسب ... وحتى هذا ، لن يكون فى مزرعتى .

صمت البارون لحظات، ثم قال :

- هل تتصوًَّر أنك غير قابل للهزيمة يا سيًَّد (أدهم) ؟!

شدًَّد (أدهم) من ضغط ذراعه على عنقه، وهو يقول فى صرامة :

- بل أتصوًَّر أنك لست ممن يعترفون بهزيمتهم يا هذا .

قال البارون فى حدة، على الرغم من آلام عنقه :

- هزيمة ؟!... كًَّلا يا رجل ... الهزيمة مازالت بعيدة، أكثر مما تتصوًَّر .

مع آخر كلماته، اقتحمت (كاترين) مع فريقها حجرة المكتب فجأة، وهتفت بكل انفعالها، والكل يصوًَّب مدافعه إلى (أدهم) :

- كما توقعت تماماً .

أدار (أدهم) البارون فى سرعة، دون أن يفلت عنقه، ليواجه مدافع رجاله، و(أدهم) يقول :

- عظيم أيتها الشرسة... لقد أثبت أنك أكثر براعة من زعيمك .

قالت فى غيظ :

- براعتى لا تتمثل فى كشف خدعتك فحسب أيها المصرى، ولكن فى العثور أيضاً على السلاح الوحيد، الذى لا يمكنك مقاومته.

قال فى سخرية :

- وهو ؟!

أشارت بيدها لرجالها، وهى تجيب :

- هذان .

ومع قولها، دفع رجاله شخصين مقيدين بإحكام إلى داخل حجرة المكتب ....

وانعقد حاجبا (أدهم) فى شدة ...

لقد كانا بالفعل نقطة ضعفه الوحيدة ...

والسلاح القادر على هزيمته ...

زميلته وحبيبته، وصديق عمره ...

(منى) .... و(قدرى) ...

ولثوان، ران على المكان كله صمت رهيب، قبل أن تغمغم (منى) فى مرارة :

- سامحنى .... لم أستطع طاعة أوامرك.

وغمغم (قدرى) فى انهاك :

- لقد أخبرتها .

بدت (كاترين) سعيدة بانتصارها، وهى تقول :

- والآن ماذا يا سيًَّد (ادهم) ؟!

بدا (أدهم) شديد الصرامة، وهو يقول :

- مازلت أسيطر على زعيمك، ويمكننى تحويله إلى زعيم سابق، بضغطة إضافية من ذراعى .

غمغم البارون فى صعوبة:

- سيعنى هذا مصرع أقرب شخصين إليك .

أجابه (أدهم) فى قسوة :

- وهل من المفترض أن أتصوًَّر أنكم ستبقون على حياة ثلاثتنا، لو أننى استسلمت ؟!

رفعت (منى) رأسها، وهى تقول فى حزم :

- لا تستسلم يا(أدهم) .... أنت على حق ... مادمنا وقعنا فى قبضتهم، فسيقتلوننا على أية حال .

جذبتها (كاترين) من شعرها فى شراسة، وهى تقول :

- سأمهلك دقيقة واحدة يا سيًَّد (أدهم)؛ لتتخذ قرارك، وبعدها سأطلق النار على رأس أحدهم، ولك أن تختار أيهما .

قال (قدرى) فى سرعة :

- أنا .

وجد (أدهم) نفسه أمام خيار عسير للغاية ...

دراسته لشخصية (كاترين)، تؤكًَّد أنه ليس تهديداً أجوف ...

إنها لن تتردًَّد فى إطلاق النار على أحدهما بالفعل ....

(منى) ....

أو (قدرى) ...

وهو غير مستعد لخسارة أحدهما ...

مهما كان الثمن ....

ولكن استسلامه قد يعنى القضاء على كليهما ...

فماذا يمكنه أن يفعل، فى مثل هذا الموقف العصيب ؟!...

ماذا ؟!

* * *

 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس
قديم 05-11-11, 07:33 AM   المشاركة رقم: 39
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : رجل المستحيل
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

الفصل الثانى عشر : الخيار الصعب



" رأس الأفعى ..."...
نطقها (أدهم) فى صرامة شدبدة، جعلت (كاترين) تعقد حاجبيها فى شدة، خاصة وأنه قد نطقها بالأسبانية، وكأنه يتعًَّمد أن يستوعبها الكل، فهمهم البارون بكلمات مختنقة، مع ضغط ذراع (أدهم) الشديد على عنقه، فى حين تابع هذا الأخير، وقد أضيفت قسوة مخيفة إلى صرامته:
قاعدة تعلمناها فى عالمى أيتها الحقيرة ... أن رأس الأفعى هى مكمن كل قوتها .
قالت (كاترين) فى شراسة، وهى تلصق فوهة مدفعها بصدغ (منى) :
الوقت يمضى بسرعة أيها المصرى .
أجابها (أدهم) فى لهجة مخيفة :
- بالنسبة لمن ؟!... بارونك الحقير هذا قرأ ملفى جيداً، وهو يدرك الآن أن كل كلمة أنطق بها، تعنى منطوقها بالضبط، وإنه لا يوجد حرف أجوف واحد فيها .
قالت فى شراسة :
- ثلاثون ثانية تبقت .
لم يبد أن عبارتها أقلقته، وهو يتابع بنفس اللهجة :
- أنت تعرضين إما قتل أحد رفاقى، أو موتنا جميعاً، بعد وقوعنا فى قبضتكم، ولكننى أقدًَّم لك عرضاً آخر .
جذبت إبرة مدفعها، وهى تقول، فى شراسة أكبر :
- خمس وعشرون ثانية .
واصلن متجاهلاً توقيتها :
- إن مسست شعرة واحدة، من رفيًَّقى، سأحطم عنق بارونك هذا أمامك، كما لو كان عنق دجاجة ضعيفة .
ثم أدار عينيه فى وجوه الرجال المحيطين بها، متابعاً بإسبانية واضحة :
- وهذا سيعنى مصرع ممًَّولكم الأساسى، وضياع كل الأموال، التى ينفقها عليكم، من اجل بناء امبراطوريته الوهمية، وعندئذ، لن يكون هناك مبرًَّر للاستمرار.
جحظت عينا البارون، وراح يشير لرجاله بذراعيه، فى حين أدركت (كاترين) ما يحاول (أدهم) فعله، فصرخت :
- خمس عشرة ثانية أيها المصرى .
ضغط (أدهم) عنق البارون أكثر، وهو يقول بمنتهى الصرامة :
- لقد قدمت عرضى .
وبصوت مختنق، قال البارون، وهو يضرب الهواء بذراعيه فى استماتة :
- أوقفوها .
شعرت (كاترين) بغضب هادر، وضغطت زناد مدفعها بالفعل ...
وانطلقت الرصاصة ...
ولكن قبل انطلاق رصاصتها بثانية واحدة، جذب (فرناندو) معصمها فى قوة، وشعرت (منى) بلغم نيران الطلقة، على مسافة سنتيمترات من رأسها، وبدوى كاد يصيب أذنها بالصمم، و(فرناندو) يصرخ فى (كاترين) :
- ألا تعنيك حياة البارون ؟!
قاومته (كاترين) فى شراسة وحشية، وهى تصرخ :
- المصرى يخدعكم .
تكالب الرجال للسيطرة عليها، وانتزاع المدفع منها، وراحت هى تقاومهم فى شراسة مدهشة، حتى خفًَّف (أدهم) من ضغط ذراعه على عنق البارون، الذى شهق فى ألم، وملأ صدره بالهواء فى لهفة، قبل أن يهتف :
- كفى .
توقف الجميع دفعة واحدة مع هتافه، والتفتوا إليه ...
حتى (كاترين) نفسها ...
وفى غضب هادر، قال البارون :
- غضبك فاق ولاءك يا (كاترين) .
صرخت، مستعيدة مقاومتها :
- المصرى يخدعك .
قال فى عصبية :
- ملفه يقول : عكس هذا .
صرخت :
- ملفه يقول : إنه لا يقتل أبداً .
صرخ بدوره فى حدة :
- ولا يحنث بكلمة .
ثم حاول أن يتماسك، وهو يضيف بلهجة آمرة :
- (فرناندو) ... خذ سلاح (كاترين) ، وألغ تعًَّرف بصمتها، حتى تتعلًَّم كيف تستخدمه فى المستقبل .
صرخت (كاترين) فى وحشية، فانعقد حاجباه وهو يستطرد :
وأطلق النار على رأسها الجميل، إذا ما واصلت هذا الصراخ المزعج .
اتسعت عينا (كاترين) فى هلع، فى حين جذب (فرناندو) إبرة مسدسه، وهو يقول فى ابتهاج واضح:
- أمرك يا سيًَّدى البارون .
أطبقت (كاترين) شفتيها، وهى ترمق البارون بنظرة ساخطة، فى حين قال هو، وقد استعاد الكثير من هدوئه :
- وحلوا قيود ضيفينا الجديدين، واخبر (ماريا)، أنه هناك من سينضم إلى مائة إفطارى فى الصباح .
اندفع (قدرى) يسأل فى لهفة :
- ألا يمكننا تناول بعض الطعام الآن ؟!
ابتسم البارون، قائلاً:
- بالطبع يا عزيزى (قدرى) .... لقد قرأت الكثير عن مواهبك وقدراتك الفنية الفذة ... وعن نهمك للطعام بالطبع، وأظن أنه لدى عرض مدهش لك، سيتيح لك تناول طعامك، فى أفخم مطاعم العالم، ما قى لك من العمر .
قال (أدهم) فى صرامة، وهو يعيد الضغط على عنقه :
- لن يقبل أى منا عروضك يا هذا .
بدا البارون هادئاً هذه المرة، وهو يقول :
- ذراعك تؤلمنى يا سيًَّد (أدهم)، وأنا أفكًَّر فى فتح صفحة جديدة معكم .
قالت (منى)، وهى تتحسًَّس معصميها، عد فك قيودها :
- ورجالك يصوًَّبون مدافعهم إلينا .
صمت لحظة، ثم قال :
- أنت على حق يا سنيوريتا ... خذ الرجال إلى الخارج يا (فرناندو)، واتركونى مع أصدقائى الجدد هنا .
قالت (كاترين) فى عصبية :
- أنت ترتكب أكبر خطأ فى حياتك .
انعقد حاجباه فى غضب، وهو يهتف :
- هيا .
تردًَّد (فرنادو) لحظة، ثم تراجع مع رجاله، و(كاترين) تهتف :
- لا تقل إننى لم أحذرك.
وما أن أغلق (فرناندو) الباب خلفه، وبقى البارون وحده، مع (أدهم) و(منى) و(قدرى)، حتى قال فى هدوء عجيب :
- ذراعك يا سيًَّد (أدهم) .
أفلت (أدهم) عنقه، ولكنه ظل ممسكاً بذراعه خلف ظهره، وهتفت (منى) فى سعادة:
- لقد فعلتها يا (أدهم) .
ولكن (أدهم) استقبل سعادتها بصرامة باردة، وهو يسألها بالعربية :
- كيف ظفروا بكما ؟!
أدركت غضبه، فتراجعت مغمغمة :
- إنهم يمتلكون تكنولوجيا فائقة .
واندفع (قدرى) يقول :
- سأخبرك .
وبدأ يروى ما حدث ...
* * *
كانت (منى) تنطلق بالسيارة، وسط ظلام صحراء )المكسيك)، عندما سمعت ذلك الانفجار من بعيد، فزادت من سرعة السيارة، وهى تقول فى عصبية :
- أراهن أنه (أدهم) .
تمتم (قدرى) فى توتر شديد :
- مازلت أصر على أننا قد أخطأنا، عندما خالفنا أوامره.
أجابته، وهى تواصل الانطلاق بالسيارة :
- لا يوجد أى خطأ هنا ... إنها ...
قبل أن تتم عبارتها، ظهرت سيارات الجيب الخمسة، فجأة، من قلب الظلام، وفى مقدمتها سيارة (كاترين)، التى قالت لفنى الرادار فى صرامة :
- لقد كنت على حق ... إنها سيارتنا .
كانت تضع على عيينها منظاراً خاصاً بالرؤية الليلية، يجعلها ترى (منى) و(قدرى) داخل مقصورة فى وضوح، فأردفت :
- وبها الهدية، التى كان ينتظرها البارون .
بإشارة من يدها، اتخذت سيارات الجيب الخمسة تكنيكاً انتشارياً هجومياً، ورأتهم (منى) يحاولون محاولة سيارتها، فأدارت عجلة القيادة فى سرعة، وهى تهتف برفيقها :
- انخفض .
سمع (قدرى) الكلمة واستوعبها، ولكنه لم يدر كيف يضعها موضع التنفيذ، مع كرشه الضخم، الذى يلتصق بتابلوه السيارة بالكاد، فاكتفى بالانحناء، وهو يهتف :
قلت لك: إننا قد أخطأنا .
لم تنتبه هى لعبارته، وهى تحاول بسيارتها الثقيلة مناورة السيارات الخمس القوية التى التفًَّت حولها بالفعل، وفوجئت بصوت (كاترين)، يأتى عبر جهاز الاتصال بالسيارة، وهى تقول فى صرامة :
- هناك دستتان من المدافع القوية، مصوًَّبة إلى سيارتك أيتها المصرية ... لا فائدة من المناورة.
لم تبال (منى) بقولها، وهى تواصل الانطلاق بالسيارة، فتابعت (كاترين)، فى لهجة حملت الكثير من السخرية هذه المرة :
- لا بأس ... دعينى أعرض عليك إذن بعض مهارتنا.
مع قوتها، توقًَّف تحرك سيارة (منى) فجاة، وانطفأت كل أنوارها، وراحت تواصل حركتها فى تباطؤ منتظم، و(كاترين) تواصل بدورها، ولهجتها تزداد سخرية :
- إنك تستقلين واحدة من سيارتنا، وكلها مزوًَّدة بمستقبل للتحكًَّم عن بعد، وبوسائل أمن أخرى، ستختبرينها بنفسك، بعد لحظات .
شعر (قدرى) باليأس، عندما توًَّقفت السيارة فى النهاية، واحاطت بها السيارات الخمس، ورفع كل رجالها مدافعهم نحوها، فضغطت (منى) زر الاتصال فى الجهاز، وقالت فى حدة :
- وهل وسائلكم هى إطلاق النار فحسب .
أجابتها (كاترين)، وقد امتزجت شراستها بسخريتها :
- بل هى أكثر تطوراً .
مع نهاية قولها، سرى تيار كهربى فى مقصورة القيادة كلها، جعل (منى) و (قدرى) يرتجفان فى قوة، فى حين علت ضحكات (كاترين) الظافرة، وراحت تتردًَّد فى صحراء وجبال (المكسيك)...
بمنتهى السخرية ...
ومنتهى الشراسة...
* * *
" ثم أفقنا، لنجد أنفسنا مكبلين بالأغلال هنا ..."..
نطق (قدرى) العبارة فى انفعال، واستقبلها (أدهم) بنفس الوجه الجامد الصارم، فى حين قال البارون :
- هل يمكننا أن نبدأ صفحتنا الجديدة أيها السادة ؟!
أجابه (أدهم) فى صرامة :
- لا داع لاستخدام صيغة الجمع يا رجل؛ فرفاقى سيغادران المكان، قبل أن نبدأ حديثنا .
غمغم (قدرى) فى ضيق :
- وماذا عن الطعام ؟!
رمقت (منى) (قدرى) بنظرة صارمة، جعلته يقول مرتبكاً :
- لن يتعارض هذا مع الخطة ... أليس كذلك ؟!
ابتسم البارون لحوارهما، ابتسامة قط، وجد سبيلاً إلى فريسته، وقال :
- سيًَّد (أدهم) ... دعنا نتحاور بالمنطق ... كيف يمكننى أن أسمح لهما بالرحيل، وهما سلاح تفاوضى الوحيد؟!... ماذا يمكن أن أربح عندئذ ؟!
أجابه (أدهم) فى صرامة:
- حياتك .
نطقها، وهو يلوى ذراع البارون أكثر، على نحو مؤلم، فتأوه الرجل لحظة، ثم قال فى توتر:
- وماذا عن حياتك أنت ؟!
لم يفهم (أدهم) ما يعنيه السؤال، و ...
ولكن فجأة، بدأ رأس (قدرى) يدور على نحو عجيب، وتخاذلت قدماه، فحاول الاستناد إلى أى شئ، وهو يغمغم فى ضعف :
- (أدهم) ... إننى ...
لم يستطع إتمام عبارته، وهو يفقد توازنه،ويسقط على ركبتيه أرضاً، فى نفس الوقت الذى تهالكت فيه (منى)، على نحو ملحوظ، وهى تقول فى ضعف :
- إنها ليست مشكلة الطعام .
قالتها، ثم ألقت نفسها على مقعد قريب، وكأنما لا تقوى ساقاها على احتمالها، فى حين بدأ ذلك الدوار يكتنف رأس (أدهم)، الذى عاد يحيط عنق البارون بذراعه، وهو يقول فى غضب :
- ماذا فعلت أيها التعس ؟!
قالها، فى نفس اللحظة، التى سقط فيها (قدرى) على وجه، وأسبلت (منى) جفنيها فى انهيار عجيب، وبدأ (أدهم) يشعر بضعف حقيقى، حتى أن ذراعه لم تعد بالقوة الكافية، لاعتصار عنق البارون، الذى ظل قوياً متماسكاً، وهو يقول :
- المشكلة أنك تقدًَّر وسائلنا الأمنية حق قدرها، يا سيًَّد (أدهم)، فالواقع أنه ليست لدينا (ماريا) هنا... إنها مديرة منزلى هناك... فى (مانهاتن)... ولكن العبارة كانت تعنى استخدام غاز خفى خاص ...ابتكرته القريحة الألمانية، إبان الحرب العالمية الثانية، وتم تطويره فى معاملى الخاصة، على نحو مدهش ... لقد اطلقه رجالى فى حجرة المكتب، فور إغلاقهم بابه، وهو يتسلًَّل إليك، دون أن تشعر، فتستنشقه، ويملأ رئتيك، ويسرى فى دمك، ويتصاعد إلى مخك، فيفقدك السيطرة على عضلاتك فى البداية .
قالها، وهو يدفع ذراع (أدهم)؛ لتخليص عنقه منها، ثم ابتسم قائلاً:
- أرأيت ؟!
شعر (أدهم) بضعفه يتزايد، زالبارون يتحًَّرك فى مكتبه بحيوية، متابعاً فى ظفر:
- وبعدها يتهالك جسدك كله ... وتسيطر عليك رغبة ملحة فى النوم، تعجز حتى الأفيال عن مقاومتها .
كان الرجل صادقاً تماماً فيما يقول؛ فقد شعر (أدهم) أنه يفتح عينيه بالكاد، فقاد نفسه إلى مقعد قريب، تهاوى فوقه فى ضعف، ورأى بعينين نصف مغلقتين، البارون يعود إلى ما خلف مكتبه، ويستقر فوقه، بعينين متألقتين ظفراً، وهو يقول :
- لا تقاوم يا سيًَّد (أدهم) ... أو يا سنيور (صاندو) ... حتى أنت لن يمكنك المقاومة؛ فمهما بلغت قدراتك وبراعتك، مازلت تمتلك جسداً بشرياً، بكل اجهزته الطبيعية، هيا .... استسلم يا سنيور (صاندو) ... استسلم .
بدا صوت البارون، وكانه يأتى من بعيد، ويغوص فى بئر عميقة ...
ويغوص ...
ويغوص ...
ثم أثبت جسد (أدهم) أن البارون على حق ...
إنه فى النهاية جسد بشرى ...
جسد انهار ...
تماماً ...
* * *
شعر (ألنزو) بسخط شديد، عندما استعاد وعيه، مع كل آلام جسده ووجه، وتحوًَّل سخطه هذا إلى غضب هادر، مع تحسسه لرأسه، الذى فقد معظم شعره، وجانب وجهه المحترق، وأطلق صرخة غضب وحشية، وهو يبحث عن سلاحه، قبل أن يأتيه صوت (كاترين)، قائلة :
- مازلت أراك وسيماً، يا عزيزى (ألنزو) .
التفت إليها فى وحشية، صارخاً :
- أخبرينى أنكم قد مزًَّقتم ذلك المصرى تمزيقاً .
مطًَّت شفتيها الجميلتين، قائلة :
- البارون نطق عبارة السر، لاستخدام غاز (ماينهايم)، وأظنهم قد ظفروا به الآن مع رفيقيه .
سألها فى شراسة :
- أى رفيقين ؟!
هزًَّت كتفيها، وألقت شعرها الطويل خلف ظهرها، فى حركة أنثوية، وهى تجيب :
- إنها قصة طويلة، سأرويها لك يا عزيزى، ولكن لدى الآن ما هو أكثر أهمية، لأتحدث معك بشأنه .
ضاق ما بين حاجبيه، فى عصبية شديدة، فمالت نحوه، ورسمت على شفتيها الجميلتين ابتسامة عذبة، وهى تسأله :
- قل لى يا عزيزى: أيهما أكثر أهمية بالنسبة إليك ... نقود البارون، أم الانتقام ممن فعل بك هذا ؟!
زمجر كوحش مفترس، وهو يجيب :
- النقود يمكن ان تجديها عند أى مخدوم آخر .
اتسعت ابتسامتها، وهى تقول :
- من الرائع أن نتفق يا عزيزى، فللانتقام لذة خاصة، لا يدرك متعتها سوى من على شاكلتنا .
زمجر مرة أخرى، وهو يسألها فى شراسة:
- ماذا تريدين بالضبط يا (كاترين) ؟!
اتخذت جلسة شديدة الإغراء أمامه، وهى تقول :
- العمل مع البارون كان ممتعاً فى البداية، ولكن جنون التفوًَّق والسيطرة، جعل العمل مملاً، وهو الآن يرتكب كومة من الاخطاء، بإصراره على العمل بمعيار مزدوج؛ فهو يريد أن يكون زعيماً قاسياً كأجداده، وسيًَّداً مهذباً فى الوقت ذاته؛ ليتفق مع أصوله العريقة .
مرة ثالثة، زمجر (ألنزو) فى شراسة، قائلاً :
- هل ستواصلين هذا الحديث الممل طويلاً ؟!
مالت نحوه، قائلة :
- البارون لم يهتم بعلاجك، عندما سقطت أمام عينيه، وعزلك من قيادة الفريق، ووضع بدلاً منك ذلك الغبى (فرناندو)، الذى أمره بأن يقتلنى بلا تردًَّد، لو صرخت أحذره مما يفعل .
كانت حروقه تؤلمه بشدة، فصاح بها فى حدة :
- لم أصل إلى ما تريدين بعد .
ابتسمت ابتسامة أكثر إغراء، وقالت :
- أسلوب البارون هذا، سيجعله يخسر فى النهاية، وكلانا يعلم هذا، والسؤال هو : كيف نضمن أكبر قدر من الربح، قبل ان يحدث هذا ؟!
قال فى عصبية شديدة :
- أنت من وضع الخطة .
صمتت لحظة؛ لتنح كلماتها أكبر قد ممكن من الاهمية، قبل أن تضيف فى حزم :
- سنحتل المزرعة، ونقتل البارون .
صدمته الفكرة لحظات، ثم لم يلبث أن عقد ما تبقى من حاجبيه فى شدة، وراح يدرس كلماتها القليلة فى توتر، قبل ان يسألها :
- وكيف هذا ؟!
تألقًَّت عيناها فى ظفر، وهى تجيب :
- ساخبرك .
وتحالف الشيطانان معاً ...
* * *
" لم نعثر على أى أثر لهم يا سيًَّدى البارون .."..
هذه الكلمات، هى أوًَّل ما التقطته أذنا (أدهم)، وهو يستعيد وعيه فى بطء...
ودون الحاجة إلى حواسه كاملة، أدرك أنه مقيًَّد بإحكام، بأغلال فولاذية شديدة القوة، إلى عمود من الأسمنت، فى جانب حجرة مكتبه الخاص، وهذا يشمل معصميه خلف ظهره، وقدميه أيضاً، وعلى الرغم من أن رأسه مازال يدور، سمع البارون فى وضوح، وهو يقول فى غضب :
- أى قول سخيف هذا ؟!... إننا نتحًَّدث عن أكثر من ثلاثين رجلاً وامرأة، فى صحراء جرداء، تبعد أكثر من ثلاثمائة كيلو متر، عن أقرب طريق ممهًَّد، فكيف تعجز كل وسائلنا عن رصدهم .
أجابه الرجل فى توتر:
- لقد انطلقنا خلفهم فوراً يا سيًَّدى البارون، وجبنا المنطقة كلها، طوال خمس ساعات، وحتى أشرقت الشمس، ولم نعثر لهم على أدنى أثر، وكأنما أنشقت الصحراء وابتلعتهم .
غمغم (فرناندو) مضيفاً فى حذر :
- ولست أذكر أننى قد رأيت امرأة واحدة بينهم، عندما فروا بخيولهم من الأسطبلات يا سيًَّدى.
احتقن وجه البارون، وانعقد حاجباه فى شدة، وهو يقول :
- التفسير الوحيد لهذا، هو انهم يختبئون فى مكان ما هنا.
قال (فرناندو) فى حيرة:
- أين يا سيًَّدى ... لقد فتشنا المزرعة كلها، وقلبناها رأساً على عقب، بحثاً عنهم .
أجابه فى حزم :
- فى الاسطبلات ... لقد اختفوا دون أن يغادروها، ولا تفسير لهذا، سوى أنهم يختبئون فى مكان ما داخلها .
بدت الفكرة عجيبة، بالنسبة لعقلية (فرناندو)، ولكنه اتخذ وقفة عسكرية، وهو يقول :
- سنفتش كل شبر منها يا سيًَّدى البارون .
أشار إليه البارون، وهو يقول فى تفكير :
- استخدموا وسائلنا التكنولوجية؛ لكشف أى مخبأ سرى أسفل الاسطبلات ...احفروا أرضيتها، لو استلزم الامر، ولكن امنحونى جواباً، خلال ساعة واحدة ... هل تفهم ؟!
أجابه (فرناندو) فى قوة :
- أوامرك أيها الزعيم.
ثم انصرف فى سرعة، لتنفيذ الأمر، فقال (أدهم)، وهو يستعيد صفاء ذهنه تدريجياً:
- سيضيع الكثير من وقته بلا طائل .
التفت إليه البارون، قائلاً :
- آه... إذن فقد استعدت وعيك .
ثم اتجه إلى مقعد، أمام (أدهم) مباشرة، وهو يضيف :
- والآن دعنا نعود إلى الحديث عن الجولات يا سيًَّد (أدهم) .
قال (أدهم) فى سخرية :
- بل دعنى أقتبس عبارتك، عن أن المبارة لم تنته بعد أيها البارون .
رفع البارون حاجبيه وخفضهما، وهو يقول بابتسامة ظافرة:
- لقد أوشكت يا سنيور (صاندو)، ورفيقاك سيساعدان على إعلان نهايتها .
تطًَّلع إليه (أدهم) بنظرة متسائلة، فلوًَّح بيده، مضيفاً :
- كنت أصر على أن توًَّقع العقد بنفسك؛ حتى لا يمكنك الطعن فى صحة التوقيع فيما بعد، أو أن يفعل أحد هذا من بعدك، ولكن وصول صاحب الأصابع الذهبية (قدرى)، جعل الأمور أكثر يسراً .
قال (أدهم) فى هدوء:
- أنت لا تعرف (قدرى) جيداً .
تابع البارون، وكانه لم يسمعه :
- فوفقاً لما بلغنى عنه، يمكنه أن يزيًَّل العقد بتوقيعك، فى دقة تجعلك أنت نفسك تشك فى صحته .
قال (أدهم) فى صرامة :
- وكيف سيمكنك إقناعه بهذا ؟!
هزًَّ البارون كتفيه، قائلاً :
- إنه لم يتناول الطعام، الذى كان يحلم به، منذ ليلة أمس .
ابتسم (أدهم) فى سخرية، وهو يقول :
- ألم أقل لك : إنك لا تعرف (قدرى) جيداً؟!... هل تصوًَّرت أنه يمكن أن يخون صديق عمره، من اجل وجبة طعام ؟!
قال البارون فى ثقة :
- سأقدًَّم له وجبة شهية للغاية .
ثم ابتسم فى شراسة، مضيفاً :
- مع مسدس مصوًَّب إلى رأس صديقته (منى) .
صمت (أدهم) لحظات، ثم قال فى صرامة :
- مازالت هناك نقطة ضعف كبيرة فى خطتك .
ابتسم البارون أكثر، وهو يقول :
- لو أنك تقصد ضرورة تواجدك؛ لتاكيد التوقيع، فلدى حل عبقرى لهذا .
وضغط زراً صغيراً، على سطح مكتبه، مضيفاً :
- وستراه بنفسك .
مع ضغطة الزر، انفتح باب حجرة المكتب، وسمع (أدهم) وقع أقدام تقترب، فالتفت إلى مصدرها ، و ....
وانعقد حاجباه بمنتهى الشدة ...
فقد كان ما يراه أمامه مفاجئاً، إلى حد لا يمكن توًَّقعه ...
أبداً ...
* * *

 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس
قديم 11-11-11, 11:33 PM   المشاركة رقم: 40
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : رجل المستحيل
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم

الفصل الثالث عشر .. ذلك الآخر

تململ (قدرى) فى مكانه متوتراً، مع تلك القيود القوية، التى تربط معصميه خلف ظهره، مما يرهقه، ويثقل على أنفاسه، وغمغم فى سخط :
- ياللأوغاد !
تمتمت (منى)، وهى تحاول عبثاً التخلًَّص من قيودها :
- أظنهم يستخدموننا الآن، للسيطرة على (أدهم) .
قال فى حزم عجيب:
- (أدهم) سينقذنا .
حمل صوتها مرارة، وهى تقول :
- إننى أشاركك ثقتك هذه فى (أدهم)، ولكننى أظن أننا قد وضعناه الآن، فى موقف أسوأ من موقفنا .
أجابها فى ثقة شديدة :
- ولكنه سينقذنا .
حاولت أن تلتفت إليه فى دهشة، ولكن كل منهما كلن مقيداً إلى ظهر الآخر، مما جعل كل ما يمكنها هو ان تدير رأسها قليلاً إلى الجانب، وهى تقول :
- ألديك شئ لا أعرفه ؟!
أجابها فى حسم :
- بالتأكيد .
أرادت أن تسأله عما يعنيه هذا، إلا أن (فرناندو) دخل إلى الحجرة، فى هذه اللحظة، وقال فى صرامة، موجهًَّاً حديثه إلى (قدرى) :
- البارون يطلبك .
قال (قدرى) فى دهشة :
- أنا ؟!
لم يجبه (فرناندو)، وإنما أشار إلى أحد رجاله، فتقًَّدم ليفصل قيود (قدرى) عن (منى)، وهو يقول فى خشونة :
- انهض .
اجابه (قدرى) فى توتر :
- هل تعتقد أن هذا الجسد، يمكنه أن ينهض وحده، بقيود كهذه ؟!
أشار (فرناندو) إلى رجلين آخرين، بذلا جهداً حقيقياً؛ لدفع (قدرى) بجسده الضخم، إلى وضع الوقوف، ثم دفعاه أمامهما فى قسوة، وهو يهتف :
- و(منى) ... ماذا عن (منى) ؟!
كان يتحدث بالانجليزية، التى من الواضح أن أحداً بخلاف (فرناندو) لا يفهمها، بالإضافة إلى ان أحداً لم يتحًَّدث معه بحرف واحد، وهم يواصلون دفعه أمامهم، حتى بلغوا حجرة المكتب ...
وقبل ان يدخلها (قدرى)، رأى (أدهم) يقف فى منتصفها، إلى جوار البارون، على نحو يوحى بالود، فتساءل فى قلق بالعربية :
هل اتفقتما ؟!
آتاه صوت (أدهم) من ركن آخر، وهو يقول فى صرامة :
- هذا الوغد لا يفهم العربية .
ارتفع حاجبا (قدرى) بكل دهشته، وهو يلتفت إلى مصدر الصوت، ثم تحوًَّلت إلى ذهول، عندما وقع بصره على (أدهم)، المقًَّيد إلى الركن، فعاد ببصره مرة أخرى، إلى الواقف مع البارون، وصاح ذاهلاً :
- مستحيل !
أطلق البارون ضحكة ظافرة عالية، قبل ان يقول :
- هل رأيت يا سنيور (صاندو) ؟!... حتى صديقك الصدوق، لم يمكنه التمييز بينك، وبين شبيهك .
نقل (قدرى) بصره فى ذهول، بين (أدهم) وشبيهه، الذى كان نسخة طبق الأصل منه، فى ملامحه وهيئته، فأضاف البارون برنة انتصار واضحة :
- هذا ما يفعله المال أيها المصرى ... رجل يماثلك قامة، مع فريق أكبر وأشهر جراحى التجميل فى العالم، وبعدها يصبح لديك نسخة متقنة، من أشهر رجل مخابرات فى العالم .
لم يستطع (قدرى) النطق، من شدة ذهوله، فى حين قال (أدهم) فى صرامة :
- تحتاج إلى أكثر من مجًَّرد الشكل للفوز يا هذا .
ابتسم البارون، قائلاً فى ثقة :
- اترك لى هذه المشكلة .
ثم التفت إلى (قدرى)، قائلاً :
- هل أنت مستعد لتناول وجبتك الدسمة، يا سيًَّد (قدرى) ؟!
سأله (قدرى) فى عصبية :
- مقابل ماذا ؟!... انك لم تحضرنى إلى هنا، لتناول وجبة دسمة فحسب .
وضع البارون عقود المزرعة على سطح مكتبه، وهو يقول :
- أنت على حق أيها البدين .
قال (قدرى) فى حدة :
- من الذى تصفه بالبدين ؟!
أجابه فى صرامة :
- أنت أيها الدب ... هيا ...استخدم أصابعك الذهبية؛ لتضع توقيع السيد (أدهم)، بمنتهى الإتقان على هذه الأوراق .
تبادل (قدرى) نظرة متوترة مع (أدهم)، ثم قال فى صرامة :
- إننى أفضل الموت جوعاً .
بدا البارون ساخراً، وهو يقول :
- لا تتعجًَّل الأمر يا صاحب الأصابع الذهبية ... ثم أننى لا أعرض عليك الوجبة فحسب .
وقسا صوته مع ملامحه، وهو يضيف :
- إننى أعرض عليك رأس زميلتك الرقيقة أيضاً .
تضاعف توتر (قدرى)، وتبادل نظرة أخرى مع (أدهم)، الذى قال فى صرامة :
- وهل ستبقى على رأسيهما، بعد أن تحصل على ما تبتغيه يا هذا ؟1
هزًَّ البارون رأسه، وقال فى برود :
- لا يمكنك أن تضمن هذا، ولكننى بالتأكيد سأنسف رأس محبوبتك، أمام عينى هذا الدب، إن لم ينفذ أوامرى .
راح (قدرى) ينقل بصره، فى توتر كبير، بين (أدهم)، وشبيهه، والبارون، وبدأ عرق عجيب يتصبًَّب على وجهه، على الرغم من مكًَّيف الهواء القوى، فقال (أدهم)، فى كلمات بطيئة موزونة :
- نفذ ما يطلبه يا (قدرى) .
تطلع إليه (قدرى) بنظرة متشككة قلقة، ولكنه أومأ برأسه مضيفاً :
- إنه لن يتوًَّرع عن تنفيذ تهديده القذر .
تردًَّد (قدرى) لحظات، ثم قال فى حذر :
- لست أدرى كيف يوًَّقع (أدهم) اوراقه هناك .
ابتسم البارون فى سخرية، وهو يجذب ورقة، ويضعها أما عينى (قدرى)، قائلاً :
- لا عليك ... لقد أحضرت لك نموذجاً لتوقيعه .
تطلع (قدرى) إلى صورة التوقيع على الورقة، ثم عاد يلتفت إلى (أدهم)، الذى اومأ برأسه إيجاباً، فبدا الضيق على (قدرى)، وهو يقول :
- حلوا قيودى .
أشار البارون إلى (فرناندو)، فتقًَّدم يحل قيود (قدرى)، الذى فرك كفيه فى ألم، فى نفس الوقت الذى ناوله فيه البارون قلماً، وهو يشير إلى العقود، قائلاً :
- هيا ... ولاحظ أن لدى هنا خبير تزوير محًَّنك، يمكنه أن يكشف أى تلاعب، وعندئذ ...
لم يتم عبارته، ولكن مضمونها كان واضحاً، فتناول (قدرى) القلم، وصورة التوقيع، ثم اتجه ليجلس خلف مكتب البارون، وجذب العقود إليه، ثم راح يفحص التوقيع فى اهتمام، قبل أن يضع البارون أمامه عدسة مكًَّبرة، قائلاً :
- ستحتاج إليها .
أزاحها (قدرى) بعيداً، وهو يقول فى حزم، واضعاً يده على فمه :
- كًَّلا ..
استغرق دقيقة أخرى، فى فحص صورة التوقيع، ثم أمسك الاوراق بمنتهى الثقة، ووقًَّعها فى سرعة وبساطة، جعلت البارون يقول فى دهشة :
- هكذا ؟!
بدا الشك على وجه البارون، وهو يقول فى صرامة :
- أحضروا الخبير .
لم تمض ثوان على قوله، حتى دخل رجل أصلع قصير إلى الحجرة، وهو ينقل بصره بين الجميع فى توتر، فناوله البارون العقود، مع صورة التوقيع، واخرج الرجل عدسة كبيرة من جيبه، وراح يقارن بين صورة التوقيع، وذلك التوقيع على العقود، قبل ان يقول، فى انبهار شديد :
- مدهش !!...
ثم رفع عينيه إلى (قدرى)، مستطرداً بانبهار يتزايد :
- أنت فعلت هذا ؟!
مطًَّ (قدرى) شفتيه، دون أن يجيب، فى حين غمغم البارون غى حذر :
- وبمنتهى السرعة والبساطة .
ارتفع حاجبا الأصلع، فى دهشة مبهورة، ثم اندفع يمد يده إلى (قدرى)، هاتفاً :
- لى كل الشرف أن اصافحك يا رجل ... أنا خبير فى هذا المضمار، منذ أكثر من عقدين من الزمن، ولم أشاهد عملاً بهذا الاتقان قط !!
غمغم (قدرى)، والضيق مازال يملأ صوته، وهو يشيح بوجهه، عن اليد الممدودة نحوه :
- إنه مجًَّرد توقيع .
خفض الأصلع يده فى حرج، ولكنه واصل بنفس الانبهار :
- أستطيع أن أضمن لك ثروة طائلة، لو عملنا معاً لعام واحد .
قال (قدرى) فى حدة :
- دخلى من عملى يكفينى .
شعر البارون بالظفر والرتياح، وهو يقول :
- وماذا عن عرض بخمسة ملايين دولار، فى العام الواحد ؟!
رفع (قدرى) عينيه إليه فى دهشة، فمال البارون نحوه، وأضاف :
- وحياة زميلتك أيضاً .
انعقد حاجبا (قدرى) فى شدة، وهو يغمغم :
- وماذا عن (أدهم) ؟!
تألقت نظرة وحشية فى عينى البارون لحظة، ثم خبت فى سرعة، وهو يجيب :
- سيبقى هنا فى أرضه...وهذا وعد .
أدار (قدرى) عينيه إلى (أدهم)، الذى ظلًَّ جامداً، ولم تحمل نظراته أية دلالة، فى عينى البارون المتفحصتين، ولكن (قدرى) قرأ فيهما شئ ما ...
شئ جعله يبدو متردًَّداً، وهو يغمغم :
- هذا العرض يحتاج إلى تفكير .
أشار البارون بسبًَّابته، قائلاً فى صرامة :
- سامنحك ثلاث ساعات، وهى اطول مهلة منحتها لأية صفقة .
ثم أشار إلى (فرناندو)، فتحًَّرك رجاله ليعيدوا تقييد (قدرى)، ويدفعونه أمامهم إلى خارج الحجرة، وألقى هو نظرة اخيرة على (أدهم)، وهو يغمغم فى أسف :
- إنه عرض مغر للغاية .
وما ان غادر الرجال مع (قدرى) الحجرة، وخلت إلا من (أدهم) والبارون، تفحًَّص هذا الاخير العقود كلها، ثم عاد بها إلى ذلك المقعد المواجه لرجل المستحيل، وهو يقول :
- هكذا سحر المال، تكشف يوماً أن الأصدقاء المخلصين، ليسوا بالإخلاص الذى تتصوًَّره .
اجابه (أدهم) فى هدوء :
- هذا يتوًَّقف على مفهوم (الأكثر قوة) .
أطلق البارون ضحكة ظافرة، قبل أن يقول :
- القوة هى التى جعلتك تخسر أخر معاركك يا سنيور... سقطت أمامى فاقد الوعى، فى حين بقيت أنا واقفاً على قدمىًَّ فى النهاية؛ بسبب المصل المضاد لغاز (ماينهايم)، الذى استنشقناه جميعاً ... القوة هى التى أغرت صديقك بالتفكير فى عرضى ... أما عن الوعد الذى وعدته إياه، فسأكرًًَّره وأؤكًَّده لك أيضاً ...لو قبل العرض، فسأبقى بالفعل على حياة زميلتك الحسناء، التى ربما أقدًَّم لها عرض أكثر إغراءاً ... أما أنت، فقد اتخذت ما يلزم، لتبقى فى أرضك بالفعل .
ثم انعقد حاجباه، وحمل صوته قسوة وشراسة الدنيا، وهو يضيف :
وإلى الأبد .
* * *
" مدفعك مازال يعمل ... أليس كذلك ؟!.."..
ألقت (كاترين) السؤال على (ألنزو)، فى اهتمام بالغ، فأومأ برأسه إيجاباً فى عصبية، وهو يقول :
- وحروق جسدى مازالت تؤلمنى بشدة .
تحسًَّست الجزء السليم من وجهه، وهى تقول، فى نعومة أفعى :
- ما سنحصل عليه، سيتيح لك أن تستعيد كل شئ، على يد أكبر جراحى التجميل فى العالم .
زمجر، قائلاً :
- المهم ان انتقم، ممن فعل بى هذا .
مالت نحوه، قائلة فى حزم :
- اسمع خطتى جيداً...إننى مازلت أمتلك شفرة الدخول، إلى نظام الأمن الأليكترونى ... سأصعد الآن إلى الوحدة الرئيسية، وسأضيف كوداً جديداً، لكل يتم التعًَّرف فى المدافع الأليكترونية، فيما عدا مدفعك، ومدفع (فرناندو) .
قال فى حدة :
- ولماذا مدفع (فرناندو) ؟!
أجابته فى خبث :
- لأننى سأستبدل كود بصمته، بالكود الخاص بى .
انعقد حاجباه، على نحو يوحى بعدم الفهم، فأضافت موضًَّحة :
- عندئذ سأعرف أى مدفع، ينبغى لى الحصول عليه، عندما تتوقف كل المدافع عن العمل، ومع امتلاكنا للمدفعين الوحيدين، الصالحين لعمل، سنحصد باقى الرجال هنا حصداً، فى دقائق قليلة، وبعدها سنصبح سادة المكان .
سألها بنفس العصبية :
- وماذا عن البارون ؟!
بدت شديدة الإغراء، وهى تقول :
- بكم تتصوًَّر أنه سيشترى حياته ؟!
حملت أساريره علامات الفهم لأوًَّل مرة، وهو يقول فى شراهة :
- بمليارات .
داعبت أنفه بسبًَّابتها، قائلة :
- بالضبط .
ثم اعتدلت، مضيفة فى حزم :
- انتظرنى هنا، فى مطبخ المزرعة، وعندما انتهى من عملى، سنبدأ خطتنا على الفور ... كن مستعداً .
تركته فى مطبخ المزرعة، وتسللت بسرعة إلى الطابق الثانى، الذى اتخدوا من إحدى حجراته مركزاً للوحدة الامنية الأليكترونية الخاصة، وفتحت بابها فى هدوء، و ...
" لماذا تأخرت يا عزيزتى (كاترين) ؟!.."..
نطق (فرناندو) السؤال، وهو يبتسم فى سخرية، مصوًَّباً إليه فوهة مدفعه، ومن خلفه ثلاثة من رجاله، يصوبون إليها مدافعهم بدورهم ...
وعلى الرغم من المفاجأة، نجحت (كاترين) فى التماسك، وهى تقول فى صرامة :
- ماذا تفعل هنا يا (فرناندو)؟!... المفترض أننى المسئول الوحيد عن هذه الوحدة .
تجاهل (فرناندو) عبارتها، وهو يقول، عبر جهاز الاتصال :
- إنها هنا يا سيًَّدى البارون .
آتاه صوت البارون، يقول فى صرامة :
- أحضرها .
قالت فى عصبية، وهم يدفعونها امامهم :
- ستدفعون ثمن هذا .
ابتسم (فرناندو) فى سخرية، ثم التفت إلى بعض رجاله، قائلاً بلهجة آمرة:
- (ألنزو) ينتظرها فى مطبخ المزرعة ... ولديكم أوامر لتنفيذها .
شعرت بمزيج من الدهشة والقلق مع عبارته ...
كيف علم ان (ألنزو) ينتظرها فى مطبخ المزرعة ؟!..
وما هى أوامر الرجال ؟!..
بلغت حجرة المكتب، قبل ان تصل إلى جواب السؤالين، ولم تدلف إليها، حتى سمعت صوتها عبر جهاز صوتى، وهى تقول :
- بكم تتصوًَّر أن يشترى حياته ؟!
انهى البارون الجهاز الصوتى، بعد هذه العبارة، وشحب وجهها فى شدة، وهو ينظر إليها ، قائلاً :
- كمسئولة أمن، كنت تعلمين أن المكان الوحيد بالمزرعة، الذى لم نزودًَّه بأجهزة تنصًَّت، هو المطبخ، وهذه هى لعبتى المفضلة يا عزيزتى (كاترين) ... أن أعلم دوماً مالا يعلمه الجميع ...
قالت فى عصبية :
- سيًَّدى البارون ... إننى ...
قاطعها بإشارة صارمة من يده، قبل أن يواصل :
- لقد زوًَّدت المطبخ بنظام تنصًَّت، دون علم الجميع؛ لأننى كنت أدرك أن كل تآمر سيبدأ هناك.
هتفت، محاولة إنقاذ نفسها :
- لقد كنت ...
قاطعها مرة أخرى، فى صرامة اكثر، وهو يقول :
- والجميع هنا يعلم، أن اكثر ما أبغضه الخيانة .
راقبها (ادهم) ترتجف فى شدة، ورأى الدموع تسيل من عينيها، وهى تقول منهارة :
- الرحمة .
مًَّط البارون شتيه، وقال :
- الرحمة الوحيدة، التى يمكن أن تحصلين عليها هنا، هى ميتة سريعة غير مؤلمة .
انهارت على ركبتيها أمامه، قائلة :
- ابق على حياتى، وسأظل أكفًَّر عن هذا الخطأ ما حييت .
تنهًَّد، قائلاً :
- المشكلة اننى لو تجاوزت عن هذا، فسيتبعك آخرون، وهذا يتعارض مع مخططاتى الرئيسية .
هتفت فى انهيار تام :
- الرحمة .
قال (أدهم) فى صرامة :
- لا تتوسلى لهذا الوحش؛ فهو يعشق ما يفعله، وسيقتلك فى كل الاحوال.
اتسعت عيناها، وهى تلتفت إليه، فى حين ابتسم البارون كوحش مفترس، وهو يقول :
- سنيور (صاندو) على حق ... الرحمة الوحيدة هنا، هى ميتة سريعة .
ثم بدا شديد الوحشية، وهو يضيف :
- والمشكلة اننى لا أتميًَّز بهذه الرحمة .
صرخت فى ثورة، ووثبت تنقض عليه، صارخة :
- أيها الوغد الحقير .
وثب رجال (فرناندو) نحوها، ومنعوها من الوصول إلى البارون، وراحوا يكبلونها بأغلال قوية، وهى تصرخ :
- سيفعل هذا بكم جميعاً ... أنا مجًَّرد بداية .
مع آخر كلماتها، وضع الرجال على فمها شريطاً لاصقاً قوياً، فاحتقن وجهها بشدة، والبارون يقول فى ظفر :
- هل تعلمين كيف يقتل المكسيكيون الفئران، التى تلتهم محاصيلهم، فى هذه الناحية؟!...إنهم يضعونهم فى وعاء كبير، ممتلئ بالماء، وله جدران عالية ملساء، فيظلون يقاومون بعض الوقت، حتى تنهار مقاومتهم، ويغرقون فى قاع الوعاء .
وانحنى يواجهها مباشرة، وهو يضيف :
- وأنت بالنسبة لى فأر خائن يا عزيزتى .
اتسعت عيناها فى ارتياع، وراحت تحاول المقاومة فى استماتة، فى حين قال (أدهم) فى ازدراء:
- لم لا تقتلها فحسب ؟!
أشار بيده، قائلاً بأسلوب مسرحى :
- لن يكون هذا درامياً بما يكفى .
ثم أشار بيده إلى (فرناندو)، قائلاً :
- أخبرنى عندما ينتهى الامر؛ لنعد لها دفناً لائقاً .
بدأ الرجال يسحبونها خارجاً، وهى تواصل مقاومتها فى استماتة، فى نفس الوقت الذى وصل فيه الرجال، الذين أرسلهم (فرناندو) خلف (ألنزو)، وقال أحدهم فى توتر :
- لم نعثر عليه .
وعلى الرغم من وضوح العبارة، سأله البارون فى غضب :
- لم تعثروا على من ؟!
أجابه الرجل، وتوتره يتزايد :
- (ألنزو) يا سيًَّدى البارون ... لم نجده فى المطبخ، ولم نعثر عليه، فى اى مكان آخر فى المزرعة .
انعقد حاجبا البارون فى شدة، وأسرع إلى جهازه الخاص، ورفع صوته ، وهو يعيده بعض الوقت إلى الخلف ...
وعبر ما سجله جهاز التنصًَّت منذ قليل، سمع البارون مفاجئة فى المطبخ، مع وقع أقدام عديدة، وصرخة عصبية من (ألنزو)، وبعدها أصوات توحى بقتال عنيف ...
ثم صمت ...
صمت تام ...
وتفجًَّر غضب البارون ...
إلى أقصى حد .
* * *

 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
حصرية, رجل المستحيل, رواية جديدة, نبيل فاروق
facebook




جديد مواضيع قسم رجل المستحيل
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:46 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية