لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-07-11, 04:51 PM   المشاركة رقم: 41
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 33834
المشاركات: 1,230
الجنس أنثى
معدل التقييم: تمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 815

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تمارااا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تمارااا المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

لم تستطع التفوه بأي كلمة اخرى،فمنذ انتقل الى المنزل كان ايدان متكتما،على الاقل فيما يخص ملكيته للمنزل،وعلمت ان والدتها لم تشك بالحقيقة لكن اينديا كانت تعرف حق المعرفة هذه الدوامة السوداء المظلمة وتشعر بها تلف حول رجليها مهددة بانهيارها.
في بداية الاسبوع حين عادت والدتها من المستشفى ووجدتهما معا شعرت بهذه الدوامة تضغط عليها كالرمال المتحركة،واضظرت اينديا الى الاستماع الى التفسير الذي قدمه ايدان لوجوده في المنزل،وادركت ان سكوتها كان يدعم كذبه.
-حضرت الى المنظقة بداعي الاعمال.
هذا ماقاله ولو انها لم تكن تعلم تحديدا ماهية تلك الاعمال،لاعتقدت هي ايضا ان ظهوره في ويستبوري كان محض صدفة.
تابع قائلا:
-وسمعت بمرض زوجك ومن الطبيعي اني فوجئت وشعرت بالقلق،لذا اتصلت بالمنزل لاعرف ان كان هناك شيء ما استطيع القبام به للمساعدة،وما ان رأيت اينديا مرة اخرى حتى ادركت الخطأ الفادح الذي ارتبكبته السنة الماضية..
تذكرت اينديا بمراره كيف ان والدتها صدقت كل شيء،ابتلعت الطعم وكل الاضافات التي تلته واقتنعت ان ايدان نادم على ماقد حصل.
-حدث شجار خفيف بيننا ،مشاحنة بين عاشقين،تعلمين هذا النوع من الامور..كيف ان التوتر الذي يسبق الزفاف يتسبب بالمشاكل التي تتخطى كل الحدود،بحيث لايحتاج الا الى قشة صغيرة اضافية لينهار كل شيء،لكن اينديا قد غفرت لي..اليس كذلك حبيبتي؟.
كانت عينا والدتها قد شع منهما البريق ،في اول اشارة للأمل فيها منذ اسابيع،فعلمت ان لاخيار امامها سوى الأيماء برأسها بحماس.
اعترفت اينديا قائلة:
-لا لم تجعلنا نشعر بأننا اشخاص غير مرغوب فيهم،لكن ماتقوله اوتفعله لاأهمية له عندي مادمت اعرف الحقيقة،فكلانا نعرف ان كل هذا ماهو الا نسج من الخيال..وفي يوم من الايام،حين تستدعي مصالحك اومخططاتك غير ذلك،ستنتزع هذا القناع المخادع من الابتسامات وتدمر سعادة والدتي كليا.
حدجها ايدان بنظرة مقلقة،لكنها بذلت جهدا كبيرا لكي تتجاهلها ،واجبرت نفسها على مواصلة الكلام:
-اعني كن صريحا،كم بقي لنا من وقت قبل ان..
قاطعها ايدان:
-كم بقي من الوقت؟
بدا كأنه يفكر في اجابة عن هذا السؤال،ببالرغم من ان اينديا كانت متأكدة من معرفته الكلية للجواب واضافت:
-حسنا،هذا يعود اليك حقا.
-الي أنا؟
اومأبرأسه ببرودة وهو يرمي بقطعة البطاطا في المقلاة الى جانب الخضار الباقيه واضاف:
-طالما تقومين بدروك على احسن وجه،لن نظطر الى طشف الحقيقة امام والدتك،لكن ان بدأت يوما بالتشكيك في صحة ماتعتقده بقوة..
لم يكمل جملته التي حوت تهديدا واضحا،لكن اينديا علمت ان لاحاجة له لأكمالها فقالت:
-واظنك تعني بالقيام بدوري على اكمل وجه اني يجب ان اكون..ماذا؟
اكثر اقناعا..اكثر مغازلة؟.
لم يعجبها البريق الذي اضاء عينيه والطريقة التي استدار بها فمه في استجابة لذلك.
قال بتهكم:
-مزيد من الدفء لن يذهب سدى،اعني ان احدا لن يصدق اننا تصالحنا ان استمريت بالقفز كالهرة المذعورة كلما دخلت الغرفة،او بالهروب والاختباء في المطبخ كل مساء.
اعترضت اينديا على كلامه:
-انا لااختبيء!
ورن جرس الفرن خلفها ،فاعطاها العذر ليبتعد وتتحقق من محتويات الكسرولة بداخله،وحين استدارت ،املت تبرر نيران الحرارة المتصاعدة من الفرن احمرار وجنتيها والبريق المتألق في عينيها.
سألها ايدان وهو ينهي اخر قطعة بطاطا ويضيفها الى الاخريات:"الاتعتقدين اننا سنبدو اكثر اقناعا ان قمنا بالأشياء معا؟".
-معا؟
لم يكن المشهد امرا تستطيع مواجهته وتقبله بأي درجة من رباطة الجأش واضافت:
-لااستطيع الفرار منك،ان دخلت الى الردهة،اجدك هناك،على احد الكراسي مع بعض الاوراق..اوفي المكتبة منكبا على مشاريعك وعلى تقدير الاسعار التي بدأت بها.
اجابها بلا مبالاة غريبة:
-ظننت ان ذلك قد يهمك ،لم اشأ ان اجرح مشاعرك،لذا قررت ان اشركك في اي استشارة بشأن التصليحات.
قالت بصرامة:
-انه منزلك.
-لكنك تتمتعين بذوق رائع ،وتعرفين ان اللمسات الضرورية لتحويل منزل الى بيت ،وهو امر لااعرف عنه سوى القليل.
حين رأت ان المقلاة قد فرغت من البطاطا المعدة للتقشير،لجأت الى اعتماد نوع من اللباقة الخرقاء:
-حسنا شكرا لك لمساعدتك هذه الليلة،،انا ممتنة حقا لك.
صمتت جزعة حين رمى ايدان المقشرة في الحوض بقوة منذرة بالسوء.وقال والشرر يتطاير من عينيه:
-لا اريد امتنانك لأي شيء!
لكنه مالبث ان تمالك نفسه في لحظة واضاف بخفة قطعت انفاسها:
-وصدقيني ان تقشير البطاطا لن يستنفد كل طاقتي ومهاراتي المطبخية.

اثار ذلك فضول اينيديا رغما عنها:
-هل تملم ايا منها؟اعني المهارات المطبخية؟
-يجدر بك ان تصدقي ذلك.في الواقع ،لم لاتنسي امر تحضير العشاء غدا مساءا وتدعي هذه المهمة لي؟.
واضاف بنبرة لاذعة حين رأى تعابير وجهها واساء تفسيرها:
-لاداعي للظهور بمظهر المشكك ايتها الامير فقد افاجئك حقا.
اعترفت اينديا بصدق :"لقد فاجئتني فعلا".
-بأمكانك تحضير الطعام؟

 
 

 

عرض البوم صور تمارااا   رد مع اقتباس
قديم 24-07-11, 04:53 PM   المشاركة رقم: 42
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 33834
المشاركات: 1,230
الجنس أنثى
معدل التقييم: تمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 815

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تمارااا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تمارااا المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

-ليس هذا فقط،بل في الواقع اني استمتع به.
لكن انتباهها لم يكن مركزا ليا على كلماته،فهي لم تلاحظ انه كان قريبا منها الى هذا الحد ل الوقت،ولم تعرف مااذا اقترب منها فجأة في اللحظات القليلة السابقة..
حجب جسده النحيل الطويل الضوء الآتي من النافذة،وحجب معه الدفء ايضا وشعرت فجأة بالبرد حين سيطر عليها على نحو مقلق،وبدا بطول قامته وعرضها مخيفين فجف فمها وارتدت بصعوبة وراحت تنقل رجليها بتثاقل.
-كما انني اثق كل الثقة بان اللازانيا التي اعدها لامثيل لها.
-ثري ووسيم ومهوب ايضا!هذا الرجل يمتلك كل شيء!
لم تكن تدرك ماقالته ،حتى بدا ان التواصل الحقيقي كان جاريا على نحو اكثر اهمية،وبطريقة لاارادية شعرت بيانها يتفاعل مع وجوده على مقربة منها،فراح قلبها يترنح على نحو متقلب وغير منتظم،مما جعل تنفسها يستحيل اجش ومتسارعا.
-انت فعلا صيد موفق،ستكون زوجا رائعا لأحدى النساء المحظوظات.
نبهتها نظرته الفورية الباردة التي حدجها بها الى الخطأ الذي ارتكبته،فشهقت بحدة من التوتر بانتظار ردة فعله المحتومة.
لم تنتظر اينديا طويلا.
-هذا لايدخل ضمن البرنامج.
قطع جوابه الحاسم كلام اينديا بحدة فانتزعها بعنف من اجواء افكارها التي كانت غارقة فيها.
في اللحظة نفسهاخمد ذلك التفاعل المؤجج الذي اندلع بينهما،فدمدمت قائلة:
المؤمن لايلدغ من الجحر مرتين.
-لو اغراني الامر يوما ،فان ندوبي التي مازلت اشعر بها كفيلة بتحذيري بالتخلي عن الفكرة.
سخرت اينديا من ذلك مرددة:
-ندوب!ان الخدوش البسيطة التي اصابت كرامتك من الصعب وصفها بالجراح.
اجابها بسخرية:
-حسنا يجب ان تعلمي واضاف:
-ماذا علينا ان نفعل بعد؟
-ماذا؟
كان من الصعب عليها ان تتكيف مع تبديله الماحيء لمزاجه وللموضوع.
-آه لم يتبق سوى ترتيب الطاولة،لكني استطيع تدبر ذلك.
ووقف حيث كان متئا على المغسلة ومشى الى الخزانة الكبيرة في الجهة الاخرى من الغرفة،فسحب الجارور الخاص بالسكاكين وبدا بعد الشوك والسكاكين ليضعها على الصينية الجاهزة لهذا الغرض.
سألته اينديا :"اذن،هل كان هناك احد ما...؟".منذ قصتي معك؟
منتديات ليلاس
هز ايدان كتفيه بشكل معبر ثم اضاف :"ابدا".
اجابته بنزق:
-ظننتك ستجد ذلك فرصة مؤانية لتعود الى حياتك القديمة.
ابقى انتباهه مركزا على ماكان يقوم به وقال:
-العديد من النساء؟لم لا؟من اسهل ان تحافظ على سمعة زير نساء،بعس اسطورة الرجل المتزوج السعيد.
-سهل لمن؟انت ربما..لكن ماذا عن النساء اللواتي استغليتهن؟.
ادركت بعد فوات الآوان ان سؤالها الاخير قد يكون له مفعول الديناميت.
فيما انها ادعت علاقتها بجيم لتحتمي خلفها،كان من الواضح حتما لأيدان ان صديقها المزعوم لم يكن له دور يذكر في حياتها في الايام الاخيرة الماضية،لكنه لم يعلق على ذلك بعد،وان لم تلتزم جانب الحذر سريعا فان عليها التفير مايا بغية تبرير غيابه.
-هن يعطين بقدر مايأخذن،وانت افضل من يتكلم عن الاستغلال.
منتديات ليلاس
-انالم..
-لم تفعلي ماذا؟.
رفع ايدان رأسه فجأة وحدق الي وجهها بنوع جديد من الشدة المزعجة.
واضاف:
-لم تعلمي اني ثري؟لم تري اني ماكنت تبحثين عنه تماما؟لم...؟
-حسنا،بلى!
قاطعته اينديا بحدة بعد ان بلغت حدا فاق احتمالها:
-بلى!بلى!بلى!.
لم تكن تعلم جيدا مالذي اعترفت به،لكنها لم تأبه،ارادت فقط ان توقف ذاك الصوت المتهكم ووضع حد لتوبيخه الساخر.
وادركت الآن وهي غير مستعدة لذلك ابدا ولاتعرف كيف تتصرف حياله انها نسيت شيئا مهما شيئا استبعدته من ذهنها..كان ايدان سعيدا معها ،لقد بدا كأنه مستعجل على الزواج بلذه وسعادة كادت تعادل ماشعرت به،مالذي حدث اذا ليتحول الى ذلك الوحش القاسي الذي رأته يوم زفافها؟.
فقالت بهدوء:
-نعم هذا ماقلته،اردت في البدء..
وخانتها اعصابها حين ترك ايدان فجأة العمل الذي كان يقوم به،واتجه نحوها فظنت انه سيأخذها بين ذراعيه ،لكنه في اللحظة االاخيرة تجاوزها ليأخذ كأسا عن الرف خلف رأسها.
فتح الماء بعنف غير مبرر وملأ الكأس حتى فاضت ثم شرب جرعتين كبيرتين وقال اخيرا:
-اذن مالذي حدث حبيبتي ؟لاتحاولي الادعاء انك وقعت في غرامي بحيث لم تعد تعنيك كل الامولب،وانك لم تهتمي الا بي انا ليس اكثر!
-هل تصدقني ان قلت نعم؟.
نظرت بعمق الى هاتين العينين الداكنتين ،داعية اياه الى تصديقها،رأت التبديل في ملامح وجهه ووميض شيء ما في عينيه قبل ان يضيقا فجأة بحدة،حرك رأسه قليلا وهو يضع الكأس ثانية بهدوء كما لو انه يفكر قليلا بالأجابة،فأضاءت شعلة خفيفة من الامل في قلبها،فلربما لم يضع كل شيء،ربما..
-ايدان ارجوك...
اندفعت نحوه وامسكت يده تقبض عليها بشدة،راغبة في ان يصدق ماكانت تقوله.
-لا.
كان جوابه مختصرا وقاسيا..كما ان الطريقة التي سحب بها يده بهدوء من يدها عبرت بفصاحة ووضوح عما يدور في ذهنه،فقد اكتفى بالتعبير ببساطة عن ازدرائه برفع اصابعها عن اصابعه بلامبالاة،كما لوكانت طفلة مزعجة تتشبث به بشكل مزعج.
-بالنسبة الى امرأة ادعت انها واقعة في الحب ،اجد انك عثرت على بديل لي بسرعة فائقة،لذا،عزيزتي،لااصدق كلمة مماقلت.
-اذن فلم اعن ماقلته.
لم تعلم من اين اتتها القوة للرد عليه بهذا الشكل،لم تكد تسمع صوتها بسبب الطنين الذي صم اذنيها والذي سببه رفضه.
تبدلت ملامحها بسرعة ،وارتسمت على شفتيها ابتسامة مشرقة،راجية ان تخفي عبرها الموت البطيء الذي كانت تشعر به في اعماقها،فرددت وهي تنظر مباشرة الى وجهه الداكن:
-كنت اخبرك فحسب!اردت التأكد من عدم وجود اي سوء تفاهم بيننا،ففي النهاية لم ارد من ان تأخذ انطباعا خاطئا.
-انت بالتأكيد لاتريدين ذلك.
كان صوته متهجما وقاسيا تماما كالملامح التي ارتسمت على وجهه.
-لقد اتفقنا على ذلك اذن،والآن ان كنت لاتمانع..
كانت الابتسامة التي تسلحت بها مزيفة،وبدا في وجه ايدان العابس المتجهم انها لم تخدعه للحظة,
-حان الوقت لأضع هذه على النار،والا فلن اجد احدا يأكل الليلة قبل التاسعة.
كان يراقبها بصمت متحجر وهي تملأ القدر بالماء وتضعها على الفرن لتسخن،وكادت تشعر بنظراته الجليدية تحرق ظهرها.
-انت سعيد اذن بلعب دور زير النساء،اليس كذلك؟
جاء جوابه بصوت فظ فيه مزيج من اللعنة والدمدمة،فقررت اينديا اعتباره نوعا من الموافقة،وتابعت باستخفاف حذر مزيف:
-وماذا بعد ذلك،اعني الى متى تستطيع الاحتفاظبسمعةزير النساء؟
-الى الوقت الذي يتطلبه ذلك.
-لايعتبر ذلك العمل تصرفا مسؤولا.
-آه،انا اتحمل مسؤولياتي بجد تام.
-لكنك ستطعن في السن،فماذا سيحدث حينها،حين...حين لاتعود قادرا على ...؟
-جذب النساء ؟سافكر في هذا في حينه.
ادركت بألم ان سبب ترددها لم يكن في البحث عن الكلمات المناسبة،بل كان ناتج عن ردة فعل جسدية لم تستطع التحكم بها،خطر لها بمرارة انها حتما ليس بحاجة لان يقلق،فالرجال امثاله لايفقدون جاذبيتهم حين يتقدم بهم العمر.
-لكن عليك الاعتراف ان صورة كهل فاسق يتأبط ذراع احدى الحسناوت ليست بالصورة الجذابه حقا،وان لم تجد نفسك غارقا في الوحدة في سن متقدمة،فماذا عن الاولاد؟
-ماذا عنهم؟
-الا تريد اولادا؟
-اردت ذلك مرة وغيرت رأيي.
-لكنك...
-هذه القدر توشك ان تغلي.
اقفل الموضوع وانتهى النقاش ولم يكن مضطرا لقول ذلك.
انتابتها رغبة عارمة في البقاء وحدها.
-ربما تبلغ امي وغاري ان اعشاء سيكون جاهزا خلال عشردقائق.
وصلت لكي لايبدو الامر بدعوة له للأنصراف وان يبدو اعتيادي بسيطا.لكنها حين رفعت خصلة من الشعر الى الوراء خلف اذنيها،استدار ايدان ليواجهها فتجمدت في مكانها ولم تكمل مابدأته حين رأت النظرة في عينيه.
-ماذا؟اهناك لطخة ما على انفي.
بدت اصابعها تلقائيا بالتحقق من ذلك،وحين هز ايدان رأسه بصمت تجمدت مرة اخرى،فقد ارتسمت على شفتيه ابتسامة غير متوقعه،لم يكن هناك اي دفء في وجهه،لكن ابتسامته جعلت اصابع قدميها تلتف في تجاوب.
-لا؟حسنا،هل سمعت ماقلته؟
-آه،نعم سمعت.
-اذن..
-بعد دقيقة.
ارسل صوته المنخفض الابح شرارات الى جسدها وقالت:"لكن..".
-اينديا حبيبتي،سأخبر والدتك بأي شيء تريدينه بعد دقيقة،لكن قبل ذلك لدينا امر يجب اصلاحه.
ولم تلحظ اقترابه منها بضع خطوات الا حين امسك يدها ورفعها برفق عن وجهها،ودنا منها بشكل مقلق،ثم همس لها برقة غير متوقعه زادت من اضطرابها:
-انت فقط لاتبدين كما يجب.
-اهذا صحيح؟
-اينديا نحن هنا منذ مايقارب الساعة.وانا متأكد من ان والدتك ابتعدت عمدا عن طريقنا لتتركنا لوحدنا،ومن المفترض اننا تصالحنا حديثا،لكن احدا لن يصدق ذلك للحظة اذا ماخرجت من المطبخ بالمظهر الذي تبدين به الآن.
ازداد تجهم وجهها وقالت:"الذي ابدو..؟كيف تريدني ان ابدو؟"
ادركت خطأها بعد برهة ،لكنها كانت مدة كافية لايدان الذي تحرك ثانية مقتربا منها اكثر فاكثر،قبضت يده على ذراعيها ليجذبها نحوه،وقبل ان تستجمع افكارها،وجدت نفسها ملتصقة به ،فشعرت بخفقات قلبه الثقيلة عبر نسيج قميصه القطني،فدمدم بصوت ابح:"هكذا".
وخفق قلبها مرات عديدة حين انخفض رأسه بحركة سريعا معانقا اياها بشغف،هام رأسها ووجدت نفسها تطلب السند في قوته،واستسلمت خائرة القوى.
لم تدر كم من الوقت مر،دقائق طويلة اوبضع ثوان..لكنه اخيرا رفع رأسه وحررها لتستعيد انفاسها الضائعة ،فترنحت قليلا حين افلتها قائلا:"الآن..".
ونظر اليها ببريق من الانتصار انعكس في عمق عينيه،لم تتمكن اينيدا سوى من التحديق اليه بدورها ولكنها ادركت ان الدم الذي صبغ وجهها كان ينحسر بسرعة،تاركا وجنتيها شاحبتين تحت عينيها المحدقتين من الصدمة.
-الآن تبدين في احسن حال،لن تتساءل والدتك عمل كنت تفعلينه،فيكفي ان تنظر الى وجهك لتعلم تماما مالذي كان يشغلك.
اتسعت ابتسامته المنتصرة بشكل بغيض قبل ان يرتد على عقبيه ويخرج من الغرفة.
-السؤال هو متى وليس اذا.
تسللت كلمات ايدان هذه التي قالها منذ اسبوع مضى الى رأسها بشكل لا ارادي:"وكل ماعلي هو الانتظار".بالرغم من مقاومة هذه الافكار،وبالرغم من محاولاتها الجاهدة لابعادها،علمت اينديا الان السبب الفعلي وراء ثقة ايدان المطلقة بنفسه وبها.
جعلها الانفعال الذي تملكها جراء ذالك العناق تدرك بوضوح يفوق كل الكلمات المعبرة عن ذلك،الى اي مدى يبلغ تأثير ايدان عليها،فلم تتمن سوى من مراقبته وهو يغادر بصمت مطبق ،وبدت كل اعصابها تصيح بها لمناداته اليها ثانية.
هزت رأسها بيأس واسى وخطر لها للمرة الاولى،انها فهمت حقا كيف نصب لها ايدان الفخ الذي اوقعها فيه،فكيفما استدارت او اتجهت لم تكنترى اي وسيلة للنجاة.
ان يقيت ستغلبها مشاعرها،وستصبح مقاومتها اشد صعوبة مع مرور الوقت لكنها ان استسلمت لمشاعرها تضع نفسها بشكل كلمل تحت سيطرة ايدان،وستعرض نفسها لالم اشد بأسا من ذي قبل حين يرميها جانبا ما سيفعل بلا شك.
لم تكن اينديا قد تعافت كليا من الالم الذي سببه لها سابقا،وهي عاجزة عن مواجهة ذلك مرة اخرى ،لكنها لاتستطيع الابتعاد كذلك فعليها التفكير في والدتها وفي غاري وفي والدها ايضا ان تعافى،لاتستطيع ان تتخلى عنهم جميعا الأن....



 
 

 

عرض البوم صور تمارااا   رد مع اقتباس
قديم 24-07-11, 04:54 PM   المشاركة رقم: 43
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 33834
المشاركات: 1,230
الجنس أنثى
معدل التقييم: تمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 815

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تمارااا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تمارااا المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

انتهى الفصل

قراءة ممتعة..

 
 

 

عرض البوم صور تمارااا   رد مع اقتباس
قديم 28-07-11, 06:08 PM   المشاركة رقم: 44
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 33834
المشاركات: 1,230
الجنس أنثى
معدل التقييم: تمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 815

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تمارااا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تمارااا المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

7- لاضوء آخر النفق


وضعت اينديا علبة الطعام الاخيرة في سلة النزهات واغلقتها،وخطت خطوة الى الوراء،فاطلقت لهاثا عاليا حين جعلتها هذه الحركة التلقائية تصطدم بجسم قوي العضلات.
-حاذري.
تخلل نبرته لون من المرح حين امتدت يدا ايدان لأمساكها كي تستعيد توازنها،لكن وضع رجليها الاثنتين على الارض بثبات لم ينجح في تخيف خفقات قلبها المتسارعة التي اثارها الاحساس بحضوره القوي.
-لقد ارعبتني!تتسلل الي بهذا الشكل!
-هذا واضح.
منتديات ليلاس
ازدادت نبرة المرح عمقا الآن ،وشعرت اينديا بالدم يصبغ وجنتيها في استجابة له.
-انت متوترة كالهرة،لكني لم اتسلل،لابد انك كنت غارقة في التفكير كي لاتسمعيني.
-كنت اركز.
كانت النظرة التي حدجها بها مشككة فعلا،في حين بقيت مسحة من المرح مرتسمة على فمه المثير،لكنه لم يقل سوى:
-هل هذا كل شيء اذن؟
وأومأ برأسه نحو السلة على طاولة المطبخ.
-جاهزة؟
لم تتمكن سوى من اصدار همهمة غير مفهومة ،فالحقيقة ان كلمة جاهزة كانت عكس ماتشعر به.
-حسنا.
كان جليا ان ايدان فسر جوابها بالموافقة واضاف:
-اذن سأضع هذه في السيارة.
انتشل السلة من على الطاولة واتجه بها نحو الباب ،فلم يترك لها خيارا اخر سوى ان تتبعه.
-انت آتيه؟
-هل لدي خيار اخر؟اعتقدت ان من واجبي اطاعة الاوامر بصرامة ،وان علي ان اقفز حين تصفق بأصابعك ,وألا!
استمر ايدان في ملاعبتها بابتسامته الساخرة وقال:
-لقد اقترحت فقط ان علينا القيام بالأشياء معا.
-اقترحت!،اقترحت ليست الكلمة التي قد استعملها.
قلدت اينديا عمدا كلمات ايدان التي قالها حين اعلن عن خطته للخروج من المنزل.
بعد اقتراحه بان يظهر بشكل اكثر اقناعا ،لم يغفل ايدان عن هذه المسألة،فقد ذكرها على العشاء في ذلك المساء،وهو يعرف جيدا ان والدتها ستدعمه في هذه المسألة لأقناعها بما ظنته مصالحة رومانسية،وهذا الصباح لحق بها الى حيث انت تضع الاغطية النظيفة على سرير غاري لكي ينذرها بشكل لم يدع مجالا للنقاش،حاولت الاعتراض رغم علمها بأنها تخوض معركة خاسرة فقالت:
-ليس لدي الوقت للقيام بأي شيء اخر.
وكانت تجهد لأدخال الاغطية في زوايا السرير،واضافت:
-علي التواجد في المستشفى ،اعلم انه لم يعد في غيبوبة عميقة،لكن والدي بحاجة الي.
قاطعها ايدان بفظاظة:"ليس في كل دقيقة من ل يوم هو بحاجة اليك"وأضاف:
-والدتك هناك طيلة الوقت،وغاري ايضا،وفضلا عن ذلك فهو يظل نائما غالبا،كما ان والدتك ترغب في ان تأخذي قسطا من الراحة.
-ربما.
سوت اينديا الوسادات بحدة غير ضرورية.
-وقد تبدأ حتى بالتساؤل عما اذا كان يشوب هذه المصالحة المفترضة خلل ما.
-وانت ستكره ان يخيب املها.
حاولت الا تظهر الارتعاش الذي مر على جلدها حين رات عينيه تعتمان من الغضب من سخريتها الواضحة،وهمس قائلا بحدة قاسية:
-لااظنك تريدين مني ان اثقل كاهلها بالحقيقة الكاملة،ففي النهاية لم يخرج والدك من عالمه الخاص،وان تحسنت حالته بشكل ملحوظ.
لقد حاصرها الآن فعلا ،فلايمكن نكران التحسن في حالة والدها منذ الايام الاولى السوداء.
-اذن ماذا الآن؟
بدا ايادان طبيعيا جدا،فمن يستمع اليه لايصدق انه كان يلمح لها مهددا بتحطيم عالمها كليا.
-اعتقد..
اومأ برأسه ايماءة رضا مثيرة للأشمئزاز،دون ان يعير اهتماما لكونها في الواقع لم توافق،فهو يعرف ان لاخيار لديها.
-مارأيك في مشاهدة احد الافلام،اوتناول وجبة؟.
جهدت اينديا لاخفاء المها عن ملامح وجهها،لقد تناولا في الماضي العديد من الوجبات معا والتفكير في الجلوس على مقربة منه في ظلمة صالات السينما الحميمة لم يكن امرا تستطيع تصوره بأي درجة ممن رباطة الجأش.
-لا؟
قرأ مشاعرها على ملامح وجهها واضاف:
-المسرح اذن؟اوسباق؟مكان تستطيعين فيه ارتداء تلك الاثواب الانيقة التي تحبينها جدا.
-الاثواب النيقة؟لابد انك تمزح،كل ماارتديه هو اما مصنوع باليد اومعاد تفصيله من ثياب والدتي،ان كنت لاتصدقني..
وتابعت بعد ان رات التبدل في ملامحه.
-اذن سأريك بأمكانك تفحص خزانة ملابسي بالمجهر ولن تجد اي ماركة معروفة انا اضمن لك ذلك!
-لاحاجة لذلك.
كانت كلماته متقطعه بشكل مفاجيء:
-الامر فقط...انت بارعة.
-انا استمتع بذلك.
لماذا كان لديها انطباع بانه كان يهم بقول شيء مختلف ،غير انه بدل رأيه في اخر لحظة؟
-طالما اعتقدت اني احب امتهان ذلك..وربما اقوم بالتصميم لكني قررت من الافضل ان اقوم بشيء عملي اكثر ،شيء اتمكن فيه من المساهمة في مدخول العائلة باسرع وقت ممكن بعد تخرجي من المدرسة،وبدت دورة العلوم السكرتارية اكثر عقلانية،وبات تفصيل الملابس مجرد هواية وطريقة عملية لأغناء خزانة ملابس محدودة جدا،حتى اني صنعت...
-حتى انك صنعت...؟
حثها ايدان على الكلام حين جعلتها وخزة من التعاسة تبتلع كلماتها بسرعة،ثم عادت ودمدمت لااراديا:
-ثوب زفافي،ان كان لك ان تعلم.
-لكنه كان رائعا.
-لم اظن انك لاحظت ذلك،فقد كنت متهمكا بالتلهف لقول جملتك العظيمة.
-لم اكن اتلهف لقولها.
تصاعدت من عتمة عينيه شرارات الغضب ،فعلمت انها تخطت الحد بشكل خطير.
-حسنا شكرا لك على المجاملة على اي حال.
افشلت المرارة التي شعرت بها محاولتها للتطاول عليه ،واضافت:
-يسعدني ان جهودي لم تذهب كلها سدى.
-كنت تبدين رائعة ايتها الاميرة لم ارى في حياتي ماهو اجمل مماكنت عليه،وانت تمشين في الممر نحوي،ان اي رجل كان ليفخر بانك عروسه.
-لكن ليس انت!
تفاقم شعورها بالألم الآن،وتابعت قائلة:
-من الواضح انك لست اي رجل فحسب.
ادركت انها قد تنهار ان هو تحدث اكثر عن اليوم الذي كان من المفترض ان يتزوجا فيه،فدمدت شيئا عن ترتيب سرير والدتها،وجزعت حين لحق بها ليعرض عليها المساعدة مرة اخرى،وسوى السرير ببراعة ورشاقة ،كان جليا انه لن يدعها وحدها قبل ان يحصل منها على جواب.
قالت بدهشة
-انت بارع في هذا لابد انك تدربت عليه كثيرا!
-اعتدت على مساعدة والدي حين كان والدي..بعيدا.
-كم كنت تبلغ من العمر حينها؟
-سبعة او ثمانية اعوام.طالما اعتقدت ان الملاءات النظيفة هي احدى الرفاهيات البسيطة في الحياة.
-وانا ايضا.
سمع ايدان تنهيدتها وقال فجأة بعدما اساء تفسير تصرفها:
-انت بحاجة للراحة اينديا فانت تبدين متعبة ومرهقة بسبب الدعم الذي تقدميه لعائلتك منذ مرض والدك ،لقد طبخت ونظفت و...
-على احد ما القيام بذلك!
لم تكن لتعترف بالليالي التي عانت فيها من الارق من ظهوره مجددا في حياتها.
-اخذت انت هذه المهمة على عاتقك لكي تتمكن والدتك من البقاء في المستشفى،لكنك بحاجة لبعض الوقت لك انت،فأنت ايضا تعرضت للضغوط،ان والدك سيون على مايرام اينديا..
كان لطفه غير المتوقع يتعدى مايمكن لاينديا تحمله،وترقرقت دموع دافئة في عينيها،فادارت له ظهرها لأخفاء دموعها.
-اينديا.
سمعته يتحرك بسرعة وشعرت باللحظة التي اقترب منها فيها،لكن مالم تتوقعه،كيف التفت ذراعاه حولها فأحست بالراحة في دفئهما وقوتهما،كان مستحيلا ان تقاوم حاجتها للأتكاء عليه والاحساس بصلابة جسده الذي يدعمها.
فاستراح رأسها على كتفه كما كان يحصل في الماض،والتصقت وجنته بشعرها.
وشعرت بالأمان ،فقالت بصوت متهدج:
-ظننت..انه سيموت،كنت خائفة ان افقده الى الأبد.
-اعرف ذلك.
كان صوت ايدان منخفضا وحادا وأضاف:
-لكنه سيتعافى،يجب ان تصدقي ذلك.
ثم ادارها بذراعيه ببطء،وارتفعت يده لتمسح اثار الدموع عن وجهها بلمسة بلغت من الرقة والنعومة مابدت معه في تناقض مذهل تقريبا مع حجم قامته وقوتها.
-والدك رجل محظوظ جدا،فلديه انتم الثلاثة قلقون بشأنه،تحثونه على التعافي..ولابد انه يعرف هذا.
اومأت برأسها ببطء لكن فكرة جديدة مزعجة مرت في ذهنها..لقد كان في صوته نبرة غريبة.
-ايدان كيف كان شعورك حين...اعني والدك....؟
-حين مات؟
اكمل كلامها بعد ان اختنق في حلقها واجاب:
-لكي اكون صادقا تماما،شعرت بنفسي حرا.
رددت اينديا كلامه في ذعر:"حرا!هذا قول مقيت!لااصدق..
قال بلامبالاة:
-بل صدقي !سألتني عن شعوري..وقد اخبرتك.
واظلمت عيناه بنوع من العدائية وتلاشى كليا مزاجه الذي كان مسيطرا عليه لثوان قليلة،وافلتها بفظاظة ليلتقط الملاءات القديمة ويلفها على ذراعيه متجها نحو الباب.
لم تستطع اينديا تركه يذهب بهذا الشكل،فالثواني القليلة التي امضتها بين ذراعيه تركت اثرا عميقا في نفسها،ولم تكن قد تخلصت بعد من وقعها.
-بالنسبة الى دعوتك للخروج والتي انت مصمم عليها..لااريد من ان تنفق المال علي ،ان كان علينا القيام بأمر ما ،فأنا افضل شيئا بسيطا لايلف فلسا واحدا.
-في هذه الحالة قد نقوم بنزهة ربما.
كانت نبرته المتهكمة تعني بوضوح ان اقتراحه لم يكن سيؤخذ على محمل الجد،لكن اينديا استقبلته شاكرة:
-هذا هو،عظيم!لااستطيع تصور مايعجبني اكثر من ذلك،لم لانقوم بنزهة في الهواء الطلق ونتناول الطعام طيلة يوم كامل؟
وتابعت وهي تلحق به الى السيارة:
-انا دهشة لموافقتك على هذا،اعني ان لم تقم بشيء مماثل قط حين كنا نعرف بعضنا في مامضى.
-ربما عليك ان تسألأي نفسك عن السبب.
-انت لاتحاول الادعاء انني..؟
وتابعت بحدة:
-هل تقول لي اني لو اقترحت ان نقوم بأمور مماثلة حين التقينا للمرة الاولى لوافقت؟.
رد عليها ايدان بقسوة:
-وهل تقولين ان كنت ستختارين القيام بأمور مماثلة بهذه البساطة،وانك تفضلينها على ماقدمته لك؟
واستدار فجأة ،فرأت الشعاع البارد في عينيه يخبرها انه لن يصدق كلمة مما تقول ان هي اجابته،واضاف:
-لاتقولي ان لديك من العمق مالم اره.
-العمق هو مالم تحاول حتى اكتشافه.
اجابها:
-هذا مايعيدنا الى اتهام بعضنا البعض بالأخطاء نفسها على مااعتقد،كنا اغبياء حين ظننا ان بأمكاننا انجاح الزواج ايتها الاميرة،نحن حتى لم نعرف بعضنا اطلاقا.
ردت اينديا بقسوة:
-باستثناء انك لم تخطط حتى لمحاولة انجاحه!
استعانت بالغضب لأخفاء المها واضافت:
-في النهاية،كنت تخدعني في كل شيء منذ البداية.
-ليس في كل شيء حبيبتي.
واذهلها حين تشدق قائلا:
-وبالتأكيد منذ البداية.
تركها الوميض في عينيه الداكنتين في شك مما كان يدور في ذهنه تحديدا.
كانت قد تركت شعرها الاسود ينسدل بحرية وطبيعية ،لكنها رفعته الأن عن رقبتها الى اعلى.
-لكني اعترف اني في الماضي اعطيتك ماكنت ترغبين فيه،ولو كنت تفضلين شيئا مختلفا لما كان عليك الا القول،او انه كان علي ان اسأل؟
جعلها كلامه تحدق فاغرة فمها كسمكة تم اصطيادها،فعادت وغرقت في مزاجها الذي كان مسيطرا عليها في اللحظات السابقة.
-هل تحاولين التراجع عن هذا ايتها الاميرة؟
قالت مؤكدة بسرعة:
-آه..لا في الواقع ،كنت اتطلع الى هذا،بامكاننا النزول الى ضفة النهر ،ان اردت،لقد جلبت بعض الخبز كي تتمكن من اطعام البط و...
ترددت حين رأت تعابير وجهه،كان ينظر اليها ما لو لم يرها قط في حياته من قبل،فانهت كلامها برقة:
-اريد المجيء ايدان.
ورأته يطرف بعينيه نرة واحدة وبصعوبة كأنه في حيرة من امره.
-جيد سننطلق اذن.
استقر في مقعد السائق الى جانبها وهي توثق الحزام خاصتها،كانت منفعلة بشكل مؤلم،ومرهفة الحساسية لكل حركة تصدر عنه .
رفع النسيم الآتي من النافذى المفتوحة شعره الاسود عن وجهه وبعثره في فوضى على جبينه العريض،تاقت للمسه ومد يدها لتمرير اصابعها في شعره الاسود.
-هل النسيم قوي جدا عليك؟
-انا..آه..لا..انا بخير.
-بدت والدتك سعيدة جدا هذا الصباح.وتابع قائلا:
-لقد ابهجتها حقا الأنباء من المستشفى.
-سرها ان يحرز والدي هذا القدر من التحسن.
-هم يتحدثون عن نقله من العناية الفائقة،بالطبع النطق للايزال يطرح مشلة،لكن حين...
-ماذا هنالك؟
تنبه ايدان الى الطريقة التي تنفست بها عبر اسنانها فتكلم عندما لم تتمكن من اجابته:
-كنت تفكرين في والدك،وتتسائلين عما سيحدث له حين تتحسن حاله مايكفي لاخراجه من المستشفى؟
حدقت فيه اينديا بذهول ،كيف عرف بهذه الدقة ماكانت تفكر فيه؟
تابع ايدان قائلا بهدوء:"لاداعي للقلق،من الواضح انه سيعود الى المنزل للنقاهة".
لم يكن ذلك واضحا لاينديا اطلاقا فقالت:
-لايمن ان تعني ذلك،لن ترغب في وجوده هناك.
اجابها بجفاء:
-اوافقك اني لست مستعجلا للأستمتاع برفقته،وانا متأكد انه لن يرغب في رفقتي،لكني قلت لك ايتها الاميرة انا رجل عقلاني،والدك مدين لي بالكثير من المال،لكني حصلت الآن على المنزل مقابل ذلك الدين،وبالمناسبة هذا ماافضله على المال النقدي،اقل مايمكنني فعله هو تأمين سقف يظلله حتى يتحسن بشكل يسمح له بالعثور على سقف لنفسه.
لم تسطع اينديا تصديق ماكانت تسمعه:
-اتفعل ذلك؟
اومأ ايدان برأسه مبقيا انتباهه على الطريق امامه وقال:
-بأمكان اتفاقنا ان يبقى ساريا كما في السابق ،ففي النهاية،سيخشى والدك من عزمي على الاستيلاء على المنزل،الا ان كنا نحاول اصلاح علاقتنا انت وانا،ولا اعتقد ان حالة والدك ستتحسن عند التفكير في الانتقال من المنزل العائلي في المستقبل القريب.
اذن،كان الثمن مرة ثانية موافقتها على لعب دور الخطيبة المتصالحة مع خطيبها؟وعلم انها ستوافق،فلم يكن لديها من بديل اخر،لكنها لاتزال عاجزة عن تصور ماقد يكسبه ايدان من ذلك؟لما لايخرجهم من المنزل وينتهي ذلك؟
مالذي كان يدور في هذا الذهن المخادع القاتم؟.
لقد ظنت انها ستبدأ قريبا برؤية بصيص النور في اخر النفق.لكن ماذا لو انها بعيدة كثيرا من نهاية هذا الكابوس،وانها لاتزال في البداية؟.




 
 

 

عرض البوم صور تمارااا   رد مع اقتباس
قديم 28-07-11, 06:09 PM   المشاركة رقم: 45
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 33834
المشاركات: 1,230
الجنس أنثى
معدل التقييم: تمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 815

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تمارااا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تمارااا المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

انتهى الفصل قراءة ممتعة

 
 

 

عرض البوم صور تمارااا   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
دمعة على ثوب أبيض, دار الفراشة, kate walker, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية, the groom's revenge, كيت والكر
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 10:21 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية