لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-07-11, 08:28 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ملكة جمال ليلاس وملكة سحر الخواطر



البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 183892
المشاركات: 11,112
الجنس أنثى
معدل التقييم: بياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالق
نقاط التقييم: 2930

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بياض الصبح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بياض الصبح المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 


&< ~^(( الجزء الرابع عشر))^~ >&

~[( الــــــذل قمة الألــــــــم)]~



طارق وهو يضحك على شادن : طيب يا مراسلة والسلام نتائج القمة ..ونظر لأمل ثم أكمل وهو ينظر
لشادن .. مفـــــــــاجــــــأة .
نظر له الجميع بفضول فضحك وأكمل : مفاجأة يعني ما نيب قايل .
نهضت شادن وجلست بالكنبة القريبة منه وقالت بوجه برئ بتصنع : يهون عليك أنك ما تعلمنا ..واقتربت
منه وهمست .. علمني أنا بس وما راح أعلم أحد ..رفعت رأسها وأكملت بصوت مسموع .. ها إيش قلت
؟؟
هز طارق رأسه بنفي وهو مستغرق في الضحك وقال :هههههه لا لا تحاولين ما راح أقول .
شادن بحنق مصطنع : لا والله الله لا يجعلني تحت رحمتك خلاص ما أبي أعرف .
ضحك الجميع عليها وتكلم طارق بعد أن توقف من الضحك : خلاص حزنتيني بعلمك ..فرحت شادن
واقتربت منه حتى يخبرها فلم يعطي لها بالاً وتكلم ببرود وثقل .. أول شيء إن شاء الله راح ناخذ عمره
لمكة ..ونظر لأمل المطرقة رأسها ولمح ابتسامة فرح فأكمل بعد أن استدار للجميع .. وباقي الأسبوع
راح نروح ..صمت ونظر لشادن التي كانت متحمسة للباقي من الحديث فأكمل بمكر .. ولا بلاش ما بقول .
ضحك الجميع أما شادن فنظرت وهي حانقة ومقهورة .
ضحك طارق وقال باستسلام : خلاص خلاص بقول , باقي الأسبوع إن شاء الله راح نروح إيطــــاليا .
نظر له الجميع باستغراب وهدأ المكان حتى صرخت شادن بحماس : أحلــــــــــى بلد الرومانسية مين قدك
يا أمل راح تزوري أرض روميو وجولييت .
ضحك الوالدان بخفة أما طارق فكان ملتزم الصمت كذلك أمل التي كانت مطأطئة رأسها وكأنها تفكر بشيء
هام وبعد مدة من الصمت تكلمت بهدوء وخجل وقطعت جو الصمت بكلامها الهادئ : طارق لو سمحت
أبي أقولك إني ما أبي أروح إيطاليا ..نظر لها الجميع باستفهام عدى طارق الذي كان يشتعل غضب ولكنها
أكملت رغم خوفها وترددها .. أنا ما أبي إيطاليا عشان ما يجوز نروح لها .
شادن بتعجب : كيف ؟؟ ما يجوز ..وتساءلت .. ليش ؟؟
أكملت أمل بذات الخوف والهدوء : لأنها بلد كفار وفيها معاصي كثير ولازم إللي يروح لها يكون لواحد
من ثلاث أسباب .
أم طارق بتساؤل : ثلاث أسباب ؟؟
هزت أمل رأسها بإيجاب وأكملت بهدوء : إيوه وهي إما يروح يطلب العلم أو يدعو للإسلام أو يتعالج من
مرض أو يكون لحاجة ملحة للسفر يقول النبي صلى الله عليه«أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر
المشركين» ..ونظرت لطارق بمعنى (وإحنى ما عندنا أي سبب من هذي الأسباب) وأكملت .. وإحنا راح
نتمشى ونتفسح وهذا ما يجوز وحرام .
أبو طارق بهدوء وفخر : الله يكملك بعقلك يا بنتي والله انك جوهره ومحظوظ طارق لأنه تزوجك .
خجلت أمل وطأطأت رأسها وقالت لنفسها "والله ما تدري إيش يعتبرني يا عمي " وقالت بخجل : تسلم يا عمي .
أم طارق وهي تحدث طارق : يا ولدي اختار أي بلد إسلامي وروحوا له .
هز طارق رأسه بإيجاب وهو يهمس : إن شاء الله .
فهتفت شادن بحماس بعد تفكير لثواني : مــــــــــــــاليزيــــــــــا روحو ماليزيا تجنن وبلد إسلامي ..
ومررت نظرها على أمل المطأطئة رأسها وطارق الصامت .. أكيد مالكم حجة فيها .
هز طارق بإيجاب وهو يبتسم لأخته أما أمل صمتت وهي كارهة فكرة شهر العسل والذي سيبقيها هي
وطارق في مكان واحد لمدة طويلة .
ارتفع أذان العصر وانتشر الجميع ليصلي ..
************
دخلت أمل الجناح ثم غرفتها وتنهدت براحة فطول جلستها معهم تحس وكأن جبل يجثم على صدرها
وقلبها يرتجف بخوف وما إن دخلت غرفتها أحست بالأمان يحيطها توضأت وصلت ثم تذكرت أن أمس
كان الخميس فضربت على رأسها عندما تذكرت أن اليوم الجمعة و أنها لم تقرأ سورة الكهف فأمسكت
بمصحفها وجلست تقرأ .
***
أنهت قراءة السورة واستغرقت في ترديد أذكار المساء وهي مستغربة من الهدوء الذي يعم المكان فهذا
يدل على أن طارق لم يعد إلى الجناح أكملت أذكارها وختمت بالدعاء لوالدتها ووالدها وكذلك عائلتها
الجديدة التي أحبتها ودعت لنفسها بالفرج , سمعت رنين الإنتركوم المخصص للجناح فنهضت لترد عليه
ورفعت السماعة وهي تقول : ألو
وكان الرد من الخط الآخر بصوت آمر : اسمعي بعد العشاء تكونين جاهزة لأننا راح نمشي لمكة إن شاء الله .
أمل بهدوء : أممممم طيب ..وتساءلت.. من وين أحرم من البيت ؟؟
طارق بسخرية : يعني ما تعرفين أن ميقات أهل جده من بيوتهم ؟؟
أمل أجابت : أها خلاص .
طارق باستعجال : المهم جهزي إحرامي تحصلينه في الدولاب وشنطة ملابسي وانتي كمان لأننا راح
نسافر من مكة على طول , مع السلامة .
لم يمهلها طارق حتى ترد عليه وأقفل السماعة , تنهدت واستغفرت ثم سارت أخرجت حقيبته وجهزتها
وكذلك إحرامه و حقيبتها وأخرجت لها عباءة مغلقة حتى تسهل السير عليها وحجاب طويل حتى تتغطى
بالباقي منه و حقيبة يد واسعة وأضافت إلى حقيبة ملابسها عباءة أخرى ونقاب وجوارب وقفازات
لتلبسها بعد أن تحل إحرامها ولم تنس وضع المصحف وكتيب للأدعية المأثورة .
***
وبعد العشاء بمدة ..
الساعة التاسعة مساء ..
كانت قد أنهت عملها واستحمت وصلت العشاء كذلك ولبست عباءتها وجلست في الصالة تنتظر حضور طارق .
بعد مدة طويلة من جلوسها وملت من الجلوس دخل طارق وألقى السلام بسرعة واقتضاب ودخل غرفة
النوم وأغلق الباب خلفه .
أما أمل فتوترت من حضوره وغضبت منه بسبب التأخير هدّأت نفسها وجلست تستغفر حتى لا يمضي
الوقت دون فائدة تذكر ..
***
الساعة التاسعة والنصف ..
خرج طارق من الغرفة وهو يلبس لباس الإحرام وشعره مبلول من أثر الاستحمام , تكلم بعجله وهو يلتقط
مفاتيحه وهاتفة المحمول ومحفظته من الطاولة الزجاجية الأنيقة المتوسطة الصالة وقال : يلا مشينا
تأخرنا مره .
أمل تكلم نفسها"موب كنه هو إللي متأخر" فنهضت وهي تهز رأسها وتقول بخفوت : طيب .. وسارت خلفه بعد أن أخرج الحقائب خارج الجناح لتحملها الخادمات , أما هما فنزلا من الدرج إلى الصالة حيث
يجلس الجميع ودعاهما واستقلا السيارة استدار لها وقال بهدوء : أنوي بالعمرة وقولي "لبيك اللهم
عمرة" .
هزت أمل رأسه بـ نعم , وغمغمت بها بخفوت وكذلك طارق .
وانطلقت السيارة و سارت بهما وهما صامتان ظاهريا ً أما قلوبهما ففيها الكثير من المشاعر المتداخلة
والكلام الصامت .
بعد مدة ..
تواصل الصمت مع سير السيارة التي لم تقف إلا مرتين واحدة لتعبئة الوقود أما الأخرى فتوقف عند محل
للكوفي شوب وقد وقف أمام النافذة ليطلب فأدار رأسه لها وقال ببرود : تبين شيء ؟؟
هزت أمل رأسها بنفي وقالت بتردد وخوف : لا بس أبي مويه .
استدار عنها ببرود وكلم العامل : لو سمحت جيب اثنين كوفي واثنين دونات واثنين مويه .
العامل : دقايق والطلب عندك .
استراح طارق في جلسته وهو ينظر للخارج دون أن ينتبه لأمل المقهورة منه ومن تحكمه وفرضه عليها
ما لا تريد .
بعد دقائق ..
جاء الطلب وأمسك طارق أولاً بأكواب الكوفي الموضوعة في علبة كرتونية مخصصه لها ومدها لأمل
فاستدار جهتها وقال ببرود : خذي أمسكيها .
بين عالمها الخائف والمتوتر استيقظت أمل على لهجة الأمر التي ألقاها عليها ولم تسمع ما يقول فالتفتت
له بخوف وهي تقول بتردد : إيش تبي ؟؟
انتبه لها ولنبرتها الخائفة فقال بسخرية : ولا شيء بس امسكي هذي عشان أخذ بقية الطلب .
مدت أمل يدها لتمسك الكرتون ولكن لامست أطراف أناملها يد فارتجفت وشد عرق في خدها من التوتر
واهتز الكرتون في يدها وكادت أن تحترق من الكوفي ولكن تماسكت بسرعة أما طارق فاستدار للعامل
ليأخذ بقية الطلب وأغلق النافذة وسار بالسيارة بصمت سوى طلبه بان تعطيه كوبه و الدونات وعاد
الصمت يرافقهم في رحلتهم .
مضى ثلثي الطريق في صمت لم يتخلله إلا صوت بث إحدى الإذاعات بصوت منخفض وقد أضفى صوت
رتيب على المكان مما أدى إلى نعس العيون واستطال الطريق القصير نسبياً فقد كانت أمل تنظر من خلال
النافذة وتفكر كيف ستمضي حياتها مع طارق وهي بهذا الخوف المسيطر عليها وكيف ستشعر بالأمان
وهي ستكون بجوار رجل نظرت إليه بزاوية عينها ورأت البرود على وجهه وقد لاحظت أن عينيه بدت
بالنعاس فخافت من أن يحصل لهم مكروه فحاولت التكلم ولكنها لم تجرؤ على ذلك فتململت في مقعدها
حتى ينتبه ويصحصح من نعاسه فكان لها ذلك فقد التفت لها متسائلاً ببرود : إيش فيك تبين الحمام " تكرمون"ولا شيء .
هزت أمل رأسها نفياً وأكملت بتردد وخوف : لا بس شفتك نعسان قلت أنبهك .
طارق وقد التفت للطريق ببرود : أها لا ما نيب نعسان ..صمت لثواني ثم تساءل ببرود جليدي.. انتي أول مرة تعتمري ؟
لم تتوقع أمل أن يسألها هذا السؤال فليس لديها الإجابة الآن فإجابته هي قصة حياتها وهي لن تحكي له قصتها فينبذها أكثر مما هو نابذها الآن ولكن قالت بتردد : إيه أول مره .
طارق بتعجب : ليش ؟؟ مكة موب بعيدة عن جدة كلها ساعة أو أقل .
تنهدت أمل بهم فبسؤاله الأول طعنها وبالآخر أوغل في الطعن ولكن داست على جراحها دون أن يعلم ,
وأجابت عليه بعد أن استغفرت : لأن أبوي دايم مريض وما كنا نعرف السبب لكن عرفته قريب ..قطعت
كلامها وصمتت للحظة وأكملت بهدوء .. وبعدين تزوجت سعود و ـــ ..قطعت كلامها الغصة التي وقفت في
بلعومها فمنعتها من الكلام ولكن بلعتها بمرارة وأكملت بحزن.. وبعدها طلقني وبعدها ..صمتت مرة أخرى
للحظات فقد تذكرت أنها لا تريد إخباره بما حدث لها في حياتها ولكن أكملت بغموض .. ربيت ولدي الين صار عليه الحادث وتعرف الباقي أنت .
طارق بهدوء ونبره غريبة تخللت صوته : الله يرحمه .
ساد الصمت من جديد على السيارة ولكن قطعه طارق بتساؤله : تبين نروح على طول الحرم ولا نريح
شوي وننزل أشيائنا ونروح .
أمل بفرح عارم وشوق من ذكر كلمت الحرم ولكن ردت بهدوء وتردد : لا نبي الحرم مانيب تعبانه .
طارق ببرود : طيب ..صمت للحظة ثم أكمل بذات البرود .. بس كلي لك شيء ما تغديتي كويس وكمان ما أكلتي الدونات ولعلمك راح تمشين كثير وبتتعبين لو ما أكلتي فأحسن كلي عشان ما أبتلش فيكِ
استغربت أمل كيف عرف أنها لم تتناول الكثير من الغداء ففهمت أنه كان يراها ولكنها تضايقت من كلمته
وأحست أنها حمل ثقيل عليه فردت بهدوء : إن شاء الله ما أتعب من المشي أنا متعودة أمشي كثير كنت
امشي منــ ..صمتت وأنبت نفسها على انفلات لسانها فكادت تخبره أنها كانت تسير بالشوارع بلا حامي
لها وأكملت بعد أن تنبهت .. وأنا ما نيب جوعانة الحين.
نظر لها طارق بغموض وشك من تقطيع كلامها ورد ببرود وإصرار : وأنا قلت تاكلين يعني تاكلين .
أمل بغضب وبصوت منخفض : يعني غصب هو ما أبي .
طارق غضب هو الآخر ونظر لها بنظرات نارية و تكلم ببرود : إيه غصب زي ما غصبت نفسي إني
أتزوجك .
شهقت أمل بعنف فقد شعرت بوخز مؤلم في جسدها من الذل الذي كساها به زوجها وردت بحزن وصوت
متقطع من الألم والقهر : بس أنا ما قلت لك اجبر نفسك أنا قلت إذا تقدر .
طارق ببرود : لا انتي ترجيتيني عشان أوافق فغصبت نفسي اني أوافق لأن موب من طبعي أرد أحد يطلبني .
تكلمت أمل بألم بعد أن تمكن منها الإحباط وامتلأ قلبها من الكم الهائل من الذل الموجه لها من زوجها وقد
خنقت العبرات صوتها : ياليتك رديتني ولا ذليتني ..وأجهشت في بكاء مر كمرارة طعم الذل الذي تجرعته
استمر بكائها لثواني ولم يكن يسمع في السيارة سوى شهقاتها فكفكت دموعها وكتمت عبراتها فيكفي ذل
فتكلمت بصوت مبحوح من أثر البكاء وبهدوء تساءلت.. قربنا نوصل ولا لا ؟؟
طارق بثقل وهدوء : شوي ونوصل ..صمت لحظة وأكمل .. ممكن الحين تاكلين الدونات عشان ما تتعبين
من الطواف والسعي .
أسكتت أمل اعتراضها فلم تعد تقوى على المشادة في الكلام فسمعت نصيحته وقالت بهدوء : طيب ..مدت يدها لتتناول قطعتها وأدخلتها تحت غطائها وقضمت منها ثم أنزلتها ومدت يدها لكوب الكوفي الذي أصبح
أقرب للبرودة ولكن شربته واستمرت تأكل بهدوء وتحاول أن تتجنب نظرات طارق التي يلقيها من فترة
لأخرى وعندما أكملت قطعتها قالت بهمس .. الحمد لله .. ومدت يدها وأمسكت بمنديل وجرته ومسحت
يديها وفمها ورفعت رأسها وانتبهت أنهم دخلوا مكة فالتفتت للنافذة تنظر للأبنية والجبال وكل شيء وهي
مبتسمة وقلبها يرفرف بفرح ولم تمضي سوى دقائق حتى أوقف السيارة في مكان مظلم فسألته ببراءة
وفرحة : وصلنا .
نظر لها طارق باستهزاء وهو يتلفت في المكان : ليش تشوفين الحرم هنا .
ألجمت نبرة الاستهزاء في صوته فضولها فصمتت وهي تنظر له يسير ليوقف إحدى سيارات الأجرة بعد
أن أغلق الباب عليها ولم تمضي سوى دقائق حتى عاد وفتح بابها وقال بأمر : يلا الرجال ينتظرنا ودنا منها وفتح درج السياره ليخرج منه ما يحتاجه من أوراق أما أمل فعندما اقترب خافت وتراجعت حتى
لزقت بمقعد السيارة وأصبح قلبها يرتجف بخوف وتكلم طارق باستهزاء وهو مازال يبحث : لا تلزقين
بالمقعد بعدين ما نقدر نفكك منه تراني ما نيب ماكلك ..صمت يبحث وأمل بنفس حالها من الخوف والتوتر
وسألها بجدية .. معك جوال ؟؟
أمل بتوتر وخوف ظهر على صوتها : لا وما أعرف له .
طارق بقهر بعد أن توقف من البحث وانتصب واقفاً : لا موب عذر انك ما تعرفين لازم يكون معك جوال
فرضاً ضعتي لا سمح الله كيف أحصلك .
أمل باقتناع وببراءة : أها طيب علمني .
نظر لها طارق بسخرية : امشي بس قال أعلمك هذا وقته إذا وصلنا علمتك كيف تدقين علي ..وأكمل
بسخرية .. بنت فقر .
بلعت أمل الإهانه وسارت خلفه بصمت وركبت خلف مقعده وهي ترتجف بخوف فهي وحيدة بصحبة
رجلين ولكن حاولت أن تشغل نفسها بالأذكار وتحاول أن تتذكر شروط وواجبات العمرة وكذلك السنن
المستحبة فيها فهذه عمرتها الأولى فستبذل جهدها أن يتقبلها الله منها ولم تمضي سوى عشر دقائق حتى
رأت أنوار الحرم تتلألأ في ناظريها فابتهجت وأحست كان روحها تحلق من شدة فرحها وقد أمسكت بعروة
الباب حتى تفتحه حال وصولهما ويتسنى لها استنشاق هواء الحرم وما أن توقفت السيارة حتى فتحت
الباب وخرجت من السيارة فالتفت لها طارق بنظرة حارقة وقال بغضب بارد : انتظري ايش الخفه هذي؟؟
كسرت عينيها فلم تقوى تحمل النظر له وقد أجفلها غضبه فتوقفت عن الحركة والمسير حتى حاسب صاحب السيارة وتقدم لها وقال ببرود آمر : امشي .
سارت أمل بمحاذاته ولكنه ولطوله وسرعته تقدمها بخطوات فخافت أن يسبقها فتتوه عنه فهرولت حتى
أصبحت بمحاذاته فقالت بتردد : بتعلمني على الجوال .
توقف طارق عن المسير فجأة وقد توسطا التوسعة والتفت لها وقد توقفت هي الأخرى فقال لها ببرود وقد
مد لها بجهاز جوال : شوفي هذا رقمي واضغطي الزر الأخضر إذا تبين تدقين والزر الأحمر إذا خلصتي
المكالمة .
هزت أمل رأسها بتفهم وقد مدت يدها لتأخذ الجوال وقد وضعته بحقيبتها : طيب ..وسار وسارت خلفه
حتى وقفا عن أحدى الأبواب فخلعا نعليهما "كرمتم"وامسك بيدها وسارا للداخل.. خافت أمل توترت من مسكه ليديها وحاولت الفكاك منها وقد أحست بالدوار والصداع يراودها ولكن عندما لم تحصل على نتيجة
من المحاولة حاولت أن تشغل نفسها بأي أمر آخر فالتفتت لتنظر للناس القائمين والراكعين والساجدين
وكذلك منهم النائمين اغرورقت عيناها من التأثر وأحست باختناق من فيض المشاعر المتأججة في
صدرها ثم نظرت للأمام ورأت الكعبة المشرفة فلم تتمالك نفسها وشهقت ثم بكت بفرحة وقالت بفرح
وانفعال للرجل الواقف جوارها : طارق موب مصدقة إني أشوف الكعبة قدامي ..ورفعت رأسها للسماء
وهي تبكي وتضحك معاً وقالت بشكر .. يارب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك الحمد لله
..ثم هوت على الأرض تشكر الله في سجدة طويلة أمام نظرات طارق الحائرة والمتعجبة والمتأثرة ..
نهضت أمل قالت بصوت مبحوح من البكاء والفرحة : هيا ندخل مشتاقة أشوفها من قريب .
طارق بهدوء : يلا .
طافا حول الكعبة بهدوء ظاهري ولكن كانت هناك طاقة من الفرحة تحف أمل من كل الجهات وكأنها تحلق
عاليا من فرط فرحتها وأخذت تردد الأدعية والأذكار وتبكي ولكن البسمة ما تزال منحوتة على ثغرها
والفرحة تلتف حولها وبعد أن كملا الطواف صليا خلف مقام إبراهيم ثم سارا باتجاه المسعى وقطعا
الأشواط بدون أي حوار بينهما فانشغل طارق بالدعاء و أمل بقراءة القرآن حتى وصلا إلى الشوط
السادس ولم يتبقى عليهما سوى شوط واحد ولكن تلفتت أمل تبحث عن طارق فلم تجده فخافت وضغطت
على ركبتيها لتخفف الألم فيهما فهي قد توقفت و انحنت لتضغط عليها وعندما رفعت عينيها ولم تجده
بجانبها فسارت لتبحث عنه وهي متعبه ومرهقة ولكن مازالت تشعر بلذة وفرحة رغم الخوف الذي يتخلل
شعورها فسارت وسارت فانتبهت أنه سينتهي الشوط وهي لم تستغله فقالت لنفسها "الحين بركز فالدعاء
ولما أخلص أدق على طارق " فأخذت تسير بعرجه من الألم في قدميها وركبتيها فشكرت طارق في سرها
أنه أجبرها تأكل وإلا لسقطت من الجوع والتعب فأخذت تدعوا أن يجمع الله بينها وبين طارق وتوقفت عند
ماء زمزم وشربت بعد أن دعت وابتهلت لله فتضلعت من زمزم وسارت وقد أحست بأنها قد استعادت
نشاطها (التضـــلـع من ماء زمزم معناه شدة الارتواء منه، ومعناه أن تشرب وتشرب وتكثر من الشرب
منه وأصله أن يشرب حتى يمتلئ جوفه ويصل إلى أضلاعه ) وأكملت مسيرها حتى وصلت إلى المروة
فرفعت الجوال لتكلم طارق فلمحته واقف وكأنه ينتظر أحداً فسارت بسرعة جهته وقالت عندما وصلت إليه
وهي تلهث : طارق .
فالتفت لها وقال بغضب مكبوت : وينك ليش ما تردين على الجوال ؟؟
أمل بتعجب : ما سمعت الجوال دق .
طارق مد يد وقال : هاته أشوف ..فأمسكه ونظر إله قال بهدوء .. الجوال على الصامت والله مشكلة
الناس إللي ما يعرفوا للجوالات .
صمتت أمل على الإهانه للمرة الألف وتساءلت بهدوء : وين أقص شعري؟؟
طارق بتساؤل : معك مقص ؟؟
هزت أمل رأسها بإيجاب فأمسك يدها وجرها إلى زاوية لا أحد بها ..
توترت أمل من مسكته وعاودها الخوف الذي لم تشعر به طوال العمرة فقد كان عقلها مشغول بأمر آخر
غير مسكت طارق لها أما الآن فلا وهي خائفة أن يصيبها الدوار أو ترجع فتماسكت وجرت يدها منه
فتركها وتوقفا في الزاوية وقال لها ببرود : طلعي طرف شعرك عشان أقصه لك .
أدخلت أمل يدها لداخل العباءة ثم الحجاب لتحل لفافة شعرها الذي جعلتك كضفيرة وصلت لأسفل أردافها
أمسكت بضفيرتها أخرجت طرفها من فتحت العباءة العلوية فأمسكه طارق وقاس بأنملة إصبعه وقص عليها
فأدخلت شعرها وأخذت ما قصه ولفته بمنديل ووضعته في حقيبتها وسألت طارق : وين تحل إحرامك .
طارق ببرود : باخرج أحلق عند الحلاقين برا .
أمل بتردد وخوف : وين أروح أنا ؟؟ تخليني وحدي هنا ؟؟
طارق نظر لها باستهزاء : لا أكيد ما بخليك وحدك بدخل بك معي عند الحلاق ويش رايك موب أحسن ..
وقلبت نبرة صوته للجد.. الحمد لله هنا أمان اجلسي فمصلى النساء وأحل إحرامي وأجيك .
هزت أمل رأسها بانصياع بعد أن كال عليها من الإهانات اللاذعة فسارا إلى مصلى النساء فغادر وتركها .
نظرت أمل لساعتها وقد أصبحت الساعة الواحدة ليلاً فوقفت لتصلي .
******
عندما عاد طارق من الحلاق وجدها متوسدة حقيبتها والمكان فارغ حولها وتغط في نوم عميق نظر
لساعته فوجدها قد قارب الثالثة فقد تأخر بسبب الزحام وقف ليصلي الوتر ثم افترش الأرض ونام
بمحاذاتها ولم تشعر به أمل .
*****
فتحت أمل عينيها عندما سمعت الأذان وشهقت بخفة عندما وجدت طارق نائم بالقرب منها وجلست
بسرعة فأحس طارق وفتح عينيه ونظر لها للحظة ثم جلس هو الآخر فرددا مع الإمام الأذان ونهض بعدها
وقال لأمل بصوت خشن بسبب النوم : بعد الصلاة نروح الفندق .
أمل برجاء : لا خلنا نجلس لبعد ما نصلي الضحى الله يخليك .
طارق بهدوء : خلاص طيب بس قومي تبين الحمام "كرمتم" عشان تجددين وضوئك .
نهضت أمل هي الأخرى وقالت بهدوء : إيه أبيه .
**********
عند الساعة الثامنة والنصف دخلا إلى الجناح الذي استأجره طارق والمكون من غرفة نوم وصالة وحمام
"كرمتم" ومطبخ تحضيري صغير .. جلست أمل بعد أن خلعت عباءتها وحجابها ووضعتها جانباً و
استرخت على المقعد بهدوء وقد لاحظت دخول طارق إلى غرفة النوم فانتظرت حوالي نصف ساعة ولم
يخرج فعلمت أنه نام أما هي فقد أغمضت عينيها من شدة الإرهاق ونامت كذلك .
***
فتحت عينيها على صوت الأذان من الحرم المكي لصلاة الظهر فحاوت النهوض وصدرت منها أنة خفيفة
من الألم بسبب النوم على الكنبة بالإضافة إلى التعب من العمرة ولكن أزاحت الكسل وحاولت مرة أخرى
ونهضت وسارت خطوة فأحست بألم في كامل جسمها وبالأخص ساقيها ولكنها سارت على مضض
وتقدمت إلى حقيبتها الموضوعة عن الباب والتي لم يكلف طارق نفسه ليدخلها مع حقيبته إلى الغرفة
وقالت محدثة نفسها "مافيه إلا تفسير واحد لشيء هذا وهو إنه ما يبيني معه فالغرفة ما يدري إني أنا ما
أبي يكون مكان يجمعني به هه" جرتها بوهن حتى زاوية الصالة وفتحتها وأخرجت لها جلابية مغربية
باللون السكري ومطرزة بخيوط القيطان البيج وسارت ودخلت وألقت نظرة على السرير فلم تجد طارق
عليها وتقدمت خطوة فسمعت باب الحمام "تكرمون" يفتح ورفعت رأسها فوجدت طارق يخرج وهو يلبس
روب الحمام الذي يصل إلى ركبتيه أخفضت بصرها وتنحت عنه وقالت بهدوء : السلام عليكم .
رد هو الآخر بهدوء : وعليكم السلام ..وسأل برسمية .. تبين شيء ؟
أمل بهدوء تحته بركان من الخوف والتوتر الذي حاولت إخفاءه بجدارة : لا بس أبي الحمام "تكرمون"
لو سمحت .
طارق باستهزاء : ولو تكرمين إذا ما سمحت لزززووووجتي ..شدد على الكلمة.. أسمح لمين .
خافت أمل من كلامه وابتعدت قليلاً وقالت بخوف وتوتر : طيب بعد بدخل .
ابتسم طارق بخبث وقد لاحظ الخوف الذي تملكها وتنحى جانباً وسارت أمل مسرعة بجانبه ولكنه كان
أسرع منها وعاد لمكانه فاصطدمت به دون أن تنتبه وقد أغمضت عينيها من قوة الاصطدام ثم فتحتها
بسرعة عندما اجتاحتها رائحة الشامبو الصابون ورفعت رأسها و تفاجأت من قرب طارق منها فارتجف
جسمها وابتعدت عنه بعنف إلى خارج الغرفة وهي ترتجف وقد أصابها الدوار فجلست على إحدى المقاعد
وانحنت واضعة كوعيها على فخذيها ومخفضة رأسها على يديها وقد بللت دموعها كفيها واستمرت كذلك حتى سمعت صوت الإقامة فنهضت وهي تستغفر ومسحت عينيها وخديها من الدموع ورفعت رأسها
باتجاه غرفة النوم وتفـــــــــاجأت فقد كان طارق ينظر لها بنظرة غريبة وهو يتكئ على حافة الباب
أخفضت بصرها وأخذت ملابسها وسارت وهي خائفة أن يفعل فعلته السابقة فقالت بخوف وبصوت
مبحوح وهي تبعد عن الباب ما يقارب المترين : ممكن تبعد ؟؟
نظر لها بغرابة من خوفها الغريب وتنحى عنها وسار باتجاه الباب وقال ببرود : أنا رايح أصلي تبين
شيء معين للغداء .
أمل بفزع وبسرعة : لا لا تروح انتظرني بروح أصلي معك .
طارق ببرود : لا ما يمديني انتي سمعتي الإقامة ولازم ألحق على الصلاة .
أمل بترجي : الله يخليك انتظر بس دقيقتين أتوضى وألبس عبايتي وأجي .
طارق بتذمر : أقول أنا مانيب فاضي لك بروح أصلي وأجيب سيارتي ..وخرج وأغلق الباب خلفه ..
دمعت عينا أمل من الذل والقهر الذي تواجهه من هذا الشخص البارد ومسحت عيناها وسارت لتستحم
وتصلي الظهر وقد سيطر عليها الإحباط من تعامل طارق معها .
****
ختمت صلاتها بركتي السنة ورتبت سجادتها وجلال الصلاة ووضعته في حقيبتها وعقدت العزم ألا تترك
لطارق أي فرصة في جعلها لا تصلي في الحرم , حملت حقيبتها الصغيرة ودلفت إلى غرفة النوم ووقفت
أمام التسريحة وفلت ظفيرة شعرها سرحته بهدوء ورفعته بمساكة بتسريحة شينيون بسيطة وأنزلت بعض
الخصلات على جبينها ووضعت القليل من المرطب الزهري على شفتيها وخطت عينيها بالقليل من الكحل
الأسود العربي فأضفى عليها مزيداً من البراءة .
سمعت فتح الباب فخرجت بسرعة وسارة باتجاه الصالة ووجدت طارق وهو يحمل بين يديه أكياساً بها
أواني قصديرية وآخر به مشروبات غازية .
تقدم وهو يلقي التحية : السلام عليكم .
رفعت أمل رأسها عن الأكياس وردت بهدوء : وعليكم السلام ..تقدمت منه وقالت بهدوء وهي تمد يدها ..
هات الأكياس عشان أحضرها .
انتظرت للحظات ولم يمدها فرفعت رأسها مستغربة عدم تجاوبه وقالت بخوف عندما رأته ينظر لها بنظرة
غريبة وهي تتراجع للخلف : فيه شيء ليش تطالع فني كذا إيش تبي ..وانتبهت أنها اصطدمت بالكنبة
فتوقفت عندما رأته ينظر له بنظرة أخرى فقد تبدلت نظرته إلى نظرة غضب وقد اشتعلت عيناه شرراً..
طارق بغضب : خيـــــــــــــر شايفه وحش قدامك ولا مجروب وبعد إيش أبي منك هـــــــــا إيش أبي وأنا
قلتها من قبل أنا أنــــــــــــــــــقرف منك ولا تظني أنك ..ونظر لها بمعنى إذا تزينتي .. لا غــــلطااااااااااانه
انتي مـــــا تحركين فيني شـــــــــعره وأقولها لك من الحين لا تتعبين نفسك وتتزينين على الفاضي لأني ما
راح ألتفت لك ولا نظرة ســـــــــمعتي ..واستدار عنها وسار باتجاه التلفاز أشعله بهدوء وبرود وكأنه لم
يكن غاضب قبل لحظات , وترك خلفه إنسانه محطـــــــــــــــمه ممزقــــــــــه غريقــــــــــــــة في بحر من
الـــــــــــذل والألـــــــــــــــــم إنسانه دامعة العين محطمة الفؤاد مجروحة الكرامة مطعونة الأنوثة ..
مسحت أمل عينيها بيدين ترتجفان وسارت باتجاه غرفة النوم دخلتها وأغلقت الباب خلفها و انفجرت
تبكي بألم وذل واستمرت على هذا الحال لما يقارب النصف ساعة حتى هاجمها الصداع وانتفخت عينيها
فجلست ومسحت عينيها وسارت للحمام "كرمتم" وغسلت وجهها الوردي من البكاء وجففته ومسحت
عينيها من الكحل وكذلك شفتيها ونظرت لوجهها الخالي من أي شيء وقالت لنفسها مشجعة "أمل كفاية
ذل لا تتركيه يذلك ويبكيك أبد أبــــــد ولا تخليه يشوف دموعك وإذا قالك كلمة لا تردي عليه لا تتركيه
يتحكم بحياتك وبخلي نفسي باردة قدامه واستخدم أسلوب البرود مثله عساه يخف من إهاناته لي ويبعد
شره عني آآآه والخوف منه هو المشكلة كلها والله لو موب الخوف اللي فيني كان عرفت أتصرف معاه
لكن آآآآآآه مالي غير إني أدعي ربي يرفع هالخوف عني يااااااااارب " وتقدمت إلى الباب وفتحته وسارت
باتجاهه ووجدت الأكل كما هو موضوع على الطاولة وطارق جالس يشاهد التلفاز كما تركته تقدمت من
الأكياس وفتحتها وأخرجت السفرة وفرشتها على الطاولة الكبيرة ووضعت المياه الغازية وحملت الأواني
القصديرية للمطبخ وحضرتها بأواني التحضير وجلبت الملاعق والأشواك وحضرتها بطريقة مرتبة
وجلست وقالت بهدوء وبصوت مبحوح : طارق يلا الغداء .
نظر لها طارق ببرود وتقدم بصمت للطاولة وسميا بالله وأكلا بهدوء وبرود.
****
سمعت النداء الأخير للرحلة فتقدم منها طارق وقال ببرود وصوت خشن آمر : يلا امشي .
انقادت أمل لأمره وسارت بمحاذاته باتجاه الطائرة وصعدا ثم جلسا بمقعدهما وكانت هي في الداخل وهو
على الطرف سمت بالله وشرعت بقول دعاء السفر حتى انتبهت للصوت الذي يذكر بربط الحزام حتى تقلع
الطائرة انتبهت لطارق ورأته كيف يربط حزامه وفعلت مثله وهي تردد الاستغفار والتسبيح حتى ينجلي
الخوف الذي سكن صدرها وخفضت رأسها وأغمضت عينيها حتى لا تشعر بوقت الإقلاع ولكن هيهات فلم
تمضي سوى لحظات حتى أحست بالخوف من الإقلاع ورفعت رأسها بذعر والتفتت لطارق المسترخي
على المقعد وكأن شيئاً لم يكن ضغطت على يديها وأغمضت عينيها حتى شعرت بأن كل شيء زال
وتنفست براحة واسترخت على المقعد وسرحت في خيالها تتذكر ما جرى لها بقية اليوم فهي لم تترك له
مجال لتركها في الجناح بل ذهبت باقي الصلوات حتى أتاها بعد العشاء ليصطحبها للمطار ..
***
بعد مضي حوالي ثماني ساعات ..
فتحت أمل عينيها من غفوتها لنداء التذكير بربط الحزام مرة أخرى فعلمت أنها ستتكرر المأساة من جديد
ربطت حزامها وتوكلت على الله ..
مضت أحداث كثيرة بعد ذلك منها إنهاء الإجراءات والذهاب بالسيارة إلى الفندق في طريق طويل وأخيراً
دلفت إلى الجناح الذي حجزه طارق وقد تقدمها له ورأت الجناح مكون من رواق صغير في طرفيه الحمام
"كرمتم" والمطبخ ويتوسطه باب مفتوح دخلت من خلاله وذهــــــــــــلــــــــت مما رأت ..
*******************
سألت قلبي يوماًً
أي الألم أكثر استبداداً ؟؟
قال : الحزن
فهو يتمكن وينشر جبروته بتسلط
وسألته , و أيه خطراً ؟؟
قال : الخوف
فهو إذا استقر في مكان رحل منه الأمان
فلا أمان , لا استقرار وبعدها
يحل الخطر
وقلت له : سؤال أخير وأرحل .
قال لي : هات ما عندك .
قلت : ما قمة الألم ؟؟
فقال : الــــــــذل
فهو متسيد ومتسلط
يتحكم بلا رادع
يتأمر بلا رافض
يجرح ولا يداوي
يقتل ولا يبالي
يحجب شمس الأمل
فيسود الظلام
فصمت لحظة
تبعته آهة أدمته
قلت له ما بك يا قلبي مم تشكوا ؟؟
وقال بصوت كسير
أشكو من الــــــــــذل


******************************
نهايــــــــــــــــ الجزء الرابع عشر ـــــــــــــــــــــة


..
..
..

 
 

 

عرض البوم صور بياض الصبح   رد مع اقتباس
قديم 10-07-11, 08:30 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ملكة جمال ليلاس وملكة سحر الخواطر



البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 183892
المشاركات: 11,112
الجنس أنثى
معدل التقييم: بياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالق
نقاط التقييم: 2930

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بياض الصبح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بياض الصبح المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 



&< ~^(( الجزء الخامس عشر))^~ >&

~[( نقطة على سطور الأمل )]~


فتحت عينيها متفاجأة مما رأت ليس بسبب فخامة الغرفة ودقة تصميمها ولا بسبب الامتزاج الرائع من
اللونين الكريمي واللون البني المحروق والمطعم بالإكسسوارات الذهبية فكل هذا لم يلفت انتباهها بل
أذهلها أن الغرفة مكونة من سريرين مفردين متقابلان وارتجف قلبها ونبض بعنف من خوفها من الفكرة
التي طرأت عليها وحدثت نفسها "ياااا الله يعني بنام معه بغرفة وحدة لا ياربي ما أبي ما أبي " ورفعت
بصرها إليه وقد كان مسترخي ويشاهد التلفاز ولكنه التفت لها وكأنه أحس بأنها تنظر جهته فوقعت
عينيها في عينيه فأخفضت بصرها على الفور ولكنه تمكن من رؤية التساؤل والخوف الذي سكنها وأجاب
على سؤالها .
طارق ببرود : طلبت جناح بغرفتين و ما حصلت إلا هذي الغرفة راح أسألهم بكرة إن شاء الله تكون
متوفرة .
هزت أمل رأسها بهدوء ظاهري وخوف تفجر في حناياها من فكرة أنها ستنام في ذات الغرفة وقالت
لنفسها "وأنا أقول ليش تضايق لما كان يحجز لأنه ما حصل غرفتين معناته حتى هو ما يبي نفس الغرفة
يارب تعين والله أحس أني بموت من الخوف " وسارت وجلست على السرير الآخر وقد كانت ترتدي
عباءتها أما حجابها فكان ملفوف بإهمال ويظهر منه جزء من شعرها أخفضت رأسها وجلست بصمت
لمدة طويلة حتى شعرت أنها مقيدة ولا تستطيع أن تتحرك بحرية وانتبهت لصوت إغلاق التلفاز تبعه
إغلاق الباب ورفعت رأسها ولم تجد طارق فتنفست الصعداء وهتفت بهمس : الحمد لله راح ..ونهضت
وخلعت عباءتها ورتبتها في الخزانة وتقدمت إلى حقيبتها وفتحتها وأفرغت محتوياتها ورتبتها في
الخزانة وكذلك أفرغت حقيبة طارق وأخرجت لها جلابية بيت قطنية بنصف كم وباللون الفوشي ورسوم
بيضاء ناعمة وجلست تنتظر خروج طارق من الحمام "كرمتم" ولم تنتظر طويلاً إذ خرج بعد دقائق
معدودة وهو يلبس روب الحمام فنهضت حال دخوله الغرفة وتقدمت إلى الباب كي تستحم هي الأخرى
ولكنه سمعته يحادثها فالتفتت له ..
طارق ببرود واستهزاء : اللي أعرفه أن الزوجة تجهز لزوجها ملابسه ولا يا ست أمل ما تعلمتي من
زواجك الأول هذا الشيء إذا ما كنتي تعرفينه فاتعلمي انك تجهزي ملابسي لما أكون في الحمام وكمان
ملابس الدوام كل يوم تكويها و تجهزيها فهمتي يا هانم ولا لا؟؟
تألمت أمل من نبرة السخرية في كلامه وزاد ألمها تذكيره لها بزواجها الأول الذي هو سبب كل جراحها
التالية فانتبهت لسؤاله مرة أخرى وهو يقول (فهمتــــــــــي) فردت بإشارة من رأسها وهمسه بأنها (
فهمــــــــــت) وسارت وخارج الغرفة ودخلت الحمام " كرمتم " و انسابت دموعها وكتمت شهقاتها حتى
لا تظهر فتُفضح .
***********
في المساء
صلت العشاء وجلست لتكمل أذكارها وبعد نصف ساعة دخل طارق الذي خرج من صلاة العصر ولم يرجع
ألقى التحية وتمدد على سريره وقال بعد مدة .
طارق بهدوء يسأل أمل : تبين نتعشى هنا ولا برا ؟؟
أمل بعد تردد وخوف قال بصوت قوي قليلاً حتى لا يظهر خوفها : براحتك بس برا أفضل .
طارق بهدوء : طيب قومي تجهزي .
نهضت أمل بسرعة وهي فرحة بالخروج وأخذت لها لباس وهمت بالخروج ولكنه سمعت طارق يقول
بسخرية : أوف كل هذي شفاحة على الطلعة لو كنت أدري كان مشيتك من أول ما جينا .
توقفت أمل واستدارت له ونظرت له بنظرة ملؤها الألم واستدارت وهي تقول بألم : لا موب فرحه
بالخرجة بس مليت من الجلسة في البيت وحدي وأكملت تحدث نفسها "وعلى الأقل استأنس بالناس
ويروح عني هالخوف شوي " .
****
دخلا إلى الكابينة المكشوفة من جهة البحر أما الجهات الأخرى مغلقة وكان المنظر رائع عندما انعكست
الأنوار على البحر والهواء بارد ومنعش كانت تستمتع بالهواء وتملأ رأتها منه وقطع تأملاتها
واستمتاعها صوت طارق فالتفتت له حتى تنتبه لما يقول .
طارق بهدوء : أمل تقدرين تخلعين النقاب وحجابك إذا تبين ما فيه أحد يشوفك من هنا .
خلعت أمل نقابها وأرخت حجابها ولم تنزله بل جعلته على رأسها و أخفضت رأسها تنظر للطاولة ولم
ترفع رأسها إلا عندما سمعت طارق يتحدث إليها .
طارق بتساؤل : أمل أنتي درستي لأي صف ؟
أمل بهدوء : كملت أولى ثانوي .
طارق بهدوء : أها ..وتساءل .. طيب ما تبين تكملين دراستك .
هزت أمل رأسها بإيجاب وأكملت : أنا كنت بكملها من قبل بس كل أوراقي واثباتاتي ما كانت معي شيء
منها وكمان ..قالت بغصة .. إبراهيم ما كان عندي أحد يمسكه لي .
طارق بهدوء : أممم الله يرحمه ..وأكمل بتساؤل .. طيب كيف كنتي بدراستك؟؟
أمل بحماس خفيف : الحمد لله كنت متفوقة ..وتساءلت هي الأخرى.. وأنت كيف كنت في دراستك ؟؟
طارق بهدوء : أنا أخذت المركز الثاني على المملكة .
أمل بحماس وقد حمسها موضوع الدراسة : ما شاء الله أنا كنت دايماً أقول لزميلاتي أنا أبي أكون الأولى
على المملكة لكن ..وقد عادت نبرة الحزن لصوتها .. ما كل ما يتمنى المرء يدركه .
طارق بتشجيع : من قالك إنك ما تقدرين لا تحطين هالشيء ببالك خلي حلمك يدعمك ويشحن طاقتك ولا
تخلين اليأس يسيطر عليك سجلي في المدرسة واجتهدي راح تنجحين وتحققين حلمك ..وسألها بحماس..
إيش كان حلمك لما كنتي صغيرة ؟؟
أمل بحالميه وبراءة : دايما لما كنا صغار كنت أقول أبي أكون دكتورة عيون لأن ولد جيراننا ..وأكملت
بحزن .. كانت عيونه حمراء دايما وبعدين صارت كل فتره يقول أنه بدا ينزل نظره لما جاء يوم ومعه
أخوه الكبير ووقف عندي وكنت أشوفه حزين مره قال لي أمل أنا ما صرت أشوف خلاص أنا ما أقدر
أشوفك وابتسم بحزن وقال لكني الحمد لله شفتك من يوم كان عمرك يوم ولعبتك بيديني لين كبرتي ادعي
لي أمول أنه يرجع بصري , ذاك اليوم بكيت وقلت له لا أنت تشوفني صح فهد ومسكت يدينه وقلت نزل
عينك وطالع فيني لأنه كان طويل وأنا كنت صغيره وجلس عندي وقال أنا أطالع فيك لكن ما أشوف شيء
أدعيلي أمل أدعي أنتي صغير دعوتك مثل دعاء الملائكة لحظتها ما فهمت كل كلامه لكن إللي فهمته إني
أدعي له ورفعت يديني وقلت "يارب خلي فهد يشوف مره ثانية عشان يلعبني" وضحك على دعوتي
وراح بعد ما قالي شطوره أمولتي كل يوم إدعيلي كثير خلاص ..ونزلت دموع أمل لهذه الذكرى فهي لم
تنسى فهد الذي طالما كان لها الأخ والأب وكان أحن شخص عليها .. وناديت عليه بصوت عالي إذا كبرت
بصير دكتورة وأعالجك عشان تشوف ابتسم لي وراح ..رفعت أمل بعد أن مسحت عينيها وقالت بهدوء ..
ومن ذاك اليوم وهذا حلمي حتى لما راح إللي عشانه .
طارق بنظره غريبة ونبرة غامضة تساءل : وين راح ؟؟ يعني تعالج ؟؟
أمل بحزن : لا مــــات في نفس اليوم بحادث سيارة هو وأبوه كان راح يوديه المستشفى ومات وهو ما
يشوف .
طارق بذات الغموض والنظرات سألها : كم كان عمره يوم مات ؟؟
أمل بحزن دون أن تنتبه لنظراته : يمكن كان تسع طعش أو عشرين وأنا كنت تقريباً ثمان سنوات.
طارق بهدوء : الله يرحمه والله يهنيه الرسول يقول "من فقد حبيبتاه فله الجنة " أو كما قال .
أمل : عليه الصلاة والسلام .
ران الصمت للحظات وقطعه طارق وهو يسأل
طارق بصراحة : أمل بسألك وبصراحة أبيك تجاوبيني ..هزت رأسها وهي خائفة من السؤال الذي
سيطرحه وأكمل طارق بتساؤل .. ليش إنتي إنسانه كئيبة كل شوي تبكين وعلى أي شيء دموعك تنزل ؟؟
تنهدت أمل بحزن وردت باقتضاب : من اللي شفته في الدنيا .
طارق بتساؤل : وش شفتي ؟؟
وقطع حديثهما الطرق على الكبينة ينبه بصول العشاء فحمدت أمل ربها في سرها أنه قطع الحديث الذي
كان سيرهقها إجابته ودعت للنادل بكل خير .
************
فتحت عينيها ونظرت للسقف للحظات وتذكرت الرعب الذي عاشته في الليلة الماضية وأدارت رأسها
للسرير المجاور ورأت جسد طارق الطويل والممشوق ممتداً على طول السرير وهو نائم بعمق وعادت بها
أفكارها لما حدث فعندما عادا من المطعم عند ما يقارب الساعة الواحدة فجراً بعد أن تمشيا على البحر
قليلاً وتكلما في مواضيع كثيرة ثم عرج بها على إحدى محلات المثلجات واستمتعا بطعمها ثم استقلا
السيارة للعودة وفي هذه اللحظة بدأ الخوف يتصاعد في قلبها عندما تذكرت الجناح الذي يقطنا به , دلفا
إلى الجناح وفور دخولهما خلع طارق قميصه وبقي بالبنطلون الجينز الذي يرتديه والتقط بجاما من
الخزانة ودخل الحمام "كرمتم" أما أمل فأحست بالخجل واحمر وجهها فأخفضت عينيها وجلست على
سريرها حتى يخرج كي تستطيع التحرك وعندما غاب عنها خلعت عباءتها واسترخت قليلاً تنتظر خروجه
وعندما خرج دخلت هي على إثره ثم خرجت وهي ترتدي بجاما طويلة الأكمام وواسعة وترتدي فوقها
روب طويل لفته جيداً على خصرها النحيل دلفت للغرفة ووجدت طارق مستلقي على سريره ويشاهد
التلفاز تحركت ببطء وخوف ودوار يلف رأسها بعنف ولكنها تمالك نفسها حتى جلست على سريرها
واخفضت بصرها وهي تشد على يديها حتى لا تظهر رجفتها وجلست على ذلك مده وحتى أحست بنعاس
شديد ولكن لا لن لم تنام فهي خــــــــــائفة من كل شيء خائفة من الرجل الذي يشاركها الغرفة وخائفة من
الماضي والحاضر وكـــــل شـــيء ولم تنتبه أنها ترتجف وقد ظهر عليها وقطع أفكارها صوت طارق
يقول بسخرية لاذعة : خير مدام أمل إيش فيك ترتجفين تــــــــطمني تر أن بشر موب وحش قدامك .
أمل باستنكار كاذب وقد ظهرت الرجفة في صوتها وكلامها : أأ ..أنا موب خــ .. ــايفه بس بر ..بردانه .
ضحك طارق بقوة وبسخرية ورد ببرود : مررره واضح أنك موب خايفه حتى كلامك يرتجف مثلك بعدين
وين البرد والغرفة دافية وبرودتها معتدلة ..وأكمل بسخرية .. وأضن مع لبسك هذا ..وأشار إلى لباسها
بسببابته بسخريه واحتقار وأكمل .. ما أضن راح تحسين بالبرد ..ونهض وأكمل ببروده المعتاد.. وعشان
أريحك من البرد ..أمسك بالريموت كنترول وأغلق المكيف وعاد ليتمدد على سريره وهو يكمل .. وهذا
المكيف وطفيناه عسى تخف الرجفه اللي فيك ..واستدار موليها ظهره وتغطى بلحافه وهو يقول بهدوء ..
تصبحين على خير .
أحست أمل بالذل والقهر للطريقة التي يعاملها بها وكأنها ارتكبت في حقه جرماً وتساقطت دموعها بهدوء
على خديها النديين فمسحتها وما لبثت أن عادت من جديد حتى انهمرت متتالية وهي تكتم صوت شهقاتها
فهي في هذه اللحظة لم يكن الخوف هو من سيطر عليها بل الذل والقهر والوحدة والألم , تمددت على
سريرها ودفنت وجهها في وسادتها علها تؤنس وحدة دموعها وتشاركها في موكب أحزانها , ظلت طول
الليل لم تنم حتى بعد أن نام طارق وهي التي خططت بأن تنام بعد أن ينام ولكن هيهات وقلبها قد لعب
بمهارة في ساحة صدرها وقد سدد الخوف أهدافه في شباك حياتها , سمعت أذان الفجر ونهضت لتتوضأ
قبل أن يستيقظ طارق وعندما دخلت الغرفة وجدته نائماً ولكن لن تدع الصلاة تفوته وستلقي الخوف بعيداً
عنها فهذه الصـــــــلاة وليس غيرها ..
الله أكـــــــــــــــبر الله أكـــــــــــــــبر
انتبهت من سيل أفكارها على صوت أذان الظهر أخذت تردد معه وما إن أكملت الأذكار حتى تقدمت من
النائم على السرير الآخر وقالت بصوت واثق ومسموع : طــــــــــارق قوم أذن الظهر .
************
بعد أربعة أيام ...
أمل "فالأيام الماضية بديت أتأقلم على حياتي مع طارق وما صرت أخاف كثير وصرنا نسولف ونخرج
بس موب كل الأيام يعني مرات يخرجني ومرات يطنش ويخرج وحده وما أشوفه إلا آخر الليل لكن حسيت
حياتي هادية شوي بس لما يجي الليل أخاف ولا أنام لا لما أتأكد أنه نام , أكثر من مره سأل الرسبشن عن
جناح بغرفتين وما حصل واستسلم وما عاد سأل الحين هو نايم ..تطلعت لساعة معصمها.. صارت
الساعة وحده ونص أبي أنام بكره ورانا سوق لأن بعد بكره و إللي يكون الخميس راح نسافر للسعودية
يالبا ترابها واحشتني موووووت هي وأهلها والله يعيننا على السفر وتعبه , بس حاجه تلعب فقلبي اليوم
طارق موب عوايده يطالعني كثير ومرات أحسه مرتبك بس أووف والله خايفه الله يستر إيش فبالك يا طارق لازم الحين أنام تأخر الوقت ..وأغمضت عينيها لتنام.."
****
في عصر اليوم التالي ...
صليا العصر ولبسا ثم خرجا متوجهان للسوق لشراء الهدايا , استقلا سيارة الليموزين التي تعاقدا معها انطلقت بهما السيارة في الشوارع الرائعة والمزدحمة حتى وصلا للمكان المتفق عليه ترجلا من السيارة ودلفا إلى المركز التجاري والذي من نظرة واحدة يعلم المرء مدى كبره وفخامته وكثرت مرتاديه , تجولا قليلا بصمت وكانت أمل مأخوذة بجمال التصاميم وألوان اللافتات والألبسة ولكن رأت هناك شيء ضايقها وبشدة حتى تمنت أنها لم تأتي فقد شاهدت النساء نصف عاريات والرجال بأشكال مقززة بسبب حلقات الأذن و الشعر المنكوش وغيرها من المظالهر ولكنها غضت الطرف وسارت مع طارق وسرحت بأفكارها ثم انتبهت له يجر يدها لتسير معه جرت يدها من يده بعنف وجحظت عيناها بخوف من خلال فتحتي النقاب وابتعدت خطوتان وكل ذلك حصل أمام استغراب ودهشه واستنكار من طارق وقال بنبرة خشنة ومؤنبة : خير وش هالخوف ترا بس بنبهك لأنك بعدتي عني ..وقال بأمر وبصوت خشششن..يلااااا أمشي ..وسار دون الإلتفات لها ودخل أول محل أمامه أما أمل فتبعته بصمت وما زال قلبها ينبض بخوف وأثر نظراته النارية لم تزول رفعت رأسها ونظرت إليه وهو يسير بشموخ وهيبة تلفت نظر كل من يسير حوله دلف إلى المحل و دلفت خلفه وراته يتجه إلى قسم الألبسة فسارت خلفه كذلك وتوقف أمام فستان ناعم باللون السكري بتشجرات عنابية اللون التفت لها وسالها ببرود : كم مقاسك ؟
أمل باستغراب وتردد : لـ .. ليش ؟
طارق بسخرية : ليش يعني أبي مقاسك ؟ ..و أكمل بجدية وحده .. قولي بسرعة عشان نشتري لك ونشتري للباقين .
أمل بعناد و رفض : بس أنا ما أبي شيء بس نبي نشتري لأهلك .
طارق بغضب مكتوم وبصوت منخفض ومخيف أفزع أمل : أمل قولي مقاسك وﻻ تري ما يحصلك خير .
خافت أمل من نبرة صوته وارتجفت من الخوف ولكن روح العناد ما زالت فيها فقالت بصوت منخفض خائف : بس أنا ما ابي شيء عندي اللي يكفيني وما هو غصب اني اشتري .
غضب طارق من عنادها وأمسك بمعصمها بقوة آلمتها وظهر الألم في عينيها وقال من بين أسنانه ليكتم صرخة غضب تكاد تفلت منه : أمل اتقي شري أحسن لك وقولي مقاسك كم ..ونظر لها بنظرة أوقفت جميع شعيرات جسمها من الرعب ..
فقالت بصوت مرعوب وهي تحاول تحرير يدها : مقاسي s ..واخفضت رأسها بعد أن حرر طارق يديها بطريقة توضح مدى اشمئزازه منها والتفت لياخذ مقاسها من الفستان وأكمل سيره يختار الألبسة المناسبة لها ولأخواته وأمه دون أن يعطي أمل أي اعتبار..
تجولا في السوق وأختار طارق الهدايا ولكنه كان يسأل أمل من فترة لأخرى عن رأيها فغالباً تجيبه بلا اعلم أو حلوه أو غيرها ولكن لم يتحدثا جملة كاملة مع بعضهما حتى أتى وقت صلاة المغرب صليا في المسجد التابع للمركز التجاري ثم أكملا تسوقهما حتى توقفا عند محل صغير للتذكارات أعجبت أمل بشدة بالمحل فقالت بحماس مخفي قليلاً : الله تهبل أشيائهم ..وتلفتت بانبهار في المحل ولكن لفت نظرها طقم من الميداليات للمفاتيح والجوال بألوان رائعة فقالت لطارق .. طارق أبي من هذي .
التفت لها طارق ونظر لها بنظره مبهمه وسألها بهدوء : أي لون .
أمل بخجل : وحده فيروزي ووحده وردي ووحده تفاحي ..نظر لها باستفهام ففهمت استغرابه العدد وردت بخجل .. وحده لي وثنتين للبنات شادن وشهد .
هز طارق رأسه بتفهم وطلب من صاحب المحل أن يخرحها بالإضافة إلى بضعة أشياء اختارها وحاسب الكاشير وسار وسارت امل بمحاذاته وقد عاد الصمت يطبق عليهما حتى خرجا واستقلا سيارة الليموزين وذهبا إلى الفندق وما إن دخلا وعبرا اللوبي حتى سمعا صوت منادي يقول (mr.tareq) التفت الإثنان للمنادي ولما رأيا أنه موظف الفندق التفت طارق إلى أمل وقال لها ببرود وهو يمد لها ببطاقة فتح الباب : خذي و روحي السويت وأنا راح أجي بالأشياء .
هزت أمل راسها بإيجاب وأمسكت بالبطاقة وسارت وهي خائفة من الرجال حوليها سمت بالله وركبت المصعد الخالي وضغطت زر الطابق الذي يقيمان فيه وارتفع بها ولكن بعد لحظات توقف ونظرت لرقم الطابق فوجدته ليس الطابق المطلوب وفتح الباب ودخل منه شاب خليجي ربما في منتصف العشرين خافت أمل منه وارتجفت وقالت بصوت قوي : لو سمحت اخرج أنا وحدي .
فقال الشاب بوقاحة : وهذا عز الطلب ..وأخذ ينظر لها بنظرات خبيثة وحاولت أمل الفرار ولكن المصعد أغلق بابه وتحرك لأعلى وقد ضغط الشاب رقم أعلى طابق للفندق فأصبحت أمل ترتجف مثل ورقة في مهب الريح وكادت تصرخ ولكن تقدمت من الأزرار وهي تضغطها بجنون وتطرق الباب بقوة وقد أغرقت دموعها نقابها وناجت بارئها بهمس وهي تقول "يارب اكفينيه بما شئت يارب رد كيده في نحره يارب اصرفه عني" واستمرت تناجي وتبكي تارة وتصرخ وتنادي طارق تارة أخرى .. تقدم الشاب منها وأمسك بيديها وأبعدها عن الباب وقد رسمت على ثغره ابتسامة شيطانية وهو يقول بمكر : لو تدقين من اليوم لبكره محد سامعك ..وأطلق ضحكة شيطانية..ههههههههههههاااااااي
رجف قلب أمل بشدة من الخوف والفزع وجرت يديها بعنف من يديه قالت بإيمان وإخلاص : يمكن ما يسمعوني البشر لكن ..قالت بقوة.. ربيييي يسمعني وما يخيبني .
اهتز الشاب للحظة من كلماتها ولكنه كابر وتقدم منها وهي تبتعد وهو يقترب وهي تبتعد حتى التصق ظهرها بباب المصعد وهو يقترب ولكنها غافلته وضغطت زر طابقهم وتحرك المصعد لأسفل , انتبه الشاب لتحرك المصعد لأسفل فصرخ بأمل : يا كـ.... وهجم عليها وحاول اقتلاع نقابها فصرخت بذعر وهو يجر وهي ممسكه به بقوة حتى تغلب عليها في اللحظة التي توقف المصعد وفتح الباب وكادت تسقط ولكن اصطدم جسدها بشيء صلب التفتت مذعورة وقد رسمت الدموع مسارات على وجهها فرأت طارق فصرخت : طاااارق وغطت وجهها في صدره وانفجرت تبكي فأحست به يمسكها من عضدها بقوة ويجرها عنه بعنف ويضربها كــــف دوى صوته في المكان تلته وابل من كلمات بثقل الرصاص على مسمعها وقلبها .
طارق بغضب : يا حقيره وين كنتي لي ربع ساعه أدورك وآخرتها رايحه مع واحد اكيد اتفقتي معاه تقابلينه فالفندق صدق تربية شوارع ..وصرخ .. انقلعي للجناح ولي معك تصرف ثاني ..ودفعها بعنف نحو باب الجناح فدخلته وهي مذعورة وترتجف من الخوف وقبل أن تغلق الباب سمعت زوجها يضرب الشاب بعنف وهو يردد(اكيد متفق معاها عشان تقابلها فالأصنصير قول ايش سويتوا اعترف ولا ترا ما يحصلك خير ) والشاب يرد عليه وهو يلهث من التعب ( ماأمداني أسوي لها شيء...) فيقطع الآخر كلامه بذات الغضب الهادر (ويعني انتظرك لين تسوي شيء لزوجتي) وأغلقت الباب عند هذا الحد وهي خائفة بل مرعوبة من عقاب طارق لها دخلت الغزفة وهي تنشج من شدة بكاها وألقت بعبائتها على سريرها ودخلت للحمام (كرمتم) لتتوضأ فليس لديها أمان سوى عند باريها .
*****
فتحت قفل الباب وخرجت بعد أ غلقت الباب ولم ترفع بصرها إلا عندما اصتدمت مره أخرى بشيء صلب رفعت رأسها له فلم ترى نفس النظرة التي وجدتها عندما خرجت من المصعد ﻻ نظره تكاد تحرقها من التهابها وتكاد شراراتها تصيبها ابتعدت عنه برعب ولكنها لم تستطع الابتعاد كثيراً فقد كانت يده ممسكة بيدها بقوه تكاد أصابعها تتفتت منها ولكـــــن زاد رعبها أضعافاً عندما تكلم بغضب ولكن بصوت بارد جليدي يناقض الحمم التي تطلقها عينيه .
طارق: أنا على بالي أنك عفيفه وطاهره لكن لا طلعتي حقـ.... و فــ... يعني سعود لما اتهمك وتبرا من ولدك موب من فراغ أكيد شاف اللي أنا شفته اليوم , يلا قولي ايش صار بينك وبينه ومتى اتفقتي معه ؟
هزت أمل رأسها بنفي وقد تساقطت دموعها بغزاره من قوة الإتهامات الموجهة لها وقالت بصوت يرتجف : لا ما أعرفه ..فتوقفت مرعوبة من صرخـت طارق وهو يقول (كــــــذااااابه) ولكن أمل أكمل بصوت مخنوق من البكاء .. والله ما أكذب هو دخل الأصنصير ..فتوقفت عن الكلام وشهقت بقوة عندما أمسك طارق بشعرها بشده وجرها لسريرها ورماها عليه بعنف وهو ينظر لها بنظرات حارقه ومكذبه لها ولكن أمل أكملت تدافع عن نفسها وبين شهقاتها .. والله . مـ..ما.. اعرفه رفض يـ.. يخرج لما قـ..ـلـت له ..فغرقت في بحر من دموعها ..
طارق بغموض : كان بإمكانك تخرجين لما دخل .
أمل تبكي وتمسح دموعها ولكنها تعود فردت عليه بصوت جرحه البكاء : كنت راح أخرج لكن ما لحقت الباب تقفل..نظرت له بأمل أن يصدقها ولكن لم تجد في عينيه سوى التكذيب المؤذي والشك القاتل فأكملت تحلف وهي ترفع سبابتها كالأطفال .. والله والله ما أكذب.
طارق ببرود حارق : قالو للحرامي أكذب قال جانا الفرج , قولي خير لك إيش صار بينكم وﻻ ما يصير لك خير ..هزت أمل رأسها بنفي وظهرت الصدمة على وجهها بأنه لم يصدقها , تقدم منها خطوه وقال بتهديد خطير .. قولي وﻻ....
أمل بصرخه مدويه : ﻻااااااااا .
*****
سعوووود لا بعد حرام عليك إبراهيم حبيبي تعال ﻻ ترووووووح ﻻاااا سعود اتركني اتركني إبرااااهييييييم ﻻاااااا تخليه يروح السيارة بتصدمه سعووووود ابعد ابعععععد ...
: أمل أمل قومي أنتي تحلمين قومي .
نهضت مفزوعة من نومها وقد اختلطت دموعها بقطرات العرق الذي أندى جبينها نظرت لطارق الواقف أمامها والذي يظهر عليه القلق تحركت بسرعة باتجاه زاوية السرير بطريقة بينت مدى رعبها من الواقف أمامها وقالت بخوف : إيش تبي موب كافي اللي سويته .
طارق بندم أخفاه بالبرود : طيب خلاص ما صار شيء وبعدين أنا كنت معصب ..وتحولت نبرته لغضب عارم.. إيش بالله تبيني أسوي وأنا أشوفك خارجه من الأصنصير ومعك رجال غريب والأدهى والأمر أنك كاشفه وجهك إيش أسوي لك أصفق بيديني و أقول ما شاء الله زوجتي عفيفه وطاهره ما تسوي شيء غلط ..تقدم خطوه وقال بخشونه.. ﻻاااا ما نيب رجال إذا سويت كذا أبد .
انكمشت أمل بخوف وتساقطت دموعها من الرعب وضمت رجليها إلى صدرها وهزت رأسها بنفي وهي تقول بصوت مبحوح : و الرجال يتقوى على مره ضعيفه موب رجال ..ولم تشعر إلا رأسها يشد ﻷعلى من شعرها وارتفع صوت كـــف كسر هدوء الليل وابتعد طارق وتمدد على سريره كأنه لم يفعل شيء أما أمل فصوت الكف وألمه أهال عليها كل ما حدث قبل سويعات ..
***
تقدم طارق إليها حيث ألقى بها على السرير ابتعدت إلى الخلف واستمر بالتقدم حتى أصبح مواجهاً لها أغمضت عينيها برعب ولوحت بيديها بأن يبتعد فلم يفعل اقتربت يده منها وأمسك يديها بيد واحده فصرخت مرعوبه : لاااااا بعد ولكنه لم يلقي لها بالاً ففتحت عينيها فتمثل لها سعود وهو سكران في تلك الليلة فجرت يديها بعنف وصرخت : لااااااااا سعووووووود أبععععد ..و غشاها السوااااد ..


****
تجولت في ثنايا أسطورتي

ماضيها

وحاضرها

فلم أجد سوى سطور وكلمات خطها الألم

فواصلت بحثي علي أجل كلمه

أو حرف

أو قطرة حبر

على سطور الأمل

فلم أجد سوى

نقطه

فتسائلت

ما السبب ؟

أين صفحات الأمل التي سطرتها أحرف أسطورتي ؟

فتذكرت ماجرى فيها

وما كتب على صفحاتها

فقد كان الأمل يكتب سطوراً

فيأتي الألم ليمحوها

ويتفنن هو بملأ سطورها

فتصبح سطور الأمل فارغة

ويعود ليكتب من جديد

فيمحوها الألم

وذات يوم

كُتبت((نقطه على سطور الأمل))

تتمنى أن تبقى ثابته

فهل ستبقى

أم سيمحوها الألم


******************************
نهايــــــــــــــــ الجزء الخامس عشر ـــــــــــــــــــــة

..
..
..

 
 

 

عرض البوم صور بياض الصبح   رد مع اقتباس
قديم 11-07-11, 07:13 AM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ملكة جمال ليلاس وملكة سحر الخواطر



البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 183892
المشاركات: 11,112
الجنس أنثى
معدل التقييم: بياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالق
نقاط التقييم: 2930

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بياض الصبح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بياض الصبح المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 


&< ~^(( الجزء السادس عشر))^~>&

~[( سأهزمك أيها الألم )]~


نظرت أمل للساعة المعلقة على الحائط فوجدتها تقارب الحادية عشر والنصف تذكرت أنها لم تصلي العشاء بسبب المعمعة التي

جرت وكذلك غيابها عن الوعي التفتت لطارق الذي كان مستلقياً و موجهاً لها بظهره نبض قلبها بخوف مماجرى , استعاذت

بالله ونهضت وهي تنظر لمحه للطريق أمامها وأخرى على طارق وهي تسير بحذر تخاف أن ينتبه لها فيعاد لها ما حصل،

وعندما وصلت للباب خرجت بذات الهدوء وأغلقت الباب ثم تنفست الصعداء ولم تنتبه لزوج العيون المراقب لكل تحركاتها ،

توضأت ودخلت الغرفة بذات الخفه وفرشت سجادتها وكبرت .
****
في اليوم التالي ...
لم ترى أمل طارق منذ خروجه لصلاة الفجر أما هي لم تذق النوم طول الليل إلا غفوات هاجمتها فيها الكوابيس وبعدها بقيت

سهرانه حتى الفجر وعندما خرج طارق انتظرت حتى يعود لتنام بعده ولكن مضت ساعة و ساعتان وثلاث فلم يعد ونامت بلا

إرادة .
فتحت عينيها على صوت يناديها والتفتت فرأت طارق فجلست بسرعة وانكمشت على نفسها ، حدجها طارق بنظرة ريبه وشك

وقال لها بنبره غامضة : قومي صلي الظهر وحضري الغدا وجهزي الشناط عشان أشحنها الليلة طيارتنا الساعة ثنتين فجر .
هزت أمل رأسها بإيجاب ونهضت بسرعة مبتعده عن طارق وقد عاودتها نوبة الترجيع و الدوار عندما نظرت لطارق وتذكرت

حدث البارحة ، سارت بسرعة باتجاه الباب ولكن عندما وصلت له لم تستطع التماسك وسقطت على الارض من قوة الدوار ،

أحست بيد أمسكت عضديها ورفعت رأسها ونظرت بعينيها الدامعتين لطارق الذي ظهر عليه القلق وهو يقول : أمل إيش فيك

قومي قومي..وحاول رفعها فأبعدت أمل يديه عنها بعنف وصرخت به (ﻻااا تقررررب) فابتعد طارق ونظر لها بغرابه وغضب

ارتسم على ملامحة وقال لها بغضب وخشونة.. الظاهر إني دلعتك بزيادة قومي جهزي الغدا ..وابتعد عنها وهو يقول.. دلع

بنات .
أما أمل فجاهدت نفسها وتساندت على الباب وسارت وهي ترتجف وتمسح دموعها حتى دخلت الحمام (كُرمتم) وأغلقت الباب

.
****
فتحت باب السياره واستعدت للنزول فستوقفها طارق وقال بجدية : ما أبي أهلي يحسون بأي شيء بيننا وتصرفي معي عندهم

بدون هالخوف اللي ماله داعي وإذا دخلنا الجناح سوي إللي تبين بس أهم شيء أهلي ..ونظر لها نظره تحذير ..
هزت أمل رأسها وهمست : إن شاء الله ..وخرجت فتبعها طارق ودخلا للفيلا مبتسمين لإتقان الخطة ..
****
قبل دقائق في الفيلا...
شادن بضجر : أووووف ملل متى تجي أمل والله مليت .
أم طارق : أقول شادن ما ودك تسكتين لك أسبوع وانتي ما غير تمللت طفشت سوي شيء مفيد زوري أحد سوي أي شىء.
شادن بملل : ما لي نفس أسوي شيء وبعدين احس البيت فااااااضي ..نظرت لها أمها بتأنيب وغضب فضحك شادن ..

هههههه ﻻ ما أقصدكم بس كذا أحس البيت من دون أمل وطارق ممل بصراحه مشتاااااااقه لهم .
: أوووف ما دريت إنك راح تشتاقي لي هالكثر كان كل مره سافرت .
شادن بصرخة فرح : أمــــــل طاااااارق وااااو أخيراً جيتو ..وقفزت لتحضن أمل بقوه وهي تضحك وتصرخ بمرح ظاهر وأضحك

الجميع عليها ..
أمل وهي تضحك على شادن التي مازالت تحتضنها بشدة وقالت بصوت مخنوق من الضحك : حتى أنتي وحشتيني ..وهمست

بخفوت لها .. شوفي طارق يطالعنا كيف شكله غار عشانك سلمتي علي وتركتيه .
نظرت شادن لطارق و ضحكت بقوه وهي تفك من أحتضان أمل وتتجه له فاسرع طارق يقول بغيره مصطنعه : ﻻ والله الحين

تذكرتي أن لك أخ تسلمين عليه وﻻ لما شفتي أمل نسيتيني والمشكلة تقول ..وقلد كلامها وطريقتها في التحدث .. البيت من دون

أمل وطارق ممل بصراحه مشتاااااااقه لهم ..ثم ضحك عندما وقفت أمامه وقبلته وسلمت على رأسه وضحكت معه وجلست

بالقرب منه وهي تسأله عن أحواله وما لبثت أن التفتت ﻷمل التي كانت تتحدث مع أم طارق بعد سلام حار من الطرفين فسألت

شادن أمل بحماس .. أمول أعجبتك ماليزيا .
أمل بهدوء وابتسامة رقيقة على فمها : حلووه مررره وجوها خيال .
شادن بذات الحماس : فين رحتي وإيش سويتوا يلا حكيني .
أم طارق قاطعت شادن بتأنيب : شادن البنت توها واصله من السفر لما ترتاح تحكي لك كل شيء ..والتفتت لطارق تحدثه..
طارق يمه خذ زوجتك واطلعوا ارتاحوا .
طارق باعتراض : ﻻ بنتظر أبوي أسلم عليه .
أم طارق : ﻻ روح ارتاح الحين ونام شوي أبوك مطول شوي وما خرج إلا قبل ساعة روح ياولدي وإذا جا قلت لك .
استجاب طارق لأمه وحدث أمل دون أن ينظر لها : أمل يلا نصعد نرتاح .
أمل بهزه من رأسها وافقته ونهضت وهي تقول بهمس للجالسات : مع السلامه .
وسارت خلف طارق للجناح وقد بدأ الخوف يتسلل ببطء لقلبها حنى يسرق منها الأمان والراحة وصلا للجناح بصمت ودخل كل

منهما غرفته وأغلقا الأبواب وأحست حينها بالأمان والراااااحة .
*****
بعد اسبوعين
مر الإسبوعين بسرعة ولم يحدث أي تطور في علاقة أمل بطارق سوى أنها من موقفهما في ماليزيا زاد خوف أمل منه وتحاول

تجنبه وتتجنب الجلوس معه في مكان واحد وكثرت الكوابيس التي تهاجمها ليلاً والصداع كان يلازمها أغلب يومها .
بعد أيام سيهل رمضان وكان المنزل في حالة حركة دائمة للاستعداد لهذا الشهر الكريم وقد ذهبت أمل مع شادن وأم طارق

للتبضع وشراء مستلزمات رمضان وقد سعدت أمل بشدة بهذه الخطوة التي لم تجربها قبلاً وبعدها استعدت لتجهز ركن من

غرفتها خصيصاً للصلاة وبدت في غاية السعادة ولكن هناك ما يكدر صفو حياتها فهي تعيش في رعب مستمر بالقرب من طارق

ولم تخبر أحد عن مخاوفها وهذا ما زاد الألم عليها وهناك أمر آخر وهو أنها تحاول أن لا تشعر طارق بخوفها منه ونفورها

فهي ترى أنه في حالة مزاجية متكدرة وﻻ تعلم السبب ولذلك فهي تحاول أن تلبي له كل ما يريد من ترتيب للمنزل بالإضافة

لتجهيز وكي ملابس الدوام ورغم ذلك تشعر أنه غير راضي فاحتارت كيف لها أن ترضيه وقد شعرت بالحزن لمجرد تخيل

أنها السبب في حزنه بالمقابل هو قدم لها كل ما تريد بعد حياة الحرمان التي عاشتها .
***
بعد أيام ..
كان الجميع يجلس في غرفة المعيشة المخصصة للتلفاز وكانوا يتابعون المذيع الذي يتحدث عن تحري الهلال وبعد حديث قصير

أعلن المذيع قائلاً (
" بيان من الديوان الملكي "
جاءنا من المحكمة العليا ما يلي :
عقدت المحكمة العليا بمقرها الصيفي بمحافظة الطائف جلسة مساء هذا اليوم الثلاثاء التاسع والعشرين من شهر شعبان لعام

.... للنظر فيما يردها من المحاكم وغيرها عن رؤية هلال شهر رمضان المبارك عام .... هذه الليلة وبعد اطلاعها على ما ورد

إليها بهذا الخصوص بناءً على كتابتها وإعلانها للجميع في كافة وسائل الإعلام الرسمية أصدرت ما يلي :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فبدراسة وتأمل ما ورد إلى المحكمة العليا بشأن رؤية هلال شهر رمضان

المبارك لهذا العام فقد ثبت لدى المحكمة العليا رؤية هلال شهر رمضان لعام .... هذه الليلة وعليه تقرر أن يوم غد الأربعاء

1 / 9 ) ولم يسمع بعد ذلك صوت المذيع بسبب صرخة فرح من شادن التي قفزت وهي تقول (يااااااي بكره رمضان ) وتقفز من

فرحتها وتبعاها شذى و إياد اللذان ملئا المنزل بالصرخ والضحك وانتقلت العدوى للكبار فملأ الضحك والفرحة المكان بقدوم هذا

الضيف الكريم وبعد دقائق عم الهدوء المكان وتبادل الجميع التهاني بهذه المناسبة واقتربت صلاة العشاء ثم تفرقوا لصلاة

العشاء والتراويح .
ذهبت أمل للجناح وحضرت لبس لطارق حتى يذهب به للصلاة وبخرتة وأضافت عليه العطر مع لمسة من العود المعتق وجهزت

حذائه وجوزان من الجوارب السوداء و خرجت بسرعة حتى لا تجتمع معه بغرفة واحدة ولكنها لم تكن حذرة بما فيه الكفايه

فعند خروجها من الغرفة اصتدمت به فأغمضت عينيها وأرتدت بسرعة ولكنه أحكم القبض على يدها حاولت فك أسر يدها من

يده ولم تفلح فقالت برجفة وهي مازالت مغمضت العينين حتى ﻻ يرى الخوف الذي سكن عينيها وقد ظهرت الرجفة جلياً

على صوتها : فــ..ــك يــ..ـدي بــ..ـر..ـوح .
سمعته يقول بنبره غريبة بالإضافة إلى السخرية الواضحة في صوته : تؤ تو تؤ قبل ما تقولي لي إيش تسوين فغرفتي ..صمت

لحظة وأكمل بتساؤل ساخر .. ليش مغمضه عيونك خايفه العوو ياكلك ..وأطلق سراح يدها وأكمل بصوت يظهر فيه التسلية..

فكيت يدك يلا فتحي عينك .
فتحت أمل عينيها بحذر وصرخت ثم ارتدت للخلف عدة خطوات :آآآآآآ
فقد خافت وأصبحت ترتجف بوضوح وتشعر أن قدميها لم تعد تستطيع تحملانها ولكنها تماسكت وذلك لأنها عندما فتحت

عينيها كان وجه طارق مواجهاً لوجهها ولم تكن تفصل بينهما سوى بضعة سنتيمترات فزعت منه وقالت بصوت مرتعب و قد

خنقته العبره لطارق الذي غارق بالضحك من ردت فعلها : حرااام عليك خوفتني مووووت ..ونزلت دموعا ولم تعد تقوى على

الوقوف فتهاوت جالسة على الأرض..
انتبه لها وقال لها بأسف : ما دريت أن راح تخافين لها الحد ..وتقدم ماداً يده ليساعدها على النهوض ولكنها تجاهلت يده

ونهضت وارتدت للخلف وهي تقول بهمس خائف : بعد بروح .
طارق بغضب من تجاهلها ولكنه كبته وتكلم بين أسنانه : مو قبل ما تقولين إيش عندك بغرفتي ؟
أمل بتوتر وأجابته وهي تستعد للخروج : عشان أجهز لك ملابسك .
طارق باستفزاز : ومين قال إني أبيك تلمسين أغراضي أو تقربين منها .
رفعت أمل رأسها بقهر وغبن منه وحدثت نفسها "هذي جزات إللي يهتم فيك مالت علي وأنا إللي كنت حانه عليه وعلى بالي

مهموم" ولكنها لم تجرؤ على النظر لعينينه وتكلمت بهدوء : بدل ما تشكرني لأني جهزتها تهزئني يعني هذا جزات

المعروف .
نظر لها للحظة وهي لم تنظر جهته ولم تقع عينيها بعينيه فتقدم من الثوب الأسود المعلق على المشجب وغترة بيضاء معلقة

بجانبه وفي الأسفل جزمة بيضاء (كُرمتم) ويفوح من الثوب رائحة رائعة تقدم من الثوب ودس أنفه فيه تطلعت فيه أمل بغرابه

وبعد لحظات رفع وجهه ونظر لها بغضب رسم على وجهه ونظرات نارية في عينيه وقال بغموض و استهزاء :مشكورة ياست

أمل وما تقصرين وممكن الحين تخرجين عشان أبدل .
خرجت أمل من غرفة طارق وتوجهت لغرفتها وهي تحدث نفسها "إيش إللي قلب مزاجه كذا فجأه بعد ما كان يضحك غريب

بس وووه حركته مررره خوفتني الله ياخذ إبليسه أحس قلبي راح ينخلع من الخوف "وضغطت على قلبها الذي مازال ينبض

بسرعة مما حدث لها رغم ابتعادها عن الخطر ألقت بأفكارها جانباً وأخذت لباس خفيف عباره عن جلابية خفيفة باللون

الأورنجي طويلة الأكمام بتفرعات هندية بنية اللون ودخلت لتستحم وتتأهب لصلاة العشاء والتراويح .
****
تجمعت الأسرة بعد ذلك للعشاء المتأخر حتى يكون بمثابة السحور ليناموا استعداداً للغد .
دخلت أمل للجناح ورتبتة قليلا وفتحت التلفاز لتنتظر طارق لتخبره أنها ستسهر عند شادن ولكن طارق تأخر نصف ساعة ملت

من الجلوس فنهضت متجهة لغرفتها لتبدل حتى تذهب لشادن ولكن توقفت عندما دخل طارق وكان متجه نحو غرفته بعد أن

ألقى التحية ردت عليه أمل بهدوء وترددت للحظة في أن تناديه لتستأذن منه ولكن شجعت نفسها ونادته : طارق لو سمحت .
استدار لها طارق متسائلاً ومستغرب فقال : نعم .
توترت أمل وأخفضت بصرها وقالت بتلعثم : بـ..ـس أبى أرو..ـح عند شادن أسهــ..ـر معها يعني إذا ..وتوقفت عن الكلام..
طارق بتساؤل : يعني إيش ..صمت لحظة كأنه يفكر وأكمل بمكر.. أها تبين تستأذنين ، أمممممم ﻻ ﻻتروحين عندها .
رفعت أمل نظرها له باستغراب وتساؤل وقالت : ليش ؟
ضحك بسخريه : هه ..وأكمل بمكر وهو يعود ليجلس عند التلفاز .. لأني أبيك تسهرين معي إيش رايك ولا حلال لشادن

تسهر معك وأنا لا .
خافت أمل وازدردت لعابها أكثر من مره وقالت بصوت مرتجف : لا بـ..ــس ..وصمتت فلم تعد تعرف كيف ترد عليه..
فقال هو بمكر : أفا ما تبين تسهرين معي لها الدرجة جلستي ممله ..وقال بزعل مصطنع وهو يقف حتى يعود لغرفته .. ما

هقيتها منك خلاص روحي لشادن و اسهري معها وأنا أسهربروحي .
وصل التوتر عند أمل حده عندما شعرت بأنه تضايق فنادته بسرعة قبل أن يدخل لغرفته : طارق أنتظر والله ما قصدت أزعلك

بس قلت عندك ..وأخفضت بصرها عندما وقعت عينيه في عينيها فأكملت بتوتر.. عندك دوام وقلت يمكن ما تسهر .
سمعت صوت ضحكة طارق ورفعت رأسها وقال وهو ينظر في عينيها : روحي عند شادن واسهري أنا كنت أمزح معك صحيح

عندي دوام .
أمل بعفوية وبراءة : الساعة كم ..وتوترت عندما نظر لها باستغراب وأكملت بتردد .. يعنـ يعني زي الأيام العادية .
رد بهدوء : ﻻ متغير يبدأ عشره وطبعاً حسب الشفتات.
انسحبت أمل بهدوء وهي تتراجع لتدخل غرفتها وهي تقول بهمس : تصبح على خير .
رد عليها طارق ودخل غرفته وأغلق الباب .
غيرت أمل لباسها بجلابية بيت قطنية باللون الرمادي بها رسومات وحروف انجليزية بالعنابي لبست جلال وسارت لخارج

الجناح متجهه لجناح شادن التي تنتظرها .
******
: شادن انتبهي للسمبوسه عشان ما تحرق أنا راح أسوي الحلى .
شادن : طيب روحي ..ووقفت أمام المقلاة وأخذت تقلب قطع السمبوسة بهدوء حتى تحمرّ..
أما أمل فبدأت بخلط مكونات الحلوى وهي تتحدث لأم طارق التي كانت تعمل على صنع الشوربة ولم تنتهي النسوة من إعداد

الفطور إلا قبيل المغرب فهرعت كل واحدة بالاستحمام وتبديل لباسها وتركن مهمة تحضير الفطور للخادمات وتجمعت العائلة

على الطاولة التي عليها العديد من الأصناف .
عم الهدوء للحظات حتى سمعوا صوت الأذان فبدأ الجميع بتناول حبات التمر والماء والترديد مع الإمام وحالما إنتهائه ردد

الجميع "ذهب الضمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله" ثم تلتها لحظة صمت يدعون بها أما أمل فقد كانت تدعوا وتبتهل

لله بصمت فقط تحرك شفتيها وهي تدعوا الله بأن يرحم أمها وابنها ويفك عن أبيها السحر ودعت لنفسها بالصلاح والهداية وأن

يبعد عنها الخوف وختمت دعوتها بالدعاء للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات وصلت على الرسول صلى الله عليه وسلم ثم

مدت يدها لتبدأ بالأكل .
****
بعد إسبوع
كانت حياة أمل في هذه الأيام هادئة ومريحة فلا تلتقي بطارق إلا وقت الوجبات وليس لها إحتكاك به كثيراً وهذا أراحها .
فرحت كثيراً عندما علمت من عمها أنه سيأخذ أبيها لشيخ راقي حتي يفك عنه السحر وتمنت أن تذهب معهما ولكن لن

تستطيع التحمل ، بعد التراويح ودعت عمها وطلبت منه أن يهتم بأبيها وتكاد دموعها أن تسقط ولكنها تماسكت حتى غادر

فصعدت بسرعة إلى جناحها وأغلقت الباب ثم دخلت لغرفتها فأجهشت بالبكاء حتى نامت وهي لا تشعر .
***
سمعت الباب يطرق بقوة فأحست و كأنها تحلم أرادت أن تعود للنوم ولكنها سمعت الطرق يعود من جديد فنهضت وهي مازالت

نعسه وسارت بكسل باتجاه الباب وفتحته ففوجئت به يفتح بعنف ويظهر طارق الذي كان يشتعل غيظاً وتكاد عينيه ترمي

حمماً فتراجعت أمل بخوف إلى الخلف وهي ترتجف من الرعب فنظرات طارق تنذر بالخطر وقعت على الأرض إثر تراجعها

عندما تقدم منها بخطوات سريعة وقف أمامها بالضبط وتكلم بغضب حاول كتمانه : إنتـــي ... ليش ما فتحتي الباب ..ونظر

لها بشك وأكمل.. إيش عندك مقفلته ؟
أمل بلعثمة من الرعب الذي تملكها : ها آآ مـ آآ ما حــ..ـسيت .
طارق بتساؤل غاضب : ليييييش قفلتي الباب ؟
ردت عليه بخوف وهي تتراجع زاحفة للخلف : مـ..ـا انتــ..ـبهـت عشــ..ـا..ني كــ..ـنـت ..وصمتت وهي تؤنب نفسها

بأنه لا يجب عليها إخباره عن بكاؤها ..
طارق بنظرات نارية قاتلة سألها : عشان كنتي إيش ؟
تراجعت أمل حتى اصتدمت بإحدى المقاعد حاولت الوقوف عليه وهي تجيبه بشيء من التوتر : ﻻ ﻻ وﻻ شيء بس ما

انتبهت إني قفلت باب الجناح على بالي غرفـتي ..واستقامت واقفة وهمت بمغادرة الصالة ولكن توقفت وهي تسمع طارق يقول

..
طارق بحدة : سوي الحركة هذي مرة ثانية وشوفي إيش راح أسوي لك ..وغادر إلى غرفته ولكن استوقفته أمل سائلة بتردد

وخوف ..
أمل : عمي موجود ؟
كان ظهره مواجهاً و عندما سمع سؤالها استدار وظهر لها البرود هو يجيب : إيه ..وسألها بذات البرود .. ليش ؟ إيش تبين

فيه ؟
سرت قشعريرة في جسدها بكامله ربما من نظراته الجليدية التي رمقه بها ولكنها أجابته بصدق : بسأله عن أبوي إيش صار

معة .
ظهرت نظرة الشفقة بعينية ولكن سرعان ما ظهر خلفها الجمود وأجاب بقتضاب : ﻻ الحمد لله طيب ..وولاها ظهره وسار

باتجاه غرفته وأغلق الباب خلفه بدا لأمل من إجابته أنه يتهرب منها فشكت بأنه قد حدث مكروه لوالدها فدخلت غرفتها

وغسلت وجهها وقلبها يرتجف بخوف فأخذت لها شالاً ولبسته بسرعة ونزلت لتسأل عمها عن والدها ..
****
: السلام عليكم .
: عليكم السلام ، أهلين أمل .
أمل بتوتر : عمي إيش صار مع أبوي .
أبو طارق بحزن : إيش أقولك يابنتي ، تعب علينا واستفرغ كثير أثرت فيه آيات السحر وكمان عشان له مده طويلة مسحور

فهذا زاد عليه .
أغرورقت عينا أمل بالدموع وقالت وهي تبتلع عبراتها : يعني الحين هو تعبان ياعمي .
أبو طارق بسرعة : لا لا يابنتي طارق كان معي وأعطاه إبرة مهدئه ونام ووصلناه البيت .
نزلت دموع أمل فمسحتها وهي تسأل عمها : إيش قال لكم الشيخ ؟ يعني يروح مره ثانية ولا له علاج ؟
أبو طارق : لا ما يروح عنده بس أعطاه مويه مقري عليها وعسل وزيت زيتون وطريقة علاجه بها .
أمل بهدوء تساءلت : كيف يتعالج بها ؟
أبو طارق : أعطاني ورقة فيها الخطوات وهذي هي..أدخل يده في جيبه و أخرج منها ورقة مطوية مدها لها فوقفت أمل و

أمسكتها وجلست فتحتها وأخذت تقرأها بهدوء وصمت ..
رفعت أمل رأسها بعد أن أكملت وقالت بحيره : طيب يعني هو يسوي كل هذا .
أبو طارق : لا أكيد لازم أحد يساعده بالذات أنه راح يتعب كثير ..صمت لحظة وأكمل مقترحاً .. زوجته أكيد راح تساعده

فالعلاج .
أمل باعتراض : لا ياعمي سلمى ما راح تساعده وهي ..صمتت قبل أن تفجر القنبلة .. هي اللي سحرته .
أبو طارق وأم طارق وشادن بذهول : إيشششششش ؟
أخفضت أمل رأسها وأجابت بقهر : أيه سلمى هي إللي سوت لأبوي السحر وفرقته عني وجلبته لها .
أم طارق بحزن : ليش سوت كذا ليشش ؟
أمل بحزن : ما أدري بس اللي أعرفه إنها تكره أمي وتبي تنتقم منها .
أبو طارق بهدوء : حسبنا الله ونعم الوكيل ، طيب من راح يعالج أبوك .
أمل بتصميم : أنـــا راح أعالجه إذا ما وقفت مع أبوي الحين متى أوقف .
أبو طارق بإعجاب : بارك الله فيك يابنتي .
أم طارق : بس أخاف يأذيك لأنك مفرقة عنه .
أمل بقوة وقد لمعت عينيها بتصميم : يبي يأذيني ياذيني حلاله (روحي كلها فدوة له )
ظهر طارق عند آخر جملة قالتها أمل نظر لها بغموض وقال : السلام عليكم .
الكل : وعليكم السلام .
أبو طارق : خلاص إنتي حره بس استأذني من زوجك لأن مدتها واحد وعشرين يوم والله يعينك .
نظرت أمل لطارق وقالت بتردد : طارق تسمحلي أروح أعالج أبوي فبيته .
صمت طارق للحظات وقال بهدوء : سوي اللي يريحك ما عندي مشكلة .
شادن باعتراض : لاااا أمل ماراح نشوفك واحد وعشرين يوم لااا مررره صعبه .
ابتسمت أمل لشادن وردت : لا راح أجي إذا قدرت إن شاء الله .
أبو طارق : وأنا لك مني سايق وشغالة يودونك ويجيبونك .
أمل بامتنان : مشكوووور ياعمي والله ما أدري كيف أطلع من جزاك .
أبو طارق بابتسامة أبوية لأمل : لا يابنتي ما بينا شكر إنتي فقلبي مثل شادن والله يشهد على كلامي .
ابتسمت أمل ودمعت عيناها من التاثر من حنان هذا الرجل ووقفت وسلمت على رأسه وهي تردد بامتنان : تسلم تسلم ياعمي

..وجلست وهي تتسائل عن عدم خوفها من هذا الرجل فصرخ صوت من أعماقها مجيباً على حيرتها "لأنه يشع أمان ومحبه"..
أبو طارق : يلا الحين كل واحد على غرفتة ينام عشان تقومون تتسحرون ..وسبقهم بالوقوف وهو يلقي التحية عليهم وتبعته

أم طارق ..
سألت شادن أمل : أمل تجين تسهرين عندي ؟
همت أمل بالرد ولكن طارق سبقها وهو يقول باستهزاء : ليش حلاوه هي كل يوم تسهر عنك ، لا أمل اليوم تسهر معي يلا

فارقي ..ونهض متوجهاً لأمل المتوترة فأمسك بيدها وجرها حتى وقفت ..
ضحك شادن بمكر : أها قل من أول إنك تبيها لو كان ما خليتها تسهر عندي .
طارق بستهزاء : كويس إنك فهمتيها ..وسار مع أمل التي نظرت لشادن بتهديد وما انفكت تحاول تحرير يدها من قبضتك

ولكن طارق بالمرصاد فكلما حاولت زاد هو في الضغط ..
ضحكت شادن على أمل ونهضت تسير لجناحها هي الأخرى .
وصلا طارق وأمل لجناحهما فجرت يدها بعنف فحررها طارق بسهوله مضادة لعنفها فتراجعت وكادت تسقط لولا أن أمسك بها

طارق ارتجف قلبها من قربه منها وخافت فأبعدته وهي تقول : بروح أنـــ ..لم يتركها طارق تكمل كلامها فقال مقاطعاً لها..
طارق بهدوء : انتظري ما جبتك معي عشان تنامين ..تطلعت له أمل بغرابة وهي مازالت ترتجف من الخوف والتوتر بينهما

ولكنها تظهر التماسك فأكمل طارق بجدية .. تعالي نجلس راح أقولك موضوع و نامي بعدها .
أمل باستسلام وهي خائفة : طيب .
سارا وجلسا متقابلين فبادرها بالسؤال : أمل بسألك وأبيك تجاوبيني بصراحة ..صمت لحظة وقال بعدها .. عاجبتك حياتنا

كذا ؟
نظرت له أمل مستفهمة
فأكمل بتوضيح : يعني ما كأننا متزوجين ما نتقابل إلا فالجناح وقت النوم وكل واحد يروح غرفته ولا على طاولة الأكل ..ونظر

لها بنظرة معبره ولكنها توترت من نظرته وصمتت وبعدها..
أمل بهدوء مصطنع يخفي الكثير من الخوف : والمطلوب ؟
طارق بغموض : المطلوب أننا نحاول نغير حياتنا ..صمت لحظة وقال بقوة .. وبصراحة (أبي عيال)
****
في اليوم التالي ..
الثامنة صباحاً
ركبت أمل السيارة مع طارق بعد أن أمر السائق وزوجته باللحاق بهما وسارت السيارة بصمت لم يتخللها سوى صوت المذياع

ولكن لم يكن أحد يستمع له فكل غارق في أفكاره .
كانت أفكار أمل تدور في ما جرى ليلة البارحة وكذلك ماهي مقدمة عليه في منزل والدها وكيف ستتحمل مضايقة سلمى لها

فسألت الله الصبر والعون في مهمتها هذه .
***
وصلا إلى بيت والدها وترجلا من السيارة وتقدمت أمل وطرقت الباب أما طارق فنادى السائق وطلب منه أمراً فانطلق الآخر

بسيارته وتقدم منها طارق ينتظرا الباب ليفتح وماهي إلا لحظات حتى ظهرت سلمى من خلف الباب وهي تضع على رأسها شالاً

خفيفاً لا يغطي شيئاً ولكنها لم تخجل بل وقفت على الباب وهي تقول بغرابة : مين أنتم ؟
نظرت أمل لطارق فوجدته مطأطئ الرأس فردت بحنق من عدم حيائها : أنا أمل وهذا طارق .
نظرت سلمى في طارق وشدتها جاذبيته ولمعت عينيها بخبث فقالت بطيبة مصطنعة : هلا أمل هلا يابنتي تفضلي ..وفتحت

الباب حتى يدخلا فدخلت أمل وسارت مع طارق باتجاه المجلس ولكن استوقفتها سلمى وهي تقول ..لا أمل دخليه الصالة أبوك

جالس فيها طارق موب غريب .
حاولت أمل أن تعترض ولكن لم تترك لها سلمى المجال حيث تقدمت وفتحت باب الصالة وسبقتهم وهي تقول لهم : حياكم

تفضلو تفضلو .
جلس الجميع بعد أن سلمت أمل على والدها الذي ظهر الضيق عليه بالمقابل انشرح وفرح بطارق الذي قبل رأسه وجلس بجواره

.
بادرت سلمى وهي تقول بعتاب وطيبة مصطنعة : وينك يابنتي يا أمل مانشوفك ما تقولين أزور أبوي وأمي اللي ربتني أفا أنا

ما ربيتك كذا .
تلعثمت أمل فلم تعرف كيف ترد عليها فطارق لا يعلم مدى خبث هذه المرأة وهي لا تريد أي مشاكل معها ﻹقالت أمل بهدوء :

معـ .. معليش بـ.. بــس مشاغل ..تماسكت قليلا وأكملت.. والحين أنا راح أقعد عندكم واحد وعشرين يوم ..وابتسمت بتزيف

وأكملت.. راح تشبعين مني .
ظهر الحنق على سلمى ولم ترد بل وقف بعنف وسارت وهي تتعذر أن لديها ما يشغلها وغادرت الجلسة فقالت أمل بحب :

يبه كيفك إن شاء الله أحسن ؟
أبو أمل بضيق : الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه .
طارق بهدوء : عساك مرتاح بعد تعب أمس .
أبو أمل : لا طيب قمت وجسمي تعبان بس الحين الحمد لله أحسن ، كيف أبوك وأهلك .
طارق : طيبين الحمد لله والوالد يسلم عليك وبيزورك الليله بعد التراويح .
أبو أمل بتعب وضيق : الله يسلمك ويسلمه حياه الله البيت بيته ..ونظر لأمل بضيق وأكمل .. أمل بنتي روحي أي غرفه ..ونظر

لها بقصد أنه تضايق من تواجدها فتضايقت أمل ولكن لم تظهر ذلك ولكن لمعت الدموع في عينيها ونهضت وهي تقول ..
أمل : طيب إذا تبي شيء نادني ..والتفتت لطارق المستغرب من الأمر وقالت .. تبي شيء طارق ؟
طارق بهدوء : لا بسولف مع عمي شوي وبروح الدوام .
أمل وهي تغادر المكان : طيب مع السلامة .
****
دخلت أمل إلى الغرفة التي كانت في السابق لها وجلست بها وهي حزينه على والدها الذي يظهر عليه المرض وعزمت أن تبذل

قصارى جهدها لعلاجه بالمقابل لن تسكت لسلمى وستصدها عنها .
فأخرجت الورقة التي بها طريقة العلاج قرأتها مرة أخرى حتى لا تخطئ بالخطوات وكان مكتوب بها (طريقة فك السحر لكن

يجب على الشخص الصبر ... وعدم اليأس
المدة ( 21 ) ..
يقرأ بعد صلاة العصر ( سورة يس ، الصافات ) كاملة ( كل سورة مره واحده )
وبعد صلاة المغرب تقرأ ، الرقية التالية على نفسه ..
سورة الفاتحة ( 7 ) مرات
او خمسة أيات من سورة البقرة ( 3 ) مرات
أية الكرسي ( 7 ) مرات
آخر آتين من سورة البقرة ( 7 ) مرات
او عشر آيات من سورة الصافات
سورة البروج ( مره واحده )
سورة الزلزلة 3 مرات
سورة قريش 3 مرات
سورة الضحى 3 مرات
سورة الشرح 3 مرات
سورة النصر ( مره واحده )
سورة الأخلاص والفلق والناس ثلاث مرات
ثم يضع يده على صدره ويقول :
بسم الله بسم الله بسم الله اللهم رب الناس اذهب الباس اشفني انت الشافي لا شفاء الا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما ) 7 مرات
ويقول ( اسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفيني ) 7 مرات
وبعد الانتهاء من الرقية ... تنفث ايضا هذه الرقية على زيت زيتون ويدهن على الصدر قبل النوم كما ينفث بنفس الرقية على

عسل سدر ياخذ ملعقة كل صباح على الريق ( وبعد اكله سيشعر بحرارة شديه في المعدة ) ..
ــــ
سيشعر الانسان ... بتعب ، وضيق في الصدر ،، وملل ، وعدم التركيز ، والنسيان ، والانفعال السريع ، والكوابيس ، وقد

يجد آلام في المفاصل ، او قد يكون احمرار في الجسم .. وغيره من مضايقة الشياطن والجن ..
لكن مع مرور الوقت والأيام ،،، تبدأ تتلاشى شيا فشيا ..
ولمدة ( 21 ) يوما ... بإذن الله يتشافى الانسان تماما .
ملاحظة :
يجب المحافظة على الصلاوات الخمسة
عدم سماع الأغاني ، او كل ما هو محرم .. لأنه يضعف الانسان ... ولا تكاد تنفع الرقية - لا ينقطع ولا يوم تكون متواصله .)
رفعت عينيها الدامعتين وهي تبتهل لله أن يشفي والدها وﻻ يتعب أكثر .
وسرحت بخيالها لما جرى ليلة البارحة بينها وبين طارق بعد أن قال لها ((أبي عيال
وقفت أمل بعنف وهي تنظر له بخوف وظهر صوتها راجف : لاااا موب هذا اللي اتفقنا عليه .
طارق ببرود : بس أنا قلت لك من أول أبي عيال .
دمعت عينا أمل وجلست بعد أن خارت قواها وهي تقول بتبرير : بس أنا قلت لك ما ..توقفت لحظة وأكملت بأمل أن يتركها..

أنت قلت تقرف مني يعني خلاص .
ضحك ظارق باستهزاء وقال بصوت ساخر : من ناحية أقرف ما فيها شك بس لازم أصبر ..وتحول كلامه للجد.. أمي حاسه

باللي يصير ودايماً تقولي أبي أشوف عيالك وأنا صراحة ما أبي أرد طلبها ، ها إيش قلتي ؟
ارتجفت أمل بمجرد تصور الفكرة فردت بخوف ودموعها تتسابق على خديها من الإهانات التي يرميها بها طارق : لا طارق

الله يخليك ما أقدر ما أقدر إذا تبي تزوج لكن أنا لااا.
طارق بحدة : من ناحية الزواج أنا متزوج متزوج وما يعوقني شر لكن إنتي راح أعطيك الواحد وعشرين يوم وبعدها مالك عذر

طيــب ..ونهض مغادر الصالة لإنهاء النقاش.. بكت أمل كثيراً وخافت اكثر حتى سيطرت عليها الكوابيس المزعجة فلم ترتاح

ليلها كله))
ونامت مكانها فلم تستيقض إلا على هزات مزعجة من سلمى وهي تقول بغضب : أملوووه وعمى ليش جيتي عندي إيش جابك

؟
نهضت أمل منزعجة وهي تقول : بيت أبوي أجي فيه متى ما أبي .
سلمى بسخرية : هه لا ياروح أمك موب بيت أبوك هذا بيتي ومسجل باسمي بعد.
صدمت أمل لهذا لبخبر وقالت مغتاضة : طيب طيب بس أنا جيت عشان أبوي ولا إنتي ما هميتيني أبوي تعبان وماراح أتركه

إلا لما يخف إن شاء الله .
غضب سلمى وذهب وهي تقول : هين يابنت ساروه إن كانت ما وريتك نجوم الليل فالقايلة ما أكون سلمى .
تمتمت أمل وهي تشجع نفسها : ما راح أخليك تنتصرين علي وراح أهزمك .
******


حياتي كشجرة

خضراء ورقها

مديدة فروعها

ثابتة جذورها

يانعة ثمارها

متميزة بين غيرها

جميلة رقيقة

ثابتة في أصعب الظروف

وذات يوم هبت ريح

عصفت بضراوة

تقدمت منها

حتى تقتلعها

فلم تفلح

أسقطت ثمارها و أوراقها

فلم تثني عزمها في الصمود

حطمت أغصانها

ولكنها بقية ثابتة كالجلمود

فقالت لها : أنا أمتلك قوة الألم

سأتسرب لأعماقك حتى أنتصر عليك .

فقالت لها الشجرة بثبات : لن توفقي في ذلك

أنا أملك قوة الأمل

فــ ((سأهزمك أيها الألم))

فردت عليها الريح : كيف ستهزميني وأنت عزلاء

بلا ورق

بلا ثمر

بلا زهر

وحتى أصحاب من الشجر

كلهم عنك قد رحل

فردت بقوة المنتصر : بل سأنتصر

بالأمــــل

******************************
نهايــــــــــــــــ الجزء السادس عشر ـــــــــــــــــــــة

..
..
..

 
 

 

عرض البوم صور بياض الصبح   رد مع اقتباس
قديم 11-07-11, 07:14 AM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ملكة جمال ليلاس وملكة سحر الخواطر



البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 183892
المشاركات: 11,112
الجنس أنثى
معدل التقييم: بياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالق
نقاط التقييم: 2930

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بياض الصبح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بياض الصبح المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 


&< ~^(( الجزء السابع عشر))^~>&

~[( أمل فـ فرحة فـ .. )]~



تقدمت إلى والدها النائم على فراشه وأيقضته وهي تقول بخفوت : يبه يبه قوم الساعة ثلاثة قوم عشان دواك .
فتح والدها عينيه وكشر عندما رأها وقال : خلاص روحي جهزي الدواء وأنا جاي .
أمل بعجلة : طيب بسرعة الفجر قرب ..وخرجت تنتظره لتعطيه دواءه وخلال دقائق حضر وجلس ثم مدت له ملعقة بها عسل

سدر قد قُرأ عليه آيات الرقية فقالت له .. سم يبه .
أمسك والدها بالملعقة وقال : بسم الله ..ثم تناول محتواها وماهي إلا دقائق حتى هاجت معدته وكأن حريق اندلع بها وأخذ

يتلوى من الألم وهو يصرخ.. آآآآآه بطني آآآآآه .
عندما رأت أمل والدها بهذا الحال انفجرت تبكي واقتربت ووضعت يدها لتقرأ على بطنه ولكن لم يسكن الألم واستمر يصرخ

من الألم وأمل تبكي لألمه وتتألم معه وبعد مرور نصف ساعة بدأ والدها يشعر بالتحسن وقد نعس واستمرت هي تقرأ عليه

وتبكي بهدوء حتى انتظمت أنفاسه فعلمت أنه نام ونهضت وجلست بالكنبة المقابلة له حتى تطمئن عليه ولم تشعر إلا بصوت

أذان الفجر فنهضت وهي تردد مع المؤذن وايقضت والدها حتى يصلي الفجر فاستيقض بسرعة فبادرته تسأله بلهفة : ها الحين

أنت أحسن ؟
جلس والدها وقال بهدوء : الحمد لله ..ونهض ليتوضأ إستعداداً لصلاة الفجر .. وعندما عاد من الصلاة مدة له بالرقيه كي

يرقي نفسه ولازمته حتى يكملها ثم نام .
**
بعد العصر ..
عندما عاد من المسجد جلست عنده وهي تقول : يبه استحملني الله يعينك وخذ .. مدت له المصحف و الورقة التي بها العلاج

وهي تقول.. إقرأ هذي السور وأنا رايحة أسوي الفطور .
والدها بضعف وتعب : طيب .
خرجت أمل متوجهة للمطبخ فسمعت طرق للباب فقالت من خلف الباب : مييين ؟
فأجاب الطارق بعربية مكسرة : أنا مدام إفتهي مال أنا .
فتحت أمل الباب وهي تقول بابتسامة رقيقة : هلا آسي أدخلي ..مدت الخادمة يدها فصافحتها أمل وهي تقول .. تعالي داخل

.
آسي : لا مدام فيه هزا ..وهي تشير لكراتين وتقول .. لازم دخلي جوه .
أمل باستغراب : طيب ..وفتحت الباب وابتعدت عنه فلحقت بها الخادمة تحمل الكراتين ووضعتها في المطبخ فسألتها أمل

باستغراب .. آسي مين قال جيب هذا .
آسي : هزا بابا طارق قولي جاويد روحي جيب كله هزا حاجات .
كبر طارق في عيني أمل لهتمامه فيها وأهلها وقالت تحدث نفسها "ماشفت مثل شهامتك يا طارق عسى أتذكر وأشكره على اللي

سواه وجميله هذا ما راح أنساه" فقالت لـ آسي التي بدأت في توزيع المؤونة في الدولاب : آسي خلاص روحي وأنا أرتبهم .
أسي باعتراض : لا مدام أنا في يقعد عند مال إنته .
أمل :أها خلاص كملي وأنا راح أسوي الفطور ..وشرعت بتجهيز الفطور ولم تغفل عن أبيها فقد كانت تذهب لتطمئن عليه بين

وقت وآخر ولكن آخر مرة ذهبت وجدته متعب للغاية وقد أصبح يتنفس بصعوبة فهرعت لمساعدته وهي تقول بخوف ولهفة ..

يبه فيك شيء تعبان .
أبو أمل بحدة وعصبية لا تناسب الحالة التي هو عليها : لا ما فيني شيء روحي يلاااا .
فزعت أمل من صراخ والدها عليها فخرجت وهي خائفة أغلقت الباب واستندت عليه تبكي فحالة والدها أثرت عليها

وأحزنتها بقوة فذهبت لسلمى حتى تقول لها أن تطمئن عليه طرقت باب غرفة سلمى وخرجت لها وهي غاضبة وقالت : خير

يا بنت سويرة إيش تبين ؟
أمل بحنق حاولت تكتمة وقالت بهدوء مصطنع : أبوي تعبان موب عارفة إيش حصل له .
سلمى ببرود : من إيش تعبان ؟
أمل بنرفزة : روحي ناظريه و علميني .
نظرت لها سلمى بغضب وذهبت لزوجها تمشي ببرود .
مرت دقائق قبل أن تظهر سلمى وتخبرها بذات البرود أنه تعبٌ قليلاً و سينهض كالحصان .
غضبت أمل منها ومن برودها وسارت للمطبخ لتجهز الفطور على السفرة فلم يبقى سوى نصف ساعة على وقت الإفطار .
جلس الثلاثة على مائدة الفطور ينتظرون أذان المغرب وقد كانت أمل تسترق النظر لوالدها حتى تريح قلبها القلق عليه ولكن

والدها لم يكن بصحة جيدة بل كان متعب وظهر ذلك على وجهه فبدا أكبر من عمره بمرات كثيرة أصاب الهم أمل على حال

والدها فابتهلت بصمت لله بأن تجد عقدة السحر حتى يرتاح والدها من هذا العذاب واستمرت تدعوا حتى سمعت صوت الأذان

فبدأ الجميع بالإفطار .
عندما عاد والدها من المسجد سألته هل ترقية أم هو من سيفعل فأجابها بوهن أنه سيفعل ذلك فجلست عنده وهو يفعل ذلك ولم

تمضي سوى دقائق حتى زاد التعب على والدها وأصبح وجهه أسود ويتنفس ببطأ وتعب فنهضت فزعة وقالت بلهفة : يبه إيش

فيك ..فلم يرد عليها إلا بـ أنّات وأنفاس متلاحقة فسألته ودموعها تجري على خديها .. يبه أكمل الرقية ..فأجابها بهزة من

رأسه بالإيجاب فأكملت عنه وهي تضع يدها على صدره فكلما واصلت في القراءة كلما ازداد تعب والدها طرداً وعنما أكملت كان

تعبه قد وصل الذروة ونام من شدة تعبه قلقت عليه وأصبحت ملازمة له حتى سمعت أذان العشاء فأيقضته برقة ..
أمل بهمس مسموع : يبه قوم أذن العشاء ..فتح والدها عينيه المرهقتين الحمراء كالفحم المشتعل وعاد ليغمضها لولا أن نبهته

أمل بأن ينهض ليصلي العشاء فاستجاب لها وهو يمشي بوهن ليتوضأ استعداداً للصلاة وذهب بعد ذلك للمسجد بينما دلفت أمل

غرفتها لتستعد لصلاة العشاء والتراويح ..
****
: السلام عليكم ورحمة الله ، السلام عليكم ورحمة الله .. جلست فترة لتستريح بعد أربع ركعات من صلاة التراويح وأمسكت

بمصحفها لتتابع سيرها في القراءة ولكنــ..
آسي تصرخ بفزع : مدااام مدااام بابا مال إنت تأبان في رجال برا في شيلي .
نهضت أمل وهي خائفة على والدها وهرولت باتجاه الباب الخارجي ووجدت والدها ويقف بجواره رجل لف ذراع والدها على

رقبته وممسك بيمينه يد والدها بينما لف هذا الأخير يده الأخرى على خاصرة والدها من الخلف ، غطت وجهها بجلال

الصلاة التي ترتديه و تكلمت بلهفة وخوف : خير إيش حصل لبوي ؟
الرجل أخفض بصره وتكلم باحترام : تعب فالركعة الرابعة وجبته ، أبي أدخله لوسمحتي يا أختي .
تلعثمت أمل وارتبكت من خوفها على والدها وقالت وهي تفتح الباب وتبتعد عنه : وصله المجلس قدامك مفتوح .. وذهبت

ولم تنتظر لتسمع رده واختبأت خلف باب الصالة الداخلية وتنظر له وهو يدخل والدها وما لبث طويلاً حيث خرج على الفور

من منزلهم وعندما تأكدت من مغادرته خرجت وأغلقت الباب الخارجي وذهبت لتطمئن على والدها ..
دخلت عليه فوجدته ممدد على الكنب المتواضع وقد تازمت حالته وانتشر احمرار غريب في وجهه وما ظهر من جسده ،

اقتربت منه تسأله بخوف وهي تمسح دمعاتها المتساقطة : يبه إيش فيك ؟ شو تحس فيه؟
رد عليها بهمهمات خفيفة متذمرة ويائسة : تعباااان رجولي وجسمي كله آآآآآه خلاص ما أبي أكمل خلااااص ماااابي دواا .
أمل ببكاء ورجاء حااار : لا يبا الله يخليك كله كم يوم وتخف ..واستمرت تبكي بشهقات متتالية وتكمل بصوت مبحوح

جرحته الدموع المالحة المؤلمة .. لا تيأس يبه لا تيأس وكمل الدوا وراح تخف بإذن الله بس اصبر .
أبو أمل بيأس قاتل : لا أنا تعبان ما تحسين بتعبي آآآآآهـ ما بكمل خلااااااص آآآآهـ .
أصاب الهم أمل على حال والدها ولكنها لم تيأس بل قالت وهي متأملة : لا و الله أحس فيك بس أصبر يبه والله ما راح يخيبك

أبــــد .
هز والدها رأسه بموافقة وهو يقول بإيمان : ونعم بالله ..وأصدر أنة ألم وأكمل برجاء.. آآآآآهـ يااااارب ارحمني يااااارب .
استمرت دموع أمل بالهطول فحال والدها آلمها وتعمق ألمها عندما رأت دمعتين سقطت مكونه خطين على جانبي وجهه الهزيل

..
تقدمت منه وقالت بهدوء وقد برزت بحة صوتها : يبه قوم أوصلك غرفتك عشان أعطيك الدوا وتنام .
هز والدها رأسه برفض وقال بخفوت وبصوت موجوع : لا بنام هنا جيبي الزيت دهني لي وروحي .
نهضت أمل من فورها ملبية طلبه وهي تقول بعجلة : طيب الحين أجيبه ..وغادرت الغرفة وعادت بعد ثوانٍ حاملة علبة زيت

الزيتون المقروء به دهنت لوالدها صدره وغطته وذهبت لتجدد وضوئها ثم تكمل صلاتها ..
*****
مرت عدة أيام ساءت حالت والدها كثيراً بها وبلغ فيه اليأس والتعب مبلغه وأثر ذلك على نفسية أمل كثيراً ورفض والدها

إكمال الدواء مراراً ولكنها أصرت عليه وواصلت معه رغم ما أذاقها والدها من ضرب ودفع وصراخ ولكنها تحملت من أجله فقط

فجَنَتْ الثمر من ذلك فبعد الأيام المضنية التي قاستها بدأت حالة والدها بالتحسن بعد ذلك قليلاً عن ما سبق فأصبح أكثر تقبلاً

للعلاج وكذلك لها في حينها كانت سلمى لا تجلس في المنزل إلا وقت النهار وهي صائمة لتنام ثم تخرج بعد الإفطار ولا تعود إلا

عند السحور تأتي لتتأمر وتتشرط ولكن أمل لا تلتفت لها أبداً ولا تعيرها بالاً، وكانت أمل تذهب أحياناً إلى منزل عمها وغالباً

ما يأتون لزيارتهم ولكن لم ترى طارق منذ أن أتى بها إلى منزل والدها وكانت تشعر بما يشبه الحنين والشوق له ولكن كانت

تطرد هذا الشعور وتدفنه في أعماقها ولا تظهره لأين كان فهي تعلم نفورها من أي رجل وهذا الشعور الذي يساورها سيولد

التقارب وهذا مالا تريده أبــــداً .
*****
اليوم هو الثامن من تقدم والدها في العلاج وقد تحسن اليوم والدها بنسبة ملحوظة أثر ذلك عليها إيجاباً ، بعد أن أتى من صلاة

التراويح قدمت له عشاءه فتناوله بهدوء و دهنت له صدره ورقته وعندما تأكدت من نومه دخلت غرفتها وفتحت نافذتها المطلة

على الفناء الخلفي الضيق ونفذ لها من خلالها ضوء القمر المكتمل فقد مضى من رمضان نصفه ، هبت نسمه بارده أنعشت

روحها فجلست عند نافذتها وفتحت شعرها الطويل وأغمضت عينيها مستمتعة بالنسمات المنعشة التي تلامس بشرتها وتعبث

بخصلات شعرها وقد رسمت على شفتيها ابتسامة حالمة وراحت تتذكر أحداث كثيرة مرت في خيالها بداءً من حياتها المتعبة

إلى المدة التي قضتها في منزل سعود والتي اعتبرتها محطة يجب أن تنسى أنها في يوم مرت بها ولكن هيهات فهذه المحطة

أوسمت بها وسام الألم الذي تتمنى أن تمحوه الأيام وتذكرت حياتها في المشغل وموت إبنها ودمعت عينها لهذا الخاطر

وتنهدت وهي تقول بهمس : آآآآآهـ الله يرحمك ياولدي فتحت عينيها ووقع بصرها على بضعة صناديق في الفناء رأتها من

خلال ضوء القمر فكرت قليلاً أنه ربما هناك أشياء تخصها ونهضت على عجل ولفت شعرها وخرجت متوجهه للفناء الخلفي

والذي كان يشبه الرواق سارت بمهل خوفاً أن تقع حتى وصلت فوجدتها صندوقين قد غطاهما الغبار فتحت ضوء هاتفها

لتراهما اقتربت وأبعدت الغبار عن إحداهما وفتحته فوجدت به الكثير من الأشياء فتشت بين ثناياه فلمحت دفترها الذي

نسيته ذلك اليوم ومرت بخيالها أحداث ماجرى..

****
قبل أربع سنوات ...
عندما كانت بالصف الثاني المتوسط كانت حصة الرياضيات بعد أن أكملت كتابة الدرس وكانت يومها حزينه للغاية ومتألمة

لحالها وظهر ذلك على وجهها وأحست بها صديقتها نهى ولم تتحدث اليوم معها وكأنها تشارك صديقتها موكب أحزانها

وعند إنتهاء الحصة قالت نهى بهدوء : أمل ممكن دفترك في شيء مالحقت أكتبه .
ابتسمت لها أمل ابتسامة حزينة واهنة وكأنها جاهدت لكي تظهرها : خذي أنا بريح راسي شوي أحس أني تعبانه .
نهى وهي تعلم ما ألم بصديقتها قالت بحنان : ريحي لمى تيجي الأبلة .
هزت أمل رأسها بإيجاب ووضعت رأسها على الطاولة وانسكبت دموعها فلم ترفع رأسها حتى سمعت صوت المعلمة تلقي

التحية وبعجلة مسحت عينيها ووجهها ورفعت رأسها لتنتبه للدرس فهمست لها نهى : دفترك بالشنطة .
هزت أمل رأسها بالإيجاب وانخرطتا في الإنتباه للدرس .
في اليوم التالي ..
بعد المغرب ..
أنهت تنظيف المنزل بمجهود مضاعف بعد الضرب الذي تلقته من والدها والذي كان السبب به سلمى وسعود بـ (الجزء

الثالث) ، دلفت غرفتها لتنجز واجباتها المدرسية فهي لا تعلم ما سيحدث لها بالغد في منزل سعود ..
أخرجت كتبها وأمسكت بكتاب الرياضيات وكراسته لتبدأ بها ولكن سمعت صوت سلمى تناديها وهي تقول : أملووووووه

ووجع تعالي نظفي المطبخ .
ألقت بهما وذهبت لها وهي مستنكرة ومستغربة طلبها فهي للتو أكملت التنظيف ولكن ما إن دخلت حتى علمت أنها لا

تريدها ترتاح فقد أفرغت علبة اللبن على الأرض حتى تقوم أمل بتنظيفها كتمت أمل رغبتها في شتمها ولكن قالت لنفسها "

اصبري يا أمل وما عليك منها ، آآآآهـ حسبي الله ونعم الوكيل " وشرعت بالتنظيف والمسح وبعد انتهائها دخلت غرفتها لترتاح

قليلاً ثم تكتب دروسها ولكن أذن العشاء فنهضت لتصلي وبعد ذلك أتى والدها وأمرها بأن تجمع أشيائها لأن سعود ينتظرها في

الخارج فهبت بسرعة لتجمعها وجمعت كتبها في حقيبتها ولم تنتبه لكراسة الرياضيات التي كانت تحت وسادتها ولم تنتبه

لفقدانها إلا عندما فتحت حقيبتها مساء يوم الخميس في منزل سعود وحينها لا تستطيع إسترداده من منزل والدها وفي يوم

السبت طلبت من نهى أن تعطيها كراستها لتعيد كتابته .
****
رفعت الكراسة وتصفحتها تحت ضوء القمر وأثناء تصفحها سقط منها شيء ملفوف بورق منديل التقطته من الأرض وقلبته

باستغراب وأجلت فتحه حتى تدخل أغلقت الصناديق وسارت في الرواق وهي مستمتعة بالأجواء من حولها صاحبتها ذكرياتها

مع صديقتها العزيزة نهى وحدثت نفسها "آآآآهـ يا نهى وحشتيني مووووت والله ما أبعدني عنك إلا خوفي عليك من المشاكل إلا

أنا عمري ما نسيتك ياليت مضى يرجع " وأنشدت بهمس يفيض بالحنين والشوق
ياليت ماضينا يعود

ترجع لنا صدق الوعود

تبقى سمانا صافيه

لا برق فيها أو رعود

ياليت يغشانا الهنا

وتهجر ليالينا العنا

والشوق يجمع شملنا

ينموا في داخلنا ويسود

ياليت ماضينا يعود

*للمنشد / خالد البوعلي*

سارت قليلاً وهي ساهيةحتى وصلت لآخر الفناء رأت حجارة متراكمة بطريقة مريبة أبعدت الحجر الأول ثم الآخر فالآخر ولم

تجد ولكن انتبهت بأن هناك شيء مدفون تحت التراب أبعدته فوجدت قطعة قماش ملفوفة رفعتها وشكت بأمرها وضعتها

جانباً وأعادت الحجارة لمكانها وابتعدت عن المكان وهي حاملة شيئين .
****
دخلت غرفتها و بحثت عن رقم عمها وضغطت للإتصال عليه وعندما أجابها الطرف الآخر بالترحيب وبعد السؤال عن الأحوال

سألته أمل : ياعمي أنت بالبيت ولا برا ؟
عمها : لا وأنا عمك في الديوانية .
أمل بتردد : أها بس كنت ..وصمتت ..
عمها يستحثها على مواصلة الحديث : إيش فيك يا بنتي قولي .
قالت أمل بعد أن استجمعت شجاعتها : ياعم حصلت شيء مدفون بالحوش قلت يمكن ..
ٌقاطعها عمها بسرعة : ليكون هو .
أمل بخوف : ما أدري بس يمكن لأن شكله مريب .
عمها بعجلة : طيب الحين أنا جاي ..وسألها .. أبوك نايم ؟
أمل : إيه ..سألته ..أصحيه ؟
عمها وهو ينهي المكالمة : ياليت ، عشر دقايق وأنا عندكم قولي لأبوك يتجهز ، مع السلامة .
أمل : إن شاء الله ، مع السلامة .
ذهبت لوالدها وأيقضته وأخبرته بمجيء عمها فاستعد وجلس بالمجلس ينتظر أما أمل فانتظرت عمها حتى أتى قبلته على

رأسه ثم مدت له القماش نظر لها وقال بهدوء : خلاص روحي الحين وإن شاء الله تكون هي ونبطلها عشان يرتاح أبوكِ .
أمل بأمل وتفاءل : إن شاء الله ..وافترقا فما لبث الرجال إلا وخرجا من المنزل ..
أما هي دخلت غرفتها وجلست القرفصاء واستندت على الكنب المتواضع الذي يملأ الغرفة والتي تنام عليه كانت خائفة ولكن

قالت تحدث نفسهاوتناجي ربها "يارب تشفي أبوي وتجازي اللي كان السبب" انتبهت للقطعة الأخرى قامت بفتح لفة المنديل

بحرص وقربتها من أنفها مازالت بقايا من رائحة عطرها فيه ووضعته بحرص ثم أمسكت بالورقة المطوية فتحتها ووجدت بها

عبارات منمقة ولكنها لم ترى منها شيئاً بسبب غمامة الدموع التي غطت عينيها من شوقها فهي حين فتحت الورقة عرفت خط

كاتبها فلم تكن سوى نهى ، ابتسمت بشوق مسحت عينيها وبدأت تقرأ بل تلتهم السطور وقد كُتب بها ...
(بسم الله الرحمن الرحيم
غاليتي أمول ..
أنا عارفه إنك تمرين بظروف صعبة وكمان أعرف إنك حزينه وأنا والله حزينه لحزنك ولا تعتبرين سكوتي إني موب عارفة

شيء لا والله عارفة وفاهمة قد إيش إنتي تعانين حاولت أكثر من مره أواسيك لكن الحروف والكلمات تعجز عن مواساتك ويبقى

الصمت هو لغتي الوحيدة أعذريني إني ما سويت لك شيء ولا ساعدتك لكن أنا أسمعك إذا تبن تتكلمين وأفهمك بمجرد ما

تنظرين وإذا ما كنت موجودة حولك أحس فيك ..
أمول إذا بعدنا تذكري صديقتك
&نـ هــ ـى&
وإذا انقطعنا عن بعض تذكري رقمي (********) هو اللي راح يواصلنا وإذا مهمومه إعتبريني بيرك اللي ترمي فيه همك
لاتنسي طيـــب *_- )
مسحت دموعها وهي تبتسم وأمسكت بهاتفها وضغطت على الرقم و رن .. رن .. رن .. حتى سمعت من الطرف الآخر صوتها

وهي تقول : ألو
أمل بابتسامة فرح لسماع صوتها : السلام عليكم .
نهى بغرابة : عليكم السلام هلا مين معي ؟
أمل بتحايل : أفااا يا نهى ما عرفتيني .
نهى وهي تحاول التذكر : أمممم لا والله ما عرفتك بس صوتك موب غريب انتظري بحاول أتذكر ..وقالت تحدث نفسها بصوت

سمعته أمل .. مين ياربي معها بحه مييين ما أتذكر غير أمل هي الوحيدة اللي أعرفها كذا صوتها ..
قاطعتها أمل بحماس : وصلتي خير صح أمل عسى بس ما نسيتيني .
نهى بحماس وفرحة : واااااو أمل أخبارك حياتي وحشتيني موووووووت وأخبار هيمووو ؟ وينك دورت عليك هذاك اليوم وما

حصلتك ..وبكت .. والله اشتقت لك ليش ما انتظرتي ليييش ؟
دمعت عينا أمل ولكنها قالت بمرح مصطنع : أوف أوف أكلتيني انتظري أرد عليك واحد واحد أول شيء كيفي وأخباري الحمد

لله طيبة وتمام التمام وأبشرك بعد تزوجت ..سمعت نهى تصرخ بـ (واااااااو ) اسكتتها .. انتظري أكمل أما أخبار إبراهيم

..فقالت بهدوء تشوبه نبرات حزينة .. راح للي أرحم مني ..صمت الطرفان وأكملت أمل حتى تمنع الدموع الموشكة على

الإنهمار .. أما ذاك اليوم رحت عشان ما أبي أتسبب بمشاكل إنتو في غنى عنها كفاية اللي حصل قبل ..تنهدت بهم واستغفرت

سمعت صوت شهقات صادرة من نهى التي تحدثت ..
نهى بحزن : عظم الله أجرك ..صمتت للحظة وأكملت.. إذا كان قصدك اللي حصل من جدتي تريها طيبة ندمـت لما روحتي وقلنا

لها السالفة كلها حتى هي خرجت تدور لك معي بس ما حصلناك .
أمل بهدوء : حصل خير اللي فات مات وأنا الحين متزوجة بس هالوقت فبيت أبوي .
نهى بتساؤل : ليش ؟
أجابتها أمل : تذكرين لما كنت أحكيلك أن أبوي تعبان وأنه يكرهني ويتضايق مني .
نهى بتجاوب : إيه أذكر .
أكملت أمل : عرفنا أنه مسحور ولما قلت لعمي أبو زوجي قال راح يعالجه والحين لي فبيت أبوي أسبوع هو العلاج لمدة واحد

وعشرين يوم لكني حصلت عقدة السحر .
نهى بذهول : بذمتك حصلتيه إنتي ..وتساءلت .. وين حصلتيه ؟
أمل بهدوء : فبيتنا بالحوش الخلفي قبل شوي ودقيت على عمي عشان يودونه للشيخ يبطلونه وأنا الحين أنتظرهم .
نهى : أها ..وبمكر أكملت.. يلا أشوف حكيني عن زواجك الظاهر وراها سالفة وبصراحة من كلامك إن ورى كلمة زوجي اللي

كل شوي تقوليها ( إنَّ ) .
ضحكت أمل بفتور : ههه لا وراها ( إنَّ ) ولا هم يحزنون أما سالفة زواجي يبيلها جلسة عشان أقولها لك أنا الحين أسمع

الباب الخارجي ينفتح بروح أشوف يمكن أبوي لا تقطعيني هذا رقم جوالي .
نهى بتأكيد : مستحيل أقطعك بإذن الله يلا مع السلامه إن شاءالله أشوفك قريب .
أمل : إن شاء الله مع السلامة ، أغلقتا الخط .
سارت أمل باتجاه الباب الخارجي ووجدت عمها ووالدها قد دخلا للمجلس و بينما هي تهم باللحاق بهم إذ دخل طارق

فتصنمت مكانها ونظرت له وهو كذلك ينظر لها للحظات قد تكون قصيرة ولكن شعرت بها أمل تتعدى الساعات من طولها

وقطع سيل النظرات طارق حين تقدم وهو يلقي التحية فردت عليه بحياء وخوف فاقترب منها فخافت أكثر من السابق ولكنها

لم تبتعد بل بقيت وتقدم أكثر حتى حاذاها فرفعت رأسها ونظرت له بغرابه وخوف ثم أخفضت نظرها ليده الممدودة فخجلت

أن ترده وخافت لكن عزمت أمرها واستجمعت شجاعتها ومدت يدها فالتقفتها يده وأمسك بها بقوة ولين إتحدا معاً فسرت

رعشة في جسدها وكأنها صعقت بتيار كهربائي توترت من لمست يده وارتعشت أكثر عندما اقترب و قبل خديها بخديه وعندما

ابتعد عنها سحبت نفسها بسرعة وهي ترتجف من الخوف والرعب والخجل معاً وقد اصطبغ وجهها بحمرة الخجل أما هو

فنظر لها بحاجبين معقودة وابتسم قائلاً : الحمد لله على سلامة أبوكِ .
أمل بتوتر وهمس ردت : الله يسلمك .
طارق بذات الإبتسامة الغامضة : أخبارك ؟
أمل وهي تهم بالمغادرة خوفاً وحياءً : الحمد لله أخبارك أنت ؟
طارق : الحمد لله .
أمل وهي تتقدمه باتجاه المجلس : تفضل ادخل حياك .
هز رأسه إيجاباً وتبعها .
دخلت من باب المجلس ورأت والدها يتصدره وقد أشرق وجهه وبانت فيه سيما الصحة إلا شيئاً من الإرهاق البادي عليه ، كان

يتكلم مع عمها وهو فرح رفع رأسه ووقعت عينيه بعيني أمل أشرق وجه والدها وابتسم بفرح ظاهر وقال بصوته المبحوح القوي

: أمل بنتي تعالي يا عيون أبوكِ .
فرحت أمل ودمعت عينيها ونظرت لطارق الواقف بجوارها والذي يبتسم لها بتشجيع ثم عمها الذي فعل كإبنه تقدمت من

والدها بتوتر ثم ما لبثت أن أسرعت ورمت بثقلها على صدر والدها وانفجرت تبكي بنشيج أدمع الكل بكت الصدر الذي حرمت

منه عمرها كله بكت فرحتها باستعادت والدها بكت وبكت حتى تعبت ورفع أبيها وجهها ومسح دموعها وأبعد الشعرات

الملتصقه بوجهها الذي بللته الدموع وأمسك بوجهها من جانبيه وابتسم لها وقال بحنان : بس ياروحي كفايه بكي خلاص بعد

اليوم ما أبي أشوف دموع بس أبيك تبتسمين وتضحكين طيب .
هزت أمل رأسها ومسحت عينيها كطفلة وقالت ببحة : طيب ..وقبلت رأس والدها ويمناه وجلست بقربه ووضعت رأسها على

كتفه وأحتضنت ذراعه بتملك وأغمضت عينيها وهي مبتسمة نظرلها الجميع وهم مبتسمين فمنظرها وهي مغمضت العينين و

الابتسامة على ثغرها كالطفلة التي تحلم وسعيدة بما ترى وعندما فتحت عينيها رأت ثلاثة أزواج من العيون تنظر لها فكست

خديها حمرت الخجل ورفعت رأسها من كتف والدها وأخفضته ونزل شعرها فغطى على وجهها فضج المجلس من الضحكات

وابتسمت ثم نهضت وهي تقول بتوتر وحياء : راح أجيب قهوه وحلى ..ثم خرجت , بسرعة أعدتها بصينية كبيرة ودخلت

المجلس ووضعت الصينية بالوسط ووزعت الحلوى ثم فناجين القهوه وجلست بجوار والدها فسمعت ضحكة والدها الذي قال

بمزاح : أمول أخاف طارق يغار مني خلاص أعطيه وجه الرجال أكلك بعيونه ..خجلت أمل بشدة من كلامه ولم ترفع عينيها

أبداً بل سمعت صوت ضحكاتهم وانخرط الجميع في الحديث وكانت هي مستمعة لهم ولم ترفع عينيها سوى نظرات خاطفة

تسرقها للجالس بموازاتها وانتبهت لعمها يتحدث فشدها ما سمعته ورفعت رأسها لتنتبه له ..
أبو طارق : يا أبو أمل بمناسبة شفاءك ودنا نروح لمزرعتنا يومين بعد بكرة ها إيش قلت ؟
أبو أمل بحرج من كرمه : والله مالها داعي أنت ما قصرت معي الله يجزاك خير كلفت عليك وتعبتك معي .
أبو طارق بزعل : أفاااا يا إبراهيم زعلتني عليك الأخوان ما بينهم كلافه أنت أخوي ونسيبي وإيش تبي بعد .
أبو أمل باعتذار : أعذرني يابو طارق موب القصد وعشان أثبتلك إني ما أعتبرك إلا أخوي خلاص تم .
ابتسم أبو طارق وحدث أمل : هالله هالله يا أمل بالحلى السنع مثل هذا ..وهو يشير لإناء الحلوى وأكمل .. خبري شادن أكيد

بتنبسط .
أمل بابتسامة همست : إن شاء الله يا عمي .
****
في تلك الليلة رفضت أمل العودة مع طارق وقالت أنها ستبقى مع والدها فأذن لها وجلست تتحدث له طويلاً ثم أعدت السحور

حضرت حينها سلمى وعندما انتبهت لهما أنهما كانا يتحدثان ويضحكان بوفاق شكت في الأمر وقالت لزوجها تسأله بحسد :

إبراهيم اليوم أحسن من الأيام اللي فاتت أشوف وجهك منور ؟
قطب أبو أمل حاجبيه ونظر فيها بتقزز يخفيه : قولي ما شاء الله لا تنظليني الحمد لله أحسن من قبل بكثيييير ..ونظر لها

بنظرة ذات مغزى ..
أحست سلمى أن نظرات زوجها تغيرت وأصبحت تذكرها بنظراته قبل سبعة عشر عام فخافت وتكلمت بتوتر : ما شاء الله آآآ

أنا بروح آآآ أنام ..وذهبت بعجلة باتجاه غرفتها نظر أبو أمل لإبنته مستفسراً سبب خوف سلمى منه ولكن أمل لم تنظر في

عينيه فيكشف السر ولكنه لم يصبر على سكوتها فسألها ..
أبو أمل : أمل مين سوى السحر لي ؟ ..ونظر لها بقوة حتى لا تكذب ..
أمل بلعثمة وتوتر : آآآ يبا خلاص موب لازم تعرف .
أبوها بحنق وضيق : لا لازم قولي ..ونظر فيها بريبة وكأنه شك بالأمر وقال بستفهام .. سلمى عملته ؟
هزت أمل رأسها بتوتر وقالت : إيه بسـ ..أشار لها والدها أن تصمت فأخذ يفكر فقطعت تفكيره أمل .. يبا أتركها يمكن تتغير

.
هز والدها رأسه وهو يفكر ..قطعت تفكيره أمل مرة أخرى تسأله ..
أمل : يبا إيش حسيت لما أبطلوا السحر ؟
أبوها بهدوء : أول شيء حسيت بدوخة وبعدها حسيت نفسي كأني صحيت من النوم وأن طاقة كبيرة بجسمي كأني شباب

توني ..وابتسم لها ..
ردت بحب : والله إنت سيد الشباب كلهم .
أبوها بمكر : أنا سيد الشباب ولا طارق ها هههههههه
ضحكت أمل بخجل وأكملا تناول السحور بهناء .
وفي اليوم التالي عادت لمنزل عمها ففرحت بها شادن وعملتا على الإستعداد للرحلة .
****
بعد يومين ...
الساعة العاشرة صباحاً ..
تجمعت السيارات أمام الفيلا فكانت كالتالي سيارة أبو طارق / أم طارق وشادن وشذى ، سيارة أبو أمل / سلمى ، سيارة طارق/

أمل ، سيارة أبو إياد / شهد و إياد و ريناد ، سيارة السائق والخدم .
بعد أن تجمعت السيارات انطلقت للمزرعة والتي تبعد مسافة ساعة ونصف .
***
في سيارة طارق ..
كان الجو يسوده التوتر والهدوء المرهق للأعصاب حتى قطع الصمت طارق بسؤاله : ها فكرتي بالموضوع ؟
أمل باستغراب وتوتر : أي موضوع ؟
طارق بسخرية : أوووف مداك نسيتي الموضوع ..صمت قليلاً وأكمل بجدية .. موضوع العيال فكرتي فيه ؟
توترت أمل وخافت بل أصابها الرعب من مجرد التخيل فقالت متلعثمة : آآآ بس آآ مـا آآ ـبي آآآأجيـ..ـيب عيال .
طارق بحدة : بس أنا أبي .
دمعت عينا أمل بخوف وقالت بصوت مرتجف من أثر ارتجاف جسدها : مــ...ـاآآ أقــ...ــدر ..وصرخت بذعر وحزن ..

ماااااا أقـــــــــــدر ..وانفجرت تبكي ..
استغرب طارق بكائها وانفعالها فقال يهديها : خلاص انسي الموضوع الحين امسحي دموعك إذا روحنا نتناقش فيه طيب ؟
هزت أمل رأسها بإيجاب وهي تمسح دموعها .
****
وصلت السيارات للمزرعة ونزل الجميع من السيارات باتجاه الفيلا رائعة التصميم المتوسطة ساحة المزرعة شاسعة الأطراف .
نزلت أمل من السيارة وهي مأخوذة بجمال وروعة تصميم الحديقة وكثرة الأشجار المحيطة بها وترتيب الأزهار إنتهاءً

بتصميم الفيلا الدقيق سارت بجوار طارق وهي تتلفت لتنظر في المزرعة وقالت بحماس طفولي : واااااو طارق مزرعتكم

روووووعة مرررررره .
ابتسم لها طارق وهز رأسه ولم يجيب حتى وصلا للفيلا وتوجه الجميع إلى غرفهم للراحة .
****
دخلا طارق وأمل الجناح المخصص لطارق أُعجبت أمل بتصميمه ولكنها تضايقـت بسبب وجود غرفة نوم واحدة بسرير نوم كبير

عندما رأته تراجعت وعادت لتجلس على الكنبة الطويلة في الصالةتمددت لترتاح ولم تشعر بالنوم حين زحف وغطى أجفانها .
سمعت صوت أذان الظهر ونهضت وأبعدت اللحاف فشكت عندما انتبهت له وعلمت أنه طارق شعرت بالخجل ربما تكشف

لباسها لذلك غطاها فتعوذت من الشيطان ونهضت لتصلي الظهر ؛ عندما انهت صلاتها انتبهت لطارق الذي يجلس مكان نومها

وينظر جهتها ولكنه سارح بفكره كأنه بكوكب آخر ، نهضت ورفعت سجادتها وأبقت الجلال عليها فجلست مقابلة له

بكرسي مفرد تنتظره أن يبدأ الحديث ولما طال صمته سألته بتردد : آآآ طارق فيه شيء ؟
انتبه لها طارق وتساءل : ها شو قلتي ؟
أمل بتوتر : لـ لا ما فيه شيء بسـ ..صمتت وهو ينظر لها يستحثها وتسائلت .. فيه شيء حصل ؟
طارق بهدوء نفى : لا ما فيه شيء ..وسألها.. ليش تسألين ؟
أمل بتبرير : لا بس شفتك سرحان قلت يمكن حصل شيء .
طارق بغموض : لا بس أبي أسألك ..أمسك عن الكلام لحظة ثم أكمل وهو يقف .. وﻻ أقولك خلاص ما أبي شيء ..وسار باتجاه

غرفة النوم وهو يقول .. إذا أذن العصر صحيني ..ودخل الغرفة وأقفل الباب قبل أن تتمكن من الرد عليه ..
أمسكت بمصحفها وبدأت بالقراءة .
مضى وقت طويل وهي مستغرقة بالقراءة ولم ترفع رأسها لترى الواقف أمام باب الغرفة والذي شده صوتها وحسن ترتيلها

للآيات ، أحست بوجود ظل عند باب غرفة النوم كذبت حدسها وأكملت قراءتها ولكن أحست مرة أخرى بحركة بذات الجهة

فالتفتت ورأت طارق يقف على الباب مستنداً على حافته وهو ينظر لها أخفضت بصرها وأكتست خديها بحمرة الخجل من

نظراته ، أغلقت المصحف وأسندت ظهرها للمقعد ومازالت خافضة بصرها تقدم طارق وجلس في المقعد المقابل لها وعم الصمت

قطعته أمل بسؤلها : عسى ما أزعجتك وصحيتك من النوم ؟
طارق بهدوء : لا بالعكس صوتك حلو مره وأصلا أنا مانمت .
خجلت أمل بشدة من مدحه لها وصمتت ولم ترد عليه .
استمر الصمت طويلاً وهم طارق بأن
يسألها : أمل ليـــ.. ..وتوقف عن إلقاء السؤال عندما سمعا أذان العصر فنهض بسرعة وخرج وهو يردد مع الإمام بينما نظرت

له أمل بحيرة وهي تحدث نفسها "هذي ثاني مرة يبي يسأل ويسكت نفسي أعرف إيش يبي" ونهضت هي الأخرى لتستعد

لصلاة العصر وتنزل لتنظم للبقية لعمل الفطور ..
****
بعد المغرب ...
صلى الجميع وأكملوا تناول إفطارهم وكان الأجواء رائعة فقد جلس الرجال بجهة من المزرعة والنساء بالجهة الأخرى ،في

جلسة النساء كان الجميع مستمتع بالحديث الدائر فقد كانت كل واحدة تلقي قصة وأخرى موعظة ولكن في منتصف الحديث

سألت أم طارق أمل : أمل بنتي وين زوجة أبوك ما يصير نتركها هي ضيفتنا ؟
أمل بضيق : ما أدري عنها يمة بس أنا قلت لها تجي لكن هي رفضت تقول بتنام شوي .
أم طارق بطيبة : أها أجل أتركيها ترتاح .
هزت أمل رأسها وعادت للحديث مع شادن الجالسة بجوارها حتى قطعت الحديث شذى التي أتت تقول لأمل : أمل بابا يقول

وين الحلى ؟
ضحكت أمل فنظر لها الجميع بستغراب فقالت تجيبهم على نظرات الإستفهام التي بعيونهم : هذا الحلى اللي سويت مثله

فبيت أبوي ذاقه عمي وقال لي أسوي له إذا رحنا المزرعة .
ابتسم لها الجميع ونهضت وهي تقول لشذى : قولي له الحين أرسلة له .
هزت شذى رأسها بإيجاب وقالت وهي تهم بالمغادرة : تيب .
سارت أمل باتجاه الفيلا ثم دخلت المطبخ وأخرجت صينية الحلوى وشرعت بتوزيعه بالأواني ولكنـ سمعت صوت عند الباب

الخارجي للمطبخ توجهت له وفتحته بهدوء ونظرت لمصدر الصوت وأذهــــــلهااااااا مارأت (ولوح لها الأمل والفرح وهما

يغادرا والألم الحزن يأتيا)
******
كنت أسير في طريقي وحيداً

حتى رأيت مفترق لطريقين

احترت

أيهما سأختار

فوقع الإختيار على طريق منير مذلل

سرت فيه لمدة

فظهر لي شخص ذو وجه حسن مُبشر

فقال معرفاً : أنا الأمل ، أتسمح لي بمرافقتك ؟

قلت : على الرحب .

سرت برفقته و أنا مبتهج بصحبته .

فقال بعد مدة : لي صديق يود مرافقتنا أأناديه ؟

فقلت : مرحباً بصديق صديقنا .

فذهب للحظات وعاد ومعه شخص ذو وجه جميل تكسوه البشاشة .

رحبت به وصاحبنا في سيرنا الممتع .

فقلت بعد مدة وأنا مبتهج : أصبح برفقتي (أمـل فـ فرحة فـ ..) .

توقفت عن الكلام وتوقفنا عن السير عند مفترق آخر .

فاحترنا أيهما سنسلك .

فقال الفرح مقترحاً وهو يشير للطريق الأول فقلنا نؤيده هلم بنا .

فسرنا كعهدنا ولكن بعد مدة من سيرنا إختفى الفرح .

بحثنا عنه فلم نجده وتابعنا سيرنا بصمت وبعد مدة إختفى الأمل .

بحثت عنه فلم أفلح فواصلت سيري إلى أن ظهر أمامي شخص .

وجهه قبيح .

ابتسامته خبيثة .

ارتجفت وقلت له من أنت ؟

فقال أنا ( الألــــــم )



******************************
نهايــــــــــــــــ الجزء السابع عشر ـــــــــــــــــــــة

..
..
..

 
 

 

عرض البوم صور بياض الصبح   رد مع اقتباس
قديم 11-07-11, 07:18 AM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ملكة جمال ليلاس وملكة سحر الخواطر



البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 183892
المشاركات: 11,112
الجنس أنثى
معدل التقييم: بياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالق
نقاط التقييم: 2930

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بياض الصبح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بياض الصبح المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 




&< ~^(( الجزء الثامن عشر))^~ >&

~[( ألـــــــــــم )]~



سمعت صوت عند الباب الخارجي للمطبخ توجهت له وفتحته بهدوء ونظرت لمصدر الصوت وأذهــــــلهااااااا مارأت كادت

تنهار وتقع أرضاً من هول ما رأت ولكن ما سمعته هو الذي جعل قدميها كالهلام وسقطت على الأرض بهدوء وغطت فيها بيديها

كي تكتم شهقاتها وقد بللت الدموع وجهها وحاولت التماسك حتى لا يشعرون بها ولكن لم تستطع التماسك عند آخل جملة

قيلت فصرخت بصوت واهن ومسموع (كـــذب كــــذابة لا تصدقها يا طــــارق لااااا تصدقهاااااا) وانفجرت تبكي بصوت مرتفع

وهي تردد "كذابة" "ظلم" "لا تصدقها"بين شهقاتها ،انتبها لها الإثنان وتفاجئا فاقترب منها طارق ونزل لمستواها و قال بجمود

وهمس: خلاص لاتبكين أسكتي الحين وبعدين نتفاهم ..وتلفت يمنه ويسره وأكمل بذات الهمس .. أخاف أحد يجي الحين

ويشكون بالموضوع .
كل كلام طارق لم يطفئ النار بصدر أمل بل أشعلها وفهمت أنه غير مبالي لكلامها وقالت تستعطفة بطريقة طفولية : طارق

صدقني هي تكذب والله تكذب ..ورفعت سبابتهاوهي تحلف كالصغار ..
رد طارق بغضب مكتوم وبهمس : خلاص قلتلك بعدين نتفاهم .
سمعا صوت شادن وهي تنادي أمل فالتفتا للجهة التي كانت بها سلمى فوجدا أنها لم تعد موجودة فظهرت الراحة على

وجهيهما ، أطلت شادن من الباب وهي تقول بمرح : كشفتكم إيش تسوون ها ..فانتبهت لجلست أمل على الأرض فتقدمت

بخوف وهي تقول .. أمل إيش فيك ..وأنتبهت لبقايا دموعها فأكملت بذعر .. ليش تبكين إيش صار لك ؟
ابتسمت أمل بحب وهي تجيبها بهدوء مناقض للعواصف التي بقلبها : لا حبيبتي ما فيه شيء كل الموضوع تعثرت على الأرض

..ونهضت بخفة وأكملت .. والحين أنا بخير ها شوفيني .
شادن بشك سألتها : طيب ليش تبكين ؟
نظرت أمل بتردد لطارق الذي يقف بجوارها وقالت تتصنع الدلع فبدا لائق عليها: حبيت أتدلع على طارق شوي ولا ما يحق لي

؟
شادن بمكر وهي تنظر لهما : لا يحق ونص بس أبوي ينتظر الحلى تأخرتي عليه .
ضربت أمل جبهتها براحت يمينها وهي تقول : أوووف مررره تأخرت عليه يلا نحضره بسرعة ..وأكملت تحدث طارق..

طارق انتظر عشان أعطيك صحون الرجال .
هز طارق رأسه بإيجاب وهو سارح فعلمت أمل أنه يفكر بكلام سلمى وربما قد صدقة فذهبت وهي متألمة وحزينة .
****
بعد أن تسحر الجميع ذهبت سلمى وشهد وزوجها وأبنائها ليناموا أما الباقين فجلسوا يتسامرون وقد كانت الجلسة ممتعة

للغاية فقد كان يتبادل الجميع المواقف المضحكة والمحرجة وغيرها من مواقف واقترحت أمل أن يلعبوا لعبة الألغاز فوافقها

الجميع (كانت أمل تمثل للجميع أنها فرحة ومستمتعة ولكنها ليست كذلك فقد كان قلبها ينزف ألماً وقهراً) بدأت أمل بأول لغز

قائلة بصوت مرح : أول لغز هو تفسير الجملة "طرقت الباب حتى كلمتني ولما كلمتني كلمتني" يلا مين يفسرها له أول نقطة .
صمت الجميع للحظة فقالت شادن بحيرة : كيف يعني لما كلمتني كلمتني ؟
أمل بابتسامة : فكري صح وبتعرفي الجواب .
بعد لحظات قال طارق بثقل وهدوء : معناها طرقت الباب حتى كلّ متني يعني تعب ذراعي ولما كلّ متني ولما تعب ذراعي

كلمتني يعني ردت علي ..ونظر لأمل بتحدي..
قالت أمل بحماس مصطنع : صح إجابتك مزبوطة أول نقطة لطارق ، مين يقول اللغز الثاني ؟
قالت شادن بحماس : أنا بقوله "أمر أمير الأمراء بحفر بئر في الصحراء كم راء في ذلك ؟" يلــ ..
قاطعتها أمل وهي تجيب بحماس : ذلك ما فيها راء هههههه لغزك تافه ؟
شادن بحنق مصطنع : أهب عليك مسرع جاوبتي .
أمل بسرعة : هي قولي ما شاء الله لا تحسديني .
شادن بضحكة : ما شاء الله ما شاء الله ما نيب حاسدتك .
وضحك الجميع عليهما .
قال أبو طارق : هذي المره اللغز من عندي وهو مين يقدر يقول الجمله بدون غلط يلا نبدأ ..هز الجميع رأسه بحماس وقال ..

بقولها مرتين عشان تفهمونها خلاص الجمله هي "غدا عطيه مغطا موطى إذا جا عطيه إفتحوا الغطا وأعطوا عطيه غداه" ..كررها

مرة أخرى وقال منبها .. كل واحد له محاولتين يلا أول واحد طارق .
حاول طارق ولكنه لم يفلح وكذلك أم طارق ثم شادن التي تحاول وهي تضحك ثم أمل التي أخطأت وأخيراً الدور وصل لوالد أمل

الذي قالها بطلاقة من المرة الأولى صفق الجميع له فضحك الرجلان واستغرب الجميع من ضحكهما فرد أبو أمل قائلاً ببتسامة

بشوشة : هذا اللغز كان يقوله عمي اللي هو جدكم كثير لين حفظناه أنا و عبد الله .
ابتسم الجميع واستمرت الألغاز والحكايات حتى اقترب الفجر فنهض الجميع استعداداً للصلاة .
*****
صلت أمل ثم تمددت على الكنبه الطويلة تنتظر طارق حتى تتوضح منه الأمر ، مر وقت ولم يأتي طارق والأفكار تتصارع في

مخيلتها وتدمي قلبها فكلما تذكرت ما دار حاولت صرفه عنها بالتململ على الكنبة فلاتفلح في إبعادها فتمسك بالمصحف حتى

تبعدها ولكن ما أن تبدأ بالتلاوة حتى تشعر بالنعاس وعينيها تقفلان فتضعه خوفاً من أن تخطئ ولكن ما إن تضعه حتى

تهاجمها الأفكار مرة أخرى ، وبعد إنتظار طويل عاد طارق فألقى السلام بجمود ودخل غرفته وأغلق الباب قبل أن يسمع ردها

فحزنت أمل وتأكدت من أنه صدق كلام سلمى وفاضت دموعها وتمددت على الكنب وهي تبكي بوجع أنهكها حد الألم واستمرت

تبكي حتى تبللت وسادتها ونامت وهي على حالها بعد أن هدها التعب وأضناها الوجع .
****
(واقفة في مكان موحش ومظلم تتلفت يمنة ويسرة وهي مرعوبة سمعت حفيف ورق على الأرض فرأت سلمى وسعود ورجلان لا

تعرفهما يتقدمون إليها كانت أجسادهم كاثعابين ووجيههم بشرية ولكن بملامحهم مرعبة وهم يحملون في أفواههم سكاكين

ملطخة بالدما ويضحكون بأصوات مرعبة تشبه الصراخ أصبحت تهرب منهم وهم يلحقون واستمرت كذلك حتى اصتدمت

بشخص فرأت طارق فرحت وتعلقت به ولكنه نفضها عنه بعنف فسقطت وهجموا عليها وهي تصرخ وتنادي "طارق كــــذب

كــــذاااااابين أنا مظلومة" ولكنه لم يلتفت لها أصلاً فغرقت في دمائها ودموعما) استيقضت فزعة وهي تتعوذ بالله من الشيطان

وتنفث عن يسارها نظرت للساعة وكانت تشير للعاشرة صباحاً فنهضت وصلت الضحى وهي ترتجف من الخوف من هول ما

رأت وتمددت مره أخرى عل النوم الهادئ يزورها فترتاح .
****
سمعت أذان الظهر فنهضت وهي متعبة وجسدها يشكو من الألم وقلبها يئن من الوجع فسارت لتتوضأ وتصلي علّ الصلاة تجلوا

همها وتفرج كربها وفي طريقها مرت وطرقت الباب على طارق حتى سمعت صوته فانصرفت .
بعد أن أنهت الصلاة وهي لم ترى طارق فظنت أنه خرج وهي تصلي أمسكت بالمصحف فقرأت عدة صفحات ثم أغلقته ولبست

جلال الصلاة وسارت لجناح والدها .
طرقت باب جناح الضيوف الذي به والدها مع سلمى وفُتح الباب وظهرت لها سلمى التي علت وجهها تكشيرة عندما رأت أمل .
قالت أمل بهدوء : أبوي موجود ؟
سلمى بضيق : إيه موجود ..فنظرت لعيني أمل المتورمة من البكاء فقالت بخبث.. إيش سوى لك طارق بعد البارح ..وضحكت

دون أدنى ذنب أو تأثر..هههههه .
من الداخل سمع أبو أمل صوت ضحكت سلمى فقال بشمئزاز وبصوت عالٍ : سلمى تضحكين مع من عند الباب ؟
تلعثمت سلمى وقالت بطيبة مصطنعة : مع بنتك أمل .
نظرت لها أمل بازداء وضيق وقالت وهي تبعدها : ابعدي بروح لبوي .
فدخلت وهي تنزل الجلال من رأسها رأت والدها ممسك بالمصحف ونظر لها ببتسامة محبة وحانية وهو يقول : هلا بحبيبة

أبوها وروحه وعمره .
تقدمت أمل وهي مبتسمة بفرح وقبلت رأسه ويمناه وجلست بقربه وهي تقول : لا لا أنا ما أقدر على هذا الدلع كله يكبر راسي

.
ضحك أبوها بحب : هههه ..وأكمل.. إذا أمول ما يكبر راسها أجل من اللي يكبر راسه .
عند الباب كانت تقف سلمى وهي تنظر لهما بحقد وحسد فدخلت غرفة النوم وهي غاضبة وأغلقت الباب بقوة فصرخ بها أبو

أمل : عساك الكسر ..واستغفر بهمس وقال .. إني صائم يارب تغفرلي ..وحدث إبنته شاكياً.. دايماً تخرجني من طوري

وحركاتها ما تنطاق أبد .
أمل بهدوء : أصبر عليها يبه الفرج قريب إن شاء الله ..وقالت بحذر وهمس .. يبه تدري إنك كاتب البيت بإسمها ؟
أبوها : إيه وهذا اللي مصبرني عليها .
سألته بذات الحذر وبهمس : طيب إيش حتسوي معها ؟
أبوها بضيق : بصبر على بلاويها وراح أحاول أسوي نفسي طيب معها لما أحصل الورق وأرجعه لي وبعدها تنطق مالها عندي

شيء .
أمل بتردد : بس يعني تخليها كذا ؟
أبوها بحنق : تدبر نفسها تريها حية تحت تبن .
صمت الطرفان ثم نظر والدها لعينيها وانتبه لانتفاخهما فسألها بشك : أمل ليش عيونك منتفخة كذا ؟ طارق سوى لك شيء ؟
دمعت عينا أمل ومسحت دموعها بسرعة وهي لا تنظر لعيني والدها : ها لا يبه بس صدعت شوي والحين أحسن .
والدها بشك : متأكده ؟
أمل بمرح مصطنع وهي تقف : إيش فيك موب مصدقني يعني ؟ ..أكملت وهي تغادر هاربة من نظرات والدها الحادة.. يلا مع

السلامة خرجت وأنا ما شفت طارق يمكن يبي شيء مع السلامة ..وخرجت وأغلقت الباب وتنفست الصعداء فقد كادت أن تقول

كل شيء لأبيها تحت إلحاح نظراته لكن الله سلّم..
*****
عاد الجميع لمنازلهم بعد يومين استمتع بها الجميع ما عدا أمل التي جرحها لم يندمل بعد ..
وفي اليوم التالي ..
عاد طارق من عمله الساعة الثانية ظهراً وقد كانت أمل بانتظاره ألقى التحية وهم بالذهاب لولا أن استوقفته أمل بأنها تريد أن

تحادثه فجلس وهو متذمر وهذا ما جعلها تتردد قليلا ولكن عزمت أمرها وتوكلت على ربها فقالت بتردد : أبي أقول لك أن

اللي قالته سلمى كذب والله تكذب .
طارق ببرود : أعرف أصلاً سلمى هذي أنا موب مرتاح لها .
أمل بفرح : والله مصدقني مشكور طارق مشكور .
نظر لها طارق بجمود فشكت بأنه غير مصدق كلياً ولكن نهضت لتدخل غرفتها فاستوقفها طارق وهو يقول : انتظري .
نظرت له أمل باستغراب وعادت لتجلس .
فقال بتردد أخفاه بالبرود : أبسألك ..صمت لحظة ثم نهض وقال بذات البرود .. خلاص ما أبي شيء ودخل غرفته ونظرات

الاستغراب تطل من عيني أمل وهي تحدث نفسها "هذي ثالث مره يبي يسأل ويسكت ياترا إيش عندك ياطارق نفسي أعرف

إيش مخبي " ودخلت هي الأخرى غرفتها .
*****
بعد المغرب ...
تجمعت العائلة بعد أن عاد الرجال من المسجد وجلسوا يتسامرون بأحاديث متنوعة .
أمل وهي تحدث شادن بصوت منخفض : ما قلتلك كلمت نهى .
شادن بحماس : قولي والله متى ؟
ابتسمت أمل : قبل أربع أيام .
شادن بحنق : والحين توك تقولي .
أمل بتبرير : والله بسبب اللي صار نسيت أقول لك .
شادن بشك : ليش إيش صار ؟
تلعثمت أمل قليلاً وأكملت بهدوء مصطنع : آآآ لا ما صار شيء بس كل الموضوع كنت متوترة عشان أبوي وكانت نفسيتي زفت

والحين أحسن ..وأكملت لتغيير الموضوع المؤلم .. إيش رايك نروح السوق الليلة بكرة راح تبدأ العشر الأواخر وما يصير نضيع

الأجر في السوق .
شادن باقتناع : اوكي خلاص راح أكلم بابا ..وقالت بصوت مرح .. بابا نبي نروح السوق الليلة عشان نتشرى للعيد .
نظر لها الجميع باستغراب وقالت أم طارق وهي مستغربة : غريبة وين اللي تقول ما أحب أشتري إلا قبل العيد بكم يوم عشان

الأشياء تكون جديدة إيش اللي تغير ؟
شادن بضحكة : هذاك أول الحين لا ما أبي أضيع الأجر بالسوق ..وغمزت بعينها لأمل فابتسمت لها هذه الأخيرة وأكملت .. ها

بابا إيش قلت ؟
أبو طارق الذي انتبه لحركة الفتاتين ابتسم وقال : اللي تبونه ..وتساءل.. بس مين راح يوديكم ؟
أجاب طارق بسرعة : أنا راح أوديكم ..وقال لهما أمراً .. بعد التراويح أشوفكم جاهزين طيب ؟
أجابت الفتاتين باستغراب : طيب .

*******
في السوق ...
أمل "لنا من دخلنا السوق ساعة دورت بكل المحلات وماحصلت شيء عجبني إما يكون قصير أو بدون أكمام أو بنطلون أوووف

إيش هذي الحاله صدق هذا غزو كل الملابس إما فستان لميس أو ما أدري إيش يارب رحمتك مليت وإحنا ندور واللي يقهر أكثر

أشكال الشباب والبنات بس يارب لا تسخط فينا انتبهت لشادن تكلمني " التفتت لها .. ها شادن ؟
شادن بقهر وبهمس : لا الظاهر ما انتي معي ..وأكملت بمكر.. شكلك سرحانه باللي يمشي قدامنا ها إعترفي مو ؟
أمل بحنق : ضفي وجهك أقول وبعدين إيش تبين ؟
شادن وهي تشير إلى لباس مكون من تنورة طبقات بموديل غجري بقماش من الكاروهات الزيتي والسكري وبلوزة باللون الزيتي

بياقة مرتفعة وحزام يربط على الخصر من نفس القماش وذات قماش ثقيل نوعاً ما مما أعطى أناقة له ، قالت شادن : أمل إيش

رايك فيه ؟
أمل بإعجاب : حلووو مررره يلا نشتريه .
شادن : طارق نبي إثنين من هذا اللبس .
طارق ببرود : طيب ..وطلب من العامل أن يخرج إثنين منه بينما ذهبت الفتاتان لإختيار بعض الألبسة في ذات المحل وعندما

أكملتا وضعتا ما جمعتاه عند الكاشير ودفع طارق المبلغ وقال يسألهما ..إيش بقي لكم ؟
شادن : إكسسوارات وصنادل ..وفكرت قليلاً .. أمممم وكمان عبايات وعطورات .
طارق بتذمر : أوووف كل هذا راح يأذن الفجر وإحنا ما خلصنا .
ضحكت الفتاتان بخفوت وردت شادن : لا إن شاء الله ما راح نطول ..وتعدد على أصابعها الظاهرة بعكس أمل التي لا يظهر

منها إلا السواد .. الإكسسوارات والصنادل والعطور من مكان واحد والعبايات مكان ثاني وبس .
هز طارق رأسه ببرود وساروا يكملون تسوقهم .
*******
في اليوم التالي ..
في المستشفى ..
في مكتب طارق فترت البريك ..
كان طارق وعبد الرحمن جالسين على الكنبات الجلدية متقابلان ويتحدثان بأمور المستشفى والمرضى ثم عم صمت دام للحظات

وكان طارق مسغرق بأفكاره فقطع عليه عبدالرحمن بسؤاله : طارق ياخوي إيش فيك دايم تسرح وإذا كلمتك نادر ماترد عليّ ؟

قلي ياخوي عندك مشكلة قول فضفض عشان نحلها .
انتبه له طارق ورد بهدوء : ها لا لامافيه شيء يارجّال الحمد لله ما فيه أي مشاكل .
نظر له عبد الرحمن بقوه وقال بحزم : إلا عندك ترانا عشره عمر موب يوم أو يومين.
تنهد طارق بهم واستغفر بهمس وقال : لا تشغل نفسك يا خوي شوية مشاكل مع الاهل .
تطلع له الآخر بمكر : أها المسأله فيها الاهل ..ثم أطرق قليلاً وتسائل بهدوء.. عسى ما شر إيش فيهم الأهل ؟؟
طارق بإنكار : ها لا لا ما فيهم شيء ..ورجع يفكر من جديد ..
ضحك عبد الرحمن وقال بهزل : مشاكل ولا..أكمل بمكر.. رايح فخرايطها ها أعترف؟؟
نظر له طارق بضيق وقال : أنا فشيء وأنت فشيء ثاني أي خرايط ياعمي وهي ..
سكت ..
عبد الرحمن بتساؤل : هي إيش بها ؟؟
طارق بهدوء ونفي: لا لا مافيها شيء .
عبد الرحمن بتأنيب : إيش فيك ياطارق صاير تخبي عني ليش شفت مني شيء عشان ما تامني على سرك ؟؟
طارق بأسف : أعذرني ياخوي لا موب قصدي شيء بس ..
عبد الرحمن بجديه : طارق قول عشان أساعدك ترى سرك فبير وأنا أخوك .
طارق بهدوء وامتنان : تسلم وما تقصر ..صمت لثواني ثم أكمل بجديه.. السالفة هي أن زوجتي حالتها غريبه أنا من أول

ماتزوجتها أو بالأصح من أول ما طلبت مني أتزوجها قلت لها إني أبي عيال رفضت وبقوه وبكت ويوم الزواج لما دخلت الجناح

من أول ما شفتها وهي ترتجف وخايفه ولما خرجوا أمي وأخواتي قامت ورجعت ولما مسكتها عشان أساعدها توقف أبعدت يدي

بقوه وقالت لا تقرب ولما مسكت يدها أغمى عليها ودايماً أشوفها ترتعش وخايفه غير الترجيع وكمان أسمع صوتها وهي نايمة

بغرفتها تصرخ وهي تقول بعــد ما أدري إيش سالفتها بصراحه لكنــ
قاطعه عبد الرحمن بذهول : لاتقول إنكـــ لا لا ما أصدق يعني المده هذي كلها ..وصمت مذهولاً..
طارق ببرود وهو يهز رأسه بالموافقة : إيوه هي فغرفتي البيضاء اللي تعرفها .
عبد الرحمن بهدوء وهو يفكر ويتسائل : يعني أنت فغرفه وهي فغرفة ؟؟..هز طارق رأسه بــ نعم ثم أكمل ..والحاله اللي فيها

هي السبب ؟؟ طيب حالتها ...
طارق بهدوء : حالتها مالها إلا تفسير واحد .
نظر له عبد الرحمن يستحثه على الإكمال .
طارق بجديه : إنها مغتــــــــــصبه .
نظر له عبد الرحمن مذهولاً من إستنتاجه وقال بستنكار : لا يا رجال قول غير هذا الكلام ..فكر قليلاً ورأى أنه الاستنتاج

المنطقي لحالتها وقال بهدوء .. طيب والحل إيش راح تسوي معها ؟؟
طارق بجديه وظهرت على ملامحه القسوة : أنا فكرة إنها كانت متزوجه من قبل وكمان خدعت طليقها ما أعجبتني وتجي كمان

تكون مغتصبة لا هذا شيء ما أستحمله وهذا غير كلام زوجة أبوها اللي قالته بصراحة ما فيه حل غيــــر إني

أطـــلـــقـــهـــــااا .
عبد الرحمن بجدية : لا يا طارق لا تستعجل وبعدين زوجة أبوها يمكن حاقدة عليها لا تعتمد على أي كلمة تقولها إسألها قبل

يمكن ..صمت..
طارق بسخرية : يمكن إيش ؟؟ ..صمت وفكر قليلاً وأكمل بهدوء.. خلاص راح أسألها وإذا صحيح أنها مغتصبه فأنا ما أقدر

أخليها على ذمتي أما كلام زوجة أبوها فأصلاً أنا ماأهتميت له .
عبد الرحمن بجديه : سو إلي تبيه بس قلت لك لا تستعجل ثم تندم .
هز طارق رأسه بــ نعم .
صمت الجميع واستغرقوا في أفكارهم حتى تحدث عبد الرحمن وقطع الصمت وهو يقول بتوتر : آآآ طارق أبي أطلب منك طلب

وأتمنى ما تردنى .
طارق بنخوة : تم لك اللي طلبت .
(كثير من الشباب لا يرغبون أن تكون زوجتهم مغتصبة وقد غفلوا أو تغافلوا كونها مظلومة وما حدث ليس بإرادتها)
******
في المساء...
كانت الأسرة مجتمعة في جلسة ممتعة ولكن أمل لم تكن موجودة بل ذهبت لزيارة والدها وقطع الحديث دخول طارق العائد من

المستشفى وجلس وهو منهك بعد أن ألقى التحية وقال سائلاً : متى راحت أمل ؟
شادن بهدوء واستغراب : بعد التراويح ..وتسائلت.. ليش ؟
نظر لها طارق بضيق وقال ببرود : لا ما فيه شيء بس أسأل ..ونهض وهو يقول .. شادن تعالي معي أبيك بموضوع ..والتفت

لوالديه وقال بحترام وهو يقبل رأسيهما .. عن إذنكم .
والديه : إذنك معك .
وذهب برفقت شادن إلى جناحها وعندما جلسا بادرها قائلاً بهدوء : شادن شوفي أنا بقول لك الموضوع بدون لف ولا دوران ولك

الحرية بالموافقة أو بالرفض ولا تهتمي لأي شيء فاهمه .
شادن بخوف : طارق خوفتني إيش هذا الموضوع .
ضحك طارق بهدوء ورد بأريحية : لا تخافي ولا شيء كل الموضوع أن واحد خطبك وأنا أعطيته كلمة بس أنتي تقدرين ترفضين

إذا ما تبين .
شادن خجلت وغضبت من موافقته بدون رأيها ولكن فرحت أنه مازال الخيار لها فقالت بتردد : طيب مين هو ؟
ابتسم طارق ورد بهدوء : صديقي عبد الرحمن ..ارتسم الخجل بوضوح على شادن وأخفضت بصرها فضحك طارق عليها..

هههههه .
شادن وهي تحدث نفسها "يوووه ماتوقعت أن عبد الرحمن يخطبني ياااي يعني يفكر فيني مثل ما أفكر فيه ياربي موب مصدقة

" انتبهت من سرحانها على صوت ضحكت طارق الذي نظرت له بحنق وقالت بتردد : طـ.. طيب أستخير وأرد عليك .
نهض طارق وهو يقول بابتسامة ودودة وفرحة : أعتبر هذي موافقة مبدئية عن الموضوع وراح أسألك بعد يومين كفاية خلاص .
هزت شادن رأسها بإيجاب وهي خجلة ووجهها تكسوه الحمرة وقالت بهمس : طيب .
********
في منزل أبو أمل ...
عندما أتت أمل جلست مع والدها وتحدثا كثيراً و صنعت لوالدها العشاء وأكلا ثم استأذنت والدها بأنها ستدعوا صديقتها

لتأتييها هنا فقال لها بعتاب : أمل هذا بيتك لا تسـتأذنين طيب .
ابتسمت له أمل وقبلت رأسه بعتذار : لا الله يطول بعمرك مو قصدي شيء كل الموضوع ما أبي أزعجك أنت راح تنام .
أبوها : لا ما فيه إزعاج أبد يلا روحي قولي لها وأنا رايح أنام .
أمل بحب وبهمس : نوم العوافي يارب .
وفوراً اتصلت على نهى لتدعوها لزيارتها بمنزل والدها وبعد نصف ساعة أتت واستقبلتها بحفاوة وحب واحتضنتها بشوق

أدمع عينيهما من طول الفراق وحرارة اللقاء فمضت نهى تعاتبها بمحبة وتعتذر الأخرى بصدق عن ابتعادها وبعدها بضروف

أقسى منها ، مسحتا عينيهما من آثار الدموع وجلستا تتحدثان و بعد شرب القهوة وأكل الحلوى بادرت نهى قائلة : يلا

حكيني كل شيء من طق طق للسلام عليكم بس بسألك أول زوجة أبوك غريبة للحين ما شفتها .
أمل بضيق : لا موب موجودة كل يوم تخرج بعد المغرب ولا ترجع إلا وقت السحور .
نهى بذهول : وين تروح كل هالوقت و أبوك مين يعطيه احتياجاته ؟
أمل بضيق : خليها على ربك أصلاً هي ما عمرها اهتمت فيه .
نهى بتساؤل : طيب مين يسوي له الفطور وأكله ؟
أمل بهدوء : كل يوم أرسل له فطور أما العشاء أنا كل يوم أجي أسوي له وأجلس لما ينام وأسوي السحور وأروح .
نهى بإعجاب : جزاك الله خير والله يعطيك على قد نيتك وأكثر من نيتك بعد ..صمتت للحظة وقالت بمكر ..والحين يلا احكي

.
أمل بهدوء : حاضر اسمعي لما خرجت من المشغل و... إلخ..وبدأت بسرد ما حدث معها وبكت متأثرة بأسطورة أحزانها

وشاركتها نهى بالبكاء حتى قالت .. وآخرتها تروح تشكك فشرفي وأخلاقي عنده .
شادن بحنق : ما كفاها اللي سوته حسبي الله عليها قولي إيش سوت .
أمل بحزن وغبن : إسمعي يا ستي ، لما سمعت أصوات وأنا كنت أجهز الحلى تبعت الصوت وحصلت سلمى ماسكةيدين طارق

ومقابلة له وهو يحاول يبعد عنها لكنها تزيد وتقرب فصرخ فيها "خافي الله إبعدي عني إيش تبين مني ؟"
"قالت سلمى : أبـــيك ."
أنا إنهرت لما سمعت كلامها حسيت إن رجلي ما تشيلني خفت يمشي معها ويسوي مثل ما سوى سعود لكن اللي برد قلبي كلام

طارق "قال : خافي ربك أول شيء إحنا فشهر فضيل ، ثاني شيء استحي على وجهك قدك كبر أمي وتسوين الحركات هذي

وبعدين زوجتي حسبت بنتك وإنتي ربيتيها كيف بالله تجين تعترضين لزوجها ؟" فلحظتها حسيت أنه منقرف منها وبقوة .
نهى بشمئزاز : ياوسع وجهها عجوز وتسوي هالحركات الله ياخذها .
أمل بحزن ومرارة : بس الكلام اللي ردت به عليه أقوى من هذا كلامها يا نهى ذبحنـــي ذبحنـــــي ..ودمعت عيناها فطبطبت

عليها نهى وهي تهدئ فيها وأكملت أمل .. تخيلي قالت له "لأني أنا ربيتها فهي أكيد مثلي تراها كانت تخون سعود كثير

يعني لا يغرك إلتزامها الكذاب هذا هه تراها تغطي فيه خبثها وبعدين ما تدري إنها كانت ست شهور مالها أي مكان وكانت

بالشوارع وعاد فكر فيها إنت بنت وحدها بالشارع كيف تربيتها ؟" أنا حسيت لحظتها إني أنذبح من كلامها إنهرت وبكيت و

حاولت أصرخ من الوجع ما قدرت بس صرخت بصوت شوي مسموع (كـــذب كــــذابة لا تصدقها يا طــــارق لااااا تصدقهاااااا)

التفتوا لي متفاجئين وأنا لحظتها ما استحملت بديت أبكي بصوت عالي وأنا أكرر 'ظلم' جاء طارق ونزل لمستواي على ركبة

وحدة وقام يهديني بصوت واطي لكن كلامه أبد ما كان يهدي أبــد وجات شادن ولما شافت شكلي وإني كنت أبكي خافت لكن

صرفناها ورحت كملت شغلي .
نهى وهي تمسح دموعها : طيب وإنتي إيش سويتي مع طارق ؟
أخبرتها أمل ماقاله لها وأكملتا الحديث حتى تحدثت نهى تسأل أمل .
نهى بتساؤل ومكر : أمل وبكل صراحة 'تحبين طارق ؟'
تلعثمت أمل واحمرت من الخجل وردت : آآآ بصراحة ما أدري بس أحسه غير عن كل الرجال وما أعرف إيش شعوري تجاهه

بس اللي أعرفه أحس براحة ومودة لأنها فطرة الله أما الحب ما أدري يمكن بسبب خوفي من الرجال هو اللي يخليني ما أعرف

شعوري .
نهى بمكر : لا أنا أحس إنك تحبيه وبقوة بعد .
أمل بحزن : إيش فايدة حبي إذا كان هو ما يحبني ولا يبيني حتى .
نهى : حاولي تتقربي منه .
أمل وهي تهز رأسها نفياً : ما أقدر أخاااف .
وبعد عشر دقائق من الحديث الممتع غادرت نهى عندما أتى والدها بعد أن تواعدتا على الوصال والاتصال بعد ذلك نهضت أمل

لتصنع السحور لوالدها وذهبت وقالت له وودعته وغادرت لبيت زوجها .
*******
دلفت أمل للمنزل فوجدت المنزل يعمه الهدوء على غير العادة فعزت ذلك لتأخرها في منزل والدها سارت ودخلت جناحها

وذهب لغرفة طارق ووضعت أذنها على الباب لمعرفة ما إذا كان مستقيضاً أم نائم فلم تشعر سوى بالصمت والهدوء فخمنت أنه

نائم وذهبت غرفتها وألقت ملابسها واستبدلتها بجلابية منزل قطنية باللون الأصفر الباهت برسومات ملونة وذو أكمام قصيرة

غسلت وجهها وجففته وخرجت للصالة وأمسكت بالإنتركوم واتصلت بجناح شادن وبعد عدة ثواني ردت عليها وبعد ألقت

التحية سألتها أمل : أخباركم ؟
شادن بهدوء : تمام ..وتساءلت..إيش فيك تأخرتي اليوم ؟
أمل باستعجال : سالفة طويلة إذا ما راح تنامين راحح اجي عندك .
شادن بترحيب : لا ما حنام حياك أنتظرك .
أمل وهي تنهض : أوكي جايه ..ووضعت السماعة وخرجت متجهة لجناح شادن ..
طرقت الباب وسمعت الإذن ودلفت وهي تلقي التحية وتقدمت وجلست على إحدى الكنبات وسألتها شادن بحماس : إيش

السالفة بسرعة قولي .
ضحكت أمل وقالت بفرح : نهى زارتني هناك فبيت أبوي ..وحكت لها عن زيارة نهى لها..
شادن بذات الحماس : صدق ..وقالت بعتاب .. وليش ما قلتي لي كان ودي أتعرف عليها من كلامك عنها .
أمل باعتذار : أعذريني نسيت مررره أعلمك لكن المرة الجاية إن شاء الله إذا رحت عندها أخذك معي .
هزت شادن رأسها بهدوء وهي سارحة وعم الصمت للحظات قاطعته أمل التي استغربت هدوء شادن فقالت بشك وخوف : شادن

إيش حصل ليش أحسك سرحانه ..لم تنتب لها الأخرى فقالت بصوت أعلى .. شاااااادن
انتبهت شادن والتفتت مستفهمة : إيش فيك؟
أمل باستغراب و استفهام :إيش اللي فيني ولا أنتي أسألك وما تردي علي إيش حصل أبوك وأمك بخير ..نهرتها.. تكلمي ليش

ساكته ؟
ابتسمت شادن مبرره : لا ما حصل شيء وكلهم بخير بس كنت سرحانة فيه موضوع شاغل بالي .
أمل بستفهام : موضوع ؟ موضوع إيش ؟
شادن بهدوء ورزانة يشوبه الخجل على غير العادة : موضوع خطبتي من عبد الرحمن ..نظرت لها أمل تستحثها على الإكمال

بابتسامة فأكملت .. طارق جاء الليلة وقال لي أن عبد الرحمن صديقه خطبني منه وقاله طارق هي لك ..ظهر الضيق على شادن

وأثرت على أمل فتضايقت معها ولكن أكملت بابتسامة.. لكن طارق قالي عادي لي الخيار بالموافقة أو الرفض .
أمل باستفسار : وأنتي إيش رايك بالموضوع ؟
شادن بحيره : ما أدري إستخرت بس ما أحس بشي ..ابتسمت بحالمية فنظرت لها أمل بشيء من المكر ونظرت لها مبتسمه

بمكر فانتبهت لابتسامتها شادن وقالت باستغراب.. خير إيش سر هالإبتسامة ؟
أمل بذات المكر : السر بابتسامتي ولا بسرحانك يلا اعترفي أكيد وراها أشياء يلا أسمع ..ورسمت ابتسامة كرتونية على شفاتها

..
ضحكت شادن بقوه : ههههههههههههههه ..شاركتها أمل الضحك وعندما توقفتا قالت شادن بحالمية .. شوفي من كثر ما كان

طارق يتكلم عن عبد الرحمن شخصيته أعجبتني لأن طارق دايم يحكي عن مرحه وسوالفه المضحكه حسيت شخصيته مقاربه لي

فتمنيت ..وأكتسى وجهها بحمرة الخجل وابعدت عينيها عن عيني أمل التي تنظر لها بانتباه وترقب وقالت متلعثمة .. يعني

تمنيت أنه أنه يخطبني ..وقالت مبرره .. موب حب والله والله بس تمنيته أضن يعني ما فيها شيء صح ؟..قالتها بتساؤل..
هزت أمل رأسها بابتسامه هادءة :صح ما أضن فيها شيء كثير من قصص أجدادنا كانت الوحده إذا ما تبي شخص تقول ما أبيك

يتركها لوكان روحه بها و لما يعرف عنها اللي تمنته وتبيه يتزوجها << كثير حصلت مع جداتي وهذي حقيقة .
شادن بتنهيدة راحة : ريحتيني من هم الله يريحك دنيا وآخره .
أمل بهدوء وجديه : يعني انتي موافقة عليه .
شادن باقتناع : إذا الله أراد .
*******
عاد أبو طارق وطارق من صلاة التهجد ووجدا السحور قد أعد وتناول الجميع وجبته ثم تفرقوا ليعمروا ما تبقى من الليل بقراءة

القرآن .
دخلا أمل وطارق جناحهما وسارت أمل مبتعدة باتجاه غرفتها لولا أن استوقها طارق وأمرها بأن تجلس فجلسا متقابلين وعم

صمت خانق للحظات رفعت أمل رأسها ففوجئت بطارق ينظر لها بعين ثاقبة وكأنه يريد سبر غورها وأكتشاف ما يعمر صدرها

فخافت من نظراته التي أربكتها وأندت جبينها فحاولت أن تنبهه وتململت في جلستها فنجحت في أن تثير انتباهه فنظر لها

بغموض وقال ببرود غامض : بسألك سؤال وأتمنى تجاوبيني بصراحة وشفافية لأن إجابتك يتوقف عليها أشياء كثيرة .
نظرت له أمل باستغراب واستفسار وقد ارتسمت الحيرة على محياها وقالت بتردد : طـ طيب اسأل .
طارق بذات الغموض وبقوة سألها : إنتي مغتـــــصبة ؟
******
(( ألــــم ))كلمة تتردد على مسمعي كثيراً كلمة لم أفهم معناها و لم أترجم فحواها بحثت بين أوراقي وكتبي وعلى شاشة

حاسوبي علي أتزود بمعلومات عنها فلم تفي بما يختلج في صدري من تساؤلات فبحثت بين الناس عن مَن يخبرني ويشبع

فضولي فلم يفعلوا فلجأت للحكماء فلم يفيدوني فسألت نفسي وفندت حياتي فوجدت أنـ "الألـــــم هو جزء من أسطورتي".

******************************
نهايــــــــــــــــ الجزء الثامن عشر ـــــــــــــــــــــة

..
..
..

 
 

 

عرض البوم صور بياض الصبح   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة بسمة أمل, الأمل, القسم العام للقصص و الروايات, اسطوره, بين الأمل و الألم أسطوره كاملة, بسمة امل, حقي, و كره, قصه مميزة جدا, قصه مكتملة
facebook



جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:07 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية