لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-07-11, 08:19 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ملكة جمال ليلاس وملكة سحر الخواطر



البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 183892
المشاركات: 11,112
الجنس أنثى
معدل التقييم: بياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالق
نقاط التقييم: 2930

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بياض الصبح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بياض الصبح المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 




&< ~^((الجزء التاسع ))^~ >&

~[(وانسحبت جيوش الأمل)]~



تكلمت أمل من خلف الباب ورفعت صوتها : سم ياعمي..
أبو طارق : سم الله عدوك , كيفك يا بنتي وعظم الله أجرك فولدك ..
أمل بحزن : الله يسلمك يا عم وجزاك الله خير , وشلونك أنت ياعمي ؟؟ , والحمد لله على السلامة
أبو طارق بهدوء : زين زان لونك , الله يسلمك ..وأكمل بحنان .. يا أمل شوفي أنتي صرتي بنت رابعة لي وتعيشين معززة مكرمة عندي لين يتعالج أبوك وترا أبوك ولد عمي يعني إعتبري نفسك ببيت أبوك وإذا أي شيء قاصرك ما يردك إلا لسانك وكل اللي فالبيت أهلك مني أنا إلى شذى ولا تحسين نفسك إنك غريبة عنا ..
أمل بامتنان : تسلم يا عمي وهذا من طيب أصلكم ..
أبو طارق أكمل بجديه : شوفي أنا بخلي طارق يبلغ عن اللي صدم ولدك أما أبوك بإذن الله إذا رجعت من السفر بجيب له شيخ يقرأ عليه ..
أمل بامتنان وقد دمعت عيناها : مشكووووور يا عم وما أعرف كيف أوفي جميلك ..
أبو طارق اعترض بحنان : مابين الأب وبنته جميل وإنتي بنتي وأعدك وحده منهم ..
اعترضت شادن بصوت عالي ساخر :أووووف يا أمل حتى أبوي أخذتيه وأنا أقول باعسكر عنده عشان أحميه منك..
ضحك الكل عليها
وأكملت بجدية : صدق أبوي يعني أمل تصير بنت عمي ؟؟
أبو طارق : إيوه ..
صرخت بفرحة منافية لجديتها قبل لحظات : ياااسلااااااااام أمول بنت عمي..واقتربت من أمل وحضنتها بقوه ..
اقشعر بدن أمل و همست لها : أبعدي وجع كسرتي عظامي ..
شادن بصوت عالي : من فرحتي بك يازفته ..
أمل ومازلت تتحدث بهمس وبرجاء خفي : الله يخليك إفرحي بعيد عني..
أم طارق : شادن كسرتي البنت ابعدي عنها ..
شادن : يا ناس فرحانه أمل بنت عمي .. وابتعدت عنها ..
أبو طارق : الله يفرحك أكثر وأكثر وأمل تستاهل كل خير ..
أمل باستحياء: تسلم ياعم ..
أبو طارق : استأذن بروح أفطر عشان أروح الشركة , أم طارق وين الفطور..
أم طارق : يلا الحين أحضره ..
شادن أطلت لوالدها من الباب ونادته: أبوي بتسافر وانت ما جيت إلا البارح؟؟
أبو طارق بهدوء : إيوه سفره لدبي يمكن ما أطول يوم أو يومين إن شاء الله ..
شادن : تروح وترجع بالسلامة ..
أبو طارق : الله يسلمك ..وغادر إلى غرفة الطعام..
دخلت شادن ووجدت أمل جالسة على إحدى المقاعد وشكلها يوحي بأنها تفكر بعمق ..
أمل تفكر تحدث نفسها "الحمد لله أنهم طلعوا يقربون لي بســ طارق كيف هو اللي يبلغ عن اللي صدم ولدي إبراهيم وهو شكك فشرفي , أكيد بيشك وأنا ما عندي اللي يثبت نسبه , أووووف ياليت أي أحد غيره يبلغ , أمممممم ياليتني قلت لعمي أبو طارق بأنتظره لين يجي بعدين يبلغ بس إيش بيقول أكيد بيشك إن فيه سبب لرفضي , يااارب إلهمني الحل تعبت من التفكير " قطع تفكيرها شادن تناديها ..
شادن بهدوء : أمل إيش فيك أحسك منتي طبيعية في شيء مكدرك ..
أمل بابتسامة مصطنعة : لا يا عمري ما فيني شيء بس أفكر كيف نبلغ عن اللي صدم إبراهيم وأنا ما سجلت رقم سيارته ولا نوع السيارة أصلاً كنت ذاك الوقت بحاله ما يعلمها إلا ربي ..
شادن : ما أدري والله ..فكرت قليلاً ثم هتفت بصوت مرتفع ..لحـــــظة أمي شافت الحادث يمكن سجلت الرقم ..
أمل بفرحة : جبتيها والله , روحي اسأليها .
شادن : طيب ..وخرجت متوجهة إلى حيث يجلس والداها في غرفة الطعام..
دلفت إلى الغرفة ووجدت والداها يتناولان الفطور بصحبة أخيها طارق الذي علق على الفور من دخولها ..
طارق بسخرية : لا لا ما أصدق شادن صاحية الصباح وفالإجازة كمان ..
نظرت له شادن شزراً ولم ترد على سخريته وألقت التحية فردوا عليها جميعاً ..
شادن بهدوء : أمي أنتي شفتي حادث إبراهيم ولد أمل ..
هزت أم طارق رأسها بحزن وأكملت : أيوه شفته ويا ليتني ما شفته كان شكل الولد مرره يحزن ..
شادن بحزن تساءلت : ليش كيف صار الحادث ؟؟
تنهدت أم طارق واستغفرت بدأت في سرد ما رأت : كنت ماره ووصلت اللحظة اللي طار جسم الولد عن الأرض يمكن أربعة أو خمسة متر وطاح على الأرض قريب من أمه كان شكله مررره يحزن و شفت أمل شايلته وتمسح على وجهه وهي تكلمه كأنه حي شكلها يكسر الخاطر ..صمتت أم طارق ومسحت الدموع من خديها وأكملت بصوت باكي .. والله إني ثلاث ليالي ما قدرت أنام كل ما أغمض عيوني أشوف شكله وهو غرقان بدمه قلت لنفسي أنا بس شفته وما هنالي النوم أجل أمه إيش صار كيف تصبر وهي شافته يموت قدام عينها ..شهقت تبكي وبكت معها شادن ودمعت عينا أبو طارق أما طارق أخفض رأسه وأكملت أم طارق بعد أن مسحت عيناها .. لكن لما شفتها كيف صبرت ولا بكت كثير أعجبني صبرها وتحملها ما شاء الله عليها ..
سمعت أم طارق همس صادر من طارق الجالس بجوارها "أكيد ما حزنت عليه لأنها أفتكت منه يمكن ولد.." ..ولم يكمل لأن أمه نظرت له بنظرة حادة حتى لا يكمل كلامه..
شادن بعد أن مسحت عينيها سألت بهدوء : أمي واللي صدمه إيش سوى ؟
أم طارق بغيض : كل ما أتذكر اللي صدمه نفسي أكسر راسه تخيلوا أنه لما شاف شكل الولد ركب سيارته بسرعة وهرب مثل الجبناء ..
شادن بقهر : الله ياخذه ..تساءلت ..ما سجلتي رقم السيارة ونوعها ؟؟
هزت أم طارق رأسها بإيجاب : إيوه قلت لأكرم يسجله وأعطاني الورقه هي معي الحين ..
أبو طارق : كويس أجل أعطي طارق عشان يبلغ عنه ..
رفع طارق رأسه باستغراب وتساءل : أنا أبلغ عنه ؟؟
هز أبو طارق رأسه : إيوه لازم نوقف معها تراها وحيده ..
هز طارق رأسه بعدم اقتناع : يصير خير ..
شادن : بروح أخبر أمل ..وذهبت حيث جناح الضيوف..
تضايق طارق من تعلق أخواته بأمل وهو الذي نبهها ألا تقترب منهن ولكنها لم تنفذ ما قاله وتكلم بهمس وهو يستعد للخروج "قريب بإذن الله أخرجها من بيتنا عشان تعرف إن كلمة طارق وحده ما تتثنى "
***************************
في نفس اللحظة كانت أمل تتذكر لحظة وقوع الحادث وكيف طار جسمه ووقع أمام ناظريها كانت هذه الأحداث كأنها مغطاة بغشاوة فانكشفت الآن عندما ذُكر الحادث .. دخلت شادن عليها ووجدتها جالسة في مكانها وفي عينيها الدموع على المحك تكاد تسقط ولكنها تكابر على خروجها وقد ارتسم الحزن على ملامحها ..
سألتها شادن باستغراب من تغير حالها : أمل إيش فيك ؟؟
أمل بحزن : لا ما فيه شيء بس تذكرت الحادث ..تنهدت واستغفرت.. الله يرحمه .
شادن بمواساة : الله يرحمه ..وأكملت بحماس .. رقم السيارة ونوعها سجله السايق وحيبلغ طارق عنه قريب..
أومأت أمل رأسها بإيجاب وصمتت تفكر قليلاً وأكملت : شادن تتوقعين علي كفارة القتل الخطأ ..
شادن بدهشه : ليش إنتي قتلتيه ..
نفت أمل بهزة من رأسها وأكملت : لا لكن سمعت فتوى أن الأم إذا أهملت طفلها ومات لازم تصوم شهرين متتابعة كفارة قتل خطأ ..
شادن بذات الدهشة وبغير تصديق : صدق , لا لا أحسك تمزحين ..
أمل بجدية : والأحكام فيها مزح والله من جدي أتكلم , صح أنا ما أهملت ولدي وهو سحب يده مني لكن يمكن يعتبر إهمال أني شفته يقطع الشارع وما مسكته ..تنهدت..الله العالم .
شادن بجديه : يمكن كلامك صحيح ..صمتت قليلاً وأكملت .. ضروري تسألين شيخ ..
أمل : إن شاء الله ..
قضت الفتاتان الصباح بالحديث بصحبة أم طارق وكذلك شذى حتى وقت الظهيرة تفرقن للصلاة على أن يلتقين بعد العصر في الحديقة الخلفية ..
*******************************
بعد أن صلت الظهر وتناولت غداءها تمددت وأخذت قيلولة حتى سمعت أذان العصر فنهضت لتصلي ..
وفور إنهائها من الصلاة دخلت المطبخ وهي تنوي إعداد طبق من الكعك الذي كانت تحب صنعه عندما كانت تسهر مع ليلى وأسماء ..
أخذت تفتح الأدراج والخزانات كي تبحث عن المقادير اللازمة وتضعها على الطاولة الرخامية حتى يسهل عليها العمل وكانت تحدث نفسها بصوت منخفض لتتذكر الأشياء : دقيق , باكنج بودر , فانيليا , حليب سايل مركز ..وصمتت قليلاً تحاول التذكر ولكن أحست بيد حطت على كتفها اقشعر بدنها وتسارعت نبضات قلبها واهتز جسدها وأبعدت اليد بعنف عنها والتفتت إلى صاحب اليد بحدة وعيناها مفتوحتان بفزع وعندما وجدت أنها شادن قالت بصوت متقطع وقد أخفضت عيناها حتى لا ترى مدى الرعب المرسوم بها .. شـ ..ـاد..ن آآآ ..آســ..ــفه ..
أمسكت شادن بيدها التي أبعدتها أمل بعنف وقد تألمت منها وقالت باستغراب: أمل إيش فيك أوجعتي يدي ..
أمل بخجل : آسفه شدون مرررره آآآسفه ما كنت أقصد بســـ ..توقفت عن الكلام و أخفضت عينيها مرة أخرى ..
شادن بتسامح : أمول حبيبتي عادي مافيها شي ..صمتت قليلاً و تساءلت .. أمل ليش خفتي لما حطيت يدي على كتفك؟؟ ..
رفعت أمل أكتافها بعلامة عدم المعرفة وأكملت : ما أدري بس كذا صرت أخاف لما أحد يمسكني وأنا ما أدري وكمان ما أحب أحد يحضني ..
صمتت الفتاتان لثواني وهتفت شادن هي تقول : تذكرت..
أمل باستغراب : إيش تذكرتي ..
شادن بجدية : تذكرت أن إللي يتعرضون للاغتصاب يصير لهم مثل كذا ..
أمل : وأنا أقول ليش صرت كذا ..
شادن بعفوية : أجل إيش بتسوين إذا تزوجتي ..
خجلت أمل وأكتست خديها بحمرة وتكلمت بجدية : ومين قال إني بتزوج أصلاً أنا عفت كل الرجااااال ومانيب متزوجة إن شاء الله أبد ..
شادن باعتراض : لا أمول لساتك صغيرة وحلووه لا تضيعين عمرك بهالأفكار ..
أمل بإصرار : لا لا تحاولين ..وأكملت لتغيير الموضوع .. شادن وين ألقى الزيت..
شادن تساءلت باستغراب: ليش ؟؟ إيش تبين تسوين ؟؟
أمل : أبي أسوي كيكه كنت أحب أسويها دايماً لليلى وأسماء ..
شادن : بس الشغالات يجهزون أنواع من الحلويات كل يوم ..
أمل باعتراض : لا أنا نفسي أسوي هذي , سهله مررره وما تاخذ وقت أبد .. وبأمر ساخر .. طلعي الزيت يا بنت ..
شادن بخوف مصطنع : حاضر يا مولاتي ..واتجهت إلى أحدى الخزانات وأحضرت قنينة الزيت ووضعتها مع الأشياء الأخرى وأما أمل اتجهت إلى الثلاجة وأحضرت منها اللبن الرائب ووضعته هي الأخرى على الطاولة ..
شادن بذات الخوف المصطنع : شيء آخر تريدينه يا سيدتي ..
أمل بتكبر مصطنع : نعم أحضري لي السمسم الأبيض ..
ضحكت الفتاتان على المشهد الساخر ..
عقدت شادن حاجبيها بتفكير وقالت : ما أدري فيه هنا ..وضعت سبابتها على صدغها و تحاول التذكر ..أممممممممم ..وأكملت .. إيوه أظن مع البهارات ..
تحركت أمل إلى خزانة البهارات وأخرجت السمسم الأبيض بالإضافة إلى السكر ووضعته إلى جانب الأشياء الأخرى..
شادن بهدوء : كل الأغرض موجوده صح ..
هزت أمل رأسها إيجاباً وأكملت : بس بولع الفرن ..أوقدت الفرن على الحرارة المتوسطة وأغلقتها وأخذت سلطانية عميقة وأكملت كلامها .. تبين تتعلمينها ..هزت شادن رأسها إيجاباً.. طيب شوفي أول شيء حطي الحليب السايل كله..فتحت علبة الحليب ووضعتها بالكامل.. وبعدها حطي عليه كوب لبن..ملأت كوب من اللبن ووضعته.. وكوب سكر..وأخذت كوب آخر بنفس الحجم وملأته بالسكر ووضعته.. وبعدها تحطين الزيت ..
قاطعتها شادن بتساؤل : كل الأشياء على نفس المقدار يعني كوب ؟؟..
أمل بموافقة : إيوه صحيح , المهم الزيت تقرياً ثلثين الكوب ..ملأت ثلثي الكوب بالزيت ووضعته.. وحطي فانيليا شوي عشان نكهة بس ..وأمسكت بملعقة وملأت نصفها بالفانيلياء.. وأخلطيها بالخفاقة اليدوية ..أمسكت بالخفاق اليدوي وخفقتها لثواني حتى تجانست وأكملت.. بعدها حطي كوب دقيق وملعقة كبيرة باكنج بودر وتخفقينه شوي..ملأت كوب جاف بالدقيق ووضعت عليه ملعقة كبيرة مليئة بالباكنج بودر وأضافته للخليط وخفقته لثوانٍ أخرى.. وكمان نحط كوب ثاني دقيق ونخلطه ..ملأت كوباً آخر من الدقيق ووضعته على السابق وخلطت المزيج جيداً .. والحين نحط عليه إما تمر ولا زبيب ولا فواكه مجففه ..وسألت شادن .. إيش يعجبك إنتي ؟؟
شادن : عادي أي شي ما تفرق .
أمل : طيب خلاص تمر يطلع حلو ..سحبت درج يحتوي على التمر وأخذت منه بضع تمرات وأخرجت النواة منها وقطعتها إلى قطع صغار ووضعتها على الخليط وحركته بخفة وسكبت المزيج في الصينية المدهونة بالزيت والمنثور فوقها قليل من الدقيق وأمسكت بعلبة السمسم الأبيض ونثرت منه على وجه الكعكة وحملتها متجهة إلى الفرن .. شادن بالله افتحيلي الفرن ..
شادن بانصياع : ok ..تذكرت وأوقفت أمل بتساؤل.. لحظة لحظة ليش ما فيه بيض على الكيكه؟؟
هزت أمل رأسها بالنفي وأكملت: لا أسويها بدونه عشان ما تعجبني زفرت البيض ..كانت شادن تهم بمقاطعتها ولكنها بادرتها بالتفسير قبل أن تسأل..بتقولي حطي فانيليا بقلولك موب كلها الأنواع مثل بعض يعني شي يبعدها وشيء مثل عدمه ..سارت باتجاه الفرن وفتحت لها شادن الفرن..
وضعت أمل الصينية بعيداً عن النار وتركت الحرارة على المتوسط ..
ورفعت الأشياء لأماكنها المخصصة بمساعدة شادن وحملت الأكواب ووضعتها في المغسل و غسلتها ونشفت يدها وسألت شادن ..
أمل : شادن أسوي قهوة ؟؟
شادن : إذا تبين سوي ولا أقول للشغالات يسوونها ..
أمل باعتراض : لا أنا بكمل جميلي و أسويها .. نهضت وصنعت القهوة وتركتها تغلي على النار وجلست مع شادن بانتظار ما صنعتا ..
********************************
لبست أمل شالاً على رأسها باللون الوردي على لباسها المكون من قميص وردي بنقوش بيضاء وتنوره بيضاء ..
وبعد أن تأكدتا من برودة الجو خرجتا وكانت الشمس مازالت في الأفق ولكنها كانت دافئة ..
جلستا على المقاعد المقابلة للمسبح وهما تستمتعان بالمناظر حولهما حيث كانت أمل تجلس مواجهة للمسبح ومولية ظهرها للمنزل و شادن تجلس على يمينها حيث يكون المسبح على يسارها ..
بادرتها أمل بالسؤال : أقول شادن وين أمي ؟؟
شادن بهدوء: سمعتها تقول لأبوي معاها مشوار ساعة وجايه والحين يمكن لها ربع ساعة من خرجت ..
أمل : أهااا ..
أقتربت شادن من الطاولة تناولت قطعة من الكعك أكلتها هزت رأسها وأغمضت عينيها بحركة تمثيلية وقالت : أمممم إنها رائعة .
ضحكة أمل عليها : أعجبتك ..
شادن : مرررره نايس ..
صمتتا قليلاً ثم تكلمت أمل بما يدور في خلدها منذ مدة ..
أمل بتساؤل : شادن ليش طارق ما تزوج بعد زوجته الأولى ؟؟
شادن باستغراب : ومين قالك أنه تزوج من قبل ؟؟
أمل بتوضيح : مره سألت أمك إذا كان عندها بنات وقالت ..وذكرت لها ما دار في السيارة .. عشان كذا ودي أعرف ليش أمي تكدرت ذاك اليوم ..
تنهدت شادن وأكملت بحزن : شوفي هو تزوجها زواج عادي يعني أمي شافتها وأعجبتها وخطبها طارق وتزوجوا بس اللي صار بعد كذا ما أحد يعرفه غير طارق بس أتذكر وقتها كنت ما أمشي وأغلب الوقت طفشانه وتعبانه عشان كذا ما أعرف إيش إللي يصير بس أتذكر إنها كانت ما تهتم بالحجاب وبالذات بين شباب عايلتها ..
أمل بذهول : كييف يعني ؟؟ تكشف عليهم ..
شادن بهدوء : لا أكثر من كذا تخيلي عرفت أنها تجلس معهم بملابسها بدون حجاب وأحياناً تخرج قدامهم بالبجايم ..
أمل بغير تصديق : يشيخة شكلك تمزحين أصلاً فيه أحد كذا ..
شادن بحماس : والله إنها كانت كذا ..تذكرت و تنهدت.. الله يرحمها , المهم تخيلي مره كانت طالعة وشفتها بعباية كأنها فستان سهره ومكياج صارخ وكملت بعطرها اللي ملا الصاله بكبرها وقفتها وقلت لها "وفاء حرام تخرجين كذا تصيرين زانيه" تخيلي بإيش ردت علي ..
أمل بذهول واستغراب سألت : بإيش ردت عليك ؟؟
شادن بهدوء : كــــــــــف ..

على الشرفة المطلة على المسبح أقفل السماعة بعد أن اتصل ليخبر السكرتير عن عدم رغبته في الحضور لأمر طارئ فهو يريد أن يتوجه إلى مركز الشرطة ليبلغ عن الحادث رغم عدم اقتناعه بالأمر, وضع مرفقيه على الشرفة وهو يفكر كيف سيبعد أمل عن عائلته بعد أن تعلق بها الجميع وهو قد أخبرها مسبقاً أن تبعد عن أخواته ولكنها عصته أصبح في نظره كل النساء خونه وحقودات ولا يؤمن جانبهم أبداً ..تنهد واستغفر وأغمض عينيه ليتمتع بالهواء ولكنه سمع ما دار بين الفتاتين حتى وصل سمعه إلى كلمة "كـــــــف" كانت كفيلة بتفجير سيل الذكريات الأليمة وانهمرت عليه وكأنها شلال مندفع ..
******
خرج من دوامه المسائي مبكراً لأنه كان يشعر بالإرهاق فتح باب الصالة ودلف إليها وعندما انتصف المسافة توقف مذهولاً عندما سمع و رأى ما حدث ..
ثارت ثائرته وكاد يفقد أعصابه من الغضب واستحالت عيناه بلون الدم تقدم وهو يحاول تفريغ غضبه في الأرض حتى كادت تتكسر تحت قدميه حتى وصل أمامها وكانت تقف مذهولة هي الأخرى وقد غلب عليها الخوف فهي تعلم كم يحب أخواته ويعتز بهن ..
توقف أمامها ورفع يده واستقرت على خدها وأكمل ببرود كالصقيع وقد لاحظ نظرات الحقد في عينيها : على غرفتك يلاااا ..
انصرفت من أمامه بسرعة الريح واستدار لأخته الجالسة على مقعدها المتحرك والتي أنزلت رأسها ودموعها تتساقط في حجرها ..
هدأت موجة غضبه من جهة وثارت موجة حنانه من جهة أخرى جلس أمامها على الأرض وأمسك بركبتيها ورفع بأصابعه رأسها المليء بالدموع وحدثها بحنان جارف : شدون عمري لا تبكين ولا ترى الحين أروح أقتلها ..وتكلم بهمس حنووووون..كل شيء ولا دمعتك الغالية..ومسح دموعها من خديها وابتسم لها وردت له الابتسام .. رضيتي الحين ولا أرد الكف ألف ..
هزت شادن رأسها بإيجاب وهي مبتسمة : لا رضيت خلاص ..
تنهد براحة ساخره : أأأأهـ الحمد لله رضيت الليدي شادن ..وضحك بمرح فضحكت معه..
***
في اليوم التالي هاتفته وفاء وهو في المستشفى وأخبرته أنهما معزومان عند عائلتها وأنها ستسبقه إلى منزل أهلها ..
أقفل منها وتذكر كيف حاولت إرضاءه في الليلة السابقة ورضي ولكن بعد أن تعتذر لشادن فوعدته بذلك فرضي , هو يقر في نفسه أنه لا يحبها ولكنه متعود على وجودها ..
أنهى أعماله قبل الصلاة وخرج برفقة صديقه سلطان إلى مسجد المستشفى وتفرقا عند الباب ..
أوقف سيارته في موقف السيارات وسار باتجاه مجلس الرجال دلف وسلم على الجالسين و جلس على يمين والد زوجته وكان على يساره مكان فارغ والكنبة التي تليها يجلس ماجد ابن عم زوجته ..
كانت أحاديث الجلسة يغلب عليها الطابع الاقتصادي وكان مملاً بالنسبة لطارق ولكنه كان يجيب إذا سُؤل ويصمت بعد ذلك ..
بعد انقضاء نصف ساعة سمع والد زوجته يتحدث بالهاتف ولم ينتبه إلا لآخر جملة "خليها تجي محد غريب ".. بعد أن أغلق السماعة بدقائق دخلت فتاة جميلة بأنوثة طاغية ترتدي قميصاً باللون الأحمر بربع كم والذي انعكس مع بياض بشرتها بفتنة بالإضافة إلى تنوره من الجينز باللون البيج تصل لمنتصف الساق وحذاء أحمر (تكرمون) بشرائط حريرية ملتفة على ساقين بلون الزبد الطري..
لم تكن الفتاة سوى زوجـــــــــتـــــــــه احتقن وجهه وأصبح أســــــــود وأصبحت عيناه كلون قميصها ..رأها وهي تصافح كل الموجودين من أبناء عمومتها إلى أبناء خالاتها وأخوالها وفي الأخير جلست على يسار والدها بالقرب من ابن عمها ماجد الذي ينظر لها بافتتان أمام ناظريه ويمسك بيدها ويتحدث معها وتضحك له والمصيبة الأعظم أن والدها ينظر لها كأن شيئاً لم يكن , حاول أن يروض غضبه ويهدئ من أعصابه ولكن رأى ما أثارها مرة أخرى وجعله ينهض بحدة و يتقدم منها ويمسكها من معصمها بقوة كادت تكسر رسغها ومشى بها إلى خارج المجلس وهو يجرها جراً وهو يقصد أن يهينها كما أهانت رجولته ومنظرها يزدحم في خياله وهي تضحك بصوت عالي وتضرب ابن عمها على كتفه وكأنه أقرب قريب لديها..
وقفا في الشمس ونظر لها مطولاً وهو صامت يريد تفسيراً لما حدث ولكنها كانت تنظر له بعين البريء الذي لم يرتكب جرماً وعندما طال الصمت سألها بهدوء مغاير البراكين الثائرة في جوفه : ممكن تفسرين لي إللي صار ؟؟
وفاء بهدوء وعلامات الألم على وجهها : أول شيء ممكن تترك يدي بنتكسر ..تركها بطريقة تدل على اشمئزازه منها وقد تحلق الاحمرار حول معصمها فأمسكت به تدلكه حتى تبعد الألم والاحمرار وأكملت ببراءة لا تناسب ما حدث ..ثاني شيء ما سويت حاجه غلط ..
رفع طارق حجبه الأيمن بسخرية وابتسامة ساخرة تعلو شفاهه التي لم يلطخها سواد التبغ : ما سويتي شيء غلط هه مرره بريئة ..وأكمل بجديه.. بعدد لك الأخطاء اللي شفتها فيك , أول شيء طالعة للرجال بدون حجاب ..كانت ستقاطعه ولكنه أوقفها بكلمة .. انتظري أكمل كلامي ..وأكمل.. ثاني شيء لبسك ..هز رأسه علامة النفي .. ما يصلح تخرجين فيه قدام حريم كيف تخرجين فيه عند رجــــــــــال وأجانب بعد , ثالثا تسلمين عليهم وأكيد تعرفين أنه حرااااااام تصافحينهم , رابعاً تضحكين مع ولد عمك ويمسك يدك كأنه ولا بلاش ..أمسك ثوان عن الكلام وأكمل.. والأدهى والأمر إنك تضحكين بصوت عالي وتضربين ولد عمك من زود الميانه ..وصرخ .. ممكن تفسرين هذا الكلام اللي أي رجال فالدنيا مستحيل يرضى فيه ..
وفاء بهدوء : شوف صح إني أخرج عندهم بس أنا أعتبرهم أخواني كلهم وهم برضو حتى شوف بابا ما قال شيء ..
أغضبه كلامها بدلاً من تهدئته وتكلم بين أسنانه : إذا إنتي تشوفينهم اخوانك هـــــم ..صرخ.. لااااااااا أنا رجـــــال وأعرف إيش يدور فبالهم ..صمت قليلا وأكمل.. إذا أبوك يشوف أنه عادي هذا الشيء فأنا ..صرخ.. لاااااااا أنا موب ديــــــــــــوث ..
نظرت له بحقد وانصرفت فقال بصوت عالي وبأمر : بعد الغداء مباشرة أشوفك فالسيارة ورجع إلى المجلس ..
أمضى بقية الوقت إلى الغداء بصمت وضيق تجلى على قسمات وجهه وانعكس ذلك على الجميع ..
عندما ركب السيارة نظر لها نظرة خاطفة ولاحظ ذات النظرة في عينيها ولم يعرها اهتمام أمرها بصوت حاد أن تغطي وجهها ..
***
مر على الحادثة أسبوع كان يتكلم معها برسمية ولكنها هي لم تنفك عن مصالحته ولكنه لازال يرى تلك النظرة في عينيها ..
***
بعد أسبوع ..
دخل بعد العشاء سلم وجلس ولكنها كانت تتحدث في الهاتف وكانت على وشك الإغلاق وسمع منها آخر جملة قبل أن تغلق وترد عليه فنهضت وذهبت وأثر كلمتها باقي "خلاص الأغراض وصلت مشكور"
بعد دقائق استرخى فيها على الصوفا وهو يشاهد التلفاز دخلت إليه وهي تلبس قميصاً بلا أكمام باللون البرتقالي وبنطلوناً من الجينز باللون الكحلي يصل إلى أسفل الركبة وقد رفعت شعرها القصير بتاج صغير باللون البرتقالي .. كانت تحمل في يديها كوب كرستالي به عصير له شكل رائع وبألوان وطبقات متعددة يخترقه ماصة شفافة .. تقدمت إليه وهي تبتسم وفي عينيها تتأجج ذات النظرة ولكنها بتألق ولمعان مما عكس عليها جمال شرس ساحق قدمت له الكوب على منضدة صغيرة أمامه وجلست تقابله جلس و أمسك بالكوب وتذكر كلمتها "خلاص الأغراض وصلت مشكور" فسألها بهدوء : مين كنتي تكلمين قبل شوي ؟؟
توترت وفاء للحظة ثم وازنت نفسها حتى لا يلحظ عليها : كنت أكلم أخوي وافي ..
توترها لم يكن ليلاحظه أي شخص ولكن ليس طارق فهو لماح ونبيه لمثل هذه التصرفات أنزل الكوب من يده وهز رأسه بإيجاب وأكمل : إذا ما عيك كلافه ممكن كوب مويه ..
وفاء باستغراب وإصرار : ليش تبي مويه وعندك عصير إشربه تراه حلو ..
تيقن من إصرارها على شرب العصير أن هناك أمر ما وهي تعلم أنه لا يحب من أحد أن يصر عليه بفعل أمر ما فقال بتحايل : لا بشرب العصير بس جيبي مويه أبي آخذ بندول بعده ..
انصاعت لطلبه ونهضت متجهة إلى المطبخ بينما اتجه هو إلى المغاسل وسكب العصير على يده حتى وانساب بين أصابعه ولم يتبقى من العصير في يده شيء ولكنه وجد ما شك في أمره فقد وجد حـــــــــبه متآكلة الأطراف بسبب العصير قلبها بين أصابعه فلم يرى أثر لكتابة أو أي شيء أخذ قطعة منديل ووضع الحبة فيها وغسل يديه بهدوء تحته عاصفة من الغضب أخذ المنديل ووضعه في جيب ثوبه وخرج متجه إلى باب الجناح ولكنه رأى زوجته تتقدم منه لتعطيه كوب الماء ولكنه لم يعرها بالاً وانطلق متجهاً إلى المستشفى و خصيصاً لقسم المختبرات طرق الباب ووجد الدكتور المناوب المختص بالمختبر ودلف وسلم عليه ورد عليه الدكتور ..
طارق بجدية : دكتور بسام أبي منك تفحص شيء ضروري ويكون ســــر بيني وبينك وأتمنى ما يطلع من هذا الباب ..وأشار إلى باب المختبر ..
هز دكتور بسام رأسه بإيجاب ورد باقتضاب : حادر يادكتر تارئ ’باللهجة المصرية’
مد له طارق بالمنديل فأمسكه الدكتور وفتحه ووجد الحبة المتآكلة الأطراف وضعها على شريحة زجاجية وثبت الشريحة في المجهر وأخذ يدير الأزرار تارة يمينا وتارة شمالاً يرفع الشريحة تارة وينزلها أخرى حتى اكتشف أمرها وفتح عينيه باتساعها وألتفت إلى طارق وقال كلمة واحدة هزته بعنف وخرج وكأنه منوم مغناطيسياً من أثرها وقاد سيارته وهو لا يعلم أين ستذهب به ..
توقف آلياً أمام منزلهم وترجل وسار إلى جناحه وهو خائر القوي وعندما فتح الباب رآها وكأنما وجهت له صفعة قوية أيقضته مما كان فيه تقدم منها وهز أكتافها بعنف وأوقفها بعد أن غرز أظافره في أكتافها وقال بغضب عاااارم : مخدراااااااااااات ليش تعطيني مخدرااااااااااااات ..صرخ بصوت عالي .. ليييييييييييييييش ؟؟
لم تنبس ببنت شفه بل أبعدت يديه عنها بعنف وأمسكت هاتفها وضغطت مرة واحدة أي أنه آخر رقم اتصلت عليه وقالت كلمة واحدة : تعال بسرعة..
ودخلت وخرجت وهي تلبس العباءة أمسك يدها قبل أن تخرج وقال بغضب : ويـــــــــــن رايحه ؟؟
جرت يدها منه بعنف وصرخت : مــــــــــــالك دخـــــــــــــل ..
خرجت بسرعة وخرج خلفها يناديها ولكنها سبقته إلى ركوب السيارة الواقفة أمام الباب وانطلقت السيارة بسرعة ..
حوقل في نفسه واسترجع واستدار عائداً إلى المنزل ولكـــــــن لم يكمل دورته حتى سمع صوت اصطدام بصوت يصم الآذان خرج بسرعة وركب سيارته وانطق حيث الصوت وهناك وجد المصـــــــيبة العظمى
زوجـــــــــــــته ومــــــــــــاجد في الحادث ولكن الأعــــــــــظم من ذلك أنـــــــــــها بين يديـــــــــــــــــــه ميــــــــــــــــــــتة ..
*******
مسح وجهه وعينيه يريد أن يبعد ذلك المنظر عن مخيلته ولكنه لا يستطيع لقد نقش في رأسه نقشاً ..
أنزل رأسه ولم يجد أحداً في الحديقة نزل من السلم الموصول بالشرفة إلى الحديقة وجلس على مقعد أمل دون أن ينتبه وأمسك إحدى قطع الكعك وأكلها فأعجبه طعمها وتمتم "هذا موب طعم أكل الشغالات و شادن ما تعرف أجل ما فيه غيرها "عندما وصل تفكيره لهذه النقطة وضع المتبقي من القطعة التي في يده في الصحن ونهض ليذهب إلى مركز الشرطة ...
********************************
مضى بقية اليوم بلا أحداث سوى حضور شهد واستعداد أبو طارق للسفر ليوم الغد ..
*******************************

في صباح اليوم التالي ...
الساعة السابعة ..
كان يقف الجميع عند الباب لتوديع والدهم الذي ركب السيارة التي يقودها السائق وانطلقت به إلى المطار متوجه إلى دبي ..
بعد دقائق ..
كان الجميع يجلس بصمت وقطعه صوت رنين هاتف طارق الخلوي نظر للشاشة للحظة ثم رفع السماعة ..
تكلم مع المتصل لثوانٍ وأقفل السماعة ببرود وتنقل بنظره للجالسين حوله بدأً بأمه ثم شادن ثم شذى ثم تكلم بهدوء
طارق : الشرطة الحين بلغوني أنهم حصّلوا اللي صدم الولد لكنه أنكر أنه صدمه وأنا أقول تتنازل أفضل لأن ما عندها أي دليل ..
أم طارق بحنق : ليش ينكر عساه اللي مانيب قايله وبعدين أنت الثاني ليش تتنازل هذا حق و((الساكت عن الحق شيطان أخرس)) ..
طارق : بس يمه ..
أم طارق بحده : لابس ولا شي هذا شيء راجع لأمل ..استدارت وأمسكت سماعة الإنتركوم وضغطت رقم جناح الضيوف وبعد لحظات صمت تحدثت بهدوء.. صباح الخير يمه ..
أمل بابتسامة : صباح النور يا الغالية .
أم طارق : أخبارك حبيبتي اليوم ..
أمل : الحمد لله يمه أنا طيبه .. وأنتي شلونك ؟؟
أم طارق : الحمد لله ..أمسكت عن الكلام لثوانٍ وأكملت بجدية ..أقول يمه الرجال اللي صدم ولدك حصلوه لكنه أنكر أنه صدم أحد ..
أمل بجدية : طيب والحل ..وأكملت بحزن ..لازم آخذ حقه يمه ..وبإصرار.. لااازم ..
أم طارق بمؤازرة : حقك يا بنتي بس كيف ..رفعت نظرها لطارق الذي يشير لها بأنه سيناقشها في الأمر وأكملت.. يمه أمل خذي كلمي طارق يتفاهم معك..
أمل بتردد وخوف : بس يمه ..
أم طارق بحنان : معليش يابنتي للضرورة تفاهمي معه تراه مثل أخوك خذي كلميه..ومدت السماعة لطارق..
تضايق طارق من كلمة ’مثل أخوك’وأخفى ضيقته وتحدث بجدية : السلام عليكم ..
أمل بجدية هي الأخرى وبصوت قوي لا خنوع فيه ولكن لم يمنع ظهور بحتها المميزة : عليكم السلام ..آمر أخوي
طارق باستهزاء مبطن لم يفهمه سواها : ما يامر عليك عدو أختــــي ..مد الأخيرة باستهزاء ثم أكمل بجدية .. اللواء اتصل وبلغني إن صاحب السيارة اللي بلغنا عنه أنكر التهمه فأيش الحل ..
أمل بتوتر : ما أدري ..صمتت للحظات تتذكر وأكملت..بس اللي أتذكره أن السيارة لونها أسود أكيد ما يكفي هالدليل ..
طارق : أممممم صح سيارته سوداء بس هذا موب دليل عليه ..وتساءل ..ما كان أحد فمكان الحادث غيرك صح ؟؟
صمتت أمل بخيبة أمل ولكنها سمعت عبر السماعة صوت أم طارق تقول : لا موب صحيح أنا وجولي وأكرم شفنا الحادث وصاحب السيارة بعد..
طارق بجدية : بس مستحيل تروحين مركز الشرطة وتشهدين ..
أم طارق : ليش ما أروح أشهد إيش فيها ..
طارق بعناد : لا مستحيل الناس إيش بيقولون عنا ..وكلم أمل بهدوء.. يا أخت أمل لازم تنسين الموضوع ..وتكلم بهمس لا يسمعه إلا هي .. بتروحين تفضحين نفسك ولدك بدون نسب يعني ولد ..وأمسك عن الكلام بقصد ..
أحست أمل بطعنة سامة مميتة في قلبها من أثر كلماته وجعلت قلبها ينزف ويتوجع وقالت بعناد أكبر : لا بروح آخذ حق ولدي وحآخذ الشغالة والسواق يشهدون ..
طارق بحدة وقد ارتفع صوته : ما تكفيك شهادة رجال واحد ومره وحدة شهادتهم نااااااااااااااقصه..
وقفت أم طارق بشموخ وقطعت الحديث الدائر بحدة : انا رايحة أشهد ..وسارت وهي تضغط أزرار الهاتف في يدها وسمعوها تقول ’ألو عبد الله’ ولم يسمعوا المتبقي من كلامها ..
غضب طارق وقال بحدة لأمل الصامتة في الطرف الآخر : أنا أمي آخر زمن تروح مركز الشرطة وعشان مين عشان عيال شوارع ..وأغلق السماعة بعنف وهو يتنفس بقوة من الحنق والضيق ..
نطقت شادن الصامتة من أول الحوار وقالت بتأنيب : حرااام تقول عنها كذا تراهـــ..
قاطعها طارق بحدة قلما تظهر لأخواته : انكتمي إنتي الثانية ..ونهض بحدة وسار باتجاه باب الخروج ..
نظرت له شادن بغرابه وهي حانقة من تصرفه الذي في رأيها ليس له من داعي ونهضت متجهة إلى جناح الضيوف حيث أمل ..
أما أمل كانت ممسكة السماعة بذهول من كلام طارق الأخير وبقيت للحظات لم تستوعب الكلام ولكنها في الأخير استفاقت من ذهولها بدخول شادن الذي ظهر الغضب عليها وعلى حركاتها الغاضبة فظنت للحظة أنها بسبب ذهاب أمها لمركز الشرطة بصحبتها ولكن أبعدت هذه الخاطرة عن رأسها فليس كل الناس طارق ..
حاولت أمل أن تبدو طبيعية وسألت شادن بهدوء : شدون إيش فيك شكلك زعلانه ..وأكملت بحذر ..عشان أمك بتروح معي مركز الشرطة ..
هزت شادن رأسها باعتراض وأكملت : لا بالعكس أبيها تشهد معك بس..أكملت بحزن وحنق .. طارق عصب علي وزعلانه عليه عشان الكلام اللي قاله لك ..
أمل ابتسمت بحزن : ما عليك يا عمري لا تكدرين خاطرك سمعت من الناس أقوى من ذا الكلام ..وأكملت بترضية.. الوجه الحلو هذا ما تناسبه هذي التكشيره ..وهي تمرر سبابتها بين حاجبي شادن المعقودتين وابتسمت لها..
ابتسمت لها شادن بحب وقالت : الله لا يحرمني منك ..
أمل بحب : ولا منك يا عمري ...
******************************
عند الساعة العاشرة تحركت سيارتان متجهتان إلى مركز الشرطة وكان في السيارة الأولى طارق والذي يفرغ غضبه في أمساكه للمقود بقوة حتى ابيضت مفاصل أصابعه , و تعقيده لحواجبه ..و بمقعده المجاور أمه التي يظهر عليها الهدوء وخلفها تجلس أمل المتوترة والخائفة والفرحة في آن واحد فهي ستحقق وصية أمها في أخذ ثأر ولدها من أبيه << شوي وتفهمون قصدي
ولكن لم يظهر عليها إلا السكون بل السكون المميت ..وفي السيارة الأخرى السائق أكرم وزوجته جولي ..
***
بعد عشر دقائق توقفت السيارتان في مواقف السيارات التابعة لمركز الشرطة وترجل الجميع وتقدموا من المبنى ودلفوا إليه وتفرقوا في الأماكن المخصصة للانتظار ..
بعد دقائق سمح لهم بالدخول فدخل طارق ووالدته بالإضافة إلى أمل وترك السائق وزوجته في الانتظار لوقت إدلاء الشهادة ..
دلفوا وألقوا التحية وجلس طارق على الكرسي المقابل لمكتب اللواء بعد أن صافحه , أما أمل وأم طارق فجلستا في المقاعد البعيدة عن المكتب ..
بادر طارق الحديث برسمية وجدية زادت من هيبته أضعاف : طال عمرك أم الطفل إبراهيم حضرت..وأشار إلى أمل .. تبلغ بنفسها ومع الشهود على الحادث .
هز اللواء رأسه بإيجاب : كويس , طيب يا أم إبراهيم ممكن تعطينها أوراق الهوية أو كرت العايلة لك و لولدك لو سمحتي عشان نسجل البلاغ بإسمك ..
ردت أمل بجدية وبصوت قوي لا خنوع أو رقة فيه : طال عمرك هذا سبب ثاني لحضوري غير الحادث أنا جايه أبلغ عن أبو إبراهيم ولدي << فهمتوااا
علت الدهشة على وجوه الجميع ..
أكملت أمل بذات النبرة لكن تخللها قليل من الحزن الذي فاض من قلبها : قبل سنتين وستة شهور بلغت زوجي إني حامل فاتهمني بشرفي ورماني في الشارع قدام الناس وطلقني رحت عند أبوي لكنه سمع كلام الناس عني وطردني .. ولما ولدت إبراهيم رفض أبوه أنه يضيفه أو يعطيني ورقة طلاقي ..صمتت لثواني وأكملت..سنتين أنا وولدي بدون هوية وما كان عندي أي إثبات أواجه أبو إبراهيم به وأبوي طردني مرتين بدون ما يعطيني أي إثبات لي والحين عندي تحليل الـ d.n.a لإبراهيم ولدي ..وأخرجت الملف من حقيبتها ومدت به لأم طارق والتي هي الأخرى مدت به لطارق والذي هو بدوره وضعه على المكتب أمام اللواء وأكملت حديثها .. وهذي نتيجة التحليل ..
توقفت أمل عن الكلام وأنزلت رأسها وغرق المكان في صمت مطبق للحظات وقطع الصمت اللواء بصوته الجهوري : يعني أنتي جايه تبلغين عن قضيتين الأولى نفي نسب وقذف من طليقك والثانية قاتل ولدك ..هزت أمل رأسها بالموافقة .. أكمل اللواء كلامه .. طيب أحنا حنبدا بالقضية الثانية لأن الجاني موجود وبعد ما ننهيها ناخذ بيانات طليقك ونحضره ..
أجاب طارق ببرود : اللي تشوفه طال عمرك ..
ضغط اللواء على زر النداء وتكلم : يا عسكري جيب المتهم ..
أجاب الطرق الآخر : حاضر طال عمرك ..
أغلق اللواء الجهاز بضغطة أخرى ..
وبعد لحظات طرق الباب ورد اللواء : أدخل ..
ألقى الشرطي التحية العسكرية بيمينه وبيساره كان ممسك بالمتهم الذي أوقفه ثم أنصرف مغلقاً الباب خلفه ..
رفعت أمل رأسها لترى قاتل ابنها ولكن لم يظهر وجهه بسبب خفضه لرأسه ولكن انتبهت لهيئته لم تكن غريبة نبض قلبها بعنف لهذه الخاطرة وسمعت صوت اللواء يقول للمتهم : هذي أم الطفل جايه بنفسها تبلغ عنك ..
رفع الرجل رأسه والتفت إلى جهة أمل حيث أشار له اللواء ..
رأته أمل فوقفت بحدة وقلبها ينبض بسرعة وهتفت بصوت منخفض ولكنه مسموع ((ســــــــــــــعـــــــــــود))
****
رُفعت الرايات ولمعت السيوف وتقابل الجيشان وأصبحت الحرب بين كر وفر أنتصف النهار والمعركة لا تزال قائمة كثر القتلى وارتوت الأرض من دماء الضحايا حتى قاربت الشمس للمغيب فسقطت راية الأمل واستمرت راية الألم عالية مرفرفة وأعلن الألم بغطرسة أنه المنتصر ((وانسحبت جيوش الأمل)) ..
*****************************

نهايــــــــــــــــ الجزء التاسع ـــــــــــــــــــــة


..
..
..

 
 

 

عرض البوم صور بياض الصبح   رد مع اقتباس
قديم 10-07-11, 08:20 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ملكة جمال ليلاس وملكة سحر الخواطر



البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 183892
المشاركات: 11,112
الجنس أنثى
معدل التقييم: بياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالق
نقاط التقييم: 2930

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بياض الصبح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بياض الصبح المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 


&< ~^((الجزء العاشر))^~ >&

~[(عودة الألم)]~


هتفت أمل بصوت منخفض ومسموع : ((ســــــــــــــعـــــــــــود))
التفت لها الجميع باستغراب وحتى المتهم نفسه ..
وأكملت بتأكيد وهي تشير بسبابتها إليه : هذا سعود ..
سأله اللواء باستغراب من معرفة أمل به : صحيح اسمك سعود ؟؟
..هز سعود رأسه بإيجاب..
أدار اللواء رأسه إلى أمل واستفسر منها أمام نظرات أم طارق المستغربة ونظرات طارق الحاقدة وسألها : تعرفيه ؟؟
هزت أمل رأسها بإيجاب وأجابت بهدوء منافي لنبضات قلبها السريعة : إيوه هذا طليقي وأبو ولدي ..
نفى سعود بحدة : أنا ما أعرفك ليش تتبلين علي ؟؟..
اندهشت أمل من إنكاره وعندما أرادت التحدث وصلها سؤال اللواء الذي يسأل عن أسمها حتى يوضح له هل هي صادقة أم تخدعه ..
أجابته أمل بهدوء وهي تنظر لسعود بحقد لم يظهر له بسبب تغطيتها لعينيها بالغطاء وأحست بالصداع وبالغثيان لمجرد تواجده معها في مكان واحد : أسمي ((أمل إبراهيم ناصر الـ....... ))
تفاجأ كل من سعود وطارق من الاسم وكل واحد منهما اتجهت أفكاره باتجاه
فسعود حدث نفسه قائلاً "أكثر من سنتين ما أعرف عنها شيء والحين رجعت ورجعت بمصايبها معها"
أما طارق فكان مندهش من اسمها وتمتم بهمس "يا الله تقرب لنا ومن نفس عايلتنا بعد "
سأل اللواء سعود بهدوء : عرفتها ولا عندك شك ؟؟..
أجاب سعود بتوتر وتردد بين الإثبات والإنكار فكان لا مجال له من الإنكار : إيوه عرفتها كانت زوجتي ..وأكمل بانفعال.. بس الولد موب ولدي هي تتبلى علي ..
التفت اللواء يحدث أمل التي مازالت واقفة من الصدمة : يا أم إبراهيم القضية على المتهم صارت قضيتين يعني المتهم سعود هو نفسه اللي نفى نسب ولده وقذفك وكمان قتل ولدك ..
هزت أمل رأسها بإيجاب بعد أن جلست فلم تقوي أن تتحمل إنكار سعود مرة أخرى لولده وأكملت : نعم طال عمرك ..
التفت اللواء إلى سعود الواقف والمذهول من الكلام الذي يقال وسأله بلهجة خشنة : عندك اعتراض يا أخ سعود ؟؟
هز سعود رأسه بإيجاب وأردف بصوت عالٍ معترض : ليش قضيتين هي في وحدة عشان تصير ثنتين ؟؟
أخبره اللواء ببلاغ أمل ورفعها لدعوتين واحدة ضده والأخرى لقاتل ولدها والذي هو أيضاً متهم بها ..
ولكن سعود رد بإنكار كاذب : بس أنا ما صدمت ولدها ..
اللواء بتوضيح : بس فيه شهود يقولون أنهم شافوك ..
أنزل سعود رأسه فلم يعد لديه أي اعتراض
طلب اللواء من الشرطي مناداة الشهود فدخل السائق وزوجته ..
سأل اللواء : هذولا الشاهدين بس كذا الشهادة ناقصة
ظهر الفرح على سعود ولكن خاب أمله عندما تحدث طارق الذي لزم الصمت منذ مدة : لا موب هذولا بس فيه الحرمة هذي ..وأشار إلى أمه الجالسة بقرب أمل وأكمل.. يكملون حرمتين ورجال
هز اللواء رأسه بموافقة وأمر الشاهدون بالتقدم لإلقاء اليمين فأقسموا على أنهم ليقلون الحق فسألهم واحداً واحداً
تقدم السائق أولاً وسأله اللواء : هل أنت شفت هذا ..وأشار إلى سعود الواقف والمخفض رأسه .. لمن صدم الولد ؟؟
أجاب السائق بعربيته المكسرة : إيوا سير أنا في شوف هزا سدم ولد بأدين في روح بسرأه "إيوه سيدي أنا شفت هذا صدم الولد بعدين راح بسرعة "
هز اللواء رأسه وأمر الكاتب أن يكتب الشهادة وأمر السائق أن يوقع على شهادته ..
وأكملت الإجراءات على نفس النمط وبعد إدلاء الشاهدون رفع اللواء رأسه لسعود وقال باستهزاء وبصوت حاد : والحين عندك اعتراض ؟؟
نفى سعود بهزة من رأسه وأكمل : لا , صح صدمته ..وأكمل بإنكار.. بس مهوب ولدي ..
أشار اللواء للسائق وزوجته بالخروج بعد أن انتهى المطلوب منهما فخرجا..وتكلم يقصد سعود : هذا الشيء موب إنت تثبته إذا ولدك ولا لا ..وأدار رأسه إلى طارق وسأله .. إيش رايك يا دكتور طارق ؟؟
طارق بهدوء : مزبوط إثبات إنك أبوه ولا لا يكون بتحليل الـ d.n.a أو البصمة الوراثية إذا تطابقت تكون أبوه ..
تكلم سعود بخبث وهو ينظر لأمل :لحظة لحظة وإذا ما تطابق التحليل أصير مانيب أبوه ومالي دخل فالموضوع ..
اللواء بضحك هازلة على تفكير سعود السطحي والتافه : ههههه لا , تحليل
الـ d.n.a يثبت بس ما ينفي ..
سعود سأل بغرابة وغباء : كيف يعني ؟
اللواء بصبر وتفسير : يعني إذا تطابق تكون أنت أبوه وإذا ما تطابق برضو ما ينفي أنك تكون أبوه يعني احتمال تكون أبوه حتى لو ما تطابق ..
سعود بفهم : أها ..
اللواء : إذا أثبت إنك أبوه معاكم حلين وهذا تتفقون فيه أنت وطليقتك والحلين هي إما تحلون الخلاف بينكم وتستغفر ربك على ذنبك وأكيد تعطيها الدية عن القتل الخطأ وإذا ما اتفقتوا على الحل الأول ما فيه حل غير تتحولون للمحكمة لحل القضية بالشهود الأربعة إن وجد أو باللعان .
سقطت كلمة اللعان على رأس أمل كالصاعقة فهي في حياتها لم تتخيل أن يصل بها الأمر إلى اللعان وحدثت نفسها "ياااااااااا الله كنت أقرا الحكم هذا وأقول كيف يوصل الزوجين لهذا الحد من الخلاف ما كنت أتوقع إني أنا بيصير لي هالشيء" ..
سعود باستغراب وتساؤل : اللعان ؟؟
اللواء : اللعان يا أخ سعود كثير من الناس ما يعرفونه بالرغم أنه واضح فالقرآن فسورة النور وهو إذا اتهم رجل زوجته أنها أتت بالفاحشة لازم يجيب أربعة شهداء ..توقف ليسأله .. عندك أربعة شهداء ؟؟
سعود هز رأسه نافياً : لا ما عندي ..
أكمل اللواء التوضيح : إذا وجد الشهداء في الحالة هذي يحبسها في بيته حتى تموت ,, أما إذا ما فيه شهداء مثل حالتكم مالكم شهداء إلا أنفسكم.
سعود بتساؤل : كيف من أنفسنا ؟؟
اللواء :يعني يعلن الزوج أربع مرات أن زوجته أتت بالفاحشة وفي الخامسة يدعي على نفسه باللعنة إن كان كاذب، وترد الزوجة بتكذيبه أربع مرات والخامسة تدعي على نفسها بغضب الله إن كان زوجها صادق، ويسقط حد الزنا عن الزوجة وحد القذف عن الزوج ويتفرقون أبديا ونسب الولد المشكك فيه لأمه طبعاً مثل ابن الزنا .
صمت اللواء وعم الهدوووء المكان لدقائق ثم أكمل : يا أم إبراهيم ويا أخ سعود عرضت لكم الحلين واختاروا واحد منها ..
هتفت أمل بسرعة وبصوت مرتفع قليلاً : الحل الأول ..
التفت لها الجميع في استغراب فخجلت من رفعها لصوتها وأحمر وجهها تحت الغطاء وأخفضت رأسها وأكملت كلامها تفسر بخجل : عشان حكم اللعان عظيم ويجلب غضب الله للكذاب ..صمتت لبرهة وخافت أن يظنوا أنها تكذب فأكملت بتبرير.. والله إني متأكدة أنه ولده حتى يشبهه .
اللواء يحادث سعود : أنا مع أم إبراهيم الحل الأول أسلم .. وأنت يا أخ سعود إيش رايك ؟؟
سعود بدناءة : ما عندي مانع رغم إني متأكد أنه موب ولدي ..
عجب الجميع من ثقته في الكلام ولم يعلموا أيشكون في أمل أم في سعود ..
أما أمل تجرعت الإهانة والقذف للمرة الألف وقالت في نفسها "حسبي الله ونعم الوكيل" .
اللواء : إذن إتفقتوا على الحل الأول وهذا الأسلم والأصلح عشان يبعد الشك وأتمنى حتى لو ظهرت النتيجة سلبية أنكم تتفقون بينكم وأكيد تعرفون أن المحكمة ما فيها أي تهاون فالأحكام صح الكلام هذا سابق لأوانه لكن أتمنى تاخذونه بعين الاعتبار ..وأدار رأسه لسعود وحدثه .. والآن تروح يا أخ سعود وتسوي التحليل والنتيجة طبعاً تظهر بعد ثلاثة أيام وترجع أنت وأم إبراهيم عشان نكمل الإجراءات .
سعود : إن شاء الله .
نهض الجميع وتوجهوا إلى خارج المكتب وخرجوا من المبنى إلى السيارة المركونة في الخارج وبعد أن تحركت السيارة غرقت في صمت مطبق ولم يسمع إلا صوت المحركات المنخفض حتى وصلوا إلى القصر وترجلتا منها أمل وأم طارق التي ودّعت إبنها ودعت له بالتوفيق ولحقت بأمل التي سبقتها بالدخول إلى القصر أما طارق فحرك سيارته باتجاه المستشفى .
في ذات الوقت كان سعود قد خرج من السجن بكفالة حتى يتم التحاليل المطلوبة ..
بعد المغرب ..
منذ أن عادت أمل من مركز الشرطة وهي حبيسة غرفتها مرة تبكي ألماً من همها ومرة ضيقاً ألم بصدرها ومرة تدعوا من الله الفرج وأخرى تجلس لتقرأ القرآن لتنفرج أساريرها ..
صلت المغرب وجلست لتكمل أذكارها ثم نهضت عندما سمعت طرقاً على باب الجناح وأخذت تمسح على شعرها لترتبه وفتحت الباب ووجدتها شادن وقد رسمت ابتسامة شقية على شفاها ولكن ما أن رأت شكل أمل الحزين حتى ذبلت ابتسامتها وسألتها بلهفة نابعة من خوفها ..
شادن بخوف : أمول حياتي إيش فيك ليش كذا عيونك حمراء ووجهك أصفر؟؟ ..صمتت قليلأ وتذكرت وسألت بشك .. أمول حصل شي فمركز الشرطة ؟؟
تكلمت أمل بهمس مُتعب : لا ما حصل شيء بس تعبانه شوي ..وتنحت قليلاً عن الباب وأكملت .. أدخلي .
دلفت شادن إلى الداخل وهي تتكلم بلهفة وبسرعة : حبيبتي من ويش تعبانه أقول لطارق يجي يفحصك ..تقدمت منها ووضعت يدها على جبينها..فيك سخونه ولا إيش ؟؟
ضحكت أمل بضعف وأكملت : ههههههههه , شادن ما فيني شيء بس مصدعة شوي لا تخافين الحين آكل بندول ويخف الصداع .
نظرت لها شادن بشك وأكملت : متأكدة أن ما فيك إلا صداع لا تخبين علي .
أمل بعد أن جلست وجلست بمقابلها شادن : لا يا عمري ما فيني شيء بس صداع زي ما قلت لك وهذا الصداع تعودت عليه من أكثر من سنتين أغلب الأحيان ملازمني .
نظرت لها شادن بحنان وشفقة : الله يشفيك يا عمري ويرفع عنك .
أمل بصدق : آآآمين الله يتقبل منك .
شادن بحماس : يلا قولي إيش صار فالشرطة من "طئ طئ للسلامو عليكو" ..قالت الأخيرة باللهجة المصرية..
أمل : لو أقولك من إلي صدم إبراهيم ما تصدقين..
شادن بتساؤل : مييييين ؟؟
أمل بكره : سعــــــــــود .
شادن بفزع : زوجــــــك .
هزت أمل رأسها بإيجاب وأكملت باستهزاء : هوا بزات نفسوه"بالمصرية"
شادن بحماس أكثر من السابق : يلا قولي السالفة شكلها بتصير أكششن ههههههههههه .
أمل بضحكة : ههههههههههههههه ..وأكملت.. أكشن وبس إلا تفجيرات وقتل كمان .
ضحكت الفتاتان قليلاً ثم سردت أمل ما حصل معها لشادن المنصتة والتي تأثرت كثيراً بما جرى ..
وبعد أن توقفت أمل من حديثها ..
تكلمت شادن بحنق وغضب : نذذذذل وحقققيييييير ليش يسوي معك كذا أووووف يقهر ..صمتت قليلاً وأكملت..طيب إذا طلعت النتيجة موب متطابقة إيش حتسوين ؟؟
أمل بحيره : والله ما أدري خايفه ما تتطابق ويتطبق حكم اللعان وبكذا بيضيع حق ولدي وأنا ما بلغت إلا عشان يثبت نسبه لأبوه ,حتى لوكان تحت التراب ..قالت الأخيرة بحزن..
شادن بأمل : إن شاء الله تتطابق ويثبت نسبه ..صمتت تفكر قليلاً وأكملت ..بس تتوقعين إيش حيسوي سعود يعني يمكن يرجعك ..
أمل بفزع : لا لا إن شاء الله ما يرجعني وبعدين هو مطلقني بالثلاث قدام الله وخلقه .
شادن بحكمة : بس تعرفين أنه طلاق بدعي والأغلب تحسب طلقة وحدة .
أمل بتفهم : أعرف وكمان كان معصب كثير بس ..صمتت وأكملت بحزن ..أنا ما أبى أرجع له كفايه إلي صار لي منه ..تساقطت دمعاتها وأنتابها دوار وصداع شديد عندما تذكرت ما جرى لها تلك الليلة ..
نهضت شادن واقتربت منها وضمتها فانفجرت الأخرى تبكي بمراره وهي تهدئها : خلاص إن شاء الله ما يرجعك ,وبعدين من الحين لثلاث أيام ربك يحلها ..قالت الأخيرة بمزح حتى تخفف عن أمل التي تبكي..
رفعت أمل رأسها ومسحت وجهها من الدموع وهي تفكر في حل للمشكلة هذه فهي تعلم أن سعود داهية ربما يخطط لإرجاعها بمقابل نسب الولد ولكن لن تستسلم ستبحث عن الحل وحدثت نفسها "والله ما أرجع لك يا سعود حتى لو تنطبق السماء على الأرض وأنا قد كلمتي إن شاء الله "
في تلك الليلة قضت أمل نومها كوابيس وأحلام مزعجة عن سعود وكأنه يهاجمها مرة ومرة تراه يريد قتلها ..استيقظت مفزوعة من النوم وجبينها مخضب بالعرق تعوذت من الشيطان ونفثت عن يسارها ثلاثاً ثم شربت القليل من الماء بعد إحساسها بالعطش وكأنها كانت تجري عاودت الاستلقاء على سريرها وهي تفكر في هذه الأحلام والكوابيس التي عاودتها بعد أن كانت ملازمتها منذ أكثر من سنتين وفي غمرة أفكارها نامت ولم تستيقظ إلا على أذان الفجر ..
********************
مر نهار اليوم التالي بدون أي حدث سوى أن أمل لازمت غرفتها حتى تفكر في حل للمشكلة ولكن لم تتوصل للحل المناسب ..
ولكن في المساء وصل أبو طارق من سفره وقد فاجأ الجميع بحضوره مبكراً ولم يتأخر كعادته وبرر ذلك بأنه ضغط أعماله في هذه المدة وأنجزها بسرعة ..
وبعد العشاء دخل الوالد لينام بعد إرهاق السفر ودخلت شادن عند أمل في جناح الضيوف ..
شادن : أمول وينك اليوم ما شفناك ؟؟
أمل بعتاب مصطنع وهي تكتم ضحكها: والله ما أدري مين اللي ناسينا وأنا مسكينه ملطوعه هنا وين أروح ياحظي..
شادن بتأثر : أووووه حياتي والله ما نسيتك بس انشغلت اليوم أكلم زميلاتي من زمان عنهم وبعدها جا أبوي .
أمل بحب : صدقت الهبله ترا أمزح عليك إنتي موب ملزومه فيني تقعدي معي طول الوقت كفايه إني مثقله عليكم .
شادن بانفعال وعتب : أمول لا تقولي كذا والله أزعل ترا مين قال إنك مثقله علينا بالعكس ياليتك دايم معانا ..وأقتربت من أمل وحضنتها بحب وأكملت .. أمل لا تعيدي هذا الكلام ما صدقت أن عندي أخت مثل عمري أتكلم معاها وأقولها اللي فخاطري أمل أنا حبيتك والله يشهد علي .
تأثرت أمل من حضن شادن ودمعت عيناها وقالت في نفسها "آآآآآه ياليتك تدرين بكلام أخوك لو كان عذرتيني ياليته بنص طيبتك وحنانك " : تسلمين يا عمري والله أنا إللي حبيتك من كل قلبي .
في هذه الأثناء دخلت شهد ووالدتها وقالت شهد بحماس : أوووووووووه إش الحب هذا من ورانا هااااا ..وبكت بهزل .. إهئ إهئ أمل إنتي ليش سرقتي الكل علينا أول ماما وبعدين بابا والحين أختي حتى الصغار حبوك ما شاء الله ..توقفت فجأه ونظرت لأمل بمكر وأكملت .. وخوفي كمان تسرقي طارق .
أنفجر الجميع بالضحك أما أمل فأبعدت رأسها من حضن شادن وقد رُسمت ابتسامة على شفتيها و تلون وجهها باللون الأحمر الدموي من الخجل .
شادن وهي مازالت تضحك وتؤشر على أمل : ههههههه شوفو وجهها كيف صاير ههههههههههههه .
شهد وهي الأخرى تضحك بشده : هههههه يا حرام استحت ههههههه .
توقفت الأم عن الضحك ولكن مازالت الابتسامة على شفاها وتقدمت لأمل وجلست بقربها وضمت كتفيها : إيش فيكم على بنتي ترا ما أرضى عليها أتركوها تسرق إللي تبي , إللي بطيبتها أكيد بيحبوها الناس .
شادن وشهد جلستا بالمقابل لهما وتحدثت شادن : جا محامي الدفاع خلاص بنخرج منها .
شهد بطيبة وحب : أمول تستاهل أن الكل يحبها كفايه إنها أطيب قلب شفته .
شادن : أوووووووه كل هذا لك ..رفعت يديها بهزل .. يا رب توعدنا .
ضحك الجميع على شادن أما أمل فقد ذابت من الخجل وأصبح وجهها قرمزياً .
تكلمت أم طارق لتبعد الخجل عن أمل : شهد وين عيالك ؟؟
شهد بهدوء : ريناد نايمه وإياد مع شذى فغرفة الألعاب .
أم طارق : أها ..وأردفت تسأل شادن .. كلمتي صديقاتك اليوم ؟
شادن بحماس : إيوه ماما كلمت صبا وحلا و رنيم واتفقنا أنا وياهم نتقابل فالسوق بكره .
أم طارق : أمممم , بس خذي أمل معك إذا تبي .
تكلمت أمل وهي تهز رأسها بنفي : لا مشكوره يمه ما أبي أروح .
شادن باعتراض : ليششش ما بتروحين وأنا كلمت صديقاتي وقلت لهم عنك أمووول عشاني ..و نظرت لها ببراءه ورجاء ..
أمل بهدوء : ما أبي أردك لكن والله بالي مشغول بالمشكله ..ونظرت لها نظرة ذات مغزى وأكملت .. روحي أنبسطي وسلمي عليهم .
فهمت شادن مقصد أمل وعذرتها : معليش عمري سماح هالمره بس مره ثانيه ما أتركك .
ابتسمت أمل بامتنان لتفهمها وأكملت : إن شاء الله .
صمت الجميع للحظة وتكلمت شهد وهي تفكر : ماما تتوقعي لو عرضنا على طارق يتزوج يوافق .
أم طارق بحزن : والله ما أدري يوافق ولا لا بس بنحاول ها المرة ..وتسائلت.. ليش شايفه عروس مناسبه له .
هزت شهد رأسها بحماس : إيوه شفت صديقة أريام أخت زوجي زارتها وشفتها حلللوووه وتقريباً عمرها فالعشرين بس أصبري لا تكلمينه إلا لما أتأكد هي مرتبطة ولا لا .
أم طارق : على خير إن شاء الله .
بينما كان الحوار بين أم طارق وابنتها شهد كانت أمل تفكر في حل ليخرجها من هذا المأزق وعندما سمعت كلمت عروس طرأت في ذهنها فكره ربما تكون الحل لها ولكنها بالنسبة لأمل هي المشكلة بذاتها وحاولت أن تجد حلاً أخر ولكن تجد نفسها تفكر في نفس الحل فملت من التفكير فرفعت رأسها وسمعت شادن تقول بحماس : إيوه ماما كلموه نبغى نفرح ونرقص من زمان ما فرحنا .
ابتسمت على حماس شادن للفرح والرقص وتمنت لها من كل قلبها أن لا يكدر حياتها أي شيء ..
***************
بعد أن غادر الجميع لينام تمددت أمل على فراشها بعد أن صلت الوتر وضلت تفكر في حل ولكن تجد أفكاره تسبقها إلى نفس الفكرة المرفوضة تماماً وتعود لتفكر في حل آخر ولكنها تعود مرة أخرى للبداية وكأنها تدور في حلقة مفرغة حتى صرخت بجزع : أووووووووووف ماااابي هالفكره مستحييييييل أنفذها أوف أطلععععي من راسي .
وجلست تحاول أن تبحث شيء يبعد عنها الوساوس التي لا تجني منها إلا التعب والألم ولكن عادت واستلقت على السرير عندما يئست من إيجاد ما يشغلها ولو لثواني فالغرفة تسبح في ظلام دامس .
حاولت النوم وأغمضت عينيها لتنام فتراءى لها وجه سعود وهو في حالة سكر وفتحت عينيها بفزع وحدثت نفسها "إيش بتسوين يا أمل مالك إلا هالحل أو ترجعين لسعود ..نهرت نفسها بعنف .. لا إلا سعود ما أبي أرجع له , طيب أبوي ارجع عنده كمان أبوي ما يبيني إيش أسوي يا ربي ألهمني الحل ..وأخذتها أفكارها لذات الفكرة تخطط فيها لتنجح فنهرت نفسها .. لا يا أمل لا تفكرين فيها بهذي الفكرة أروح للموت برجولي ..وعادت لتقول بضعف .. بس مافيه غيرها كل الطرق مسدودة ما لي إلا أستخير والخيره فيما اختاره الله " عندما وصلت لهذا الحل هدأت نفسها ونامت ولكن لم يكن بالنوم الهادئ المريح بل ملأته الكوابيس والمنغصات .
*****************
في اليومين التاليين لم تخرج أمل من الجناح فقد عاودها الصداع والدوار وكذلك أحست بعدم تقبلها للأكل وقد لاحظ الجميع الإرهاق البادي عليها ونصحوها بأن تذهب للمستشفى فردت عليهم أن ما بها شيء عارض كان يحدث لها سابقاً وسوف يذهب عندما ترتاح بإذن .
وكذلك فكرت كثيراً لتجد حلاً آخر لمشكلتها ولكن لم تفلح في ذلك فاستخارة كثيراً ودعت من الله أن ييسرها إن كان في ذلك خير لها وأن يصرفها إن كانت ستجلب لها الشر .
*************
بعد المغرب
كانت أمل و شادن جالستان تتحدثان في أمور متفرقة ..
فسألت أمل بغته : شادن أول يوم جيت شفت أمك نادتك بالتلفون كيف ؟؟
شادن بهدوء :عادي هذا إنتركوم مبرمج فيه لكل جناح رقم ..وأشارت إلى المعلق على الجدار .. واللي عندك رقمه 15 .
أمل بفهم : أها يعني جناحك له رقم غير اللي هنا .
شادن : مزبوط يعني مثلاً جناحي رقمه 7 وجناح ماما وبابا رقمه 2 وجناح طارق رقمه 5 و هلم جر .
عندما سمعت أمل إسم طارق تحفزت وتأهبت حتى تركز لحفظ الرقم وسمعته ثم سرحت تفكر وتحدث نفسها "يا ربي ما أدري تنجح الخطة ولا لا خايفه موووووووت أحس قلبي بيطير من مكانه ما أدري إيش حسوي لو ما نجحت الخطة آآآآآآآآآه , يا رب تنجح يا رب " ولم تشعر إلا بيد شادن التي تهزها وتنادي : أمووووووووووووول أموووووووووووول هييييي بنت وين رحتي .
ضحكت أمل عليها وأبعدت يدها وهي تقول : إيش فيك أنا جنبك موب فالربع الخالي بعدين متأكده انك انثى مع هالدفاشه إنتي ووجهك .
شادن بهزل : لا لا لا متاكدة أنك فالربع الخالي يا شيخه قاعده أقرقر عليك وانتي موب فيه ما أدري وين طسيتي ..ثم رفعت حاجبها بسخرية وهي تشير إلى جسمها الأنثوي وأكملت ..بعدين شوفي كل ها الأنوثة والرقه وموب أنثى صراحه ما عند نظر..وأكملت تأشر على جسم أمل الرشيق بتفاصيل أقرب للطفولة بجلابيتها الفيروزية ذات الأكمام الحائرة التي أضافة إليها مزيداً من الطفولة .. شوفي نفسك حتعرفين أنا الأنثى ولا إنتي إللي كأنك طفلة موب مره أبد.
ضحكت أمل عليها :هههههه ..ثم كتمت ضحكتها ومثلت الغضب.. أنا طفله لا يا عمري هذي أسمها رشاااااااقة وإنتي وش عرفك فيها يا دبا .
شادن باستنكار : أنا دبا والله ما عند سالفة يالعصلا .
ضحكت أمل :هههههههههه ..وتوعدتها بنظره شريره وتقدمت إليها وهجمت عليها تدغدغ جنبيها فانفجرت شادن تضحك وتتلوى وتكمل أمل .. أنا العصلا والله لوريك إيش تسوي العصلا ..
بينما شادن تحاول إبعاد يدي أمل وهي تضحك وتتكلم بكلمات متقطعة من الضحك : ههههـ أمــ ـهههههـ ــل ــهههههـ أتركيني ـــههههههــ خلاص ــههههههـ أنا ــههههههـ العصلا ــههههـ بس بعدي بتموتيني ـههههههه
ضحكت أمل باستمتاع : ههههههههههه ..وأكملت بصوت شرير.. تستاهلي قولي أنا دبا ولا ترا ما أبعد .
شادن ومازالت مستمرة في الضحك : هههههههـ أنتي ــههههههــ دبا ـهههههههههههه .
أمل باعتراض : لا والله إضحكي على غيري يماما ..وبعصبية مصطنعة .. قولي أنا دبا .
شادن تضحك وبإذعان : ههههههـ خــلاص ــههههههـ خــلاص ـههههههــ أنا ـههههههههـ دبا ـهههههههههههه .
تركتها أمل هي تبتسم بانتصار : اعترفتي أنك دبا ..ولم تشعر إلا بشادن تقفز وتحاول الهجوم عليها فصرخت بقوه وهربت إلى غرفت النوم وأغلقتها عليها وهي تضحك باستفزاز مع صرخات شادن المعترضة .. هههههههههههههههاااااي.
شادن بصوت عالي وهي تضرب على باب الغرفة : طيب يا أملوه والله أردها لك وأنا شادن .
بينما أمل مستمرة بالضحك : هههههههههه نشوف .
سمعتا صوت احد خلف باب الجناح يصرخ بغضب فسكتت الاثنتان وسمعتاه يقول : إيش هذي المهزلة ولا أولاد يسو إللي تسونه هذا موب منكم من اللي يترك غجر وحدهم فالبيت .
فهمت أمل أنه يقصدها بالقول وسمعت شادن تقول من خلف الباب : أوووف طارق يخوف لا عصب .
فتحت أمل الباب ونظرت أمل إلى شادن بحزن : كله مني أنا اللي سويت الحركات هذي و عصب عليك .
نفت شادن برأسها : لا إنتي مالك دخل البيت فاضي وإحنا نتسلى نزعج مين يعني بابا بالشركة وماما مع شهد عند صديقة ماما والصغار بغرفة الألعاب وهو بالمستشفى بعدين أحنا ما ندري أنه حيجي بدري اليوم .
أمل بهدوء : خلاص روحي اعتذري منه يمكن زعل منك .
شادن بلامبالاة : يا شيخه خليكي منه أنا ما سويت شيء غلط عشان أعتذر أحنا نلعب ونتسلى .
أمل حدثت نفسها "والله ما حيزعل منك انتي اللوم كله علي أنا "
شادن بعد تفكير : أمل حصلتي حل للمشكلة ؟؟
تنهدت أمل واستغفرت ثم قالت والهم يكاد يجثم على صدرها : خليها على الله .
*****************
أقفلت باب الجناح جيداً وتأكدت منه لأكثر من مرة ووقفت أمام الإنتركوم وهي تفكر هل ما تخطط له سينجح أم لا رفعت رأسها لترى الساعة المعلقة على الحائط والتي تشير إلى الحادية عشر وخمس دقائق وتذكرت قول شادن أن طارق يدخل جناحه الساعة الحادية عشر حتى ينام مبكراً ..
أمسكت السماعة بيد مرتجفة وتعرق من التوتر وحتى جبينها تساقطت حبات العرق منه ولم تقوى على الوقوف أكثر سحبت إحدى الكراسي وجلست عليها وتوكلت على ثم سمت بالله وضغطت رقم (( 5 )) .
استمر الهاتف بالرنين حتى كادت أن تغلق السماعة فسمعت صوته الجهوري البارد وهو يقول : ألو .
ترددت ولم تنطق حتى عاود الكلمة : ألو مين .
أمل بهدوء وبصوت حازم : السلام عليكم .
كان صوته بارداً وعندما عرفها أصبح كالصقيع في برودته : وعليكم السلام , نعم أخت أمل ..بنبرة لا تخلو من الاستهزاء ..
ارتجفت أوصال أمل من برودة صوته حاولت التماسك وجمعت القليل من قوتها وردت بصوت أضعف من السابق : دكتور طارق أبي منك طلب لوســـ
قاطعها بغضب بارد : وش حصلت منك غير الطلبات ..وقال بسخرية لاذعة.. نعم يا أميره أمل إنتي تطلبي وإحنا ننفذ .
أمل اقشعر جسدها من قوة الإهانات الموجهة لها فقالت بصوت خالي من القوة : هو موب طلب هو رجاء أتنمى تنفذه و لك الحرية فالرفض أنا ما أجبرك .
طارق بحزم : قولي اللي عندك وبعدين ما عاش ولا كان اللي يجبرني على شيء ..صمت للحظات وأكمل بصوته البارد .. قولي اللي عندك أنا موب فاضي لتفاهات عيال الشوارع .
بلعت أمل غصتها من كلامه الجارح وبلعت معها الإهانه وضغطت على نفسها وهي تكرر في نفسها "أنتي توقعتي هذا الكلام أصبري يا أمل أصبري مصيره يعرف أنك بريئة ويومها حيندم" فقالت بصوت جرحته الإهانة مع قليل من الكرامة المهدورة : إذا ما عجبك الطلب إنسى الموضوع نهائي .
غضب طارق منها وصرخ بقوة : أمـــــــل قــــــــــــــــــولي إللي عندك ولا ضفي وجهك .
تساقطت دمعات أمل على وجنتيها فاختلطت الدموع بالعرق الذي يتقاطر من جبينها فتنحنت حتى تصفي حنجرتها وقالت بصوت بدت فيه ملامح القوة : تتـــــــــــــزوجــــــــني ؟؟
********
حطت الطائرة

ونزل المسافرون

حملوا أمتعتهم

وقابلو محبيهم

تبادلوا الأحضان

وأناااااااااا

أسير وأنظر بين الوجوه

لعلي أجده

بحثت وبحثت

وطااااااااال بحثي

سألني أحدهم

أتنتظر أحداً

قلت إني على موعد

مع الأمــــــــــــــــل

فأخبرني أنه ليس مع العائدين

تعجبت

فظهر لي بين الجموع

الألـــــــــــــــــــــــم

فأيقنت من غياب الأمل

وأعلنت للملأ

(عودة الألم)

*****************************

نهايــــــــــــــــ الجزء العاشر ـــــــــــــــــــــة


..
..
..

 
 

 

عرض البوم صور بياض الصبح   رد مع اقتباس
قديم 10-07-11, 08:22 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ملكة جمال ليلاس وملكة سحر الخواطر



البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 183892
المشاركات: 11,112
الجنس أنثى
معدل التقييم: بياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالق
نقاط التقييم: 2930

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بياض الصبح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بياض الصبح المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 


&< ~^((الجزء الحادي عشر))^~ >&

~[(حكاية رحيل الأمـــــــــــــل)]~



أمل : تتـــــــــــــزوجــــــــني ؟؟
طارق بغضب عارم وبصوت عالي كاد يفجر طبلة أذنها : إيش ؟؟؟؟؟
عيدي ما سمعت أناااااااا ..نطقها بغرور وكبرياء.. أتزوجك إنتي ..بتصغييييير .. ليش قلوا الحريم عشان أتزوجك إنتي ..صمت قليلاً ليسمع ردها فصعق عندما سمع صوت شهقاتها العالية فتكلم بحنان وكأنه ليس طارق الذي تكلم للتو .. أمل أسكتي خلاص لا تبكين خلاص .
تكلمت أمل بين شهقاتها بكلمات متقطعة غير مفهومة وقد بح صوتها وأصدر نغمة مميزة : حرام .. والله ..والله .. أنا مظلومة .. وسعود.. كذاب .. أنا ما أبي ..أرجع.. له .
طارق وقد حاول التخفيف من حدة بكائها حتى يستطيع التفاهم معها فتكلم بحنان : خلاص أسكتي عشان أعرف أتفاهم معك ..صمت ثواني حتى تأكد أنها لم تعد تبكي وأكمل .. طيب الحين فهميني ليش تبيني أتزوجك .
أمل ببحة من أثر البكاء وهي تحاولت أن تفهمه وجهة نظرها : أحم عشان حاسه أن سعود حيساومني على أني أرجع له أو ينسب ولدي له وأنا ما أبي أرجع له .
طارق ببرود : ليش ما تبينه ؟؟
تنهدت أمل بحزن واستغفرت ثم أكملت بعد صمت : مابيه وبس .. صمتت للحظات وأكملت .. كفايه أتهامه لي بشرفي .
ضحك طارق بسخرية وأكمل : ههه يعني تبين تفهميني أنك شريفة إلعبي على غيري .
تجرعت أمل الإهانه وأكملت :أعرف أنك ماتبي تتزوج بعد زوجتك وأنا كمان ما أبي أتزوج لكن والله غصب عني مافيه إلا هالحل لأن سعود لو راح لأبوي عشان يرجعني على طول حيرجعني له بدون ما يسألني وأنا ما أبيه عشان كذا أنا معاي فكره إذا وافقت قلتها لك .
طارق بسخرية : ما شا الله ما شا الله جمعتي معلومات عني باين أنك مخطط من البداية وبعدين مين قال لك إني ما أبي أتزوج أنا أدور وحدة عفيفة وما تكون خــــــــــاينه وبريئة عشان تكون زوجتي .
فهمت أمل مغزى كلامه وحدثت نفسها "أعذريه يا أمل أعذريه ما يعرف الحقيقة " وردت :طيب إسمعني أنت تتزوجني ولما تبي تتزوج أنا حبعد من حياتك ومن بيتكم كله وللأبد , ولا أقول ليش لين تبي تتزوج بس أصبر شهر وأنا أطلب منك تطلقني ها إيش قلت ؟؟
طارق بغضب مكبوت وتكلم بين أسنانه : ما شا الله مخططه لكل شيء ليش إيش شايفتني قدامك طرطور إنتي تحددين كل شيء وأنا أنفذ , لااا إنسي الموضوع .
أمل وهي تحدث نفسها "إيش هذا الذل اللي وصلتي له يا أمل ؟؟" وتكلمت برجاء حار: الله يخليك فكر أنت موب خسران شيء وأنا مابي شيء كل اللي أبيه أبعد عن سعود أصلاً بسببه عفت ..صمتت عندما انتبهت لما كانت ستقوله وأكملت بنفس الرجاء.. الله يخليك فكر والله ما أتدخل فيك و لا تشيل أي هم من ناحيتي بس لين يشفى أبوي وبعدها ما راح تشوفني أبد ..وقالت برجاء أكبر .. الله يخليك .
طارق ببرود وقد فهم ما كانت تنوي قوله : شوفي إذا كنتي عفتي كل الرجال فأنا عفت كل الحريم وإنتي طبعاً منهم ..صمت لثواني وأكمل ..أما إني أتزوجك أممممممم حفكر فالموضوع بس يكون إتفاق بيننا مالك أي دخل بحياتي أما الطلاق لا تفكرين فيه أبد أنا ما أتزوج عشان أطلق .
كتمت أمل صرخت اعتراض كادت تفلت منها وحدثت نفسها "لا موب كذا ما أبي هذا اللي يصير آآآآآآآه ياربي ما أقدر أتحمل أعيش مع أي رجال " وقالت في محاولة يائسة أخيرة : بس أنت موب ملزوم أنك تضل معي يعني إذا تبي تتزوج أنا حبعد عنك .
طارق ببرود : أنا إذا قلت شيء ما أتراجع عنه وإذا أبي أتزوج تكوني خداااااامه لزوجتي وهذا قدرك عندي , لكن إني أطلقك إنسسسسسي ..ثم أكمل بأمر.. يلااا قولي خطتك بسرعة لازم أنام وراي دوام .
أمل بصوت مخنوق من الغصة التي خنقتها : طيب إسمع (وسردت له الخطة التي فكرت فيها) وبعد أن أكملت التوضيح قالت.. واضحة الخطة .
طارق ببرود ومكر : صدق الله إن كيدكن عظيم ..ضحك بستهزاء وأكمل.. ههه , كل هذا الخداع والخبث وتقولين بريئة هه .
أمل وقد جمدت مشاعرها لكثرة الإهانات وتكلمت ببرود : بكره إن شاء الله أنفذ إللي علي والباقي عليك .
ضحك طارق بسخريه : هههههههههاااي ليش متأكده إني حوافق أنا قلت بفكر لسه وما قلت موافق .
ذهلت أمل بعد كل هذا التذلل له يرفض وقالت بصوت مرتجف : بـ ـس.
قاطعها طارق ببرود : لا تبسبسن لي ولا شي أنا موافق بس بشروطي أنا ..صمت لثوني وأكمل ..لا تظني إني حنيت عليك لااااا , بس أنا موب طبعي أرد اللي يطلبني والحين خلاص بقفل صارت الساعة 12 إلا ربع ..صمت لوهلة وأكمل.. يلا مع السلامة وأقفل السماعة .
أما أمل فكانت ممسكة بالسماعة وكلماته الأخيرة تدور في بالها ودموعها تتسابق على وجنتيها .. وعندما انتبهت لما هي عليه وضعت السماعة في مكانها ودخلت غرفة النوم وتمددت على فراشها وانفجرت تبكي وهي تلوم نفسها وتؤنبها على هذه الفكرة التي وصلت لها والتي جعلتها على هذا القدر من الذل وجرح الكرامة .
ولم تنتبه إلا على أذان الفجر وهي لم تكتحل عيناها بالنوم طوال الليل .
*********************
في عصر اليوم التالي ...
ركبت السيارة التي يقودها أبو طارق والتي تجلس بجواره أم طارق , القت التحية بصوت منخفض وردوا التحية وبعد أن جلست على المقعد تكلمت بصوت محرج منخفض : كيفك يا عم عبد الله ؟؟
أبو طارق : الحمد لله بخير يا بنتي , وأنتي كيفك عساك مرتاحه عندنا ؟؟
أمل بخجل : الحمد لله طيبه , وكيف ما أكون مرتاحه وأنتم موب مقصرين علي شيء جزاكم الله خير .
أبو طارق : وإياك , وإنتي والله نعدك بنتنا .
سكت الجميع وغرقت أمل بالتفكير في مشكلتها وما توصلت له في مساء البارحة عندما هجرها النوم حينها توصلت إلى قرار صعب عليها ولكنه قد يحفظ كرامتها فقد قررت التنازل عن فكرتها التي ناقشت بها طارق واستقرت على أنه لو طلب سعود إرجاعها ستوافق وفكرت هل إذا طلب منها سعود أن يرجعها هل ستوافق وتعود معه لذلك المنزل الكبير الذي ملأت أركانه المعاصي والذي كان مؤوى للسكارى وما أغضب الله وبمجرد أن وصلت لهذا الحل اقشعر بدنها وأحست بالغثيان لمجرد الفكرة فقط فكيف لو عادت إلى سعود فعلاً كيف ستمضي حياتها معه وحدثت نفسها "لا سعود مستحيل أرجع له ذل طارق ولا عزة سعود " وفي هذه الأثناء توقفت السيارة عند مبنى الشرطة وتنبهت من أفكارها وترجلت من السيارة ..
*****
سمعت أمل نداء الدخول إلى مكتب مدير الشرطة ووقفت مع أم طارق وسارتا حيث يجلس أبو طارق والذي بدوره وقف عند رؤيتهما وسار باتجاه الباب ودلفوا جميعاً إلى المكتب وألقى أبو طارق التحية بصوت رخيم يظهر فيه مدى ثقته بنفسه وقوة شخصيته فوقف اللواء احتراما له عند رؤيته وتقدم إليه وصافحه وهو يرحب به بجزل ..
جلس الجميع وبدأ أبو طارق بالسؤال : طال عمرك إيش صار على القضية؟
اللواء باحترام : الله يسلمك وصلتنا قبل شوي نتيجة التحاليل من سعود وأرسلناها للمطابقة النتيجة و بعد شوي توصل .
صمت الطرفان بينما كانت أمل تتحرق من الانتظار وترتجف من التوتر, هي واثقة من براءتها وعفتها لكن النتيجة ستبين لمن حولها ذلك ..
بعد صمت دام خمس دقائق كانت بمنتهى البطء على أمل سمعوا طرقاً على الباب فسمح له بالدخول ودخل شرطي يحمل ملف بني كبير نوعاً ما وضع على المكتب أمام اللواء وتكلم برسمية اعتاد عليها :سيدي سعود الـ.... حضر .
ارتجف قلب أمل بين ضلوعا لسماع أسم سعود وتعالت نبضات قلبها لدرجة أحست أن كل الجالسين سمعوها , سمعت اللواء يأمر الشرطي بأن يسمح له بالدخول ومرت لحظات فدخل سعود فسلم ببرود وجلس على الكرسي المقابل لأبو طارق ..
بينما أمل وصل الخوف والتوتر لديها أقصاه وهي تنظر بترقب وتتلافى النظر إلى سعود ورأت اللواء تناول الظرف وفتحه وأخذ ينظر له بتمعن ورفع رأسه وألقى نظرة مبهمة عليها وكذلك سعود ثم تكلم بعد صمت قصير.
اللواء : النتيجة ..ومرر نظرة أخرى لهما وكذلك الجميع وأكمل .. واضح من النتيجة أن نسبة التطابق هي 96 بالمية
..صمت الجميع للحظات لاستيعاب الخبر وما هي إلا لحظة حتى ارتفع صوت أمل بالبكاء وهي تكرر ((الحمد لله الحمد لله )) فرحت أم طارق وحضنت أمل وتهلل وجه أبو طارق بابتسامة فرح ونظر شزراً لسعود الواجم ..
اللواء : مبروك يا أم إبراهيم على براءتك وأنت يا أخ سعود أستغفر ربك ..ونادى على أمل لتنتبه له فرفعت رأسها بعد أن هدأت .. يا أم إبراهيم لك الخيار الآن إما ترفعين قضية على سعود ..ونظر له بغضب ثم أكمل.. عشان يقام عليه حد القذف وطبعاً ما ننسى أن يدفع دية عن قتل ولده أو أنك تتفاهمين معاه وتحلون المسالة ودياً .
أمل تكلمت بعد تفكير لثواني : أما عن نفسي فأقول – فمن عفا وأصلح فأجره على الله – وأفضل أن أتفاهم معاه على الباقي .
أعجب الجميع بردها وتمنوا لها كل الخير والثواب .
اللواء ببرود : وأنت يا أخ سعود تبي تتفاهم معها ولا عندك راي ثاني .
نظر سعود لأمل نظرة خبيثة جعلت قلبها يقفز لحلقها وأكمل : لا ما عندي أي مانع .
عندما ألقى سعود لها تلك النظرة علمت أنه يضمر لها أمراً فكادت أن تصرخ طالبة أن يجري عليه القانون ولكنها تراجعت في آخر لحظة وهي تذكر نفسها بخطتها "أمل لا تخافين نفذي الخطة إنتي إستخرتي وربي ما حيضيعك لو أني موب حاسه أنه حيروح لبوي عشان يرجعني ولا كان قلت لهم يتصرفون معه ".
سمعت اللواء يطلب عن طريق الهاتف إحضار إحدى الشرطيات وأشار إلى باب مغلق وقال : يا أم إبراهيم ويا أخ سعود تقدرون تروحون هذي الغرفة عشان تتناقشون على انفراد ..صمت لثواني وأكمل ..تقدر يا أبو طارق واللي معك تنتظرون في الاستراحة .
نبض قلب أمل بعنف لمعرفتها أنها ستكون هي وسعود في غرفة واحدة وظنت أنهما سيكونان بمفردهما ولكن سمعت اللواء يقول عندما رأها لم تتحرك فعلم أنها خائفة : حتكون الشرطية أم علي معكم وكمان شرطي عند الباب .
انتصبت واقفة وسارت باتجاه الغرفة متقدمة سعود طرقت الباب ودخلت وهي تحيي الشرطية بصوت منخفض وتجلس على إحدى الكراسي البعيدة في الغرفة الواسعة وبعد ثواني دخل سعود وجلس بمقابلها وبينهما ما يقارب المترين ..
نبض قلبها بعنف وعرق جبينها ولكنها تمالكت نفسها هي على حق وستأخذ حقها منه .
بادرها سعود بالسؤال : كيف حصل هذا مانيب متذكر .
استجمعت أمل قوتها وتغلبت على خوفها ورجفتها وردت ببرود : ليش أنت لما ترجع البيت كيف تكون ؟ أكيد ما تتذكر من القرف اللي تشربه .
سعود باستفهام : كيف تبيني أعرف أنه إبراهيم ولدي وأنا ما أتذكر ؟
غضبت أمل ولكن أمسكت نفسها فهي ليست بمفردها معه فقالت باستهزاء : ليش تحسبني مثلك أسكر وأجيب بنات ورجال سكارى وأخلي البيت يرج بالأغاني ..هزت رأسها وأكملت .. لا أنا موب كذا وأنت تعرف تربيتي أنا تربية إبراهيم الـ..... وبعدين أنا كنت صغيره ما أعرف غير البيت والمدرسة ولا أخرج أي مكان حتى جيران ما أعرفهم .
صمت سعود وأنزل رأسه وقد شعر بمدى فداحة عمله في حق هذه الفتاة رفع رأسه ورد : طيب حقك علي وسامحيني وودي أصحح خطأي عشان كذا أنا مستعد أسوي إللي تبينه بس ترجعين لي .
رجفت أوصال أمل فقد وقع المحظور وما خافت منه وأرق نومها ولكن عزمت على تنفيذ خطتها وقالت : كذا بسهوله أرجع وأنت أهنتني ورفضت حتى ولدي اللي فبطني وطلقتني قدام الناس وآخرتها رفضت حتى تعطيني إثباتاتي لما طلبتها وقت حاجتي .
قاطعها سعود : مستعد أصحح كل أخطائي بس ارجعي .
صمتت أمل لثواني وبدأت تنفذ خطتها : خلاص مستعدة أرجع لك ..أنفرجت أسارير سعود وارد مقاطعتها فأشارت له بأن تكمل كلامها .. بس موب الحين أصبر أسبوع أو اثنين وبعدها تعال رجعني من أبوي لكن قبلها عندي شروط إذا وافقت حرجع لك .
سعود بلهفه : موافق باللي تبينه .
استغربت أمل لهفته ولكن لم تعطي الموضوع أي بال وأكملت : حتى قبل ما تعرف الشروط يمكن ما تعجبك ؟؟
سعود : ما عندي مشكلة .
أمل ببرود : طيب اسمع الشروط أول .
سعود : أسمعك .
أمل بهدوء وقد وكلت أمرها لله : أول شيء تسجل إبراهيم باسمك , وتطلع له شهادة وفاه من المستشفى ..قالت الأخيرة بمرارة وحزن عميق وأكملت .. وبعدين تعطيني ورقة طلاقي ..
قاطعها سعود : ليش أنا أبي أرجعك موب أطلقك ؟؟
أمل بتوضيح : أول شي إنت مطلقني من أكثر من سنتين يعني إنتهت العدة وما تقدر ترجعني إلا بعقد جديد وعشان تعقد من جديد لازم تجيب ورقة تثبت انك طلقتني .
سعود : أها فهمت خلاص بكره الصباح أطلعها بس ليش بعد اسبوع أرجعك ليش موب بكره .
خافت أمل أن يكشف خطتها ولكن تمالكت نفسها حتى لا تفضح أمرها : لا أنا لسه ما تعودت على فراق إبراهيم بس مات من أسبوع عشان كذا أصبر على الأقل أسبوع أو أسبوعين وبعدين يصير خير .
سعود : خلا ص أسبوع واحد أظن يكفي ما أقدر أتحمل أكثر .
أمل بغضب لم تظهر وهي تحدث نفسها "يا كرهك ما أدري مين إللي رماها وضربها قدام الناس والحين يقول ما أقدر أتحمل لكن هين يا سعود " وتحدثت ببرود : أسبوع أسبوع لكن بقي شرط أخير ..هز سعود رأسه بمعنى أسمعك وأكملت .. دية ولدي أبيها .
نظر لها سعود بخبث : طيب أخليها مع المهر أحسن .
فزعت أمل وردت بحدة : لااااااا ..وحاولت تهدئ نفسها عندما لاحظت نظرات سعود المشككة فأكملت بهدوء .. لا أبيها وحدها غير المهر .
سعود بشك : ليش تبينها وحدها ؟؟
أمل ببرود : هذا شيء يخصني وأنت قلت موافق على كل شروطي .
سعود بإذعان : آمنا بالله خلاص موافق بس الوعد بعد أسبوع .
أمل وهي تحس بالذنب ولكن عنفت نفسها أنه يستحق ذالك : إن شاء الله .
سعود : خلاص بكره أرسل ورقة الطلاق وكمان أوراق إبراهيم بس أجيبها بيت أبوك .
أمل بحده : لااااااا جيبها بيت عمي أبو طارق أنا عندهم .
سعود باستغراب : ليش إنتي عندهم بعدين كيف تسكنين عند ناس ما تعرفينهم ؟؟
أمل بحزن : ليش بعد سواتك تتوقع أبوي وسلمى يستقبلوني ببيتهم ..هزت رأسها بالنفي وأكملت .. لا لا غلطان وأنت أكيد تعرف السبب وبعدين أبو طارق يصير عمي ولد عم أبوي .
سعود بذهول : صدق أبو طارق التاجر المعروف عمك ..صمت لحظة وأكمل .. خلاص حوصلها بيتهم بس ما أعرف العنوان .
أمل وقد أنتصبت واقفة : خذ العنوان من عنده , مع السلامة ..وخرجت..
سعود : مع السلامة .
خرجت أمل من الباب الذي يقف عنده الشرطي ومنه إلى الاستراحة حيث وجدت أم طارق التي وقفت فور حضورها ألقت عليها التحية وأخبرتها أن كل شيء على ما يرام ثم خرجتا إلى أبو طارق الذي كان يحادث سعود وانطلقوا عائدين إلى المنزل في صمت .
*****************
في المساء ..
خرجت شادن من جناح الضيوف لتتناول العشاء مع أسرتها تاركة خلفها أمل التي كانت غارقة في التفكير فقد نبهتها شادن أكثر من مره لتنتبه لحديثها ولكنها لم تستطع الانسجام معها ولذلك غادرت شادن الجناح أما هي فقد كانت تدور كل الأحداث في عقلها و تفكر هل ما فعلته صحيح أم خطأ ؟ وهل سينفذ طارق وعده ؟ وهل تستطيع أن تعيش مع رجل مرة أخرى ؟ وهل وهل ...؟؟ استفهامات كثير دارت في مخيلتها ولكنها لم تجد لها الحل رفعت رأسها إلى الساعة فوجدتها تشير إلى ما يقارب الحادية عشر انتظرت لدقائق تأكدت من إغلاق الباب ثم رفعت السماعة و ضغطت الرقم المطلوب وانتظرت أن يجيب ولكنه لم يرد عليها فوضعت السماعة وهمت بالدخول إلى غرفت النوم ولكنها سمعت طرق الباب فسألت عن هوية الطارق .
........: أنا شادن .
فتحت الباب ودخلتا ثم جلستا ومازالت شادن صامته استغربت أمل صمتها الغير معتاد وحمدت ربها في سرها أن طارق لم يرد عليها وإلا لم تعرف ماذا تفعل , ولما طال الصمت بادرتها بالسؤال : شادن إيش فيك قلتي قبل ما تخرجين فيك النوم عسى ما طار ؟؟
شادن بهدوء : لا ما طار النوم بس ..صمتت ثواني ثم أكملت باستغراب .. بس مستغربه من شيء حصل قبل شوي .
أمل بتساؤل : ليش إيش حصل ؟؟
شادن بذات الاستغراب : لا موب شيء كبير بس طارق..صمتت لثواني وأكملت ..تدرين له أكثر من سنتين تحاول فيه أمي أنه يتزوج وكان يرفض أما اليوم أمي عرضت عليه يخطب وبسرعة وافق ..
أمل بتوتر حاولت تخفيه : طيب إيش الغريب فالموضوع ؟؟
شادن بخبث : الغريب البنت إللي أختارها ..صمتت وهي تنظر لأمل ..
ازدردت أمل لعابها من التوتر وأكملت بغضب مصطنع لإخفاء توترها : شادن بتتكلمين ولا هي ألغاز ؟؟
ضحكت شادن وأكملت : لا ألغاز ولا شيء اسمعي السالفة يا ستي , بعد ما تعشينا جلسنا فالصالة نشرب شاهي كالمعتاد وقالت أمي ...
****
قبل نصف ساعة ..
جلس الجميع في الصالة وهم يشربون الشاي وتتداول بينهم بعض الأحاديث حتى تكلمت أم طارق وسكت الجميع ليسمع ما تقول ..
أم طارق وهي تدير جلستها باتجاه إبنها الجالس يسارها : طارق معي سالفة أتمنى ما تقطعني ..هز طارق رأسه بالموافقة وأكملت .. أختك شهد شافت بنت أعجبتها عند بيت أهل زوجها وطلعت صديقة وحدة من أخوات زوجها سألنا عنها طلعت موب مرتبطة وما كلمناها إلا لما ناخذ رايك ..سألت بحذر .. إيش رايك أخطبها لك .
صمت طارق لدقيقة حتى ظن الجميع أنه سيرفض مثل السابق ولكنه تكلم بجدية : يمه أنا موافق تخطبيلي بس ما أبي هذي البنت ..صمت ينتظر ردها..
كادت تطير أم طارق من الفرح وقالت وهي مبتسمة بفرح : أشر للبنت اللي تبي وأنا معك والله منى عيني أشوف عيالك وأشوفك مرتاح ..ودمعت عيناها من الفرحة ..
نهض طارق من مقعده وجلس بجوار أمه على الكنبة المزدوجة ومسح دموعها : يا الغالية كله ولا دموعك مانبي دموع .
أم طارق : من فرحتي يا ولدي ..وأكملت باستفهام ..منهي البنت اللي تبيها وأروح أخطبها بكره لك .
طارق بجدية : ما يحتاج تروحين تخطبين ..لاحظ نظرات الحيرة الاستغراب رسمت على كل الوجوه وأكمل ..لأني أبي أمــــــــــــــل.



****
شادن : يووووووووووه يا أمل ما شفتي قد إيش أمي وأبوي فرحوا بهذا الخبر ..وابتسمت بخبث وأكملت .. والحين قولي يلاااا كيف خليتي أخوي يطيح وما أحد سمى عليه .
أمل بتوتر وقد أحمر وجهها من شدة الخجل وهي تحدث نفسها "ما دريتي يا شادن أنه قال لأمك ما يحتاج أنك تخطبين لأني أنا اللي خطبته موب هو آآآآه يا أمل إيش هذا الذل اللي أنتي فيه " وردت بغضب تغطي به خجلها : لا طيحته و لا طيحني وبعدين خشتي مقابله خشتك أربعه وعشرين ساعة كيف بطيحه ها .
شادن بأسف عندما لاحظت احمرار وجه أمل وظنته من الغضب : سوري أمول ولا تزعلين حقك علي ..ونظرت لها بحب وأكملت ..والحين قلت لك السالفة كلها قولي ها موافقة .
أمل باستغراب : موافقة على إيش ؟؟
شادن بخبث : على أخوي طارق .
أخفضت أمل رأسها بخجل وخوف وزاد احمرار وجهها وصمتت .
شادن بفرحه : يعني نقول مبروك ..ونهضت تريد إخبار أهلها ولكن أمل أمسكت بيد شادن حتى تنتظر وسألتها شادن .. إيش فيك ؟؟
أمل بخجل : انتظري لا تروحين .
شادن باستغراب : ليش ؟؟
أمل بذات الخجل : استخير وأرد عليك .
ضمتها شادن بحب وردت : استخيري و إن شاء الله ترتاحين طارق طيب وانتي كمان ربي يوفق بينكم ..ضحكت وأكملت ..ههههههه وعقبالي .
ضحكت معها أمل : ههههههههه آآآمين .
***************
بعد أن غادرت شادن لتنام دخلت أمل غرفة النوم وأبدلت ملابسها وهي تكاد تسقط من شدة النوم وما إن تمددت على الفراش وتغطت باللحاف حتى سمعت رنين الإنتركوم ألقت نظرة على الساعة في معصمها فوجدتها تقارب الحادية والنصف انتظرت ثواني ولما أحست بإلحاح المتصل نهضت على مضض وسارت باتجاه الصالة بعينين نصف مغمضة ورفعت السماعة وقالت بصوت ناعس : ألو .
صمت الطرف الثاني للحظة ورد ببرود : السلام عليكم .
تنبهت أمل وكأنها أخذت أقوى منشط وحدثت نفسها "طارق إيش يبي إن شاء الله خير" وردت بجدية : عليكم السلام .
طارق ببرود وسخرية لاذعة : نمتي ولا تفكرين بالعرس ..صمت لمدة عرف أنها لن ترد عليه أكمل بذات السخرية .. مصدقه نفسك تستخيرين وتفكرين وأنتي إللي عرضتي علي الزواج بك بمعنى أصح خطبتيني ..وضحكة بستهزاء .. ههههههههههههههاااي ..وأكمل .. دنيا عجيبة صاروا الرجال ينخطبون موب يخطبون ..صمت وأحس بتسارع تنفسها وشهقاتها المكتومة..
أمل بصوت مبحوح تسأله : الحين دقيت تستهزئ فيني لو كنت ماتبي ليش وافقت من البداية .
طارق بجدية : أنا ما أقول كلمة وأتراجع عنها ولا تنسين إنك أنتي ترجيتيني لما وافقت ..أمسك للحظة وأكمل .. أنا دقيت عليك بقول لك كلمة ورد غطاها.
أمل باستفهام : إيش تبي ؟؟
طارق ببرود : أنا قلت لك أول إني موافق أتزوج لكن بشروطي وأتذكر إني ما قلت لك إيش أبي صح .
أمل ببرود : صح .
طارق بجدية : أبي عيال .
أمل بفزع : لا لااا إلا هذا الطلب الله يخليك ما أبي خلاص ما أبي أتزوج ..وانفجرت تبكي بحرارة ..
استغرب من ردت فعلها العنيفة وعندما توقفت عن البكاء بعد عدة دقائق سألها باستغراب: ليش ما تبين تجيبين عيال؟؟ ..وأكمل بحدة .. وبعدين أنا ما نيب لعبة عندك شوي تبين تتزوجيني وشوي تقولين خلاص مابي أتزوج كلمه وحده هي تتزوجيني غصب عنك وشرطي يتنفذ .
أمل بقوه : بس أنت قلت كل واحد ماله دخل فالثاني وبعدين أنا ما أبي عيال.
طارق بغضب كتمه وتكلم بين أسنانه : موب كيفك أنا اللي أقرر .
أمل بغضب وصرخت بقوة : والله والله ما أخليك تقرب مني ..وأقفلت السماعة وانفجرت تبكي وجرت إلى غرفة النوم وفجرت أحزانها على وسادتها وهي تسمع رنين الجهاز ولكن لن تجيب عليه بعد اليوم ..
وغفت على دموعها ..
****************
وفي اليوم التالي استخارت أمل كثيراً وسألتها في المساء أم طارق فأجابت..
أمل باستحياء : موافقة يمه .
أطلقت أم طارق الزغاريد إعلاناً بالفرح وحضنت أمل بحب : مبروووك ياعمري ..ودمعت عيناها وعندما رأتها أمل انفجرت تبكي وأخذت أم طارق تهدئها تارة وتبكي معها تارة أخرى حتى فرقت بينهما شادن والتي تضحك وبعينيها الدموع ..
شادن بسخرية : خلاص قلبتوها عزا أحنا نبي نفرح وأنتوا تبكون الله المستعان .
ضحك عليها الجميع ومسحت أمل دموعها وكذلك أم طارق وتقدمت شادن من أمل وحضنتها بحب : مبروووووووك أمولتي .
ابتعدت شادن وتقدمت شهد وسلمت عليها وباركت لها بحب .
جلس الجميع يتحدثون قليلاً وادارت أم طارق رأسها لأمل وقالت : أمل بكره العصر حنروح أنا وأنتي وعمك أبو طارق وطارق بيت أبوك عشان يملك عليك طارق ها إيش رايك .
أمل بخجل : سوو إللي تشوفونه مالي راي بعد رايكم .
أم طارق بحب : الله يكملك بعقلك يا بنتي .
****************
بعد العصر في اليوم التالي ..
كانت أمل جالسة وعينيها تسبح في اللاشيء وهي غارقة بالتفكير وكانت تمسك في يدها مجموعة من الأوراق .
أنزلت رأسها ونظرت إليها وقلبتها وهي تهمس بمحتواها : ورقة طلاق ..وفتحت أخرى وكانت شهادة وفاة إبراهيم وهي تهمس .. إبراهيم سعود الـ... , بعد إيش صار اسمك كذا يا إبراهيم بعد ما صرت تحت التراب آآآآآآه الله يرحمك ..قلبت الأخرى وكانت شيك بمبلغ 100 ألف ريال .. والله قليله فحقك والله قليله . وأوراق أخرى منها صور لكرت العائلة وغيرها من الأوراق أمسكت بها وأدخلتها في ظرف كبير وأغلقته سمعت طرقاً على الباب فسمحت بدخول شادن التي ما إن رأت الظرف استفهمت : أمول إيش هذا الظرف ؟؟
أمل بهدوء : أوراق جابها سعود قبل شوي .
شادن باستغراب : مين أعطاك إياها .
أمل ببرود : أعطتني وحده من الشغالات وقالت بابا طارق يقول هذي الأوراق لك .
شادن بخبث : أها قلتي لي طارق , الحبيب بدا شغله من الحين .
صمتت أمل ولم تعطها أي بال .
شادن بهدوء : المهم بابا وماما يقولوا لك تجهزي الحين حتروحون .
هزت أمل رأسها بالموافقة ونهضت لتلبس عباءتها وخرجت شادن وتبعتها أمل و التي ما إن خرجت حتى نهض الجميع متوجهون إلى منزل أبو أمل ..
*****
ركب الجميع السيارة وساروا حتى وصلوا إلى القرية ثم وصفت لهم أمل مكان المنزل بالتحديد وتوقفت السيارة عند منزل شعبي ذو دهان جديد وباب كبير من الحديد باللون البني ,,
تكلمت أمل بهدوء : انتظروا لحظة أشوف أبوي إذا موجود وكمان أشوف لكم طريق.
أم طارق : روحي يا بنتي إحنا ننتظرك .
ترجلت أمل من السيارة وسارت حتى وصلت إلى الباب ثم طرقته عدة طرقات حتى سمعت صوت والدها خلف الباب بأنه آتٍ وانتظرت ثواني حتى فُتح الباب وظهر والدها فألقت التحية ..
أبو أمل : عليكم السلام , نعم تبين ســ ..
قاطعته أمل : لا يبه أنا أمل .
ظهر الضيق على والدها وتكلم بغضب : إيش جابك موب أنا قلت لك لا ترجعين مره ثانيه هاااا يلا إرجعي من وين ما كنتي .
خنقت العبرة أمل وردت بصوت أبح : يبه الله يخليك إسمعني ..إزدردت لعابها والغصة التي خنقتها .. هذي آخر مره أجيك , شوف السيارة اللي هناك فيها ضيوف يبون عندك الله يخليك يبه دخلهم تراهم ناس غالين عندك.
صمت والدها للحظة ثم رفع رأسه تجاه السيارة ودقق النظر لعله يرى شيئاً ثم قال بأمر : روحي ناديهم ودخلي الحريم وسوي القهوه والشاهي سلمى موب فيه يلا بسرعة .
أمل بفرحه : مشكور مشكور يبه ..وانطلقت مسرعة لتناديهم وتسمح لهم بالدخول وصلت للسيارة وقالت .. حياكم تفضلوا .
ترجل الجميع من السيارة وساروا باتجاه المنزل و تقدمت هي وأم طارق للدخول أولا ثم دلف أبو طارق وابنه اللذين توقفا عندما رأيا أبو أمل ..
أبو طارق وطارق بصوت واحد : السلام عليكم .
أبو أمل : وعليكم السلام , حيا الله من جانا .
أبو طارق : الله يحيك ويبقيك ..وتقدم أبو طارق إلى أبو أمل وصافحه وتفرس فيه أبو أمل والآخر مبتسم ..
أبو أمل بتفكير : الوجه هذا موب غريب علي .
أبو طارق بابتسامة : تذكر يبو خليل .
ابتسم أبو أمل إبتسامة واسعة ومشرقة : حيا الله الخوي حيا الله عبد الله ..وتبادلا الأحضان بحب أخوي مصفي وكان الجميع ينظر إليهم بتأثر وأكمل أبو أمل ..كيفك وأخبارك وينكم رحلتوا عنا ونسيتونا ..
ابتسم الآخر بحب : والله ما نسيناكم ودورنا عليكم وبعدها أشغلتنا الدنيا , كيفك إنت عساك بخير .
أبو أمل : الحمد لله نحمده ونشكره على فضله .
أبو طارق : الحمد لله ..ابتعد عنه وأشار إلى طارق .. هذا ولدي طارق .
أبو أمل تقدم إلى طارق وصافحه : حيا الله طارق حياك يابو زياد عساك بخير .
ابتسم طارق باحترام : الحمد لله كيفك إنت يا عم .
أبو أمل : الحمد لله , تفضلوا حياكم الله ..سمع صوت أنثوي خلفه يناديه ..
أم طارق : كيفك يابو أمل , أنا علياء صديقة ساره الله يرحمها إن كان تذكرني .
طغى الحزن على أبو أمل ورد عليها : هلا يأم طارق , أكيد أذكرك والله أن ساره ما كانت تقطع سيرتك وكانت تتمنى تقابلك مره ثانيه .
خنقت العبرة أمل وأم طارق وكذلك أبو أمل ولكنهم جميعاً تماسكوا وردت عليه أم طارق : الله يرحمها وأنا تمنيت أقابلها لكن لا اعتراض على القدر.
أدخل أبو أمل ضيوفه لمجلس الرجال وأدخلت أمل أم طارق لمجلس النساء واستأذنتها لتذهب وتعد القهوة والشاي .
بعد عشر دقائق أعدت أمل صينيتين كبيرتين كل واحدة وضعت فيها دلة القهوة وإبريق الشاي والتمر والفناجين حملت الأولى ووضعتها عند باب مجلس الرجال وطرقت الباب بخفة وقالت بصوت حازم : يبه القهوه والشاهي عند الباب ..ثم انصرفت حتى لا تواجه أباها ..
خرج أبو أمل من المجلس وحمل الصينية وأدخلها وقدم لضيوفه القهوة أولاً وأكملوا أحاديثهم التي كانت تدور عن ذكرياتهم وحياتهم سابقاً .
صمت أبو طارق قليلاً ثم تكلم بجديه : يابو أمل أنا جايك اليوم أطلب يد بنتك أمل لولدي طارق .
تفاجأ أبو أمل من طلب أبو طارق ورد بهدوء : والله لوهي ذبيحه ماعشتك لكن ..صمت لحظة يفكر كيف سيفتح الموضوع ثم أكمل .. شوف يا طارق أشوف أنك رجال على خير وما ينقصك شيء لكن ما يصير تتزوج وحده مثل أمل ..صمت لحظة وأكمل بجديه وحزن ومرارة .. أمل خانت زوجها وحملت من غيره وسمعتها منتشرة بين الناس وأنا ما أبي أخدعك ولو واحد غيركم جاني ما أقوله ها الكلام لأنه عرضي لكن أنتم غالين ولا أرضى عليكم الشينه ..صمت وأنزل رأسه دليل على الذل ..
أبو طارق بحميه : أرفع راسك يا رجال ترى بنتك بريئة من ها الكلام وهذي فريه افتراها سعود عليها .
رفع أبو أمل رأسه متفاجئ من معرفته بسعود ونظر إليه يستحثه على الإكمال .
أبو طارق بجديه : أمل رفعت على سعود قضية نفي نسب وقذف ولما سوو تحليل لإبراهيم ولدها وسعود طلعت النتيجة أنه ولده وأمل بريئة ..صمت لحظه ثم أكمل .. وأمل ما فيه مثل عفتها والتزامها تراها تربيتك يا رجال وارفع راسك إنك جبت مثل هالبنت .
شعر أبو أمل بالفخر والحب لابنته وابتسم بفرح : الله يبشرك بالجنة والله انك فرحت قلبي بهالكلام والحين أقول لك يا طارق تراها لك وأنا موافق .
طارق بهدوء : الله يسلمك يا عم وأنا يشرفني لكنــ..
قاطعه والده : يابو أمل لازم تسألها عن رايها الرسول صلى الله عليه وسلم يقول (لا تنكح الثيب حتى تستأمر، ولا تنكح البكر حتى تستأذن، وإذنها الصموت) .
أبو أمل بجديه : لكن أنا أعطيتكم كلمه و..
قاطعه أبو طارق : لا يابو أمل هذا أمر الرسول لا فوقه أي عادات ولا سلوم وأنا أخوك .
أبو أمل وقد نهض ليسألها : صدقت الحين أروح أسألها وجايكم استأذن .
أبو طارق وطارق : إذنك معك .
خرج من مجلس الرجال متوجهاً إلى الصالة المتوسطة المنزل ونادى بصوت جهوري : أمــــــــــــل تعالي أبيك .
*****
قدمت أمل القهوة والشاي لأم طارق وجلستا تتحدثان بمواضيع متفرقة حتى سمعت أمل صوت والدها فخفق قلبها بعنف وانتصب واقفة على الفور واستأذنت من أم طارق وخرجت للقاء والدها ..
أمل بصوت مرتجف من الخوف وهي مطأطئة رأسها : نعم يبه .
جلس أبو أمل على أحد المقاعد وقال بصوت آمر ومنخفض : اجلسي .
جلست أمل على أحد المقاعد وكان يفصلها عن والدها مقعد مفرد .
أكمل كلامه بعد أن جلست : عمك أبو طارق قال لي إنك شكيتي على سعود عند الشرطة وطلع أنه اتهامه لك باطل ..هزت أمل رأسها بالموافقة وقلبها ينبض بخوف من الكلام التالي وأكمل والدها عندما هزت رأسها موافقة على كلامه .. عشان كذا لما خطبك طارق ما وافقت فالبداية لكن لما عرفت إنك بريئة وافقت عليه لكن بما أنك مطلقة لازم أسألك إذا كنتي موافقة على طارق ولا لا وأذكرك إني ما أقدر أخليك عندي فالبيت وإنتي عارفه هالشيء عشان كذا لمصلحتك توافقين على طارق .
رفعت أمل رأسها وقد غرقت عيناها في بحر من الدموع من كلمة والدها التي يعيدها تكراراً فهذه الكلمة تجرحها وقالت بصوت مبحوح وحزين : إللي تبيه يبه أنا مـــــــــــــــوافــــــــــقــــــــــة .
......... : موافقه على إيش يا روح أمك ..

*********
صور متناثرة على المكتب

وأوراق مبعثرة في كل مكان

وزهور ذابلة في قنينة على الرف

وحقيبة ملقاة بها بعض الألبسة

والباقي على الأرض وفي أدراج الخزانة

تلفت أبحث عن صاحب هذا المكان

فظهر لي من خلف الباب شخص ذو وجه كسير

رسمت عليه الأحزان آثارها

وخطت الدموع مجراها

تقدم مني وسألته

من أنت ؟؟

قال بحزن : أنا الأمـــــــــــــــل

فسألته : ولماذا أنت بهذا الحال

فقال: إنها قصة طويلة لا يسع لها المقال

فقلت : أخبرني بها

فقال : لا أستطيع فأنا راحل .

فقلت : أوجزها لي في كلمات .

فقال وهو يهم بالرحيل : لو جمعت حروف اسمي لظهر من حطمني .

فقلت باستغراب : من هو ؟؟

فقال : إنه الألـــــــــــــــم .

ورحل تاركاً حكاية جمعت الضدان

كتبتها بحبر قلمي وعلى رزمة أوراقي

و ختمتها بــ (حكاية رحيـــــــــــــل الأمـــــــــــــــل)


*****************************
نهايــــــــــــــــ الجزء الحادي عشر ـــــــــــــــــــــة

..
..
..

 
 

 

عرض البوم صور بياض الصبح   رد مع اقتباس
قديم 10-07-11, 08:25 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ملكة جمال ليلاس وملكة سحر الخواطر



البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 183892
المشاركات: 11,112
الجنس أنثى
معدل التقييم: بياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالق
نقاط التقييم: 2930

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بياض الصبح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بياض الصبح المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 


&< ~^((الجزء الثاني عشر))^~ >&

~[( استوطن الألــــــــم أوطاني )]~



أمل : اللي تبيه يبه أنا مـــــــــــــــوافــــــــــقــــــــــة .
......... : موافقة على إيش يا روح أمك ..
رفعت أمل رأسها عندما سمعت صوت سلمى التي كررت جملتها بغضب وصوت عالٍ : تكلمـــــــــــي موافقة على إيش .
أبو أمل بجدية : سلمى نقصي صوتك عندنا ضيوف ..نظرت له تستفهم عن هويتهم وأكمل أبو أمل .. عبد الله ولد عمي وزوجته علياء إن كان تذكرينهم.
هزت سلمى رأسها بإيجاب : إيه أذكرهم بس ..وأشارت إلى أمل باشمئزاز.. وهذي ليش جايه معهم ؟؟ وبعدين إيش السالفة موافقة على إيش ؟؟
أبو أمل بهدوء : ولدهم طارق خطب أمل ووافقت ..
سلمى بتقزز : ما شاء الله تتزوج وهي خاينه لسعود وحملت من غيره والله و عرفتي تفرين راس الرجال يا بنت ســـــــــــــــوير .
أبو أمل بغضب : سلمــــــــــــــى , أمل بريئة وسعود اتهمها ظلم ..
والتفت إلى أمل الجالسة بهدوء ومطأطئة رأسها وسألها باستغراب .. أمل كيف وصلتي لهم ؟؟ وبعدين وين ولدك ؟؟
عندما سمعت أمل سؤال والدها تفجر الحزن الذي في قلبها وشهقت بقوة وسالت دموعها ثم نهضت مسرعة إلى الصدر الحنون الذي ضمها منذ وفاة ابنها دخلت عند أم طارق وهي تقول بصوت متقطع من البكاء : يــــــ ــــــــمـــــ ـــــــه ..استقبلها الحضن الحنون وربتت على ظهرها بحب وتأثرت بدموعها وقالت تهدئها : بس يا بنتي يا أمل بس حبيبتي ليش كل هالبكا خلاص يا روحي ..هدأت أمل قليلاً من بكائها ولكن شهقاتها مازالت مستمرة ولكن بخفوت ..
بعد صمت دام دقائق هدأت فيه الأنفاس تكلمت أم طارق بهدوء : والحين قولي إيش حصل ؟؟ وليش كل هالبكا ؟؟
أمل بصوت مخنوق ومبحوح من أثر البكاء : لا ما حصل شيء ..وتغير وجهها لحزن شديد وأكملت .. بس أبوي سألني عن ولدي وما استحملت أنه أقرب الناس لي فالدنيا هذي كلها وما يعرف إيش حصل لولدي .
تنهدت أم طارق واستغفرت ثم أكملت : الله يعوضك يا عمري .
هزت أمل رأسها بالإيجاب وهي ساهمة ..
**
أما في الصالة فعندما سألها والدها وتركته دون إجابة استغرب من بكائها وأحس بأن هناك ما يكدر ابنته ولكن لا يعلم ما هو ووقف هو الآخر بصمت ودخل إلى مجلس الرجال وترك سلمى التي هي الأخرى متعجبة من حال البنت ووالدها فعدت الأمر دون اهتمام ودخلت مجلس النساء ورحبت بأم طارق ببرود وجلست صامته ..
**
أما في مجلس الرجال عندما دلف المجلس وهو صامت وشارد الذهن أحس الاثنان بأن أمل ليست موافقة فوجه والدها لا يدل أنها موافقة ولكن تكلم أبو طارق وسأله : ها يابو أمل سألت البنت ؟؟
تنبه أبو أمل من شروده ورد وهو مازال في حيرته : ها إيه إيه موافقة مبروك يا ولدي يا طارق ..ورجع وصمت مرة أخرى ..
طارق : الله يبارك فيك يا عمي .
تعجب أبو طارق من صمت أبو أمل فسأل باستغراب : خير يا خوي يا إبراهيم عسى ما شر إيش فيك سرحان تعبان ولا شيء .
تنبه أبو أمل مرة أخرى : ها لا لا ما فيه شيء الحمد لله أنا طيب بس ..صمت للحظة ثم أكمل بتساؤل .. بس أمل كيف وصلت عندكم وبعدين ولدها إبراهيم ما شفته معها وينه فيه ؟؟
تردد أبو طارق من الإجابة على سؤاله وخاف عليه أن يتعب وهو يرى الحال التي وصل لها من ضعف بنيته وتحلق السواد حول عينيه وعظام وجهه البارز وعندما نظر لعينيه أدرك مدى تعلقه وإصراره لمعرفة الإجابة فتنهد واستغفر بهمس وأكمل : هذي قصة طويلة أخاف ما يمدي أقولها ..ونظر لساعته و أكمل ..بقي نص ساعة ويأذن المغرب .
أبو أمل بإصرار : لا بيمدي إن شاء الله عشان بعد المغرب نجيب المأذون عشان يملك للعيال .
أدرك أبو طارق أنه لا مفر من الإجابة فتكلم بهدوء وحزن : قبل عشرة أيام كانت أمل تمشي بالشارع وكان فاضي وقطعته هي وولدها وطاحت كورته وجرى ياخذها وما انتبه للسيارة إللي كانت مسرعة وووصدمته و مات .. رفع رأسه ونظر إلى أبو أمل وشاهد نظرة الصدمة في عينيه ثم ما لبثت أن أصبح حزن عميق انتهى بنزول دمعة شامخة وحيدة على خده ومسحها ولاحظ بأنه يسترجع بهمس ثم أكمل .. واللي صدمه لما شافهم فر من موقع الحادث وكانت أم طارق ماره بالسيارة وشافت كل شيء ونقل الإسعاف أمل وولدها لمستشفنا اللي فيه طارق ,ولما بلغت أمل عن الحادث طبعاً كتبت أم طارق لوحة السيارة جابو إللي صدمه وطلع ..نظر له قبل أن يفجر القنبلة الثانية وأكمل .. أبوه ســــعـــــود.
وقف أبو أمل بعنف وفتح عينيه بدهشة وتكلم بغضب وحزن مرير : حسبي الله عليه حسبي الله عليه ..جلس ووضع يديه على رأسه ومازال يتحسب على سعود والآخران صامتان متأثران بحالة أبو أمل الذي أكمل بهدوء حزين ..وإيش صار بعدها ؟؟
أبو طارق بهدوء : تفاهمت معه أمل لأنها رفعت عليه قضية نفي نسب وقذف غير انه صدم ولدها لكن أمل عفت عن القضايا الثانية وطالبته بالدية.
صمت أبو أمل وصمت الطرف الآخر كذلك لثواني تخللها رفع أذان المغرب ووقف الجميع استعداداً للصلاة .
بعد الأذان وبعد أن أكمل الجميع أذكار الأذان تكلم أبو طارق بأمر لطارق : دق على أي مأذون يجي بعد المغرب .
طارق بهدوء تحته براكين من الغضب والرفض للواقع الذي يعيشه الآن : حاضر يبه ..وانزوى عنهم حتى يتم مكالمته ورجع لهم بعد دقائق وأكمل بذات الهدوء .. خلاص المأذون حيجي بعد المغرب .
أبو طارق و أبو أمل : الله يتمم على خير .
وخرج الجميع إلى المسجد ..
** هناك طرف رابع استمع لما قيل و وذهب لينفذ خطة قد تقلب الأمور رأساً على عقب ..
**************
أنهت أمل صلاتها وكذلك أم طارق وجلستا تنتظران الرجال فأم طارق لديها علم أن العقد سيتم بعد صلاة المغرب ..
بعد دقائق صمت اخترقها أصوات الرجال بالخارج ومن أصواتهم يدل أن هناك رجل غريب معهم ..
مرت دقائق كثيرة مرت على أم طارق بالترقب والفرحة ترفرف على قلبها, وعلى النقيض فقد مرت على أمل بالخوف والتوتر والحزن الذي خيم على قلبها .
تطاولت الدقائق حتى قاربت الساعة وقارب وقت صلاة العشاء وهما لم تسمعا أي منادي ولكنــ
بعد مدة من الترقب والانتظار سمعتا صوت جلبة في الخارج وأصوات رجال ترتفع نظرتا إلى بعضهما وانتصبتا واقفتين ولبستا عباءتيهما وخرجتا إلى حيث الصوت ووقفتا خلف الباب الفاصل بين الفناء الخارجي والذي يوجد به مجلس الرجال والصالة الداخلية , سمعتا طارق يقول بصوته الجهوري الثقيل بغضب: نعم يا الأخو وين رايح تدخل لا إحم ولا دستور ترى محارمنا داخل وبعدين إللي جاي تهاوشنا عشانها تراها زوجتي وموب ناقص إلا توقيعها أبوها موافق وهي كمان موافقة يعني مالك حاجة هنا .
سمعتا صوت الرجل الآخر يتكلم بغضب وبصوت عال ٍ : لكن هي اتفقت معي أجي أخطبها الأسبوع الجاي والحين تتزوج من غيري ليش الدنيا هي لعب عيال .
ضحك طارق باستهزاء : هه هه روح يا بابا حتى لو اتفقت معها مالك شيء هنا هي بنت عمي وأنا أولى فيها .
رفع سعود صوته بغضب : لاااااااااا هي طليقتي وأنا الأولى بها .
تكلم في هذه الأثناء أبو أمل بهدوء حتى يسيطر على الموقف : سعود طارق خلاص هدو مافيه داعي لكل هذا الهواش ..وتكلم مع سعود .. وأنت ليش الحين تبيها وانت اتهمتها وطردتها .
تكلم سعود بانفعال : بالله ليش أبي أرجعها يعني عشانها مرتي ويوم إتهمتها كان جهل وغلط مني وهي خلاص عفت عني .
أبو أمل : خلاص عندي حل ننادي أمل ونخيرها بينكم ها وش قلتم .
سعود بحماس : إيه أحسن ..ونظر لطارق بانتصار ورد عليه طارق بنظرة استهزاء وابتسامة ساخرة على فمه ..
عندما سمعت أمل صوت والدها يناديها بصوته الجهوري خفق قلبها بخوف وأطلت من خلف الباب وردت بخفوت : نعم يبه .
سأل أبو أمل ابنته الواقفة عند الباب بصوت مرتفع أمام الواقفين وهم طارق وسعود وأبو طارق وقال : أمل تبين طارق ولا سعود ؟؟
صمتت لثواني حتى ظن الجميع بأنها لن تتكلم حتى قال والدها مرة أخرى : أمل سمعتيني وأسألك للمرة الثانية تبين طارق ولا سعود ؟
تكلمت أمل بصوت حاولت إخفاء العبرة التي خنقتها وهي تفكر في الذل الذي ستجده عند طارق أو المعاصي التي ستجدها عند سعود وبعد تفكير عميق قالت بصوت قوي : أبي طـــــــــــــــــارق ..وهمت بالذهاب ولكنها سمعت أحداً يتكلم بصوت عالٍ فتوقفت ..
سعود بغضب هآآآآدر : طيب يا أمل أنا تخدعيني طيب والله لتندمين .
طارق باستهزاء : أعلى ما فخيلك إركبه .
هدئت الأصوات بعد سماع صوت الباب يقفل بصوت مرتفع وذهبت أمل إلى مجلس النساء ودفنت رأسها في إحدى المساند وانفجرت تبكي ودخلت بعدها أم طارق وجلست بجانبها لتهدئها ..
********
قبل ساعة ..
في مجلس الرجال ..
بعد أن عادوا من صلاة المغرب برفقة المأذون دخلوا المجلس وخرج أبو أمل ليأتي بشهود من رجال الحارة وعاد بعد ما يقارب الثلث ساعة وجلس وبدأ المأذون بالسؤال : هل العروس بكر أم ثيب ؟؟
أبو أمل بهدوء : ثيب .
المأذون : مطلقة أم أرملة ؟؟
أبو أمل : مطلقة .
المأذون : وأين صك الطلاق ؟؟
مد أبو أمل بالورقة للمأذون ونظر لها وقال : أمممم قبل سنتين ونصف جيد.
المأذون : وأين أوراق التحليل .
أخرج طارق الأوراق من جيبه فهو قد أعدها منذ اتفاقه مع أمل عن طريق أحد زملائه في المستشفى الحكومي ومد بها للمأذون قائلاً : تفضل .
أخذها المأذون واطلع عليها ثم فتح السجل وبدأ بمراسيم العقد من تلقين العريس والولي ثم وقع الشهود وقال وهو يمد السجل لأبو أمل : اذهب به للعروس لتوقع على العقد ولا تنس حديث الرسول صلى الله عليه وسلم يقول (لا تنكح الثيب حتى تستأمر....) الحديث .
الجميع : صلى الله عليه وسلم .
نهض أبو أمل بالسجل ولكن استوقفه صوت سعود الذي دخل عليهم وسمات الشر على محياه وهو يتكلم بصوت عالٍ : أمل لي أنا زوجتي وما أحد بيتزوجها غيري .
أبو أمل بغضب وصوت حآآآد : ســـــعـــــــــود إيش صاير ؟؟
سعود بذات الغضب : ليش أمل تتزوج أمل زوجتي أنااااا .. وخرج باتجاه الباب حتى قارب باب الصالة واستوقفه طارق وامسك بذراعه وصرخ عليه بقوة .. وفي هذه الأثناء خرجتا أمل وأم طارق وسمعتا ما دار بينهما.
***********
سمعت أمل صوت والدها يناديها توترت وارتجفت في حضن أم طارق وابتعدت عنها ووقفت وسارت باتجاه الباب ووصلت إلى والدها الواقف في منتصف الصالة ورأته ممسك بكتاب العقد وهو ينظر لها وومضت في مخيلتها ما حصل قبل أربعة أعوام عندما جاء بنفس السجل و تذكرت ما قاله والدها ذلك اليوم .. تقدمت من والدها لتمسك السجل ولكنه ممسك به فقال لها بهدوء ونبرة الحزن تتخلله : عظم الله أجرك بولدك أدري المفروض أنا أول واحد لكنــ ..وصمت ثم مد لها بالسجل وأكمل .. خذي وقعي الحمد لله إنك اخترتي طارق ونعم الرجال .
هزت أمل رأسها بإيجاب وهي مطأطئة رأسها ثم أمسكت أمل السجل ووقعت بهدوء وتوتر ومدته لوالدها وهي صامته .
مد أبو أمل يده وأمسك بالسجل وقال بهدوء : مبروك يا بنتي .
أمل بهمس : الله يبارك فيك ..واستدار والدها يسير خارجاً من الصالة لكن تذكرت شيئاً واستوقفته .. يبه لو سمحت .
استدار أبو أمل لابنته وقال بهدوء : نعم .
أمل وهي مازالت مطأطئة رأسها : لحظة أبي أعطيك شيء ..وسارت باتجاه الباب واستوقفها ..
أبو أمل باستغراب : شيء مثل إيش ؟؟
أمل بعجلة : لحظة شوي وراجعة ..وسارة بسرعة تجاه مجلس النساء وفتحت حقيبتها أمام نظرات أم طارق المستغربة ونظرات سلمى الحاقدة وخرجت بسرعة ووقفت أمام أبيها وقالت .. خذ يبه ..مدت له ورقة صغيرة وأمسكها والدها ..
أبو أمل باستغراب بعد أن فتحها : إيش هذا الشيك وحق شو ؟؟
أمل بهدوء وحزن : هذي دية ولدي إبراهيم وأنت أحق بها لأنها تتقسم على أهله وما فيه من أهله إلا أنا و أنت وأنا ما أحتاجها ..صمتت بسبب الغصة التي وقفت في حلقها ولم تستطع بلعها ..
أبو أمل بحزن وحده : خذي فلوسك أنا موب مستحق لها أنا إيش سويت لإبراهيم طول عمره ولا حتى حلاوه ما حصلها مني إيش حصل إلا الطرد له وأمه وسبه بأنه ولد حرام لا يا بنتي أنا ما أستحقها إنتي لك الحق إنتي أمه وتعبتي عليه ..خنقت العبرة صوته ونزلت دموعه على خديه وأكمل .. لكن والله إني يوم شفته حبيته تمنيت أضمه ضمه وحده بس آآآآآآآآآآهـ إيش أقول لساره أقول لها حفيدك ما شفته إلا مره وحده وطردته أقولها ما صنت الأمانه والله يا أمل غصب عني إللي يصير ..صمت ومسح دموعه ونظر لابنته التي تبكي بصمت ودموعها أغرقت
وجهها ومد يده ومسح دموعها.. << أكثر موقف حزني
أمل بحزن : لا يبه لا تقول كذا أمي مسامحتك وعاذرتك ..وقالت بحماس طفولي .. يبه أنا حلمت فيها هي وإبراهيم مع بعض فمكان حلو وقالت لي إنها موب زعلانه منك .
مسح والدها على رأسها بحنان : ريحتيني الله يريحك وإنتي كمان سامحيني.
أمل بحب : مسامحتك يبه والله مسامحتك ..
مد والدها بالشيك وقال بهدوء : هذا لك وتصدقي منه لولدك وأمك لا تنسين ..واستدار خارجا وسمعها تقول : إن شاء الله يا الغالي ..
أما أمل استدارت عائدة إلى مجلس النساء ودخلت ثم جلست بالقرب من أم طارق التي بدورها حضنتها وباركت لها أما سلمى فباركت لها بكره واضح..
*************
بعد صلاة العشاء انطلقت السيارة عائدة وهي تحمل أبو طارق و أم طارق اللذان كانا فرحين وطارق وأمل الحزينين بهذا الارتباط .
بعد أن خرجت السيارة من طرقات القرية تكلم أبو طارق بهدوء يخلطه الفرحة : مبروك يا عيالي والله يوفقكم فحياتكم ويرزقكم الذرية الصالحة .
ارتجف قلب أمل من دعوته فهي لا تتخيل أن يأتي لها أبناء ولكنها ردت عليه وصادف قولها رد طارق على والده فقالوا جميعاً : الله يبارك فيك ..نطقتها بهمس أما هو بهدوء ..
أمسكت أم طارق بيدها وتكلمت بفرحة : إن شاء الله يوم الخميس نسوي لكم حفله كبيره وكل شيء علي توقفت عندما ضغطت أمل على يدها وقربت من أذنها وهمست في أذنها : يمه ما أبي حفله كبيره ولدي ما له إلا عشره أيام الله يخليك يمه .
أم طارق بهمس هي الأخرى تحاول إقناعها : يا بنتي ما يجوز تحدين على ميت أكثر من ثلاث أيام وبعدين بتكون باستراحة موب قصر .
أمل بحزن وهمس : لا يمه موب حداد عليه لكنــ ..صمتت لحظه وأكملت .. أحس أني ما تأقلمت على بعده وإذا ضروري تسوين حفله خليها تكون فالبيت .
أم طارق باقتناع وهي تهز رأسها : أممم خلاص عشان خاطرك نسويها فالبيت ..ورفعت رأسها لتكلم الجميع .. أمل ما تبيها حفله كبيره عشان كذا راح نسويها فالبيت وتكون بإذن الله يوم الخميس طبعاً للرجال والحريم لأنها حفلة ملاك وزواج مره وحدة ها إيش رايكم ؟؟
أبو طارق بهدوء : خلاص تم بإذن الله .
أما طارق فكان يقود السيارة بهدوء .
وغرقت السيارة في صمت مطبق حتى توقفت السيارة عند الفيلا ، كانت أمل تجلس خلف مقعد أبو طارق وأم طارق خلف ابنها أقفل طارق باب أمل بحركة مخفية فخرج الوالدان وأخذت أمل تحاول فتح الباب ونبضات قلبها وصلت حدها عندما أحست أنها بقيت وحيده مع طارق بالسيارة وحاولت تكراراً حتى سمعت طارق يقول بنبرة استهزاء لاذعة : مشكلة عيال الفقر ما يعرفون يفتحون الأبواب ..هدأت أمل وجلس وهي ترتجف من الرعب وتكلم هو بجدية مخيفه .. يا أمل ولا أقول ..باستهزاء ..يا زوجــــــــتـــــــي ..وعاد لجديته.. إنتي قد أنك تقفلين السماعة بوجهي ..وصرخ .. إنتي قدها ؟؟
ارتجفت أمل برعب والتصقت بالباب من الخوف الذي سيطر عليها وأحست بأن حلقها قد جف فلم تستطع إجابته .
استدار ناحيتها وقال بغضب وتكلم بين أسنانه : إذا إنتي ما تبيني أقرب منك أنا أتقرف إني أقرب من وحده قربها رجال غيري ولا موب أي رجال إلا سكيييييييير الله العالم كم وحده قربها قبلك وبعدك وأنا قلت أبي عيال موب حب فيك لا أنا أبي أفرح أمي وأبوي بحفيد لكن الحين ما أتشرف أنك تكونين أمهم وبأقرب فرصه أتزوج غيرك وتكونين خدامه لهــ ..
قاطعته أمل بصرخة مليئة بالعبرات والبكاء والقهر فكلامه لها مزق روحها وجعلها كزهرة ربيع جرفها نهر عاتي وألقاها في كهف مظلم وحيدة تنزف ألماً وتنتزع روحها من جنباتها : خلاااااااااااااااااااص أنا أشرف منك وأنت شفت إني بريئة وإن الاتهامات كلها ظلم ..وبكت بنشيج مرتفع وجسمها يهتز من قوة بكائها وكررت .. كفاية ظلم كفاية .
ظهر التأثر على قسمات وجهه فاستدار للمقود وفتح قفل الباب ففتحت أمل الباب وخرجت مسرعة دون أن تغلقه خلفها وجرت نحو جناح الضيوف ودخلت غرفة النوم وألقت نفسها على السرير دون أن تخلع عباءتها وانتحبت ببكاء موجع مرير كمرارة روحها المتعبة وغفت دون أن تعلم .
***************
تململت على فراشها بانزعاج وتحس بأن أحداً يطرق رأسها فتحت عينيها فلم ترى شيئاً سوى الظلام حولها حاولت النهوض فأحست بالتفاف لباس كبير حولها أشعلت الضوء المجاور لها ووجد أنها لا تزال تلبس العباءة وتذكرت فوراً ما حصل لها وتذكرت كلام طارق الجارح لها رفعت رأسها عندما سمعت الباب يطرق مرة أخرى فعلمت أنها لم تحلم بل كان حقيقة فنهضت من فورها وخلعت العباءة ومررت يدها على شعرها لترتبه وسارت ثم فتحت الباب وهي تقول بهدوء : طيب طيب الحين جايه .
وعندما فتحت الباب وجدت شادن واقفة والقلق مرسوم على وجهها ثم قالت بسرعة ولهفة : أمل إنتي طيبة ما فيك شيء ولا مريضة .
أمل باستغراب : لا الحمد لله ما فيني شيء ..تساءلت .. ليش تسألين ؟؟
تنهدت شادن براحة : أهـ الحمد لله يا شيخه حرام عليك لي يمكن ساعتين وأنا أدق على الباب وإنتي ما تردين والله خفت عليك .
أمسكت بيدها أمل وأدخلتها الجناح ثم أقفلت الباب خلفها واجلستها وهي ترد عليها : لا الحمد لله بس لما جيت من بيت أبوي نمت علطول وما حسيت إلا قبل شوي كأني بحلم وأحد يطقني على راسي .
ضحكت شادن وهي تتراخى على المقعد : هههههههه .. وأكملت .. والله تمنيت أدخل صدق وأطقك على راسك بس غريبة نومك هذا إنتي خفيف نومك .
أمل بهدوء : لا موب غريب إذا كنت مرهقه أنا ما أحس بشي ..وتساءلت.. إلا إنتي من متى تدقين .
شادن : لما جيتو باركت لماما وبابا وطارق وبعدين جيت دقيت وما فتحتي ورحت ورجعت لما جات شهد تبي تبارك لك لكن لا حياة لمن تنادي ولما نامو أهلي كلهم رجعت ودقيت لما فتحتي قسم بالله قلت البنت ماتت كل هذا دق وما صحيتي ..ثم تكلمت بحماس وفرح شديد وهي تقترب من أمل لتحضنها .. إلا ما قلت لك مبروووووووووك مبرووووووووووك يا عمري ..وحضنتها بقوه وهي تقول .. إلحين صرتي مرت أخوي وبنت عمي ..وصرخت بحماس .. ياهوووو مين قدي .
ضحكت عليها أمل وعلى خفت دمها حتى أدمعت عيناها من الضحك : هههههههههههههههههههه الله يقطع شرك كل هذي فرحه ..وأكملت بجدية مصطنعة .. الله يبارك فيك وبس أهجدي راح تصحين الناس من صراخك .
شادن بفرح : والله لو موب الحين الليل والناس نيام كان زغردت من فرحتي .
أمل ابتسمت لها بحب : الله يبسطك أكثر وأكثر إن شاء الله .
عم الصمت للحظات ثم قفزت شادن وجلست بالقرب من أمل وهي تقول : أمول ليش ما تبين حفله كبيره فالاستراحة والله بنتونس .
أمل بحزن : شادن أنتي أكثر وحده تعرفين إني لساتني ما نسيت ولدي كيف أفرح وهو لسه ماله إلا أقل من أسبوعين أنا ما أحد عليه لا والله لكني نفسي مكسورة من موته ..ونزلت دمعتين ومسحتها بسرعة ..
تأثرت شادن من كلامها وقالت بحزن : آسفة أمل ما فكرنا بالشيء هذا خلاص على رايك تكون بالبيت بس ..ابتسمت وتكلمت بحماس.. من بكره تخرجين معنا أنا وشهد للسوق عشان تتجهزين للحفلة ها إيش قلتي ؟؟
هزت أمل رأسها بنفي وأكملت : لا ما أبي شيء من السوق ولا أبي أروح والحفلة بسيطة يعني ماله لزوم التشري .
شادن باعتراض : لا يا عمري تروحين وأنتي ما تشوفين الطريق والحفلة راح تتجهزين لها وبعدين تروحين لزوجك بجلابيات بيت وتنانير وبلايز بس لا ما حزرتي .
اعترضت أمل هي الأخرى : ليش إيش فيها ملابسي وبعدين أنا ما ألبس إلا كذا ..
قاطعتها شادن : لا والله هذي الملابس عند الناس لكن زوجك لا , زوجك تلبسين له بناطيل وبديات وتنورات قصيرة وشورتات وبجايم و تعرفين الباقي .
شهقت أمل بفزع واعترضت : لاااا ما أقدر ألبس كذا ..وتخيلت شكلها وهي تلبس الملابس التي وصفتها شادن وأحمر وجهها وأكملت بنفي .. لا مستحيل ألبس كذا ما تخيل شكلي ألبسها وأنا عمري ما لبستها .
شهقت شادن بذهول : لا جد أمول ما قد لبستي مثل هذي الملابس أبد ..هزت أمل رأسها بإيجاب وأكملت شادن بتساؤل مخلوط بدهشة .. ليش طيب ؟
أمل بجديه : يعني بالله متى ألبسها أول عمري فبيت أبوي وطبعاً ما يجوز ألبس هالملابس قدام أبوي وبعدين ..قالت بمراره ..بيت سعود كنت وحدي من البيت للمدرسة سعود ما أشوفه أبد ولما رحت للمشغل ما يصير ألبس قصير أو بنطلون قدام الحريم وإنتي تعرفين إن عورة المرأة من المرأة مثل عورة المرأة من محارمها يعني إذا لبست قصير تظهر عورتي وهذا إللي ما أبيه .
شادن بذهول واستغراب تساءلت : طيب أنا ألبس بجايم وقصير قدام أبوي وأخوي يعني إللي أسوي ما يجوز ؟؟
أمل بهدوء : لا ما يجوز وهذا اللي كنت أبي أفهمك من البداية أنك ما تلبسين هالملابس قدامهم أتذكر مره حضرت داعية لمدرستنا وقالت قصة أثرت فالكثيرين ..تنهدت واستغفرت ثم أكملت .. تخيلي قالت إن بنت يمكن عمرها خمسطعش أو سطعش فسجن الأحداث سألوها عن سبب تواجدها فيه قالت أن أخوانها كلهم اغتصبوها ولما سألوها عن السبب قالت لهم إنها دايما تلبس قدامهم البـــنـــــطــــــلـــــون << والله قصة حقيقية قالتها لنا داعية .
شهقت شادن بعنف ووضعت يدها على فمها من التأثر وقالت بحزن : ياااا الله لهالدرجة وصل الانحطاط يا رب ارحمنا .
أمل بجديه : وأكثر والحين صاروا البنات ما يبالون يلبسون قدام أخوانهم القصير و الشورت نسيوا أو تناسوا إن اللي يشوفوهم بشر من لحم ودم حتى لو كانوا أخوانهم .
شادن بهدوء وامتنان : مشكووووره أمل إنك نبهتيني لهاشيء وأنا صراحة من قبل ما كنت أبالي .
أمل : العفو حبيبتي أنا كنت أتضايق من لباسك لكن أسكت وقلت لازم يجي يوم وأنبهك .
صمت الطرفان لمدة بسيطة وغرقت كلاً منهما في التفكير .
تكلمت شادن بمكر : أها إذا قدام الإخوان ما يجوز يعني ما عندك حجة تلبسين عند زوجك هذي الملابس .
احمر وجه أمل وردت بخجل : لا تحاولين ما راح أروح معكم .
شادن بإصرار : لا لازم تروحين .
أمل بعناد وتهز رأسها بنفي : لا لا .
شادن بيأس : خلاص أروح أنا وشهد وبكذا مالك عذر أبد .
هزت أمل رأسها بإيجاب : براحتكم سوو إللي تبونه .
***************
في اليوم التالي
(الأربعاء)
سهرتا الفتاتان في الليلة الماضية ونامتا بعد صلاة الفجر ولم تستيقظا إلا قبل صلاة الظهر بقليل وقد أنبتهما أم طارق على تأخرهما وقالت لابد من العمل بسرعة لإنجاز أعمال الحفلة التي ستقام وكذلك الذهاب للتسوق فأخبرتها شادن برفض أمل للذهاب فحاولت معها أم طارق ولكنها أصرت على الرفض فأوكلت مهمة التسوق على شادن وشهد وقامت هي بالإشراف على ترتيبات الحفل ودعوة الحضور وغيرها من أعمال أما أمل فخضعت لإصرار شهد بأن تجلس تحت يدي خبيرة تجميل لعمل أقنعة لبشرتها وشعرها .
**
وفي المساء ..
عادت الفتاتان محملتان بالكثير من الأكياس وحملتاها إلى غرفة النوم التي أهداها أبو طارق لولده بمناسبة زواجه وبعد ترتيبها نزلتا إلى جناح الضيوف حيث أمل التي كانت تحت يدي خبيرة الحناء وجلستا حتى يتم دورهما .
********
في اليوم التالي (الخميس)
يــــوم الحــــــــــــفلة ..
في الصباح ..
جلست أمل مبكراً فلم تنم في الليلة الماضية إلا قليلاً فكلما غفت زارتها الكوابيس والأحلام المزعجة ثم تصحوا فزعة ففضلت ألا تنام فجلست في الصالة تشاهد التلفاز حتى سمعت أحدهم يطرق الباب فنهضت لتفتحه فوجدت أم طارق وهي تحمل صينية بها شطائر وكوبان من الحليب .
رحبت بها أمل بحب : هلا والله حياك يمه ..ومدت يدها لتحمل الصينية عنها.. هاتي يمه أشيل عنك .
رفضت أم طارق وأكملت سيرها : لا أنا بشيلها أنتي عروس نخدمك موب تخدمين ..ونظرت لها بابتسامة محبة ..
خجلت أمل منها وسارت وجلست مقابلة لها وردت لها الابتسامة بصمت .
جلستا تفطران بصمت لدقائق إلى أن قطعت أم طارق الهدوء بسؤال صعب ومحرج للغاية على أمل فقالت بتساؤل : أمل ما أدري أحسك موب موافقة برغبتك على الزواج يا بنتي ؟؟ إذا شيء فخاطرك قوليه أنا مثل أمك ؟؟
تلعثمت أمل بخجل خالطه الكثير من الحزن : لـ لا لا يمه أنا موافقة برغبتي بس ..صمتت وحدثت نفسها "ليتك تدرين إني أنا عرضت على طارق يتزوجني لو كان ما قلتي هالكلام" وتكلمت بعد ثواني .. بس أنا خايفة شوي ومتوترة .
أم طارق بحيرة : لا بس أحس فيك شيء ..وأكملت وهي تتفحصها بنظره الأم الحريصة .. طلعي إللي بقلبك حبيبتي ما يصير تكتمين .
أمل بحزن : لا يمه والله ما فيني شيء بس تجربة زواجي الأولى أثرت فيني عشان كذا أنا خايفة شوي لا تقلقين أنا بخير .
تنهدت أم طارق براحه : الله يريحك والله كنت خايفه يكون فيك شيء ..وأكملت بجديه .. بعدين طارق طيب وحنون موب عشانه ولدي امدحه لا والله بس أنا أشوف كيف تعامله مع الناس و إن شاء الله ما تنظامين معه .
حدثت أمل نفسها "بلاك ما سمعتي كلامه إللي مثل السم " وردت بمجاملة : إن شاء الله يمه .
نظرت أم طارق لساعتها وتكلمت بعجلة : يلااا حبيبتي صارت الساعة إحدعش بروح أصلي الضحى واصحي البنات عشان الكوافيره راح تجي الساعة وحدة الظهر .
هزت أمل رأسها بإيجاب وهي تنظر لأم طارق التي خرجت من باب الجناح فنهضت هي الأخرى لتصلي الضحى وتستحم حتى تستعد لحضور الكوافيره وهي تسير ناحية غرفة النوم تذكرت ما حصل الليلة السابقة وابتسمت
((عندما عادت شادن وشهد من السوق جلستا وهما تلهثان من التعب تمددت كل واحدة منهما على مقعد فضحكت أمل على شكليهما بصوت منخفض وهي تضع يدها على فمها حتى لا ترتفع ضحكتها انتبهت لها شادن فرفعت حاجبها الأيسر بسخرية وقالت بغيض : إضحكي إشعليك احنا تعبنا من الطرد فالأسواق وأنتي مرتااااااااااااحه .
انتبهت شهد لهما وضحكت على كلام شادن أما أمل فردت عليها بجدية مصطنعة وهي تكتم ضحكتها : والله أنا ما جبرتك وقلت يا شادن روحي اشتري لي أنا قلت لك ما أبي شيء لكن إنتي عاندتي .
شادن بقهر : لا والله تبين تلبسين عند أخوي جلابيات بيت ..ونظرت إلى شهد وأكملت بسخرية .. سمعتي يا شهد مرت أخوك المصون ماتبي تشتري شيء .
ضحكت شهد بخفة : خلاص شادن أكلتي البنت شوفي وجهها كيف صار ..ونظرتا إلى أمل التي تحول لون وجهها على الأحمر من الخجل والغضب معاً فانفجرتا ضاحكتين ..
أما أمل فضحكت معهما قليلاً ثم صمتت .
وعندما توقفتا شادن وشهد عن الضحك قالت شادن بحماس بعد أن استوت في جلستها : فاتك أمول ما شفتي الفستان صراحة شي روعة ..وقالت بتكبر مصطنع .. طبعاًً ذوق شادن والأجر على الله ..ولم تشعر إلا بمخدة صغيرة على وجهها فأبعدتها وهي متفاجأة ونظرت إلى الفتاتين الغارقتان بالضحك و نقلت بصرها بينهما وعلمت أن مصدرها أختها فنهضت على حين غرة منها وهي تحمل ذات المخدة وانهالت بالضرب على أختها التي كانت تبعدها وهي تضحك والأخرى كذلك وهي تقول ..ههههههههه ليش ترمينها علي هاااا ؟؟
تكلمت شهد بعد أن أبعدت المخدة عنها وهي تتنفس بسرعة من الضحك :
والله محــ ... ــد قال لك تكـــ...ـــذِّبي وتــــ...جحـــ...ـــدين .. تعــــ....ــبي .
ضحكت شادن بحرج وقالت بمرح : أبي أتفشخر شوي عند أمل .
أمل بابتسامة : الناس يتفشخرون بشي صدق موب بالكذب وكمان كذب عيني عينك ..وتساءلت بجدية .. عسى موب عاري ؟؟ ترا إذا كان عاري مستحيل ألبسه .
هزت شادن رأسها بنفي وأكملت بهدوء : لا موب عاري وأصلاً بعد كلام أمس حرمت إني ألبس عاري .
تنهدت أمل براحة وابتسمت بمحبه : أهـ ريحتيني المهم جيبه أبي أشوفه واتطمن .
شهد بابتسامة هادئة : لا خليه مفاجأة بكره .
أمل باعتراض : لا لازم أشوفه .
شادن بحدة مصطنعة : لا قلنا مفاجأة يعني مفاجأة ومافيه كلام بعدها .
أمل بعناد : عناد فيك أبي أشوفه .
شادن بعناد أكبر : لااااا ..
قطعت حوارهما خبيرة الحناء بحنق : لو سمحتم أبي هدوء .
صمتت الفتاتان وهما مبتسمتان بحرج .
بعد لحظات لم تستطع شادن الصمود في مكانها وجلست بالقرب من أمل وقالت بحماس ولكن بصوت منخفض : أمول مرره روعه الحنا .
’,كان شكله كهذه الصورة ’,


ابتسمت لها أمل وردت هي الأخرى بصوت منخفض : تصدقين أول مرة أتحنى .
شادن بدهشة : لا والله صدق ليش .
أمل بهدوء : ما ادري دايما نفسي أتحنى لكن أرجع وأقول أتحنى لمين وأنا كنت أغلب حياتي مشتته .
شادن ابتسمت بمواساة وردت : إن شاء الله ما تكون آخر مره .
ردت أمل بابتسامة هي الأخرى : إن شاء الله ..وتساءلت .. إشتريتي لك فــ..
وقاطعت حديثهما الخبيرة للمرة الثانية بغضب خفيف : وبعدييييييييين .
إبتسمت أمل هذه المرة بحرج ))
ابتسمت أمل لهذه الذكرى التي تعد من اللحظات الجميلة المعدودة في حياتها.
لبست جلال الصلاة ووقفت على السجادة ورفعت يديها وقالت : الله أكبر .
**************

*********
بعد صلاة العصر
أتت إليها شادن واصطحبتها إلى جناح آخر في المنزل وكان في الجهة الخارجية مروراً بالحديقة وعندما دخلت شادن وأمل فغرت الأخيرة فاها من كبر المكان وكثرة المعدات وأجهزة التجميل وتلفتت وهي تنظر لأركان الصالة التي أشبة بصالون مجهز بكافة الأدوات التجميلية فقالت بدهشة : ما شاء الله لا قوة إلا بالله مره يجنن هذا المكان ..وتساءلت.. ليش سويتوه ؟
شادن بهدوء : هذا المكان له سالفة ..ونظرت لها أمل تستحثها على الكلام وأكملت .. هذا الله يسلمك بابا سمع من واحد من أصدقائه أن بنته راحت مشغل وبعد مدة اتصل عليها معصب وقال لها تخرج بسرعة وهي استغربت الأمر فالبداية لكنها دفعت الفلوس بسرعة وخرجت لأبوها ولما جلست سألها أبوها شفتي أحد دخل قبل شوي قالت لا كنت فغرفت القص وهي فركن المشغل سألته وهي مستغربة ليش ؟؟ قال لها وهو معصب شفت وحده خرجت عند الباب الظاهر من عاملات المشغل ونادت رجال واقف عند سيارة ودخلته معها , شهقت البنت بخوف وحطت يدها على فمها وبكت وقالت والله ما شفته يبه والله , قالها أبوها مصدقك بس من اليوم ورايح ما فيه مشاغل أبد , قالت بنته إن شاء الله .. ومن بعدها أبوي سوى هالمشغل لنا وكمان فيه كوافيره لكنها الحين مسافرة ونادينا وحده غيرها حتيجي بعد شوي مع عاملاتها .<< القصة خيالية ولكن لا تخلو من الواقع *_-
أمل بهدوء : أهاااا بس تصدقين موب كل المشاغل كذا أنا المشغل اللي كنت فيه كلهم محترمين ولا مرة شفت عليهم شيء غلط .
شادن : أصابع يدك موب سوى .
وقطع حديثهم دخول شهد مع الكوافيرات اللاتي لم يلبثن إلا وبدأن بتوزيع أدوات المكياج وغيرها فسألت الخبير : مين فيكو العروسه ؟؟
شادن بمرح وهي تشير إلى أمل : الحلوه هذي ؟؟
الخبيرة (لارا)ذات الجنسية اللبنانية بهدوء : ما شا الله ما شا الله يخزي العين شو مهضومة وبصراحة بتبيني زغيري كتير (زغيري = صغيره) .
خجلت أمل ولم ترد وردت شادن بمرح : دا من زوئك .
لارا : وهلا بدي أعمل لك شوية أئنعه (أقنعه)على وجك(وجهك)وأما أنتوا ..تشير لشادن وشهد .. هيدولا العاملتين ..تشير إلى عاملتين حضرتا بصحبتها .. هما بيعملولكم o.k .
شهد : طيب لكن نبدأ بعد المغرب .
لارا : ما فيه مشكله ..وأمسكت بأمل وقادتها إلى ركن من الصالة لتبدأ في عمل أقنعة لوجهها ..
***
الساعة الثامنة والنصف مساءً ..
أنهت أمل صلاة العشاء وجلست لتكمل أذكار الصلاة ثم وقفة وخلعت الجلال بحذر حتى لا تفك لفافات شعرها , رتبت السجادة و الجلال في الركن وسارة باتجاه المرآة ونظرت لشكلها في المرآة وهي مستغربة من تغير شكلها فهذه أول مرة تضع مكياج بهذا الحد وهي أصلاً لا تستخدمه كثيراً رغم إتقانها له فكثيراً ما كانت تضعه لليلى وحتى أسماء فقد تعلمته من مراقبة عمل العاملات في المشغل , دققت في شكله الناعم بطريقة متقنة جمعت اللون الفيروزي المدموج بلون الزهر بلمسة خفيفة من اللون الأسود في زاوية العين الخارجية واكتحلت باللون التركوازي الثقيل الذي أظهر جمال عينيها الناعستين و رسمت حواجبها بطريقة مميزة وأضفت اللمسة من الإضاءة بريقاً تحت حاجبيها وأكست خديها عدت ضربات من البلاشر الوردي الذي أكسبها براءة لا مثيل لها و انتهاءً بأحمر الشفاه الزهري الذي أضفى جمال أخاذ عليها .
التفتت إلى لارا الواقفة بقربها والتي تستحثها على الاستعجال لتنهي عمل شعرها ووضع الإكسسوار الخاص به .
**
بعد ما يقارب الساعة ..
وقفت أمل أمام المرآة وهي تنظر بشكلها المختلف بفستانها الأبيض الناعم والذي رسم على جسمها بطريقة رائعة مع ذيل متوسط الطول وكان بهذا الشكل ..





ومررت بصرها على طقم الألماس الفخم الذي أهدتها إياه أم طارق والذي أكتمل جماله بالتاج المصاحب له والذي زين شعرها بطريقة جماليه كما في الصورة ..






وأخيراً مررت يدها على شعرها المسرح بطريقة ناعمة والذي أظهرت مدى جمال شعرها الكستنائي بلمعته الجذابة , تشبه هذه التسريحة ولكن أطول بسبب شعرها الطويل ..






سمعت شهقة فالتفتت إلى مصدرها ورأت شادن التي قالت بإعجاب شديد : ما شاء الله لا إله إلا الله , يااااااااااي أمول شكلك رووووعه ..نظرت لها بمكر وأكملت .. لا أخوي اليوم بيروح وطي مع هالجمال .
خجلت أمل و ظهر احمرار وجهها الذي لم تخفيه طبقات المكياج وردت بخجل : والله حلو شكلي ؟؟
شادن بهيام مصطنع : موب حلو وبس إلا جنان يا شيخه أروح قشطه أنا على هالحلاوه ..وأكملت بمرح.. يا أختي أعطينا شوي من جمالك .
ضحكت أمل : ههههههههههههه ..وأكملت بابتسامة .. والله حتى إنتي تجننين لا تقللين من نفسك .
شادن بذات المرح : لا ما أوصل لك ولا تحاولين .
(كانت شادن تلبس فستان سهره ناعم باللون البصلي من الساتان وتضع على أكتافها شالاً بنفس اللون من الشيفون الناعم وقد ربطته بطريقة رائعة وشكل الفستان هكذا






أما مكياجها كان بنفس اللون مع درجاته حتى ينتهي باللون العودي وأكتحلت بالأسود العربي وبلاشر بذات اللون وكذلك أحمر الشفاه وأصبحت رائعة بحق )
أمل بابتسامة : خلاص كفاية راسي كبر أخاف ما أقدر أشيله .
ضحكت شادن وردت بمرح : هههههههههه لا لا خلاص بطلنا أخف ينكسر راسك وبعدها مين يفكنا من طارق ..ثم هتفت بصوت عالٍ .. يووووووه الله يرجك نسيتيني أعطيك المسكه ..ومدت لها بها..
نظرت أمل إلى المسكه التي بين يدي شادن بإعجاب ومدت يدها وأمسكتها وسرحت وهي تتلمس بتلات الورد الوردي الذي أغراها منظره وكانت بهذا الشكل ..




انتبهت لشادن إللي تكلمها : أمول وين رحتي أنا أكلمك .
أمل بشرود : ها هلا عمري ..وانتبهت لها وأكملت تبرر.. سوري حبيبتي بس جذبني شكل الورد ونسيت نفسي ..وضحكت بإحراج ..هههههههههه ..وأكملت.. إيوه عمري إيش كنتي تقولي .
شادن بابتسامة : شكلك تحبي الورد ..هزت أمل رأسها موافقة وأكملت شادن .. كنت أقول ماما تقول إذا خلصتي امشي نروح جناح الضيوف .
نهضت أمل وهي تقول : أنا مخلصه يلا مشينا .
شادن : يلا .
وسارتا بصمت حتى قالت أمل بحذر : شادن ما تعرفين عزموا أبوي وزوجته ولا لا .
هزت شادن رأسها بالإيجاب وأكملت : إيوه كلمه بابا وكمان ماما كلمت زوجته ..وتساءلت .. ليش تسألين .
خفق قلب أمل بخوف فوجود سلمى يهددها بالخطر وردت بهدوء قدر ما تستطيع : لا بس أسأل .
ووصلتا في هذه اللحظة إلى الجناح وجلست أمل على إحدى المقاعد .
قالت شادن وهي مغادرة الجناح : أمل حصني نفسك .
أمل : أنا قلت أذكار المساء خلاص .
شادن بإصرار : لا حصني كمان زيادة ..هزت أمل رأسها إيجاباً وهي مبتسمة وأكملت شادن .. أنا راح أنادي ماما وأجيب المصورة اللي تنتظر ..وخرجت ولكنها توقفت عندما نادتها أمل وقفلت عائدة إليها وهي تسألها.. إيش تبين ؟؟
أمل بجديه : شادن أنتوا واثقين من المصورة يعني ..
قاطعتها شادن بهدوء : أيوه أكيد واثقين وبعدين هذي تبع المشغل اللي عندنا يعني الصور ما تخرج من البيت .
تنهدت أمل براحه : أهـ الله يريحك طمنتيني خلا ص روحي .
خرجت شادن بصمت أما أمل قرأت الأذكار من جديد وحصنت نفسها ثم غاصت في أفكارها وهي واضعة يدها على قلبها و تقول لنفسها "إيش فيك يا قلبي متلبس البرود وما خفت ولا نبضت إلا من وجود سلمى لها الدرجة ما يأثر فيك إني اليوم بكون مع رجال لوحدي " عندما وصلت لهذا الحد من التفكير هاجت نبضات قلبها حتى أحست أنه من عنفها سيخرج من ضلوعها فضغطت على مكانه بقوة فدخلت أم طارق في هذه اللحظة وفجعت من شكل أمل التي تضع يدها على قلبها وسألتها بلهفة الأم : أمل بنتي إيش فيه قلبك؟؟
رفعت أمل رأسها على سؤالها وطمأنتها بابتسامة هادئة ومتوترة بعض الشيء وأكملت بهدوء : لا يمه ما فيني شيء بس خايفه شوي .
هدأت أم طارق وابتسمت براحة وحب : الحمد لله إن ما فيك شيء والخوف يا عمري شيء طبيعي .
هزت أمل رأسها بصمت وهي مبتسمة ولكن قلبها مازال في هيجانه .
فدخلت في هذه اللحظة المصورة والتي بدأت عملها بنشاط وهمه فتركتهم أم طارق التي استأذنت بهدوء وغادرت .
******
في مجلس الرجال ..
كان الكثير من الرجال ولكنه هو تفرد بالرجولة الطاغية ببشته الأسود وغترته البيضاء الناصعة وثوبه الأبيض وجزمته السوداء اللامعة (كرمتم) و رائحة العودة التي ميزته كان يجلس في صدر المجلس وعن يمينه والده وعن شماله عمه أبو أمل والذي يجلس بجواره صديقه المقرب عبد الرحمن كان ينظر للرجال الذين كانوا منهم من يتحدث إلى جاره في المقعد ومنهم من هو صامت ويتطلع إلى الناس ومنهم من يتحدث إلى مجموعة من الناس ثم ألقى نظرة على والده الذي يتحدث مع الذي بجواره أما أبو أمل فكان مستمتع بالحديث مع صديقه أما هو فكان يشعر بالملل والضيق يجثم على قلبه ولكنه تماسك وأظهر الابتسام والفرحة التي هي أبعد عنه في هذه الليلة انتبه لوالده الذي رن جهازه المحمول ورد على المكالمة باقتضاب ثم أقفله وأعاده إلى جيبه وكلم طارق بهدوء : الحين بنقوم الناس للعشا وأنت أدخل عشان تتصور مع زوجتك .
ظهر الضيق على طارق ليس من التصوير ولكن من كلمة زوجتك وقال باستياء ظاهر : وإيش له داعي التصوير ؟؟
أبو طارق بهدوء وجديه : ياولدي لا تكسر فرحة أمك وقوم الله يرضى عليك.
طارق باقتناع وطاعة طيب ما يصير إلا اللي يرضيكم , بس أنت قوم الناس على العشاء عشان أروح .
أبو طارق برضا : الله يرضى عليك دنيا وآخره ويوفقك ..ثم نهض من مقعده وقال بصوت جهوري سمعه كل الجالسون وانتبهوا له .. يالله يا جماعة الخير أقلطوا حياكم على العشاء .. ثم تقدمهم ووقف الرجال واحد تلو الآخر وانسلوا خارجين من المجلس ولم يتبقى إلا طارق وأبو أمل وعبد الرحمن ..
تكلم أبو أمل بجديه : طارق ما أوصيك على أمل لا تظيمها ولا تقهرها تراها يتيمة والله يقول "فأما اليتم فلا تقهر" وأنا والله واثق من شهامتك وأنك قد المسؤولية ولا ما كان وافقت عليك .
هز طارق رأسه بإيجاب ورد باحترام : أمل فعيوني يا عم إن شاء الله .
نهض أبو أمل وهو يقول براحه ظهرت في صوته : ريحتني الله يريحك دنيا وآخره ..ثم خرج من المجلس ولم يتبقى إلا عبد الرحمن الذي تقدم وجلس مكان أبو أمل ..
عبد الرحمن بخفة دمه المعهودة وهو يبتسم : ها أخبار النفسية عساها تمام؟؟
طارق بهم : أي تمام يا شيخ إلا زفت .
عبد الرحمن بذات الخفة : أفااا وأنا أبو عمر ..وسأله بغباء مصطنع .. ليش؟؟
طارق بنرفزة وقد نهض من مقعده : أقول عبد الرحمن فكني من غبائك كنك ما تدري عن شيء ..وتنهد بهم وألم سكن صدره وأكمل وهو يهم بالمغادرة .. آآهـ الله يعين بس خلاص روح تعش وأنا بدخل عند الهم .
عبد الرحمن بجديه قلما تظهر عليه : طارق سمعت أبوها إيش قال وما يحتاج أزيد لا تحمل البنت ذنب غيرها وصراحة الغلطة غلطتك ليه توافق من البداية ؟؟
طارق بهدوء : خلاص اللي فات مات و إن شاء الله ربي يقدرني أني أتعايش معها بهدوء .
عبد الرحمن وقد وقف بمحاذاة طارق وقال بهدوء : مدام كذا أقول لك ألف مبروك ..وتقدم وصافحه وتبادلا الأحضان وأكمل بمرح ..منك المال ومنها العيال ويلا ضف وجهك ولا أشوفك إلا بعد أسبوع .
شهق طارق بمرح : أما أسبوع كثيير مررره لكن يمكن تشوفني بكره ..وضحك وغادر فلحقته كلمات عبد الرحمن الذي هتف بصوت عالي وهو يقول .. (والله إن شفتك بكره لا تلوم إلا نفسك ) ولم يسمع الباقي ووقف أما الباب وهو يضحك عليه وفي هذه اللحظة فتحت شادن الباب حتى تستقبله ووجدته يضحك فهتفت بمرح : الله كل هذي فرحة الله يديمها عليك ..وأكملت بمكر.. شكل دخول أمل لحياتك بيغير أشياء كثير وأولها هالضحكة إللي اشتقنا لها .
اختفت ضحكته تدريجيا حتى تحولت لضيق وقال بحده : أقول شوفي لي طريق وبعدين اتركي اللقافه عنك سامعة .
شكت شادن في أمره ولكنها قالت بهدوء : الطريق قدامك ما أحد فيه أمش .
أزاحها طارق بهدوء عن طريقة ودخل ..
*********
عند أمل ..
بعد أن أنهت المصورة عملها أخبرتها أنها ستعود لتلتقط لها بعض الصور مع زوجها وخرجت قبل أي كلمة من أمل المصدومة من هذا الأمر وحسمت في قرارة نفسها أنها لن تسمح لهذا الأمر بالحدوث ..
وما إن خرجت المصورة حتى دخلت شهد التي سلمت بهدوئها المعتاد وردت عليها أمل ثم قالت بفرح غامر : مبروووك أمل ألف ألف مبروك .
أمل بابتسامة : الله يبارك فيك وعقبال ما تفرحين بريناد وإياد .
شهد : أمل ما شاء الله شكلك روعه .
أمل بامتنان : تسلمين من ذوقك , أنتي والله تجننين ما شاء الله .
(كانت شهد ترتدي فستان فخم جداً باللون الوردي مرسوم بدقة على جسمها وكان بهذا الشكل ..




أما مكياجها فكان مزيج بين اللونين الوردي والبني بطريقة مميزة والبلاشر الوردي وكذلك أحمر الشفاه فأصبحت كأنها أميره)
شهد بابتسامة : تسلمين بس ما أجي شيء عندك , الله يعين أخوي اليوم لا يروح فيها ..قالت الجملة الأخيرة بمكر..
تلون وجه أمل بالأحمر من كلام شهد التي تذكرت وقالت : يووووه نسيتيني إيش كنت بقول قومي يلا عشان تطلعين فوق .
أمل باستغراب سألتها : ليش أطلع فوق ؟؟
شهد بهدوء وهي تمسك يد أمل لتوقفها : عشان نزفك وإنتي تنزلين من الدرج .
أمل بذعر : لا لا شهد أخاف ..وتخيلت كيف تنزل من الدرج والناس تنظر لها وقالت بخوف .. لا شهد تخيلي أطيح ولا شيء يووووه بعدين إيش أسوي بنفسي .
ضحكت شهد على إنفعالاتها وردت بهدوء : لا يا عمري إن شاء الله ما تطيحين بس إنتي خليك واثقة من نفسك كلها دقيقتين وإنتي جالسه على الكوشة .
أمل بانصياع : أمري لله بس أبي أحد ينزل معي .
شهد بهدوء وهي تمسك بيدها وتخرج معها من الجناح إلى المصعد : إن شاء الله ما نتركك .
وركبتا المصعد إلى الدور الثاني وأجلستها شهد على كنبة قريبة من الدرج وأحضرت لها البخور والعطر ثم ذهبت ونادت شذى التي لبست فستان باللون الأبيض وله من الخلف أجنحة كالفراشة فأصبحت وكأنها فراشة بحق و تحمل بين يدها شمعة بشكل فراشة كبيرة بيضاء و محددة بالكريستال الزهري ..
أوقفتها شهد على بداية الدرج وهي تكلم شادن وتخبرها بأن كل شيء على أتم الاستعداد ثم أقفلت الخط وأمسكت بيد أمل وأوقفتها خلف شذى وهمست لها شهد : لا تخافي يا عمري خليك واثقة من نفسك واقري الأذكار طول ما أنتي تمشين وابتسمي طيب .
هزت أمل رأسها بالإيجاب وهي في قمة الارتباك وابتسمت بتوتر وقالت : طيب .
ثم بدأت الزفة بالآهات والزغاريد التي على وقعها سارت شذى متقدمة أمل على السلم الطويل المنتصف الصالة ثم بدأت الكلمات وسارت أمل ..

أميرة الورد ليه والورد مفتونك
*** ليه بحياته يحاول يشبه ألوانك
كم من فراشة تمنى تلمس غصونك
*** والورد يا ما تمنى يعيش بأغصانك
إذا ابتسمتي يذوب السكر بلونك
*** ويزور شهد الحياه اقلوب خلانك
والليل يغفي ويصحى بس فعيونك
*** والصبح خدك ونور الشمس عنوانك
يا غنوة الحب ليه دايم يغنولك
*** كل القلوب بغلاه صاغتها ألحانك
وأنا بودي أكون السعد في كونك
*** وأكون غنوه تغنى بس على شانك

** زفة أميرة الورد بصوت / محمد السلمان (د : مبدع)

جلست أمل على الكوشة الصغيرة والفخمة المعدة لها وقلبها مازال يخفق بخوف وتوتر من اللحظات التي عاشتها على السلم وهي تنزل وما أن استوت جالسة حتى جاءت شادن وحضنتها بقوه وحب وهي تهمس : مبروووووووك حياتي مبروك .
وردت أمل بهمس : الله يبارك فيك عقبالك .
ابتعدت شادن واقتربت أم طارق التي حضنتها هي الأخرى وبكت الأولى وتبعتها الأخرى ثم ضحكتا بعد أن توقفتا عن البكاء فقالت لها أم طارق بحب وحنان ممزوجة بفرحة غامرة : مبروك ألف مبروك يا يمه .
وابتعدت هي الأخرى واقتربت شهد وحضنتها وباركت لها بحب وابتعدت وتوافدت المهنئات حتى تعبت من تكرار كلمة ( الله يبارك فيك ) .
في زاوية من الصالة المزدانة بجميع ألوان الفرح كان هناك مع كل هذه الأضواء والبهجة قلب مظلم ظلله الحقد وأعمى بصيرته الكره المتجذر في أعماق أعماقه ..
كانت سلمى تحدث نفسها "والله إني أشوف سارة موب بنتها إيش الشبه هذا كأنها ما ماتت لكن والله ما أخليك بحالك راح أخليك خاتم باصبعي زي أبوك وإذا ما سويتها ما أكون أنا سلمى "
نهضت ومشت تجاه أمل الجالسة بهدوء على الكوشة ووقفت أمامها وما إن انتبهت لها أمل حتى ملأ الرعب قلبها من نظرة الحقد المتأججة في عينيها اقتربت منها كأنها تقبلها وهمست بأذنها : تهني شوي وشوفي إيش يصير بعدها .
تملك الخوف من أمل ولكنها نفضت الخوف وتملكتها قوة للرد عليها و همست لها بما شعرت به : وأنا أقولك حسبي الله ونعم الوكيل وحسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم وراح يكفيني الله ما أهمني بمشيئته سبحانه .
انتفضت سلمى من التأثر ولكنها صمتت وآثرت الانسحاب وهي تكابر أي تأثر حدث لها وسارت لمقعدها وجلست بهدوء .
أما أمل فجلست تكرر ’, حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم,’ حتى يزول ما أهمها من ضيق وكدر بسبب كلام سلمى .
بعد مدة ليست بالقصيرة رفعت أم طارق بصوتها وقالت : تفضلوا حياكم الله على العشاء .
وانفضت الصالة من النساء وبقيت فقط أم طارق و شادن وشهد اللاتي أتين لها وأوقفنها وهمست سائلة : وين ؟
قالت شادن بمرح : ولا مكان بس راح تروحين جناحك .
ارتجف قلبها وحاولت ألا تظهر ذلك ولكن فلتت رجفتها وظهرت جلياً في يديها فشعرت بها أم طارق وقالت تهدئها : لا تخافين حبيبتي راح نطلع معك.
هزت أمل رأسها إيجاباً وأوكلت إليهم مهمة نقلها فهي أصبحت في أيديهن كالدمية ظاهرياً فلم يظهر عليها إلا الجمود أما في أعماقها فثارت وهاجت براكين من المشاعر قد تدمر كل شيء إن ظهرت ولكن بحكم صعوبة الحياة التي عاشتها استطاعت أن تخفيها وتظهر الجمود المخيف .
ولم تشعر إلا وهي تجلس على كنبة وثيرة وبمكان أنيق ولكنها تراه ملغم بالأشواك التي تحاصرها من كل مكان كالوردة تماماً جميلة فواحة جذابة ولكنها شرسة توخز كل اقترب منها وهي ترى هذا المكان مثلها جميل أنيق منظم كل شيء فيه ينطق فخامة ولكنه ينهاها ويحذرها من الاقتراب وإلا أظهر أشواكه ولكنـــ هي دخلت إليه ولها أن تتحمل عقابه كالذي يريد أن يقطف الوردة عليه أن يتحمل وخز أشواكها ..
سمعت وقع أقدام ثقيلة ترقع بصوت رتيب على الأرضية الرخامية دلالة على تناسق الخطوات التي يخطو بها وتوقفت الخطوات وعصفت رائحة قوية ورجولية قريب منها ورفعت رأسها ونظرت تجاه الشخص القادم
فالتقت عينين ..... وارتجف قلبين .

***

وضعت حقيبتي

تنفست بعمق

هواء أوطاني ليس ككل هواء

هواء أوطاني عطر ينتشر في الأجواء

تنقلت ببصري على المكان واللامكان

أتفقده هل هو بخير

أم أصابه العلل

تجولت فيه

فرأيت الطرقات تكتظ بغير أهلها

اصطنعت اللامبالاة

دخلت شارع

ثم شارع أخر

ثم حارة

ثم منزل

فتعجبت لم هذا التغير المخيف

أيعقل أن أهلها غادروها

ولكنها بلدهم وربما يعودون لها

دخلت منزلي

فكان فيه إجابة تساؤلاتي

وفك رموز حيرتي

إنني لا أرى الأمل

فصرخت بصوت عالٍ

أيها الأمـــــــــــــــل

يا أملــــــــي

أين أنت

اظهر أنا أحتاجك

لا أستطيع أن أعيش دون وجودك

فصرخت مرة أخرى أستجديه للظهور

يا أملي ارجع لـــــــــــي

لقد ( استوطن الألــــــــــــم أوطاني )

فانهرت وأنا أنتحب من مرارة القهر

فهتفت سأعيدك حتماً سأعيدك لأوطــــــــــاني

*****************************
نهايــــــــــــــــ الجزء الثاني عشر ـــــــــــــــــــــة

..
..
..

 
 

 

عرض البوم صور بياض الصبح   رد مع اقتباس
قديم 10-07-11, 08:27 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ملكة جمال ليلاس وملكة سحر الخواطر



البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 183892
المشاركات: 11,112
الجنس أنثى
معدل التقييم: بياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالقبياض الصبح عضو متالق
نقاط التقييم: 2930

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بياض الصبح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بياض الصبح المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 


&< ~^((الجزء الثالث عشر))^~ >&

~[( أنتظر الأمــــل يطرق بابي )]~



رفعت رأسها ونظرت تجاه الشخص القادم
فالتقت عينين ..... وارتجف قلبين .
القلب الأول خفق من الخوف والتوتر الذي ظهر متمثلاً في رجفة قوية سرت في أنحاء جسد صاحبه .
أما القلب الآخر فـــ لا تعليـــــــــق فلم يظهر إلا الجمود والبرود على صاحبه.
ولكنــــــ

فلتت من عينيه نظرة إعجاب للجمال الماثلة أمامه >>> وجه شبه مستدير وغمازتين واضحتين على خديها الموردين وقد أضفت براءة لا مثيل لها ,عينين ناعستين وواسعة تبحر بمن يراها لعالم آخر أنف دقيق وطويل تحته فم صغير ممتلئ وقد لون بلون الزهر الندي وشعر كشرائط حريرية ملتوية بلون الكستناء الرائع فأصبحت كلوحة جميلة بهية الألوان من صنع الخالق المنان ,جمال جمع بين براءة الطفولة و فتنة الأنوثة في كاريزما خاصة بها.
سمعت وهي مطأطئة صوت تبريكات أمه وأخواته له وهي تعيش بين الخوف والحزن ويعزف قلبها نغمات من نبضه المتزايد في كل لحظة .
سمعت وقع الأقدام تتقدم من جديد و لكن معها تزيد قوة رائحة العود والبخور حتى أحست أن الرائحة سكنت في أنفها أغمضت عينيها تم فتحتها بسرعة ورأت الحذاء الجلدي الفخم أمامها بالضبط فخافت وارتجفت بتوتر شدت قبضتها بقوة حتى لا تظهر رعشة يديها للعيان ولكن عندما اقترب منها وقبل رأسها لم تتمالك نفسها فاهتزت كورقة خريف في مهب الريح وهاجمتها رغبة عارمة بالاستفراغ ولكنها قاومت وأطبقت شفتيها بقوة وأحست بصداع قوي وكذلك دوار وظهر ذلك جلياً عليها فأصح وجهها أصفر وعينيها نصف مغمضتين .
ابتعد طارق من أمامها وجلس بجوارها فرأتها أم طارق بهذه الحالة قالت بفزع : أمل يمه فيك شيء وجهك أصفر .
أومأت أمل بالنفي بمعنى أنها بخير ولم تتكلم لأنها لو تكلمت لما تمالكت نفسها من موجة الاستفراغ التي ألمت بها , فهمت أم طارق أنها بخير ولكنها لم تطمئن بعد , كانت تريد أن تأتي بالمصورة حتى تلتقط لهما بعض الصور ولكن رأت حالة أمل فأشفقت عليها , فأمسكت ابنتيها اللتان باركتا للعروسين بسرعة وخرجن جميعاً من الجناح وما إن خرجن حتى قفزت أمل بقوة وجرت باتجاه المغاسل واستفرغت بحدة حتى أحست أن روحها ستخرج منها ووضعت رأسها على الصنبور لترتاح قليلاً , انتبهت ليد وضعت على كتفها ارتجفت ثم أمسكتها وأبعدتها بعنف والتفتت له و هي تقول (لا تقــــــرب) .
فتح طارق فمه ليرد عليها لكنه نظر في عينيها فهاله ما رأى فيهما من عذاب فعينيها تحكي قصة الألم وتكونت بها كل فصوله فرأى العذاب والحزن والغضب والأسى وقد أحاطتها دمعة حائرة في طرفها ما لبثت إلا وسقطت تتبعها أختها ثم سيل من الدموع تتبعها الشهقات المرتفعة , ابتلع ما أراد قوله ودخل غرفة النوم الكبيرة بعد أن فتح باب الغرفة الأخرى وأغلق الباب خلفه بصمت .
أما أمل ..
فاستمرت نوبة الإستفراغ دقائق حتى أنهكها التعب ولم تقوى على الوقوف فتحاملت على نفسها فغسلت وجهها جيداً ثم سارت بخطى متثاقلة إلى الغرفة التي فتحها طارق لها .
تعجبت من الغرفة التي فتحها لها ولم تكن سوى غرفة مطلية بالأبيض وفارغة من الأثاث سوى سرير صغير و خزانه كذلك صغيرة جداً و كمدينو بجوار السرير و.. فقط , تقدمت من السرير وألقت بجسدها المنهك عليه وتنفست الصعداء بعد الألم الذي ألم بها وتركت عقلها يسرح في أفكاره ..
******

بعد نصف ساعة ..
ارتاح جسدها وهدأت أفكارها وأحست بهدوء طمأنينة اعتدلت في تمددها و لكن أحست بثقل في جسمها فنظرت لنفسها فوجدت أنها مازالت بالفستان فأصابها الهم من الخاطرة التي جالت بخاطرها فقالت لنفسها "يعني لازم أقابله مره ثانيه أمممم طيب أنام بالفستان أووف ما أقدر ثقيل حسبي الله على إبليس إيش أسوي ..فأطرقت تفكر.. أنزل أجيب من تحت من ملابسي القديمة بس أخاف أحد يشوفني يا ربي إيش أسوي ما فيه حل غير إني أجيب من عنده والله يعينني أتوكل على الله وأروح " : حسبي الله ونعم الوكيل ..ثم نهضت باتجاه الباب وسارت حتى وصلت إلى باب غرفة طارق وهي مع كل خطوة تخطوها تزداد سرعة نبضات قلبها درجة وعندما وقفت كانت نبضاتها وكأنها قرع طبول مدوية وقفت لدقائق مترددة ولأكثر من مرة تهم بالعودة وأخيـــــــراً تجرأت وطرقت الباب وبعد ما يقارب الدقيقة خرج طارق وهو يلبس بجامة باللون البني وشعره يقطر ماءً , وقف ينظر لها ببرود وهو صامت أما هي لم تنظر له خشية أن تعاودها موجة الاستفراغ مرة أخرى وعندما لم تسمع صوته بل أحست بتنفسه قالت بتردد ولعثمة : مـ .. مـمـ .. ممكن تخــ..ــرج أأأ أبي مـ ..مـلابسـ..ـي .
نظر لها بحاجب مرفوع وبازدراء : وليش حضرتك ما تدخلين وأنا موجود , ولا يمكن راح أكلك ..قال الأخيرة باستهزاء وسخرية لاذعة ..
لم تجبه أمل للحظات وهي بذات حالها مطأطئة وخائفة ولكنها تكلمت بخوف ظهر بصوتها : بتخرج ولا ..تراجعت للخلف ونظرت إليه وأكملت بذات الخوف .. خلاص بروح .
لاحظ نظرت الخوف التي اعتلت عينيها الدامعتين وكانت تهم بالعودة لغرفتها فتقدم منها بسرعة وأمسك يدها وقال : انتظــــري .
ارتعشت أمل بقوه كأنها مست بتيار كهربي عالي الشدة وذابت كقطعة زبد تحت لهيب الشمس ولم تسمع قبلها سوى كلمة (أمــــــــل) التي قالها بخوف..
***********
فتحت عينيها ودارت عينيها بالغرفة فلاحظت أنها ليست في جناح الضيوف الذي سكنته منذ قدومها واستغربت المكان فرفعت رأسها وانتبهت لطارق الجالس على الكرسي المواجه للسرير فومض في عقلها كل ما جرى فغصت عينيها بالدموع وارتجفت برعب وخوف وقالت بلعثمة وهي تنظر جهة طارق : مـ..مــين جــ..ــابــ..ــنــي هــ..ــنا .
استغرب من نظرة الخوف التي استوطنت عينيها واعتاد على رؤيتها وتلفت في الغرفة الكبيرة الملكية وظهرت في كلماته نبرة الاستهزاء : تشوفين أحد غيري بالجناح عشان يشيلك ..ثم ثبت نظره عليها وأكمل ببرود..أنا شلتك وجبتك هنا .
انتفضت أمل وانتصبت واقفة وأسرعت جهة الباب تنوي الخروج وهي مرعوبة من ما حدث ومتقززة من نفسها بسبب حمل طارق لها وظهر التقزز على وجهها , توقفت عندما سمعت كلمة طارق التي قالها بحدة : استني وين رايحه .
التفتت أمل ومازال على وجهها ملامح التقزز والقرف وقالت بخوف : بروح غرفتي .
طارق بحدة وغضب من ملامح التقزز التي مرسومة على وجهها : انتظري ..وأشار لها على إحدى الكراسي فأومأت بنفي فقال بحدة .. اجلسي أحسن لك ..سارت أمل وجلست بخوف على المقعد المشار إليه وهي ترتجف فأكمل طارق بذات الحدة .. شيلي نظرة الخوف من عيونك إنتي شايفه قدامك وحش ولا كائن فضائي ؟؟
أومأت أمل بنفي ومازال الخوف مسيطر عليها .
طارق بتساؤل غاضب : وبعدين معاك إيش سالفتك يا بنت الناس ؟؟ من أول مادخلتي الجناح وإنتي يا تستفرغين ولا ترتجفين وآخرتها أمسك يدك وبس أغمى عليك .
طأطأة أمل رأسها ولم ترد على استجوابه ولكنها قالت في نفسها "إيش أقولك ؟؟ أقولك إن سعود اغتصبني وهو سكران ولا العامل الآسيوي تحرش فيني وحاول ..تنهدت.. استغفر الله يا رب تعدي هالليلة على خير وهي من أولها موب راضية تمشي " انتبهت له يناديها بحده فانتفضت بخوف ورفعت رأسها .
طارق بيأس وغضب : يوم إنتي كذا تخافين وما تبين أحد يقرب منك ليش تعرضين علي الزواج ها ؟؟
نهضت أمل وقالت بغضب بارد : وليش أنت وافقت ؟؟
لم تسمع أمل له إجابة وسارت باتجاه غرفة الملابس ووقفت أمام الخزانة وأخرجت لها بعض الملابس وخرجت من غرفة الملابس ومرت بغرفة النوم ورأت طارق يقف عند الباب وقد وضع يده على المفتاح وأداره ليقفل وهو ينظر لأمل بنظرة مكر .
أما أمل فقفز قلبها بين ضلوعها ووصل لحلقها ونظرت له بخوف وقالت بهمس خائف : لا لا تقفل ..ازدردت لعابها والغصة في حلقها بخوف وأكملت بلعثمة .. أبا...ا..خــر..ج ..لم تعد تقوى قدميها حملها فجلست وانتثرت ملابسها على الأرض فبكت بهدوء وما لبثت أن انتحبت بخوف وتعالت شهقاتها وهي تردد.. الله يخليك أبا أخرج الله يخليك أبا أخرج .
نظر لها طارق بنظره غريبة تجمع التعجب و الغضب وقال بحدة وهو يدير مفتاح الباب : أنا قلتها من قبل أنا أتقرف أني أقرب من وحده قربها غيري وأعيدها لك أنا أتقرف منك بس قلت بشوف إيش سالفتك يا بنت الناس وأختبرك ومادام أنتي من بدايتها تنفرين وتخافين أقولك من الحين ترى زواجي من اللي تستحقني واستحقها قريب وانتي هذا البيت موب مكانك قلت أول بخليك خدامه لزوجتي لكن الحين لا ..صمت لثواني وهو ينظر لأمل وأكمل بغموض..اسمعي نفورك وخوفك هذا خليه فالجناح أما برا الجناح أبيك تخلين نفسك أسعد إنسانه ولا هذا شيء صعب كمان ؟؟
هزت أمل رأسها بنفي وهي تقف وتجمع الثياب ثم نظرت بحزن وأكملت بهدوء حزين : عادي أمثل إني سعيدة لكن بدون ما تقرب مني أو تجلس جنبي يعني تكون بعيد عني ..لاحظت أنها جرحته حاولت تبرر ولكنه تكلم..
طارق باستهزاء ومرارة : يعني بالله أنا ميت على القرب منك أنا أصلاً مـــــوب طـــــااايــــــقك ولا طــايق القرب منك وإذا على الجلوس مع أهلي بحاول قدر استطاعتي أبعد وما أضمن لك وهذا الشيء موب عشانك لا عشاني أنا وكمان ما أبي أهلي يلاحظون شيء .
نظرت له أمل بابتسامة ميتة وحزينه وقالت بهمس : مشكور وما تقصر ..وسارت باتجاه الباب فابتعد طارق تلقائيا عن طريقها فخرجت من غرفت النوم باتجاه غرفتها فدخلت وأغلقت الباب وحملت لها إحدى البجايم وكانت من القطن باللون الزهري وضعتها على السرير ودخلت الحمام (كرمتم) وخلعت الفستان وتحممت وارتدت روب الاستحمام وخرجت وجففت شعرها بالمنشفة فأصبح رطباً قليلاً فلبست بجامتها وتمددت على السرير فارتاح جسدها و تنشطت أفكارها فراحت تفكر في كل ما حدث اليوم وأكثر ما أرهقها الحديث مع طارق وبالأخص كلمت طارق التي تكرر صداها في عقلها وقلبها حتى غلبها النوم ومازالت تتكرر على أسماعها (مـــــوب طـــــااايــــــقك)...
***************
في اليوم التالي ..
سمعت الأذان واستيقظت من النوم وهي لازالت تشعر بالتعب والنوم يداعب أجفانها سارت بأرهاق ودخلت الحمام (كرمتم) توضأت وخرجت تذكرت طارق فنبهت نفسها بأنه من واجبها كزوجة أن توقظه ولن تجعل خوفها ونفورها من جنس الرجال أن يثنيها عن واجبها فتركت جلال الصلاة الذي كانت تحمله على السرير وسارت باتجاه الباب فتحته بخفه وسارت بهدوء إلى أن وقفت أمام باب غرفته ترددت بخوف ولكن تذكرت أن الوقت سيمضي وتفوته الصلاة إن لم توقظه فرفعت يدها لمستوى الباب وهمت بطرق الباب ولكنــــ...
/\
/\
/\
فتح طارق الباب فتفاجأ الاثنان ووقفا كل واحد مصدوم من الآخر للحظات حتى انتبهت أمل أنها تقف بمقابل طارق ولا تفرق بينهما إلا بضعة خطوات أخفضت عينيها بخوف وتراجعت للخلف وقالت بلعثمة وكلام غير مرتب : آآآ أنا جيــ...ــت أبــــ...ــي الصــ..ــلاة تقـــ..ـــوم .
نظر لها باستغراب فانتبهت هي لطريقة كلامها فأخذت نفس عميق تهدئ بها نبضات قلبها المتسارعة من الخوف وقالت و كأنها طفلة صغيرة بهدوء : أنا كنت بدق عليك الباب أبي أصحيك للصلاة .. ولم تنتظر رده بل جرت بسرعة باتجاه غرفتها وأغلقت الباب بخوف واتكأت عليه ومازال قلبها ينبض بعنف..
أما الواقف في الصالة استغرب فعلها وهروبها فقال بصوت مرتفع ساخر وغامض وصل لمسمعها : أنا متزوج مرررهـ ..ضغط على الكلمة وأكمل .. ولا طفله تهرب من أي أحد غريب ومين الغريب عنها غير ..قال بمرارة لم تظهر على كلامه .. زووجهـــــــــــــــــــا ..وخرج من الجناح..
[قال طفلة وهو يقصدها بكل معانيها فأمل ظهرت وكأنها طفلة ببجامتها الزهرية وشعرها المفتوح وقد غطى ظهرها بكامله ومازال به رطوبة من استحمامها قبيل ساعات والذي دعم هذا كله وجهها الطفولي الخالي من أي زينه بعكس البارحة فكانت تشع أنوثة وبراءة معاً ]
عند أمل عندما سمعت كلامه خفق قلبها واغرورقا عينيها بالدموع وقالت لنفسها "إيش أسوي طيب هذا شيء غصباً عني يااااارب أبعد عني هالخوف ياااااااااارب "مسحت عينيها ولبست جلالها ووقفت على السجاده وكبرت ..
***
أكملت صلاتها وتمددت على فراشها بإرهاق لتكمل الأذكار ولكنها في منتصف ذكرها زارها سلطان النوم فراحت في نوم عمييييييييييييييق .
لم تستيقض منه إلا على صوت طرق قوي على الباب وصوت باااارد وغاضب معاً ينادي بإسمها فنهضت بحدة من السرير واتجهت للباب وقالت بصوت مفزوع من خلف الباب : إيوووه إيوووه أنا صحيت ..تأكدت ان الصوت ابتعد عن الباب وفتحته بخوف ووقفت وهي لم تخرج من الغرفة ورأت طارق الذي كان يشتعل غضباً ولكنه كان يتمالك نفسه فأخفضت عينيها بخوف فسمعته يتكلم ..
طارق ببرود وسخرية : ما شاء الله من أول يوم أثبتي أنك مررره سنعه نااايمه للحين إيش بقيتي للبنات اللي ما عندهم أي مسؤولية ..وأكمل بجديه.. إنتبهي تعيدين اللي صار اليوم ولا شوفي إيش يحصل لك .
خافت من غضبه المتأجج من عينيه وقالت بخوف وبراءة : ليش الحين الساعة كم ؟؟
طارق بسخرية : من عذرك بنت فقر ما تعرفي الساعة والظاهر ماعند ساعه كمان .
قالت أمل بذات البراءة وبسذاجة : لا عندي ساعة ..ونظرت ليدها اليسرى ولم تجدها فأكملت بذات النبرة .. يووووه نسيت إنيــــ ..وانتبهت أخيراً بأنها تتحادث مع طارق وواقفة أمامه بهذا اللباس فارتجفت بخوف وقالت بتوتر.. بروح أصلي ..فابتعدت من عند الباب وسارت باتجاه الحمام بعد أن ألقت نظره على الساعة المعلقة في الصالة فوجدتها قارب الساعة الثانية ظهراً تحسرت بأن وقت الظهر قد مضى فاستغفرت وسمعته يتحدث وهي تمشي فتوقفت ولم تستدير ولكنها كانت تسمعه ..
طارق بهدوء أقرب للبرود : إذا صليتي غيري أهلي يتنظرونا للغداء وياليت تستعجلين ..وأكمل بأمر.. وثاني مره لا تعطيني ظهرك إذا كنت أكلمك طيـــــــب .
استدارت أمل وهي مطأطئة رأسها تعلم أن إعطاء المستمع للمتكلم ظهره إهانه ولكن عذرها أنها تستعجل للصلاة ولكنها ردت عليه بخفوت وطريقة أقرب للاعتذار : إن شاء الله , الحين أصلي وأتجهز بسرعة انتظرني .
أشار له بيدها بأن تذهب وهو يجلس على إحدى المقاعد ويمسك الريموت كنترول .
اقتربت أمل من الباب وأغلقته بخفه وسارت وتوضأت و صلت ثم فتحت الخزانة وأخرجت فستان ناعم من الكتان بألوان خريفيه يربط على الرقبة وفوقه جاكيت قصير بأكمام طويلة بلون البيج لبسته ولكن تنقصها الزينه خرجت بخوف وحذر وسارت باتجاه باب غرفت النوم الرئيسية فالتفت لها طارق بغير اهتمام فقالت تبرر بخوف ولعثمة : آآآآ البنات .. جابوا ..كل الأشياء هنا .
هز رأسه بغير اهتمام ونقل بصره إلى التلفاز .
تنفست أمل بخفه و راحة وفتحت الباب ودخلت وأغلقت الباب خلفها فوقفت أمام التسريحة وبدأت بشعرها ..
***
بعد ربع ساعة ...
أنجزت أمل عملها على خير ما يرام وبسرعة حتى لا تتأخر على طارق ويغضب منها سارت إلى أحد الأدراج ولبست حذاء منخفض بلون البيج لبسته وربطته من الخلف وتعطرت بأحد العطور وتأكدت من شكلها واتجهت للباب وأمسكت بعروته فاعتلاها الخوف مما جال بخاطرتها فتذكرت أنها يجب أن تسير بمحاذاة طارق وكذلك يجب أن تقبل رأس عمها حاولت أن تبعد هذه الأفكار عنها ولكنها سيطرت عليها بالكامل فشحب لونها واغرورقت عيناها فقالت لنفسها حتى تقوي عزيمتها "أمل مالو داعي هذا الخوف أنتي أقوى من كذا..ثم ترددت.. بس بس أنا ما أقدر أحس إني برجع إذا قربت منهم أو لمسوني ..تنهدت بهم ..آآآآآهـ يااااااارب ساعدني وسهل هذا الأمر فعيني ياااااارب " فتسلحت بقوة غلبها التوتر ولكن تذكرت طارق الذي ينتظرها ففتحت الباب وخرجت فسمعته يتكلم دون أن يرفع عينيه .
طارق بتذمر وسخرية : أخيـراً تكرمت ست الحسن والجمــــــ ..قطع كلامه عندما رفع عينيه ورأى أمل الماثلة أمامه وهي مطأطئة رأسها ووصله رائحة عطرها فوقف مبهوراً من شكلها المتناسق بدأ بانسكاب الفستان على جسدها الرشيق والطويل وانتهاء بشلال شعرها الكستنائي المموج بتناسق وشكله الرطب الذي يشعر المرء بالانتعاش ولو رفعت عينيها لرأت كيف أنسحر من جمالها ورقتها ولكنه تمالك نفسه بسرعة وبدلها لبرود كالصقع قبل أن ترفع عينيها التي لا تنوي رفعها فأكمل بذات السخرية خالطها الجدية.. ليش حضرتك تتأخرين ولا ناويه نقلب الغداء عشاء عشان حضرتك .
أمل برجفة وتوتر : لا بس أنا ما تأخرت ..نظرت لساعتها فوجدتها الساعة الثانية النصف وأكملت بأسف وبراءة .. أنا آسفه ما راح أعيدها مره ثانيه .
ألجمته براءتها واعتذارها عما كان يريد قوله فقال باقتضاب : مشينا .
سار طارق أمامها وتبعته بمسافة وهي مطأطئة رأسها ففتح باب الجناح وسارا باتجاه الدرج وهي خلفه توقف ولم تلحظ توقف وسارت حتى قاربته فانتبهت ورفعت رأسها فأمسك بذراعها بقوه وقال بحدة : مره ثانية تمشين جنبي .
أبعدت يده عنها بعنف ونظرت له بغضب كردة فعل ثم كسرت نظرتها و أخفضت عينيها وتراجعت إلى الخلف وهي خائفة وترتجف فقالت بخوف وتلعثم : لا لا تمســ..ــكني ..ونزلت دمعة واحدة من عينها ومسحتها بيدها وأكملت بعد أن تماسكت .. خلاص راح أمشي جنبك بس لا تمسكني .
طارق بلامبالاة استفزازية : طيب طيب عرفنا والحين ممكن تمشي يا برنسيسة أمل .
أخفضت أمل عينيها فاستفزازه لها وطريقة كلامه تغضبها ولكن ليس لها إلا أن تستسلم , رأته يسير على الدرج العريض فسارت بمحاذاته ولكنها مبتعدة عنه بمسافة .
نزلا من الدرج بصمت حتى وصلا إلى الصالة المتوسطة المنزل والتي أقيمة بها الليلة الماضية الحفل سارا باتجاه العائلة الجالسة وتحفهما ترحيب وابتسامات الجميع وفرحتهم التي لا تخفى على العيان وعندما توقفا عندهم تقدمها طارق وسلم على رأس والده وتبعته أمل وهي في قمة الخوف والتوتر فدنت على رأسه وقبلته وقالت بصوت مرتجف : كيفك يا عمي ؟؟
أبو طارق بحنان : الحمد لله بخير كيفك أنتي ؟؟ ومبروك يا بنتي .
لاحظت أمل الشبه بين والدها و عمها فأحست بحب كبير لهذا الرجل وكذلك أحست بالأمان ولكن مازال التوتر يظهر على قسماتها وقد فسره الجالسون بربكة العروس وخجلها فردت عليه بذات التوتر : الحمد لله , الله يبارك بعمرك ..وسارت باتجاه أم طارق وقبلتها على رأسها وحضنتها الأخرى وهي تردد التبريكات لها دمعت عين أمل تأثراً من حنان هذه الأم فلو كانت أمها على قيد الحياة لما زاد حنانها عن حنان أم طارق وحبها لها أبعدتها أم طارق بحب وهي تقول بحنان .. أمل يمه ليش تبكين فيك شيء طارق قالك شيء ؟؟
أمل ابتسمت بين دموعها وقالت بحب : لا يمه لا تحاتين أنا بخير وطارق طيب معي بس أفكر لو أمي عايشه لو ما زاد حنانها عن حنانك وحبك شيء.
..بكت أم طارق وتأثر الجميع من كلام أمل فقالت أم طارق بحب .. والله إنك يا أمل بنتي إللي ما جبتها غير أنك بنت ساره الغالية الله يرحمها .
الجميع : الله يرحمها .
تكلمت شادن بمرح وسخريه : الظاهر اليوم راح نتغدا على أذان العصر عشان ما نفوت الفلم الهندي وكمان لايف .
ضحك الجميع عليها فقالت أم طارق : يلا قوموا الغداء جاهز .
نهض الجميع متقدمتهم أم طارق ولحق بها أبو طارق وطارق اللذان كانا يتحدثان وتأخرت الفتاتان فأمسكت شادن بأمل حتى لا تمسي فتوقفت الأخرى وأبعدت يدها ليس بعنف ولكن بضيق .
لاحظت شادن حركة أمل ولكن تناستها وقالت بمرح : ما شاء الله إيش الحلاوة هذي يا بنت الفستان روعه عليك أما هذا ذوقي شهد ما عندها كلام.
ضحكت أمل وقالت بحب : ههههههه تسلمين يا عمري وذوقك صراحة حلو..وأكملت بغرور وتكبر مصطنع .. لكن عشاني لبسته طلع أحلى .
ضحكت شادن بقوة وقالت بهزل : هههههههههه أبووووك يالغرور لا لا صراحة تستحيقين الغرور .
أمسكت أمل يد شادن وسارتا باتجاه غرفة الطعام وهي تقول بهدوء : ليش تبين أصير نمله ؟؟
شادن باستغراب وتساؤل : نمله ؟؟
أمل بهدوء أجابت : إيوه نمله الإنسان المتكبر واللي شايف نفسه على غيره يوم القيام ربي يخليه مثل النمله والناس يدوسونه لأنه تكبر عليهم الله صغره .
شادن بتعجب : سبحان الله .
وصلتا في هذه اللحظة وجلستا متجاورتين بجانب أم طارق فقالت أم طارق لأمل بحنان : أمل حبيبتي الوحدة إذا تزوجت لازم تجلس جنب زوجها عشان إذا احتاج شيء تلبي له .
توترت أمل من كلام أم طارق وخافت ثم نظرت لطارق الذي فهم نظرت الخوف في عينيها فقال بهدوء : خليها يمه أنا ما أبي شيء وما دامها تنبسط مع شادن معليش تجلس معها .
أم طارق بعتب : لا لازم تجلس عندك لكن اليوم خليها مع شادن وبعدها ..نظرت لأمل نظرة ذات معنى فهزت أمل رأسها إيجابا وهي متوترة فابتسمت أم طارق لها ..
انشغل الجميع بالأكل فعم الهدوء للحظات سوى من أصوات الملاعق على الأطباق حتى فجرت شادن القنبلة بسؤالها ..
شادن بتساؤل : ها يا عرسان وين ناوين تروحون شهر العسل ؟؟
تطلع الجميع إليهم بفضول أما طارق وأمل تضايقا بشدة من السؤال ولكن تدارك طارق الأمر فقال بهدوء : والله الزواج جاء بسرعة عشان كذا ما خططنا له لكن إن شاء الله نتفق أنا وأمل على المكان إللي بنروحه .
هز الجميع رأسه بموافقة وعاد الصمت يطبق بجناحيه على المكان .
(الحمد لله الذي أطعمني وسقاني من غير حولٍ مني ولا قوة )
قالها أبو طارق ووقف وغادر غرفة الطعام ثم بعد لحظات تبعته زوجته فلم يتبقى إلا طارق وأمل و شادن وشذى كانت الفتاتان تتحدثان بأمور مختلفة أما طارق فكان غارق بالتفكير وشذى كانت تأكل بصمت فهي إذا كانت وحدها تكون صامته هادئة أما إذا كانت مع أطفال آخرين ينقلب الصمت لثرثرة والهدوء إلى لعب وصراخ هذه هي شذى .
وقفت الفتاتان وهمتا بالمغادرة فأوقفهما طارق بجدية وهو ينادي : يا أمل لحظة .
توقفت أمل مكانها واستدارت له بعد أن تلقت نظرة ماكرة من شادن التي غادرة بعد أن حملت أختها معها وأغلقت الباب معها فأغلق على أمل باب الأمان وفتح باب الخوف الذي ظهر على عينيها الرجفة الخفيفة التي سرت في أوصالها واتي لاحظها طارق الذي قال بجدية : إجلسي أبي أتناقش معك بموضوع شهر العسل .
هزت أمل رأسها بنفي وأكملت بخوف وتوتر : لا ما أبي شهر عسل .
طارق بقهر من خوفها وتوترها كلما كلمها أو جلس معها : يا بنت الناس ترا أنا موب وحش عشان كذا تخافين هالخوف كله وبعدين ..أكمل بجدية .. لازم نروح شهر عسل عشان أهلي ما يلاحظون شيء وشهر العسل راح يكون أسبوع موب أكثر لأن وراي أشغال ومستشفى ها إيش قلتي ؟؟
خفق قلب أمل من الرعب ففكرة أن تكون هي وهو في مكان واحد دون أحد من البشر لأسبوع كامل تتعبها وتجذر الخوف في قلبها فهزت بنفي وقالت بتوتر : لا ما أبي أروح حاول فاهلك قلهم مشغول أو أي شيء .
طارق بنرفزة : يا بنت الناس المسألة موب كذا المسأله عشان نبين لهم أن حياتنا ماشيه تمام ..وأكمل وهو ينظر لها بمكر واستفزاز.. عاد إنتي بنت فقر أكيد ما عمرك خرجتي من جده خذيها فرصة تخرجي منها .
نظرت له بغضب ثم كسرت نظرتها من الخوف فقالت بغضب وبصوت منخفض : مالك دخل خرجت أو ما خرجت من جده هذا شيء راجع لي وأنا قلتها ما أبي أسافر سافر أنت بروحك ..وشعرت بظل أظلها وحجب الضوء عنها فرفع رأسها ورأت طارق ينظر لها بنظرات يتقافز من الشرر فخافت ووقفت بعنف فسقط الكرسي من خلفها وأحدث ضجيجاً في الغرفة الهادئة وحاولت تبتعد ولكن طارق أمسك معصمها بقوة وشد عليه حتى سمع تأوهاتها وتكلم بين أسنانه : أنا مالي دخل أنا طيييب شوفي إللي راح يجيك والسفر بتسافرين ورجلك فوق رقبتك ..وشد على يدها بقوة حتى آلمت أصابعه هو قبل يدها التي احتقنت فيها الدماء وسالت من عينيها الدموع فنفض يدها بقوة وأكمل بحدة ولكن بصوت منخفض .. فااااااااااااااهمه .
أمسكت أمل يدها المتضررة باليد السليمة وهي تدلكها حتى توزع الدم المحتقن والساخن في يدها وردت عليه بصوت منخفض ومرتجف ودموعها في عينيها : فاهمه فاهمه .
قال بجديه : أمسحي دموع التماسيح هذي وأمشي أهلي ينتظرونا عشان نشرب الشاهي .
أمل بإذعان حتى تتجنب غضبه قالت بهدوء : طيب .
مسحت دموعها بعد أن تأكدت من يدها أنها أصبحت بخير وتأكدت من شكلها وسارت ووقفت بمحاذاة طارق الذي ما إن وقفت بجانبه حتى سار وسارت هي كذلك .
وعندما تقدما للجالسين في الصالة سلما بهدوء وبعد رد السلام جلس طارق على كنبة مفردة وكذلك أمل فقالت شادن بمرح : ها إيش نتائج قمة جامعة الدول العربية المنعقدة مؤخراً ؟؟
نظر لها الجميع باستغراب وفهموا بعدها أنها تقصد اجتماع طارق وأمل فضحك الجميع عليها .
نظر لها طاق وقال بسخرية : وأنتي مراسلة أي قناة ؟؟
شادن تفكر بهزل وهي تضع سبابتها على صدغها وقالت : أممممممم ما أدري بس إني مراسلة والسلام .
ضحك الكل على خفة دمها فقال طارق وهو يضحك : طيب يا مراسلة والسلام نتائج القمة ..ونظر لأمل ثم أكمل وهو ينظر لشادن .. مفـــــــــاجــــــأة .

*****************
كنت أجري بخوف

أبحث عن الأمان

عن الأمل

تواصل الجري

قادتني قدماي إلى منزل

دخلته أحتمي فيه مما يحيطني

أوصدت بابه

هدأت نفس به

ولكن بعد مدة قصيرة

طرق الباب

سألت عن الطارق

فقال إنه الحزن

فأبيت أن أفتح فغادر

وطرق مرة أخرى

وكان هذه المرة الهم

فغادر عندما لم أستجب له

وطرق أخرى وأخرى

وكلهم يرحلون

وفي ذات ليلة

طرق بعنف

فأجبت : من الطارق

فأتاني الجواب

أنا الألـــــــــــــــم

فقلت ماذا تريد

أنا لا أرغب باستضافتك

فارحل

ارحل أرجوك

أنا لا أريدك

ولا أريد أن تطرق بابي

أنا ( أنتظر الأمــــل يطرق بابي )

فأين هو

لماذا غاب عني ؟؟

أجبني أيها الألـــــــــم

فقال وهو راحل

إنه قـــــــــــادم فانتــــــــــظر

*****************************

نهايــــــــــــــــ الجزء الثالث عشر ـــــــــــــــــــــة


..
..
..

 
 

 

عرض البوم صور بياض الصبح   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة بسمة أمل, الأمل, القسم العام للقصص و الروايات, اسطوره, بين الأمل و الألم أسطوره كاملة, بسمة امل, حقي, و كره, قصه مميزة جدا, قصه مكتملة
facebook



جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:01 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية