لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-07-11, 10:04 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2011
العضوية: 225569
المشاركات: 581
الجنس أنثى
معدل التقييم: black star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 905

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
black star غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : black star المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

ــ نعم.. لكنى اعمل بما تفكر. وانت مخطئ.اعرف ان ساره انجذبت الى دايون فى البدايه وانه ادار لها ظهر.لكن ذلك حدث قبل زواجنا بفتره طويله.
علق روجر مقوسا حاجبيه:
ـت تحليل ممتاز.ثاقب بعيد النظر!
ــ روجر,كف عن هذه السخريه!انا وساره لا نخفى اسرارنا عن بعضا البعض .ان موقف ساره من دايون ناتج عن تصرفه حيالى!كانت دائما تقول ان زواجنها لن ينجح . وهذا ما حصل.ثرى . ويونانى...كان خليطا مستحيلا.
سأل روجر بعدم اقتناع:
ــ اتظنين ذلك؟
ــ بل اعرف انه كذلك.
افرغت مايه الحوض ثم اقتل وهى تضع الاطباق فى الخزانه:
أأ اردكت حسن مقصدك يا روجر.لكنك لا تفهم حقيقه الوضع.
هز كتفيه جلس على حافه الطاوله:
ــ حسنا؟هل ستخبريننى انك لم ترى زوجك؟
ــ كلا,لم اره.
ــ وبعد؟
ــ روجر ,ارجوك, لااريد متابعه الموضوع فى الوقا الحاضر.كان حافلا, ويجب ان اذهب الى منزل السيده بينيت لاعتذار منها.
ــ السيده بينيت؟اه, نعم, ضحيه اخرى من ضحايا ساره.
ــ ماذا تعنى؟
ــ من الخير ان انصرف.لدى محاضره فى الثامنه صباحا ويجب ان ادون بعض الملاحظات.
على فكره.مادامت رحله اليونان تبدو صعبه التنفيذ,ما رأيك ان تقضى بضعه اسابيع فى ايرلاندا؟لقد اكتشفوا حطام شفينه اسابنيه على مبعد من الساحل الغربى. فرأيت ان ذلك قد يشكل فصلا مهما فى كتابى.
كان روجر يؤلف كتابا عن الحطامات والتحطيم طيله السنوات الثلاثه الماضيه,وع ان مارثا استبعدت ان ينشره فى يوم من الايام.الا ان متعه كتبته عوضت عليه الوقت الذى يستهلكه.
نظرت اليه بامتنان لكنها هزت رأسها عندما الح عليها فى القبول.قالت معترضه:
ــ لا يسعك ان تأخدنا معك اينما ذهبت!سافر واستمتع برحلتك سوف اطبع لك الاوراق حالما تعود.
ــ وماذا ستفعلين خلال الاسابيع الاجازه الطويله؟تسيرين الى المنتزه؟تاخذين جوزى الى حديقه الحيوانات؟تزورين المتحف؟مارثا.لا تفكرى فى النفقات.لدى المال الكافى.انى اتقاضى راتبا عاليا وابواى لم يتركانى معدما.يسعدنى ان افعل هذا من اجلك.. ومن اجل ساره. صدقى او لا تصدقى .فعندما تتوقف قليلا عن تقطيع الاس بلسانها الحاد. اجد فيها رفيقه ذكيه وممتعه.اتعلمين اننا كنا نلعب الشطرنج كل ليله فى غيابك؟علقت مارثا بجفاف:
ــ لم اغب سوى ليلتين!
ولم علق روجر بان الوقت بدا له ضعف ذلك.استعادا شعورهما بالتوازن والصداقه.

 
 

 

عرض البوم صور black star   رد مع اقتباس
قديم 19-07-11, 07:55 AM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2011
العضوية: 225569
المشاركات: 581
الجنس أنثى
معدل التقييم: black star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 905

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
black star غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : black star المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

4ــ الكارثه حصلت وكانت تفكر فى الخطوه التاليه.
قال لهالم تخافين منى يا مارثا الى هذا الحد يا مارثا؟
هل فعلت شيئا جعلك ترهبين جانبى؟


تلك الليله ,لم تخبر ساره قصه لقائها بدايون فى ميكونوس.استلقت على فراشها قبل ان تنام ولامت نفسها على تصرفها الجبان.لكن حوارها مع روجر اقنعها يانها ليست مستعده بعد لان تتلقى مزيدا من النصائح.انها تحتاج وقتا...وقتا للتفكير.لتخطط ,لتتساءل عما ستفعله فى حال اختار زوجها ان يضعها امام الامر الواقع.القضيه لم تنته بعد, لان دايون ليس رجلا يرضى بانصاف الحلول.
صرفت الامسيه فى استرضاء السيده بينيت التى كانت متأثره جدا لاتهامها بالرسقه.عددت لمارثا شكاواها من ساره وبدت كلها صحيحه فى ضوء اعترافات ساره نفسها.
لكن مارثا اقنعت السيده بينيت بانها اذا تخلت عن مساعدتها فان جوزى ستضطر الى ترك مدرسه الحضانه حتى موعد دخولها مدرسه الابتدائيه بعد اجازه الصيف.وانها ستظل فى رفقه غتاه مقعده ساعات النهار.
قالت السيده بينيت فى الاخير
منتديات ليلاس
ــ حسنا سأستمر فى اصطحابها الى مدرسه الحضانه يا سيدتى.لكنى لن امكث حتى موعد الشاى للطفله ان كنت ستتأخرين فى عملك.لا اريد ان اتهم ثانيه بالتدخل,فى حين كنت احاول فقد ان اساعدك.
ــ ادرك هذا يا سيده بينيت.
ارتاحت مارثا اشد الارتياح حيت تأكدت من ان جوزى لن تعانى بسبب اتهامات ساره الرعناء.وعادت الى البيت بنفسيه اقل اضطرابا.
كما اراحها الرجوع الى العمل وجو الجامعه المطمئن.خلال يوميم التاليين جاهدت لتعوض الوقت الذى هرته.معظم الطلاب غادروا الجامعه مع انتهاء العام الداسى لكن المدير الذى تعمل لديه شغل وقتها بالاشراف على اوراق الامتحانات لتقرير نتائح السنه الدراسيه.رحبت بالعمل الدؤوب المتعب اذ انها انساها التفكير فى مشكلاتها الخاصه.
عشيه الجمعه.حين سارت الى بيتها من المحطه.احست برضاء نفسى عن جهودها.
مشهد السياره السبور.الغريبه الشكل والمتوقفه عن الناصيه خارج البيت.بدل مزاجها فجأه,ان سكان شارع ميريدث لا يقودون سيارات ايطاليه باهظه الاثمان.تذكر جيدا خطوط سياره الفيرارى المميزه.ولا مجال للشك فى هويه هذه السياره الانيقه الدواليب.
شعرت برغبه فى الهرب بعيدا.اضافه الى ان جوزى موجوده داخل البيت. ولا بد انها تثرثر الان كعادتها بكل تلك الثقه الى زرعتها فيها مارثا. ومن دون ان تعى ملابسات لموقف.لكن ساره تعيها جيدا ! حين تذكرت ساره.اكملت سريها ركضا.
اندفعت الى غرفه الجلوسبانفاس لاهثه .توقفت حيت رأت اختها تجلس وحيده على مقعدها. والى جانبها صينيه شاى على الطاوله.ضج قلبها بخفقات ثقيل وسألت قبل ان تتمكن ساره من الكلام
ــ اين جوزى؟ رأيت سياره خارج البيت.سياره فيرارى.ظننت..
حدجتها ساره بنظره ثلجيه وسألت ببرود
ــ ماذا ظننت؟ان دايون كان هنا؟ انه جاء كى يأخذ ابنته منك؟
ــ اهو هنا؟
ــ ليس فى الوقت الحاضر.
راحت ساره تقلص يديها وترخيهما على المقعد فاضحه توترها اردفت تقول
ــ اعتقد انهما ذهبا الى المنتزه. لا اعرف الى اى واحد بالضبط...
ــ سمحت له بأن يأخذ جوزى...
بدأت مارثا تتهمها ثم توقفت حين ضربت ساره الطاوله بقبضتها وحتفت بحنق
ــ نعم. نعم,سمحت له باخذها .ماذا توقعت ان افعل خلاف ذلك؟ان كنت تحجمين عن الافضاء الى بالحقائق.كيف لى ان ادفع عن نفسى عندما...عندما تاتى ذلك الرجل من دون توقع او استئان؟
ــ اردت ان اخبرك يا ساره,اكنى احتجت الى وقت...
ــ حسنا ,لديك الان كل القت الذى ترتيدن.لا موجب لاستغرابى,قا لنك اعترفت له بأنه والد الطفله.لقد اعترفت يا مارثا بالغم من كل ما قلته سابقا.
تململت مارثا فى وقفتها وعادت تلتف بعصبيه باتجاه الباب.سارت بقلق الى حيث المدفأه وقالت
ــ من الخير ان تشرحى لى ما حدث.
الكارثه حصلت . وكانت تفكر فى لخطوه التليه.لكن ساره اعلنت رأيها الخاص جين ردت بوجوم
ــ بل يتوجب عليك ان تخبرينى كيف توصل دايون الى معرفه الحقيقه! يا الهى لابد انك كنت تتلهفين شوقا الى اخباره اياها.لم يسعك ان تنتظرى,اليس كذلك.وبعد كل ما حصل!انا لا افهمك يا مارثا,لا افهمك بالمره.
ــ لم يكن الامر كما تتصورين يا ساره.انا..لم اتبرع باخباره.
ــ لا؟ اذن ماذا حصل؟هل اغواك؟هل خططتما لذلك قبل ان تغادري ؟
ــ كلا!تعلمين انى لم ارسل دايون قطعايا. كنت اكاتب والده. لقد رأيت الرسائل بام عينك.
بدت ساره غي مقتنعه وسخرت قائله
ــ هاه!اتقصدين القوم ان والده سحب منك المعلومات سرا؟ماذا فعل؟هل مددك على طاوله التعذيب ام انه هدد باقتلاع اظافرك؟
ــ لا تتساخفى يا ساره!
ــ اين وجه السخافه فى الموضوع؟ان كنت لم ترى دايون..
ــ لم اقل انى لم اره
ــ فهمت .اذن رأيته؟
ــ حسنا... رأيته.
_ايتها الحمقاء!
احست مارثابدموع ساخنه تلسع عينيها.لكن هذا ليس وقت البكاء تمالكت نفسها واجابت
_اتظنين انى لا ادرك حماقتى؟ اخبرينى الان,اين ذهبا؟ ان دايون لا يعرف لندن جيدا. تلك السياره فى الخارج,انها سيارته,اليس كذلك؟
اعترفت ساره بتعبير حاد
_قالت جوزى انها ستدله على الطريق
_هذا يعنى حديقه الالعاب.
لاحظتتورد خديها فى المراه واردفت تقول
_سامضى كى ابحث عنهما.متى غادرا البيت؟
_منذ ثلث ساعه على الاكثر.وصل....زوجك بعيد الخامسه .
_بعيد الخامسه.
رددت مارثا مفكره فتذكرت موعد الزفاف. لابد انه غادر اثينا فور انتهائه.توجهت صوب الباب لكن ساره استوقفتها هاتفه
_انك لن تدعيه ياخذ جوزى؟هل ستفعلين؟
ردت مارثا وهى تحس بثقل المسؤليات التى تواجهها
_كلا, سابذل قصارى جهدى.لكن...هل علمت جوزى...
اقصد هل علمت من هو دايون بالنسبه اليها؟هل اخبرها؟
_لم يفعل على حد علمى.كل ما فى الامر انها انجذبت اليه بطريقتها الودوده التى تعلمينها .كما بدا واضحا ان البيت لم ينل استحسان دايون.
منتديات ليلاس
اومأت مارثا وهى تخرج.غادرت البيت وسلكت طريق المشاهالتى تمر بين البيوت حتى منتصف شارع ميريديث , ثم تبعت الدرب المختصر خلف ملاعب التنس واطلت فى الاخير على حدائق اللعب الفسيحه.
كانت امسيه دافئه ورات اطفالا كثيرين مع ابائهم فى الساحه الخاصه بالصغار.لكن جوزى لم تكن بينهم .تلتفت مارثا بقلق لظنها انها اخطأت التعرف على وجهتهما.
فجاه

 
 

 

عرض البوم صور black star   رد مع اقتباس
قديم 19-07-11, 05:24 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2011
العضوية: 225569
المشاركات: 581
الجنس أنثى
معدل التقييم: black star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 905

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
black star غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : black star المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

رات دايون عبر المنبسط العشبى حيث تدور لعبه كره قدم حاميه الوطيس.كان يتوسك مجموعه من الصبيه ويدربهم على مهارات اللعبه.فيما وقفت جوزى على مقربه.تحمل سترته وتبدو مسروره تماما بتزاحم الصبيه على نيل رضاه.
تعثرت خطوات مارثا لدى تفكيرها بشغبيه زوجها االكيده.وطغى عليها القلق الذى عانته سنوا طويله بسبب حرمان جوزى من وجود ابيها .كيف استطاعت ان تفكر بانها كانت تعوض ابنتها عن الثراء والامان اللذين من شأن ال ميكونوس ان يقدموه لها؟ماذا يمكنها ان تعطى ابنها من اشياء يعجز دايون عن اعطائها؟الحب,ربما.
تطلع دايون فى تلك اللحظه وراّها.تراجعت تلقائيا لكن بعد فوات الوقت.رأته يقول شيئا لجوزى ملفتا اياها الى وجود امها.ثم تناول الستره من الطلفه وارتداها وفيما اندفعت جوزى تقطع المرج فى اتجاه مارثا.
تاكأ بصرها على زوجها واعترفت .على الرغم منها, بجاذبيه الموجعه.
كانت جوزى تهتف منفعله:
ــ ماما,ماما ,اتعرفين من جاء يزورنا؟
جف حلق مارثا والتصق لسانها بسقف حلقها.كل ما استطاعت فعله هو ان تنظر الى ابنتها وتهز رأسها بنفى صامت.
لم يبد على جوزى انها لاحظت شيئا غريبه .وهتفت ثانيه مشريه الى الخلف:
ــ انه صديق لبابا.ابى انا. صديق قديم, انت تذكرينه يا مام. اليس كذلك؟ تذكرين عمى دايون.
ارغمت نفسها على رفع رأسها عندما انضم اليهما دايون.
ان كلمات جوزى طمأنتها قليلا.لكنها لم تكنن مستعده بعد لمواجهه التحدى الملتمع فى عينيه السوداوين.قال بتهذيب مدروس:
ــ مرحبا, مارثا.ارجو الا تكونى تضايقت لانى اخذت .......جوزى للتنزه؟كانت امسيه جميله, وبدت اختك منذهله من ظهورى.
منذهله!بوسع مارثا ان تتصور مشاعر ساره!رطبت شفتيها الجافتين واجابته بتهذيب مماثا:
ــ اظنها لم تتوقع مطلقا ان تراك ثانيه .كان...كان يجب ان تعلنمنا بقدومك.
قست اساريرع واعلن قائلا:
ــ لكنى فعلتوالم تتلقى رسالتى؟
تقلص وجهها فتابع يقول من دون ان ينتظر جوابها:
ــ لا باس.المهم انى هنا. سرنى جدا ان اتعرف الى ابنتك.شدت جوزى تنوره امها وسألت:
ــ هل سيكمكث عمى دايون عندنا؟
سحبت مارثا بصرها بعيدا عن زوجها كى تركز على كلام الطفله ودرت بسرعه:
ــ ماذا؟ اوه, لا....لا
تحاشت نظرتهالتقييميه الثاقبه وتابعت تقول:
ــ اقصد... ان السيد ميكونوس لن يرغب فى المكوث عندنا.حتى لو استطعنا ان نستضيفه.لديه شقه خاصه.
احتجت جوزى بسرعه :
ــ لكنه قال انه لا يعسش فى لندن.
زفرت مارثا قبل ان تجيب:
ــ صحيح,لكن..الشركه التى تعمل فيها ستؤمن له مكانا ينزل فيه.
زمت جوزى شفتيها وسألت بالحاح:
ــ لم لا يستطيع المكوث عندنا؟
اجابتها امها بحزم:
ــ لانه لا يوجد لدينا متسع! اذهبى الان والعبى يا جوزى.ريثما اتلكم قليلا مع ...السيد ميكونوس.
ترددت جوزى, وهتفت متطلعه الى والدها:
ــ انك لن تذهب.هل ستفعل؟قلت انك ستنزهنى فى سيارتك.
فاكد لها دايون بلطف:
ــ سأفعل ,اعدك بذلك
توجهت جوزى الى حديقه اللعب بخطوات راقصه فيما رمقت مارثا زوجها بنظره سريعه قبل ان تبدأ السير على الدرب المؤدى الى ساحات التنس.سار دايون الى جانبها مماشيا خطواتها القصيره المدى.فكرت ,كم تبدو رفقتهما بريئه للناس حولهما.وكم تبدو علاقتهما سلسله. هذه العلاقه التى تسبب لها الان اضطرابا فائقا.
امتد بينهما الصمت لمنه قال اخيرا:
ــ انها تشبهك كثيرا,اليس كذلك؟انها تعجبنى .لقد احسنت تربيتها.لم تقل مارثا شيئا .كانت تحاول تنظيم مواقفها الدفاعيه .فتابع يقول:
ــ لم تخافين الى هذا الحد يا مارثا؟هل فعلت شيئا جلعلك ترهبين جانبى.؟
زفرت واستدارت اليه بكبرياء وارتجاف. ثم بادرته بالسؤال:
ــ ماذا تنوى ان تفعل يا داين؟ما سبب الحقيقى لمجيئك؟ما نوع الانتقام الذى ستقدم عليه؟ لا اصدق انك جئت لمجر ان تتعرف على جوزى.
تأمل دفاعها القلق بشئ من التسليه الساخره.هز كتفيه بتبرم خفيف وهو يقول:
ــ مارثا ,لم كذبت على؟ لم تركتينى اعتقد بانى لست والد الطفله .فى حين يبدو واضحاوحتى لاغبى الناس .انها من صلبى؟
اجابت برأس مرفوع:
ــ لم اكذب عليك ابدا يا دايون.لم اقل.ولا مره واحده. انها ليست ابنتك.
تملكه الغضب سديد وقال بسرعه:
ـت صحيح . ولكنك لم تنكرى ايضا انها ليست ابنه رجل اخر!
ــ اتظن حقا انه كان يتوجب على ان حاول اقناعك ببراءتى؟
ــ كان من الممكن ان يبدو الامر منطقيا.
غضبت بدورها واستمدت من القوه لتقول:
،، احقا؟ يا الهى ! ماذا تظننى يا دايون؟ ما نوع الزوج الذى يتوقع من زوجته ان تؤكد له بانه والد طفل الذى انجبيته لتوها؟
ــ لم يكن الامر هكذا وانت تعلمين ذلك! ان ايه زوه اخى......ـ تقصد اى زوجه يونانيه اخرى!
ــ كلا. انت تعرفين كيف كانت علاقتنا قبل ولاده الطفله.
ــ اعرف حق المعرفه!
ــ اذن يجب ان تذكرى كيف كنت اشعر
قالت بسخريه:
ــ كيف كنت تشعر؟
اعتقل ذراعها وقال بوجوم:
ــ نعم, كيف كنت اشعر .انا لست خاليا من المشاعر بالغرم مما تظنينه بى!
نظرت الى اصابعه القابضه على ذراعها وقالت بصوت مختنق:
ــ اوه.اعرف ان لديك مشاعر.مشاعر ارتياب وغيره..
ــ ومشاعر حب! او بالاحرى,كانت كذلك قبل ان تعملى على تحطيمها!
قالت بازدراء:
ــ الحب!انك لا تعرف معنى الكلمه.
نظر اليها بسحط كأنه يرغب فى ايذائها.لكن المنتزه مكان عام يصلح العمال مسرحيه من هذا النوع.اطلق سبابا مكتومه واخرى ذراعها.دس يديه فى جيبه واشاح عنها.
فركت ذراعها وتبعت نظرته الى حيث كانت جوزى تلعب .انها بالتأكيد بنت صغيره جذابه بشرعها الاسود الرائهوبشرتها البيضاء.الطبيعه مزج الوانها مع الوان دايون كى تنتج خليطا فريدا.وما هى الا بضع سنوات حتى تصبح جوزى صبيه متميزه الجمال.
اليس ظلما ان تتوقع من دايون ان يضحى بحصته من مشاهده ذلك التفتح بسبب خلافاتهما الشخصيه؟هناك ازواج يتوصلون الى اتفاقات وديه.لم لا يتفقان هما مثل هؤلاء؟
قالت مارثا محاوله التكلم بهدوء:
ــ احسب انك تعتزم اخبارها.اقصد جوزى.انت تنوى اعلامها بانك والدها ,اليس كذلك؟
صمت دايون قليلا ثم واجهها من جديد.الان تحمل عيناه تصميما باردا .مع انه,قبل لحظات قليله.كان يرمق ابنته باعجاب حنون. قال وكلماته تخترق قلب مارثا فى الصميم:
ــ انى اريدها يا مارثا , واعتزم الحصول عليها بطريقه او باخرى.
تمسكت بحاجز المللعب المعدنى كى تتفادى الترنح ورددت بوهن:
ــ تريدها؟ماذا تعنى...تريدها؟انا على استعداد للتوصل معك الى اتفاق معقول بالنسبه الى حقوق الحضانه. لكن ....
ــ لا اتكلم عن هذه الحقوق يا مارثا,قصدت انى اعتزم اخذها معى الى اليونان.كى تعيش معى بصفتها ابنتى الشرعيه.
قالت بارتجاف:
ــ يمكنك ان تفعل ذلك!
رد بازدراء:
ـت لم لااقدر؟اتظنين ان ايه محكه,سواء فى بلدك او فى بلدى,ستنكر قدرتى على اعطائها الكثير مما تعجزين انت عن تقديمه اليها؟
ــ المال ليس كل شئ.
ــ هذا ما سمعته منك مرارا وتكرارا .لكنى الفتك الى انه يؤمن لى مقدارا معينا من الامتياز بما فى ذلك المجال القانونى. وفى ضوء الظروف.سيبدو انك..تحملين من المسؤوليات االخرى ما يكفيك.
غاص الدم من محاها وقالت بوهن:
ــ انك..لن تفعل هذا و لن تستعمل كساح ساره كى احصل على ماّرىب الخاصه؟انت اوجدت هذا الوضع يا مارثا حين ابعدت ابنتى عنى. ما شأنى انا, ان كنت تجدين نفسك مغلوبه على امرك بسبب تحملك لكل تلك المسؤوليات؟
ــ لكن .. لكن ذلك عمل غير انسانى!
ــ وهل كانتصرفا انسانيا ان تعاملينى على ذلك النحو؟ كيف تتصورين شعورى عنما حرمت من زوجتى و طفلتى بضربه واحده وساحقه؟ كان بوسعى ان اقتلك انذاك.بل اردت ان اقتلك.صدقينى! وبدلا من ان اصغى الى غرائزى واتبعك الى لندن. انغمست فى اعمال الشركه لابلسم الامى حتى استعدت السيطره على نفسى واعصابى.بوسعك ان تشكرى عائلتى على ذلك.
هز كتفيه معبرا عن انتهائه من ذلك الموضوع وتابع يقول:
ــ بالطبع .عندما جئت اخيرا لابحث عنك اخبرنى المحامون انك انتقلت الى هذا البيت فى ومبلدون الذى يملكه روجر سكوت.صديق العائله!
قالت وهى تضغط على عينيها بكفها:
ـ اضطررنا الى الانتقال..سائق جبن صدم مارثا بسيارته وهىب. اما الشقه...شقتها التى استأجرها بعد ان تزوجنا وبعنا البيت, فما عادت تنفع فتاه مقعده تدور على مقعد متحرك. اضافه الى وجود الطفله...
قاطعها بصوت فاتر:
ــ لكنك ارتأيت ان تحجبى عنى تلك المعلومات,بل انك تجيبى حتى على رسائلى.
ــ لم يكن هناك ما يقال.لم ارد منك شيئا.
ــ والان؟
ارغمها على التطلع اليه فأحست بعقم موقفها ازاء سلطته. هتفت تناشده على الرغم منها:
ــ لم لا تتركنى وشأنى؟ قلت انى انشأت جوزى تنشئه حسنه .لماذا لا استطيع الاستمرار فى هذا ؟بوسعنا ان نتوصل الى اتفاق ما....
تأملها بتعبير جامد وسأل ببرود:
ــ اى اتفاق تريدين؟ ان تعيش معك وفى الاجازات معى؟
قالت بامال منتعشه:
ــ هذا احتمال معقول.
ــ كلا
ــ كلا؟
قال ناظرا الى جزمته:
ــ لن يناسبنى ذلك على الاطلاق. اريد الاحتفاظ بابنتى!
ــ انها ذلت حق شخصى.لعلمك. لا يمكنك ان تاخذها منى بهذه السهوله!
اجابها دايون بصوت بارد:
ــ لا تتوهمى بانى سأعجز عن اقناعها.انا والدها. كما يوجد فيها شئ منى بالغم من شبهها لك. هناك طرق عديده لاكتساب موده الاطفال...الالعاب, الوعد بالترف, الاغرار بمتعه الاسفار وتغيير الاماكن.
ثم اضاف قبل ان تتمكن من مقتطعته:
ـت وعن طريق الحب! بوسعى ان امنحها جدين .اعمام وعمات .وخالات ابناء اعمام وخالات وعمات. لم تحس بعد بوجودهم على سطح الارض! سيكون امرا ميحرا بالنسبه الى طفله مثلهاواليس كذلك؟
صفحعت وعيها كلمه واحده من كلامه.فهمست بوهن:
ــ بوسعك؟ قلت ان بوسعك ان تقنعها. اتقصد انك ر تعتزم اقناعها؟تفحص محياها المضطرب بنظرات مركزه ثاقبه ثم نظر مجددا فى اتجاه الملعب حيث كانت جوزى تلعب بالرمال مبتهجه. وفيما كان مارثا تحاول جاهده ان تكبح اضطرابها اخذ يراقب مسلك ابنته المميز وهى تجرف الرمال الى داخل السطل. ثم رقت شفتاه بحنان عندما انتجت قصرا رمليا ما ابثت ان بعثرته.
اكن حنانه اختفى حسن استدار ثانيه ليواجه مارثا ,انتظظرت جوابه برهبه قال اخيرا:
ــ لا, لا اعتزم اخذها منك .ليس مقدورى ان افعل ذلك. لكنى اعتزم استرجاعك...
ــ لا...
ــ ولكون ساره تعتمد عليك كليا,فلا مانع فى ان تعيش معنا بدورها!

 
 

 

عرض البوم صور black star   رد مع اقتباس
قديم 21-07-11, 02:21 AM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2011
العضوية: 225569
المشاركات: 581
الجنس أنثى
معدل التقييم: black star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 905

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
black star غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : black star المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

5 ـــ احست بذهول وحيره لعجزها عن استيعاب خططه او دوافعه.
استطاعت فقط ان تفترض انه يريد اترجاعها كى يجعلها
تعانى المذله التى عاناعا عندما تركته......



احست مارثا بخواء فى رأسها .لم تأكل ذلك اليوم سوى القليل. الساعه الن جاوزت موعد عشائهم. لكن قله الاكل لسيت سبب الوحيد لهذا الدوار العنيف الذى يتملكها.لاحظ دايون شحوب محياها فأخذته الشفقه عليهما.قال بصوت لا يخلو من اللطف:
ــ هيا, سأتى بجوزى ونعود الى البيت كى اخذ السياره. ثم نتناول العشاء خارج المنزل. يجب ان نتكلم. هناك خطط وترتيبات تحتاج الى بحث...
قالت مارثا بصعوبه:
ــ كلا يا دايون.. لا استطيع... انى ارفض العوده الى اليونان
قست ملامحه فورا واكد بصوت بارد:
ــ لا اعتقد انك صاحبه خيار. الا اذن كنت تعتزمين الهرب ثانيه. لكن تأكدى فى حال اقدمت على ذلك ,انك لن تهربى بسهوله هذه المره. اغمضت عينيها كى لا ترى تعبيره الحاقد. سمعته ينادى ابنتهما فاقبلت جوزى بسرعه. امسكت يده بلهفه ومشت الى جانبه قفزا وهى واثقه تمام الثقه من علاقته الاكيده بوالدتهاو غير شاعره بلوعه امها العاطفيه. بدت الطريق لمارثا دون نهايه . لم سبق ان شعرت بكل هذا الضياع والوحده. اما ثرثره جوزى المنفعله فلم تخفف كربها بل اكدت اتساع الهوه التى استطاع دايون ان يوجدها بينهما. احست بذهول وحيره لعجزها عن استيعاب ططه او دوافعه. استطاعت فقط ان تفترض انه يريد استرجاعها كى يجلعها تعانى مذله نفسها التى عاناها عندما تركته . ان تصرفه تجاهها يعزز هذا الافتراض . ان عدم اكتراثه باحسيسها يحط من كرامتها . كما ان غروره يسحقها!
منتديات ليلاس
فكرت فى الخيارات الاخرى. اذا رفضت العوده معه . سيجد طريقه ما . كى ياخذ جوزى منها, فكما قال لها. ماذا يمكنها ان تقدم للطفله؟ هل ستقر مطلق المحكمه بصلاحيه ظروفهن المعيشيه؟ هل ان اضطرارها الى العمل اليومى خارج البيت سيوثر على قرار المحكمه ضدها؟
ام مهمه اخبار ساره بعرض دايون الاخير تشعرها برهبه يائسه. فساره كرهت زوجها منذ البدايه . وسترفض. على الارجح . ان تغادر لندن . اين ستعيش؟ لم يبحث معها دايون هذه النقطه . فى ميكونوس او فى اثينا؟ ما يهم اين ستقمن؟ المهم انها فى مصيده , صنعتها بيديها.
لما وصلوا الى البيت فى شاره ميريديث . استند الى مقمه السياره وقال:
ــ سأنتظر هنا ريثما تحضرانمعطفيكما او غيرهما من الاشياء وريثما اتطلعين اختك على الخبر السعيد.
قررت مارثا الا تدعه يرغمها على ان تطيعه كليا. لا يتسطيع اكراهها على شاركته العشاء. تجاهلت نظرات جوزى الخائبه وقالت:
ــ لا استيع مرافقتك. على ان اجهز عشاء ساره. لن اتقاعس عن واجباتى. سواء شئت ام ابيت.
استقام دايون فى وقفته وضاقت عيناه القارستان وسط اهدابه الداكنه قرص كتف جوزى مداعبا باحتجاج:
ــ حسنا. سأتناول العشاء هنا. ايسرك ذلك يا صغيرتى؟
زمت جوزى شفتيها وقالت باحتجاج:
ــ وعدت بان تنزهنى بالسياره!
ــ سأفعل ذلك فورا .
ثم التفت الى مارثا ببرود:
ــ اتسمحين؟ خمس دقائق فقط؟
غمغمت بصوت خفيض:
ــ هل استطيع ان امنعك؟
لم تنتظر جوابه , بل مرت به مسرعه, صعدت الدرب ودخلت الى البيت.
وجدت روجر يتحدث مع ساره عندما دخلت الى غرفه الجلوس.ابتسم لها بعطف ونهض عن مقعده قائلا:
ــ سمعت ان لديك زائرا. اعتقد اننى المسؤول عن مجيئه.
ــ كلا . انا المسؤوله.
مررت يدها على شعرها وتابعت تقول:
ـت هناك ضيف سيتناول العشاء معنا. عن ذانكما. سأذهب لارى ما يمكننى ان اقدم له.
هتفت ساره بغضب:
ـت دايونّ دايونيسوس ميكونوس سيتعشى معنا؟
ــ ساره . ارجوك , لا تثيرى المشكلات و لدى منها ما يكفينى.
علق روجر وهو يتجه صوب الباب مرتبكا:
ــ اظن امن الخير لى ان انصرف.
لكن مارثا هتفت بتوسل:
ــ لا , لا تذهب يا روجر. اقصد .. هل لك ان تبقى وتشاركنا الطعام؟ انا.... يارحب بدعمك.
ــ دعمه؟
كررت ساره وهى تجر مقعدها صوبها:
ــ مارثا؟ ماذا جرى؟ لم تطلبين مساعده روجر؟ ماذا اقل لك ذلك الرجل؟
عادت مارثا تناشده:
ــ ارجوك , روجر....
ــ حسنا, ان كنت تريدين بالفعل ان ابقى..
ــ اجل , اريد ذلك.
اختفت ممارثا داخل المطبخ فلحقت بها ساره على مقعدها. وهتفت بها مقطبه الجبين:
ــ مارثا ! ان لم تخبرينى , عما يجرى أذهب الى غرفتى وابقى هناك. قد افعل ذلك فى اى حال , اذ لا ارغب فى مجالسه ذلك الرجل!
ــ انه يريد جوزى. يا ساره. قال لنه سيطالب بحق حضانتها ان لم ...
ــ ان لم؟
ــ ان لم اوافق الى الرجوع اليه.
ــ ماذا؟
ذهلت ساره مثلما انذهلت مارثا من قبل.
ــ اجل قال انه مستع لاخذنا معا, اقصد نحن الثلاثه.... من اجل جوزى. عل ما اظن.
حدقت فيها ساره كأنها لا تصدق ما تسمع:
ــ انت تمزحين ولا شك!
ــ كلا . هذه هى الحقيقه.
اشاحت مارثا عن تحديق اختها القاسى وشرعت تنزع ورق البلاستيك عن شرائح اللحم. اردفت تقول:
ـت اعلم انه واقع صعب التقبل لنه لم يترك لى خيارا.
ــ تقصدين انك وافقت؟
قالت مارثا برأس منحن:
ــ لم اعارضه. اوه, فى البدايه رفضت طبعا , لكن عندما.. عندما اتضحت لى الصوره..
ــ لا يمكنك ان تفعلى ذلك يا مارثا!
ردت متنهده:
ـت ماذا افعلا خلاف ذلك؟
ــ يمكنك ان تحاربه!
ــ انك تخسرين من مجرد عدم المحاوله.
قالت مارثا مدافعه عن نفسها:
ــ انى احاول ان اكون منصفه مع جوزى. كنت بدأت افكر فى ذلك مؤخرا...
ــ ماذا؟ اتودين الرجوع اليه؟ الهذا السبب اخبرته؟
ــ لا, لا, لا!
منتديات ليلاس
غطت اذنيها بكفيها كأنها تريد اسكات الشكوك التى كان تعذبها وتعذب اختها ايضا. قالت متوسله:
ــ ساره , حاولى ان تفهمى. اذا عملت برأيك, اذا ذهبت الى المحكمه و فقد احرم من رؤيه جوزى لى الابد.
ــ هراء ! انهم لا يستطيعون حرمانك من حق الحضانه.
هتفت مارثا محدقه فيها:
ــ الحضانه!الحضانه! اتظنين انى لا اريد شيئا سوى الحضانه؟ساره, ان جوزى ابنتى, الابنه الوحيده, التى قد لا انجب سواها, لا استطيع التخلى عنها. لا استطيع!
قالت ساره بصبر نافذ:
ــ قد تتزوجين ثانيه. انت شابه, فى كامل عافيتك.
ثم اتسم صوتها بالمراره وهى تردف:
ــ لو كنت مقعده , لامكنك الجزم بانك لن تتزوجى مره ثانيه. من الجائز ان تلتقى برجل اخر صباح غد..ز
ــ كلا يا ساره.
استدارتمارثا لتتابع تحضير اللحم لكن ساره قالت بصوت بارد:
ــ اذن. انتما بغنى استشارتى, حسنا, لا تتوقعى منى ان ارافقك. لانى لن افعل.
هتفت مارثا بامتعاض:
ــ ساره!
ــ انى اقصد ما اقول. لا اعترزم ان امنح ذلك ايه سلطه على! اذهلى, ان شئت , اتركينى... سوف اتدبر امورى بشكل ما. لكنى لن اذهب معك فلا تتتوقعى ان اغير رأيى.
ــ ساره!
الا ان المقعد المتحرك قد غادر المطبخ الى غرفه الجلوس. فاضطرت مارثا الى التركيز على الطهو بقلب واجف.
منتديات ليلاس
بالرغم من هبوط عزيمتها. سرعان ما حمرت شرائح الللحم بطريقه متقنه كما ان السلطه التى هيأتها كانت ناضره وخفيفه . الا ان الطعام كان ابسط مشكلاتها لان غياب دايون وجوزى امتد الى ثلث ساعه حيث شعرت بخوف جعلها تتساءل ان كان سيهرب بها.
الا انها استمدت قوه من روجر الذى تجاهل صمت ساره الممتعض وبدأ يتحدث عن فيلم شاهده معا على شاشه التلفزيون فى الليله السابقه. سألأ مارثا رأيها فى الفيلم وعما اذا كانت توافق على ان الحبكه قد بسطت جيدا كى تستقطب عددا اكبر من المشاهدين.
حاولت مارثا ان تجيبه لكن ذهنها عجز عن تكوين رأى معين . اكنت تفكر فى اعتذار مناسب عندما سمعت حفيف دواليب على الطريق ثم صوت محرك يتوقع.
علق روحجر بنظره لطيفه ومتفهمه:
ــ لقد رجعا. يمكنك الان ان تنفسى من جديد.
ترددت مارثا لحظه ثم سارعت الى المطبخ كى تطمئن الى سخونه اللحم . نظرت ساره الى روجر ثم جرت مقعدها فى اتجاه الباب , لكن روجر سد طريقها وسمعته يقول لها بسخريه :
:
ــ يجب ان تبقى هنا لترحبى بصهرك.
ضاع جواب اختها الغاضب فو غمره الضجيج الذى احدثته جوزى لدى دخولها الانفعالى. . تقدمت مارثا الى الباب المطبخ بتردد. فاندفعت جوزى نحوها وهتفت محدقه الى امها بعينين متألقتين:
ــ انها رائعه جدا! اقصد سياره عمى دايون. تسير بسرعه هائله!
قالت مارثا ببسمه متوتر:
ــ يسرنى انك استمتعت بالنزه يا حبيبى.
رفعت رأسها حين دخل دايون الى الغرفه . نظر اليها الا ثم روجر واخيرا الى ساره. اغلق الباب خلفه وحيا ساره بانحناءه خفيفه من رأسه.
تطلع بتساءل الى الرجل الاخر فسارعت مارثا الى القوم بتلعثم:
ــ اوه و هذا روجر سكوت يا دايون . روجر, هذا... السيد ميكونوس.
ــ اهلا

صافحه روجر بتهذيب واخذا يرمقان بعضهما بعضا بتقييم صامت . لم تقل ساره شيئا بل نظرت الى يديها المعقوديتين على حضنها. هنا استدارت مارثا وعادت الى المطبخ طلبا لللهرب.
تلفتت حولها بقلق. المطبخ فسيح تماما . على الاقل, يتسع لثلاثه اشخاص ولشخص رابع احيانا . لكن هل يتسع لخمسه اشخاص؟ وماذا سيقول دايون؟ هزت رأسها بشك . يجب ان تفكر فى حل.
ــ جئتك بهذه.
صوت دايون الذى انبعث خلفها جعلها تستدير بعنف:
رأته يقدم لها زجاجه ملفوفه بورق رقيق. قال لها:
ــ هذه سبب تأخرنا. بحثت طويلا حتى وجدت البائع المناسب. انها مساهمه بسيطه ليس الا.
ــ اوه, شكرا.

املت ان يغادر المطبخلكنه سالها متلفتا حوله بفضول:
_هل سناكل هنا؟ لا يوجد متسع كاف,الا اننا سنتدبر امورنا حتما.
غمغمت بارتباك وهى ترمق بدلته الداكنه:
_فكرت ان ناكل فى غرفه الجلوس,اقصد....
-اتظنين انى اترفع عن تناول الطعام فى المطبخ؟ متى اعطيتك ذلك الانطباع؟لقد طهوت لى الطعام فى مناسبات ماضيه على ما اذكر.على سبيل المثال,فى بيتكم القديم فى ماكسويل غروف.
فتحت مارثا درجا واخرجت من غطاء فردته على طاوله المطبخ من دون ان تتفوه بكلمه.اكيد انه ذكر بيت ابويها عمدا كى يذكرها بايام علاقتهما الاولى قبل ان تخنقها قيود الزواج منه. كانا سعيدين كثيرا فى تلك الايام,
منتديات ليلاس
مفعمين بالحب واللهفه. او بالاحرى كانت هى الواقعه فى حبه,صححت لفسها حين تذكرت الغيره التى خنقت سائر العواطف.
قبل ان يتزوجا قضيا اوقاتا طويله فى ماكسوبل غروف. كان مكانا يتيح لهما الاجتماع والانفراد ببعضهما البعض,عندما تخرج ساره من البيت . كانت مارثا انذاك تسعى الى الانفراد بدايون اكثر من سعيها الى اى شئ اخر.
نزع دايون سترته وعلقها حول ظهر احد الكراسى. فك زر قميصه الاعلى مرخيا ربطه عنقه, فتهادت نحوه رائحته الدافئهز قاطعتهما جوزى بصوتها الطفولى فرحبت بدخولها المفاجئ اذ استطاعت ان تقذفبذكرايتها بعيدا.
اعلنت الطفله بمرح :
_اخبرتنى خالتى ساره ان روجر سيبقى لتناول العشاء معنا. لكنها طلبت منى ان اخبرك انها لا تريد شيئا من الطعام.
تقلص فم مارثا وردت بثقه ظاهريه :
ستاكل عندما ترى نوع الطعام. جوزى, هل لك ان تخرجى الاكواب المستطيله من الخزانه؟ ايضا, اخبرى خالتك ساره ان عليها ان تاكل شيئا من الطعام لانى صنعته لها خصيصا.
فعلق دايون بجفاف:
_ اختك لا تنسى الماضى بسهوله. اين المبرام؟ اريد فتح هذه الزجاجه.
اعلنت مارثا بتوتر وهى تبحث فى درج السكاكينك
قالت ساره انها لا تريد مغادره انكلترا . لا يمكننى ان اتركها بمفردها.
_ متى ستدركين انك لست سجانه اختك وانها ليست سجانتك؟ بالطبع ستقول انها لن تغادر انكلترا لانها ستعرف كم ستشعرين بلاذنب من جراء ذلكز اسمعى , قولى لها انك ستغادرين , ثم سننتظر ما ستقرره.
_ انك لا تشعر باى ندم , اليس كذلك يا دايون؟ ان حادثه ساره لا تعنى شئ بالنسبه اليك.
_ اعرف انى لو كنت مكانها لبصقت على. لماذا,اذن, اشفق عليها؟ لقد حاولت دائما ان تفصل بيننا,ولا تزال تحاول.
هتفت مارثا باختناق:
_ لا يوجد شئ بيننا يا دايون! لا تتوهم انى ضعيفه الاراده لمجرد انك تبدو الان سيد الموقف! انا لست دميه. انا لا اقفز عندما اؤمر بذلك. ان كنت تظن, ان ارغامك لى على العوده اليك سيجعلنى اغير رايى فيك,فانت مخطئ اشد الخطا.
منتديات ليلاس
صمت عن الاجابه مظهرا ميله الى اقفال الموضوع,ودخول جوزى بالاكواب حال دون متابعه الجدل. قالت الصغيره وهى تضع الكؤوس على الطاوله:
_قالت خالتى ساره انها ليست جائعه.اعتقد انها صادقه يا ماما, لانها غضبت كثيرا عندما بلغتها رسالتك.
التمعت عينا دايون وربت على راس جوزى قائلا:
_ لا تقلقى على خالتك يا صغيرتى .لا تخافى, فسوف تغير رايها.
سكبت مارثا الطعام فى الصحون قبل ان تضعها على الطاوله. لم يكن هناك متسع لاطباق التقديم ,وبدت الطاوله جذابه بعد سكب الشراب.
سارت الى الباب ودعت روجر الى دول المطبخ .اوما بروح طيبه وهو يسوق مقعد ساره بالرغم من احتجاجها.قرب المقعد من الطاوله واكد لها بسخريه:
_لا يمكنك ان تتغيبى عن هذا التجمع العائلى. الطعام يبدوا شهيا يا مارثا زليت لدى شخصا يطهو لى العشاء كل ليله.
عندما جلسوا الى المائده, رمقه دايون بنظره متفحصه ثم قال :
_هل تعتبر نفسك جزء من هذه العائله يا سكوت؟اخبرتنى مارثا انك... كيف تصف نفسك؟ صديق العائله؟
_هذا صحيح. فوالدى ووالدهما كانوا اصدقاء منذ زمن طويل.
وعندما احتاجت مارثا وساره الى مكان للسكن, اسعدنى ان اقدم لهما هذا المكان.اعلم انه ليس فخما الا انه رخيص.
_كنا سنضيع لولا مساعدتك يا روجر.
اكدت له مارثا غير مباليه برد فعل دايون , لكنها تفاجات عندما ايد زوجها امتنانه بقوله:
_ارى انى مديون لك بامور كثيره.
استقر بصره على جوزى التى كانت تشرح اللحم بصعوبه ثم انتقلت عيناه الى ساره حين تابع قائلا:
_ ليتنا تعرفنا على بعضنا قبل اليوم.
التقت نظرات روجر ومارثا عبر الطاوله لكنه لم يعلق باى شئ وساره من جهتها,اصغت الى الحوار بصمت,فمراى الطعام والشراب طغيا عليها فاستمتعت به,مثل الاخرين,مع ان عينيها كانت على اختها حيث حدقت فيها بمراره وامتعاض.
عاد دايون يقول:
_علمت انك تهتم بالاثار ,يا سكوت.
فرد روجر بموده:
_ صحيح . انها هوايتى .كنت استمتع دوما بنبش الاطلال العتيده.ابتسم للفتاه المقعده الجالسه الى جواره واردف:
_لهذا السبب انسجم مع ساره كثيرا.
حدجته بنظره قاتله واجابت بنزق:
_ان مزاحك الرهيب لا يقل فظاعه عن اداب السلوك!
ابتلعت مارثا ريقها كى تخفى الضحكه الهستيريه التى هددت بالانطلاق من حلقها.من طبع روجر ان يمازح اختها على هذا النحو,لكن مضامين عبارته كانت جديه تماما,الامر الذى اشعرها بانها اقرب الى البكاء منها الى الضحك.
انقذ دايون الموقف حين سال روجر عن ابحاثه المتعلقه بالاثار اليونانيه ثم قال :
_ اعتقد ان لديك اهتماما خاصا بالانفجار البركانى فى ثيرا(استعمل الاسم القديم لجزيره سانتورينى) هل زرتها يوما؟
هز روجر راسه:
_كلا, لسوء الحظ.وانت؟
استغربت مارثا حين رد زوجها بالايجاب:
_مره واحده. انها ليست مكانا جذابا. يبحر المرء داخل خليج محاط باجراف كئيبه,بالرغم من الوانها لايوجد بها اى سحر. بالطبع ,انت تعرف كيف افجر البركان وكيف غار وسط الجزيره. ذلك النوع من الكوارث يخلف ورائه ... جوا معينا. اليس كذلك بالطبع هناك قرى وناس ,والحياه مستمره.
صغى اليه روجر باهتمام,وقاطعه الان ليساله ان كان راى الكتلتين اللتين ظهرتا فى الفوهه حيث كان البركان قائما.
هز دايون راسه وقال:
هل تعنى نيا كامينى وباليا كامينى؟او, الجزيره المحترقه القديمه والجزيره المعدله الجديده؟ اجل رايتهما طبعا. هل سمعتهما توصفان بانهما تذكران بسطح القمر؟ انهما مثل حارسين للزلزال ,وعندما يلاحظ المرء خيط دخان الذى يصدر منهما لا يسعه الا ان يشعر بفنائيه الانسان.
قال روجر وهو لا يدرى , هل يخاطب دايون باسمه مجردا اوام بلقب السيد :
_لم اعلم بانك تهتم بعلم الاثار. هل قمت بايه دراسات حول ميكوس بالذات؟
ابتسم دايون , وتسالت مارثا ان كان روجر يعى كم تخدع الابتسامه احيانا. اجابه زوجها بدماثه:
_ لا يحتاج المرء الى دراسه علم الاثار كى يطلع على اسطوره ثيرا. لا تنس ان اليونان وطنى وان الجزر جزء مكمل لحياتى. انا ايضا, اجد تاريخها ممتعا وخلابا.
هتف روجر بحماسه:
-لكن سانتورينى تحير المؤرخين منذ سنوات طويله ان نظريه سولون حول اتلانتيس لا تزال موضع اخذ ورد , كما زعم البروفيسور ماريناتوس ان خلط سولون للتواريخ لا يعتبر اكثر من غلطه كتابيهز
علق دايون بجفاف:
_ارى انك منجذب بدورك الى تاريخنا . تعلم بالطبع , ان عدم وجود ايه بقايا بقايا بشريه يدل على وجهه النظر الموحيه بان السكان قد وجدوا الوقت كى يهربوا قبل حدوث الحادثه,مع وجود الشك بعدم استطاعه اى مركب او سفينه ان يصمد امام الموجه المديه التى اعقبت ثوره البركان .
اراح روجر مرفقيه على الطاوله وقال شارحا بحماسه:
_هذه هى نظريتى بكاملها . ل كان هناك اى ناجين من الفيضان, لكانت جزيره ميكوس الجاتهم اليها على الارجح .
فاحتجت ساره بعصبيه:
_ اوه , هل علينا ان نقضى الامسيه فى الحديث عن تلك الحضاره المندثره! كلنا نعلم مدى انغماسك فى الماضى ,يا روجر,الا اننى شخصيا ,افضل ان اطلع على ما سيحدث فى الوقت الحاضر.
رمقت اختها بنظره متحديهو سالتها:
_هل ستغادرين يا مارثا ؟ اظن انه من حقى ان اعرف ,ام تريديننى ان اعرف من افواه الاخرين؟
_ستغادرين يا ماما؟
التقطت جوزى كلمه خالتها فتابعت السؤال وتقاسيمها البريئه تعكس خيره ملهوفه:
-اين ستذهبين يا ماما ؟لم تخبرينى...
رمقت مارثا اختها بحنق ثم اجابت ابنتها تطمئنها بحزم :
_ لم نقرر شيئا حتى الان يا حبيبتى. خالتك ساره تتكلم عن شئ قد يحصل هذا كل شئ.
قال دايون:
_ما تقصده امك يا جوزى, هو انى اقترحت عليها ان تاتين كلكن معى لتسكن فى بلدى.
_فى بلدك؟
_ رد دايون بهدوء:
_ اليونان بلد .... والدك.
استوضحته ساره بتهكم :
_لم لا تخبرها يا دايون؟ انك تريد ذلك فلم لا تفعلظ ان انك لست مستعدا للتورط الى هذا الحد؟
_ ساره...
انبها روجر بدهشه مستاءه لكن دايون سارع الى نصحها بتحذير واضح:
- لا تحاولى مقارعتى يا ساره . اننا نعرف بعضنا تمام المعرفه فلا حاجه للدخول فى هذا النوع من الحماقه .خيير لك ان تلجمى لسانك عندما لا يطلب رايك , الا اذا اردتنى ان اشرح لزوجتى ... كيف اقول ذلك ؟ تنافرات معينه فى مسلكك؟
لدى هذا الاعتراف . نظرت مارثا تلقائيا الى ابنتها. لكن الصغيره لم تلاحظ هفوه دايون, او لاحظتها. انها لم تقرنها بامها. جلست مفكره, فادركت مارثا انها لا تزال تحلل عباره دايون.
لكمات دايون اسكتت ساره على الاقل. فحدقت فى صحنها متكدره . تكثف الجو بالتوتر . وع ان مارثا ادركت ان ساره هى المسؤوله عما حصل , الا انها اقرت فى الوقت ذاته انه لولا وجود دايون, لما تأزم الموقف هكذا.
قالت جوزى بفضول:
ــ اين تسكن يا عمى دايون؟ اليدك بيت مثل روجر ؟ او مجرد شقه مثلنا؟
لانت تقاسيم دايون فاندهشت مارثا على قدرنه على النكيف تبعا لمصالحه. كما لاحظت ان جوزى كانت تستمتع بشعبيتها غير المتوقعه.
اجابها والدها بعد قليل:
ــ لدى عده بيوت.. وشقه , لكن البيوت تعن الكثير. ما يهم هو الناس الذين يسكنون فيها.
تقلصت اصابع مارثا حول شوكتها. واضطرت الى عض لسانها كى لا ترد على ذلك الجزء المعين من الدعايه . هذه العباره نفسها . حول اهميه الناس. قالتها مره لدايون اثناء احدى مشاجراتهما الساخنه. وها هو االن يستعملها ض
ها عن تعمد.
كررت جوزى والعجب يملا عينيها:
ــ عده بيوت.. يعنى اكثر من بيت واحد؟ هل تعيش فيها كلها؟
شعرت مارثا بامتعاض من تأثيره على الطفله فتدخلت قائله لها:
ــ عمك دايون رجل ثرىى يا جوزى . انه يسطيع شراء اى شئ يريد.
علقت ساره بخفوت وهى تجر مقعدها بعيدا عن الطاوله:
ــ بما فى ذلك الناس . عن اذنكم..
ــ كلا لن نأذن لك.
هب دايون واقفا. فاستدارت ساره ترمقه بامتعاض وهى تحس , مثل مارثا . بغروره الطاغى, اردف قائلا:
ــ قبل ان تتركينا يا ساره , اريدك ان تعلمى بانى اعتزم تنفيذ رأيى فى هذا الموضوع.
اجابته بمراره:
ــ الا تفعل ذلك دائما؟
انحنى لها بتهذيب ورد قائلا على سخريتها :
ــ صحيح ما تقولين . لكنى اريدك ايضا ان توافقى على ترتيباتى.
تحركت شفتاها من دون كلام ثم اقتل:
ــ لا استطيع ارغامى على الذهاب معك يا دايون. مهما استعملت من انواع التهديد.
رد بنظره قاسيه :
ــ لا اعتزم تهديدك . يا ساره . اريد فقط ان اوضح بأن مارثا تدين بولائها لى اولا.. وثانيا لك. اتفهمين؟
هتفت بازدراء:
ــ اجد فى كلامك تهديدا واضحا.
ــ ساره!

هتفت روجر محذرا لكنها ابتعدت بعنف عن يده المهدئه . هز دايون كتفيه باعياء وقال ازاء تحديقه مارثا المغتاظ:
ــ القرار يعود اليك طبعا.
ثم اردف كأنما استطعت اقناع والدى بأن يسمح لسكوت بالتنقيب فى الجزيره. اذا ذهب بمفرده . فلا اجد ما يمنع ترتيب االمر.
تجاهل استحسان روجر المنفعل وتابع يقول:
ــ قد يكون من المناسب لنا جميعا ان نقضى بعض الوقت فى الفيللا.
سحبت مارثا بصرها بعيدا عنه وخفقات قلبها تطن فى اذنيها. اوه, انه بارع, فكرت فى نفسها , بارع جدا! لقد دعا روجر الى زياره كى يحطم فرصه ساه الوحيده فى البقاء بمفردها فى لندن . فهى لن تستطيع الاعتناء بنفسها من دون مساعده روجر. كان دايون يذيب بالتدريج ايه معارضه قد تصدر عن اختها.
رأت ساره تنظر اليها عبر الطاوله فادركت ان الفكره نفسها قد خطرت لها. لكن ساره لليست زوجته , وبالتالىو لا تزال تحتفظ بخيط من الاستقلاليه .
اعلنت ساره بارتجاف وعصبيه :
ــ اردك ما تحاول ان تفعله يا دايون . انك تظن ان مغادره روجر سترغمنى على الحذو حذوه!
سألها دايون بهودء:
ــ الم تفعلى ذلك؟
كانت جوزى تنقل بصرها بينهم غير مدركه لمعظم ما يقال.
ــ كلا . انا.... هناك امرأ تعتنى بجوزى . السيه بينيت. سأجعلها تأتى الى هنا.. عندما احتاجها.
ــ اوه, ساره...
بدأت مارثا تحتج بعجز لكن جوزى لم تراع لياقه امها فهتفت ببراءتها المعهوده:
ــ لكن السيد بينيت سترفض المجئ فى غياب الماما. تعلمين ما قالته حول..
ــ كفى يا جوزى.
حاولت مارثا ان تسكتها الا ان دايون قال كلمته االخيره:
ــ ساره, ما رأيك لو قلت.. ان الاذن للسيد سكوت بزياره الجزيره , يتوقف على قبولك لهذا الترتيبات؟
تأوه روجر لكن دايون تابع يقول:
ــ هل تطاوعك نفسك على ان تحرميه من هذه الفرصه. بعد كل ما فعله من اجلك.
وهنا ادركت مارثا ان ساره لن تحرم ورجر من فرصته .

 
 

 

عرض البوم صور black star   رد مع اقتباس
قديم 21-07-11, 05:51 AM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2011
العضوية: 225569
المشاركات: 581
الجنس أنثى
معدل التقييم: black star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عاليblack star عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 905

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
black star غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : black star المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

6 ــ انه مصمم بالعفل على متابعه العلاقه كأن شيئا لم يكن!
لا تصدق هذه الحقيقه مهما كانت نواياه,
فلن تدعه يستغلها على هذا النحو ....





اضغت مارثا الى ضحكات جوزى المنبعثه من حوض السابحه وتململت على المقعد االصيفى المستطيل. كم ادهشتها السهوله التى تكيفت بها جوزى مع اجوائها الجديده. لا بد انها تشبه والدها اكثر مما تظن , لقد اندمجت فى حياه الفيللا مثل اندماج البطه مع الماء, كما ان بشرتها بدأت تفقد شحوبها السابق .
بالطبع , انهما مدينتان الى اليكس بالكثير., فكرت مارثا حين سمعته ي
اعب جوزى ويراشقها بالماء. اولا رفقته , لكانت ايامهن االولى فى الجزيره خاويه تمام. ليست متأكده من اكتشافه لهويه جوزى الحقيقيه , لانها لم تبحث الامر معه و لكن علاقتهما تحسنت على الاقل منذ ان علم بعزم دايون على استرجاعها. فى الامسيات, لدى عوده روجر من منطقه الاستكشافات فى سيموس الواقعه فى الجانب الشمالى من الجزيره , ولدى اجتماعهم لتناول العشاء فى الباحه المرصوفه . كانوا يتبادلون الاحاديث العامه. لو كان دايون هنا. لاختفت الامور بالطبع , لكنها غفلت عن ان اهماكه فى العمل لن يسمح له الا بالاهتمام روتينى بوضعهم , فباستثناء مخابره هاتفيه واحده. اجراها فى اليوم التالى لوصولهم . لم يسمعوا منه ايه كلمه.
صمته اراحها. من جهه اذ مكنها من تريطز وصعهما بمنأى عن القلق والتساؤل عما قد يطلبه منها. مع ذلك, كانت تفضل احيانا لو انها توجهه تلك العقبه بسرعه , يجب ان تتذكر بان هذا الجرل ارتاب فى ابوته لطفله وبانه كان مستعدا لاعتقاد بان مارثا كذبت عليه من البدايه . كيف . كيف كيف ساءت علاقتهما الى الحد الذى اوجب ذلك الحوار المخجل؟
زيارتها للندن لم تساعد فى تحسين العلاقه . بل كانت البذار الذى انطلقت منه ظنون دايون. لكن كيف تتوقع منها ان تتخلى عن ساره بعد زواجهما. وبالغرم من معرفته بعلاقه الاخويه الوثيقه التى كانت تربط بينهما؟ انذاك , توقعت ساره ان تزورها . ولانها رفضت المجئ الى اليونان اضطرت مارثا ان تسافر بنفسها الى انكلترا . ظنت انها تتفهم موقف ساره الممتعض تجاه رؤيتها لدايون . فهى انجذبت اليه كثيرا فى البدايه . لكن لا ريب ان تفضليه لمارثا. اصابها بصدمه صعب عليها احتمالها . الا ان نفور ساره من دايون ما لبث ان قسا وفاق حدود الامتعاض . وعندما بدأت علاقتهما لازوجيه بالتفك . كانت تلجأ الى ساره لتستمد منها الثقه والاطمئنان.
لكن, لو ام تكن ساره فى الاسحه لوجد دايون شخصا اخر يجعل منه مبررا لغيرته الرهيبه, لقد ابتاعها, واعتقد انه يملكها ويسيطر على ارداتها . ثم ححملت بجوزى , وفى الوقت الذى اعلنت فيه انها تفضل الانتظار بضع سنوات اخرى , الامر الذى جعله يظن بها اسأ الظنون.
احست بألم غريب فى داخلها . الم يخطر له ابدا . ان يفكر مليا بظروف ملها بجوزى؟
ها اعماه الغضب المجنون فلم يتساءل عن مسؤوليلته فى الحمل؟ هل نسى بسرعه . نهايه الاسبوع التى قضياها فى مدينه دفلى؟ تلك الاجازه الخاطفه التى اقتنصها من وقته المكتظ بالاعمال كى يحاولا استرجاع العلاقه التى تشاركا ها بساعده قبل ان تفصل المشكلات بينهما؟
اعادها الى الواقه صوت مقعد ساره. ورأتها تجر نفسها على ارضيه الموازييك مقبله نحوها. حتى ساره لم تستطه ان تتفادى دفء الشمس الملطف. فبدأ جلدها يكتسب لونا زهريا . انها , للشده بياضها . لا تسمر ابدا. . انما هناك الق معافى يدفء خديها الشاحبين.
شعرت مارثا بفارق بين لباسها الشمسى القصير وبين البنطلون القطنى الذى يغطى ساقى ساره انحيلتين العاجزتين. استوت جالسه وسألت اختها :
ــ هل اسمتعت بفتره الاستراحه؟
اوقفت ساره نقعدها قرب مقعد مارثا . ثم فتحت زرا اخر فى قمصيها القطنى واعلنت بتذمر:
ــ الطقس شديد الحراره. لن اعتاد عليه ابدا. حتى لو مكثت هنا مليون سنه !
قالت مارثا متنهده:
ــ ستعتادين عليه طبعا.لم لا تعملين بنصيحه روجر وتسبحين فى الحوض؟ ان الماء...
ــ ان كنت تظنين انى يأجعل نفسى اضحوكه باتداء ثوب البحر , فانت تخطئين كثيرا , تعملني سخريه روجر . انه لن يدعنى انسى ذلك ابدا.
ــ اوه, هذا ليس صحيحا.
ثم انحنى وضغطت على ذراع ساره قائله:
ــ ان روجر مولع بك وانت تعلمين ذلك . انه يفعل ذلك من باب الاغاظه لانك تقعين دائما فى مصائد مادعباته البريئه.
ردت ساره باستنكار :
ــ لو ام تكونى زوجه دايونيسوس ميكونوس لما اظهر نصف الود الذى يظهره.
هتفت مارثا بصبر نافذ:
ــ هذا ليس صحيحا بالمره! يا الهى! اتظنين حقا, ان روجر قضى السنوات الخمس الفائته فى انتظار ان يعود دايو الى حياتى؟
ــ لا يمكنك الانكار باننا جئنا الى هنا بناء على تشجيعه .
صمتت مارثا ثم وافقتها قائله بتمهل:
ــ نعم . هذا صحيح . لكن دعينا نقر ايضا بانك مسؤوله الوحيده عن وجود روجر عن وجد روجر هنا.
ــ اعرف ذلك . لكن بالغم من ..
قاطعتها مارثا بصوت متوتر:
ــ ساره , الا يمكنك فقط . ان تحاولى الحصول على شئ من هذا ؟ الحق معك فى ان روجر شجعنى على الكتابه الى والد دايون, لكنك تعلمين انى شأضطر. ان عاجلا او اجلا, الى اطلاع دايون على الحقيقهز
ــ لماذا ؟
ردت مارثا محدقه اليها باستغراب:
ــ لماذا؟ لانه والد جوزى . يجب ان افكر فيها. صحيح انها ابنتى,لكن دماء دايون تجرى فى عروقها ايضا. كيف سيكون رد فعلها بعد عشر سنوات مثلا, اذا اطلعت على الحقيقه من شخص غريب؟
قالت ساره بعد تردد:
ــ اعتقد انك تسخيفين بكرامتك وبكرامه جوزى . لو كنت ماكنها لشعرت بكره تجاه الرجل الذى تخلى عن امى عندولادتى.
علقت مارثا متاضيقه:
_لكن دايون لم يفعل ذلك انا تخليت عنه.
_لانه انكر ابوته للطفله!
_توخ,ساره! لم يكن الامر بسيطا الى هذا الحد.انه .....لقد ارتاب فى الامر. كان يعرف بانى ارى روجر اثناء وجودى فى لندن,لم يهتم بالتوصل الى الحقيقهواى ان روجر كان يذهب ليراك انت بالذات.
هتفت ساره متورده الخدين:
_هذا ليس صحيحا1
_هذه هى الحقيقه.لقد توهم دايونوبشكل ما,انى كنت اتردد على لندن كى ارى روجر,ولما راى شعر الطفله الاحمر .... لم يتمهل ويفكر بان شعرك احمر ايضا,وان الاطفال يفقدون,عاده ,الشعر الذى يولدون به.
قالت ساره,ووجها لا يزال متوردا:
_لكنك اخبرته ذلك!
رمقتها مارثا بنظره جانبيه و قالت متنهده:
_تعلمين ما حدث يا ساره. انك تعلمين مبلغ عنادى احيانا. كان من الجائز ان اخبره,بعد فتره من التفكير او لو انه عاد ثانيه ليسترضينى .... لكنه لم يرجع . اخبرنى ان عائلته منعته من العوده ,وانهم اقنعوه بان
يستعمل انشغاله كمبرر ملطف للموقف . ياله من مبرر !
علقت سارة بأصرار:
مازلت اعتقد ان النتيجة كانت لصالحك . لا أدرى لماذا تزوجته فى الاساس.
هتفت مارثا برأس مرفوع : لأنى احببته !
احست بأقتراب أليكس وجوزى وهما يعبران الباحة حفاه .
لم يظهر أليكس دلالة انه سمع عبارتها الاخيرة ،أما جوزى،المنغمسة كعادتها فى عالمها الخاص ، فهتفت حالما لاحظتها مارثا :
ماما ماما ، صرت اسبح ... صرت اسبح ! عمى أليكس علمنى السباحة !
نهضت مارثا عن المقعد بجهد جبار وقالت مجارية حماسة ابنتها :
أحقا ؟ هذا رائع ياحبيبتى 1
ثم استدارت الى أليكس وسألته :
أصحيح ماتقول ؟ هل تعلمت السباحة فعلا خلال بضعة أيام ؟
اجابها اليكس مبتسما بتواضع :
لديها قدرة طبيعية على السباحة
وتابعت جوزى بأفتخار :
سبحت عبر الحوض حتى نهايته
قال عمها مداعبا :
لنقل انك بقيت عائمة :
شد خصلة من شعرها المبلل الطويل فاستدارت اليه وجعدت انفها ردا على ملاحظته
قالت مارثا بأسترخاء بعدما خف التوتر بينها وبين سارة :
انه خبر رائع اذا سقطت فى الحوض صدفة ، فلن نقلق عليك . لن تغرقى مهما حدث
استدار أليكس الى سارة وقال يجيبها بتهذيب :
صباح الخير . انه يوم رائع اخر . أليس كذلك ؟ ألن تغيرى رأيك وتشاركينى السباحة ؟
هزت رأسها وقلصت شفتيها بتمرد. انما لا يسعها ان تقابل عطف اليكس بواقاحه. لذا اجابته ببسمه بسيطه:
ــ شكرا , اكنى افضل الا افعل , انى مسروره بالجلوس هنا.
كانت كذبه واضحه. لكن اليكس لم يجادلها . واستأذن بالانصراف بحجه اجراء بعض المخابرات الهاتفيه . راقبت جوزى ابتعاده بندم خفيف ثم استدارت الى امها ولطبت منها ان ترافقها الى حوض السباحه كى ترى مهارتها.
ــ هل تاتين معنا يا ساره؟
سألتها مارثا الا انها كررت رفضها وتناولت المجله التى كانت قد دستها فى زاويه المقعد . هزت مارثا كتفيها بأسف وتبعت ابنتها الى البركه. سبحت جوزى مرتين عبر الحوض ثم بدا عليها التعب . فاقترحت مارثا ان تذهبا الى القريه بالسياره . كان اليكس قد وضع سياره تحت تصرفها . فاستعملتها مرتين منذ مجيئهم حيث اصطحبت ساره وجوزى فى نزهتين ضمن الجزيره.الطرقات لم تكن جيده .. دروب ضيقه فى بعض الاماكن وتتسع فقط لعربات النقل القديمه. لكنهن استمتعن بجمال الجزيره , وقدرن نعمه هدوئها وانعزالها.
رحبت جوزى با، تستبدل السباحه برحله الى القريه . ودعت مارثا اختها لمرافقتهما , فرفعت ساره بصرها عن المجله متضايقه وقالت مردده شكواها السابقه:
ــ الجو حر جدا. اذهبى انت , ومبروك عليك الحر والعرق . انا افضل الجلوس فى الظل. والاستمتاع بهبات النسيم القليله.
ــ ساره , انك لا تبذلين اى جهد للتكيف...
ــ ليست لدى نيه فى التكيف. لم ارغب فى المجء الى هنا. كما لا اعتزم البقاء , بغض النظر عما تقررين فعله.
قادت مارثا السياره بذهن مشتت. كانت تأمل . انه متى جاءت ساره الى هنا, وبدأت تستمتع بدفء الجزر واجوائها الباعئه على الاسترخاء . فلا بد ان تحاول استغلال حسنات الوضع قدر الامكان. لكن ساره, كعادتها,اتخذت موقفا سلبيا من كل شئ.
لحسن الحظ . لم تشعر جوزى باضطراب امها. واشارت بانفعال الى حمار مغطى الرأس بقبعه منالازهار فيما اذناه تبرزان من خلال القش . كما لفتت نظر امها الى صناديق الفاكهه والخضار التى كان الحمالون ينزلونها من مركب نقل . قفزت على مقعدها بحماسه وسألت امها:
ــ ماما. هل يمكننت ان نتوقف مى نراقب عن كثب؟
سايرتها امها . واوقفت السياره على رصيف الميناء . طاب لها ان تراقب تحركات البحاره البطيئه الهادئه. فهنا , بعيدا عن الفيللا, تستطيع التصور بانها ف اى مرفأ من مرافئ البحر الابيض المتوسط .وفى منأى من المشكلاتها الناجمه عن اّل ميكونوس .
لم تقنع جوزى بالمراقبه من خلال النافذه , فسألت بالحاح:
ــ الا نستطيع الترجل يا مما؟ لا, يمكنى رؤيه شئ!
اعلنت مارثا بامتعاض :
ــ لا اظن انك سترين اكثر مما ترين من هنا.
لكنها وافقت على النزول فانطلقت جوزى تقفز فرحه على الرصيف .كانت حراره الشمس تؤذى البصر. وحتى نظاره مارثا الداكنه لم تحمها من وهج المنعكسه عل المياه الشديه الزرقه. وقفت تظلل عينيها بيدها , غير شارعره بالفتنه الاخاذه لجمالها الاشقر . لكن جاذبيتها لم تخف بتاتا على الرجل الذى هبط لتوه من الشفينه . استأذن البحاره الذين كان يتكلم معهم توجه صوبها وسترته ملقاه على كتفه بشكل عفوى .
رأت مارثا الرجل يمشى نحوها لكنها لم تعره اهتماما فوريا . مع انه من غير المألوف فى المرفأ ان يرتدى شخص ما ثيابا رسميه . لم تقرنه بزوجها . اذ عندما يصل دايون , تعرف مسبقا بقدومه .حيث تسمع هدير الهليكوبتر ثم ترى اليكس يهرع الى المدرج ليعود به بالسياره . حسبته واحدا من رجال الامن. عاد بصرها الى جوزى ثم راقب باهتمام سائق الرافعه . وهو يوجهها بمهاره ميكانيكيه فائقه.
لما وصل الرجل الى مكانها. تحقققت من شخصيته وهتفت اسمه بشهقه مندهشه . نزعت نظارتها كى تتأكد اكثر. فامال رأسه بتحيه ساخره:
ــ انا هو بعينه.
ثم قبض على كتفيها النحلتين على مرأى من رجال المرفأ . وجذبها اليه
ــ دايون.. كلا
لكنه اسكتها بعناق مفاجئ فأزال من ذهنهها كل تفكير فى المقاومه
ــ استرخى. ان اصدقائنا يظنون بانك جئت لاستقبالى. لا يجب ان نخيب املهم, اليس كذلك؟
عندما افلتت منه اخيرا . كانت متورده الخدين, لاهثه الانفاس . اثار اصابعه تبدو بوضوح على ذراعيها. تطلعت اليه بغضب . بحثا عن سبب معين لهجومه المستغرب. الا انها لم تر فى وجهه سوى تأمل ساخر ونظره انتصار فاتره.
رفعت يديها المرتجفتين الى شعرها المعقوص كى تتأكد من عدم تبعثره.
سألته بصوت منخفض:
أأ اهذا ما تتوقعه منى؟ فى هذه الحال...
ــ اين جوزى؟
قاطعها بدماثه وهو يتلفت حوله بثقه الرجل المسيطر . ويبتسم مجيبا على نظرات البحاره المبرع عن الاعجاب . فكرت مارثا بمراراه. انهم لم يفطنوا الى المعركه غير المتكافئه التى شاهدوها قبل هنيهةة. كيف يستطيع دايون ان يتصرف بعاطفيه حار, ويبدو, فى اللحظه التاليه . خاليا من العواطف؟استنتجت متحسره , بأن عاطفته مزيفه ز كان يظهر تملكه لها وقدرته على اخضاعها.
فى تلك اللحظه. وقع بصر جوزى على والدها. اطلقت صرخه ابتهاج واتجهت نحوهما تقطع الرصيد قفزا . بدت سعيده بعناق دايون الحار. فصعدت مارثا الى السياره. وهى تشعر بغضب عاجز . تعمدت الجلوس خلف المقود فى انتظار ان يعارض دايون تصرفها لكنه لم يفعل. صعد الى جانبها واجلس جوززى على ركبته.
قالت جوزى طارحه السؤال الذى اوشكت مارثا ان تطرحه:
ــ لماذا لم تعملنا بقدومك؟
اعلن وهو يرمق زوجاه بنظره جانبيه:
ــ اردت ان افاجئكما..
انبأته جوزى بفخر:
ــ اليوم تعلمت السباحه. علمنى اياها عمى اليكس. هل ستسبح معى. يا عمى دايون, عندما نصل الى بيتنا؟
ــ بيتنا؟
ردد دايون كلمتها بتأن فأطبقت مارثا شفتيها بغضب . كيف ستتمكن يوما. من ان تتقبل وضعها الغامض هذا. حتى من اجل جوزى؟ لا يسعها ذلك.. بل لا تريد ان تصبح لعبه ف يد دايون. انه يخطئ كثيرا اذا ما اعتقد بانه يتطسع معاملتها تبعا لارادته.. كما تصرف فىالمرفأ. لقد عادت اليه ن اجل جوزى. فحسب, هذه الليله. يجب ان توضح موقفها بطريقه ما. رهبتها الفكره. خصوصا حين تذكرت استجابتها العاطفيه للمسته. لكنها ستوضح موقفها. يجب ان تفعل. كى تنعم براحه البال...
ابتهج اليكس بقدوم اخيه, كما رحبت مارثا لاول مره, بعجر ساره, اذ اتاح ذلك لكلتيهما فرصه الهرب من مواجهه بعضهما . اوصلت ساره الى غرفتها ثم توجهت الى الجناخ الذى تشغله . انها ليست بحاجه الى تعليقات اختها الحاده كى تدرك ان الوضع سيتغير بعد مجئ دايون. كما انها تحتاج الو قوت كى تستعد لمواجه زوجها مره اخرى. استلقت على غطاء السرير الدمقسى وحدقت الى السقف بتعاسه.
بعد م ى ربع ساعه انفتح الباب فهبت ترتكز على مرافقيها وتنظر حولها باستغراب . لا احد يدخل الى الغرفه من دون استئذات. باستثناء جوزى. ربماو لكن الذى اقتح الغرفه لم بكن جوزى . بل دايون. الذى وقف لحظه يتأمل وجهها المتوتر ثم اغلق الباب صمت مثير الاعصاب.
لم يخطر لمارثا من قبل ان تتساءل عن هيه صاحب الجناح . فهذه ليست الغرف التى شغلتها سابقا مع دايون . وهكذا افترضت انها خاصه بالضيوف.
الان فقط. ادركت انه جناح دايون, وان غرفه الملابس المجاوره تخصه مع ذلك تظارهت بالجهل وهتفت باسنكار:
ــ ماذاتفعل هنا؟
انى احاول الاسترخاء . افضل ان تتركنى وشأنى. اذا سمحت.
اجابها بنظره متعجبه وسار عبر الغرفه. القى سترته على كرسى منخفض وفك ازرار صدريته. ثم سار الى النافذه وحدق من خلالها بصمت. تصلبت اعصابها مثل اوتار الكمان. واخيرا استدار اليها.
ــ اخبرنى اليكس انك استقرتت هنا على نحو جيد. يسرنى ذلك. انت وجووزى تبدوان اكثر عافيه, وقد تكتسى عظامك ببعض اللحم عما قريب.
انزلت قدميها الحافيتين الى الارض واستوضحته بارتجاف:
ـت مارذا تفعل يا دايون؟ هذه غرفتى. هل لك ان تتركنى وشأنى؟
اجابها بهدوء:
ــ بل هذه غرفتنا معا. ليس من صالحنا ان يتصور الخدم بأن... هناك نقصا ما فى هودتنا الى بعضنا البعض.
استجمعت كل قواها لتوقل بتوتر:
ـ الامر يدعو الى السخف. انا وانت.. لم نر بعضنا منذ خمس سنوات , يا دايون , لقد افترقنا متخاصمين. لا يمكنك ان تتوقع منى نسيان ذلك.
وافقها بصوت مرهق:
ــ كلانا لا يستطيع نسيان الماضى. عن ذانك. يجب ان استحم وابدل ملابسى. بعد ذلك سنجد وقتا اول للكلام .
راقبت دخوله الى الحمام بيحره وعدم تصديق . انه مصمم بالفعل على متابعه العلاقه وكان شيئا لم بكن! لا تصدق هذه الحقيقه . مهما كانت نواياه. فلن تدعه يستعلمها على هذ النحو.
لما سمعت جريان الدوش. تحركت بسرعه البرق. اخرجت حقائبها من داخل الخزانه ثم شرعت تلقى ثيابها فيها تنانير, فساتين, بلوزات وكنزات صوفيه .. ستكويها فيما بعد. قررت ان تشارك جوزى غرفتها. جوزى لن تمانع. واذا مانعت سوف يجدون لها غرفه اخرى.
كانت منهمكه فى جمع ثيابها الى حد لم تفطن معه الى توقف جريان الماء.
استدار برهبه حين خاطبها دايون بغضب:
ــ ماذا تظنين انك تفلين؟
تقدم منها متوعدا وتابع يسألها :
ــ اتحسبين انى سأسمح لك بالمكوث فى غرفه اخرى . حتى لو تمكنت من ترك هذه الحرجه؟
استقامت فو وقفتها . ويداها تتمسكان بحفنه من الثياب. قبض على رسغها بعنف درعها الهش على الارض . قالت بكبرياء:
ــ لن ترغمنى على النوم هنا . يمكنن النوم مع جوزى حتى...حتى..
قاطعتها بصوت بارده :
ــ حتى متى؟ حتى اعود الى اثينا , او الى ان تستعيدى عاطفيا؟
قالت وهى تحاول ان تصمد اما ثورته:
ــ هذا امر بعيد الاحتمال. الا تظن ذلك؟
ضاقت عيناه وسالها بلطف خداع:
ــ الن يحدث ذلك؟
ــ لن يحدث
ارتجفت ركبتاها الا انها شددت عزيمتها كى تواجه غضبه . ثم فقدت سلاحها حين ارخى رسغها بحركه فجائيه وجذبها اليه.
ــ دايون ...
اسكت وسلها المختنق بعناقه وعاد الارتخاء يغزو مفاصلها. كم طال حرمانها من هذه العاطفه المتأججه التى لم تجد لها مثيلا. ارادت ان تعترض. لكن حواسها المستيقظه طغت على تعقلها.
قى تلك اللحظه بالذات. ابتعد عنها فجأه وازاح ذارعيها جانبا وقال بصوت مشوب بالسخريه:
ــ الان. اعيدى ثيابك الى مكانها. ريثما ارتدى ثياب العشاء.
قلصت قبضتيها لكنها لم تقل شيئا. لاحت على شفتيه ابتسامه بارده وسار متجها الى غرفه الملابس . ففكرت مارثا منذهله , لقد فعلها ثاني. ولا مجال لها لاى تصرف مضاد.
قال متوقفا اما الباب:
ــ على فكره. سنعود الى اثينا بعد ثلاثه ايام.
هتفت بدهشه:
ــ نحن ؟
ــ انت... زانا.. لا يمكننى ان ارتك جوزى...
ــ لا تقلقى عليها . فقد استقدمت لها مربيه انكليزيه لظنى بانمك سترحبين بهذه الخطوه. كما ان لجوزى ان تعلم بانك لن تكونى دائما رهن اشارتها.
هتفت منذهله:
ــ دايون..
ــ سنتكلم فيما بعد.
اغلق الباب خله وابصحت بمفرودها , اعادت ثيابها الى الخزانه من دون ان تشعر . هناك امور عديده تحتاج الى التفكير. وعلى الاخص. الرحله المزعمه الى اثينا . لماذا يريدها ان ترافقه الى تلك الحفله؟ ولماذا ترغب امه فى رؤيتا ثانية؟
تقلصت اعصابها رهبع من مواجهه والديه. بعد الاسلوب الذى استعمله ارسطو معها هنا . فى الفيللا.
استرعضت ترتيبات دايون الاخرى بحماسه اقل . مربيه الانكليزيه! ناذا يقصد؟ من تكون المرأه التى استخدمها. ومتى يتوقع وصولها؟ ثم, ماذا ستقول ساره حين تكتشف ام مارثا ستتخلى عنها. بقرار من دايون؟ جلست على حافه السرير وغطت وجهها بيدها. كانت لا تزال جاليه هكذا عندما عاد دايون الى الغرفه. لم ترفع بصرها اليه. لكن موقفها الموحى لالانخذال حال دون شفقته عليها, وهى فى اى حال, ترفض هذه الشفقه . بدا فى سترته المخمليه الخضراء وبنطلونه الاسود مثالا لملك المال.
الذى تعرفه . تملكها شعور عارم بالهزيمه وعدم التكافؤ . كيف لها ان تحاربه وسعاده جوزى بين يديه؟
وقفت تلقائيا فسالها متهكما:
ــ هل تعتزمين ان تتناولى العشاء بهذا اللباس؟
شبكت يديها بعصبيه وقالت بلهجه دفاعيه:
ــ يجب ان اشرف على حمام جوزى.
اجاب مقطبا:
ــ ستعتنين بها حتى يوم غد . لان الانسه باول ستصل غدا . حيث تتكفل بمتطلبات جوزى الشخصيه.
اعترضت بجمود :
ــ لكنى احب الاعتناء بها شخصيا.
ــ قلت سابقا انك سترافقيننى الى اثينا. لا تجادلى يا مارثا . هذا ما صممت عليه.
ــ اليس لى رأى فى الموضوع؟
ــ بالطبع, سأستشيرك...
ــ متى؟
ــ عندما ارى ضروره لذلك. اما الان فاقترح ان تفعلى ما عليك فعلع.
لدى اجتماع عمل مع اليكس. ستلتقى ثانيه فى موعد العشاء.
انغلق الباب وراءه فازداد شعورها تشتتا وحيره. ماذا ستفعل؟ بأيه وسيله تحاربه؟ هل كتب عليها ان تخضع له حتى تبلغ جوزى سن الرشد حيث تصبح قادره على الاتيار بينهما؟

 
 

 

عرض البوم صور black star   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne mather, apollo's seed, آن ميثر, القيد, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, عبير, قلوب عبير, قلوب عبير القديمة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:29 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية