لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-06-11, 04:45 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,995
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

يسيسلموا أديكى يا قمر

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 15-06-11, 05:06 AM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2011
العضوية: 217617
المشاركات: 178
الجنس أنثى
معدل التقييم: انجلى عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 19

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
انجلى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

بسم الله الرحمن الرحيم الراوية تجنننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننن ارجو الا تتاخرى فى اكمالها

 
 

 

عرض البوم صور انجلى   رد مع اقتباس
قديم 15-06-11, 09:12 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أتفقا على أن يلتقيا في اليوم التالي في مقهى قريب من سانتا كلارا , نهض ساشا واقفا بعد أن لاحظ أنه نسي ساعة يده في الفندق وذهب للبحث عنها , ولما أصبحا وحيدين سألها كارلوس:
"لو رفض ساشا تلبية دعوتي , ماذا كنت ستفعلين؟".
" لكنت غيّرت رأيي , ببساطة".
" وبرغم اوعد الذي قطعته عليك , ما دمت مسؤولا عن المخيّم ؟ ألا تحترمين وعدي؟".
" لا تنس أنك أضفت تقول : ( فقط عندما تعلمينني , أنت بالذات , أن عفتك أصبحت ثقلا عليك,
لو وافقت على المجيء , في هذه الشروط , لربما أعتقدت أنني غيرت رأيي ".
" لقد نسيت هذا الشرط".
" لكن أنا لم أنس".
ولحسن حظها كانت ترتدي نظارتيها وبالتالي لا يمكنه أن يلمح الحزن الذي ملأ عينيها , آه , كم هو جميل أن تتناول الغداء برفقة كارلوس , تحت الشمس , على شرفة هذا المقهى , في مدينة غرناطة الأسطورية , لو كانت أبتسامته حنونة وغير ساحرة.... ولو كان يشعر نحوها بشعور أقوى من الأنجذاب الجسدي آه نعم.... لكان ذلك رائعا........
كان كارلوس يقود سيارته بسهولة وقدرة هائلة برغم كثرة المنعطفات الضيقة , وأحيانا كان يتوقف على جانب الطريق ويترك لهما مجال الأستمتاع بالمناظر الخلابة , وكان كارلوس قد أحضر معه صندوقا مليئا بالحلوى وبعض السندويشات وأعد له سندويشا في داخله طعاما أسود اللون , فقالت صوفيا:
" لا بد أن طعمه لذيذ".
" أنا أكيد أن هذا النوع من الطعام لا يمكنك تذوقه".
" كيف تستطيع التكهن بذلك؟".
مدّ اليها السندويشة وقال:
" حاولي أذا أردت".
بعد تردد تناولت قطعة صغيرة وكان ينظر اليها بسخرية , ما يمكن أن يكون في داخله؟ شيء حار يحرق الفم ساعات طويلة؟ الداخل يشبه مقانق بنية غامقة , أخيرا وضعتها في فمها وراحت تمضغها , ثم قالت:
" آه , أنها لذيذة الطعم!".
سألها بفضول:
" صحيح؟".
" نعم! ما هذا الذي أكلته؟".
" ( بوتيفارا نيغرا) أنه نوع من المقانق العادي لكن الخبز قد غمّس بزيت الزيتون وعصير الطماطم".
" كنت تعتقد أنني أكره زيت الزيتون , أليس كذلك؟".
" أنها الحال مع معظم الشعب الأنكليزي , تصورت أنك تفضلين أكل الحلوى.......".
" هذا يدل على أن الأنسان يتصرف أحيانا بتفاهة لأنه يتخذ رأيه مسبقا حول الناس وفي غالب الأحيان يكون هذا التصوّر المسبق خاطئا مئة في المئة".
" أنت على حق , في كل حال , ليست هذه هي المرة الأولى التي أشعر فيها بالخطأ أتجاهك".
" لكن قطع الحلوى تبدو رائعة , سأتذوق تلك المصنوعة بالجوز".
وبدأت سفوح الجبل تتغلف بالعشب القليل , وكلما أرتفعوا كلما أصبح الهواء منعشا وقويا , أخيرا وصوا الى بناية طويلة تستعمل في الشتاء كفندق لأيواء المتزلجين عندما تختفي الصخور تحت الثلج الكثيف.
قرروا النزول في الفندق ولمّا أعطاه موظف الأستقبال قلما ليسجل على السجل أسماءهم , تذكرت صوفيا بغصّة الأهانة التي تحملتها في الميرامار , هل ما زال كارلوس يتذكر هذه الحادثة؟
أعطاهم الموظف المفاتيح , حمل كارلوس حقيبته وحقيبة صوفيا , وتوجه الثلاثة الى السلم , وفي منتصف الطريق , شعرت صوفيا فجأة بدوار , فتعلّقت بالدرابزين ثم أتكأت على الجدار , كان تنفسها متقطعا.
قال لها كارلوس بصوت واثق:
" لا تخافي , هذه ردة فعل الأرتفاع الشاهق , نحن على علو ثلاثة آلاف متر , ومن المستحيل تسلق السلالم بسرعة , ألا بعد مرور وقت معين يتعوّد فيه الجسم على تحمل العلو والتكيف معه".
" آه , أي أحساس رهيب!".
هدأت دقات قلبها شيئا فشيئا فقال لها كارلوس:
" كان يجب عليّ أن أحذرك".
أعطى ساشا حقيبته ومدّ ذراعه حول خصر صوفيا ليساعدها على تسلق السلالم الباقية , فهمس ساشا بصوت لاهث وهو يصعد وراءهما:
" وأنا أيضا أشعر بفرق العلو".
" لكنني لم أسمع أن أحدا مات من هذا الأرتفاع!".
رمقته صوفيا بنظرة سريعة , كان يبتسم وشعرت أنه مسرور لأخذها بين ذراعيه , ولما وصلا أبتعدت عنه وقالت:
" شكرا , أشعر بتحسن ملموس , الآن".
غرفتها الواسعة كانت تطل على منظر ساحر للجبال البيضاء , ومن بعيد كانت ترى غرانادا , أخذت دوشا بسرعة ولفت جسمها بمنشفة بيضاء سميكة , ثم سمعت طرقا على الباب:
" من الطارق؟".
" كارلوس".
ترددت ثانية قبل أن تفتح محاولة الأختفاء قدر الأمكان وراء الباب".
سألها كارلوس للحال:
" هل أخرجتك من الحمام".
" لا , لا , كنت قد خرجت لتوي , ماذا في الأمر؟".
" ربما هذه السترة الصوفية تكفي لتقيك البرد , خاصة أذا قررت التنزه بعد الظهر , لا شك أنك لم تجلبي معك ثابا دافئة عندما جئت الى غرناطة؟".
" بالطبع , لم أكن أتوقع هذه الرحلة , شكرا جزيلا , لكن.... هل عندك سترة غيرها لك؟".
" نعم , نعم , لا تقلقي".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 15-06-11, 10:04 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أغلقت صوفيا الباب وعلّقت السترة الكحلية المصنوعة من الكشمير وشعرت بالخجل لأنها ترددت بضع ثوانلتفتح له الباب وهي في هذه الهيئة.
وبعد الغداء صعدوا الى ( عذراء الثلوج ) أنه تمثال حديث وضخم بني على قمة صخرة عالية , وكانت صوفيا متكوّرة في دفء سترتها الناعمة , تتنشق بأمتنان النسيم المنعش الذي يرعش النباتات الصغيرة المعلقة بالصخو.
ولما عادوا الى الفندق كانت الشمس قد غابت , فأقترح كارلوس عليهما الأستراحة في صالون الفندق المريح , وراح الرجلان يطالعان الصحف بينما كانت صوفيا حالمة تحتسي فنجان قهوة مع الحليب الساخن , لا شك أنها غطت بالنوم لفترة قصيرة , ولما فتحت عينيها كان كارلوس وحده قربها.
" أين ساشا؟".
" صعد الى غرفته ليستريح وربما ينام قليلا.....".
" أظن أنني سأفعل مثله".
" ولم لا ؟ كوني حاضرة في التاسعة لنتناول طعام العشاء هل هذا يناسبك ؟".
صعدت السلالم ولما وصلت الى غرفتها , وقبل أن تغلق الباب , ألتفتت وراءها ورأت كارلوس قرأ مجلة محلية , لماذا أنقبض قلبها؟ بماذا كانت تأمل؟ أن يصر عليها في البقاء معه؟
تمددت في سريرها وفتحت كتاب ستيفنسون , وبعد قليل وجدت المقطع الذي كانت تبحث عنه : ( ..........ذلك لأن هناك صداقة تزوّد شعورا بالطمأنينة والهدوء الى درجة أنها تصبح أحيانا وحدة كاملة , العيش مع الحبيبة في الهواء الطلق هي الحياة الأكثر كمالا وحرية).
في الثامنة والربع رنّ جرس الهاتف في غرفة صوفيا , فكانت موظفة الأستقبال تصل بها لتوقظها , وفي التاسعة وجدت كارلوس يستقبلها في الصالون برفقة ساشا , كان العشاء رائعا ومتينا ولم تقدر صوفيا على أكماله برغم شهيتها القوية , بدت صامتة ومتأملة , فقال لها كارلوس:
" أراك هادئة , هذا المساء , يا صوفيا".
أنتفضت وأجابت وهي ترفع كأسها على شفتيها:
" ما زلت متأثرة بالأرتفاع".
وبعد العشاء , راح الرجلان يلعبان الشطرنج , بينما فضّلت صوفيا قراءة مجلة فرنسية وأحتساء عصير البرتقال الطازج , وأخذت تطرح أسئلة عديدة على نفسها : بعد غد , سيرحل كارلوس بعيدا , ماذا كان حدث لو بقيت معه في الميرامار؟ أين كنا أصبحنا الآن ؟ هل كان سئم مني ؟ حتى السعادة العابرة لم تعد مسألة يمكن تجاهلها .....عندما أصبح بعمر عمتي روزا , ألن أشعر بالندم والمرارة لأنني قاومت كارلوس؟
في الحادية عشرة , قررت أن تذهب الى النوم بينما كان الرجلان ما يزالا يلعبان الشطرنج.
قال لها كارلوس بعد أن نهض عن كرسيه:
" أنا متأسف , فلم نهتم بك كما يجب".
" أنا ناضجة كفاية كي ألهو وحدي".
قال بجفاف:
" لا أسك بذلك , لكن هذا لا يعذر تصرفاتي السيئة , هل لديك ما تقرأينه قبل النوم؟".
" نعم , شكرا , تصبح على خير , تصبح على خير , يا ساشا".
نعم لديها كتاب ( الرحلات في أسبانيا ) لغوتيه .... لكنها تسلية لا قيمة لها .... لا يمكنها أن تبعد عن ذهنها التفكير بكارلوس وبرحيله القريب , يا ألهي , كم ستشتاق اليه!
أفاقت صوفيا في صباح اليوم التالي على زوبعة مطر تهز نافذة غرفتها , كانت الساعة السابعة , وكان المطر ينهمر بقوة عندما نزلت الى غرفة الطعام.
منتديات ليلاس
كان الفطور مؤلفا من قهوة وحليب وخبز وزبدة ومربى , ومن وقت الى آخر كانت أشعة الشمس تمزّق سماكة الغيوم , كأن الطقس بدأ بالتحسن ومن دون سبب رفعت صوفيا فجأة نظرها نحو الدرابزين الفاصل بين غرفة الطعام والصالون , ففوجئت بكارلوس واقفا قرب السلالم , ينظر اليها , تهيأ لها أنه يحدق فيها منذ بضعة دقائق , فتشابكت نظراتهما وأشار اليها بحركة صغيرة وتوجه نحوها .
" صباح الخير , هل نمت جيدا؟".
" آه , نعم , لكن المطر أيقظني في السابعة ".
جلس أمام الطاولة , فجاءت الخادمة في الحال حاملة أبريق القهوة وفنجان وحليب وسكر على صينية ووضعتها على الطاولة.
قال كارلوس بعد أن أبتعدت الخادمة :
" لا شك أنها تعتقد أننا متزوجان ".
" ليس من الضروري أن يتناول الزوجان الفطور معا؟".
" لك كما رأتك عابسة ولم تبتسمي لي بلطف كما يجب , تصورت أننا متشاجران .... ها هي آتية مع الخبز المحمص , ألا ترين أنها تطرح على نفسها الأسئلة بخصوصنا ؟".
قالت صوفيا خافضة العينين :
" ولماذا لا نقول لها أذن أننا لسنا متزوجين ولا متشاجرين؟".
فرفع ذقنها ببطء وحدّق فيها وقال بلهجة تلين لها الحجارة :
" ذلك لأنه من أبسط الأمور أن تريني أبتسامتك الحلوة العادية".
بدأ قلب صوفيا يخفق في جنون , لكن ذلك لم يدم طويلا , وصلت الخادمة حاملة الخبز المحمص وبعد لحظات كان ساشا جالسا معهما , بقيت صوفيا جالسة لكن عقلها كان شاردا............

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 16-06-11, 09:27 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

قال كارلوس:
" لقد فكرت أنه بدلا من العودة من الطريق نفسه , بأمكاننا أن نسلك الطريق الآخر من الجهة المعاكسة".
قالت صوفيا متعجبة:
" أعتقدت أن الطريق تنتهي في القمة؟".
سأل ساشا:
" ومتى تنويان الرحيل؟".
نظر كارلوس الى ساعة يده وقال:
" متى تصبحان جاهزن , والأفضل أن نذهب باكرا".
بعد عشر دقائق وتحت سماء ملبدة بدأت رحلة العودة , عاصفة أخرى تنذر بالوقوع , تمثال ( عذراء الثلوج ) كان رماديا تحت الغيوم السوداء التي كانت تبث نورا غير محدد.
وعلى الطريق يفطة تنبّه السائقين بأن طرق الشمال يمكن أن تسلكها فقط الآليات الخفيفة وسيارات الجيب , مع بعض التحفظ , فقال كارلوس بعد أن خفّف سيره ونظر الى صوفيا :
" أذا كانت هذه الطريق تخيفك , فلسنا مضطرين لأخذها , بأستطاعتنا العودة كما أتينا ( ببساطة)".
سأل ساشا:
" هل تعرف الطريق جيدا ؟".
" نعم , أنها صعبة , لكنها غير خطرة .. ماذا , يا صوفيا , أنا بأنتظتر جوابك".
" أنا أثق بك كليا , كسائق محترف".
أكمل كارلوس طريقه بعد أن همس بأذن الفتاة قبل التركيز في القيادة :
" لكن , كسائق فقط..... أليس كذلك؟".
النزول المثير دام حوالي ثلاث ساعات , وشعرت صوفيا كأنها ضائعة في هذه الصحراء الصخرية التي نعصف بها الرياح , ولأميال شاسعة , كان المسكن الوحيد ملجأ لمتسلقي الجبال , وكان يدعى ( ملجأ ريو سيكو) , وفي كل لحظة كان يبدو لصوفيا أن طرف الطريق سيتهدم تحت عجلاتهم وسيقع معهم في الهاوية , أخيرا لمحوا آثارا للحياة : من بعيد ظهر ظطيع ماعز أسود , ومنزل صغير تقف أمامه أمرأة ترتدي ثيابا سوداء من رأسها حتى أخمص قدميها وكانت تنظر اليهما نظرة حادة.
توقفوا عن متابعة السير في قرية كابيليريا لتناول الغداء , فقد أخرج كارلوس زجاجة الماء المعدنية ووضعها في الماء المثلجة , وسلة المأكولات الباردة التي أحضرها من مطبخ الفندق , وبعد الأكل شعرت صوفيا بالنعاس وراحت تتثاءب مثل ساشا , أما كارلوس فكان نشيطا كأنه لم يأكل ولم يقد كل هذه المسافة.
وبعد كابيليرا , أصبحت الطريق محدودة بالغابات والحقول والعرائش , توقف كارلوس أمام مقهى صغير وسأل:
" قهوة؟".
وافق الجميع , وبينما كانوا يجتازون الطريق قال كارلوس بلطف:
" آمل أن تكون المراحيض هنا نظيفة!".

وفي أواخر بعض الظهر وصلوا الى المخيّم , أوقف كارلوس السيارة أمام الباب , فنزلت صوفيا وساشا قبل أن يتمكنا من شكره , كان قد أقلع في الحال .
وقالت صوفيا لنفسها في حزن كبير : هذه الصفحة قد أنتهت , وسأقضي الصيف وربما بقيةحياتي , نادمة على رجل سينساني بعد أيام معدودة....
ولما توجهت الى مقصورتها شعرت بحزن وكآبة , ولم تنم ليلتها جيدا بل أستيقظت بألم حاد في رأسها.
وفي منتصف الصباح رآها ساشا وأسرع يقول لها:
" يريد كارلوس أن يودعك , فهو ينتظرك أمام مقصورتك".
" آه , صحيح".
توجهت صوفيا ببطء نحو مقصورتها بعد جهد كبير لتبدو هادئة وغير مبالية , فقالت:
" قال لي ساشا أنك راحل , هل أمامك طريق طويلة؟".
" كلا , ليس كثيرا".
" أذن..... أتمنى لك رحلة موفقة, يا كارلوس".
مدت له يدها , أخذها وتركها لين يديه ثم تردد لحظة قبل أن يقول:
" في الواقع , جئت لأقنعك بالمجيء معي".
" المجيء معك؟".
" لا تتقلصي , لا أقوم بأقتراح وقح , لكن أبناء عمي تعرضوا لمشكلة بسيطة , ربما أنت قادرة على مساعدتي لحلها , مساء أمس , أتصلت هاتفيا بهيلاريو لأعلمه بوصولي , فأخبرني , أن مربية الأولاد , الآنسة سميث , دخلت المستشفى لأجراء عملية جراحية صغيرة , وسألني أذا كنت أعرف فتاة أنكليزية قادرة أن تحل مكانها لمدة أسبوعين أو ثلاثة , وقد فكرت فيك".
" لكن......... وعملي هنا؟ وسيارتي؟".
" كلمت بيدرو بالأمر , فلا مانع لديه أن يحررك , أما بالنسبة الى السيارة , فلن تكون مسألة أيصالها الى المزرعة عملية صعبة".
كانت ترغب في أن تسأله كم من الوقت سيبقى عند أبناء عمه , لكنها وجدت الأمر دقيقا للغاية , فقالت:
" هل يعيدني بيدرو الى المخيّم متى عادت المربية الى عملها؟".
" طبعا , ربما أقترح أبناء عمي عليك شيئا آخر , عملا مثيرا أذا ما أردت تمديد مدة أقامتك في أسبانيا , صحيح أن عملك هنا في المخيم ممتع لكن لا يمكنه أن يقدم لك ألا نظرة محدودة عن حياتنا , ألا ترغبين في أكتشاف أسبانيا الحقيقية خارج السياحة؟".
" بلى , طبعا ".
" أذن , أنت موافقة للذهاب".
" لكنني لم أهتم كثيرا بالأولاد .... وأخاف أن....".
" لا أهمية لذلك , سيطلب منك مراقبتهم , وقراءة القصص.... أحيانا تضطر لويز في غياب المربية أن تحل مكانها , لكنها الآن حامل وعليها الأهتمام بنفسها على أكمل وجه".
" أذن, سأغتنم هذه الفرصة لأكتشاف الحياة العائلية في أسبانيا ".
" عظيم جدا".
كان يبدو أنه لم يشك لحظة واحدة أنها سترفض طلبه".
" كم تحتاجين من وقت لتحضري حقائبك؟".
" نصف ساعة".
وبعد ساعة , ودّعت صوفيا آل فينغيلد وساشا وكل العاملين في المخيم ورافقت كارلوس في طريقه الى مالاغا , هل هذا القرار كان عاقلا؟ لا شيء يؤكد ذلك....
أخرج من الصندوق الداخلي خريطة وأعطاها لصوفيا التي فتحتها ورأت أمامها كوستا ديل سول بكاملها , لكنها ما لبثت أن عادت تتذكر سهرتها الأولى في برشلونة عندما همس كارلوس في أذنيها بعد أن عانقها :
" تصبحين على خير , يا حبيبتي".
رأت نفسها من جديد بين ذراعيه وراحت تحلم في اليقظة... وتتخيّل أنهما ذاهبان في رحلة شهر العسل.....
أنتفضت وعادت الى الواقع عندما سمعت زمورا قويا , يا ألهي ما هذا الجنون في الأسترسال بأطلاق العنان لمخيلتها المجنونة! كانت السيارة البيضاء الكبيرة تلتهم الأميال , توقفا للغداء في محطة ماريبللا الأرستقراطية ثم وصلا الى سان بيدرو في حوالي الرابعة , ومن هناك أنعطفت السيارة من الطريق الدولي لتدخل الطرق الفرعية داخل الأراضي , ولاحظت صوفيا أن منطقة روندا الجبلية هي أكثر توحشا من منطقة غرناطة الساحلية.
قال كارلوس كأنه قرأ ما يراود أفكارها:
" هذه المنطقة كانت في الماضي مليئة بالأرهابيين اللصوص حتى نجح البوليس بالتخلص منهم منذ عشرين سنة تقريبا".
ومن وقت الى آخر , كان يبطىء سرعته كي تتمكن من رؤية الوديان المنحدرة والقمم البعيدة , في هذا المكان الضائع , المخصّص فقط للنسور.... البرية , يبدو وجودهما عملية وقحة.
وبقيا مدة ساعتين يغوصان في هذه الصحراء , خفّت أشعة الشمس الحارة وأصبح الهواء منعشا , ولما وصلا الى القمة , توقف كارلوس ليفتح صندوق السيارة وفي هذا الصمت المفاجىء رأت صوفيا من بعيد قطيع ماعز , أنخفضت الشمس قرب المحيط وبعد قليل سيحل الظلام.
أعطاها السترة الكحلية وقال:
" عليك أن تضعي السترة من جديد".
فأرتدى هو أيضا سترة بنية وظلّ مدة غير قصيرة واضعا يديه على وركيه يتأمل المنظر الرائع , والنسيم الناعم يلعب بشعره الأسود ونور شمس المغيب أعطى بريقا برونزيا على وجهه , ولاحظت صوفيا أن كارلوس هو فعلا أبن هذا البلد الخشن, وفي الحال عادت الى ذاكرتها جميع القصص التي حاكتها حول ( حاكم السيبرا) ..... وخاصة رحلة الخيل في الجبل...... هل هذا نذير..........؟
وكأنه لاحظ أنه مراقب , نفض يديه وصعد الى السيارة , لكن , بدل أن يقلع كالعادة , جلس جانبا وراح يحدق مطولا بصوفيا.
سألته بصوت متوتر عن الطريق وطوله:
ط كلا , ليس كثيرا , هل أنت متعبة؟".
" لا , أبدا , لكن هذه المنطقة منعزلة تماما , أليس كذلك ؟".
ظل كارلوس صامتا مدة طويلة حتى رمقته بنظرة سريعة , فنظر اليها بشغف قوي لم يسبق أن رأته هكذا من قبل , ألا في أحلامها العديدة.
" ألم يخطر ببالك أن أبناء عمي ليسوا سوى حجة وأنني لم أعد مرتبطا بوعدي؟".
في أحلامها الماضية كانت ترى أنه من السحر أن تقع في أيدي رجل جذاب يحاول أغراءها , لكنها أكتشفت اليوم أن هذا الوضع ليس مريحا ولا وجود للسحر فيه!

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne weale, آن ويل, بدر الأندلس, lord of the sierras, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, عبير, عبير القديمة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t162851.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط¨ط¯ط± ط§ظ„ط£ظ†ط¯ظ„ط³ ط¢ظ† ظˆظٹظ„ ط±ظˆط§ظٹط§طھ This thread Refback 17-08-14 06:36 AM


الساعة الآن 07:20 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية