لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-05-11, 04:40 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2009
العضوية: 148642
المشاركات: 133
الجنس ذكر
معدل التقييم: Books_king عضو على طريق الابداعBooks_king عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 177

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Books_king غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Books_king المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

10ـ لا تعذبني

ـ كنت لا تعلمين شيئاً!
وقفز من مكانه عند المكتب بحركة واحدة تنذر بالخطر فاقشعر بدنها. كان اسمر، ضخما وقوي المظهر وشديد الغضب ولم تستطع ان تمنع نفسها من ان تتراجع هاربة منه.
لكنها وجدت طريقها مسدودا بالكرسي ذي الذراعين فوقعت عليه وهي تشهق بدهشة. ولاح ديميتري امامها بشكل مخيف. ظنت للجظة انه سيضربها، لكنه لم يفعل بل انحنى فوقها ممسكا بذراعي الكرسي يحبسها عليها وهو يقول بخشونة، وانفاسه الحارة على بشرتها التي ما زالت حساسة بسبب الشمس: "لا بأس"
كانت ترتدي بلوزة وتنورة بنية اللون.
ـ ها انا اقولها ولاخر مرة. لقد نمت مع اريادن ولا انكر ذلك، لكنني لم انم قط مع لانت.
لم تستطع جين ان تنكر لذعة الالم التي شعرت بها وهي تسمعه يعترف بانه واريادن عشيقان.واستطاعت ان تقول بمرارة: "ثمة من فعل ذلك".
ـ ولكن ليس انا.
ـ لماذا قالت اذن انه انت؟.
ـ الجواب هو نفسه الذي قلته من قبل. عليك ان تسأليها. لعلها هذه المرة ستخبرك الحقيقة.
ابتلعت ريقها وهي ترفع يصرها: "ما يصعب علي فهمه هو كيف يمكنك حتى ان ترافقها اذا كانت كاذبة".
ـ في البداية لم استطع ذلك..لكن امي...
هزت جين راسها: "هذا صحيح. كان علي ان ادرك ان لأمك دورا في هذا الامر"
قال من بين اسنانه: "اتها مولعة بلانت، وهي تعتبرها من الاقارب."
ـ كما لم تفعل معي قط.
فتنهد: "لا بأس اعلم ان ذلك كان صعبا عليك لكن كان يمكن ان يمر بسهولة اكبر"
قبل او بعد ان نمت مع لانت؟
ـ سبق واخبرتك...
ـ لا بأس لا بأس. ما زلت لا افهم لما ينبغي ان يهمك رايي الآن.
تنفس بحدة: "لأنن هذا هو الواقع"
ـ لماذا؟
ـ ما رايك؟
لوت جين شفتيها وقالت ساخرة: "لأنه من غير المسموح ان يعارض احد ديميتري سوفاكيس العظيم. ام تريد فقط ان تعذبني؟"
فقال: "وهل انا افعل ذلك؟"
بدا صوته مخنوقا، فغامرت بالنظر اليه من تحت اهدابها، ودهشت وهي ترى المذلة على ملامحه. ارتجفت: "انت تعلم انك تفعل"
ـ كيف؟
بسطت يديها وهي تشير الى ذراعيه: "هل انا بحاجة الى قول المزيد؟"
اظلمت عيناه، لكنه اضطر لأن يعترف بانها على حق وقال: "لا بأس، فهمت. ربما عليك ان تسألي نفسك عن السبب"
ـ لماذا تحب ان تعذبني؟
ـ انا لم اقل اني احب ذلك.
منتديات ليلاس
اصبح صوته الآن اجش من فيض المشاعر ورفع يده التي لاحظت جين انها غير ثابتة تماما ثم امسك بذقنها وادار وجهها اليه: "ما زلت تقودينني الى الجنون وانت تعرفين هذا".
ارتجفت، واستطاع ان يشعر بذلك.
اقشعر جسمها واحمر وجهها فيما لم يستطع ان يمنع نفسه من ان ينحني ويعانقها.
انطلقت من فمها آهة رقيقة. فركع على ركبتيه واحاط وجهها بكفيه. كان الاحساس حاداً فائقاً، وفاضت الذكريات وراحت خفقات قلبه تتعالى كالطبل في اذنيه.
قالت باحتجاج انما بصوت يكاد لا يسمع.
"اتتوقع منه حقا ان يتوقف؟ وتسارعت انفاسه فيما لم تحاول هي هي ان تبتعد عنه.
ادركت انه يجرها الى الشرك الذي عرفته من قبل. كان يهمس بلغته ويلامس ذراعيها وكتفيها الناعمين وهمس وهو يحني راسه: "انت رائعة الجمال".
ـ يا إالهي، يا ديميتري، اياك...
ـ لكني اريد ذلك.
لم يصغ الى احتجاجها، ووجدت هي ان التمسك بتعقلها يزداد صعوبة. كما سماع صوته المتهدج اشعرها برضى بالغ اذ عكس مشاعر فطرية لا يمكن لأي من الغطرسة ان تخفيها.
هذا جنون، الا يهمه المكان الذي هو فيه؟ ما الذي قد يحصل اذا خطر لأمه او اريادن ان تأتيا ما يحدث؟
يبدو انه لا يهتم ولم تستطع ان تتكلم عندما سألها: "هذا افضل، اليس كذلك؟"
حركت راسها باشارة ايجاب عاجزة فوضع يده على رقبتها وادنى وجهها اليه بعاطفة بالغة الانفعال. تاوه وهو يتكلم بلغته ليعبر عن مدى ما يتملكه من مشاعر.
كانت يداها متشابكتين في حجرها، لكنهما تحركتا بشكل لا ارادي تقريبا، فأمسكتا به.
كانت تظن ان المرأة لا يمكن ان تتجاوب مع زوجها بالطريقة نفسها، لكن هذا ليش صحيحاَ. لطالما قادها ديميتري الى الجنون، ولم يكن الامر مختلفا اليوم.
واعترفت في سرها بانها تريده بقدر ما يريده حتى لو ندمت في ما بعد.
لكنها ادركت انهما عرضة لأن يراهما اي شخص يمر قرب النافة من الخارج.
صدرت عن ديميتري آهة مخنوقة وقال: "اياك ان تجروئي على معارضتي. فانت زوجتي وانا اريدك".
اكتشفت انها لم تعد تهتم بالاعتراض مرة اخرى. نظر اليها وقال بصوت خافت: "انت كاملة. نحن نكمل بعضنا بعض. اليس كذلك؟"
قالت بجهد: "نعم، نعم"
ثم اغمضت عينيها واردغت: "ارجوك.."
ـ ثمة حدود لتحكمي بنفسي يا حلوتي وقد اجتزناها منذ دقائق. نحن ننتمي الى بعضنا البعض.
لم تستطع ان تنكر هذا خصوصاً في هذه اللحظة حي اصبح جسدها ملكا له وشعرت بان حرارته تذيب كل افكارها المترابطة.

 
 

 

عرض البوم صور Books_king   رد مع اقتباس
قديم 20-05-11, 04:41 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2009
العضوية: 148642
المشاركات: 133
الجنس ذكر
معدل التقييم: Books_king عضو على طريق الابداعBooks_king عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 177

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Books_king غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Books_king المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

لم تكن واثقة كم من الوقت بقيا مستلقين هناك في البداية، لم تستطع التحرك ثم وجدت انها لا تريد ذلك لكنها، في النهاية، رفعت ذراعها ونظرت الى ساعتها، واذا بالرعب يتملكها وهي ترى انهما امضيا في المكتبة اكثر من ساعة
ولا بد ان شخصا ما، امه على الاعلب، سيبدأ بالتساؤل لما طال الحديث بينهما الى هذا الحد وتصورت جين كيف ستتصرف حماتها اذا فتحت الباب ورات ابنها الغالي بين ذراعي من ستصبح طليقته قريبا جدا
لم تستطع ان تحمل فكرة ان تشاهد ماريا سوفاكيس مذلتها فمهما كانت مبرراتها، يبقى انها سمحت لديميتري مرة اخرى با ن يستغلها يا للسماوات! الم تتعلم درسا من اول مرة؟ انها امرأة حامل وهي لم تصبح كذلك بسبب التزامها بالتفكير السليم
ـ ماذا تفعلين يا حبيبتي؟
احتجاج ديميتري الكسول جعلها تسرع واستطاعت ان تدفعه جانبا وهي تقول: "انا ذاهبة"
تكلمت بصوت غير ثابت وهي تسوي ملابسها، ثم عادت تقول: "ارجو ان تحسن مظهرك ولا اظن ارياد ستسر ان راتك في حالتك الحاضرة"
شتم ديميتري لكنها لاحظت انه فعل ما اشارت اليه بعدئذ، نظر اليها بعينين ضيقتين وقال: "نحن لم ننته بعد كما تعلمين"
القت اليه نظرة ثم اجابت بحدة: "با اظننا انتيهنا"
وحين توجهت الى الباب هذه المرة، لم يحاول ان يمنعها
ـ سأراك على العشاء
ورغم تلهفها لأن ترفض تذكرت انها ضيفة في منزل زالديه والقرار في هذا لا يعود لها
هزت راسها وخرجت من الباب، داعية الله ان تصل الى غرفتها من دون ان تقابل اريادن او لانت او اي فرد من اسرة سوفاكيس ارادت ان تنفرد بنفسها بحيث تحظى بوقت للتفكير، لا بل ارادت ان تهرب من هذه الورطة التي اوقعت نفسها فيها لكنها لن تتمكن من ذلك ستكون مغادرتها الجزيرة مؤلمة لكن عليها ان ترحل وفي اقرب وقت ممكن، قبل ان تقوم بعمل بشين كأن تخبر ديميتري انها حامل وما يدعو الى السخرية هو انها تفضل ان تعترف له بانها ما زالت تحبه على ان تخبره بحملها
حبست انفاسها هل هذا صحيح؟ هل هي من الحماقة بحيث وقعت في حبه من جديد؟
لن يصدق ديكيتري ابد انها لم تتعمد الحمل وهل تريد حقا علاقة تقوم على هذا الشك؟
لا عليها ان ترحل من هنا حتى لو صدقها ديميتري، سيبقى شبح طفل لانت بينهما دوما كما على علا قة باريادن الآن، وليس لديها الحق في تدمر جياته مرة اخرى حتى لو مزق هو حياتها
كانت قد وصلت الى السلم عندما ناداها شخص باسمها في البداية ظنت انه ديميتري فتابعت طريقها لكنها عادت زانتبهت الى ان ذلك الصوت اكثر رقة من صوت ديميتري التفتت الى الخلف فاذا بها ترى ليو الاب يستند الى الى الدرابزين في الاسفل، ما جعلها تتوقف على الفور ورغم علمها بانها متوهجة الوجه ولاهثة، عاد تهبط السلم، راجية ان تخفي الشمس الغاربة ملامحا في الظلال
قالت حين لم يتكلم مرة اخرى: "كنت ذاهبة لتوي لأغير ملابسي"
فأمال راسه جانبا: "اخبرتني اريادن ان ديميتري معك فارجو الا يكون قد اساء اليك مرة اخرى"
اساء اليها؟ وشعرت بنوبة غضب سرعان ما كبحتها: كان اراد ان يسالني اذا ما تسلمت اوراق الطلاق"
لقد قالت الحقيقة، ثم باات شفتيها واظافت: "انا مسرورة لهذه الفرصة،l فانا اريد ان اتحدث اليك با ليو اظن ان الوقت حان كي اعود الى انكلترا"
قطب جبينه: "ستذهبين؟"
ابتلعت ريقها وردت: نعم، الآن بعد ان عاد ديميتري"
ـ اذن كان يرغمك
لا يمكنها تدعه يظن ذلك، فاجابت: "كلا في الواقع حسنا، انا اعرقل الامور هناط
ـ انت لا تعرقلين اموري، يا جين
فتنهدت: "هذا صحيح، لكنك تدرك ما اعنيه سرني ان اراك مرة اخرى لكنني لم اعد انتمي الى هذا المكان"
فتنهد" :حسنا اذا كان هو قرارك"
ـ وهو كذلك
وعندما رات خيبة امله، اندفعت نحوه تحتضنه: "انت تعلم انني لا اريد ان اتركك"
ـ لماذا تتركيني اذن؟
فاجابت وهي تتراجع الى الخلف: "انا مضطرة الى ذلك ارجو ان تقول انك تدرك ما اعنيه"
فهز رتسه زقال: "اظنك اخبرت ديميتري"
ـ لا لم اخبره بعد
ـ الا تظنين ان لديه ما يقوله في هذا الشأن؟
ـ ربما
وتنهدت بما ان اخبار ديميتري هو امر لا يمكنها مواجهته حالياً، اضافت: "هل لك ان تفعل هذا يا ليو؟ اعني ان تخبره بنفسك؟ ولكن ليس قبل العشاء، اذا لم يكن لديك مانع"
بدا الانزعاج على ليو وسألها: "هل انت حائفة منه؟"
كبحت آهة وقالت بارتباك: "لا فقط لا اريد اي انفعال من دون سبب والآن، اذا سمحت، علي ان استعد للعشاء"

 
 

 

عرض البوم صور Books_king   رد مع اقتباس
قديم 20-05-11, 04:42 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2009
العضوية: 148642
المشاركات: 133
الجنس ذكر
معدل التقييم: Books_king عضو على طريق الابداعBooks_king عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 177

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Books_king غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Books_king المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

11ـ ارحلي

تملك ديميتري الارتياح عندما علم ان ثيرميا لن تشاركهم العشاء. وجد والديه وستيفن واريادن ينتظرون في البيت الزجاجي عندما وصل. اراد ان يسأل عن جين الا انه قرر ان يلتزم الحذر.
في البداية، شغله ابوه بالحديث عن المؤتمر الذي حضره لكن حالما توقف الاب ليتحدث الى والدة ديميتري. اخذت اريادن مكانه هاتفة: "ما الذي اخرك طيلة فترة العصر بهذا الشكل؟ لقد لبثتما انت وتلك المرأة دهوراً في غرفة المكتبة. ما جعلني مرغمة على تسلية امك وخالتك. صدقني ان هذا لم يكن سهلاً".
قال بهدوء: "ثيرميا ليست خالتي. هل عادت لانت؟".
فاجابت اريادن باستياء: "لا. هل تتوقع منها العودة؟"
فرد ديميتري بحدة: "تمنيت الا تعود. ليس لدينا، انا ولانت، ما نقوله لبعضنا البعض".
بدا الرضا على اريادن، وقالت: "لاحظت ان زوجتك لم يسرها ان تراكما معا. اظن ان ذلك يعيد اليها ذكريات تعيسة، اليس كذلك؟"
لم يستطع ديميتري ان يخفي استياءه فسألها: "ما هي تلك الذكريات التعيسة؟ جين لا تعرف لانت".
ـ لا لكن رؤيتها للانت ذكرتها كم كانت علاقتكما وثيقة.
ـ علاقتها انا وجين؟
ـ لا، بل انت ولانت. هيا يا ديميتري، اعرف ان الطفل الذي وضعته لانت كان طفلك.
ـ انت لا تعرفين شيئاً على اي حال، لا اريد التحدث في الموضوع معك او مع اي شخص آخر.
فرفعت اريادن حاجبيها بتسلية: "آه، فهمت.هل هذا ما كنتما، انت وجين، تتجادلان بشانه؟ يمكنني ان اتصور كم كان ذلك بهيجاَ".
اراد ان يقول لها انها لا تدري عنا تتحدث، لكنه وجد انه من الاسهل ان يدعها تعتقد انه تجادل مع جين من ان يجعلها تخمن ما كانا يفعلانه.
هل اقام علاقة حقا مع جين امام نوافذ الكتبة المفتوحة؟ ماذا فعلت له لتجعله لا يهتم بمن قد يراهما؟ ومتى سينتهي كل هذا الهيام المجنون؟
وتابعت اريادن كلامها غير واعية الى انه لم يعد يتابعها: "ستبتهج امك عندما ترحل جين. واظن ان ليو ابتدأ يتمنى لو انه لم يدعها الى هنا".
منتديات ليلاس
شكك ديميتري في ذلك وهو يتذكر معاملة ابيه لجين عصر هذا اليوم ما جعله لا يشك في ان الرجل العجوز مولع بها. ولعله مولع بها اكر مما ينبغي، ما دام يتوقع طلاقها من ابنه وزواجه من اخرى.
والتفت الى الباب واذا به يرى اباه يتوجه اليه ليحيي جين. كانت ترتدي سرولا ضيقا من الحرير، وسترة من الحرير كلاهما باللون الاسود الذي ابرز بياض بشرتها الناصع.
اثارته رؤيتها على الفور، وخشي ان يلاحظ احد ما ارتسم على وجهه من مشاعر. لكنه طمأن تفسه الى ان البيت الزجاجي معتم الى حد كبير، لا تضيئه سوى فوانيس قليلة موزعة في المكان. كما انه استعاد تحكمه بمشاعره اثناء احتفاء ابيه بها.
اقترح الاب بشي من الخبث: "لم لا تحضر لزوجتك شرابا، يا ديميتري؟"
ورغم ان ديميتري استاء من هذه الالفة، الا ان هذا الاقتراح منح الاب سببا ليحول عينيه عنها.
ـ هل احضر لك "اوزو"؟
فهزت راسها: "عصير برتقال فقط، رجاء؟"
لاحظ انها تجنبت عينيه قبل تلتفت باسمة الى اخيه الاصغر الذي جلس بقربها: "نسيت ان اشكرك يا ستيفن لأنك اخذتني الى كاليثي هذا االصباح".
تمتم ستيفن يتعليق يقلل من اهمية هذا العمل، لكن ديميتري شعر باستيائه يتعاظم وهو يتصور جين واخاه معا. ستيفن لا يهتم بصحبة النساء، فما الذي جعله يأخذ جين الى المدينة؟ يمكنها ان تقود السيارة وتذهب بمفردها، فلم لم تفعل ذلك؟
واخطأ اذ نظر اليها عندما احضر لها كأس عصير البرتقال، فقد بادلته بنظرة استفزاز ثم قالت تتصنع الاهتمام به: "شكرا، الا تشرب انت شيئا؟"
فتوتر فكه: "مزاجي ليس حسناً"
ورفع حاجبه ساخرا قبل ان يردف: "ماذا اشتريت من كاليثي؟ لو علمت انك بحاجة الى شيء ما لأحضرته من اثينا".
عندئذ، تدخل ستيفن قائلا: "الا تعلم بصفتك رجلا متزوجا ان المرأة تستمتع بالتسوق حتى وان لم تكن بحاجة لشي؟"
فسارعت اريادن تقول: "لن يطول ذلك، اليس كذلك يا حبيبي؟"
وتأبطت ذراع ديميتري وهي تتابع: "لأنك متلهف لتصبح حراً".
راى ديميتري جين تزم شفتيها لهذه الدعابة العديمة الذوق، لكن ستيفن هو من اجاب: "من حسن الحظ انني هنا لأكون نصيراُ لجين".
واحاط خصر جين بذراعه وشدها اليه مضيفا: "لقد انسجمنا معا الى حد كبير، كبير... اليس كذلك يا عزيزتي؟"
فقاات جين وقد عادت اليها ابتسامتها: "حسنا، لا بد ان اعترف بانك اعتنيت بي بشكل جيد جدا"
شعر ديميتري انه يريد ان يسدد لكمة الى وجه اخيه المغرور فقال وهو يحرر نفسه من قبضة اريادن: "لِمَ لم تذهبي لنفسك الى المدينة؟ سيارتك ما زالت في المرآب اليس كذلك؟"
قالت اريادن وهي تحاول ان تمسك بذارعه مرة اخرى: "لقد اعطتني امك سيارة البورش تلك يا ديميتري، كما جين لم تعد تعيش هنا".
نفض يدها عنه وهو يقول بغضب ملتهب: "ليس لأمي الحق في ان تعطي تلك السيارة لأحد"
حتى ستيفن بدت عليه الدهشة ازاء عنفه هذا، وغامر بالقول: "لكنها ليست سيارة جديدة"
لكن نظرة واحدة الى وجه اخيه جعلته يصمت.
قال ديميتري بحشونة واصرار: "السيارة سيارة جين لماذا لم يستشرني احد بهذا الخصوص؟"
وكانت الام قد سمعت الاصوات المرتفعة فالنفتت باستنكار الى ابنها الاكبر: "بالله عليك، يا ديميتري، انها مجرد سيارة وليست جواهر التاج!"
فقال غاضبا: "وانت كنت متلهفة لإذلال جين، اليس كذلك؟"
ثم التفت ونظر الى اريادن مضيفا: "لا تخبريني انك ذهبت لنحضريها من المعدية بتلك السيارة"
ـ فعلت هذا طبعا. انها مجرد سيارة يا ديميتري كما قالت امك.
بدا واضحا ان اريادن لم تفهم سبب هذه الضجة كلها وقال بكآبة: "انها سيارة جين وليست سيارتك"
ادركت جين ان عليها ان تتدخل قبل ان يقول او يفعل ما يندم عليه حتما بعد رحيلها. فقال وهي تنظر الى عينيه الساحطتين بهدوء: "انا لا اريدها، وهنيئا لاريادن بها. انها مناسبة للمنطقة".
ـ اذا كنت تظنين...
لم يكن لدى جين فكرة عما اراد ديميتري ان يقوله. اذ قاطعه والده قائلا بحزم: "العشاء جاهز. تحاول انجلينا منذ خمس دقائق لفت انتباهنا. هل نذهب؟"
والقى على ديميتري نظرة تحذير.

 
 

 

عرض البوم صور Books_king   رد مع اقتباس
قديم 20-05-11, 04:43 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2009
العضوية: 148642
المشاركات: 133
الجنس ذكر
معدل التقييم: Books_king عضو على طريق الابداعBooks_king عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 177

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Books_king غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Books_king المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

كان العشاء رائعا، مؤلفا من اللحوم والاسماك والخضار المطهو فضلا عن السلطة اليونانية. ولعله كان لذيذا لكن جين وجدته ثقيلا. وشعرت بالارتياح عندما رفعت الاطباق لتقدم الحلوى..
ظنت ان احدا لم يلاحظ قلة شهيتها. لكن عندما تركوا المائدة وانتقلوا الى الصالون المجاور لاحتساء القهوة، وجدت ديميتري الى جانبها يسألها بصوت خافت: "الست جائعة؟"
نظرت اليه بنفاذ صبر: "هل ادهشك ذلك؟"
ـ هل تلومينني؟
ـ حسنا، انني اتساءل عن سبب كل لك الهياج. انت ستتزوج اريادن، فلم عليها الا تستعمل السيارة؟
انتفخت خياشيم ديميتري: "هذه السيارة لا تعني لك شيئا اليس كذلك؟"
ـ ديميتري، السيارة بقيت مركونة طوال السنوات الخمس الماضية فلم لا؟
ـ كنت اعمل على صيانتها بانتظام.
ـ هذا جميل منك.
حاولت ان تبدو لامبالية، لكن اصراره اثر في اعصابها. دمرها ان تكون قريبة منه جسديا الى هذا الحد، بينما تعلم ان هاوية عميقة تفصل بينهما. كان ذهنها مليئا بما حدث بينهما.
قال عابسا: "اظن ان هذا هو السبب الذي جعلك تطلبين من ستيفن ان يأخذك ال المدينة. لم اكن اعلم انك واخي صديقان حميمان".
ردت عليه بحدة: "ثمة امور كثيرة لا تعرفها عن اخيك"
ونظرت من حولها بسرعة فرات ان بقية افراد الاسرة ينتظرونهما لينضما اليهم. فقالت: "علينا ان نجلس".
ـ ثانية واحدة!
لحسن الحظ ان الحادمة اختارت تلك اللحظة لتأتي بابريق القهوة.
ورغم ان جين كانت واثقة من ان ماريا واريادن لعنتاها لأنها حجبت عنهما، الا ان مرورها منح ديميتري الوقت الكافي ليطلب منها ان تفسر ما تعنيه. فقالت باصرار، متمنية لو بامكانها ان تسحب كلماتها: "هذا غير مهم. انطر امك واريادن تنظران الينا".
ـ اريد ان اعلم ما عنيته. ما الذي لا اعرفه عن ستيفن؟ لا تخبريني بانه اصبح الآن يفضل النساء على الرجال.
ـ لا تكن بهذا الاستعلاء. يبدو ان ستيفن ورفيقه عاشا معا اكثر من ست سنوات.
ـ اعلم هذا. لديهما بيت في كاليثي. ستيفن يمضي الكثير من الوقت في الفيلا بسبب مرض ابيه فقط.
لاحظت جين ان الانظار انصبت عليها الآن، فقالت: وهذا هو المفروض اذن"
فازداد عبوسا: "لم تفسري لي بعد ما عنيته بكلامك عن ستيفن. ما الذي لا اعرفه وعلي ان اعرفه؟"
ـ آه، ديميتري... لا يمكننا ان نناقش هذا الآن.
ـ هذا حسن، سآتي الى غرفتك في ما بعد. عندئد يمكنك ان تخبريني.
لم تستطع ان تمنع من ان تسأله ببراءة:الن تكون جينذاك مع اريادن؟"
وجود اسرته منعها من ان يحيبها بما تستحقه، فقال: "بعدما جرى بيننا عصر هذا اليوم؟ لا اظن ذلك".
فهتفت بانفعال: "آه ... ديميتري"
ولتخفي شعورها الحقيقي، قالت بتهور: لا بد انك تكبر في السن.في الماضي كنت اكثر قدرة على الاحتمال".
وتصاعد رنين الهاتف في مكان ما من المنزل، لكن ديميتري تجاهله اذ راح يحدق في جين وفي عينيه غضب واضح فاسرعت الى حيث جلست بجانب ابيه. ادركت انه ليس من العدل ان تستفزه بينما لا يستطيع ان يجيبها، لكن يبدو انها تمادت هذه المرة حتى بالنسبة اليه.
ـ ما الذي تعنينه بذلك بحق جهنم؟
وتقدم ليقبض على ظهر الاريكة خلفها: "جين... هذا انذار مني..."
مهما كان ما اوشك ان يقوله، فقد توقف عن الكلام عند ظهور مدبرة منزل ابيه المفاجئ. وقفت انجلينا عند العتبة. بدا واضحاً من وجهها المتوهج ويديها القلقتين ان ثمة خبراً هاماً تريد ان تقوله.
قالت وهي تنظر الى ديميتري: "عفواً، يا سيدي لكن لديك مخابرة من اثينا"
كانت تتكلم بلغتها الام لكن جين فهمت معظم ما قالته: "قلت لهم ان الاسرة تتناول العشاء لكن السيد افينيس اصر على التحدث اليك شخصياً. انه يقول ان القضية مسألة حياة او موت".
تردد ديميتري لحظة قبل ان يستدير ويتبع المرأة خارجا من الغرفة. وترك ذهابه فراغا غير مريح سرعان ما ملأه الاب كالعادة.
ـ ما كان افينيس ليتصل ليتصل لو ان الامر ليس هاماً.
وحاول ان يقف لكنه عاد فجلس: "ماريا، هل لك ان تذهبي وتري ما حدث؟ اردت ان اذهب بنفسي، ولكن..."
وبسط يديه بحركة واضخة المعنى فلم تعترض ماريا لأول مرة: "طبعا"ووضعت قهوتها مضيفة: "ارجو المعذرة منكم جميعاً"
لم تعرف جين ما عليها ان تقول، لكن ستيفن قال: "كان عليك ان تطلب ذلك مني، يا ابي. بامكاني ان احمل رسالة، كما تعلم".
هز ليو راسه، وقد بدا وكأنه لا يتمالك اعصابه: "لا اظن ذلك، يا ستيفن آسف! لكن بامكانك طبعا ان تذهب لترى ان كان هناك ما يمكنك القيام به"
هز ستيفن راسه: "هل من فائدة؟"
ـ ربما، اذا لم لديك مانع.
تردد ستيفن لحظة، لكنه عاد ووقف ليعادر الغرفة تاركا والد ديميتري مع اريادن وجين فقط.
قالت اريادن: "ماذا حدث برايك؟
هز ليو راسه مرة اخرى: "الله اعلم، لعله اصطدام بين ناقلات نفط"
فتحت اريادن فمها ذهولا: "وهل هذا خطر؟"
فاجاب بابتسامة مرغمة: "قد يكون كذلك. دعينا نرجو الا يكون كذلك"
بللت جين شفتيها: "هل...هل سيتسلم ديميتري الامر".
اجاب قبل ان تتمكن اريادن من ان ترد عليها بان الامر ليس من شانها: "ليس بالضرورة".
وحدق في سقف الغرفة مفكراُ وعاد يقول: "لدينا عمال فنيون لمثل هذه الامور لكن...طبعا قد يرغب هو في ذلك".
قالت جين متفهمة: "كما كنت لتفعل انت"
ابتسم بشيء من الكآبة وقالل وهو يربت على يدها: "انت تعرفينني جيداً يا عزيزتي. كنت سأعشق المشاركة".
ابتسمت جين بينما بدا الاستياء على اريادن.
وفي هذه اللحظة عادت ماريا الى الغرفة محاولة ان تبعد القلق عن ملامحها وهي ترى زوجها.
ـ حسنا؟
فتنهدت: "ثمة حادث"
وعادت الى الجلوس قبل ان تتناول فنجان قهوتها البارد: "اين انجيلينا؟ القهوة لم تعد ساخنة"
ـ ما نوع الحادث؟
اراد ليو ان يعلم فوضعت قهوتها من يدها: "سيعالج ديميتري الامر... هل يريد احد منكم..؟"
ـ ماريا؟
حملق فيها الآن فتأوهت وقالت مستسلمة: "لا بأس لا باس. حدث انفجار لم يتضح يعد كيف حدث ذلك لكن السفينة "ارتميس" مثقوبة في البحر"
شتم ليو وقال: "مثقوبة؟ هل اصيب احد؟"
ـ يقول افينيس ان رجلا قد اصيب. وهذا كل ما في الامر.
فقال بارتياح: "الحمدلله! ولكن هل "ارتميس" معرضة للغرق؟"
ـ هذا ممكن.
ومالت نحوه وربتت على لركبتيه: "عليك ان لا تقلق يا ليو. ديميتري سيتولى كل شيء كما اخبرتك"
بدا الاحباط على وجه ليو: "اظنه سيعود الى اثينا الليلة؟"
ـ انه يرتب الامر. سياخذه كوستاس.
فأومأ ليو: "نعم، الهيلوكوبتر ستأخذه مباشرة الى هناك"
بدا الرعب على وجه كاريا: "آه...لا اظن ذلك"
وشعرت جين بوخزة من القلق في اعماقها فيما قال ليو متأكداً: "انا اعرف ديميتري. سيرغب في رؤية الحادث بنفسه".
ـ ولكن...اليس في ذلك خطر عليه؟
كانت اريادن هي التي تكلمت، فنظر اليها والد ديميتري بفروغ صبر: "الحياة نفسها خطر. الم تكتشفي ذلك بعد؟ لقد اكتشفت جين هذا، اليس كذلك يا عزيزتي؟"
لم تعرف جين كيف تجيب، لكن لحسن الحظ عاد ستيفن فتحولت الانظار اليه: "هل اخبرتك ماما بما حدث يا بابا؟"
ومال على الاريكة التي يجلس عليها ابوه قبل ان يردف: "انا ذاهب مع ديميتري".
ورفع حاجبيه ساخرا وهو ينظر الى جين: "اليس هذا جديرا بالاعتبار؟"
حدقت جين فيه، لكن ماريا هي التي قالت بقلق: "لا يمكنكما ان تذهبا، انتما الاثنين، يا ستيفن. ماذا عن... ماذا عن ابيك؟ ماذا عنا؟ قد نحتاج اليك"
فقاطعها ليو: "دعيه يذهب يا ماريا ربما حان الوقت لكي اتذكر ان لي ثلاثة ابناء وليس اثنين فقط ... ستيفن؟ ... كن حذرا فقط ... ؟"
ـ سافعل، يا بابا.
وامسك بكتفي ابيه ثم غادر الغرفة بعد كلمة الوداع.
اوشكت ماريا على البكاء، وارتجفت جين بشكل واضح.قكرة توجه الرجلين بالطائرة الى سفينة نفط انفجرت لتوّها، كان مخيفة. تمنت لو تذهب لرؤية ديميتري لتخبره بان ينتبه لنفسه، لكنها لا تملك هذا الحق لكن اريادن هبت واقفة بعد لحظة، ولحقت بستيفن ونظرت ماريا الى جين ببرودة: "حسنا، ارجو الا تدعي هذا الحادث يؤثر في قرارك بالرحيل في اسرع وقت ممكن، واظنك، في هذه الظروف، على صواب اليس كذلك؟".

 
 

 

عرض البوم صور Books_king   رد مع اقتباس
قديم 20-05-11, 04:46 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2009
العضوية: 148642
المشاركات: 133
الجنس ذكر
معدل التقييم: Books_king عضو على طريق الابداعBooks_king عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 177

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Books_king غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Books_king المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

12-كشف السرّ

اوقفت جين سيارتها امام بيت امها، ثم جلست دقائق عدة تتساءل كيف ستتدبر الامر. عليها ان تخبر امها انها حامل. اذ لا يمكنها ان تغامر بان تدع اولغا تذيع الخبر، كما انها لم تر امها منذ اكثر من اسبوع وهي تستحق ان تعرف الحقيقة.
ومع ذلك، لم تكن متشوقة لأن تخبرها بهوية والد الطفل.
لقد غادرت كاليثي عصر امس. ورغم كراهية والد ديميتري لرحيلها الا انه استدعى لها طائرة هليكوبتر لتأخذها الى اثينا بدلا من اندروس حيث كانت تنتظرها تذكرة سفر الى لندن على مقاعد الدرجة الاولى.
كانت جين شاكرة جدا لهذا،فهي لم تنم جيدا ليلة سفرها. اذ كانت لا تعرف اين هو ديميتري او ماذا سيفعل. لم تستطع ان تنكر خوفها على سلامة ديميتري وستيفن معا. ولو ان ماريا لم تجعل وضعها بتلك الصعوبة، لبقيت يومين آخرين لتطمئن الى انهما بخير.
منتديات ليلاس
لكن ليو طمأنها الى انه تلقى اتصالا من ديميتري وان الاخبار جيدة. حسنا، سيتلقى ليو المعلومات مباشرة، عليها هي ان تعتمد في لندن على نشرات الاخبار لسماع اي خبر عن السفينة وعن زوجها.
كان ليو قد رافقها الى مهبط الهليكوبتر، بعيدا عن نظرات ىزوجته المستنكرة، حيث شكرها على مرة اخرى على حضورها، وعبر لها عن املها في ان يتقابلا مرة اخرى. حينذاك قالت له جين انها ستلبي دعوته. ولعل هذا لم يكن تصرفا حكيما نظرا للظروف، حسب اعترافها. فكيف يمكنها ان تعود الى كاليثي بينما سيظهر حملها بشكل واضح بعد اسابيع.
واحذت تفكر بائسة في انها لن ترى والد ديميتري مرة اخرى. وفيما هما يتنظران كي يضع الطيار امتعتها على متن الطائرة، تملكها شعور بانه لديه الكثير ليقوله لها، وتكهنت بانه يريد ان يدافع عن ابنه، لكنه لم يجد الكلمات. على كل حال، عليها ان تضع ايامها تلك في كاليثي خلفها. ان حياتها هنا في لندن وفي غضون ايام، ستعود الى عملها في بيع وشراء التحف.
فتحت السيدة لانغ الباب ثم هتفت وهي تقبل ابتنها على خديها: "حسنا،حسنا، لم تخبريني بفدومك".
وتنحت جانبا لتدعها تدخل الردهة الضيقة.
ـ وصلت الليلة الماضية. هل نجلس هنا في المطبخ؟
واشارت الى المطبخ القريب فاجابت الام: "لا. سنصعد الى الطابق العلوي. جهزت لتوي ابريق شاي. ادخلي وساحضر الصينية".
فترددت جين: "اتريدين مساعدة؟"
قالت الام بحدة: "انا قادرة تماما على حمل صينية الى الطابق العلوي. لن اتأخر طويلاً".
صعدت جين السلم ودخلت الى غرفة نوم امها التي تطل على فسحة امام البيت، ولم تستطع الا ان تقارن بينها وبين شقتها البسيطة.
ـ اجلسي بالله عليك.
كانت امها قد دخلت الغرفة ووضعت الصينية على طاولة امام المدفأة.
جلست على كرسي بذراعين ثم تناولت فنجان الشاي من يد امها.
جلست الام على الاريكة بجانبها: "ها قد عدت اذن؟ هذه الاريكة مريحة اليس كذلك؟"
ثم نظرت اليها تقيمها قبل ان تضيف: "ما زلت تبدين شاحبة. هل افهم من هذا ان الامور لم تسر بشكل جيد؟"
قالت: "كانت...لا بأس بها. لقد رحب ليو بي كثيرا".
قالت جين هذا بغموض، فقالت الام: "وماذا عن ديميتري؟ هل كان هناك؟ ما يذكرني... اذيع خبر عن ان ناقلة نفط من سفنه قد احترقت. لا اظنك تعرفين شيئا عن ذلك؟"
"حبست جين انفاسها: "ماذا قالوا؟ هل...هل تضرر احد؟
قطبت الام جبينها: "اذا تعنين ديميتري فلم يذكر اسمه. يبدو انه لم يكن موجودا. رجل مثله لا يقحم نفسه في احداث خطرة كالانفجارات".
ـ هذا غير صحيح. في الواقع، سمعت بالحادث فقد حدث في الليلة التي سبقت عودتي الى الوطن. فذهب ديميتري واخوه الى اثينا على الفور.
ـ هذا اذن سبب عودتك الى الوطن؟
فقالت جين مدافعة: "كلا. كنت قد اخبرت ليو من قبل انني سأرحل وذلك قبل ان يقع الحادث"
آه ...حسنا ... مما سمعته لم يكن الحريق عظيما. اظن الضجة التي حدثت هي بسبب الحطر الذي قد يمتد الى السفن الاخرى.
اومأت جين اذ لم تجد في نفسها الثقة لتتحدث في الموضوع. لم يكن خطر امتداد النار الى السفن الاخرى هو الذي اخافها، بل وجود ديميتري في ذلك المكان.
ساد الصمت لحظات قالت الام بعده: "وكيف حال السيد سوفاكيس؟"
ـ ليست سيئة. انه هزيل للغاية وليس قويا بما يكفي. لكن ذهنه ما زال بالغ النشاط كعادته.
قالت الام بارتياب: "اتظنين ذلك حقا؟"
فاجابت جين: "ماذا تعنين؟"
ـ حسنا، انه يعلم انك وديميتري بدأتما معاملات الطلاق، اليس كذلك؟ وهكذا كان عليه ان يعلم ان ليس من الحكمة ان يدعوك الى منزله. هل ظن ان جمعه لكما معا قد يؤدي الى تغير ما.
ـ لا، طبعا لا.
وارتجفت يده فوضعت كوب الشاي من يدها بسرعة على الطاولة.
امعنت امها النظر فيها مفكرة ثم سألتها بدهاء: "هل رجوت ذلك؟"
احمرت وجنتا جين: "رجوت ماذا؟"
ـ رجوت ان يغير ديميتري رايه؟
ـ لا!
منتديات ليلاس
وهذا صحيح فهي لم تكن ترجو امرا كهذا عندما غادرت انكلترا. وتابعت تقول: "لقد تركت ديميتري يا امي، ولا افكر في العودة له".
لم يبد الاقتناع على الام وفكرت جين في استحالة ان تخبرها عن الطفل الآن.
ـ متى ستعودين الى العمل اذن؟
قالت جين وقد بدا عليها الانهاك والضجر: "لا ادري. ربما غدا او بعد غد ساتحدث الى اولغا".
فقالت الام باستياء: "ما اجمل ان تظهري كل هذا الاندفاع والنشاط نحو العمل".
بللت جين شفتيها: "حسنا، لم تكن صحتي جيدا مؤخراُ".
فقالت الام بانتصار: "هذا ما ظننته. لقد قلت لك قبل السفر انك تبدين مريضة".
فقالت جين باستسلام: "هذا صحيح".
ـ ما الامر اذن؟ هل ذهبت الى طبيب؟
ـ ذهبت قبل السفر.
ـ ولم تخبريني؟ اظنك اخبرت تلك المرأة ايفانوفيش. لكنني امك وانت لا تظنين اني استحق ان اعلم ما يجري....
ـ انا حامل!

 
 

 

عرض البوم صور Books_king   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne mather, آن ميثر, احلام, دار الفراشة, روايات مكتوبة, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية, the greek tycoon's pregnant wife, وضاعت الكلمات
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:27 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية