لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-05-11, 01:13 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

يسلموا حبيبتى نيو فراوله الروايه حلوه كتير بس انتى وقفتى لما احدثها ابتدت تحلو يا ريت ما تتأخرى علينا موفقه فى تنزلها

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 20-05-11, 04:12 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أما رالف فأنصرف أولا الى توضيب أغراضه وأغراض عروسه في غرفة كل منهما , وبعدها خاض مع الرجلين نقاشا طبيا شائكا , والمؤسف أن السيدة ويتاكر , كانت في بيتها تعتني بأولادها المصابين بداء الجدري , وبالتالي لم يبق للورا سوى الهر سوكي يؤنس وحدتها أثناء أعداد الطعام , وهكذا أخذت تناقش الحيوان المسكين , الذي ينتظر عشاءه بفارغ الصب , بأمر زواجها , ثم وعدته بأنها ستضاعف حصّته من الحليب لأنها ستتركه قريبا وتترك الأعتناء يه لوالدها.
في هذه اللحظة دخل رالف مقترحا:
" والدك يود الأحتفال بالمناسبة السعيدة , فهلا أنضممت الينا , أم تريدين أن أساعدك بشيء ثبل ذلك؟".
" لا , فالعشاء أصبح جاهزا , سآتي معك".
أنضمت لورا الى الرجال الثلاثة وجارتهم في مزاحهم , وبعد قليل أنسحبت الى المطبخ من جديد لتضع اللمسات الأخيرة على عملها , وفي تلك الليلة أحست لورا بأنها فقدت وعيها وأنها لا تعرف كيف تستقبل الغد , في العاشرة أعتذرت من الرجال وصعدت الى غرفتها حيث غسلت شعرها , حضّرت ثياب العرس , قلّمت أظافرها بعناية كبيرة , وأوت الى الفراش , وسرعان ما تسلل النوم الى عينيها مغرقا أياها في غفوة منعشة لم يقطعها سوى رنين الساعة في السابعة صباحا من اليوم التالي.
أنتهى كل شيء في غضون خمس ساعات , ووجدت لورا نفسها من جديد في غرفتها تعد العدّة لترحل مع رالف , وخلافا لمخاوفها تمت مراسم الزواج وسط جو بهيج أذ حضر معظم أهل القرية وأنتشروا على طول الطريق يحيّون العروس ويرشقونها بالزهور والتمنيات المخلصة.
الوحيد الذي بدا قليل الأكتراث فاتر الحماس لما يجري هو رالف ,وقالت العروس في نفسها أنه كان عليه التظاهر قليلا بالفرح لئلا يثير شكوك الحاضرين ويدير ألسنتهم في أقاويل خبيثة.
المهم أن العملية تمت بسلام وبقدر معقول من البهجة , مما طمأن قلب لورا الخائفة من مستقبل مجهول.
خلعت العروس ملابس العرس ووضعتها في الحقيبة , لتستبدلها بملابس صيفية نيّرة , وبعد ذلك زيّنت وجهها وسرّحت شعرها , وقبل أن تخرج من الغرفة وقفت تتأمل باقة الورود العطرة التي أهداها أياها رالف بدون أي عاطفة , بل أتماما لتقليد كما قال , ومع ذلك قررت لورا أخذ الباقة , فحملت حقيبتها ونزلت لتبلغ اللرجال الثلاثة أنها مستعدة للأنطلاق , جلس الثلاثة في المكتبة يتحادثون وكأنهم في أي يوم عادي , لا يبدو عليهم ما يدل على خروجهم من حفل زفاف , ولاحظت لورا أن رالف بدّل ملابسه وأرتدى بدلة كحلية أنيقة , كما نظرت الى المحبس الذي قدّمته له وتحسست لاشعوريا محبسها الموضوع الى جانب خاتم الياقوت.
ألتفت رالف ناحيتها ونهض قائلا:
" ها هي العروس جاهزة , سأذهب لأحضر السيارة بينما تودّعين والدك وجدك".
نهبت سيارة العروسين الفخمة الأرض نهبا في ذلك اليوم المشمس , وأمضت لورا الأميال الأولى صامتة , ولم تتكلم ألا بعد أن أحست أن الصمت ثقل.
" أتعتقد أن بأستطاعة جدّي البقاء مع والدي أسبوعا آخر؟".
أجاب رالف , الذي لم يسلك طريق شلمزفورد بل طريقا أخرى الى لندن:
" ولم لا ؟ أنا متأكد من أنه سيجد عذرا جديدا ليمكث هنا أكثر عندما نعود لأصطحابه الى هولندا بعد أسبوع ".
وأضاف الرجل مفاجئا عروسه :
بدوت جميلة اليوم في العرس ,وفستانك هذا رائع يا عزيزتي".
أكتفت العروس بتمتمة كلمات شكر لأن أطراء رالف فاجأها تماما , ولتهرب من الأحراج أستوضحت:
" الى أين نحن ذاهبان؟".
" ألم أقل لك الى أين ؟ يبدو أنني مصاب بفقدان الذاكرة هذه الأيام! سنسلك طريق كادنام بأتجاه قصر كورف فقد حجزت غرفتين هناك , هل زرت هذا القصر يوما؟".
" مرتين ولكنني لم أمكث فيه الليل , أنه مكان رائع".
" أخشى ألا يكون القصر هادئا في مثل هذا الوقت من السنة ولكننا سنخرج في النهار الى حيث تقودنا الصدفة , وفي أي حال بأمكاننا الذهاب الى مكان آخر أذا لم ترق لك الفكر , فكل شيء قابل للنقاش".
" الفكرة رائعة خصوصا أنني أحب النزهات العفوية غير المبرمجة , فهكذا يتاح لي فرح الأكتشاف".
كانت بقية الرحلة ممتعة الى حد كبير ولورا أمضت القسم الكبير منها تحاول أستيعاب حقيقة زواجها من فارس أحلامها , أما رالف فبدا كأنه يخرج مع صديقة لا زوجة مضيفا على الجو مسحة من البساطة , ولم تدرك لورا حقيقة الزواج ألا عندما وصلا الى قصر كورف الحجري القديم , المزروع وسط المروج كلوحة في أساطير الأطفال وكلمة مسكوبة في أخيلة الشعراء , ولم تصدق العروس أذنيها عندما توجه اليها موظف الأستقبال بالسيدة فان ميروم , وعندما أبلغه رالف أن السيدة ترغب بالصعود الى غرفتها فورا , تبعت لورا الحمال الى الغرفة ووجدت أن زوجها حجز غرفتين متلاصقتين في الجهة الخلفية للقصر , يفصل بنهما باب صغير , وأعجبت كثيرا بفخامة الأثاث المحافظ على أجواء القرون الغابرة بدون أهمال وسائل الراحة العصرية , بدأت تفك حقيبتها وتعليق ثيابها في الخزانة ورالف لم يظهر بعد, ثم أغتسلت وخرجت الى الشرفة تتأمل المشهد الطبيعي الفتّان , وفي هذه اللحظة أنضم اليها زوجها , كانت الشرفة الأطار المناسب لتناجي الحبيبين , لكن أين رالف من الرومنطيقية في هذه اللحظات؟ فهو قصّر كلامه على سؤالها ما أذا كانت جائعة , وأنه يفضل تناول العشاء باكرا والذهاب بعده في نزهة الى المدينة الصغيرة المجاورة , قال قبل أن ينسحب الى غرفته:
" سأعود بعد ربع ساعة".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 20-05-11, 04:13 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

نزعت لورا ثوب الحمام وأرتدت فستانا جديدا لترضي نفسها قبل أي أحد آخر , فما الفائدة من شراء الثياب أذا بقيت سجينة الخزانة؟ وأخذت تتأمل الثوب في المرآة الكبيرة , وجدنه جميلا جدا بحريره الخالص المائل الى اللون العسلي , كل هذا لم ينتزع أي تعليق من رالف الذي أكتفى بالأشادة بسرعتها في أرتداء الثياب على خلاف معظم النساء , وتوجّها الى قاعة الطعام حيث جلسا الى مائدة صغيرة قرب النافذة تطل على ساحة القصر , ووجدت لورا هذه الساحة متعة للعين لما فيها من جمال في فن العمارة , كما وجدت فيها موضوعا لفتح حديث مع رالف حول مختلف فنون البناء القديم , نظرت لورا خلال العشاء حولها فرأت الصالة تغص بالزبائن , وقالت في نفسها أن أحدا من الحاضرين لا يرى فيها ورالف عروسين , وبالفعل كان تصرفهما تصرف زوجين قديمين جاءا ليمضيا عطلة مريحة بعيدا عن ضوضاء الحياة اليومية ,وكادت لورا تعلّق على هذا الواقع لكنها أرجأت الأمر حتى يصبحا وحيدين تجنبا لأغاظة رالف , وفجأة صرّح رالف بما يدور في خلدها:
" لا بد أننا النموذج الأسوأ لعروسين لم يمض على زواجهما سوى ساعات قليلة ".
أبتسم بحنان مضيفا:
" لربما كان من الأفضل ذهابنا الى أحد الفنادق الضخمة حيث تقام الحفلات الراقصة ليليا , فهذا يساعد على وضعنا في جو حميم".
" لا أظن أنك مصيب , فالجو الهادىء هنا يسهم في جعلنا نتعرف الى بعض , والذهاب الى الحفلات الصاخبة أو المطاعم المكتظّة لا يقرّب النفوس من بعضها".
وافق رالف بأشارة من رأسه ثم سأل:
" ألم تندمي على هذا الزواج؟".
" لا ولكنني لم أتمكن من تقييمه بعد وأن كنت أعتقد أن لا سبب جوهريا يجعلني أشعر بالندم , كما أني أخذت مهلة شهر للتفكير مليا بخطوتي بعيدا عن أي أنفعال".
" أقر بأنك لست أنفعالية مع العلم أنك تسرّعت قليلا عندما وافقت على عرضي".
علت الحمرة وجنتي لورا وبالرغم من ذلك تمكّنت من صب القهوة في فنجانه بيد ثابتة.
" ألم تتسرع بدورك عندما قدّمت العرض؟ وفي أي حال قد يكون من المجدي الأقدام على بعض الأفعال أنفعاليا , فأن أصرّ المرء على رؤية كل شيء بوضوح لن يتمكن من أخذ قرار واحد طيلة حياته".
وضعت السكر في فنجانه وزادت :
" هناك الكثير من الأسئلة وأود طرحها في الأيام المقبلة فأرجو ألا تمتنع عن الأجابة عليها".
" لا مانع عندي بشرط ألا تبدأي بها الليلة , فالجو جميل يغري بالسير في الطبيعة , ولا أنوي السماح لأي شيء بأفساده".
قام الزوجان بنزهة طويلة حول المدينة حيث تفرّجا على واجهات المحلات التجارية , كما توقفا طويلا عند مبنى المكتبة القديمة وقرأ ما نقش على اللوحات الحجرية المثبتة على جدرانها , ولما عادا الى الفندق تناولا الشاي ثم صعد كل منهما الى غرفته.
منتديات ليلاس
قررت لورا عدم التفكير بما سيحصل لها مع رالف بل الأقتناع بما نالته حتى الآن وأن يكن شاذا عن كل قواعد الزواج على أمل أن يحمل المستقبل أفضل من ذلك أذا نجحت في كسب حب زوجها وأهتمامه , وما كادت العروس تستلقي على فراشها حتى غاصت في نوم عميق عوّض عن تعب النهار الطويل.
أفاقت لورا في الصباح التالي وتناولت طعام الفطور مع عريسها في غرفته , ثم توجّها لقضاء اليوم في المدينة المجاورة سالزبوري حيث يستطيع الزائر التعرف الى بعض القصور القديمة , وعند الظهر تناولا طعام الغداء في مطعم جميل أسمه روزاند كراون وبعدها عادا الى قصر كورف , مرورا بكوخ على الطريق النائية تناولا فيه الشاي مع مالكته العجوز التي حوّلته الى مطعم متواضع , والى جانب الشاي قدمت لهما كعكا ومربى المشمش من صنع يديها , وفي الكوخ أجرت لورا في فكرها جردة حساب للنهار المنصرم فأرتاحت الى صحبة رالف ,وخاصة أنهما لم يخوضا في أحاديث تمت بصلة الى حياتهما الزوجية , وأكتفى الرجل بأعطائها رؤوس أقلام عن نمط العيش في هولندا , ووجدت أنه مشابه كثيرا للحياة الأنكليزية الأمر الذي أشاع في نفسها الأرتياح , وتمنت لورا لو أنه حدّثها المزيد عن نفسه وعن عائلته , لكنه سيجد الوقت الكافي لذلك في الفندق.
ودّع العروسان العجوز النشيطة المرحة , وتوجها الى السيارة وهناك جلس رالف تاركا مقعد السائق للورا التي عارضت بشدة:
" مستحيل أن أقود رولز رويس فقد نتعرّض لحادث وتتحطم السيارة".
" ولماذا التشاؤم يا لورا ؟ قوديها كأي سيارة ولن يحدث شيء , كما أنني بجانبك وبأمكاني تدارك أي خطر".
أذعنت لورا لمشيئته وقادت السيارة بعصبية أول الأمر, وما لبثت أن أعتادت عليها وأخذت تتصرف بكل ثقة متمتعة بقيادتها , وعندما بلغا الطريق العام أستلم رالف القيادة درءا لأي خطر , ووعد لورا بمنحها سيارة خاصة في هولندا.
فرأت العروس أنه من اللائق الرفض من حيث المبدأ :
" أنت تملك سيارتين".
" من الأفضل أن تكون لك سيارة خاصة وصغيرة بالطبع , فهذا أسهل عليك من قيادة السيارات القوية".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 20-05-11, 04:14 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

مرّت الأيام على الوتيرة نفسها : خروج في النهار الى الطبيعة السخيّة والى أنحاء المدينة الجميلة , أما لورا فكانت في كل هذا تشعر أن هناك حاجزا رقيقا يفصل بينها وبين زوجها , مع الشعور المتبادل بالأرتياح والتوافق في الآراء والأذواق , وأذا أضيف هذا العنصر الأيجابي الى أنشغال رالف في عمله , عندما يعودان الى بلاده كانت حياتها مقبولة ومستقبلها مرضيا , فهي لا تطلب أكثر من الأمان في كنف رجل كريم الأخلاق يحترم المرأة , قبل تركهما قصر كورف بيوم واحد زار العروسان البحيرة الزرقاء بناء على نصيحة عدد من نزلاء الفندق , وللوصول الى المكان سلكا دربا ضيقة تتعرج صعودا في التلال الخضراء حيث تتناثر من حين الى آخر بيوت ريفية صغيرة , وأضطر رالف الى القيادة بتمهل نظرا لضيق الطريق وكثرة المنعطفات الخطرة فيها , ومن بعيد لمحا أخيرا سورا حديديا عليه لافتة تشير الى أسم المكان , فأوقفا السيارة في الخارج ودخلا المنتزه.
أنعقد لسان لورا من الدهشة لجمال المكان , أذ تاها بين أشجار متنوعة تحيط بها شجيرات كثيرة وزهور مختلفة , وبعد هذا الحاجز الأخضر أمتدت البحيرة الصغيرة بمياهها الرقراقة البرّاقة الفيروزية اللون , وقفت العروس تتأمل جمال الطبيعة التي منحها الله للأنسان بدون مقابل متعة للعين ومثار بهجة للنفس , فليس أنسب من مكان كهذا لأراحة أنسان متعب والترفيه عن نفس مثقلة بالهموم.
" أيعقل يا رالف أن تكون هناك مياه بهذه الزرقة الساحرة؟".
" أنها رائعة فعلا ".
أمسك رالف بيدها وأقترح:
" هيّا نتوغل أكثر".
تمشى الزوجان حول البحيرة ينظران الى مياهها تعكس صفحتها صورتهما , وكأنهما يحاولان عبثا معرفة سر سحرها ولا تنجح عيونهما بالنفاذ الى اللغز العميق , وبعد ساعة من السير وجدا مقعدا خشبيا قريبا من المياه فجلسا ليرتاحا قليلا , وما زاد الجو حلاوة قلّة الزائرين ألا العصافير التي ملأت بشدوها الدنيا فرحا ونفسي الزوجين حبورا وخفّة.
تنهدت لورا وصاحت عاليا:
" أذا شئت الفرار يوما سألجأ الى هذا المكان".
نظر رالف اليها مستغربا:
"لماذا تقولين ذلك؟".
" لا سبب لهذا القول , أنه مجرد أحساس شاعري , فأنا لم ولن أهرب من وجه أي مشكلة مهما صعبت ".
أفتر ثغرها عن أبتسامة حلوة وتابعت:
" سنذهب غدا الى هولندا وأنا ما زلت أجهل الكثير عن منزلك".
" من الأصح أن تقولي , منزلنا".
أحست لورا بالحرارة تغلّف نبرته وحزن قلبها لذلك , لقد أعتقدت في الأيام الأخيرة أنها صارت تعرفه جيدا , وأذا بها تكتشف أنها فشلت في النفاذ الى أعماق نفسه لمعرفة حقيقتها , وأصبحت واثقة من أنه ما زال يحب جويس وعليها بالتالي القبول مؤقتا بالواقع ومماشاته في لعبته والدور الذي رسمه لها , دور باهت يخلو من الأثارة لا من الأهمية , وهي مصممة على أعادة شعلة الحياة اليه.
بعد يومين جلست لورا في السيارة قرب رالف بصحبتهما جدّها الغارق في المقعد الخلفي , وتوجه ثلاثتهم الى الساحل الأنكليزي ليستقلا باخرة تنقلهم والسيارة الى هولندا.
والنتيجة التي خرجت منها العروس من تجربة الأسبوع كانت مرضية الى حد كبير , ولذلك طمأنت جدّها عندما أستوضحا عن سعادتها بدون أن تنسى أن للمستقبل محاذيره .... ولورا مستعدة لمواجهة هذه المحاذير في حينه.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 20-05-11, 04:15 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

6- صورته موشومة في القلب


أنقلب الطقس فجأة قبل أن تصل السيارة بالمسافرين الثلاثة الى هاريتش حيث سيستقلون الباخرة الى هولندا , فقد أكفهرّت السماء وتلبدت بالغيوم الرمادية المتراكضة حاملة معها مطرا غزيرا مصحوبا بعواصف رعدية , وأشتدت الريح وهبّت العواصف القوية التي كادت تقتلع السيارة وركابها , ولورا , التي تكره هذا الطقس القاتم خافت كثيرا وشحبت أكثر فأكثر مع كل ومضة برق وقصفة رعد , وهي ألتصقت بزوجها في السيارة وعندما صعدا مع العجوز الى متن الباخرة بعد تحميل السيارة وتغطيتها لحمايتها من مياه المطر المختلطة بالأمواج الغاضبة.
منتديات ليلاس
لم يبق أحد من الركان القلائل في مقصورته بل تجمعوا كلهم في صالون المركب يأكلون ويشربون , أما العجوز فما كاد ينتهي من وجبته الخفيفة حتى أعلن عن رغبته بالذهاب الى مقصورته للأستراحة , في حين أن رالف شرع يقنع لورا بالصعود الى متن الباخرة للتفرّج على البحر , وساهم في قبول لورا بالفكرة توقف المطر عن الهطول وهدوء العاصفة النسبي تاركة مكانها لريح شديدة تصفر بقوة ,وقف العروسان على متن الباخرة المبلل يتصارعان مع الهزات العنيفة لئلا يسقطا , وقالت لورا الناظرة برعب الى صعود وهبوط المياه تحتها:
" ستكون رحلة صعبة".
قابل رالف رعبها بمرح:
" نعم , خاصة أن الريح ستشتد أكثر".
قهقه الرجل عاليا وكأنه يشاهد فيلما سينمائيا مثيرا ثم أكمل :
" ألقي نظرة وراءك يا لورا , فأنت لن تشاهدي أنكلترا قبل وقت طويل".
لم تأبه لملاحظته لأنها غير مكترثة برؤية أنكلترا ولو الى الأبد , قالت ووجهها يزداد شحوبا:
" أعتقد أنني بدأت أصاب بدوار البحر ".
رمقها زوجها بنظرة المحترف وقال:
" يا ألهي! هذا يبدو جايا على وجهك".
وأنصرف الى معالجتها بما تيسّر وأن يكن فشل في منعها من التقيؤ , بعد ذلك حملها بصعوبة الى مقصورتها ووضعها على السرير رغم معارضتها الشديدة , ثم نزع حذاءيها ووضع عليها غطاء بعد أن مسح وجهها بمنشفة مرطبة , كما دق الجرس للمضيفة وأختفى, حضرت المضيفة وقالت للورا بلهجتها القروية:
"طلب مني زوجك أن أحضر لك هذا الفنجان من الشاي يا سيدة فان ميروم".
" شكرا".
ربت لورا الشاي الساخن بصعوبة وهي تستعد للتقيؤ من جديد , لكن شيئا لم يحصل أذ سرعان ما أقفلت عيناها وغفت . لم تفق العروس ألا قبيل وصول المركب الى الشاطىء الهولندي وأحست بتحسن كبير على رغم أن المرعب لم يكف عن الرقص ورأسها لم يوقف دورانه ,وساهم الفنجان الثاني والخبز في لملمة قواها , وبذلت مجهودا كبيرا لتبدو بحالة جيدة أمام زوجها , ولكنها فشلت في ذلك أذ قارنت بين مظهره الأنيق وحالتها المزرية لما جاء ليتفقدها , وقالت في نفسها : غريب أمر هذا الرجل الذي لم يتأثر بالرحلة المضنية بل على العكس يبدو وكأنه أمضى وقتا ممتعا على شاطىء تحت شمس دافئة.
لقد أمضى رالف معظم الليل ساهرا وزار خلال هذا الوقت مقصورة لورا أكثر من خمس مرات , ففوجئت العروس بهذا الأهتمام لأنها لم تحظ بمثيله طيلة حياتها , فوالداها وجّها كل عنايتهما الى جويس وحضناها برعاية خاصة لم تذق لورا طعمها , والأخيرة أعتادت هذا الواقع الى درجة أنها فوجئت بتصرف رالف , حيّته بغنج معتذرة عن الأزعاج الذي صدر عنها ورافقته الى متن المركب حيث ينتظر جدها ,والعجوز كان في أحسن حالاته بعدما نام نوما عميقا لم يعكره شيء , وبدت لورا أمام الرجلين المليئين عافية نموذجا عن الوهن والشحوب , وبرغم ذلك لم يذكر أي من الرجلين شيئا عن حالتها بل أنصرفا الى مناقشة مسألة أختيار الطريق البرّي الأنسب للتوجه الى المنزل بعد رسو المركب , تجمّع المسافرون في صالون الباخرة يهتمون بأستلام سياراتهم المشحونة , أما رالف فلم يأبه للأمر بل وقف يتأمل البحر وذراعه تطوّق كتفي لورا منشغلا بالتحدث الى جدها , ولم يتحرك نحو السيارة ألا عند نزول أول الركاب الى رصيف الميناء , كانت الرولز رويس آخر السيارات المفرغة من المركب , وصعد ركابها الثلاثة , بعد مرورهم بسلطات الأمن العام , كل الى مقعده متجهين نحو هيلفرسوم.
" ستكون رحلة مملة يا لورا ولكن الطريق واسعة ومختصرة , سنوصل جدك أولا فهو يقطن بالقرب من منزلنا".
رمقها بنظرة سريعة وأضاف:
" سنتوقف لنتناول بعض القهوة عند بلوغنا ووتردام فأنت ولا شك تحسين بفراغ في المعدة".
وافقت لورا على ملاحظته باسمة :
" أنا أتضور جوعا ولكنني قادرة على الصمود أذا كان جدي على عجلة من أمره".
" لا ضير من التوقف قليلا يا عزيزتي فالمسافة الى المنزل تبلغ حوالي الستين ميلا , ومحطتنا في روتردام لن تستغرق سوى دقائق".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
betty neels, بيتي نيليز, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير القديمة, رويات عبير, the hasty marriage, عبير, فصول النار
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:49 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية