لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


الشجرة السحرية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انا حبيت انزل رواية الشجرة السحرية رواية الشجرة السحرية للكاتبة جودى هوبر وهى من روايات عبير - المركز الدولى

 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-05-11, 06:26 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 224624
المشاركات: 744
الجنس أنثى
معدل التقييم: fati_mel عضو ذو تقييم عاليfati_mel عضو ذو تقييم عاليfati_mel عضو ذو تقييم عاليfati_mel عضو ذو تقييم عاليfati_mel عضو ذو تقييم عاليfati_mel عضو ذو تقييم عاليfati_mel عضو ذو تقييم عاليfati_mel عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 941

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
fati_mel غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : الارشيف
Dancing2 الشجرة السحرية

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

انا حبيت انزل رواية الشجرة السحرية




رواية الشجرة السحرية للكاتبة جودى هوبر

وهى من روايات عبير - المركز الدولى

الملخص

تدور أحداث هذه القصة حول فتاة تبلغ من العمر تسعا وعشرين سنة ، تدعى
ساندى سميث تدير مركزا للمسنين كازا جراند يملكه زوج والدتها ديريك جاكسون
يقع فى حبها بيتر لندن الشاب المتهور المندفع الذى تحاول صده باستمرار ولكنها
تفشل . فتلجأ إلى أخيه الأكبر جائيل لندن الذى يهب لنجدتها فتتطور العلاقة بينما
ولكن تبقى ساندى حائرة : هل يحبها جائيل فعلا أم أنه يؤدى دوره الذى ينتهى بإنتهاء
أربعة الأسابيع المتفق عليها بينهما ؟
________________________________________




الشخصيات الأساسية




1- ساندى سميث :
هى إحدى الشخصيات الأساسية فى هذه الرواية . فتاة فى التاسعة والعشرين من العمر تدير بيتا للمسنين يملكه زوج والدتها ديريك جاكسون . محبوبة من جميع النزلاء - يغرم بها بيتر لندن الأخ الأصغر لـ جائيل لندن الذى يدير مشاتل لندن - والذى تلجأ إليه ليخلصها من أخيه الذى يلاحقها ويضايقها بحبه لها .

2- جائيل لندن :
صاحب مشاتل لندن إنسان محب لعمله . يعانى هو الآخر تصرفات أخيه يتفق مع ساندى على إقناع بيتر لندن أنهما على علاقة غرامية ويقع بدوره فى حب ساندى

3- بيتر لندن :
شاب فى الحادى والعشرين من العمر يساعد أخاه فى المشاتل يغرم بـ ساندى بشدة . ويبعث لها كل يوم بهدايا لا تحصى - ولكنه فى النهاية ييئس بعد أن يتأكد أنها لا ولن تحبه لأنها تحب أخاه




[COLOR="DarkOrchid"]
الشخصيات الثانوية


1- ليلى لندن : جدة جائيل وبيتر لأبيهما - تصبح نزيلة فى دار المسنين التى تديرها ساندى .
2- جاك لندن : والد جائيل وبيتر وجينى ، رجل أعمال عظيم يمتلك شركة كبيرة ولكنه يسعى دائما إلى إعادة ولده الأكبر جائيل إلى العمل معه كمحاسب ولكن جائيل يصر على عمله فى المشاتل
3- هيلين كران : جدة ساندى شخصية متحفظة جدا تحب حفيدتها جدا وتلجأ إليها لحل مشاكلها - تبذل ساندى مجهودا كبيرا لتقنعها بالانضمام إلى كازا جراند
4- شيب فرانكلين : صديق ساندى يتطلع دائما إلى تطور هذه العلاقة فى يوم من الأيام ولكن ساندى تصر على أن يظلا صديقين
5- ديرك جاكسون : زوج والدة ساندى رجل أعمال والمالك الحقيقى لكازا جراند ويمتلك مركزا آخر للمسنين فى دالاس يحاول إغراء ساندى بالقدوم إلى دالاس لتولى إدارة مركز المسنين هناك بدلا من كازا جراند
6- مدام فنسنر : إحدى نزيلات كازا جراند تهب دائما لنجدة ساندى
7- مستر بايتون : أحد نزلاء كازا جراند يهب هو الآخر لنجدة ساندى

[/



الغلاف الأمامى

تعيش ساندى سميث بطلة هذه الرواية حياة هادئة مع نزلاء
بيت المسنين كازا جراند التى تتولى إدارته
تقع فى حب جائيل لندن صاحب مشاتل لندن الى تلجأ إليه
ليساعدها فى صد أخيه بيتر الذى يفرض عليها حبه

COLOR]

السحريةالسحريةالسحريةالسحرية

 
 

 

عرض البوم صور fati_mel  

قديم 09-05-11, 06:29 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 224624
المشاركات: 744
الجنس أنثى
معدل التقييم: fati_mel عضو ذو تقييم عاليfati_mel عضو ذو تقييم عاليfati_mel عضو ذو تقييم عاليfati_mel عضو ذو تقييم عاليfati_mel عضو ذو تقييم عاليfati_mel عضو ذو تقييم عاليfati_mel عضو ذو تقييم عاليfati_mel عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 941

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
fati_mel غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : fati_mel المنتدى : الارشيف
افتراضي

 



الفصل الأول

فى صباح يوم السبت كانت شمس شهر يوليو ( آيار ) المشرقة تلقى بدفئها على مبنى بيبينيار الشاهق بلندن .

كان المدخل مزروعا بأكمله بمجموعات من الأشجار والشجيرات بالداخل كان جائيل يقوم بعمل بعض الحسابات وهو متذمر كان يجلس خلف مكتب تكدست عليه مجموعة من الأوراق غير ذات أهمية .


- جائيل ، لقد ماتت أشجار الجنكة
رفع عينيه نحو أخيه بيتر المتهلل كان لا يحتاج أكثر من دقيقة واحدة ليستطيع الانفصال بذهنه عن الأرقام التى أمامه ويستوعب الخبر
- أية أشجار ؟
- أشجار الجنكة التابعة لدار كازا جراند للمسنين فأجاب بيتر وهو يزيح خصلة شعر شقراء عن عينيه ، سوف أذهب بسيارة الشحن لاستبدالها
عاد جائيل إلى حساباته - ولكن عندما نظر إلى قائمة المدفوعات قفزت صورة أخيه المتهلل إلى ذهنه ... أشجار الجنكة ألقى قلمه من بين أصابعه وأخذ يحاول تذكر تلك الطلبية . دفع مقعده وهب واقفا - فتح بعنف درجا معدنيا وأخذ يفتش بين الملفات
- بيتر
خرج من المكتب بسرعة البرق وتسلل بين جموع العملاء الدهشين أخذ يجرى بأقصى سرعة والغضب يعلو وجهه حتى عبر كل صفوف الأزهار ووصل إلى الجراج الخلفى فى اللحظة التى كادت فيها سيارة الشحن أن تنطلق
- بيتر أنتظر لحظة
أوقف بيتر السيارة وأطل برأسه من نافذة الباب الأمامى ووجهه ما زال متهللا - لحق به جائيل بعد عدة ثوان :
- إنها ثالث طلبية جنكة تزرعها فى كازا جراند
- أعلم ، أجاب بيتر بابتسامة عريضة
- تبا ! إنها المرة الأولى التى تموت فيها أشجارنا بهذا الشكل
وتلك الطلبية مهمة بالنسبة لنا - مدام - سميث قد اتصلت يوم الاثنين - كانت ثائرة
- آه - نعم لقد أهملت اتصالها
ركز جائيل على قسيمة الطلبية
دار المسنين بكازا جراند - قرأ بصوت مسموع
عندما كان يقوم بعمل تقسيم للحدائق بهذه الدار - تعامل مع شخص يدعى ديريك جاكسون ولكنه لا يذكر أنه قابل مدام سميث
- ما شكلها بيتر
- ماذا ؟ أه - عجوز صغيرة الحجم شعر ركادى - ترتدى حذاء تأهيليا وتستعمل سماعة طبية - ونظارة سميكة
- هكذا قد سجلت الصورة أمامى أنتظر هنا
- ما هذا ! نستطيع تنفيذ هذا العمل معا - قال معترضا
- انزلا من السيارة ، أنتما الاثنان ، سوف أقوم بغرس أسجار السيجة العجوز ، أضمن لك أن تلك الأشجار لن تذبل أو يصيبها النحول ولن تقفد واحدة من أوراقها
- ولكن يا جائيل
- سوف تنتظر هنا مع تيم
- ولكنك فى حاجة ليد المساعدة - عبر بيتر عن اعتراضه بينما كان زميله ينزل من السيارة ، يستطيع تيم البقاء وأنا آتى معك
- بيتر ، لقد انتهيت لتوى من عمل حسابات الشهر إن القرش له قيمة - هل لديك أدنى فكرة كم تكلفنا تلك الأشجار الميتة هيا .. انزل - باشر أنت صندوق المال بينما يقوم تيم بتفريغ أكياس السماد
نزل بيتر من السيارة كارها :
- لن تتمكن من ذلك وحدك
- سوف أتصرف ، أجاب جائيل
جلس أمام عجلة القيادة - أدار المحرك . وتأكد من العنوان الموضح على قسيمة الطلبية ثم انطلق كانت أشجار الجنكة فى المؤخرة تهتز عند كل مطب
فى مكتب الإدارة بدار المسنين - كانت هناك ساندى سميث التى أنهت مكالمتها التليفونية وعادت لحجرتها
توقفت أمام مرآة ولم تستطع أن تمنع نفسها من ضحكة لم تخل من الارتياح . ما زال زى الكشافة على مقاسها - كانت تمتلكه منذ إحدى عشرة سنة عندما كانت فى المدرسة
دق جرس الهاتف من جديد مبعدا إياها عن تلك الذكرى البعيدة - كانت على الخط صديقتها بيكى كونرز
- لقد اتصلت خصيصا لأعرف منك إذا كنت تودين أن أصحبك إلى الاجتماع
- بكل سرور قالت وهى تنظر إلى نفسها فى المرآة
تنورة وجوارب من اللون الأخضر وحذاء وقميص قطنى من اللون الأبيض - أشعر بأن شكلى مثير للضحك
- أنا متأكدة من العكس تماما
سوف أمر بك فى العاشرة والنصف - لقد نبهوا إلى أن الموعد سيكون فى الحادية عشرة تماما ثم بعد ذلك الغداء
- فى الواقع أفضل أن نذهب بسيارتى - يجب على أن أمر على جدتى أولا لأنى وعدتها بإحضار اللبن آه - أسمع جرس الباب - أتركك الآن
وضعت ساندى السماعة وجرت لتفتح الباب
كشف الضوء عن هيئة شامخة غمرت الشابة رائحة صنوبر لمحت ساندى عينين زرقاوى اللون مزينتين بأهداب طويلة سوداء ثم تنبهت أن عينيه كانتا تتفحصان هيئتها شعرت بخجل يعتريها كما لو كانت طالبة
ولكن قبل أن تنطق بكلمة بادرها الشخص الغريب بسؤاله
- هل والدتك بالدار ؟
حنت ساندى رأسها وهى تشعر فى داخلها بالسعادة - لآن مع اقتراب احتفالها بعيد ميلادها التاسع والعشرين استطاعت أن تجد رجلا جذابا يخاطبها على أنها ما زالت مراهقة
- لم تجرؤ على النطق بكلمة . خوفا من أن تنفجر فى الضحك وأكتفت بهز رأسها بالنفى
- انا قادم من شركة بيبينيار لندن - لقد جئت لأزرع جنكة جديدة
- أوه الجنكة - لقد ماتت للمرة الثانية
- وستكون الأخيرة
كان طويل القامة لدرجة أنه كان يقترب برأسه من أول الباب - كانت تزين جبهته العريضة خصلات سوداء
تنفست ساندى بعمق مستنشقة من جديد تلك الرائحة المنعشة
- أين تلك الأشجار التى سيتم استبدالها ؟ هل يمكن أن ترينى إياها من فضلك ؟
- بكل سرور ، من هنا ، سيد ...
- جائيل لندن
- عمت صباحا أنا ساندى سميث
أغلقت الباب تاركة وراءها المبانى ذات الطوب الأحمر والتى تمثل قلب كازا جراند - ثم توجها نحو حديقة واسعة تنحدر انحدارا بسيطا :
- ساندى ، هل ترتدى أمك نظارات سميكة ؟
- لا
نظرت إليه بطرف عينها وهى تتساءل عما يثير اهتمامه فى كلير جاكسون
- نظارة سميكة ، حذاء تأهيلى - قال بصوت منخفض ، لم أكن أعتقد أن تكون والدتك صغيرة فى السن لكى تكون لها ابنى فى عمرك
نظر إليها مجددا مما جعلها تحمر خجلا
- ساندى هل كنت هنا عندما جاء عملا بيبينيار لغرس الجنكة
- نعم
- إذن سيمكنك أن تخبرى والدتك بأنه لن تكون هناك مشكلة جديدة بخصوص الأشجار
- هل عندك علم بما حدث لها ؟
- عندى فكرة بسيطة
- وما هى ؟
- إنى أطلق على ذلك مرض بيتر
- هل هذا فيروس ؟
- بشكل ما - نعم - إنها آفة شديدة
- ها هى الجنكة - هاتان الاثنتان ، قد انتهتا بالإضافة إلى واحدة أخرى بالقرب من مركز التسلية - تحت نافذة حجرتى بالضبط
اقترب جائيل من واحدة من الأشجار - كانت الأوراق الصغيرة التى على شكل مروحة تغطى الأرض
- يا إلهى
- تذكر وجود الفتاة وهى تحاول الحفاء على جديتها
- هل هناك شئ غريب ؟
- لا يا سيدتى
- هل تنتمين إلى فريق الكشافة بالمدرسة .
- كيف عرفته ؟
- لقد تعرفت على الألوان ولكن الدراسة انتهت هناك . هل هناك تدريب صيفى .
- بشكل ما نعم
- بقد درست بمدرسة ويلسن أنا الآخر - ولكن ذلك قبلك بزمن متى تعود والدتك ؟ أريد أن أخبرها ببعض المعلومات عن الجنكة
- سوف تتغيب فترة
- هل والدك هنا ؟
- لا إن زوج أمى قد رحل هو الآخر
- زوج والدتك
- ديريك جاكسون
- المالك أليس كذلك ؟ يتحتم على أن أعطيهما بعض النصائح فيما يخص الأشجار
- تستطيع إعطاءها لى
- أفضل الانتظار لحين تعود والدتك ، أجاب بابتسامة
هل تستطعين إخبارها بأن تتصل بى - ها هو رقم تليفونى
قال وهو يمد يده لها بالبطاقة
- سيد لندن - تستطيع إعطائى إياها أيضا فى غياب والدى أنا التى أريد كازا جراند
- هل عهدا إليك بالمسؤولية
- أنا كبيرة بالقدر الكافى لأتولى ذلك
لم تستطع كتم ضحكتها مما رسم على وجهه الدهشة
- حسنا إنك كبيرة بالفعل . ساندى لو بقيت على بعد مسافة مناسبة من أخى بيتر ستكون الجنكة بحالة جيدة
- هل تريد القول أن ..
- ولكن هذا الأمر غريب ، هذا الصبى
أطبقت على شفتيها
- إن عمره واحد وعشرون عاما - إنه يكبرك بثلاث أو أربع سنوات
- هذا يعنى أنه يبدو صغيرا
- أخبريه بذلك فى المرة القادمة
- وهو كذلك سيدى
- ساندى هل هناك شئ غريب قد خفى على ؟
- لا لا
لمعت عينا جائيل الزرقاوان
- أليس هذا اتفاقا بينك وبين بيتر على سبيل المصادفة ؟
- أوه لا سيدى إن زرع الجنكة هو قرارى أنا فأنا أعشقها وأشعر بأنها شئ غامض
- سوف يكون من الروعة لو عاشت
- ولكنى أريد أن تعيش - إن الناس هنا يراقبونها باهتمام بالغ وأنه من المحبط بالنسبة لههم رؤيتها تذبل وتموت
- إن كلمة مؤسف ليست كافية - تمتم جائيل جالت الفتاة بنظرها على الحديقة الغناء - كانت هناك أشجار من الفصيلة الباذنجانية والزيتونية إلى جانب إشجار الورد والبنفسج والتى تتناغم جميعها فى مجموعات متداخلة ومتدلية الأغصان
- إن الحديقة جميلة للغاية - أننا راضون عنها تماما
- شكرا هل تحبين الناس هنا ؟
- نعم بشدة
ابتسامة عريضة كشفت عن غمازتين بوجنتيه
- لا أريد أن أكون فضوليا - ولكن هل لديك صديق ؟
نظرت إلى الأرض وهى تشعر بالاستياء من سؤاله
- لو لم يكن لديك صديق بصورة فعلية - تابع بصوته الخفيض والثابت - أستطيع أن أقترح على بيتر الاتصال بك
هذا يمكنه من أن ينهى مشكلة الجنكة - ولكنه يكبرك سنا
هل سيكون لدى والدتك اعتراض على خروجك مع شاب يكبرك
- لا أعتقد فى إمكان ذلك
- إنك محقة ولا شك . إنك إنسانة ناضجة بالفعل - تعلمين ذلك
- شكرا هل ترى ذلك فعلا؟
- نعم حسنا ، سوف أذهب لأحضر الجاروف الخاص بى من سيارة الشحن يجب أن أزرع تلك الأشجار
- أستقوم بعمل ذلك وحدك ؟ فى المرة السابقة - أشترك فيه ثلاثة أشخاص
- سوف أتصرف
لم يساور ساندى شك فى ذلك عند رؤيتها كتفيه العريضتين
- هل تحتاج الجكنة للرى يوميا ؟
- نعم - على الأقل فترة - سوف يكون الصيف حارا - يكفى توصيل أحد طرفى أنبوب الرش بالقرب من الجذور وترك الماء ينساب دون انقطاع هل تقومين أنت بالإعتناء بالنباتات
- نعم أحيانا يساعدنى بعض النزلاء سيد بايتون يقوم بالكثير من أعمال الفلاحة وتقسيم الحديقة هنا
- إنك فتاة مهذبة أنا واثق بأن الناس هنا يقدرون وجودك بينهم . خسارة أنك لست أكبر سنا قليلا بعام أو اثنين
- أه لا من فضلك رأفة بى
بدأت تشعر بالندم لعدم إخبارها إياه بالحقيقة منذ البداية - كانت لـ جائيل العيون الأكثر جاذبية بين ما رأته فى حياتها وصوت يجعلها تتمايل عند سماع كل كلمة
ولكن فات أوان ذلك
- حسنا . سررت بالتعرف إليك ساندى
كان صوته ودودا وبه دفء لا ينسى
فتحت ساندى فمها لتكشف له عن عمرها الحقيقى ولكنها تراجعت كان ذلك أمرا سخيفا ما أن تزرع أشجار الجنكة حتى يفترق طريقهما ولا يعودان للالتقاء أبدا . مدت ساندى يدها وهى تهز رأسها كما لو كانت بذلك تحاول طرد الأوهام المجنونة التى تتجاذبها
- سررت بلقائك - سيد لندن
شعرت ساندى بوجنتيها تتوهجان ويدها تحتك بيده
عقد جائيل حاجبيه ورمقها بنظرة شافية
- الآن أفهم لماذا تذبل أشجار الجنكة
أخذت ساندى ترقبه وهو فى طريقه إلى سيارة الشحن قبل أن تذهب إلى غرفتها . إنها المرة الأولى التى تشعر فيها بإنجذاب إلى رجل منذ وقت طويل حقا - يمكن أن تكون قد بدأت أخيرا تنسى لوك - الأمر الذى كانت تعتبره حتى ذلك الوقت من المستحيل
من نافذة المطبخ - وبينما كانت تقوم بغسل الأوانى - رأت جائيل لندن وهو يقتلع إحدى أشجار الجنكة كان جلده الأسمر يبرز عضلاته المفتولة سرواله الجينز يطابق ساقيه المتباعدتين وضع ظهر يده على جبهته ليجفف عرقه ثم ركع ليفتح حقيبة الفحم النباتى
كانت حركاته تنم عن تناسق عضلى وتوضح اهتمامه بالرياضة ، تنهدت ساندى واتكأت على حوض المطبخ سارحة فى أفكارها ثم ملأت كوب من الماء البارد وخرجت
- سيد لندن هل تشعر بالعطش ؟
انتصب واقفا ومسح يديه فى سرواله
ابتلع ما فى الكوب دفعة واحدة وهو يلقى برأسه إلى الوراء
لامست الأوراق التى على شكل مروحة خصلاته السوداء وكتفيه العريضتين - كان سرواله الجينز ووجهه ملطخين بالتراب - كان مليئا بالحيوية
- هل تعتزمين الالتحاق بالجامعة
لم ترد سوى بهزة من كتفيها
- هل هناك مهنة تشدك ؟
- الطب
- إنها لمهنة جيدة
- إننى أحب الناس
- إنى متأكد من أنهم سوف يشعرون بالامتنان لا شكرا على الماء يا ساندى
- عفوا
عاد إلى الحفر فى الأرض - دخلت ساندى وهى تشعر بالغرابة لتأثير ذلك الرجل عليها . لم يكن ذلك بالأمر المتبادل بالتأكيد
نبرة صوته غير المبالية كانت توضح ذلك . ولكن بالرغم من ذلك - يا له من شعور غريب !
عند خروجها من كازا جراند - أشارت له بيدها فأجابها
عند عبورها الطريق تحول تفكيرها إلى أمور أخرى سرحت بفكرها فى هيلين كران - جدتها العنيدة التى كانت مسؤولة عن أمور دراستها . للأسف ، فإن السيدة العجوز قد رفضت كل الاقتراحات المقدمة
- لمح جائيل السيارة وهى تختفى من جانب الطريق
إنها لطيفة هذه الصغيرة لطيفة جدا ومسلية جدا بالقياس إلى سنها كان لديه شعور غريب بأنها قد خدعته ولكن دون أن يعرف سببه . وبينما هو سارح فى العينين الخضراوين
هز كتفيه بتبرم وألقى بملء مجرفة من التراب الأحمر
شعر برغبة فى أن يربت على كتفى بيتر من بين ثمانى شجرات جنكة مزروعة فى الأصل أربعة منها يجب تبديلها هذه المرة
وثلاثة فى المرة السابقة . هذا يعنى خمس عشرة واحدة فى المجموع
وهو يبرطم - تذكر الابتسامة التى ظهرت على وجه بيتر وهو يعلن
- لقد ماتت أشجار الجنكة - أنه هو الذى يستحق الموت
سرح بخياله فى التنورة القصيرة الفضفاضة فوق ساقى ساندى الطويلتين
- ليس سوى صبى صغير ، تمتم بغيظ
إلا أنها قد أيقظت بداخله أحاسيس جميلة شعورا بالرقة والهدوء كان قد نسيهما منذ فترة طويلة
ألقى الجاروف بحدة من يده ليحاول اقتلاع الشجرة
بعد ساعتين - كان فى مكتبه من جديد وعيناه مثبتتان فى عينى أخيه
- لقد قمت باستبدال الجنكة - وأؤكد لك أنها سوف تنمو هل كلامى مفهوك ؟
- لماذا أنت ثائر هكذا ؟ ليس باستطاعتى عمل شئ أمام موت الجنكة ؟
- حقا ؟
- لا بحق السماء صاح بيتر وقد اتسعت عيناه - هل تعتقد أنى أنا المسؤول عن هذا ؟
- فى الواقع - لقد قابلت ساندى هذا الصباح . لماذا لا تعرض عليها أن تخرج معك ، لم تم ذلك لوضع حدا لتلك القصة
- هل تشير إلى أن أحدد معها موعدا ؟
- كل ما يمكن أن تخشاه هو أن تجيبك بالرفض
- وهو ما فعلته بالضيط
- هل طلبت منها ذلك ؟
- نعم ، أجاب بيتر ، لم أكن أعلم أنك ستوافق
- بيتر العالم ملئ بالفتيات الجميلات
- إنها أكثر من مجرد فتاة جميلة ، قال وعيناه سارحتان ، عندما تبتسم تصبح تحفة رائعة إن لها أسنانا جميلة - أكثر بياضا من الثلج
- هل لك أن تنسى ابتسامة ساندى قليلا ؟ قال جائيل مقاطعا ، إنى أحاول أن أجعل هذا الموضوع يستمر ، لا أستطيع أن أزرع أشجارا كل يوم
- ألم تكن أعمال التبديل فى الحسبان وأنت تضع ميزانيتك
- بلى ولكن لو استمر هذا الحال سوف أتخطى حدود ميزانيتى
- لم يحدث هذا معك أبدا يا جائيل هى لا تريد أن تخرج معى
- وماذا إذن ! انظر حولك
- إن لها أجمل ابتسامة فى العالم
- ألا تريد نزع القطن الذى تصم به أذنيك
- عيناها .. إنهما خضراوان مثل .. مثل أوراق الجنكة التى تتمتع بصحة جيدة
- هى ترفض الخروج معك إذن ضع نهاية لهذا الموضوع
- هى تفضل الرجال الأكبر سنا
- أه من هم بعمر اثنين وعشرون ، قال جائيل ساخرا
- بل من هم فى سنك . أعتقد ... لا أظن أنك عرضت عليها الخروج معك
- هذا ما كان ينقصنى- إنها صبية صغيرة
- هل تتكلم عن صبية صغيرة ! إنك ترهق نفسك فى العمل يا جائيل . لقد بدأ العمل يؤثر على تركيزك
- أستحلفك بالله يا بيتر هيا اذهب وتأكد من رى نبات الجيرانيوم
- منذ متى لم تخرج مع فتاة
- لا أتذكر ذلك . آه منذ أسبوع مضى مع جوان
- أرايت أنك حتى لا تستطيع التذكر إن العمل ليس بهذه الأهمية
- إن عملى مهم
- إنك تسعى فقط لإثبات شئ معين
- يجوز . لا أريد فقط أن أصبح مضطرا للتخلى عن شركة لندون وهولمز حتى أستطيع تقديم كشف الحسابات لأبى
- نعم وأنا سأصبح لاعب بيسبول محترفا - ولكن أتعرف ما رأى أبى بهذا الشأن ؟
- بيتر إن لدى عملا ونباتات الجيرانيوم بحاجة للرأى
- سأذهب ولكن اصدقنى القول هل سبق لك أن رأيت ابتسامة مثل ابتسامتها وأهدابها ؟ أراهن أن طولها يبلغ - على الأقل سنتيمترين
وجه جائيل سبابا إلى أخيه وقذفه بحفنه من السماد التى استطاع تفاديها ثم جرى إلى الباب بأقصى سرعة
انكفأ جائيل على حساباته ولكنه لم يستطع أن يرى سوى ابتسامة ساندى فعاود السباب
قال فى خاطره : جائيل أيها العجوز إذا تركت نفسك تحلم بصبية صغيرة فسوف تفقد كل شئ
أمسك قلمه بثبات وحاول أن ينسى تلك الابتسامة
صعدت ساندى إلى سريرها وهى ما زالت متأثرة بذلك النهار
كان من الممتع إعادة العلاقات مع زملاء المدرسة
تمطت وهى تفكر فى تلك الوجوه التى لم ترها منذ سنين ولكن ، بدا لها وجه آخر مضئ بعيون زرقاء وابتسامة مشرقة جائيل لندن لماذا ظهر هكذا فى ذهنها
تقلبت فى سريرها . وجه آخر فرض نفسه عليها لوك تارلينون ، إن الفراغ الذى خلفه لا يبدو إطلاقا أمتلأ مع الوقت لوك الذى تلمع عيناه العسلتيان عندما يضحك
لوك الذى بعد وداع مختصر رحل إلى واشنطن ليبدأ حياته السياسية ، استلقت على ظهرها وأغمضت جفنيها لتستدعى النوم .


فجأة سمعت صوتا فتحت عينيها كان صوتا متابعا انتصب واقفة محاولة تحديد مصدر هذا الصوت .

 
 

 

عرض البوم صور fati_mel  
قديم 09-05-11, 06:35 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 224624
المشاركات: 744
الجنس أنثى
معدل التقييم: fati_mel عضو ذو تقييم عاليfati_mel عضو ذو تقييم عاليfati_mel عضو ذو تقييم عاليfati_mel عضو ذو تقييم عاليfati_mel عضو ذو تقييم عاليfati_mel عضو ذو تقييم عاليfati_mel عضو ذو تقييم عاليfati_mel عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 941

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
fati_mel غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : fati_mel المنتدى : الارشيف
Dancing2

 


الفصل الثانى


ألقت ساندى بالأغطية من فوقها ونهضت . اقتربت من النافذة وازاحت الستائر لتلقى نظرة على الخارج
كان هناك شخص ما راكعا بالقرب من شجرة الجنكة التى تخصها . استطاعت أن تلمع بفضل ضوء القمر لمعان نصل نحاس
جن جنون ساندى وهى تتذكر نصائح جائيل لندن
فتحت النافذة على مصراعيها :
- يا هذا !
انتصب الرجل واقفا وخرج من الحديقة مسرعا . جرت ساندى ناحية باب المدخل وأضاءت المصباح المثبت فوقه . سمعت صوت محرك سيارة تختفى فى الظلام ، تأملت لحظة شجرة الجنكة وهى فى حالة ارتباك ثم أغلقت الباب . بعد ظهر اليوم التالى كانت تمشى بخطى ثابتة . بداخل مبنى بيبينيار لندن ثبتت ناظريها على الرفوف التى وضعت فوقها المبيدات الحشرية ، برطمانات الحبوب ، الأوانى الفخارية
وما أن وصلت إلى المكتب حتى شعرت برائحة صنوبر تصل إلى أنفها . شعرت بحيرة لحظة ثم تنفست بعمق لمح جائيل بطرف عينه شخصا يدخل ولكنه كان يزن حقيبة تحوى بذور زهرة الداليا
- سأل ونظره متجه إلى باب المكتب : أية مساعدة أستطيع تقديمها؟
- سيد لندن إن شجرة الجنكة الخاصة بى قد خربت
كانت تقف أمامه سيدة شابة ذات شعر أشقر معقوص إلى الوراء بإهمال . كانت مرتدية قميصا من اللون الأصفر الباهت وسروال جينز ضيقا وصلت إليه عطر زهرة الجاردينيا برغم أنها كانت تبدو أكبر سنا من ساندى إلا أنها فى ذات الوقت كانت أصغر من أن تكون والدتها
- آنسة سميث ؟
- بالضبط
- هل أنت شقيقة ساندى
- لا لقد استيقظت ليلة أمس على صوت غريب
- مدام سميث ... نظارات سميكة ، حذاء تأهيلى سماعة طبية كان على أن أتشكك بالأمر
- ما هذا الهراء يا سيد لندن ؟
- لقد وصفك بهذا الشكل
- ليست عندى أدنى فكرة عن أى شئ تتحدث ؟ أفضل ألا أعرف
- كيف حال الجنكة ؟
- بخير حتى الساعة التاسعة من صباح هذا اليوم
كنت أقول لك
- قال جائيل معجبا : لم أر والدة طالبة تبدو صغيرة فى السن هكذا مثلك
- أنت وأخوك لستما سوى مخبولين ! هل لى أن تسمعنى لحظة ؟ لا أريد أن يلحق ضرر بتلك الجنكة
- أوه أنا لا أبدا ، أظن أنك قد تزوجت بسن الثانية عشرة
- لتكن على علم أننى لست متزوجة
- لا ؟ إن ساندى قد أخبرتنى أن زوج والدتها ...
قطع حديثه فجأة : انفجرت الشابة فى الضحك كاشفة عن أسنان ناصعة البياض
- أنا ساندى سميث
أعاد : هل أنت ساندى سميث ؟ تلك التى كانت مرتدية زى الكشافة ؟
نفحصها جائيل بدقة - إن رموشها بالفعل تكاد تبلغ طولها سنتيمترين
- كان اجتماعا للطلبة القدامى
لاحظت عيناه الصدر البارز ثم الخصر النحيل للشابة - كان المكتب يمنعه من متابعة فحصه لأبعد من ذلك
- لماذا لم تخبرينى بشئ من ذلك ؟ يا لبلاهتى
- لم يقل أحد ذلك
- لا إطلاقا
- وكنت تسخرين منى بالأمس لقد ساورنى شك عابر بشئ ما ولكن ... يا للغباء
- أتريد الحق لقد كان ذلك ممتعا
تبادلا الابتسامات لا شك فى أن بيتر يمتلك ذوقا سليما - فى الحقيقة كانت تمتلك ابتسامة مدهشة ... وعينين خضراوين واسعتين ود لو استطاع إزالة المكتب ليتمكن من لمسها
قالت بصوت عذب : شجرتى
- ماذا حدث ؟
- لقد فاجأت شخصا فى الليلة الماضية كان يحفر إلى جانب الجنكة
- أوى لا لقد وعدنى
- حاول أن توقف أخاك عند حده - ليست عندى أية نية للخروج معه - أنا عجوز بالنسبة له
- بكم عمر تكبرينه ؟
- سيد لندن
- هيا ساندى إنه أنا جائيل
- بكم عام
- هذا ليس موضوعنا - أخبره أن يترك الجنكة الخاصة بى فى سلام
- حسنا ... خمس وعشرون؟
- ما زال أمامى بضع أسابيع قبل أن أبلغ التاسعة والعشرين
- رائع
- أسمع لا تبدأ معى
غرق فى الضحك
- لا تقلقى أنا أخرج بالفعل مع فتاة ذات شعر أحمر ومن ناحية أخرى أنا رجل مشغول للغاية - ولكننى متفهم جدا نظرة بيتر .
ابتسمت من جديد وسرح هو في استطاعة هذه الابتسامة شقاء شجرة جنكة مريضة .
- أليس لديك صديق ؟ شخص ما تستطيعن الظهور به أمام بيتر ؟
- للأسف لا . أنا أيضا مشغولة للغاية .
- هل تديرين كازا جراند ؟
- نعم . إن زوج والدتى هو المالك ولكنه يتطلع حاليا لفتح مركزين جديدين للمسنين بتكساس . أسهر على سير الأمور بشكل طبيعى . أقود الأوتوبيسات ثلاث مرات أسبوعيا , اقوم بعمل أمين المكتبة . أعتنى بالحديقة , وأقوم بعمل بعض المشاوير وأنفذ الأشغال اليدوية للنزلاء .
- صاح بيتر وهو يدفع بعجلة في الردهة : جائيل , أين تقاوي الرياحين ؟ احتاج .. ساندى !
تدخل جائيل :
- احترس بيتر .
كان ذلك متأخرا جدا . صرخت ساندى والتصقت بالمكتب .
تمايلت العربة واصطدمت بجبل من الأوانى الفخارية التى انهارت محدثة ضجيجا عاليا .
- أوه . أوه . أوه ! أنا أسف .. هل جرحت ؟ دعينى أزيل الطمى عن قدميك .
-لا تلمس قدمي .
خطت خطوة إلى الوراء اصطدمت فيها بجائيل الذى كان قد لف حول المكتب .
صرخت ساندى وهي تدهس على أصابع قدميه : أوه .
احاطها جائيل بذراعيه كرد فعل طبيعى .
- علقت الشابة صارخة : هذا يسرى عليك أيضا .
ابتعدت عنه وحدقته بغضب .
- دافع جائيل عن نفسه . ولكنى لم أفعل شيئا - لقد ارتميت بنفسك على .
- اتمنى أن تكون أشجار الجنكة بحالة جيدة - بالمناسبة إن نباتات التبغ هى التى تقابل مشكلات الآن .
- بيتر , لو لم ..
- سوف أقوم بجمع ما وقع على الفور .
قال جائيل واعدا :
- سوف أمر لألقى نظرة على نباتات التبغ .
- ولكن تأكد من عدم اقترابك مني .
استدارت ساندي إلى الوراء وابتعدت بسرعة .
لمحاها تقفز داخل سيارتها وتنطلق بأقصى سرعة .
استدار جائيل نحو أخيه الذى تظاهر بالانشغال في جمع بقايا قطع الأوانى الفخارية .
- هل ذهبت إلى هناك لتخرب تلك الجنكة .
- ما هذا - هل ترانى أبلة ؟ لماذا أفعل ذلك ؟
- يبدو لى أن الإجابة على هذا السؤال معروفة . - انشغل جائيل مع زبون . بعد مرور ساعة . تحقق من أن نبات التبغ المزروع بكازا جراند ليس على ما يرام . طرق باب ساندي سميث . ما إن فتحت واستطاع أن يركز بصره في عينيها الخضراوين الواسعتين حتى شعر بسرعة نبضه تتزايد . كان شعرها المفكوك ينسدل في شلالات ذهبية فوق كتفيها .
لكى يخفى اضطربه بدأ هو الحديث بنبرة رسمية .
- صباح الخير . لقد جئت لأرى زهورك . هل تتفضلين بإعطائى مزيدا من المعلومات عن الليلة الماضية .
أستندت بكسل إلى الباب .
- كنت في فراشى وسمعت ذلك الصوت .
عند سماعه لتلك الجملة - تخيل جائيل ساندى وهى ممددى باسترخاء فوق فراشها وشعرها الحريرى مبعثر على الوسادة .
- لقد صرخت فهرب ذلك الشخص وما إن وصلت إلى الباب حتى سمعت صوت محرك سيارة تبتعد .
- لا أستطيع أن أقوم بتغيير تلك الجنكة مرة كل أسبوع .
- إن هذا الكلام يجب ان تقوله لبيتر .
- لقد قلت له ذلك بالفعل . ولكن هذا لايجدي في شئ .
هو لايهتم إطلاقا بالمال فى الجامعة يكون تقريبا - مفلسا .
بينما أنا لدى عملى الخاص , سيارة وشقة . وهو يشبهنى بقارون إن قوائم الحسابات لا تمثل بالنسبة له سوى أوراق عديمة الفائدة . اعتقد ان عليك تغيير المشتل الذى تتعاملين معه .
- أجابت : أنك تمزح ولا شك . هذه الأشجار تحمل صمانك لقد فات أوان تغيير المشتل .
كان عليك أن تنبهني أن لك أخا معتوها . لقد كنت اجهل أنه متضامن مع أشجار الجنكة .
- هو ليس معتوها . ليس كذلك . إنها المرة الأولى التى يتصرف فيها هكذا . في الواقع كان يتمتع بجاذبية لدى الفتيات .
- إذن لماذا لا يخرج معهن ؟
- إن له صديقة أو بالأصح كانت له صديقة . شقراء طويلة بعيون هي مزيج من اللونين الأخضر والرمادى . تشبهك إلى حد ما .
ولكنها سافرت لقضاء العطلة الصيفية .
- ألا تستطيع جعلها تعود ؟
- للأسف لا ، إن كيم سوف تقوم بجولة لزيارة الكاتدرئيات فى أنحاء أوروبا فضلا عن أنهما قد تشاجرا قليلا قبل سفرها وهى لن تعود قبل ثلاثة أشهر
تمتمت ساندى : ما الذى أوقعه معك ؟
- دعينى أنتظره هنا الليلة
تراجعت الفتاة خطوة إلى الوراء ودفعت الباب ببطء
- ما هذه الحكاية ؟ اثنان من المعتوهين ؟
- لا ، أريد فقط أن أضبطه متلبسا
- إذن أختبىء بين زهور الليك اكشف على نبات التبغ
إنها فى طريقها للموت - إنه يخرب كل شئ
- سوف نقوم بإستبدالها وسوف أمنع بيتر من الاقتراب منك
- أخيرا أسمع أخبارا طيبة
- سوف أختبئ بين زهور الليك . أين وضعت سيارتى - كيلا يراها
بينما كانا يتمشيان جنبا إلى جنب لاحظ أن رأس الفتاة يكاد يصل إلى كتفه . دارا حول المنزل ثم أشارت ساندى إلى مبنى عند أول الطريق
- تستطيع وضع سيارتك هناك - أمام المبنى رقم 15 - إنه الأخير قبل العيادة - إن سيد بايتون لا يمتلك سيارة - سوف أقوم بإخباره . هل فعلا سوف تختبئ بين أزهار الليك؟

 
 

 

عرض البوم صور fati_mel  
قديم 09-05-11, 06:57 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 224624
المشاركات: 744
الجنس أنثى
معدل التقييم: fati_mel عضو ذو تقييم عاليfati_mel عضو ذو تقييم عاليfati_mel عضو ذو تقييم عاليfati_mel عضو ذو تقييم عاليfati_mel عضو ذو تقييم عاليfati_mel عضو ذو تقييم عاليfati_mel عضو ذو تقييم عاليfati_mel عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 941

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
fati_mel غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : fati_mel المنتدى : الارشيف
Dancing2

 

ألقت ساندى بالأغطية من فوقها ونهضت . اقتربت من النافذة وازاحت الستائر لتلقى نظرة على الخارج
كان هناك شخص ما راكعا بالقرب من شجرة الجنكة التى تخصها . استطاعت أن تلمع بفضل ضوء القمر لمعان نصل نحاس
جن جنون ساندى وهى تتذكر نصائح جائيل لندن
فتحت النافذة على مصراعيها :
- يا هذا !
انتصب الرجل واقفا وخرج من الحديقة مسرعا . جرت ساندى ناحية باب المدخل وأضاءت المصباح المثبت فوقه . سمعت صوت محرك سيارة تختفى فى الظلام ، تأملت لحظة شجرة الجنكة وهى فى حالة ارتباك ثم أغلقت الباب . بعد ظهر اليوم التالى كانت تمشى بخطى ثابتة . بداخل مبنى بيبينيار لندن ثبتت ناظريها على الرفوف التى وضعت فوقها المبيدات الحشرية ، برطمانات الحبوب ، الأوانى الفخارية
وما أن وصلت إلى المكتب حتى شعرت برائحة صنوبر تصل إلى أنفها . شعرت بحيرة لحظة ثم تنفست بعمق لمح جائيل بطرف عينه شخصا يدخل ولكنه كان يزن حقيبة تحوى بذور زهرة الداليا
- سأل ونظره متجه إلى باب المكتب : أية مساعدة أستطيع تقديمها؟
- سيد لندن إن شجرة الجنكة الخاصة بى قد خربت
كانت تقف أمامه سيدة شابة ذات شعر أشقر معقوص إلى الوراء بإهمال . كانت مرتدية قميصا من اللون الأصفر الباهت وسروال جينز ضيقا وصلت إليه عطر زهرة الجاردينيا برغم أنها كانت تبدو أكبر سنا من ساندى إلا أنها فى ذات الوقت كانت أصغر من أن تكون والدتها
- آنسة سميث ؟
- بالضبط
- هل أنت شقيقة ساندى
- لا لقد استيقظت ليلة أمس على صوت غريب
- مدام سميث ... نظارات سميكة ، حذاء تأهيلى سماعة طبية كان على أن أتشكك بالأمر
- ما هذا الهراء يا سيد لندن ؟
- لقد وصفك بهذا الشكل
- ليست عندى أدنى فكرة عن أى شئ تتحدث ؟ أفضل ألا أعرف
- كيف حال الجنكة ؟
- بخير حتى الساعة التاسعة من صباح هذا اليوم
كنت أقول لك
- قال جائيل معجبا : لم أر والدة طالبة تبدو صغيرة فى السن هكذا مثلك
- أنت وأخوك لستما سوى مخبولين ! هل لى أن تسمعنى لحظة ؟ لا أريد أن يلحق ضرر بتلك الجنكة
- أوه أنا لا أبدا ، أظن أنك قد تزوجت بسن الثانية عشرة
- لتكن على علم أننى لست متزوجة
- لا ؟ إن ساندى قد أخبرتنى أن زوج والدتها ...
قطع حديثه فجأة : انفجرت الشابة فى الضحك كاشفة عن أسنان ناصعة البياض
- أنا ساندى سميث
أعاد : هل أنت ساندى سميث ؟ تلك التى كانت مرتدية زى الكشافة ؟
نفحصها جائيل بدقة - إن رموشها بالفعل تكاد تبلغ طولها سنتيمترين
- كان اجتماعا للطلبة القدامى
لاحظت عيناه الصدر البارز ثم الخصر النحيل للشابة - كان المكتب يمنعه من متابعة فحصه لأبعد من ذلك
- لماذا لم تخبرينى بشئ من ذلك ؟ يا لبلاهتى
- لم يقل أحد ذلك
- لا إطلاقا
- وكنت تسخرين منى بالأمس لقد ساورنى شك عابر بشئ ما ولكن ... يا للغباء
- أتريد الحق لقد كان ذلك ممتعا
تبادلا الابتسامات لا شك فى أن بيتر يمتلك ذوقا سليما - فى الحقيقة كانت تمتلك ابتسامة مدهشة ... وعينين خضراوين واسعتين ود لو استطاع إزالة المكتب ليتمكن من لمسها
قالت بصوت عذب : شجرتى
- ماذا حدث ؟
- لقد فاجأت شخصا فى الليلة الماضية كان يحفر إلى جانب الجنكة
- أوى لا لقد وعدنى
- حاول أن توقف أخاك عند حده - ليست عندى أية نية للخروج معه - أنا عجوز بالنسبة له
- بكم عمر تكبرينه ؟
- سيد لندن
- هيا ساندى إنه أنا جائيل
- بكم عام
- هذا ليس موضوعنا - أخبره أن يترك الجنكة الخاصة بى فى سلام
- حسنا ... خمس وعشرون؟
- ما زال أمامى بضع أسابيع قبل أن أبلغ التاسعة والعشرين
- رائع
- أسمع لا تبدأ معى
غرق فى الضحك
- لا تقلقى أنا أخرج بالفعل مع فتاة ذات شعر أحمر ومن ناحية أخرى أنا رجل مشغول للغاية - ولكننى متفهم جدا نظرة بيتر .
ابتسمت من جديد وسرح هو في استطاعة هذه الابتسامة شقاء شجرة جنكة مريضة .
- أليس لديك صديق ؟ شخص ما تستطيعن الظهور به أمام بيتر ؟
- للأسف لا . أنا أيضا مشغولة للغاية .
- هل تديرين كازا جراند ؟
- نعم . إن زوج والدتى هو المالك ولكنه يتطلع حاليا لفتح مركزين جديدين للمسنين بتكساس . أسهر على سير الأمور بشكل طبيعى . أقود الأوتوبيسات ثلاث مرات أسبوعيا , اقوم بعمل أمين المكتبة . أعتنى بالحديقة , وأقوم بعمل بعض المشاوير وأنفذ الأشغال اليدوية للنزلاء .
- صاح بيتر وهو يدفع بعجلة في الردهة : جائيل , أين تقاوي الرياحين ؟ احتاج .. ساندى !
تدخل جائيل :
- احترس بيتر .
كان ذلك متأخرا جدا . صرخت ساندى والتصقت بالمكتب .
تمايلت العربة واصطدمت بجبل من الأوانى الفخارية التى انهارت محدثة ضجيجا عاليا .
- أوه . أوه . أوه ! أنا أسف .. هل جرحت ؟ دعينى أزيل الطمى عن قدميك .
-لا تلمس قدمي .
خطت خطوة إلى الوراء اصطدمت فيها بجائيل الذى كان قد لف حول المكتب .
صرخت ساندى وهي تدهس على أصابع قدميه : أوه .
احاطها جائيل بذراعيه كرد فعل طبيعى .
- علقت الشابة صارخة : هذا يسرى عليك أيضا .
ابتعدت عنه وحدقته بغضب .
- دافع جائيل عن نفسه . ولكنى لم أفعل شيئا - لقد ارتميت بنفسك على .
- اتمنى أن تكون أشجار الجنكة بحالة جيدة - بالمناسبة إن نباتات التبغ هى التى تقابل مشكلات الآن .
- بيتر , لو لم ..
- سوف أقوم بجمع ما وقع على الفور .
قال جائيل واعدا :
- سوف أمر لألقى نظرة على نباتات التبغ .
- ولكن تأكد من عدم اقترابك مني .
استدارت ساندي إلى الوراء وابتعدت بسرعة .
لمحاها تقفز داخل سيارتها وتنطلق بأقصى سرعة .
استدار جائيل نحو أخيه الذى تظاهر بالانشغال في جمع بقايا قطع الأوانى الفخارية .
- هل ذهبت إلى هناك لتخرب تلك الجنكة .
- ما هذا - هل ترانى أبلة ؟ لماذا أفعل ذلك ؟
- يبدو لى أن الإجابة على هذا السؤال معروفة . - انشغل جائيل مع زبون . بعد مرور ساعة . تحقق من أن نبات التبغ المزروع بكازا جراند ليس على ما يرام . طرق باب ساندي سميث . ما إن فتحت واستطاع أن يركز بصره في عينيها الخضراوين الواسعتين حتى شعر بسرعة نبضه تتزايد . كان شعرها المفكوك ينسدل في شلالات ذهبية فوق كتفيها .
لكى يخفى اضطربه بدأ هو الحديث بنبرة رسمية .
- صباح الخير . لقد جئت لأرى زهورك . هل تتفضلين بإعطائى مزيدا من المعلومات عن الليلة الماضية .
أستندت بكسل إلى الباب .
- كنت في فراشى وسمعت ذلك الصوت .
عند سماعه لتلك الجملة - تخيل جائيل ساندى وهى ممددى باسترخاء فوق فراشها وشعرها الحريرى مبعثر على الوسادة .
- لقد صرخت فهرب ذلك الشخص وما إن وصلت إلى الباب حتى سمعت صوت محرك سيارة تبتعد .
- لا أستطيع أن أقوم بتغيير تلك الجنكة مرة كل أسبوع .
- إن هذا الكلام يجب ان تقوله لبيتر .
- لقد قلت له ذلك بالفعل . ولكن هذا لايجدي في شئ .
هو لايهتم إطلاقا بالمال فى الجامعة يكون تقريبا - مفلسا .
بينما أنا لدى عملى الخاص , سيارة وشقة . وهو يشبهنى بقارون إن قوائم الحسابات لا تمثل بالنسبة له سوى أوراق عديمة الفائدة . اعتقد ان عليك تغيير المشتل الذى تتعاملين معه .
- أجابت : أنك تمزح ولا شك . هذه الأشجار تحمل صمانك لقد فات أوان تغيير المشتل .
كان عليك أن تنبهني أن لك أخا معتوها . لقد كنت اجهل أنه متضامن مع أشجار الجنكة .
- هو ليس معتوها . ليس كذلك . إنها المرة الأولى التى يتصرف فيها هكذا . في الواقع كان يتمتع بجاذبية لدى الفتيات .
- إذن لماذا لا يخرج معهن ؟
- إن له صديقة أو بالأصح كانت له صديقة . شقراء طويلة بعيون هي مزيج من اللونين الأخضر والرمادى . تشبهك إلى حد ما .
ولكنها سافرت لقضاء العطلة الصيفية .
- ألا تستطيع جعلها تعود ؟
- للأسف لا ، إن كيم سوف تقوم بجولة لزيارة الكاتدرئيات فى أنحاء أوروبا فضلا عن أنهما قد تشاجرا قليلا قبل سفرها وهى لن تعود قبل ثلاثة أشهر
تمتمت ساندى : ما الذى أوقعه معك ؟
- دعينى أنتظره هنا الليلة
تراجعت الفتاة خطوة إلى الوراء ودفعت الباب ببطء
- ما هذه الحكاية ؟ اثنان من المعتوهين ؟
- لا ، أريد فقط أن أضبطه متلبسا
- إذن أختبىء بين زهور الليك اكشف على نبات التبغ
إنها فى طريقها للموت - إنه يخرب كل شئ
- سوف نقوم بإستبدالها وسوف أمنع بيتر من الاقتراب منك
- أخيرا أسمع أخبارا طيبة
- سوف أختبئ بين زهور الليك . أين وضعت سيارتى - كيلا يراها
بينما كانا يتمشيان جنبا إلى جنب لاحظ أن رأس الفتاة يكاد يصل إلى كتفه . دارا حول المنزل ثم أشارت ساندى إلى مبنى عند أول الطريق
- تستطيع وضع سيارتك هناك - أمام المبنى رقم 15 - إنه الأخير قبل العيادة - إن سيد بايتون لا يمتلك سيارة - سوف أقوم بإخباره . هل فعلا سوف تختبئ بين أزهار الليك؟
- يا لها من ليلة ! ابتسم
شعر بضربات قلبه تتزايد عندما ابتسمت له بدورها
هبط الليل - تندم بمرارة لأنه لم يقترح عليها أن يقوم بعملية المراقبة من الداخل ، معها كانت الأرض رطبة
لقد نال كفايته من الجلوس تحت تلك الشجيرات وتلك الأغصان تخزه فى رقبته عند كل حركة . من بين كل المواقف الغريبة التى زج به فيها - فإن هذا الموقف يفوق الكل
كان وراءه حسابات ليتممها . وطلبيات ليطبعها . لم يتصل بـ جوان منذ أسبوع ولم يتصل مرة ثانية ليسأل عن والده
كان يتحرق شوقا لأن يسدد لكمة إلى وجه بيتر ولكن - لم يتفضل أحد بالاقتراب من الجنكة
حدقت عيناه فى النور الخفيف الذى ظهر أمامه - كان الباب قد فتح - وتحرك خيال أبيض - سمع صوتا يهمس : تعال إلى الداخل
لم يدعها ترجوه
شدت ساندى طيات ردائها المتهدل :
- لقد بدأت أشفق عليك من انتظارك هنا وحدك فى الظلام أتحب الانتظار هنا ؟
كيف ذلك
- هل أنت واثق بأن أخاك ليس لديه علم بوجودك ؟
- حتما ! هل أنت واثقة بأن أحدهم قد اقترب من شجرة الجنكة ليلة أمس ؟
- بكل تأكيد ! هل تعتقد بأنى اختلقت تلك القصة ؟
تستطيع
- لنهدأ الآن - كنت أمزح .إنى أصدق كل كلمة قلتها . من أى مكان أستطيع مراقبة الجنكة جيدا
شعرت بحمرة الخجل تقفز إلى وجنتيها
- من غرفتى - تستطيع الرؤية . إذا لم أقم بإنارة المصباح
تبعها حتى غرفتها ، كان الفراش مفتوحا
- لم أكن أتوقع زيارة هذه اليلة
- شكر لأنك ... أتيت لنجدتى لقد بدأت أتحول إلى شجرة
أشارت بأصبعها إلى النافذة
- إن الجنكة تحتها بالضبط
جلس جائيل فى الظل فوق صندوق خشبى
- هل ستجالسينى
استطاع أن يستخلص من تعبير الذهول . الذى ارتسم على وجه ساندى أنها لم تفكر قبل ذلك أبدا فى إمكان وجوده فى غرفتها
جلست على مقعد هزاز فى ضوء القمر وأرخت رداءها فوق ركبتيها
- هل أخوك دائما يكون غريبا هكذا ؟
- لا لد لقى إعجابا أكثر من الطبيعى . أعتقد أن ما يعتريه هو من تأثير رموشك
- إنه ليعذبنى أن أقوم بقصها
- أوه ! غلا هذا . إنها فى غاية الروعة هكذا
- شكرا
- أين إذن عيناك الخضروان الواسعتان .
- أعتقد إن هذا يكفى
- أنا أكرر كلماته ... أود لو يظهر . ‘ن هذا يضع نهاية لهذه التصرفات الصبيانية لماذا أنت منغمسة فى هذا العمل ؟
- أنا لست منغمسة
- حسنا . سوف أصوغ ذلك بطريقة مختلفة . لماذا تختبئين ؟ ومم تخافين
- أعتقد أنه كان على أن أتركك لتصبح شجرة
- لا ولكنه يتضمن افتراضات خاطفة .أنا أحب عملى
لماذا تدير أنت هذا المشتل ؟
ابتسم وهو يفكر فى أنها لا تهتم بحياته بقدر ما تريد تجنب سؤاله
- أعشق الحياة فى الهواء الطلق . أحب النباتات الجميلة
ثم إننى رغبت فى أن أكون رئيس نفسى
- إن مشاتل لندن لحديثة نسبيا . أليس كذلك ؟
- لقد بدأت منذ ستو عشر شهرا . قبل ذلك كنت أعمل محاسبا مع أبى
- لندن وهولمز .
- هل سمعت بها ؟
- ومن لم يسمع بها فى المنطقة . يجب أن يكون ذلك قد صحبه الكثير من التغيرات - هل رحلت بموافقة والدك ؟
- لا أجاب جائيل بصراحة ، لقد شعر بشئ من المرارة كان ينتظر أن أفلس
- لماذا ؟
- هو يأمل أن تغلق المشاتل وأن أعود إلى المحاسبة
إنها المرة الأولى التى تختلف فيها اهتماماتنا . إنك تجذبين الأسرار يا ساندى سميث
- هذا ما يقوله نزلائى . ألا تتكلم عن حياتك المهنية مع جميلتك ذات الشعر الأحمر
- جوان ؟ لا إنها لا تهتم لذلك ، هل يضايقك لو فتحت النافذة ؟ هكذا عندما يأتى بيتر أستطيع أن أقفز عليه وأمسك به . لم يأت اليوم بعد الذى يهزمنى فيه
أجابت ساندى : هيا إذن
- فى حالة لو حضر هل هناك إضاءة خارجية تستطعين إشعالها
- نعم سوف أشعلها ما إن تقفز . هل لديك إخوة وأخوات آخرون ؟
- لى أخت أصغر منى
- ألا تعمل معكم فى المشاتل ؟
- لا إن جينى محاسبة فى شركة والدى وهى تعشق ذلك
- على الأقل سيكون هناك من يحمل المشعل
- هذا لا يكفى بالنسبة لأبى . لقد كنا دائما قريبين من بعضنا بعضا . لقد سلكت خط سير مشابها له بما فى ذلك ما يتعلق بكرة القدم
منذ ولادتى وهو ينتظر اليوم الذى أتولى فيه الشركة
- أوه أنظر
وضعت يدها فوق ركبته ، هذه اللمسة الخفيفة قد أحدثت بداخله شرارة كهربائية إلى درجة أنه نسى ما قالته
- ها هو





________________________________________





الفصل الثالث








شعر جائيل بالتوتر وهو يلمح ظلا يرتسم على مقربة من الجراج . رجلا محنيا وعلى
كتفيه منكاش يقترب من الجنكة على أطراف أصابعه . وضع على الأرض حقيبتين كانتا فى يده .
- أشعر بأن الموقف سوف يتأزم
قفز جائيل من النافذة - كسرت قدمه غصنا عن غير قصد
محدثا بذلك صوتا . انتصب الرجل فى الحال وحاول الفرار
ولكن جائيل الذى طار للحاق به استطاع أن يمسك به من كتفيه واستعد لتسديد لكمة إليه .
- لقد أمسكت بك ! فلتأخذ جزاءك يا بيتر
- ما هذا . اتركنى ! صاح الرجل بينما كانت تقف بجانبه امرأة تصرخ
فجأة أضئ المكان - تصلبت قبضة جائيل على بعد بضع سنتيمترات من وجه عجوز صغير غطى الشيب رأسه - يرتعد من الخوف وتهتز نظارته فوق أنفه
صاح :
- سيدة فنستر النجدة
ضرب شئ ما فوق قفا جائيل محدثا صوتا عاليا
ظن أن جمجمته سوف تنفجر ، ثم رأى ستا وثلاثين شمعة قبل أن يغرق فى اللاوعى
بعد أن أفاق كان رأسه الثقيل يرقد على شئ رقيق ودافئ
تبين هيئة غير واضحة المعالم فوقه وسمع أصواتا غير واضحة . كان هناك ملاك يقف متأملا له بشفاه وردية وشعر أشقر
اعتدل برفق ومرر ذراعه حول عنقها - محاولا بذلك إجبار الملاك على الاقتراب من وجهه
قال بتنهد ... جوان ... يا صبى
أخذت تقاوم ضمه لها ولكنه ضمها أكثر
قال هامسا :
- لا تأتنى ... كل يوم ... الفرصة ... لأقبل ملاكا
لامست شفتاه شفتيها الرقيقتين
كان ممددا على الأرض الصلبة والباردة ورأسه يسبب له ألما
حاول جاهدا الجلوس . عاد إليه وعيه وفى نفس الوقت تذكر ما حدث
- ساندى
- احترسى وإلا فإن مدام فنستر سوف تهشم رأسك من جديد بمسطرينها
- مدام فنستر ؟
فرك قفاه وهو يتأمل الثلاثة الوجوه المحنيه إليه
إلى جانب ساندى سميث كان هناك شخصان آخران
عجوز صغير الحجم وسيدة مرتدية معطفا منزليا بلون أصفر وخفا بنفس اللون . كانت تمسك بمسطرين فى يدها
- ماذا حدث ؟ سأل جائيل وهو يتحسس تورما بحجم الحصاة فى رأسه - أهذا هو مخرب الجنكة ؟
- أقدم لك سيد بايتون وسيدة فنستر - ها هو ذا سيد لندن من شركة مشاتل لندن
قال سيد بايتون : تشرفنا
مد له يده - بينما انشغلت مدام فنستر فى إصلاح وضع غطاء رأسها
قال العجوز شارحا
- لم أكن أنوى إلحاق الأذى بتلك الشجيرة ، على العكس أما مقدر الاهتمام الذى توليه لها ساندى وكنت أريد الاعتناء بها
ولقد أحضرت معى السماد المناسب
- ألم تكن تستطيع إخبار ساندى بذلك قبلا والقيام بذلك فى أثناء النهار ؟
- سأل سيد بايتون بتوتر : ماذا يقول ؟
أعاد جائيل سراله بصوت أعلى :
- آسف ، أعانى بعض الضعف فى السمع . نعم كان باستطاعتى ذلك ، ولكنى لم أكن أريدها أن تعرف أن صحة الجنكة تهمنا فوق الحد ، ثم إننى كنت أريد المجئ مبكرا ولكننى غفوت قليلا
قالت مدام فنستر شارحة : كنت أتساءل عما يمكن أن يكون قد حدث له . لقد ناديته لأوقظه ، أيها الشاب . لقد حزنت جدا لضربى إياك بهذا المسطرين . ولكننى رأيتك وأنت تنقض على سيد بايتون و ..
- أنا متفهم لموقفك ، قال جائيل وهو يتجه بعينين مذهولتين نحو ساندى التى أكتفت بأن تهز كتفيها
أمسك رأسه بيديه وقام وهو يترنح بعض الشئ
مررت ساندى ذراعها حول خصره فاشتم رائحة عطر الجاردينيا النفاذة
- سألت : هل تشعر أنك على ما يرام . هناك عيادة قريبة من هنا
- سوف أتحسن . ما إن أجلس وأشرب كوبا من الماء
- أنا أسفة بشدة - قالت مدام فنستر ثانية
- لا تشغلى بالك بهذا الأمر . أنا أسف لأنى أوشكت أن أضرب سيد بايتون
- وأنا أيضا - هتف السيد بايتون : أقيم برب السماء أنى سوف أخبرك قبلها يا ساندى . كنت أجهل أن خاطبك هو الذى سيقوم بالمراقبة
- إنه ليس خاطبى يا سيد بايتون إنه من شركة مشاتل لندن
- ماذا قالت ؟
مدام فنستر :
- صرخت بأعلى صوتها ، إنه ليس خاطبها إنه بستانى
- معلم ؟ هذا رائع جدا
كان رأس جائيل يؤلمه جدا . لم يكن لديه الشجاعة للصراخ فى اذن بايتون ثم ان ساندى كانت راضية ... اتكأ عليها أكثر وأخذ يئن كما لو كان جريحا
شددت الشابة من ضمتها له
- لنعد الآن . عمى مساء مدام فنستر عم مساء سيد بايتون
تفرقوا بهذا الوداع المختصر
تذكر جائيل رقة شفاه ساندى شد عليها بأصابعه وشعر بدفء جلدها تحت القماش الرقيق
أغلقت الباب من خلفهما وصحبته للصالون
- تمدد هنا فوق الأريكة وسوف أذهب لأحضر لك كوب ماء . مثل دور الأبله وحاول أن يجذبها معه إلى الأريكة
- هيه ! صاحت ساندى
- قال جائيل خافضا صوته . فى ذهنى صورة غير واضحة لقبلة
أحست برعشة تسرى فيها - هى أيضا ما زالت تحمل أثر تلك القبلة - تلك اللمسة البسيطة لامست قلبها فى العمق
قالت بنعومة : سوف أذهب لأحضر لك كوب ماء
مرر ذراعه حول عنق ساندى
- انتظرى دقيقة هناك ما هو أهم
أخذ فى الاقتراب أكثر مع كل كلمة حتى تلامست شفاههما
تركت ساندى نفسها تذوب فى ذلك الإحساس الرقيق ، عقدت يديها حول رقبة جائيل ، أغمضت جفنيها
بعد بضع ثوان ألقت رأسها إلى الخلف
- رباه ! هتفت
- كنت أتوقع رد فعل أكثر حماسة
- على العكس لقد كان قصدى أن أمدحك
- كيف ؟
- كنت عاشقة فيما مضى . اليوم هو هجرنى . ولكنه باق حتى اليوم فى خيالى ، وفى الغالب لا أستطيع تخيل مجرد فكرة أن يقبلنى أحد غيره
- وبعد ؟
- لم يحدث ذلك الآن
- أواثقة أنت ؟
- تماما إنه لشئ غريب
- يجب التأكد من ذلك بصورة عملية
اقترب ليقبلها من جديد استسلمت الشابة بين ذراعيه وازداد شعورهما بالنشوة
- هل هو حاضر دائما فى ذهنك ؟
- من ؟
كان يود لو طال عناقهما ولكن ساندى كانت قج أفاقت قليلا فهربت منه وقامت
- رباه يا لها من ليلة ! سوف أذهب لأحضر لك شيئا لتشربه
عادت بعد برهة ومعها كوب من الماء وقدمته إليه وهى تحرص على أن تظل واقفة على مسافة منه
- أواثق أنت بعدم رغبتك فى الذهاب للعيادة ؟
- لا داعى لذلك ؟ انظرى فقط إن كان هذا ينزف
- كفى قبلات الآن
- هل كان مزعجا إلى هذا الحد ؟
- إننا نكاد يعرف أحدنا الآخر ولكن كان لك وقع فى نفسى
- شعور متبادل
- دعنى أرى رأسك أوه ! يا لها من كدمة ! ولكن لا يوجد أثر لدماء
- حسنا . إنى أتكلم بطريقة غير مترابطة تماما . أظن إذن أن على أن أتابع . لمذا لم تنهل مدام فنستر ضربا على رأس بيتر الذى يستحق ذلك ؟ لقد عدلت عن ذلك الأمر . لست مستعدا للقيام بتلك التمارين الرياضية كل مساء
- أنا ممتنة لمحاولتك هذه
- عندى موعد يوم الاثنين مع عميل لفحص عدة خطط لترتيب المناظر الطبيعية . سوف أكون مضطرا لإرسال بيتر لتبديل زهور البيتونيا
- لا تهتم لذلك يوم الاثنين سأتولى قيادة الأتوبيس وسأتغيب معظم النهار
- أين ستذهبين ؟
- سأصطحب النزلاء إلى مركز دلمار التجارى . أحيانا أقوم بدفع المقعد المتحرك الخاص بمدام كيلى . عند الساعة الثانية بعد الظهر يستقل الجميع الاتوبيس ونعود إلى الدار
- إنك صغيرة على أن تشغلى وقتك بهذا الشكل
- هذا أفضل من الجلوس إلى مكتب لجمع الأرقام
- من هو ؟
- من ؟
- الرجل الذى لا تستطعين نسيانه
- رجل كان يعيش هنا ورحل إلى واشنطن
- هل كنتما مخطوبين ؟
هزت رأسها
- أسفة . لم أكن لأستطيع التحدث بشأنه
- نعم . بما أننا قد عرفنا الظروف ، فأنا بحاجة لأن أعرف المزيد عنه
وضع يديه فوق كتفى الشابة ثم أزاح الخصلات المنسدلة على وجهها
- عندى إحساس قوى جدا بأننا سوف نوطد صداقتنا
- اعتقدت أنك تواعد حسناء ذات شعر أحمر وتدعى جوان وأنك مشغول للغاية وأن..
- أنا أتكلم كثيرا . لقد تم قلب الأولويات بعض الشئ الليلة
- هذا مؤثر . ولكن لا
- لماذا ؟
- إن لدى الكثير لعمله هنا . ليست لدى نية الانزلاق فى مغامرة عاطفية
- لا مغامرات . سوف نظل صديقين ما رأيك ؟
أجابت وهى تضغط يده : سوف يكون شيئا رائعا
ولكن قلبها كان يقول لها : إنه ليس صريحا تماما معها




________________________________________




- مر نهار يوم الاثنين دون أحداث تذكر . لم تتح الرضة لـ جائيل المأخوذ بالعمل للتفكير بـ ساندى إلا نادرا
أما يوم الثلاثاء . وبينما كان يقوم بتكديس بعض الأوانى الفخارية أمام المشتل فلامست سيارة جسده . وسمع صوت باب السيارة يفتح
- آه هأنت ذا أنت
كانت ساندى واقفة أمامه ، ويداها على خاصرتيها وعيناها تشعان بريقا كانت ترتدى ثوبا بنفسجى اللون وكان شعرها معقوصا إلى الوراء . بما أن الغضب كان باديا عليها فقد ساور جائيل شك بأن هناك كوارث جديدة
- قال وهو يخلع قفازات العمل : صباح الخير . أظن أن أشجار الجنكة قد ماتت مرة أخرى
- الجنكة على ما يرام . البيتونيا رائعة وأوراق البرفانس طالت ثلاثة سنتيمترات
- وماذا يزعجك إذن ؟
- كم كنت أتمنى لو لم أسمع بشركة مشاتل لندن هذه . إن أحواض زهور البرفانس والبيتونيا قد حفرت عليها عبارة :
أنا أحب ساندى سميث
- أوه لا
- وهذا ليس كل ما فى الأمر
- ماذا أيضا ؟
- هناك باقات من زهور البرفانس زرعت على هيئة قلب وقد اتصل بى ثلاث مرات ليدعونى إلى العشاء فى المطعم
- وهل قبلت ؟
- أوه ! وكيف تسمح لنفسك بأن تطرح على مثل هذا السؤال ؟
- وكيف سأعرف إذن بماذا أجبته ؟
- من الأفضل ألا أكرر إجابتى ، وأخيرا ، يجب أن تفعل شيئا تصرف
- سوف أتصرف
وبالنسبة إلى زهور البرفانش ؟ ليست لدى رغبة فى رؤية عبارة أنا أحبك يا ساندى وهى تنمو وتكبر كل يوم
ليلة أمس لاقيت الأهوال فى شرح الموقف لصديقى
- هل عاد من واشنطن
- لا وإنما يحدث أحيانا أن أخرج مع أشخاص آخرين
- أوه ! على سبيل الصداقة
- بالضبط إنهم لا ... لا يهم .. هل ستقوم بتبديل زهور البرفانش
- نعم اليوم على أكثر تقدير
- إنهم لا يفعلون .. ماذا ؟ ماذا كنت ستقولين
- انس ذلك ، أجابت وقد احمرت وجنتاها
- إن وجهك قد احمر خجلا إنك أسوأ من أخيك
- من حين إلى آخر
- لم أفعل شيئا سوى أنى أطرح عليك
- ألم يخبرك أحد من قبل أن الدعابة القصيرة هى دائما الأفضل ؟
- أية دعابة ؟ قال بإصرار ... إن الرجال الذين تواعدينهم لا ...
- لا يعنوننى كثيرا ، فلسنا سوى أصدقاء
- ليس هذا ما كنت بصدد قوله ... لماذا إذن يشعرك ذلك بالخجل
- هم لا يقبلوننى مثلك ، هل أنت راض ؟
- تماما إن هذا يطمئننى
- لم آت إلى هنا بقصد الكلام فى هذه الموضوعات
- لا تضيفى شيئا ... إننى أسبح فى بحور السعادة
- من يسمعك تتحدث هكذا يطنك أخاك
- لا أتمنى ذلك
- أبقيه بعيدا عن كازا جراند وعنى ... لقد أكد لى أن فكرة اتصاله بى كانت من اقتراحك
- كان هذا بعد لقائنا الأول مباشرة ، عندما كنت ما أزال أعتقد أنك تلميذة
- هل هذا صحيح ؟
- نعم . هو لم ينضج بعد ليكون جديرا بك
- شكرا على أية حال
- فى المقابل فإنى ...
- توقف ! أفضل عدم التعرف أكثر بعائلة لندن . كيف حال رأسك ؟
إن مدام فنستر تشعر بالقلق عليك
- أشعر ببعض الدوار . هذا كل ما فى الأمر
سمع صوت أداة تنبيه يدوى . رأت ساندى أحدهم يلوح لها من شباك سيارة شحن حمراء
- ها هو ذا بيتر
سأختفى
اختفت السيارة باتجاه الجراج الخلفى بمبنى الشركة
- سوف أعتنى بزهور البرفانش الخاصة بك
قزت داخل سيارتها وانطلقت فى اللحظة التى أقترب فيها بيتر
- ساندى أنتظرى
ولكن السيارة كانت قد ابتعدت ووجد بيتر نفسه وجها لةجه مع أخيه
- ماذا هناك
- فى الواقع - إن نبات البرفانش قد نحت على شكل قلب
- أعلم ، قال بيتر وهو سعيد ، هل سبق لك أن رأيت بشرة بهذه النعومة كبشرتها وشعرا كشعرها الذهبى الطويل
- هل تود الحصول على عمل فى أثناء فصل الصيف ؟
- لا لأننى أعمل بالفعل
- وتنوى الحفاظ عليه ؟
- بكل تأكيد
- إذن فإنك لن تغرس زهرة واحدة فى حديقة كازا جراند أنا الذى سيتولى هذا الأمر
- أنا الذى سيتولى هذا الأمر
- أه ! لقد لفتت نظرك أخيرا . أو تخرج معها ؟
- لا إنها تحب شخصا فى واشنطن
- السناتور
- نعم أصغر سناتور فى تاريخ أوكلاهوما . السناتور تارلتون
- هل هو خاطبها ؟ ماذا عن هذا الموضوع ؟
- إنه رجل عجوز من بيت النزلاء الذى قال لى هذا سيد بايتون لقد قال لى أيضا إن مدام فنستر قد أوسعتك ضربا
أجاب جائيل : بالضبط - وهو سارح بفكره فى ساندى والسناتور
تذكر أنه قد قابل تارلتون فى حفل إستقبال منذ عامين
كان رجلا جذابا وذا طبيعة عفوية كان جائيل قد صوت لصالحه فى انتخابات مجلس الشيوخ
- لماذا ضربتك مدام فنستر 0 هل كنت تنحت نبات البرفانش أنت أيضا
- لا - كنت أترقب حضورك
- لا تمزح معى , لقد أخبرنى سيد بايتون أن الليل كان قد انتصف إنه لتوقيت غريب لترقبنى لو كنت تريد رؤيتى كان بوسعك ببساطة الاتصال بى هلا لاحظت رقة يديها؟
- يكفى هذا ! أصغى إلى جيدا سوف أفصلك عن العمل لو قمت بتوصيل طلبيات جديدة لكازاجراند أو إذا اقتربت من تلك الجنكة أو البيتونيا أو البرفانش أنا وتيم فقط اللذان سوف يعملان هناك هل كلامى واضح ؟
- واضح . هل أفرغ السيارة أم أذهب لتسليم الرياحين لآل هورنبكى ؟
- كيف تتقبل أوامرى بمنتهى السهولة ؟
- إنك أنت المدير
- نعم اذهب لتوصيل الرياحين أنا وتيم سنفرغ الشاحنة
باتسى سوف تقوم بخدمة العملاء . بالمناسبة لماذا لا تدعو باتسى للخروج معك ؟ إنها لطيفة ولكنها لا تمتلك شعرا ذهبيا ولا رموشا طويلة . ولا سيقانا رشيقة - أراهن أن يدى تستطيعان أن تلتفا حول خصر ساندى
- ولكن أرى من الأفضل ألا تخاطر
- إن خصرها نحيف للغاية . لا تقل لى إنك لم تلاحظ
- من الممكن أن أكون قد لاحظت
- من الممكن ؟
- فكر فى الرياحين أفضل ! إن ساندى سميث ليست سوى امرأة من بين ملايين
- إنك ... تعيش كما لو كنت ناسكا
- إن حياتى تسير بشكل طيب هكذا . هل نسيت أن هناك جوان ثم أن ساندى سميث تكبرك سنا
- لقد فقت كل حد يا عجوزى المسكين
- إن فكرة كونها أكثر نضجا منك هى الحقيقة القاطعة
- ولكننى ناضج
- هل هو نوع جديد من النضوج يجعلك تحفر نبات البروفانش على شكل قلب ؟ هيا إلى العمل
- سأسارع أراهن أن مقاس خصرها يبلغ خمسين سنتيمترا أسنانها لالئ وقبلاتها شئ كالصاعقة
أسقط جائيل من يديه إناءين من الزهر فوقعا على قدميه
- هل قبلتها
ابتسم بيتر وعبناه هائمتان
- نعم
- ومتى قد أصبحت علاقتك بها بهذه الدرجة لتستطيع تقبيلها ؟
كان يكره التدخل فى شؤون أخيه العاطفية ولكنه كان متحرقا لمعرفة إجابة هذا السؤال . احمرت وجنتا بيتر من الخجل
- لقد أخذتها بغتة
أخمدت هذه الإجابة النار الكامنة فى قلب جائيل
- ألم يخبرك أحد بأنك تواجه مشكلة
- بلى دائما ما يحدث ذلك
- إلى العمل
- حسنا حسنا هيا بنا
ابتعد بيتر . عاود جائيل تكديس الأوانى ولكن لم يكن يشغل باله سوى ساندى سميث كان مقاس خصرها ولا شك خمسين سنتيمترا أسنانها كانت ذات بياض ناصع كان يتفهم لماذا باغتها بيتر بقبلته . كانت قبلاتها ... شيئا كالصاعقة
مر أسبوع بدا جائيل ينسى بيتر وكازاجراند
فى صباح يوم الثلاثاء كان يراجع حسابات اليوم السابق قبل فتح الأبواب دق جرس الهاتف
- نعم هنا مشاتل لندن
- تعال لتأخذ أخاك
- آلو
- جائيل لندن
- ساندى سميث ! أوه لا لقد أوصيت بيتر بعدم الاقتراب
- إنه الآن يدق نافذة المطبخ لأنى رفضت أن أفتح له الباب تعال لتأخذه
- لو تركته يدخل باستطاعتى محادثته تليفونيا
- مستحيل ! إنى آسفة لاضطرارى أن أقول لك هذا ولكن هناك جانب تجهله فى أخيك . إنه لاقى صعوبة فى إبقاء يديه إلى جانبه
أرفض أن أفتح له الباب
- سوف آتى لأخذه وأستدعى مدام فنستر ومسطرينها
- هناك سيدة عجوز تنظر من النافذة معه
- واحدة من النزلاء ؟
- لا لم يسبق لى رؤيتها . وهى ترتدى نظارات ذهبية . تضع رموشا صناعية طويلة . شعرها رمادى اللون . تضع غطاء رأس غريبا مثبتا به نجم فضى وتحضن بين ذراعيها قطا أصفر
- ساندى سأحضر إنها جدتى



الفصل الرابع



ارتفع صوت شئ يفتح وضعت ساندى السماعة بعنف وألقت نظرة على المطبخ . من وراء النافذة كانت جدة جائيل لندن تشجعها بابتسامة عريضة على الاقتراب
ارتفع صدر ساندى بتنهيدة قوية ثم قررت مواربة الباب
- قال بيتر وهو يحاول أن يفتح لنفسه طريقا . صباح الخير ساندى أقدم لك جدتى ليلى لندن
- كيف حالك سيدة لندن ؟.
كانت السيدة العجوز ترتدى حذاء ذا كعب معدنى وسروالا على شكل جلد النمر وقميصا ورديا براقا وكانت تحمل بين ذراعيها قطا سمينا لونه أصفر
قالت ليلى : أحب أن أشاهد الدار إذا أمكن
- أعلن بيتر والسعادة على وجهه : إن جدتى تفكر فى الالتحاق بالدار
شعرت ساندى بانقباض بمعدتها
- سأحضر المفتاح
تذكرت جدتها . أنها قد تلقت مكالمة تليفونية يوم الجمعة الماضية من سيدة تدعى مدام والتر لندن وكانت مهتمة بكازاجراند
كانت ساندى قد أخبرتها بأنه لن يكون هناك سوى غرفتين شاغرتين فقط ولكنها لم تنتبه لقرابتها لـ جائيل
- إن لك شعرا رائعا يا آنسة
- نعم أقر بيتر
- شكرا سيدة لندن
0 لقد اقتنعت بعد مكالمتنا التليفونية القصيرة يا آنسة سميث إلى جانب بأن فى استطاعتى إبقاء باتو هنا
- نعم . نحن نسمح بوجود الحيوانات الصغيرة . ولكن ليس الكلاب السمينة
- أوه .. ليس عندس كلاب سمينة . إن صغيرى باتو المسكين لا يمكنه تحمل ذلك
كانت ساندى تحرص دائما على أن يكون وضع السيدة العجوز بينها وبين بيتر
- الغرفتان اللتان يخصانك مكانهما فى هذا المبنى الأحمر
كان هناك صوت باب سيارة يغلق من خلهم ولكن ساندى كانت مستغرقة للغاية بشكل لا يجعلها تنتبه إليه
وقفت عند عتبة باب الشقة وهى تشعر بالاضطراب
فى البداية كانت الأشجار ثم الأزهار وها هو ذا بيتر الآن يريد إدخال جدته إلى كازا جراند وقعت حلقة المفاتيح من يدها
هم بيتر ليلتقطها وانتهز فرصة إعطائها لها ليشد على يدها
- إن ليلى تفضل السكن معك هنا بدلا من أن تكون حدها
- مدام لندن هل تتفضلين بسؤال ابنك أن يترك يدى ؟
- قال بصوت جهورى : اتركها لحالها وإلا ضربتك
صاح بيتر وهو يرجع خطوة إلى الوراء :
- جائيل لست هنا بصفتى من شركة المشاتل إنى أرافق ليلى
رغم موقفه الغريب كان جائيل يشعر بمصداقية فى كلامه
- ليلى ماذا تفعلين مع ذلك الأبله ؟
- قالت السيدة العجوز : جائيل لا تصرخ فى أذن جدتك المسكينة فأنت تعلم أن ذلك يضرنى ثم إن باتو لا يتحمل سماع هذا الصوت الذى ينبئ بأنه سوف تكون هناك معركة
- سأل جائيل : ساندى ماذا يفعلان هنا ؟
- إن جدتك تفكر فى الانضمام إلى كازاجراند
- ما هذه القصة ؟ ليلى إن لك منزلا يخصك
- قاطعته ليلى والدموع فى عينيها : جائيل ، أحيانا تكون صورة طبق الأصل من والدك
لقد مللت العيش وحدى ولقد فكرت فى أن أجرب هذا الحل بعض الوقت . ولو ناسبنى هذا الوضع الجديد سوف أقوم ببيع منزلى
سألها جائيل بنبرة أرق :
- هل تعتقدين حقا أنك سوف تكونين سعيدة هنا ؟
- على كل حال سوف أخوض التجربة ... كانت آنسة سميث قد حدثتنى عن وجود مركز للهوايات هنا وأوتوبيس ينقل النزلاء لنقل مشترياتهم ثم إنها أخبرتنى عن حفاوة الناس هنا ودماثة خلقهم .
- لم أعرف أنك قد رتبت كل شئ
- إن صغيرى بيتر هو الذى اقترح على
- كان يجدر بى أن أستنتج ذلك
- قال بيتر : باستطاعتى مساعدة ليلى على الانتقال إلى هنا
- رد جائيل ببروده : وتقوم بزيارتها باستمرار
- أوه نعم ، لقد وعد بأن يمر لزيارتى عدة مرات أسبوعيا
إن مشاتلكم ليست بعيدة عن هنا . سيمكنه الحضور لتناول الغذاء معى ، أنت أيضا - اقترحت وهى تربت بحنو على صدر جائيل - هذا سيجعلك تغطين العظام الكبيرة
تبادل جائيل نظرة مبتهجة مع ساندى
- قال على الفور : بيتر سوف نتناقش بهذا الشأن لاحقا
- وقتما تشاء ليلى هيا لنرى جناحك
قال بيتر وهو يتقدم داخل المنزل
- أمسك يا عزيزى احمل باتو دقيقة
دست ليلى الحيوان بين ذراعى جائيل وذهبت وراء بيتر ظهر الضيق على الحيوان فخدش ذراع جائيل الذى أخذ يدمدم من الغيظ ، همت ساندى لنجدته وأخذت القط الذى بدا كمن وجد ملاذا على كتفها
- إنك مروضه وحوش ماهرة
- ليتنى أستطيع ترويض أخيك . يبدو أنه سيجول فى المنطقة من الآن فصاعدا بشكل مستمر
- سوف أتحدث معه . لقد كنت أجهل تماما - أنها تعتزم الإقامة هنا
- لو أنها غير مستريحة فى منزلها . إذن فعليكما أن تبتهجا لقرارها . أحب أن تأتى جدتى أنا أيضا للإقامة هنا عما قريب سوف توضع فى لائحة الانتظار
- أوه ... إن سيدة لندن لشخصية فريدة من نوعها لقد ذكرت والدك
- إن بينهما قدرا بسيطا من النقاط المشتركة
إن والدى لهو مثل جدى خلق للعمل ، إنه لنوع من الرجال الجديرين بكل احترام ليلى تمتلك سيارة سبور صغيرة ودراجة بخارية حتى هذا الوقت . لم ننجح إلا فى منعها من السير فى الشوارع المزدحمة بدراجتها تلك . فضلا عن أنها لا يجب أن تقود سيارتها
إننا جميعا سوف نشعر بالارتياح لأنها من اليوم سوف تستعمل أوتوبيسك الصغير
إذن هكذا لم يجعلك أسم لندن تنتبيهين لشئ لقد اعتقدت أنى قد أثرت فيك بعض الشئ
كانت ساندى منشغلة بمداعبة القط
- نعم . نعم ، اطمئن ولكن كن صريحا من فضلك
أنت أيضا لم تفكر فى أبدا
- أتمزحين فى كل ساعة من ساعات النهار أظل أسمع عن شعرك الطويل ، عن خصرك النحيل الذى يبلغ محيطه خمسين سنتيمترا بالتقريب
- كفى
- إن ذلك لن ينتهى فعلا . بالمناسبة ما قولك فى تناول العشاء معى مساء الجمعة
- أجابت بشئ من الأسف : شكرا ولكن لن أستطيع
لقد قمنا بتنظيم رقصة شعبية إن وجودى لضرورى جدا
- خسارة سوف أبذل قصارى جهدى بشأن بيتر
عندما أفكر أن ليلى عاشت بنفس المنزل مدة خمسين وأربعين سنة ...
- إن كازا جراند لمكان جذاب . إنه ليس بمصحة ولو إن جدتى ترفض التسليم بأن هناك فرقا بينهما
- غير أن وجودك سوف يشكل عاملا مهما
- لا هى يئست من أن يأتى اليوم الذى أذهب فيه للعيش معها
- قال بتنهد : اه الحكايات العائلية
- حسنا ، سوف أدخل الآن ... سأصحب باتو . يبدو سعيدا كملك
- باتو وبيتر إن لك تأثيرا كبيرا على الرجال والقطط معا
- ليس على الرجال ، على طفل كبير . قالت بمرارة
- لا ، لا أنا أرى أن لك تأثيرا على الرجال . سوف أرافقك
سوف آتى باستمرار لرؤية ليلى لو أنها قررت البقاء فى ظرف أسبوعين ستكون قد وضعت نظاما جديدا للحياة بكازاجراند
- رائع إننا نكون دائما فى حاجة لهذه الحماسة أحيانا أجد صعوبة فى محاولة إيجاد تغيير فى حياة النزلاء
- مع ليلى ، ستضمنين جوا حميما
كيف حال أشجار الجنكة
- بأحسن حال - فى الحقيقة كل شئ فى تحسن وأنت تحسن إبقاء أخيك بعيدا بعض الشئ ، هل سيقيم معها ؟
لا سوف أقوم بإعطاء فكرة لـ ليلى سوف تتفهم
لن تستسيغ رؤيته يلاحقك . إنها شخصية إيجابية جدا . سوف تجد طريقة للسيطرة على الوضع
كانا قد وصلا إلى الباب
نظرت ساندى إلى بعيد
- ها هما
كان بيتر يبتسم ابتسامة عريضة :
- سوف أصحبه معى ، ألا تودين الخروج بعد الرقصة الشعبية ؟ بإمكاننا الذهاب لتناول مشروب
- آسفة ... عندى موعد
لو لم أطرح عليك السؤال لما ذكرت ذلك
كررت أسفها
كانت له أطول رموش رأتها لرجل . كان ذلك يضفى رقة على مجهه المربع
ولكن بيتر وليلى كانا قد جاءا للانضمام إليهما
استعادت العجوز قطها
- إن تلك الشقة الصغيرة لرائعة حقا . لا أستطيع أن أصبر حتى انتقل إلى هنا . ثم يبدو على باتة أنه قد وقع فى حبك ، هو لا يمنح حنانه بسهولة لأى شخص
- قالت ساندى بشئ من الضجر : هل تودين التوقيع على الأوراق الآن ؟
- نعم متى أستطيع الانتقال ؟
- إن الشقة الصغيرة جاهزة . مجرد توقيع وشيك وأسلمك المفتاح وتصبحين فى بيتك
- رائع سوف أقوم بعملية تعارف واسعة
دخل الجميع إلى حجرة المكتب ، تمت الصفقة وتفرقوا بعد ذلك
وقفت ساندى تنظر من النافذة فترة وهى تفكر
ماذا كان سيحدث لو أنها استطاعت قبول دعوة جائيل




________________________________________




خلعت ساندى نعليها ، وألقت بمفاتيح الأتوبيس على الخزانة ، كانت قد رجعت لتوها من جولة فى المركز التجارى بصحبة العديد من نزلاء كازاجراند
ألقت نظرة عابرة من النافذة واتسعت عيناها وهى تلمح جائيل يعبر الحديقة فى طريقه إلى مسكنها
كان يمشى بخطى واثقة ممسكا بيده ورقة . كانت تبدو على وجهه علامات الثورة مما أقلق ساندى
بدأت تشعر بأنها قد نالت من المتاعب ما يكفيها من آل لندن
هى أيضا كانت عندها شكاوى لتعرضها
ما إن فتحت الباب حتى شعرت بثورتها تتلاشى
لقد ظلت طوال الأسبوعين الماضيين تحاول إبعاد جائيل لندن عن تفكيرها . ولكن على أية حال كان عليها أن تعترف بأن له أكثر العيون جاذبية فى العالم . رأته ينظر مطولا لقميصها القطنى الأصفر ، لقدها الرشيق وسروالها الجينز الباهت وقدميها العريتين
- هل تود أن تأخذ لى صورة
- اعذرينى ، لقد تركت نفسى أسرح فى جمال المشهد . كنت أقوم بعمل الحسابات فاكتشفت أن بيتر قد انفق معظم راتبه على نباتات مختلفة
- وهل جئت إلى هنا لتخبرنى بذلك ؟
أخذ جائيل ينقل بصره على كتلة الخضرة التى كانت تغطى الممرات وألقى بنفسه فوق الدرابزين وانزلق عليه
- ألا تستطعين إرجاعها ؟
- لقد حاولت ، لقد نقلت بواسطة سيارة الشحن التابعة لكم والسائق يصر على أنه مضطر لتسليمها لى . حاولت توزيعها على النزلاء ولكن نباتاتكم كبيرة ومتشعبة وشققنا ليست كبيرة المساحة ولا أستطيع أن أتركها تموت . لقد أهديت منها إلى بعض الأصدقاء وبعضا آخر إلى الكنيسة إننى أفكر حتى فى فتح منفذ بيع ولكن سوف يشجع أخاك على التطفل ثانية
- إن هذه الطريقة لن تجدى فى شئ
- أنا دهشة لأنك لم تفلس وتغلق مشتلك حتى الآن ونصف مخزونك عندى ، هل تؤد رؤية ما بالداخل ؟ تفضل
خطا جائيل بخفة فوق سجادة المدخل الحمراء ، توقف فجآة عند مدخل الصالون من شدة الحيرة ، كانت النباتات الخضراء المتسلقة تغطى المدفأة وآنية الزهور تكاد تخفى الأرضية الخشبية
- والآن هل هذا هو كل ما تستطيع قوله ؟
- أنا مذهول لم أر شيئا كهذا من قبل
- وأكثر من ذلك ، إن أخاك لا يضيع فرصة لزيارة ليلى هو يقوم بمهمة الترفيه عن باتو هل سبق لك أن رأيت أحدا يخرج للتنزه معقط واضعا طوقا فى رقبته .
- كثيرا فعلت ليلى هذا ، إنها لتضعه وراءها فوق الدراجة البخارية
- لو بدأت فى الضحك سوف ألقى بواحدة من آنية الزهور تلك فوق رأسك
- أنا آسف ولكن يبدو لى أن بيتر قد فقد السيطرة هذه المرة
- إنه يقوم بالدوران عشر مرات حول المنزل مع القط عندما كنت عائدة مساء السبت
- كنت أعتقد أن ذكرى الشخص المقيم بواشنطن تمنعك من التعامل مع رجال آخرين
- تمتمت : أنا أتكلم كثيرا ، ولكن هذه هى الحقيقة
- لقد خرجت بصحبة أحدهم منذ أسبوعين بالتحديد ويبدو أنك بدأت تتخلصين من سيطرة السناتور
- وكيف علمت بأمر السناتور
- إن بيتر هو الذى أخبرنى . هل وقعت أنت فى حب واحد من الرجال الذين تواعدينهم ؟
بالمقارنة بشخص المفروض أنه حضر للنقاش بشأن النباتات فإنك قد أصبحت فضوليا جدا . الرجال الذين أخرج معهم ليسوا سوى أصدقاء
وهذا الذى كنت بصحبته يوم السبت الماضى قد اختفى فجأة من مسرح الأحداث ، فهو يعتقد أنى أواعد بيتر
أطرق جائيل وحك طرف حذائه بالسجادة
- ليس هناك ما يضحك فى هذا الأمر يا سيد لندن
- لا تشغلى بالك
- إذن كف عن الضحك فى سرك عندما أخبرك أن جيف لم يتصل بى منذ أسبوعين وكليف كاد يتعارك مع بيتر
- كليف .. جيف ... بيتر .... يا لها من حفنة
- أصدقاء ... أعرف كليف من أيام الدراسة وأذهب إلى الكنيسة مع جيف ولكن لماذا بحق السماء يجب على أن أقدم لك تقريرا مفصلا عن نزهاتى ؟
- إن هذا ليروق لى جدا
- أجابته كاذب - برغم وميض التحدى الذى استطاعت أن تلمحه فى عينى جائيل
- من الممكن أن تقنعى بيتر باستحالة خروجك معه متعللة بأنك مفتونة بواحد من هؤلاء الأشخاص
- لا إن بيتر لمختبئ على الدوام داخل شجيرة أو تراه ينزه القط إنه يسمع كل حواراتنا ، فكل وداعنا أمام المدخل وهو يعلم جيدا أننا لسنا سوى أصدقاء
- إنه لا يقودنى للجنون
- كنت أعتقد أن ليلى أستطاعت ردعه
- صاحت ساندى وهى ترفع يدها للسماء :
- جدتك ! إنك تتكلم عنها كما لو كانت نجدة ، لقد تحدثت إليها :
إنها لا تقل جنون عن بيتر ، لقد ربتت على ركبتى وهى تقول : إنك المرأة المناسبة لهذه العائلة
- أقالت ذلك ؟! من المستحيل أن تكون قد واقفت على خروجك مع بيتر إنه يتصرف كصبى فى الثالثة عشر بينما أنت ....
قطع حديثه فجأة وانفرج حاجباه ونظر إلى ساندى نظرة الباحث عن شئ ما ، أدركت الشابة فى تلك اللحظة فقط أى الحفيدين كانت تقصده ليلى فشعرت بالندم لأنها تحدثت فى ذلك مع جائيل ، وأخذت تبحث عن طريقة لتغيير مسار الحديث ولكن بلا جدوى
- سأل جائيل : ماذا قالت غير ذلك ؟
- لا شئ ذو أهمية
- لماذا لا تأخذ معك بعضا من اوانى الزهور ؟ فتقوم ببيعها ! أو إعطاءها إلى سائقى السيارات : ومن حق أولعشرة زبائن الحصول على إناء مجانا
- ساندى ماذا قالت ؟
- كف عن التحديق إلى هكذا ! لقد قالت ....
- لم أسمع جيدا
- قالت : إنى امثل هبة لعائلتكم
- لا !
أقترب منها فغمر عطره المميز الشابة من جديد
همست : إن لك رائحة عطرة دائما ، كان قريب جدا منها
وكانت ساندى تتنفس وهى كالمنومة مغناطيسيا من تأثير عينيه
- ساندى لقد ! كان ضمى لك بين ذراعى شيئا عذبا جدا جدا .....
التفت يداه حول خصرها وحنى رأسه وانغلقت شفتاه على شفتى الشابة . كان ذلك رائعا كأول مرة وقد يكون اروع
اغمضت ساندى عينيها ووضعت يديها المضطربه حول جذع جائيل ، كان يضمها بقوة إلى قلبه
فى تلك اللحظة ترك جائيل وساندى الصداقة وراءهما
فجأة ، سمعت صوتا . ابتعدت وتعلقت بذراعى جائيل من تأثير الدوار
- أتسمع ؟
كانت ليلى تقف قبالة النافذة وينقر ظفرها الزجاج
- ليلى ! تبا !
اتجه جائيل نحو الباب ، ولكن كانت ليلى قد انطلقت بدراجتها البخارية . ابتعدت وصوت محرك الدراجة يحدث فرقعا كبيرا
- قال جائيل وهو يراها تختقى : لماذا فعلت ذلك بحق السماء ؟
حل شعور بالاضطراب داخل ساندى محل الشعور بالسعادة
هى لا تقل جنونا عن بيتر ، لا يكفيها أنها تريد أن أخرج معه ولكن تريد أيضا أن تمنعنى من تقبيلك
- ألا تلقى هذه الفكرة بعض القبول من جانبك ؟
ماذا حدث لروح الفكاهة التى كنت تتمتع بها ؟
- أمقت أن أقاطع وأنا منهمك فى إعطائك قبلة تصل إلى أعلى درجات الغرام
أشاحت بوجهها حتى لا تضعف أمام عينيه الزرقاواين
- كنت أحدثك عن بيتر قبل هذا الاستطراد
- اتسمين تقبيلى لك استطراد ؟ وماذا لو وودت الاستطراد من جديد ؟
- لتعلم ، أنه لم يبعث إلى بالنباتات فقط . اتبعنى
لم يجد جائيل خيارا آخر سوى أن يتبعها إلى المطبخ : كانت هنا خمس علب شكولاتا مكدسة فوق الطاولة
- تبا ! هذا الصبى ينفق كل أمواله عليكى . هناك فتاتان تركتا رسالة له هذا الأسبوع . غير أنه يبدو أنك لست ! الأولى التى يتعلق بها
- يجب عليهما أن يتصلا هنا :
استطيع تقديم الزهور والحلوى لهما
لا أستطيع تقديمهما للنزلاء لأن معظمهم قد أمتنع عن تناول السكريات . خذ علبة قالت ليلى : إنك فى حاجة لأن تسمن قليلا
- هل تجديننى نحيفا للغاية ؟
- ليس كثيرا
- لن تتأكدى مما تقولينه
فى تلك اللحظة شعرت ساندى بالحرج وأوشكت أن تحمر خجلا كما لو كانت لا زالت طالبة
- من فضلك ، حاول أن تفعل شيئا من أجل بيتر ، لقد حاولت أن أنصحه بالتعقل . وحاولت معه بالشدة ، ولكن ضاع كل ذلك هباء . إنه أكثر عنادا وصلابة من بغله عجوز . ولا أستطيع إيجاد طريقة لأتخلص منه
- أعتقد أن هناك وسيلة لتحقيق ذلك . فلو قبلت الخروج معى فترة ، وجعلناه يعلم بذلك ويعلم أيضا أنى شغوف بك إلى درجة كبيرة ، فسوف يوقف هذا العبث
- أوه ، لا ! لا يمكن
- ولكنه حل نموذجى
بهذا الاقتراح بدا وكأنه يضع تحديا خفيا بينهما
شعرت ساندى ، بقلبها يضطرب أمام عينيه الزرقاوين اللتين كانتا تحثنها على القبول
- والحسناء ذات الشعر الأحمر ؟
- سوف أشرح لها الأمر ، إن عقلها متفتح ، ثم هناك هذا الشخص الآخر الذى تخرج معه أحيانا
- ولكن ماذا عن كليف ؟
- اشرحى له الأمر . أنه صديق وسوف يتفهم
- ولكن جيف لن يتفهم
- أظن أنك أكثر من مجرد صديقة بالنسبة لجيف
- هل تعتقد حقا فى نجاح هذه الفكرة ؟
- أنا متأكد تمام التأكد
ابتسمت وهى تشعر ببعض الاضطراب لهذا الغرض
- ولكن كم من الوقت سوف تستغرق هذه الكوميديا الصغيرة ؟
فيجب أن أعلم كليف وشيب
- من شيب هذا !
- صديق آخر
- هل لديك أصدقاء بهذه الكثرة ؟
إنهم جميعا أصدقاء أعرفهم منذ وقت طويل . والآن ، كم من الوقت سوف يستغرق هذا ؟
- على الأقل أسبوعين أو ثلاثة
- إننى حقا على وشك الانهيار - لم أترك بابا إلا طرقته
- شكرا على أية حال ! لنقل أنها سوف تستمر أربعة أسابيع
- يا لها من تضحية !
0- أنا على إستعداد دائم لنجدة أى آنسة واقعة فى ضيق . أربعة أسابيع - هذا إذا تمت العملية سريعا ولكن يجب علينا أن نكون مقنعين جدا حتى يصاب بيتر باليأس
- هل عندك النية لإهدار وقتك بهذا الشكل ؟
- كلما كان إقتناع بيتر بأن هناك أمرا بيننا كان تخلصك منه أسرع
- وهكذا تستطيع العودة إلى جوان . هل أنت واثق باتساع إفقها
- إن حياتى ملك لى وحدى . انتظرى ، سوف أريك شيئا
رفع سماعة التليفون وأدار القرص
- ما هذا ، انتظر ! لا أنوى سماع ما تقوله !
- جوان زيلنسكى من فضلك
-إنها مخابرة شخصية ، لن ...- سوف أجعلك تحديثينها
- لا !
- صباح الخير جوان ، هل إزعجتك ؟
اضطرت ساندى من شدة الاضطراب أن تترك الحجرة وتحتمى بالصالة . وبعد بضع ثوانى ، لحق بها جائيل
- لقد تفهمت الموضوع جيدا وترسل لك بتحياتها . إنها على موعد مع أحدهم مساء الجمعة
- أشعر بالارتياح لعلمى بأنها لا تتندم على فقدك
- شكرا مرة أخرى
- لقد أحسنت فهم قصدى
- إن جوان لترانى خلقت للعمل مثل أبى ، وأشعر أنها سوف تعطينى أجازة عما قريب
- هل خلقت حقا للعمل ؟
- أجاب : لا أعلم . لم أعتقد يوما فى صحة ذلك ولكن لكى أكون صادقا فإن على الاعتراف بأن المشاتل تستغرق جزءا كبيرا من وقتى منذ بدأت العمل بها فى شهر يناير ( كانون الثانى ) الماضى
أحاول جاهدا أن أحقق نجاحا ، ولكنه عمل له طابع موسمى خلال فصل الشتاء ، يكون العمل نصف الوقت فقط . بالمناسبة ، إن هذا سوف يزيد صعوبة الأمر بالنسبة لنا أننى أعمل ساعات إضافية فى المساء وبيتر أيضا تأكدى من عدم حضوره إلى كازاجراند فى غيابى
- إنها يتناول فطوره وغدائه وعشائه مع ليلى
- إذن سوف يكون علينا أن نتناول طعامنا معا بقدر الإمكان . لا يساورنى شك فى حرصك على أداء اللعبة على أكمل وجه ، أليس كذلك ؟
- ولكنى لست طباخة ماهرة
- سوف أحضر أطباقا جاهزة ، سنركز اهتمامنا على بيتر وحده إنها المغامرة الأكثر غرابة فى حياتى
- ولكننا نلعب بالنار ، أنت وأنا عندنا أعمال تشغلنا إلى جانب أنه ليست لدى النية أن أخرج بعد هذه الأربعة أسابيع بقلب محطم
- أحيانا يتحتم علينا أن نجازف ، لقد قمت بمجازفة عند ما قررت إنشاء شركة مشاتل لندن ، ثم إننى معرض أنا الأخر للخروج بقلب محطم من هذه اللعبة
- إن هذا ليدهشنى . إنك أكثر صلابة وأكبر سنا وأكثر خبرة منى
- سوف أعمل على أن أظل متماسكا
رن جرس الهاتف ، رفعت ساندى السماعة لتلتقى بصوت جدتها
- ساندى ، إن مصابيح الصالون لا تعمل
- قالت ساندى لجائيل : بإذنك دقيقة
داعب خدها ثم عنقها . أدركت الشابة فجأة أن مفهومها للاتفاق الذى بينهما ليس واحدا
- ساندى هل ما زلت هنا ؟
- ماذا ! أوه ، نعم يا جدتى هل تريدين أن أبعث إليك بكهربائى ؟
- هل ستفعلين ؟ وما رأيك أيضا بقضاء الليلة عندى ، لن أستطيع السماح للكهربائى بالدخول وأنا وحدى
- إن مستر تومبكينز فوق مستوى الشكوك . إننا نتعامل معه منذ سنوات
- ساندى . تعالى من فضلك . سوف أموت خوفا لو بقيت وحدى معه فى هذا المنزل الكبير
- وهو كذلك
- هل تستطعين شراء لتر من اللبن وخبزا وأنت فى طريقك إلى ؟
- سوف أتدبر الأمر ولكنى أذكرك بأن مستر تومبكينز قد لا يستطيع المرور عليك اليوم
أغلقت الخط وظلت سارحة برهة
قالت أخيرا :
- أتعلم أننا نلقى بأنفسنا فى مغامرة لا نستطيع التكهن بعاقبتها
- إنى أدرك ذلك
- وهل ستغين إلى ؟ جائيل ، أريد أن يكون كل شئ واضحا بيننا
- نعم يا سيدتى الصغيرة ، كلى آذان مصغية
- لقد قبلت الخروج معك ، ولكنى لم أقبل أن يكون بيننا ارتباط
كل ما فى الأمر هو محاولتنا إقناع بيتر بأن هناك شيئا كبيرا بيننا
- سنقنعه بذلك ... وبذلك فقط
- فى الواقع ، أنا أمرأة من الطراز القديم
- حقا ؟
منحها قبلة أكثر اجتياحا عن ذى قبل
- قالت وهى تلتقط أنفاسها : رباه ، إنك ... إنك تعرف كيف تقبل امرأة
- الأربعة أسابيع القادمة تنبئ بأنها سوف تكون مدهشة
- لقد شعرت بنفس الشئ يوم صعدت إلى دور فى مبنى الإمباير ستيت
هناك حاجز عال ورؤية مدهشة . سعادة وغموض
- إنهما كلمتان نادرا ما تجتمعان
- إن هذا الشهر مدة قصيرة لمعاناة حقيقية
- إنك محق تماما
ولكن كان بداخلها شعور غامض بأن حياتها لن تصبح كما كانت عليه قبل ذلك الشهر . لقد تخطيا نقطة اللارجعة منذ أول قبلة لهما
هل أنت متخوفة ؟ تفضلين إبقاء بيتر معلقا بك ؟
- لا بحق السماء ! لست ختئفة . فأنا أحاول فقط تقدير حجم المخاطرة
- ليست هناك مخاطرة يا ساندى ، والآن تعالى لتعطينى قبلة تحت شجرة الجنكة
أخذها من يدها وخرجا إلى الحديقة ، اتخذا وقفتهما تحت شجرة الجنكة ، فهمت ساندى الغرض من هذا التصرف
السيارة القديمة الخاصة بـ بيتر كانت قد توقفت أمام مسكن ليلى أحاط جائيل خصر ساندى بذراعه
- قالت :
- لقد جاء ليتناول طعام الغذاء
- من ؟
- أخوك بالتأكيد ، ألم تسمعه عندما وصل ؟
- لا . بصراحة لم أكن أفكر فيه مطلقا
- إذن لماذا جئنا إلى هنا ؟
- إن هذا المكان يعجبنى . أنت نفسك قلت ذات مرة إن أشجار الجنكة بها شئ غامض
التحمت شفتاهما بينما هزت نسمة رقيقة أوراق الجنكة كما هزت خصلا شعر ساندى الأشقر
قطعت صيحات عالية عليهما عناقهما
- لقد كنت متأكدا من ذلك ! كنت متأكدا
خطت ساندى إلى الوراء ورأت بيتر يجرى نحوهما مهددا .



 
 

 

عرض البوم صور fati_mel  
قديم 09-05-11, 07:01 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 224624
المشاركات: 744
الجنس أنثى
معدل التقييم: fati_mel عضو ذو تقييم عاليfati_mel عضو ذو تقييم عاليfati_mel عضو ذو تقييم عاليfati_mel عضو ذو تقييم عاليfati_mel عضو ذو تقييم عاليfati_mel عضو ذو تقييم عاليfati_mel عضو ذو تقييم عاليfati_mel عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 941

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
fati_mel غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : fati_mel المنتدى : الارشيف
افتراضي

 



الفصل الخامس



قال جائيل وهو منشرح
- أوه ! ها هو ذا الأخ الأصغر ثائر . ولكن . ليست لدى أية رغبة فى التخفيف عنه . سيتطلب ذلك جهدا كبيرا بغير داع . أخبره بأننا نتواعد
- أنا ! جائيل لندن ؟ أتتركنى أواجهه
جرى جائيل ناحية سيارته . ارتمى أمام عجلة القيادة وانطلق بأقصى سرعة ، استطاع أن يتبين أخاه فى المرآة وهو يجرى فى اتجاهه مهددا
رجع بيتر إلى ساندى التى اكتفت بهز كتفيها غير مكترثة
- إذا كنت تود الحديث فى هذا الأمر فليكن مع أخيك
- لا يمكنك أن تكونى عاشقة له
صعدت الدرجات المؤدية للمدخل ولكنه سد عليها الطريق
- أنت وجائيل ستخرجان معا الليلة ؟
- أجابت وهى تحاول عبثا تفاديه : لا
- مساء الجمعة .
- منالجائو . شكرا على هدايا هذا الصباح ، ولكن من فضلك لا ترسل إلى أزهارا مرة ثانية - إننى لا أكاد أستطيع الدخول إلى منزلى
سمعا صوت محرك دراجة بخارية ثم لمحا ليلى وهى تسير بزهو داخل الممر وهى تحكم سيطرتها على مقود دراجتها الباخارية
كان باتو جالسا فوق الصندوق
قالت الشابة :
- يجب أن أذهب الآن
- ساندى أخرجى معى الليلة
- آسفة ، أنا على موعد مع سيد بايتون وسيدة فنستر وليلى
- هل تعنين أن هناك سهرة ؟
- إنك تقضى سهراتك لتنزه فترات قطا فى عنقه طوق
- انا أفعل ذلك بهدف رؤيتك
- صباح الخير ، ليلى ، انظرى إن بيتر يتحرق شوقا للنزهة مع باتو
- سوف آتى حالا ليلى
- عزيزى بيتر ، تعال لتأخذ باتو إنه بحاجة لتنشيط ضلات ساقيه ، ثم تعال لتساعدنى فى حمل هذه المشتريات
- ولكنك لا تحملين سوى تلك الحقيبة الصغيرة ...
- أيها الشاب . هل ستظل هكذا ترفض إسداء خدمة لجدتك العجوز ؟
- لا يا سيدتى ، سآتى سآتى
بقلب مطعون حمل بيتر الحقيبة بيده وتبع ليلى حتى مسكنها . وجهت السيدة العجوز نظرة سريعة إلى ساندى أغلقت الشابة الباب خلفها واستندت إليه وهى تغمض عينيها .أربعة أسابيع لو تستطيع فقط إيجاد وسيلة مؤكدة النجاح لتحمى قلبها ! فقبلات جائيل تحدث اضطرابا فى نفسها يجعلها تتمايل ، ولكن قد تكون فى حاجة لذلك لتقتلع آخر ذكرى لـ لوك فى نفسها
كانت هناك قوة لا تقهر تجذبها لـ جائيل وتجعلها تتجاوب معه ومع أية كلمة تصدر عنه كما لوك كانت سحرا
كانت تعرف لوك منذ أيام الطفولة ولكنها ورغم صعوبة نسيانها له - لم تشعر تجاهه أبدا بذلك الانجذاب الغريب
اتصلت بالكهربائى ثم أعدت لنفسها طبقا من الخضروات
ما كادت تجلس لتأكل حتى دق جرس الهاتف
- صباح الخير مرة أخرى !
- يا لك من جبان
- إنى أكره العنف ... خاصة عندما تكون صحتى مهددة
- لن تكون فى نجدتى فى الأربعة الأسابيع القادمة إذا طلت تتصرف بهذه الطريقة
- هل كان ذلك صعبا ؟
- نعم حتى هرعت جدتك لنجدتى ، أى فارس تظن نفسك وأنت تترك الفتاة وحدها أمام التنين ؟
- نظرة واحدة من الفتاة إلى التنين ويصبح كالحمل الوديع
كنت واثقا بقدرتك على التصرف . إنك تحاولين فقط أن تشعريننى بالذنب
- يمكن أن يكون كذلك
- هناك أمر كنت أود أن أحدثك عنه ، أصعب شئ فى هذه القصة هو إيجاد الوقت لنتقابل . إنه موسم مزدحم بالعمل وأنا غالبا ما أمكث بالشركة حتى وقت متأخر .فلا أتناول طعام الغداء ولا أكاد أتناول طعام العشاء وأيضا فى أوقات غير مناسبة
- هذا ليس صحيحا
- ولا الإفلاس أيضا ولذلك يجب أن أنجح . لقد وضعت كل مداخرتى فى هذا المشروع
إذن لن يكون عندك وقت إطلاقا للخروج معى خلال هذه الأسابيع الأربعة . لقد بدأت ألاحظ سعة أفق جوان زيلنسكى
- إن كلامك هذا يجرح كبرائى
- هراء
- لنعد إلى حديثنا . لو كان على أن أعمل ليل نهار ، فمتى نخرج معا ؟
- أحب طريقتك فى دعوتى للعشاء ؟
- إنه موضوع يستحق البحث
- أتقصد أنى أنا المشكلة ؟
حسنا . سوف أفر وأنتظرك فى الشركة . وعندما تنتهين من عملك نستطيع الخروج
- سوف أكون على إستعداد للخروج معك
- أوه
- يا له من صوت عذب فى أذنى ! هل ستمرين هذا المساء ؟
- أنا لم أقل هذا المساء !
- هل ستخرجين مع أحدهم ؟
- لا . هذا المساء سأمكث بالدار للعب الدومينو
- إذن مساء الغد
- اتفقنا
- يجب أن أذهب الآن . إلى اللقاء
أقفلت ساندى الخط وهى تشعر بالارتياح
صحيح أنهما كانا يمثلان تلك المسرحية لخداع بيتر ولكنها كانت تتحرق شوقا ، فلم يكن شعورها يستجيب لأى من نداءات الحذر التى كانت تنطلق فى عقلها
فى المساء التالى ، ارتدت ساندى ثوبا من اللون الأزرق الفاتح ونعلا خفيفا . عقصت شعرها إلى الوراء ووضعت مكياجها بذوق فى أثناء كل هذه الاستعدادات كانت تتخيل رؤية ابتسامة جائيل وسماع صوته الدافئ
دق جرس الهاتف
- مساء الخير
- لا أكاد أطيق صبرا . ولكننا غارقان بالعمل بالفعل . ولا أعرف متى سأغلق المشتل . فأنا أبذل قصارى جهدى
- هل تناولت شيئا ؟
- لا . فسوف نذهب لنتناول طعام العشاء معا ، لو استطعت انتظارى ثم أغلق الخط
فى الطريق إلى شركة المشاتل ، قامت ساندى بشراء شطيرتين من اللحم المفروم وزجاجتين من اللبن المخفوق بالشكولاته
عند نزولها من السيارة ، كان جائل برفقة عميل فى حاجة لبعض النصائح ،بشأن أفضل أنواع السماد المناسب لحديقته . أشارت له ساندى بيدها . وبين لها طريق حجرة مكتبه بإشارة من أصبعه دارت ساندى حول طاولة المكتب واستقرت على المقعد الوحيد الشاغر
لم يتأخر جائيل فى الحضور
كان قميصه البنى الفاتح وسرواله الجينز ملطخين بالتراب
انحنى على الطاولة ووضع ذقنه على راحة يده
- هل أنا فى حلم ، أم أنك هنا فعلا ؟
- بل أنا هنا ، ومعى شطائر اللحم المفروم
- عينان خضراوان وشفاه وردية لماذا أكون بحاجة للطعام - إذن
سمع صوتا ينادى منالخارج
- جائيل
تبادل جائيل وساندى الأماكن بسرعة
أجلسها بجانبه واضعا ذراعيه حول خصرها ، ما إن كادت توبخه حتى بادرها بالقول
- أن لا أقوم إلا بواجبى . إن أخى قد وصل
دخل بيتر بالفعل إلى حجرةالمكتب
- جائيل ،لقد رأيت ...
نهضت ساندى على الفور كالمتلبسة بالجرو المشهود
قال بيتر :
- أهلا ساندى ،جائيل هناك كلمتان أود قولهما لك
- تحت أمرك
- لا ليس الآن . ربما فيما بعد . ماذا تفعلين هنا يا ساندى
أجابه جائيل بوقاحة :
- سنخرج معا الليلة
نهض وأجلس ساندى على المقعد ، قطع بيتر الحجرة وركع على ركبتيه إلى جانب الشابة
همس فى أذنها :
- أنك منخدعة فى أخى . إن جائيل ليس سوى زير نساء
إنه متقلب وصعب المراس وقاسى القلب ومعدوم الإحساس إنه مجنون بعمله
- بيتر! إن هذا ليس من الذوق
- هو الذى لا يعرف شيئا عن الذوق ، إطلاقا . إن له عادات غريبة
تدخل جائيل مقاطعا :
- ارحل عن هنا
- أرأيته ؟
قبض جائيل على ذراع أخيه الصغير وقاده نحو باب الخروج
- أذهب لنقل الشجيرات اليابانية
صاح بيتر قبل أن يذهب :
- أنه شخص غرب
- ما وجه الغرابة فى تصرفاتك ؟
- لا شئ بالمقارنة به . أنا شخص عادى للغاية
قالت وهى تتذكر قبلاته
- حقا . نعم
- هل تريننى أخرج عن القاعدة
أحمر وجه ساندى خجلا
قالت :
- تعال لتأخذ قطعة
أخذ مقعدا وأستقر قبالتها
- ما ذلك الاختلاف فى شخصى والذى يجعلك تحمرين خجلا هكذا ؟
- أتحب الشكولاته ؟
- نعم أعشق الشكولاته ولكن أجبيبينى
- هل تأمل فى بعض المجاملات ؟

- إطلاقا
- أذهب لتغسل يديك
- لم تخبرينى بالاختلاف الذى فى شخصى
أجابت بهمس :
- قبلاتك
قال شاكيا وهو يحرك يديه المتسختين
- وتعترفين لى بذلك فى اللحظة التى أنا غير قادر فيها على لمسك
- اذهب لتغسل يديك على أية حال لم تكن دعوة لشئ ما
وعلى فكرة لقد أحضرت بعضا من نباتاتك ، فى السيارة هى لك
احتفظى بها
- سوف تبرد شطائر اللحم المفروم
تناولا طعامهما بسرعة ثم تابع جائيل العمل



________________________________________




اغتنمت ساندى الفرصة لتقوم بجولة داخل المشتل
طافت بين الممرات الطويلة التى وضعت بها الشجيرات والأزهار حرصت على أن تتفادى بيتر الذى كان على أية حال مشغولا بدرجة لا تتيح له فرضة مضايقتها
مرت ساعة الغداء وبدأ الزبائن فى التهافت
بينما كانت ساندى تقف عند مجموعة من الأزهار حتى نادتها إحدى السيدات
سألتها وهى تشير إلى إناء به نبات الخبيزى
- هل ينمو هذا النبات فى الظل ؟
- ليس تماما . لست متأكدة . ولكنى لا أعمل ....
- أود لو أجد زهورا لأضعها على الأرض بالحديقة فى الظل فترة طويلة من النهار
أخذت ساندى تفتش عن أى عامل حولها ولكن بلا جدوى
- أنا لا أعمل هنا . ولكن لدى فكرة عن بعض أنواع تستطيع النمو بصورة جيدة فى الظل . اتبعينى أرجوك
عرضت عليها ساندى بعض الأزهار الصغيرة الحمراء من المجموعة المجاورة
- إن هذه تبقى مزهرة طوال فصل الصيف وأيضا هذه الزهور اليابانية
- هذه رائعة . ألا تعلمين هنا ؟
- لا ، ولكنى سوف أساعدك فى حملها حتى الخزانة . كم تودين منها ؟
- دستة
بينما كانت ساندى تسير وذراعاها محملتان بالآنية ... التقت بـ جائيل الذى كان ينقل جوالات أسمنت
وضعت ساندى الزهور على طاولة الخزينة حيث كانت فتاة صغيرة تقوم بحساب المشتريات
وبينما كانت عائدة لتحضر باقى الأوانى . استوقفها زبون آخر ليسألها عن معلومة . بعد بضع لحظات كانت قد انشغلت بزبونها التالى
صاح جائيل :
- لقد أصبحت موظفة هنا . إنك على دراية بهذا العمل أكبر من معظم العاملين هنا
خلال الساعتين التاليتين كانت ساندى منشغلة مثل باقى العاملين بالمشتل
كانت تحمل آنية شقائق النعمان لتوصلها إلى سيارة إحدى الزبائن عندما وجدت نفسها وجها لوجه أمام بيتر
كان يدفع بعجلة يدوية أمامه
- لقد أخبرتك أن أخى غريب ومولع بالعمل إلى حد المرض . كنت تتحدثين عن قضاء سهرة ها هو ذا قد وضع الأغلال فى عنقك
- إن هذا لا يضايقنى
- أتفضلين هذا على عشاء أو على سهرة ؟
- أحب أن أشعر أنى شخص ذو فائدة
= ولكن ساندى أنا لا يمكننى الاستغناء عنك
أرخى قبضته عن قيادة العجلة اليدوية وأمسك بكتفى الفتاة
- ساندى ! أنا لم أعرف للنوم طعما ولا أستطيع التركيز فى العمل ...
- أيها الشاب . يؤسفنى أن أقاطعك ولكن هلا تكرمت وأحضرت زهورنا ؟
كان هناك ورجان ينتظران على بعد بضعة أمتار ، أمام صندوق سيارتهما المفتوح
- آسف سوف أحضر حالا . ولكنك بالتأكيد تتفهم الموقف . أنا مجنون بحبها
ابتسم الرجل بينما أخذت السيدة تتفرس فى ساندى مما أشعرها بالخجل
كانت أشعة الشمي الأخيرة تلون السماء باللون الأحمر . ثم أخذ الليل فى الهبوط ببطء
أغلق جائيل المشتل فى الساعة التاسعة والنصف - كان يلزمه نصف ساعة آخر للترتيب ولإسداء بعض التعليمات للعاملين
وأخيرا وجد نفسه مع ساندى على انفراد
قالت مشفقة :
- لا بد وأنك مرهق . فى أية ساعة حضرت هذا الصباح ؟
- فى السابعة . كانت هناك طلبيات يجب أن أطبعها
- أعتقد أن على العودة
أخذها من ذراعها
- أنا بحاجة للراحة . لا تذهبى . لنذهب إلى منزلى
أريد أن أخذ حماما وأن أغير ملابسى .. ولننظر ماذا يمكننا أن نفعله هذا المساء .. وأشكرك على مساعدتك اليوم
- بل كان ممتعا . أنا أحب الزهور .... على فكرة ، أنا لم أقم بتفريغ النباتات التى فى السيارة
- أعيدها لمنزلك . سوف نمر بكازجراند لنترك سيارتك بها
- اتفقنا
- إنك حقا سهلة المراس . حبيبة قلب حقيقية
- لن أستسلم لك هكذا مرة أخرى
بعد إيقاف سيارتها بكازاجراند صعدت إلى سيارة جائيل التى كانت تتبعها
بعد عشرين دقيقة ، كانت جالسة فى حجرة الصالون بمنزله ، بينما هو يأخذ حمامه
كانت شقته ذات النظافة المتناهية تشبه واجهة محل للأثاث . حيث كانت جميلة للغاية / ولكن كانت تعطى إيحاء بأنها مهجورة ،حتى أصغر وسادة كانت موضوعة فى مكانها ، النباتات الخضراء لامعة ، المجلات مكدسة بعناية فوق طاولة منخفضة ، على جانبى الأريكة ، كانت هناك رفوق مرتبة بطريقة فائقة ولكن تكاد تخلو من اللمسة الشخصية
ظهر فجأة على مدخل الحجرة . تنفست ساندى بعمق كان شعره ما زال مبتلا ويرتدى قميصا مفتوحا
توقف قلب ساندى الذى كان يخفق بشدة وهى تحدق إليه عندما تلاقت نظراتهما
اقترب منها وحاول أن يضمها إليه . كادت أن تستجيب له ولكنها قررت أن تبتعد
- لست مضطرا لتقبيلى إن بيتر لا يعلم شيئا عن وجودنا معا
- هذا أمر غير موثوق به ، ثم إنى لا أفعل ذلك من أجل بيتر
- لو استمررت فى عناقى بهذا الشكل طوال الأسابيع الآربعة فسوف اعتاد ذلك
- بالنسبة لى شخصيا فقد بدأت أعتاد فعلا
- أسمع صفارة إنذار تنطلق فى رأسى كما لو كنت أسبح فى بحر عميق
- أعتقد أننا قد وقعنا معا فى بحر عميق يوم التقينا
- هل شعرت بذلك أنت أيضا
- إنك لطيفة ولكنك تتكلمين كثيرا
- من الذى يتكلم هنا ؟
قال جائيل ليحم الله أشجار الجنكة بدونها لم أكن لألتقى بك أبدا
أخذت تتأمل أنفه المستقيم ، ووجنته الحمراوين بعض الشئ ، أهدابه الطويلة بشكل لا يصدق
كان وجهه يشع رجولة وجاذبية خطيرة
أربعة أسابيع رددت فى سرها
- إذن . ما الغريب فى شخصيتك ؟
- أسالى بيتر فسوف يسر لإعطائك قائمة طويلة
- لقد قال إنك إنسان بارد وعديم الإحساس
- هل قبلاتى كذلك ؟
قالت ممازحة
- أنا لم أقل هذا بعد
- لا أريد أن أتركك فى حيرة
- الأفضل أن نتوقف عند هذا الحد . لقد تطورت الأمور بشكل سريع والمفروض أنها لعبة منذ البداية . قال جائيل منشدا
تحت شجرة الجنكة تعيش سيدتى ، شجرة من الذهب . قطعة منى
- من قائل هذا ؟
- شاعر مغمور ولعين
- لقد تأخر الوقت وأنت تستيقظ مبكرا - الأفضل أن أذهب سألها وهو يساعدها على النهوض
- هل سنتقابل مساء غد
- كما تشاء
- إذن سوف - نتقابل مساء غد
بعد دقائق قصيرة كانا يتأبطان ذراع بعضهما فى الردهة ووضعت ساندى يدها على كتف جائيل
- لا بد أن بيتر ما زال يجول بين الممرات . هو يحتمى عادة بشجيرة . سوف يسمعك وأنت تتمنين لى ليلة سعيدة قبل أن يخرج من مخبئه ، هكذا يعلم ان الآخرين لم يكونوا سوى أصدقاء
- الآخرين ، الآخرين ... أنا أرتعد خوفا من أن أضيع وسط هذا الحشد من الآخرين
- عزيزى سيد لندن ... إنك تخرج عن النطاق العادى
إنك حالة خاصة ، تأكد من ذلك
- هكذا ! هكذا !
- كفى إشباعا لغرورك . احرص على أن تكون مقنعا
- إن أول خطوة ستكون الأجمل
- بالمناسبة ، هل يتحتم على أن أهنئك على هذا العرض التمثيلى الذى أديته الآن .
- لم أكن أمثل . تتكلمين كما لو كنت لم تلاحظى
نزل من السيارة ودار حولها ليفتح الباب لـ ساندى
قال بصوت له نبرة مسرحية
- ساندى إنك إمرأة فريدة من نوعك
أدركت الشابة أنه قد عاد لأداء دوره ، ولكنها قررت إنتهاز الفرصة سواء كان يلعب دوره أو لا يلعب
لفت يدها حول عنقه
- أوه جائيل ، لقد قضيت ليلة تكاد تكون من الجنة
وقفت على أطراف أصابعها حتى تستطيع أن تقبله
صاح أحدهم
- انتبها !



________________________________________





الفصل السادس







صرخ جائيل وهو يستدير
- أى !
انطلق بتو كالسهم بينه وبين ساندى يتبعه كلب حراسة مخيف الشكل ، قطع بيتر الطريق وهو يقذف رأس الكلب بكتل من الطين
فشلت واحدة من تلك القذائف فى الوصول إلى رأس جائيل الذى انحنى فى اللحظة الأخيرة
إنك تقصد مضايقتى
- أمسك باتو سوف تصاب ليلى بالمرض لو أصابه هذا الكلب بمكروه
بينما كان جائيل يحاول إنقاذ القط المسكين . توقف بيتر أمام ساندى ليمنعها من الحركة
- ألن تحاول غنقاذ باتو
- سيتمكن جائيل من الإمساك به وحده لقد رفضت الخروج معى ولكنه هو - يكفى إشارة منه حتى ...
- من أين ذلك الكلب ؟ أراهن أنك أنت الذى دبرت كل هذا لـ .. ولكن هاهم أولاء يعودون . أذهب لتساعده وإلا فلن أخاطبك طوال حياتى
- حددى موعدا أولا
- أذهب لتساعده
شقت صيحات عالية سكون الليل . ظهرت ليلى بصحبة سيد بايتون ومدام فنستر التى كانت تمسك بمكنسة فى يدها
- باتو ! يا صغيرتى باتو
مر القط بين الواقفين والكلب فى أعقابه همت مدام فنستر بضرب الجيوان بالمكنسة ولكنها أخطأت الكلب وسددت الضربة إلى بطن جائيل الذى توقف فجأة عند ذلك السباق أنثنى وهو يمسك بخصره
فى هذه اللحظة فقط قرر بيتر أن يحل محله
صاح سيد بايتون وهو يمسك بخرطوم مياه ويلوه به فى الهواء
هيا يا فيستو سوف أجهز عليه فى هذه المرة
كانت ساندى قد خفت إلى جائيل
- رباه ! هل تشعر بالألم ؟
رد وهو يسعل
- فقط عندما أتنفس
- يا إلهى ! إنك الشاب الذى كنت قد إنهلت عليه ضربا بالمسطرين . يا لك من مسكين ! لا بد أنك تحقد على بشدة
- أوه لا لا تعتقدى ذلك
- تعال اجلس على الأرجوحة
كان صوت ليلى ما زال يدوى فى الليل ، حتى إنه كان يعلو نباح الكلب
ساعدت ساندى جائيل على الجلوس فوق أرجوحة الحديقة
- يجب أن تنضم مدام فنستر إلى فريق المظلات
لم تفعل ذلك عن عمد
- يخيل إلى أن سمعت هذا الكلام من قبل . من ذلك الغبى الذى قال إن العجائز لا يستطعون حماية أنفسهم
- إنها لطيفة للغاية . كانت تريد ضرب الكلب
- ولكن ليس على إرتفاع خمسين مترا
لماذا لم تضرب بيتر ؟ فى جميع الأحوال هو مصدر كل متاعبنا
- ها هم قادمون
- لو كانت مدام فنستر بصحبتهم فإننى سأنسحب لأعود لبيتى . هرب باتو إلى شارع صغير تتبعه الجماعة الصغيرة
قال جائيل وهو يلف ذراعه حول خصر ساندى
- ماذا كنا نقول قبل تلك المقاطعة ؟
- يبدو إنك تتعافى بسرعة
- يقال ذلك
- ليس ذلك ضروريا الآن ... إن بيتر قد أختفى
- لنتمرن للمرة القادمة
عانقها محدثا هزة خفيفة للأرجوحة
وأخيرا صحبها جائيل حتى باب غرفتها
- إن الأسابيع الأربعة القادمة تنبئ أنها الأفضل على مر حياتى
همست
- أتقد ذلك
- ألا زلت تفكرين فى السيناتور
- لقد خرج من حياتى من اللحظة التى قابلتك فيها . لقد ذهب مع الماضى
- إن كلامك ليريحنى ، غذا مساء . نفس التوقيتونفس المكان ؟
أعربت عن موافقتها بإيماءة من رأسها
- لن يكون لزاما عليك أن تعملى .ابقى فى المكتب وحاولى قراءة كتاب
ولكن العمل لم يضايقنى على الإطلاق أؤكد لك
- لقد كنت رائعة
- أشكرك . ألن تذهب لتطمئن على باتو ؟
- لا تقلقى عليه . إن هذا القط لقادر على حماية تفسه أفضل من مدام فنستر . فى الحقيقة هو يعرف كيف يأخذ حقه فى اللهو . أنه حيوان فاسد
- يبدو أنك تعرفه جيدا
- لقد اعتنيت به فى شهر أبريل الماضى بينما كانت ليلى تقوم بجولة فى أنحاء أوروبا
- من الصعب تخيلك فى صورة المعتنى بباتو
- سلأخبرك بشئ ولكن أرجوك ألا تنقليه لـ ليلى . لقد كنت أحبه فى المشاتل إنه صياد فئران ماهر ... إلى اللقاء يا ساندى
مشى بخطى ثابتة حتى وصل إلى سيارته مما طمأن الشابة ، لقد تأكدت أن مدام فنستر لم تصبه بجرح كبير
صعدت إلى غرفتها وقامت بتغيير ملابسها تحت ضوء القمر وهى تتذكر قبلات جائيل
بعد أسبوع ، كانت عند جائيل . مستلقية بإسترخاء فوق الأريكة . كل ليلة كانت بمثابة خطوة جديدة فى طريق يقربهما من بعضهما بعضا ، تنبهت أن ربع الوقت المخصص لهما معا قد مضى . ثلاثة أسابيع أخرى ثم تحين ساعة الفراق
فى هذا المساء قررا المرور على منزل جائيل لأنه كان يريد أن يأخذ حماما قبل الخروج للعشاء
ظهر أمامها وهو يضع منشفة حمراء على خصره وبعض قطرات من الماء تلمع على كتفيه
عرض عليها قائلا
- ما رأيك فى العشاء هنا ؟
لم تكن ساندى فى حالة تسمح لها بالرد على سؤاله
كان أثر العمل الخشن فى المشاتل ظاهرا على كتفى جائيل العريضتين
- عندى شرائح بفتيك فى الثلاجة وبعض الخضراوات لعمل سلطة . إلا إذا كنت تصرين على الخروج
- سأكون سعيدة فى أى مكان ما دمت أنا معك
أوه كدت أنسى : إنك لم تتذوق طعاما اليوم
لا بد أنك تتضور جوعا
قامت ساندى لتبحث عن شئ يأكله
فى مساء الاثنين من الأسبوع التالى . كانا موجودين فى منزل جائيل من جديد
قالت له محذرة وهى تراه متجها ناحية الحمام
- لا تخرج وأنت تضع منشفة حول خصرك كالمرة السابقة وإلا فلن تتناول عشاءك قبل منتصف الليل
دخلت المطبخ وهى تدندن . وضعت الماء ليغلى على النار وأخذت تعد طبقا من السلطة الخضراء
بينما كانت تقوم بصب الشاى ، سمعت جائيل يدخل
كان يرتدى سروال جينز نظيفا وكانت عيناه اللامعتان تكشفان عما فى نفسه وبلكن فجأة . دق جرس الباب ، قال جائيل بغيظ
- فليذهب المتطفل إلى الجحيم
أمسك بقميص ووضعه على كتفيه بسرعة قبل أن يذهب ليفتح الباب . وقفت ساندى ترقب خلف باب المطبخ
دخل رجل واستطاعت أن تخمن على الفور شخصيته




________________________________________





الفصل السابع







كان الرجل يشبه جائيل بصورة مذهلة يكبره سنا ذا قسمات ثقيلة وكتفين أقل عرضا
كانت له نفس العينين الزرقاوين ونفس الأهداب الطويلة إنه والد جائيل - الذى هو كذلك حتما - كان له نفس الشعر البنى وكذلك كان هناك لعض الشيب الذى غزا فوديه
- يجب أن أتحدث إليك يا بنى ، لقد حاولت الاتصال بك طوال النهار

- أعتذر لعدم إتصالى بك . لقد حاولت مرة ثم انشغلت بالعمل ونسيت ، ادخل لأعرفك ب، ساندى
- هل عندك زوار ؟
تفحص الشابة بنظرة سريعة
- ساندى أقدم لك والدى جاك لندن
بابا أقدم لك ساندى سميث
هز رأسه هزة خفيفة
- أعتذر لقطعى عليك سهرتك الصغيرة يا جائيل ولكن الأمر لا يحتمل التأجيل
تناولت ساندى حقيبة يدها واتجهت ناحية الباب
- أراك غدا يا جائيل تستطيع أن
أوقفها
- انتظرى دقيقة ، بابا أنا لا أخفى شيئا عن ساندى إننا صديقان ... حميمان
شعرت الشابة بحدوث توتر مفاجئ بين الرجلين
تصلبت أصابع جائيل حول خصرها ، تجمدت نظرة جاك لندن تفرس فيها وهو يزم شفتيه
حاولت أن تتكلم
- جائيل
- أود لو تبقين . سوف نتناول طعام العشاء حالا . تعال لتجلس يا باب
قالت ساندى وهى تتوارى فى المطبخ
- سوف أقوم بتغطية الاناء
شعرت بالارتياح لأنها تمكنت من الابتعاد . لو كان الأمر بيدها لاختارت أن تنصرف ولكنه كان يصر على بقائها
للأسف ، كان المطبخ قريبا من الصالة بشكل يجعل ساندى تسمع الحديث الدائر بينهما رغم أن جاك لندن كان قد خفض صوته
- أنا فى حاجة لمكتبك
- ألم ننته من هذا الموضوع ؟
- أمهلنى دقيقة لأشرح لك ، لقد انتهيت من عمل فحص طبى كالذى أقوم به كل عام ، هناك إرتفاع كبير فى ضغطى
لقد أوصانى طبيبى كيزمان بأخذ شهر أو اثنين راحة
- أنا حزين لسماع ذلك
- لم آت لاستدر عطفك . أريدك أن تعود إلى مكتبى لفترة قصيرة لتتولى أمور الشركة بينما أقوم بالجولة التى طالما حلمت بها والدتك
- هل تفكر فى التقاعد ؟
رد جاك لندن بعنف :
- إن هذه الفكرة لتسبب لى الرعب فما زال أمامى بعض الوقت ومسألة مرضى مؤقتة
- بابا ...
- ليس أمامى مجال للاختيار يا جائيل . يقول الطبيب إن على أن أتوقف وإلا سيكون من المحتمل جدا أن اصبح غير قادر تماما على العمل . ولكن إذا خففت من نشاطى فإن الشركة سوف تكون مهددة بالانهيار . لقد أتممنا لتونا تعاقدات ..
- فلتعهد بالعمل إلى جينى
- إن أختك محاسبة ماهرة ولا شك ، ولكنها لا تملك روحا قيادية
فأنا بحاجة لشخص قيادى
مرت فترة من الصمت استطاعت ساندى خلالها التقاط أنفاسها
تابع الوالد
أرجح أنه لن يستمر ذلك الوضع إلا مدة ثلاثة أشهر قادمة فى اعتقادى ، أنك الوحيد القادر على ذلك
- تعلم جيدا أن المشاتل تأخذ كل وقتى ، ولا أستطيع التغيب
أغمضت ساندى عينيها ، لماذا أصر جائيل على بقائها ؟
لم تكن ترغب فى الوجود فى أثناء هذا الجدال





________________________________________





أخذت تقشر بعض ثمارالبصل
- جائيل إنك أملى الوحيد ، لقد عملت طوال حياتى لأبنى هذه الشركة . ولا أستطيع أن أفقدها الآن
لا أطلب منك سوى ثلاثة أشهر
- عندى موسم عمل مزدحم
- أنا لا أطالبك برد هذه الليلة ... أعتقد أنها صدمة بالنسبة لك
- بابا
- تبا . لقد قلت لك . إنى لا أريد أجابة فورية , تستطيع على الأقل أن تفكر أذهب وأسال الطبيب كيزمان لو لم تكن تصدقنى
- لا تقل هذا الكلام يا أبى
كان هناك فتور فى صوت جائيل
سأل جاك لندن :
- من هذه الفتاة ؟
- لقد سبق وقدمتها لك ساندى سميث
- أين تقيم ؟
- فى دار المسنين التابعة لكازاجراند ، إنها المديرة
- جائيل ، أفعل هذا من أجلى أنا بحاجة إليك
- تستطيع توظيف أحدهم ، أعط جينى فرصة
- لو كانت تستطيع لفعلت ذلك
- هل جعلتها تمر بفترة إختبار
- أعلم أنها ليست أهلا لذلك . على كل حال . كانت سترفض ، ألغت تعاقدها مع ماكمهان فى يناير الماضى
- إن هذا الأمر وارد حدوثه مع أى شخص ، هل عرضت عليها الأمر؟
- سأفعل إذا وعدتنى أن تفكر فى الأمر
- اتفقنا
- لا أستطيع مخالفة تعليمات الطبيب كيزمان ولكنى لا أستطيع أيضا أن أعيش بدون عملى
إن ثلاثة أشهر لا تقاون بحياة طويلة حافلة بالعمل وسوف أحفظ لك هذا الجميل
- ولكن هذا يعنى أن المشاتل سوف تكون معرضة للانهيار
- إنك فى البدايات سأساعدك على البدء من جديد لو فشلت وحدك
وضعت ساندى البصل ، ثمار عش الغراب والفلفل الأخضر فى المقلاة
- إذن أستطيع أن أسمح لوالدتك بتحضير حقائبها ؟
- انا لم أوافق بعد وسوف أفكر فى الأمر هذا كل شئ .لقد فكرت فى إمكان خروجنا معا لتناول العشاء والتحدث فى الأمر
- كان يجب أن تحدد معى موعدا
- وماذا عن مساء غد ؟
- أنا أعمل حتى ساعة متأخرة من الليل . تقريبا كل أيام الأسبوع
- لهذا أنا فى احتياج إليك . إنك تعشق العمل بجنون . وكان باستطاعتى أن أقوم بتعيين شخص له خبرتك ولكنه لميكن ليصمد
متى سنتقابل ثانية ؟
- أمهلنى يومان فسوف أتصل بك
- لقد مر عام على انشغالك بتلك المشاتل ، هل تحقق أرباحا ؟ بمشقة
- أعهد بالإدارة لأحدهم وتعال إلى .وعندما ترغب فى العودة إلى عملك ،فسوف أعطيك مكافأة تمكنك من التوسع فى عملك
- النقود ليست وحدها المطلوبة .فأنا أحاول أن أحقق اسما وخدمة متميزة يستطيع العكلاء الاعتماد عليها
وهذا ما لا يشترى بمال
- لقد أمضيت حوالى ثمانية عشر شهرا
فى أعمال البستنة أما عنى أنا فقد استثمرت اثنين وثلاثين عاما من حياتى فى شركتى
قال جائيل بمرارة
- أعتقد أنه بعد اليوم قد لا أعود إلى المشاتل . سيتطلب منى البقاء فى شركتك بعدعودتك
- مؤكد ولكنى سأتفهم رفضك وسوف أحترم قرارك
ساعدنى على الخروج من هذا المنعطف - حتى أتمكن قط من الوقوف على قدمى مرة أخرى
- بالمكافأة والمرتب اللذين تعدنى بهما . تستطيع تعيين أفضل شخص فى هذا المجال. شخص يستطيع أن يقوم بكل ما تطلبه منه بما فى ذلك العمل كالمجنون . أنت تريد فقط أن تعيدنى
- بالتأكيد ..فليس من السهل العثور على شخص له نفس قدراتك
- اسمع ، لقد مررت بيوم مرهق ، لم أتناول فيه طعام الغداء أو العشاء ... أتودالانضمام إلينا
- إنك ترهق نفسك من أجل هذه المشاتل الوضيعة التى يستطيع شمبانزى قيادتها
- لن نعود إلى هذا الصراع القديم
- أنا أسف .لقد فاتنى أن هناك اتفاقا بيننا ، أنا متوتر لدرجة تجعلنى لا أعى ما أقوله ،لتعدنى يا ولدى أن تفكر مليا بالأمر أرجوك
- اتفقنا . سوف أتصل بك - وسوف نتوصل لحل .دون أن تعكر مزاجك فلن تنهار الشركة لأنك ستتغيب بضعة أشهر . إنك تدرك ذلك جيدا
اقتربت أصواتهما وظهر سيد لندن عند مدخل الباب الذى يفصل الصالة عن المطبخ
- سعدت بمقابلتك أنسة سميث
- شكرا
- آسف لأن لقاءنا بمثل هذه الظروف . أتعشم أن تقدرى الموقف
وقف الرجلان عند عتبة المنزل
فتحتساندى الصنبور ليغطى صوت تدفق المياه على أصواتهما
بعد بضع ثوان ، لحق بها جائيل إلى المطبخ
- آسف على هذا الموقف
- لاتلق بالا ولكن كان عليك أن تتركنى أذهب
فكان يمكنكما التحدث بحرية أكثر
- لا تأكدى من أنك لم تقللى من شعوره بالراحة
0 إن الاسباجيتى جاهز اجلس
- إن الحياة تكون معقدة جدا أحيانا . فشركة أبى متماسكة جدا لدرجة أنه يستطيع السفر ستة أشهر دون أن تتأثر بشئ
- أواثق أنت بعدم رغبتك فى العمل معه مرة ثانية ؟
- انا أحب مشاتلى جدا ، إنه عمل شاق ولكنى أعشقه ....
الحياة فى الهواء الطلق الزهور ، التعامل مع الناس
لا تستطعين أن تتخيلى حجم الملل الذى كنت أشعر به وأنا جالس وراء مكتب أراجع دفاتر الحسابات
- أوه أفهم ما تعنيه ، كم كنت أكره ذلك كما تكره أنت
- هذا صحيح لقد نسيت أن لك هيئة محاسبة . وكان على أن أنصحه بتعيينك ، أكرر أسفى لإقحامك فى تلك المشاكل
- أحيانا أدخل فى مثل هذه المناقشات مع عائلتى
تأملها بنظرة بها شوق لمعرفة المزيد
- أه حقا ، مع زوج والدتك ؟
- لا إنما مع جدتى من ناحية أمى ، إنها معتادة أن تلقى رغباتها قبولا من الجميع
وبما أنالوضع يختلف معى فإنها حرب مستمرة
فهى ليست على ود مع زوج والدتى
- أه ، الحكايات العائلية . ولكن لنتركها جانبا لحظة إن معدتى تصرخ من الجوع
وضعت المكرونة الاسباجيتى والسلاطة والخبز بسرعة على المائدة
جلس كل منهما فى مواجهة الآخر
ثم قال جائيل فجأة
- أحب أن أقدم لك هدية ، ولكن فيما يختص بالنباتات الخضراء والشوكولاته فهناك من سبقنى إليها
- لست مضطرا لتقديم أية هدايا لى
دق جرس الباب من جديد
- لو كان هذا أبى وقد عاد من جديد فسوف أصاب بعسر هضم ... سأعود حالا
فتح الباب وأفسح الطرق لـبتتر الذى كان يحمل باتو بين ذراعيه
ما إن رأى ساندى حتى أفلت القط من بين يده
وجرى ليختبئ تحت الأريكة
- سلام ... معذرة لتطفلى ولكن ليلى سوف تقضى الليلة عند الخالة ميلنا وقد طلبت منى الاهتمام بباتو ولكنى لا أستطيع لهذا فقد أتيت إليكم إنى إممم أنى أشم رائحة ذكية
لم ينتظر بيتر دعوة أحد ، فقد ملأ لنفسه طبقا من الاسباجيتى وكوبا من اللبن
- يا إلهى ! أن هذا لذيذ ! ساندى إنك حقا طباخة من الطراز الأول
- لقد ساعدنى جائيل
- لا يهم إنه لذيذ بالمناسبة جائيل إن أبى كان يبحث عنك
- إنه يود أن أذهب لأعمل بشركته بعض الوقت حتى يتمكن من اصطحاب أمى فى أجازة . حسب قول الطبيب كيزمان فإن ضعطه ارتفع بصورة مقلقة
- هذا ليس غير المتوقع هذا يعنى أنك عائد لعملك كمحاسب ؟
- لقد وعدته بالتفكير فى الأمر
- لا بد أنه أغراك بالكثير لمجرد قبولك التفكير فى الأمر
على فكرة ، لقد قمت ببيع شجرة البونذى اليابانية بعد مغادرتك للمشتل
- عجبا !
سألت ساندى :
- وما الغريب فى ذلك ؟
- إنها شجرة تبلغ من العمر ستين عاما ويقدر ثمنها بثلاثة آلاف دولار ، بيتر يجب أن أعهد إليك بالمبيعات فيما بعد . إنه لعمل رائع أنت تستحق مكافأة
بمرور الوقت اكتشفت ساندى أن بيتر فتى ظريف جدا فى وجود أخيه الأكبر
قام الثلاثة بترتيب المطبخ ثم جلسوا ليثرثروا لحظة ثم قالت ساندى أخيرا :
- ينبغى أن أعود للمنزل
بادرها بيتر وهو يقفز من مكانه :
- سأوصلك
رد جائيل متصديا وهو يضع يده على كتف ساندى كما لو كان يحميها
- انس هذا الأمر أيها الأبله الكبير. إنها تخرج معى أنا
ثم أضاف وهو يمسك بباتو من عنقه :
- أمسك اصطحب رفيقك إلى المشاتل ... سوف يقضى ليلته فى اصطياد الفئران حتى الصباح
- ما رأيك لو تبادلنا باتو مقابل ساندى
- اخرج من هنا فورا
- حسنا حسنا شكرا على العشاء ... إلى اللقاء غدا . ألا تريدين إعطائى قبلة قبل أن أذهب لأنام يا ساندى ؟
- اخرج من هنا فورا
ارتفع صوت مديره
- اخرج من هنا
خرج بيتر والقط بين ذراعيه ، عندما أوصد جائيل الباب وأطفأ الأنوار ، شعرت ساندى بقلبها يختلج
حملها بين ذراعيه واتجها إلى الداخل
- كدت أظن أنه لن يرحل أبدا
فى اليوم التالى كان على ساندى أن ترعى جدتها . ولكنها كانت على موعد مع جائيل فى المساء
كان مشغولا للغاية فى المشاتل التى لم تكن تغلق أبوابها قبل الساعة العاشرة . كانت ساندى تنتظره فى مكتبه
دخل وسقط بجسده فوق مكتبه ليدون بعض الملاحظات ثم أغمض عينيه ومسح جبينه
- أشكرك على تقديمك لى يد المساعدة . فلم تكونى مضطرة أنت تعلمين ذلك
- أعلم
وقفت خله تدلك له كتفيه
- أهكم يريحنى هذا ...
- كيف سارت الأمور مع والدك اليوم ؟
شعرت بكتفيه تتقلصان من جديد
قال بنبرة باردة :
- إنه يرجونى لكى أعود
- هل ناقشت ذلك مع أختك ؟
- لا
- تستطيع سؤالها عن رأيها بهذا الموضوع
صمت وكان واضحا أنه لا يرغب فى متابعة هذا الحديث
تساءلت ساندى فجأة لأى مدى يحبها جائيل
لقد كانت له تجارب أكثر منها :حبه الأول ، هو العمل . هل هذا هو الحب الوحيد فى حياته ؟
استدارجائيل وأجلسها على ركبتيه
- تعالى . إنك متسخة مثلى تقريبا
- إذن أيتها الماكرة . فإن عيد ميلادك يوافق يوم السبت القادم ؟
- كيق عرفت ذلك ؟ أه ليلى . لقد كانت عندى عندما تلقيت هدية من والدى
- إنه يوم خاص إجازة للجميع . سوف نذهب إلى المطعم
- فكرة عظيمة
نادى بيتر وهو يطل برأسه فى المكتب
- جائيل . أوه آسف ... هناك هميل يريد رؤيتك
إنه سيد تاترسول بخصوص أشجار السنديان الخاصة به
- أنا ذاهبة . انتظرينى هنا يا ساندى
ما إن غادر جائيل حجرة المكتب حتى دخل إليها بيتر
- ما الذى تجدينه فيه ولا تجدينه فى شخصى
- رقته
- أواثقة أنت بأنه ليس شعره الكستنائى الذى يعجبك فيه ؟
- هذا يشكل جزءا من سحره
- لقد كنت متأكدا من ذلك ، وماذا أيضا ؟ أهدابه الطويلة فى الغالب ؟
- اه أهدابة الطويلة ... وصوته الدافئ
- أستطيع أن أضبغ شعرى
- لا تتكلم مثل الأطفال ، إنها شخصيته التى تعجبنى
- وشخصيتى ألا تعجبك
- هل تريد إجابة صريحة ؟
- لا أعتقد
- ألست مكلا بزراعة البيتونيا ؟
- سأذهب فى الحال . أتعلمين أننى لم أصادف مثل هذه الصعوبة مع امرأة فى حياتى
- يا لك من محظوظ
جلس على طرف المكتب بالقرب منها
- هل أنتواثقة بعدم وجود حب بينكما ؟
إنك تقضين وقتك عند جدتك وهو يقضى ثلاثة أرباع وقته بين أوانى الزهور
- إننا عاشقان مشغولان
- نعم هذا صحيح . ساندى . ما طبقك المفضل ؟
- اللحم بـ .... ولكن ذلك لا يعنيك
-أى نوع من أنواع اللحوم ؟
- لا أريد أن أتلقى متجرلحوم كهدية .هب عطاياك للصليب الأحمر
- إنى أتطلع فقط للتعرف عليك أكثر
- بيتر ، إن هذا لن يؤدى إلى شئ
قال وهو منحن بالقرب منهاويكاد يلمس وجنتيها
- كل ذلك مقدر فى السماء
ما دمت تواعدين جائيل وتربطك صداقة بـ ليلى فمن الطبيعى أن نتعارف أكثر
- أصمت الآن
- اه ساندى إنك لا تعلمين مدى تأثيرك على
- ولا أريد أن أعرف
نهضت لتغادر المكتب ولكن بيتر الذى هب واقفا أمامها كان يسد طريق الخروج وهو يضع يده على مقبض الباب
قالت وهى تبتسم بصعوبة
- ابتعدعن طريقى
- ابقى من فضلك ، إنه جائيل الذى طلب منى ذلك
- لم يكن يعرف بأى عذاب يحكم على
ألقى بيتر نظرة عابرة خارج المكتب
- على كل حال ها هو ذا يعود . اذهبى وأجلسى وإلا فإنه سيثور على
تنهدت بغيظ واتجهت ناحية مقعدها
أسند بيتر ظهره إلى الباب وعيناه مثبتتان على ساندى
- انا على استعداد للبقاء جانبا ، على الأقل قد أنال فرصتى عندما تملين جائيل لن يجعل منك صوى انسانة يائسة
إنه شغوف بعمله مثل أبى . ثم إنه غريب الأطوار بصورة لا تدع مجالا للشك
- هل تستطيع أن تعطينى مثالا ؟
- إنه لا يرتدى جوارب متناسقة
- لن أستاء من ذلك
- إنه يضع صلصة الطماطم على البيض
- أستطيع أن أتسامح جدا فى هذا
- إنه ينام فى السينما
- وأنا أيضا
- إنه لا يقتنع بأن هناك علاقات دائمة ، كما لا يقتنع بفكرة الزواج , هل تعرفين رأيه فى الزواج ؟
ردت بثقة أكبر من التى كانت تمتلكها بالفعل
- إنه أمر طبيعى يخصنى أنا وجائيل
- إنه يقسم بأن يوم زواجه لن يأتى أبدا .هناك نساء كثيرات قد مررن بحياته . وقد فقدهن منذ أيام جدتى
- هل تنوى إخبارى بالمزيد ؟
- إنك لا تصدقينى أليس كذلك ؟ إذن أسالى ليلى أو حدثيه عن مادلين أو عن ايفيت وكارول ولولا و ....
- إن ماضى الرجل لا يخصنى فلا شئ
- هل تشعرين بالخوف مما قد تكتشفينه؟
- إذا كان كل هؤلاء النساء قد وقعن فى غرامه . فإن ذلك ليس ذنبه . بيتر أنا أكبر سنا وأحب أخاك . إنك بالفعل تملك قدرا من الوسامة .
- آه ساندى !
- تجد فتيات صغيرات جميلات لتخرج معهن وتسعد بهن . لقد أخبرتنى أن جائيل على وصول . هل كذبت على من جديد ؟
- اظننى فعلت . هو .. لا , لا تذهبى .
- ابتعد : - هل أنت خائفة منى ؟
رد صوت قوى :
- لا .
أمسك جائيل باخيه من ياقة قميصه ودفع به خارج المكتب :
- اخرج من هنا . سوف نغلق الأبواب .
- يا أخى المحظوظ .. محظوظ ولكن غريب .
تظاهر جائيل بأنه يهم بالانقضاض عليه . فلاذ بيتر بالفرار .
- هل ضايقك ؟
أجابت :
- ليس أكثر من المعتاد .
ولكن بعض إثباتات بيتر كانت تعتصر قلبها .
يبدو أننا لسنا مقنعين تماما ..
اقترب جائيل بشفتيه من عنق الشابة .
- هل يراقبنا عبر النافذة ؟
أدارت ساندى رأسها برفق كما لو لم تكن تريد الاستسلام :
- نعم . إنه هنا . ولكن هذا لايهم.
- حقا ؟ لفى ذراعيك حول عنقى . يجب أن نحقق قدرا من الاقناع .
- أمرك يا أفندم .
- لنذهب من هنا . هيا بنا إلى منزلى , ساندى .
- أعتقد أنك لن تعرض على ذلك مجددا
ابتسم وأطفأ النور
بالخارج سمعا صوت إناء يتكسر ووقع خطوات سريعة
ثم صوت محرك سيارة
- لم أر بيتر بهذه الحالة من قبل . ولكن يجب أن أعترف بأنه يمتلك ذوقا رفيعا
- نعم أوه ... سأخذ حقيبة يدى
- أعشق حمرة الخجل التى تكسو وجهك . هيا بنا .طلت لحظة عيناها مثبتتان على جائيل تتذكر ملاحظات بيتر الخطيرة . كيف لها أن تعرف أنها ليست سوى حلقة جديدة تضاف إلى سلسلة فتوحاته ؟
- فيم تفكرين يا سادندى .
- فيم قاله لى بيتر
- أوه ؟
- يقول إنك غريب الأطوار : إنك لا ترتدى جواب متناسقة
- وأنك مصاب بعمى الألوان
- هل باستطاعتك التمييز بين الإشارة الخضراء والحمراء ؟
- أعرف متى يكون على أن أتوقف ومتى أستطيع الانطلاق بأقصى سرعة
قالت بصوت رقيق
- والآن ، هل تعلم ؟
أمضت ساندى الليلة التالية برفقة جدتها ولم تتح لها فرصة الاتصال بجائيل
مساء الخميس ، عندما وصلت إمام باب شركة المشاتل كانت هناك سيارة واقفة أمام المكتب
تسائلت إن كان هناك عميل برفقة جائيل
سمعت أصوات رجال وهى تقترب من المدخل فتوقفت
فتح الباب ليفسح طريقا لمرور بيتر
استطاعت ساندى أن تميز رجلا داخل المكتب بشعر أشيب وتتعرف عليه إنه جاك لندن صاح بيتر وقد أشرق وجهه فجأة
- ساندى
بادر بحزم :
- سأخرج مع جائيل هذا المساء
- يمكن أن يكون هذا صحيحا ويمكن لا
إذا كنت لاتودين لعب دور المتفرج على مشاحنات عائلية فأستطيع أن أدعوك لتناول أيس كريم . وسوف أعيدك إلى هنا ريثما تكون العاصفة قد هدأت هنا
- شكرا . ولكنى سوف أنتظر هنا . فالطقس جميل الليلة . جلست على أريكة فى الحديقة مصنوعة من الحديد المطروق أخذ بيتر مكانا بجانبها
- ألا تنوين العودة إلى بيتك ؟
- سوف يفعل ما سيأمره به أبى ولن تستطيعى رؤيته أبدا
إن العمل هنا ليعتبر مزحة بالمقارنة بعمل المحاسبة
- ليس بهذهالطريقة تستطيع كسب صداقتى
- اعتقدت أنك قد تودين أن تعرفى أنهلم يكد يفلت من عمل المحاسبة ... إن لك أجمل
- بيتر ! هل على أن أحبس فى سيارتى إلى أن يخرججائيل ؟
- لا لا سوف أبقى هادئا
شيئا فشيئا شعرت ساندى بإرتخاء . ولم تعد تفكر سوىبهدوء هذه الليلة . تلاشت مجموعة من السحب الرمادية وكشفت عن بدر مكتمل ومنير خفت حركة المرور لدرجة تسمح بسماع أقل صوت . سوف تكون ليلة دافئة من ليالى الصيف .خصوصا بين ذراعى جائيل
فجأة ، شعرت بجذبة خفيفة فى شعرها ، فؤجئت بـ بيتر وهو يلعب بواحدة من خصلات شعرها الطويل الأشقر
- هل تتفضل بـ ...
- اه ها هم
كان جاك لندن يسبق ابنه
- ما رأيك فى الغداء معا يوم الاثنين ؟
- اتفقنا ولكن ليكن غذاء سريعا
- ولكن يجب أن تحضر جينى أيضا
- سوف أدعوها
لمح جاك لندن ساندى وبيتر وهما ينهضان
- مساء الخير أنسة سميث هل ما زلت هنا يا بيتر
- نعم كنت أتسامر مع ساندى
- مساء الخير سيد لندن
أجاب بهزة من رأسه ثم استقل سيارته . كان بيتر يرسم بطرف قدمه على الأرض
- ما قولكم بـ ...
بيتر
- حسنا حسنا إلى اللقاء غدا
أغلق باب سيارته وانطلق
رفع جائيل عينيه إلى السماء
- يقولون إنه سيحدث تغيير فى الطقس يوم الأحد
- أعتقد أنها ستمطر
- هذا إن لم يسقط الجليد
وأخيرا أصبحا وحدهما
فى صباح السبت . كانت ساندى تمشى بخطى ثابتة داخل شركة مشاتل لندن ثم توقفت أمام مكتب جائيل حيث كانت معه مكالمة هاتفية نظر إليها ثم عقد حاجبيه
كانتساندى تدق الأرض بقدمها من الضجر وهى تحاول الحفاظ على هدوئها ،ثم أنهى المكالمة
- عيد ميلاد سعيد ، ولكن ماذا حدث ؟





________________________________________





الفصل الثامن








لم يستطع أن يمنع نفسه من أن يبتسم
كانت ثورتها واضحة ولكن ذلك لم يقلل من سعادته برؤيتها
- لقد أخبرته بأن اليوم هو عيد ميلادى
- أعتقد أنك تقصد بيتر ماذا صنع أيضا هذا الشخص الغريب الأطوار ؟
- بالونات وردية . إن منزلى يكاد يختفى وراء جبل من البالونات الوردية !
- هل تحبين أن آتى لتفجيرها ؟
- لا أجد غرابة بهذه الفكرة سيد لندن
- حسنا ، لقد حزنت لرؤيتك غارقة فى بحر من البالونات الوردية فسوف نقوم بتقديمها لبقال على سبيل المكافأة
- لماذا ؟
- إنها مجرد بالونات ؟
لكى يمنع نفسه من الانفجار فى الضحك ،شرع فى إحصاد عدد براعم الفجل الموضوعة على الرف خلف ساندى
- وهذا ليس كل ما فى الأمر ، هل تعتقد أن بضع بالونات فقط هى التى كانت ستمنعنى من الحركة ؟
- ماذا إذن أيضا ؟
- بينما كنت أقوم بعمل تمارين الصباح فوجئت بشخص يشبه هوقل لا يرتدى سوى ورقة توت أمامى يغنى لى :
عيد ميلاد سعيد . خفض جائيل رأسه وعض على شفتيه لكى لا ينفجر فى الضحك
- أتضحك ؟ لقد كان أمرا مخجلا للغاية ... مغظم النزلاء كانوا مذهولين
- أستطيع تخيل ذلك
- إن هذا الولد لمجنون ! معتوه لأقصى درجة
- ساندى
- ساعدنى بدلا من أن تضحك . لقد تجمعت أوركسترا فى الحديقة أمام مسكنى وراحت تعزف " عيد ميلاد سعيد "
أوركسترا كاملة بآلاتها النحاسية ! وراءهم كانت هناك لوحة مكتوب عليها : ساندى عمرها تسعة وشرون عاما
بأحرف كبيرة وبإرتفاع مترين
- إن هديتى لن تكون بنفس هذا الطول ، أشعر بالخوف
- أنت تهزأ بى ! أشعر وكأنى أحلم !
- تعالى معى
رجعت خطوة إلى الوراء
- لم أخبرك بعد كل شئ !
- تعالى واجلسى
- لقد تلقيت اتصالا هاتفيا من الشرطة هذا الصباح فقد تم وضع ملصقات على كل لافتات الطرق من كازاجراند وحتى شركتك مكتوب عليها :
ساندى الجميلة عمرها تسعة وعشرون عاما
- لا تقولى : إن الشرطة طلبت منك نزعها ؟
- لا . ولكنهم قرروا رع دعوى قضائية وقد أعطيتهم اسم الفاعل
- هل فعلت ذلك حقا ؟ على أى حال هو يستحق ذلك
- برغم كل ذلك أستطيع تمالك أعصابى ... أنا هادئة للغاية وفى انتظار النتائج
- البالونات ، هرقل ، الملصقات ، الأوركسترا ... يا له من عيد ميلاد
- احترس ،سوف تصاب بتقلصات لو بقيت تحاول منع نفسك من الضحك هكذا
لم يجد إجابة أو حتى استطاع أن ينظر فى عينيها فأخذ يحك رأسه
- ماذا سيحدث لو أخبرتك بأن جميع أشجار الجنكة قد تحول لونها إلى اللون الوردى ؟
انتفض جائيل كمن أصابته صاعقة كهربائية
- ماذا يعنى هذا ؟
- هل أنت أصم أم ماذا ؟ لقد قام بطلائها باللون الوردى وقام بتثبيت قلوب صغيرة وردية على جذعها
بالإضافة إلى أنه قام بتعليق لافتة طولها خمسة وعشرون مترا بين شجرتين كتب عليها :
بيتر يتمنى عيد ميلاد سعيد لـ ساندى
- لا ، لقد تجاوز بذلك كل الحدود
- أهدأ ، أين ذهبت روح المرح عندك ؟
- كل ما ذكرته قبل هذا لم يكن بهذه الغرابة
- ها ! وما قولك بقبلة مفاجئة لحظة نهوضك من الفراش من رجل آت من الكهوف يرتدى ورقة توت ؟
- ما كنت أحبذ ذلك أبدا . يمكن أن يكون طلاء يسهل إزالته بالماء . يالـ أشجار الجنكة المسكينة ! يبدو أنك لن تجدى مفرا من الخروج معه
رمته بنظرة معاتبة وهمت بمغادرة الحجرة . ولكنه أمسك بذراعها
- هيه ، لقد كنت أمزح
إن أخى لآفة متنقلة ولكن لا تغضبى منى بسببه لو صددتنى فقد أجد نفسى أتصرف ببلاهة أكثر منه
- هل هذا صحيح ؟
- بالتأكيد
رفع ذقنها بسبابته :
- سوف يدفع بى إلى الجنون
شش . سوف آتى لنزع البالونات
- لا داعى لذلك لقد عرض مستر بايتون الاهتمام بالأمر بمساعدة باقى النزلاء
- هل رأت ليلى كل ذلك ؟
- نعم .ولكنها ابتسمت وهى تقول إن بيتر يقوم بمحاولة أخيرة . ويجدر بنا ان نقنعه بالعدول عن هذه الفكرة
- إن جمالك يتسبب فى خسائر فادحة
قالت ببراءة :
- حقا ؟
أراد جائيل أن يغلق المشاتل فى الحال ليتمكن من أن يقدم لها الدليل على كلامه
- سوف أرسله إلى هناك فور وصوله . وأسفاه لو كان على أن أقوم بإبدالها مرة أخرى
- أتمنى أن يزال بالماء . سيد بايتون قال إنه يجب رشها ولكن إذا تم إزالة الطلاء من فوق الأشجار . فهل يتسبب فى إتلاف العشب ؟
- فى الغالب هذا الطلاء من نفس النوع المخزن عندنا فى العنبر . لو أنه كذلك
- هل سيتلف الأشجار ؟
- لا
- هل سيزول بالماء ؟
- لا
- إذن متى سزول ؟
- تباعا حسب النمو .. إنها مسألة أسابيع
- ولكنى لا أرد رؤية أشجار الجنكة مطلية باللون الوردى أسابيع قادمة
- آسف ولكننى لست ملزما بإبدالها هذه المرة
سوف أمر بعد الظهر لفحصها ولكن نبهى مسز فنستر بالأ تنقض على
- إذن أستعد لتقم بإبعاد بيتر
- سأحاول ولكنه استقل الشاحنة فى ساعة مبكرة من هذا الصباح بحجة أن هناك طلبيات يجب تسليمها
- لقد كتب لمدام فنستر رسالة ووضعها عند المدخل بخصوص مسطرينها
- ولأن بيتر إنسان محظوظ فهو لن يقابلها أبدا
ما رأيك فى أن نخرج الليلة فى الساعة السابعة ؟
- سوف أختفى من كازاجراند قبل ذلك بكثير ؟
- أه ساندى إن لك تأثيرا كبيرا على
- تقصد أن تقول التأثير الذى تستطيع أن تشعر به لو ظفرنا بدقيقة واحدة نقضيها وحدنا
- لن أطيق الانتظار حتى السابعة
قال بيتر وهو يمر فجأة
- صباح الخير ، جائيل
اندفع جائيل وساندى خارجا ، ولكنه كان قد اختفى




________________________________________





- ألا يستطيع أن يفهم من رابع المستحيلات أن أخرج مع شخص دفن بيتى تحت مئات من البالونات الوردية ! بالمناسبة . كيف استطاع أن ينفخ كل هذا الكم ؟ لابد أنه أمضى أسابيع فى ذلك
- فى الغالب هو يعرف شخصا يمتلك زجاجات معبأة بغاز الهيليوم إنه ينفق كل راتبه الصيفى من أجلك
- لا تقل لى ذلك
- انظرى إلى الجانب الحسن فى الأشياء
- وهل يمتلك واحدا ؟
- بالتأكيد إن الضل فى خروجنا معا يرجع إليه
- هذا صحيح .. سوف أضع ذلك فى حسبانى
- جائيل ، لقد فكرت فى موضوع جدتى
لو شعرت كم ان ليلى سعيدة فى كازا جراند فمن الممكن أن يشجعها هذا على الإقامة هناك
- فعلا إن ليلى ستسعد حقا بالحديث معها ، إنها تعرف كيف تبدو مقنعة وجذابة
- لا بد أن هذا يعود للعائلة
- شكرا ولكنى أتمنى ألا تكونى تقصدين بيتر
- إنك حقا لغريب هذا الصباح
كان جائيل يشعر بالجمع الذى حوله ، من الزبائن الكثيرين ، كان يعلم أن عليه العودة لعملهولكنه لم يستطع أن يترك ساندى . كانت هيئتها تكشف عن وداعة تكاد تصل إلى الملائكية ، ولكنه كان على علم بالجانب الآخر فى شخصيتها . تذكر الليلة الماضية عندما قامت بالمبادرة .
- هل تصغين إلى ؟
- نعم . أوه بصراحة كنت أفكر فى الليلة الماضية
- جائيل يجب أن أذهب . هل ستقوم بذلك ؟
- ماذا ؟
- إنك لم تضغ لأية كلمة مما قلته لك .
- أحيانا تطغى الذكريات أو الخيالات على مجرة الحديث
ماذا كنت تقولين ؟
- هل يحدث لك ذلك ؟ أحيانا . وفى أثناء الحديث . أنا لا أكر سوى بـ .... أود دعوة جدتى وليلى إلى العشاء مساء الأحد
هل تأتين ؟
- بكل سرور
- ولكن تبقى مشكلة . هل ستستطيع إبقاء بيتر هنا ؟
إن جدتى لا تملك أى روح مرحة
- حسنا . هل من شئ آخر . أستطيع عمله لك ؟
ردت بصوت هامس :
- أعتقد ذلك . فسوف أحدثك فى هذا الأمر هذا المساء ... على انفراد
رافقها حتى سيارتها وظل واقفا إلى أن ابتعدت . ثم ذهب لمقابلة عملائه وما إن حظى بدقيقة فراغ حتى ذهب ليبحث عن بيتر
وجده يقف خلف مجموعة كبيرة من الزهور وهو يروى نبات الفوجير
- فعلا لقد تخطيت كل الحدود هذه المرة ... ألا ترى أنك تثير غضيها عليك باستمرار ؟
- إن الحب لشعور غريب ومتناقض فأنا أريد فقط أن أجعلها تنتبه لى
- وقد حدث . لقد أعطت اسمك للشرطة - أعلم ، لقد تحدثت الآن معهم ، سوف أقوم بنزع الملصقات هذا المساء
- يا لها من طريقة غريبة لقضاء مساء يوم السبت
ما هذا الذى فعلته بأشجار الجنكة ؟
- إنه شئ بسيط وسيزول سريعا . هل لاحظت ان رائحة شعرها ذكية وعطرة وورود
- بل جاردينيا
- انت أيضا تحب شعرها ، أليس كذلك ، هل تحبها حقا ؟
- جدا إلى حد الجنون
- هذه الإجابة لا تتماشى معك .... لو كنت تحبها حقا . لكنت أمرتنى بأن أشنق نفسى
- أذهب وأشنق نفسك . ليست لديك أية فرصة . ابحث لنفسك عن تاة جميلة . إن ساندى لا تستطيع أن تتحملك . فمنذ متى وأنت تفقد سيطرتك على عواطفك بهذا الشكل
أجاب بيتر ونظره هائم فى الأفق
- منذ ان غصت فى أعماق عيونها الخضراء الواسعة
- هيه ! أرو الفوجير وليس قدمى ؟ بالمناسبة أنت مطلوب فى خدمة هنا مساء غد
- بما يعنى أنك ترد منعى من الاقتراب من ساندى غدا
- لا
- إنها المرة الأولى التى أكلف بها بعمل يوم الأحد
- هذا لأنك أصبحت تتطلب عينا يقظة دائما لتصرفاتك
- وفى أية ساعة أبدأ ممارسة عملى ؟
- لماذا لا يكون ذلك لليوم كله؟ سوف أخذ قسطا من الراحة
- إنى أشم رائحة مزاح
- ألن تكون هناك مكافأة
- مع زيادة فى الراتب ؟
- بزيادة ألف عن الساعة الواحدة
- إن هذا لا يدهشنى أبدا . كم كلفتك هذه البالونات ؟
- لقد أعطانى أياها ريد بالمجان فهو يمتلك متجرا لبيع البالونات
- هل أعددت هديتك ؟
- تقريبا
- ماذا يتبقى - أيضا فى برنامجك ؟
- إنها هدية لا تخص أحدا سوى ساندى وأنا
- ألا تريد أن أحملها إليها ؟
- هكذا لن تصل إليها أبدا
- لن تحوز هديتك إعجابها
- وما أدراكأنت ؟
ألا ترد أن أبجث لك عن فتاة تكبرك بخمس سنوات . ذات شعر أشقر طويل وصوت عذب ؟
- بشرط أن يكون اسمها ساندى سميث
- لا تحاول إفساد ليلتى مع ساندى
- لا لتطمئن ... هل سبق لك أن رأيت مثل هذه السيقان ؟
أتساءل لماذا لا تعمل عارضة أزياء بدلا من ضياع وقتها فى دار المسنين ؟
- إنها تحب أن تكرس نفسها من أجل النزلاء
حسنا . سأعود للعمل . انتبه لما تفعله . تبا ! لد غمرت النبات بالماء
- لا تقل لى إنك لا توافقنى الرأى فيما يخص ساقيها
- أفضل عدم التحدث معك فى ذلك
- تعلم . أنا أحبك كأخ . ولكنى لا أستطيع تخيل ما يعجبها بك وأستطيع أن أوفر لها قدرا أكبر من الوقت ، من الاهتمام ، من الاخلاص ، من الـ ....
- ارو الفوجير
كانت الساعة قد تخطت السادسة . كان جائيل يقوم بتسجيل مشترياته وهو يلقى بنظرات خاطفة على ساعته
- سيد لندن ؟
كان هناك رجل يقف على الجانب الآخر من المكتب
- اسمى دون برينير أود عقد اتفاق لمتابعة وصيانة حديقة صغيرة سأزرعها أمام عقار ضخم أتطلع إلى إنشائه قريبا
- تفضل لنتاقش الأمر
كان جائيل يعرف جيدا المكان الذى ينوى دون برينير البناء عليه .على مدى الشهرين الماضيين كان يمر من هناك وهو يتخيل ما يمكن أن يفعله لو كان عنده مثل هذه الأرض . وهو يسبق برينير إلى مكتبه تذكر كل الرسائل التى بعث بها إليه ولم يتلق ردا عليها
تذكر جائيل موعده مع ساندى ، عيد ميلادها ، ولكن ما إناستقر وراء مكتبه حتى ركز كل تفكيره فى اللحظة التى يعيشها
- أقدم اعتذارى لعدم ردى على رسائلك ، ولكنى كنت أستعلم عن حجم عملك وقدراتك
وأود لو أطلعك على ما أفكر فيه
- إن أرض وودبراير مألوفة بالنسبة لى . فأنا أمر من هناك دائما
- رائع
ثم قال وهو يبسط الخرائط على المائدة
- هل ترى هذا المنحدر ؟
أخذ دون برينير يعرض مشروعه بالتفصيل
بعد أن انتهيا وخرجا من المكتب تبادلا السلام
قال برينير
- إنه ليسعدنى أن أعمل معك ، إننا لم نسمع عنك وعن عملك إلا كل خير
- شكرا
- سوف أتصل بك عند بداية الأسبوع القادم . سوف أذهب لدراسة الأرض
- حسنا سوف أقوم بتجهيز التصميمات بأقصى سرعة
أغلق جائيل باب سيارة العميل ثم اندفع إلى مكتبه . كاذ ينفجر من الغيط عندما اكتشف أن الساعة قد جاوزت السابعة والنصف
قال بيتر بتهكم وهو يقوم بوضع أكاس فوق العجلة اليدوي
- لقد تأخرت على موعدك
- نعم
- الآن علمت إلى أى درجة أنت عاشق
رد جائيل وهو يشعر بموجة غضب تعتره وهو يسمع أخاه يضحك
- بيتر
اتجه مسرعا نحو الهاتف ليتصل بـ ساندى









________________________________________





الفصل التاسع








مدت ساندى يدها ناحية الهاتف ،ثم تراجعت
لماذا تتصل إذن بـ جائيل وهى تعلم مكانه سبب تأخره ؟
اقتربت من النافذة ووقفت تنظر إلى أشجارالجنكة التى أصبح لونها ورديا والراية المستطيلة المتمايلة مع نسمات الليل
على أية حال هو لم يعدها إلا بأداء دور فى مسرحية تستمر أربعة أسابيع ثم ينتهى كل شئ
رن جرس الهاتف واندفعتناحيته لتجيب . شعرت بخيبة أمل وهى تسمع صوت جدتها على الطرف الآخر
- ساندى أنا بحاجة إليك . لا يوجد هندى نقطة لبن واحدة ولا حتى كسرة خبز . هل تستطعين المرور على لإحضار تلك الأشياء . هدية عيد ميلادك عندى
- أنا مدعوة إلى العشاء . لن أمكث عندك سوى دقيقة واحدة
- كنت أتمنى لو قضيت الليلة معى . هل ستتضايقين لو مررت على البقال ؟
- لا بالتأكيد لا . إلى اللقاء
أغلقت ساندى الخط ثم أدارت القرص مرة أخرى لتتصل بالمشتل
رد عليها صوت رجل
- مشاتل لندن إسمعك
- سيد جائيل لندن من فضلك
- ساندى
- بيتر من فضلك أريد التحدث إلى جائيل
- إنه بالخارج برفقة عميل هل من خدمة أستطيع تقديمها لك يا روحى ؟
- لقد قدمت ما يكفى بالفعل . سيد بايتون قام برفع البالونات
- عيد ميلاد سعيد . ولكنه كان يمكن ان لكون أكثر سعادة لو ...
هل تستطيع إخبار جائيل بأنى سأكون عند جدتى ؟
- الا تودين أن أحل محله ؟
- مع السلامة يا بيتر
وضعت السماعة وعيناها مثبتتان على الهاتف
باستطاعته على الأقل أن يتصل ليعتذر ويقول أنه مشغول
أصلحت شعرها وتناولت حقيبة يدها وخرجت من باب العاملين ، وبينما تعبر الشرفة شعرت كما لو ان أحدا ينظر إليها . انتفضت واستدارت لترى من كان جالسا فى هدوء على كرسى طويل
كانت دمية من النسيج على شكل حيوان الباندا- أكبر دمية سبق أن شاهدتها فى حياتها
كانت هناك بطاقة معلقة بين قدميها





________________________________________





استندت ساندى بظهرها إلى الباب وتنهدت بارتياح . فتحت البطاقة وقرأت ما بها :
عزيزتى ساندى . كل مرة تقع عيناك على هذه الباندا تذكرى أنك تملكين قلبى ، عيد ميلاد سعيد ، بيتر
تحولت عينا ساندى من الدمية الكبيرة إلى مسكن ليلى
ووضعت حقيبة يدها جانبا ومررت ذراعها تحت ذراع الدمية . أيها الباندا الكبير ، سوف تنام عند ليلى : هو ... اوه !
كادت تقع على ظهرها حيث شعرت أن الدمية بثقل عربة قطار
عقدت حاجبيها من الألم
- ما هذا هل أنت مصنوعة من الخرسانة المسلحة ؟
أمسكت بقدم ثم تركتها . فانحنت الدمية إلى اليمين قليلا ثم ترنحت وسقطت من فوق المقعد
قالت ساندى وهى ثائرة
- حسنا ... سوف تظلين هنا
- ساندى هل كل شئ على ما يرام ؟
استدارت لتجد أمامها سيد بايتون وليلى
صاحت :
- إن بيتر قد بعث لى بهدية عيد ميلاد
- رد سيد بايتون غير مصدق
- بيتر ؟
قالت ليلى كما لو كانت تشرح
- حفيدى ما هذا ؟
تبدو كما لو كانت وسادة كبيرة بالأبيض والأسود
- إنها دمية على شكل حيوان باندا
- هل كنت تتحدثين إليها ؟
- نعم . لا أستطيع حملها
- أترغبين فى مساعدة ؟
أجابت ساندى بالرفض خوفا منها من ان يصابا بأذى
- لا فلتبق إلى أن يأتى بيتر ويأخذها
قالت ليلى
- إذن إلى اللقاء ظهر غد
اتجهت هى وسيد بايتون ناحية مسكنها بينما اتخذت ساندى مكانها أمام عجلة قيادة سيارتها
لم يمض وقت طويل حتى وصلت إلى منزل جدتها بناية قديمة من الطراز الفيكتورى
صاحت وهى تدلف إلى حجرة استقبال ذات ذوق رفيع
وقفت سيدة ذات شعر رمادى على باب الحجرة حاملة بين يديها علبة تبدو عليها وكأنها هدية
- عيد ميلاد سعيد يا ساندى
تقدمت الشابة نحو جدتها لتقبلها
- شكرا يا جدتى
- كم تبدين جميلة هذه الليلة . هيا افتحيها .
حلت ساندى عقدة الشريط الأصفر ثم أزاحت الغطاء
أخرجت من العلبة مفرشا من القمش الناعم المخرم
- أوه شكرا . إنه جميل جدا
دق جرس الهاتف . ذهبت ساندى لتجيب من الصالة
- ساندى
- نعم هل قام بيتر بتوصيل رسالتى ؟
- انا آسف
- لا داعى للاعتذار . أعلم أنك تكون مشغولا للغاية يوم السبت
- سوف أشرح لك الأمر فيما بعد سنتقابل أليس كذلك ؟
خفضت ساندى صوتها لتقول
- إن جدتى قد قدمت لى هدية . كانت تود لو قضيت معها فترة من الوقت
- ولكننا سنخرج معا . أليس كذلك ؟
- هل انتهيت من عملك ؟
- لقد انتهيت الان
- لماذا لا تأتى لتتعرف بجدتى . نستطيع أن نتناول مشروبا ثم نذهب لتناول العشاء
- سوف أكون عندك فى خلال أربعين دقيقة
عادت ساندى إلى حجرة الاستقبال . ثم تركتها لتذهب إلى المطبخ
لتعد عشاء جدتها
بعد أربعين دقيقة . سمعت وقع خطوات جائيل على درجات السلم
- أسمعه قادما سوف آتى حالا
فتحت ساندى الباب لتجد جائيل أمامها وهو فى قمة الأناقة
تذكرت فجأة كلمات بيتر هو لا يثق بالعلاقات الثابتة . هو لن يتزوج أبدا . فى حياته نساء كثيرات
صافحها جائيل وهو يتأملها بنظرة إعجاب
- إنك تبدو رائعا
- وأنت كذلك
كيف حال جدتك ؟
- لتطمئن عليها بنفسك . تعالى جدتى . يسعدنى أن أقدم لك جائيل لندن ، جائيل أقدم لك هيلين كران . تصافحا بأدب
- كيف تم تعارفك بحفيدتى ؟
ابتهجت ساندى عند تذكرها يوم فتحت له الباب وهى مرتدية زى الكشافة
- إن حدائق بيت المسنين من تصميمى وقد ذهبت إلى هناك لفحص بعض أشجار الجنكة المريضة
- إن ساندى تود بشدة أن أذهب لأعيش هناك
قال جائيل بحماس
- إن جدتى تعيش هناك حاليا وتستمتع بوقتها جدا
- ستلتقين بها غدا يا جدتى . سوف نتناول الغداء معا
تربعت ساندى على مقعدها . ثم انتبهت لنظرة جائيل فارخت تنورتها فى الحال فوق ركبتيها
- لا أستطيع أن أترك منزلى ، لقد عشت هنا أكثر من أربعين عاما
المكان هنا متسع . أود لو تقبل ساندى العيش معى هنا
- سوف تلمسين بنفسك غد أن كازا جراند يمكن أن يكون مكانا مدهشا
قالت هيلين وهى تبتسم
- لنترك هذا الحديث جانبا الآن ، لقد تأخر الوقت . هيا اذهبا للعشاء
قبلت ساندى جدتها ثم خرجت هى وجائيل ليجدا الطقس وقد أصبح رطيا بعض الشئ . بعد قليل سمعا صوت الرعد
قال جائيل بنبرة رجل خبير
- بضع قطرات من المطر لن تؤذينا فى شئ
اصطحبها جائيل إلى مطعم يقع على طرف بحيرة
كانا صامتين وهما يراقبان زوجا من الأوز وهو يسبح بالقرب منهما
سألته ساندى وقد لاحظت أنه بدا مهموما
- هل كان يوما عصيبا ؟
- لا أستطيع نسيان عملى . يجب على أن أنساه . ولكنى لا أقدر إلا عندما أنظر إليك
- هل ستحضر لتناول الغداء معنا غدا ؟
- بالتأكيد
أخرج من جيبه علبة صغيرة ووضعها أمامها على الطاولة
-عيد ميلاد سعيد
فتحت العلبة التى كان يبدو أنها من طراز علب الجواهر
هتفت إعجابا وهى ترى أمامها سوارا ذهبيا غاية فى الذوق
- أوه جائيل إنه رائع
تناول جائيل السوار وألبسه الفتاة
ودت لو ارتمت بين ذراعيه .كم تحبه ! أكثر مما كانت تتخيل
للمرة الأولى فى حياتها تشعر أنها تريد أن تقضى عمرها إلى جانب شخص تحبه وترعاه بإخلاص . الحياة بدونه تبدو مستحيلة
إن حبها لـ لوك لم يكن أبدا بهذه القوة
- هيه ، ماذا يحدث ؟ تبدين شاردة فجأة
- سوف ألبس هذا السوار دائما
- عندى إحساس أنك تخفين عنى شيئا
- لا ولكنى عاطفية وسريعة التأثر
- إنه شئ لا يقارن بحبل البالونات وبأشجار الجنكة الوردية وبهرقل صاحب ورقة التوت
قالت بصوت مضطرب
- تعلم جيدا أن مثل هذه الأشياء لا تعنينى على الإطلاق
- هيه هل ستبكين . أم ماذا ؟
هزت رأسها محاولة حبس دموعها
أظهر النادل ترحيبا حارا بهما وهو يقدم لهما قائمة الطعام
- اختر لى من فضلك
انتظر جائيل حتى انصرف النادل وأمسك بيد ساندى
- والآن أخبرينى ما بك ؟
- لقد تأثرت بهديتك هذا كل ما فى الأمر
تأملها لحظة ثم ابتسم
- هل قام السيد بايتون برفع البالونات
- نعم ، عندى إحساس أن النزلاء مستمتعون كالأطفال بالأمر . لقد قرروا الاستفادة من تلك البالونات فى تزيين مركز الاحتفالات وقد قاموا بتنظيم حفلة صغيرة على شرفى بعد ظهر اليوم
- ليكن بيتر ذا فائدة مرة واحدة فى حياته
- أتمنى ألا يفاجئنا غذا بمجيئه . أخشى أن تنزعج جدتى من نكاته
- لا تقلقى - لقد قمت بزيادة مسؤولياته ، لقد عهدت إليه بإدارة المشتل يوم الأحد
- هل سيكون مشغولا بالعمل طوال النهار ؟
- النهار بطوله
- عظيم هكذا تستطيع أن تستجم وتنسى مسؤولياتك وأنا أستجم وأنسى بيتر
أحضر النادل الطعام وأثناء الأكل حدثها جائيل عن دون برينير
- لو استطعت الحصول على هذا العرض . سأحقق مكاسب عظيمة وسيعلو شأن المشتل
- مدهش
عبس وجه جائيل بشدة
- عندى موعد معه صباح الاثنين . ثم على أن أذهب بعد ذلك لأتناول طعام الغداء مع أبى بخصوص عودتى المحتمله إلى عمل المحاسبة
سبح فى أكاره وعيناه مثبتتان على لهب الشمعة . أدركت ساندى فجأة مدى ارتباطه بعمله . ولكن هل يترك العمل ليعرقل حياته الخاصة على النحو الذى نقله إليها بيتر . نظر إليها كما لو كان قد قرأ ما بذهنها
- أنا آسف لم أكن بالصحبة الجذابة التى تليق بليلة عيد ميلادك
- أنا أجدك رائعا
- هل تريدين أن نذهب ؟
هزت رأسها موافقة . كان النادل يقف عند الطاولة المجاورة
فسمعته يسأل زبونا
- هل أنت سيد لندن ؟
اقترب من جائيل
- جائيل النادل يبحث عنك
أشار له بيده
- اه سيدى . كان هناك اتصال هاتفى بخصوصك يفيد بضرورة اتصالك بهذا الرقم من جانب جينى
- شكرا
أخذ جائيل الورقة . بينما كان النادل يبتعد ، كان وجه جائيل قد بدأ يتجهم حزنا
- إنه أبى أنا متأكد من ذلك



________________________________________





الفصل العاشر








تبينت ساندى فور عودته أن الأخبار لم تكن سارة . كان ذلك باديا على قسمات وجهه
- إنه أبى بالفعل . هل ترافقيننى إلى المستشفى ؟
- بكل سرور
- ليس الأمر فى غاية الخطورة . مجرد إنذار سوف يتعافى
ولكن يجب أن يأخذ فترة راحة تستمر شهرن بدءا من اليوم
غادرا المطعم رغم أن الليلة كانت دافئة وكانت ساندى تشعر بجلدها ينكمش . كانت تعلم حجم الهموم التى يحملها جائل على كتفيه
كان يقود السيارة بأقصى سرعة . والغيط واضح على ملامح وجهه .
وكانت ساندى تتمنى لو باستطاعتها مساعدته . ولكنها
كانت تستشعر فى ذات الوقت أن هناك كارثة وشيكة
سوف يكون مشغولا للغاية من الآن ولن يتمكن من الخروج معها
يجب عليهما أن يتخليا عن لعبتهما الصغيرة ... وعن لياليهما الجميلة
سلكا ممرات المستشفى فى صمتواستقلاالمصعد المخصص للدور الثالث
ما إن دخلا إلى صالة الانتظار حتى فوجئا بشقراء فاتنة تستدير نحوهما وتندفع ناحية جائيل لتعانقه
- اوه جائيل
شعرت ساندى وهلة وهى تتأمل هذا الثنائى - برغبة فى الانسحاب بهدوء ، ولكنها تراجعت بعد أن أصغت لصوت العقل وفهمت أن هذه الحسناء لا بد وأن تكون شقيقته جينى
كانت تتخيلها محاسبة باردة الإحساس ومتماسكة ، ولكن لم تجد أمامها سوى إمرآة غارقة فى دموعها
- لا عليك جينى ، كل شئ سوف يسير على ما يرام
- أنا سعيدة للغاية لأنك هنا ، إنهيرفض بشدة تناول أى منوم قبل أن يتحدث معك
- إننا لم نضيع أى وقت . أقدم لك ساندى سميث
ساندى أقدم لك شقيقتى ساندى
تصافحتا بحركة من الرأس
فى تلك اللحظة خرج بيتر من حجرة متجاورة تتبعه سيجة ذات شعر أشقر
- ماما أقدم لك ساندى سميث أقدم لك والدتى
- انا سعيدة لمقابلتك يا آنسة . لقد حدثونى عنك كثيرا
أجابت ساندى التى أحمر وجهها خجلا وهى تفكر فى الخرافات التى يمكن أن يكون بيتر قد رواها لوالدته عنها
- شكرا أذهب لتلازم والدك جائيل سأنتظرا هنا
دخل آل لندن إلى الحجرة ، كم من الوقت أمضت ساندى فى الانتظار لم تكن لتستطيع أن تحصيه
أخيرا ظهر جائيل وشقيقته
قالت جينى :
- أنا سعيدة لأنى قابلتك . ولكن للأسف أن لقاءنا تم فى هذه الظروف
كانت ساندى فى قمة الذهول وهى ترى جينى تقبلها على وجنتيها
- أحب أن نتعارف بشكل أكبر . لقد سمعت عنك كثيرا
تساءلت ساندى عما يكون بيتر قد رواه عنها . كانت مقتنعة أنه ليس لـ جائيل علاقة بشهرتها لدى العائلة . فهو لم يكن يلتقى بعائلته إلا نادرا . إلى جانب انه لم يكن من الطراز الذى يكشف عن تفاصيل حياته الخاصة
عادت جينى إلى غرفة والدها بينما توجه جائيل وساندى إلى المصعد
- كيف حاله ؟
- إنه بخيرالآن . لقد أخذ منوما وراح فى النوم . سيغادر المستشفى غذا عند الظهر
- هل ستعود إلى عمل المحاسبة ؟
- لقد أخبرته أنى سوف أتولى قيادة زمام الأمور فى الشركة خلال الأشهر القادمة
أغمضت ساندى عينيها . كان هذا القرار يعنى أنهما لن يتواعدا أبدا . هذا المساء غدا ... ثم تحتفى شيئا فشيئا من حياته
وصلا إلى سيارته
- أنا آسف ساندى كان من المفترض أن نحتفل الليلة بعيد ميلادك
- لا تكن أحمق
جلست بالقرب منه . عندما وصلا إلى كازا جراند كان صوت الرعد قد بدأ يسمع
- سوف أرافقك حتى باب غرفتك قبل أن تشتد العاصفة
لا أعلم متى سنتقابل
- انا متفهمة للظروف
كانت تشعر أن جائيل لم يكن معها بالكامل . كان ذهنه مشغولا بالصعوبات التى ستواجهه فى المستقبل
فجأة أنار البرق السماء . تلقت ساندى أول قطرة ماء ثم ثانية ثم أخرى . ما إن اندفعا إلى المدخل . حتى تذكرت هدية بيتر إليها
- جائيل الباندا سوف تبتل
- أى باندا ؟
- هدية بيتر إلى . ساعدنى على أن نأخذها إلى الداخل إنها هناك
- أبق فى أمان سوف أذهب لأحضرها
ولكنك تحتاج للمساعدة
- لا تقلقى فأنا أستطيع أن أحضرها وحدى
كان المطر ينهمر فوق زجاج النوافذ ويعكس صوتا عند سقوطه على سقف المنزل
- بسرعة لو غمرته المياه فلن أعرف حقا كيف سأتصرف
خرج جائيل إلى الشرفة
- هيا أيها الثقيل . تبا ! إنه يزن طنا
- أرأيت لقد حاولت نقله من هنا فوقع فوقى . لقد فكرت جديا فى استدعاء رجال المطافئ ليخلصونى منه
- ماذا ستفعلين بهذا المارد ؟
- سأحاول العثور على صبى قد يستهويه هذا العملاق
- يجب أن يكون وزن الصبى مائة كيلو جرام ليتمكن من اللعب به . هيا . قم أيها السمين . افتحى لى الباب ساندى
نفذت ساندى ما طلب منها وهى تفسح له الطريق
حمل جائيل الدب الذى اصطدم بالباب وانحشر به
قالت ساندى
- أظن أنه يجب أن أسحبه من الداخل
حاولت تمرير الباندا من الباب ثم أمسكت بذراعه . أخذ جائيل يسب كسائق عربة نقل . أخذ يدفع الدمية ثم سحبها
شعرت ساندى بغرابة الموقف فانفجرت ضاحكة
- أنا هنا أكاد أعصر وأنت تضحكين ؟
- مستحيل أن يتحرك
- سنضطر إذن لتقطيعه إلى أجزاء
دق جرس الهاتف . تركت ساندى موقعها لتذهب لترد .كانت ليلى على الخط
- ساندى هناك مجهول يحاول اقتحام بابك . لقد استدعيت الحارس
- أه لا إنه جائيل
- ولكن ما الذى يفعله خارجا ؟
صاح جائيل
- ساندى تعالى لتساعدينى
- إنها جدتك ليلى يجب أن أتركك الآن إن جائيل يطلب نجدتى






________________________________________





سمعت صفارة الشرطة وأصواتا عالية . كانت الدمية تسد طريقها ولكنها استطاعت أن تتبين مستر ماكلاناهان حارس المركز
- تراجعى إلى الوراء يا ساندى أنا ومستر ماكلاناهان سندفع الدمية للداخل
تقدم الحيوان بضعة سنتيمترات ثم توقف . رأسه للداخل وباقى جسمه خارجا
دق جرس الهاتف مرة أخرى , ولكن هذه المرة كان بيتر هو المتحدث
قال متغنيا
- عيد ميلاد سعيد
- سألوى عنقك إن الباندا التى ابتليتنى بها منحشرة فى الباب
- ألا يروق لك الباندا ؟
- بيتر . ستأتى غدا لتأخذه أسمعتنى . غذا وليس الليلة
- نعم سيدتى . لقد اعتقدت أنك ستطيرين فرحا به . معظم الفتيات يعشقن الدمى
الفتيات فى عمر اثنى عشر ثم هذا الكلام لا ينطبق على دب بهذا الحجم
- أتفضلين الدمى الأصغر حجما ؟
- بيتر إن الساعة الثانية صباحا ... أخوك والحارس يبذلان قصارى جهدهما ليجعلاه يجتاز الباب
- ساندى لو كنت أعلم ...
أغلقت الخط ولكن الجرس دق من جديد
- هل كل شئ على ما يرام ساندى أرى رجالا على بابك
- أعلم ، مدام فنستر عودى إلى فراشك ، سوف أشرح لك غدا
- حسنا ، عمت مساء
نادى جائيل :
- ساندى ماذا تفعلين ؟
- كنت أتحدث مع مدام فنستر
- لا تقولى إنها قادمة ومعها مسطرينها
- لا
- تضحكين ثانية ؟
- لا
لا نستطيع أن ندخله أو نخرجه
- أفهم من هذا أنى سأضطر لترك الباب مفتوحا
- لن يستطيع أى لص منازل فى العالم أن يحركه من مكانه
- ولكن باستطاعة أحدهم التسلل من تحته
- افتحى لى الباب الأمامى إنها تمطر هنا
شكر جائيل مستر ماكلاناهان ثم أسرع بالاحتماء بالمنزل ،كان مبتلا للغاية كان قميصه الأبيض ملتصقا بجسده وسرواله الذى كان لونه رماديا منذ قليل أصبح لونه أسود تقريبا
- إنك تقطر ماء اذهب فورا وجفف نفسك . تستطيع أن تستعمل برنس الحمام الخاص بى إذا شئت
- لا أعلم إذا كان سيناسب حجمى
- إذن ضع منشفة حول جسدك
- ماذا أفعل حيال ذلك الباندا ؟ لا أستطيع أن أخلد للنوم وهذا الباب مفتوح طوال الليل
- سوف أنام على الأريكة لحراستك
دق جرس الهاتف
سأل جائيل وهو يتجه إلى الحمام
- أتتلقين دائما مكالمات هاتفية فى الثانية صباحا ؟
- لا ، إنما هذا بسبب الباندا
بعد أن طكأنت نزيلة أخرى على أحوالها ،أعدت كوبين من الشاى المثلج ، كانت تحملهما فى طرقهما إلى حجرة الجلوس عندما خرج جائيل من الحمام
عند رؤيته وهو يلف المنشفة الصغيرة حول خصره تذكرت أول ليلة لهما معا
قال جائيل ممازحا :
- شاى مثلج فى تلك الساعة ؟
لم تجب
- ماذا هناك ؟
- تعلم جيدا كيف يكون تأثيرك على وأنت بهذه الهيئة
ألقى نظرة عابرة على النوافذ
- هلنحن بمأمن من النظرات المتطفلة ؟أتوقع دخول مسز فنستر فى أية لحظة
- لقد اتصلت لتوها ، وقد أخبرتها أن كل شئ يسير على ما يرام
- أوف ! هكذا أستطيع أن أطمئن
ذهب ليسدل الستائر ثم اقترب من ساندى
ظلت صامتة غير قادرة على الحركة ، مستعدة للذوبان عند أول لمسة
همس جائيل :
- يجب أن نكون شاكرين للباندا الذى جلبه بيتر



________________________________________





الفصل الحادى عشر








رحل جائيل مبكرا فى صباح اليوم التالى بينما انخرطت ساندى فى الإعداد لوليمة الغداء بعد أن حضرت القداس
كانت ليلى أول الحاضرين ، كانت ترتدى طقما من اللون الوردى الفاتح بورود بنفسجية كبرة وقبعة مزينة بريش من اللون البنفسجى الفاتح . ثم استقبلت ساندى بعد ذلك جدتها
وقدمت السيدتين الكبيرتين لبعضهما البعض
رمقت هيلين كران - التى كانت ترتدى ثوبا من اللون الرمادى القاتم - الريش الذى كانت تضعه ليلى على رأسها بنظرة مشددة
- أنا سعيدة للقائى بأحد أقرباء ساندى ، إننا نعشقها جميعا هنا
- أوه ؟ كنت أجهل أنك تعرفينها منذ زمن طويل
- لقد انتقلت إلى هنا منذ شهر
- لا أتخيل بعدى عن منزلى
- لقد عشت فى منزلى أكثر من خمس وأربعين عاما ، ولكنى كنت أشعر بالوحدة هناك ... هنا توجد نشاطات مختلة ، أشخاص أستطيع التحدث معهم ، عندى موعد للخروج مع مستر بايتون يوم الجمعه القادم
رددت مدام كران ما سمعته باندهاش
- موعد ؟.
- نعم ، سوف ندهب للعب الدومينو مع مدام فنستر وسيد
وإيتلى ، ثم أستطيع بعد ذلك أن أمر على البقال ، على دراجتى البخارية
عقدت مدام كران حاجبيها :
- هل تملكين دراجة بخارية ؟
اضطرت ساندى لتغيير مجرى الحديث لعلمها بالرعب الذى تسببه الدراجات البخارية لجدتها :
- يجب أن يكون جائيل بين لحظة وأخرى
- هل يمتلك دراجة بخارية هو الآخر ؟
- لا يا جدتى
- ساندى ، هناك ذبابة
أسرعت ساندى لتناول المبيد لتقضى على الحشرة
- هناك واحدة أخرى هنا . من أين تأتى يا ترى ؟
- إن الباب خلفى مفتوح . لا أستطيع أن أغلقه .هناك دمية على هيئة باندا محشورة هناك
- ماذا ؟
قالت ليلى وهى تكاد تختنق من الضحك
- إن حفيدة يمتلك خيالا نشطا
ردت مدام كران
- لابد أن هذا راجع للعائلة
- لقد أهدى ساندى فى عيد ميلادها دمية من النسيج على شكل باندا كبير الحجم
- ولكن ماذا ستفعلين به يا عزيزتى ؟
- سأتخلص منه لقد وعدنى جائيل برفعه من هنا وبنقله ..
إلا إذا كنت تودين الاحتفاظ به يا ليلى ؟
- أوه لا
سمعت ساندى صوت سيارة تتوقف ثم لمحت رأسا أسمر من النافذة
- ها هو ذا جائيل
جرت لتفتح له وارتمت بين ذراعيه
- صباح الخير ساندى
تجمد وجهها فجأة وهى ترى أمامها وجها ذا ملامح مألوفة ولكن بقصة شعر غريبة
لم تبد أى مقاومة تحت تأثير الصدمة وتركت نفسها لـ بيتر الذى حضر ليقبلها
قال بيتر بصوت أكثر هدوءا من المعتاد
- صباح الخير يا حبى
حاولت التخلص من قبضته
- ماذا حدث لشعرك؟
- لقد أخبرتنى ذات مرة أنك تحبين شعر جائيل
- هل صبغت شعرك ؟
- نعم ، صبغة دائمة ، ولكنى أستطيع حلقه لو طلبت ذلك
- أوه لا ـ ولكن واضح أن هذا ليس كل ما فى الأمر إنأهدابك
- إنها أهداب مستعرة ،لقد أخبرتنى أن أهدابه الطويلة تجذبك كما أقوم بعمل تمارن صوتية
- ظننت جائيل قد عهد إليك بتولى شؤون المشتل اليوم
- بالضبط . إنى أقوم بجولة لزيارة عملائنا الذين يعانون مشاكل معينة
- إن مشكلتى الوحيدة هى ..
- إنها أشجار الجنكة الوردية اللون
- إنك لم تأت من أجل ذلك
- إنك تبدين جميلة للغاية عندما تثورين
- بيتر لندن ماذا تفعل هنا ؟
- أليس هذا صوت ليلى ؟
- فعلا
- هيا ساندى أحب أن ألقى تحية الصباح على جدتى
رفعت الشابة ذراعيها إلى السماء علامة اعتراض
- ادخل إذن
دخلا حجرة الاستقبال ابتسمت لهما ليلى
- جا .... بيتر ! إن قصتك الجديدة هذه تروق لى . إنها تضفى هالة من الجدية على عكس الرموش الصناعية
هذه مدام كران ، جدة ساندى حفيدى بيتر
حياها بيتر وهو يأخذ مكانه فى الجلسة
- كيف حالك مدام كران هل ستتناولين ثلاثتكن طعام الغداء؟
- نعم ، أحاول إقناع هيلين بأن الحياة جميلة هنا
اقتضب وجه مدام كران كمن ضغط على إصبع قدمه
- لا أستطيع العيش هنا أبدا . لن تكون هناك سوى غرفة واحدة نخصصة لى
- تعالى لتلمسى بنفسك مدى أناقة غرفتى
- أوه يمكن بعد الغداء
- عظيم بيتر هل رأيت والدك هذا الصباح ؟
- نعم ، لقد مررت عليه فى ساعة مبكرة من صباح اليوم . إن جائيل سوف يصطحبه إلى المنزل عند الظهر
- كيف كان حاله ؟
- أفضل - حتى يرى قصتى الجديدة . سيحتاج إلى علاج فترة من الوقت . إن جائيل سوف يتقوم برعاية الشركة
كان يراقب رد فعل ساندى طوال حديثه
ومن ناحيتها كانت تجاهد فى عدم إظهار أى شئ
- سوف أقوم بإعداد المائدة بإذنكم
أخرجت من الثلاجة طبق سلطة مكونا من قطع الدجاج والطماطم
لحق بها بيتر إلى المطبخ
كان واضحا عليها أنه يتفهم شعورها بالاستياء
- هل تحب أن تبقى لتناول الغداء معنا ؟
- كنت أتساءل عما إذا كنت ستدعيننى
- هل رأيت الباندن ؟
- تبا ، ولكن ماذا تفعل هناك ؟
تدخل جائيل فى الحديث وهو يدخل
- إنها محشورة ، ولكن ماذا تفعل أنت هنا ؟ وماذا حدث لشعرك ؟
- لقد أخبرتنى أنك تستهويها بسبب شعرك الداكن المقصوص
احمر وجه ساندى من الخجل
قال جائيل :
- إنها بالتأكيد مزحة
- فقمت بصبغ شعرى
- ولكن هناك شئ آخر مختلف
- هلباستطاعتكما متابعة هذا الحوار فى وقت آخر ؟
أجاب جائيل وهو لا يزال يبحث عن شئ آخر
- نعم نعم ولكن هل هذا هو كل شئ ؟ إن أهدابك
- لقد حدثتنى عن إعجابها بأهدابك
- حقا ؟ هل قالت ذلك فعلا ؟
كانت ساندى تقلب السلطة بعصبية
- فقمت بتركيب أهداب صناعية كى أبدو قريب الشبه بك
- يا لها من طرقة لإضاعة الوقت ؟إن ذلك لن يفيد فى شئ ساندى تخصنى
- إن هذا ليس أكيدا
اضطربت أنفاس ساندى وهى تأمل فى رد سريع من جانب جائيل ولكن لسوء حظها علا صوت ليلى مناديا
- بيتر
- انا قادم يا ليلى دقيقة واحدة
- بيتر ، أعتقد أنى عهدت إليك بعمل مهم
- لقد حضرت لمعاينة أشجار عميلتنا . سوف يتولى تشاد العناية بالمشاتل حتى عودتى
- إنها المرة الأولى التى أعطيك ثقتى بها . والآن يا اخى الصغير
تعال وساعدنى سنقوم بإخراج هذا الدب من هنا ثم نضعه فى سيارة الشحن
- ألا تعجبك هديتى ؟
- اين هو هذا الانسان الذى يستطيع أن يعجب بمثل هذا الوحش ؟
- لقد أهديت كيم دمية مثل هذه فى أحد الأيام . وقد كادت تطير
من الفرح
- لقد كان عمرها آنذاك ستة عشر عاما . هيا ، تعال وساعدنى
- إنى مدعو على الغداء
- حاول أن تضبط نفسك قليلا لو أردت الاحتفاظ بوظيفتك .
نجحا فى إخراج الدب . وانتهز جائيل الفرصة لإلقاء بيتر خارجا معه
- هيا إلى العمل أيها الكسل
- كانت ليلى تطلبنى
- سأخبرهم أنك اضطررت للتغيب
أغلق الباب بسرعة وذهب ليلحق ساندى
- انتهت المهمة لا دببة لا بيتر .لم يتبق سوى جعل المسنين العجوزين
تذهبان فى جولة
- جائيل سوف نتناول طعام الغذاء ..هل ستبقى ؟
- بالتأكيد أنا فى أجازة اليوم . من الغد سيبدأ العناء
- هل سيكون الأمر بهذه الصعوبة
قال وهو يقترب من ساندى :
- أفضل عدم التفكير بالأمرالآن : إذن انت تهيمين بأهدابى الطويلة وشعرى الداكن
- أود لو لويت عنق بيتر
- لماذا لم تخبرينى بذلك من قبل
- لكى أشبع غرورك أكثر؟
- سنتحدث فى ذلك الليلة . ونحن على انفراد
فقط قبلة واحدة وأساعدك فى نقل الأطباق إلى المائدة
- واحدة فقط ؟
- فقط
طوقته بذراعيها كمن تريد الاحتفاظ به إلى الأبد
قالت ليلى مقاطعة وهى تلتفت للعودة إلى الصالون
- أوه آسفة
كان صوتها عاليا بدرجة جعلت ساندى تسمعها تقول
ابتعدت ساندى ببطء وهى تقول :
- سوف تصاب جدتى بنوبة قلبية لسماعهابذلك
- أليس عندها علم بحدوث مثل تلك الأمور
- لا ولكنها تفضل ألا تضطر لأن تسمع بأن حفيدتها تنشغل بتلك
الأمورفى المطبخ . هذا ليس لائقا
قال وهو يحاول أن يعانقها من جديد
- ولا هذا أيضا .أليس كذلك ؟
- جائيل أرجوك ، يجب أن اجهز المائدة




________________________________________





بعد الغداء ذهب الجميع لتفقد مسكن ليلى ثم قام جائيل
وساندى بتوصيل مدام كران إلى منزلها
على طريق العودة وبينما كانا يسيران بجانب بحيرة جرين هيل
عرض جائيل :
- أمتلك قاربا شراعيا رابضا هنا . هل تستهويك الفكرة ؟
- نعم .. ولكن ماذا ستفعل بشأن ملابسنا ؟
- سنتصرف
أمضيا فترة بعد الظهر على شاطئ البحيرة
رفع جائيل طرفى سرواله وخلع قميصه وحذائه
أيقنت ساندى وهى تراه على هذه الدرجة من الاسترخاء ، مدى ضغط العمل وضغط والده عليه فى الأيام الأخيرة
تأملا مغيب الشمس ثم ذهبا بعد ذلك لتناولا العشاء فى مطعم
صغير على طرف البحيرة
عند وصولهما إلى بيت ساندى جذبها جائيل نحوه
- كم كان يوما جميلا
- كان ذلك مفيدا لك . إنك بحاجة للاستجمام من وقت لآخر
تسائلت ساندى عن مدى تطابق المثل القائل " هذا الشبل من ذاك الأسد " على جائيل
هل اعتاد اعطاء الأولوية لحياته العملية على حساب حياته العاطفية ؟
- لقد انتظرت طوال فترة بعد الظهر والمساء . لى الحق فى قبلة
- ماذا تفعل ؟
- أحاول زيادة إعجابك بأهدابى الطويلة
- يزداد إعجابى بها عندما لا أكون مضطرة لذلك
قاطعهما رنين جرس الهاتف . ما إن رفعت ساندى السماعة حتى سمعت جدتها تنتحب على الطرف الآخر
- ساندى احاول الاتصال بك منذ ساعات
هل باستطاعتك الحضور ؟ لقد حدث شئ فظيع
- جدتى ماذا لى الأمر ؟
- لقد سقطت على الدرج
-هل أطلب سيارة إسعاف ؟
- لا لا أريد الذهاب إلى المستشفى . أستطيع أن أمشى ولكن ساقى تؤلمنى جدا
- سوف أحضر لأصحبك . توجد ممرضة بكازاجراند
- ولكن الوقت متأخر جدا
- إنها مستعدة للخدمة طول الليل . لا تقلقى . سأصل حالا
أغقلت الخط
- سأصحبك إلى هناك
- لست مضطرا لذلك يا جائيل . أمامك يوم صعب بانتظارك
غدا
- سأصحبك لماذا نضيع الوقت فى النقاش ؟
- ألم يخبرك أحد من قبل أنك مستبد ؟
- بلى أحيانا ولكن الاستبداد يتوافق جيدا مع أهدابى الطويلة
يبدو أنك لن تتوقف عن تذكيرى بذلك أبدا
- أعتقد ذلك . ماذا حدث لجديتك ؟
- لقد سقطت على السلم
- أعتقد أن الأمر ليس بالخطورة التى صورتها لك بما أنها استطاعت الوصول إلى التليفون
بعد ساعة كانوا جميعا عند هيتى الممرضة
تنهدت ساندى بارتياح عند علمها أن الاصابة لم تكن خطيرة وان
كل ما فى الأمر كدمات بسيطة
- جدتى ما زال عندنا حجرة إضافية . لماذا لا تبيتين الليلة هنا ؟
هكذا لو احتجت شيئا أكون بجوارك
- ولكنى لم أحضر أشيائى معى
ردت هيتى :
- أستطيع أن أوفر لك قميص نوم
- أنا متعبة جدا . أعتقد أنى سأوافق
تبادلت ساندى نظرة سريعة مع جائيل الذى كان يقف على بعد
بضعة أمتار مستندا إلى الحائط ويداه فى جيبيه
- سوف أمر عليك باكرا فى الصباح يا جدتى
وقبلتها
- أشكرك سيد لندن لاصطحابك لى إلى هنا
- أنا فى خدمتك أتمنى لك أن تشفى سريعا
رافق جائيل ساندى من جديد إلى الباب
- خلال بضعة أيام لن نستطيع أن نتقابل أبدا
- أتدرى أنه كان عليك أن تعود لبيتك قبل ساعات
فلم يتبق لك سوى أربع ساعات من النوم
- بل ثلاث يجب أن أمرعلى المشتل لترتيب الأمور قبل أن أذهب إلى
مكتب والدى
تأملا شخصيهما لحظة دون كلمة
شعرت ساندى فجأة بأن تلك النظرات تعنى الوداع
ثم ... ارتمى كل منهما بين ذراعى الآخر
تشبثت به ساندى بقلب يملؤه الحب
-كم أتمنى ألا تدخلى الان ساندى أنا ...
انتظرت باقى كلماته بقلب مضطرب
- ليلة سعيدة ساندى
استدار واتجه مسرعا نحو سيارته
لوحت له بيدها من اعماق قلبها متمنية لقاءه
فى صباح اليوم التالى اتجهت إلى العيادة لتجد جدتهاجالسة
على سريرها تتجاذب أطراف الحديث مع ليلى ومدام فنستر
- كيف حالك ؟
- أشعر بإعياء شديد . لا أقوى على النهوض
قالت ليلى
- إننا نحاول إقناعها بأن تأتى للإقامة هنا . لقد قبلت لتوها
البقاء هنا لبضع ليال
قالت ساندى بنبرة متفائلة
- حقا ؟تعلمين يا جدتى عندنا غرفة خالية
- لقد وعدتها بإعطائها دروسا فى قيادة الدراجة البخارية
ردت مدام كران
- ليلى يصعب على تخيلك فوق واحدة من تلك الدراجات
جلست ساندى على طرف السرير للاشتراك لحظة فى الحديث مع
هؤلاء السيدات ثم رجتهن أن يسمحن لها بالانصراف
كان يجب أن تذهب إلى صالة الألعاب الرياضية للقيام بتمارينها
الصباحية
قالت ليلى
سأرافقك



________________________________________





بالخارج وقفت ساندى لتأمل أشجار الجنكة لحظة
- إنك ترعين جديى بإخلاص يا ليلى
أتمنى من كل قلبى أن تنتقل إلى هنا
- وهو كل ما ستفعله ، لقد راق لها الطعام . وقد أمضت ليلة طيبة ما
إن تتعرف على بعض النزلاء . لن تكون فى رأسها سوى فكرة واحدة
وهى الإقامة هنا
بالمناسبة لو رأيت جائيل أخبريه بأنى سوف أحتاجه لنقل
بعض الأثاث
- أخشى أنه لن يكون باستطاعتى رؤيته هذه الايام
- هناك مشاكل ؟
- لقد عاد إلى شركة والده . وهو على موعد اليوم مع شخص يدهى
برينر لإبرام عقد ضخم وسوف يكون مشغولا جدا
ولكن ذلك سيكون بضعة أيام فقط
- من المفروض أن يتولى المحاسبة على الأقل شهرن قادميين
- هناك جينى
تذكرت ساندى منظر جينى وهى ترتمى باكية بين ذراعى أخيها
لقد تجاهل جاك لندن كل مقدرة لها على القيادة
شعرت فجأة بأنها مراقبة رأت رجلا يقترب منها
كانت بشرته ملوحة من أثر الشمس . شعره الأشقر الطويل بعض الشئ يهتز عند كل حركة
كان مظهره غير المتكلف - سورال جينز باهت اللون وقميص قطنى
- يعطى الانطباع أنه فى أجازة
- شيب ماذا تفعل هنا؟
يصعب الاتصال بك فى بيتك فى الأيام الأخيرة
- شيب أقدم لك مدام لندن شيب فرانكلين
- ساندى . هل أستطيع التحدث إليك على انفراد ؟دقيقة ؟
- بالتأكيد . بإذنك ليلى
- تفضلا أرجوكما . يجب أن أعثر على باتو أين أنت يا صغيرى ؟
ابتعدت السيدة العجوز بالفعل . ولكن بضع خطوات فقط
مما دفع ساندى للتساؤل إذا لم تكن تتعمد الانصات إلى الحديث
- لقد افتقدتك ساندى
- كنت مشغولة
أمسك بمعصمها وأشار إلى السوار الذهبى
- كنت بصدد التفكير بإهدائك خاتما
- ثم ماذا حدث؟
- ما رأيك بالذهاب إلى صالة البولينج مساء السبت
حدثت حركة بالشجيرات بالقرب منهما . لمحت ساندى رأس ليلى
التى اختفت وراء زهور الليك
- شكرا . ولكن أمامى ليلة مشحونة هنا
- ساندى . أزاحت ليلى بعض الفروع لتطل برأسها
- فلتخرجى مع صديقك أيا كانت واجباتك هنا فأنا أستطيع القيام بها عنك
- شكرا يا ليلى ولكنى لا أستطيع
- أوه كفى هراء فلتذهبى للاستمتاع بوقتك
همس شيب بحيث لا يستطيع شخص أن يسمعه سوى ساندى
- هل ستتولى تلك الوسيطة تدبير ..
قالت الفتاة وهى تنفجر ضاحكة
- محتمل
- هل تواعدين أحدهم هذه الأيام ؟
ودت لو أجابت بأنها تهيم حبا برجل لا تستطيع الخروج معه - بعد الآن
ردت بهدوء
- شئ من هذا القبيل
- أنا وأنت لم نكن دائما سوى أصدقاء
هل نستطيع الخروج معا يوم السبت تحت هذا المسمى ؟
- أشكرك يا شب أرجو أن تعذرنى لكن
- ولكن لا . أهو بسبب ذلك السناتور ؟
أومأت برأسها بالرفض . فأطلق شيب زفرة ارتياح
- بصفتى صديقك أستطيع أن أقول إنى سعيد لسماع ذلك ولكنى طالما تمنيت ان تصبح
علاقتنا أكثر صدقا فى يوم من الأيام .
- إنك لطيف .
- أود لو أمثل شيئا أكثر من لطيف بالنسبة لك .
إذن إلى لقاء فى أحد الأيام . احترسي من العجوز إنها دسيسة .
سامعة صوت فرقعة محرك , ثم مرت ليلى أمامها وهى تقود دراجتها
البخارية . تحيهما بيدها .
- وتقود دراجة بخارية أيضا لماذا بحق السماء تسعى إلى أن تخرجى معى ؟
- ليس لدى أدنى علم .
- اتصلى بى لو تغيرت الأحوال .
- اتفقنا يا شيب
رأته يبتعد وهى تحسس لا إراديا السوار المهدى إليها من جائيل .
بمرور الأيام تيقنت أن جائيل قد نسيها .
كان يتصل بها فى أوقات غير مناسبة , أحيانا فى ساعة متأخرة ليلا ليخبرها انه مشغول للغاية , بأنه يشعر بالأسف لعدم استطاعته رؤيتها ولكن مكالمته أصبحت سريعة وأقل انتظاما شيئا فشيئا .
فى الأسبوع التالى وبينما كانت تقوم بتصفيف شعرها فى غرفتها سمعت صوت سيارة تقترب .
من النافذة لمحت بيتر وهو يوقف سيارته أمام مسكن ليلى .
كان قد مر أسبوع دون أن يضايقها .
ما إن رفعت عينها إلى النافذة حتى رجعت خطوة إلى الوراء , عن اقتناع منها بأن الستائر البيضاء كانت كافية لحجبها عن النظر .
شعرت ساندى بالقلق لحظة من أن يكون بيتر قد أتى لزيارتها , ولكنه دار حول السيارة ليفتح الباب لشخص كان يجلس بجواره .
ذهلت ساندى لرؤيتها فتاة تخرج من السيارة .
جرت هى وبيتر حتى وصل إلى باب ليلى .
ضغط بيتر على جرس الباب وهو يلقى بنظرات عابرة قلقة على شباك ساندى , وما إن فتح الباب حتى اندفع الاثنان إلى داخل شقة ليلى .
كانت ساندى مذهولة . تنهدت بارتياح .
لقد أصبح لبيتر صديقة ! وهو يحاول إخفاء الأمر عنها خوفا من أن يجرح مشاعرها ! فكرت فى الإسراع بالاتصال بجائيل ولكن تطرق إلى ذهنها سؤال أوقفها مكانها ..
لماذا لم يخبرها جائيل بشئ عن هذا الأمر ؟
لقد تبادل الحديث لحظة بالأمس ولكنه لم يذكر حتى إسم بيتر .
كان صوت العقل يدفعها إلى الاقتناع بأن جائيل مشغول بدرجة تمنعه من الاهتمام بأخر تطورات حياة أخيه العاطفية ولكن فكرة أخرى غمرتها كالموجة الباردة :
ليس هناك الأن أى مبرر يجعل جائيل يواعدها .
لا يوجد أى سبب لذلك , إلا إذا كان يهتم بحبها له .
لقد انتهى كل شئ . رنين الهاتف جعلها تقفز من مكانها رفعت السماعة , وقلبها يخفق بسرعة .
- ساندى أنا شيب
قالت بصوت منخفض من أثر الاحباط :
صباح الخير
- أوه , أوه هل اتصلت فى وقت غير مناسب ؟
- لا ليس إلى هذه الدرجة
- أرد أن اجرب حظى مرة اخرى , لنذهب إلى المسرح .. مساء السبت . هناك عرض كوميدى . ألا تريدين الضحك قليلا ؟
- أشكرك , ولكن ..
- هل أنتى مشغولة فى تلك الليلة ؟
- هناك أمسية راقصة بكازاجراند .
- إن نزلاءك ليسوا فى حاجة لمرافق
قالت متنهدة :
- حسنا شيب
- سوف أمر عليك فى السابعة
- اتفقنا إلى اللقاء يوم السبت
وضعت السماعة وحاولت حبس الدموع التى أغرورقت بها عيناها , لقد كانت غبية لأنها اعتقدت أن جائيل يبادلها نفس شعورها .
أنتفضت لسماعها رنين الهاتف من جديد
- ساندى ؟
- ديريك ؟ هل أنت بالمدينة مع والدك ؟
- لا أنا أتحدث إليك من دالاس . لقد تحدثت كلير مع جدتك . لقد قمت بعمل معجزات : لقد قبلت الإقامة بكازاجراند .
- أنا سعيدة لسماع ذلك , ولكنى لم أفعل شيئا
إن الناس هنا هم الذين رحبوا بها جدا , لقد أصبح لها صداقات .
- إن كلير تكاد تطير من الفرح . عندى عرض لأقدمه لك .
- ما هو ؟
- لقد عثرت على موقع نموذجى بمدينة كانساس لفتح مركز جديد للمسنين , ويجب ان أذهب للوصول إلى رأى نهائي فى هذا الامر . هل تقبلين المجئ إلى دالاس لإدارة المركز ؟ كان رد فعلها الأول هو الرفض القاطع . لم تكن ترغب فى مغادرة أوكلاهوما
- لى أصدقاء هنا . ثم هناك جدتى
- اعلم , ولكنك تستطعين إيجاد أصدقاء أينما ذهبت وسأمنحك مرتبا أعلى وسأدفع تكاليف انتقالك
- هذا لطف منك يا ديريك , ولكن ..
- اسمعى يا ساندى الموضوع يتخلص فى أننى حاولت أن أجد شخصا أستطيع أن أوليه ثقتى ولكنى لم أعثر إلا على سيدة ترغب فى العمل بأوكلاهوما
لو قبلتى الحضور إلى دالاس , تستطيع هى أن تأخذ مكانك بكازاجراند . سوف تحصلين على زيادة ثلاثمائة دولار .
- ثلاثمائة ؟
- إلا جانب سيارة . وإلا جانب مصاريف الانتقال , فإنى فى حاجة إلى شخص فى إخلاصك .
- يجب ان أفكر بالأمر .
- أهناك رجل فى حياتك ؟
- ليس بالظبط
إذن ليس هناك ما يمنعك
- سأفكر بالأمر
- شكرا . سأوصلك بوالدتك
تجاذبت السيدتان أطراف الحديث نصف ساعة قبل أن يغلقا الخط هذه المرة , لم تحاول ساندى أن تحبس دموعها .
مع حلول يوم الخميس كانت ساندى قد قررت نهائيا الذهاب إلى دالاس . هكذا قد يسهل عليها أن تنسى جائيل بحيث لن تكون مضطرة للمرور أمام مشاتل لندن أكثر من مرة يوميا .



________________________________________





عندما دق جرس الهاتف يوم الخميس الرابع من يوليو ( تموز ) يوم استقلال أمريكا . ظنت ساندى أن جدتها هى التى على الخط لأنها هى التى تتصل بها بصفة منتظمة
- ساندى ؟
بعث صوت جائيل الخفيض الرعشة فى جسد ساندى
- صباح الخير
- إنه يوم جميل فعلا
- نعم الأمر
كانت على وشك إخباره أنها تستعد للذهاب إلى دالاس .
ولكنها لم تكن لتحتمل فكرة فراقهما .
لم تكن قد أخبرت أحدا بالأمر بعد , ولكنها كانت قد اتخذت قرارها بأنها سترحل .
- تبدين حزينة , بالمناسبة اتعلمين .. ؟
- لا
- هيه ماذا هناك ؟
- لا شئ , لا شئ , سأرحل إلى دالاس قريبا
صاح جائيل
- ماذا ؟
- إن ديريك يعرض على زيادة فى الأجر وسيارة لو قبلت أن أدير مركز المسنين فى دالاس .
لماذا أخبرته بذلك ؟ إن هذا لن يؤدى إلى تعقيد االامور . قال بصوت مضطرب :
- لقد قمت بإعطاء نفسى أجازة مساء السبت .
كنت أود اصطحابك إلى المطعم
أغمضت عينيها لحظة , فكرت فيها أن تلغى موعدها مع شيب , ولكن لماذا تطيل عذابها بيدها ؟
- أنا مرتبطة فى تلك الليلة
- ماذا ؟
- أنا مرتبطة .
- وماذا عن مساء غد ؟
- لا
- إذن كما تشائين . اسمعى عندى موعد خلال عشرين دقيقة من الآن .. إن المشاتل لا تعطل اليوم أنا مشغول للغاية طوال فترة ما بعد الظهر , ولكن أود رؤيتك الليلة هل تستطعين المرور على فى نهاية اليوم ؟
- أسفة , لقد وعد ليلى وجدتى واثنين من النزلاء الاخرين بأن اصطبحهم إلى دار الاوبرا لحضور افتتاح الموسم الموسيقى .
- وماذا عنا يا ساندى ؟
- ماذا عنا ؟ إن مهمتك قد انتهت : أعتقد أن بيتر بصدد مشروع جديد
- مهمتى ؟ إنك تتصورين ..
سمعت أصواتا خلف جائيل الذى أبعد السماعة ليتحدث مع شخص أخر ..
- يجب ان أذهب الان . هل ستكونين فى منزلك بعد ظهر اليوم ؟
- لا سنقوم برحلة بالاتوبيس .
- ياله من نشاط جارف ! هل لى من دقيقة من وقتك ؟
يمكننا أن نتناول طعام العشاء معا مساء غد
- ألا يوجد أمل بالنسبة لليلى .
- لا , لقد تم حجز الأماكن ولا أستطيع أن اخيب ظن النزلاء
- حسنا إلى الغد إذن
- إلى اللقاء جائيل
كان على موعد مساء الجمعة , كان قلبها مفعم بالسعادة
ولكن عقلها كان يلح عليها أن تتروى
لقد أخرت مواجهة ألام الفراق لوقت أخر .
أما فى هذه اللحظة فلم تكن تفكر إلا فى لقاءهما القادم .
أخذت حماما وارتدت تنورة بسرعة لأن موعد نزهة الرابع من يوليو ( تموز ) كان قد اقترب .
بينما كانت تقوم بتجفيف شعرها , لمحت عبر النافذة , سيارة الشحن التابعة لشركة مشاتل لندن , هبت واقفة وهى تامل أن يكون القادم هو جائيل .




________________________________________





الفصل الثانى عشر









نزل من الشاحنة رجل لم تكن قد رأته من قبل ودار حول السيارة واخرج إناءين ضخمين من الزهور .
صاحت ساندى :
أوه لا
لقد انخدعت لم يكن لبيتر صديقة .
فى أثناء اقتراب الرجل من الاريكة , سمعت طرقات على الباب الخلفى .
جرت ساندى لتفتح .
كانت تلك ليلى ويصاحبها قطها باتو الذى يبدو أنه لا يفارقها .
كانت ترتدى سروال جينز وقميص أخضر اللون وتضع فى شعرها منديلا مطبوع عليه أشكال مختلفة من الورود
- صباح الخير ساندى , لقد قلت فى نفسى أنه ربما ذهبنا معا إلى مركز الهوايات .
ردت ساندى بينما كانت جرس باب المدخل يدق :
- أدخلى .
مازالت تاتينى الورود ألا تريدين بعضا منها ؟
- لا شكرا , عندى كل ما أحتاجه من المشاتل .
- أنا أيضا , من سوء حظى .
فتحت الباب لتجد نفسها أمام رجل أحمر الشعر :
- أنسة سميث ؟
- إنها أنا فعلا .
- هذه لك . أين تحبين أن أضعه ؟
- من مشاتل لندن , أنا لا أرغب فيها
لقد أمرت أن أسلمها يدا بيد
أوه , إنها ثقيلة و ..
- أسفة , ضعها على السلم .
بينما كان ينحنى ببطء لمحت فى كل إناء ظرفا .
- سأذهب لإحضار الباقى .
- الباقى ! اوه , لا , لن تعيد ذلك ...
قالت ليلى منتشية :
- إن هذه الورود لرائعة . هل أستطيع أن أخذ واحدة منها لأضعها فى شعرى ؟
- تفضلى , تستطعين وضعها جميعا فى شعرك إذا كان هذا يسعدك . إن حفيدك يريد أن يقتلنى .
أنظرى ها هو ذا العامل عائد ومعه اثنان من النباتات العملاقة .
تناولت ساندى واحدة من البطاقات وقرأت : ارتعشت يديها فجأة :
" مع خالص حبى .
همست فى خاطرها وعيناها مثبتتان على تلك الكلمات :
- جائيل
- هل هناك ما يسوء ساندى ؟
ظلت الفتاة سارحة بضع ثوان قبل أن تدرك أن ليلى قد طرحت عليها سؤالا .
قال العامل :
- أين سأضعها ؟
قالت وهى تتنهد
- ضعها أينما شئت
- حسنا . يبقى اثنان وينتهى الأمر .
رددت ساندى بصوت ضعيف :
- اثنان أخران ..
- ساندى أواثقة أنت بأن كل شئ يسير على مايرام ؟
إنك شاحبة للغاية , لقد اعتقدت أن بيتر قد وجه اهتمامه فى اتجاه أخر . قد وعدنى بألا أذكر شيئا أمامك ..
- إنها ليست من بيتر .
- يا إلهى ! هل هناك شخص أخر يبعث لك بالنباتات الخضراء ؟
من هذا ؟
- جائيل
صاحت العجوز بشئ من الرضى :
- هكذا إذن
يجب عليكى أن تقومى بتدبير مكان للنباتات القادمة , إن درجات السلم لن تكفى .
- أدخل , ضعها هنا أمام المدفأة .. عظيم .
- هل تتفضلين بالتوقيع هنا من فضلك ؟
وضعت ساندى حروفها الأولى على الإيصا ل .
ثم راحت تنزع برفق البطاقات المدون عليها :
إلاساندى مع خالص حبى
جائيل
- سألحق بك ليلى هناك مكالمة يجب أن أجريها .
قالت ليلى بإبتسامة عريضة :
- إلا اللقاء
اتصلت ساندى بالمشاتل . ولكن جائيل كان خارجها تركت ساندى رسالة . ثم اتصلت بزوج والدتها لتخبره بعدم استطاعتها قبول عرضه .
بوجه مشرق وبخطى سريعة أسرعت إلى مركز الهوايات عند عودتها , وجدت أمام المدخل , صندوقين حملتهما إلى الداخل , فوجدت بداخل صندوق منهما دمية من النسيج على هيئة دب : كانت هناك بطاقة مثبتة فى عنقها كتب عليها :
جائيل أحبك
- إذن لماذا لم تقول لى ذلك ؟
بداخل الصندوق الثانى الذى كان يبدو مغلقا بإحكام . وجدت تمثالا مصغرا لشجرة جنكة مصنوعة من الكريستال وبطاقة مكتوب عليها :
إلى سيدة الجنكة
قامت بمحاولة أخيرة للوصول إلى جائيل ولكن دون جدوى .




________________________________________





ارتدت ثوبا أزرق اللون بدون أكمام وحذاء أبيض لتذهب إلى الأوبرا .
طوال الأمسية , وبينما كانت تجلس فى مقصورتها تستمتع إلى الألحان الشهيرة بصحبة بعض نزلاء كازاجراند , لم يكن فى فكرها سوى جائيل , لم تكن تفكر إلافيه وفى عينيه الزرقاوين العميقتين .
فى طريق العودة , توقفت السيدات لتناول الأيس كريم .
كان الليل قد انتصف عندما كانت ساندى تقوم بتوصيل كل واحدة إلى شقتها الخاصة .
أوقفت سيارتها . صعدت السلم وعبرت الشرفة .
توقفت فجأة عند رؤيتها لرجل يستلقى على مقعدها الطويل وضعت يديها على فمها لتحبس صيحة فرح .
كانت تعلم من هذا بقلب مختلق أقتربت على اطراف أصابعها .
- جائيل .
كان يرتدى سروالا أزرق وقميصا أبيض بياقة متوحة تأملته كما تتأمل لهب مدفأة فى ليلة شتاء ، يبعث فيها الدفء ويسعد القلب .
ولم تكن ترغب فى إيقاظه على الفور ، لكن كل ما كانت تريده هو أن
تستشعر لذة وجوده .
ركعت ساندى ووضعت خدها على يد جائيل قال وهو يحاول أن يفيق :
- صباح الخير ، أيتها الجميلة المجهولة
- هل طال انتظارك ؟
- طال دهرا
- اقصد منذ متى وأنت جالس هنا ؟
- ست وثلاثون ساعة
- هذه كذبة ولا شك ، لقد خرجت من هنا فى السابعة
- حسنا ، لنقل منذ ساعتين
- شكرا على هداياك
- لقد علمت أنك كنت تريدين ردها
- أعتقدت أنها مرسلة من بيتر
- هأنذا أؤكد بنفسى ساندى أنى أحبك
- لقد اعتقدت انك لن تقولها أبدا
أخذها بين ذراعيه وحاول أن يجذبها نحوه فوق المقعد الطويل
- جائيل ، قد يرانا أحد .
- إذن هيا لنشرب شيئا
- أليس الوقت متأخرا قليلا ؟
- لقد أخذت قسطا من النوم
نهض وأخذ يدها ، كيف يمكنها أن ترفض ؟
فى السيارة جلست بجواره ، دون ان تنطق بكلمة .فى انتظار أن يتكلم . عندما أوقف المحرك لاحظت انهما امام منزله
- كنت أعتقد اننا سنذهب لنشرب شيئا
- هذا ما سنفعله عندى
بالداخل لم يضئ سوى مصباح واحد غير مباشر
- هنا . لن يستطيع أحد أن يرانا ، همس فى أذنها :
والآن أنسة سميث ، سوف أثبت لك إلى أى مدى أحبك
- أوه جائيل لماذا لم تخبرنى بحقيقة مشاعرك قبل الان؟
- وهل كان يساورك شك ؟
- لقد كان ما بيننا مجرد اتفاق .. لقد تطوعت للخروج معى مدة أربعة أسابيع
- بالنسبة لإنسانة ذكية مثلك هذا الكلام يوضح أنك أحيانا تكونين محدودة الأفق
- وكيف كان لى أن أعرف ؟ إن كل ما كنت تفعله لم يكن سوى الواجب
- لا تقولى كلاما فارغا
- معظم الناس عندما يكونون عاشقين يعلنون حبهم
- وهل أخبرتنى أنت بشعورك ؟
- لم أكن أريد أن أخبرك بحبى قبل أن أتاكد من حبك لى
- إن بيتر وجينى يشبهان أمى فى هذه النقطة ... إحساسهما مرهف للغاية
- عندما يقعان فى الحب . ترينهما يصرخان بأعلى صوتهما معلنين عنه ، يبكيان يظهران كل مشاعرهما على الملأ
أما أنا فأشبه أبى فكل شئ أكتمه داخلى
بصراحة كنت أعتقد أن حبى واضح لك وضوح الشمس ولكن لو كنت ترغبين
فى فيضانات من الدمى والنباتات الخضراء وعلب الشوكولاته
- أوه لا أرجوك كل ما أتمناه أن تخبرنى من وقت إلى أخر أنك تحبنى ، حسنا أنا أحبك يا ساندى سميث أحبك أحبك
- هذا يكفينى ، الرسالة وصلت
- إنك لم ترى شيئا بعد . أريدك أن تبقى معى للأبد
ابتسمت ساندى باستسلام
- لن تفقدنى أبدا انا لك منذ الليلة الأولى
عندما استيقظت ساندى حاولت النهوض ولكن ذراعه المطبقة عليها منعتها
- لا تذهبى
- ليس عندى أية رغبة فى ذلك
- هل تستطعين ان تناولينى سروالى ؟
- هل ستنهض الآن ؟
همس :
- لا
دس يده فى جيبه وأخرج علبة صغيرة : إنها لك .
اعتدلت فى جلستها وهى تلقى بخصلات شعرها إلى الوراء
كانت العلبة الصغيرة تحوى خاتما محلى بأحجار الزمرد
- هل تقبلين الزواج بى ؟
ارتمت فوق عنقه كادت أن تخنقه
- هيه ! إنك تبكين
- من السعادة
- متى إنتهيت من بكائك؟ هل تتفضلين بإعطائى ردا ؟
- أريد أن أصبح زوجيك
وضع الخاتم فى إصبعها
- إذا لم تكونى تحبين الزمرد ، نستطيع وضع حجر الماس مكانه
- أنا أعشقه
- أنه بلون عينيك
- وبلون أشجار الجنكة
- والآن أمامنا بضع مشاكل صغيرة يجب الوصول إلى حل لها
أولا ألغى موعد مساء السبت
- لقد حدث ذلك بالفعل يا سيدى
- حقا ؟ لماذا قبلت الخروج مع شخص آخر بينما أنت تعلمين ...
- لم أكن أعلم يا جائيل ! إنك لم تخبرنى بشئ
- لن يحدث ذلك مجددا
ثانيا لا ينبغى أن تذهبى إلى دالاس . لقد صدمت عند سماعى ذلك ، أتعلمين ؟
- لقد تمت تسوية هذا الأمر أيضا . سأبقى ولكن عليك أن تنام فأمامك يوم طويل صباح غد .
انفجر ضاحكا مما أثار سخط ساندى
- إن تلك أكثر ضحكة وحشية ومثيرة للأعصاب سمعتها فى حياتى
- إن الضحكة لم تكن مثيرة للأعصاب لهذه الدرجة
- تلك كانت كذلك
بدأ الجر فى البزوغ
- يجب أن أعود يا جائيل
- لماذا ؟
- لأسباب كثيرة أولها أنه يجب أن تذهب لعملك
- خطأ عندى يوم راحة . إن تشاد سوف يتولى شؤون المشاتل ، سأخصص اليوم لسيدة الجانكة
- ومن سيتولى إدارة لندن وهولمز
- جينى
- هل عهدت لـ جينى بزمام الأمور ؟
- وما الغريب فى ذلك ؟
- لقد دهشت فقط لقد كان لها مظهر ...
- حساس للغاية ، يختلف عن مظهر أخيها الأكبر؟
هى وبيتر عاطفيان جدا ولكن ذا لا يعنى أنها ليست ذكية أو ليست ذات مقدرة عالية ، للحق هى تحسن التصرف أحيانا أكثر من أبى لو يقبل فقط إعطاءها الفرصة ... فكرت أن أقوم أنا بإعطائها إياها
- إن هذا لرائع . بالنسبة لها ولوالدك ولك ... وبالنسبة لى ستتاح لى الفرصة لكى أراك كثيرا
- أكثر مما تتصورين يا حلوتى متى سنتزوج ؟
- يجب الانتظار ريثما يعود والداك من الخارج
- سيعودان فى الأول من سبتمبر ( أيلول )
- سنتزوج عندما يتحول لون أوراق أشجار الجنكة من الأخضر إلى الذهبى وفى الخريف نستطيع أن ننظم حفل استقبال فى الهواء الطلق
- هل تعلمين كم سيطول انتظارنا ؟ حتى شهر أكتوبر ( تشرين الأول ) أو على الأقل إلى منتصف شهر سبتمبر ( أيلول ) لن أستطيع أن أصبر حتى ذلك الحين
- لننتظر عودة والديك حتى ذلك التاريخ . ستكون مشغولا للغاية ولن تترك جينى وتسافر إلى شهر العسل
- من الممكن أن يكون العمل أفضل شئ بالنسبة لها
- ولكنك وعدت والداك بأن تدير الشركة
- بصفتى المدير قررت أن أستخدم صلاحياتى ولن يتصل والدى قبل أن يصل إلى نيويورك
سترين وستقوم جينى بعملها على أكمل وجه
- إنك أخ ممتاز
- وبسيط للغاية
إننى رجل ممتاز ....
- سندعو جدتك ، ليلى وبيتر ونتزوج
إن ضغط العمل يقل فى المشاتل كل يوم عن الآخر
إن الموسم على وشك نهايته ، سوف أبدأ فى تسليم تشاد زمام الأمور بالتدريج



________________________________________





- بعد كل ما رويته لوالدك عن عدم مقدرتك إهمال المشاتل ... لقد تغير كل هذا الآن . لم تعد المشاتل تأتى فى المرتبة الأولى من اهتماماتى
هذا التصريح جعل عينى ساندى تغرقان فى الدموع
عاد جائيل يكرر طلبه
- والان إذن متى سيكون هذا الزواج ؟
فكرت لحظة فى والديها وجدتها وفى دار المسنين
- إن ديريك قد عثر على شخص يستطيع إدارة كازاجراند
سوف أصبح بلا عمل ، أتعلم ذلك
- هل يحزنك إضطرارم للتخلى عن عملك ؟
- من أجلك أفعل أى شئ
- ولكنى أريدك أن تكونى فى غاية السعادة ، لقد أحببت هذا العمل بشدة ، أكره أن أحرمك من سعادتك
- سأعثر على شئ آخر
- تستطعين مساعدتى فى المشاتل ، أم إنك تفضلين متابعة دروس التمريض ؟
- ليست عندى الإمكانات المادية لذلك
- يجب أن أعاقبك على هذه الكلمات
إنه ليسعدنى أن أقوم بدفع تكاليف دراستك
- جائيل إن هذا سيكون شيئا رائعا
ولكننا سنفكر فى ذلك فى وقت لاحق ، لا أريدك أن تأخذى قرارات متسرعة ، هذه الدراسات تتطلب كثيرا من الوقت والمال
- ولكنها تستحق
داعبت ساندى لحظة شعر جائيل الداكن
- يجب أن أعود الآن
- متى سيتم الزواج ؟ غدا ؟
- رباه لا لقد علمت لتوى بحبك لى وتريدنى أن أتزوجك فى نفس اللحظة
- بالضبط
- أنا ما زلت لا أعرك جيدا ، هل تريد أن ننجب أطفالا ؟
أجاب بوقار
- نعم
- اتفقنا
- ساندى هناك سر عائلى يجب أن تكونى على علم به
- أى سر يا جائيل
- لقد أصبح لبيتر صديقة جديدة
صاحت وهى تضربه بيدها
- لقد أخفتنى
- توقفى توقى أيتها النمرة
- هل كنت تبحث وراءه ؟
- إنك أنت التى تبحثين عنى الان
همست
- جائيل يجب أن أنهض
- حقا ؟
لم يأخذ وقتا طويلا حتى أقنعها بأن تنتظر فترة أخرى



________________________________________





الخاتمة








كان جائيل منهمكا فى وزن حقائب الحبوب عندما اعلنت رائحة
عطر الجاردينيا عن وجود ساندى
- لقد حانت ساعة غلق الأبواب
- نعم
ألقى نظرة خاطفة إلى ساعة يده
- آسف . لقد أغلقنا عند الساعة السادسة ثم نسيت الوقت وأنا أقوم بتخزين هذه الحقائب
- لا داعى للاعتذار . لقد كنت مشغولة للغاية انا أيضا
إنها أول مرة تأتى إلى هنا منذ شهر
- تعلم جيدا أن دراساتى تأخذ الكثير من وقتى
دار حول الطاولة وهو يتساءل إذا كان سيمل يوما . تأمل ساندى
لقد مر على زواجهما الآن سنة وشهر . ولكن فى كل مرة يراها فيها
كان يشعر بنبضاته تتسارع وبرغبة فى البقاء إلى جانبها أكثر وأكثر
- تعالى لترى ، عندى شئ أريدك أن تشاهديه
أخذها من يدها وتوجها إلى داخل المبنى
عبرا المبنى حتى وصلا إلى مكان الآشجار
- انظرى إلى هذه الجنكة
- غن لونها قد تحول إلى الذهبى تماما ! كم تبدو رائعة
- جميلة للغاية ... فى الغد ستكون واحدة منها مزروعة فى حديقتنا
- أوه جائيل هذا رائع . أود لو استطعنا المرور على منزلنا المستقبلى قبل الذهاب إلى بيتك
- بكل سرور
أخذ ينزع برفق البنسة التى كانت فى شعرها
- ماذا تفعل ؟
- أحب أن أرى شعرك منسدلا على كتفيك
- تستطيع الانتظار حتى نعود إلى البيت
- الفتاة ذات الشعر الذهبى تحت الشجرة ذات الأوراق الذهبية
اقتربت منه مبتسمة
- عندى خبر عظيم . قريبا سنصبح ثلاثة
- ثلاثة ؟ هل أنت متأكدة ؟
- لا ... ولكن عندى موعد مع دكتور باتس الأسبوع القادم
- ولكنك ستضطرين لترك دراستك فترة ..
- فترة طويلة . إذا أردت القول ، لا يهم جائيل أنا سعيدة للغاية
أمسك بخصرها ورفعها إلى أعلى
- هيه ! اتركنى
ضمها إليه بقلب ملئ بالحب
- يا ساندى الغالية يا سيدة الجنكة أحبك
طوقت عنق جائيل بأصابعها وراحا فى قبلة طويلة . وقعت بعض
الأوراق الذهبية التى تشبه المروحة بجانبها كما لو كانت ترسم دائرة
سحرية حولهما

 
 

 

عرض البوم صور fati_mel  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
السيرة, السحرية
facebook



جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:15 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية