لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-04-11, 07:21 PM   المشاركة رقم: 51
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وحين خرج السيد يولام أعادت سمانتا قراءة الرسالة من جديد , محاولة أن تفهم المسؤولية الجديدة التي ألقيت على كاهلها , ألا أنها لم تستطع أن تفهم , وهي التي لم تعرف يوما معنى أن تملك نقودا تفيض عن حاجتها .... وتساءلت عما سيقوله باتريك , هل أدرك أنها لم ترد أن تكون وقحة معه , بل حاولت ببساطتها أن تفهم لغزه؟
وتمنت لو يبقى لتناول العشاء , لقد تأكدت أن باربرا ستدعوه للبقاء , ولعلها عندئذ تجد فرصة للتحدث اليه بمفردها , وتساءلت عن موعد رجوع باربرا الى لندن , هل ترغب في الأقامة هنا بضعة أيام؟ أما بالنسبة اليها هي , فقد قررت البقاء هنا مدة من الزمن , ليتسنى لها الأسترخاء , الأمر الذي لم يتوافر لها منذ وصولها الى لندن.
ولما خرجت من المكتبة وجدت المكان شبه مهجور ألا من الكولونيل ونش فسألته بدهشة:
" أين ذهب الجميع؟".
أنتصب الكولونيل ونش واقفا , وكلمها بصوته الهادر:
"الحقيقة يا عزيزتي أن جميع الخدم عادوا الى واجباتهم , أما أمك , فقد صعدت الى الطابق العلوي على ما أظن , في حين غادر السيد مالوري الى لندن منذ حوالي ربع ساعة , أما المحامي .... يولام... فقد ذهب معه".
منتديات ليلاس
أحست سمانتا أن الأرض مادت تحت قدميها , وردت بحماقة:
" السيد مالوري ذهب؟".
" أجل يا آنستي , والحقيقة أنه أنطلق بعد أن تحدث قليلا مع والدتك التي عجزت عن أقناعه بالبقاء".
أطلقت سمانتا تنهيدة حارة:
" يا ألهي!".
وحانت ألتفاتة رقيقة من الكولونيل أتجاهها:
" هل هناك شيء يضايقك ؟ أتوقع أن تكوني قد أرهقت نفسك اليوم".
فصعدت الى غرفتها , ولم تدر ماذا ستفعل , فالمساء لم يقترب بعد , ولما لم تكن تعرف نوايا والدتها , عجزت عن التفكير بما تعمل , لماذا لم تغادر باربرا مع باتريك ؟ من المؤكد أنها كانت ترغب بمرافقته أذا كان يقصد المدينة.
وأشعلت سيكارة ثم جلست في مقعد النافذة , لا بد أن تتصل بباتريك الليلة , ولكن , أن فعلت , ماذا تقول ؟ وشعرت بعجزها عن تبرئة نفسها أذ لم تر أو تحس بأنفعالاته المرتسمة على محياه , وربما كانت على خطأ أيضا , فمن المحتمل أن يكون قد غضب منها لسبب آخر.
وسمعت طرقا خفيفا على الباب , ثم دخلت أيميلي , وأبتسمت للفتاة قائلة:
" لماذا تجلسين هنا يا آنسة وتضيعين وقتك بالأكتئاب؟".
تنهدت سمانتا :
" آه يا أميلي , يخيل ألي أن كل شيء قد أنتهى".
" لكنني واثقة من قدرتك على قهر الصعاب".
" أنني أشاطرك الرأي , والأمر لا يتعدى كونه ضياعا وعدم دراية بما سأفعله , ماذا كنت تفعلين ؟ ها أنذا محاطة بممتلكاتي , ولست أعرف من أين أبدأ بتنظيم حياتي التي طالما نظّمها لي الآخرون من والدي الى جدتي , وأخشى ما أخشاه أن أعيش هذه الفترة من حياتي دون هدف".
فأبتسمت لها أيميلي:
" ستنقضي هذه الفترة , وهذا أمر طبيعي للغاية , فلا تحاولي أستعجال الأمور لأن أمامك متسعا كبيرا من الوقت , وأرغب أن أعلمك بأن هناك بعض الحديث داخل المطبخ عما تنوين فعله بالمنزل وبالخدم , وكما تعلمين, توقع الجميع أن ينتقل الميراث الى الآنسة باربرا في حال وفاة اللايدي دافنبورت , ولما كان الجميع يعرفون أنها لا تحب هذا المكان , فقد توقعوا أن يتلقوا أمرا بالأنصراف , أما الآن , فهم ليسوا واثقين.....".
هتفت سمانتا فورا:
" عليهم أن يبقوا طبعا , أرجو أن تطمئنيهم حول هذا الموضوع , ولا داعي لخوفهم لأنني لن أبيع دافن".
خاطبتها أيميلي بأرتياح:
" الحقيقة أنني سعدت عندما سمعتك تقولين ذلك يا آنستي , وأعلم أن هذا ما طمحت اليه جدتك , كانت على يقين من أنك ستحبينه كما أحبته".
" آه , أنني أحبه , لكن هناك أشياء كثيرة ينبغي القيام بها , ولا شك أنني سأشغل نفسي لسنوات عديدة بالأمور التي أريد أن أعملها هنا".
فعلقت أيميلي بمكر:
" ولماذا تريدين أن تشغلي نفسك لسنوات عديدة؟ فمن المؤكد أنك ستتزوجين عما قريب وتنجبين أولادا , أو تحسبين أنني لا أعرف أن عمرك يزيد على ست عشرة سنة؟ ألم أكن أنا في دافن عندما أحضرك الى المكان وأنت طفلة؟".
" هل كنت حقا هنا يا أيميلي؟".
" أجل , وأذكر أن اللايدي دافنبورت أقامت ضجة عظيمة حولك , ولشد ما أنزعجت عندما حضر السيد جون وأخذك بعيدا".
فتنهدت سامنتا بحرقة:
" كان هذا منذ زمن بعيد".
" أجل , ألا أنك أمرأة ناضجة الآن , وبأمكانك أن تفعلي ما تشائين".
" هل هذا صحيح؟".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 25-04-11, 09:47 PM   المشاركة رقم: 52
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أجبر الصوت البارد الساخط المنبعث من فتحة الباب المرأتين على الأستدارة , لتجدا باربرا واقفة هناك , كم مضى عليها وهي واقفة في الباب , كم سمعت من حديثهما؟ وقال لأيميلي:
"توقعت أن أراك هنا تملأين رأس الفتاة بأحلامك المجنونة , لقد قلت لك أنك عجوز حمقاء تتدخلين في كل شيء , ومن الواجب أن تخرجي من هذا البيت , وحالا , ولا شك أنك شجعت والدتي على أرتكاب حماقتها , وأستدرار عطفها على هذه الفتاة التي أجبرنا على أسترجاعها وتبنّيها , كنت أعرف أنك المسؤولة عن كل ما حدث لأنك تكرهينني....".
تجمد وجه أيميلي غضبا وحزنا , ألا أنها تمكنت من القول بهدوء:
" لم أكرهك يوما يا باربرا , ألا أنك كنت تغارين مني كما تغارين من أي شخص تفترضين أنه قد يخطف الأضواء المسلطة عليك , وأعرف أنك لم تريدي الأعتراف بأبنتك ,ولكن , لماذا؟ هل كان ذلك لأنك أم غير طبيعية , أم لأنك خشيت أن تكبر أبنتك وتصبح جذابة فتخطف الأبصار المشدودة اليك؟".
" أصمتي!".
" لن أصمت , فأنا قد صمت طويلا حتى الآن , ولو علمت والدتك , رحمها الله , ببعض ما فعلته , لأنزعجت وهي في قبرها".
عندئذ عبرت باربرا الغرفة وصفعت أيميلي بوقاحة على وجهها , الأمر الذي أستدعى تدخل سمانتا , فصاحت:
" أيميلي, أيميلي....".
" لا تضطربي يا آنستي , فأنا ذاهبة , لكنني سأرجع وأراك ثانية عندما تقل مشاغلك وأهتماماتك , لا تستسلمي يا عزيزتي , فكل شيء سيكون على ما يرام".
وأستحث سمانتا الخادمة بالخروج من غرفتها وقد خافت من أن تصفعها أمها ثانية , ثم عادت لمقابلة باربرا التي قالت:
" حسنا! وماذا تظنين أنك ستفعلين الآن؟".
هزت سامنتا كتفيها:
" لست أدري بعد ,فأنني أحتاج بعض الوقت للتفكير ... لأستجماع أفكاري".
" وتتوقعي أن تفعلي هذا هنا؟".
" طبعا, فهذا قراري قبل كل شيء".
" يبدو أنك أنت التي تصوغين كل القرارات , أليس كذلك؟".
" لا أفهمك يا باربرا".
عقبت باربرا بحقد واضح فيما جلست على المقعد الطويل:
" لا أظنك تفعلين".
فخاطبتها سمانتا وقد حاولت المحافظة على هدوئها :
" هلا تفضلت بالخروج؟".
"لماذا؟ أنك أبنتي قبل كل شيء".
فأجابتها سمانتا بغضب:
" أنني أبنتك بالأسم فقط".
" حقا! أرى أننا نزداد حقدا".
ولمست سمانتا شفتيها الجافتين بلسانها:
" أرجوك , لا تسبّبي شجارا بيننا".
" ولماذا لا؟ فأنا أرغب بهذا الشجار , وأعتقد أنني عشت شجارا طول هذه المدة".
" لا أفهم قصدك".
" باتريك مالوري , أنك تتصرفين وكأنك تجهلين كل شيء".
أحمرت سمانتا خجلا وقد عجزت عن ضبط أنفعالاتها , فيما أطرقت باربرا مغتاظة:
" أرأيت؟ لا أكاد أذكر أسمه حتى تحمرين خجلا , يا للسخرية! بحق السماء , قولي لي ماذا تظنين أنك تعنين له؟".
فسألتها سمانتا بأضطراب:
" أذا كنت لا تعتقدين أنني أعني له شيئا , فلماذا تقولين أنك عشت شجارا معه طوال الوقت؟".
" سؤال حسن , الحقيقة يا عزيزتي , أيتها الأفعى المعششة في صدري , أنه عندما غادر صديقنا المشترك هذا المنزل, أعلن بوضوح أنه لا يريد الأبقاء على علاقة له بأية واحدة منا".
صعقت سمانتا وصاحت:
" ماذا؟".
" أخبرني أنه يعرف عمرك الحقيقي , وقد أعلن أنه ينبغي جلدي لأنني خدعت الجميع , وأفسدت عليك سعادتك , والآن , ماذا تظنين أنه قصد بملاحظته هذه؟".
كادت سمانتا تبكي:
" لا يمكنني أن أفهم شيئا".
" وكذلك أنا , لكنك قلت له شيئا أزعجه , وقد أخبرني أن شركة أميركية لأنتاج الأفلام عرضت عليه حقوق شراء نشر مسرحيته الأخيرة , وأنهم طلبوا اليه السفر الى كاليفورنيا فورا أذا كان راغبا في ذلك , وأكدت لي ملامحه عندما غادر المنزل أنه راغب في ذلك من كل قلبه , وعليه , أحسب أن كلا منا قد خسر شيئا , أليس كذلك؟".
ذهلت سمانتا , وهتفت:
" لا.... لا يمكنني أن أصدق هذا".
" حقا؟ أذن صحت شكوكي , ولا يمكنني أن أفهم كيف يسمح رجل من مستوى باتريك نفسه أن يتورط معك ولو مؤقتا".
أرتمت سمانتا على مقعد النافذة , ما قيمة خططها لنجديد وترميم دافن ؟ ألم تفكر أنها ستفعل ذلك ليس من أجلها هي فقط , بل من أجل باتريك أيضا؟ عندئذ أستأنفت باربرا حديثها متندرة:
" حسبت أن ذلك سيخرجك من عالمك الوهمي , لكن , ليس هذا كل ما في الأمر".
" وماذا يمكن أن يكون هناك أيضا؟".
طرحت سمانتا هذا السؤال دون أن تكترث بنفسها , فمن المؤكد أن باربرا لن تستطيع أن تؤذيها أكثر من ذلك , أذا كانت علاقتها بباتريك قد أنتهت , لا يهمها شيء".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 25-04-11, 09:51 PM   المشاركة رقم: 53
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

"ماذا قالت لك والدتي في رسالتها التعليلية؟".
" هذا شأن خاص بي".
" أراهن أنها لم تطلعك على السبب الحقيقي لأحضارك الى لندن".
ردد ت سمانتا بأنشداه:
" السبب الحقيقي لأحضاري الى لندن! عندما علمت جدتي بوفاة والدي , أسرعت الى وضع الترتيبات لحضوري الى أنكلترا".
أبتسمت باربرا أبتسامة قاسية , ثم ضحكت بوقاحة:
" الحقيقة أنني أنا فعلت ذلك , ولكن , يا لك من فتاة بريئة يا سمانتا العزيزة!".
ووقفت باربرا ثم تقدمت من النافذة:
" الحقيقة أن جدتك العزيزة أحضرتك اليها لأنه لم يكن أمامها أي خيار آخر".
منتديات ليلاس
تقلصت عضلات سمانتا , وصرخت:
" كفي عن التحدث بالألغاز , ماذا تقصدين بقولك أنه لم يكن أمامها خيار آخر؟".
أدارت باربرا ظهرها الى النافذة وقالت:
" الحقيقة أن والدك وضع في وصيته شرطا يطلب فيه أعلامك بوجودي عند وفاته ,وبوجوب أحضارك الى أنكلترا على أن أعترف بأنك أبنتي".
أحست سمانتا بالدوار :
" ماذا تقولين؟".
" أجل يا حبيبتي , لقد حسبت أنك لم تعرفي هذا السر".
" ولكن , كيف كان يمكنه أن يفعل ذلك وهو لا يملك أي ضمانات بأنك ستقبلين؟".
ألتفتت اليها باربرا موبخة:
" ألم يكن عنده ضمانات ؟ الحقيقة أنه كان يملك أفضل ضمانة ممكنة في مثل ظروفي".
فصاحت سمانتا وهي تكاد تنفجر باكية:
" تابعي حديثك , ما هي الضمانة؟".
" لقد كتب والدك رسالة يصف فيها ظروف زواجنا وطلاقنا , مشيرا الى التواريخ والأسماء وكل شيء آخر , ولا شك أنك منذ وصولك الى هنا أدركت الأهمية التي تعلق على الصحافة في أوساط المسرح هذه الفضيحة اللاأخلاقية ... كانت كفيلة بأختفائي وأنتهاء دوري , ولقد كان يعرف ذلك , وكانت الرسالة ستسلم الى الأشخاص الملائمين في حال رفضي الأعتراف بك".
منتديات ليلاس
أغمضت سمانتا عينيها يائسة , أذ لم يكن هناك أهين وأذل قدر ما أهينت وذلّت , ثم أستأنفت باربرا حديثها :
" ولسوء حظك , نسي جون أمرا بسيطا هو سنك , فهو لم يذكر شيئا عنك , ولذلك أستفدت من الأمر وحمدت القدر على هذه الهبة البسيطة, والآن ما رأيك بجتك العزيزة؟".
أحست سمانتا أن دموعها أوشكت أن تسيل على خديها , فهمست :
" لن يتغيّر شعوري أبدا , وأنا لا أهتم بأقوالك لمعرفتي أن جدتي كانت تحبني".
" لا تنسي أنها تصرفت بناء على تعليماتي , فلو رفضت البقاء في أنكلترا , لكانت القصة تنشر , لذلك كان من الواجب أن تبقي , وقد طلبت اليها أن تستعمل كل وسيلة ممكنة لمنعك من مغادرة البلاد , والواضح أنها أفلحت في مسعاها".
عندئذ همست سمانتا بوهن:
" أظن أنك أبغض شخص ألتقيته في حياتي , فأنت لا تشعرين بالرضى ألا عندما يخر الجميع أمامك ويقبلون قدميك , أليس كذلك؟ كيف أمكنك أن تخبريني بكل هذه التفاصيل؟ كيف أمكنك ذل
ك؟".
تجهم محيا باربرا:
" لأنك لم تسببي لي الآ الأزعاج منذ ساعة وجودك".
مسحت سمانتا دموعها وسألتها:
" وماذا عنك؟".
أبتسمت باربرا أبتسامة متكلفة:
" أنا؟ لدي عملي ... ومنزلي في لندن وأصدقائي... وحتى باتريك سيعود من كاليفورنيا آخر الأمر , وهو سينسى كل شيء لأن الرجال غالبا ما يفعلون , وربما تزوجته وأصبح زوج أمك".
رفعت سمانتا ناظريها الى والدتها:
" وماذا لو قررت أن أنشر قصتي في الصحافة؟".
هزت باربرا رأسها واثقة:
" لن تفعلي يا عزيزتي , فالقسوة ليست من طبعك , ولذلك لن تنجحي".
وغلبت سمانتا على أمرها , أنها لن تفضح باربرا , أما الأخيرة فأتجهت نحو الباب مستأنفة حديثها:
"أظن أنني سأرتدي ملابسي وأعود الى المدينة لأنني فعلت كل ما جئت لأفعله".
راقبتها سمانتا تغلق الباب قبل أن تطرح نفسها على السرير وتستسلم للبكاء , وصحيح أنها شعرت بالشقاء من قبل , ألا أن هذا كان الظلم والعذاب بعينه, فقد تحطمت كل آمالها وأحلامها , حتى أن حبها البريء لجدتها لوث بكلمات باربرا القذرة وأتهاماتها الشنيعة , ولم يعد هذا المنزل يعني لها السعادة لأنه محاولة أخرى لأبعادها عن طريق باربرا وأسكاتها الى الأبد.
وجلست بعد برهة لتجفيف وجهها , لأن الدموع ميّرة الضعفاء ولن تكون سمانتا ضعيفة بعد الآن , لم يكن أمامها مجال لتعمل أي شيء الليلة , ولكن غدا.... غدا سترحل بعيدا...
وأرتفعت معنوياتها بعد أن أتخذت هذا القرار , كان بحوزتها بعض المال أعطته أياها جدتها لأستعمالها الشخصي , وهو كاف لأيصالها الى أي مكان تقرر السفر اليه , وعندما تصل الى هدفها , ستجد عملا , وستنسى أنها عرفت والدتها وجدتها .... وحتى باتريك مالوري , ولكن, أين تذهب؟ لم تعرف ألا القليل عن أنكلترا , ولم يكن لها أصدقاء هنا , أما في أيطاليا , فبنيتو ينتظرها , ثم تذكرت ماتيلد , التي قالت أنها تستطيع الأتصال بها وقت الحاجة في منزل شقيقتها في رافنا , أنها تتكلم الأيطالية , مثل أهل البلد ,ولا شيء يحول بينها وبين العودة الى أيطاليا.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 25-04-11, 09:55 PM   المشاركة رقم: 54
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

8- البحث عن سمانتا


مرّ أسبوع كامل تقريبا قبل أن يندفع بارتريك بسيارته الأوستن مارتن عبر الطريق المؤدية الى مسكن دافن , ودهش لأنه لم يلمح تغييرا في المنزل , لأنه توقع أن تكون سمانتا قد بدأت بتنظيف الغرف وأزاحة الستائر وطرد شبح الكآبة , وعلى عكس توقعاته بدا المنزل موحشا , والدخان المتصاعد من المدخنة ينبعث من ناحية المطبخ فقط.
لقد أتسع وقته كثيرا في الأيام القليلة الماضية للتفكير , وأنه يعرف الآن ماذا يريد , ولا بد أن يتحدث الى سمانتا في الموضوع أيّا تكن مشاعرها , لأنه عازم أن يعرف وللمرة الأخيرة موقعه في قلبها.
وكثيرا ما قال في نفسه أنها صغيرة جدا بالنسبة اليه , لا من حيث سنها فحسب , وأنما من حيث وعيها وتجربتها , ألا أن مشاعره لم تكن جارفة في يوم من الأيام مثلما هي اليوم , ولم يغمض له جفن لشدة قلقه على سمانتا .
وكان قد غادر دافن غاضبا بسبب محادثته مع سمانتا وأتهامها له في صدق دعوته من جهة , وبسبب الشجار الذي نشب بينه وبين باربرا من جهة أخرى , ولم يقصد أن يطلع باربرا على درايته بعمر سمانتا الحقيقي ألا أن السخط تملكه عندما شرعت باربرا بالتعبير عن غيظها من أعطاء التركة لسمانتا , ثم تبادلا بعض الكلمات القاسية قبل أن يغادر , لعلمه أنه لن يتمكن من رؤية سمانتا بمفردها أذا بقيت أمها هناك , وكم تمنى أن يزورها خلال الأسبوع المنقضي , لكنه كان دائما يؤجل قدومه بغية توفير الوقتلسمانتا حتى تتعافى من صدمة وفاة جدتها , أما اليوم فقد قرر أن لا مجال أمامه للأنتظار , وأنطلق بعد الفطور مباشرة.
وعندما رأى المنزل شبه مهجور الآن , أنبأته حاسته السادسة أن الأمور ليست على ما يرام , وأحس بوخز نتيجة الشك والقلق.
وترجل من السيارة , ووقف ويداه في جيبي معطفه رافعا نظره الى المنزل.
ثم قرع الجرس فكان صدى رنينه حزينا في الداخل , ولم يطل أنتظاره حتى فتح له الباب خادم عجوز هاتفا:
" آه ! سيد مالوري! هل لي أن أساعدك؟".
عبس باتريك مجيبا :
" أود أن أرى الآنسة سمانتا ".
بانت الحيرة في عيني الرجل العجوز :
" الآنسة سمانتا! أنها ليست هنا.....".
أطبق باتريك راحتيه داخل جيبي معطفه , وصاح:
" ماذا تعني أنها ليست هنا؟".
" أعني ما قلته يا سيدي , فالآنسة سمانتا غادرت دافن في اليوم التالي للجنازة , وظننتك تعرف ذلك".
وأعترى باتريك قلق وخوف شديدان :
" كلا , وكيف يمكنني أن أعرف؟".
هز الخادم كتفيه:
" الحقيقة يا سيدي أن الآنسة سمانتا قالت أنها ذاهبة الى لندن , وعليه , ظننت أنها ستقيم عند والدتها , وبناء على معرفتك الوثيقة بالآنسة باربرا , توقعت أن تكون على دراية بالأمر....".
وتأرجح باتريك في وقفته:
" فهمت , ألم تسمعوا شيئا منذ غابت؟".
" كلا يا سيدي , أرجو معذرتك , تفضل بالدخول يا سيدي".
تردد باتريك قبل أن يقول:
"كلا , لا أعتقد أنني سأدخل لأن لا شيء لي هنا الآن".
وتملكه الذعر , فباربرا وسمانتا لا يمكن أن تتعايشا في مثل هذه الظروف , غير أن هذا الرجل المسكين لا يتسنى له معرفة ذلك , وأخيرا كلمه:
" حسنا , أنني أشكرك".
وأبتسم الخادم بينما هبط باتريك السلم متمهلا قبل أن يحتل مقعد القيادة في سيارته ويندفع بها الى الشارع , وتبللت أفكاره وأحتارت أمام هذا التحول الخطر في مجرى الأحداث , وشعر أن ثمة خطأ لماذا عادت سمانتا الى لندن؟ وأين هي الآن؟
وأجتاز القرية الصغيرة الوادعة التي يتألف مركزها التجاري من مخزن متصل بمكتب البريد , الى جانب فندق صغير أسمه ( كوينز هد) وكنيسة .
ودخل باتريك الفندق طلبا للشراب قبل أن يكمل سيره الى لندن , ولم يطل أقامته في الفندق المليء بزبائن من أهل القرية , وعاد الى مقود سيارته منزعجا لعدم قدرته أن يفعل شيئا , أين يمكنه أن يجد سمانتا ؟هل يسعه أن يسأل باربرا عن مكانها ؟ صحيح أن الفكرة لم ترق له , ألا أنها كانت الفكرة الوحيدة التي خطرت له , ودخل منزله , فنادى على السيدة تشسترتون التي هرعت اليه من المطبخ وقد أرتسمت الدهشة على محياها وصاحت:
" أرى أنك عدت يا سيدي! لقد توقعت أن تتأخر".
فأجاب باتريك ببعض النكد:
" وأنا أيضا , أخبريني , هل أتصل أحد بي أثناء غيابي؟".
" كلا يا سيدي , هل توقعت أتصالا؟".
هز باتريك كتفيه , وتنهد بينما رد على سؤالها:
" كلا , في الحقيقة , حسنا , أشكرك يا سيدة تشسترتون".
" هل تناولت شيئا يا سيدي؟".
" كلا , ولكن , لا تضطربي لأنني لست جائعا".
صاحت السيدة تشسترتون مستهجنة :
" هراء , سوف أعد لك شطيرة وأحضرها الى مكتبك".
" لكنني سأبقى في ردهة الأستقبال لأنني أريد أجراء مخابرة هاتفية".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 25-04-11, 09:57 PM   المشاركة رقم: 55
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وأشعل سيكارة أخذ منها مجة طويلة قبل أن يرفع السماعة ويطلب شقة باربرا , وخيل اليه أن رنين جرس الهاتف لم يتوقف في الطرف الآخر من الخط ألا بعد أجيال , مع أن صوت كلايد سمع بعد لحظات في الواقع:
" شقة الآنسة هارييت , من يتكلم؟".
سحل باتريك سيجارته بينما أجاب بأقتضاب:
" مالوري , هل باربرا موجودة؟".
وطرأ تغير ملحوظ على نبرة كلايد :
" آه , السيد مالوري , الحقيقة أن الآنسة نهضت حالا من الفراش , وأظنها ستحدثك".
فشكرها باتريك بعصبية , وما هي ألا لحظات حتى سمع صوت باربرا الناعم يردد بدفء:
" كم أنت رائع يا حبيبي , هل نسيت جدالنا العابر ؟ آمل ذلك , أنني..... الحقيقة أن الذنب في ذلك كله ذنبي.....".
رد باتريك عليها بجفاء وقسوة:
" أشاطرك الرأي , باربرا , هل تقيم سمانتا معك؟".
" سمانتا!".
ولم يكن باتريك أن يتنبأ من لهجتها أن سؤالها قد صفعها , فقال:
" لا بأس عليك , يمكني أن أؤكد من نبرة صوتك أنها ليست مقيمة معك".
" ولكن , لماذا تقيم سمانتا معي؟ أن دافن ملكها الآن , ولا حاجة بها للأقامة في شقة قديمة مهترئة في المدينة".
" صحيح , حسنا , أنني أشكرك يا باربرا".
وسألته باربرا عندئذ بنبرة أقسى:
" هل هذا هو سبب أتصالك؟".
" أظن ذلك , وفي أي حال , أنني أشكرك وأعتذر لأزعاجك".
" آه باتريك.......".
لكن باتريك أقفل الخط في وجهها , وكان واضحا أن باربرا لا تعرف أين هي سمانتا , ونشأ وضع مقلق ومثير , أذا لم تكن سمانتا عند باربرا , فأين يمكن أن تكون؟ أنها لا تعرف شيئا عن سكان لندن , وأزعجته فكرة محاولة سمانتا العمل في هذه المدينة المزدحمة والمخيفة أحيانا, خصوصا وأنها فتاة بريئة لم تصقلها الحياة أو تجربها بعد , ولكن , لماذا قصدت لندن؟ ولماذا لم تبق في دافن ؟ وهل يمكن أن يكون قد حدث أمر لم يعلم به؟ وما هو؟
منتديات ليلاس
أخذ يذرع الغرفة بأضطراب محاولا العثور على حل , وأحضرت السيدة تشسترتون بعض الدجاج البارد له , لكنه بالداد ذاق لقمة منه لتوتر أعصابه وأنهماكه في التفكير , وكان من المحتمل أن تعرف باربرا أكثر مما قالت , فمع كل البراءة التي تجلت في نبرة صوتها ,فأنها ليست شخصا يعول عليه , وأعاده هذا التفكير الى سبب فرار سمانتا , ولا شك أن باربرا بقيت في دافن بعد أنطلاقه والسيد يولام في رحلة العودة , فهل يمكن أن تكون قد أطلعت سمانتا على أمر جعلها تتردد ألف مرة قبل أن تقبل نصيبها من الميراث؟ ولشد ما أغتاظت باربرا عندما أوصت اللايدي دافنبورت بالتركة لسمانتا , وحين تغضب باربرا , فأنها لا تفكر من تؤذي وكيف.
وأشعل سيكارة أخرى , ثم تطلع من النافذة بكآبة ,وبدا أنه لا يستطيع أن يفعل شيءا , ولم يجد أحدا سوى باربرا يتجه اليه بالسؤال.
عندئذ تذكر أيميلي التي أجبها لقوتها ولكونها شخصا يعتمد عليه , وتراءى له أن أيميلي أحبت سمانتا . في حين لم تقتنع بباربرا التي عرفتها منذ أيام شبابها , ولم تخدع بما أحاطها من عظمة ووقار , ومن الجائز أن تعرف أيميلي شيئا عن تحركات سمانتا , لو أنه يستطيع الأتصال بها ... وصدم ثانية بحقيقة أنه لا يعرف كيف يعثر على أيميلي , تماما كما لا يعرف كيف يعثر على سمانتا , ولكن أيميلي قضت شطرا كبيرا من حياتها في دافن , ولا بد أن يكون أحد القرويين يعرف مكان أقامتها , هذا هو الحل... دافن ... وأيميلي.
وعاد الى قرية دافن عند الساعة الثامنة من مساء اليوم نفسه , وتوقف أمام فندق الكوينز هد , فهذا هو المكان الوحيد في قرية صغيرة مثل هذه يجد فيه المعلومات الضرورية , ولا شك أن مسكن دافن وأيميلي التي تعمل فيه هما موضع أهتمام القرويين , فالناس يتمنون دائما أن يعرفوا عن أبناء الطبقات النبيلة الذين يعيشون حياة منعزلة عنهم , كانت قاعة الفندق مزدحمة لأن كثيرا من الزوار وفدوا الى القرية وزادوا من عدد روار البار , وسأل بائع المرطبات أذا كان يعرف أيميلي لوسون , فرمقه عامل البار بنظرة غريبة بينما سأله:
" وماذا تريد من الآنسة لوسون؟ أنك من المدينة , أليس كذلك؟ هل أنت قريبها؟".
هز باتريك كتفيه وأجابه:
" لست قريبها , وأنما أريد التحدث اليها في أمر شخصي , فهل نعلم أين أجدها؟".
" أعتادت الآنسة لوسون على زيارة السيدة بيل في منزلها الصغير , والأرجح أن السيدة بيل تعرف أين توجد".
" أشكرك".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne mather, آن ميثر, masquerade, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, سقوط الأقنعة, عبير, عبير القديمة, قصص
facebook



جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 10:43 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية