لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > سلاسل روايات مصرية للجيب > روايات أونلاين و مقالات الكتاب
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات أونلاين و مقالات الكتاب روايات أونلاين و مقالات الكتاب


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-05-11, 11:20 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : روايات أونلاين و مقالات الكتاب
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم

الفصل الرابع

***************

تيك توك (4)


لشاب الرياضي شعر بألم عابر في صدره وهو يركض كعادته اليومية

رائحة اللوبيا فلابد أنه يوم الخميس..

يقول المحاضر للطلاب:
ـ "سوف نستكمل الموضوع في المحاضرة القادمة..".

وينهض الطلاب متفرقين.. يمكنك أن تميز هذا الوجه المألوف.. نعم.. لم تخُنكَ عيناك. إنه إيهاب.. لقد كبر فعلاً، والأهم أنه صار طالب طب.. لقد قاتل كثيرًا ليكون طالب طب برغم أنه لم يكن من هواة الاستذكار. الشخص المنطوي المتفرد -أو حتى المصاب بداء التوحد- يمكن أن يكون طالبًا عبقريًا لأنه يمضي وقته في الاستذكار، ويمكن أن يكون طالبًا فاشلاً لأنه يمضي وقته في الشرود وملاحقة الخيالات.. كان إيهاب من الطراز الأخير، وأنت تعرف بالطبع أن مبرراته قوية جدًا..

لهذا انتزع نفسه بقوة من عالم الخيالات ليصير من الطراز الأول، وليتمكن من الالتحاق بهذه الكلية، وهناك كان يتابع الدروس بنهم علمي غريب..

سبب ذلك هو أنه يعرف ما سيحدث.. سوف يجلس يومًا مع أبيه ويسمع صوت "تيك توك" ينبعث منه.. سوف يجن وهو يحكي للأطباء معنى ذلك.. سوف يقول لهم إنه يملك موهبة تستبق معرفة الآخرين.. إلخ. بالطبع لن يصدق واحد منهم حرفًا، ولسوف يموت أبوه بينما يموت هو حسرة..

الحل الوحيد الذي تبقى له هو أن يصير هو نفسه طبيبًا، وأن يجيد عمله.. وبالطبع سوف يتخصص في فرع يتيح له أن ينقذ الحياة، فلن يفيد أباه كثيرًا لو صار طبيب عيون أو أنف وأذن وحنجرة!

كان يعتقد أنه تصرف بحكمة.. فقط راح يدعو الله أن يصير طبيبًا حقًا قبل أن تأتي اللحظة الحتمية..

وفي سنة الامتياز بعد التخرج، كان إيهاب قلقًا من السؤال الذي ينغصه منذ البداية..

هل هذا الصوت واللون الفيروزي حكم نهائي لا رجعة فيه؟.. بمعنى هل هي علامة على قرب الموت أم هي جزء منه؟

عرف الإجابة الكاملة عندما كان في قسم الطوارئ..

جاء ذلك الشاب الرياضي الذي يلبس سترة التدريب.. لقد شعر بألم عابر في صدره وهو يركض كعادته اليومية. بالطبع لم يهتم أي طبيب شاب بشكوى هذا الفتى.. عندما يشكو الشاب تحت العشرين من قلبه فالسبب غالبًا معدته أو عضلاته، وعندما يشكو الكهل من معدته فالسبب غالبًا قلبه.. هذه هي القاعدة التي ينقصها الحذر، لكنها غالبًا ما تنجح..

ـ "يمكنك أن تطمئن.. إن بعض الدفء سوف يريحك".

كل هذا جميل، لكن إيهاب سمع بوضوح صوت "تيك توك" ورأى اللون المشع الغريب يشع من الفتى.. ثمة شيء خطأ هنا..

وأصر على أن يتم عمل تخطيط لقلب الشاب..

النتيجة: بالطبع كان هناك احتشاء في مقدمة القلب. جزء من عضلة القلب قد مات، ولسوف يلحق به الفتى غالبًا. وهكذا نُقل الفتى إلى العناية المركزة وتم عمل اللازم..

لم يهتم إيهاب بإطراء الزملاء على كونه يملك حاسة لا تخطئ، وعلى كونه أنقذ حياة الشاب. ما اهتم به هو أن الفتى بدأ يتعافى..

توقف صوت "تيك توك" وعادت الألوان المحيطة بالفتى كما كانت..

لقد فعلها !..

صوت "تيك توك" ليس علامة على الموت، لكنه إنذار.. كأنه جرس مما يتصل بفراش المريض، وهذا يعني أن الفرصة ما زالت قائمة والوقت لم يضع..

عندما تسمع الصوت وترى الألوان، فلتفعل كل ما بوسعك كي تنقذ الضحية.. لربما استطعت أن تفعل..



انطفأ الكشاف الفيروزي الغامض.. لقد مات اللص




رائحة شياط.. إذن اليوم هو الأربعاء..

على كل حال صار الشياط موجودًا في كل يوم، لأن صحة عمته لم تعد تسمح لها بالطهو يوم الجمعة، وبالتالي وقعت المهمة على عاتقه وعاتق أبيه. والنتيجة هي أنهما يأكلان رمادًا طيلة الأسبوع..

النشاط الثاني الذي انهمك فيه إيهاب كان هو محاولة رسم هذا العالم الغريب الذي يراه بدقة أكثر.. ولهذا ابتاع ألوانًا مائية شفافة، وقضى ساعات في غرفته يرسم تلك الرؤى الغريبة، وقد حرص هذه المرة على ألا يراها أحد..

تجمع لديه حشد هائل من اللوحات، ولولا تأثيرها المريع لأقام معرضًا مذهلاً.. تذكر قصة الرعب الشهيرة عن الفنان الذي يرى الأهوال رأيَ العين فيرسمها، ويعتبره الناس عبقريًا.. هو يرى هذه العوالم بوضوح.. كل ما يفعله هو أن يرسمها بدقة..

كان يعرف أن أباه لا يدخل غرفته تقريبًا.. لا يدخلها أبدًا في الواقع، وعلى الأرجح يتعلق هذا بذكرى أمه أو شيء من هذا القبيل. لهذا علق معظم هذه الصور على جدران غرفته، وحرص على أن يغلق الباب بإحكام عندما يغادر البيت..

لكن هذا التصرف كان أحمق على كل حال..

في تلك الليلة غادر البيت وذهب ليمضي ساعات طويلة لدى صديق له، وفي الثانية صباحًا عاد للدار.. ما إن دنا من باب الحجرة حتى سمع "تيك توك.. تيك توك!"..

ما معنى هذا؟

فتح الباب بحذر.. فوجد أن الزحام الطيفي بالداخل قد اصطبغ كله بذلك اللون الفيروزي..

الشرفة مفتوحة.. وعلى بابها فوق البساط الذي يتوسط الغرفة كان ذلك اللص راقدًا على ظهره.. كان يلهث في لحظات الاحتضار الأخيرة..

كيف عرفت أنه لص من دون الفانلة المخططة الشهيرة وأساور المعدن؟.. لأن الأبرياء لا يتسللون إلى الغرف عبر شرفاتها..

هناك ماسورة مياه جوار الشرفة.. ويبدو أن هذا اللص الأحمق جرب التسلق عليها ليقتحم البيت.. النتيجة أنه وجد نفسه في غرفة مغلقة مليئة بتلك اللوحات.. تلك اللمحة من العالم المخيف الذي لا نراه.. لم يكن هناك من ينقذه أو يخفي اللوحات، كما أنه لم يعد قادرًا على الفرار من الشرفة ثانية..

سقط على الأرض، ولابد أنه مر بلحظات شنيعة..

لابد أنه استغاث فلم يسمعه أحد..

هيا معي.. ربما استطعنا أن.. نجره خارج الغرفة.. والمعلومة التي لم يكن إيهاب يعرفها هي أن اللصوص وزنهم ثقيل جدًا..

ألقاه في الصالة وراح يحاول أن يعيد إليه الحياة، لكن صوت "تيك توك" استمر حتى توقف فجأة، وانطفأ الكشاف الفيروزي الغامض..

لقد مات الرجل..

عرف إيهاب أن عليه أوّلاً أن يزيل كل تلك الرسوم من الجدار قبل أن يطلب الشرطة ويوقظ أباه. أما عن تفسير موت اللص فليجدوه هم.. ليس عليه تفسير سبب موت كل لص يقتحم شقته..

هذه لعبة خطرة جدًا.. قالها لنفسه، ولم يعرف أنها البداية فقط!

يُتبَع



 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس
قديم 25-05-11, 08:59 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : روايات أونلاين و مقالات الكتاب
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم

الفصل الخامس

تيك توك (5)


******************************




جميلة جدًا هي مي.. خاصة عندما تشفى من الحمى وتجلس في الفراش





جميلة جدًا هي مي.. خاصة عندما تطرق للأرض مفكرة..

في سن السابعة والعشرين يكون الوقت قد حان كي يجد البحار المرفأ، وكي تتوقف سفينته اللاهثة بعض الوقت، وكان إيهاب قد بلغ السابعة والعشرين..

يوم اخترتك كي ترثيني..
أهديتك مفتاح كياني..
إذ ترحل سفني عن كون
لا يعبأ برحيل سفيني..

جميلة جدًا هي مي.. خاصة عندما تشفى من الحمى وتجلس في الفراش تأكل الجيلي وتضحك. تقول له إنه أنقذ حياتها، فيقول لها إن الكلورامفنيكول هو الذي فعل.

جميلة جدًا هي مي معلمة الابتدائي الشابة، وقد رآها بصعوبة وسط تلك الأطياف المحيطة بها.. كل الأطياف والبالونات والمسوخ والأضواء المتوهجة. لا تعرف مي أن هناك ملايين الأشياء الحية في غرفتها معها.. لو عرفت لماتت ذعرًا..

هناك لكل واحد واحدة.. وقد أدرك إيهاب أنه وجد واحدته أخيرًا..

لا نستطيع أن نسرد كل التفاصيل التي تلت ذلك، والتي جعلته مدلهًا بهواها.. لكن زياراته لها تكررت كثيرًا جدًا بأسباب ملفقة زاعمًا أنه يطمئن عليها أولاً، ثم عرفت أنه يهيم بها حبًا.. حتى جاء اليوم الذي أقنع فيه أباه المسن بأن يصحبه لزيارة أهلها.. أسرة لطيفة متماسكة هي، وقد كان إيهاب بحاجة ماسة إلى أسرة تحتضنه وسطها..

لقد صار للحياة مذاق مختلف..

إنه يحب مثل الآخرين، وليس مجرد تلك العين الكئيبة التي ترى الأهوال..

رائحة الشقة شياط.. إذن هو يوم السبت...

تيك توك.. تيك توك..!

هل تسمع؟

لا جدال في ذلك.. إن الأمر حقيقي تمامًا..

إنهما جالسان في صالون بيتها وبالطبع يجثم أخوها الصغير على روحيهما كعادة أسر الطبقة الوسطى، لكن لا جدال في مصدر الصوت.. هو ليس قادمًا من إيهاب وليس قادمًا من أخيها.. لقد تعلّم إيهاب الدرس من قبل، ورأى اللون الأزرق الغامض ينسرب منها ليضيء كل شيء..

ابتلع ريقه الذي صار كالقش.. شرب كوبًا من الماء البارد ثم أعاد الإنصات..

تيك توك.. تيك توك..

لا شك في هذا.. الصوت يخرج من مي وهي لا تحمل ساعة أو قنبلة موقوتة.. كان ارتباكه كاملاً، وراح يردد في ذهنه: لماذا أنا؟ لماذا أنا؟ السناريو الذي كان يخشاه يحدث فعلاً..

ـ "هل أنت على ما يرام؟"

اتسعت عيناها دهشة وأكدت أنها بخير.. لكن قلقه كان بالغًا، وخطر لها أنه يلعب لعبة العاشق المفعم بالقلق على حبيبته: أنت تسعلين؟.. لا.. أنا لا أسعل.. إذن أنا قلق لأنك لا تسعلين..

ـ "هل من ألم في الصدر أو ضيق في التنفس؟"

تيك توك.. تيك توك..

لا شك في هذا.. والصوت يتعالى..

لا تعرف كيف ولا متى جذبها من يدها وغادرا البيت.. حتى قبل أن يخبر أهلها أو يصحب أخاها، وانطلق بالسيارة العتيقة التي ابتاعها إلى المستشفى.. قالت محتجة:

ـ "أنا بخير.."

ـ "فقط ثقي بي.."

قالها وهي تتمدد على منضدة الأشعة.. قالها وهي تجري فحصًا لقاع العين.. قالها وهي تجري تخطيطًا للقلب.. قالها والممرضة تسحب منها عينات الدم لحشد من التحاليل.. قالها ومختص القلب يفحصها.. قالها ومختص الأمراض العصبية يفحصها..

تيك.. توك.
سوف يجن..
تيك توك..
هذا لا يطاق..

الكل ضحك.. الكل هز رأسه.. الكل قال دعابة سخيفة عن العشق الذي يجعل الطبيب ينسى الطب.. هئ هئ..

كان يعرف يقينًا أنها ستموت.. لا مجال للمزاح هنا.. حاسته لم تخنه قط من قبل، وهو متأكد مما سيحدث..

كان يعرف يقينًا أن موهبته لا تتنبأ.. هذا يعني أن الموت بالحوادث غير وارد في قائمة التحذير. من الممكن أن تدهمها سيارة أو يهوي فوقها سقف البيت ولن يصدر عنها ذلك الصوت، وبرغم هذا كان قلقًا..










عندما غادرا المستشفى قالت له في ضيق:
ـ "هل لي أن أفهم؟ ظللت صامتة وأنت تلهو معي كفأر تجارب.."

قال في ضيق مماثل:
ـ "لكن جهلت مقالتي فعذلتني.. وعرفت أنك جاهل فعذرتكا!"

لم تفهم سوى أنه يلومها.. على الأقل كلمة (جاهل) معروفة للجميع. قالت وقد بدأت تتنمر:
ـ "لا بأس وشكرًا على تهذيبك.. لكن أظن أن من حقي أن أفهم.."

تيك توك..
تيك توك..
الصوت يتعالى من جديد..

جذبها من يدها لتصعد على الإفريز، فهو لا يضمن ألا تدهمها سيارة مسرعة الآن.. صحيح أن هذا يخالف منطق موهبته لكنه خائف..

فتح لها باب السيارة لتجلس جواره.. ثم أدار المحرك وهو غير متأكد من موقفه.. فجأة توقّف وطلب منها أن تجلس خلفه بالضبط.. حسب دراسته فإن أكثر الأماكن خطرًا هو المجاور للسائق وأكثرها أمنًا ما كان خلفه..

ـ"هل جننت؟ أنت لا تقود سيارة أجرة!"
ـ"يشرفني أن أفعل.. هل نسيت أن أقول لك إنني أهيم بعشق الفتاة التي تطيع أوامري بلا مناقشة؟"

ماذا لو كان سيتسبب في حادث مروع يقتلها؟ هذا منطقي جدًا.. يجب أن يكون حذرًا في القيادة.. ما أصعب القيادة وأنت تبالغ في الحذر! سوف تشعر كأنك تتعلم..

قال لها وهو يراقب الطريق ويرتجف:
ـ"لم لا تذهبين لزيارة أقاربك بعض أيام؟ ربما أسبوع أو أكثر.. لا أحب أن تعودي لهذه الدار العتيقة"

دار عتيقة سوف تتصدع الليلة وتهوي لتقتل من فيها.. غالبًا هذا هو ما يحدث..

تيك توك.. تيك توك.. الصوت أعلى.. معنى هذا أن الموت يقترب.. أليس هذا منطقيًا؟

قالت له وهي تحاول أن تبدو طبيعية:
ـ "هلا توقفنا لتناول بعض المرطبات؟ حلقي جاف من كل الفحوص التي أجريت علي.."
ـ "بالطبع لن نتوقف!"

سوف يكون العصير مسمومًا أو فاسدًا على الأرجح..

الآن كان قد فعل كل ما من شأنه أن يقنعها بأنه مجنون تمامًا.. لم يقصر في شيء.. هي تشك فيه بقوة الآن لكن ماذا يعمل؟

قال لها:
ـ "هل ستغيرين مسكنك؟"

نظرت له طويلاً ولم ترد.. هذه نصيحة مهمة: عندما يجن خطيبك فلا تدخلي معه في جدل طويل.. فقط غادري السيارة وعودي لبيتك راجلة..

أما هو فقد كان يصغي بلا توقف إلى صوت تيك توك..

يُتبَع




 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس
قديم 02-06-11, 11:11 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : روايات أونلاين و مقالات الكتاب
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم

الفصل الأخير من تيكـ توكـ

********************

تيك توك (الأخيرة)


كلما مر نصف ساعة يكرر الإتصال فيأتي صوتها المذهول لتؤكد أنها بخير

رائحة السمك المقلي المحترق ما زالت ملتصقة بالشقة؟ إذن هو الثلاثاء..

طيلة الليل ظل يتصل بها.. كلما مر نصف ساعة يعيد الاتصال فيأتي صوتها المذهول غير المصدّق تؤكد أنها بخير..

في النهاية قال لها اعترافًا بسيطًا:
ـ "حلمت أنك والعياذ بالله قد توفيت!".

ليست الحقيقة كلها لكنها أمينة بما يكفي.. نصف حقيقة لو شئنا الدقة، وقد راق لها هذا الاعتراف كثيرًا، وأراحها مؤقتًا.. إذن أنت قلق عليّ لهذا الحد؟ بدت له بطة فخورًا..

على كل حال لم تدم مكالماته لأن الإرهاق غلبه.. نام في الثالثة صباحًا بعد يوم مفعم بالانفعالات..

في النوم رآها تموت مرارًا بطرق شنيعة صعبة.. دعك من الديناصور الذي عاد للحياة وقضم رأسها، أو الطبق الطائر الذي تعطّل فهوى فوقها بالذات..

وعندما صحا من النوم واتصل بها كان الشعور المسيطر عليه هو أنها درّة.. درة حقيقية.. الفتاة التي تقبل من خطيبها كل هذا الخبال ولا تغضب أو تتخلى عنه، هي درة نادرة..

ذهب لدارها في ساعة مبكرة عالمًا أن الوقت لن يطول قبل أن يلقي به أخوها أو أبوها في الشارع باعتباره مجنونًا.. العاشرة صباحًا ليس وقت زيارة الخطيبة..

كان كل شيء هادئا والعالم الطيفي ليس أكثر ازدحامًا من المعتاد.. جلس في شقتها متظاهرًا بأنه لا يدرك كم هو ضيف غريب الأطوار سمج..

كانت بخير حال ولم تكن الدقات مسموعة.. وفجأة سمع الصوت..

تيك توك..

وبدأ الضوء الأخضر يتوهج منها..

ـ "هل أنت بخير؟"

هذه المرة قالت وهي تضع يدها على جبهتها وترتجف:
ـ "ليس تمامًا.. أشعر بدوار كأن رأسي خفيف.. يبدو أنك بعيد النظر".

ثم بدأت حالتها تزداد سوءًا.. جاءت أمها تبسمل وحملتها للفراش، أما هو فجلس مرتبكًا لا يعرف ما يقول.. لقد قام بكل فحص ممكن أمس فلن يكرر هذا اليوم..

غادر البيت وقرر أن يتصل بها بعد ساعة.. جلس على أحد المقاهي يعدّ الدقائق ثم أعاد الاتصال.. جاء صوت مي الضاحك يعتذر:
ـ "فعلاً أنا بلهاء.. آسفة جدًا.. لقد استرددت عافيتي على الفور".

في الأيام التالية زارها عدة مرات.. الغريب أنها كانت تتدهور عندما يلتقيان.. فعلاً ذبلت صحتها وبدت تحت عينيها هالات سوداء غريبة.. صوت تيك توك لم يكن ينقطع..

أما العبارة التي اعتاد سماعها فهي أنها تحسّنت نوعًا بعد انصرافه، ومن الغريب أن هذا صار ملحوظًا لدرجة أن حماته قالت ضاحكة:
ـ "يبدو أن الغرام يسقمها فعلاً عندما تأتي أنت!"
هنا بدأ يفهم الحقيقة ببطء شديد.

جرّب أن ينقطع عن زيارتها ثلاثة أيام ففوجئ بأنها صارت في أفضل حال. ازداد وزنها وتورّد لونها. وعندما عاد انهارت حتى أنها ظلت في الفراش يومين..

الآن يفهم الحقيقة بوضوح.. مي مريضة جدًا ومهددة بالموت، وسبب مرضها هو إيهاب نفسه!

كان الأمر مذهلاً ولا يصدّق، لكنه كان قد قرأ الكثير في هذه الأمور.. ليس الأمر طبيًا لكنه حدث فعلاً من قبل، وثمة شواهد تاريخية عليه. لكل إنسان منا هالة خاصة تحيط به Aura.. هناك هالات سلبية تؤذي من حولك.. مي مصابة كما هو واضح بحساسية شديدة تجاه هالته هو، بنفس المنطق الذي يجعل أشخاصًا لا يطيقون رائحة عطر معين أو أكل المانجو. العالم ليدبيتر وصف هذا المرض بالتفصيل في القرن التاسع عشر، لكن بالطبع هناك من يعتقدون أنه نصّاب أو مخرّف.. ربما يفسّر هذا ما نشعر به أحيانًا من نفور شديد تجاه شخص بعينه بلا تفسير واضح.. الحقيقة أن هالته تؤذينا بشدة.. بالنسبة لإيهاب كانت الهالات شيئًا ماديًا حقيقيًا..


عندما أفاق وهو يرقد على العشب جوار الترعة أدرك أنه لا يرى أية أطياف





أما لماذا تأخّر الأمر كل هذا الوقت حتى يعلن عن نفسه فهذه من قواعد فرط التحسس. الفتاة تضع قرطًا ذهبيًا يظل في أذنها أعوامًا طويلة ثم تظهر الحساسية فتقول لك: مستحيل. لكن الحقيقة هي أن الحساسية كانت تبني نفسها وتتراكم في دمها.

كانت مي تموت ببطء بسببه، وقد بدأ جسدها يعلن عن هذا..

تيك توك..
تيك توك..

لقد كان واثقًا من تشخيصه.. وعندما اتصلت به مي عند الظهيرة لم يرد عليها..
اتصلت به يوم الأربعاء.. مساء الخميس.. لم يرد قط..

كانت حائرة لا تفهم ما يحدث، وفاتها أن تدرك أن صحتها تتحسن بلا شك في ذلك.. أما هو فقد أجاد لعبة الاختفاء. عرف كيف يختفي وقتًا كافيًا حتى تحولت دهشتهم وحيرتهم إلى غضب وكبرياء جريحين، وهكذا كفوا عن البحث عنه..

إنه وغد آخر..

هكذا يمكننا أن نفهم الأسباب التي جعلت إيهاب يستقل سيارته.. كالمجنون يطوي الطرقات طيًا وقد فتح الكاسيت إلى أعلى درجة له.. كان يرغب في أن يحدث له شيء.. كان يشتهي أن يحدث له شيء.. لا يدري متى ولا كيف اتجه إلى الريف..

يبدو أن الحظ قد ابتسم له، فقد انفجر إطار السيارة وتدحرجت لتسقط في الترعة..

تيك توك..

هذا الصوت ينبعث منه..

لا شك في هذا..

يشبه نبضات القلب العالية مع انسداد الأذن..

تيك توك. والضوء الأخضر يشع...

"الأب استطاع بمعجزة ما أن ينزل الزجاج وهكذا استطاع أن يفتح الباب ويطفو للسطح"

هذه المرة ستكون الأخيرة..

بعد دقيقة جاء فلاحون كثيرون وتعاونوا على إخراج الضحيتين.. لا.. الضحية..
لم يمت وإنما اقترب من ذلك كثيرًا..

وعندما أفاق وهو يرقد على العشب جوار الترعة، وعندما نهض وراح يهز رأسه المبلل ويسعل..عندها فقط أدرك أنه لا يرى أية أطياف.. لا ألوان.. لا أنابيب عملاقة ولا قردة تهبط من أعلى..
لقد صار إنسانا عاديًا..

فيما بعد عندما عاد لداره من المستشفى، قال لنفسه إن نقص الأكسجين عن الدماغ في المرة الأولى سبّب تغيرًا فسيولوجيًا معينًا، وقد زال هذا التغير مع نقص الأكسجين للمرة الثانية. برغم كل شيء هو سعيد لهذا التحول.. كان يصبو إلى أن يعود إنسانا عاديًا وأن يشعر أنه وحده وليس في حافلة مزدحمة (برغم أن هذا غير صحيح).. يريد ألا يشعر بقرب موت الآخرين.. لو كان قد فقد هذه الموهبة مبكرًا لكان قد استمر في علاقته بمي.. ولربما هلكت.. لكنه يرجح أن هذه الموهبة كانت هي سبب الهالة الغريبة المحيطة به والتي لم تتحملها الفتاة..

"نعم.. أنا سعيد.. لقد صرت شخصًا عاديًا ولست حاويًا في السيرك.."

ثم خطرت له فكرة: ماذا عن الرسوم التي كان يرسمها؟ هل ما زال منيعًا ضدها أم هي قادرة الآن على إيذائه؟ لن يعرف الجواب أبدًا إلا لو اطلع على تلك الرسوم من جديد..

للمرة الأولى منذ وفاة ذلك اللص، يبحث إيهاب عن الرسوم التي خبأها في خزانة ثيابه.. يلقي بها على الفراش.. يفرك عينيه ويتأهب لإلقاء نظرة.. نظرة قد تفتك به لكنها ضرورية..

تشجّع.. هيا.. واحد.. اثنان.. ثلاثة..

افتح عينيك!

تمّت


 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس
قديم 03-06-11, 03:41 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66537
المشاركات: 740
الجنس ذكر
معدل التقييم: amedo_dolaviga عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 53

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
amedo_dolaviga غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : روايات أونلاين و مقالات الكتاب
افتراضي

 

قصة رائعة

ومجهود مميز

شكراً لكِ يا عهد

 
 

 

عرض البوم صور amedo_dolaviga   رد مع اقتباس
قديم 03-06-11, 06:32 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 164947
المشاركات: 858
الجنس أنثى
معدل التقييم: alaagalal عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 25

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
alaagalal غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : روايات أونلاين و مقالات الكتاب
افتراضي

 

شكرااااا يا عهودة على مجهودك

القصة جميلة جدااااا

 
 

 

عرض البوم صور alaagalal   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أحمد خالد توفيق . تيك توك . قصة جديدة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات أونلاين و مقالات الكتاب
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 08:35 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية