لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (12) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-01-11, 09:57 PM   المشاركة رقم: 81
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي بين الأمس واليوم/ الجزء الواحد والثمانون

 





بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يامساكم نفل وخزامى مع أني لي زمان ماشفته على الطبيعة
عساني ما تاخرت عليكم يا بعد حيي <== كلمة هل شمال السعودية.. صح يابنات الشمال وإلا من جنبها؟؟
.
.
أشوف البنات مشغولين بسالفة هل صدق الأم تتغطى عن عيالها عندنا؟؟
شوفو يابنات وبكل صراحة..
الحين ماعاد مثل أول.. بس بشكل عام النسوان الكبار يسوونها.. وأنا أحترم جدا هالعادة وأشوفها مصدر أصاله..
ومازعلت أبد من اللي لهم رأي مخالف... اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية.. فلا حد يزعل من حد بنات أرجوكم..
أرائكم كلها على رأسي.. سواء مع أو ضد


يعني أمي في الأربعينات ماتسويها طبعا.. أمي في البيت ماتلبس برقع كلش.. تلبسه لا طلعت بس..
بس جدتي :) فديت جدتي وفديت روحها.. في السبعين.. خوالي يتشفقون على شوفة وجهها
يشوفونه بالسراقة مثل ماقال عبدالله :)
.
.
ويا الله ما أبي أطول عليكم
البارت 81
بارت صغنون بس مو صغنون كثير نص ونص :)
.
موعدنا الجاي الأحد الساعة 8 الصبح
.
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولاقوة إلا بالله
.
.




بين الأمس واليوم/ الجزء الواحد والثمانون






" هلا ياعمي!! كساب كلمني البارحة وقال لي إنك تبيني..
وماعندي وقت فاضي إلا الحين.. قلت أمرك قبل أروح المطار عندي رحلة!!"


ابتسم زايد وهو يشير لغانم أن يجلس في المقعد المقابل لمكتبه:
لك عندنا حاجة ماعطيناك إياها..
نبي نشوف متى تبغيها؟؟

اتسعت ابتسامة غانم: والله حاجتنا نبيها متى ما حنيتوا علينا!!


هتف زايد بأريحية عميقة: أنا داري إنه حن طولنا عليك بدون مانعطيك موعد بس أنت كنت عارف ظروف مرض علي..
الحين علي متحسن وسافر.. وإن شاء الله مهوب مطول..
وكساب عنده سفرة شغل حوالي شهر..
فخل الموعد عقب حوالي شهر وعشر أيام.. لأني واحد ضد المواعيد الطويلة اللي مالها سنع..
والموعد ذا أقرب شيء أقدر أحدده..
أول شي بعد مايرجعون أخوانها..
وثاني شي قبل ماترجع مزون لدوامها بحوالي شهر..
وثالث شي عرس بنت مرتي عقب شهر وثلاث أسابيع.. وما نبي العرسين وراء بعض بدون وقت..
فانت دور لك حجز في ذا الوقت.. ولو مالقيت كلمني وأبشر بسعدك..

اتسعت ابتسامة غانم لآخر حد: بألقى إن شاء الله..
ثم أردف بتردد: زين مزون موافقة على ذا الموعد؟؟

ابتسم زايد: ليه ظنك باحدد موعد قبل ماتوافق هي؟!!

ابتسم غانم: أبي أتطمن بس إن كل شيء من خاطرها!!






*********************************





" حبيبتي ليه متوترة كذا؟؟
من يوم طلعنا من عند الدكتور وأنتي متوترة!!"

شعاع بضيق شفاف: ما أدري ما أرتحت لتعاملهم.. حسيتهم باردين وماعندهم اهتمام..

علي بإبتسامة: حرام عليش.. هذا كله مهوب مهتمين.. بس الإنجليز هذي عادتهم.. باردين بس بروفنشال!!


شعاع لم ترتح مطلقا لتعامل الطاقم الطبي مع علي..
فهي كانت معه خطوة بخطوة خلال التحاليل والأشعة..
وحين كانوا يسحبون الدم ابتعدت عنه قليلا بخوف طفولي وصل لحد الرعب.. أولا لأنها لا تحتمل رؤية الأبرة..
وثانيا لأنها خافت من أي طارئ ينتج عن دمه الملوث!!

شعرت أنهم يتعاملون معه ببرود لا يتناسب مع خطورة مرضه..
ومازاد في توترها أن الطبيب لم يرح بالها بأي شيء.. وفي ذات الوقت أرعبها بشيء آخر..

مجرد كلمات عامة وهو يتحدث عن فحوص علي في قطر.. وعن حاجته لإجراء فحوصه الخاصة التي ستظهر نتيجتها بعد أربعة أيام!!
وأنه بشكل عام لا يخشى من فحوص القلب.. لكن ينتظر فحوص الكبد لأنها ماتهمه..

حينها قفز لبالها" التهاب الكبد الوبائي" لابد أنه هو!!
لم تعلم حينها هل تطمئن أو يزداد رعبها؟؟

شعاع همست لعلي بنبرة خاصة: علي أنت ليه ماتقول لي من وين جاك المرض؟؟

ابتسم علي: قلت لش.. بس ماصدقتيني!!

شعاع بتوتر: تبيني أصدق عشانك لمحتني في الأصنصير صار لك ذا كله.. حدث العاقل بما يعقل..
وعلى فرض إني صدقت.. تراني بأزعل وبأزعل بشكل ماتتخيله إنك بصبصت لوحدة ويوم ملكتنا..

علي صمت.. لا يستطيع أن يفسر لها أكثر حتى لا يصدمها.. كيف لو علمت أن ماحدث بينهما تجاوز (البصبصة)!!
يخشى بشدة أن يفجر هذا غضبا عندها من نوع آخر..!!

بينما شعاع مازال هذا الموضوع لا يشغلها.. لأنها لا تصدقه أساسا.. ولأن بالها مع مرض علي المعدي وكيف انتقل له..


علي حتى يغير محور الحديث هتف لها بحنان وهو يمد ذراعه لتدخل ذراعها فيه:
أنا ميت جوع.. امشي أوديش أحسن مكان ممكن تفطرين فيه فطور يطير العقل!!







********************************************





" راحو الشباب كلهم؟؟"

أم صالح تهمس بهدوء وهي تمد أبا صالح بفنجان قهوة: توكلوا على الله.. الله يحفظهم بحفظه..

أبو صالح تناول الفنجان من أم صالح وهتف بنبرة مقصودة:
صافية..

أم صالح رفعت رأسها وهمست بمودة واحترام: لبيه..!!

أبو صالح بذات النبرة المقصودة: وش فيش على فهد مزعلته؟؟

أم صالح تغير وجهها وهي تهمس بنبرة مقصودة أيضا: أظني إنك داري ياخالد.. ولا تنشد عن شيء تعرفه..

أبو صالح تنهد ثم هتف بحزم: اسمعيني زين ياصافية..
فهد ماعاد هو ببزر.. عمره 29 سنة.. يعني رجّال داخل على الثلاثين..
ويوم يقرر شي.. مهوب هين عليه نرده منه كنه بزر..
لو أنه هزاع.. كان قلنا بزر ولا يعرف مصلحته!! بس فهد خلاص قده كبير على الحِداد واللداد.. وأنتي دارية إنه مهوب طايع!!
( الحِداد واللداد= أن يمشي احدهم الآخر على هواه)

أم صالح قاطعته بغضب: وش لازمة ذا الحكي يا أبو صالح؟؟

أبو صالح بهدوء: أنتي عارفة زين إن فهد الله يصلحه أعسر واحد في العيال..
وفي رأسه حب ما انطحن..
وحن كن حن عيينا عليه.. بيعند زيادة.. ويمكن من جده ماعاد يعرس..

أم صالح بذات النبرة الغاضبة: أحسن.. لا يعرس..
أما يأخذ له حد يستاهل.. وإلا لا يعرس..
وش حاده يأخذ مطلقة ومريضة..؟؟


أبو صالح بثقة: يام صالح الله يهداش وش ذا الحكي.. أنا بروحي ترا ماني براضي عن اختياره..
بس رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" إذا أمرتكم بأمر.. فأتو منه ما استطعتم"
والقاعدة الفقهية اللي خذوها عن ذا الحديث:" إن مالم يُدرك كله.. لا يترك كله"
يعني إذا الصبي ماخذ وحدة على كيفنا.. نمنعه من العرس كله..؟؟
العرس كله خير.. فيه تحصين للرجّال وفتح باب رزق له وتكثير لأمة المسلمين..

أم صالح قلبها يؤلمها حين يضغط عليها بالدين هكذا.. لذا همست بتأثر:
وأنت صدقت يعني يا ابو صالح إن ما أبيه يعرس..؟؟
أنا بس أبيه يغير رأيه لا شافني مصممة..

أبو صالح بحزم: أنتي عارفة زين إنه ما به رأس(ن) أيبس رأسي.. وأني ماحد يقدر يغصبني على شي..
بس أنا أعرف فهد زين.. الله يصلحه إذا قد حط الشي في رأسه ماعاد ينرد منه..
وأنا ما أبي نعضل عليه.. ويهون من العرس كلش.. حزتها وش حن بنستفيد؟؟








***************************************






" أنتي اشفيش اليوم..
كنش عجوز كلو عشاها.. من صبح وانتي تحلطمين..
الشيخ كساب مسافر.. صح؟؟ "


كاسرة بدهشة: وأنتي وش دراش يا السكنية؟؟

ضحكت قاطمة وهي تأشر بالقلم على بعض الأوراق أمامها: سوسو..
ترا قبل زعلتش الأخيرة من رجالش..
سبع شهور من عرستي وأنتي قدامي وحافظتش حفظ..
مايشين خاطرش بذا الطريقة إلا لأنه مسافر!!

كاسرة بغضب مختلط بالضيق: إيه سافر الزفت.. وبيطول شهر بعد!!

ضحكت فاطمة: زفت وأنتي مشتاقة له كذا!!

كاسرة تنهدت بغيظ: إيه زفت لأني من الحين مشتاقة له.. وأنا ما أبي أشتاق له لأنه ما يستاهل حتى!!

ثم انخفض صوتها وهي تردف بوجع عميق: تخيلي فطوم.. البارحة ماقدرت أنام.. واليوم الصبح ما أبي عيني تطيح على شي من أغراضه عشان ما أغتث على الصبح..
ألاقي عيني ماتروح إلا على أغراضه.. فرشاة أسنانه.. مشطه.. عطوره.. ملابسه.. صورته..!!
أنا شفت صورته.. ما أدري وش صار لي.. تقولين بزر مضيع أمه.. بكيت بكا..
صدري ضايق بشكل غير طبيعي..

حينها انطفئت ابتسامة فاطمة: كاسرة الله يهداش.. ترا الأفلام الهندية ماتليق عليش.. تعوذي من أبليس..

كاسرة بصوت ذابل: على إنه أنا وكساب على طول حن زعلانين من بعض تقريبا..
وقبل فترة زعلت عند هلي وطولت وكنت أبي الطلاق من جدي..
بس كنت عارفة إنه قريب.. وقلبي متطمن!!
أدري سخافة.. بس إحساسي إنه ما بيننا إلا طوفة كان مريح أعصابي شوي..
الحين ما أدري وش فيني.. وخصوصا إنه هذي أطول مرة بيسافر من يوم تزوجنا!!
وعلى كثر ماهو قاهرني وحارق أعصابي على كثر ما أنا مشتاقة له..

فاطمة تحمل الملفات التي وقعتها كاسرة وتهمس بتأثر: أنا عمري ماشفت حد يحب الشقا كثرش أنتي ورجالش..
الله يهدي بالكم ببيبي صغنون يخليكم تعقلون وتدرون أنكم مسؤولين عن نفس بتجمعكم لين آخر العمر!!






***************************************






" علي الله يهداك.. تعبت نفسك اليوم
وأنت مسوي روحك دليل سياحي لي..
خلنا نرجع الفندق آذان الظهر قرب"

علي بمودة صافية: ياقلبي تو الناس.. باقي كم مكان أبي أوريش إياهم!!

شعاع بقلق متوتر: تكفى علي وأنا وش باستفيد من الأماكن لو طحت تعبان..
تكفى عشان خاطري..

علي بولع: عاد (تكفى).. (وعشان خاطري كلها).. أنا أشهد إن حن رجعنا!!
دقيقة أكلم السواق..
ثم أردف وهو يهمس لها بتلقائية: على إني بالعادة أحب أجر سيارة وأسوق في أي بلد أجيه..
بس لندن بالذات ما أحب أسوق فيها.. لا تقدر تلاقي موقف مثل الناس.. والسواقة عندهم تلوع الكبد..

لا تعلم شعاع لِـمَ تشعر بالألم حين يتكلم بهذه العفوية المذهلة وهو يتدفق بحديثه لها كما لو أنها صديق قديم قابله بعد اغتراب..
وهذا الألم ليس الآن فقط.. ولكنه طوال جولتهم في الصباح التي لم تستطع أن تشعر بالمتعة فيها..
لأنها ما أن ترى تدفقه بالحديث العفوي الذي لا يمكن أن يصدر إلا عن شخصية مثقلة بالطهارة ولا يوجد لديها ماتخفيه..
حتى تشعر بالألم من أجل مرضه وكيف انتقل إليه وبأي طريقة!!
أ يعقل أن يكون هناك إنسان لديه ازدواج في الشخصية لهذه الدرجة؟!!
هذا الأمر بات يرهق روحها الطاهرة كثيرا..
أو ربما مايرهقها إزدواجية تفكيرها هي!!







*****************************************





" حبيبتي ليش قاعدة بروحش
وضحى مابعد رجعت؟؟"

سميرة تشير بيدها بإبتسامة مرحة: لا مابعد.. والله إني ندمت إني ماوافقت أروح معهم
بس استحيت من مزون.. قلت يمكن ما تاخذ راحتها في وجودي..

ابتسم تميم: ومن اللي ما يأخذ راحته في وجودش..؟؟ أو من اللي يشوفش ومايرتاح؟؟

سميرة بحركة تمثيلية: ياقلبي.. ياقلبي.. هذا اللي يسمونه الغزل؟؟

ابتسم تميم: يا النصابة.. يعني إني ما أتغزل فيش.. تعبت أتغزل..
بس يمكن غزل الإشارات ذا مايعجب..

سميرة قفزت لتقبل كتفه.. ثم ابتعدت خطوة لتشير بإبتسامة رغم أنها شعرت بانقطاع ما بينها وبينه: إلا يعجب ويعجب ويعجب..

تميم بإبتسامة: الله لا يحرمني منش..
ثم أشار بتردد: كنت أبي وضحى في سالفة.. بس خلاص مهوب ضروري.. بعدين!!

سميرة بحماس: عسى قررت ترحمها من ثقل دمك معها؟؟

تميم بإشارة مقصودة: أنا ووضحى ما بيننا شيء خلاص.. سالفة وراحت لحالها!!






***************************************






" عسى ماشر زايد؟؟
وش فيك تأخرت الليلة؟؟"

كانت مزنة تسأل زايد الذي أنهى ورده للتو.. واتجه ناحيتها حيث تجلس على مقعد التسريحة وتدلك يديها وذراعيها بالكريم..

هتف بحميمية: شوي شغل في الشركة.. وأنتي بعد شكلش تأخرتي الليلة مارجعتوا إلا عقب العشا..

مزنة برقة دافئة: وش أسوي؟؟ خبرك البنات وشطتهم.. من عصر وأنا طالعة فيهم.. لفيت فيهم مصممين الدوحة كلهم..
تدري مافيه وقت.. والمصممين يبون أكثر من 3 شهور.. وحن نقول لهم شهر..

ابتسم زايد: ومزون تعبتش أكثر من وضحى؟؟ صح؟؟

مزنة بعذوبة: مهوب صحيح.. لا تعتبتني ولا شيء..

زايد بذات الابتسامة: إلا تعبتش.. هي قالت لي.. إن وضحى قررت تفصل عند أول واحد جيتوه..
بس مزون لففتش الدوحة بكبرها..

ابتسمت مزنة: ماشاء الله مزون ماتدس عليك شيء..
زين عساها مازعلت عشاني مارضيت إنها تفصل الفستان اللي كانت تبيه؟؟
ثم أردفت بشفافية: أنا والله ماكنت أبي أردها.. بس أنا سويت معها اللي كنت بأسويه مع بنتي بالضبط..
أدري إنك مدلعها ومعودها على الغالي الله يخليك لها ويفرحك بعيالها..
بس فستان بالقيمة هذي.. حرام عشان تلبسه ساعتين وتقطه.. لو ذهب بيقعد عندها كان ماعليه!!

زايد بحميمية: وصدقيني هي مازعلت.. مزون ماتدس علي شيء.. وهي مقتنعة بكلامش..

زايد مد كفيه ليضعها على كتفيها وهو يهتف برجاء فخم:
أنا ما أبي أثقل عليش.. بس دامش رايحة رايحة مع بنتش..
أنا أبي تنتبهين لمزون مع وضحى.. وخصوصا إن عفراء لاهية مع ولدها وماعاد هي بمتفرغة لها مثل أول..

مزنة بعتب: أفا عليك يازايد.. حتى لو ماكنت رايحة مع بنتي.. بأروح عشانها ومعها.. بنتك مثل بنتي..

ثم أنهت مزنة عبارتها بأن مالت برأسها جانبا وهي تقبل بعفوية دافئة كف زايد الساكنة على كتفها..

زايد مال ليقبل رأسها وهو يشعر بتأثر غريب..
يشعر كما لو كان يظلم مزنة معه بطريقة مجهولة.. فإحساسه بها غريب.. وهو يعلم أن مشاعره هي للماضي المندثر..
ومع ذلك يحاول جهده للسيطرة على قلبها.. ويعلم أنه أما نجح في ذلك.. أو يوشك على النجاح!!





*****************************************






اليوم التالي..


.
.


" وش فيك يأمك لاوي بوزك طالع ونازل؟؟"


فهد يميل ليقبل رأس والدته وكتفها وهو يهمس بمودة: أفا عليش يمه.. ومن يشوف وجهش ويلوي بوزه إلا الخبل..
ثم أردف بتقصد: بس خاطري ضايق.. إنش تعامليني كني بزر عقب ذا السنين!!

أم صالح تنهدت بعمق: يأمك أنا أبي لك الزين..


(داري إنها شينة.. بس وش أسوي؟؟) فهد لاحظ في لهجة والدته لينا قرر استغلاله فورا..
وهو يجلس جوارها ويشد على كفها ويهتف برجاء رجولي:
يمه أنا مستحيل أسوي شيء ماترضينه.. بس يمه لا تعقدين السالفة علي طالبش..
أنتي وش تبين إلا أني أكون مقتنع باللي بأخذها..

حينها نظرت له أمه بشكل مباشر: وأنت صدق مقتنع؟؟

فهد بنبرة حازمة صارمة يخفي خلفها عدم اقتناعه الشخصي: أكيد مقتنع ومقتنع ومقتنع..

حينها همست أم صالح بحزم: خلاص بصرك.. أنت اللي بتعرس مهوب أنا..
بس لاخذت بنت الناس وماعجبتك وإلا ماجازت لك.. ياويلك تضايقها.. هذي مهما كان بنية يتيمة..

فهد في نفسه(لذا الدرجة مافيه أمل فيها!!) ولكنه هتف بنفس نبرته الحازمة:
يه...أنا اللي مسؤول عن خياراتي..

ثم مال ليقبل رأسها وهو يهتف بنبرة حانية: الله لا يحرمني منش.. اللي ماهان عليش تزعليني!!






***************************************





بعد ثلاثة أيام..
.
.

مضت الأيام الأربعة الماضية بسرعة عليهما.. وموعد النتيجة أصبح في الغد..
شعاع متوترة جدا بينما علي طبيعي جدا..

خلال الأيام الأربعة الماضية تزايدت العلاقة بينهما ارتباطا عفويا ناتجا عن شفافية كل منهما..

علي صحته تتحسن وأكله يتحسن بشكل كبير.. وهو وشعاع يشكلان ثنائيا رائعا وهما يترافقان في كل مكان..
وهي تعقد ذراعها في ذراعه طوال الجولات كأي عروسين..
ولكن تبقى هناك حدود لابد من التزامها... تسمح له بإمساك كفها.. تقبيل أناملها.. لكن لاشيء أكثر من ذلك..
فهي مازالت مقتنعة إنه مريض بمرض معدي..

ولكن مابدأ يتغير ويشوش ذهنها أكثر هو علي ذاته كشخصية..
متدين لأبعد حد.. ويحفظ كثيرا من القرآن.. وحريص جدا على الصلوات والنوافل والورد..

ومن النوع الذي يغض بصره بعفوية لا إدعاء فيها..
حينما كانت ترى بعض الفتيات كانت تسترق النظرات له بينما تجعل نفسها غير منتبهة.. تريد أن تتأكد من شكوكها..
ولكنه كان ينسف هذه الشكوك.. لأنه لم تصطاده ولا حتى لمرة يرفع بصره لإمرأة..

إذن ماهذا الذي فعله معها في المستشفى؟؟ والذي فعله ليلة زواجهما؟؟
وكيف انتقل له هذا المرض؟؟

مشوشة تماما.. تماما.. وقلبها يؤلمها من أجله.. فهو مخلوق تعجز عن كراهيته أو إيذائه..



"حبيبتي هذا كله تفكير؟؟"

شعاع انتفضت بخفة.. حين جلس جوارها على السرير مسندا ظهره لظهر السرير..

شعاع كانت ستشد الغطاء على جسدها لأن بيجامتها كانت بدون أكمام ولأول مرة تلبس هكذا!!
ولكنها لم تفعل ذلك لأنها تذكرت تحذيره لها ألا تكرر هذا التصرف..

أجابته برقة: مافيه شيء علي.. كنت أنتظرك تخلص صلاتك ووردك..

ابتسم علي بشفافية: اليوم اللي بتغلطين فيه وبتقولين لي (حبيبي) بأذبح قطيع خرفان..

شعاع احمر وجهها واحتقن بشدة وبدأت بدعك أناملها..
وهي تخفض رأسها بشدة.. وتشعر أن هناك عبرة غريبة وقفت في منتصف حنجرتها..

علي اقترب منها قليلا وهو يرفع رأسها ويهمس بتأثر: خلاص حبيبتي.. اعتبريني ماقلت شيء..
كنت أمزح معش.. والله العظيم أمزح..

ولكنها انفجرت في البكاء وهي تدفن وجهها بين كفيها .. علي شعر بالضيق الشديد..
إلى هذه الدرجة رأت في الأمر سببا للبكاء والنحيب؟؟ إلى هذه الدرجة تراه لا يستحق منها هذه الكلمة؟؟


بينما شعاع كانت تبكي لسبب آخر.. فهي متوترة جدا لموعد الغد.. وكانت تحتاج فقط أي سبب لتبكي لتفرغ توترها.. وهو قدم لها السبب..


رغم شعور علي بالضيق ولكنه همس لها بحنان خالص: حبيبتي خلاص.. أرجوش اعتبريني ماقلت شيء..

ولكنها فاجأته أنها التصقت به وهي تستدير وتحتضن خصره وتدفن وجهها في صدره وتهمس بين شهقاتها:
علي الله يهداك وين راح تفكيرك.. انا بس متوترة عشان موعدك بكرة..

علي شعر بتأثر شديد وهو يشدها لصدره ويحيطها بذراعيه ويهمس بحنان:
ياربي عليش يا شعاع....ياقلبي لا تحاتين الموعد.. لأني عارف اللي هو بيقوله..
هو سوى الفحوص أول ماوصلنا لندن.. ماراح يلاقي اختلاف بينها وبين فحوص الدوحة..
لكن أنا متأكد إنه لو سواها الحين بيلاقي تحسن كبير..

شعاع همست باختناق وهي تفلته: الله كريم!!

ولكن علي لم يفلتها وهو يهمس لها بعمق متجذر: خلش جنبي شوي.. بس شوي..

شعاع توترت بشدة رغم أنها بقيت على استكانتها على صدره.. أما حين بدأ ينثر قبلاته على شعرها تصلب جسدها تماما..

حينها أفلتها هو.. وهو يهمس بألم عميق لايخلو من نبرة تهكم مجروحة:
آسف.. شكلي تجاوزت الحدود..


تأخر عنها قليلا وهو يعود لمكانه.. بينما شعرت هي بحاجة ملحة جديدة للبكاء.. يا الله أي حياة هذه؟؟

لا تريد أن تجرحه.. لكنه لابد أن يكون هو أيضا منطقيا.. ففي مثل حالته ليس له الحق أن يطالبها بشيء!!
ولكنها تكره هذا الشعور المؤذي.. تكرهه!!





***********************************





اليوم التالي
.
.
.

" ها يأبو زايد وش تقول؟؟"

منصور يبتسم ابتسامة شاسعة فاخرة وهو يجيب أبا صالح: أنا من صوبي ماعندي مانع..
وفهد ولدي.. بس لازم نشور البنت.. وإن شاء الله بنرد عليكم قريب
بس قبل مايصير أي شيء.. أهم شيء دراستها تكملها!!

أبو صالح بحزم: ودراستها إن شاء الله مهوب رادها منها.. تكملها وهي عنده!!

القهوة تدور مرة ثانية بينما فهد مال على أذن منصور وهو يهمس له بحزم:
أبو زايد اسمح لي.. بس قبل ما تسألها أنا عندي طلب ما أقدر أتنازل عنه!!







************************************






" علي ممكن أسأل الدكتور عن شيء؟؟"


علي بأريحية: عادي حبيبتي إساليه عن اللي تبيه!!


الطبيب بالفعل قال لهم ماتوقعه علي.. الفحوص تشبه فحوص الدوحة مع نسبة تحسن ضئيلة.. وأنه سيعيد إجراءها بعد عدة أيام.. قبل أن يقرر له علاجا..

شعاع لم تستفد شيئا.. تريد جوابا يريحها من شكوكها التي غاصت في روحها لأبعد حد..
لذا كان طلبها من علي أن تسأل الطبيب..


شعاع أجابت علي باختناق: لا أبي أسأله بروحي..

علي بصدمة: نعم؟؟ أشلون بروحش يعني؟؟

شعاع باختناق أشد: ما أبيك تكون موجود..

علي تفجر بغضب حقيقي لم يشعر به منذ زمن طويل وهو يهمس لها بصوت غضبه المكتوم:
آسف.. ليه وش شايفتني عشان أطلع وأخليش مع الدكتور..؟؟

شعاع برجاء عميق مختنق: تكفى علي.. هذولا ممرضتين موجودين معنا..

علي بذات الغضب الذي تزايد: شعاع قومي.. موعدي خلص..

شعاع شعرت بالجزع.. لو بقيت مع شكوكها يوما آخر ستموت.. ستموت..!!

همست بذات جزعها:

لا خلاص.. بأساله قدامك.. بأسأله!!!






#أنفاس_قطر#
.
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 23-01-11, 07:22 AM   المشاركة رقم: 82
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي بين الأمس واليوم/ الجزء الثاني و الثمانون

 





بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ياصباح الخير والجو الحلو..
أنا قاعدة في الصالة وفاتحة كل الشبابيك <== تستغل إن ولدها نايم :)

شأخباركم يانبضات القلب..
تهنئتنا للي خلصوا الامتحانات وعقبال الباقين يارب
.
.

الحين بدت جميلة تشغل عقول البنات

فيه تساؤلات عن جميلة وعلاجها.. واضطراب الدورة عندها..
وعن علاجها النفسي اللي تكلموا عنه


بالنسبة للعلاج النفسي تكلمنا عنه في الجزء اللي بعد وفاة امهاب.. وقالت بنفسها إن الشهرين الأخيرين في المصحة كانت للعلاج النفسي لأنها كانت استعادت وزنها بالكامل !!

أما البيقية اللي شاغلتكم.. أنا مانسيتها.. بس خليتها لوقتها :)
.
.

جزء اليوم قصير قبل ماتقولون بس مو قصير كثير... نص ونص يعني :)
بس أنا قاصدة أوقف عند مفصل معين..

والجزء الجاي بيكون طويل ويعوضكم إن شاء الله

.
يا الله
الجزء 82
.
قراءة ممتعة مقدما
.
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.
.

بين الأمس واليوم/ الجزء الثاني والثمانون





" علي ممكن أسأل الدكتور عن شيء؟؟"


علي بأريحية: عادي حبيبتي إساليه عن اللي تبينه!!


الطبيب بالفعل قال لهم ماتوقعه علي.. الفحوص تشبه فحوص الدوحة مع نسبة تحسن ضئيلة.. وأنه سيعيد إجراءها بعد عدة أيام.. قبل أن يقرر له علاجا..

شعاع لم تستفد شيئا.. تريد جوابا يريحها من شكوكها التي غاصت في روحها لأبعد حد..
لذا كان طلبها من علي أن تسأل الطبيب..


شعاع أجابت علي باختناق: لا أبي أسأله بروحي..

علي بصدمة: نعم؟؟ أشلون بروحش يعني؟؟

شعاع باختناق أشد: ما أبيك تكون موجود..

علي تفجر بغضب حقيقي لم يشعر به منذ زمن طويل وهو يهمس لها بصوت غضبه المكتوم:
آسف.. ليه وش شايفتني عشان أطلع وأخليش مع الدكتور..؟؟

شعاع برجاء عميق مختنق: تكفى علي.. هذولا ممرضتين موجودين معنا..

علي بذات الغضب الذي تزايد: شعاع قومي.. موعدي خلص..

شعاع شعرت بالجزع.. لو بقيت مع شكوكها يوما آخر ستموت.. ستموت..!!

همست بذات جزعها:

لا خلاص.. بأساله قدامك.. بأسأله!!!


شعاع كرهت لأبعد حد أن تتجرأ وتسأله..
خجلها الفطري.. وقبل ذلك وأهم خوفها من جرح علي..

ولكن الوضع الذي تعيشه وأجبرت علي على عيشه وضع غير إنساني بالفعل..
أما أن تتأكد أنه غير مصاب مع أنها تظن أن هذا مجرد حلم عذب تتمناه بكل يأس!!
وأما أن يسمع علي كلام الدكتور لها بنفسه.. حتى يتوقف عن الضغط عليها بمشاعره التي توشك على جعلها تنهار!!


شعاع باختناق شديد توجهت للطبيب بالسؤال باللغة الإنجليزية:
دكتور لو سمحت.. أنا لم أفهم طبيعة مرض علي..
هل من الممكن أن تشرحها لي بطريقة مبسطة بعيدة عن المصطلحات الطبية؟!!


الطبيب بمهنية: علي عانى من نوع غريب ونادر من الأمراض ينتج عن ضغط نفسي وعاطفي يؤثر على الأجهزة الحيوية..
وزاد المرض امتناع علي عن تناول الطعام..
علي أخبرني المرة الماضية أن العارض النفسي قد زال.. لذا أنا أتوقع أنه سيتحسن أكثر قريبا..
لكن الكبد بالذات تعرضت لنوع من الضرر يشبه التشمع.. لذا سيحتاج لعلاج للكبد لفترة معينة عن طريق العقاقير.. وحتى علاجها لن يطول كما أتوقع..
لأن المهم في هذا النوع من الأمراض زوال العارض المسبب..


شعاع شعرت بالصداع (والمرض المعدي.. أين هو؟؟) همست باختناق شديد مثقل بالتردد وهي تنظر للأرض:
ألا يعاني علي مثلا مثلا.. من مرض معدي من أي نوع؟؟

علي اتسعت عيناه بصدمة كاسحة وهو يقفز عن مقعده.. ماعاد يستطيع الجلوس حتى!!!

بينما الطبيب ضحك ضحكة رسمية قصيرة: معدي؟؟
لا طبعا.. ماهذا الكلام الغريب؟؟

ثم التفت لعلي بإبتسامة: علي هل أخفت عروسك منك وقلت لها أنك مصاب بمرض معدي..؟؟

علي تحرك بصرامة بالغة وهو يهتف بحزم غريب متجبر: شكرا دكتور على وقتك.. واعذرنا على تأخيرك..


شعاع اسود وجهها تماما.. واختنقت بعبراتها التي أطبقت على أنفاسها لدرجة عجزها عن سحب أنفاسها..

لم تستطع حتى أن ترفع نظرها لعلي.. عدا أن علي لم ينظر حتى لناحيتها.. وهما يتجهان لخارج المستشفى.. بخطوات سريعة..
خطوات حادة تكاد تخترق الأرض من جانب علي..
متعثرة يائسة من جانب شعاع !!


ظل الصمت مطبقا على الاثنين في السيارة طوال الطريق.. وشعاع تدعك أناملها بيأس وهي تمنع نفسها من الانفجار في البكاء..
وجهها محتقن تماما ويزداد احتقانا كلما فكرت فيما فعلته به الأيام الماضية...

" أنا غبية!! غبية!!
هو قال لي عن مرضه اكثر من مرة!!
بس أنا اللي في راسي في رأسي!!
ياربي.. يا الله.. أكيد الحين مجروح مني ومن تفكيري فيه!!
صدق إني غبية.. خالتي مزنة شرحت لي مرضه
وقالت لي إني ما أتضايق لو ما قرب مني عشان وضعه الصحي وإن هذي أوامر الدكتور!!
وبعد اللي في رأسي في رأسي.. خليته مريض وأني أنا اللي لازم أمنعه عني!!
غبية غبية.. غبية !!
عجزوا يشرحون لي وأنا مافهمت!! "



شعاع تكاد تنهار وكل ماتريده أن تصل للفندق وكأن المسافة بين المستشفى والفندق في منطقة (بارك لين) لا تريد أن تنتهي أبدا..

حين وصلا للجناح..
بالكاد خلعت عباءتها ونقابها..وانفجرت فورا في البكاء وهي تلقي نفسها على السرير..

علي منذ خروجهما من الطبيب وإحساسه بالجرح يتزايد ويتزايد حتى خنقه..

ألهذا السبب كانت ترفض اقترابه منها وكأنه وباء؟؟
أ لهذه الدرجة تشك في مروءته ومروءة أهله وأنهم قد يزوجونها من رجل مصاب بمرض معد؟؟

وإن كانت تشك لماذا لم تسأله بشكل مباشر؟؟
وربما لو سألته لن تصدقه.. لأنها لم تصدق سبب مرضه حين أخبرها به!!

كان كل سؤال يحيله لسؤال أكثر وجعا وأذى نفسيا وانغراسا في الجرح المملوء بالملح..


ولكنه ما أن رأها تبكي حتى تهاوى كل شيء.. هو مستعد أن يحتمل كل جرح..
لكنه لا يحتمل دموعها .. وبسببه !!.. وخصوصا أنها كانت تنتحب بطريقة هستيرية كما لو أنها فقدت لها عزيزا..
وشهقاتها تتعالى بطريقة مأسوية مزقت قلبه المتيم...


شعاع لم تعرف كيف تعبر عن ألمها سوى هكذا.. أو ربما كانت تستخدم ببراءة سلاح المرأة الأشد فتكا...
دموعها..!!

فهو لو رآها تبكي لن يعاتبها.. وهي ستموت لو عاتبها.. لأن إحساسها بالذنب يذبحها.. يذبحها..!!


علي حاول أن يمنع نفسه من إرضاءها حتى تعلم ولو جزئيا عمق جرحها له..
ولكنه لم يستطع إلا أن يجلس جوارها وهو يربت على ظهرها ويهمس بحنان موجوع:
خلاص.. تكفين لا تبكين.. طالبش بس..

شعاع رفعت رأسها ودفنته في حضنه وهي مازالت منكبة وتنتحب:
قول إنك منت بزعلان علي.. قول إنك منت بزعلان.. تكفى علي.. تكفى..

علي بشفافية مثقلة بالوجع: تبين أكذب عليش وأقول إني ماني بزعلان..
واجد آجعتيني شعاع.. يعني لذا الدرجة شايفتني خسيس ونذل..
أحاول أقرب منش وأنا مريض بمرض معدي؟؟؟
لذا الدرجة أنا حيوان وهمجي في نظرش؟؟


شعاع تزايد نحيبها وهي ترفع جسدها كاملا وتجلس لتطوق عنقه بذراعيها وهي تدفن وجهها في عنقه..
علي ما أن شعر ببلل دموعها وحرارة شهقاتها على عنقه حتى شعر أنه يذوي وألم قلبه يتزايد بعنف..
همس علي بيأس: تكفين شعاع لا تضغطين علي بذا الطريقة.. لأنه أنا موجوع منش واجد..خليني لين أروق بنفسي..


شعاع كانت تعلم كم جرحته بتفكيرها وأنه سيحتاج وقتا لمسامحتها.. لكنها تعلم أنها لن تحتمل نظرة عتب واحدة منه!! لن تحتمل !!

نثرت قبلاتها الخجولة النادمة على عنقه حيث تخفي وجهها وهي تهمس بيأس:
أنا آسفة علي.. آسفة.. تكفى سامحني.. لا تلومني..
أنا وش عرفني؟؟.. مالي إلا الظاهر!!


علي شعر أنه يذوي فعلا مع دفء قبلاتها الرقيقة على عنقه وكان على وشك مد يديه لاحتضانها رغما عنه..

لولا أنها ابتعدت عنه كالملسوعة وهي تهمس بصدمة موجوعة متفجرة بشكل صادم:
الحين أنت من جدك كان سبة مرضك وحدة ماتعرفها وشفتها في الأصنصير في يوم ملكتنا..؟؟
لا ..وكان عندك استعداد تطلقني عشانها..؟؟

علي باستغراب شديد لقلبها للموضوع فورا: واللي كانت في الأصنصير من؟؟ وأنتي من؟؟

شعاع ابتعدت أكثر وهي تهمس بغضب رقيق بين شهقاتها: أنا كنت مرتك وهي كانت وحدة ما تعرفها.. يالخاين!! يا الخاين !!
ليه أنا حفظتك وأنت ماحفظتني؟؟.. ليه أنا ماقلت للي لحقني في الممر.. خلاص باتطلق من رجالي وأخذك؟؟
أنا كنت بأموت عشانك وأنت ماحتى فكرت فيني!!


علي مصدوم من هجومها لأبعد حد.. وهو يرى كيف تتزايد شهقاتها ونحيبها واحمرار وجهها بشكل فعلي...
وهي تنهار تماما في عاصفة حقيقية من البكاء الهستيري..
و تقلب الموضوع كله لصالحها!!






****************************************





" ها يأبو زايد وش تقول؟؟"

منصور يبتسم ابتسامة شاسعة فاخرة وهو يجيب أبا صالح: أنا من صوبي ماعندي مانع..
وفهد ولدي.. بس لازم نشور البنت.. وإن شاء الله بنرد عليكم قريب
بس قبل مايصير أي شيء.. أهم شيء دراستها تكملها!!

أبو صالح بحزم: ودراستها إن شاء الله مهوب رادها منها.. تكملها وهي عنده!!

القهوة تدور مرة ثانية بينما فهد مال على أذن منصور وهو يهمس له بحزم:
أبو زايد اسمح لي.. بس قبل ما تسألها أنا عندي طلب ما أقدر أتنازل عنه!!


منصور بحذر ودود: وش عندك؟؟

فهد بحزم بالغ: لو وافقت علي البنت.. نبي نسوي الفحوص الطبية بسرعة.. ونعرس خلال أسبوع.. أسبوع ونص بالكثير..

منصور بصدمة: فهد الله يهداك مافيه عرس في أسبوع.. لا تعسرها..

فهد بخبث أخفاه خلف حزم صوته: أنت أعرست في أقل من أسبوع!!

منصور بحزم: أنا حالتي غير!!


(وش غير؟؟ أمها أرملة وهي مطلقة!!) فهد بحزم: أنت عارف زين إني عندي عقب شهر دورة عسكرية في مصر وبتستمر شهر..
لو خلينا العرس عقب ما أرجع.. ماراح ألحق أقعد مع مرتي لأنه بتكون دراسة الجامعة بدت..
أبي ألحق أقعد معها شوي قبل أروح!!

منصور بحزم: خلاص خل العرس عقب شهر وخذها معك مصر.. أنت عارف إنه دورات الضباط مثل دوام جزئي وترجع لشقتك..


فهد يريد بالفعل تعقيد الموضوع غير المعقد..
فهو هكذا كان قد قرر... أنه سيصعب الشرط عليهم.. علهم يتراجعون هم..
وسيكون هو من طرفه أبيض الوجه أمام منصور وهذا مايهمه..
فهو أحضر أهله.. وتقدم فعلا.. ولكنهم من رفضوه!!!


فهد أجاب بذات حزمه: لا ما أقدر أنا صرت متفق مع الشباب على السكن..
ولو تراجعت بيأكلون وجهي..
يعني ماتقدر تخدمني في ذا الموضوع..؟؟
أنا من صوبي أقدر أرتب حفل الرياجيل كأحسن مايكون خلال أسبوع..
وما أعتقد إن ترتيب حفل النسوان بيكون مشكلة..


ولكن فهد يعلم أنه سيكون مشكلة.. فهو يعلم أن جميلة لم تحضَ بحفل زفاف..
وبالنسبة لفتاة مدللة مثلها فحفل زفاف ضخم وفاخر سيكون حلما يصعب أن تتنازل عنه بعد أن تنازلت عنه المرة الاولى رغما عنها بسبب ظروف مرضها..
وأسبوع لن يكفي مطلقا لتجهيز حفل زواج كما تتمناه!!
وكما سمع بنفسه من منصور أنه ينوي أنه يقيم حفلا كبيرا لها...

كان فهد يعتمد أن هذا سيكون سببا لإلغاء فكرة الزواج بالكامل..
والإلغاء حينها سيكون من طرفهم ليس من طرفه!!







******************************************





طرقاته التي تحفظها ترتفع على بابها.. وقفت بجزع.. منذ زمن لم يطرق بابها..

ركضت نحو الباب وفتحته..
كانت تتأمله وهو يقف أمام فتحة الباب..
تمنت ان تقبل رأسه .. أن تشير له: هل سامحتني؟؟

لكن كل مافعلته أنها أشارت له بترحيب أن يدخل..
تميم تقدم بخطوات هادئة للداخل وهو يشير لها بهدوء: فاضية خمس دقايق؟؟

ابتسمت له وضحى بحنان موجوع: فاضية خمس ساعات.. الله يذكر أيام ماكنا نسولف ساعات بالخير..

تميم أشار بشجن: ماظنتي إني السبب يا بنت أبوي!!

وضحى أمسكت حينها بكفه وهي تميل لتقبلها... ولكن تميم شدها بجزع..
بينما وضحى بقيت صامتة.. وعبرة صامتة تصطرخ بين جنباتها!!

تميم نظر لها بيأس رقيق.. وهو يشير بعمق:
تراني أنا اللي حلفت على نايف إنه مايوجع نفسه بالمهر..
نايف توه متخرج وفلوس بيع بيت أبيه أكثرها راحت في بيته الجديد وتأثيثه..
وأنا مابغيتكم تبدون حياتكم بديون..
بس في نفس الوقت ما أبي شيء يقصرش..
أنا حطيت في حسابش فلوس.. ولو احتجتي زيادة لا تستحين!!


وضحى أشارت بعبرتها التي مازالت تخنقها:
أدري أنك حطيت في حسابي فلوس واجد مهيب شوي..
وصلني مسج على تلفوني من البنك بدخول فلوس لحسابي..
اتصلت فيهم أسأل عنها قالوا لي إنك اللي دخلتها...
وكنت بأسحبها أرجع لك.. بس خفت على زعلك..

وضحى سكنت لدقيقة ثم أكملت بيأس أعمق: وش بأسوي بالفلوس يعني؟؟
أشتري ثوب زيادة.. وإلا شنطة؟؟
وإلا يمكن الفلوس تعوضني عن أخي اللي راح.. وإلا أخي الثاني اللي مايلتفت صوبي؟؟
قل لي تميم وش أسوي بالفلوس؟؟
تشتري لي حنان أترجاه منك ومالقيته؟؟
وإلا الفلوس بترجع ثقتك فيني وتخليك تسامحني على ذنب ندمت عليه عمري كله؟؟
ما أبي فلوسك ياتميم.. مشكور.. الفلوس اللي عندي تكفيني وزيادة!!


وضحى أنهت إشارتها التي كانت دموعها تسيل معها بصمت وهي تريد التراجع للخلف حين انتهت..
لولا أن تميم منعها من التراجع وهو يشدها ليدفنها في حضنه..
حينها لم يعد للإشارات حاجة وهي تنفجر بالبكاء في حضنه وهي تطوق عنقه بذراعيها بكل قوتها..
وهو يحتضنها بحنو بالغ ويربت على ظهرها بأبوية صافية..
لم يحتج لإبعادها ليشير لها أنها بحاجة لمسامحتها أكثر منها..
ولم تحتج لتبتعد عنه حتى تشير له كم هي سعيدة بحضنه أخيرا..
فكلاهما يعلم كما أنه هناك مواقف لا تحتاج للكلمات..
فهناك مواقف لا تحتاج حتى للإشارات لأنها تعبر عن ذاتها وكينونتها وانثيالها بدون أي طرق تعبيرية!!

الأمر الذي غيرهم مازال لم يعلمه !!!!!!






***************************************





" أنا أبي أعرف ليه اليوم كله طاردتني من البيت بكبره!!"


عالية تتناول غترة عبدالرحمن منه وهو مازال عند الباب وتهمس بالمرح:
عندي لك مفاجأة كبيرة.. وماكنت أبيك تجي لين تكمل..

عبدالرحمن خطا بكرسيه للداخل ليهتف بإبتسامة مصدومة:
حرام عليش عالية كفاية المستشفى..

عالية تقف أمام ممر المشي الذي طلبت تركيبه من قبل شركة تجهيزات طبية.. والذي قدمت طلبا عليه من بعد زواجها من عبدالرحمن.. وللتو وصل اليوم وتم تركيبه..
وتهمس بمرح: لا مهوب كفاية.. لأنك واحد كسول ودلوع وعمي فاضل خربك ذا السنين كلها بالدلع..
وتبي لك شوي من تربية آل ليث المتوحشين!!

ابتسم عبدالرحمن بمودة: يا شينهم آل ليث هم ويباس رأسهم..

عالية تدفع بكرسيه للداخل وتهمس بجدية: قل لي عبدالرحمن الدكاترة وش قالوا لك آخر شيء في آخر اجتماع قبل يومين؟؟

عبدالرحمن بخبث باسم: أنتي في المستشفى تقدرين تدخلين على ملفي.. وأعتقد إنش دخلتي عليه وتعرفين حالتي أحسن مني..

عالية بذات الجدية البالغة: لا أبي أسمعها منك..

تنهد عبدالرحمن: يقولون حالتي غريبة شوي.. لأني أقدر أثني ركبتي والإحساس في الرجلين طبيعي جدا..
وهذي دائما تكون أهم مشكلتين عند اللي مايقدر يمشي..
لكن أنا مشكلتي في الساقين أحسهم ثقال جدا كأنها ميتة مع إنه هالكلام غير صحيح لأنه لو حد شكني بدبوس صغير حسيت فيه.... و..

ثم صمت عبدالرحمن قليلا..

عالية بنبرة مقصودة جدا مثقلة بالجدية العملية: كمّل !!

عبدالرحمن هز كتفيه بطبيعية: وهم شبه متأكدين إن اللي معي حالة نفسية لا أكثر!!

حينها انفجرت عالية بحماس: مابغيت تطلع ذا الدرة..!!

عبدالرحمن يضحك: صدق خبلة.. أولها مسوية لي فيلم رعب تقولين مسجون قدام لجنة محققين.. وعقبه تصيحين في أذني كذا..

عالية تقربه من ممر المشي وتهمس بمرح: التعذيب مابعد شفته.. التعذيب جايك لين تنط من كرسيك وتقول خلاص الرحمة..

عبدالرحمن برجاء: تكفين عالية مهوب الليلة.. الليلة عاد ميت من التعب.. من صبح طاردتني من البيت ماحتى تمددت دقيقة...

عالية بإصرار: مافيه.. حاول خمس دقايق بس.. عشان أشوف طول الممر مناسب لطول أرجليك وإلا لا...

عبدالرحمن حينها همس بقلق عميق: صدقيني عالية أنا ودي أكثر منش أمشي.. بس شوفت عينش هذا أنا أحاول بدون فايدة..
فرضا مامشيت.. ذا الشيء بيخليش متضايقة إنش بتعيشين حياتش كلها مع مقعد؟؟

عالية تحتضن عنقه من الخلف وهي تلصق خدها بخده وتهمس بإبتسامة ودودة:
يا ثقل طينتك بس!!






*******************************************






"عفراء حبيبتي.. ادعي جميلة..
أبيش أنتي وأياها في موضوع.."

عفراء بإبتسامة رقيقة: جميلة أساسا جاية الحين.. بس راحت تجيب لزايد مصاصة من جهاز التعقيم..
خير إن شاء الله؟؟

منصور بحزم: إذا جات جميلة قلت لش أنتي وإياها!!



" وهذي جميلة جات.. آمر تدلل!!"

جميلة ناولت أمها المصاصة وهي تميل لتقبل رأس منصور وتهمس له بمرح بعد أن جلست جواره:
بتسفرني لبنان؟؟ خاطري أتسوق لين أقول بس!!

منصور احتضن كتفيها وهو يهمس بحنان: أوديش لبنان تسوقين اللي تبينه..
بس الحين اسمعي كلامي عشان روحة لبنان تثمن وتسوقين مناك شيء سبيشل..

جميلة بإبتسامة رقيقة: خير فديتك .. آمرني.. وبلاها لبنان بعد!!

منصور بحنان: جايش معرس وأبيش توافقين كان لي خاطر عندش..

جميلة انتفضت بجزع وهي تبتعد عن حضنه.. بينما عفراء صاحت بجزع:
منصور الله يهداك وش معرسه؟؟ والبنية توها مخلصة عدتها أمس..

منصور بتهدئة حازمة: وش فيكم تروعتوا كذا..
إيه معرس.. رجّال فيه خير ومن عرب أجواد وما أبيه يروح عليها..

جميلة تشعر أن في الأمر مزحة ما.. أي زواج هذا وهي للتو أنهت عدتها!!.. لذا همست بتهكم:
وهو مطلق؟؟ وإلا أرمل؟؟ وإلا واحد يبيني أربي عياله..؟؟
وإلا يمكن واحد يبي يحطني على رأس مرته الثانية وإلا الثالثة؟؟ وإلا يكون شيبه طايح كرته؟؟

منصور بغضب: أفا عليش يأبيش وأنا بأقطش ذا القطة..
إلا رجال توه أنتي أول نصيبه وآخره إن شاء الله..

جميلة شعرت بالحرج والارتباك والاختناق حين رأت أن منصور جاد بالفعل!!
بينما عفرا همست بغضب: منصور أظني قلت لك بنتي تبي تكمل دراستها..
مايصير البنية توها طالعة من تجربة تبي تدخلها في تجربة ثانية..

منصور بغضب مشابه: عفرا الله يهداش أنتي ليش ماتبين تعطين البنية فرصة تفكر وتقول رأيها..
فهد رجّال ما ينتعوض.. شيدريش إنه عاده بيجيها واحد مثله..

عفرا غاضبة بالفعل: لو ماجاها.. بيكون هذا نصيبها اللي ربي كتبه لها..

جميلة شعرت بالصداع والاثنان يتناقران فوق رأسها كالديكة..
منصور شد له نفسا عميقا ثم هتف بحزم جهوري بالغ:
جميلة يأبيش القرار قرارش.. فهد آل ليث متقدم لش ومستعجل على العرس لأن وراه سفر..
وأظني ما يحتاج أمدحه لش.. فهد أنا أضمنه بعمري.. وأنتي أساسا صرتي تعرفينه من كثر سوالفي عنه..
وشفتي صوره ألف مرة معي.. يعني تعرفينه شكلا ومضمونا..
ماراح أكذب عليش وأقول مافيه عيب.. هو عيبه إنه جلف وحاد شويتين..
والقرار مثل ماقلت لش قرارش..

جميلة لم ترد عليه.. وهي تقف بجمود غريب لتغادر..
وارتفاع صوت والدتها ومنصور يتزايد وراءها!!






*******************************************





" صدق حبيبي رحتوا اليوم خطبتوا عند منصور آل كساب بنت مرته لفهد؟؟"


عبدالله بهدوء: نعم صحيح!!

جوزاء ابتسمت برقة وهي تجلس بجوار عبدالله وتهمس بمرح:
بصراحة عبدالله مع احترامي لأخيك وإني والله أعتبره مثل أخي.. بس بصراحة الله يعين البنية عليه!!

ضحك عبدالله: لذا الدرجة شايفة أخي شين؟؟

جوزاء بإبتسامة: لا والله مهوب شين.. حاشاه بو خالد.. رجال مثايله نادرين..
بس تدري ستايله يبي له مرة تستحمل.. طبايعه صعبة صراحة..
والبنية الي خطبها يمكن تكون أرق بنية عرفتها في حياتي!!

عبدالله ضحك: الله يطمنش بالخير.. اللي عمرت السالفة..
عز الله طفشت البنية!!
أنا أخيه ورجّال مرت علي مصايب الدنيا كلها واستحملتها..
ومع كذا أحيانا تطلع روحي منه وما أقدر أستحمله!!


ثم أردف بمودة دافئة وهو يشد أنامل جوزا بحنان: خلينا من فهيدان وثقل دمه..
اشرايش نطلع الحين نتمشى ثم نتعشى عشا متأخر؟؟

جوزاء تنظر لساعتها باستغراب: الساعة صارت تسع وحسون نايم!!

عبدالله يقف ويشد كفها ويهتف بعزم: عادي.. خلي الشيخ فهد يقعد عنده..
بكرة عنده أوف.. يشتغل على اللابتوب ويقعد عنده لين نرجع..

ثم أردف بمرح: خليه يلقى شيء يلهى فيه غير عد الدقايق والأيام..

جوزاء بخجل: ما أتخيل فهد عاد قاعد يحرس حسون.. عيب والله عبدالله!!

عبدالله بإبتسامة: يحرسه وهو مايشوف الدرب.. أنا أخيه الكبير وأمرت عليه...
وبعدين خله يتدرب لعياله..حن قاعدين نقدم له خدمة ببلاش!!







********************************





كانت مازالت ساهرة عاجزة عن النوم حين رن هاتفها..
استغربت.. من سيتصل بها في هذا الوقت..
تناولت الهاتف لترى من المتصل.. لشدة لهفتها حين عرفت المتصل.. كاد الهاتف يسقط من يدها فهو لم يتصل منذ سافر.. وقلبها يغلي قلقا عليه..
ردت بصوت مبهور الأنفاس: كساب..

شعر برعشة حادة تجتاح شراينه وهو يسمع اسمه بصوتها الذي أضناه الشوق له وبهذه الطريقة الآسرة التي تذيبه فعلا..
رد عليها بعمق خافت: كساب ماغيره..

كاسرة تشعر بريقها جاف ولا تعلم لذلك سببا وهي تسأله بأنفاسها الذاهبة:
خمس أيام مرت مالقيت دقيقة تتصل فيها.. وأنا أتصل على تلفونك ألاقيه مسكر..

شعر بألم شفاف.. شفاف ( أحقا كانت قلقة عليه؟؟ أم هو قلق المجاملة؟؟) همس لها بذات الخفوت العميق: غصبا عني..
ولو طولت أكثر من كذا ما اتصلت لا تحاتيني.. لأنه تلفوني أساسا مهوب عندي..
أنا ماخذه الحين بالسراقة.. بس عقب أسبوع إن شاء الله بأقدر أكلمش أكثر..


كانت تريد أن تصرخ في أذنه حتى تخترق طبلة أذنه (اشتقت لك)
وتمنى أن يصرخ لها (أضناني اشتياقي لكِ) ..ولكن أحدا منهما لم يقل حرفا!!

وكل منهما يرتشف بسمعه أنفاس الآخر التي تأتيه عبر أثير الهاتف متصاعدة تتردد بدفء يائس..
قطع كساب هذا التواصل السماوي وهو يهمس بذات الخفوت: يالله أنا لازم أسكر.. خلي بالش من نفسش..

كاسرة همست بيأس دون تفكير: كلمني خمس دقايق بس..

كساب شعر أنه يتمزق.. لأول مرة تكون بهذه الرقة التي تذيب الحجر فعلا..
تمنى لو استطاع أن بجيب طلبها ولكنه لا يستطيع..
لذا همس بحزم: ما أقدر.. مع السلامة..


كاسرة ألقت هاتفها جوارها وهي تدفن وجهها في المخدة وتشهق بعمق موجوع..

وهي تسب نفسها على أنها أحرجت نفسها أمامه.. ودون فائدة..
وتسب نفسها أكثر لأنها لا تستطيع منع نفسها من الاشتياق له هذا الاشتياق الهادر الذي لا حدود له!!
الاشتياق الغريب الذي ينغرس في روحها بوجع لا هوادة فيه..
ولا رحمة !!





#أنفاس_قطر#
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 25-01-11, 07:07 AM   المشاركة رقم: 83
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي بين الأمس واليوم/ الجزء الثالث والثمانون

 





بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ياصباح الخير والأنوار والتوفيق لكل مجتهد
.
.

بالنسبة لصفحة الفيس بوك اللي تكلمت عنها وحدة من الغوالي
سبحان الله كم مرة أبي أرد.. وأنسى ما أدري أشلون
الغالية اللي سوت الصفحة.. أنا ماعندي مانع بس تغير اسمها من أنفاس قطر.. لقراء أنفاس قطر مثلا أو اسم هي تختاره بس مايكون اسمي..
والسبب بسيط جدا إنه لما يشوفونها باسمي بيحسبون إنه أنا اللي سويتها أو إنها صفحتي الشخصية وتكون محسوبة علي
وأنا الفيس بوك بكبره ما أعرفه.. ولا أعرف حتى وش بيكون في الصفحة..
فياليت تتكرمين بتغيير اسمها.. وأشكر لك اهتمامك ياغالية.. أخجلتيني بكل هذا الاهتمام..

والغالية اللي بعثت لي على الخاص ياليت تتكرم علي وترد على البنت بعد
لأني أحاول أدور ردها مالقيته!!
.
.
عالية استبعدت إن خالد يكون عبدالله من ناحية شوفتها لملامحه الخارجية
لكنها قررت إنها تسكت على الموضوع لأنها في الختام قالت هو سوى فحوصه في 3 مستشفيات
وماعاد حد راح يستفيد من نبش الموضوع
ومقصدي من كذا.. إنه فيه أشياء كثيرة نجهلها في الحياة
والأحسن لو تقعد مجهولة لنا.. لأن معرفتها مافيها خير لنا..
.
.
بنات ركزوا معي الحين..
الحين حن كنا اتفقنا إن المرأة قبل الدخول لا عدة لها
لكن أنا جبت لكم النص الشرعي اللي يرجح إنه إذا صارت بينهم الخلوة تجب العدة لأنها حق لله..
وجميلة قدام الناس كلهم كانت زوجة لخليفة شهور طويلة وسافرت معه..
فقضية العدة ثابتة لها!!
.
الحين نجي لعقد الزواج.. هل ينكتب فيه بكر أو ثيب؟؟
وأنا أتكلم هنا عن شيء حقيقي..
(ما ينكتب أي شيء عن هذا الموضوع أبد) وأنا هنا أقصد عقود الزواج القطرية... وهذا عقد زواجي قدامي عشان أتأكد..
.
أما عن حالة حقيقية.. فوحدة من قريباتي.. بقيت عند زوجها عدة أشهر وهي مازالت بكر..
حين طلقها.. سألت الشيخ هل لها عدة؟؟ فقال لها عدة لأنه اختلى بها وهو كان زوجها أمام كل الناس.. وماحدث بينهما من عدمه ليس شأن أحد
لأن العدة لله عز وجل واحتراما له حتى لا يتهاون الناس بالحدود

لما تزوجت مرة ثانية.. أكثر الناس يعرفون سالفة إنها زوجها مالمسها
لكن وقت كتابة العقد ماورد لهذا الكلام أي ذكر..
وهذا الكلام أنا متأكدة منه.. لأن واحد من محارمي كان حاضر العقد :)

وبس.. أظني وصلت المعلومة :)

أنا ما أقول إنه أبد ما يصير سؤال عن هالشيء وقت كتابة العقد.. ممكن في حالات ثانية يدور ما أدري :)
.
.
ويالله جزء اليوم طويل جدا وبيعبر بكم مرحلة معينة وبينتهي بثلاث قفلات :)
.
.
وموعدنا الجاي كالعدة الخميس الساعة 8 الصبح
.
والآن
الجزء 83
.
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.
بين الأمس واليوم/ الجزء الثالث والثمانون





لا يعلم فعلا أي طاقة بكاء جبارة لديها..
فهي منذ الصباح لم تسكت.. وجهها تورم تماما من البكاء..
تماما كما تورم قلبه من الألم!!


ألم يكفها مافعلته به هذا الصباح وهي تصدمه بظنها أنه مصاب بمرض معد
والأسوأ ظنها أنه يحاول التقرب منها دون اهتمام أنه سينقل لها هذا المرض المزعوم..
وأنها جعلته بهذا التفكير أشبه بمخلوق منحط لا أخلاق لديه ولا مروءة؟؟!!

هو تفكر فيه هذا التفكير المريض؟؟ هو؟؟ علي؟؟


وهاهي تكملها عليه ببكائها الذي لم يتوقف..
في البداية حاول تهدئتها.. ولكن محاولاته باءت كلها بالفشل.. وهي ترفض مجرد رفع وجهها له..

لذا قرر أن يتركها تبكي حتى تفرغ كل الطاقة التي لديها..
ولكن سماعه لبكائها الرقيق الموجوع كان يستنزف روحه شيئا فشيئا..
وهو مازالت على ذات الوضعية منكبة على سريرها لا تقوم عنه إلا للصلاة وتعود..

بينما هو معتصم بصالة الجلوس.. يطل عليها ويعود أيضا لمكانه..
وكلاهما لم يتناول أي شيء منذ الصباح..
هو مسدود الشهية تماما.. لكنه طلب العشاء من أجلها.. يستحيل أن يتركها كل هذا الوقت دون أي طعام!!



هي كانت في الداخل.. ومازالت تنتحب.. ومازاد في نحيبها أن عليا أهملها بشكل كلي منذ ساعات طويلة..
مثقلة بجراح غريبة متشابكة!!
مجروحة لأنها جرحته... ومجروحة لأنها تشعر بالخديعة والخيانة من طرفه..

نعم.. ليس مريضا بمرض معدي.. وأخطأت بظنها ذلك..
ولكنه تجرأ على النظر لأخرى ويوم عقد قرانهما نفسه!!

مشاعرها الرقيقة مستباحة العبرات.. ومثقلة بيأسها.. ورغم أنها رفضت الاستجابة لمحاولات علي في تهدئتها..
لكنها لم تتخيل أنه سيمل من محاولة تهدئتها بهذه السرعة.. لذا تزايد نحيبها..

أ ليست المرأة مخلوق غريب بالفعل؟!!


لذا حين شعرت بالحركة جوارها وعلمت أنه يجلس جوارها الآن تزايدت شهقاتها بتلقائية مريرة..

همس علي بحزن: شعاع ما مليتي من البكاء؟؟
والله العظيم حرام عليش اللي تسوينه في نفسش وفيني وعشان شيء مايستاهل؟؟

صوتها المكتوم الممزق من البكاء يأتيه عبر المخدة:
تشوف إن خيانتك لي سبب مايستاهل؟؟

علي بيأس: الله يهداش.. ياكثر ماتعذبت على ذا السالفة من عقب ملكتنا لين ليلة عرسنا..
وأنا أموت كل يوم ألف مرة لأني أظن إني تعديت على حدود ربي.. وإني خنتش فعلا!!

شعاع يعني أنتي ظنش أنا واحد ماشفت حريم في حياتي..؟؟
أنا شفت في شغلي أحلى وأكشخ وأذرب وأذكى نسوان في العالم..
وقلبي ماتحرك إلا لوحدة شفتها في الأصنصير لأنها حلالي.. لأنها أنتي..
إذا أنتي تبين تعقدين السالفة وتعذبيننا؟؟ براحتش..
لأني لو أبي أعقدها من صوبي.. بأعقدها .. لأنش ظنيتي فيني ظن السوء اللي أنا منه بريء..
لأنش هان عليش تشوفيني مخلوق حقير ماله أي أخلاق........أنا ياشعاع؟؟ أنا؟؟.....


علي ظل يتكلم ويتكلم ويتكلم.. منهمرا بيأسه وحزنه وصدمته.. كل المشاعر التي كتمها منذ الصباح!!

بينما هي كان حزنها يتضخم ويتضخم.. ليس بسبب عتابه الموجع فقط..!!
ولكن لأنها اعتادت خلال الأيام الماضية أنه لا يوجه لها الحديث إلا ويناديها بين كل عبارتين على الأقل بـ(حبيبتي) أو(قلبي)..
وهاهو الآن يسطر معلقة طويلة مصفوفة بدقة.. دون أن يخطئ مرة واحدة في مناداتها هكذا!!
بل هو منذ الصباح لا يناديها إلا باسمها !!

" أ يكون من هو خانني وفكر في سواي ثم يزيدها علي بقسوته وبروده؟!"


علي انتهى من كلامه كله وتعب من الكلام وهي لم ترفع رأسها حتى..

همس لها بإرهاق: شعاع الله يهداش قومي خلاص.. قومي كلميني..

ربت على ظهرها برفق: شعاع.. شعاع..
زين قومي اكلي شيء.. مايصير من الصبح ماكلتي شيء..

ولكنها لم تستجب له.. لذا هتف لها بجدية: تدرين إني بعد ماكليت..
ولو ماقمتي تأكلين الحين ماني بمأكل... وخلي ذنبي وأنا واحد مريض عليش أنتي!!

حينها تحركت بخفة وشعر بالانتصار أن محاولته هذه نجحت.. مع شعوره بتأثر عذب..عذب أنها لم تهتم لشيء سواه..

نهضت بذبول وهي تجلس على السرير وتمسح وجهها..
نظر لها بصدمة كاسحة.. وهو يكاد يجن حين رأى وجهها..
كان متورما محمرا بشكل متزايد.. وعيناها شديدتا الأحمرار..

همس بجزع شديد: شعاع وش سويتي في روحش.. هذا كله بكا عشان شيء مايستاهل والله العظيم دمعة وحدة من عيونش؟!

لم ترد عليه وهي تخفض وجهها وتحاول النهوض عن السرير.. لولا أنه منعها وهو يمد يديه الاثنتين ليرفع وجهها ناحيته..
نظر لها بأسى عميق وهو يمسح خديها ثم يقبل أرنبة أنفها ويهمس لها من قرب شديد بحنان عظيم: ياقلبي ياحبيبتي أنتي.. والله العظيم مافيه شيء يستاهل!!
وش اللي يرضيش قولي لي..


حين سمعت ندائه العذب لها.. دفنت وجهها بين كفيها وعادت للانفجار في البكاء..
علي شدها برفق إلى حضنه وهو يحتضنها بشكل جانبي لأنها مازالت تغطي وجهها بيدها..
لم يعد يحتمل تركها بعيدا عن حناياه لتهدئتها وتهدئة نفسه وروحه هو!!

ولكن لم تمر ثوان حتى تغيرت وضعيتها وهي تزيل كفيها عن وجهها وتخفي رأسها في ثنايا صدره وهي تحتضن خصره وتنتحب بشكل أقوى!!

علي شدها بشكل أقوى واكثر حنانا وهو يهمس بتأثر: حبيبتي أنتي وش طاقة البكا اللي عندش ذي..

شعاع همست بين شهقاتها المختنقة: كله منك!! كله منك!!

علي حينها ابتسم بشفافية غامرة: وأنتي يعني ماسويتي شي؟؟

شعاع تحاول التماسك وهي تهمس بخفوت: سويت.. بس مهوب مثلك..
ذنبي إني فهمت غلطت.. بس أنت اللي سويته كله غلط!!

علي يمسح على شعرها وهي مازالت تستكين على صدره ويهمس بدبلوماسية راقية مجللة بالصفاء:
زين أنا غلطت.. ومعترف إني غلطان.. ودفعت ثمن الغلط..
بتحاسبيني وتحاسبين روحش لين متى؟؟
ياقلبي ياشعاع.. أنا أحبش أنتي... لا حبيت قبلش ولا بعدش..
يعني شايفة ذنبي كبير لدرجة إنش ماتقدرين تسامحيني ونبدأ صفحة جديدة؟؟

شعاع صمتت تماما وهي مازالت تستكين بين ضلوعه.. وأنفاسها تهدأ لتهدئ عواصف روحه..

علي همس حينها بولع مع أنه أصبح يعرف الجواب: ها شعاع ريحيني بكلمة..

شعاع برقة زادتها نبرة البكاء رقة: لا تقول شعاع..


(يعني عادها زعلانة!!) علي بعتب: عادش زعلانة يعني ياقلبي؟؟

شعاع ابتسمت حينها بعذوبة وهي تقبل صدره مكان استكانة رأسها: الحين بأفكر أرضى!!





****************************************





اليوم التالي
.
.


" حرام عليكم جايبيني من الصبح..
عمي وخالتي كلهم جننوني.. تعالي تعالي.. يقولون من البارحة وأنتي مقفلة على نفسش
ومارضيتي تكلمين حد منهم!!
عسى ماشر؟!! ترا السالفة كلها خطبة.. مابغيتي؟؟ يفتح الله وانتهت السالفة!!"


جميلة تغلق الباب خلف مزون وتهمس بإرهاق: خلي أمي وعمي يحترقون شوي..
ماشفتيهم أشلون أمس تزاعلوا بسبة ذا الموضوع وبدون مراعاة لوجودي..
أول مرة أشوفهم يختلفون من يوم رجعت!!
واجد تضايقت!!

مزون ابتسمت وهي تلقي عباءتها على سرير جميلة وتجلس:
زين خلهم يحترقون... سالفة الخطبة ويش؟؟

جميلة هزت كتفيها بعدم اهتمام: فهد آل ليث خاطبني عشان يرضي عمي منصور!!

مزون عقدت ناظريها: وليش تقولينها كذا؟؟

جميلة بذات النبرة غير المهتمة: لأنها كذا.. واحد مثله وش يبي بوحدة مطلقة إلا لأنه يبي قرب عمي منصور..

مزون بعتب: جميلة ياقلبي.. وش القصور اللي فيش يعني؟؟

جميلة بنبرة غضب متهكمة مفاجئة مليئة بالحرقة: أبد مافيني قصور.. إلا إن ولد عمي طلقني وحذفني كني جوتي وسخ ماصدق يقطه وحن عادنا في المطار..
والناس يقولون علي كلام.. كل كلمة أكبر من الثانية..
وأبد مافيني قصور!!


مزون تشعر بصدمة حقيقية.. لأول مرة تسمع جميلة تتكلم عن طلاقها ومضاعفاته بهكذا حرقة..
فهي كانت طوال الفترة الماضية متألقة ومرحة كفراشة وهي تدعي إنها تجاوزت تداعيات طلاقها بإنشغالها بزايد الصغير...

مزون بغضب: من وين جبتي ذا الكلام السخيف؟؟ أنتي تألفين على كيفش..

جميلة بحرقة حقيقية: إذا أنتي ماسمعتي.. أو سمعتي وتحطين نفسش ماسمعتي بكيفش..
بس أنا ماراح ألعب على روحي!!
عشان يقولون علي بكرة شوفوا ولد عمها ما استحملها.. وولد آل ليث المسكين تورط فيها!!


مزون تكاد تنفجر غيظا منها: والله العظيم لو عدتي ذا الكلام مرة ثانية..
لألتش كف على وجهش يخليش تصحصحين شوي!!

ثم أردفت ولهجتها ترق بحنان: جمول ياقلبي.. ترى في العرس ماحد يجامل حد..
هذي عشرة عمر.. ولو ولد آل ليث ماسأل أمه واخته عنش.. وذابت عظامه من الوصف قبل الشوف ماكان جاء يخطب!!

جميلة بجمود: ليه عليه قاصر زين؟؟ أنا شايفة صوره مع عمي..

ابتسمت مزون: والزين يبي الزين!!
جميلة لو أنتي مقتنعة بفكرة الزواج وبفهد نفسه .. أو خلاص بلاها الفكرة كلها..

جميلة تنهدت بعمق: زين خلينا من كلام الناس ..
مزون أنا صار لي 3 سنين في دوامة.. كملت سنة من رحت للعلاج وتزوجت وتطلقت..
وقبلها سنتين وأنا مريضة بالمرض اللي أنا جبته لنفسي..
سنين مراهقتي راحت ماعشتها.. والحين ماعاد يحق لي أعيشها لأني لازم أتصرف كمره..
وعلى العموم التجارب اللي أنا عشتها تحسسني إن عمري 40 مهوب20..
ومع كذا وكذا أنا متشوشة واجد..
والله العظيم مزون من أمس وأنا أفكر لحد ماصدعت..

ما أبي أعرس لأني أبي أتفرغ لدراستي.. بس في نفس الوقت أبي أكون منطقية..
وش يضمن يرجع لي واحد مثل فهد.. لأنه كل ماكبرت كل ماقلت فرصتي..

الشيء الثاني اعترف إني مجروحة من خليفة اللي ماصدق يطلقني عشان يتزوج..
أبي أوريه إني ماني بأقل منه وهذا أنا خلصت عدتي وتزوجت مثلي مثله..
بس أرجع وأقول هذا حكي خبلان ويودي في داهية..
مافيه حد يورط نفسه.. ويتزوج عشان يغيض حد!!

أفكر من ناحية ثالثة وأقول واحد مثل فهد آل ليث وش يبي في وحدة مثلي..
أفكر من ناحية رابعة وأقول فهد هذا كله على بعضه مايناسبني..
لأن كل شيء فيه يخوف من وسامته لحدة شخصيته.. يذكرني بعمي منصور!!
تدرين إن أمي تموت من الغيرة على عمي منصور بس ماتبين.. وواجد متحملة صعوبة شخصيته..
بس أنا ماني بعاقلة مثل أمي!!

من ناحية خامسة وإلا عاشرة وإلا عشرين.. أنتي تدرين إن الدورة الشهرية تقريبا وقفت معي سنة ونص وتوها رجعت لي منتظمة من شهرين بس..
والدكتورة كانت تقول إنه احتمال يصير معي مشاكل بالحمل.. أو على الأقل يتأخر فترة لحد مايتضبط وضعي تمام..

تعبت مزون من كل شيء.. تعبت.. وما أبي أفكر في شيء...





****************************************






" عــلــــي.. عــــلـــي !!"


علي قفز من نومه بجزع: بسم الله الرحمن الرحيم.. وش فيش؟؟ ليش تصيحين وتهزيني كذا؟؟

شعاع ضغطت على قلبها وهي تنتهد وتعود لتسند ظهرها لرأس السرير.. بعد أن كانت تقف على ركبتيها وتهز علي بقوة وهي تصرخ..
وهي تهمس بصوت ذاهب الأنفاس: حرام عليك علي صبيت قلبي.. أصحيك ماتقوم.. ارتعت..

علي ابتسم وهو يضع كفيه خلف رأسه : دامش جنبي إنا طيب وبخير إن شاء الله..

شعاع همست برقة مصفاة وهي تمد يدها لتمسح شعره: جعلك طيب وبخير دوم مهوب يوم..

أمسك علي بكفها بين كفيه وهو يهتف بشجن مختلط بإبتسامته: ومافيه ياحبيبي معها؟؟

احمر وجه شعاع خجلا وهي تهمس بخجل رقيق: حبيبي ولا يهمك..

قطب علي جبينه وهمس بإبتسامة: بايخة.. لأنها مهيب من قلبش.. تسكيتة بس!!

حينها مالت قليلا لتهمس قريبا من أذنه بعذوبة خافتة: الله لا يحرمني منك ويقدرني أرضيك وأسعدك ياحبيبي ياقلبي أنت!!


يعلم أنها مازالت لا تقصدها.. لكنه لا يستطيع أن يمنع قلبه العاشق أن يُعتصر بقوة وهو يسمعها من بين شفتيها بهكذا دفء وعذوبة..
وكأن أعذب أحلامه وأبعدها تتحقق أمامه على أرض الواقع..

همس حينها بتثاقل مملوء بالولع والشجن: الحين بأقول خفي عليّ حبيبتي.. ترا قلبي مايتحمل!!






******************************





بعد يومين
.
.
.

" فهيدان من جدك أنت خاطب جميلة بنت خليفة ؟؟!!"

فهد يرتشف قهوته وهو يسند كتفيه للخلف ويهتف ببرود:
تو الناس ياحرم الدكتور.. الموضوع صار له 3 أيام..
وفهيدان في عينش ياقليلة الحيا..

عالية تبتسم: أول شي اليوم أول يوم أشوف خشتك من عقب الخطبة..
كل ماجيت مالقيتك..
وثاني شيء آسفين ياحضرة النقيب!!
وثالث شيء أنت استخفيت.. مالقيت إلا جمول..؟؟


فهد من فوره شعر بالضيق.. حتى لو كان لا يريدها.. فهو لن يسمح حتى لمن هم أصغر منه بالسخرية من اختياره..
هتف بنبرة تهكم حازمة: والشيخة عالية بعد وش عندها اعتراضات على جميلة..؟؟

عالية تهز كتفيها بمرح: ماعندي اعتراضات عليها.. عندي اعتراضات عليك!!

حينها شعر فهد بالإهانة..هتف بغضب: نعم.. عندش اعتراضات علي أنا؟؟

عالية تقلد طريقته في الكلام: إيه عليك أنت.. لا ينقص لك عرق..
ثم أردفت بجدية مختلطة بالابتسامة: أنت بصراحة ياحضرة النقيب تبي لك وحدة تشتغل في الكوماندوز ..
أو على الأقل وحدة جفسة مثل أختك علوي... مهوب وحدة تذوب رقة ونعومة مثل جميلة..


(قصدش تذوب دلع ماسخ مايلبق على شينها) فهد هتف بسخرية: زين وش تبيني أسوي ياعالية هانم...؟
أهون من الخطبة؟؟
وإلا أسكر على جميلة في صندوق قزاز عشان مانخدش رقتها ونعومتها؟؟

عالية بجدية: إلا أبيك تغير من طبايعك شوي.. بس شوي..
البنية مرت بتجربة صعبة ومرض... فاتق الله فيها..
ثم أردفت عالية وهي ترقص حاجبيها بخبث: ولو أني متاكدة إنك إذا شفتها.. بتغير طبايعك غصبا عنك وتضيع علومك وطي..

فهد بصرامة: أنا ما احتاج حد يوصيني لأني أتقي ربي قدام أشوف وجهش..
ومهوب أنا اللي تضيع علومي من شوفت أزين النسوان عشان تضيع من أشينهم...

عالية بصدمة: من أشينهم ذي؟؟

ابتسم فهد: أنتي وجميلة كلكم!!

عالية بمرح: أنا ماعليه.. بس جميلة عاد آخر وحدة في العالم ينقال لها شينة..

فهد بتهكم: أجل وش ينقال لها؟؟

عالية (بعيارة) : ينقال لها الشين كله.. لأنها بتأخذك!!






**********************************





" كاسرة تروحين معنا؟؟"


كاسرة تنتبه من سرحانها وهي تنظر لمزون ووضحى وكلتاهما تلبسان عبايتيهما وتهمس بمودة: لا اسمحوا لي.. ما أقدر!!

مزون تجلس جوارها وتهمس باستغراب: كاسرة من يوم سافر كساب وأنتي ماتطلعين من البيت إلا للشغل وجدش وبس..
اطلعي معنا اليوم بس.. كل يوم واحنا ساحبين خالتي مزنة.. تعبناها.. امشي معنا وخليها تقعد اليوم..


كاسرة تضايقت من الربط الحقيقي.. لم تكن تريد أن يلاحظ أحد أنها فعلا ماعادت تخرج من البيت بعد سفر كساب..
والسبب بسيط جدا..
كساب كان يكره أن تخرج من البيت بدون أذنه أو مع أحد غيره!!
وهو أمنها بالله ألا تفعل شيئا في غيابه كان يضايقه في وجوده..
لا تستطيع بالفعل أن تخرج وهي تعلم أنها لا تستطيع حتى استئذانه
عدا أنها فعلا ليس لديها رغبة للخروج.. روحها مثقلة بنوع غريب من الوجع!!


كاسرة همست بذات المودة: ماعليه يابنات اسمحوا لي.. صدق تعبانة ومالي خلق أطلع..

وضحى تجلس جوارها من الناحية الآخرى وتهمس بإلحاح: كاسرة أنتي حتى فساتين للأعراس ماسويتي..

كاسرة حينها همست بحزم بالغ: ياكثر هذرتكم.. يا الله قوموا.. لا تتاخرون على أمي..






**********************************





بعد ثلاثة أيام أخرى
.
.
.



" فهد .. منصور آل كساب مارد عليك عشان موضوع الخطبة!!

فهد يلتفت لصالح ويهمس بعدم اهتمام: لا مابعد!! كل يوم وأنا عنده وماقال لي شيء..

صالح بجدية: مايصير فهد.. لازم تسأل الرجال.. يعطيك كلمة.. يا لا.. يا نعم!!

فهد حينها هتف بجدية مشابهة: أنا ومنصور مابيننا ذا السوالف .. صدقني لو كان عنده رد كان رد علي بدون ما سأله..
بس أنا حاسه ذا الأيام مشغول بشيء ما أدري وش هو!!

فهد يشعر بسعادة عميقة جدا مخفية داخل روحه لأن الرد تأخر..
وذلك يعني شيئا واحدا..

أنهم غير موافقين!!


مع أن منصور آل كساب قبل أربعة أيام قال له بطريقة غامضة:
قبل مانوافق أو مانوافق... البنت توها قالت لي إنه احتمال كبير يصير معها مشاكل في الحمل.. أو على الأقل يتأخر شوي
وحن نبي نبري ذمتنا ونبلغك ذا الموضوع!!

(صدق إنها قليلة حيا!!) فهد هز كتفيه بعدم اهتمام: مايهمني ذا الموضوع.. وانا أساسا متوقع ذا الشيء قبل أخطب..
وذا الكلام مايغير رأيي في شيء...


وهاهي سعادته تتزايد أن الأيام تمر والرد النهائي لا يأتيه..
وذلك يعني كما يظن أنهم بالفعل (غير موافقين) !!







********************************





" حبيبتي لين متى وأنتي زعلانة علي؟؟"

عفراء ترتب ملابس زايد الصغير داخل الخزانة وتهمس بضيق: وأنت وش هامك من زعلي ورضاي..
سويت اللي في رأسك.. وخليت جميلة توافق عليه..


منصور يمسك بخصرها ليديرها ناحيته وهو يهمس بحنان:
ياحبيبتي خلش حقانية.. أنا جبرت جميلة؟؟
أنا حتى ماعاد قلت لها شيء من عقب أول مرة كلمتها قدامش لما شفتش زعلتي..
هي اللي جاتني بنفسها ثاني يوم في الليل وقالت إنها موافقة عليه..

عفراء بضيق أشد: زين صار لها أربع أيام من يوم قالت لك موافقتها..
ليه أم فهد ماجاتني لين الحين.. مهوب تقول إن الولد مستعجل؟؟
وش عندهم يعني؟؟ وإلا أنا وبنتي ما حن بكفو يجون لين عندنا ويخطبون ومكتفين بك؟؟

حينها ابتسم منصور وهو يقبل رأسها: إلا كفو وكفو وكفو وماغير أم زايد وبنتها كفو..

ثم أردف بنبرة مقصودة: بس أنا اللي مابلغتهم الموافقة لين الحين!! وإلا فهد كل يوم وهو متبطح عندي في المجلس.. وفي عيونه كلام ومستحي يسأل!!

عفرا باستغراب: وليه يعني مابلغتهم ماتقول إنه مستعجل..؟؟

منصور بغموض: هو مستعجل.. بس أنا عندي تخطيط معين..
ولازم أسوي توافق بين استعجاله ومخططاتي!!





******************************************





" حبيبتي ليش متوترة كذا؟؟
مايصير كل مرة نجي نروح للدكتور من ليلتها وأنتي متوترة.."

ثم أردف بمرح: وش المرض اللي تبين تلزقينه فيني ذا المرة؟؟

شعاع بتوتر: حرام عليك علي لا تزيدها عليّ.. أحاتيك بس ياقلبي..

علي يحتضن كتفيها ويهمس بحنان وولع: لا تحاتين.. ابصم لش بالعشرة وبأذن ربي إن ذا الفحص بيكون أحسن بواجد!!

شعاع وضعت رأسها على كتفه وهي تهمس برقة: زين ولو كان فحصك زين وقرر لك العلاج..
بنرجع للدوحة...؟؟ أنا اشتقت لهلي واجد!!

علي بابتسامة: لا طبعا ماراح نرجع الدوحة..
وش شهر العسل ذا.. وفي خياس لندن في الصيف وعلاج بعد..؟؟
لا ياقلبي.. إذا خلصت فحوصي بنطلع من لندن وبأوديش ذا المرة مكان من تخطيطي أنا..
خلش تشتاقين لهلش أكثر شوية بعد.. أنا ما أبي حد يشغلش عني..

شعاع احتضنت خصره وهمست بشجن: علي صدق صدق ما شغلك حد قبلي؟!!

علي احتضنها بقوة وهو يهمس بولع حقيقي: لا قبلش ولا بعدش!!

شعاع رفعت رأسها قليلا لتقبل طرف خده.. وهي تهمس برقة: تدري علي.. والله لو أدري أو أشك حتى إنك تكذب علي..
بتكون ردة فعلي شيء مايخطر على بالك!!
أنت كل يوم تعلقني فيك أكثر من اليوم اللي قبله أضعاف أضعاف...
مهوب تسوي فيني كذا وأنت نيتك مهيب صافية لي!! يمكن أتهور وأذبحك ترا!!






***************************************





" يالكسلان.. مرة بعد.. بعد مرة وحدة بس!!"

عبدالرحمن يجلس على مقعده ويهمس بإرهاق: حرام عليش عالية.. والله العظيم تعبت..

عالية بضيق: عبدالرحمن مامشيت إلا مرتين في الممر..

حينها انفجر عبدالرحمن بعصبية: بس عالية.. بس.. أنا ماني ببزر تبين كل شيء في حياته يمشي على كيفش..
هذا أنا أحاول أرضيش.. بس أنتي بعد لا تضغطين علي بذا الطريقة..
لذا الدرجة يعني متضايقة من حالتي ومنتي بمستحملتني ؟؟
إلا يعني أمشي بالغصب وإلا ما أعجب حضرة جنابش!!


عالية اتسعت عيناها بدهشة (إلى أين وصل تفكير هذا) صمتت لثواني وهي تدفع مقعده حتى أوصلته للسرير وساعدته للنهوض عليه..
ابتعدت قليلا ثم همست بحزم ودون أن تنظر ناحيته كأنها تحادث روحها:
عبدالرحمن تدري إن امهاب كمل سنة من يوم مات الله يرحمه!!

عبدالرحمن انتفض بشدة وارتعشت أنامله وهو يهتف بعصبية: مهوب أنا اللي تعلميني كم راح عليه الله يرحمه..
بأعلمش لو تبين بالساعات والدقايق بعد!!

عالية بحزم وبنبرة مقصودة تماما: يعني أنت تدري زين إنه مات ومافيه شيء بيرجعه؟!!

عبدالرحمن تصاعد ضيقه لدرجة أقصى حدود الاختناق وهو يهتف بذات العصبية: ممكن أعرف وش داعي ذا الكلام السخيف!!

حينها عادت عالية لتواجهه وهي تنظر إلى عينيه بشكل مباشر وتهمس بشكل مباشر:
عبدالرحمن لو تبي تلعب على حد.. العب على حد غيري..
أنت ظنك إني ماني بملاحظة إنه لما أطلع أنا وإياك ألاحظ إنه فيه أماكن معينة تتجنب تروح لها.. ويوم أسألك ليه ماتبيننا نروح؟؟
تقول شكلك بالكرسي هناك يحرجك..
لكن الجواب ببساطة إن هذي هي الأماكن اللي كنت تروح أنت وامهاب لها دايما..

عبدالرحمن انفجر بغضب عارم مرير: عالية ممكن تسكتين.. ما أبي أسمع شيء..

عالية بغضب أشد: لا ماني بساكتة.. يعني ظنك امهاب نفسه بيكون راضي باللي تسويه في نفسك..؟؟
أدري إنك ماتسويه عن قصد.. بس أنت في داخلك ماعاد تبي تمشي في مكان هو ماعاد يقدر يمشي فيه!!
ماتبي تعيش حياتك طبيعي من عقبه.. وكانك مستكثر على روحك الحياة..
فتقول دامني عشت عقبه.. ما أبي أعيش بعده مثل ماكنت معه..

عبدالرحمن بغضب أشد متفجر: بس.. بس.. ولا كلمة.. ولا كلمة!!

عالية صمتت على مضض وحزن عميق يغمر روحها.. لأنها رأت كيف انفعل واحمر وجهه بشدة..
لم ترد أن تزيدها عليه.. فهي تشعر تماما به!!
والمهم أنها اوصلت له الفكرة!!







*************************************






" يا الله أنا طولت الليلة عليك.. بأقوم أروح البيت!!
تلاقي أم زايد تدعي علي الحين!!"

منصور بنبرة مقصودة تماما: أفا عليك أشلون تدعي على رجّال بنتها؟؟ مايصير!!

فهد قطب جبينه بعنف ولكنه عاد لرسم ملامح الطبيعية بذات السرعة وهو يهتف بثقة:
أخيرا حنيتوا علي.. مابغيتو؟؟

منصور بثقة: تدري البنت لازم تفكر براحتها..


(ياملغ البنت ملغاه.. قال بنت قال !! ياقهري!!) فهد كان يرسم ابتسامة محترفة على وجهه وهو يستمع لمنصور
بينما كل مايريده أن يخرج حتى يلكم الحائط ليفرغ كل طاقة الغضب بداخله!!


بينما منصور كان يكمل بذات الثقة: وهي بصراحة ردت علي قبل كم يوم.. بس أنا كان عندي كم شغلة لازم أسويها..
والحين أبيك بكرة تسوي الفحص الطبي وأنا بودي جميلة عشان أبيها تخلص بسرعة لأنه عقب يومين بأوديها لبنان تشتري جهازها من هناك..

فهد مصدوم ومع ذلك هتف بثقة: وموعد العرس.. قلت لك أبيه عقب مانخلص الفحص بأسبوع بالكثير..

منصور ابتسم: عقب 10 أيام من الحين.. تاريخ 18 الشهر يناسبك؟؟

فهد يكاد يصرخ قهرا في داخله.. ومع ذلك هتف بثقة: يناسبني.. بيكون قبل أسبوعين من دورتي!!

منصور بذات الابتسامة الواثقة: خلاص كروت الدعوة صارت في سيارتك.. قلت للمقهوي يحطها..
بس لا توزعها لين تخلص الفحص الطبي.. وأظني أسبوع يكفيك توزعها وزيادة!!

فهد بصدمة حقيقية: أي كروت؟؟

منصور بذات الثقة: كروت عرسك.. كروت فخمة كأفخم مايكون للرجال وللحريم..
كروت الرجال طبعا الدعوة باسم أبو صالح.. وكروت الحريم باسم أم صالح وأم زايد..

فهد بصدمة: وأشلون سويتها بذا السرعة.. أقل شيء تبي أسبوعين!!

منصور بثقة غامرة: أسبوعين لغيري.. صاحب المطبعة واحد من ربعي..
اخترت نموذج جاهز.. وكل اللي سووه غيروا المضمون وعطى عماله أوفر تايم عشان يخلصونه في يومين..

فهد يشعر بالصداع الفعلي بينما منصور يكمل بذات الثقة:
شوف يافهد.. عرس الحريم هذا هديتي لبنتي.. والله ماتدفع فيه ريال.. وأنا خلاص حجزت القاعة بتاريخ 18..
عرس الرياجيل بكيفك فيه.. أظني مهوب صعب تلاقي حجز الخيام مقابل (اسباير)!!

فهد بضيق: أبو زايد مايصير أنت تحجز قاعة الحريم.. أمي وأختي بيزعلون..

منصور بثقة: ماراح يزعلون.. لأنه حتى مرتي مالها دعوة في الحجز.. أنا كلفت شركة تصميم أفراح تتولى المسئولية..
بأعطيكم رقمهم وخل أمك وأختك يشوفون الترتيب براحتهم..

فهد يكاد يجن منه (متى استطاع فعل ذلك؟؟) هتف من بين ضربات الصداع لدماغه: وأي قاعة حجزت للحريم؟؟

منصور بذات الثقة: الدفنة في الشيراتون..

فهد حينها انفجر يحمل نبرة الاستغراب وفي باطنه يحمل الغضب:
عاد الدفنة مستحيل تلاقيها في 10 أيام وخلال الصيف بعد!!


ابتسم منصور: هذي عاد خدمني فيها أبو كساب!!





********************************





" الدفنة يامنصور؟؟
حتى مافيها غرفة أحط بنتي فيها..
وأنا مستحيل أقعدها قدام الحريم!!"

منصور بهدوء: خلاص خليها في جناحها فوق..

عفراء غير راضية بكل ذلك ومع ذلك ليس أمامها إلا الرضوخ:
زين وش لازمتها الدفنة.. خساير على غير سنع..

حينها هتف منصور بثقة: ادري إنه سوالف العرس كلها كلام فاضي ولا له معنى.. بس أنتو يا النسوان عندكم حكي يوجع..
وأنا ما ابي أقل شيء يحز في خاطر جميلة.. أبيها تعزم كل رفيقاتها وتستانس..
وما أبي حد يفتح ثمه.. ويقول عشانها كذا وإلا عشانها كذا ماسوو لها عرس..
أبي من جا عرسها يسكر حلقه ولا يلاقي له كلمة!!


فمالا تعلمه عفراء أن الكلام الذي لم يصلها قد وصله هو.. وسمعه هو وجميلة مع بعضهما!!

.
.

قبل أكثر من شهرين



جميلة تقف مع منصور عند طابور (كاشير) المحاسبة في أحد المحلات..
بعد أن أشتريا بعض الأغراض لزايد الصغير..


يهمس صوت أنثوي خافت جدا خلفهما: هذا مهوب منصور آل كساب؟؟

فتهمس الأخرى بصوت أعلى وهي تمد نظرها: بلى.. الظاهر إنه هو..

الأولى بصوت منخفض: أش لا يسمعش.. من اللي معه؟؟ ماظنتي إنها عفرا
عفراء عادها نفاس..

الثانية بصوت أكثر ارتفاعا: لا مهيب عفرا.. أظني بنتها جمول.. اللي قطها رجالها عادها في المطار..

الأولى بجزع: بس.. يالفضيحة.. أعوذ بالله.. قصري حسش لا يسمعش الرجال..

الثانية بعدم اهتمام: والله مهوب أنا اللي قلته.. الناس كلهم يحكون..
وش اللي حد ولد عمها إنه ماحتى يتنى يوصلها للبيت إلا شيء كايد ما استحمله؟؟
الله يستر على بناتنا بستره!!


منصور انفجر تماما ولكن وضعه واحترامه لنفسه لم يسمح له بملاسنة نساء في مكان عام وخصوصا أنه رأى كيف بدأ جسد جميلة يضطرب بعنف..
ثم كيف ألقت الأغراض أرضا.. وخرجت ركضا من المحل..

توجها من فورهما للسيارة.. حاول منصور تهدئتها.. ولكنها رفضت أن تتحدث عن الموضوع مطلقا..
وهي ترجوه بين شهقاتها ألا يخبر أمها بشيء حتى لا يضايقها!!

ربما كان هذا الموقف.. من المواقف التي قربت كثيرا بين منصور وجميلة..
ولكنه كذلك أثر في كلاهما وبشكل كبير.. كبير جدا!!
حز في خاطر كل منهما إلى أعمق مدى..
جرح عميق في روح جميلة الشابة وامتهان لكرامتها..
وحزن عميق في روح منصور وهو يرى كيف تبدو هذه الصبية جبّارة أمامه وهي تدفن الجرح الذي يعلمه جيدا..
وهي تظهر سعادتها بكل ماحولها وتتدفق بألقها العفوي رغم معرفته لعمق الجرح في حناياها!!





*******************************************





اليوم التالي
.
.


" يوه صالح من جدك.. عرس أخيك 18 الشهر؟؟ "


صالح يضحك: وش فيش سويتيها أزمة؟؟

نجلاء تذهب وتعود: لأنها أزمة.. الحين وين ألاقي لي فستان يدخل في كرشي؟؟

صالح (بعيارة): وليه تتعبين نفسش.. البسي جلابية من جلابياتش واقعدي
النسوان يعني بيخلون البنات الرشيقات ويتفكرون فيك!!

نجلا بغيظ: كذا ياصويلح.. زين يوم الخميس توديني للخبر أشتري لي فستان..
عيالي ومعطلين وماعندهم شيء!!

صالح يضحك: وش الخبر بعد؟؟ القيصرية وتخب عليش!!

نجلاء تضحك بغيظ واستظراف تمثيلي : القيصرية اللي على زمانك يالشيبة احترقت والجديدة مابعد فتحوها..
وأنا مالي شغل بتوديني بتوديني..

صالح بإبتسامة مخلوطة بالجدية: قبل ما تهورين وتقولين شيء..
والله ثم والله ماتطلعين من الدوحة لين تولدين..
بتلاقين في الدوحة اللي بيكفيش..
يا الخبلة أنتي دخلتي الثامن تبين تولدين عليّ في الطريق!!

نجلاء بذات الغيظ: ياسلام عليك.. وتبيني أطلع مبهذلة.. ياقهري منك أنت وإخيك المستعجل..
ثم أردفت لنفسها وهي تتجه لدولابها:
هذا وهو ماشافها.. لو شافها يمكن بعد كان قال العرس بكرة وورطنا!!





**********************************





" خلصتي فحوصش؟؟"

جميلة بجمود: خلصتها.. وعمي مستعجل على النتيجة عشان يبينا نروح للبنان

مزون تضحك بشفافية: صدق خبلة.. وليه محزنة كذا؟؟
اسمعيني عدل جيبي فستانش والفساتين والجزم والشنط والمكياج العطور من هناك
والباقي خليه علي أنا وخالتي.. العبايات والدراعات والمخلطات والمفارش لا تحاتين.. يومين وبنخلصهم.. قبل ماترجعين من لبنان بعد!!

جميلة بحزن شفاف غريب: زين ولبست وكشخت.. وش بيغير من اللي داخلي؟؟

مزون بقلق وهي تجلس جوارها وتضع كفها على فخذها:
جميلة أنتي حد غصبش على الموافقة؟؟ عمي قعد يزن على رأسش؟؟

جميلة بنبرة مثقلة بالجمود والأسى: بالعكس ولا قال لي ولا كلمة عقب أول مرة..
بس أنا حاولت أفكر بعقلي.. وأنحي المشاعر على جنب...
فهد خيار ممتاز وأنا صليت استخارة كم مرة والله هداني للموافقة..
شيدريني إن واحد مثله بيرجع يخطبني..
ثم أردفت بمرارة ساخرة: يمكن ماعاد يجيني إلا شيبان يبون المطلقة المعيوفة!!







**************************************





بعد يومين آخران
.
.



" كاسرة يا أبيش وش في خاطرش ضايق؟"


كاسرة تميل لتقبل كف جدها وتهمس بمودة صافية : مافيني شيء جعلني فدا عينك!!

الجد بعمق: إلا فيش .. تدسين عليّ؟!! أفا عليش!!

كاسرة بتأثر: فديتك مافيني شيء!!

الجد بمودة: ليه يأبيش ماتروحين مع مزنة والبنات... أكثر وقتش قاعدة عندي!!

كاسرة تبتسم: أفا عليك ياجابر.. زهقت مني!!

الجد يبتسم: خلش من عيارة البنات... دارية إنه لو علي ما أبغيش تفارقيني دقيقة..
بس النفس لقرينها تطرب... وبنية مثلش أكيد إنها زهقت من سوالف الشيبان!!


كاسرة تتنهد بعمق.. يستحيل أن تمل من جدها..
ولكنها ملت من كل شيء.. من كل شيء.. وكيف لا تمل الدنيا بأسرها وهذا القلق الهادر يصطرخ في أعماقها..
هاهو يتجاوز الأسبوع منذ آخر مرة هاتفها فيها..
رغم أنه قال أنه سيهاتفها!!
يا الله روحها تذوي من القلق... ومرهقة من كل شيء!!
مرهقة بالفعل!!






***********************************





" الحين أبي أعرف أنت ليش تهاد ذبان وجهك؟؟
مهوب فحوصاتك كلها أنت والمدام طلعت سليمة
وهذا حن رايحين نشتري لك بشت لعرسكم الميمون
وإلا تكون زعلان عشان منصور قال الملكة تكون يوم العرس وأنت خلاص مافيك صبر؟""


فهد بعصبية: هزيع تلايط وسكر حلقك..

هزاع بغضب مختلط بإبتسامته: ياحضرة النقيب ترانا مابعد تعدينا مركز أبو سمرة..
والخوة اللي ذي أولها ينعاف تاليها.. نزلني في المركز وبأشر لحد من الأجواد يرجعني معه الدوحة..
وأنت توكل على ربك وكمل دربك بروحك وهاد الذبان على كيف كيفك!!

فهد بذات العصبية: أنت بتمنن علينا بخوتك اللي أنت عرضتها.. خلاص ولا يهمك.. إذا وصلنا أبو سمرة دور لك خوي غيري!!

حينها هتف هزاع بجدية: فهد الله يهداك وش فيك ما تتنحاكى كذا.. شاب نار قايدة!!
صحيح العصبية مهيب غريبة عليك بس عمري ماشفتك كذا..
تعوذ من أبليس... أسمع إن مزاج الواحد يعتفس قدام عرسه بس من كثر الشطة والضغط..
لكن أنت ماشاء الله.. وش الشطة اللي جاتك؟؟ فلا تفصيل ثيابك وحيا على الفلاح..
عرس الرياجيل صالح وعبدالله رتبوه وتكفلوا فيه من إلى...
توزيع الكروت أنا ونايف وعيال خالاتي كل واحد استلم له منطقة وخلصناه في يوم واحد..
وأنت عرسك عاد باقي عليه أسبوع وكل شيء جاهز..
بعض الناس يكون عرسه محدد من شهور ويجي لين آخر يوم وهو مشتط..
أنت سبحان الله ربي طارح البركة في عرسك.. ولا تعسر فيه ولا شيء!!


( هذا أصلا اللي فاقع كبدي وذابحني!!
كنت أبيه يتعسر بأي طريقة.. بس ماتعسر!!
كل شيء يمشي مثل السحر!!
ياقهري.. بأموت من القهر.. عمري ماكنت مقهور مثل ذا الأيام
مقهور !! مقهور!!"





*********************************




" تدري إني انبسطت هنا أكثر من لندن بواجد!!
لندن كان حر وزحمة وخنقة!!"


علي كان يشد على ذراع شعاع وهما يتمشيان بالقرب من قلعة أدنبرة التاريخية..
قلعة من أشهر قلاع أوربا.. ولها بعد تاريخي وحضاري عميق..
وهي تقع على فوهة بركان خامد وبناها الرومان قبل ألف عام من الصخور البركانية القاسية.. وهي تطل على كل مدينة أدنبرة من علو شامخ..
ومازالت حتى الآن مقر لكتيبة من الجيش البريطاني تسمى(الفوج الملكي الاسكتلندي)
على الرغم من أنها مفتوحة للسياح والمتاحف داخلها مجانية..

علي هتف بمودة: أدنبرة بلد رايقة.. والاسكتلنديين أساسا طيبين..
وطبيعتهم وجوهم أحسن من لندن ألف مرة..
بس هي مافيها أشياء كثيرة تشوفينها.. اليوم شفتي القلعة..
باقي الضواحي التاريخية والمدينة القديمة وحديقة الحيوان عندهم أهم حديقة حيوان في العالم..
بنقعد يومين بس..
وبأوديش مكان ثاني بعد قبل نرجع الدوحة..

شعاع بإبتسامة شفافة: وين بعد؟؟

علي بمودة غامرة: إيطاليا.. بأوديش فينيسيا..ثم روما وميلانو منها تتفرجين ومنها تتسوقين لأهلش وصديقاتش!!
ولا تنسين ترا مزون لازم تجيبين لها بروحها شنطة كاملة.. وأعتمد على ذوقش الحلو..
هذي عروس..!!

شعاع بشفافية ودودة: أبشر من عيوني الثنتين!!





************************************




" سميرة ياقلبي.. محتاجة فلوس؟؟"

سميرة تزيح جهاز الحاسوب جانبا حتى تشير لتميم بمودة: لا حبيبي..
لو بغيت لا تخاف بأطلب منك..

تميم بأريحية شاسعة: ما أدري حبيبتي أخاف يقصرش شيء وماتطلبين..
وأنتي ماشاء الله داخلة على ثلاث أعراس.. واكيد تبين هدية لكل عروس..

سميرة وضعت يديها على رأسها ثم أشارت له بمرح:
لا تذكرني يرجع لي الصداع..
كله كوم وعرس جميلة كوم..
أنا مالحقت طبعا أهديها شيء في زواجها الأول.. فلازم أعوضها الحين..
وخصوصا إن العريس ولد عمي بعد!!

ابتسم تميم: يعني تبين فلوس؟؟

ابتسمت سميرة: الحين عندي.. وأنت توك عطيتني..
لكن دامك مصر خلاص ما أبي أردها في خاطرك بعدين يجيك إحباط..

تميم اتسعت ابتسامته: لا لا تخافين علي من الأحباط..

سميرة قفزت لتقبل رأسه ثم مدت يدها وأشارت بمرح:
بلى بيجيك إحباط وأنت ماتهون علي... يا الله قبضني عشان خاطرك بس!!






****************************************






" منصور الله يهداك.. روعتني أنا وجميلة عليك..
البنية لابسة قاعدة تنتظرك تروحون المطار..
تتصل تقول السفرة تأجلت لبكرة.. لا وتتأخر علي ذا كله
بغيت أموت من المحاتاة!!"


منصور وجهه مسود ومثقل بأسى غريب:
الحين الواحد لو راح في حرب وإلا دفاع عن بلاده.. كان قلنا ماعليه.. شهيد والموت مامنه مهرب..
بس عاد التدريبات المفروض تكون آمنة على عيالنا... مهوب يروحون في شربة ماي لأنه حن قصرنا في توفير تدريبات آمنة..

عفراء بقلق متعاظم: حد من عيالك صار له شيء؟؟... هم ماخلصوا تدريباتهم أمس عشان كذا حددت السفر اليوم..؟؟

منصور بذات الأسى المتعاظم: عيالي خلصوا.. بس فرقة ثانية من فرق الصاعقة كانوا يتدربون اليوم..
وانهار فيهم مبنى التدريب اللي معد للتدريبات...
ثم أردف بغضب: شكلهم بانينه من كراتين.. العيال حطوا المعاول في الطوفة عشان يطلعون.. انهار..

عفراء بصدمة وأسى: كم عددهم...وعسى ماحد منهم إصابته كايدة؟!!

منصور بذات الأسى الذي لا يستطيع منعه من تسلق روحه: واحد من العيال وواحد من المدربين..
وما أدري عن إصاباتهم.. ماخلونا نقرب منهم وشالوهم على طول في الهيليكوبتر!!





************************************






" حبيبي .. كساب ماكلمك ذا اليومين؟"

زايد التفت لمزنة وهو يمد سبابته ليمسح على شفتيها ويبتسم:
ياحلوها ذا الكلمة من بين شفايفش.. لها طعم ثاني!!
وكساب لا ماكلمني له أكثر من أسبوع!!


( ومادمت تحبها من بين شفتي.. فلماذا حرمتني من سماعها من بين شفتيك؟؟)
مزنة حاولت أن تبتسم: تخلي الواحد يندم لا قال كلمة عفوية..

زايد بعمق غريب: وحلاتها إنها عفوية!!

وجع غريب أيضا يغزو روحها حاولت تنحيته جانبا وهي تسأل باهتمام:
وكساب عادي يطول ذا كله بدون اتصال؟؟

زايد بتلقائية: عادي جدا.. وممكن أسبوعين وثلاثة بعد..
ليش تسألين؟؟

مزنة صمتت.. ماذا تقول له؟؟ قد يكونون لم يلاحظوا أي تغيير على كاسرة عدا عدم خروجها من البيت.. لانها خارجيا تتصرف تماما كما كانت تتصرف دائما..
ولكن ليس على أمها.. وهي تلاحظ ذبول عينيها.. وتنهيدتها المرة المكتومة حين تسألها عن كساب..


مزنة أجابت بثقة: شفته طوّل شوي.. عشان كذا اسأل عنه.. يعني تأخيره أبد مهوب طبيعي وخصوصا إنه مايتصل..

ابتسم زايد بفخامة وغموض وهو يتفهم سبب سؤالها: قولي لكاسرة لا تهتم.. بيتصل فيها قريب!!

مزنة همست بشفافية: ما أقدر أنصحها بشيء ما أقدر عليه.. في ذا الشيء أعتبر بنتي أقوى مني بواجد..
أنت بسم الله عليك لو سافرت أسبوع بدون حتى ماتتصل فيني.. بأستخف!!

حينها همس زايد بعمق وهو يشد أناملها بين كفيه:
صدق وإلا كلام مجاملات؟؟

رفعت مزنة كفه إلى عذوبة شفتيها وهي تهمس بإبتسامة رقيقة: كلام مجاملات!!






***********************************




اليوم التالي..
.
.


" أخيرا تكرمتي علي تروحين معي..
وإلا خلاص ماتبين إلا مرت أبيش؟!!"

مزون تميل لتقبل كتف خالتها المجاورة لها وكلتاهما تجلسان في المقعد الخلفي للسيارة وتهمس بمودة صافية:
أنتي عارفة زين إني ما ابي خوة حد غيرش..
بس أنتي مشغولة مع زايد الصغير..
ولولا إنش تبين تخلصين تجهيز جميلة ماكان خليتيه أساسا..

عفرا بعتب: وجميلة ويش وأنتي ويش.. مهوب كلكم بناتي؟؟

مزون تبتسم بحنان: ياخالتي ياقلبي.. أنتي عارفة زين إني حتى تجهيز جميلة كنت أقول لش خليه علي دامها راحت لبنان!!
لأني أدري إنش ماتحبين تخلين زايد..

عفراء بذات نبرة العتب: هذا انا خليته عند كاسرة وش بيجيه يعني؟؟

مزون تبتسم: بيجيه إن كاسرة بتتصل بعد ساعة وهي تشد شعرها
لأنه مارضى يرضع المرضاعة.. وفقع رأسها بالصياح.. وبنرجع وحن ماخلصنا شغلنا..
فأنتي اكتبي لي قائمة بكل اللي تبينه وخليه علي...
لازم نخلص كل شي قبل ترجع جميلة من لبنان..
مع إنه سبحان الله ربي ميسرها لها... خبيرة التجميل اللي كنت أبيها.. قالت لي على وقت عرسي أساسا بتكون مسافرة..
لما اتصلت عليها أبيها بس تعطيني أرقام لأي حد ممكن يزين جميلة
لأني شكيت إنه ممكن ألقى لها حد عدل..
قالت لي هي بتزينها بنفسها لأنه سفرها ثاني يوم في الليل.. وهي تيك الليلة فاضية وماتبي تردني مرتين!!






**************************************





" وش عندش اليوم تكرمتي علينا واتصلتي عشان أطلعش؟؟"

عالية بإبتسامة مرحة وحماس: يووووه يانويف مشتطة عشان عرس فهد..
لو شفت بس ترتيبات العرس شيء خيال... عم العروس هذا ذوق ياربي ذوق بشكل
والحين قاصرني أشياء واجد عشان العرس.. وأبي شكلي خيال مثل الترتيبات عشان نطلع طقم!!
وأبي ألحق أخلص اليوم..
وماحد بيستحمل غثاي غيرك..

نايف بتأفف باسم: أما عاد خيال في أحلامش.. خلي الخيال للترتيبات وبس!!
وبعدين حضرة الدكتور وينه؟؟ أعرف إنه يحب يوديش حتى لو كان مع السايق..


عالية تنهدت في داخلها بعمق.. فهناك خلاف يتسع بينها وبين عبدالرحمن.. والجو بينهما غير صاف إطلاقا..
فهو يتهمها أنها ماعادت تحتمله وأنها ملت منه بسرعة لذا تضغط عليه ليمشي!!

وهي تعلم أنه يعلم أن هذا غير صحيح.. ولكنه يتهمها حتى لا يتجاوب معها في قضية علاجه..
وكلما حاولت التحدث معه في هذا الموضوع ثار بعنف.. وخصوصا أنه تأثر بشدة من ذكرها لامهاب في الموضوع..

مع كل ذلك التعقيد.. فهما لم يظهرا أبدا مشاكلهما من بينهما .. وابتسمت وهي تجيب نايف:
حضرة الدكتور مايقصر.. بس ليه أتعب حبيبي وأنت موجود..

نايف يضحك: كذا ياعلوي .. ترا بأرجعش للبيت عادنا قريب ..

عالية برجاء مرح: لا تكفى نويف حبيبي.. والله ماعندي وقت فاضي إلا اليوم
لأنه من بكرة بنبدأ نرتب جناح فهد..

حينها هتف نايف بخبث يخفي وراءه أملا كبيرا: زين بس لازم تقدمين مقابل لخدماتي..

عالية تضحك: يالزطي.. نعم وش تبي؟؟

نايف بشكل مباشر صادم: أبي أسمع صوتها بس!!

عالية باستغراب: من هي ذي؟؟

نايف بثقة مختلطة بالرجاء: جدتي.. من يعني؟؟ وضحى.. مرتي!!

عالية بصدمة: وضحى؟؟ وأشلون أسمعك صوتها؟؟

نايف بثقة: اتصلي فيها وحطي على السبيكر.. بسيطة!!

عالية برفض باسم: آسفة نايف.. ما أحب ذا الطرق الملتوية!!

نايف بغضب مرح: نعم علوي من هي ذي اللي ماتحب الطرق الملتوية..
علوي أم المقالب.. اعتبريه مقلب..
وإلا حلال عليش حرام علينا!!

عالية تضحك: نايف لا تمسكها لي ذلة.. أنا كنت أكلمه برضاه وهو يكلمني برضاي..

نايف بنفاذ صبر: علوي خلصيني.. تراها مرتي ماطلبت شيء ..حرام عليكم..
لا شوفة مثل الناس.. وحتى الصوت ممنوع..!!

عالية تضحك وهي تستخرج هاتفها: زين لا تموت علينا بس!! نسمعك صوت المدام..

نايف شعر حينها أنه يريد أن يقف كل شيء حوله كما وقف قلبه انتظارا لسماع همساتها التي أرهقه التفكير في نغماتها وصداها..
فهولا يوجد لديه سوى التفكير...
سبحان الله كيف تكون خالي البال والروح.. وحين ترتبط بإنسان ما تجد تفكيرك يتدفق تلقائيا نحوه ليشغلك كل ما يخصه..
لم يكن يريد الزواج.. ولكن ما أن ارتبط اسمه بها حتى وجدها تشغل تفكيره كما هي فطرة البشر السليمة!!

تعالى رنين الهاتف.. ودقات قلبه تتعالى معه..
وهو يسب ويشتم في داخله.. لأن الهاتف يكاد يصمت من الرنين دون أن يرد عليه أحد..

وكاد قلبه يتوقف فعلا حين سمع الرد وهمسها يتعالى في فضاء السيارة في الثانية الأخيرة قبل أن يصمت الهاتف عن الرنين.............






*********************************





" أصب لك قهوة بعد؟؟"

خليفة يشير بيده وهو يهمس بهدوء: ما أبي قهوة بس جيب لي أحمدوه أسلم عليه..

جاسم يضحك: الله يعين أحمدوه عليك أنت ومرتك مصيتوا عافيته..
الحين خل مرتك تخلص منه وبيتصلون علينا..
ما أدري متى بتيبون لكم واحد وتفتكون من حلق ولدي؟!!

خليفة بسكون: الله كريم!!

جاسم باهتمام لا يخلو من غضب : وش فيك متضايج؟؟ لا يكون عشان عرس طليقتك عقب جم يوم؟؟

خليفة قفز واقفا وهو يهتف بصدمة حقيقية: نعم؟؟ عرس جميلة عقب كم يوم؟؟







**********************************





" ها زيودي الحلو..
نبدل ملابسك أول؟؟ وإلا نشرب حليبة أول؟؟"


كانت كاسرة تناغي زايد الصغير وهي تحمله بين ذراعيها وتفتح باب جناحها متجهة للداخل وهي تحمل حقيبته على كتفها..

كانت تريد أن تضعه على السرير حتى تعد الحليب له..

لولا الصدمة الكاسحة التي وجدتها في الغرفة والتي جعلت تفكيرها كله يُنسف وهي تضع الصغير على السرير دون أن تشعر حتى..
وهي تتجه لما رأته لتتأكد بنفسها !!




#أنفاس_قطر#
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 27-01-11, 07:35 AM   المشاركة رقم: 84
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 



بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباح الأمس واليوم
كما هو بارت اليوم

بارت اليوم و بالفعل بارت بين الأمس واليوم
يحمل كثيرا من معنى اسم الرواية
كما سترون
.
.

بالنسبة لموضوع زواج جميلة
ستتفجر مفاجأة من العيار الثقيل
شيء لم يتوقعه أحد.. ولكنه سيجيب على كثير من الأسئلة التي أثرتموها وأثارت استغرابكم
وكنت أحيانا أجيبكم بطريقة متباعدة حتى يكون السبب مفاجأة لكم
.
.
الجزء 84
.
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولاقوة إلا بالله
.
.



بين الأمس واليوم / الجزء الرابع والثمانون





نايف شعر حينها أنه يريد أن يقف كل شيء حوله كما وقف قلبه انتظارا لسماع همساتها التي أرهقه التفكير في نغماتها وصداها..
فهولا يوجد لديه سوى التفكير...
سبحان الله كيف تكون خالي البال والروح.. وحين ترتبط بإنسان ما تجد تفكيرك يتدفق تلقائيا نحوه ليشغلك كل ما يخصه..
لم يكن يريد الزواج.. ولكن ما أن ارتبط اسمه بها حتى وجدها تشغل تفكيره كما هي فطرة البشر السليمة!!

تعالى رنين الهاتف.. ودقات قلبه تتعالى معه..
وهو يسب ويشتم في داخله.. لأن الهاتف يكاد يصمت من الرنين دون أن يرد عليه أحد..

وكاد قلبه يتوقف فعلا حين سمع الرد وهمسها يتعالى في فضاء السيارة في الثانية الأخيرة قبل أن يصمت الهاتف عن الرنين...

همسها الرقيق الرزين الهادئ: هلا علوي!!
غريبة متذكرتنا.. من عقب الدكتور وأنتي ماتعبرين حد!!

نايف يهف على نفسه بحركة تمثيلية وهو يهمس لعالية بصوت منخفض:
ياويل حالي.. هذا الصوت الأنثوي مهوب صوتش اللي تقولين مكينة سيارة خربانة!!

عالية تشير له بيدها (زين أوريك) وهي تهمس لوضحى بمرح: أبد طريتي علي يا الدبة..
كان عبدالرحمن اليوم يحكي لي إنه درسش مرة مادة اختيارية!!

نايف انعقد جبينه بغضب (يعني هو يدرسها وأنا حتى ما شفتها!!)
وضحى ضحكت برقة: يا النصابة.. أنا سجلت المادة كانت بدون اسم دكتور..
ويوم خذها ولد عمتي... رحت وحذفتها على طول!!

عالية تضحك: زين أنتي شكلش في السيارة!! شأخبار تجهيزاتش؟؟

وضحى بهدوء: هذا إحنا رايحين جايين.. الحين رايحين أنا وأمي للسيتي سنتر!!
توصين شيء؟؟

عالية بعفوية: تسلمين.. حتى أنا بأروح للسيتي... بس بأمر السد أول..

وضحى تبتسم: كان ودي أقول أشوفش هناك... بس أنا بأنزل هناك الحين.. وعلى ماتجين بأكون رحت..
خلينا مرة نطلع كلنا سوا.. أنا وأنتي وسميرة ومزون!!

عالية بإبتسامة: خير.. ليش لا؟؟

تبادلا بضعة عبارات قبل أن ينتهي الاتصال لتتفاجأ عالية بالطريق همست باستغراب:
وين رايحين؟؟

نايف بثقة: للسيتي..

عالية بذات الاستغراب: بس أنا قلت لك أبي السد اول..

نايف بثقة باسمة: وأنا أبي أشوف زولها من بعيد..

عالية انفجرت بالضحك: تدري إنك استخفيت والله العظيم!!

نايف يضحك: من عاشر القوم.. خمس سنين وأنا معاشر خبلة من درجة المجانين الخطرين..لازم تظهر التأثيرات!!







*********************************






" أصب لك قهوة بعد؟؟"

خليفة يشير بيده وهو يهمس بهدوء: ما أبي قهوة بس جيب لي أحمدوه أسلم عليه..

جاسم يضحك: الله يعين أحمدوه عليك أنت ومرتك مصيتوا عافيته..
الحين خل مرتك تخلص منه وبيتصلون علينا..
ما أدري متى بتيبون لكم واحد وتفتكون من حلق ولدي؟!!

خليفة بسكون: الله كريم!!

جاسم باهتمام لا يخلو من غضب : وش فيك متضايج؟؟ لا يكون عشان عرس طليقتك عقب جم يوم؟؟

خليفة قفز واقفا وهو يهتف بصدمة حقيقية: نعم؟؟ عرس جميلة عقب جم يوم؟؟

جاسم بذات النبرة الغاضبة: إيه عرسها عقب جم يوم...
زايد اتصل في أبوي يأخذ موافقته... مسكين أبوي.. ما عاد خليت له ويه..

خليفة بذهول موجوع وهو مازال واقفا: جميلة بتزوج؟؟

جاسم بعتب غاضب: وأنت وش فيك تدودهت.. اقعد.. اقعد.. لاينقص فيك عرج..
لا تكون تبي تروح تخرب عرسها مثل ماخربت زواجها من ولد خالتها أول مرة..

خليفة عاد للجلوس وهو يهمس بيأس عميق مثقل بالجرح: تدري زين إني ما أقدر أسوي شيء..
بس تفاجأت.. توها من أسبوع بس خلصت عدتها..
ماهقيتها ممكن تسويها وبذا السرعة.. معقولة؟؟


جاسم بنبرة عاتبة: زين.. أنت تملكت عقب طلاقها بشهر وتزوجت عقب شهرين ونص..
ولا تقول أنا السبب.. لأنه كل شي كان خيارك بروحك!!
مشكلتك خليفة اللي ما تتناسب مع عقلك .. إنك متسرع وايد.. ويوم تعصب تسوي مصايب..
مثل اللي سويته ثاني يوم ردتك من السفر مع جميلة..
خذتني أنا وأخوك محمد.. لأنك عارف إنه دم الشباب ماخذنا مثلك.. ومعصبين معك..
ماقلت لأبوي لأنك عارف زين إن أبوي كان بيردك..
وعقب ماحتى رضيت تقول له إلا عقب ماصار يلح عليك تراضي بنت عمتك..

يعني هو قال لزايد خلها ترد بنفسها عقب طلاقكم بأسبوع على أساس إنها في العدة وكان يبي يرد كرامتك شوي بهالكلام..
لكنه يا عندك.. وقال لك حتى لو أنا قلته ما أرضى على بنت عمك.. وتعال نراضيها.. مهما كان بنية يتيمة..
وأنت تتهرب منه.. ماتبي تقول له إنك طلقتها (بالثلاث) وأثبتها في العقد..
وإنك خلاص ماتقدر تردها..
والمشكلة إنك ندمت واحترقت وعقبها بكم يوم.. بس وش الفايدة؟؟

وعقب عشان تتهرب من زايد اللي كان يبي يصلحكم وأنت تتهرب من اتصالاته..
خطبت اخت مرتي.. عشان ماعاد يفكرون بهالسالفة..وسويت نفسم مجبور..
وحتى لو أنا جبرتك.. يمكن كنت أبيك مرة وحدة تسوي الخيار الصحيح...

المشكلة إني ما أدري أنت ليه ماكنت تبي يوصلها إنك طلقتها بالثلاث...
لدرجة أنك تتهرب من إرسال العقد لها لحد ماخذه عمها بالغصب قبل فترة بسيطة!!
مهتم من مشاعرها يعني عقب ماطلقتها وأنت توك في المطار؟؟؟

أنا ماعاتبتك أبد لأني كنت حاس بحسرتك وماكنت أبي أزيدها عليك..
بس خلاص الحين طلع جميلة من رأسك وعيش حياتك..
ترا مرتك ما تستاهل منك التهميش اللي أنت معيشها فيه!!


خليفة بقهر: ليه ياجاسم مامنعتني وقتها.. كان قلت لي طلقة وحدة تكفي ترد كرامتك وزيادة..
أنا كنت بأموت من الويع.. بغيتها تدري إني بعت مرة وحدة مثل ماهي باعت..
ظنيت إني ماراح أندم.. حزتها الزعل والقهر أعموا كل تفكيري..
لكن بعد ماسويتها.. ماهان علي يوصلها الخبر.. موكفاية إني طلقتها..
ليه أعورها بإهانة مثل هذي..
الله ياجاسم لو الزمن يرد بس.. لو أقدر أرد أمس.. لو أقدر!!

جاسم وقف وهو يهتف بحزم: وأمس ماراح يرد.. وأنت ولد اليوم..
بأروح أييب لك أحمدوه..
وانتبه على مرتك لا تضيعها من إيدك بعد!!
ترا مافيه مرة ترضى تبات في حضن ريال وهو يفكر في غيرها..






**********************************





" ها زيودي الحلو..
نبدل ملابسك أول؟؟ وإلا نشرب حليبة أول؟؟"


كانت كاسرة تناغي زايد الصغير وهي تحمله بين ذراعيها وتفتح باب جناحها متجهة للداخل وهي تحمل حقيبته على كتفها..

كانت تريد أن تضعه على السرير حتى تعد الحليب له..

لولا الصدمة الكاسحة التي وجدتها في الغرفة والتي جعلت تفكيرها كله يُنسف وهي تضع الصغير على السرير دون أن تشعر حتى..
وهي تتجه لما رأته لتتأكد بنفسها !!


كان دولاب كساب المغلق مفتوحا.. كاسرة شعرت بالتوتر أن يكون هناك من دخل للسرقة..
ولكنها تشجعت من سيسرق في وضح النهار وهم مازالوا بعد صلاة العصر بقليل؟!!

ولكنها عادت للتساؤل: من سيفتح خزانة كساب إذن؟؟

حين أطلت في الخزانة.. صُعقت تماما مما رأته داخلها!!


" كيف؟؟ يستحيل؟؟
شيء غير معقول!!
وكيف يخفي عليها شيء كهذا؟؟
ولماذا يخفيه أساسا؟؟ فلا داعي أبدا لإخفاءه"


كانت مصدومة تماما مما تراه أمامه.. وزادت صدمتها صدمات وهي تسمع الصرخة العالية الغاضبة:

"كاسرة!! "

استدارت للخلف كما لو كانت مغيبة الشعور في حلم عذب..
أحقا ستراه الآن؟!!
وبعد أسبوعين فقط من غيابه وهو من قال لها شهر؟؟
إن كانت بالكاد احتملت الاسبوعين.. فكيف ستحتمل الشهر إذن؟؟


حين رأته واقفا أمامها ..
ما رأته فيه جعلها تنسى كل شيء.. وجزعها عليه ينسيها لهفتها له وصدمتها لما رأته في خزانته..

بينما هو حين خرج من الحمام ورأى ظهرها كاد يركض نحوها لشدة لهفته لها..
فهو كان اتصل بهاتفها ولم ترد لأنه كان بداخل حقيبتها في غرفتها..
وحين سأل والده عنها قال له أن الجميع خارج البيت.. لذا حين رأها هنا.. شعر أن أسرابا من حمائم البهجة حلقت في روحه!!

ولكن حين رأى أنها رأت مابداخل الخزانة تحولت لهفته لغضب شديد.. أعماه عن كل شيء..
أعماه حتى عن رؤية التماعة الدموع والقلق والخوف عليه في عينيها..!!

وهو يتجاوزها دون أن يلمسها حتى.. دون أن يسمح لها أن تعبر عن جزعها ورعبها.. وهي من كانت تمد يديها له!!

وكأن كل همه أن يغلق الخزانة وتفكيره يتوقف حتى أغلقها..
ثم وهو يصرخ بها بصرامة: أنت أشلون تفتحين الدولاب وتطلين فيه وأنا ماني بموجود؟؟

كاسرة بصدمة حقيقية مؤلمة وهي تنزل يديها بتحسر: نعم؟؟ أنا لقيته أساسا مفتوح..

كساب بغضب حقيقي ليس منها ولكن من شيء آخر.. آخر أثقله بالحزن:
ولو لقيتيه مفتوح ليش تطلين فيه؟؟

كاسرة تتاخر وهي تمنع نفسها أن تظهر عبرتها المختنقة في صوتها وهي تهمس بحزم:
آسفة.. السموحة.. فرقت على إني عرفت ذا الشيء بنفسي مهوب منك..
لا تحاتي.. ومتى كنت أطلع اسرارك؟!!

كساب تنهد بألم وهو يقترب ليقبل جبينها فهو للتو شعر بنفسه وبما فعله فيها.. لكنها تأخرت ولم تسمح له بذلك..
جلس حينها على أحد المقاعد وهو يهتف بثقة يخفي خلفها خيبة أمله:
أشلونش؟؟ وأشلون هلي وهلش؟؟

كاسرة بصدمة: أشلوني؟؟ واشلون هلي وهلك؟؟
هذا اللي عندك؟؟
ثم أردفت بتهكم موجوع: حن طيبين.. أنت اللي أشلونك؟؟ وسلامات!!


كانت موجوعة تماما وتريد أن تنفجر في البكاء وهي ترى يده المغمورة في الجبس...
ووجهه الممزق بعشرات الجروح الصغيرة التي لم تستطع إخفاءها عشرات اللصقات الصغيرة...
كانت تريد أن تقترب لتغمر كل جرح صغير بعشرات من قبلاتها الجزعة المشتاقة الوالهة..
ولكنه نحر مشاعرها وخوفها وهو يجبرها على تنحية كل شيء جانبا وتمثيل البرود حفاظا على كرامتها التي صفعها دون رحمة..


من جانبه شعر بضيق عميق.. أن يكون مصابا بكل هذه الإصابات ولا تجامله حتى بإظهار بعض الجزع.. أو حتى بقبلة باردة على جبينه!!
بأي شيء يظهر أن هناك نوعا من الإحساس بين جوانحها الصقيعية!!

وهو لا يعلم كم جرحها تجاوزه البارد ليديها المدودتين نحوه بجزع والتي لم يبصرها أساسا..
بينما تظن هي أنه أبصرها ولكنه تجاوزها عمدا!!


هتف لها حينها بتهكم كتهكمها: الله يسلمش.. بسيطة..

همست له بوجعها العميق المخفي خلف حزم صوتها: أدري إنها بسيطة..
مهوب أنا متزوجة جيمس بوند على غفلة..

هتف لها بوجعه الأعمق.. الأعمق بكثير المخفي خلف حزم أشد:
ماقصرتي.. يأتي منش أكثر يا بنت ناصر..

صمتت.. لأنها كانت تعلم أنها لو همست بكلمة واحدة فقط فستنفجر باكية ولن يسكتها شيء.

وصمت لأنه موجوع بشدة منها وموجوع أكثر من قبلها..

الصمت يحل بينهما وهما يتبادلان النظرات.. نظرات ماعادت تحمل أي معنى لشدة ماحملت من المعاني.. وتفجرت!!!

لم يخرجهما من جوهما الغريب سوى صراخ طفل باك..

كساب انتفض بصدمة: وش ذا؟؟

بينما كاسرة مالت بجزع على زايد الصغير وهي تهمس بحنان جزع عفوي إلى درجة الوجع:
سامحني ياقلبي.. آسفة نسيت أسوي لك الحليب..
الشرهة مهيب عليك.. الشرهة على الكبار اللي مافي رووسهم عقل!!

كساب للحظات ظل مصدوما غير قادر على استيعاب وجود هذا المخلوق الصغير في غرفته..

" تقول لولد عمي ذا النتفة ياقلبي..
وحن كملنا سنة وزيادة من يوم تزوجنا ماسمعتها من ثمها؟!!
يعني هذي هي تعرف تقولها.. وأنا كنت أظن الكلام الحلو ممسوح من قاموسها!! "



كساب جلس على المقعد وهو يتألم بشكل كبير كبير من ملامسة أطراف المقعد للجروح العميقة المنتشرة في أنحاء مختلفة من جسده..
ولكنه كان مشغول تماما بمراقبة كاسرة!!


كاسرة رغم إحساس المرارة الذي يخنقها.. ولكنها حاولت تنحية كل مشاعرها السلبية جانبا.. وهي تضم زايد الصغير لصدرها وتحاول تهدئته..

رغما عنه تصاعد في داخله إحساس غريب بالغيرة..

" أ يتنفس هذا المخلوق الصغير المغبر عبق أريجها وهو يتمدد كملك في حضنها
بينما أنا أذوي شوقا لمجرد ملامسة أناملها؟؟"

ثم حين رأى انشغالها به وهي ترضعه ثم تغير ملابسه.. تصاعد في روحه إحساس مختلف بالمرارة وهو يتذكر رغبتها في طفل لم يرزقهما الله به..
وزادها هو عليها بقوله أنهما لا يصلحان أبوين..
كان يراها أمامه تتدفق حنانا غامرا عفويا لطفل ليس طفلها.. بل حتى لا يمت لها بصلة قرابة مباشرة!!

يتمنى في أحيان كثيرة لو عاد به الزمن.. حتى لا يجرحها بهكذا اتهام.. يعلم أنه آلمها به كثيرا..
ولكن الزمن لا يعود وتأثير ماحدث فيه سيبقى...
والكلمة حين نقولها لا نستطيع استطاعتها!! وتأثير وجعها سيبقى كذلك!!!!







*********************************





" يأبيش.. ماشريتي شيء!!"


جميلة باستنكار رقيق: ماشريت شيء!! أظني مابقى شيء في لبنان ماشريته..
أحاتي الوزن أصلا اللي بيكون معنا في الطيارة..

منصور بجدية: أنا ما أشوفش شريتي شيء..

جميلة تبتسم : فديتك والله اشتريت كل اللي أبيه وزيادة..
وأنت حتى ماخليتني أصرف شيء من مهري.. غير إني عندي فلوس والله العظيم..
وحتى سماوة زايد حطيتها أنت في حسابي بعد!!

منصور بغضب: شكلش تبين تزعليني..

جميلة قفزت لتقبل رأسه وهي تهمس بمودة: فديت عينك كله ولا زعلك!!

منصور بمودة وحنان: ليه يأبيش حاس إن خاطرش حكي.. تبين تقولين شي قوليه..

جميلة بتردد: والله العظيم إني ما أحس إن لي إب غيرك أنت وعمي زايد..
بس مهما كان عمي أحمد هو الوحيد الباقي من هل إبي..
أنا كنت أبي أقول لك تأخذ موافقته.. بس خفت من ردة فعلك..

ابتسم منصور: لا تحاتين يأبيش.. عمش أحمد يدري وموافق..

جميلة بيأس: تدري عمي.. يمكن هو حكي ماله فايدة ولا حتى قيمة..
بس أنا أستوجعت واجد إنه عمي أحمد ماحاول أبد يراضيني عقب طلاقي من خليفة..
حتى لو ما تراضينا.. كانت تكفيني محاولته!!


منصور ابتسم: أنا عكسش كنت خايف إنه يحاول يراضيكم وترجعين لخليفة
وذا الشيء أنا مستحيل كنت أوافق عليه... واحد سوى فيش كذا والله ما أخليش ترجعين له حتى لو حفا وراش!!
بس أحمد أساسا ماكان يقدر حتى لو كان يبي!!

جميلة عقدت حاجبيها باستغراب.. بينما منصور أكمل بثقة وهو يخشى من أثر ماسيقوله عليها ولكنها يجب أن تعلم :
وأنا أساسا ماعرفت ذا الشيء إلا قبل 3 أسابيع.. لأني من فترة ألح على خليفة يرسل لي عقد طلاقش..
ويوم شفته يماطل قلت له بأروح أطلع نسخة من المحكمة.. فهو أرسل لي نسختش من العقد..

جميلة بتوجس مرعوب: ليه العقد وش فيه؟؟

منصور شد له نفسا عميقا: خليفة طلقش بالثلاث!! وواجد تضايقت أنا وزايد من الموضوع..


جميلة انهارت على المقعد وهي تهمس بذهول بكلمات مبتورة: بالثلاث!!
ليه أنا وش مسوية فيه؟؟ ذابحة أمه وإلا إبيه؟؟
يعني حتى ماكان يبي يفكر مجرد تفكير إنه ممكن يستخف ويرجعني!!
ليه يجرحني بذا الطريقة؟!! ليه؟؟

منصور كان يعلم أنها ستتأثر لكن ليس لهذه الدرجة وهو يرى جسدها يرتعش وعيناها تغيمان بالدموع..
منصور اقترب منها وهو يهمس لها بحنان: يأبيش أنا ماخليتش تشوفين عقد زواجش أول ماخذته..
عشان مابغيتش تأثرين وتوافقين على فهد من الحرة على خليفة..بغيتش توافقين بدون ضغط..

بس الحين قلت لازم تدرين.. عشان تطوين ذا الصفحة من حياتش..
أنا ما أعيب أبد على خليفة.. خليفة رجّال فيه خير بس ماصار بينكم توفيق وهو ماعرف يتصرف..
وإن شاء الله إن توفيقش مع فهد.. أدري إنه بيتعبش أول الأيام مثل ماتعبت أمش.. بس أنتي قدها!!

جميلة استدارات لتدفن رأسها في صدر منصور وهي تنتحب بشفافية..
مجروحة.. مجروحة بالفعل!!
ثلاثة أشهر مضت وهي رغما عنها ينتابها أمل شفاف أن خليفة سيعيدها له.. تمنت أن تواتيها الفرصة لتشكره على كل ماقدمه لها..
لم تعلم أن كل مابينهما قد انقطع منذ اللحظة الأولى.. وانها كانت تبني آمالا على سراب..
وأن الحياة دائما ترسم لنا خطوط متباعدة شديدة التباعد لا نعلم إلى ين تقودنا!!

وهي لا تعفي نفسها أبدا من الخطأ.. فهي كانت أول من اتخذ قرارا خاطئا.. تلاه خليفة بقرار خطأه أعظم وأفدح!!

فالقرار الذي نتخذه في الحياة لابد أن نعلم يقينا قبل اتخاذه أن فرصة الأمس لن تتكرر لنا اليوم... أبدا !!!!





******************************************





" أص ولا تقولين ولا كلمة.. الثنتين كلهم حلالي..
وحدة مرتي والثانية عمتي.. خلني أتمقل"

عالية تضحك بخفوت: الله يفضح عدوك بتفضحنا..تمقل في ويش؟؟ في سواد؟؟ خلصني لا ينتبهون لنا..

نايف بتساؤل مهتم: على الأقل أعرف طولها..
هي الطويلة الرزة الي فيهم صح؟؟

عالية ضحكت: لا والله آمالك شاسعة صراحة!! هذي عمتك يابعدي.. مرتك الثانية!!

ضحك نايف: والله مهوب هين أبوكساب مايطيح إلا واقف..
خلاص خلينا نمشي وش أنا مستفيد كون وجع قلبي على الفاضي!!

نايف وعالية غادرا مكان العبايات في السيتي سنتر حيث كانت وضحى وأمها مشغولتان بالإتفاق مع البائع وهما توليان ظهرهما للباب
ولم تنتبها للعيون التي كانت تتبعهم بعد أن أخبروا عالية بمكانهم..

بينما عالية أكملت جولتها في مكان آخر ونايف يهتف لها بحزم:
علوي عطيني رقمها!!

عالية وقفت بصدمة: منت بصاحي.. أنت الحين غسلت شراعي عشان كلمت عبدالرحمن.. تبي تكلمها؟؟

نايف بثقة: أنا ماكنت رافض المبدأ بس كنت رافض طريقتش وإنش دسيتي علي.. وحن كل واحد منا أسراره عند الثاني..
وهذا أنا أقول لش.. أبي اكلمها.. لا هو حرام ولا عيب!!

عالية هزت كتفيها ببساطة: أنا بأعطيك رقمها مهما كان هذي مرتك..
وأنا أقول لك من الحين تراها بتغسل شراعك وتخليك ماتسوى بيزة..
وقد أعذر من أنذر!!

نايف بإبتسامة واثقة: مهيب غاسلة شراعي.. تلاقينها بتموت من الوناسة..
يعني مستحيل أكون أنا مشغول أفكر فيها..
وأنا ماطريت على بالها... أكيد عندها فضول تعرف شوي عن شخصيتي..

عالية بمرح: زين خلك على ذا الثقة يا أبو شخصية لين يطيح وجهك وتلقطه..
وعقبه قول علوي قالت!!
أنت استلمت شغلك.. وشكلك صدقت روحك ويا أرض اتهدي ماعليكي أدي!!






**********************************





" عسى زايد ماتعبش؟؟
والله إني كنت أحاتي إنه يجننش بالصياح!!"

كاسرة بعذوبة وهي تناول زايد الصغير لأمه: لا جنني ولاشيء فديت قلبه..
وأدري إنش الأيام الجاية مشغولة مع بنتش..
متى مابغيتي تجيبينه جيبيه وأي وقت.. وخصوصا إني مقدمة على إجازة من مدة وبتبدأ من بكرة!!

كاسرة لم تقل لها مطلقا أنه بالفعل أتعبها.. لأنه مدلل ويريد من يحمله على الدوام..
فهو كان نجدة لها من السماء تشاغلت به عن كساب الذي لم يفارق مقعده إلا لصلاة المغرب ثم عاد..
لم تعلم أنه كان عاجزا حتى عن التمدد.. لأن جسده كله يصرخ بالألم جراء الجروح الغائرة في نواحي جسده المختبئة تحت ملابسه..
وأنه كان يجب ألا يخرج من المستشفى.. لولا إصراره.. لأنه لم يكن يريد أن ينتشر خبر إصابته وهو في المستشفى!!

وبالتأكيد لم تقل لكساب أنها اتصلت بفاطمة وطلبت منها أن تقدم لها إجازة تبدأ في الغد للضرورة..
فهي يستحيل أن تغادر البيت وكساب على هذا الحال!!


مزون همست بمرح: يا بنت الحلال مافيه داعي تجاملين خالتي.. أدري إنه يجنن بــلــ ..........

مزون بترت عبارتها وابتسامتها تنطفئ والدموع تقفز لعينيها وهي ترى من كان في تلك اللحظات ينزل الدرج..

ركضت ناحيته وهي تتحسسه بجزع متفجر بالشهقات: وش فيك؟؟ وش فيك؟؟

كساب مال ليقبل جبينها وهو يبتسم: مافيني شيء.. تعويرة بسيطة من حادث سيارة وأنا مسافر.. وهذا أنا قدامش طيب ومافيني إلا العافية..

مزون انفجرت فعلا في البكاء: هذا كله وتقول مافيك شيء.. يدك مكسورة.. ووجهك كله ملزق.. وتقول مافيك شيء!!

خالته ركضت ناحيته وهي تهمس بجزع حقيقي مثقل بالحنان وهي تحاول جاهدة منع نفسها من البكاء: سلامات يأمك سلامات..

مال كساب على رأسها ثم كتفها مقبلا وهو يهتف بإبتسامة يخفي خلفها ألمه المريع: الله يسلمش.. ولا تسوونها سالفة.. هذا أنا قدامكم طيب..

مزون كانت تنتحب بوجع حقيقي وهي مازالت تتحسسه.. بينما خالته شدته لتجلسه وتجلس جواره حتى تسأله عن حاله..



وهــــــي..
تقف في البعيد.. كما لو كانت على ضفة أخرى..
لا تنتمي أبدأ إلى المشهد.. إلا ... بوجعها اللا نهائي..!!

لماذا كان لهم الحق في التعبير عن ألمهم وجزعهم وخوفهم وانفعالهم.. وهي لا؟؟
لماذا كان لهم حق الاطمئنان عليه وتلمسه... وهي لا ؟؟
لماذا لهم الحق في القرب هكذا... وهي لا؟؟


كانت تقف في مكانها أشبه بتمثال حجري مجرد من الحركة والإحساس..
ليرفع حينها نظره إليها..

لا تعلم حينها لماذا بهت كل شيء حولها.. لتصبح هذه النظرات هي بؤرة الضوء!!

هل هو عاتب!! حزين !! غاضب!! شامت!! مستهزئ!!
أ يقول لها : انظري إلى مالم تقدميه لي ؟!!
أم يقول لها : حولي من المشاعر مايغنيني عن بخل مشاعرك؟؟

شعرت في هذه اللحظات أنها تريد أن تختلي بنفسها.. أنها تريد أن تستغل ذهابه لصلاة العشاء لتنزف هذا الوجع الذي ماعاد بالاحتمال!!

لولا أن عفرا التفتت لها بعتب: ليش ماقلتي لنا إن كساب جا وتعبان كذا؟؟
كان رجعنا على طول!!

كان هو من أجاب وهو يقف ويهتف بحزم: أنا اللي قلت لها ماتقول لها أحد..
والحين رخصوا لي بأروح للصلاة...





***********************************





" هلا يمه.. عندش حد؟؟"

أم صالح بمودة: خالاتك بس.. بيتعشون عندي...
وتراهم ينشدون منك.. يقولون قد لهم زمان ماشافوك..

فهد يضحك: قصدش لهم زمان ماحشوا فيني... بأبدل ثيابي وأنزل أقعد معهم شوي..
إلا خالاتي رقية وسبيكة هنا؟؟

أم صالح تكاد تضحك ولكنها تضربه على كتفه وهي تهتف بغضب مصطنع: عيب عليك.. احترم خالاتك ياولد..

فهد يضحك: أصلا حتى رقية وسبيكة حرام فيهم.. هذولا ريا وسكينة!!

أم صالح حينها ضحكت: دواك إذا مسكوك ذا الحين..
ثم أردفت وهي تتذكر شيئا فهمست بتردد: ولا تزعل عاد لا حاشوا مرتك بالحكي!!

تغير وجه فهد للغضب: وليه مرتي وش دخلهم فيها؟؟
ماعليه أنا ولد أختهم وحلالهم.. بس مرتي مالهم شغل فيها!!

أم صالح بمهادنة: بعد يأمك أنت تعرف خالاتك..

حينها هتف فهد بصرامة: يمه أنا ما أنا بعبدالله.. يتوطون في بطن مرتي وهي ماسوت لهم شيء وأسكت..

أم صالح بعتب: تبي تلاغي خالاتك عشان مرتك؟؟

فهد بذات الصرامة: إذا مرتي غلطت عليهم حقهم فوق رأسي..
بس إنهم يظنون إني بأسمح لهم يجرحونها وإلا يوجعونها بالحكي مثل ما كانوا يسوون في مرت عبدالله.. فأنا آسف..
وخلي كل وحدة منهم تلم لسانها وتقعد بحشيمتها!! وهذا أنا أقوله من الحين وقبل تجي بيتي!!


ليس اهتمام فهد بالدفاع عن جميلة هو اهتمام بشخصها..
ولكنه ناتج من طبيعته المستقيمة بطريقة شديدة الحدة!!
فهو من النوع الذي لا يتنازل عن مبادئه.. ولا يرضى (بالحال المايل)!!
وإن كان قد تشاجر مع خالاته عدة مرات من أجل كلامهن عن جوزاء..
فكيف يسمح لهم أن يجرحن في زوجته؟!!





***************************************






" كساب ماكلت شيء من عشاك؟؟"

كساب يتمزق فعلا من الألم ومع ذلك مازال متماسكا تماما وهو يهتف بإرهاق:
ماني بمشتهي.. اتصلي بس في إبي خليه يجيني!!

كاسرة همست بقلق: ليه؟؟ حاس بشيء؟ يوجعك شيء؟؟

كساب بحدة: اتصلي بدون ماتسألين.. أو عطيني تلفوني وأنا باتصل..

كاسرة تراجعت وهي تهمس بجمود: حاضر إن شاء الله..

ربما في موقف آخر.. كانت لتخرج خارج الغرفة ولا تستجيب لطلبه.. ولكنها لا تستطيع فعل ذلك.. فحالته تربط يديها..
كانت على وشك الاتصال لولا الطرقات القوية التي تعالت على باب الجناح..
تلاها دخول زايد ومزنة...

كساب وقف للسلام عليهم.. بينما الاثنان يرتسم على وجيهما علائم الجزع والقلق الشديد..

زايد هتف بعتب فور أن قبل كساب رأسه: ليش ماقلت لي إنك تعبان يوم كلمتني؟؟

ومزنة تهتف بقلق أمومي: سلامتك يأمك.. عسى ماشر..

كساب بإرهاق: تعويرة بسيطة.. وأبيك يبه تجيب لي دكتور.. مستوجع شوي وأبيه يغير لي ويعطيني إبرة!!

لم تغب على نظرة زايد أن هذا الألم ليس مصدره الكسر ولا الجروح التي في وجهه..
لذا اقترب من كساب وهو يفتح جيبه..
كساب أزال يد والده برفق واحترام وهو يهتف: يبه وش تسوي؟؟

زايد بحزم: ولا كلمة.. خلني أحط ثوبك..شكلك تبي مستشفى مهوب دكتور..

مزنة غادرت المكان بحرج وهي ترى زايد يصر على انتزاع ملابس كساب..
بينما كاسرة وقفت ودقات قلبها تتصاعد بعنف..
أ يكون محتاجا لمن يساعده على خلع ملابسه وهي حتى لم تعرض عليه المساعدة؟


" وهو خلا لي مجال أساعده حتى لو بغيت!!"


كساب رضخ لوالده فهو على كل الأحوال كان سينزع ثوبه أمام والده حين يأتي الطبيب!!

كاسرة شعرت أنها ستنفجر من البكاء وهي ترى جسده بالكامل ملفوف بطيات من الشاش السميك التي بدأت نقاط صغيرة من الدم تبرز خلفها..
لم تستطع حتى أن تبقى واقفة وهي تدخل إلى الحمام وتنفجر من البكاء فيه!!

بينما كان زايد يهتف بغضب حقيقي: أنت وش مسوي في روحك؟؟ وليه أساسا تجي البيت.. ليه مارحت للمستشفى وكلمتني أجيك!!

كساب بذات النبرة المرهقة: والله إنه بسيطة يبه!!

زايد بغضب: دقيقة خلني أجيب لك ثوب نظيف ونمشي للمستشفى!!

كساب طاوع والده.. فهو بالفعل محتاج للمستشفى..
وإن كان أصر على الخروج منه.. فهو لأنه دخله بدون اسم.. وكان يخشى أن يراه أحد فيعرفه.. حتى مع وجود الحراسة على باب غرفته.. والوضع الذي حدثت فيه إصابته!!
ثم أن ماحدث بعد ذلك هزه بعنف وجعله يقرر الخروج حتى يعلم الجميع بعودته ويستطيع أن يفعل ماقرره!!


والآن الآن سيدخل المستشفى باسمه.. وبقصته الجديدة إنه حادث سيارة في الخارج.. وأتى ليكمل علاجه هنا..
وجواز سفره يثبت فعلا دخوله البلاد من ساعات فقط!!
حتى يستطيع أن يخرج في الغد ليفعل ماقرره!!






***********************************






" عمي وش فيك؟؟
ليه وجهك تغير كذا؟؟
حد قال لك شيء في المكالمة اللي قبل شوي؟؟ "


منصور بضيق كبير: يضايقش يأبيش لو نحجز على بكرة الصبح عشان الظهر لازم نكون في الدوحة..

جميلة بأريحية: لا يضايقني ولا شيء .. أنا أساسا كنت أقول لك خلصت وخلنا نرجع..
ثم اردفت بقلق عميق مفاجئ: حد من هل الدوحة فيه شيء؟؟

منصور بأسى كبير: المصاب اللي قلت لش عنه اللي تأخرت عشان حادثهم...
الله يرحمه بواسع رحمته.. وأبي أحضر الدفن والعزاء بكرة..

جميلة بصدمة: لا إله إلا الله إنا لله وإنا إليه راجعون!! من هو فيهم الولد وإلا المدرب..

منصور بذات أساه المتعاظم: لا الولد... المدرب ماحد يدري عن إصاباته حتى.. ولا يدرون أي مستشفى راح...

جميلة بأسى: سبحان الله أعمار ذا الأجانب طويلة..

منصور باستغراب: من الأجانب؟؟

جميلة بعفوية: المدرب.. أعرف إنهم غالبا فرنسيين وأحيانا أمريكان..

منصور يتنهد: لا هذا قطري.. بس عمري ماصدفته.. ماعمره درب فرقتي!!
أسمع به ولا عمري شفته ولاحتى أعرف اسمه..
مع إنه المدرب لازم يكون رتبة كبيرة وكل الرتب الكبيرة اللي في الجيش أعرفهم..






**********************************





حين خرجت من الحمام لم تجدهما..
حينها انهارت فعلا في كل البكاء الذي لم تجد له الوقت ولا المكان...

يا الله... أ يوجد مخلوقين معقدين مثلهما في كل هذا العالم؟!!
هي تذوي قلقا وجزعا وتأثرا ويأسا بأقصى المعاني والحدود ومع ذلك تعجز عن التعبير عن هذا أي من أحاسيسها كما تتمنى!!



هو هناك في المستشفى.. وذهب إلى مستشفى خاص ليتلافى كثرة الأسئلة..
الطبيب غاضب من استعجاله على العودة..
فالجروح ملتهبة وكان يحتاج منذ ساعات أن يعلق مضاد حيوي في الوريد!!


" يبه!!"

زايد انتفض بحنانه القخم: لبيك يأبيك!!

كساب بإرهاق وهو يوشك على أن ينام بعد أن ارتاح قليلا من آلامه:
يبه لو سمحت.. بكرة الظهر فيه ناس أعرفهم عندهم دفن.. نبي نحضر الدفن والصلاة والعزاء إن شاء الله..

زايد برفض: الله يهداك أنت معذور.. من اللي بيشره عليك إذا ماجيت الدفن

كساب بإصرار: مهوب عشان حد بيشره علي أو غيره.. أنا أبي أروح!!


إحساسه بالذنب يخنقه.. يخنقه تماما.. يشعر أنه المسؤول عن هذه الروح الشابة التي ذهبت..

كان أول من صعد..
وحين شعر ببوادر انهيار المبنى.. انتزع الاثنين اللذين كانا يتبعانه من أحزمتهما وألقى بهما بعيدا..
فمهما يكن سقوطهما على الأرض من مسافة قريبة..أهون من انهيار المبنى فوق رؤوسهم..
لم يعلم أنه هناك ثالث تبعهما إلا وهو ينزل بسرعة بعد أن فك حزامه وألقى بنفسه أرضا..
كان قد وصل للأرض قبل انهيار المبنى..ولكنه كان يحاول فك حزام الثالث..
لينهار عليهما حينها المبنى!!

الشاب الآخر كانت إصابته في إجهزة أحيوية.. عدا أن بنيته كانت أضعف من بنية كساب..
مازال كساب يتذكر ارتفاع تشهداتهما كلاهما وهما يريان الموت قريبا هكذا!!

وكم تصبح الحياة تافهة/ ثمينة في هذه اللحظات..
شريط حياته كله كان يمر أمامه في لحظة.. أخطاءه المتتالية.. مشاعره المعقدة.. وجوه أحباءه..
ماعاد قلقا من هذه الناحية.. فهو راض عن علاقته بالجميع.. إلا.. علاقته بها !!

أ يذهب قبل أن يخبرها كم يحبها؟!!
أ ينتهي كل مابينهما وكأنه لم يكن!!


وهذا الذي يرافقه إلى رحلة الموت وكل منهما يشد على الآخر..
أ له زوجة.. أبناء.. أم تنتظر عودته؟؟
أ هو يستعيد شريط حياته الآن؟!!

رغم أن كلاهما لم يرَ وجه الآخر فكلاهما يرتديان الأقنعة اللازمة لتدريبات الصاعقة..
ولكن بدا في هذه اللحظة كما لو كانا يعرفان بعضهما منذ الأزل.. فليس هناك كالموت هادما للحواجز وملغيا للمسافات...!!


حين صحا كساب بعد الحادث بعد مرور يومين.. كان سؤاله الأول هو عن رفيقه الذي كان معه..
وكم تضايق حين علم بصعوبة حالته... وكم تفجر حزنه أمواجا متتالية وهو يعلم بوفاته اليوم.. ويقرر أن يخرج المستشفى..
حتى يستطيع الذهاب لدفنه والصلاة عليه..
مازال صوت تشهده يخترق أذنه هادرا شجاعا لا يهاب..
روحه مغمورة بالذنب أنه لم يستطع إنقاذه.. وبذنب أعظم أنه نجا بينما هو لم ينجُ...



غفا وهذه الأفكار هي ماتستولي على روحه حتى أبعد مدى.. ليرن هاتف زايد..

زايد رد بمودة: هلا يأبيش

كاسرة بقلق ظهر فيه أثر صوتها المبحوح من البكاء: يبه كساب أشلونه؟؟

زايد بتأثر: أفا عليش يأبيش.. ليه تبكين؟؟ ترا كساب طيب ومافيه إلا العافية!!

كاسرة كانت تريد أن تنفجر في البكاء مرة أخرى.. أ يكتشف عمها أنها كانت تبكي من رائحة صوتها.. بينما زوجها لم يشعر يوما بوجع روحها!!

همست باختناق: أبي أجي يبه.. ممكن؟؟

زايد برفض اختلط حزمه بحنانه: لا يابيش.. مايصير.. جماعتنا دروا بالخبر وأكيد بيأتي رياجيل واجد الحين!!
بكرة الضحى بدري تعالي!!





***********************************





كانت ترتب بعض الأغراض في دولابها.. حين رن هاتفها..
نظرت للساعة... الحادية عشرة!!

" من اللي بيدق ذا الحزة ؟
يا أمي.. ياكاسرة..!! "

التقطت الهاتف.. رقم غريب.. أعادت الهاتف مكانه.. الرنين تكرر عدة مرات!!
ظنتها إحدى صديقاتها قد غيرت الرقم... فأرسلت رسالة:

" من أنتي؟؟"

وصلها الرد بعد ثوان:

" التصحيح: من أنت؟؟
أنا نايف..
تكرمي وردي علي لو سمحتي!!"

وضحى تفجر غضبها عارما... ماذا يظن هذا نفسه أو يظنها وهو يتصل بها وفي هذا الوقت المتأخر!!

تعالى الرنين مرة أخرى.. فلم ترد!!

وصلتها رسالته الثانية:
"حني علينا وردي..
ترا السالفة كلها كلمتين..
وأنا ترا رجالش.. ماني بحد غريب!!"


شعر بغضب ما يتصاعد في روحه حين وصله ردها:

" رجالي عقب شهر وعشر أيام مهوب ذا الحين..
وذا الحين اهجد.. وأمس علينا بلا قلة حيا!!
ولو أنت صدق معتبرني مرتك ومحترمني
ماكان تجرأت تتصل فيني وذا الحزة!! "


نايف شعر أنه غضبه يتزايد كلما قرأ الرسالة أكثر..أرسل لها بغضبه المتزايد :

" لا والله أنتي اللي تعرفين الاحترام ومحترمة رجالش؟؟
أنا تقولين لي قلة حيا؟؟
تتصلين الحين وتعتذرين لي.. وإلا والله لا تشوفين شيء مايرضيش"

لم يصله رد منها أبدا.. تزايد غضبه عليها..
ليتفجر تماما والرد يصله لكن من هاتف تميم:

" عندك كلام تبي تقوله لأختي؟؟؟
المفروض يكون عن طريقي يا ولد الأصل..
تعال الحين لمجلسي نتفاهم!! "




#أنفاس_قطر#
.
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 11-02-11, 11:00 PM   المشاركة رقم: 85
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي بين الأمس واليوم/ الجزء الخامس والثمانون

 






بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا مساء وإلا صباح الاشتياق اللي ماله حدود.. اشتقت لكم بلا قياس..
وياصباح وإلا مساء الفرحة اللي عمت مصر..ومنها للعالم العربي..

شيء مفرح بالفعل أن ينجح الشباب بالتظاهر السلمي فيما عجز فيه الكثير
يا الله... ماحدث بالفعل يعتبر معجزة بكل المقاييس..
ثورة شباب هزت العالم هزا..
سعيدة بالفعل وهانا أعود فورا لكم دون تأجيل.. لأحتفل معكم وبكم..
وخالص تهنئتي لكل شعب مصر.. ولكل الأحرار أهل الإباء في كل العالم..
.
.
والحين خلينا في الناس اللي زعلوا من تقفيل القصة..
للعلم أنا انقطعت تماما عن النت حتى الليلة.. وتفاجأت ببعض الهجوم ينتظرني في بريدي
بس الحمدلله التأييد أكثر بكثير :)

فيه غالية تقول أهون عليها لو قلت إني أبي أرتاح ولا أقول إني وقفت عشان قضية مالنا خص فيها
إذا كنتي تشعرين حقا أنه لا دخل لك غاليتي.. فأنا أدعو لك برقة القلب وصفائه من قلبي فعلا..
والذي ضايقني أنها إنسانة أعزها فعلا.. وجرحني هجومها..
.
.


بنات بشكل عام وكلام للكل....خلوني أقول لكم كلام بعيد عن القصة..

يا بنات استعيذوا بالله من قسوة القلب لأنه إذا أنتم ماحسيتوا بمصيبة أخوانكم فهذا من علامات قسوة القلب..
ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستعيذ في دعائه من قسوة القلب..

وابن القيم في كتاب الفوائد يقول:
(ما عوقب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب والبعد عن الله.
و خلقت النار لإذابة القلوب القاسية.
و أبعد القلوب من الله القلب القاسي...)

وهذا من قول الرسول الله صلى الله عليه : " وإن أبعد الناس عن الله القلب القاسي"

يعني أنتي تختارين قصة على القرب من الله سبحانه والعياذ بالله؟؟
حينها تخيلي أن النار أوقدت لإذابة قسوة قلبك
استعيذي بالله من قسوة القلب لأنها هي ماتحول بينك وبين حلاوة العبادة..
والمؤمن الحق قلبه لين خاشع .. جعلنا الله جميعا من أصحاب هذه القلوب..
.
وللعلم أنا والله مازعلت من عتب أحد ولا زعله..
كل إنسان حر في وجهة نظره لكن بدون تجريح..
وأنا لو أردت أن أتوقف لأني تعبت من القصة.. باقولها بكل صراحة..
أو باسوي مثل غيري.. واغيب ماحد درا عني!!

لكن أنا أحترمكم أشد الاحترام.. الاحترام اللي أنا أتمناه منكم فعلا..
وأنا وحدة والله شاهد علي ما أعرف الكذب.. والله فوقي وفوقكم.. أخاف منه وما أخاف من حد!!
وأنا بالفعل والله العظيم ماكنت أريد التوقف حتى أنتهي.. لكن الموقف كان قوي بالفعل ويحتاج لوقفة قوية...

وما أسعدني إنه فيه بنات ماكان عندهم اهتمام بمتابعة الأخبار...
وماعرفوا عن الأحداث إلا من خبر التوقف...
وأصبح عندهم اهتمام كبير بمتابعة التطورات...
يا بنات قضية الوعي والتفاعل هي هم ومسئولية إنسانية قبل أي شيء...

وأشكر من صميم قلبي كل القلوب الوفية الغالية اللي كانت معي.. الله لا يخليني منكم.. قولي آمين يا نبضات القلب..
ما تتخيلون وأشلون تاثرت من وقفتكم مع أخوانكم قبل وقفتكم معي :)

وسلامتكم وجعل عمركم طويل في الطاعة :)
.
.
نرجع للقصة <== وأخيرا .. مابغيتي يا بنت الحلال :)
.

الحين فيه ناس متوقعين إن منصور يشوف كساب في العزاء ويعرف علاقته بالموضوع
.
أنا بصراحة ما أدري عن عادات الدفن والعزاء في البلاد الثانية
لكن عندنا ممكن يحضر الدفن والعزاء مئات من اللي يمكن مايعرفون الميت وأهله شخصيا..
يعني يكون يعرف ولد خالته.. ولد عمته.. وولد ولد خالته.. يوصلهم مسج منه..
(ولد خالتي أو وولد ولد عمي أو حتى واحد جماعتنا بيندفن اليوم) تلاقين أكثر اللي وصلهم المسج بيروحون.. من باب المؤازرة والبحث عن الأجر!!
يعني كساب ببساطة لو على فرض عمه سأله.. بيقول أعرف حتى أهل خال ابوه.. ماتفرق!!
.
.
بنات بدت خيوط قصة كساب تتكشف
و أنا أعرف ترا إن سر كساب إذا انكشف لكم بالكامل بيكون شطحة خيال بس لها أساس تعبت وأنا أتكته :)
وأدري إن سالفته كلها شطحة خيال لحد كبير...
بس أنا حبيت جدا أجيب قصة جديدة وأجرب أكشن من نوع جديد مع شخصية كساب
والمهم إنه الخيوط تكون مضبوطة وممتعة لكم :)
يعني أكشن الأفلام الأمريكية اللي تحقق المليارات وملايين المشاهدين أحسن مني ؟ :)
أبعدنا الله عن الأفلام وبلاويها.. قولوا آمين !!
.
.
على طاري إنه ماعرفت إنه برا الدوحة من التلفون
تذكرون: هو ما قال لها مرة من زمان : لو بغيتي شي اتصلي على خطي الثريا
الثريا فتح خطه واحد برا وإلا داخل!!
وأنا قلت إنها عرفت إنه المتصل.. حسبت المعلومة وصلت!!

.
.
جزء اليوم جزء طوييييييييييييييييل طوييييييييل..
وأبشروا بسعدكم معوضين عن كل فترة الغياب وزيادة لين تجيكم تخمة!!
بس الحين خلو البنات يعرفون إن القصة انفتحت..
عشان كذا موعدنا الجاي الثلاثاء الصبح الساعة 9 .. عشان يكون البنات كلهم قروا الجزء..
وعقبه أبشروا باللي يرضيكم :)
.
الجزء 85
توقفنا عن رسالة تميم لنايف... ودخول كساب للمستشفى
.
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.

بين الأمس واليوم/ الجزء الخامس والثمانون






مضى له نصف ساعة وهو يجلس في مجلس تميم الخالي.. الساعة تجاوزت الثانية عشرة..
وحتى المقهوي يبدو أنه نائم...


حرج خانق خانق وجارح يتعاظم في روح نايف.. ولكنه لم ولن يهرب من المواجهة..
مادام قد تصرف هذا التصرف فلابد أن يحتمل نتائجه!!

مشاعر عميقة ومتضادة ومشوشة تصطخب في روحه..
غضب عارم منها.. وإعجاب ملتبس لا معنى له بها!! وضيق عميق من رعونتها!!


غاضب منها لأنها وضعته في هكذا موقف محرج وهو في الختام يبقى زوجها..
فكيف هان عليها أن تبعثر كرامته بهكذا موقف؟!!

معجب بغرابة مخفية باستقامتها التي هي مطلب كل رجل في زوجته!!

ولكنه متضايق تماما ولأبعد حد من رعونتها..!!
فهذا التصرف الذي تصرفته مطلقا لا يدل على الدبلوماسية التي كان يجب أن تتصرف بها في هكذا موقف..
فهو ختاما زوجها.. وإن ارتكب شيئا ضايقها.. كان لابد أن يكون التصرف بينهما..
فإدخال شقيقها الآن سيجعل الموضوع يكبر... ومايخشاه نايف هو تبعات هذا التدخل..

مازال لا يتخيل ما الذي سيعاتبه به تميم.. وإلى أي مدى سيصل العتاب؟!!


كان مشغول التفكير تماما بالذي سيحدث وهو يضع سيناريوهات لحضور تميم وكيف سيكون العتاب ومامداه..
وكل الصور بدت له مؤذية جارحة وهو يقف أمام تميم كطفل مذنب بذنب لا يراه ذنبا أكثر من رغبة مشروعة لكنها مكروهة!!
أمر لم يكن يستحق كل هذا الشد وكان يمكن حله بينهما فقط!!

كانت هذه أفكاره التي غرق فيها.. حتى وصلته الرسالة الثانية من تميم التي بعثرت تفكيره تماما:

" توكل على الله وروح لبيتكم..
أنا بأعدي الموضوع ذا المرة عشان خاطر وضحى.. واحترام إنك رجالها..
الاحترام اللي هي مالقته منك"


نايف اتسعت عيناه غيظا.. وكان سينفجر غضبا بكل معنى الكلمة..
أ يحضره لمجلسه لإحراجه فقط؟!!
ا يجعله لعبة له وهو يحضره بهذه الطريقة المحرجة ويصرفه بطريقة أكثر إحراجا؟!!

نايف تنهد بعمق وهو يحاول السيطرة على غضبه وتحكيم العقل!!
فمهما كان تميم قرر ألا يكبر الموضوع.. ولو أنه نزل له وعاتبه وجها لوجه كان الإحراج الشديد سيتوجه إلى مشكلة لا يعلم أين سيكون مداها الختامي!!

لذا تحامل نايف على نفسه لأقصى حد.. وهو يرسل لتميم رسالة:

" أنت ووضحى على رأسي..
وتأكد إنه لها الحشمة والتقدير!! "







***********************************







" حبيبتي أنتي وين خذتي تلفوني ورحتي فيه؟؟"

سميرة تخفي ابتسامتها وهي تضع الهاتف أمامه ثم تشير له: أنت كنت لاهي مع تصليح ذا الكمبيوتر..
وأنا كنت أبي أوري وضحى البرنامج الجديد اللي نزلته فيه..
وعقب قعدنا نسولف شوي وهذا أنا ما أبطيت..


.
.


قبل أقل من ساعة..



اتصال مستعجل يصل لسميرة من وضحى..
سميرة تدخل باستعجال على وضحى وهي تهتف بأنفاسها المتطايرة:
وش فيش روعتيني..؟؟


وضحى تنتفض بشدة من الخجل والغضب.. همست باختناق وهي تمد سميرة بهاتفها:
شوفي قليل الحيا وش مطرش لي؟؟ وش يفكرني ذا؟؟ وحدة من رفيقاته ؟؟

سميرة قرأت الرسائل ثم انفجرت في الضحك: والله مهوب هين نايف.. تأثيرات بنت عمي أكيد!!

وضحى تكاد تبكي: أحر ماعندي أبرد ماعندش.. وش أسوي فيه.. ؟؟
أقول لتميم؟؟

سميرة باستنكار: لا .. يا الخبلة.. وش تقولين لتميم؟؟

وضحة بذات الاختنتاق: سميرة.. أخاف تميم يدري بأي طريقة إن هذا أرسل لي.. ويزعل.. وأنا ماصدقت إنه رضى علي!!


مع أن سميرة كانت لا تعلم مطلقا سبب غضب تميم من وضحى.. لكنها كانت تلاحظه.. وكانت سعيدة جدا بالصلح..

ووضحى متحسسة جدا من الموضوع .. لأنها تخشى أن يكتشف تميم الموقف وهو للتو صالحها بعد أن كادت روحها تذوي من اليأس..
وحينها ستسقط من عينه.. ولن يُصلح بينهما شيء.. وتميم أهم لديها من كل شيء!!
من كل شيء حرفيا!!



سميرة همست بتحذير: أدري إنش متحسسة من الموضوع.. بس ترا تميم بيتحسس أكثر..
لأنه على طول بينط في رأسه.. إن نايف مايحترمه.. وإنه لو إنه امهاب عايش ماكان تجرأ يسوي كذا..
وأتوقع إن تميم بتكون ردة فعله عنيفة وزيادة عن اللزوم..
ونايف ترا غلطته تبي قرصة أذن ليس إلا!!

وضحى بيأس: وأشلون نقرص إذنه زين؟!!

سميرة حكت مقترحها بسرعة لوضحى.. فردت وضحى بحزم:
وعلى فرض إنه تميم درا عقب؟؟ أشلون بأحط عيني في عينه؟

سميرة بثقة باسمة: لا تحاتين بأقول إنها فكرتي.. وإنش أساسا ماكنتي تبين.. وكنتي تبين تقولين له!!

وضحى بجزع حازم: لا سميرة لا..تكفين... أنا ما أبيش تدخلين ويصير شيء بينش وبين تميم بسبتي..
كفاية اللي صار بينكم أول بسبتي وبغيت أموت من الحسافة..
والله ما أستحمل موقف ثاني!!

سميرة رقصت حاجبيها: لا ياحبيتي.. أول غير.. والحين غير!!



سميرة عادت لغرفة تميم ووجدته مازال منهمكا في الحاسوب.. استاذنته أنها تريد هاتفه.. فأشار لها بين إنشغاله أن تاخذه..


الاثنتان أرسلتا الرسالة لنايف وهما تراقبان مع نافذة الصالة العلوية...
حتى تراقبا المجلس... وفي ذات الوقت تريان تميم لو خرج من غرفته...

حين رأتا سيارة نايف بعد دقائق.. تصاعدت دقات قلب وضحى بعنف وهي تهمس لسميرة بخفوت مختنق تماما:
يمه ياسميرة.. ماتوقعت إنه بيسويها ويجي وبذا السرعة.. الحين وش بنسوي فيه؟؟

سميرة تضحك: خليه ينقع نص ساعة... وعقبه أوريش فيه...

بعد الرسالة الثانية والرد.. وهما تريان السيارة تغادر.. همست وضحى بذات الاختناق:
والحين أنا قلبي منغوز منه .. ماني بمرتاحة لنايف ذا..
والشيء الثاني أشلون أحط عيني في عينه عقب ذا الموقف...؟؟
لا وأنا بعد خذتني العزة بالأثم وسبيته من زود الخير!!

سميرة هزت كتفيها وهي تمسك بهاتف تميم لتعود لعرفتها وتهمس بخبث باسم:
والله عاد هذي أنتي وشطارتش.. مالي دعوة!! أنتي تصرفي!!



.
.




نايف في سيارته المغادرة يكاد يتميز من الغيظ فعلا..
لولا أنه يحكم عقله لأبعد أبعد حد.. وإلا كان طلقها فورا لشدة غيظه..

لا يريد أن يحكم عليها من موقف... ولكنها وضعته بالفعل في موقف لا يحسد عليه...
ويتخيل موقفه لو أنه وقف أمام تميم كالمذنب ليحاسبه.. وهو من يقف أمامه المذنبين ليحاسبهم!!


مشاعر كثيفة ومتشابكة تتصاعد في داخله تجاه زوجته التي يجهلها تماما!!
بدا له تصرفها حادا وشديدا لأبعد حد..

بدا يفكر تفكيرا بعيدا في شخصيتها.. وكيف هي؟؟
هذه المرأة ستعاشره عمره كله.. وعالية أكدت له إنها مرنة جدا وغاية في اللطف..
فهل كانت عالية تدعي ذلك حتى تزيحها من طريقها فقط!!

يفكر في شقيقاته.. الهم الأول له.. فهو يستطيع أن يستغني عن زوجته..
ولكنه لا يمكن أن يستغني عن شقيقاته!!
يتخيل أن من تصرفت معه هكذا ومن أجل موقف لا يستحق..
كيف ستتصرف مع شقيقاته ؟؟ كيف ستحتملهن؟؟

يخشى من ردات فعلها تجاههن..
الشيء الذي يستحيل أن يتغاضى عنه أو يتسامح فيه!!!
والشيء الذي يقلقه وبشدة!!





**************************************






كان كساب يعود لفراشه بعد أن صلى قيامه وهو يهتف لوالده بإرهاق:
يبه خلهم يجون يعطوني إبرة.. مستوجع شوي!!

زايد يضغط جرس الاستدعاء وهو يتنهد بتأثر وشجن عميقين: دامك تقول مستوجع فأكيد أنت مستوجع واجد..
مابعد سمعتك تقول مستوجع قدام اليوم!!

كساب يتنهد : بسيطة يبه.. يومين وبأكون زين!!

زايد بحزم وبنبرة مقصودة: يأبيك أنت وش سببك؟؟ جروحك مستحيل سبتها حادث سيارة..
أنا يأبيك ما أنا بولد أمس!!
ومرت علي الدنيا أشكال وألوان!!

كساب صمت ولم يجبه... حتى جاء الممرض وأعطاه الأبرة ومضى وهو مازال صامتا!!..


حينها هتف زايد بحزم وبنبرة مقصودة جدا: يأبيك ترا الواحد يخدم بلده كل واحد في مجاله..
وحن نخدمه بالمصادر اللي ندخلها على البلد وحن تجار ورجال أعمال وهذا مجالنا.. ماله داعي يكون لنا مجال ثاني!!

كساب توتر (ماذا يقصد من هذا الكلام؟؟) بينما زايد أكمل بذات الثقة والنبرة المقصودة:
أنا ما أدري يأبيك أنت تحسبني غبي.. إنك بتغيب بالأسابيع بدون ماتكلم وإني بأسكت..؟؟
ليه أنا لقيتك في الشارع..؟؟
يا أبيك خلاص... خلصنا من ذا السالفة.. ولو تبي أنا أكلم لك يعفونك.. كلمتهم!!

كساب قاطعه بحزم: يبه وش داعي ذا الكلام المحور؟؟ إذا أنت تبي تقول شيء قوله!!

زايد تنهد وهو يكمل بذات حزمه: قبل كم سنة.. يوم بديت تغط ذا الغطات..
قلبي قرصني لا تكون منظم لذا الخرابيط اللي نسمع عنها..
فبديت أحوس وراك وأراقبك.. وكلفت لي واحد يتبعك..


كساب مبهوت تماما.. كيف غاب عن ذكاءه ذكاء والده؟؟...
اعتمد أن البرود بينه وبين والده بعد حكاية مزون سيكون غطاء حماية له...
كيف غاب عنه أن مبرراته لن ترقى مطلقا لذكاء والده!!

زايد أكمل بثقة: عقبه جاني استدعاء من فوق.. إنه مافيه داعي أحوس وراك..
وأخلي الناس ينتبهون لك.. وإنك تشتغل تبع الدولة.. ومافي داعي أسأل عن شيء..
تطمن قلبي من ناحية.. بس قلبي قعد يغلي من ناحية..

الحين لا قدر الله لو صار لك شيء في مهمة من مهماتك.. ماحتى أنا بقادر أفتخر فيك وأقول ولدي شهيد..
يأبيك خلاص كفيت ووفيت.. وكفاية شغلك في التجارة..
ماجعل الله لرجل من قلبين في جوفه..

كساب تنهد بحزم وهو يغفو في نوم عميق إجباري نتيجة للمهدئات:
يبه وأنا ما انتظر حد يشكرني وإلا يقول كساب سوى وسوى!!






**************************************






" يأبيش لا تكونين جاية ذا الحزة مع السواق والخدامة؟؟"


كاسرة ترفع نقابها ليظهر وجهها الذابل من الإرهاق وهي تقبل رأس عمها وتهمس بإرهاق:
لا فديتك.. تميم جايبني.. بيصفط سيارته وبيأتي.. قلت أبي أجي بدري قبل يجيكم حد من الرياجيل..

زايد ابتسم بمودة: توه رقد من عقب صلاة الصبح.. بس قوميه..
على كل حال أكيد شيباننا على وصول..

كاسرة تنهدت بشجن : لا خله يرتاح لين يجيه الزوار.. أنا بس كنت أبي أتطمن عليه..

زايد هتف بأريحية وهو يخرج: خلاص اقعدي عنده براحتش.. أنا بأنتظر تميم برا!!

كاسرة شعرت بخجل لم يظهر في مودة صوتها: عمي تعال الله يهداك..



ولكنه كان قد خرج وأغلق الباب ..
حينها اقتربت كاسرة برفق من كساب..
يا الله.. لم تتخيل كيف مر عليها الليل حتى... لتتمكن من الحضور..!!
وهي تتصل بتميم فور خروجه من صلاة الصبح وتطلب منه أن يأتي لتوصيلها..
قضت ليلها ساهرة..والدقائق تمر بطيئة متثاقلة!!
وهي حينا تعاتب نفسها.. وحينا تعاتبه!!

كانت ليلتها سيئة بين الهواجس واليأس والألم والقلق... والأسوأ كونه مصابا بكل هذه الأصابات وهي لم تعلم حتى!!

مالت عليه بألم وهي تتأمله بشجن روحها الممزقة...
وجهه الوسيم الشامخ غارق في عشرات اللاصقات التي لم تخفِ جروحه المزرقة!!
رجولته الهادرة الماكنة في روحها كالوسم لم يهزها في نظرها إرهاقه الظاهر والأسلاك الموصلة لجسده..

مالت بحنان يائس على معصم يده الحرة من الجبس المقيدة بالأسلاك..
لتقبله.. قبلة بللتها بدموعها..

لم ترد أن تقترب من شيء قد يولمه.... وجهه.. يديه.. أسلاك التغذية!!

تمنت بيأس أن تميل على شفتيه لتتنفس أنفاسه من قرب.. ولكن حتى شفتيه لم تخلو من الإصابات..
فشفته السفلى كانت ممزقة من طرفها ومازال الدم المتخثر عليها!!


همست بيأس قريبا من أذنه ودموعها الصامتة تسيل بصمت كصمت روحها المهجورة: أنت وش مسوي في روحك يالمتوحش!!
باقي شي فيك ماقطعته؟؟!!

تنهدت بألم عميق لأنه لم يصحو .. تمنت أن ترى عينيه مفتوحتين قبل أن تغادر!!

"إلى هذه الدرجة أنت متعب ؟؟ أو لا تريد أن تراني؟؟"

فهي اعتادت على كساب أن نومه خفيف لأبعد حد.. أقل حركة أو همسة تجعله يقفز متحفزا...
فأي آلام هذه التي جعلته خادرا هكذا؟؟

كانت تتحسسه برفق وقلبها يذوي كلما اكتشفت جرحا جديدا في جسده..
حتى سمعت الطرقات على الباب...

تأخرت بخجل وهي تنزل نقابها على وجهها.. كان عمها زايد يهتف لها بحنان حازم:
خلاص يأبيش اطلعي وانتظري تميم في الاستراحة..
فيه رياجيل جايين الحين.. وتميم بيسلم على كساب وبيجيش!!






********************************






" يادكتور هو يبي يطلع شوي.. فيه مجال؟؟"


الطبيب ينظر لكساب النائم ويهتف برفض قاطع : ولا حتى دئيئة وحدة.. الأنتي بايوتيك لازم كل 6 ساعات يتجدد..
الجروح ملتهبة خالص.. دا خطر عليه الغرغرينة.. أنا مش عارف الدكتور الأهبل اللي سابه يرجع وهو حالته كده!!


حينها هتف زايد بحزم: زين عطه منوم لو سمحت.. يرقده لين بكرة..
لو قام أدري إني ما أقدر أرده..
مهوب لازم يحضر الدفن... يحضر العزاء ثاني وإلا ثالث يوم!!


زايد تنهد وهو يميل على كساب النائم: الله يعيني على زعلك إذا قمت..
بس أنت داري إني ما أبغي إلا مصلحتك!!





********************************







" يمه الله يهداش وش ذا المناحة اللي مسويتها؟؟
أنتي ماتقولين إنه طيب!!"


عفراء تمسح دموعها وهي تهمس باختناق: يامش ماشفتيه ماحتى حس فيني..
ومركبين عليه سلكين في يده السليمة..
واللي موجعني إني شفته البارحة في البيت ويقول أنا مافيني شيء..
والممرض اللي عند الباب يوم سألته عنه.. يقول لي مافيه نتفة في جسمه مافيها جرح وإلا قطع..
وأشلون كان مستحمل ذا الوجع كله ياقلب أمه بدون مايحكي!!
وش اللي حده على ذا كله؟؟


جميلة تهدئ أمها برقة: يمه فديتش أنتي عارفة كساب من صغره.. وبروحش كنتي تقولين.. لو مهما صار له مستحيل يشتكي!!

عفراء بتمزق حقيقي: ماحتى لحقت أتطمن عليه.. زايد ماخلاني عنده إلا دقيقة وطلعني.. قال بيجيهم رياجيل..


جميلة تربت على كتف أمها: عمي منصور مابعد درا.. راح للعزاء دايركت..
وأكيد لا درا بيروح.. روحي معه..






*******************************************






" كان ودي أحضر الدفن.. بس الطيارة تأخرت شوي!!
أ رب الباقيين كلهم حضروا يا أبو محمد؟؟"


أبو محمد يتنهد: مابقى حد ماحضر.. اللي نعرفهم واللي مانعرفهم!!

منصور بحزم: زين عقب العزا.. أبيك تروح معي نزور المدرب اللي تصاوب..
أكيد أنك عرفته وعرفت مكانه الحين..
لله دره سمعت إنه تصاوب وهو يبي ينقذ الشهيد اللي راح..
ولولا إنه تأخر معه وإلا كان يقدر يبعد عن المبنى قبل أن ينهار..

أبو محمد بحزم شبيه: كلامك صحيح.. وإصاباته بعد والله مهيب زينة...
بس مانقدر نزوره لأني لحد الحين مثل ماقلت لك في التلفون..
ما أدري وين خذوه ولا حتى أعرف من هو؟؟

منصور باستغراب: أشلون ماتعرفه؟؟ هو ماكان يدرب فرقتك؟؟

أبو محمد بثقة: بلى.. بس أنا ما أعرفه..
خبرك تدريبات الصاعقة.. يجينا أمر من فوق.. عندكم التدريبات الفلانية في الوقت الفلاني..
ويجينا المدرب بلبس الصاعقة والقناع.. وممنوع أمنيا نسأل عن الأسماء في خلال التدريبات وأنت عارف ذا الشيء..
وهو يخلص تدريب ويطلع... مايعطي مجال لأحد يأخذ ويعطي معه!!
أصلا حتى في التدريب كلامه قليل يا الله كلمة كلمتين!!
وأنت عارف إني أساسا أكون بعيد.. ما أشترك في التدريب..

منصور باستغراب شديد: وش ذا الكلام الخربوطي... إذا المدربين الأجانب نعرفهم ونعزمهم على عزايمنا.. وأشلون ولد ديرتنا؟؟
إلا هو وش رتبته؟؟

أبو محمد بذات الثقة: ملابسه ماعليها رتبة أبد..

منصور تفجرت دهشته: صراحة حكي ماسمعت أغرب منه.. أنت عارف إنه كلنا ندرب فرقنا..
بس مهوب أي حد يصير مدرب جيش بالمعنى العالمي اللي أنت عارفه..
حتى أنا وأنت عجزنا نوصلها..

أبو محمد يهمس لمنصور من قرب: أنت بس لو شفت ذا المدرب أشلون يتحرك... لياقة وخفة وفوة عمري ماشفتها في حياتي..
وأنت عارف..من اللي يقدر على التدريبات اللي يأخذونها المدربين.. ؟؟
أول شيء مهيب إجبارية.. وثاني شيء ماحد يقدر عليها إلا واحد بايع عمره!!


منصور بتساؤل مهتم: ومن ذا اللي قدر عليها وحن ماعرفناه؟؟








************************************






" ها نايف وينك اليوم كلش ماكلمتني.. وش صار على موضوع البارحة؟؟"


نايف بتحكم: أول شيء اليوم مالي خلق أسمع صوتش..
ثاني شيء البارحة مشغول ونسيت الموضوع !!

عالية بمرح: أفا أفا... وش فيك مخيس النفس نويف!!
شكلك كلمت وعطوك أشكل وأنت تعزز وتقول نسيت!!

نايف بذات نبرة التحكم: قلت لش ماكلمت..
ولو كلمت مالش شغل في شي!!

عالية ضحكت: يه يه ياخال.. وين اللي أسرارانا عند بعض والبطيخ واحد..

نايف بحزم: عالية أنا الحين مشغول.. عقب بأكلمش!!


نايف أنهى الاتصال.. وألقى هاتفه جواره بقوة..
أين مشغول؟؟ وهو بالكاد ذهب لعمله صباحا وعاد لبيته!! ولم يخرج إلا لصلاة العصر ثم المغرب وعاد!!

شقيقاته أصبنه بالصداع لكثرة ما اتصلن وكل واحدة تطلب منه أن يأتي للغداء عندها.. وبعد ذلك لقهوة العصر..
ولم يستجب لواحدة منهن..

وحتى فهد اتصل به ليذهبا لزيارة كساب .. عديله!!
فرفض لأنه خشي أن يقابل تميم هناك ومازال الموقف طازجا..
فقال له أنه قد يذهب معه في الغد صباحا قبل التوجه لعمله.. على أمل أن تميم لن يكون موجودا...


فأي موقف سخيف وضعته فيه من تسمى زوجته.. وهي تحرجه بهذه الطريقة
وتجعله محرجا عاجزا عن المواجهة هكذا!!
غيظ عظيم يتصاعد في روحه عليها!!
وغيظ كذلك على عالية التي ورطته في هكذا زوجة!!
روحه مثقلة بالغيظ لأبعد حد!!
وكلما فكر في الموضوع أكثر.. تزايد غيظه أكثر!!
الغيظ يأكل روحه شيئا فشيئا وليس بيده شيئا يفعله الآن!!






**************************************






" زايد..
كساب وش فيه؟؟
صار لي 3 ساعات قاعد أنتظره يقوم بدون فايدة!!
وأم زايد جننتني تسأل عنه وتبيني أجيبها وأنا أقول عندنا زوار!!"


زايد تنهد بحزم: منصور قوم روح لبيتك.. لأنه كساب الدكتور معطيه منوم لأنه تعبان ويبي راحة..
وأنت بعد تبي راحة.. جاي من المطار على العزا على المستشفى.. حتى مالحقت تقعد مع ولدك..
روح لبيتك وطمن عفرا عليه.. وقل لها مافيه إلا ذا العافية..


منصور بغضب: وذا الخبل مايخلي خباله.. يسوي حادث سيارة.. ويرجع ماكمل علاجه..!!
كان كلمنا وجيناه هناك..

زايد بثقة موجوعة: أنت عارفه وعارف طبايعه..

منصور يهز رأسه بحزم: أمحق طبايع ..ما أدري متى هو بيعقل..
ثم أردف بحزم أشد: أنت قوم يا أبو كساب لبيتك.. كفاية عليك البارحة واليوم كله..
أنا بأمسي عنده..

زايد بإصرار حازم: وقدام تحلف.. والله ما أروح لين نطلع أنا وإياه سوا.. توكل لبيتك تريح أنت اللي تعبان!!





**********************************





" يأمش بتروحين ذا الحزة؟؟ الوقت متأخر!!"


كاسرة همست بإرهاق: إيه يمه.. تميم ينتظرني برا..
اليوم ماحتى لحقت أقعد.. أكيد الحين ماعاده بجايه زوار..
أبي أقعد عنده لين بكرة.. وبكرة بدري تميم بيرجع لي..

مزون ربتت على رأسها بحنان: زين انتظري دقيقة أجيب بس غيارات عمش زايد
أنا كنت مجهزتها يوديها السواق.. بس دامش بتروحين اخذيها معش..
اليوم يوم جيته أنا ومزون طلب مني أغراض له بعد.. دقيقة وأجيبها لش كلها!!


كاسرة جلست بإرهاقها المتعاظم فهي مازالت لم تنم منذ البارحة..
ولن ترتاح حتى تطمئن عليه..
حتى أنها لم تتصل بزايد لتخبره أنها ستحضر.. لأنها تعلم أنه سيرفض أن تحضر!!
تضغط جانبي رأسها بإرهاق.. تشعر أن جسدها خال من الطاقة تماما..
ومع ذلك يستحيل أن ترتاح حتى تطمئن عليه..


وبقدر ماهي مجروحة منه.. بقدر ماهي مجروحة من أجله!!

في أحيان كثيرة تتساءل.. أ ستكون حياتها كلها هكذا؟؟
أ لن ترتاح يوما؟؟ أ لن تشعر بحبه يوما؟!!
أ يحكم عليها بهذا الحرمان طوال عمرها؟!!

وهل يكون هذا هو مصيرها الذي حكم به عليها الله عز وجل.. ويجب أن ترضى به لأنه لا يوجد سواه ؟!!


.
.
.


" ليه يابيش تجين ذا الحزة؟؟"

كاسرة تميل على رأسه لتقبله وهي تهمس بمودة:
يبه طول اليوم عندكم رياجيل.. وتميم اللي وصلني..
خلني أقعد عنده الليلة..
وبأروح بكرة الصبح بدري!!


ابتسم زايد بأبوية: خلاص يأبيش خلش عنده.. وترا الكرسي هذا ينفتح..
وأنا بأروح للغرفة الثانية أتمدد في الجلسة..

كاسرة همست بمودة وهي تشير لحقيبة كتف صغيرة: زين أمي تسلم عليك وتقول هذي أغراضك..

ابتسم زايد بلباقة: ياحي ذا الطاري من أم امهاب..


ابتسمت كاسرة بشجن وهي ترى عمها يغادر لغرفة الجلوس الملحقة بالجناح ويغلق الباب خلفه..
ثم تعيد نظرها للنائم قريبا منها وهي تقترب منه أكثر..


يا الله.. على كثرة ما أخذ من صفات والده.. على كثرة مالم يأخذ منه..
لماذا لم يأخذ من لطف عمها وشفافيته ولباقته وفخامة عباراته؟؟

مالت لتقبل جبينه برفق.. وهمست بألم وشفتيها مازالت شبه ملتصقة بجبينه:
ماشبعت نوم.. بطل عيونك خلني أتطمن عليك..
حرام عليك اللي تسويه فيني.. والله العظيم حرام!!

تنهدت بألم عميق: لذا الدرجة تعبان..؟؟!!
زين أشلون قدرت تجي البيت..؟؟وأنا أشلون ماحسيت فيك؟؟
كله منك ياكساب.. كله منك..
بتموت لو قلت لي مرة بصراحة عن اللي فيك!!


تنهدت وهي تخلع نقابها وتضعه قريبا منه..
ثم قربت مقعدها لتجلس قريبا منه.. تناولت مصحفها من حقيبتها.. وتلت كثيرا من الآيات وهي بعد انتهاء كل سورة ترفع بصرها لتتأكد من وضعه..
حين انتهت.. دعت له مطولا.. دعت له بكل العمق والقوة واليأس..


زفرت بعدها وهي تنزل شيلتها على كتفيها ثم تسند رأسها معه على ذات المخدة..
فربما بهذه الطريقة تستطيع أن تنام قليلا وهي تشعر به قريبا منها..
فهي مرهقة فعلا.. وتكاد تنهار من الإرهاق!!


.
.


صباح اليوم التالي..




كاسرة غادرت للتو بعد أن جاءها تميم..
وهاهو أيضا يفتح عينيه للتو.. لم يعلم أنه مضى عليه أكثر من يوم وهو نائم!!
فتح عينيه بإرهاق ليرى وجه والده..

لا يعلم لماذا توقع رؤية وجه آخر.. فهو طوال نومه في الساعات الأخيرة وهو يشعر برائحتها قريبة كطيف دافئ أثيري قريب بشكل غير مفهوم!!

هتف بتثاقل: يبه كاسرة كانت هنا؟؟

ابتسم زايد بخبث: لا.. ليه تسأل؟؟

تنهد كساب وهو يحاول أن يدعك عينيه ليؤلمه السلك الموصول لعروق يديه:
لا أبد.. حسبتها كانت هنا..

اعتدل جالسا.. ليلمح شعرة سوداء طويلة تغفو على عضده.. همس بذات التثاقل وهو يشدها دون أن ينتبه والده:
يبه أنت متأكد إنها ماكانت هنا؟؟

ابتسم زايد بمودة: إلا كانت هنا..وتوها راحت..

تنهد بعمق (مستعجلة..جايه تجامل وتروح.. ماحتى انتظرت لين أصحى وأشوفها!!)

ثم تحولت تنهداته لغضب حاد كتمه في روحه ( مادامت جايه مستعجلة.. ليش تحط شيلتها وتفك شعرها بعد..؟؟ )


احتفظ بغضبه لنفسه وهو يهتف لوالده بحزم بنبرته المتثاقلة:
يبه خلهم يجوون يفكون ذا الوايرات أبي أقوم أتوضأ فاتتني صلاة الصبح.. الله يهداك ماقومتني!!

هتف له والده بحزم: فاتك صلوات واجد.. قوم أقضها كلها..

كساب بجزع حقيقي: ليه كم صار لي نايم؟؟

زايد بحزم: أكثر من يوم..

كساب بذات الجزع: حرام عليكم والصلاة اللي فاتتني..

والده يهدئه: كنت بعذرك.. كنت راقد والدكتور قال لازم تخلص المضاد بدون فواصل..

كساب بغضب حقيقي: وذا كله عشان ما تخليني أحضر الدفن..

زايد بحزم صارم: قصر حسك.. أنا كنت باخليك.. بس الدكتور مارضى كلش..
وأنا ماني بخبل مثلك.. وأدري إنك لو كنت صاحي بتنط بخبالك هناك..
بنروح الحين العزا لو بغيت..







*************************************





" تعالي نوزن عند الميزان اللي هناك!!"

شعاع تبتسم: أنت صار الوزن عندك هواية..
مبسوط إنك تزيد وأنا أنقص..

علي بإبتسامة: حرام عليش.. إلا أحاتيش أنا زايد 3 كيلو.. وأنتي ناقصة 3 كيلو.. غريبة!!


ابتسمت شعاع: شفت أنت قاعد تاخذ مني..

علي هتف بحنان وهو يشد على ذراعها: إلا لأنش ما تاكلين مثل الناس.. هذا كله شوق لهلش ياقلبي..؟؟
شكلي طلعت أرخص واحد في السالفة؟؟

شعاع احتضنت ذراعه أكثر وهي تهمس بجزع: حرام عليك علي لا تقول كذا..
بس تدري أنا أول مرة أبعد عن هلي.. وأمي كل ماكلمتها صوتها يتغير..
أدري إنها تبكي.. خلاص حبيبي قربنا نكمل 3 أسابيع برا..
وأنا خاطري بعد أحضر زواج جميلة!!

علي شدها ليجلسا في أحد مقاعد مقاهي المفتوحة على الخارج المقابلة لـ(السبانيش ستبس) في روما..
أو كما تُعرف باللغة الإيطالية (Piazza Di Spanga ) وهي يشد كفها بحنان بين كفيه ويهتف بأريحية: أبشري من عيوني الثنتين...
بأشوف لنا أقرب حجز!!







*****************************************






" ماعليه جمول.. سامحيني.. ماجيت أسلم عليش على طول!!
بس كنت مشغولة بكساب..
والحين توني جايه من عنده.. وجيت عندش على طول
أدري الوقت بدري.. وإنش عادش نايمة بس ماصبرت أكثر..
الحمدلله على سلامتش!!"


جميلة تعتدل من سريرها لتتلقى قبلات مزون بمودة وهي تهمس باهتمام ودود: ياجعلني ما أبكيش قولي آمين..
بشريني من كساب..؟؟

ابتسمت مزون: لا.. أحسن بواجد إن شاء الله.. لقيته يلبس يبي يروح يعزي على ناس..

ابتسمت جميلة: أنتي جاية بروحش..؟؟

مزون ابتسمت: لا خالتي مزنة معي..ونزلت تسلم على أمش..


لا تعلم جميلة لِـمَ توترت نوعا ما..
قد تكون مزنة زاراتهم عدة مرات سابقا ولكن يكن البنات متواجدات ووالدتها مستعدة للزيارة..
تخشى من ردة فعل هذه الزيارة المفاجئة!!


لذا قفزت عن سريرها باستعجال وهي تهمس لمزون باستعجال أيضا:
عطيني دقيقتين بس أغسل وأبدل.. وننزل..
وترا الشنطة الكبيرة اللي في الزاوية لش..

مزون بدهشة: جايبة لي بروحي شنطة كاملة..؟؟

ابتسمت جميلة: بعد عروس.. وخلاص لاعاد تطمعين من وراي بهدية.. هذي هديتش وزيادة..

مزون تضحك وهي ترى جميلة تتجه للحمام: ليه حد قال لش مشفوحة..
أبي هدية عقب ذا الشنطة اللي وش كبرها..!!
لا.. وعلي يقول لي إنه ومرته جايبين لي بعد شنطة..
لو أدري أنكم بتسوقون لي ذا الكثر.. ماكان شريت شيء..







***********************************





" الله يجزاك خير يأبيك.. ويحطها في موازين حسناتك..
ماكنت عارف إنك رايح تعزي عليهم.. لأني أنا أعرف أب الشهيد الله يرحمه
وكنت أبي أقول لك خلنا نروح نعزي عليهم عقب مانخلص من من عزا الناس اللي أنت تبي تعزي عليهم!! "


كساب كان متأثرا بشدة وتأثره يتعاظم في روحه وهو يرى كيف كان وجه والد الشهيد مسودا وهو يحتضن حفيده الجالس على ساقيه..
الأبن الوحيد للراحل..
طفل عمره عامين!!


صامت وهو يستند لصدر جده.. وكأنه يستشعر روح الحزن التي سحبت حماس الطفولة من جوانبه..
وهو يجلس خادرا في حضن جده لا يتحرك.. إلا إذا أزاله جده من حضنه ليقوم لاستقبال المعزين..
وجده يرفض أن يغادره إلى مكان.. حتى مع محاولة أعمامه أن يأخذه أحدهم منه كان يرفض..
وكأنه بتمسكه به.. يتمسك ببعض رائحة الراحل علها تسكن روحه التي اخترمها الجزع والفجيعة..


كساب يتنهد بعمق وهو عاجز عن إزالة الصورة من خياله ويهتف بسكون:
ويواجرك ويجزاك خير..

زايد بنبرة أقرب للحذر: زين ترانا بنرجع للمستشفى.. الدكتور يقول تبي لك يومين بعد عندهم..

كساب هز كتفيه بعدم اهتمام: مثل ماتبي.. ماتفرق عندي!!



ليست المرة الأولى التي يشهد فيها الموت بعينيه.. أو يموت أحدهم أمامه..
بل شهد ماهو أبشع من الموت وأقسى في مهماته التي جاوزت التدريب في أحيان كثيرة..
ولكن في تلك الظروف كنت تتهيأ للموت ورؤيته وأنت تعلم أنك مقدم عليه..

لكن أن تذهب روح شابة.. لأخ قريب.. وفي ظرف كان من المفترض أن يكون آمنا... وبين يديك...
هذا ما أثقله بالأسى والحزن لأبعد حد.. مشاعر غائرة حادة يكتمها في أبعد مكان في روحه...

روحه مثقلة بالأسى فعلا.. وجسده مثقل بالآلام .. ولا يريد أن يعود للبيت هكذا.. وهو يشعر بهذا الضعف الجسدي والروحي..

لا يريدها أن تراه هكذا.. تتمنن عليه بتقديم تعاطف لا يريده منها..
وتبخل بمشاركة روحية هي مايريده منها..!!


فهو منذ موقفه القديم معها حين سألها بشكل صريح ومباشر أن تقدم له المساندة التي يحتاجها ورفضت..
وهو عاهد نفسه ألا يضع نفسه في هكذا موقف أمامه.. فرفضها.. جرحه لأبعد مدى..
وهو يعترف أن قلبه أسود..
وأنه لا ينسى.. لا ينسى !!






************************************







تجلسان مع بعضها منذ حوالي عشر دقائق..
وللتو تصل القهوة والشاي والفوالة التي أمرت عفرا الخادمات بإعدادها وإحضارها..
وهاهي تتولى صب القهوة والقيام بالضيافة كربة البيت كأفضل مايكون..

مزنة همست بلباقة: ام زايد ماكان كلفتي على نفسش.. أنا راعية محل..

عفراء بلباقة مشابهة: مافيه شك أنتي راعية محل.. بس حتى أنا مابعد ماتقهويت..
وأبي أتقهوى أنا وإياش..

مزنة بثقة راقية: أنا فديتش ما أقدر أبطي.. لأنه ما شفت إبي إلا بسرعة وطلعنا أنا ومزون لكساب..
كان مزون تبي تقعد.. خليتها تقعد براحتها.. ورجعت عليها العصر لأنها عندها بروفة لفستانها!!


عفراء شعرت بغيظ عفوي.. أنها أصبحت تعرف عن مزون مالا تعرفه هي!!
مزون هذه.. ابنة وسمية وابنتها هي !!

عفراء تحاول جاهدة تحكيم عقلها ومنطقيتها.. فربما لو كانت شخصية مزنة غير ذلك.. لربما تفجر غيظ عفراء منها.. بل وربما كراهيتها لها..


ولكن مزنة سيدة غاية في الاحترام.. وتجبر من أمامها على احترامها.. لأن تصرفاتها واثقة ومدروسة..
ربما لو رأتها يوما تعبر عن قربها من زايد لتفجر غضبها أيضا من أجل أختها..
ولكن مزنة نادرا ما تتكلم عن زايد.. وإن تكلمت عنه.. تكلمت عنه برسمية وهي تسميه ( أبو كساب)..

ربما كانت مزنة مازالت لم تمنح لعفرا عذرا حتى تكرهها بالفعل.. أو حتى تعاملها بحدة..
فعفراء سيدة متزنة وكذلك مزنة مثلها..
ولكن في أحيان كثيرة الإتزان ينتظر شرارة ما ليهتز!!


فعفراء رغم محبتها الكبيرة لأختها.. ولكنها رغما عنها حين تجري مقارنة بينها بين مزنة.. تجد أن المقارنة ليست في صالح أختها مطلقا..
وهذا الأمر يزيد في حزنها وتأثرها!!


كان الحوار يدور برسمية مختلطة بالتلقائية بين الاثنتين رغم وجود شيء غير مريح في الجو..
قبل أن تقفز جميلة وهي تلصق خدها بخد مزنة من الخلف وتهمس بمرح:
هلا خالتو.. وش ذا الصباح الحلو الي تصبحنا بوجهش..؟؟

مزنة تشدها لتجلس جوارها وهي تقبلها وتهمس بمودة صافية:
الصباح الحلو أنا أشهد إنه شوفة وجهش..
ياحظ اللي بيتصبح بوجهش عقب كم يوم!!


رغم إحساس جميلة الحقيقي بالخجل إلا أنها ابتسمت وهي تشد شعرها القصير
الذي عدلت قصته في لبنان ولكن مازال طوله لا يتجاوز منتصف عنقها..
وهمست برقة باسمة: يمه تلقينه بدوي.. ميت على جدايل جدتي.. ويوم يشوف شعري يقول وش فيه؟؟.. ماضغته الغنم؟؟

ابتسمت مزنة وهي تمسح على شعر جميلة الحريري الذي زادته القصة المدرجة كثافة وجمالا:
على إني ما أحب الشعر القصير.. ولا عمري سمحت لبناتي يقصون شعورهم أقل من نص الظهر..
بس والله العظيم وبدون مجاملة إني عمري ماشفت أحلى من ذا القصة عليش..


ثم ابتسمت أكثر لتشجع جميلة التي تعلم أنها متأثرة من قِصر شعرها الذي تم قصه في المصحة لينمو من جديد:
لولا إنهم بيقول إني استخفيت وإلا كان قصيته مثلش.. من حلات القصة عليش!!

مزون كانت من ابتسمت وهي تجلس جوار خالتها وتوجه الحوار لمزنة:
لا خالتي طالبتش.. تبين إبي ينجلط تقصين ذا الشعر كله.. بروحه مبين إنه خاق عليه!!

مزنة شعرت بخجل رقيق لم يظهر في صرامتها.. بينما عفرا شعرت بضيق متزايد لم يظهر في لباقتها...

بينما جميلة وجهت لمزون نظرة عتب حادة معناها (وش هببتي؟؟)
ومزون تنظر لها نظرة دهشة معناها ( ليه وش سويت؟؟)

بعد استمرار الحوار لدقائق وانتهاء مزنة من تناول قهوتها.. همست لمزون بمودة:
مزون يأمش بتروحين معي..؟؟

مزون برقة: أبي أقعد شوي.. مالحقت أشوف أغراض جميلة اللي شرتها من لبنان..

مزنة وقفت وهي بأمومة: براحتش متى مايغيتي تجين دقي علي أجيبش..
ولو بغيتي تقعدين للعصر.. مريتش عقب الصلاة عشان نروح تقيسين بروفتش!!

لولا أن عفراء قاطعتهم بصرامة: أنا بأوديها.. لأنه حتى جميلة عندها كم شغلة أبي أوديها لها..


رغم أن مزنة لم ترتح لمقاطعة عفرا التي بدت أكثر حدة من المفترض ولكنها همست بلباقة: براحتش يأم زايد.. أنا وأنتي واحد..
والحين اسمحوا لي.. لازم أروح لأبي..


بعد أن غادرت.. همست عفراء بضيق وهي تحمل ابنها عن مقعده: بأروح أبدل لزايد وأجيكم..

عفراء بالفعل تضايقت من نفسها لأنها لم تستطع السيطرة على نفسها.. رغم أن مزنة لم يبدر منها مطلقا مايدعو لهذا الرد الحاد..


حين غادرت عفراء.. همست مزون لجميلة باستغراب: خالتي وش فيها..؟؟
وأنتي ليه كنتي تخزينني كذا؟؟


جميلة هزت كتفيها: لأنش وحدة غبية.. إذا إنش مالاحظتي لين الحين إن أمي ماتهضم مرت أبيش؟؟
وإنش يوم تتغزلين فيها نيابة عن أبيش.. خليتي أمي تعصب وزدتي الطين بلة!!

مزون باستغراب: زين ليش ذا كله؟؟.. خالتي مزنة مرة ذوق.. وما أظني إنها ضايقت خالتي يوم!!

جميلة تنهدت: هي ماضايقتها.. بس أمي متأثرة عشان خالتي وسمية..

مزون بذات الاستغراب: وهذا أنا ابنتها.. ليه يعني خذت الأمور ببساطة..؟؟

جميلة بمنطقية: أنتي ماعرفتي خالتي وسمية.. ماتت وأنتي بزر..
بس خالتي بالنسبة لأمي كانت أمها وأختها وكل أهلها..
أمي ماظنتي إنها حبت حد في الدنيا كثر خالتي وسمية.. ولا حتى أنا وزايد الصغير..
عطيها بس شوي وقت لين تتعود على الفكرة!!

هزت مزون كتفيها وهمست بإبتسامة: بصراحة كلام ماخوذ خيره..
لأن خالتي عفرا أعقل من كذا بواجد.. وماظنتني إنه طرا عليها خرابيطش ياحرم النقيب
وقومي وريني أغراضش.. يمكن يعجبني شيء وأسرقه فوق شنطتي..
وأطلع مشفوحة وأنا كنت أنفي التهمة عن نفسي!!






*************************************





" عبدالله أنت ما تشوف أخيك ذا وش فيه منقلب حاله؟؟
معصب على طول.. والذبانة ماتمر قدام خشمه قد له كم يوم"


عبدالله همس ببساطة وهو يميل على صالح وينظر لفهد الذي كان يجلس بعيدا يشاهد الأخبار:
عادي حالة طبيعية.. أي واحد قبل عرسه يتوتر شوي..
أنت يعني ماتذكر روحك قبل عرسك.. أشلون كنت معصب على طول!!

صالح يبتسم: بس يا أخي أنا غير وفهد غير.. أنا كنت أصغر منه الحين..
وخلني أعترف إن شخصية فهد أقوى من شخصيتي.. يعني مهوب لابق عليه التوتر..


لم يعرفا الاثنان أنه لم يكن يعاني التوتر..
بل كان يعاني نوعا خاصا من الغضب يتصاعد في روحه..
وهو يشعر كما لو كان مجبرا على الزواج حرفيا... وهو من لا يستطيع أحد إجباره..

تبدو القضية معقدة تماما.. فهو لم يجبره أحد خارجيا.. ولكنه كان مجبرا فعلا داخليا..
مازال يتمنى بعمق في داخله أن يحدث شيء يعرقل الزواج.. رغم أنه لم يعد أمام الزواج شيء.. واصبح كل شيء معدا له تماما..







****************************************






" صار لي ساعة في المجلس أنتظرش
مقابلني فهد معصب.. وعبدالله لاهي يسولف على عيالي وولده
لوعوا كبدي!!"


نجلا تركب وهي تشد نفسها بإرهاق حتى استوت على المقعد.. ثم أخذت نفسا عميقا وهي تهتف بنفس مقطوع:
حلفت علي عالية أروح.. وإلا كان قعدت لين عقب صلاة العشاء..

صالح يبتسم بحنان: أنتي من جدش؟؟
أنتي عاد فيش حيل تشتغلين؟؟

نجلاء تحاول أن تبتسم ونفسها مقطوع: لا تحسسني كني منتهية الصلاحية..
خلاص هانت هذا العرس عقب كم يوم..

صالح بإبتسامة: وعقبه بتقولين لي عرس غانم!!

نجلا حينها ابتسمت بشفافية: لا عاد تجهيز غانم غير.. الله يستر بس لا أولد قبل العرس..
العرس باقي عليه أقل من شهر..
وبأكون دخلت الشهر التاسع!!






*************************************






" وأنتو ماعندكم غير مرتي تشغلونها..
والله لا يصير فيها وإلا في ولدي شيء
إني لأغرمكم أنتي وفهد ومرته بعد !!"


عالية تضحك وهي ترتب بعض الأغراض في الخزائن.. بينما عبدالله شد جوزا وأجلسها وجلس جوارها..
وهو يطل عليهما في جناح فهد الذي يتم العمل فيه على قدم وساق ويقارب الانتهاء..
بعد أن انضمت غرفة هزاع لغرفة فهد.. بعد أن كان الشابان لهما جناح مستقل بباب مغلق عليهما مكون من ثلاث غرف..
غرفتي نوم.. وغرفة جلوس... تم تجديد غرفة فهد وغرفة الجلوس بصبغ جديد.. وأثاث جديد تولته عالية بمساعدة زوجتي شقيقيها...
لأن فهد رفض أن يذهب معها بحجة أنه مشغول وأعطاها بطاقته المصرفية!!

وهزاع نزل للطابق السفلي في غرفة يفتح بابها على الباحة مباشرة.. وأنزل غرفته معه.. وبقيت غرفته القديمة خالية من الفرش بعد أن تم تجديد صبغها..
حتى يتصرف فيها العريسان كيف يشاءان فيما بعد!!


عالية تجيب عبدالله وهي تضحك: والله مهوب ذنبي إن كل واحد منكم يا أخواني مرته وارمة كذا..
أنا أساسا المفروض مالي شغل فيكم.. إسألوني عن عبدالرحمن وهله..
المفروض نسوانكم هم اللي يشتغلون لأخيكم!!
أنا وش دخلي!!


عبدالله يبتسم: لا ياقلب أخيش.. خلو أم حسون على جنب.. لا تتعبونها..

عالية بمرح: خذ أم حسن وسكر عليها في حجرتكم..
والله دامها مرتزة قدامي.. بأشغلها..
لا ومن زين النفعة اللي هي تنفعها.. أصلا أنا قاعدة أدحرجها..

جوزا بمرح: كذا ياعلوي.. أنتي مافيش طيب.. صار لي كم يوم أنطط معش في محلات الأثاث والصبغ والسيراميك..
واليوم من صبح وأنا معش وعادش بعد تسبين..

عالية بذات المرح: لا حد يبكي علينا.. هذي نجول مثلش تشتغل وهي متورمة أكثر منش.. وتوها راحت لبيتها..

عبدالله يشد جوزا وهو يهتف بمرح: والله ماتقعدين معها.. خلها بروحها..
أنتي ما أرتحتي من صبح والحين صرنا عقب المغرب..
خلي أم لسان ترتاح وإلا تشتغل بروحها..

عالية بمرح أكثر: الحمدلله فكة من الثنتين.. أنا أصلا ماني بدارية أحاتي الكروش
وإلا أرتب...


عبدالله شد جوزا فعلا خارجا وهو يهتف بمرح: خلاص اقعدي بروحش..

ثم مال على عالية بحنان: علوي ياقلبي أنتي تعبتي واجد.. البسي عباتش.
خليني أوديش لبيتش.. مافيه داعي تعنين عبدالرحمن يجي مع السواق!!

عالية بمودة صافية: لا فديتك.. أنا أصلا قايلة لعبدالرحمن إني بأمسي الليلة هنا عشان أخلص شغلي كله..
خلاص العرس ماعاد باقي عليه إلا ثلاث أيام..
أبي أخلص أتفرغ لنفسي..


عبدالله غادر فعلا مع جوزا التي كانت رافضة للمغادرة ولكن عالية حلفت عليها أن تغادر..
وهي تقول لها إنه لم يبق إلا شيء قليل ستنادي الخادمات لينهينه معها..


فور مغادرتهما..
سارعت عالية لإغلاق باب الجناح..
عادت للداخل..

ثم انفجرت في البكاء بشكل مفاجئ.. كما لو كانت تكتم طوفانا من الدموع والشهقات ينتظر الانهمار..
بكاء رقيق من روح مثقلة بالأسى فعلا..


فهي منذ الصباح تتحين لها فرصة للاختلاء بنفسها لتبكي..
ولكن وجود نجلا وجوزا منعها..
كانت تتحاول أن تتلهى بإغراق نفسها في العمل عن التفكير بما حدث هذا الصباح..

ولم يكن ماحدث هذا الصباح شيئا عارضا.. بل كان نتيجة متفجرة لتأزم الوضع بينها وبين عبدالرحمن طيلة الأيام الماضية!!




.
.
.



هذا الصباح...





" حبيبي أبي أروح لبيت هلي؟؟"

عبدالرحمن بهدوء ودود: تو الناس.. الساعة الحين سبع الصبح..

عالية بحماس عذب: لا فديتك مهوب تو الناس.. اليوم بتجي الستاير وفرش الغرف.. وعفرا في الليل قالت تبي ترسل بعض شناط بنتها..
يا الله ألحق أرتب..
حتى يمكن أحتاج أمسي هناك الليلة.. ما أدري!!

عبدالرحمن بصدمة: تمسين بعد؟؟

عالية بعذوبة: أقول يمكن.. لو ماخلصت شغلي!!

عبدالرحمن هز كتفيه بضيق: مافرقت .. انتي كل يوم طالعة من شغلش على تجهيز أخيش.. ويا الله ترجعين آخر الليل..

عالية احتضنت رأسه بحنان باسم: حرام عليك لا تبالغ كذا..
وبعدين هانت.. ماعقب فهد إلا هزيع وبيبطي..
كان قلت لك نايف بعد.. بس نايف بيته جاهز..

عبدالرحمن بذات الضيق: براحتش.. أمسي هناك.. أحسن بعد..
يا الله عشان نخلص من التدريب الليلي اللي ماترجعين إلا عشانه!!

عالية همست بصدمة حقيقية: عبدالرحمن أنا ما أرجع إلا عشان التدريب..؟؟

عبدالرحمن بثقة جارحة ومجروحة: ولولاه يمكن مارجعتي!!



عالية تراجعت بصدمة حقيقية من هذا التخريف الذي يقوله..
لا تعلم كم بات هذا الموضوع جارحا له ولمشاعره..!!
فهي تغيب طوال اليوم.. وحين تعود في وقت متأخر.. تصر على قيامه بالتدريبات..

يصرح لها بشفافيته كم هو مشتاق لها للجلوس معها.. لسماع حديثها.. لقربها..
ولكنها تصر عليه أن يتدرب أولا وقبل أي شيء!!

يشعر أنه يريد أن يمشي بالفعل من أجلها..ولكن هو ليس بحاجة للمشي كما هو بحاجة لها..
وهي تضغط عليه كثيرا.. وكأنها لا تريده إلا إن كان سيمشي..
بات يجرحه بشراسة ووحشية إحساسه أنها قد تتركه حين تمل من عجزه عن المشي..


وهو لا يعلم كم تشعر بالذنب لأنها باتت تهمله رغما عنها هذه الأيام .. وهي بالفعل في حاجة أكبر للإحساس بقربه والاستمتاع بحديثه..
لكنها ترى أن استمراره في التدريبات هو أولوية يجب تقديمها على هذه الرغبات..

كل منهما بالفعل مجروح من الآخر ومن تفكيره..
أما ما فجر رغبة عالية في البكاء فعلا أن عبدالرحمن حين أوصلها صباحا..
ماكادت تصل للبيت حتى وصلتها رسالة منها:


" يمكن يكون أحسن لكل واحد منا
إنش تقعدين في بيت هلش لين موعد عرس فهد!!"


عالية تمنت بالفعل حينها أن تنفجر في البكاء.. ولكنها لم تستطع وهي تجد والدها في وجهها.. الذي استقبلها بترحيبه الحاني الفخم!!

والكبت يتعاظم في نفسها وهي لا تجد دقيقة لتختلي بنفسها وحزنها.. وتعمل بلا توقف منذ الصباح..

جرحها بشدة أنه لم يقل ذلك لها مباشرة.. لأنه لو قالها لها مباشرة لرفضت..
ولكنه ألقاها عليها في محض رسالة باردة قاسية..

بينما هو عجز فعلا أن يقول لها بشكل مباشر شيئا هو فعلا لا يرغب فيه..
ولكنه يرى نفسه مضطرا له لأنه يراها ممزقة بين تجهيزها لشقيقها وبينه..
وربما كانت تحتاج للراحة منه ومن مسؤولياته..
وربما حينها تستطيع أن تعود له بروح متفهمة أكثر لمشاعره وحاجاته بعد أن يخف الضغط عليها..







****************************************






" الله يهداك.. اليوم كله ما تريحت"

كانت عفراء تهمس بذلك وهي تتناول غترة منصور منه. وهو يجلس وهو مرهق بالفعل ويهتف بإرهاق:
عادي حبيبتي.. أصلا ماعندي دوام لين عقب عرس جميلة..


ابتسمت عفرا وهي تجلس جواره: الله لا يخلي جميلة منك..
ماخليت شيء ماجبته لها.. اليوم أرسلت بعض شناطها لبيت فهد..
وبكرة الصبح بأطلع جلابياتها وعبيها.. وبأخذ باقي شناطها وبأروح أرتبها في الليل..

منصور هتف باهتمام حان: لو علي ودي إني شريت لها أكثر من كذا..
بس هي اللي عيت..
قولي لي عساها مبسوطة؟؟ لأنها تقول لي دايم مبسوطة.. وأنا حاس إنها داسة علي شيء..

عفراء برقة: مبسوطة الحمدلله..


كانت عفراء هي من تخفي شيئا الآن.. فهي غير مرتاحة مطلقا لنفسية جميلة التي تبدو مرهقة ومتوترة..
قلقها يتعاظم من أجل ابنتها..
وشوقها لها لا يهدأ منذ الآن!!
توتر متبادل تعانيه مع ابنتها.. وكل منهما تخفي توترها عن الأخرى حتى لا توترها أكثر!!






****************************************





" خالي نايف صار له فترة يبي يأتي معي..
بس مالقى وقت إلا الحين.. فسامحونا على ذا الزيارة المتأخرة"

زايد بترحيب وأريحية: يا حياكم الله أي وقت.. منتو بغرب عشان تعذرون..

نايف بلباقة: بس الساعة قد هي قريب الساعة 11 وخفنا إنكم تبون تريحون عقب الزيارات طول اليوم..

كساب الذي كان يجلس معهم في غرفة الجلوس والمحلول معلق في ذراعه السليمة هتف بإبتسامة:
أفا عليك ياعديلي.. أنت تجي أي وقت!!


شعر نايف حينها بالامتغاث وهو يتذكر مايتناساه ومامنعه من زيارة كساب..
كونه عديله.. وخشيته من مواجهة تميم بعد الموقف السخيف الذي وضعته فيه زوجته المبجلة..!!!
لذلك تقصد أن يأتي متأخرا حتى يضمن أنه لن يقابل تميم..


ولكن دائما مانهرب منه نجده أمامنا... فمع استعداد فهد ونايف للخروج وهما يسلمان على كساب ووالده..
كان تميم يدخل..

نايف كره جدا شعوره بالاضطراب الذي داخل روحه رغما عنه..
تزايدات ضبابية مشاعره وتعقيدها ناحية من جعلته يشعر بالامتهان هكذا..
رغم أنه سلم على تميم بطبيعية كاملة وكأنه لم يحدث شيء..

ولكن ما أثار استغرابه وراحته في آن.. أن تميما كان أكثر من عفوي.. وهو يتصرف معه بعفوية تامة.. دون نظرات قارصة..
ولكن مع ذلك سارع في الاستئذان والخروج بما أنه كان خارجا أساسا..


بعد خروجهما أشار تميم أن كاسرة في الانتظار خارجا سيناديها ويذهب لأنه لابد أن يعود لبيته فالبنات هناك لوحدهن..



مشاعر كساب الغامضة العميقة عادت لاخترام روحه.. مع سماعه لاسمها..
لا ينكر أنه منذ الصباح يشعر برغبة موجعة لرؤيتها..
ولكنه في ذات الوقت يشعر بعتب موجع في روحه عليها.. لأنها مطلقا لم تتصل به..
ألا يكفي أنها لم تفكر في زيارته إلا مرة واحدة.. وعلى عجالة.. وهو نائم أيضا؟!!


"لماذا جاءت الآن؟؟ بل وتريد أن تنام عندي أيضا!!
لم أعهدها تتصرف تصرفا لا تريده من قبل!!
ماذا لديكِ ياكاسرة؟؟
أ تريدين أن تمثلي أمام عمك العزيز دور الزوجة المحبة المتفانية؟؟"



تميم غادر لتدخل هي بعد دقائق..
بدت لكساب الدقائق الثلاث التي تلت مغادرة تميم حتى دخولها طويلة طويلة جدا.. وكأنها لا تريد الانقضاء..
بثوانيها الثقيلة وهو يجلس بكامل ثقته رغم إرهاقه الشديد..


زايد تلقاها أولا وهي ترفع نقابها لتقبل رأسه..
لم يقل زايد شيئا عدا الترحيب المعتاد وهو يتجاوزها ويخرج..

لم ينتبه أحد منهما لخروجه أساسا..
فهناك خيط غريب عميق من النظرات اتصل..

كان جالسا على أريكة في غرفة الجلوس وهي واقفة..
اقتربت لتميل عليه وهي تلصق خدها بخده.. في سلام أرادته أن يكون عفويا سريعا.. فهي لابد أن تسلم عليه كما هو مفترض!!

ولكن هذا السلام كان أبعد ما يكون عن العفوية لكليهما..

هو كان يتنفس بوجع واشتياق غريبين عبق رائحتها الخاص..
وهي تعجز عن الابتعاد وتشعر أنها مجهدة عاجزة عن التحرك وأنفاسها تتصاعد بتوتر..
وهي تشعر بحفيف لصقات وجهه الطبية يخدش حرير خدها باللمس.. ويخدش ثقل روحها بالألم..
لم تكن تريد أن تبتعد وسحر غير مفهوم يشدها نحوه..
ولكنها ختاما شدت نفسها بقسوة بعيدا عنه وهي تحاول التقاط أنفاسها المحتبسة..


ولكنه لم يتركها تبتعد.. وهو يشدها برفق ليجلسها جواره.. كان عاجزا عن تخيل فكرة بعدها مع شوقه الذي ماعاد بالاحتمال..
نظر لها مطولا.. وكأن عينيه لا تشبعان نظرا.. قبل أن يهتف بعمق:
شكلش تعبانة.. وش فيش؟؟


(هذا غبي وإلا يتغابى؟؟ يسألني ليش تعبانة!!) همست بهدوء: مافيني شيء..

سألها بهدوء مشابه: رحتى الدوام اليوم..؟؟

تنهدت (لا شكله يتغابى من قلب!! متى أروح الدوام وأنا عندك من البارحة ومارحت إلا اليوم الصبح؟؟) تنهدت بذات الهدوء:
لا مارحت .. عندي إجازة..

حل السكون لثوان..ليقطعه أنامله ترتفع برفق إلى وجهها كان يتحسس إرهاق وجهها البادي..
مدت يدها بجزع لتنزل يده.. خشيت أن يؤلم نفسه فيده هذه معلق فيها المحلول.. عدا عن جروح متفرقة في مفاصلها..
أنزلت يده برفق إلى حضنها وهي تمسك بها بين كفيها برفق شديد..
همست بألم لم تستطع إخفائه: عادك مستوجع؟؟

هتف ببساطة عميقة موجوعة: بسيطة.. والواحد يقدر يستحملها..
البلا من أوجاع مايفيد فيها الصبر!!

كان الجو بينهما كثيفا محملا بمشاعر غاية في الكثافة والتعقيد.. وكأن كل منهما أمام الآخر صندوق أسرار استعصت عليه مغاليقه!!

قطع هذا الجو بقوله بإرهاق: انا تعبان وودي أنسدح شوي.. تقوميني أصلي عقب ساعة..؟؟

همست بثقة حانية: إلا بأقومك قبل صلاة الصبح بساعة.. عشان تصلي قيامك.. ثم تصلي الصبح.. عشان تلحق ترتاح شوي وما أقومك مرتين!!


توجها كلاهما لغرفته.. وهي تدفع حامل المحلول.. حتى جلس على سريره..

حينها أزالت نقابها عن رأسها ثم خلعت شيلتها وهي تلقيها على المقعد..
وهي تحرر شعرها من ربطته التي كانت تؤلمها لانها عقدتها باستعجال..

هتف كساب بنبرة حادة: كاسرة إلبسي شيلتش..

همست كاسرة بعفوية: كساب من اللي بيجي ذا الحزة.. خلاص..

كساب بحدة أقسى: كاسرة قلت لش البسي شيلتش.. تدرين باللي يضايقني.. تسوينه ليه؟؟

كاسرة شدت لها نفسا عميقا: حاضر إن شاء الله..
تناولت شيلتها وهي تضعها على ذراعها وتجمع شعرها لتعقده من جديد..

في تلك اللحظة تماما.. فُتح باب غرفته ليقف رجل في فرجته وهو يهمس بقلق:
السموحة من ذا الجية المتاخرة.. بس كان عندي رحلة وتوني جاي من المطار..

الرجل تراجع للخارج بحدة وهو يرى المرأة الكاشفة عند كساب.. ويغلق الباب خلفه..

بينما كساب قفز عن سريره ليقف بغضب متفجر..متفجر.. متفجر لأبعد حد..

في الوقت الذي دخل زايد مستعجلا مع الباب الآخر.. لأنه رأى غانما من بعيد ورآه يتجه لغرفة كساب..
وكان زايد يظنهما مازالا في غرفة الجلوس...

ليصل وصراخ كساب يتعالى مرعبا حادا قاسيا: عاجبش الحين؟؟ عاجبش؟؟ ارتحتي؟؟
يا الله اتصلي في تميم وفارقيني للبيت.. ما أبي أشوف وجهش..

كاسرة مازالت مصدومة من رؤية الرجل لها وإحساسها العارم بالذنب وهي تستغفر الله في ذاتها..

ليفاجئها كساب بهجومه..
وهو يشد نفسه بعنف من حامل المحلول.. لينـتـزعه من يده دون أن يشعر..
والدم يتدفق بغزارة عبر الوريد المفتوح..

كاسرة أصبح انتباهها كله مع الدم المتدفق وهي تمسك بكفه وتحاول إيقاف الدم وتهتف بغضب حقيقي:
أنت صاحي وإلا مجنون؟؟

كساب ماعاد يرى أمامه من الغضب وهو يشد يده منها ويمسك العرق بنفسه وهو يضغط عليه بفوطة كانت جوار سريره:
أنتي خليتي في رأسي عقل.. أقول لش فارقي للبيت.. فارقي.. قدام أكسر وجهش الحين..

زايد يتدخل بحزم جازع: أنتو استهدوا بالله. اذكروا الله..
وانت يا الخبل اقعد خلني أدعي حد يشوف المصيبة اللي سويتها في روحك..

كساب يصرخ بغضبه الأسود المتفجر: يبه خذها من قدامي الحين.. قدام أرمي عليها اليمين.. تراني مافي رأسي عقل ذا الحين..


كاسرة حينها تقدمت نحوه بثبات.. وهي تهمس بثقة حازمة صارمة متحكمة عكس غضبه المتفجر:
ارمي علي اليمين.. خلصني وخلص روحك..
أنا ما أبيك وأنت ماتبيني.. وش جابرنا على ذا الحياة؟؟
خلك قد كلمتك.. يا الله طلقني.. هذا أنا قدامك!!





#أنفاس_قطر#
.
.
.
يا الله اليوم عندنا توزيع نجمات بالهبل.. عقب الغياب..
.
(معزوفة حنين) أول نجمة لأنها أول من قال هل ممكن يكون كساب مع المصابين في المبنى اللي انهار؟؟
.
(أحاسيس مجنونة) أول وحدة قالت إن الي شافته كاسرة شافت دولاب كساب مفتوح..
.
(آن كارينا) أول وحدة حددت إن كساب هو المدرب..

ونرجع لآن كارينا.. لأنه أنا من زمان مخبية لها نجمات كثيرة والحين جاء وقتها
ترا (آن كارينا) أول وحدة قالت إن فهد بيتزوج جميلة ومن زماااااان زماااااااان... متى؟؟

وجميلة عادها في رحلة العلاج مع خليفة في (إنسي) وماكان فيه أي بوادر خلاف بينهم أبد ولا حد توقع إنهم بيتفرقون..
لكنها تمنت إنه يصير عشان فهد يأدب جميلة على اللي تسويه في خليفة :)
يا الله آن جيبي كيسك وعبي نجماتك فيه.. مع إنها كثيرة.. حاسبي لا تنط من الكيس.. :) !!
.
.
(همتي) أول وحدة قالت يمكن وضحى هي اللي أرسلت ومع إنها موب مقتنعة بالتوقع!!
لكن (صدقني أغليك) كانت أول وحدة قالت: إنها حركة من سميرة ووضحى بس بعد ماكانت مقتنعة!!
ولكل وحدة منهم نجمة على توقعها اللي هي موب مقتنعة فيه :)
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
من وحي قلم الأعضاء, أنفاس قطر, بين الأمس و اليوم, دون ردود, كاملة
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t158045.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط¨ط¹ط¯ظٹ ظ…طھط°ظƒط± ظ‡ظ…ط³ط§طھظƒ ظ…ظ† ط§ظٹط§ظ… ط§ظ„ط·ظپظˆظ„ط© This thread Refback 21-08-14 12:03 AM
Untitled document This thread Refback 19-08-14 02:15 AM
ظˆط§ظ…ط§ظ… ط§ظ„ظ‚ط±ط§ط± ط§ظ„ظƒط¨ظٹط± ط¬ط¨ظ†طھ This thread Refback 17-08-14 07:47 PM
Untitled document This thread Refback 15-08-14 06:46 AM
ط´ط§ط¹ط± ظپط±ط§ط´ ط§ظ„ظ‚ط§ط´ This thread Refback 14-08-14 05:23 PM
ط§ط®ظ„ط§ ط·ط±ظپ ط¨ط§ظ„ط§ظ†ط¬ظ„ظٹط²ظٹط© This thread Refback 12-08-14 05:05 PM
ظˆط§ظ…ط§ظ… ط§ظ„ظ‚ط±ط§ط± ط§ظ„ظƒط¨ظٹط± ط¬ط¨ظ†طھ This thread Refback 10-08-14 03:02 PM
ط§ظ†ظ‡ط§ ط­ظ…ط²ظ‡ ظˆط³ظ…ط§ط­ This thread Refback 10-08-14 04:33 AM
ظ…ظ†طھط¯ظ‰ ط±ظˆط§ظٹط§طھ ظ…ط§ ظˆط±ط§ ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ط© liilas This thread Refback 09-08-14 01:48 AM
Twitter meznah ظ…طµط± ظ…ط²ظ†ط© ط§ظ„ط¨ط­ط±ظٹظ† This thread Refback 03-08-14 12:01 PM
ط­ظٹظ† ط§ظ…ظˆطھ ط§ظ†ط§ ط³ظٹظ…ظˆطھ ظ…ط¹ظٹ ط­ظ„ظ…ظٹ This thread Refback 03-08-14 09:06 AM
ظˆط§ظ…ط§ظ… ط§ظ„ظ‚ط±ط§ط± ط§ظ„ظƒط¨ظٹط± ط¬ط¨ظ†طھ This thread Refback 01-08-14 02:11 PM


الساعة الآن 07:24 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية