لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-02-11, 02:37 AM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157123
المشاركات: 30,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: ♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13523

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
♫ معزوفة حنين ♫ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ♫ معزوفة حنين ♫ المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 



الجزء السادس

"بين غرفتي و غرفته خطوتين و لم يخبرني"




كنت قاعدة أنا و علي في الصالة لمن رن جوالو،استغربنا،بالعادة محد يكلمنا بعد العصر إلا أهالينا و احنا دوبنا مقفلين منهم...!
رفع علي الجوال و قال:مين داق عليا...؟!
و رد بشدة عشان لو كان أحد يستهبل و كان كلامو: (نعم...!
-ايوة..مين...؟!
سكت شوية و هوا مقطب حواجبو بعدها قال بترحيب:آآآه هلا والله هلا فيكم...!
-الحمدلله بخير إنتو شخباركم...؟!
-الحمدلله أحسن...!
باستغراب:لاوالله لسه..ليش تسأل...؟!
-يا شيخ الله يهديكم ليش تكلفو على نفسكم...؟!
-تحت العمارة...؟!
-ذحيييييييين...؟!
-ها..لالا والله مو قصدي بس استغربت...!
-لالا حياكم الله اطلعو...!
-لا والله ما فيها شي بس فجعتوني..يعني ما شاء الله عرفتو رقمي و موقع بيتي و ...
ضحك علي:لالا..يلا أستناكم...!)
قفل علي و طالع فيا و قال و كأنو يعدد شي في مدرسة:جابو رقمي و عرفو وين البيت و اشتروا جيم بوي أحمر لسعود و ذحين هما تحت العمارة و طالعين لنا...!
-اييييييييييييييييش...؟!
قلت بعدها أستدرك صرختي:لحظة لحظة..مين دولا...؟!
-إلي أنقذونا...!
-و طالعين لنا دحين...؟!
-أيييييييييييوة...!
وقفت بسرعة وقلت:اتأكد إنو المجلس مرتب...!
و اتجهت للمطبخ و عند باب المطبخ التفت و كان علي ما اتحرك شبر واحد،اتنرفزت و قلت:عليييييي...!
أشر بأصباعو على الباب و هوا يبتسم و بالفعل دق الجرس،وقف علي:شفتي كيف زوجك فنان و عارف الوقت لين شقتنا بالضبط...!
-يا ربييييييييي..طب روح افتح لهم و المجلس إن شاء الله مرتب محد جانا من مدة...!
راح علي للمجلس و ناديت أنا سعود،جاني سعود في المطبخ،قلت:سعود حبيبي تعرف تلبس لوحدك...؟!
-ايوة مامي أنا كبيل..(كبير)...!
ابتسمت:طب فاكر بلوزتك الحمرا إلي فيها صورة قرد أهبل يضحك...؟!
-ايوة فاكلو..(فاكرو)...!
-طيب البسها مع الجينز الغامق و تعال وريني...!
-ماما القرد أهبل غبي بس أنا أحب البلوزة عشنها أحمرة...!
يا ربي فايقتلو أنا...!
قلت:طيب طيب يلا حبيبي روح البس بسرعة و تعال وريني...!
راح سعود و أنا كنت أجهز العصير..بصراحة مالي مزاج أسويلهم قهوة و شاهي..بعدين مو هما شباب..يعني المفروض ما يهتمو بدي التفاصيل ولا...؟!،و علي مو داك الفهم في "سلوم العرب" عشان يجي يرجني بعدين فـ..عادي...!
جاني سعود و قال:أزنن ماما...؟!
ضحكت:ايوة تزنن حبيبي تاخد العقل..فديتك والله...!
و جا بيروح بس ناديتو و قلت:سعود ما حطيت عطر...!
راح سعود و رجع بعد شوية،تركت الصحن إلي كنت قاعدة أزبطو و نزلت لسعود و حضنتو و شميت ريحة عطري أنا..المفترض إنو يحط من عطرو أو إذا مرة من عطر علي لكن ايش أقول في حركات سعودي إلي ما تخلص...!
قلت و أنا أستنشق:عسل ولدي عسل يجنن..هيا بابا خليك رجال لا تلعب و تسوي جلبة و دوشة...!
-تِيب...!
تركتو:و لمن تروح قول لبابا يجيني عشان يودي الصحون...!
و كنت حقولو مو بصوت عالي لكنو راح و جا علي بعد شوية و قال بنرفزة:خير إنتي خير..ولدك ذا فضحنا...؟!
-ايييش..ايش قال...؟!
-دخل و قال:"قلد سعود" ماما تقووووووووووول..سكتو و قلتلو تعال قلي في أذني...!
ابتسمت:طيب ما فيها شي...!
قال:المهم ايش تبغيني أودي...؟!
شلت صحن العصيرات و مديتو لو:شيل إنتا دا و قول لسعود يجي ياخد الحلا مو تقيل...!
قال باستغراب:أية حلا...؟!
-لحسن الحظ أمس ما جاني نوم فسويتو و أهوه اليوم احتجتو...!
قال و هوا يتناول الصحن مني:كويس كويس...!
و راح و جاني بعدها سعود،أعطيتو صحن الحلا و قلت:تقدر تشيلو...؟!
-ايوة..أقولك ماما...
-نعم...؟!
-تعالي اقعدي معانا...!
ابتسمت:وي سعود..ما ينفع هما رجال غريبين عني..ما ينفع يشوفوني...!
قال سعود بطفش مني و كأني أنا إلي مكبرة الموضوع:يا ماما ما فيها شييييييي..عادي يغمضو عنونهم...!
ضحكت:روح روح الله يستر عليك و خليك هادي لا تتكلم بصوت عالي...!
قال سعود بطفش من التعليمات:طيب...!
و راح و غصباً عني كنت مبتسمة..مبتسمة ابتسامة واسعة بانت منها أضراسي...!
أول شي نطق حرف الطاء..تاني شي قال طيب بنفس الطريقة إلي يقول بها علي طيب لمن يكون طفشان..سبحان الله كأنو هوا قدامي..تعرفو كيف لمن يقولو "الخالق الناطق"...؟!
و بعد حوالي الربع ساعة وصلني صراخ و ضحك عالي..طنشت لمعرفتي بإنو ما حيعطوني وجه و رحت أشغلت نفسي على اللاب...!
و بعد حوالي ربع ساعة تانية جاني علي و سعود إلي جري ليا و نط فوقي و قال و هوا يحط جيبم بوي أحمر عند عيني:أحمرة أحمرة ماما...!
علي:يا مفجوع..بتخزق عينها...!
بعدت الجيم بوي عني:ايش فيه...؟!
قال علي:جابولو جيم بوي أحمر لإنهم شافو حقو إلي خرب مع الحادث...!
-آآآه طب مرة شي حلو منهم...!
علي:بس والله أحرجوني و ولدك هذا كأنو مو شايف خير..شهق شهقة..أنا انفجعت عليه...!
ابتسمت:إنتا تعرف قد ايش كان متعلق بجيم بويو..و بعدين ما فيها شي..بالعكس مرة حلوة حركتهم...!
ابتسم علي أخيراً و ارتمى عالسرير و قال و هوا مغمض:فيه أشياء كثير بقولك عليها...!
من ملامح علي قدرت أعرف إنو مرتاح فارتحت..الحمدلله لك يا ربي..علي لمن يتكلم بدي النبرة معناتو مرة مرتاح و يكون يبغى يعبر..عشان كده صرفت سعود و أعطيتو كم أمر عشان ينشغل فأتفرغ أنا لعلي...!
يا رب..يا رب خليه دايماً مرتاح كده...!

*****************************************

اتنهدت..يا ربي..محتارة..أقول لعلي و لا لأ...!
أنا حاسة إني حامل..بس خايفة و متوترة..من ايش مادري..شكلي اتعقدت من التسقيطة إلي فاتت...!،سبحان الله..رغم إنو محد قلي عشان ما أزعل يعني إلا إني كنت حاسة..نفس الإحساس إلي حسيتو في حمل سعود و حسيتو في العيد هوا نفسو إلي أحس بو دحين..يوووووووه خليني أقول لعلي نروح نكشف بلا قلق و حيرة...!
عزمت أمري و رحت متجهة للصالة،جلست جمب علي،سعود كان يلعب بالجيم بوي بعيد شوية،قلت يعنني بجدية:أبو سعود...!
التفت ليا مستغرب:خير...؟!
-أنا شاكة إني حامل..يلا نروح نكشف...!
قلت الموضوع عااااادي و ببرود و لا كأني قبل شوية كنت مترددة...!
قال علي:ايييييييييييييش...؟!
-أقولك يمكن أنا حامل...!
-و تقوليها بكل برود...؟!
قال سعود و عينو على شاشة الجيم بوي:ايس يعني حامل...؟!
قلت:حبيبي حامل يعني في بطني نونو...!
ترك سعود الجيم بوي و جا بحماس و قال و هوا يدق على بطني:زوة..(جوة)..نونو...؟!
ابتسمت:يمكن يا بابا مو أكيد...!
طالع سعود فيا بنظرة غريبة:أنا زوة أول...؟!
-ايوة...!
قام سعود عني و قعد يتفحصني و يلف حولي،جلستو عليا:ايش قاعد تسوي...؟!
قال و هوا يأشر على بطني بسبابتو:تلعيه..(طلعيه)..خليه يخلز..(يخرج)...!
ضحكت:حبيبي..يمكن فيه يمكن مافي...!
حضني سعود و حط راسو على صدري بدلع:نونو يع...!
طوقتو بيدي:ليش حبيبي..النونو يسير أخوك و إنتا أخوه الكبير...!
-يلعب معايا...؟!
-آها...!
رفعت عيني عن سعود لمن سمعت علي يقول بجدية:جود...
جاوبت قبل ما يسأل:شهر أو شهرين بالكتير...!
تابعت:بروح أكشف عند نفس الدكتور إلي أول...!
حدَّجني علي بنظرة قاتلة أما أنا فضحكت...!

*****************************************

طلعت نتائج التحليل و طلعت حامل..حامل في الشهر التاني..لكني ما أحب أتكلم عند الناس..و علي هزأني:"في الشهر الثاني أكيد مداكي تتأكدي..ليه ما قلتيلي من أول...؟!"،أففففف و الله علي يطفش لمن يعصب..أحس نفسي أسطرو بس...!>>>"أسطرو" تعني أسطره و أعتقد أنها مأخوذة من ساطور أو مسطرة...!>>>بس أنا مابغا أضرب علي بالساطور و لا بالمسطرة..مممم..يوووووووه بلا ساطور بلا ماطور...!
المهم دحين..ادعولي أكون حامل ببنوتة..أبغا بننننننننننننت...!،و لين ما يتحدد الجنس و لين ما ينفخ بطني و تطلعلي كروشة حلوة ما حأتكلم...!
أوه نسيت أقولكم..عمو مسافر..عشان الشركة إلي يشتغل فيها مسوية مؤتمر مادري اجتماع..المهم حاجة يتجمعوا فيها الكبارية إلي يشتغلو في نفس الشغلة و يقعدوا يتكلمو...!،و الصراحة مادري عمو ايش يشتغل..كده مرة قلي و شرحلي بس ما أفهم..المهم إنو مسافر دحين..مسافر لو يومين و حيرجع اليوم بعد العشا و أنا لازم أروح أرتب غرفتو...!
أول ما وصلنا نزلت أنا أما علي و سعود فراحو لمحل الألعاب عشان يشتروا "سليت زديد"،سعود يبغى شريط جديد للجيم بوي الأحمرة حقو...!
أول ما دخلت الشقة سلمت على مُنورة..سألتها عن جدة قالتلي تصلي..رحت لغرفتي،صليت المغرب،فسخت العباية و رحت لعند غرفة جدة،كانت مديتني ظهرها و باين إنها خلصت صلاة و جالسة تسبح...رحت و حضنتها من وراها:تقبل الله يا أحلى جدة في الدنيا...!
جدة بطبيعة الحال انفجعت..انفجعت و بقوة و خفت أنا عليها..مسكت عصايتها و حاولت تضربني لكنها ما قدرت لإني سحبت منها عصايتها و حطيتها بعيد و أنا أضحك و جلست جمبها،قالت بغضب:هات العصا...!
-أعطيكي هيا عشان تضربيني..لأ...!
-با بنتي أعطيني عصاتي..لا تلعبين بها...!
استحيت من نفسي لمن اتلمست لهجة الاستجداء من جدتي..الشي إلي خلاني أقوم و أعطيها العصاية و المفاجأة كانت تحول ملامح جدة المترجية و ضربها ليا على فخدي:آآآي يعور...!
-حيلي حيلي عني بكمل صلاتي...!
"حيلي" تعني ابتعدي...!،قبلت راس جدة و سحبت مفتاح غرفة عمو من شنطتها و رحت للغرفة،ولعت الأنوار فيها بعدين اتوجهت للصالة و لقيت منورة تتفرج على ستار أكاديمي..يوووووه الشي دا لسه عايش...؟!
قلت:ايش دا...؟!
-ستار أكاديمي...!
-ايوة عارفة بس تخلف مرة...!
قالت منورة بانزعاج:حرام..كل واحد لازم هبيبي (حبيبي)..هبيبي..هبيبي..صوت مو هلو...!
ضحكت:هما أصلاً بس عشان الشهرة..فيميس يعني...!
-فيميس حرام كده...!
-الله يعين..المهم..الله يخليكي ولعي فحم عشان أبخر غرفة عمو...!
و رحت لغرفة عمو..دخلتها و رديت الباب..بدأت بالسرير،نفضتو و غيرت الشرشف و بيوت المخدات،نفضت البطانية و حطيتها على جمب عشان أبخرها بعدين،فتحت الشباك عشان تتهوى الغرفة،مسكت الكوميدينة،ما كانت مرة ملخبطة،جمعت الأوراق إلي عليها فوق بعض و جطيتها على زاوية الكوميدينة..كنست الأرضية،مسحت الأرفف بعدها اتجهت للتسريحة إلي أقدر أجزم إنو في زوبعة حصلت عليها،لأول مرة تكون بدا المنظر..عمو دايماً مرتب..ايش إلي حاصل دحين...؟!
رفعت أكمامي،مديت ايدي لكني رجعتها و رحت جبت سَبَت (سَبَت تجي بمعنى سلة) كبير شوية و نكت كل الأشياء الموجودة عالتسريحة فيه..حطيت السَبَت عالأرض و مسحت التسريحة و مقابض الأدراج إلي فيها بعدها جلست في نص الغرفة و سحبت السَبَت ليا...!
طلعت من السَبَت كل الأشياء إلي توقف زي الكريمات و الغسولات و العطور و العلب الفاضية إلي مادري ليش لسه ما انرمت في الزبالة...!
رتبت كل الأشياء دي عالتسريحة بعد ما مسحت الغبار عنها..اتجهت بعد كده للسَبَت..الباقي فيه كان أوراق و بطايق،لملمت الأوراق و حطيتها على جمب،لملمت البطايق و كنت أشوف ايش مكتوب على كل بطاقة..و تخيلو..كان فيه بطاقة لمشغل نسائي..ايش جابها عندو...؟!،تلاقو أحد في الشارع أدالو هيا و أول ما دخل حطها عالتسريحة..هههههه...!
حطيت البطايق فوق الأوراق و قمت..حطيتهم في طرف التسريحة التاني..لمن رجعت للسَبَت على أساس أخرجو من الغرفة اتفاجأت بصورة،كانت صورة لشباب في مسبح من بينهم عمو و أحمد...!
اتذكرت..هدا حصل لمن عموا تخرج من الجامعة..راح مع أصحابو استراحة،كان عمري وقتهاااااااا..ممم..يجي تسعة عشرة سنين..حتى عمو سوى حادث في طريق الرجعة من الاستراحة،يووووه ما كانت أيام حلوة كان عمو كئيييييييب،رغم إنو سِلم...!
لفيت الصورة لمجرد لفها لكني اتفاجأت بكلام عليها...!
حسيت بفضوووول و جريت عيني عالسطور و انصدمت بالمكتوب...!
"قالها ليَ الطبيب بكل بساطة..(جهازك التناسلي تأثر و قد لا تنجب)،ثم سجل ليَ خروجاً و ذهب..ربما لينقل خبر مصيبةٍ أخرى لمريضٍ آخر...!
حينما زارتني تعلقت بها بشدة،طوال السنين الماضية كنت أشعر بأنها مسؤولية كبيرة ظُلمت _أنا_ باضطراري لتحملها لكن الآن..هي ابنتي..ابنتي الأولى و الأخيرة...!
احتضنتها بقوة،شكوت لها و أنا أبكي..لم تعي ما أقول لكنها بكت معي مستفسرةً عن دموعي...!
في تلك الليلة نامت جود بعدما أرهقها البكاء بين ذراعي،في تلك اللحظة شعرت بالأبوة الحقة..كنت أعتقد بأني أحبها لكني و بعد ذاك الشعور الذي اجتاحني علمت بأنني لم أكن إلا أشفق عليها...!
تغير كل شيءٍ الآن..كل شيء..جود ابنتي و أنا والدها و لن أسمح لأيٍ كان بأن يؤذيها..هو عهدٌ أقطعه على نفسي..سأكون ملاذها و حاميها...!"
رميت الصورة بفجعة و كأنها شي يلسع و وقفت و بعدت عنها و قعدت أطالع فيها برعب و يدَّيني حاضنتها لقلبي ،سرت أسمع صوت أنفاسي المتلاحقة،قعدت على نفس الوضعية لدقائق،بعدها مشيت ببطء شديد و انحنيت و جبت الصورة و أعدت قراءة الكلام مرة و مرتين و تلاتة...!
مني قادرة استوعب..أو يمكن مابغا أستوعب..مادري لكن يدِّي ترتجف و صدري يهبط و يعلو و حسيت بحرارة شديدة في جسمي وإني بديت اعرق...!
فجأة و بلا مقدمات انفجرت أبكي و بقوة،قعدت على الأرض .. أبكي بألم و وجع وأنا أشهق...!
فضلت على دي الحالة لمدة .. ما أعرف قد ايه .. أبكي وأمسح دموعي إلي مي راضية توقف رغم محاولاتي...!
وسط أفكاري و دموعي اتذكرت إني لازم أهدى لإنو عمو حيجي و أكيد بابا أو عمي سعد أو وحدة من عماتي حيجو..أكيد في أحد حيجي..أنا لازم أهدى عشان أستقبلهم...!
اندق الجرس..أكيد علي و سعود...!
وقفت بسرعة و أنا أمسح دموعي و أرفع الصورة عن الأرض،طويتها و دخلتها في جيبي،شلت السبت عن الأرض و ألقيت على نفسي نظرة في المراية خوفاً من إنو البكا يكون واضح،ناديت:"منورة..جيبي البخور...!"...جات منـ..جا علي بالبخور و وراه سعود المتحمس بشريطو الجديد...!
شلت المبخرة من علي و اغتصبت ابتسامة:هلا...!
حسيت بنظرات غريبة من علي،قال بعدها:ايشبك...؟!
-ايشبي...؟!،ما بيا شي...!
-إنتي كنتي تبكي...!
ما قالها علي بتساؤل،قالها بجزم و ثقة و تأكد فما لقيت مفر إلا إني أقول بابتسامة حزينة:لا بس و أنا أرتب شفت صورة لجدو الله يرحمو فبكيت شوية...!
-إنتي من قبل قلتيلي إنه ميت من قبل ما تنولدين...!
-ها...؟!،لالا بس يعني..هوا أنا كنت دايماً أحس لو كان موجود يمكن وضعي حيكون غير فـ..يعني أنا..أحس إنو لو هوا موجود كان يمكن بابا ما يتجاوز حدودو زي دحين...!
قال علي:آآآآه يا جود الله يهديكي..ما يستاهل البكا..فجعتيني حسبت فيكي شي...!
الحمدلله عدَّى الموضوع على خير..أنا أعرف علي مستحيل يخليني لو شك في شي...!
مشيت في الغرفة شوية و بعدها حطيت المبخرة في نص الغرفة،طفيت الأنوار و خرجت و أنا مقررة إني أحاول قد ما أقدر ما أبين شي و أستقبل الناس عادي...!،قفلت الغرفة و حطيت المفتاج في جيبي التاني،شلت سعود و بستو و احنا متجهين لغرفة جدة:كيفو حبيبي...؟!
-تيب...!
التفت لعلي:اتأكدت إنو الشريط ما فيه عنف...؟!
ضحك علي:عنف اييييييه...؟!،القصة كلها يقعد هذا ايش اسمه..يوووووه نسيت..المهم بس يقعد يجمع دوائر ذهبية..و ينقذ الناس و يتسابق و هوا سريع و بعدين فيه شرير و...!
قاطعتو بابتسامة:سونيك...؟!
-اييييييوة...!
دخلنا الغرفة،سلم علي على راسها و يدها،قال:كيف حالك يا أم سعود...؟!
ابتسمت..علي مو معترف إلا بعمو رغم إنو جدة كنيتها أم سعد على عم كبير عندي..و أشك إني لو شفتو حعرفو...!
قالت جدتي:بخير الله يسلمك يا وَلَدي...!
سعود نط عند جدة و جلس في حضنها:زدة سوفي..اسليت سليت زديد..(جدة شوفي..اشتريت شريط جديد)...!
و كالعادة جدة و علي لمن يجتمعوا يندمجوا في الكلام و ينسوا إلي حولهم...!
أنا كنت جالسة و في حضني سعود إلي نط من عند جدة و جا عندي يبغاني ألعب معاه،كنت أحاول قد ما أقدر أركز معاه،كنت أسرح كل شوية،تركيزي كان مسلوب و كنت مسرحة..و كل ما أحد قال شي أحسبو يقصد عمو..كل تفكيري كان منصب على عمو...!
اندق الجرس بعد فترة،قمت عشان أفتح الباب و لمن طالعت من العين السحرية فُوجئت ببابا و أهلو،يا الله أنا ناقصة..لسه دوبي مكتشفة مشكلة عمو...!،مني ناقصة بابا يجيني دحين..مني ناقصة أبداً،بلعت ريقي و فتحت الباب بقلب ينبض بشدة..هدي أول مرة أشوفو بعد المواجهة إلي سارت..المشكلة المواجهة سارت قدامهم كلهم...!
حاولت قد ما أقدر أكون ثابتة،قال بابا:السلام عليكم...!
رفعت عيني لهم و من دون ما أحس جات على عبدالرحمن إلي كان مبتسم زي دايماً،قلت:و عليكم السلام..أهلاً...!
كنت حبتعد لكن بابا فاجأني بإنو اتقدم و حضني:كيفك...؟!
حسيت بقلبي ادردب و أنفاسي حارة..ايش دا القرب...؟!،بابا عمرو ما اقترب مني أكتر من قرب الواحد لمن يسلم على أحد بالخد و دا الشي سار من سنين و من غير نفس كمان...!،و بصراحة بدل ما تتحرك عواطفي حسيت بانزعاج...!
قلت بصوت واطي:الحمدلله...!
و الحمدلله تركني،أعتقد البقية كانو حيسلمو لكن شكلو ملامحي المستنكرة و حواجبي المقطبة نفرتهم..أحسن...!
أعطيتهم ظهري و أنا أقول:علي جوة...!
رحت لغرفة جدة:بابا و أخواتي و دولا الناس جو..أعتقد لازم تروح المجلس...!
علي:طب هما وينهم...؟!
-في الصالة...!
-طب...كيف أمر...؟!
-أمممممم اتحمحم و قول طريق أو أي شي...
قام علي بتأفف،من هناك وصلني صوت الحمحمة و:"أنا علي و أبغا أمر..يعني إلي يغطي يغطي و إلي ما يغطي يغطي أحسن"،ضحكت و أنا أساعد جدة على النهوض،التفت لسعود:حبيبي افتح شنطتي و حط من العطر حقك و تعال...!
-مين زا...؟!
-جدك...!
-أبوكي...؟!
-ايوة...!
-ما أحبو...!
قلت بشدة:سوي إلي قلتلك عليه و لا تقول هدا الكلام قدام أحد..يلا بابا بسرعة...!
و في الطريق من غرفة جدة للصالة كانت جدة تكلمني:زي ما قلتلك يا بنتي كان...!
-إلي يرضيكي بسويه...!
للتوضيح:"كان"..يقولوها كبار السن و يقصدوا بها إنو الحدث من الماضي..يعني مالو داعي نفكر فيه لإنو ماضي و جدة تقصد إنو بابا لازم أسامحو و أعتبر إلي سواه من الماضي إلي راح و ما حيتغير...!
آآآخ يا جدة عالماضي إلي بيني و بين بابا آآآخ...!
دخلت الصالة و أنا مبتسمة..لازم أبتسم..أياً كان هدولا ضيوف في بيت جدتي إلي أعتبرو بيتي..طبعاً ضيوف بالنسبة ليا،المهم.. جلَّست جدة و جلست جمبها،أخواتي و زوجة بابا سلموا على جدة،سلامهم على جدة كان غير عن سلامي أنا..سلامهم كان سلام أي حفيد على جدتو..أنا ما أسلم على جدة كده..أنا أسلم عليها زي أي شخص يجي و يسلم على أمو..جدة بمقام ماما إلا مو بس بمقامها..هيا ماما...!
زوجة بابا كانت بتتكلم مع جدة و البنات بيتكلمو مع بعض،سعود دخل بعد مدة و جلس جمبي و كان يطالع الكل بتفحص،ضحكتني نظرتو..و كأنو واحد يقيم بضاعة و لا شي..لا و لمن وحدة تطالع فيه يلصق فيا و يلف وجهو..!!
بعد ثواني نطت سارة عندي و قالت بابتسامة سعادة واسعة:كيفك جود...؟!
ابتسمت:الحمدلله حبيبي..إنتي كيفك...؟!
هل أتوهم و لا الكل عينو عليا...؟!
-الحمدلله تمام..سعووووود..كيف حالك...؟!
طالع فيها سعود بنظرة تضحك،قال:إنتي أول زيتي(جيتي) عندنا...؟!
ضحكت سارة:ايوة جيت عندكم..تتذكر اسمي...؟!
ما رد عليها سعود و لف وجهو ما يبغا يطالع فيها،جلست سارة جمب سعود:اسم الله عليه يجنن...!
ابتسمت:طبعاً يجنن..ولد جود ما تبغيه يجنن...؟!
ضحكت سارة،شدني سعود،دنقت لو،همس في أدني:مين اسمها...؟!
اعتدلت في جلستي:اسألها إنتا...!
قالت سارة:ميييين اسمي...؟!،اسمي سارة..ليش نسيت اسمي...؟!
هز سعود راسو و قال ببديهية:عشان أنا نسيتو..خلاس..خلاس أنا نسيتو...!
ضحكت سارة،نط سعود و الله يسامحو راح و وقف قدام زوجة بابا،قال و هوا يأشر عليها:ماما..مين اسمها هدي الحُلمة..(الحرمة)...؟!
ما عرفت ايش أرد لكن إلي أنقذ الموقف كان سارة الله يسعدها،وقفت و مسكت يد سعود و قالت:"هدي جدتك"،و مشيت معاه و قالت و هيا تأشر على كل وحدة من أخواتي:هادي خالة خلود عندها بنوتة و ولد حلوين زيك،و هادي خالة مها خلصت الجامعة قبل مدة،و هادي خالة منى تدرس في الجامعة زي ماما و أنا خالة سارة و لا أقولك قولي سارة بس و أنا أدرس في الجامعة،لسسسسه دوووووبي أبدأ الجامعة...!
قال سعود و هوا يأشر على نفسو:طب أنا اسمي سَعُود...!
فلت سعود يدو من يد سارة و جا يجري و نط فوقي و قال بحماس:أنا عندي اتنين زدة و واحد أمي...!
ابتسمت بتوتر و أنا أمسح على راسو،"أمي" يقصد بها عمتي أم علي هوا يسمع علي يقولها أمي فيقلدو...!
قالت "مها" فجأة:جود إنتي فرنسي...؟!
قالتها بطريقة أشبه بحال ناس دوبهم يتعرفوا على بعض ويحاولوا يفتحوا موضوعات للنقاش ..
هزيت راسي بايوة و أنا أفكر إنو أخواتي ما قد أعطوني وجه..كانو دايماً يطنشوني و ما يعطوني وجه..حتى لمن أمهم و بابا ما يكونو موجودين برضو ما يعطوني وجه..كانو بس يسترقو النظرات ليا...!،ليش دحين سايرين يبتسموا ليا و يسألوني و يكلموني...؟!،أو خليني أقول يحاولو يكلموني...!،هل عشان يرضو بابا و لا هما أصلاً كانو يطنشوني عشان خايفين من أمهم أو بابا لا يعصبو لإني فاسدة و ماشية على خطى ماما _إلي ما أعرف حتى اسمها_ و دحين بابا حلل لهم يكلموني فساروا عادي معايا...؟!،و لا ايش الهرجة بالضبط...؟!،تعرفو..فكرة إنهم كانو خايفين من أمهم و بابا مي مقنعة..هما لو من جد حاسين إني مظلومة كان عِملوا زي سارة و عبدالرحمن..صح إنو عبدالرحمن ما قد احتك بيا قبل الحادث بس كان لمن يشوفني يبتسم ليا عادي و لا كأنو فيه شي...!
أوووووه و أنا مالي..أياً كان السبب أنا أخواتي مني حاقدة عليهم..الاتنين إلي من جد ما أطيقهم بابا و عبدالإله و إن شاء الله إني حأبر بابا حتى لو ما أحبو و عبدالإله قلعتو ما عليا منو...!
و دحين خليني أركز مع البنات بلا ما يقولي عني قليلة أدب...!
قالت مها:طب كيف..لإنو مادري بس جايتني هفة نفسي أتعلم فرنسي...!
ابتسمت:عادي...!
-لأ قصدي أبغا شي مسلي لإنو أنا أتعلم في البيت بنفسي...!
-مممم..شوفي هوا أهم شي يكون عندك انجلش كويس لإنو أغلب المواد الحلوة أو المسلية ما تكون بالعربي...!
كنت أحاول قد ما أقدر أكون طبيعية...!
ابتسمت مها:أصلاً أنا انجليزي...!
-آها..طب كويس..أنا عندي لو تبغي صحبات فرنسيين مممكن تكلميهم و تطلبي منهم يفلتو كده في نص الكلام كلمات فرنسي..ترى كده يساعد في إنك تتعلمي كلمات جديدة كمان أكتبلك لو تبغي لستة كتب و أشياء من النت لإنو دورت في أغلب المكتبات ما لقيت إلا دروس و برامج مسوينها مصريين..صـ...
قاطعتني منى باستنكار:و إذا مصريين...؟!،ايش العنصرية دي...؟!
طالعت فيها..ايش تبغى دي...؟!،حتى ما خلتني أكمل كلامي...!
ابتسمت:مو عنصرية..إنتي ما خليتيني أكمل كلامي..كنت حقول صح دروس جيدة و مفيدة بس عشانك يا مها في البداية اللكنة حتركب معاكي و حيكون صعب عليكي تتكلمي زي الفرنسيين و إنتي أول الدروس اتعلمتيها مع مدرسين مصريين و كنت حقول حتى السعوديين لا تاخدي دروسهم إلي منزلينها على الانترنت و كنت حقولك على موقع فرنسي تعليمي كويس..عرفتي يا منى الله يهديكي ليش قلتلها مسوينها مصريين...؟!
منى شكلها كده اتفشلت،ضحكت خلود:العجلة مي حلوة...!
قلت:لا عادي..بعدين أنا أصلاً من أول محاربي العنصرية في البيت...!
قالت سارة:دحين إنتو مو آداب كلكم..ليش ما قد اتقابلتو...؟!
خلود:ايوة الله من جد..ليه ما قد شفتو بعض...؟!
ابتسمت:أنا ما أداوم إلا أحد و تلوت و البريكات كلها مع سعود عشان أنا أحطو في الحضانة...!
خلود:طب ليه ما تدخليه روضة و ترتاحي...؟!
-أخاف عليه..أنا حتى في حضانة الجامعة أخاف عليه...!
-بس ترى فيه روضات معروفة و مرة محترمة...!
-عارفة بس أنا أصلاً أبغاه يقعد عندي ليييين سن المدرسة...!
هزت خلود راسها،و سكتنا،أكره لمن الموضوع يخلص خاصة مع ناس مني مرة معاهم و في نفس الوقت لطيفين بغرابة..يعني..هما فجأة و من أول جلسة لنا كانو لطيفين..!! إلي أبغا أعرفو.. هل لو عاملوني و كلموني قبل كانوا حيكونو بدا اللطف و يعاملوني كأختهم و يناقشوني في أشياء بسيطة و ماتنقال إلا في جلسة لناس قريبين من بعض..آآآ..وت ايفير...!،بس على فكرة لمن أكون متعودة عليهم و متعودين عليا يكون عادي زي في بيت أهل علي لمن ما نلاقي شي نتكلم فيه أقول لأحلام و صفاء:"انقلعو..والله تطفشو الواحد"،و أروح أساعد في المطبخ أو أدخل النت أو أي شي...!
وقفت بعد ثواني و رحت للمطبخ،سألت منورة:أحد قالك تسوي شي..كشنة أو رز...؟!
-لأ...!
خرجت و أنا أبتسم:"يسسسسسسسس..نفسي في بيك"،وقفت و قلت للكل:ايش تبغو عشا...؟!
قالت زوجة بابا بجمود"ليه من برة؟!"،قلت و أنا أرفع أكتافي:منورة و أنا تعبنا في البيت ننظفو و انهد حيلنا و كمان أنا نفسي في بيك...!
اعترضو البنات و قالت سارة:قريب أكلنا بيك...!
اتخصرت:يا سلاااااااااام والله محد قلكم..أنا أبغا بيك...!
قالت جدة:يا بنتي خذولكم من ذاك الفطاير القبعة ...!
-بيتزا هت...؟!
-والله مادري ايش اسمه...!
قلت:أنقذتكم جدة...!
منى:بس هيا قالت خذولكم يعني هيا ما تبغى تاكل...!
ابتسمت و أنا أقول بصوت واطي:جدة لمن تبغى شي تقول روحوا..سووا ..كلوا..مستحيل تقول إنو هيا تبغى...!
تابعت:المهم..ايش تبغو...؟!،أو يعني ايش تحبو من بيزا هت...!
سارة:مممم أطراااف جبنة...!
-شي أكيد..اسمعو..ايش تاكلو أكتر لحم و لا دجاج...؟!
خلود:كلو واحد...!
-أوكي...!
و رحت للمطبخ عشان أكلم علي براحتي،اتصلت و رد:نعم...!
-السلام عليكم...!
-و عليكم السلام..هلا...!
-مممم..علي حبيبي معليش تروح تجيب لنا عشا...؟!
-عشا...؟!
-ايوة الله انهد حيلي و أنا أرتب ما أقدر أطبخ...!
-أففففف..طيب ايش تبغو...؟!
علي مستحيل يلبي طلب من غير ما يتأفف...!
-بيتزا هت...!
-هممممم ما أتوقع الكل ياكل...!
-مو مهم..لإنو جدة إلي طلبتو و أنا ما أصدق تطلب أكل و يعجبها...!
-طيب طيب..ايش تبغو...؟!
قلت بعد ما قلت إلي نبغاه:تتوقع يكفي...؟!
-كم أخواتك...؟!
-أربعة...!
-أربعة..سبعة و هنا أربعة..تقريباً احنا خمسطعش...!
-إن شاء الله يكفي..المهم..شوف عروضهم و زبط...!
-أوكي..أي شي ثاني...!
-سلامتك...!
-الله يسلمك يا قلبي...!
قلت بتساؤل:علي وينك...؟!
ضحك:خرجت و لا كان فصلت في وجهك من غير ما أرد...!
ضحكت:مالت عليك..يلا باي...!
-مع السلامة حبيبي...!
رجعت الصالة و جلست جمب جدة...!
بعد حوالي الربع ساعة اندق الجرس،وقفت و مديت ايدي إلي حاولت أوقف ارتجافها لسعود:"يلا حبيبي عشان نسلم على عمو"..قال سعود بحماس:جا...؟!
ابتسمت:ايوة...!
ما كانت ابتسامتي لسعود ابتسامة سعادة لإني حشوف عمو..كانت ابتسامة بنية إخفاء مشاعري المضطربة و الخايفة و كانت ابتسامة مناقضة لشدة نبض قلبي...!
رحت لغرفة جدة إلي فيها شنطتي،اتعطرت و عطرت سعود و رتبت شكلو و رحت للمجلس بقلب يدق بقوة..مو عشان بابا..لأ..في شي أهم..في عمو و اكتشافي الجديد عنو...!
دخلت المجلس و أول ما دخلت اغتصبت ابتسامة:السلام عليكم...!
ردوا عليا السلام،وقف عمو:هلا والله...!
جري سعود لعمو إلي شالو،قال بعد ما باس عمو:إنتا فين كنت...؟!
-أنا كنت مسافر عشان عندي شغل...!
-تيب عمو..عمو أنا اكتشفت شي...!
التفت ليا عمو و قال بابتسامة:الشين...!
ابتسمت ابتسامة بسيطة:سار ينطقها أحياناً...!
التفت عمو لسعود:ايش اكتشفت...؟!
قال سعود بطريقة تعليمية:ينفع..أقولك..عمو..أنا...!
استغرب عمو:عمو أنا...؟!
ابتسمت و أنا أسمع سعود يقول الجملة إلي يكررها كل يوم عليا:اسمي سَعُود و اسمك..سَعُود..يعني..أقولك عمو أنا...!
ضحك عمو و نزل سعود،رحت أنا و حضنت عمو علطول،طولت شوية و نسيت إلي حواليا حتى بابا إلي طنشتو قبل شوية لمن حضني .. و لمن بعدت عنو ابتسم بهدوء مستفسر:جود ايشبك...؟!
حاولت أبتسم:عمو مرة اشتقتلك...!
ابتسم:و أنا كمان حبيبي..قوليلي كيفك...؟!
قلت بهدوء:الحمدلله...!
-ايشبك...؟!
-ها..ولا شي...!،زي ما قلتلك إنتا بس وحشتني مرة،إنتا كيفك...؟!
- الحمدلله بس تبعاااااااااااان...!
ابتسمت على تقليد عمو لسعود في كلمة "تبعان" و قلت و أنا أطلع مفتاح غرفتو من جيبي و أحس إني بعد إلي عرفتو أبغا أهتم فيه أكتر..أبغا أراعيه و أعطيه وقت أكتر من الوقت إلي بأعطيلو هوا بالعادة:رتبتلك الغرفة بس لا تنام..علي حيجي دحين و حيجيب عشا..اقعد عشان تسلم عليه و تتعشى معانا...!
-أوه صح والله مو موجود..حيتأخر...؟!
-دحين بأدق أشوفو...!
و قبل ما أدق اندق الجرس،ابتسمت:أكيد هوا...!
و رحت و فتحت الباب،مديت ايدي بآخد الأكياس بس علي بعدها:خلي منورة تجي تشيلها...!
همست:أنا لسه في بداية التالت...!
-لو الأول...!
و حط الأكياس قدام الباب إلي يفتح عالصالة و دخل للمجلس و قال بابتسامة:سلاااااااامة الأسفار...!
وقف عمو:الله يسلمك...!
و سلموا على بعض،و لمن مشيت خارجة من المجلس استوقفني علي:جود...!
التفت فقال:لا تشيلي الأكياس...!
انقهرت منو و من طريقة كلامو،فمديت لساني و أنا مغمضة عيوني بقوة:اممممممممممممممم
و خرجت و أنا أسمع ضحكة عمو و صرخة علي إلي عصب: هييييييي إنتي...!
رحت للصالة و فتحت الباب و شلت الأكياس و وديتها للمطبخ،جو أخواتي عشان يساعدوني،و بدأنا نفرش السفرة،قالت زوجة بابا بلا أي مشاعر ظاهرة على وجهها:إنتي عبي عند الرجال...!
-ها...؟!
-إنتي الوحيدة إلي يمديكي تروحي...!
ما كنت أبغا أروح و أجي قدام بابا و عبدالإله..مادري ليه أحس بشي غريب لمن أكون متواجدة معاهم في نفس المكان..دولا الاتنين غير عن عبدالرحمن و أخواتي و زوجة بابا..لمن أكون معاهم أحس بخنقة و أحس الجو حولي يتغير...!
وقفت و شلت التلاتة بيتزات و بطرف أصباعي الصغير شلت السفرة و اتجهت للمجلس و أول ما دخلت وقف علي و صرخ:إنتي ايه إنتي...؟!،ليه ما تسمعين الكلام...؟!،ما كفتك التسيقطة القريبة..ما كفاكي سعود والدتو في السابع...ذحين في ايش تبغي تولدين..في الخامس و لا في الرابع...؟!
لو كان الوضع تاني كان زعلت من علي لإنو صرخ عليا قدام الملأ لكني غمضت عيني و أنا أقول:شكراً على التكتم علي...!
التفت لعمو إلي قال بسعادة بالغة:جود إنتي حامل...؟!
عيني من غير ما أحس جات على بابا بس بسرعة بعدتها لكن إلي لمحتو في وجه بابا كان غريب..معقول عشان علي اتكلم عن الإجهاض إلي سارلي بسبب الحادث...؟!،أياً كان السبب نظرة بابا كانت مرة غريبة...!
قال علي إلي و أخيراً انتبه:أوه...!
التفت لعلي و قلت بدهشة مصطنعة:أوه...!
ضحك علي و رجع جلس،التفت لبابا إلي قال بتردد:أنا كنت أدعيلك ربي يعوضك...!
طالعت فيه و أنا أحس بالغرابة تجاه نظراتو الغير مشمئزة،ابتسم بحرج..أعطيت علي السفرة و البيتزات و خرجت...!
لمن خرجت اتذكرت البيبسي و الكاسات و الموية،شكرت الله إنو علي جاب بيبسيين..يعني ما حأضطر أقولهم..صبو و رجعوه لنا...!>>>والله لو كان عصير كان جاب واحد و قال:"بلا تبذير"...!
رحت بباقي الأشياء للمجلس و أول ما دخلت وقفو عمو و علي و شالوها مني..يا ناسو عليهم..الله يسعدهم...!
قال عمو:جود تعالي اتعشي معانا...!
التفت لعمو مستغربة،قلت بعدها بغرور:لاوالله تبغاني أقعد و آكل مع رجال..هزُلت...!
قلت إلي قلتو بعد ما قررت آخد الوضع بمرح و مزح و أنكت و لا كأنو شي...!
كده..out of the blue...قررت دا القرار...!
عمو استجاب و قال:مالت عليكي يختي...!
قلت و أنا أحرك يدي:أنا رجالين في البيت و بالغصيبة متحملتهم،لسة أتحمل خمسة اسم الله عليكم..من جد ما حأقدر...!
قال عبدالإله بسخرية:و سعود رجال...!
طالعت في عبدالإله..تصدقو نفسي أمسك وحدة من البيتزات و أرميها في وجهو بس حرام فيه أضيع بيتزا...!
قلت بطريقة فلسفية بعد ما اتخذت قرار تاني يخص عبدالإله:ايوة يا قلبي سعود أعتبرو رجال لأن الأم ترى الرجل المتكامل و المرأة المتكاملة في أولادها..إنتا يمكن ما تفهم الذي أقصدهُ من كلامي..لكن إذا ما تزوجت و أنجبت فستفهم...!
طااااااالع فيا عبدالإله:من وين ململمة ذا الكلام...؟!
يا ليت لو عندي نظارة عشان أعدلها زي الناس المثقفين و إلي يسوو نفسهم...قلت:عبدالإله يا عبدالإله..كلماتي تخرج من قلبٍ إلى قلبٍ و إنني لأصدقك القول في كل شيء...!
علي:جود ايش قاعدة تقولي...؟!
طالعت في علي المفجوع مني و عليا،ضحكت:لا و لا شي بس شوف كيف وجهو سار..ينقهر بسرعة و أنا بس حبيت أنرفزو...!
قال عبدالإله:إنتي على بالك دمك خفيف...؟!،ترى بايخة...!
ضحكت: I didn’t ask you to laugh…!
قال عبدالإله بغيض:عرفنا تعرفي انجليزي...!
قلت و أنا أتقل حرف الآر و أتكلم انجليزي سعودي:frankly..I like to talk in English…!
قال عبدالرحمن بابتسامة:تتفرجي السعودية الثانية...؟!
ضحكت:زمان..على أساس أقوي اللغة...!
-وييييييييييين تقوين اللغة...؟!،يا أمي هما يحتاجو مين يقوي لغتهم...؟!
قلت:حرام عليك والله بعضهم جيدين...!
سكت عبدالرحمن مدة بعدها قال بتفكير:تصدفي يا جود مشكلتك نفس مشكلتي..أنا كده زيك أبغا عنصر ذكري في البيت بس ما عندي...!
-آآآآه حتى أنا..إن شاء الله أكون حامل ببنوتة لإني طفشت من الأولاد..أشياءهم مي حلوة...!
أضفت بعد ما لاحظت انهم التفوا عالسفرة عشان يتعشوا :"يلا أنا كمان بروح أتعشى..جيعاااااانة ..بأكل نفسي و بأكل بنوتتي و لا ولودتي"،و خرجت من المجلس و جلست على سفرة الحريم و أنا بالي مشغول بشيين:الأول:"أدعي لك" & "أدعي عليك"..حرفين بس الفرق لكن المعنى يختلف و لو بابا نطق قبل ما يسير الحادث كان بست رجلو على كلمة أدعي لك...!
أما الشي التاني و إلي هوا أهم فكان..عمو...!

*****************************************

كنا في السوق أنا و علي و سعود،خلصنا تسوق و جالسين على وحدة من الطاولات نشرب و ناكل هوت آند كريسبي...!>>>يميييييي أحب بطاطسو...!
كنا نتكلم و نضحك و مبسوطين،بعد دقائق سمعنا صرخة:"علي"...!
التفتنا،كانو شلة شباب،أنا علطول غطيت وجهي أما علي فقام بسرعة استغربتها و كان مبتسم..غريبة العادة يتضايق لمن نشوف أحد نعرفو في مكان عام...!
و الغريب أكتر إنو سعود وقف و كان حيروح لهم لولا إني مسكتو:وين رايح...؟!
كان سعود ينطنط و يقول و هوا يحاول يفلت يدُّو مني:ماما..ماما...!
كان وجهو يشع حماسة و بقدرة قادر قدر يفلت مني و جري لهم،واحد منهم انحنى و فتح يدينو لسعود و شالو و قعد يكلمو و يضحك معاه...!
كنت غصباً عني أراقبهم..مين دولا...؟!...!
بعد مدة ليست قصيرة رجعولي،قلت باستغراب:علي مين دولا...؟!
ابتسم:هاذول إلي أنقذونا...!
-ها...؟!
اتوسعت ابتسامتو:خلينا نروح البيت عشان أقولك...!
وقفت و بدأت ألملم الأشياء،أخدنا الباقي من الأكل و اتوجهنا للسيارة...!
و في السيارة قلت و أنا أتذكر أشكالهم:ما شاء الله صدفة حلوة إنكم اتلاقيتو في السوق...!
التفت:ايوة..و أعطوني أرقامهم كمان...!
-طب ليه مرة مبسوط...؟!
ابتسم بسعادة:لأول مرة شباب في ذا السن يشوفوني معاكي و ما يدقو بالكلام...!
-كيف يعني...؟!
-يعني أصحابي إلي أول كانو مثلاً كل ما اتصلتي عليا يقعدو يرمون كلام تافه و إنتي عارفة ايش أقصد أما ذول فشافوكي و واحد فيهم شالك و حفظوا وجهك رغم كذة ما دقوني بالكلام أو شي...!
-هما ممكن يكونوا كويسييييين بس لا تغتر بهم مرة...!
-ايش...؟!
سحبت نفس بعدها قلت:إنتا يمكن اتعلقت فيهم عشانهم بعد فضل الله هما السبب في سلامتنا لكن كمان أكيد لهم عيوب و مساوئ..إنتا لسه ما تعرفهم...!
-طيب يا جود حتعرف عليهم...!
-أوكي اتعرف عليهم..أنا قصدي لا تحط عليهم الآمال،لا تحسبهم الأصحاب البيرفكت..لا تعطيهم كل ثقتك..مثلاً لو تبغى تقابلهم قابلهم في مكان عام لا تروح استراحة أو شقة...!
طالع علي فيا:هذا الكلام قوليه لولدك لمن يوصل ثمنطعش سنة...!
قلت بعتاب:علي...!
-و أنا أدري عنك،رجال تراني...!
-لو عجوز..بالله يعني إنسان ما تعرفو يقولك تعال البيت عندي تقوم تروح..ايش دراك لا يكون مبيت لك شي...؟!،بعدين أنا مرة ما أحترم الشباب إلي يروحوا استراحات و ما استراحات...!
-إنتو عشان حاطين في بالكم إن إلي يروحون الاستراحات يسوا بلاوي زرقا..عادي الاستراحة عندنا زي السوق عندكم...!
-لأ غير مو زي بعض..أحس إنتو لمن تتجمعوا غير عننا..دخان و قرف..يع...!
-و كمان حاطين في بالكم إنو الشباب يتجمعوا و يدخنوا بالسر...!،المشكلة إن في أشياء أخس من التدخين..التدخين ما صار يتسوى بالسر...!
قلت بقرف:المهم إنو قرف..بعدين إنتا كنت تجي و فيك ريحة دخان من الاستراحة...!
ندمت إني اتكلمت..حسيت علي اتضايق من سيرة أصحابو إلي تركهم لكنو على أي حال قال:الريحة ما كانت من الاستراحة..كانت من بعض أصحابي إلي يدخنون..بعدين أنا كنت أتروش عشان تروح...!
-حبيبي عارفة إنو الريحة مو منك و لا من الاستراحة بس أنا أكره الاستراحات..أكرههااااااااااااا...!
-طيب يختي اكرهيها...!
قلت بتنبيه:علي..ترانا خرجنا من الموضوع...!
-ولعد نبغا ندخل فيه...!
قلت و أنا أرفع أكتافي:براحتك...!

*****************************************

كنت مني قادرة أنام..يا الله..معقولة...؟!،طالعت في علي،كان نايم،قمت من على السرير و رحت للتسريحة و طلعت الصورة..عمو شاغلي بالي..لا ليلي ليل و لا نهاري نهار..كل ما أسمع صوت عمو أو أشوفو أتلخبط و أتوتر و في أحسن الأحوال أسرح...!
"جوووود"،التفت مفزوعة لعلي،قلت:هاها..نعم...؟!
كان مغمض عين و مفتح التانية،قالي بصوت نايم:ايش إلي مصحيكي...؟!
-ها...؟!،لا ولا شي بس ما جاني نوم فقمت...!
رجع علي راسو عالمخدة:قولي بسم الله و تعالي نامي...!
دخلت الصورة في الدرج و رجعت أنسدح،غمضت عيوني و أقول غمضت لإني بالفعل ما نمت و ما أعتقد حنام _على الأقل_ مو قبل ما أواجه عمو...!

*****************************************

كنت قاعدة على اللاب توب،أستنى التحميل يخلص..كنت قاعدة أحمل فلم عن السيرة النبوية للأطفال،هوا مو السيرة السيرة..هوا الفلم عبارة عن قصص لطيفة و أحداث مسلية للأطفال عشان يتعلمو الأخلاق النبوية بطريقة مسلية و حلوة...!
خلص التحميل،شيكت عالفلم لا يكون فيه شي مُخل بس كان سليم،ناديت:سعوووووود...!
جا سعود و في يدو الجيم بوي،حطيت اللاب توب على جمب و مديت يدِّيني:تعال بابا...!
قرب سعود مني فشلتو و جلستو فوقي،قلت:ممكن تضغط ستارت و نشوف شي مع بعض...؟!
-ايس...؟!
-إنتا سوي إلي قلتلك عليه و بعدين نشوف...!
و سحبت الجيم بوي و وقفت اللعبة...!
شغلت الفلم و بعد مدة وقفتو:سعود ايش رايك نروح نسوي فشار...؟!
أيدني سعود و رحنا للمطبخ،قال:ماما أبغى أحت الفُسال..(أحط الفشار)...!
خليتو يحط الفشار في القدر بعدها جلستو عالطاولة و حطيت الفشار عالنار،رحت عندو،لفيت يدي حولو و بستو،قال:ماما...
-حبيب ماما...
-ايس الفلم نسوفو..(ايش الفلم نشوفو)...؟!
-فلم عن الرسول...!
-هوا ايسبو..(ايشبو)...؟!
قلت باستغراب:مين...؟!
-الرَصول...!
ابتسمت على سينتو المقلوبة لشبه صاد،قلت:ايشبو..مابو شي..قلي إنتا..تحبو...؟!
-هوا وين لاح..(راح)...؟!
-هممممم..هوا عند ربنا دحين..بعدين تراك ما جاوبتني..تحبو و لا لأ...؟!
قال سعود بانفعال:ما أعلفو..(أعرفو)...!
قلت و أنا أمسح على راسو و ظهرو:ما تتذكر لمن رحت مع بابا المسجد و سمعت الشيخ يتكلم عنو...؟!
-ماااااااامااااااااا...
قلدت طريقتو:نعاااااام...!
-داك مُحمدٌ...!
ضحكت:مُحمدٌ...؟!،طيب ياخي محمدٌ اسم الرسول...!
هتف سعود باستنكار:ماما...؟!
طنشتو و رحت أعبي الفشار و طول ما احنا نتفرج عالفلم سعود مو راضي يقتنع إنو الرسول عليه الصلاة و السلام هوا نفسو "مُحمدٌ" على قولو..و حتى لمن جا علي و انضم لنا و قلنالو عالمشكلة و حاول يفهمو برضو مو راضي يقتنع...!
الله يعين...!

*****************************************

كنا عند أهلي،قاعدين في الصالة أنا و علي و سعود و جدة و عمو...!
كنت أحاول قد ما أقدر أكون طبيعية،لإني حالياً لمن أتواجد في مكان مع عمو أتلخبط و إنتو تعرفوا ليه...!
رفعت راسي على صوت عمو:جود...!
-نعم...؟!
-وين الحامل وصلت...؟!
ابتسمت،قال:ليا ساعة أنادي...!
-معليه كنت متنحة شوية...!
ابتسم،وقف:طب تعالي بسألك عن شي في غرفتي...!
قطبت حواجبي مستغربة،قال:بعد ما رتبتي الغرفة في أشياء مني لاقيها...!
وقفت:أنا دايماً كنت أرتبلك غرفتك و أحط كل شي في مكانو...!
و لحقت عمو،و لمن دخلنا الغرفة سأل عمو:كان فيه أوراق عالتسريحة.."تسارعت دقات قلبي"..كنت مستعجل عشان الطيارة و ما مداني ألمها..فين حطيتها...؟!
-أمممم..رتبتها و حطيتها عالتسريحة...!
-ايوة بس في بعضها ناقصة...!
-مَـ..مدري..أنا حطيتها زي ما هيا..هيا مهمة...؟!
قال عمو بلا مبالاة:لا مي مهمة بس كان بينها صورة هبلة ما حبيت إنك تشوفيها...!
طالعت في عمو،قال:ايشبك...؟!
بلعت ريقي:ها..لالا بس ليه ما تبغاني أشوفها يعني...؟!
-لإنها سخيفة..يعني أيام كنت صغير و مسوي فيها رِوِش...!
طالعت في الأرض..عمو قاعد دحين يتعذب من جوة لكن كاتم و مخبي...من غير ما أحس دموعي نزلت...!
جا عمو:جود تبكي...؟!
حط يدِّينو على أكتافي:جود ايشبك...؟!
رفعت نظري لو،قال بعمق:جود...
لفيت وجهي بعيد،ابتعد عني عمو و جلس عالسرير و نكس راسو،طالعت فيه..الحزن كان باين عليه و الجو حولنا فجأة اتغير...!
طالعت لفوق أحاول أوقف دموعي،بعدها قفلت الباب و رحت و جلست جمب عمو،حطيت يدِّي على كتفو،التفت ليا بغضب،قال بقهر:ليش شفتيها...؟!
انصدمت من نظرة عمو و لهجتو الحادة،تابع:تفتحي شي مو لكي ليه...؟!
جفت دموعي،قلت:عمو الصورة طلعت قدامي...!
-يعني ايه الصورة طلعت قدامك...؟!،ما شاء الله هيا اتحركت عشان تشوفيها...!
انفعلت:مو هذا المهم دحين..يا عمو ليش ما قلتلي..19 سنة بين بابي و بابك خطوتين ليش خبيت عني...؟!
صرخ عمو:و أقولك ليه...؟!
رجعت أبكي:زي ما كنت أقولك على كل مشكلاتي،ليش إنتا ما لجأتلي ليش...؟!
-كان عمرك وقتها عشرة سنين.."تابع بسخرية"..و كان أبوكي مو مقصر،ليش أجي أنا و أزود همك...؟!
اغتصبت ابتسامة و قلت بتودد و أنا أحط ايدي على ظهر عمو:طب احكيلي عن كل شي...!
وقف عمو:"الموضوع لا يطلع لأحد"،و مشي متجه للباب،وقفت بسرعة و قطعت طريقو:عمو الله يخليك...!
-جود ابعدي...!
-طب قلي..ما حيضرك شي..أنا عرفت و خلاص...!
هتف عمو:ايش تبغيني أقولك...؟!
-جاوب على أسئلتي و بس...!
مشي عمو بطفش مصطنع للسرير..كنت عارفة إنو في أسوأ حالاتو؛حاس بالضعف و النقص..جلست جمبو:قلي كيف اكتشفت إنو عندك عقم...؟!
اتنهد عمو،قلت برجاء:عمو الله يسعدك لا تعورلي قلبي أكتر..قلي ايشبك...؟!
نزل راسو،عقد يدينو:إنتي فاكرة الحادث...؟!
-ايوة...!
سحب نفس:الدكتور إلي كان ماسك حالتي ما قالي إلا جهازك التناسلي اتأثر...!
حبست أنفاسي،التفت ليا عمو:جود إنتي حامل...!
بلعت ريقي و حاولت أكبح دموعي:ما عليك كمل...!
رجع عمو لتنكيس الراس،قال:رحت و كشفت كذة مرة لين ما ثبتت النتيجة،قالي الدكتور ممكن أنجب لكن بنسبة ضئيلة...!
ما قدرت أمسك نفسي أكتر،بكيت:عشان كده مو راضي تتزوج...؟!
حضني عمو و قال بحزن:يا جود إنتي عندي أحسن من مليون بنت كان ممكن أجيبها.."اختنق صوتو"..يحسبوني أبالغ لمن أقول إنك بنتي..والله العظيم و الله العظيم أعرف ايش يعني أب..يا جود إنتي بنتي..واللهِ بنتي...!
و استمريت أبكي في حضن عمـ..في حضن بابا...!

*****************************************

 
 

 

عرض البوم صور ♫ معزوفة حنين ♫   رد مع اقتباس
قديم 14-02-11, 02:39 AM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157123
المشاركات: 30,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: ♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13523

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
♫ معزوفة حنين ♫ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ♫ معزوفة حنين ♫ المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 



الـجزء الـسـابـعـ

تـوتـر عـلاقـة لـمـ يـسـعـفـهـا إلا رسـائـل




ما مر كتير من يوم ما اكتشف عمو إني عرفت،يومين تقريباً بس..و لإني متعودة على الصدمات و الظروف الصعبة قدرت أهدى و أستعيد توازني و أفكر بعقلانية و قررت قرارات جديدة و قطعت على نفسي عهد بإني ما أرتاح إلا لمن يسير إلي في راسي...!
و على فكرة ترانا في بيت أهل علي،قاعدين أنا و عمتي و البنات أخوات علي و زوجة أحمد نتكلم عن الزواج و تبعاتو..تعرفوا جلسات الحريم...!
و بالضبط دحين كنا نتناقش عن الأشياء إلي ما تخلي الشباب يتزوجوا..قالت ليلى أخت علي الكبيرة:هيا بالله شوفو أخو زوجي..قلك ايه..ماني موظف كيف أفتح بيت..القهر إنو هو إلي ما يبغا يتوظف..تخيلو..ولد عمه لقاله وظيفة بتسعة آلاف و يقول لا لا مي من تخصصي..حاولو أهله يقنعوه بإن صعبة يلاقي وظيفة ثانية تبدأ بتسعة آلاف مو راضي...!
قلت:والله هذا دلع..ليه..وظيفة بتسعة آلاف يرفضها..غيرو بألف و ألفين متزوجين و مخلفين...!
زوجة أحمد:بس يختي الألف و الألفين معد تكفي...!
-مو هدا إلي أقولو..يعني هوا ما عندو عذر...!
صفاء:بس ساعات يكون السبب خارج عن الإرادة زي لو كان الواحد بشع و مو حلو...!
أحلام:مو حلو يحاول يرتب نفسو،أما إنه يحط يدو على خدو:"أنا معفن و لا وحدة حتقبل بي"،هذا غباء و الرجال مو مرة الناس تهتم بجمالهم..أهم شي النظافة و الترتيب...!
في دي اللحظة ألهمني ربي بشي فقلت:طب لمن واحد يكون كامل و مكمل،أخلاق و شغل و شكل حلو بس مشكلتو مثلاً..مممم..ما يخلف..ايش يسوي؟!،هدولا من جد يحزنوني...!
أحلام:في دحين طرق كتيرة عشان الناس تخلف،يعني عادي...!
قلت:كلنا نقول كده بس في الواقع مستحيل وحدة تضحي...!
أحلام:يا شيخة..دحين بالغصبة تلاقي واحد مقبول..مو كويس مقبوووول..و إذا على قولتك كامل و مكمل ليش لأ و بعدين الله يخلي المياتم و كافل اليتيم كهاتين...!
و لصقت وسطاها و سبابتها في بعض...!
أم علي:الله يغنيكي يا بنتي...!
أمنا على دعاء عمتي و أمنت أنا و أنا أحس إني طايرة...!
بعد دا الحوار ما قدرت أركز معاهم و حتى لمن رجعت البيت سألني علي:"ايشبك؟!"،فقلت ولا شي..و طول الليل و الأفكار تجي و تروح في راسي لين ما رسيت على خطة محكمة جداً..طبعاً كلو من إلهام ربنا..الشي إلي خلاني أقوم أوتر و أنا للمعلومية كنت محافظة عالوتر قبل ما أتزوج بس دحين..استغفر الله..الله يهدينا و يصلحنا و يثبتنا...!

**********************************

كنت في بيت جدة أنا و سعود..علي مو موجود..مواعد هدولا إلي أنقذونا في الحادث و مرة متحمس..إن شاء الله ينبسط...!
دق الجرس،قمت و فتحت،كان عمو،سلمت عليه،بعدها قلت:عمو وين كنت؟!
رفع الأكياس إلي في يدِّو:منتي شايفة الأكياس...؟!
و على فكرة ترى عمو من داك اليوم متغير معايا،قلت:آآآآ..طب كويس إنك جيت عشان بكلمك في موضوع...!
طنشني عمو و راح للمطبخ و حط الأكياس،قلت:عمو...
قاطعني:لو فتحتي دا الموضوع مرة ثانية ما حيسير لك طيب...!
-عمو اسمعني على الأقل...!
صرخ:مابغا...!
و راح لغرفتو..أوكي أعترف..أنا مغشوشة بعمو..اتوقعت حيقبل يناقشني أو يسمعني عالقليلة لكن..أففف...!،بس يمكن عمو مرة متأثر من الموضوع فاتخلى عن كل قيم الحوار إلي زرعها فيا...!
خرج عمو من الغرفة و هوا لابس البيجامة،جلس بقوة عالكنبة و مسك الريموت و ركز عينو عالتلفزيون،تعرفوا كيف لمن الواحد يبغى يسوي نفسو مو مهتم...؟!
جا سعود بحماس و سلم على عمو و كعادتو قعد يوريه ايش إلي ساير في اللعبة إلي يلعبها عالجيم بوي،قلت:سعود حبيبي خلي عمو يرتاح..هوا تعبان شوية...!
سعود:عمو إنتا تبعان...؟!
طالع عمو فيا بعدها ابتسم لسعود:لا حبيبي مني تعبان..اقعد اقعد...!
طالع سعود بعد ثواني فيا فرسلتلو نظرة الأمهات المرعبة فخاف و قام...!
قلت:عـ...
صرخ عمو:جود..تبغي تتكلمي في شي ثاني حياكي الله غير كذة لعد تجين...!
انصدمت،قال عمو بعصبية و توتر:ما أقصُد البيت..قصدي.."تابع بسرعة"..لا تكلميني لو بتكلميني في دا الموضوع...!
-عمو إنتا حتى ما عرفت ايش هوا الموضوع...!
صرخ بصوت أعلى:لأ عارف..يا جووود أمي إلي ما تدري عن شي سكتت عني..إنتي إلي عارفة كل شي ما قَدَّرتي...!
قلت و أنا أشير على نفسي:يا عمو أنا أحبك..اسمعني..كل إلي أبغاه سعادتك...!
-مابغا أكون سعيد..ايش رايك...؟!
بكيت:يا عمو اسمعني..اسمعني بس...!
ضرب عمو فخدو بقهر بسبب بكايا:دحين الغلط سار غلطي و الحق معاكي...!
-عمو كل إلي حسويه في مصلحتك...!
-مصلحتي و عارفها..قفلي الموضوع...!
-عـ...
-جود..قفلي الموضوع...!
نزلت راسي و سكت...!،الموضوع أصعب مما اتصورت لكن والله ما أسيبو إلين ما أسوي إلي فراسي..والله...!
طول مدة الزيارة كنا نتفرج عالتلفزيون أو أنا أكلم جدة أو عمو يكلمها..يعني لساني ما جا على لسانو...!
لمن رجعت البيت رسلت لعمو:
"صعب لمن إلي تحبهم و تبغى مصلحتهم ما يفهموك"
و المفاجأة كانت رسالة وصلتني منو بعد دقائق:
"و أصعب لمن أولادك ما يقدروا إنك إنسان و لك نقاط ضعف و مواضيع تكره إنها تنفتح"
رسلت:
"أكره المواضيع الحساسة><"
فرسلي:
"أجل اخرجي منها"...!
رسلت و في داخلي إصرار يكبر:
"لأ..ما رح أخرج منها و رح تعرف يا عمو قد ايش كيدهن عظيم"،بعدها قفلت الجوال ونمت...!

**********************************

تعرفو إنتو نظامنا..يوم الأربعاء عند أهل علي و يوم الخميس عند أهلي و أنا متعودة أكلم جدة و عمو كل يوم بس دحين بيني و بين عمو (تتش) فكيف أكلمو...؟!،و كمان مو معقولة ما أكلمو و لا أسلم عليه إلا يوم الخميس الجاي...!
قعدت يوم الجمعة في حيرتي لساعات لكن بعدها قررت قرار..جدة و حكلمها عادي بس عمو..أنا أوريكم فيه...!
إلي سار يا حبايبي إني أنا و عمو سوينا تشاتنق بالجوال؛أرسلو رسالة فيرد عليا برسالة و رح تشوفو تطور الأحداث لو قرأتو الرسايل...!
رسلت:
"جمعة مباركة يا أحلى عمو..ما غيرت رأيك...؟!،لسه ما تبغى تسمعني...؟!"
رسل:
"لأ"
انقهرت من الرسالة القصيرة دي..فرسلت:
"لأ...؟!،ما فهمت..قصدك لأ غيرت رأيي و أبغا أسمعك و لا ايش...؟!"
رسل:
"جود و رب الكعبة رسالة تانية اليوم ما يسير لك طيب"
رسلت:
"طيب معد حرسل بس علبال ما يخلص اليوم اتذكر إني أحبك"
كانت هادي هيا الرسايل ليوم الجمعة...!
يوم السبت و من صباح الله خير رسلت:
"صباحك خير يا وجه الخير..يُقال بأن من الحب ما قتل و أنا أقول بأن من الحب ما ألَّف و رسل..ايش رايك في السَجْع...؟!،المهم..كيفك اليوم؟!،هاااا..ما تبغى تسمعني...؟!"
رسلي:
"جوووووووووود..ما حتبطلي؟!،ترى بدأت أفقد أعصابي...!"
رسلت:
"عادي افقد أعصابك..أهم شي أشوفك مبسوط حتى لو من بعد ما توريني شغلي...!"
رسل:
"أففففففف..أنا مابغا أكون مبسوط..هدي حياتي و أنا حر"
يستعبط دا...؟!،قال حر قال..و الله مسخرة...!
رسلت:
"آآآآسفة..بعد ما اتزوجت جاي تقولي دا الكلام..أنا يا عمو بعد ما اتزوجت عرفت ليه جدة تزن عليك عشان تتزوج..لو قلتلي حياتي و حر قبل كده كان بكل غباء سكت على أساس "حرية شخصية" بس دحين لا و ألف لا و ما رح أخليك إلا لمن أسوي إلي في بالي"
رسلي:
"كل إلي قاعدة تسويه إنك تضيعي وقتك..لو تنتبهي لبيتك و زوجك يكون أحسن"
مادري ليه حسيت بفرق..دي الرسالة حسيتها غير..حسيت عمو فيها غير..لكني اتجاهلت دا الشعور و رسلت رسالة فيها شوية عاطفة عشان عمو يلين شوية،رسلت:
"أضيع وقتي...؟!،والله حرام عليك..بسألك عمو..ضيعت وقتك لمن ربيتني..ضيعت وقتك لمن دافعت عني في مواقف كتيرة...؟!،نفس الشي بيسير..أنا مني قاعدة أضيع وقتي لمن أحاول أحللك مشاكلك"
رسل:
"ما طلبت منك تحليها"
رسلت:
"مو لازم تطلب"
و بكده انتهت الرسايل يوم السبت...!
يوم الأحد و أنا في الجامعة في واحد من البريكات فتحت جوالي و لقيت رسالة من عمو،فتحتها و كانت:
"جود..إنتي غير..إنتي بنت..أكيد تحتاجي من يحميكي و يحللك مشاكلك لإنو واثق منك..أنا رجال و أقدر أحل مشاكلي بنفسي..ما أحتاجك تزني فوق راسي و لو أبغا شي بقولك..عشان كده قفلي الموضوع و انتبهي لنفسك و للبيبي إلي في بطنك"
رسلت:
"البيبي إلي في بطني يسلم عليك و يقولك اسمع كلام ماما تراها صح"
رسل:
"الله يسلمك و يسلمو..و قوليلو يبطل يتدخل في إلي مالو فيه"
طبعاً تقدروا تفهمو الكلام ليا مو للبيبي...!
رسلت:
"البيبي قاعد يبكي؛يقول:"ليه يا ماما أبوكي مو راضي يسمع الكلام و هوا عارف إنك تحبيه و إنو كل إلي حتسويه في مصلحتو"
رسل:
"قوليلو لإنو بابا عارف مصلحتو و مهو صغير..جود..الله يخليكي..سيبيني في حالي و انسي الموضوع"
لمن التمست الرجاء في رسالة عمو رسلت:
"تتوقع أقدر أسيبك في حالك...؟!،تتوقع أقدر أنسى...؟!،لو خطر على بالك إني أقدر فحقولك هيا من دحين..ما حقدر..فديت قلبك يا عمو...!"
إلي سار إنو عمو ما رد على رسالتي طول اليوم،يمكن لإنو الرسالة كانت عاطفية..مادري لكنو ما رسل...!
أما عن يوم الاتنين فرسلت:
"ها عمو حبيبي..حتسمعني...؟!"
المفاجأة كانت الرسالة إلي رسلها ليا عمو في ليل الاتنين..كنت طول اليوم مستنية رد و لمن جاني انصدمت...!
كان محتوى الرسالة:
"لكي حياتك و ليا حياتي و زي ما أنا ما أتدخل فيكي و في أسرتك لا تتدخلي فيا إنتي كمان و زي ما أنا محترم خصوصياتك احترمي خصوصياتي إنتي كمان..مو معقول منتي قادرة تفهمي إني رجال كبير أقدر أتحمل تبعات قراراتي..تقوليلي أبغا سعادتك أقولك سعادتي أعرف وينها و أرجوكي لعد تتدخلي..أنا بدأت أتعب من التدخل هذا..مو بدأت إلا خلاص تعبت..الخلاصة..حياتي و أنا حر فيها..و لمن أبغا شي صدقيني حقدر ألاقيه بنفسي"
جود:!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^

اليوم هوا الأربعاء..كنت في البيت لحالي،علي و سعود راحو عند أهلو،أنا ما رحت معاهم لإنو من جد مالي مزاج أقابل أحد،طبعاً علي ما وافق يخليني ما أروح إلا بعد جدل و بكا مني..يا الله قد ايش نرفزني،قلتلو:"عادي ما فيها شي قولهم تعبانة شوية"،قام صرخ عليا:"إنتي أصلاً مو عاجبك إننا نروح عند أهلي كل أسبوع..كل ساعة و الثانية قولهم تعبانة قولهم تعبانة"،يااااااااااااه قهرني..هادي بس تاني مرة أسويها،أول مرة لمن كنت حامل بسعود و كنت من جد تعبانة حتى علي رجع ليا و قالي إنو عمتي الله يسعدها هزأتو و خلتو يرجع لإنها عرفت إني تعبانة من صوتي في التلفون..و بعدين هوا يعرف قد ايش أحب أهلو و أعزهم...!
أوه..نسيت أقولكم ليش مزاجي خربان..مزاجي خربان و معفن من الرسالة إلي رسلها عمو..مرة أثرت فيا و كل ما أقرأها أحس كأنو أحد يطعني و بسببها خلقي ضاق بالتالي الوضع بيني و بين علي..خليني ساكتة أحسن...!
لا تقولو مالو ذنب..علي الله يهديه ما يقدر لمن أحد يكون معصب أو متضايق و لمن هوا يكون طفشان بس طفشان ما يبغا أحد يكلمو...!
اتنهدت و أنا أقوم من على الكنبة و أتجه للتلفون..لازم أكلم جدة...!
يوم التلوت حالفني الحظ و ردت منورة..اليوم كمان يا رب ترد منورة؛لإني بيني و بينكم مابغا أكلم عمو..مرة مابغا أكلمو..و لا ديكَ رسالة يرسلها ليا...!
قعدت أسمع "التووووووت" بملل:"أفففففف ليه ما يردوا؟!"،بعد شوية انرفعت السماعة:ألو...!
يووووووه هدا صوت عمو..مشكلة تلفون بيت جدة مافيه كاشف و لا كان ما رد عليا...!
قال بشدة:ألوووو..مين...؟!
اتحمحمت:السلام عليكم...!
قال عمو بدون أي مشاعر واضحة في صوتو:و عليكم السلام..هلا..كيفك...؟!
قلت بزعل اتعمدت يكون واضح:من ربنا بخير..أعطيني جدة...!
-مممممم..من ربنا بخير ها...؟!
سكت،قال عمو:لحظة...!
بعد شوية جاتني جدة و كلمتها،سألتني عن سعود و علي قلتلها عند أهل علي و لمن على أساس ننهي المكالمة قالت:عمك يبغاك...!
وصلني صوت عمو:حتجي بكرة...؟!
قلت بطفش مدلع:إنتا تعرف إنو أنا أجي كل خميس...!
-ايوة..علبالي...!
و سكتنا احنا الاتنين،ما أقدر أفصل في وجهو كمان مني قادرة أقولو مع السلامة..أحس نفسي أقولو حاجة في نفس الوقت زعلانة منو و ما أبغا أكلمو...!
قال عمو بصدق:جود أنا مابغا أزعلك مني...!
نزلت دموعي..كنت عالحفة..أستنى الهمسة عشان أبكي،قلت ببكا:عمو إنتا حتى ما سمعتني..إنتا منتا عارف ايش أبغا أقولك...!
قال بتعب:لا عارف يا جود عارف..إنتي تبغي تقوليلي أدور علاج و أتزوج و أعيش حياتي عادي بس أنا مابغا..مابغا...!
صرخت بقهر و استعجال:فيه خمسمية وحدة ما تخلف نفسها تتجوز...!
صرخ عمو كمان:مابغا...!
تابع بهدوء:مابغا..إنتي تجبريني أرجع أقولك بكل وقاحة مالك دخل بيا...!
حزت كلماتو في نفسي..اتوجعت و حسيت إني معد حقدر أتكلم،قلت:"باي"،و فصلت من غير ما أسمع الرد...!
ليش..ليش عمو مصر على رأيو...؟!،اتوقعت يلين...!
كل خططي خربت..كل خططي..آه يا قهري آه..يا ربي ساعدني..تعبت..تعبت...!
فجأة حسيت بإني لازم أكون أقوى..أوكي زعلانة من عمو لكني حظل أحاول و أحاول..و قِدو هزأني و صرخ فيا و قلي كلام جارح فمعد فيه شي أخاف منو...!>>>قصدي..إني جربت عصبية عمو و غضبو فمناعتي أكيد قويت..أكيد...!

**********************************

يوم الخميس في بيتنا،كنا قاعدين أنا و علي و سعود إلي ينقز يمين و شمال و يتنقل من شي للتاني و جدة إلي تتكلم معانا و شوية تنشغل بسعود..بالعادة أنا أندمج مع عمو لكنو سلم علينا و دخل على أساس مصدع...!
أفففففف..الرجال أغبياء..عمو بس لو يخليني أتصرف..لو يثق بيا..أخ بس أخ..والله أحس بنار جوتي..نار ما تنطفي إلا لمن أسوي إلي فراسي...!
فجأة و صلتنا صرخة عمو:"جووووووود..جود تعالي"،صرخ علي:"طفشتنا إنتا..تعال هنا و اقعد معانا"...!
قالت جدة:قومي شوفي عمك...!
وقفت و اتجهت لغرفة عمو و قبل ما أدق الباب خليت ملامحي زعلانة و أنا بالفعل زعلانة منو...!
دخلت لغرفتو و لقيتو جالس عالسرير،قلت:نعم..ايش تبغى...؟!
قال بصرامة:تعالي هنا...!
اتأففت و رحت جلست جمبو،كان حيتكلم لكني قلت بزعل:لو حتقولي لا تتدخلي في حياتي حقولك مالو داعي لإنك كررت دي الجملة عليا كتير...!
كنت بالضبط قاعدة أستغل غلاتي عند عمو و حبو ليا..لازم أستغل لازم..لازم عشان يلين...!
اتنهد عمو و قال باستجداء خفيف:يا جود يا بنتي افهميني..أنا والله مابغا أزعلك لكني.."اتنهد عمو للمرة التانية"..يا جود أنا في هذا الموضوع أفقد أعصابي و ما أنتبه للي أقولو..والله ما كنت أقصُد الكلام إلي رسلتو لكي..أنا بس...
سكت عمو..حسيت إنو مو قادر يكمل و يعبر،قلت:عمو إنتا حتى ما سمعتني..أنا قضيتي مو إني أزوجك..أنا إلي يهمني سعادتك..مو ممكن جداً تتزوج و تدخل في مشاكل و يزيد همك..أنا يا عمو عرفت إنو عندك مشكلة و أحس إنو من واجبي أساعدك زي ما قد ساعدتني كتير..إنتا بس ثق بيا..ثق بيا و شوف ايش حيسير...!
-يا جود إنتي منتي فاهمة..صدقيني منتي فاهمة و واعية للوضع..إنتي يا جـ...
قاطعت عمو بقهر و أنا أرفع سبابتي:أُص و لا كلمة..ايش إلي مني فاهمة...؟!،إنتا على بالك أنا جود الصغيرة إلي ربيتها..أنا إنسانة متزوجة و مخلفة و ليا تجربة و أفهم في دي المواضيع أكتر منك..لا تقول منتي فاهمة...!
نظرة عمو المصدومة خلتني أنتبه إني رفعت صوتي و اتكلمت بطريقة غير لائقة من بنت لأبوها،قلت:عمو سامحني إني رفعت صوتي عليك و كلمتك بدا الأسلوب..أنا يا عمو.."بلعت ريقي و دمعت عالخفيف"..أحبك يا عمو و أبغا راحتك..اسمعني..مو عشانِّي صغيرة تقوم تحسب إني مني فاهمة..أنا يمكن أكون صغيرة في نظرك لكني كبيرة كفاية عشان تناقشني و تفهم مني و أفهم منك مو تصرخ و تهزئ و تسكتني قبل حتى ما تسمعني...!
رفع عمو يدِّو لوجهي و قال و هوا يحرك إبهامو على وجهي عشان يمسح دموعي:و أنا أحبك يا جود..و لإني أحبك ما أبغاكي تفتحي دا الموضوع مرة ثانية...!
قلت و دموعي تزيد:طب ليه ما تثق بيا...؟!،ليه ما تثق بيا زي ما كنت أثق بِيك و أنام مرتاحة بس عشانك معايا و مصدقني...؟!،زمان يا عمو كان دورك إنك تتصرف و أنا أثق..دحين سار دوري أنا عشان أتصرف و إنتا عشان تثق...!
كان عمو حيتكلم لولا الباب إلي اندق،مسح عمو دموعي بسرعة قبل ما يفتح علي الباب،طالعنا فيه و أجبرنا نفسنا على الابتسام،قال علي:لا والله...!،قلك يعني مافي شي و يا ناسو عليكم تبتسموا مع بعض..من يوم ما هيا مرابطة عند الجوال و إنتا أول ما شفتها قلت راسي مصدع عرفنا إن مافي شي..مافي شي بالمرة...!
ضحكت و أنا أوقف:طيب ليش حاقد...؟!،العشا جهز...؟!
-ايوة...!
قلت و كأني أكلم طفل:حبيبي والله لا تزعل..خلاص لمن نروح البيت أقولك سر...!
دفني علي بعفاشة:امشي..امشي و إنتي ساكتة...!
مسكت كتفي و قلت و أنا أتوجه للصالة:آآآآآي..ياخي اتقي الله فيا و في إلي في بطني...!
حسبي الله على ابليسك يا علي..ما قدرت أسمع رد عمو بسببك...!،بس يا ربي يكون لان..يا رب...!

**********************************

كنا قاعدين أنا و علي في الصالة و سعود يتفرج على قناة براعم..والله قناة حلوة..آمنة و ما أخاف يجي فيها شي مُخل أو خيالي زيادة عن اللزوم...!
كنا أنا و علي نتكلم عن الحمل و الأشياء دي الشي إلي خلاني أتذكر إني ما قد كلمت عمتي أم علي على إني حامل،قلت:علي..تصدق إلى الآن ما كلمت عمتي عن حملي...!
ضحك علي:حليلك من عوزُه..أمي دريت من قبل ما أهلك يدرون بس قالت لي ما أقلك عشان ما أخرب عليكي لو تبغين تفاجئينها و عادت علَي الأسطوانة يوم حمل سعود...!
"حِلِيلِك مِن عَوَزُهْـ..جملة مركبة تخص أهل جنوب السعودية معناها..حليلك أي:يا عمري أو يا روحي عليك..العوز و هو الحاجة..الضمير عائد على العقل و مختصرها يا عمري عليكي من حاجتك للعقل...!
هيا قوية شوية لكن..صغار السن و الشباب يستخدموها للمزح و أغلبهم لا يعرفون معناها فقط يجيدون استخدامها في الوقت المناسب بغرض المزاح و التنكيت و هذا يفسر استخدام علي لها ببساطة و عدم غصب جود منها"
ابتسمت،عمتي رهيبة..أنا مرة معجبة بها ما شاء الله...!
بعد شوية جا سعود إلي كان سادح قدام التلفزيون و وقف قدامي،رفع بلوزتو و مسك بنطلون البيجامة:ماما فكيلي...!
طالعت فيه مستغربة:ليه حبيبي تبغى الحمام...؟!
هز راسو بلأ:أبغى أوليكي سي (أوريكي شي)...!
-ايش توريني...؟!
-أوريكي..فكيييييييييييييي...!
ابتسم علي:نطق الراء...!
قلت و أنا أفتح لسعود البنطلون:ساعات من غير ما يحس ينطق صح...!
جلَّست سعود فوقي و قلت و أنا أمسح على فخدو الصغير العاري عشان ما يبرد:ايش تبغى توريني...؟!
كنا أنا و علي نبغا نعرف ايش الشي دا..رفع سعود وحدة من رجولو:سوفي..عندي صعل زي بابا...!
علي:عندك ايه ياخي...؟!
قال سعود باستغراب من عدم فهم علي:صعل...!
قلت:يعني شعر...!
علي:ما شاء الله..الشين صارت تنقلب لصاد ذحين...!
غريبة..سعود ينطق الشين سين..و أحياناً من غير ما يحس ينطقها عادي..ليه دحين قلبها صاد...؟!
حضنتو:ما شاء الله ولدي سار رجال..إنتا عارف ليه سرت رجال و كبرت...؟!
رفع سعود نظرو ليا فقلت:عشان لمن تجي أختك تكون إنتا كبير و هيا ما تعرف شي و إنتا تعلمها و تدلعها و هيا تسمع كلامك و تحترمك و تحبك...!
بعد سعود عني و حط يدو على بطني:نونو بنت...؟!
التفت لعلي إلي قال:إنتي شاكة إنها بنت...؟!
قلت و أنا أرفع أكتافي:أنا نفسي في بنت بس مادري لو بنت ولا ولد...!
قال علي:أقول سعود..ما كان يمديك ترفع البنطلون و تورينا..ليش لازم تفصخ...؟!
-تفسني..تفسني مللللللللللة...(طفشني..طفشني مررررررة)...!
و رفع سعود رجلينو و اتكور على نفسو و حط راسو على صدري،حضنت سعود و حطيت وجهي في رقبتو و أنا أسمع علي يقول:ما شاء الله شيخ سعود..كم عمرك عشان تقولي البنطلون يطفش...؟!
رفعت راسي عن سعود:تسكت ساكت...!
رفع علي حاجبو،قلت:ايييييوة تسكت ساكت..أحد قلك تتكلم قدام الولد و تقول إنك ما ترتاح إلا بالشورت و إنو البنطلون يطفشك..الولد ما حيجيب دا الكلام من بعيد...!
-أفففففف يعني حتى في بيتنا بنحاسب على كلامنا...؟!
-ايوة بنحاسب..ما دام عندنا أطفال لازم نحاسب...!

**********************************

كنا في بيتنا _بيت جدة_ قاعدين في الصالة أنا و علي و عمو نتكلم و نتقهوى و ناكل مكسرات و حلا و الأشياء دي...!
جدة كانت جوة في غرفتها تصلي و سعود كان قاعد يشخبط و يرسم على دفتر أخدو من عمو...!
و على سيرة عمو تراه قاعد يتكلم و ينكت و لا كأنو شي و أنا دحين محتارة مني عارفة ايش أسوي،مني قادرة أفتح الموضوع مرة تانية،ردة فعل عمو مرة غريبة..من كتر ما هوا يتصرف ولا كأنو فيه شي مني قادرة أكلمو...!
المشكلة الأكبر إنو عمو لو حس مجرد إحساس إني حفتح الموضوع يتكلم و يقول أي شي..و لاحظت إنو يتجنب ننفرد أنا و هوا في مكان لحالنا...!
أوففففف من جد بدأت أتعب...!
التفت لسعود _إلي قطع حبل أفكاري_ مفجوعة لإنو صرخ فجأة:مااااااماااااا..أعتيني دلازة (دراجة)...!
احتجت مدة عشان أستوعب إلي قالو سعود و لمن استوعبت قلت بخصام:طب ليش تصرخ...؟!،إلي يسمعك يقول لك سنين تطلبنا دراجة و ما جبنالك...!
علي:لا و أعطيني..يعني كأن الدراجة في شنطتك ذحين...!
قلت:استغفر الله يا ربي..ليش تصرخ أبغا أفهم...؟!
برطم سعود و طالع فينا و هوا على وشك يبكي..قال عمو بقهر عليه:جيبولو دراجة..ليش تصرخوا عليه المسكين...؟!
التفت لعمو:لو كان يطلب من مدة و قلنالو لأ فانفعل و صرخ معليه..لكن دي أول مرة يطلب..ما قد نطق...!
سعود كان مبرررررطم و زعلان بقوة،قال عمو:تعال..تعال حبيبي...!
راح سعود لعمو و جلس فوقو:ما عليك منهم ماما و بابا الشريرين..أنا حجيبلك دراجة.."التفت لنا"..انقلعو أنا حجيبلو دراجة...!
أسند علي ظهرو على الكنبة:فكة برضو...!
طالعت في سعود الزعلان،شبكت يدِّيني في بعض و رمشت بعيوني:سَعُّودي حبيبي...!
قال و هوا يميل على عمو يحتمي بو:مابغا..لا تسلخي(تصرخي) فيا...!
رحت و جلست جمب عمو و قلت و أنا حاطة يدِّي على خد سعود:سعود حبيبي أنا عشان خفت عليك..أنا أحبك عشان كده صرخت فيك...!
غطى سعود وجهو بيدِّينو و بكي:إنتي ما تحبيني..إنتي ما تبغي تعتيني(تعطيني)...!
-يووووووه سعود لا تقعد تبكي..أنا والله أحبك..ايش إلي ما أحبك...؟!
و شلت سعود و حطيتو فوقي:خلاص حبيبي خلاص..والله أنا أجيبلك أحلى دراجة...!
هز سعود راسو:مابغا..عمو يزيبلي..إنتي ما تبغي تزيبيلي...!
حضنتو أكتر:خلاص عمو يجيبلك بس المهم إنتا ما تزعل مني...!
لمن شفت سعود مستمر بالبكا قلت بصوت باكي:دحين أنا ايش أسوي يا سعود و إنتا زعلان مني..أنا أتعب لمن أزعل و كمان النونو يزعل...!
سعود رفع راسو و دموعو كانت جفت،قال:ماما خلاس لا تبكي..أنا أحبك...!
ابتسمت و حضنتو:والله...؟!،أصلاً أنا ما أقدر أزعل منك...!،فيه وحدة تزعل من حبيبها...؟!،فيه وحدة تزعل من روحها و حياتها و عمرها...؟!
و بستو،قال علي:خلصتو...؟!
عمو:ايشبك حاقد...؟!
علي:تخيل..تخيل أنا أعيش المجاغة و الدلع ذا كل يوم..أفففففف...!
انقهرت أنا:ايش إلي مجاغة و دلع..تبغى الولد يطلع ناقص حنان...؟!
نزلت سعود من عليا و أول ما عدَّى من عند علي مسكو و حط ظهرو على صدرو و انحنى عليه و قال بتهديد:أحبك و لا ما أحبك...؟!
قال سعود بعناد طفولي:لأ...!
دغدغو علي و سعود مصر على "لأ"،كان نفسي أطالع في عمو أشوف نظرتو لكن قوية شوية...!
نزل علي سعود و هوا يقول:حسبي الله على ابليسك..تعبت و إنتا لسه لأ...!
ضحك سعود و راح يكمل شخبطة و رسم...!
وقفت أنا بعد شوية و اتجهت للمطبخ عشان أشوف العشا و أنا أدعي ربي ييسر لي أمري و يلهمني بالصح تجاه ردة فعل عمو إلي منعتني من فتح أي موضوع...!

**********************************

رن جوالي و أنا في واحد من الكلاسات،قفلتو بسرعة و أنا أحس بنظرة الأستاذة الناقمة..طنشتها و أنا أفكر باللي ممكن يتصل عليا في دا الوقت..يووووه أنا غبية ليه ما شفت مين...؟!
بعد ما خلصت المحاضرة رحت و جلست في الكافتيريا..أشوف المكالمة من مين و بعدين حروح لسعود...!
شغلت الجوال و كانت المكالمة و للمفاجأة من بابا..احترت أرجع أتصل و لا لأ لكن و على أي حال بابا رجع اتصل...!
بعد كم رنة رديت بتوتر حاولت أخفيه ورا الجمود:نعم...!
-السلام عليكم...!
-وعليكم السلام...!
-كيفك يا بنتي و كيف ولدك و زوجك...؟!
بنتي...؟!،يااااا الله يا دي الكلمة..من بعد ما كانت حلمي و شي أطلبو من ربنا سارت ولا شي..طبعاً من بابا بس...!،و أصلاً ما كنت محرومة كلياً منها..عمو و جدة ما كانو مقصرين...!
قلت:الحمدلله..إنتا كيفك...؟!
و زي ما كان يسألني "كيفك" زمان لمجرد السؤال سألتو أنا دحين "كيفك" لمجرد السؤال...!
-الحمدلله بخير دام إنتي بخير...!
سكتنا و لمن حسيت إننا طولنا قلت:بـ..
لكنو قاطعني بنبرة غريبة:بسألك يا جود..سامحتيني...؟!
-ها...؟!
-من قال ها سمع...!
-ايش..ايش دا السؤال بعدين أنا قد قلتلك من قبل إني مسامحتك فليش دحين تسأل...؟!
-مسامحتني...؟!،كيف مسامحتني و إنتي ما تتصلي تسألي عني..ما تزوريني..ما تراسليني حتى..يا بنتي أنا أبوكي و خلاص رضيت عنك..لازم تحاولي تتقربي مني..أنا أبوكي ما يسير العلاقة تم بيننا كذة...!
كان يتكلم و كأنو الحق معاه و أنا الغلطانة قليلة الأدب إلي ما أستحي على وجهي...!
قلت بصدمة: ..إنتا..إنتا فظيع..أنا مني عارفة إنتا كيف تفكر...!
تابعت و أنا أصر:إنتا الغلطان..إنتا تحاول تتقرب مني و تراضيني مو أنا...!
قال بابا ببديهية:لأ..إنتي من زمان تدورين رضايا صح...؟!،خلاص رضيت عليكي ذحين..المفروض نعيش مع بعض كأب و بنتو و لا كأن بيننا أي شي...!
حسيت بنفسي انسدت و يومي خرب و مزاجي سار زفت،قلت بقرف حاولت أخفيه:طيب..أنا دحين لازم أروح أشوف سعود..باي...!
-بتسوي إلي قلتلك عليه...؟!
-مع السلامة...!
قال بتعقل في غير مكانو:الله يصلحك يا بنتي..يلا مع السلامة...!
و انتهت المكالمة على كده...!
يا عالم..يا ناس..أنا أبالغ و لا بابا عجيب...؟!،لكن ما أقول إلا حسبي الله و نعم الوكيل..حسبي الله..يا رب..يا ربي يا حبيبي أغنيني بفضلك عنو و لا تحوجني له أبداً أبداً أبداً...!
و دحين أقوم أشوف سعود أصرف لي...!

**********************************

بعد ما خلصت صلاة العصر اندق الجرس،أكيد عمو،ابتسمت و قمت عن السجادة من غير ما أفسخ شرشف صلاتي..اتعطرت شوية و رحت للباب و كان بالفعل عمو...!
فتحت الباب:هلا والله...!
سلم عليا عمو و قال بصوت عالي عشان يسمعو سعود:وين سميي..وين متخبي...؟!
طلع سعود من ورا الباب و نط على عمو و هوا يضحك...!
و "سميي" يعني الإنسان إلي اسمو على اسمي...!
قفل عمو الباب و نزل سعود و هوا يقول:وين علي...؟!
-في الصلاة..أكيد حيجي دحين...!
فجأة عمو سوى نفسو مدهوش:وي..سعود نسيت حاجة جبتها عند الباب..ايش أسوي دحييييييين...؟!
قال سعود ببساطة:افتح الباب و زيبها.."التفت ليا"..ماما عادي نفتح الباب...؟!
قطبت حواجبي:ايش فيييييه...؟!
رجع عمو فتح الباب و قال بخوف مصطنع:سعود شوف الحاجة لا يكون الحرامي سرقها...!
خرج سعود بفضول طفولي و شهق قبل ما يصرخ:دلاااااازة..(دراجة)...!
فطس عمو ضحك على ردة فعل سعود إلي صرخ للمرة التانية ببكى:ماما..أنا أبغى دلازة...!
خرجت راسي من الباب:اللاااااااااااااااه..ايش دي الدراجة...؟!
ضحك عمو:يحسبها مو لو...؟!
و خرج و شال الدراجة الصغيرة بيد و سعود باليد التانية:هيا حقتك الدلازة...!
قال سعود و دموعو على خدو:حقتي الدلازة...؟!
هز عمو راسو و هوا يضحك:ايييييوة...!
و حط الدراجة عالأرض و قعد يمسح دموع سعود،قلت:حسبي الله على ابليسك يا سعود..ليش مفجوع...؟!،مطلعنا أنا و أبوك الأشرار إلي حارمينك...!
قال عمو:ايوة الله حارمينو..ليه ما تجيبولو دراجة...؟!
قلت بقهر:عمرو ما اتكلم و من داك اليوم إلي قلت فيه إنك إنتا حتجيب ما فتح فمو بكلمة لدرجة نسينا الموضوع...!
نزل عمو سعود و هوا يطالع فيا و يهز راسو يعني:"أطفال ما عليكي"،ابتسمت:طب سعود قول لعمو شكراً...!
راح سعود لعمو و رفع يدِّينو،شالو عمو...سعود باس عمو و حضنو:سُكلاً عالدلازة الحولة..(شكراً عالدراجة الحلوة)...!
عمو راح فيها،قال:فديتك إنتا الحول إلي تجنن...!
قلت:اسم الله على ولدي حول في عينك...!
أداني عمو نظرة،قلت:قصدي يعني ما ينفع تنطق زيو في دي الحالة...!
نزل عمو سعود و قال بصدق:طب أنا حرااااان و جيعان..ما اتغديت و أنا ألفلف في محلات الدراجات عشان ألاقي دراجة أحمرة و حولة...!
قلت:حبيبي إنتا..دحين أحطلك شي تاكلو...!
قلت و أنا أتوجه للمطبخ:بس ليش ما جبت معاك جدة...؟!
قال بصوت عالي لإنو في الصالة:حاولت فيها بس أمي الله يهديها دي الأيام معد ترضى تخرج...!
خرجت من المطبخ بعد ما حطيت الباقي من الغدا عالنار و جلست جمب عمو في الصالة:الله يصلحها كده مرة كلمتها..تقولي السكر و الحمام و الدوخة..يعني عند الناس و فهمت بس عاد عندي أنا..مني غريبة...!
اتنهد عمو:أهم شي حاولي تكثري من زياراتك ترى معد هيا زي أول تتحمل بس تشوفك كل أسبوع...!
اتنهدت:يا ليت لو أقدر...!
-والله بدأت تحس بفراغ..و أنا مهما أقعد معاها أحس إني ما أكفيها...!
قلت و أنا أتجه لسعود عشان أساعدو يركب الدراجة و يتوازن فيها:هيا تبغى حرمة و أطفال...!
ابتسم:البركة فيكي..اولدي بسرعة...!
ابتسمت أنا كمان:فيا و فيك إن شاء الله...!
قال عمو بحماس عشان يغير الموضوع:يلا سعود يلا..عشان أصورك...!
ما قلتلكم يقول أي شي المهم ما يعطيني فرصة أتكلم..أففففف...!
جا علي بعد شوية،سلم على عمو بعدها راح و وقف فوق راس سعود:سعووووووووووود..ممكن ألعب بالدراجة شوية...!
قال سعود بخوف:لأ لأ...!
قال علي برجاء و مسكنة مرررررررعبة:الله يخليييييييييييييييييييييييك...!
جري ليا سعود و هوا يبكي،دفن راسو فيا و قال وسط دموعو:بابا ما يلعب..ما يلعب...!
صرخ علي:سعود إنتا و وجهك ليش تبكي...؟!
-إنتا تكسل..(تكسر)..الدلازة..إنتا كبيل..(كبير)..ما تلعب...!
ضحك عمو و قال بشدة مصطنعة:علي..ما تقرب من دراجة سعود فاهم...!
علي مسك الدراجة و قعد يمشيها من غير ما يركب فيها و هوا يقول:اللاااااه حلوة ذي الدراجة..حكسرها...!
و كان يبتسم بلؤم،سعود ما كان يشوف لإنو دافن وجهو فيا بالتالي قعد يبكي بحزن:ماما..ماما..ماما...
و علي مبسوووووط و متلذذ..هتفت باستنكار:علي...!
قال عمو:حبيبي سعود طالع بابا ما ركبها..يمزح معاك..شوف...!
لكن سعود مازال يبكي:ماما..ماما..
قلت بقهر:سعود طالع..بابا مبسوط عشانك صدقتو..طالع بابا قاعد يكد..يمزح معاك...!
ترك علي الدراجة و جا و جلس جمبي:تعجبيني لمن تسوي فيها تربوية...!
قلت:أجل..تبغاني أقولو يكدب عليك عشان معد يصدقك...!
قال عمو باستغراب:كيف فهمتي قصدو..أنا ما فهمت...!
عمو استغرب كيف فهمت إنو علي يقصد إني قلت تمزح بدل تكدب و يحقلو و يحقلي أنا كمان أستغغل دي النقطة و أقول:"هما كده المتزوجين يفهموا بعض من غير شرح"...!
ابتسمت و كنت حجاوب على عمو بس علي شال مني سعود بالغصبة و حطو فوقو،سعود كان مو راضي يرفع راسو و يبكي و علي يحاول يرفع راسو و هوا يقول:وي سعود..تبكي عشان دراجة..بعدين أنا ما ركبتها و حط ذا كله على جمب..أبوك نحيف و رشيق ما يكسر شي...!
-مابغا..إنتا تبغى تكسل دلازتي...!
حضنو علي و قال:حبيبي إنتا حبيبي...!
قال عمو و هوا يهز راسو:حسبي الله على ابليسك نكدت عالولد...!
قلت:ايش فهمك إنتا...؟!،لازم دي اللمسة الحلوة في كل شي و لا كيف يسير علي علي...؟!
طالع فيا علي:أقول لا أحط لمستي الحلوة ذي عليكي ذحين..قومي يلا قومي..قومي..ما عندنا حريم يتكلمون و يعطو آرائهم...!
انفعلت فجأة و هبيت فوق علي:وجع إن شاء الله..إذا كانت أم سلمة _رضي الله عنها_ أدلت بفكرة على الرسول و أصحابو تجي حضرتك إنتا ما تبغا تسمع لزوجتك..ليه..و بأي حق...؟!،و إذا كان الرسول سيد بني البشر و أحسنهم خلقاً لمن جالو الوحي لجأ لزوجتو تقوم تسفه مني قدام ولدي..والله ما أقول إلا حسبي الله عليكم يا الرجال..والله إننا أعقل منكم بخمسمية ألف مرة..بس فالحين ترددوا ناقصات عقل و دين..بس..غير كده ما عندكم هرجة...!
وقمت و رحت للمطبخ أشوف الغدا إلي كان يتسخن من غير ما أسمع أي كلمة زيادة و من غير ما أرد على علي إلي قال:"جود لمن تعصب..أعوووذ بالله"...!
كان نفسي أقول من الشيطان الرجيم لكن احترمت نفسي و سكت...!

**********************************

أففففف..مقهورة من عمو..يتصرف و لا كأني لسه مكتشفة شي مصيري عنو..مسترخي و لا على بالو لدرجة سرت أنا أحس إنو عادي ما فيها شي..الحسنة الوحيدة من ردة فعلو العجيبة دي هيا إني هديت غصباً عني و ما سرت أفكر بعواطفي بس...!
بس بيني و بينكم عمو يكابر؛يعني حتى لو ما بين الحزن و الضيقة أكيد موجودين...!
رفعت نظري لسعود إلي يروح و يجي بالدراجة و رامي الجيم بوي...!
لاحظت عليه إنو لمن يتعلق بشي ممكن بسهولة يتخلى عن باقي الأشياء..تعرفو ألعابو تنعد..لإنو يعلق عاللعبة بالشهور بعدين يطلب شي جديد بس تصدقوا...؟!،ألعابو إلي هوا اختارها تنعد لإنو فيه ألعاب تعجبني أو تعجب علي نقوم نشتريها على أساس لسعود..و بعدين نقعد زي الهبل نلعب بها و هوا يقعد زعلان لإنو اشترينا لو دي اللعبة و خلينا ديك...!
قلت:سعود..ليش رامي الجيم بوي..مو حبوه...؟!
طالع سعود في الجيم بوي:ماما هوا يبغى ينام..سيبيه لَحَالو...!
-آآآآآآآه يبغى ينام...!
الله المستعان..الولد دا عليه تصريفات زي وجهو..قال يبغى ينام قال...!
قمت و شغلت الجيم بوي و لقيت اللمبة حمرا فقلت:سعود حبيبي فين الشاحن...!
-في غلفتي..(غرفتي)...!
رحت لغرفة سعود و شبكت الجيم بوي في الشاحن...!
جلت بعيني عالغرفة،ابتسمت؛كل شي صغير،و لاحظت إنو ترتيبها نفس ترتيب غرفتي زمان،يمكن من غير ما أحس رتبتها بدي الطريقة...!
انسدحت على السرير الصغير..يا الله كيف حالي اتغيرت؛همي الوحيد كان بابا بس دحين سار آخر آخر شي أفكر فيه،دحين سرت متزوجة و عندي زوج لازم أداريه و أسعدو و ولد لازم أربيه و مستنية بنت...!
قمت من على السرير و أنا أقول:"بسم الله"،حطيت يدِّي على بطني:"أبغى بنت"،ابتسمت و أنا أمسح على بطني،رفعت نظري لفوق،قلت:"شكراً"،بعدها سحبت نفس عمييييييق و خرجت من غرفة سعود للصالة و لقيت سعود ينطنط فوق الكنب،بس لمن شافني هجد وجلس بأدب،ضحكت و رحت جلست جمبو،شلتو و حطيتو فوقي،حضنتو و قعدت أبوسو و أمسح عليه...!،أتذكر عمو كده كان يسويلي،فجأة و من أغير ما أدري يحضني و يبوسني و يقعد مدة بعدين يسيبني،قد ايش كنت أحس بالأمان و الحنان،طالعت في ملامح سعود إلي طالع فيا و قال:ماما...
-عيونها...
-ماما إنتي تحبيني...؟!
ابتسمت و أنا أهز راسي:ما حجاوب...!
-ليس...
قاطعتو بإني بستو و استنشقت ريحتو:في وحدة يكون عندها عسل و ما تحبو...؟!
ضحك سعود بسعادة و حرج و من الخجل دفن وجهو في صدري و هوا يضحك و أنا أضحك...!
اندق الجرس بعد مدة..إن شاء الله علي؛متحمسة أقولو إني حامل ببنت..أنا من قبل كنت حاسة و رحت من ورا علي مع عمتي إلي قالت بإنها تبغى تاخد رأيي في مجلس و مسكت السواق و رحنا على المستشفى..إلي سار إني قلت لعلي قبل صلاة العشا و قبل ما أقفل الباب:تراني عرفت جنس البيبي...!
و قفلت الباب بعد ما قلتلتو:"الصلاة حتفوتك"،لإنو كان يزن يبغى يعرف..وي لا أكون أخدت ذنبو..أقوووووول خليني أروح أفتح الباب...و رحت عشان أفتح الباب و لمن فتحتو قال:سنة...!
-كان فتحت بنفسك...!
-مزرفن...!
-طيب لا تعصب..دحين حزر..بنت و لا ولد...؟!
قال علي:مممممم..ولد أكيد لإني أبغى بنت...!
التفت لسعود:سعود تتوقع النونو بنت و لا ولد...؟!
قال سعود:بنت...!
قلت:لأ...
علي:ولد...؟!
-لأ...
-أجل جنس ثالث...!
قلت باستنكار:لاااااااااء...!
ضرب سعود الأرض برجلو و قال بإصرار:واللللللللللللله بنت...!
علي:لا تحلف و إنتا مو متأكد...!
ابتسمت:كلامو صح..بنت...!
قال علي بفرح:من جد...؟!
شلت سعود و حضنتو:حبيب ماما إنتا..كيف عرفت...؟!
قال سعود:أنا أعلف (أعرف)،أنا كبيل (كبير) هيا نونو سَعيييييييلة (صغيرة)...!
ضحكت:فديت ولدي الكبير أنا...!
علي:و كالعادة يتم تسفيه علي...!
نزلت سعود:تبغى أشيلك إنتا كمان...؟!
مد علي يدِّينو و هوا يرمش بعيونو ببراءة مرعبة:،قلت:الله يرفع بالبراءة عنك بعدين إنتا إلي المفروض تشيلني مو أنا...!
التفت علي لسعود:سعود أشيل ماما...؟!
هز سعود راسو بايوة و هوا زام شفايفو،اتقدم مني علي،رجعت على ورا:لا علي أنا سايرة تقيلة حتطيحني بعدين ما ينفع...
قطع كلامي و هوا يشيلني:سعود يلا الحقني عشان نحط أمك و أختك على أكف الراحة...!
طالع فيا و هوا يمشي بيا و همس:قدرت عليكي في السابع ما بقدر عليكي و إنتي في بدايات الخامس...؟!
قلت بخجل:بس سعود...!
لفت علي لسعود إلي كان مو معطينا أي اهتمام،حطني عالسرير و هوا يضحك:ولا جاب خبرنا...!
رجع علي يطالع في سعود:ها سعود..شفتني و أنا أشيل ماما...؟!
-ايوة...!
هز علي راسو:مو حلو...؟!
قال سعود و هوا يرفع أكتافو:إنتا أول ما سلت ماما كده...؟!
قال علي بحذر:ليش إنتا متى شفتني أشيل ماما...؟!
كان سعود قاعد يحاول يتذكر أما أنا فحطيت يدِّي على خدي:يا حسرة على ولدي ياااااا حسرة.."تابعت بقهر"..عشان لمن أقولك يااااا سيد علي بطل تستعبط برة الغرفة تبطل..مو تقولي عادي نايم،نايم في عينك..بلى في وجه العدو إن شاء الله...!
طالع فيا علي:ايش فيكي إنتي..يعني ايش حيكون شاف...؟!
كنت حرد لكن سعود قال:اِتْزَكَرْتَا...!
و كان حيكمل لكن علي قال:أوووص..روح على غرفتك يلا...!
لوَّى سعود فمو بعدين راح،قلت:ما شاء الله..حضرتك بس فالح تسكت الولد...!
قفل علي الباب و جا و جلس قدامي و قال بابتسامة:من المتوقع إنو بعد ما عرفنا إنو إلي في بطنك بنت نعيش لحظات رومنسية...!
-ها...؟!
-ها...؟!،بدل ما تقولين لي كلمة حلوة تقولين ها...!
قلت و أنا أحرك يدِّي:بعد عني..عيب..أصلاً..أصلاً إنتا قليل أدب...!
قرب مني:أنا إلي قليل أدب و لا إنتي إلي ما فيكي رومنسية...؟!
قلت و أنا أرجع شعري على ورا:أصلاً مُنـ
قاطعني:لا تقوليها..اسكتي أحسن...!
قلت و أنا أأشر على حلقي:عالقة..عالقة هنا...!
رفع علي دقني:وين وين..وريني وين عالقة...؟!
كملت في نفسي الكلمة:"ـحرف"...!

**********************************

خرجت المكرونة الباشميل من الفرن و حطيتها على جمب،فتحت قدر الرز بعدها خفضت النار عليه...!
سحبت نفس و أنا أفكر بإني بكرة ما حأطبخ غدا و حناكل من باقي عشا اليوم..أكيد حيزيد...!
طبعاً أكيد تسألو ليش كل دا..أقولكم علي عازم أصحابو الجُداد حتى قلي على أسماءهم و حفظني هيا،سرت أحس نفسي أعرفهم من كتر ما يكلمني عنهم...!
أول شي "محمد"،يقول علي إنو ضخم و صوتو قوي ما شاء الله و إنو مررررررة محترم و مثالي على عكس "عبدالرب"،الطفشان من كل شي و في نفس الوقت قليل أدب شوية و ما عليه من أحد..و يقول علي إنو ما يحب اسمو..يقول إنو طويل و مسوي زحمة..الله يصلحوا سمو مافي شي..و عشان كده الكل يناديه عبود و مع بركات باب الحارة سارو ينادوه "عبدووو"..أما عن يوسف فيقول علي إنو حبوب و صوتو يجنن ما شاء الله و قد سمعني مقطع لو في جوالو و من جد حلو..و مين كمان يا ربي...؟!،ايوة اتذكرت فيه واحد اسمو عمر و علي يقول إنو مرة خجول و يستحي من خيالو..و لمن يحكيني عنو أفطس ضحك..أحب الأولاد و الرجال الخجولين و فيه كمان واحد اسمو أحمد يقول علي إنو حبوب و خفيف دم و يقولولو حمادة...!
طبعاً أنا أموت و أعرف مين إلي شالني بس أخاف أسأل علي..حيحقد و يهزأني...!
و ساعات أقول:"لو كنت مو متزوجة كان سارت علاقة حلوة بيني و بين إلي شالني و كان سارت لي حركاااااات زي في قصص الحب"،بس لا تقولو لعلي إني قلت كده..والله ليذبحني بدم بارد...!
بعدت الرز و حطيتو على عين مي مولعة،غطيت المكرونة عشان ما تبرد و خرجت من المطبخ من غير ما أنزل أكمامي المشمرة و بنطلون بيجامتي المطوي،و لمن خرجت من المطبخ لقيت علي منحني يحط صحون الكباب على الأرض،قعدت أطالع فيه و أتأمل...!
و لمن اعتدل علي و جات عينو عليا حسيتو وقف يتنفس لثواني قبل ما يقول بعمق:جود...!
هزيت راسي أنفض منو كل الذكريات إلي مرت عليا،قلت بابتسامة:نعم...!
قال بنظرة تايهة و هوا يتقدم مني:نفس الشي..نفس الشي بس..بس إنتي ذحين حامل..حامل مني أنا و من قبل جايبتلي ولد...!
قرب مني أكتر و مسك أكتافي و هزني بشويش:ذيك اللحظة ما كنت متخيل إني ممكن أكون معاكي تحت سقف واحد و عندي منك أولاد...!
ضحكت ضحكة قصيرة خفيفة،قال علي:جوووووود...!
قلت و أنا أنزل أكمامي:ولا أنا ما كنت متخيلة إنو ديك الصدفة ممكن تتعدى حدود موقف محرج...!
ابتسم:لكنها اتعدت...!
-اتعدت و بس....؟!،.."تابعت برجاء"..جيب صحون الكباب بليز...!
ابتسم علي و هوا يرجع يجيب الصحون و ابتسمت و أنا أردد:"سبحان علام الغيوب..مين كان يتخيل؟!"...!

^^^^^^^^^^^^^^^

كنا قاعدين أنا و علي عالسرير..أصحابو راحوا..بس كعادتو يجي يحكيني عن إلي سار و لو فيه شي مو عاجبو يحط حرتو فيا...!
ابتسمت و أنا أسمعو يتكلم:و أهم شي في الموضوع كله عمر..تخيلي ما جا...!
-ليش ما جا...؟!
-ها...؟!،يقول يستحي يدخل بيتي و يخاف يضايقني..الآدمي ذا يستحي من خياله...!
-يا نااااااااسو..تعرف مرة أحب الأولاد لمن يكونو يستحو..يعجبوني دولا إلي يستحو من خيالهم...!
-هييييي إنتي...!
-ايييييش..ايشبك قلبت فجأة...؟!
-لا تتكلمين عن عمر...!
قلت بسخرية:لييييييش..تغار عليه...؟!
رماني علي بوحدة من المخدات و قال بانفعال:عليكي يا غبية...!
مسكت المخدة و حطيتها على جمب:وي..و ليش عمر بالذات...؟!
قال بتوتر:عـ..عشان هوا يستحي و إنتي يعجبوكي إلي يستحون و.."تابع بنرفزة مفاجئة"..و بعدين لعد تنطقين اسمه...!
قلت بلا مبالاة:عدم نطقي لاسمو ما حيأثر و لا على شعرة مني و لو إنو غريب إنك عصبت فجأة...!
حاول علي يغير الموضوع في الوقت إلي كنت قاعدة أتساءل فيه عن سبب عصبية علي...!

**********************************

اليوم ما عندي دوام بالتالي قاعدة في البيت مع سعود إلي يتفرج على التلفزيون و ياكل كورن فليكس...!
وقفت و مسكت الريموتات و رفعتها فوق دولاب التلفزيون عشان سعود لا يقعد يقلب و يخبص ترتيب القنوات...!
و رحت لغرفتو و اتفاجأت بكل الألعاب مِرَمَية و السرير محووس و الدراجة طايحة على الأرض...!
ناديت:سعووووووووووووود...!
و جا سعود،قلت و أنا أأشر عالغرفة:ايش دا...؟!
-غلفة..(غرفة)...!
-لا يا شيخ..غرفة...؟!
بعد شوية قلت:كملت فطورك...؟!
-بقي سوية...!
-طيب خلص هدي الشوية و بعدين الغرفة دي تترتب و كل شي يرجع مكانو و الدراجة يا ويلك لو شفتها مقلوبة كده مرة تانية..سامع...؟!
قال سعود و هوا مبرطم:ماما...
-ما تكلمني قبل ما ترتب الغرفة...!
سعود فِضِل مبرطم،قلت:يلا عشان لو رتبتها حعملك مفاجأة...!
و خرجت من الغرفة و رحت لغرفتي وين ما جوالي يرن،مشيت للكوميدينة و أنا أفكر في مفاجأة لسعود عشان ما أطلع كدابة قدامو و...ايييييييييييييييش دا...؟!،بابا هوا المتصل...!،ايش يبغى مني في دا الوقت...؟!
طالعت في الساعة،كانت 11 الظهر..ايش يغى...؟!
رديت بتحفظ و جمود كعادتي:نعم...!
-أيوة السلام عليكم...!
-وعليكم السلام...!
-كيف حالك و كيف أهلك...؟
-الحمدلله بخير..إنتا كيفك...؟!
-الحمدلله..آآآ جود بغيت أسألك..أبو سعود موجود...؟!
قلت و أنا أعلق على اللام:لللللللأ..ليش تسأل...؟!
-لا بس أنا قريب من عمارتكم و أبغى أكلمك في موضوع بيني و بينك فما حبيت أضايق أبو سعود...!
-دحين...؟!
-ايوة لو كنتي فاضية...!
فاجأني لكن و للواجب و الاحترام _فقط_ رحبت فيه و حصل و جا بابا و بطريقةٍ ما صرفت سعود و أقنعتو ما يجينا..بعدها قعدنا أنا و بابا في الصالة لوحدنا بعد ما رفض أي شي إلا كاسة موية...!
قال بعد صمت دقيقة كاملة:كيفك و كيف الدراسة و الجامعة معاكي...؟!
-الحمدلله...!
-فرنسي إنتي صح...؟!
-ايوة...!
ابتسم:تعرفي فرنسي...؟!
طالعت فيه..ايش السؤال الغبي دا...؟!،و إنتو كمان ليش تطالعو فيا كده..ايوة أعرف و فنانة بس البركة في الناس إلي ما تعرف..خليني ساكتة بس...!
و جاوبت على أي حال:ايوة...!
و سكتنا..يا ترى ايش الموضوع...؟!،أياً كان الموضوع حكون جامدة و هادئة و ما حسمح لعواطفي تظهر لإنو مو أي شخص يكون قد إنك تعبر عن مشاعرك قدامو و توريه...
"جود إنتي ما قد شفتي بيتي...؟!"،انقطع حبل أفكاري و رفعت راسي لبابا و أنا أسمع سؤالو السابق و أقول بحواجب مقطبة:نعم...؟!
-آآآآ..إنتي ما قد جيتي بيتي إلي هوا بيتك و بيت أخوانك و أخواتك...!
هزيت راسي:يعني...؟!
قال من غير ما يجاوب على سؤالي:مها بنتي ملكتها الأسبوع الجاي...!
ما اتحمست أو فرحت و افترضت إنو يبغى يغير الموضوع،قلت بصدق:أوه الله يباركلها...!
-و أنا جاي أعزمك...!
قعدت أفكر و بشكل سريع عرفت إنو عيب أرفض و إنو مها مالها ذنب بمشاكلي مع أبوها،قلت:مين إلي حيتزوجها...؟!
-ولد بيت الـ*****...!
-آآه ايوة ايوة..الله يتمم لهم على خير..إنتا ممكن تتصل على علي توصفلو مكان القاعة...!
-لا الملكة في بيتي..هيا عائلية...!
قلت بصدمة:نعم...؟!
اتوتر بابا:أنا يا جود..يعني إنتي من الأهل و..يعني..يعني أختك و..
قاطعت بابا:آسفة ما أقدر أجي..بس وصل لها سلامي و مباركتي...!
قال بابا:دوبك كنتي موافقة و لا عشان في بيتي...؟؟؟!!!
قلت بنرفزة و توتر:ما أقدر..ما أقدر و خلاص...!
طالع فيا بابا برجاء:يا بنتي انسي إلي كان و تعالي..أختك بنفسها مصرة تجين..تعالي..تعالي و خلي الموية ترجع لمجاريها...!
بابا كان يتكلم و كأنو مالي حق أرفض أو أزعل،اتكتفت و حطيت رجل على رجل:و من متى كان فيه مجاري أصلاً...؟!
بابا صدمو سؤالي،تابعت من غير ما أسمع إجابة:أنا أعتذر ما أقدر أجي..من جد ما أقدر..لو أقدر كان جيت...!
وقف بابا و اتفاجأت بو يجلس جمبي و يمسك يدِّي و يقول:جود..جود خلاص انسي..أنا أبغا أصلح كل أغلاطي و أبغاكي تساعديني...!
سحبت يدِّي من بابا و بعدت عنو جسداً و نظراً:مابغا..ما أقدر أدخل بيتك...!
-مو سامحتيني..خلاااااص...!
بابا شبه مو فاهم و واعي لأثر إلي سواه في نفسي الشي إلي ما خلاني أبكي أو أصرخ بانفعال..الشي إلي أجبرني أفهمو بالهداوة و أوضح لو أفكاري و أنا أحاول ما أجرح مشاعرو أو أقل أدبي...!
قلت:بابا..سامحتك ما يعني إنو بين عشية و ضحاها علاقتي بك تسير بيرفكت..عارف..عارف لو جيتني قبل ما أتزوج كان ممكن أتبكبك و أولول و تقعد إنتا تحاول فيا مدة بعدين أرضى و أتعلق فيك و أحبك لكن دحين غير..أنا زمان كنت أحس إنو عمو مو مجبر يهتم بيا،كنت أتمنى لو تجي و تضمني لك و...
قاطعني بانفعال:أنا أبغى أضمك ذحين...!
قلت و أنا أغمض عيني أداري عبرة:أرجوك لا تقاطعني...!
تابعت بألم و أنا أتذكر مخاوفي:كنت خايفة من اللحظة إلي يقرر فيها عمو يتزوج و يحس إني أنا رادع أو تُقل عليه عشان كده كنت أطلب من ربي إنك في يوم تجي و تؤويني بس دحين أنا في بيتي مع زوجي و ولدي مني تقل على أحد..و اسمحلي أقولها..ما سار لك أي أهمية في حياتي..و ربي الحمدلله ما تركني..عوضني عن كل شي كان ناقصني..و كل ما جيت إنتا تسوي شي المفروض إنو يدمر حياتي يزبطها على عكس المتوقع.."ابتسمت و أنا أهز راسي"..من يوم ما انولدت إلمن يومك دا و ربي كافيني الشر و يرعاني..لمن رميتني على عمو اتزبطت ظروفو و سارتلو أشياء كتير بس..عشان يتعلق فيا و يسير يحبني زي بنتو..لمن زوجتني علي من غير ما تسأل عنو و عن إلي سواه فيا اتغير فجأة و اتغيرت شخصيتو و سار رَجُل محترم..و محد قادر يصدقني قد ايش علي اتغير و بشكل غير طبيعي..كأنها معجزة..أما عن سعود و ولادتي القاصرة الصعبة له بعد دعوتك طلع ما فيه شي و ربي ستر..و الحادث..الحادث إلي سلمنا منو كلنا و فوق دا الناس إلي أنقذتنا سارو أصحاب علي و بقوة و يحبوه و يحبهم...!
اتبادلنا أنا و بابا النظرات لثواني بعدها قلت:أقولك كل دا عشان تفهم إنو كل شي سيء كنت تحاول تسويه ليا ربي يردو في نحرك..أنا يا بابا معد أحتاجك و لمن سامحتك سامحتك عشان ما عندي وقت أحقد على أحد، بيتي و دراستي ماخدين كل وقتي...!
و سكت لثواني بعدها قلت:و بيتك ما أقدر أدخلو..أعتذر...!
-لييييه..ليه...؟!
قلت بسخرية حزينة:كيف تخلي الحشرة و القذارة تدخل بيتك...؟!
انفعل بابا و قال باستغراب:ليه تقولي عن نفسك كده...؟!
-مو أنا إلي قلت...!
-مين إلي قال...؟!
اتنهدت بألم:هيا كلمة قلتها عمري ما حنساها.."طالعت فيه بألم"..بس عمرك ما حتتذكرها...!
أشحت بوجهي و أطبقت شفايفي على بعض و أنا أداري دموعي...!
أجبرني بابا أطالع فيه لمن مسك وجهي و لفو عليه و قال بعمق:ايش قلت...؟!
بعدت يدُّو و لفيت وجهي:مالو داعي.."وقفت"..اعتبر البيت بيتك...!
و كنت حدخل و أخليه لكنو قال بحزن:تبغيني أخرج صح...؟!
-مو عن كده بس أنا كنت واضحة و صريحة معاك و هدا شي أُشكر عليه.."ابتسمت بشجن"..يعني..أحسن من إني أسلم على يدَّك و راسك و أنا من جوة كارهتك و حاقدة عليك.."حطيت يدِّي على قلبي"..هدا أبيض تجاهك بابا..أبيض...!
وقف بابا و خرج من الشقة حزين زعلان...!
ارتميت على الكنبة...!
ليش..ليش شايف إنو المفروض ما أكون زعلانة..ليش...؟!،ليش بابا يعتقد إنو ما دام رضي عني خلاص كل شي يتصلح...؟!،ليش معتبر إن معاه كل الحق لمن يطلب مني أعاملو كأب و ايش الفايدة _أصلاً_ من محاولتو تصحيح أغلاطو و هوا لسه غير آبه لمشاعري...؟!،مادري لو ملاحظين لكن بابا ما يبغاني أعاملو كأب عشاني..بابا يبغى كده عشان هوا يرتاح و يحس بالرضا عن نفسو...!،ليش بابا كده..لييييش...؟!
و السؤال الأهم إلي أبغالو إجابة دحين..ليش أنا لازم أضغط على نفسي و أتحمل كل دا...؟!

**********************************

 
 

 

عرض البوم صور ♫ معزوفة حنين ♫   رد مع اقتباس
قديم 14-02-11, 02:41 AM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157123
المشاركات: 30,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: ♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13523

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
♫ معزوفة حنين ♫ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ♫ معزوفة حنين ♫ المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 


الجزء الثامن

"الهدوء الذي يسبق العاصفة"




سعود سيروي،،،
كنت قاعد مع أمي نتفرج عالتلفزيون و نتقهوى،قالت أمي بعد تنهيدة:يا ولدي وين جود ما تكلمني...؟!
-الله يا أمي..لسه دوبك مقفلة منها...!
كانت جود لسه دوبها مكلمتني و مكلمة أمي...!
قالت أمي و هيا تهز راسها:والله إن البيت ماش من بعدها...!
ضحكت:ماش...؟!،هذا و إنتي كل ما جات صرختي عليها،أجل لو ما تحبينها ايش بتسوي...؟!
أمي رغم حبها الكبير لجود إلا إنها كل ما تجي لازم تهزأها و أمي أصلاً كل ما زادت غلاة أحد عندها كل ما زاد خصامها له..و كدليل ما كانت تخاصم علي في بدايات زواج جود رغم إنها اندمجت معاه لكنها كانت مسالمة بس دحين الله لا يوريكم لا تهزيئة أول ما يدخل و قبل ما يخرج...!
رن جوالي و كان سعيد و على سيرة سعيد ترى بنتو مها بتملك الأسبوع الجاي..كان الموضوع بالسُكيتي و محد عرف إلا لمن عزمنا سعيد على الملكة..الله يوفقهم..طبعاً سعيد قالي إنو يبغى جود تجي و أنا اقترحت عليه يروح لها عشان تحس إنو من جد مهتم بها و يبغاها تجي و أصلاً لازم يروحلها كل فترة و التانية و يسأل عنها عشان تحس إنو صادق و يبغى رضاها...!
رديت و أنا متحمس أعرف ايش سار لكن صوت سعيد المكتئب و هوا يرد على سلامي خلاني أقوم أدخل غرفتي و أقول بقلق:سعيد ايش فيك...؟!
قال سعيد بيأس:خسرتها..خسرتها يا سعود خسرتها...!
-مين...؟!
-جود..جود معد تبغاني..أنا لازم أنسى إن عندي بنت اسمها جود..لازم أنسى..لازم...!
سعيد كان صوتو تعبان و الحزن باين عليه،قلت:سعيد ايش فيييييه..أقلقتني...!
قال سعيد بصوت متحشرج:تقول معد تحتاجني..استغنت عني بعد ما اتزوجت..تقول بيتها و دراستها أهم مني و يوم اتصلت عليها قالت.."سكت و كأنو مو قادر يكمل لكنو تابع بعد ثواني بتعب واضح"..سعود أنا مني قادر أتحمل..البنت كرهتني و معد هيا زي أول..تقول إنتا تعال حاول تكسب رضايا أنا تعبت منك و معد حفكر فيك و تقول ما حتدخل بيتي..يا سعود تقول كرامتها ما تسمح لها و ما تنزل نفسها لِي..البنت ذي اتغيرت..اتغيرت.."برجاء"..أبغاك تصلح بينا يا سعود..ما أبغا أقابل ربي بذنبي ما بغا...!
كنت مصدوم من الكلام إلي قاعد أسمعو...!،قلت و أنا مو هنا:جود قالت دا الكلام...؟!
-سعود أنا حاس إني مخنوق..مخنوق و مو قادر أكتم..أرجوك يا سعود تصلح بينا أرجوك...!
-ما عليك يا سعيد ما عليك..اترك الموضوع ليا...!
فصلت و أنا أسمع ترجيات سعيد و تشكيه من جهة و من جهة تانية كلام جود الفظيع يزن و بشكل أقوى...!
لبست ثوبي المعلق و مسكت جوالي و مفتاح سيارتي و خرجت و عند الباب قالت أمي:سعود..وين مروح...؟!
-ها..لا بس صاحبي طاح بروح أطمن عليه...!
قالت أمي بتعاطف:يا عمري..هيا لا وصلت طمني...!
-إن شاء الله إن شاء الله...!
و خرجت بسرعة و أنا أسمع دعاوي أمي ليا...!
في السيارة كنت قاعد أحاول أهدي نفسي لإني كنت مطنقر؛كيف تتجرأ تقول لأبوها كده...؟!،أوكي غلط معاها لكن إنها تقولو معد أحتاجك و دراستي أهم منك و فوق هذا بكل قلة أدب و وقاحة تقولو إنتا تجيني مو أنا أجيك...!
والله والله لو مو حامل كان ضربتها..أياً كان إلي سواه هذا أبوها و هيا إلي كانت زمان مصرة على كده ليش دحين غيرت رأيها...؟!،و بعدين كيف هذا الكلام يطلع منها..كيف...؟!،جود مهما كان مستحيل تجرح أحد أو تتطاول عليه فكيف لمن أبوها...؟!
اتنهدت..الكلام طلع من جود طلع و من واجبي أوريها قيمة كلامها و أفهمها إنو هذا أبوها و إنها غصباً عنها رح تدخل هذا البيت إلي..مو من مستواها...!

^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^

جود،،،
كنا قاعدين في الصالة نتفرج على التلفزيون في الوقت إلي رن فيه الجرس..سعود جري للباب و قعد ينطنط بحماس:"مين..مين"...!
علي:قومي شوفي...!
قمت و أنا أقول:ما شاء الله عليك..هدي آخر مرة أشوف مين على الباب...!
و إلي كان على الباب عمو...!
ابتسمت و أنا أفتح الباب:أهلاااااااااان..ايش المفاجأة الحلوة دي...؟!
اختفت ابتسامتي و أنا أسمع عمو يقول و هوا يمسك يدِّي:السلام عليكم..جود تعالي أبغاكي...!
و سحبني معاه لمجلسنا تحت نظر علي المستغرب...!
جلسني و جلس على كنبة بعيدة قدامي،سكت لثانية قبل ما يتنهد بقهر و هوا يضرب فخدو،قلت بقلق:عمو حبيبي ايشبك...؟!
طالع عمو فيا بنظرة مرعبة و قال بنبرة غريبة:قليلة أدب...!
-نعم...؟!
قال عمو بهمس غاضب:تعرفي لو مو إلي برة و لو مو بطنك قدامك كان قمت عليكي ضرب...!
صدمتني كلمات عمو..قلت و أنا على وشك أبكي:عمو ايشبك...؟!
-ايشبي...؟!،ولا شي..بس طار عقلي من كلامك الوقح لأبوكي...!
إشارات حمرا ولعت في عقلي..بابا في الموضوع...!
قلت بتساؤل:ليش أنا ايش قلت لبابا...؟!
وقف عمو و هوا يقول:"ولا شي"،اتقدم مني و قال بسخرية مؤلمة:والبيت إلي حضرة كرامتك مي مخليتك تتنازلي و تروحيلو حتروحيه غصباً عنك و رجلك فوق رقبتك...!
طالع فيا لثواني قبل ما يقول بعمق:لو الأولاد كذة فربي مو حارمني...!
و خرج من المجلس و خرج من الشقة من غير ما يرد على علي إلي قعد يسأل...!
رجع علي دخل المجلس وقال:جود ايشبكم...؟!
رفعت نظري لعلي و رفعت أكتافي:مادري...!
اتغيرت ملامح علي و هوا يشوف دموعي الطارفة،جلس جمبي،قلت و دموعي مملية عيني:بس بابا في الموضوع..أكيد قال شي لعمو بس أنا ما قلتلو ولا شي..هوا جا هنا و كلمني بس أنا رديت عليه بأدب و ما اتكلمت بوقاحة...!
قال علي باستنكار:متى جا و كيف ما تقولين لي...؟!
-قبل أمس و إنتا في الدوام جا و قلي أروح عندو عشان ملكة بنتو و قلتلو مابغا أجي و فهمتو ليش رافضة بس هوا ما فهم أنا ايش ذنبي...؟!.."غطيت وجهي و قلت بصوت مو واضح من البكا"..ليش هوا مو عادي يزعل و أنا عادي...؟!،ليش لمن يزعلني و يضايقني محد يقولو شي بس لمن هوا يزعل...
بكيت و ما قدرت أكمل...!،حسيت بالظلم..ليش يتبلى عليا..ليش يقولني كلام ما قلتو...؟!،قهر..قهر..قهر...!
حط علي يدُّو على ظهري:جود خلاص لا تعبين نفسك عشانه...!
رفعت راسي و قلت بقهر:كيف خلاص كيف...؟!،كيف و أنا دحين حروح غصباً عني بيتو..أكرهو و أكره بيتو..أكررررره بيتو..مابغا أروح هناك.."ضربت بقبضتي على فخدي بشكل متوالي و قلت و أنا أصر"..مابغا مابغا مابغا...
مسك علي يدِّي و قال بشدة:جود بس...!
طالعت في علي:أكرهو..علي..أنا أكره..بَا...
سكت و أنا أنتبه لسعود الواقف عند الباب و يطالع فينا بحيرة و تساؤل..مسحت دموعي،قال علي و هوا يمد يدُّو:تعال بابا تعال...!
جا سعود و جلس فوق علي وقال بتردد:ماما إنتي ايس بيكي..(ايشبك)...؟!
قلت و أنا أقوم:ولا شي...!
و رحت لغرفتي و أنا أتمنى من علي يمسك سعود لا يلحقني و يزن على راسي...!

**********************************************

مقهورة من عمو و دمي فاير و كارهة بابا و مني طابقة أسمع صوتو..لا و متصل يأكد عليا أجي الخميس عندو عشان ملكة هانم مها..يووووه و هيا مالها مسكينة..ما سوت لي شي...!
يا الله..حلم حياتي كان إني أدخل داك البيت بس دحين...!
تعرفوا..أحس بشي جوتي..شي يخليني أكره نفسي و ما أطيق ولا أحد..حتى عمو مُستفزة منو و..زعلانة..كيف يصدق بابا...؟!،اتنهدت و أنا أفكر إنو محد فاهمني..الكل يبغى مني أرتمي في أحضان بابا بس أنا ما أقدر..يا ليت والله لو أقدر...!،تعرفوا كيف لمن يستخدمو تعبير:"طابت النفس"...؟!،أنا طابت نفسي من بابا..صح أقول أكرهو و مقهورة منو و ساعات أسبو و أشتمو لكن من جوتي كل إلي أبغاه منو إنو يسيبني في حالي و يبعد عن حياتي..ما أتمنالو الشر بس أبغاه ينساني و ينسى وجودي..زي..زمان...!،ايييييييوة زي زمان..صح كنت أتألم لأنو ما يهتم بيا لكن بشكل عام كنت مرتاحة...!
خرجت من أفكاري و أنا أسمع صوت شي يطيح،طالعت في أرض دولابي إلي واقفة قدامو و كان واحد من فساتيني طايح...!
قفلت الدولاب و التفت لعلي إلي كان جالس على السرير و فوقو لابتوبي إلي شابك فيه اليو ا سبي حقو..قصدي حقي بس هوا استحلو و كان يكتب شي...!
قلت:علي...!
من غير ما يطالع فيا:نعم...!
-علي بعد بكرة ملكة أختي و...
صرخ علي:لاااااااء...!
و قفل اللاب توب و حطو في نص السرير و انسدح و غطى نفسو لين راسو:تصبحين على خير...!
ضربت الأرض برجلي:علييييييييييي...!
قال من تحت الغطا:لأ...!
-علي بليز ما عندي شي ألبسو...!
طلع راسو:كل ذي الفساتين و ما عندك شي...!
-علي أنا حامل...!
-يعني أيام سعود ما اشتريتي...!
-إلا بس ما كان فيه مناسبة فما اشتريت فستان...!
-جود حبيبتي إنتي حلوة أي شي تلبسينه يطلع حلو...!
قلت بزعل:شكراً مابغا منك شي...!
و رحت و بعدت اللاب توب و انسدحت على ظهري،بعد شوية حسيت بيد علي،قلت بزعل:بعِّد يدك..إنتا أصلاً ما تعرفني إلا دحين...!
قال بطفش و هوا يزبط البطانية:بعدِّل البطانية...!
و بعد خمسة دقايق من التقلب قام علي و هوا يبعد البطانية عنو:أفففففف متى حتولدي...؟!
-إنتا تعرف متى حولد...!
-جود مو معقول..يعني حنقعد أربعة شهور على ذي الحالة..جود أنا كل يوم أقوم الليل بردان...!
علي الفترة الأخيرة ساير يشتكي من بطني..يقول إنو بطني كبرت و سارت تاخد جزء من البطانية..أوكي كلامو صح لكنو سار يبالغ...!
قلت بطفش:قلتلك خليك قريب مني عشان تكفي البطانية...!
-بطنك تضايقني...!
قلت بقهر:و قلتلك كمان نشتري بطانيتين صغار منتا راضي...!
-ليش عزاب على غفلة...؟!
-أجل خلاص اسكت و اتحمل...!
-أتحمل...؟!،أتحمل إني كل يوم أقوم مزكم و حالتي حالة..أربعة شهور هذي مو كم أسبوع...!
قمت من السرير و خرجت من الغرفة و علي يقول:تعالي هنا..خلاص آسف كنت أمزح...!
طنشتو و رحت لغرفة سعود و انسدحت جمبو،خليت راسو تحت يدِّي و كعادتو ما قصر و بشكل أتوماتيكي دفن وجهو في صدري...!
بعد شوية دخل علي الغرفة و وقف جمب السرير متكتف:قومي...!
حطيت راسي على المخدة و غمضت عيني على أساس أنام لكني ما حسيت إلا بيدِّين علي رافعتني،شهقت و قلت بهمس:نزلني...!
-أششششش لا تصحين الولد...!
و في غرفتنا جلسني على السرير و بعدها اتمغط:يدِّيييييييي...!
-ما قلتلك تشيلني.."رفعت سبابتي"..و بعدين ما تقرب مني سامع...؟!
جلس جمبي:أفااااااا..هذا و أنا متعني و شايلك من هناك...!
-مو حضرتك مو عاجبتك النومة معايا..كان خليتني عند ولدي...!
-ما أقدر..تتوقعين أقدر أنام و إنتي زعلانة مني..تتوقعي أقدر...؟!
-ايوة ليش لأ..مو إنتا شغَّال طول اليوم منتا راضي تسويلي شي..أصلاً إنتا بس فالح تكسر لي خاطري...!
قال علي و هوا يلعب بشعري:فديت خاطرك أنا..قوليلي ايش تبغي...؟!
اتكتفت و لفيت وجهي بدلع:مابغا أروح عندهم إلا و أنا لابسة أحسن لبس...!
لا تقولو سخيفة...!،حُطوا نفسكم مكاني..ناس أول مرة تدخلو بيتهم و كمان منتو عاجبينهم و شايفينكم "اِيوووووه"...!
علي:بس مافي وقت يا جود بعد بكرة الملكة...!
طالعت في علي و رجعت لفيت وجهي:مالي دخل..لو نقعد من الفجر لين آخر الليل في السوق..أهم شي ما أروح عندهم مقربعة...!
استنكر علي:مقربعة...؟!،عمرك ما كنتي مقربعة..طول عمرك قمر و تجننين..بعدين أنا ما قلتلك إنك الحلى كله فمافي شي يطلع عليكي مو حلو...!
قلت بصوت باكي:قلتلي عشان تبغى تنفك مني...!
-أنفك منك...؟!،ليش مجنون..مين يدلع عليا و يرجني بعدين...؟!
-مدري عنك..اسأل نفسك...!
ابتسم:طب..أشوف ابتسامة...!
قلت بدلع:لأ مابغا...!
-لييييييش..ايش فيه كمان...؟!
قلت بزعل:فيه إنك بعد شوية حتقعد تقولي متى حتولدي و متى حننفك من دي الحالة...؟!
-شفتي هذا اللسان...؟!
طالعت في علي،كان لامس طرف لسانو بطرف أصباعو،قال و هوا يغمض عينو و يفتحها:عساه القطع لو قال شي يضايقك مرة ثانية...!
قطبت حواجبي:هيييييي..لا تدعي على نفسك...!
ابتسم:تخافين علي جود...؟!
ابتسمت و هزيت راسي:لأ...!
-قولي جود قولي..قولي أخاف عليك...!
رفعت بصري فوق:أفففففف يعني أبغا أفهم يعني..لو ما حخاف على أبو أولادي أخاف على مين...؟!
-لااااااااا أنا كذة قلبي ما يتحمل..تبغيني أموت إنتي...!
-الله يرحمك...!
ضربني علي بقوة ورا كتفي،قلت بألم:آآآآآآي علي..حرام عليك حامل أنا...!
-مو حرام عليكي أنا...؟!
-هوا الرحمة بس للميتين..الله يرحمنا كلنا...!
اتكتف علي و لف وجهو و قلد لهجتي:لأَّ أنا زعلااان...!
قلت بحماس:علي يا حيوان زبطتني...!
طالع فيا:حطي حيوان على جمب بعدين بحاسبك عليها بس ايش قصدك بزبطتني...؟!
-لا بعدين تحاسبني على حيوان...!
-غبية تستاهلين..كانت الكفة في صالحك بس قلبتيها و ذحين حوريكي مين علي من جد...!
ابتسمت و قلت بثقة:أصلاً ما أهون عليك...!

**********************************************

كنا أنا و علي في السوق و سعود حطيناه بيت أهل علي...!
قلت:علي شوف داك المحل..أول دخلتو كان فيه ملابس حوامل حلوة...!
-أففف جود..كبير مرة...!
-يعني يا علي و إذا كبير..يلا عشان نخلص حتى أنا والله تعبانة...!
-ايوة تعبانة...!
علي مو مصدق إني تعبانة،يقول:"إنتي أصلاً مبسوطة باللفلفة"،يعني صح أحب اللفلفة في الأسواق لكني دحين تعبانة..والله تعبانة...!
المهم..دخلنا المحل و كان في وجهنا شاب لابس يوني فورم المحل،كان صغير مرة..يجي حق 18 سنة و بااااااين إنو سعودي،قال علي:لو سمحت فين قسم الحوامل عندكم...؟!
قال الشاب بفجعة استغربناها أناو علي:قسم مين...؟!
قال علي بملل:حوامل...!
حاول الشاب يتدارك نفسو و قال و هوا مسوي فيها رسمي:للمدام...؟!
علي:لا لي أنا..مقاسي اكس اكس لارج..عندكم...؟!
كتمت ضحكتي،والله يحزن دا الولد..مفجوع و مو عارف يتصرف...!
قال الشاب بتوتر و تأتأة:إِ..إذا كنت حامـ ..قصدي لو يعني..احم احم..احنا..احنا عندنا كل المقاسات يعني حتى لو الوحدة كانت حامل مرة..يعني مرة حامل...
قطعو علي بطفش:وين القسم...؟!
-ها..ايوة هواااااا..هناك هناك...!
رحنا وين ما أشر لنا الشاب و لمن مشينا قلت:علي ليه كده..حرام فجعتو...!
-حرام عليه هوا طفشني..يقولي إذا كنت حامل و آخرتها يقول حامل مرة..أبغا أفهم ايش يعني حامل مرة...!
ما رديت على علي و أنا أتفحص الملابس و أتفحص أسعارها...!
مسكت واحد عجبني،كان بسيط و لطيف كده بس غالي مرة،رفعت راسي و شفت مكتوب "new arrival"،قلت خليهم ينقلعو..و يعني ايه نيو آرافيل..أروح أشوف شي تاني...!
اتجهت لفستان أبيض سادة قماشو ناااااااااااعم،فيه شريطة ذهبية من تحت الصدر تنربط من ورا،لفيتو أشوف و اتفاجأت برسمة..كانت بالذهبي و الخطوط متقطعة و رفيييعة..لمن دققت في الرسمة كانت لوحدة حاطة يدها على بطنها و تبتسم..ابتسمت..حسيتها أنا..كانت الرسمة مرة كيوت..أكيد تعرفو الرسم البسيط و إلي الملامح تكون مي واضحة...!
ناديت علي و قلت:علي شووووووف...!
مسك علي الفستان و قال بسخرية:ايش هذا..ثوب و لا غترة...؟!
-علييييييييي...!
-و أنا أدري..قُماشة بيضا..ايش تبغي فيها...؟!
لفيت الفستان:شوف الرسمة..علي أنا أبغاه..مرة كيوت...!
-لأ...!
-ليش الغلاسة...؟!
-مو عاجبني...!
-علي بليز أبغاه..نفسي...
قطع كلامي يد انمدت من ورايا و مسكت الفستان و:لو سمحت هذا بكم...؟!
التفت أنا للبنت الطويلة إلي كانت حاطة فول ميك أب و تتكلم بثقة،قلت:بس أنا أبغااااااااه.."التفت لعلي"..علي أنا أبغا دا الفستان...!
سحب علي الفستان من يد البنت:لو سمحتي زوجتي مسكت الفستان قبل...!
ابتسمت البنت بشكل استفزني و قالت:عشان خاطري..علي...!
شهقت و أنا أسمعها تنطق اسمو بدلع لكن علي ما سمحلي بإظهار أي ردة فعل لمن سحب الفستان بعفاشة و مسك يدِّي و مشاني معاه للكاشير:تعالي يا روحي بلاش نقعد وسط زبايل...!
وصلني صوت البنت و هيا تشتم لكني كنت أفكر بشي تاني...!
علي مستحيل يمسك يدِّي في مكان عام أو يقولي كلمة حلوة قدام الناس لكنو كسر القاعدة إلي حطها لنفسو قبل شوية بس عشاني..بس عشان يرضيني...!
ابتسمت و احنا نخرج من المحل..ابتسمت رغم كلام علي الغاضب و بربرتو..ابتسمت رغم شتائم البنت إلي انهالت على مسامعنا..ابتسمت و أنا أحط رجلي برة المحل و أسمع:"إنتو الزبايل"...!
تعرفو..في ناس تستاهل إني أدور رضاها و في ناس ما تستاهل حتى إني أعترف بوجودها...!

^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^

و في السيارة عند بيت أهل علي _عشان ناخد سعود_ نزل علي الجوال و قال:أمي تقول ننزل نتعشى معاهم...!
قلت بتعب:ما فيا حيل...!
-ايش إلي ما فيكي حيل..انزلي يلا...!
نزلت و أنا أتأفف و عند الباب اتعطرت،مديت لعلي:تبغى...؟!
-لا يا شيخة...!
رجعت العطر للشنطة و أنا أقول بطفش:يعني ايش فيها...؟!
قال و هوا يدق الجرس:فيها إنه عطر نسائي...!
فتحت أحلام الباب،سلمنا عليها و دخلنا،و من بعيد جا سعود يجري..وقف قدامي:ماما...!
ابتسمت و أنا أشيلو:نعم...!
مشيت و جلست على كنبة من كنبات الصالة و جلست سعود فوقي و أنا أسمعو يقول:وين لحتي..(رحتي)...؟!
-رحت السوق...!
-لييييييييييس...؟!
ضحكت بسبب طريقة سؤال سعود..سألني بتذاكي و كأنو مكتشف شي،كنت حجاوب لكن لينا جات،سلمت عليها و أنا أسمعها تتشكوى:جود سعود ما يخليني ألعب بالجيم بوي...!
-واااا..ليه يا سعود ما تخليها تلعب معاك...؟!
-ماما هيا دلبتني...!
-ليش ضربتيه يا لينا...؟!
-عشان..طب ما...
قاطعتها:أول شي الضرب غلط ما ينفع نضرب،تاني شي يا سيد سعود لمن أحد يغلط عليك خليك أحسن منو و لا تفتري بجيم بويك و دحين قومو عني الاتنين لإني تعبانة و مني فايقتلكم...!
بعدو عني و هما يتناقشو و بعد مدة جات عمتي،سلمنا عليها أنا و علي،قالت و هيا تجلس:أشوة إنك جيتي كنت بسألك...!
ابتسمت و كنت حقول:"في ايش" لكن علي قال بعنطزة:غصباً عنها تجي...!
طالعت في علي مستغربة أما عمتي فقالت باستنكار:لا مو غصب..لو تعبانة و لا عندها شي محد بيغصبها...!
رددت ورا عمتي زي الهبلة:صح صح محد بيغصبني "تابعت" بعدين إنتا ليش مصر إني شريرة...؟!
-لإنك منتي طيبة...!
طنشت علي و قلت لعمتي:ايوة عمة..عن ايش كنتي بتسألي...؟!
-كنت بأسألك عن طبيعة الملكة بكرة...!
يووووووه هيا بالله دحين بايش أجاوبها...؟!
قلت:والله مدري بس هيا عائلية...!،بس مين حيجي معاكي...؟!
-أنا بس...!
-ليش...؟!
-ولا وحدة فيهم راضية تجي و أصلاً أنا ما بطول بس بسوي الواجب و أمشي و لو عليا ما بروح...تعبانة و مني عارفة حتى ايش ألبس...!
اتكيت على ظهر الكنبة:أصلاً أنا نفسي بابا ما قلي إلا بداية دا الأسبوع و سارت لخبطة و مني عارفة ايه و اليوم لفلفت و بطلعة الروح لقيت شي عدل..السوق يا عمة شي قرف..مافي ولا حاجة..مدري يعني أذواق الناس اتغيرت و لا ايه..و فوق دا مرة غليت الأشياء...!
-من جد غليت و على ولا شي..والله رحت قبل كم يوم و سألت عن سعر بلوزة..قلي 500 قلت ليش مرة كذة غالي قال لاااااا هذي حرير أصلي..اتحسستها قماشها حار..قمت مشيت إلا حضرته يناديني:تعالي تعالي عشانك بـ400..طنشته..أنا أعرف الحرير..كذاب واحد...!
-أنا سمعت إنهم يشتروها بقروش و يزودو أصفار عاليمين..يعني لو كانت البلوزة بـ25 قرش..يزودو صفرين تسير بألفين و خمسمية أو صفر فتسير بميتين و خمسين...!
-والله يا حبيبتي مي بعيدة..لإني من جد أشوف أشياء بألف و حقها مية...!
قلت بقهر:والله أنا كمان أول اشتريت جينز بميتين تقريباً و كنت فرحااااااانة فيه و عمو يا بنتي غالي ما يستاهل بس أنا سويت حفلة و هليلة لين ما اشترالي و بعدها رحت الهرم و لقيتو بـ60..بغيت أنجن..بس مسكت نفسي و قلت للرجال:ليش دا بستين أنا متعودة أشتري من عندك بتلاتين قام قلي...
قاطعني علي:و ليييييييييييييش تكلمين الرجال...؟!
طالعت في علي بطفش:قبل ما أتزوجك..قبل ما أعرف إنو في أحد في الوجود اسمو علي حيتزوجني...!
صرخ علي:ولو..سعود كيف يخليكي لحالك..و بعدين تناقشين الرجال ليش...؟!
دخل عمي الصالة و قال بغضب:يعني الواحد ما يعرف يروق في بيته...؟!،و بعدين هذا حالكم بعد كم سنة زواج..وش بتسوون بعد عشرين..خمس و عشرين سنة...؟!
سكتنا أنا و علي متفشلين..عمو دايماً يهزأنا..دايماً...!
قالت عمتي بابتسامة رزينة:ايييييوة يا جود كملي...!
ابتسمت بحرج:ما..ما..خلاص اتفشلت..أحس مال أمي داعي لو اتكلمت...!
ابتسم عمو:لا لِك داعي بس تعالي سلمي...!
رحت و سلمت على عمو و بست راسو،قال علي:أبوية...!
-نعم...!
-لييييش أحس إنك تحب جود...؟!
شهقت و اتخصرت:وليش ما يحبني إن شاء الله...؟!
طالع عمو فيا بانزعاج من صراخي،ابتسمت بهبالة:هيهيهيييييييي...!
رجع عمو يبتسم:أحد يكون عنده جود و ما يحبها...؟!
قلت بفرح:وي عمو حبيبي..فديتك...!
علي بقهر:ايوة طبعاً..مو حضرتها ملاك يمشي على الأرض قدامكم بسس نرجع البيت كوووول البلاوي تطلع...!
اتخصرت:وليش معترض يا روح أمك..متزوجتك عالفاضي أنا...؟!،تبغاني أخرب برستيجي و أطلع بلاويِّا قدام الخلق...؟!،لا لو سمحت أنا إنسانة هبلي و تخلفي لا يتعدى حدود بَيتي...!
و رجعت أجلس مكاني وسط ضحكة عمو و اعتراضات علي و أنا مبتسمة...!
حلو..حلو الجو هنا..أم و أبو و أخوان..الجو هنا في بيتهم حلو..حلو بالمرة...!

**********************************************

كنت لابسة الفستان و قاعدة قدام التسريحة أتمكيج،و بعد ما خلصت لبست طقم دهب ناعم عندي،حلق و سلسلة و اسورة،الحلق كان شكلو كده خط..خط واحد و السلسلة كمان و الاسورة عادية ما فيها شي،في يدِّي اليسار لبست ساعة ذهبية بس للأسف ما كانت تلمع زي الطقم لإنها مي دهب من جد..هيا من سواتش..و لبست كمانت صندل دهبي و طوق دهبي سويتبو "بف" و نزلت قصة..و كان شكلي..حلو...!
طالعت في علي إلي خرج من الحمام،قلت:خلاص أنا جاهزة..توبك هناك معلق...!
ابتسم علي و هوا ينشف يدِّينو في بلوزتو:أنا يا جود..ايش هذا الجمال...؟!
ابتسمت:الجميلات للجميلين...!
-أقول...
-قول...
غمزلي:نطنش الملكة...؟!
ابتسمت و قلت و أنا أرفع أكتافي:والله على قلبي زي العسل بس عمو بالغصيبة رضي أروح بعد العصر بغاني أروح بعد الظهر كمان...!
-بأقوله داخت و أتحداه يفتح فمه بكلمة...!
قطبت حواجبي:لا تتكلم عن عمو كده...!
قال علي ببساطة:آسف..حسبتك زعلانة منه فأخذت راحتي...!
قلت و أنا أروق التسريحة:زعلانة منو مو حاقدة عليه...!
في شي لازم كلكم تفهموه..أنا صح زعلانة من عمو..زعلانة و بقوة بس هدا ما يعني إني ممكن أسمح لأحد يتكلم عنو بطريقة وحشة..عمو هوا عمو..زعلانة منو أو راضية عنو أحبو...!
قرب علي مني و قال برجاء:جود الله يسعدك و الله من زمان عنك متشيكة...!
اتخصرت:ايش قصدك يعني...؟!
ابتسم:لا بس إنتي ذي الفترة مشغولة بأبوكي و عمك فمطنشتني شوية..بعدين أنا ما بسوي شي بس..بطالع فيكي...!
-لا صدقتك بس بتطالع فيا...!
-جود بلا بلاهة...!
ابتسمت:طيب من عيوني بس على شرط..بعد المغرب نمشي على طول...!
هز راسو:حااااااااااااااااضر...!
بالله عليكم أروح من العصر و أقعد هناك طفشانة و لا أقعد مع زوجي و أبسطو..بالله عليكم ايش أحسن...؟!
ابتسمت:طب ممكن طلب...؟!
-إِأْمري لا تطلبي...!
-ممكن أروح أنبه سعود لا يعدم نفسو و أقولو إننا حنمشي بعد المغرب...؟!
انحنى و مد يدُّو للباب:تَفضلي...!
ابتسمت و مسكت فستاني بيدِّيني و سويت زي ديك الحركة في الأفلام..لمن البنت تحي أحد و قلت بلطف:شكراً...!
و اتجهت للباب بابتسامة..بلا بابا بلا نيلة...!

**********************************************

 
 

 

عرض البوم صور ♫ معزوفة حنين ♫   رد مع اقتباس
قديم 14-02-11, 02:43 AM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157123
المشاركات: 30,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: ♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13523

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
♫ معزوفة حنين ♫ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ♫ معزوفة حنين ♫ المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 



الجزء التاسع

(أنانيةُ مُخطئ و غيظُ مظلوم)




في السيارة،،،
عند باب بيت بابا وقف علي السيارة و أول ما وقفها حسيت إنو غباء مني إني سمعت لعمو و جيت،قعدت أشتم نفسي...!
قال علي:يلا جود ننزل...؟!
طالعت في علي بعدين طالعت في البيت من الشباك..كان فيلا...!
هدا البيت إلي كان المفروض أعيش فيه 20 سنة،هزيت راسي أبغى أنفض كل الأفكار إلي جاتني،قال علي:جود..
التفت لو و قلت بهدوء:نعم...!
-إنتي..ما قد جيتي هنا ولا...؟!
-لأ ما قد جيت...!
-طب..ننزل...؟!
قلت و أنا أفرك يدِّيني:ما..مدري...!
مسك علي يديني و شد عليها،التفت لو،كنت كاشفة وجهي لإننا خلاص قدام البيت و مافي في الشارع أحد الشي إلي خلَّى ملامحي تبان لعلي إلي ابتسم و قال بنبرة مطمئنة:عمك ما حدد الوقت..مو لازم تطولين...!
و مد يدو و حطها تحت عيني اليسار:و مو لازم تخربين مكياجك...!
بحرص شديد وقفت دموعي إلي كانت تهدد بالنزول..ما حسيتَ بَّها...!
قلت برجاء:علي ممكن ما تسيبني إلمن ما يجو الرجال...؟!
ابتسم و همس:و أنا أقدر أسيبك...؟!
فجأة نط علينا سعود:ماما هدا بيتهم...؟!
-ايوة حبيبي...!
قال علي بغيض من ورا أسنانو:ولدك هذا عنده هواية يخرب علينا...!
ابتسمت و أنا ألتفت لسعود:زي ما فهمتك بابا خليك هادي و عاقل..طيب...؟!
-تِيب...!
نزلنا من السيارة،مسك فيا سعود:ماما سيليني...!
-ما أقدر حبيبي..تعبانة دحين...!
-لا مو تبعانة...!
علي:سعود ماما ما تقدر تشيلك كل شوية..تتعب بعدين...!
-تب..(طب)..إنتا سيلني...!
-ليش نونو إنتا..ما تقدر تمشي...؟!
قال سعود برجاء:بااابااااااااا...!
شال علي سعود و قال و هوا يحك خشمو بخشم سعود بمداعبة:إنتا ما تبغى تطلع رجال يعني..ما تبغى...؟!
ضحك سعود و ضحكت أنا..ضحكة سعود كانت تجبرني أضحك...!
اتعطرت و عطرت سعود إلي كان علي قاعد يزبطلو الشماغ الصغير على راسو...!
قال علي و هوا يمد يدُّو للجرس:ادخلي برجلك اليسار و قولي اللهم إني أعوذ بك من الخبث و الخبائث...!
ضحكت:يا لئيم...!
انفتح الباب..إلي فتحو كان عبدالإله..وسع فتحة الباب و هوا يقول ببرود:أهلاً..اتفضلو...!
دخلنا و قلبي كان يدق دق مو طبيعي و أنفاسي اتسارعت و كنت مانعة عيني من إنها تجول عالمكان و كنت مانعتها كمان من إنها تدمع لإني كنت حاسة بالخنقة و الضيقة...!
قال عبدالإله:تعالو...!
و مشينا ورا عبدالإله إلي ودانا لصالة فيها بابا و عبد الرحمن و..عمو..عمو إلي وقف و قال بابتسامة:أهلااااااان..ما بغيتو تجو...!
و سلم عليا و أقول سلم لإنو أنا ما بستو و لا حتى اتحركت من مكاني..هوا إلي جا و حضني و باسني،بعدها اتخصر و قال بمزاح ما بلعتو:إنتي قلتي حتجي بعد العصر..ايش إلي جابك بعد المغرب...؟!
طالعت في عمو لثواني بعدها أخفضت بصري و أنا أفك طقاطق العباية إلي مديتها لعمو بصمت...!
قطب عمو حواجبو،قلت:علقها لو سمحت لأنو ما أعرف وين مكان العلاقة...!
مسك عمو العباية:أووه طيب.."مدها لعبدالإله"..عبدالإله مكن تقوم تعلقها...؟!
عبدالإله بطفش:أففففف يعني ما تعرفي تلفيها و تحطيها جمبك...؟!
طالعت في عبدالإله..ناقصة أنا...؟!،لكني أخدت العباية من عمو و لفيتها و قعدت على كنبة و حطيتها جمبي...!
اعترض الكل فقام عبدالإله بتأفف و سحب العباية من جمبي و راح يعلقها...!
عمو:وي..قومو سلمو...!
اتحرك علي إلي ماسك سعود في يدُّو و سلمو الاتنين على الموجودين أما أنا فما اتحركت من مكاني الشي إلي خلى عمو يطالع فيا بنظرة غريبة...!
أخفضت بصري و عطلت أذني..مابغا أشوف و مابغا أسمع...!
بابا:الله يا جود..أبوكي مالو بوسة...؟!
مادري هل أنا حساسة و لا صوت بابا مستفز...؟!؛لإني أحس بنار جوتي...!
جلس علي جمبي و حمبو سعود،حط علي يدُّو على الكنبة ورا أكتافي و قال:والله جود تعبانة ما تقدر تقوم...!
طالعت في علي مستغربة،ابتسم لي و رجع يطالع فيهم و في عمو بالتحديد:هيا كانت جاهزة من العصر بس أنا منعتها لإنها كانت تعبانة...؟!
عمو بقلق:ليش جود ايشبك...؟!
عشان أكون صريحة معاكم حقولكم إنو نبرة عمو القلقة أسعدتني و طمنتني إنو عمو ما قلب عليا كليا...!
طالعت في عمو و أنا أسمع علي يقول:ولا شي..خرابيط حمل...!
جا عمو و جلس جمبي و قال و هوا يمسح على ظهري:والله معليه حبيبي..علبالي إنتي متعمدة تتأخري..بس المهم إنك دحين أحسن..صح...؟!
سكت و ما قلت شي...!
يا الله ليه مني عارفة أتكلم...؟!ليه أحس إنو دموعي طارفة و إنو أي أحد بسهولة ممكن يبكيني...؟!،و بعدين حلقي يعورني و...
قطع حبل أفكاري يدِّين على أكتافي و بوستين على خدِّي و:سلامات والله..والله من جد حملتهُ كرها..أنا أحمد ربي إني رجال عشان دا الموضوع...!
رفعت راسي..كان عبدالرحمن و كان كالعادة مبتسم..بعدها قام بابا و سوا نفس إلي سواه عبدالرحمن و قال:سلامات يا بنتي..ليه ما كلمتيني و قلتيلي إنك تعبانة...؟!
ما عرفت بايش أرد لكن علي ما قصر لمن قال:والله يا عمي ما كلمت حتى سعود تبغاها تكلمك إنتا...؟!،بعدين ايش كان ممكن تسوي..تأجل الملكة و لا تعفيها من إنها تجي...؟!
بابا انصدم لكن عبدالرحمن قال بمرح:لا طبعاً نأجل الملكة لإنو ملكة من غير جود ما تسوى شي...!
علي:لااااا صدقني أحسن لو يعفيها لإنو جود ما تحب المناسبات..صح جودي...؟!
التفت لعلي إلي كان مبتسم ليا و مسترخي عالآخر...!
ما رديت و اكتفيت بإني أخفض بصري..الله يستر..علي ناوي يطلع لهم قرون اليوم و لا من متى علي يدلعني و يجلس قريب مني و يعاملني بلطف قدام الناس...؟!؛علي بالعادة يعاملني كأني أختو و لا صحبتو قدام الناس...!
رجعو بابا و عبدالرحمن جلسوا،قال عبدالرحمن:إلا جود..إنتي في الشهر الكم...؟!
رفعت راسي و أنا أفكر إنو سؤال زي دا على ما حيقدر يجاوب عليه،قلت بصوت منخفض هادي:نص الخامس...!
-ايش...؟!
عمو بضحكة:وي جود..بالعادة تلعلعي..ايشبك...؟!
عليت صوتي:نص..الخاااامس...!
عمو:اييييوة..هاذي جودة إلي أعرفها...!
سحبت نفس..ايش هدا..مني عارفة أضحك و لا حتى أبتسم..يا عالم البيت دا خانقني و كاتم على نَفَسي...!
بابا:يلا..تقومي بالسلامة إن شاء الله...!
يا نااااس..يا عااااالم..سكتووووه..قولو لو يسكت..صوتو يستفزني...!
حط عمو يدُّو على خدي و قال بقلق هادئ:جودة حبيبي فيكي شي...؟!
طالعت في عمو و أنا أقول في نفسي:"زي ما أجبرتني أجي هنا طلعني،أنا مخنوقة ليش منتا حاسس بيا..ليش معد إنتا فاهمني زي زمان..ليش..ليش...؟!"...!
قال عمو:جود إنتي حارة..
حط علي يدُّو بسرعة على جبهتي..قال بعدها:مي حارة ولا شي..الله يهديك يا سعود فجعتني...!
ابتسم عمو:كنت حقول شوية بس إنتا ما خليتني أكمل...!
عبدالرحمن:ما شاء الله جود..إنتي محاطة برجال يحبوكي من كل جانب...!
طالعت في عبدالرحمن مستغربة،قال بابا:ولد..استحي على وجهك...!
بعدها طالع فيا و ابتسم:جود تعالي أوريكي البيت...!
ركزت نظري على بابا و قلت بسرعة:لأ مابغا...!
-ليش...؟!
-ما..ما..ما أقدر أطلع درج...!
ابتسم بابا:طب بس الدور الأرضي...!
يا ربي رحمتك و لطفك..يا رب..ما حقدر..ما ما حقدر...!
بابا:و لا أقولك خلاص بس تعالي عشان تسلمي على أم عبدالرحمن...!
لاااااااااااااااا..كمان أسلم عليها..ما حقدر..من جد ما حأقدر...!
كنت حقول أي شي عشان أتهرب لكن منعني سعود _الجالس جمب علي_ من الكلام لمن وقف و اتجه ليا،قال و هوا حاط يدو على راسو:ماما سيليه...!
سعود كان مبرطم و هادي بغرابة لفيت يديني حولو و قربتو مني:ليه أبوية الشماغ حلو عليك...!
ققال و هوا على وشك يبكي:ما أبغاه...!
علي:ليش ما تبغاه...؟!،حلو عليك...!
شوية ما أدري إلا بسعود يبكي و يشهق شهقات صغيرة متقطعة:ما..ما..ماما...
انفجعت أنا و علطول شلت سعود و حطيتو فوقي و خليت راسو على صدري،بعدت الشماغ عنو و حطيتو على فخود علي إلي انحنى بقلق:سعود بابا ايشبك...؟!
الكل سأل عن السب..أفففففففففف..بجد مني فايقتلهم...!
لفيت يديني حول سعود و دنقت راسي عليه و قلت بهمس و أنا أبوسو:ليه حبيبي ليه تبكي...؟!
رجع علي شعري من جهتو ورا أدني عشان يقدر يشوف سعود،حط علي يدُّو على جبهة سعود و قال بقلق:كأنه مسخن...!
قال عمو بقلق و هوا يحط يدو على رقبة سعود:ايوة الله مسخن...!
بابا:نجيبله فيفادول...؟!
رفعت راسي:لأ..هوا بس..بس مستنكر المكان و زعلان..لو نام حيصحى كويس إن شاء الله...!
عمو:و ليش زعلان...؟!
طالعت في عمو..وجهي كان قريب من وجهو..أخفضت بصري..مادري ليه ليش ما قدرت أطول أطالع فيه..قلت:عادي..مستنكر المكان و متضايق...!
انحنى عمو عليا على أساس بيفحص سعود لكنو همس لي من غير محد يحس:"طيب حبيبي لا تقولي كده عشان أبوكي لا يتحسس"...!
بابا لا يتحسس..بابا لا يتضايق..بابا لا يزعل..بس جود تاكل تتتبن في وجهها عادي...!!!!
و أعتقد إنو عمو استغرب احمرار وجهي المفاجئ...!
عبدالرحمن:تبغي أطلعو فوق ينام...؟!
وقف عبدالرحمن و جاني،مد يدُّو عشان يشيل سعود،فقال سعود بانزعاج طفولي و هوا شبه نايم:لُوح (روح) إنتا..أبا مامي...!
شديت يدي على سعود:خلاص حبيبي خلاص...!
طالعت في عبدالرحمن و أجبرت نفسي على الابتسام:ما حيرضى يجي...!
عمو:جود والله شكلو تعبان...!
بابا:ايوة الله يا بنتي..أعطيه مسكن عالأقل...!
قلت بقهر:ولدي و أعرفو..في حالة زي كده ينام و يصحى يسير كويس...!
سكت عمو بس بابا طالع فيا بنظرة كأني أنا الهبلة إلي مني فاهمة...!
قعدت أمسح على سعود عشان يهدى و يرجع ينام...!
محد كسر الصمت إلا عبدالرحمن إلي قال:ساعات بناتي كذة يسيرلهم..يزعلو فيسخنو..ينامو و يصحو كويسين يعني صح كلامك يا جود ما يحتاج خافض حرارة...!
قال عمو بابتسامة حلوة:صح..حتى إنتي يا جود كنتي كذة تسوي...!
حسيت بالألم لإني اتذكرت كيف كانت طبيعة علاقتي بعمو قبل و قارنت بين أول و دحين...!،من يوم ما بابا دخل حياتي و على أساس رضي عني علاقتي بعمو ساءت...!
قهر..قهر لمن يجي واحد و ببساطة يخسرك أعز إنسان عندك و إلي يقهر أكتر إنو يشوف إنو ما سوى أي شي...!
طالع بابا في ساعتو بعدها وقف:نصلي العشا جماعة هنا عشان نبدأ نستقبل الناس...؟!
وقف عمو:ايوة صح..أكيد الناس بعد العشا حتبدأ تجي...!
عبدالرحمن:احمد ربك ما جُوك من المغرب...!
وقف علي:طيب جود أنا بروح أصلي..طمنيني على سعود...!
عمو و هوا مقطب حواجبو:بتصلي معانا ولا...؟!
علي:لا بصلي في المسجد القريب...!
عمو:لا معانا عشان تستقبل الناس...!
-و أنا مالي فيكم...؟!
أعطى عمو علي نظرة فسكت الأخير بانزعاج...!
خرجوا الرجال من الصالة و قعدت أنا لوحدي مع سعود النايم في حضني و الزعل باين على ملامحو...!
سعود اسم الله عليه نبيه و حساس..لو حس إنو الجو متوتر يتضايق و ترتفع درجة حرارتو..زي دحين يعني...!
إن شاء الله ينام و يرتاح...!

^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^

طبعاً أكيد تعرفوا إنو الرجال دايماً يجو قبل الحريم..فبالتالي علي راح يقعد مع الرجال إلي جو و على كل حال ما جو إلا المقربين و على فكرة ترى جو حريم..أعتقد يسيرو خالاتهم و عماتي كمان جو..و إلي يقهر إنهم اتوزعوا على البيت و بدأو يساعدو على أساس إنهم قريبين..أوكي صح لازم يساعدو بس مو يتركوني لحالي..حاسة نفسي غلط..أفففففففففففففف...!
كنت قاعدة أحاول أشغل نفسي بسعود النايم،كنت مدنقة راسي عليه أبوسو و أشم ريحتو..لكني رفعت راسي على:جووووود...!
كانت سارة،قالت:والله دوبهم قالولي إنو علي زوجك راح..سوري سبتك...!
و جات و سلمت عليا من غير ما أقوم بسبب سعود النايم في حضني،جلست جمبي و قالت بهمس:ترى بالغصبة قدرت أشرد من ماما..من شغلة ورا الثانية..من جد تعبت...!
ابتسمت:مع إنكم مو متكلفين...!
-احنا مو بس مو متكلفين..على فكرة تراه بس عشا و إلي عزمناهم يتعدوا....!
-أريح لكم...!
-بس مادري كيف الناس ساروا كثيرين و فجأة لقينا نفسنا آآآآخر شياكة..كنا على أساس حتخلي الملكة بسيطة بس فجأة قلبت ملكة و معازيم و فساتين...!
-احنا كده ما نقاوم نقعد من غير بهرجة و فشخرة...!
-من جد..!
بعدها قالت بحماس:جوووود..إنتي في بيتنا.. قصدي في بيتك و بيتنا...!
متحمسة...؟!،والله من جوتي يا سارة مخنوقة...!
ابتسمت مجاملة،قالت و هيا تمسك يدّي:تطلعي تسلمي على مها...؟!
-لالا...!
قالت بخيبة أمل:لييييييييش...؟!
-حبيبي ما أقدر أطلع درج...!
-طب..أنادي أخواتي يجو يسلمو عليكي...؟!
-لا خليهم يمكن أمك تحتاجهم...!
-عادي يقولولها نبغى نسلم على جود و يجو يسلمو و بعدين يرجعولها...!
-لا حبيبي خلاص مالو داعي...!
اتنهدت سارة بعدها قالت بهدوء:جود ترى ماما ما حتتضايق لو جو سلمو عليكي...!
اتنهدت:الشغلة مو شغلة تتضايق..أنا حطيت نفسي مكانها و اتخيلت علي يجيني ببنتو و أنا مني مقصرة معاه في شي..شي يقهر...!
-طيب إنتي حطيتي نفسك مكانها و هذا شي كويس..لكن ما سألتي نفسك:ممكن تحرمي وحدة من إنها تحضر ملكة أختها بس..عشانها تذكرك بإنو زوجك خانك أو ظلمك أو غلط عليكي...؟!
سكت و ما عرفت بايش أرد عليها و انتبهت إني ما أعرف سارة إلا كبنت كتكوتة تحاول تتقرب مني...!
قلت:سارة إنتي كم عمرك...؟!
ابتسمت:أنا قدك ناقص اتنين...!
-ليش ما تقولي يعني...؟!
-عشان للجدران آذان و أنا ما أحب أحد يعرف عمري...!
ابتسمت:محد يلومك..مو هُمَّا الناس يا يصغروكي و يطقوكي عين عشان مو باين عليكي كبرك..يا يقولو شكلك أكبر و هدا شي يقهر...!
هزت راسها:عشان كذة ما أقول...!
بعدها قامت:بروح أشوف ماما شكلها تنادي...!
و راحت سارة و بعد شوية مادري إلا بسارة و أختينها إلي أكبر منها و أمها،اتفاجأت و اتوترت،حطيت سعود النايم على الكنبة و وقفت..قالت أم سارة:أوه جود..أهلاً...!
ما قدرت أقرأ أي مشاعر على وجهها..طيب على الأقل أحسن من إني أشوف حقد أو كره...!
و اتقدمت أم سارة و سلمت عليا..و الغريب..الغريب إني لقيت نفسي أهمس لها من غير ما أحس:"آسفة لو كان وجودي ضايقك بس أنا ما جيت بإرادتي"...!
ابتعدت عني مصدومة و مستغربة..هزت راسها و كأنها تنفض شي بعدها قالت:تبغي تطلعي تسلمي على أختك فوق...؟!
هزيت راسي بلأ،طالعت في سعود:سعود...؟!
طالعت في سعود النايم:ايوة...!
-كبر ما شاء الله...!
حاولت أبتسم..يا ربي ايش دا التوتر و الخوف و ليش قلت إلي قلتو...؟!،طب لو ما كانت متضايقة و أنا قلتلها إني جيت مو بكيفي...؟!،لالالا أكيد متضايقة..بس لو ما كانت...!
-جووووووووووووووووود...!
رفعت راسي،كانت أختي الكبيرة المتزوجة،قالت:ليا ساعة أنادي..وين وصلتي...؟!
كانت مبتسمة،قلت:ها..لا بس كنت قاعدة أحاول أتذكر اسمك...!
يووووووووووووه..يلعن أبو التصريفة..غبية يا جود غبية..ايش إلي أحاول أتذكر اسمك...؟!
ابتسمت:خلود يختي..اسمي خلود...!
قالت التانية:و أنا منى لو منتي فاكرة كمان...!
و جات خلود و سلمت عليا و بعدها منى...!
قالت أمهم:تبغي تطلعي سعود ينام فوق...؟!
-لا ما...
قاطعتني:ترى ما فيها شي و بعدين الناس بتبدأ تجي ما يسير ينام هنا...!
قلت و أنا أتظاهر بالهدوء و عدم التوتر:لو مضايقك أصحيه...!
نطت سارة:مو عن كده..ماما قصدها الناس حتضايقو بصوتها...!
ابتسمت لـ"سارة":أحسن برضو..عشان ما يتعبني في الليل...!
اقتربت سارة من سعود،قلت بسرعة:لا الله يسعدك...!
طالعت فيا مستغربة فقلت:حيخاف..لازم أنا أقومو...!
قالت برجاء:طب قوميه..والله اشتقتلو...!
رحت و جلست و شلت سعود و جلستو فوقي:يلا حبيبي تقوم...؟!
لف يدّو حول رقبتي و أستد راسو على كتفي وقال من غير ما يفتح عيونو:مااااامي...!
قلت و أنا أمسح على ظهرو:يا عيون مامي..يلا قوم..شوف سارة من أول تبغاك تقوم...!
قال بدلع:مابغا..ما أحبها...!
سعود كان شبه صاحي عشان كده كان يرد عليا،شهقت سارة:ما تحبني يا سعود...؟!
قال سعود بزعل و هوا دافن وجهو فيا:ماما غسلي وزهي..حتيلي عتل (وجهي..حطيلي عطر)...!
ضحكت:طيب بس قوم...!
-ما يسوفوني...؟!
-وي سعود..يعني أقولهم روحو عشان سعود...؟!
سارة:ايوة عادي نروح عشان ما نشوف حضرة سعود...!
قالت أمهم:يلا بنات ورانا شغل.."بلهجة آمرة"..سارة..إنتي اقعدي هنا...!
و راحت و وراها خلود و منى و جلست سارة جمبي،بعدت سعود عني و وقفتو قدامي،كان يطالع في سارة المبتسمة لو،كانت نظرتو تضحك و مع عينو المنفخة سار تحفة...!
طلعت من شنطتي قارورة موية و حطيت في يدّي شوية و شطفت بها وجه سعود..طلعت حبة بولو و حطيتها في فم سعود إلي قعد يمصها و هوا يطالع في سارة بنظرة طفولية مثيرة للضحك..طلعت عطر و عطرتو...!
قلت:خلاص يا سعود رضيت...؟!،غسلتلك وجهك و حطيتلك عطر...!
سعود بدأ يقطم البولو و هوا يطالع فيا،بلعو وقال:ماما..سِماغي...؟!
اتلفت حولي أدور على شماغو،قلت:سارة شوفي حوالينك في شماغ...؟!
اتلفتت سارة:أممممم..أهوه...!
و مدت ليا الشماغ،قلت و أنا ألبس سعود القَبَعَة:بس مو تجيني بعد شوية تقولي شيليها...!
سعود بتساؤل:للأبد...؟!
ضحكت:لا وي..بس لمن تجي تبغى تنام شيلها...!
قالت سارة:ايس الزمال هدا يا سعود..أنا ما أتحمل كده...!
تابعت بصوتها العادي:أنا لازم أصورك الصراحة...!
و مسكت جوالها و قالت:جود عادي...؟!
ابتسمت و هزيت راسي فقالت:يلا سعود ابتسم...!
سعود ما أبدى أي ردة فعل،قلت:وريها كيف بابا يسوي في الصور...؟!
قال سعود:أوليها...؟!
ابتسمت:ايوة وريها...!
اتكتف سعود و رفع راسو و ابتسم ابتسامة جانبية و هوا رافع حاجبو...!
ضحكت سارة و صورتو..ورتني الصورة بعدها أعطت سعود الجوال عشان يشوف صورتو،قالت:يجنن اسم الله عليه...!
قلت:سوسة دا الولد..ما عندو حركات أطفال و تريقة و تقليد لكن بس يشوف صورنا أنا و أبوه يقعد يقلدنا...!
ابتسمت سارة:بس شخصيتو حلوة ما شاء الله..أحسو يسوي كل إلي في راسو من غير إعلانات...!
-يووووه على سيرة الإعلانات..تعرفي كل ما أنظف غرفتو ألاقيه مسويلي بدعة جديدة..مرة ألاقيه مشخبط على ملابسو الداخلية و مرة على الجدر ورا الستارة و مرة بألوان الفلوماستر على المراية و قبل كم يوم لقيتو راسم رجلو على وحدة من كتبي...!
ضحكت سارة:قوية راسم رجلو..أعرف كنا نرسم يدّنا بس رجلنا...!
ابتسمت،و بعد كده قالت سارة:جود امشي ندخل المجلس إلي جوا..أحسن بدل ما يشوفنا الرايح و الجاي...!
وقفت و أنا أسمي بالله،قلت:سعود حبيبي تعال ندخل جوة...!
قام سعود و هوا ما زال يطالع في الجوال و مشينا أنا و سارة و مشي ورانا،التفت لسعود:يووووه نسيت شنطتي..روح جيبها...!
-يوووووه يا ماما..إنتي ليه بس تنسي تنسي...؟!
طالعت فيه:لا يا شيخ..روح..روح جيبها يلا...!
راح سعود بتأفف و جاب الشنطة و رجع يمشي ورانا و عينو عالجوال...!
دخلنا مجلس صغير و قعدنا فيه،قلت:سارة أبغى أصلي...!
-هممممم الحمام أهو هناك و أنا بروح أجيبلك شرشف و سجادة...!
-لالا متوضية بس أبغى سجادة...!
قالت و هيا تقوم:و شرشف...!
-لالا مالو داعي..حصلي بعبايتي، جيبيلي هيا الله يسعدك...!
-جود بلا هبل..خلاص حجيبلك شرشف ما فيها شي...!
و راحت و رجعت بعد شوية،فرشت السجادة في زاوية من الغرفة و مدتلي الشرشف...!
مسكت الشرشف و لبستو،قلت بعدها بحرج:ما أقدر أصلي واقفة لازم أجلس...!
ابتسمت و شالت السجادة و فرشتها قدام وحدة من الكنبات المواجهة للقبلة و قالت:يلا يختي..اجلسي و صلي...!
حطيت شنطتي قدام السجادة و كبرت و صليت و في صلاتي دعيت عالسريع بإنو الليلة دي تعدي على خير لإني طفشت و أبغى أرجع لبيتي...!
خلصت صلاة و سلمت بعدها فكيت الشرشف..سارة اتناولت مني الشرشف و لفتو مع السجادة و حطتهم على جمب،بعدها جلست جمبي،قالت:جود فستانك ما شاء الله مرة حلو...!
ابتسمت:عيونك الحلوة...!
ابتسمت و شبكت يدّينها مع بعض:مرة كيوت و إنتي حامل...!
-يعني عشني دبدوبة...؟!
ضحكت:ايوة..شكلك مرة فلة..كيوت و مربربة...!
اتنهدت:والله لازم أنحف بعد ما أولد..أنا أصلاً من بعد ما جبت سعود تخنت،صح نقص وزني مع الرضاعة بس برضو و دحين كمان حولد و يا سلام عالكم كيلو إلي حزيدها...!
سارة:إنتي منتي مرة دبة..يعني جسمك جسم حرمة,,لا إنتي نحيفة و لا إنتي دبة...!
قلت:لا والله مو حلو..و إن شاء الله حنحف...!
"لييييييييييه؟!"،التفتنا..كان عبدالرحمن و في يدّو تيبسي حطو على طاولة متوسطة الحجم..شال الطاولة و حطها قدامي و جلس جمبي:هذا ما استطعت سرقته...!
"التيبسي صحن مسطح واسع تُوضع عليه صحون أخرى أصغر حجماً"
تابع عبدالرحمن:لا تنحفي..شكلك مرة حلو..كده من كل محل فيكي لحم...!
قلت:يا هنايا...!
ضحك:والله دحين متضارب مع حليمة عشان الرجيم إلي تسويه...!
قلت:لا تقول...!
سارة:صح لا تقول..يمكن ما تبغى أحد يعرف...!
-والله إنتو الحريم عقد..عادي ما فيها شي...!
قال بعدها:جود يلا كلي..عارف إنك ما حتتعشي بعدين معاهم...!
طالعت قدامي..كان فيه ورق عنب و سمبوسة و أشياءات حلوة،قلت:إنتا بتضرب عالوتر الحساس..أنا نقطة ضعفي الأشياء دي...!
عبدالرحمن:كووووولي كلي حبيبتي..والله إنك قاعدة تغذي اتنين مو واحد...!
ابتسمت:طيب كلوا معايا..ما أحب آكل لوحدي...!
بعدها قلت:سعود حبيبي تعال...!
جا سعود و جلس فوقي بعد ما أعطى الجوال لسارة و قعدت أنا آكُل و أأكل سعود معايا و أنا أسمع لكلامهم...!
قال عبدالرحمن بمتعة:جووووووود..تعرفي إنو زوجك _روميو السعودية_ ضرب عبدالإله في هدا المجلس...!
لفيت وجهي لعبدالرحمن بسرعة و أنا أسمع سارة تقول باستنكار:عبدالرحمن !!!
كان عبدالرحمن حيقول شي لكني قلت بهدوء و تساؤل:عبدالإله أخوك...؟!
-هممممم..شوفي هوا أخوية لكنو اتطاول و علي حار علطول يتنرفز فسارت مضاربة..و أنا مني مع أحد ضد أحد..أنا أحب أخوية و متعاطف معاه في نفس الوقت ما أكره زوجك.."تابع بسرعة"..بما إني ما أعرفو ما أحبو...!
درت بعيني عالمجلس الداخلي الصغير..قلت:بس علي ما يعرف إني أعرف و ما يعرف إنو عمو يعرف...!
عبدالرحمن:الصراحة شي بديهي إنو موضوع زي كذة ما حينسكت عنو...!
قال بعدها:جود إنتي ايش رايك في إلي سار...؟!
وترني سؤالو..ما اتوقعت يسألني سؤال زي كده..قعدت ألعب في سلسلتي لثواني قبل ما أطالع في عبدالرحمن مباشرة:رح أقول...!
ابتسم:قولي...!
سحبت نفس:أنا مني مثالية..الصراحة زوجي برد لي قلبي و بعدين هدي مو أول مرة عبدالإله يسيء فيها ليا...!
سارة:بس يا جود ترى عبدالإله طيب...!
التفت لسارة:مو لازم ما تحبوه زيي..إنتو أصلاً ما عندكم سبب مقنع عشان تكرهوه و بعدين شغلة طيب و مو شرير و شغلة عبط شباب ما تعجبني..و مو لازم نلتمس لكل الناس أعذار على كل أخطائهم...!
تابعت بعد صمت ثواني:و على كل حال أنا ما شفت من عبدالإله كل شي و أعتقد عبدالإله نسخة مصغرة من أبوكم..معاكم طيب و مثالي و مع أشخاص معينين قمة قلة الأدب و البشاعة..و اسمحولي لكن إنتو فتحتو الموضوع و خليتوني أتكلم...!
عبدالرحمن:احنا كمان محنا مثاليين..شي طبيعي اتعاطفنا مع عبدالإله حتى لو كان هوا إلي بدأ...!
التفت لعبدالرحمن،كان يتكلم بصراحة لطيفة و هوا مبتسم..ما حسيتو حاقد أو شي..حسيتو بس بيقولي عالواقع...!
ابتسمت:و أنا مع زوجي و..اقفل الموضوع...!
عبدالرحمن:أصلاً أنا قلت من البداية مالي دخل فيكم..أنا أحب أهلي و أحبك و مابغا أزعل و لا واحد فيكم و مني مستعد أخسر علاقتي بكي عشان مشكلة أنا مالي ذنب فيها...!
خطر على بالي فجأة سؤال،قلت:بس مو إنتا مستقل و مالك دخل بمشاكلنا..ليش ما حاولت تتقرب مني من البداية...؟!
ابتسم عبدالرحمن ابتسامة حزينة هادية:أبوية كان يعصب و إذا ما عرف أمي تخاصمنا لإنها تخاف علينا يعصب...!
اتغيرت ملامح وجهو و رجع لمرحو و هوا يقول:يا دوووووبا..خلصتي ورق العنب...!
طالعت في آخر حبة من ورق العنب..أخدتها و أكلتها لسعود و أنا أقول:مو جبت الأكل ليا...؟!
قال بغيظ:لكي مو لولدك...!
فجأة سعود شرق،بعدت ورقة العنب عنو و دقيتو على ظهرو بالخفيف و أنا أسمي عليه..و الحمدلله راحت الشرقة و شربتو موية...!
التفت بغضب لعبدالرحمن:سمي بالله على ولدي...!
ضحك عبدالرحمن:والله و طلعت عيني حارة...!
نزلت سعود من فوقي و أنا أقول:حبيبي روح غسل فمك هناك...!
كان فيه مغاسل داخلية في المجلس..راح سعود و رجع بعد شوية..نشفتلو وجهو و عطرتو و عدلتو بعدها قال:ماما أعتيني بولو...!
اتنهدت و أنا أطلع بولو و أعطيه،سعود زي كوووول الأطفال ياخد البولو كأنو حلاوة...!
بعد ما أكلتو البولو بستو و أعطيتو الجيم بوي عشان ينشغل...!
قام عبدالرحمن:أنا كذة شردت من الشغل بما فيه الكفاية..لازم أروح لهم...!
سارة:صح..بابا حيعصب...!
-والله احنا قلنا عائلية و أبوكي عزم كل معارفو..يتحملهم عاد...!
سارة بعتاب:عبدالرحمن...!
-والله لو تشوفيهم تنفجعي..أصلاً أشك العشا بيكفيهم...!
سارة بقهر:ليه هما جايين يباركو و لا يطفحوا...؟!
عبدالرحمن:جود لا يفوتك وجه سارة و هيا حاقدة...!
التفت لسارة وقلت:أحلى وجه حاقد في الدنيا كلها...!
مدت سارة لسانها لعبدالرحمن إلي قال:شايفة..دايماً تسويلي حركات البزورة دي...!
قلت:والله..أصلاً إلي ما تسوي حركات بزورة ما يمشي سوقها...!
قال عبدالرحمن و هوا يكابح ضحكتو و يهز سبابتو المشيرة ليا:إنتي حيوانة...!
التفت لسارة و راح عبدالرحمن و حاولت أنا قد ما أقدر أركز على كلامي مع سارة و أصرف تفكيري عن وجودي في دا المكان و كنت أطلب من ربي يعديلي دي الليلة على خير و ما يخلي فيها أي احتكاك ببابا...!

^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^

بعد مدة وقفت سارة و قالت بحرج:جود أنا لازم أروح...!
كنت عارفة إنو مو وضع عادي إنها تترك الكل في ملكة أختها و تقعد معايا و كنت من جوتي شاكرتها على دا الشي...!
قلت:طب هما الحريم حيدخلو هنا...؟!
هزت راسها:ما أستبعد...!
-طيب...
قاطعتني:جود اخرجي و اقعدي زي أي حرمة..مو لازم تتحركي..بس اجلسي و اهرجي مع الحريم...!
قلت و أنا أقوم:طب سعود...؟!
-سعود شكلو كابس عليه النوم..أوديه يلعب مع الأطفال و إذا نام أنقلو لأي غرفة...!
-لا لا إذا نام جيبيه عندي...!
ابتسمت سارة بتفهم:إذا نام حأحطو في غرفتي في سريري...!
شلت شنطتي و ناديت سعود و شلت منو الجيم بوي،قال:ليس مامي..أنا أبغا ألعب...!
-حبيبي عشان دحين توديك سارة عند الأولاد تلعب معاهم...!
-ماما أنا مابغا ألوح (أروح) عندهم...!
و جا و لف يدّينو حوالين رجلي،حطيت يدّي على راسو:"ليش حبيبي؟!"،التفت لسارة:كيف بزورتكم..أشرار...؟!
-والله أولاد خلود و عبدالرحمن حبوبين فاطمني...!
قلت و أنا أتذكر:صح سعود..رغد فيه...!
رفع سعود راسو،قالت سارة:صح والله هيا تستناك من أول...!
قلت:من جد...؟!
سارة:ايوة الله..من يوم ما جيناكم و هيا راجتنا بو...!
ابتسمت:نفس الوضع عندي...!
طالعت في سعود:ها حبيبي تروح...؟!
-لأ...!
اتنهدت..رحت و جلست و جلّست سعود فوقي،همست:سعود حبيبي ما يسير تجي معايا..أنا حروح عند حريم كبار...!
-ماما..أنا ما أسوي شي بس أقعد..بس أقعد...!
-حبيبي ما ينفع..الله يسعدك خليك شاطر و اسمع كلامي...!
-ماما طب أنا ما أحبهم..ما أعلفهم (أعرفهم) ...!
سارة:طب إنتا روح و جربهم و العب معاهم..لو ما عجبوك ناديني و أنا أجيبك عند ماما...!
قلت و أنا أدقو بالخفيف على ظهرو عشان ينزل عني:يلا حبيبي روح مع سارة و لو ما ارتحت ناديني...!
قام سعود من فوقي و شكلو ما اقتنع تماماً بس الصراحة أنا ما فيا حيل أداري فيه و بعدين سعود لو أحد قال شي ما عجبو ممكن جداً يخاصم و يهزئ و أنا مني مستعدة أنحط في موقف محرج مع ناس وضعي حساس معاهم...!
وقفت،و مسكت سارة في يد سعود و قالت:يلا أنا حدخل معاكي و أرجع لماما أساعدها...!
صرخت بعد كده:رغد..رغد تعالي...!
جات رغد بعد مدة و طالعت في سعود و قالت بفرح:إنتا زيت...؟!
طالعت في سعود إلي ابتسم بلطف و جنتلة:ايوة...!
و ساب يد سارة و راح مسك يد رغد و خرجوا...!
طالعت في سارة بصدمة:وي..سرقت قلب ولدي...!
ضحكت سارة:أطفال آخر زمن...!
شلت شنطتي و مشيت مع سارة و دخلنا الصالة و أول ما دخلنا ارتفع معدل نبضات قلبي...!
كان فيه حريم،بعضهم كانو عماتي و جدة..جدة كانت فيه..رحت لها و سلمت عليها..رحبت بيا:فديييييت من رِيت (رأيت)..هلا والله بجود..هلا ببنتي هلا...!
و جلستني جمبها:وينك عني..ما تِجنِّي من أول...؟!
قلت بصوت واطي:ما كنت أعرف وينك..أول ما جيت دخلوني جوة...!
رفعت راسي على:"جود إنتي حامل...؟!"،كانت عمة صفية "أم عبدالله"..قلت:ايوة...!
-ما شاء الله..في الشهر الكم...؟!
-نص الخامس...!
-ايييييييييييييييييييييييييييه..ما شاء الله..طب دريتي إن ولدي بيتزوج...؟!
ما استنتجت إنها تحاول تستفزني أو تدقني إلا لمن قالت:خطبنالُه بنت الحلال إلي بتصونو و تسعدو..الحمدلله يارب...!
بنت الحلال...؟!،حسيت بالكلمة كأنها خنجر و طعني..هيا صح تقصد ببنت الحلال وحدة طيبة لكن بالنسبة ليا كان معناها شي تاااااااني...!
قلت:الله يوفقو...!
قالت بتشكك:تقوليها من قلب...؟!
جدة:الله يا صفية..خلي البنت...!
-يا أمي بطمن على ولدي...!
غمضت عيني و رجعت أفتحها في محاولة لتهدئة نفسي...!
جدة باستغراب:من ايش...؟!
المجلس كان كلو ساكت..الحوار بالنسبة لهم كان مثير لدرجة و لا وحدة فيهم حاولت تسكت صغيرة العقل دي...!
عمة صفية:سمعت إن مو كويس الواحد يتزوج و وحدة تفكر فيه...!
رفعت بصري مصدومة..كنت مفحمة منها...!
قلت و أنا أحس بخنقتي ترجعلي:أنا ما أفكر في ولدك..بعدين أنا متزوجة و مخلفة و مرتاحة الحمدلله...!
التفت لجدة إلي قالت:الله وكبر "أكبر" عليك يا صفية إن كان بتحرقين لي دم بنتي...!
عمة صفية باستنكار:ذحين يا أمي تدعين عليا عشان بطمن على ولدي...!
-ايوة بدعي و أتحسب عليك..جود حامل يا صفية..الأول ولدته قاصر و الثاني طاح..عاد أنا أبغى الثالث يثبت...!
أصوات الحريم عليت و هما يسألو عن إلي راح..سكت و نزلت راسي:"وين بابا..جابني هنا و لعد سأل عني..جابني هنا بس عشان يرضي نفسو..لو كان من جد يبغاني عشاني كان سأل..اتصل..مرتاحة ولا لأ..ولا عمو..هزئ و خاصم بعدها تركني..تركني بعد ما حقق لبابا رغبتو..دايماً بابا..دايماً بابا هوا المهم رغم إنو ما يستحق أي اهتمام..دايماً"...!
بعد شوية رن جوالي،كان علي،قمت و أنا أقول لجدة:"علي متصل"،و خرجت برة الصالة و وقفت عند بابها،رديت:ألو...!
-ايوة هلا...!
-أهلين...!
-أمي وصلت...!
-طيييييييييييب...؟!
-شوفيها..استقبليها يعني...!
-والله يا علي أنا يبغالي من يستقبلني..خليها تدق الجرس و...
قطعت كلامي و أنا أسمع صوت الجرس و بعدو صوت عمتي أم علي و هيا ترد على "الكيف حالكم و الايش أخباركم"...!
قلت:أهوه قاعدة أسمع صوتها...!
-طيب كويس..إلا..كيف سعود...؟!
-ما فيه شي..تعرفو..مرض الدلع حقو..قام و أكلتو و انشغل بالجيم بوي بعدين راح مع الأطفال و مافيه شي الحمدلله...!
-كويس كويس..و أمه كيفها...؟!
اتنهدت و كنت حتكلم لكنو قال:خلاص خلاص عرفت..بس لو تبغي أوديكي البيت تراني حاضر...!
-ليتك ما جبتني من الأساس...!
حسيت الأصوات عند علي تخفت،و وصلني صوت علي هادي:كنت مستعد ما أجيبك و أوقف ضد الكل معاكي لكنك كنتي مصرة...!
-أنا ما كنت مصرة..كنت مستسلمة و مغلوبة على أمري...!
-لا جود..بدليل إنك أصريتي أوديكي السوق عشان تشتري فستان...!
سكت لثواني بعدها قلت:معليش علي اتحملني..بس مافي غيرك ألومو..بابا و مني طايقتو و عمو و عارف وضعي الحالي معاه..و أنا نفسيتي زفت..لازم ألاقي أحد أحط الغلط عليه...!
-طيب حطي الغلط عليا بس مابغا لا صراخ و لا تطويل لسان...!
ضحكت غصباً عني:ما حصرخ و لا أطول لساني...!
-أصلاً أنا مين عندي غير جودي حبيبتي أتحملها...؟!
ابتسمت:ولا أحد...!
رفعت راسي على صوت عمتي تناديني،قلت:علي أمك قدامي...!
-والله...؟!،أجل اقلبي وجهك و خليني أرجع للرجال..قمت من عندهم عشانك..إلي يشوفني يقول دوبي خاطب...!
-طب ياخي باي...!
-باي...!
و أنهينا المكالمة،ابتسمت لعمة و سلمت عليها و هيا كعادتها حضنتني و سألتني عن حالي و مادري ليه شفت في وجهها علي..الشي إلي خلاني أردد بداخلي:"بلا صفية بلا عبدالله"،لا و الأخ بيتزوج..مو كأنو قال ما حينساني...؟!
فجأة اتذكرت رسالتو..اتذكرتها بالنص و اتذكرت:"ستظلين فراشة أحلامي"،قال فراشة أحلام قال..الله العالم حتى اسمي مو فاكرو...!
دخلنا أنا و عمتي الصالة..سلمت عمة عالحريم..الحريم وقفولها..ليش ما وقفولي أنا...؟!،دايماً كنت معجبة بعمة..لها رزة و أول ما تدخل مجلس تعمل جو..ما شاء الله عليها..و ابتسامتها حلوة..و أعتقد هدا أهم شي..يعني غير فارق السن بيني و بينها فيه قدرتها عالابتسام في وجه ألد أعداءها أما أنا فلا..و أعتبر دا الشي نقطة ضعف...!
جلست عمة على طرف المجلس و نادتني،رحت لها و جلست جمبها وين ما تأشر...!
حطت عمة يدها على ظهري:كيف حملك ذي المرة...؟!
ابتسمت بهدوء:الحمدلله..أحسن من أول...!
-طبيعي أول مرة دايماً متعبة...!
التفتنا أنا و عمتي لحرمة قالت:ما شاء الله يا أم أحمد..معروف عنك..حريم أولادك كنهم بناتك...!
الحرمة مو من عماتي بالتالي أكيد وحدة من خالات أخواتي أوووو..يمكن وحدة من معارفهم...!
قالت عمة:والله زي ما أبغى بناتي يتعاملو..أعامل أنا حريم أولادي...!
أوه هوا دا المشهور عن عمة...!
و الحقيقة هدا شي حقيقي لأنو أنا و زوجة أحمد عند عمتي كأننا أحلام و صفاء و الله لا يغير علينا...!
قالت وحدة تانية:ايوة الله معاكي حق..والله كل إلي تعبانين مع أمهات أزواجهم يكونوا لا هما و لا أمهاتهم عاملوا حريم أخوانهم عِدل...!
عمتي أم علي:الجزاء من جنس العمل...!
قالت عمة صفية:إلا يا أم أحمد..إنتي من وين عرفتي عايلتنا و خطبتي منها...؟!
حقدت على عمة صفية..طالعت في عمتي إلي قالت بهدوء:ولدي أحمد صاحب أخوكم...!
عمة ما تحب تتكلم في دي المواضيع و عمة صفية ثرثارة و تحب دا الكلام...!
و شكلو ما عجبتها إجابة عمتي المتحفظة فقالت:طب و ليش اخترتي جود بالذات...؟!
عمة:نصيب..ربي كان كاتب إن علي لجود و جود لعلي...!
عمة صفية:آه يعني ولدك ما شافها و عجبتو...؟!
عمة:لأ..لا شافها و لا شافته...!
عمة صفية ما كانت _حالياً_ بتسأل بلؤم..لكن سبحان الله فيها طبع مو حلو..هذرة و ما تعرف ايش إلي ينفع و إلي ما ينفع ينقال...!
طالعت في عمة..صح..عمة ما تدري عن إلي سواه علي..تتوقعوا ايش حتكون ردة فعلها لو عرفت...؟!،علي قالي لو أهلو عرفو حيدبحوه..معقووووووووووووووووول...؟!
عمة صفية:بس سمعنا إنو شافها...!
عمتي:طيب شافها لكن بعد ما اتكلموا الرجال و اتفقنا على كل شي...!
الصراحة كلام عمتي مو حقيقة؛احنا كنا لسه ما حددنا حتى متى العقد..بس المسكينة تبغى تسكت صفية و معاها حق..يعني لو عمة قالت شوفة شرعية كان راحو قالو كلمها و كلمتو..و خرجت معاه و عملو و ما عملو..و كان خلونا لبانة في فم الناس...!
آه من الناس و آه من طبايعهم...!

^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^

حالياً أنا لابسة عبايتي و فرحااااااااااااااااااانة عشاني أخيراً حخرج من دا البيت إلي خانقني...!
كنا قاعدين في الصالة أنا و علي و سعود و عمو و بابا و أخواني...!
و أعترف..كنت مقهورة من بابا لإنو هوا إلي أصر أجي و بسببو عمو هزأني و آخرتها ما أظهر حتى فرحتو بوجودي..يعني..المتوقع بعد كل داك الإصرار على مجيئي إنو يكون فرحان إني جيت لكني و كما أسلفت بابا بس قاعد يرضي نفسو..ما أقول إنو ما ندم..لأ هوا ندم لكنو ما حبني..هوا بس حس بالذنب و حس إنو غِلِط فقاعد يحاول يصحح غلطو بإرضاء نفسو و هوا قاعد يرضي نفسو بتقمص دور الأب الطيب إلي بنتو تصدو و ما تقبل منو أي شي...!
اتنهدت من جوتي..يااااا رب فرج عني..من جد وضع متعب و رغم إني مضايقة من حركات بابا إلا إني مستسلمة لدا الواقع و متهيأة نفسياً لأي شي غبي تاني ممكن يسويه أما عن دحين فمو شاغل بالي إلا الخروج من هنا...!
وقف علي:جود يلا...؟!
وقفت و أنا أحاول أخفي ابتسامة السعادة..ياااااااااااااي حخرج و أخييييييييييييييييراً...!
قال عمو:لسه بدري..خلوكم شوية...!
لألأ..مستحيل أقعد أكتر...!
قلت بسرعة:لأ ما ينفع نقعد أكتر..سعود لازم ينام و بكرة ورانا جمعة...!
و على سيرة الجمعة..ترى عمة راحت من بدري و قالتلي نروحلها بكرة بعد صلاة الجمعة نفطر معاهم...!
علي:و اليوم خميس و الطرق زحمة..لازم نمشي بدري...!
رددت أنا:صح الطرق زحمة و البيت بعيد...!
وصلني بعدها صوت عبدالإله ساخر:إلا ما قلتيلنا..ايش رايك في بيتنا...؟!
طالعت في عبدالإله بقرف حل عليا فجأة و قلت:يجنن زي أصحابو...!
التفت لسعود و مديتلو يدّي فقام و مسك في يدّي و أخيراً اتحرك علي و مشي و مشينا وراه و المزعج إنهم كلهم قامو معانا..مدري يعني يخافو علينا نضيع و لا ايش...؟!
المهم إنهم جو و حصل و كنا واقفين عند الباب إلي فتحو علي و كنا حنخرج لكن بابا وقفنا لمن قال:جود ايش رايك تباتي هنا اليوم...؟!
التفت بسرعة:هاااا!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ابتسم بابا:باتي عندنا اليوم...!
عبدالرحمن:الله مرة فلة..لو بتي حدشر معاكي بكرة...!
احتجت وقت عشان ترجعلي القدرة على الاستيعاب و لمن رجعتلي قلت و أنا خافضة راسي و أهزو:ما..ما أقدر...!
عمو:و ليش ما تقدري يعني...؟!
-عشـ..عشان ما..ما أقدر أترك علي و سعود و.."بلعت ريقي"..وكمان ما...
قاطعني عمو:علي..عادي تبات جود هنا...؟!
علي:واللهِ براحتها..تبغى تقعد تقعد ما تبغى محد يجبرها...!
عمو:شفتي..علي موافق..باتي...!
قال بابا بابتسامة:أنا كنت خايف علي يرفض..أشوة...!
عمو بابتسامة حلوة:لا علي مو غلس..كنت متأكد حيوافق...!
قلت بقهر:علي وافق بس أنا مابغا...!
طالعو فيا مصدومين،اتوترت و سارت أنفاسي مسموعة...!
قال علي:أنا قلت براحتها...!
حسيت علي ما يبغا يدخل بس أنا أبغاه يدخل...!
عمو:و ليش إن شاء الله ما تبغي تباتي...؟!
طالعت في عمو و حسيت قلبي ينعصر من الألم،قلت بصوت باكي و أنا أطالع في الأرض و أهز راسي بلا:ما..مابغا..أنا..مابغا أبات..أنا أبغى أروح البيت...!
بابا:ليه يا بنتي والله ما فيها شي..أنا أبغاكي تنامي و تصحي و تفطري معانا..و بعدين لاحظي إنك ما قد نمتي هنا و لا مرة...!
عبدالرحمن و عمو قعدوا يقولوا:"صح جود..باتي باتي"،و قعدوا يكرروا و يأكدوا على كلام بابا الشي إلي خلاني أنفجر:و مابغا أنام ولا مرة هنا...!
عمو بشدة:جود...!
شدة صوت عمو خلتني أفز،قال بعدها و هوا يصر:أبوكي لا ترفعي صوتك عليه...!
طالعت في عمو و لقيت في عينو نظرة غاضبة أرعبتني خلتني أبكي و أضرب الأرض برجلي و أقول بصوت عالي بلا وعي:عمو لا تتكلم..إنتا آخر واحد أبغى أسمع صوتو...!
-لااااا و ترفعي صوتك عليا كمان.."عِلِي صوت عمو"..جود حالك زايد منتي ملاحظة...؟!
طالعت في بابا..كان ساكت..ولع النار و ما حاول يطفيها...!
قلت بصوت مخنوق:إنتا ساكت ليه...؟!
عمو:جود كلامك هنا معايا...!
علي:يا سعُو..
عمو بانفعال و شدة:علي لا تتدخل..بنت..كلميني هنا مالك شغل في أبوكي...!
طالعت في عمو و شفايفي ترتجف،قال:إنتي لو كنتي جيتيني و كلمتيني كان ممكن أتعاطف معاكي..لكنك اتطاولتي على أبوكي و سرتي إنتي الغلطانة..لازم تتحملي نتيجة غلطك...!
طالعت في عمو..أنا ليش ساكتة..ليش ما أتكلم لييييييييييييييييش...؟!،و علي..علي ليش ما يدافع عني...؟!
بعد صمت ثواني قال عمو بلهجة آمرة:خلاص جود..نامي اليوم هنا و بكرة من بدري أنا بجي و برجعك لبيتك...!
التفت لعلي إلي اتكلم أخيراً و قال ببرود و ثقة:جود ما رح تسوي شي غصباً عنها...!
عمو بنرفزة:علي إنتا فاهم الوضع كويس...!
انقهرت..ليش..ليش لمن حسيت إنو علي حيفكني جا عمو ببساطة يسكتو و يكلمو كأنو الغلطان...؟!
التفت لعمو بقهر:لأ مو فاهم الوضع و محد فاهم و إنتا بنفسك ما تدري عن أي شي...!
قال عمو من ورا أسنانو:جود لا تخليني أسوي شي يزعلك و يزعلني...!
اتنرفزت..اتنرفزت و حسيت ببركان يتفجر جوتي..قلت بصوت عالي..صوت عالي أجبر الكل عالسكوت:ليش هيا بقي فيها زعل و رضى..أ...
سكت و أنا أتذكر جيت عمو لبيتي زعلان و خروجو منو زعلان..بكيت..بكيت و قلت و أنا أحس بظلم بابا و تبليه عليا:يا عمو..يا عمو بابا قلك إني قلت و قلت و قلت..بس ما قلك إلي هوا قالو و ياااا ليتها جت على كده..عمو أنا ما قلت لبابا شي..والله ما قلتلو شي.."زادت دموعي"..هوا إلي قال كلام مو معقول..هوا إلي اتصل عليا و أنا في الجامعة و قلي..قلي...
سكت..ما قدرت أكمل..غطيت وجهي بيدّيني و قعدت أبكي،علي علطول حط أياديه على أكتافي:جود خلاص..محد يقدر يغصبك على شي و أنا موجود..جوووووود...!
رفعت راسي و أنا أحس بنار جوتي..بابا طول عمرو يتكلم و يقول ليش أنا ما أتكلم..ليش دايماً أكبر عقلي..رح أتكلم رح أتكلم...!
قلت بقهر و الحقد باين في صوتي:بابا كدب.."طالعت في عمو"..أنا اعتذرت ما قليت أدبي..أنا شرحتلو ليه ما أقدر أجي..بابا إنتا جبتني هنا غصباً عني.."اختنق صوتي"..و..و معد سألت عني..تركتني لنظرات حريم بعقول أطفال..تركتني لتعليقات عمة صفية..تقولي ولدي عبدالله حيتزوج..حيتزوج بنت الحلال إلي حتسعدو و كأني افتكرت في ولدها..و فوق دا جاي تطلب مني أبات..أنا هنا مخنوووقة..أنا أبغى أخرج من هنا..أنا أبغى أخرج..خلاص ما أبغا أقعد..خلااااص ما أبغى...
رجع علي يحط يدّو على أكتافي:جود حبيبي خلاص اهدي..قلتلك محد حيغصبك على شي...!
الكل كان ساكت و مصدوم مني و من إنفعالي بس أنا كنت منهارة..تابعت و أنا مني واعية لأي شي غير إحساسي بالوجع و الأم:و ما اكتفيت بس بكده..إنتا جمعت كل الناس حولك ضدي و هدا كلو كان ممكن أتجاهلو..أنا عادي عندي..متعودة على بغض الناس بس إنتا..إنتا يا بابا أخدت مني بابتي الحقيقي..إنتا خليتو يدخل بيتي زعلان و يخرج زعلان..إنتا أخدت مني أشياء كتيرة حلوة بس دحين إنتا أخدت مني سبب سعادتي..حرام عليك كده..أنا ما عملتلك شي..ليش تحرمني من عمو..ليش تتبلى عليا و تقولني كلام أنا ما قلتو..ليش...؟!
بابا:ما اتوقعت إن الأمور توصل لكذة..كل ما في الموضوع إني كنت متأثر من كلامك و لمن كلمت عمك كنت منفعل..ما كان قصدي أتبلى عليكي زي ما تقولين و نيتي ما اتعدت حدود إني أفضفض..و بعدين إنتي مكبرة الموضوع..كلامك إلي قلتيه ما كان لو أي داعي...!
قلت بانفعال:تفضفض على حسابي...؟!،تفضفض تقوم تقول كلام أنا ما قلتو...؟!
قال بابا في مدافعة عن نفسو:أنا قلت إلي فهمتو من كلامك و..
قاطعتو:و مين قال فهمك لازم يكون صح...؟!،إنتا طول عمرك ما كان عندك ذرة مفهومية و ما كنت تعرف تتصرف مع أي شي و إلي عايش مشكلتي معاك ما يقدر ينكر دا الشي...!!!
عمو بصوت عالي:لحظة لحظة لحظة..جود ايش معنى كلامك هذا...؟!
التفت لعمو بإصرار:معناتو أخوك كداب...!
سحب عمو نفس و قال من ورا أسنانو:لا تتكلمي عن أبوكي بهذا الأسلوب...!
سكت لثواني بعدها رفعت راسي،قلت و أنا أحس بإنو مافي ولا واحد من إلي حولو يستاهل أي شي و بالأخص بابا...!
قلت:عمو تبغاني أقولك ايش قال...؟!
عمو ما رد و هوا يستناني أتكلم،قلت:كتير أشياء ممكن أقولها تخليك تكره أخوك و كتير أشياء ممكن أقولها تخليك.."أشرت على أخواني"..إنتا و هوا تكرهوا أبوكم..لكني ما رح أقول..عارفين ليه...؟!،عشان بس أنا أحس إنو أنا المفروض أكون أحسن منو و ما أكرر الكلام السخيف إلي قالو...
صوتي كان تدريجياً وضوحو يقل...!
قال عمو:جود أياً كان إلي قالو لا تتكلمي عن أبوكي كدة..جود إنتي إلي كنتي دايماً صابرة و متحملة عشنو أبوكي..دحين لمن سار ما يسوي أي شي إلا إنو يدور رضاكي سرتي تحاسبيه عالزلة...؟!
قلبي كان يعورني..كان من جد يعورني..حسو فيا..واقفة و الكل يطالع فيا بعين الاتهام..واقفة أجادل عمو قدام زوجي و ولدي..ليش يحطوني في موقف زي كده..ليييييييش...؟!
و زي أي امرأة تُظلم بكيت،قلت و دموعي تنزل:ما رح تقتنع يا عمو أنا عارفة و ما رح تصدقني و بابا رح يظل الإنسان الكويس الصالح إلي صابر على أذى بنتو..كل إلي أبغى أعرفو هوا كيف قدر يسحبك لصفو..أنا نفسي أعرف الكلام إلي قالو بالضبط..أبغى أعرف ايش الكلام السيء إلي نقلو بابا عشان تطالع فيا بالنظرة البشعة هذي..عشان تطالع فيا باحتقار و تعاملني كأني..كأني...
قطعت كلامي و أنا أنتبه لشي،قلت:إنتا..إنتا يا عمو دايماً كنت.."ازدادت دموعي و قلت من قلب و أنا أطالع في بابا"..أصلاً أكرهك..دايماً كلمة وحدة منك تكفي عشان الكل يلتف حولك.."التفت لعمو"..و دي ما كانت أول مرة تشك فيا..و في كل المرات كان بابا أو أحد من الأهل لهم دخل..أنا حتى لمن كنت أبغى مصلحتك ما وثقت فيا..عمو ايش سار فيك..ليش منتا مصدقني..أنا ما أكدب..والله ما أكدب.."التفت لبابا"..قولو إنو أنا ما قلتلك شي..هوا يصدقك إنتا..ليش ما تقولو إنو أنا اعتذرت منك و فهمتك ليش ما أقدر أجي..إنتا ليش قلتلو إنو كرامتي ما تسمح لي أجي..أنا ما فكرت في الكرامة..أنا كنت بالفعل ما أقدر أجي..أنا والله ما فكرت لا في كرامتي و لا في إنو جيتي لهنا فيها إهانة..والله أنا ما فكرت كده..أنا قلتلك لو أقدر أجي كان والله جيت بس أنا ما أقدر..ما أقدر لِـ ..أنا..أنا..
نزلت راسي لإني ما كنت أقدر أطالع فيهم أكتر،قلت و أهز راسي:أنا كنت مستعدة أحبكم كلكم حتى عبدالإله بكل العبط إلي سواه معايا بس إنتو رفضتو..إنتو إلي صديتوني لمن أجبرتوني على أشياء أنا مالي طاقة عليها..إنتو تعاملوني كأني إنسانة ممكن أرتكب ذنب عظيم في أي لحظة..يمكن عشان تاريخ أسود عرفتوه لماما بس أنا ما اخترتها أم ليا..أنا ما اخترت أكون أشبها..ربنا إلي كتب كل شي بس ربنا ما كتب إني أنظلم..ربي ما كتب إنكم تعاملوني باحتقار و دونية بس عشانو قدر إنو ماما السيئة تكن ماما..إنتو إلي ظلمتوني..ربنا ما يرضى بالظلم عشان كده أنا ما أقول إنو هدا مقدر و مكتوب لإني كل ما تظلموني كنت أحس ربي معايا يبرئني..كنت أنام و أصحى و ألاقي كل شي تمام.."سكت و تابعت بعد ما رجعت رفعت راسي"..إنتو إلي منتو رجال..إنتو إلي استخدمتو سلطتكم و قوتكم عشان تظلموني..بابا استغل مكانتو الدينية كأب رغم إنو ما كان أب..بابا كل إلي سواه هوا إنو كوني..شارك في تكويني..جوتي فيه كم جينة منو..عمو أو خليني أقول باباتي..استخدم سلطتو و معاه حق..هوا رباني و علمني و سوالي كل شي بس للأسف لمن جيت أحاول أردلو شوية من إلي سواه منعني..ليش ما أدري..يمكن شابفني أصغر و أغبى من إني أتصرف في مواضيع زي كده..لكن بعدين صدمني.."التفت لعمو و قلت"..صدمتني يا عمو لمن قلت إنك ما تبغى أولاد بسببي..لمن قلت إنو رحمة من ربي إنو ما عندك أولاد على أساس إني المثل السيء للبنت العاقة رغم إنو ما مرت مدة من لمن قلتلي إنو أنا أحسن من مليون بنت كان ممكن تجيبها لو اتزوجت..إنتا يمكن حاسس إنو أنا شخص مختلف بس أنا هيا جود إلي عرفتها و من هيا في الكوفلة..أنا ما جيت هنا عشان بابا..أنا علي عرض عليا ما أجي و يوقف معايا ضدكم بس أنا رفضت و أصريت أجي عشانك إنتا لإني كنت عارفة إنك حتزعل و أنا ما أبغاك تزعل لكن الظاهر إنتا منتا مهتم برضايا..بابا هوا الأهم..بابا لازم ما يزعل..بابا لازم يكون مرتاح..بابا لازم ما يحس بالذنب رغم إنو لازم يحس بالذنب..ليش تداروه و تدورو راحتو على حسابي ليش...؟!
كان عمو حيتكلم لكني منعتو:لا تقول شي..أنا أبغى أرجع أقولكم إنكم منتو رجال..منتو رجال لمن ما قدرتو تمنعوا ظلم بابا عني..منتو رجال ما قدرتو توقفو عبدالإله من مضايقتي..منتو رجال لمن رضيتو إني أعزل نفسي في غرفتي..منتو رجال لمن تركتوني أتزوج من غير وحدة فاهمة تعلمني كيف لازم أتعامل مع زوجي و كيف لازم أتصرف في حالات معينة..منتو رجال لمن اضطريتوني ألجأ لأم زوجي عشان أسألها عن الصح و الغلط..أنا في كل شي كنت ماشية بالبركة..ربي كان ساتر عليا و راحمني لا أكتر و لا أقل..أنا والله قلبي يعورني و أنا أقولها لكم لكن إنتو..إنتو..
سكت..فيه شي غريب جوتي سار خلاني أسكت..شي خلاني أهدى و كأنو ربنا أنزل سكينة عليا..سكينة خلتني أسكت و ما أحس إلا بكل إلي حولي يسيروا غبش بالتدريج...!
بعد كده لفني الهدوووووووووووووووووووء...!


**********************************************

 
 

 

عرض البوم صور ♫ معزوفة حنين ♫   رد مع اقتباس
قديم 14-02-11, 02:48 AM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157123
المشاركات: 30,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: ♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13523

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
♫ معزوفة حنين ♫ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ♫ معزوفة حنين ♫ المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 


الجزء العاشر

(أيقظتم جروحي)




ايش دا.. ايش فيه...؟!
فتحت عيني ببطء و أنا أتساءل عن الإحساس الغريب إلي حاسة بيه...!
جات عيني في عين علي..علي كان قريب مني و يدّو حول أكتافي..كانت المخدة ورا ظهري و ظهرو و كان مميلني عليه،رفعت راسي عن صدرو فباسني على خدي و قال بابتسامة:ظهر الخير...!
حاولت أرفع نفسي و ساعدني علي عشان أجلس،طالعت في ساعة يدِّي فقال علي و هوا ينزل يدّي على تحت:وحدة..قومي صلي الفجر و الظهر و تعالي عشان نفطر مع بعض...!
-عـ...
ابتسم:ولا كلمة..سوي إلي قلتلك عليه و تعالي...!
-طب لا تطلع من الغرفة أبغاك...!
اتمدد عالسرير و حط يدِّينو تحت راسو:يلا أستناكي...!
قمت و رحت عالحمام و في الحمام انتبهت إني لابسة جلابية،كملت شغلي و خرجت و قلت و أنا أتجه لشرشف صلاتي:علي أنا متى غيرت...؟!
-و إنتي نايمة...!
طالعت فيه مستغربة،ابتسم ابتسامة واسعة:والله..و إنتي نايمة غيرتي...!
سكت و أنا أتنهد،قلت:طيب خلاص بصلي...!
-صلي...!
-طب سعود صاحي...؟!
-من قبلي و قبلك...!
-طب روحلو لا يقعد لحالو...!
قال و هوا يعطيني ظهرو:مابغا...!
-علي...
-صليييييي...!
استسلمت و صليت و لمن خلصت لقيت علي متربع عالسرير و فوقو سعود إلي جاني أول ما خلصت و انسدح عالأرض و خلى راسو على فخدي..دنقت عشان أبوس سعود،بستو و أنا أتنفس بعمق لمن شميت ريحتو..ياااه قد ايش أحس براحة لمن أشم ريحة سعود...!،بعدها رفعت راسي لعلي إلي ناداني و أنا أرجع شعري ورا أدني،قلت:هلا...!
ابتسم و هوا يقول:سعود...!
طالع فيه سعود:نعم...!
-شوف ماما حلوة...؟!
رجعت أطالع في سعود إلي سار يطالع فيا و هوا سادح،قال:ماما مو حلوة...!
حطيت يدّي تحت دقنو و قلت و أنا أحرك راسو:ليييييييييييييه...؟!
قال و هوا يبتسم ابتسامة تجنن:ماما تزنن...!
و نط حضني،لفيت يدّي حولو و أنا أضحك بخفة:حبيبي إنتا...!
قال علي بصوت واطي:ترا أنا إلي اتفقت معاه يقول كدة...!
التفت لعلي:فديت إلي قال و إلي علم.."ابتسم علي"..و فديت أهل الكذة إلي يقولو كده...!
-أووهييييييييييييييي علينا..ترا الكل ملاحظ عليا قالب حضري...!
ابتسمت:أحسن..أنا ما أحب الكلام التقيل...!
-أصلاً من يوم ما اتزوجتك سارو يسموني دحين...!
ابتسمت و بعدها همست في أدن سعود:سعود حبيبي اطلع عشان أبغى أكلم بابا...!
بعد عني و قال:سل..(سر)...؟!
ابتسمت و هزيت راسي و أنا أغمض عيوني و أفتحها،قال:تقوليلي أنا سل بعدين...؟!
-من عيوني...!
-تيب...!
و خرج و قفل الباب بعد ما قلت:"قفل الباب وراك"...!
وقفت عن السجادة و أنا أسمي،رحت و جلست جمب علي و أنا أفك لفة الشرشف و أخليه على أكتافي...!
ابتسم لي علي،قلت:علي رحت صليت...؟!
-لأ...!
-ليه...؟!
-ما عندي ملابس نظيفة...!
-بس أنا قريب مغسلة كل ملابسك الداخلية...!
-ما عندي ثوب...!
قطبت حواجبي مستغربة..أنا و علي كنا متفقين يلبس نفس ثوب أمس لإنو جديد و أمس أول لبسة،قلت:بس التوب...
قاطعني بلطف بابتسامة وترتني:جودي حبيبي..عدمتيلي هوا بمكياجك...!
اتذكرت المناحة إلي سويتها أمس..صح إني فقدت الوعي _تقريباً_ لكني لمن وصلنا البيت قمت و قعدت أبكي و أبكي و أبكي...!
حط علي يدّو على جبهتي:إنتي أمس كنتي حارة...!
-و دحين...؟!
-لا اسم الله عليكي ما فيكي شي...!
اتنهدت و قمت من على السرير و اتجهت للشماعة أبغى أشوف التوب...!
لفيت التوب و كان بالفعل معدوم في منطقة الصدر بالمكياج..نزلت راسي و يدّي ما زالت متمسكة بالتوب..كنت قاعدة أتذكر كل شي سار و كنت قاعدة أتذكر كيف قضينا أنا و علي ليلة أمس..كنت أبكي و هوا يحاول يهدّيني دون جدوى إلين ما نمت...!
رفعت راسي و لفيتو لمن حسيت بيد علي على كتفي...!
رجعت نزلت راسي و قلت بحرج:علي أنا آسفة عـ...
قاطعني:أوووص لا تقولين كذة مرة ثانية...!
تركت التوب و لفيت بكامل جسمي و سرت مقابلة لعلي:بس إنتا مالك دخل و...
-لأ ليا دخل...!
-بس...
قاطعني بانفعال خفيف:بس ايييش..منتي زوجتي..منتي حبيبتي..إلي برة في الصالة مو ولدي..إلي في بطنك مي بنتي.."سكت و زفر و تابع بهدوء"..جود أنا ما أرضى أحد يهينك أو يضايقك لإنه إذا أهانك أو ضايقك معناته ضايقني و أهاني أنا..جود إنتي..إنتي خليتي لحياتي طعم..إنتي.."ضحك بخفة و هوا يهز راسو بعدها قال و هوا مبتسم و موسع عينو"..مني عارف كيف أعبر بس أنا يا جود أكبر همومي كانت ايش فيه موضوع حلو أنزله في المنتدى لكن ذحين..آآآه جود مادري ايش أقولك...!
مسك أكتافي:الخلاصة..إنتي دُنيتي و حياة جود مي سعيدة فيها أنا ما أبغاها...!
الخلاصة...؟!،تبغو الخلاصة...؟!
الخلاصة إني قربت من علي و لفيت يدّيني حولو..لالا..ما بكيت بس من جوتي كنت قاعدة أحس بقلبي يتقطع...!
علي..علي إلي الكل ظن فيه ظن السوء..الكل حتى أنا اعتقدنا إنو صايع و ضايع..علي إلي كرهتو في بداية وجودو في حياتي وقف معايا..صدقني رغم إنو ما سمع الكلام إلي انقال..و ما شك واحد في المية إني قلت لبابا كلام وقح..بابا إلي قدر ياكل حلاوة بعقل الكل..الكل حتى عمو...!
بعدني علي عنو و قال:جود...!
رفعت راسي و قلت بهدوء:نعم...!
قال علي بقهر:نعم الله عليكي يختي..قولي عيونها...!
طالعت في علي و أجبرت نفسي..لالا ما أجبرت نفسي..أنا بالفعل ابتسمت...!
قلت:عيونها و كل شي في حياتها...!
-أوه أوه أوه إذا بتقوليلي الكم كلمة الحلوة ذي ياليت كل يوم تسير مشكلة...!
شهقت باستنكار:تف من فمك...!
علي مثل إنو يتفل،قلت:يوووووه الله يهبل ابليسك...!
ابتسم و قال و هوا يعتدل:طب ممكن سؤال...؟!
-مية سؤال...!
-لا بس عندي سؤال واحد...!
اتنهدت بابتسامة و قلت و أنا أحرك راسي يمين و شمال:اتفضل اسأل...!
-هوا سؤال ممكن يضايقك بس أنا لازم ألاقيله جواب و.."سحب نفس و طلعو بتأفف و قال بسرعة"..أوكي جود..معليش يمكن تنزعجي بس أنا أبغى أعرف ايش فيه بينك و بين عبدالله و ليش أمس اتكلمتي عنو و ليش عمتك هذي مدري مين هيا تستفزك بزواجُه...؟!
نكست راسي..غمضت عيني و عضيت شفايفي بقهر..هدا إلي استفدناه...!
علي:جود لا تزعلي مني..أنا عارف إنه مو شي كبير لكن من حقي أعرف..أنا أمس طول الليل من بعد ما نمتي و أنا أفكر في الموضوع..و بعدين أمس اتذكرت إنو عبدالله هذا ما قد احتك فيا و ما يسلم و يبدأ كلام إلا إذا أنا سلمت...!
طالعت فيه فقال:صح المرات إلي شفتُه فيها تنعد عالأصابع و كنت أقول يمكن ما ارتاح لي و ما كنت مهتم لكن من بعد كلامك أمس عرفت إن فيه سبب و أنا أبغى أعرف هذا السبب...!
لازم أقولو..لازم أوضح الأمور و لا هدا الشي حيقعد في نفس علي و حيسببلو شك..قلت:ببساطة و من غير ما أدوشلك راسك بتفاصيل سخيفة..عبدالله خطبني و عمو رفض فقال عبدالله ليش تحرمنا من بعض فعمو حسب إنو أنا أعرفو رغم إني ما كنت أعرف حتى اسمو لإنو من بعد ما كبرت..تعرف يعني الغطا و كده و أنا ما كنت متعلقة في أهلي فما كنت متذكرتو...!
علي زي أي رجال عصب و اتنرفز:الكلللللب الحيوااااان...!
-مين...؟!
-عمك و عبدالله...!
-عبدالله و أهبل بس عمو ليش...؟!
-أنا دايماً أبغى أسبه بس عشان خاطرك.. بس ما دام الوضع كذة إلا كلب و حيوان...!
اتنهدت..بصراحة مشاعري الحالية تجاه عمو ما تحمسني عشان أدافع عنو و أجادل علي بعدين علي ما يَعني كلامو حرفياً..هوا قصدو لمن ينقهر منو...!
مديت يدّي لرقبة علي..كانت عروقو طالعة..قلت و أنا أمسح ببطء عليها:طيب بس حبيبي اهدى...!
و الحمدلله هدي علي شوية من حركة يدّي على رقبتو لكن النرفزة ما زالت موجودة..قال و هوا يبعد يدّي:كيف أهدى...؟!،أهدى و أنا عارف إنو فيه واحد بقرة يحبك و عمك الغبي معدوم الثقة يشك فيكي و قد شك من قبل...!
ابتسمت بحزن..الله يسامحك يا علي..ذكرتني بإنو هادي مو أول و لا تاني مرة يشك فيا عمو..قلت:أوافقك عبدالله بقرة و لإنو بقرة قال ما حينساني و ما حيتزوج غيري و سوا مسلسل مكسيكي و دحين حيتزوج و مبسوط فمالو داعي تشغل بالك بو...!
قال علي بسخرية:قال ما حيتزوج...؟!
هزيت راسي فقال:طيييييييييب والله لأعلم زوجته...!
-علي لا تحلف...!
-لغو لغو...!
-يا سلام..تاخد راحتك و تقول لغو...!
ابتسم:طب أقولك بلا عبدالله بلا عطا الله..روحي سويلي شي آكله...!
-لا علي..مابغا أطبخ...!
-لا يا شيخة...؟!
-قلت:علي والله مالي مزاج..الله يخليك عشان خاطري مابغا أطبخ اليوم...!
-يعني نطلب...؟!
-ايوة...!
قال:أجل قومي جيبي جوالي...!
-وينو...؟!
-في الصالة...!
و رحت للصالة و هناك كان سعود قاعد يتفرج عالسعودية الأولى..كان فيها فلم:"baby’s day out"..يووووه ذكريات...!
قال سعود:ماما تخيلي..النونو في البرة...!
ابتسمت على حرف الراء في كلمة "البرة" و إلي يُقصد بها سعود الشارع و ابتسمت أكتر على كلمة تخيلي إلي مدري من وين جايبها...!
قلت باستغراب مصطنع:والله...؟!
-ايوة و...
قاطعتو و أنا أمد يدّي:تعال حكينا أنا و بابا...!
و جا سعود و مسك في يدّي اليسار لإنو اليمين مشغولة بالجوال...!
و رحنا لغرفتنا،طالع علي في سعود:أهلاً بمخبص الأجواء الرومانصية نمبر ون...!
مديت لعلي الجوال و أنا أبتسم:اطلبلي ماك آرابيا من ماكدونالدز و اطلب لسعود هابي ميل...!
قال علي و هوا ينقل رقم ماكدونالدز من جوالي:أصلاً احنا شعب بس فالح يصرف الراتب على الأكل...!
طبعاً علي حالو حال أي رجل سعودي و يمكن خليجي..لازم يكرر دي الجملة و أخواتها قبل ما يطلب من أي مطعم رغم إنو يا عمري عليه لو حس إننا نفسنا في شي لازم يجيبو و لا يحس بالذنب لكنو الله يصلحو لازم يعترض و يعلق...!
قال و هوا يتصل و يحط الجوال على أدنو:طب ممكن أسأل سؤال سخيف...؟!
-اسأل...!
-ليش تقولي ماكدونالدز...؟!
قلت باستغراب:عشان اسمو كده...!
-طب ما أعرف أقول زيك..أنا ما أقول إلا "مقدونلز"...!
ابتسمت:ترا بس أنا الفنتك و لا عمو يقولها عادي...!
قال علي بتعب:أصلاً مشوااااار..ماااااكدوناااااالدز..مرة تاخذ وقت...!
ابتسمت:طب خلاص قول 88...!
طلب علي لنا و لنفسو...!
بس مو مهم الأكل قد ماهوا مهم السؤال إلي أبغى أسألكم هوا...!
أبغى أعرف ايش رايكم في الحوار إلي قبل شوية...؟!،سخيف صح...؟!
هوا سخيف يمكن..بس بالنسبة ليا كان مهم لإنو خرجني من مزاجي الزفت و أعطاني قوة خلتني أتوعد عمو بشي...!
ما حقولكم ايش هوا الشي لكن حتشوفو ايش حسوي و حيشوفو كلهم مين جود...!

***********************************

بعد العصر كنا قاعدين أنا و علي على الكنبة الطويلة قدام التلفزيون و سعود بعيد عننا شوية يكتب أو يرسم..ِشي زي كده...!
و بما إنو اليوم جمعة ففيه أشياء كتير اتعودنا نتفرجها زي برامج الفتاوى و حجر الزاوية و بعدين الدخيل (إضاءات) لو عجبنا الضيف بعدين نشوف الفلم إلي يجي كل جمعة على ام بي سي 3 أو ماكس و زي كده...و بصراحة كنت حاسة بروتين و ملل خاصة مع المشكلة إلي حسبت إنها حتخف لو رحت لعمتي أم علي لكني اعتذرت منها لإني كنت تعبانة و دوبي بس بدأت أصحصح و هيا قلقلت عليا مرة..حسيتها حاسة إنو فيه مشكلة سارت لكنها ما تبغى تتدخل..و كلمت عمي فقالي جملة غريبة..قالي:"إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب"...!!!
سألتو عن السبب فقلي:"لا أعلم .. فقط أحببت قول هذه الجملة لكِ"،قلتلو:شكراً عالجملة الحلوة و بعدها قفلنا...!
لكني قعدت أفكر في مناسبة الجملة..أكيد عمو قالها على أساس المشكلة..هما عرفو و حسو إنو فيه شي من بعد ما كلمهم علي جوة الغرفة من غيري بس أكيد ما يعرفو السبب لكن جملة عمي موجهة ليا و أنا أبغى أعرف سبب قولو لدي الجملة...!
فكرت و فكرت و أنهيت تفكيري بإنو عمو أطوارو غريبة و لو طلعات..فكرت كده عشان ما أنشغل أكتر...!
سمعت صوت جوالي يرن فقلت:سعود بابا روح جيبلي جوالي...!
علي:و حقي كمان...!
راح سعود و رجع بجوالتنا،أخدت جوالي و طالعت في المتصل و كان..عمو!!!
اتنهدت و أنا أطالع في الاسم و بعدين رميت الجوال على طرف الكنبة و أنا أقول لعلي إلي يسأل:رقم غريب...!
رن جوال علي فقال:جود..سعود...!
-إذا طلبني مشغولة أو نايمة...!
رمى علي الجوال عالكنبة:ما أرد أحسن...!
بعد مدة مو قصيرة رن الجوس..استغربنا؛مين ممكن يجي في دا الوقت...؟!
كنت شاكة بشي فقلت لعلي:علي ممكن تقوم تفتح بس قبل قولي مين...؟!
علي فهم عليا،قام و طالع من العين السحرية بعدين التفت لي و همس:سعود...!
قلت و أنا ألملم الأشياء:لحظة...!
و دخلت صحن الشاهي و المكسرات في المطبخ و رحت عالغرفة بعد ما قلت:أنا..نااااايمة...!
لحد يطالع فيا..مو هوا إلي قال لو الأولاد زيي أجل ربي مو حارمو...؟!،كلامو دا معناتو إنو أنا ما فيا خير و لا تتوقعو مني أطلع لواحد هدا ظنو فيا...!
نولت راسي و أنا حاسة إني كارهة إحساسي بالألم و الوجع و كأنو عمو قلي كلامو السخيف قبل شوية...!
اتنهدت و أنا أحس بقلة الحيلة لكني فجأة رفعت راسي..والله رح أوريهم إن الله حق و أرجع أقول:رح أوريهم مين جود...!

^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^

("جود!!!!"
صاح الجميع بخوف و هم يرون جود تتهاوى..أمسك بها علي و هو ينادي باسمها...!
كان الجميع مصدوماً و متصلباً و كان أول من تحرك سعود لكن علي أوقفه عندما قال:"خليك بعيد"...!
قالها بتوحش و هو يشد على جود الشيء الذي صدم..لا بل أخاف سعود الذي اعترف لنفسه بأنه خائف من علي الذي لم تكن ملامحه طبيعية...!
قال سعود الصغير بخوف و هو يقترب:ماما...!
عاد سعود يقترب ببطئ و هو يقول:علي خلينا نوديها المستشفى...!
و عندما وصل لجود الذي كان علي قد مددها و وقف،دُفع سعود بعنف من قبل رحيمه:لو قرب واحد منكم من جود رح أذبحه...!
ثم انحنى على جود...!
اتجه سعود لسعود الصغير و حمله و هو يهدهده كي يطمأن لكن كيف و هو الخائف الأول في المكان...؟!،كان يشعر بنبض قلبه يزداد و هو يُفكر:"جود طايحة فاقدة كل قوتها و مو مسموح ليا أقرب منها و أطمن عليها"...!
بالنسبة لسعود كان من المؤلم حد القتل ألا يتمكن من الاقتراب من جود في الوقت الذي تكون فيه معتمدة كلياً على من حولها..في الوقت الذي تفقد فيه كل قوتها...!
يا لها من دنيا..لم يتوقع سعود يوماً أن يمنعه أحد من مساعدة جود و ليس هذا فحسب..بل يستسلم هو لهذا المنع...!،لكن ما لم يعيه سعود هو أنه لم يستسلم ضُعفاً بل استسلم لشعورٍ بأنه أخطأ و بأن جود لن تقبل مساعدته لو كانت في وعيها..حتى و إن كان سعود لا يشعر بشعوره هذا...!
علي كان يفحص جود والقلق بادٍ عليه،قرَّب وجهه من وجه جود فحصل شيء غريب؛ملامح علي تغيرت و ليس هذا و حسب بل..ابتسم..نعم علي ابتسم...!
أنزل سعود سعود الصغير المتعلق به و اتجه لهم،جثى و مد يده لوجه جود:"ايش فيه؟!"
رفع سعود رأسه لعلي الذي قال بسعادة:"جود كويسة"...!
اقترب سعود من جود أكثر و وجد أنها كانت..نـــــائـــــمـــــة!!!
و لاحظ أن نومها لم يكن عادياً..جود كانت نائمة بهدوءٍ و استرخاء و الراحةُ باديةٌ على وجهها...!
كان سعود متفاجئًا من وضع جود و لم يوقظه إلا صوت علي و هو يقول بصرامة:سعود افتح الباب...!
اتجه سعود الصغير للباب و رفع نفسه لكي يتمكن من فتحه في الوقت الذي رفع فيه علي جود بصعوبة بسبب حملها إضافة إلى توتره و اضطراب الموقف،قال سغود برجاء:علي خليني أساعدك...!
-ابببعد...!
و عندما كاد سعود أن يمد يده هاج علي:ابعد يدَّك.."التفت لابنه"..اتحرك قدامي...!
خرج علي يسبقه سعود الخائف المصدوم من كل ما حصل...!
وضع سعود لم يكن أفضل من وضع سعود الصغير فقد كان خائفاً و مصدوماً...!
لمَ علي عامله و كأن ليس من حقه أن يتصرف و لم شعر هو بأنه لم يكن قادرًا على الاقتراب من جود...؟!
كانت هذه التساؤلات و غيرها تدور في بال سعود قبل أن يتنبه لشيء:"جود...؟!،ايوة جود..جود بنتي أنا...!"
التفت لسعيد و قال:"سعيد إنتا خليتني أظلمها"...!
انفعل سعيد:"تظلم مين...؟!،سعود أنا ما قلت شي و إنتا شاهد..سعود أنا كلمتك إنتا...!،و إن كان فيه غلط فهو منك لإنك إنتا إلي بالغت في ردة فعلك"
صُدم سعود..هو فعل ما فعل لأنه رأى بأن جود أخطأت في حق والدها الواجب عليها الصبر على آذاه بمكانته الدينية و الاجتماعية و بالمختصر فعل ما فعل من أجل سعيد و في النهاية يقول هذا...!
قال سعود:"لكن جود قالت إنها ما قالت شي و إنتا اتقولتها"...!
-و ليش بالضرورة تكون صادقة...؟!
-جود ما تكذب كمان جود ما تبكي قدام أي أحد لكن لإني ظلمتها و جرحتها ما اتحملت...!
-يا...
قاطع سعود سعيد:نادو أمي.."دخل لداخل البيت"..أمي..أمي...!
كانت أمه و الخادمة "مُنورة" أمامه..أمه كانت شبه مرتدية عباءتها الكبيرة الفضفاضة،اقترب سعود من أمه و أمسك بها:أمي ايشبك...؟!
نظرتها كانت غريبة،قالت:وش بجود...؟!
توتر سعود:ما بها شي..بس راحت مع زوجها...!
بكت أم سعود،قالت:والله إن جود ما بتروح إلا مودعتني لكنها خرجت و معها الظيم و القهر...!
احتضنها سعود:أمي اسم الله عليكي جود ما فيها إلا العافية...!
أبعدت الجدة ابنها عنها ناهرةً إياه:هذا سعيد يا سعود..سعيد..ما خاف ربُه في الحرام بيخافُه في بنتُه..حرام عليك..الله لا يبارك فيكم من أولاد إن كانكم بتحرقون دم جود...!
أمشى سعود أمه و أجلسها و جلس جوارها:أمي الله يخليكي لا تدعين..كل شي بينحل...!
سعيد و عبدالرحمن و عبد الإله كانو يحاولون تهدئة الجدة و سعيد كان مصدوماً من كلماتها عنه و محزوناً لكنَّ هذا واقع نظرة أمه له و إن كانت تحبه و سامحته لهذا الحب...!
قالت الجدة:جود محد غيرها شايل همي..ما تبغوني أدعي عليكم عشانها..أنا أدري لو طحت ما بتتركون بيوتكم و مصالحكم و زوجاتكم عشاني..والله لأدعي و أدعي..والله لأدعي لين ربي ينصرها عليكم...!
انفعلت:يا أمي ايش ذا الكلام..في حرب احنا...؟!،يا أمي اهدي و...
صرخت الجدة باستنكار:أهدى...؟!
تابع و هي تحرك عصاها:والله إنها ما لعبت على ظهوركم و شكلها بتلعب..تفو عليكم من رجال...!
ظل سعود يدعو:"يا رب هدئ سرها..يا ربي طمن قلبها..يااااا رب"،كان خائفاً من أن تنفعل لإنها إن انفعلت بشدة تتعب و إن تعبت يتعب هو و هو في مشكلة كهذه يحتاج لكل قوته كي يحلها..يجب أن يبقى سعود قوياً..يجب...!)
ما سبق كان ما استطعت سرقته من ذاكرة سعود و هو يقود سيارته متجهاً لمنزل ابنته بأعصابٍ متوترة مشدودة...!
ابنته التي لم تجبه رغم أنه ظل يعاود و يعاود و يعاود الاتصال...!

^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^

سعود،،،
دقيت جرس بيتهم و قلبي يدق دق مو طبيعي..نفس حالتي قبل كم يوم الفرق إنو أول كنت معصب و دحين متوتر...!
طولوا شوية و بعدين علي فتح لي الباب...!
قال:أوه سعود..أهلاً...!
-السلام عليكم...!
-و عليكم السلام..حياك..ادخل...!
دخلت و سلمت عليه..علي ما ابتسملي و جود ما كانت موجودة عشان ترحب بيا..الوحيد إلي كان زي ما اتعودت هوا سعود إلي جاني بفرح و اتعلق فيا...!
سلمت عليه و باسني بعدها بعد راسو عني و خلى أياديه ملفوفة على رقبتي وقال:عمو أنا زعلان منك...!
-ليش حبيبي...؟!
-علسااااان إنتا زعلت ماما و..و هيا سالت (سارت) تبكيييييي مسكيييينة..ماما..أنا زعلت علسان ماما زعلت أول...!
سكت و نزلت راسي و ما عرفت ايش أقول..مد علي يدو و شال سعود و هوا يقول:تعال بابا أبغاك...!
قلت:علي نادي جود...!
هز علي راسو و دخل لجوة الشقة،رجعلي بعد شوية من غير سعود و قال قبل ما أتكلم:تعال المجلس...!
دخلنا المجلس و جلسنا في كنبات متفرقة،قلت:وين جودة...؟!
-نايمة...!
طالعت في علي..عارف إنها مي نايمة و عارف إنو علي عارف إني عارف...!
قال علي ببديهية و هوا يرفع أكتافو:نايمة...!
-عـ...
قاطعني:لا تتوقع مني أجبر جود على شي...!
-مو تجبرها بس حاول فيها...!
-أحاول فيها ايه...؟!،جود يا سعود مضغوطة و حالتها حالة..وجودك و وجود أبوها ذحين غلط...!
-يا علي...
قاطعني:سعود أنا زوجتي حامل..جود حامل يا سعود و من بداية حملها عيشتوها في قلق على أساس أبوها رضي عنها..كذة فجأة و من العدم رضي و ياليته ريحها و حاول يراضيها..لااااا ما يقدر لأنه من الضروري ينكد على جود..راضي غضبان لازم يزعجها...!
-علي أنا ما كنت أدري..بالفعل ما كنت أدري..و أول ما دريت بغيت أنجن..جود بالنسبة ليا...
ما قدرت أكمل..زعل جود مني مصيبة و دي المرة زعلها مو عادي..هيا زعلت لإني ظلمتها و غلطت عليها...!
-سعود بقول شي و لا تزعل...!
رفعت راسي لعلي فقال:الصراحة ردة فعلك و كلامك ما كان هين..سعود أنا انصدمت..إنتا إلي قدرت تتحمل أسوء من كذة يطلع منك ذاك الكلام..بعدين إنتا وثقت في جود في إلي أكبر من كذة تجي على كلام واحد مريض تقلب 180 درجة..ليش و بأي حق...؟!
علي لمن ما لقى مني جواب تابع:يعني لو أنا مكانك كان ممكن أسويها و أضرب جود و أبهذلها لكن إنتا..إنتا الهادي المتأني يطلع منك كذة...!!؟!!
قلت بانفعال خفيف:طيب أنا غلطت..قولي ايش أسوي..شور عليا أنا مابغا جود تزعل أكثر من كده...!
-جود قدها زعلانة و خالصة...!
-طيب أنا مابغا المشكلة تزيد...!
-ابعدوا عن جود إنتا و أخوك..جود أبداً مي مستعدة تشوفكم ذحين...!
-نبعد لين متى يعني...؟!
-لين ما تولد...!
-إنتا بعقلك..كيف أترك بنتي فوق الشهرين...؟!
انفعل علي:والله إلي قدرك تصرخ و تجرح يقدرك تتركها..جود تعبانة و إلي فيها مكفيها...!
-يا علي افهمني..افهمني..أنا من يوم ما عرفت إني غلطت جيتكم و حاولت من قبل أتصل بس ما رديتو..من أمس و إنتو ما تردو.. كنت أبغى أطمن عليها..أنا والله أمس ما نمت من التفكير و القلق...!
اتنهد علي و عينو على تحت..رجع يطالع فيا و هوا يقول:إنتا و تعز عليا ما بقطعك لكن سعيد هذا.."سكت لثواني"..قوله يبعد عن جود..و الأبوة إلي طالعة من مدري وين يطنشها شوية.."تابع بسخرية"..معليش يتحمل البعد عن بنتو عشان خاطر المسكينة تعبانة أوي...!
طالعت في علي..ليش يتريق...؟!
قال بجدية:سعود جود تعبانة..أنا كل إلي أتمناه إننا نقضي الكم يوم الجاية على خير و ما حنقضيها على خير لمن أبوك حوالينها..سعود أرجوك..أرجوك تكلم أخوك و تقوله يبعد عن جود شوية..أرجوك...!
وقفت و قلت برجاء:طب بس طلة..بس بسلم عليها و أسألها كيفها و بمشي...!
وقف علي:ما أقدر...!
قلت و كأني طفل يعاند:إلا تقدر..إنتا بس ما تبغى...!
قطب علي:ايش إلي ما أبغا..عبط هوا...؟!
-علي حاول..لو تبغى حتحاول...!
قال علي بنرفزة:صح ما حاولت و لا رح أحاول لإني ما أبغا جود تنفعل بعدين أجاملك و أكذب عليك ليه...؟!،حط في بالك إني كان ممكن من البداية ما أفتح لك الباب حتى لكنك تعز عليا و تعز على جود ولا والله كان ما...
قطع علي كلامو بعدها قال بتأكيد لنفسو قبل ما يكون ليا:ما أبغاك تزعل..ما أبغاااااك تزعل..أرجوك و شوف قاعد أترجاك..أرجوك ابعد عن جود ذي الفترة و قول لأخوك ما يتصل حتى.."استدرك علي"..لكن إنتا اتصل..ما حترد عليك لكن اتصل و حسسها إنك تبغى تكلمها بأي طريقة...!
-أنا بالفعل أبغى أكلمها بأي طريقة...!
-طيب لكن مو تقول ما حترد فتوقف تتصل..لاااا لازم تستمر تتصل...!
اتنهدت:طيب..أعتقد لازم أمشي...!
اتنهد علي...!
كنت عارف مافي إمكانية يقولي كمل السهرة معانا زي دايما و كنت عارف إني لازم ما أطول عشان كده سحبت نفسي و خرجت و رجعت لأمي..أمي إلي متضايقة و معكننة بسبب جود و زعلها..أو خليني أقول بسبب فعلتي أنا...!

************************************

اتصلت على بيت جدة و بجد اتمنيت إنو عمو ما يرد..آآآه كده مرة حاولت أقنع جدة تشتري جوال لكن ما ترضى لإنها تكرهو...!
و زي ما هو متوقع أو زي ما كلكم تتمنو عمو رد...!
بالنسبة لكم المسألة مسألة حماس لكن بالنسبة ليا..خليني ساكتة أحسن...!
عمو: ألو.. ألوووووو...
قد سبق و قلتلكم إنو تلفون بيت جدة ما فيه كاشف...!
شديت عالسماعة،بلعت ريقي و حاولت أجمع شجاعتي لكني ما قدرت و عمو بدأ يتنرفز و هوا يسأل:"مييييين؟!"...!
قلت عشان ما يفصل لإني أبغى أكلم جدة:ألو...!
كنت أبغى أقول السلام لكن السلام حتى المختصر كان أطول من قدرة احتمالي...!
-جود...!
لهفة...؟!،أنا قاعدة أسمع من عمو لهفة...!
قلت بصوت شبه مخنوق:أعطيني جدة...!
قال عمو بنبرة واحد مستميت على شي:جود..جود أنا صدقتك علطووول لمن اتكلمتي..أنا..جود إنتي سكتي و دسيتي عني و...
كنت على وشك أرمي السماعة و أكسر دا الجهاز الغبي إلي وصلّي لهفة عمو..لهفة أبكتني قهر بدل ما تسعدني...!
قلت و أنا مغمضة عيني:أعطيني جدة...!
-جو...
قاطعتو بصرامة ظهرت في صوتي من غير ما أحس:أبغى..أكلم..جدة...!
غريبة..أنا فعلاً غريبة..غريبة لمن زعلي يعبر عن نفسو ببكا و فجأة بصد و جمود...!
صد و جمود يجو فجأة و يروحوا فجأة...!
-جود يا بنتي اسمعيني..أنا والله من حبي لكي..
قاطعتو بصوت باكي:أبغى جدة..أبغى أكلم جدة...!
-يا جو..
-عمو خلاص ما أبغى أسمع صوتك..أعطيني جدة...!
-جود أنا...
قاطعت عمو ببكاء حقيقي و أنا أشهق،قال بفجعة:جود خلاص..خلاص لا تبكي يا بابا لا تبكي حتكلمي جدتك...!
برجاء:جووود اهدي الله يخليكي..طب كيف تكلميها...؟!،اهدي عشان أعطيكي تكلميها..اهدي...!
قلت بقهر:ما أبغى أهدى..أعطيني جدة...!
-خلاص خلاص حأعطيكي جدتك...!
و راح عمو و طولت جدة لين ما جات و هدا شي كان في صالحي لإني قدرت أعدل صوتي و أضبط مشاعري...!
وصلني صوت جدة الملهوف:جود!!!!
-جدة حبيبتي...!
يااااه..أحس نفسي أحط راسي في حضن جدة..نفسي...!
وصلني صوت جدة الحزين:كيفك يا بنتي...؟!
اتنهدت:الحمدلله كويسة..إنتي كيفك...؟!
-والله إني مشغولة عليك يا بنتي..ليش خليتنّي أمس...؟!
-ها..كنت مستعجلة ولا ما كان رحت إلا مسلمة عليكي...!
-لا تكذبين يا جود..أنا سمعت كلامك لكن ما أقول إلا حسبي الله عليه من ولد جابك و خلاك لكني والله قلتلهم إن ربي بينصرك و أقولك يا بنتي إن هذي دنيا إن ما ظلمتي الناس ظلموك..والله إن ربي ما بيخليك يا بنتي ما بيخليك...!
كلام جدة كان زي البلسم كمان ذكرني بشطر من بيت شعر:"و من لا يظلم الناس يُظلمِ"،هدا البيت الواحد لمن يقرؤُو يسير عندو استعداد يظلم عشان ما ينظلم بس يمنعو:"كن مظلوماً و لا تكن ظالماً"...!
آآهْ يا ربي...!
جدة:جاكي سعود...؟!
-ايوة أمس...!
-و ايش قالك...؟!
-بصراحة يا جدة ما طلعتلو...!
-ليه يا بنتي...؟!
-جدة مابغا أشوفو دحين...!
-يا بنتي الحرمة ما تفيدها القوة و الصد..والله إن دمعة الوحدة فينا تقوى على مِيَةْ رجال و إن كانك ضايقة على عمك فابكي و قولي..لا تخلين شي فقلبك...!
-إن شاء الله...!
تصدقو ما فكرت أتبع دا الأسلوب...؟!،أنا بس أسوي كده مع علي لكن عمو..صح كنت أسويها معاه لكن في أشياء تافهة...!
بس صادقة جدة..هدا الأسلوب من امرأة يأثر على الرجال أكتر من لو صرخت و عصبت...!
طيب لو على كده أنا عندي سؤال..هل غلطت لمن انفعلت في بيت بابا ولا كان معايا حق...؟!
عن نفسي أحس إني غلطت و ما غلطت بس إنتو ايش شايفين...؟!

***********************************

سعود،،،
ما تبغى تسمع صوتي...؟!،جود كارهتني..متضايقة مني...!
إنتو تعرفوا جود ايش بالنسبة ليا...؟!،جود أحلى شي سارلي في حياتي..لو مو جود أنا كان ممكن أنجن...!
مسحت على وجهي بقوة..أنا قاعد أبكي..ايوة أبكي..رجال و أبكي..أبكي مقهور...!
مقهور من نفسي و من الناس و من كل شي...!
غبي..أنا غبي..غبي لمن صدقت سعيد و رحت لجود جرحتها..غبي لمن وقفت ضدها..غبي غبي غبي...!
ضربت سطح مكتبي بقبضتي بقهر:آآآه يا ربي..آآه يا سعيد الـ..استغفر الله يا ربي...!
أنا كيف انخدعت...؟!،سعيد طول عمرو يبالغ في كل شي و يعتبر أي شي إهانة لو و أنا الغبي صدقتو رغم إني عارف حقيقة شخصية سعيد...!
حطيت راسي بين يدّيني..أوكي أنا صح كنت عارف إنو سعيد هوا سعيد و جود هيا جود لكني ما استبعدت إنها تنفعل و تقولو الكلام إلي قالو ليا..كل غرضي كان إني أوضح لها إنو إلي سوتو غلط..يمكن بالغت في ردة فعلي لكن والله ما كان قصدي...!
أنا بس ردة فعلي كانت قوية لإني فكرت إنو جود طول عمرها فاهمة و دحين بس انفعلت..كنت أبغى أوصلها إنو إلي سوتو غلط و اكتشفت بعدين بسبب بجاحة سعيد إنو ما قالت ولا شي من إلي قالو...!
طب أنا حطيت في بالي احتمال إنو جود ما تقصد الكلام إلي حسبت إنها قالتو و إنها بس انفعلت..ليش ما حطيت احتمال إنو سعيد يكون منفعل و مو واعي للي يقولو...؟!
يا ربي ليه سار إلي سار...؟!
هزيت راسي:استغفر الله استغفر الله...!
خلاص..ربنا كتب دا الشي و قدرو...!
رفعت راسي على صوت أمي تناديني،وقفت،اتحمحمت عشان أعدل صوتي و مسحت وجهي و خرجت من غرفتي للصالة وين ما أمي قاعدة...!
بست راسها و جلست جمبها:خير...؟!
حركت أمي يدها بنرفزة و قالت:قُم..قُم عني..قُم...!
قطبت حواجبي:أمي ايشبك...؟!
-و ايش بي...؟!،قُم أقولك قُم...!
بعدت عن أمي شوية و أنا مستغرب،قلت أمي ايشبك..ايش مسوي أنا...؟!
-الله لا يبارك في أباليسك يا سعود..البنت ظايمة و إنت تسأل وش بي...!!!
نزلت راسي و أنا أتنهد...!
رفعت راسي:إن شاء الله بينحل الموضوع يا أمي..إن شاء الله بينحل...!
قال أمي:بينحل...؟!،يا سعود والله إني كنت أقول إنك ولدي حبيبي لكن ذحين ما فرقت عن سعيد إلي كاسر بخاطري طول عمرُه...!
لمست في صوت أمي الحزن و الانكسار..قربت منها و حطيت يدّي على ظهرها و مسكت باليد الثانية يدَّها:و إن شاء الله إني بقعد ولدك و حبيبك و رح أسوي إلي يرضيكي و سعيد في ايش كاسر خاطرك..سعيد دايماً كذة و إنتي متعودة عليه...!
قالت أمي بحسرة و هيا تهز راسها:سعيد..سعيد والله إني راضية عليه و ما بيعاقبه ربي لكن الضيقة موجودة..موجودة يا ولدي..سعيد كسر بخاطري و خاطر مرتُه لمن راح للحرام و رمى بنتُه ولا سأل عنها و بس فلح لي يحرق دمها..والله إني أعرف إن جود ضعيفة ما بتقصر و ما بتقول الغلط لكن الله بلاها بأبو..أبو ما اتقاه فيها...!
أمي كانت متضاااايقة و صوتها مخنوق،مسحت على ظهرها:أمي حبيبتي سعيد طبعو كذة و مرتو ما دريت إنو سوى الحرام يا أمي...!
-ما دريت لكن ظنت إنوا تجوز و انحرق قلبها لكن والله إنها بنت حلال لمن صبرت و ربت أولادها أحسن تربية...!
-يا أمي سعيد ما قصر فيها ولا في أولادو..هوا بس عليه حركات و بعدين هوا يحبها و يعزها و هيا كمان...!
-يا ولدي الحب مو كل شي..أبوك يوم اتجوزني ما بغاني ولا بغيتو لكن فيه عقل و حياة و التزامات صبرتنا وجابت الحب..يا ولدي إن كان على الحب كان لا أنا أمك ولا تعرفني...!
-لكن فيه المعزة..و هيا زي ما قلتي تخاف ربها و متعلقة بأولادها ولا وحدة يجيها زوجها ببنت يمكن تشتري كرامتها ببيع أولادها...!
-اتنهدت أمي:المهم ذحين..جود ما أبغى ضيقتها تطول..سامعني...؟!،البنت حامل و ربي سلمها ما سقطت مع الزعل..تروح وتاخذ بخاطرها و لو تقلب الدنيا عليك ما تقول شي..سامع...؟!
-إن شاء الله...!
-يالله قُم...!
-وين...؟!
-روح لجود...!
قلت باستنكار:لسه أمس كنت عندهم و جود ما رضيت تطلع لي...!
-أمس..مو اليوم...!
-يا أمي دوبني مكلمها و ردتني...!
أمي بعصبية:أدري ردتك لكن معها الله والحق..و عساك بأزود...!
انقهرت من دُعا أمي عليا،قلت:أميييييي...!
ضربتني على ظهري:قووووووووم عني..قوم...!
-أمي...
وقفت لمن أمي مسكت عصايتها..كانت معصبة حدها..قلت:أمي هدّي...!
-روح لجود...!
-أمي مافي فايدة من روحتي دحين..والله بس بيزيد إنفعالها و علي قلّي لا تجي..لو رحت ما بيفتح لي الباب...!
زاد انفعال أمي و حركت عصايتها بغضب و ضربتني على فخذي بها و قالت بصوت باكي:روح..روح عني..ما هِلاَّ بتلحق أخوك في ظلمو..روح...!
"هِلاَّ"..بكسر الهاء و تشديد اللام و فتحها تعني:فقط و تُستخدم كاستخدام بس...!
مسكت على فخذي و فركت عليه و أنا أحس بالألم...!
طالعت أمي فيا لثواني بعدها بكيت...!
انصدمت..ايش كل الحب دا..؟!،كل ذا عشان جود...؟!،أمي طول عمرها شديدة و عصبية مع جود ايش إلي سار دحين...؟!
رحت و جلست جمب أمي:أمـ...
ردتني أمي بحركة يدّها إلي تطلب مني أبعد...!
-أمـ...
-قوم عني قوم...!
حضنت أمي و بست راسها و خدها و يدَّها بعدين حطيت راسي على صدرها كأني طفل محتاج حنان و أمي الله يسعدها ما قصرت..حضنتي و رجعتني لأيام زماااااان..أيام قبل ما تجي جود..جود إلي خلتني أنا أعطي حنان ما أنعطي...!

***********************************

كنا أنا و علي على السرير متمددين..سعود نام من مدة فدخلنا أنا و علي نريح و نمد ظهورنا...!
-آمممم علي...
-نعم...؟!
-علي..آآم..أبغى أطلب منك شي...!
-خير...؟!
كنت متوترة و خايفة يرفض..الشغلة فيها سفرة و أنا مرة أبغاها...!
رفعت نفسي و قلت و أنا ألعب بطرف شعري:أبغى..إنو يعني...
جلس علي:جود ايشبك..اتكلمي...!
قلت بسرعة:أبغى نروح المدينة...!
-اييييييييييييييش...؟!
-علي الله يخليك..غيب يومين اضطراري و خلينا نروح المدينة..تعبت من الناس..أبغى مكان ما نعرف فيه أحد...!
-طب ليش كذة فجأة...؟!،طول اليوم ما فتحتي فمك...!
أخفضت بصري و قلت و أنا أحس بدموعي طارفة:اليوم اتصلت أبغى أكلم جدة و..رد عليا عمو...!
فز علي:قالك شي...؟!
هزيت راسي بلأ،قال علي بتشكيك:جود..
غطيت وجهي بيدّيني و بكيت...!
-جود!!!!
حضني علي:جود بس..حبيبي بس...!
قال:طب قوليلي قالك شي...؟!
هزيت راسي: بلأ فمسح على شعري:طب خلاص خلاص..بسم الله عليكي يا قلبي..بسم الله...!
علي كان متعاطف بالمرة و مشفق عليا و على حالتي..عشان كده قاعد يحاول يخفف بشتى السبل عني...!
لمن هديت بعدني عنو و ابتسم:ها خلاص...؟!
مسحت وجهي و قلت:نروح...؟!
-لازم نروح لإني عارف لو قلت لأ بترجعي تبكي و تقطعيلي قلبي..عارف إني أهبل و ما بتحمل...!
قلت و أنا زامة شفايفي:هما الهُبل مو إنتا...!
قلدني علي:هُما الهُبل...؟!..."بصوتو العادي"..جود ما تلاحظي إنك تسيري زي الأطفال لمن تزعلي...؟!
قلت بصوت باكي:يمكن عشاني لمن كنت أبكي و أنا صغيرة محد كان يعطيني وجه لو عمو موفيه...!
-يوووه يا جود..إنتي الليلة تبغي تقضيها بُكا و قاعدة تدوري سبب...!
-مو عن أدور سبب بس...
-بس ممكن نقفل الموضوع وننام..أنا عارف إنك متأزمة ولا ما كان خربت كل خططي حقت السنة؛أنا كنت ناوي أخلي الاضطراري لآخر السنة لكن عشانك و عشان وضعك غيرت رأيي...!
نزلت راسي و أنا أحس إني مكسوفة من نفسي...!
قال:هيييييي ما قلتلك ذا الكلام عشان تنزليلي راسك...!
رفعت راسي و جات عيني في عين علي..وجع وجع وجع...!
قلت بقهر:علي خليهم كلهم ينقلعو..إنتا أحسن واحد في الدنيا...!
ضحك علي:إنتي لمن تحقدي..فظيييييييييعة...!
-والله من جد..أنا أكره كل الرجال ما عدا إنتا و عمو..
سكت لثواني بعدها قلت:يعني زعلانة و حاقدة بس لسة أحبو و كمان عبدالرحمن و..كمان عمو أبوك و كمان عمو أحمد أخوك أحبو لـ..
فز علي وقاطعني بنرفزة:ايشششش دخل أهلو ذا في كلامنا ذحين...؟!
-يااا الله يا علي..كم مرة قلتلك زي عمو..أحمد أخوك زي عمو...!
-أعتقد قد قلتلك كيف تتكلمي عنه سواءً معايا ولا مع الناس...!
و كأني فايقة لهبلو..علي ساعات يطلع بطلعات...!
برطمت و أخفضت بصري فهجد علي علطول و قال يكمل كلامنا:طب و جارنا...؟!
اتذكرت جارنا المتعلق بسعود لإنو كل خلفتو بنات...!
ابتسمت:هدا كمان طيب...!
-طب و أصحابي إلي أنقذوكي و أنقذوا ولدك و أنقذوا زوجك حبيبك...؟!
-ممممم هدولا بعيد عن إنهم أنقذونا أحترمهم..كفاية إنهم مخلينك مرتاح...!
ابتسم و حط يدّو على كتفي:شفتي...؟!،لعد تقولي أكره كل الرجال ما عدا..قولي أحب كل الرجال ما عدا...!
-أحب كل الرجال ما عدا كده واحد...!
صرخ علي:هييييييي...!!!
قطبت حواجبي باستغراب فضحك،قلت:هيي على ايش تضحك...؟!
-أضحك على نفسي..قلتلك تقولي الشي و لمن قلتيه اتنرفزت...!
ابتسمت و رفعت أكتافي:عادي..أصلاً لو ما اتنرفزت كنت حنقهر...!
-والله إنتو الحريم حالتكم حالة...!
الحمدلله وافق..أبغى أروح المدينة و أرتاح من الهم كم يوم...!

***********************************

باختصار شديد حقولكم على إلي سار...!
في الليل يوم السبت رجعت اتصلت بجدة و قلتلها إننا حنطلع المدينة بكرة..طبعاً رفضت لأسباب كتيرة منها إني حامل لكني وعدتها بإنو علي حيمشي على أقل من مهلو..فقالت:"والخط السريع...؟!"،قلتلها:"يخليه بطيء"...!
و حاولت فيها لين ما اقتنعت و طلبت منها تقول لعمو إننا حنروح و تقولو جود تقولك:"مع السلامة"..أياً كان هدا عمو...!
لكن بابا ما افتكرت فيه ولا حفتكر،تخيلو من داك اليوم ولا مسد كوول وحدة..كل ما أفتح جوالي على أمل ألاقي منو شي أُحبط..حتى ما كلف نفسو يرسل مسج فاضي ولا يرسلي سلامو مع أحد..والله سرت أحس إني أنا الغلطانة من الثقة إلي يتمتع بيها بابا...!
أما عن عبدالرحمن فرسلتلو رسالة و قلتلو فيها يسلم على سارة و كتبتلو في الرسالة إنو مافي في قلبي شي عليه ولا على أخواتي...!
أهل علي علي كلمهم و فهمهم الوضع من غير تفاصيل و تعمق..قلهم إني تعبانة شوية و أبغى أروح المدينة..و إلي حصل إنو عمة أعطتني لستة نصايح و وصتني أنتبه لنفسي...!
و فجر الأحد انطلقنا و الروحة كانت ميسرة الحمدلله و وصلنا تقريباً على عشرة و نص..إحدعش...!
رحنا لواحد من الفنادق إلي كلمهم علي و قالولو إنو ممكن تكون فيه غرف فاضية بما إننا ما حجزنا من بدري بس الحمدلله لقينا في أول واحد رحنالو غرفة...!
و يا رب لك الحمد..كل شي اتيسر و سار بسرعة...!
و بعدها نمنا أنا و سعود في حضن علي من تعب الطريق...!

***********************************

سعود،،،
يا ربيييييييي..جود ما ترد..سافرت المدينة ولا ودعتني و كل إلي قدرت عليه ترسلي "مع السلامة" مع أمي...!
و القهر علي قافل جوالو و إلي يقهر أكثر إني لمن سألت أحمد قلي:"لا عادي يرد ولو كان قافلو يرجع يتصل"...!
هذا الكلام معناتو مستقصديني...!
بس طبعاً مستقصديني..جود و زعلانة مني و علي ما أقول إنو ورا جود لكنو أعتقد مستغل الوضع الحساس بيني و بين جود عشان يسترخي بأسرتو بعيد عن الناس...!
آآآآخ..أكره علي لمن يحط سوتش اللامبالاة عندو على "ON"...!
و بعيد عن علي..جود هيا الأهم..جود إلي رسلتلها و دقيت عليها مرات كثييييييييرة ما تنعد و برضو ما ترد..آآآ يا جود..والله اشتقت لصوتها و لاتصالها اليومي عشان تطمن عليا..حتى تلميحاتها لمشكلتي و زواجي رغم إنها كانت تزعجني و أحياناً كنت أنهي المكالمة بسببها...!
لكن دحين ما عَلَيَّهْ..خليها تلمح من اليوم لبكرة بس ترضى...!
و إلي يقهر أكثر سعيد إلي مو حاسس بأي ذرة ذنب و إلي يستنى اتصال من جود عشان تخفف من وطأة التطاول إلي حصل منها عليه و عليا في بيتو _على حد قولو_...!
حطيت راسي بين يدّيني..بعيد عن إنو أنا سعود الجنتل و بعيد عن إنو جود بنتي و حبيبتي ما يسير رِجَّال..قصدي رِجَااال يوقفوا في وجه حرمة حامل و يثوروها..يثوروها لدرجة يُغمى عليها...!
و لمن طاحت ما قدرت أقرب منها..منعني علي و منع أي أحد من إنو يقرب...!
الشي الوحيد إلي مطمني ومهديني هوا إني ما سمعت أي خبر سيء عن حملها..بس معقول ما تكون اتضررت...؟!
جود ممكن تخبي عادي عندها..أهم شي أمي ما تتعب..بس حيبان لو سار شي..ياااا الله..هل ممكن يكون سار شي خطير و أنا ما أدري...؟!
لالا..هيا ما ارتطمت بالأرض..علي علطول مسكها و مددها بهدوء عالأرض و بعدين جود ما أُغمى عليها..جود كانت نايمة...!
بس فعلاً إلي سار شي غريب..فجأة فقدت وعيها و خوفتنا كلنا عليها لكن في النهاية طلعت نايمة..أنا مني فاهم الحالة إلي جتها لكنها كانت نايمة..نوم طبيعي..إنسان و نايم..مظهرها،صوت أنفاسها،حركة جسمها..كلها كانت طبيعية الشي إلي منع علي من إنو يوديها المستشفى و بلا تردد أخذها للسيارة و راحو لبيتهم...!
"...ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاساً يغشى طائفةً منكم..."
رفعت راسي و أنا أسمع دي الآية من مسجل أمي الواصل صوتو لغرفتي...!
و .. فهمت حالة جود ...!

***********************************

جرة ستروي،،،
في بيت سعيد جلس عبدالرحمن مع والديه و بجواره زوجته...!
تحدثوا جميعاً في أشياءَ كثيرة متنوعة و في منتصف الحديث قال سعيد:من يوم الخميس و جود لا حس ولا خبر..وينها...؟!
قطب عبدالرحمن حاجبيه:في المدينة...!
سعيد:نعم...؟!
عبدالرحمن:في المدينة..اليوم الفجر حركت...!
قال سعيد بعصبية:و كيف من غير ما تعطيني خبر...؟!
عبدالرحمن:كنت تبغاها تستأذنك...؟!
-مو تستأذن..أقلها تعطي خبر..مو تسافر من غير حشيمة لأي أحد...!
-لا حشمت يا أبوية حشمت..هيا كلمت جدة أمس في الليل و قالت لها تعطينا خبر بس جدة كلمتني و كلمت عمي لكن عشانها زعلانة منك ما قالت لك...!
لم يشأ عبدالرحمن أن يزيد الطين بلة؛لأنه متأكد من أنه إن قال الحقيقة سيُغضب والده و إن أغضبه سيذهب الأخير ليثير الفوضى مرة أخرى في حياة جود...!
قال سعيد بانزعاج:هَيَّا..سوتلي مشكلة مع أمي...!
نظر عبدالرحمن لوالده باستياء فمدت حليمة يدها من طرفٍ خفي و حركتها بهدوء عليه بُغية تهدئته...!
وقف عبدالرحمن و هو ينادي:ساااااارة..سارة...!
ثم خرج من غرفة الجلوس و لقي سارة أمامه،قال و هو يمسك يدها:تعالي...!
-ايش...؟!
و عند المغاسل قرب مدخل البيت_حيث لا أحد_ وقفا...!
قالت:خير عبدالرحمن..ايشبك...؟!
أخرج عبدالرحمن جوالهُ و ضغط عدة أزرار ثم مدهُ لها...!
تناولته منه بنظرة متسائلة ثم جرت عينها على المسطور في شاشته...!
(السلام عليكم...
كيفك؟! عارفة الوقت متأخر بس كنت حابة أقولك إني بكرة حروح المدينة من الفجر إن شاء الله..مدري ليش بس أحس إنو لازم أقولك و كمان أحس إني لازم أكتر أقولك إنو قلبي أبيض من ناحيتك...!
و وري دي الرسالة لسارة..هيا لازم تشوفها لإنو الكلام لها كمان و آسفة ما رسلتلك على جوالك بس تعبانة و ما فيا حيل أكتب كتير و إذا عن بقية "أخواني" فقولهم إنو إلي سار ما كان بيدّي و إذا فيه مشاكل بيني و بين أبوكم فإنتو مالكم دخل فيها و..
باي..حدعيلكم)
تنهدت سارة و هي تخفض رأسها..مدت يدها بالجوال لأخيها الذي أمسكه و قال:ايش رايك في إلي سار...؟!
-أنا سمعت كلام فظيع...!
-طيب و ايش رايك في إلي سار...؟!
تكتفت:ما حقول إني ضد بابا...!
-كمان محد يتجرأ يقول إنو ضد جود...!
-شوف عبدالرحمن..ماما جمعتنا أنا و أخواتي و قالت مالكم دخل في كل دي المشاكل..أبوكم أبوكم و جود أختكم...!
عبدالرحمن بشكك:صح..كيف كانت أمي...؟!
-ماما صح تتضايق من جود لكنها أبداً مي راضية عن إلي سار يوم الخميس خلود اتنرفزت و عصبت حتى منى سارت تسب و مابقت شي في المجتمع ما سبتو...!
-طب..ومها...؟!
-مها...؟!،مها زعلت و قعدت تبكي عشان خربوا ملكتها...!
عبدالرحمن بطفش:محد خرب ملكتها..الناس كلها راحت و زوجها و أهلو كانوا راحوا...!
-بس برضو مسكينة..كانت مبسوطة و نكدوا عليها...!
-والله لو فيه أحد ينزعل منو فهوا أبوها مو جود..يا أمي إنتي ما شفتيه كيف..جود كان التعب و الضيقة باينة عليها و ما قدَّر و آخرتها يطلب منها تبات..أنا صح وافقت و اتحمست لكن لمن شفت وجهها كيف قلب خفت و بعدين جود كانت ماسكة أعصابها بس أبوية و عمي هيجوها...!
تنهدت سارة:عبدالرحمن خلاص..المشكلة سارت و خلصت..أهم شي دحين تولد بالسلامة...!
-من جد سار ينخاف عليها..المهم عبدالإله وينو..يبغالو قعدة ذا الثاني...!
-عبدالإله..عبدالإله من يوم ما سار الموضوع لا ياكل زي الناس ولا يتكلم زي العادة..بس ساكت و يا عالنت يا برة...!
تنهد عبدالرحمن:الله يهديه..ما يبطل تكبير المواضيع دا الولد...!

***********************************

كنا أنا و أمي و مُنورة في بيت سعيد..هوا قلنا تعالوا فرحنا بما إننا قاعدين في وجوه بعض أنا و أمي من غير جود إلي كانت تسير علينا كل شوية...!
في المجلس كنا قاعدين أنا و سعيد و أولادو..البنات كانو قاعدين معانا قبل شوية بس عشان زوج خلود جا و كمان عشان مرة عبدالرحمن و أمهم لا يقعدوا لحالهم...!
كانوا يتكلمو و كنت مشاركهم عالخفيف..يعني مجاملة و كنت قاعد أحاول أحافظ على ابتسامتي و أرخي حواجبي إلي تتقطب كل شوية بسبب تفكيري المستمر بجود...!
رفعت راسي على نداء زوج خلود،ابتسمت و هزيت راسي بتساؤل فقال:لنا ساعة نتكلم عنك و نستناك تعلق...!
-من جد..ايش تقولو...؟!
-أنا إلي فتحت الموضوع..قلت إن الولد الصغير إلي جا يوم الملكة يشبهلك فقالو لي اسمو على اسمك...!
-آآه..قصدك سعود...!
هز راسو:دايما يقولو إن للإنسان نصيب من اسمو و سبحان الله حسيت الولد مرة متأثر منك...!
ابتسمت:هما مسمينو عليا...!
يااااااه يا ذيكَ الأيام..كنت مرتاح..مرتاح مع جود و سعيد بعيد عنها...!
صدق علي..من يوم ما رضي سعيد و احنا في مشاكل..سعيد هذا شخصية غريبة...!
رفعت راسي لعبدالإله الساكت..تعرفوا أشوف فيه مين...؟!،أشوف فيه أبوه...!
عبدالإله من النوع إلي يضخم كل شي..لمن يكره يكره بجنون و لمن يحب يحب حد القتل...!
عبدالإله أحسو معجب بأبوه مرة..و لمن شاف أبوه ما يحب جود و ما يعاملها كويس صدق إنو جود تستحق الكره و الاحتقار...!
و لمن اجتمعت ثقتو المطلقة بصحة حكم أبوه على جود مع تضخيمو لمشاعرو اتكون كره غير مُبرر لجود و تعلق شديد اشتد بأبوه لإنو فهم أو خليني أقول اتفهم إنو أبوه مظلوم و تعبان مع البنت العاقة...!
و دحين عبدالإله مصدوم..انصدم من كلام جود و من ردة فعل أبوه اللامبالية و يا خوفي دحين يقلب على أبوه..الولد دا مو ناضج تماماً...!
و يمكن تقولو:"طب وين وجه الشبه في الكلام إلي قلتو...؟!"
أقولكم:سعيد قدر يسير شخصيتين بسبب تضخيمو لكرهو لجود و تضخيمو لحبو لأولادو فسار اثنين في واحد و سار هنا قمة الأخلاق و هناك قمة الشر...!،أما عن عبدالإله فشرحت لكم تضخيمو لكل شي...!
التضخيم و إنهم يسووا من الحبة قبه..هدا هُوا وجه الشبه...!
اتنهدت و أنا أفكر إني لازم أ أصحح غلطي و كيفو سعيد..المهم أنا..أنا رح أحاول أرضي جود بشتى الطرق و إلين ما ترجع من المدينة بالسلامة إن شاء الله حكرهها في جوالها من كُثر ما أتصل و والله ما أسيبها إلين ترضى..هذي جود..بنتي و حبيبتي و صحبتي و أمي و أبوية و كل شي...!
والله ما أسيبها..والله...!

***********************************

 
 

 

عرض البوم صور ♫ معزوفة حنين ♫   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
facebook



جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:12 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية