لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (3) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-10-11, 11:19 AM   المشاركة رقم: 151
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسي



البيانات
التسجيل: Sep 2007
العضوية: 41908
المشاركات: 1,602
الجنس أنثى
معدل التقييم: ضحكتك في عيوني عضو على طريق الابداعضحكتك في عيوني عضو على طريق الابداعضحكتك في عيوني عضو على طريق الابداعضحكتك في عيوني عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 333

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ضحكتك في عيوني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ضحكتك في عيوني المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أولا أبي السموحة من كل اللي ما رديت عليهم لأني حاليا ما عندي كمبيوتر خاص فيني بس بأذن الكريم برد عليكم كلكم ..

و تأخيري ماله عذر أعتبروني كنت بإجازة إذا تحبوني ..


و أتمنى يعجبكم البارت لأنه أطول بارت كتبته و أكثر بارت جنني و أنا أعيد كتابته من الذاكره ..

*
*
*

الجزء الثاني و العشرون :

*
*
*

تتسع أرض الغربة لكل سر قرر الرحيل
و في كف الغريب يُحتسى العلقم كا رحيق


*
*
*

نبرتها الآمرة اخترقت طبلة أذني و لوهلة بدت لي بصورة زوجة أبي الشريرة .. اعرف أنها غاضبة لكني لا أقر بأحقيتها بإبداء الرأي بمصيري فا هذه ليست القضية التي أود أن تحتل بها مكان ولي الأمر .. و با المختصر هي دوما رددت على مسامعي أن والدي و زوجته الأعرف با مصلحتي .. إذا ما الذي تغير ؟!! ..

*
*
*

كا عادتها عندما تحتار تطرق بابي على استحياء ..
و كا عادتي أفتح ذراعي لها لترمي برأسها العنيد في أحضاني
فا شعوري بها يتجاوز عاطفة الأخوة ليرقى لعاطفة أقرب للأمومة .. و كم هو شعور طاغي يحاصرك ويضعك في موقع ضعف باسم الحب !

*
*
*

فينوس تدعي عدم المبالاة : أنتِ مالج كبير و أنا مالي خص ..

ديمة : لو مالي كبير ما طعت أبوي و تصرفت من كيفي ..

فينوس : تجذبين على منو ؟!! .. أبوي ما وافق إلا لما شافج موافقه و باصمة با العشر ..

ديمة بعناد : انا موافقه عن أقتناع ..

فينوس : فعلا أنتِ موافقه عن قناعة أنزرعت براسج .. على العموم بكيفج و مثل ما قلت لج أنا مالي خص ..

ديمة بنبرة رجاء : فينوس مهما صار بينا أنتِ الوحيده اللي اعرف أن مصلحتي تهمها . .ساعديني ..

فينوس :.. قلت لج ها المسامح ما يناسبج و أنتِ معنده إلا تبين تزوجينه . .شتبيني بعد أساعدج فيه ؟!!!

ديمة : أمي .. شلون أقنعها ؟ .. أنا ما أبي أخسرها لأني مخططه بعد ما أتزوج أجيبها تعيش معاي في بيتي ..

فينوس و لتو أدركت السبب : اهاااا .. و هذا سبب الزواج طبعا ..

ديمة : بس هذا مو السبب الوحيد .. مسامح عاجبني ..

فينوس بتهكم : خلاص روحي لأمج و قولي لها بكل بساطه عاجبني ..

ديمه تقترب من أختها الكبرى لتمسك كفها ممره في نفس الوقت نظرتها المترجية على وجهها : محتاجتج .. تكفين فينوس تعالي معاي .. امي تحبج و تقدرج و أكيد بتقتنع لما تشوفج موافقه ..

فينوس تنفض كفها من كف ديمة : و من قال اني مقتنعه ؟!!

ديمه تدعي الصلابة و الثقة : كل اللي أطلبه منج تحبيني مثل ما أنا .. أنا جذيه تقبليني و أحترمي قراري .. أنا بتزوج مسامح سواء رفضتي أو وافقتي و با المثل موافقة و رفض أمي ما راح تغير شي .. اللي بيتغير بس أنكم بتكونون يا قراب أو بعاد عني في حياتي الجديدة ..

*
*

كنت دوما أقرأ هوامشها و لم أتطلع يوما لسطر الذي وقفت عليه طويلا متأرجحة تدندن يمكن لي أن أستمر من دون رفقة .. هكذا هي عنيدة حتى لو أصبحت وحيدة .. و ستمضي بما خططت له بعد أن تجبرنا أن ننحني لمطالبها أو نقع في فخ التخلي عنها .. و في كلا الحالتين يبدوا الخيار لنا !

وافقت مبدئيا و أنا لا أعرف على وجه الدقة ما علي فعله لتجنيبها ارتكاب أكبر حماقاتها كل ما أعرفه أني ضد هذا الزواج و بما أني تبينت السبب الحقيقي لموافقتها فأنا لست بصدد تغيير رأيي ..

سارعت بارتداء عباءتي و التقاط حقيبتي التي كنت قد تركت هاتفي النقال بداخلها و قبل أن أهم با الخروج هزمت إرادتي و أخرجته أنظر لشاشته و أتأكد إن كان هناك رسائل واردة .. فمنذ أن استلمت رسالته با الأمس و أنا أخفي هاتفي كا لغم و أراقبه عن بعد ! .. و عندما لم أجد رسالة جديدة كما أملت تحماقت و أعدت قراءة رسالته التي لم استطع إلغائها .. " ليتني رحلت و لوحت لج مودع و لا رميت قلبي عليج و قلت طالق .. تحلليني يا بنت عمي ؟ "

يريد أن يرضي ضميره و يودعني مره أخرى بشكل لائق حتى لا لا تلحق به ذنوبه و تقتص منه في وقت عاثر .. إذا هكذا نوى أن يبدأ من جديد و يرحل لأرض بعيده ليزرع بها ما لم يفلحه في أرضي ! ..

أحللك ؟!! .. دعني أبدأ بانتشالك من كل هوة تركتها في قلبي و أبعدك عن كل شريان تجري به مع دمي قبل أن أطلق سراحك و أموت !


*
*

فينوس : من متى تهتم ؟! .. و إلا ها المره لك أكبر مصلحة ..

عذبي يهم بإغلاق باب سيارته : تحبين تركبين قدام أو ورى ..

فينوس تركب بجانبه : لا تشيل ذنبها .. و تصرف كا أخ ..

عذبي يربط حزام الأمان : و هذا أنا أتصرف كا أخ .. قالت لي أبيك توقف معاي و أنا قدام أمي و قلت لها على ها الخشم ..

فينوس تهمس له قبل أن تصل ديمة للباب الخلفي : تراني من اللحين أقولك أنا بصف أم ديمة ..

*
*
*

هذه ثاني نصيحة جادت بها زوجة أبي علي .. أن دوما أجعلي برفقتكِ متضادان لتحضي بقوة الجذب !

و هكذا اخترت فينوس و عذبي الذي اعرف أن كلاهما يحب الآخر مهما اختلف معه .. سيقفان بجانبي أي كانت أرائهم و أجندتهم لأن أي منهم لن يتخلى عن الآخر عندما يراه يسقط !

*
*

فينوس تلتفت لديمة : جيبي من الأخير ليش قلتِ لعذبي يودينا ..

ديمة بنبرة تدعي بها البراءه : لأن مسامح صديقه و يقدر يتكلم عنه أفضل مني قدام أمي ..

فينوس بغضب : جذابه ..

ديمه بغضب مماثل : كل يرى الناس بعين طبعه ..

عذبي ينهر كلاهما : بس .. أنتم ما تستحون كل وحده لسانها و شطوله و لا كأني معاكم ..

*
*
*

يمكن لي أن أرى وجهي من غير مرآة .. لابد أنه أصطبغ بلون الأحمر .. جعلتني ديمة أتصرف كا طفلة أجادل و أرمي التهم و لا أهتم للمكان أو لمن صف خلفها في دور مساند ! ..

*
*

أعذر فينوس أنها خرجت عن ما ألفنا من هدوء في تصرفاتها .. فهي كانت في مهمة إنقاذ و أتيت أنا بخطة مضادة أنقذ بها مصالح لا تكترث لها ..

كنت قد هممت بتجهيز حقائبي و قضاء نهاية الأسبوع بعيدا عن صخب حياتي و جنون أطفالي الذين أصبحوا عبأ علي كا عازب حتى قاطعت ديمة خططي بطلبها الذي كنت سأرده لو لم اعلم بان فينوس سوف ترافقها .. "لن أتركها لفينوس التي تستميت لإنهاء هذا الزواج قبل أن يبدأ" .. هكذا حدثت نفسي ..

.........................................................


كلما داهمني المخاض ردد الضعف أنها أطول الساعات و أقساها ..
و ذهني المستباح بآلاف المخاوف يرفع رايات العصيان و يأبى امتصاص الوهم و تبديد الوقت حتى تشرق الشمس من جديد و ترجع حياتي لروتين !

لكن هذه الدقائق الممتدة أقسى جدا من أي مخاض مررت به ..
فا وطئت الوقت محمل بمأساة امتدت لسنين و لا تنبأ بولادة أمل جديد !

و ها أنا منذ أن خرجت أنفال مع هند للمستشفى و دخل ساري على عجل ليواسي وضوح أقف خلف ستائر النافذة متلصصة منها لعلي ألمح قبل الكل توافد المغدور بهم ( شملان و ديمة) خائفة و غير واثقة من قدرتي على إحجام انعكاس الحقيقة على أفعالهم التي دوما بدت للكل في منتهى الثورية .. فمن يصدق أن ذاك الشاب الخدوم و الودود مع الكل سيصبح شيطان يتجول على سطح الأرض و أن تلك الطفلة الخجولة التي تهاب من تحرك الظل معها ممكن أن تتحول لجاسوسة و لصة !

و في زحمة أفكاري لمحت شملان يترجل من سيارته و يتجه لمنزله و في تقاسيم وجه بانت علامات الشرود ! ..

ما خطبه ؟ ..

هل أستشعر الحزن في أرجاء الحي أم لاحظ الظلام المحيط بمنزلنا التعيس .. أم حزنه يشبه حزني الذي مصدره الفقد .. كم هو مضحك مبكي أن شملان و أنا تركنا في ذاك القصر قلبينا و هربنا بشكل مخزي .. من المؤكد أن فينوس أصبحت حلم ليس وارد تحققه على ارض الواقع كما أصبح عذبي بنسبة لي ! .. أي كان السبب الأقوى لحزنه و أي كان وجه التشابه بيننا فا وجهتي تغيرت لطريق الذي يجمع منزل التعساء بمنزل الأشباح و ما إن وصلت حتى جبُنت و رددت على نفسي أن علي التراجع قبل أن يشعر بتواجدي لكن تفكيري تشتت بحركته البطيئة و شروده الذي تجلى في تأنيه عندما مدي يده و اخرج المفتاح ليضعه بتردد في القفل و يفتح الباب ببطء كأنه يستكشف المكان .. و في لحظة كأنه أفاق ليلتفت خلفه و يجدني متسمرة و في عيني الذنب ! ..

*
*
*

شملان الذي تفاجأ من تواجد وصايف : بسم الله الرحمن الرحيم .. وصايف شموقفج هني ؟!

*
*
*

لم اعرف من أين علي أن أبدأ .. و كيف لي أن أشرح له كل ما جرى الليلة و كل ما كان من أسرار خبأت لسنوات عنا .. و في غمرة أفكاري زجر بي متسائلا ما خطبي و لخوفي و ارتباكي لم أدقق باختيار كلماتي .. ألقيت الحقيقة مجردة كما هي من دون أي مقدمات .. و كم كان وقعها عليه مخيفا .. و كم ندمت !

*
*
*

كنت آخر من خرج من السيارة .. تعللت بعباءتي من ثم بحذائي و با الأخير وجدت أن لا مفر من إغلاق الباب ! ..

كان كلاهما يقف أمامي و في أعينهم بان التحدي .. فينوس تتحداني أن أواصل ما يعرف كلينا أنه الخطأ و عذبي يتحداني أن أكسب أهم صفقه في حياتي ! ..

لا يهم أي منهما سيفوز با التحدي لان الآخر سينتهي به الأمر غير راضِ ليفسد لحظة الفوز على الآخر .. و أربح أنا في كل الأحوال !

*
*

كان عذبي هو من قاد الخطى و تبعته أنا تاركة ديمة تجتر خطواتها خلفنا لتتعثر فجأة بعباءتي فقد توقفت متعمده حتى أعطيها فرصة لتراجع و العودة لطريق السوي .. لكن قبل أن أنطق أعتلى صوته المزمجر سكون الليل لينتهك كل جوارحي و يأسرها في لحظة صمت ليتوقف كلاهما ينظر لي كأني بهم يتساءلون هل صوته أنفطر من قلبي أم أتى مع الريح العاصفة التي تكاد تقتلع الشجر المائل على سور الحديقة ؟!!

*
*

عذبي غير متأكد مما سمع : سمعتوا شي ؟

ديمة تقطب حاجبيها : كأنه صوت شملان . .الظاهر معصب و يهاوش !..

فينوس تضع كفها على قلبها لتهدأ روعه : عذبي تكفى روح شوف شصاير .. صوته أختفى !

*
*

لم أحتاج لهذا الرجاء المثخن با الخوف حتى أسارع لمصدر الصوت القادم من الحديقة الخلفية الذي وصلته بلمح البصر
ليتراءى لي من خلف بضع شجيرات هيئتها التي أعرفها من بين ملايين البشر .. كانت هناك راكعة بجانبه و شالها الأسود الذي تمرد تحته شعرها يكاد يسقط بأحضانه .. تبكي و تهمس له بكلمات لا تصلني و هو يمد كفه المرتعشة لها !

زوجتي .. بل زوجتي السابقة ... لا .. ابنة عمتي .. بل أم أطفالي .. مع رجل آخر تحت الظلام و خلف الشجيرات ! . .صورة تشوبها كل شائبة .. و تشعل في القلب موجة حرائق ليتحول الدم لنيران و تُشل الأطراف و يصبح السير محال ..

*
*
*

ذهب هو لاستكشاف الوضع و دخلنا نحن لمنزل خالي حيث الباب كان مفتوح كأنه يستقبلنا .. دخلت فينوس قبلي و بدت خطواتها خجولة و تبعتها و أنا خائفة أن تقفز والدتي أمامي و تبدأ المواجهة
لكن أختي الأضحوكة قررت أن تقف في أول الممر لتعيد تاريخها و تتصرف بحماقة !

*
*

فينوس بهمس : هدي أيدي ..

ديمة بهمس مماثل : وين رايحه ؟!! .. ما سمعتي عذبي يقول أدخلوا البيت و أنا وراكم ..

فينوس على عجالة : وهذا حنا دخلنا و ما في صوت لأحد و أخوج طوّل .. أنا بروح أشوف شا اللي صار ..

ديمة : وين طوّل ؟! .. حتى خمس دقايق ما مرت ..

فينوس تتوقف لثانية لتضع يدها على قلبها الذي زادت نبضاته : أنا خايفه .. أحس صاير شي .. ديمة أنا مو سامعة صوت في البيت و لا برى ...

ديمة تسيطر على خوفها المماثل لخوف أختها : زين نطلع ندور عذبي بس يمكن نلقاه يسولف مع شملان و مو صاير شي و آخرتها يصير موقفنا بايخ .. و با الأخص انتِ ..

فينوس بحل طفولي : بنطل من بعيد ..

ديمة تخرج هاتفها : أنا بتصل بأنفال عشان تنزل لنا و هي اللي تروح تشوف شنو اللي صاير ..

فينوس تنطلق لما عزمت الأمر عليه : سوي اللي يريحج .. بس أنا ما اقدر أنتظر ..

*
*

عجيب ! .. كيف تبادلنا الأدوار ؟ .. قبل ساعة كانت هي الأخت الكبرى الأكثر نضوجا و أنا الطفلة التي تختلق الأعذار و الآن أنقلب الحال و أصبحت طرفة في ثوان ! .. و حتى لو أصبحت طرفة و للحماقة أستاذة فا ليس أمامي إلا ألحاق بها فا الجو هنا مريب و أنفال حلي الأخير على هاتفها لا تجيب .. و أنا لا أملك الشجاعة الكافية لأن أقف وحيده أو أتحرك شبرا بمفردي في هذا المنزل الذي يبدوا مهجورا ..

*
*

أتلف نفسي لأصبح مادة لزينة على موائد الشفقة .. هذا أنا أخطأ من جديد في حق نفسي و أعرضها في طريق من أقسمت أني عنه تبت .. لكن رسالته الأخيرة و صوته المزمجر بهلع سلبا إرادتي و لم تعد بي طاقة على تمثيل القسوة , و تأجيلها ليوم آخر لن يحدث أي فرق في حالتي الميئوس منها ! ..

*
*

كنت أريد أن أساعده و انتهيت باغتياله .. ليتهاوى أمامي ينشد الهواء الذي استعصى على دخول لرأته .. انفجرت باكية و لدقائق تهت في دوامة الهلع حتى طلب مني با الإشارة أن أساعده في فتح ياقته التي تكاد تقطع عروق النبض في رقبته .. تنفس .. تنفس ببطء .. شهيق زفير .. هكذا رددت .. لكنه فقد الوعي أمامي خلال ثواني !

*
*
*

وصلنا لنتلصص من بعيد على أخينا الذي لا نرى إلا ظهره .. و لم نعرف على ماذا نتلصص و هو واقف لوحده !.. محنط هكذا بدا
و عندما اقتربنا و شعر بنا ليتلفت و يلجمنا بهالة الغضب التي أحاطت به و جعلت من الخطر الاقتراب منه ! .. لكن تصاعد صوت بكاء أنثى قادم من خلف الشجيرات التي وقف تحتها عذبي سبق أسئلتنا التي أردنا بها توضيحا .. لتنفلت فينوس من بيننا تركض كا مجنونة .. ويكتمل المشهد !

*
*
*

وصلت النجدة هكذا صغت الجملة التي هممت بنطق بها ما إن رأيت فينوس تركض باتجاهنا .. لكن شل لساني ما إن رأيت عذبي يراقب الوضع من بعيد و على وجهه ظهرت علامات ألا مبالاة !

مسحت دموعي بباطن كفي بغضب و هرولت باتجاهه كأني قنبلة موقوتة تهرول لساعة الصفر ..

*
*

وصايف تصرخ بعذبي : ولد عمك يموت قدامك و أنت واقف هني مثل الصنم ؟!! .. تحرك .. سو شي ..

*
*

عادت الدماء لعروقي و الحرارة بكفي التي هبطت بقوة على خد وصايف .. لتسقط تحت قدماي و تنتشلها ديمة التي رددت بذعر " شااللي صار ؟؟ .. شفيكم ؟ " .. لم أجبها بل اتجهت لأفرغ غضبي
في تلك الغبية التي احتضنت رأس طليقها تغسله بدموعها المنسكبة بغزارة متناسية الدين و العرف و كل ما مرت به من ألم مصدره هذا الرأس !

*
*

فينوس التي أنتشلها عذبي تصرخ بأخيها بهستيريا : شملان مات .. مااااات ..

*
*

اخترق صوتها المذبوح قلبي و كفي التي كانت تشد على ذراعها بعنف حاوطتها لتستكين بين ضلوعي و رغما عني قطعت لها وعدا بمساعدته .. فا موته سيعقبه نهايتها هذا ما قرأته سريعا في عينيها !

*
*

لا أعرف ما الذي أصابني هل تعثرت ووقعت قبل أن أصل إليه أم عاجلني هو بصفعة أسقطتني تحت قدميه ؟! ..

لوهلة كنت حائرة في كيفية تفسير ألامي الجسدية التي جعلتني كا خرقة بالية و لم أعد من شرودي إلا و أنا محاطة بذراعي ديمة الصغيرة كأنها تسندني و تستند علي و تحاول بكلمات غير مرتبة أن تهون الأمر عليها و علي ! .. دفعتها بعيدا عني في إشارة غير محكية باني لست بحاجة لمساعدتها و باني قادرة على الوقوف و تسديد ضربة أقوى له أرد بها اعتباري .. لكن قبل أن أهم بما عزمت الأمر عليه مر سريعا بجانبي و هو يحمل على كتفه العريضة جسد شملان الهزيل و فينوس تقع بأحضاني تبكي بمرارة و تردد متسائلة " وصايف شفيه شملان.. ليش ما يرد علي .. هو مات و إلا مت أنا ؟! " ..

كدت أن اقسم لحظتها أن قلبي توقف لثانية .. فا كيف لي أن أعرف من منا مات الليلة و كلنا نتنفس ؟! ..

*
*

عندما أبعدتني وصايف تهت لم أعرف ما علي فعله و لم أكن أبدا بصدد التوجه لمساندة أختي التي تبدوا أنها فقدت الشعور با المكان و الأشخاص لذا تبعته هاربة و قبل أن ينطق رميت بنفسي بمقعد السائق المجاور و تركت الرجاء في عيني يطل أن لا تتركني هنا و أجعلني أذهب معك في دور مساعد لسائق .. و هكذا طار بنا سريعا للمستشفى ليودع شملان في غرفة الملاحظة و يتفرق لي أنا !...

*
*
*
ديمة بعد أن أنهى عذبي اتصاله مع أصيل : لهدرجة مثقله عليك عشان تتصل بأصيل يجي ياخذني ؟

عذبي المرهق : أنتي فهمتي غلط .. أصيل بيجي يقعد مكاني هني .. مثل ما تعرفين أنا ما لغيت رحلتي عشان أقابل شملان في المستشفى و إلا نسيتي .. أو تراجعتي ؟!!

ديمة بخجل : لا .. ما تراجعت ..

*
*
*

لم يرد متابعة الحديث و كأنه اكتفى بتأكد أني لم أتراجع هذا ما فهمته بعد أن قاطع كلامي بوقوفه المفاجأ و هو يخبرني أن أنتظر هنا بينما يذهب هو للبحث عن ماكينة القهوة .. لم يسألني إن كنت أرغب با القهوة و لم أتوقع منه أن يسأل .. نعم هو أخي الأكبر لكن لا أذكر أنه في يوم جلب لي و لو قطعة حلوى !

*
*
*

كنت مشتت الذهن .. أفكر بفينوس التي تركتها ورائي منهارة و با تلك التي أريد أن أمحو صورتها و هي تذرف الدمع من أجله أما هو فا زادت حيرتي معه ما أن شخص الطبيب حالته بانهيار عصبي !

و هكذا لم أشعر بقلة ذوقي إلا بعدما عدت للجلوس بجانبها على مقاعد الانتظار لأجد نفسي مجبرا على الكلام معها و هذا ما كنت أتحاشاه طوال الوقت , فأنا لا أجيد التعامل مع ديمة .. فا هي ليست طفلة و لا راشدة و لا حتى غريب يمكن لي أن أجامله فا هي في ذاكرتي بقت دوما تلك الرضيعة التي جلبها والدي و اخبرنا مرارا و تكرار ألا تقتربوا منها فقد تؤذوها من دون أن تشعروا و هي كا اليتيمة ستحتار لمن تشكوا !

*
*
*

عذبي يجمل الموقف : تصدقين زادو مسميات القهوة على الماكينة و ما عرفت با الضبط شنو اطلب لج .. كنت رايح على اساس بلقى نوع واحد و توهقت ..

ديمة : أنا ما أحب القهوة ..

عذبي : فيه كافتيريا بطابق الأول إذا تحبين تجيبين لج شي على ما يجي أصيل و نمشي ..

ديمة وقفت بشكل آلي ثم عاودت الجلوس : ما تبي أجيب لك شي ..

عذبي يرفع فنجان قهوته : بكتفي با القهوة .. شكرا ..

*
*
*

سلوكيات عذبي لا تناسب ما يعد طبيعيا في أعراف مجتمعنا .. لكن هذا هو عذبي مختلف بكل شيء .. و لا يمكن أن يوضع بقائمة ما هو صحيح أو ما يعتبر خطأ مثلي أنا !

............................................................ ....

*
*

تلقفته بأحضاني و لم أجد في نفسي الغضب الذي كان يستشيط في دمائي .. هو هنا .. بخير .. و هذا يكفي .. فا الساعات الطويلة التي قضيتها بانتظاره و الخوف ينخر قلبي جعلني منهكة القوى و ليس باستطاعتي تناول الغضب أو لفظه ..

*
*

وداد : يعني للحين ما جعت ؟

سالم الذي يمثل انغماسه في الدراسة : مو قلت لج تعشيت مع شملان

وداد : مو هذا اللي محيرني .. شوداك لشملان ؟!!

سالم بغضب : يووووووه عاد ما راح نخلص من ها التحقيق .. من دخلت الباب و أنتِ سين و جيم مو كافي باجر وراي امتحان ..

وداد تستقيم بوقفتها و بلهجة حادة : مو لأني طوفت لك غيبتك عن البيت يوم كامل تحسب أنك كبير و مالك والي .. و اللحين أبيك تفهمني شموديك لشملان .. .و شلون يجيبك و لا يوجه لي لو حرف كأنه بينكم أتفاق ..

سالم : أي بينا أتفاق .. أني ادرس و انجح و هو بيتكفل بكل مصاريفي و مصاريفج ..

وداد و شعور بريبة يقتحم نبرتها الغاضبة : و المقابل ؟!!

سالم : المقابل أني ما اسلم دفتر علي لأحد ..

وداد تطلق ضحكه متهكمة : و تبيني أصدق أن شملان يفيد معاه الأبتزاز .. و لا من واحد ما يجي ربع عمره .. أضحك علي بغيرها

سالم بقلة حيله : عاد هذا اللي صار يعني تبيني أجذب عشان تصدقين ..

وداد بعد صمت قصير كانت تراقب به سالم الذي عاد لدراسة : زين وين دفتر علي ؟

سالم من دون أن يرفع عيناه عن كتابه : شايله و ما راح اعطيه لأي أحد ..

وداد : يا سلام و أنا أكيد ها الأي احد ..

سالم : أنا حلفت و أقسمت قدام شملان .. تبيني أقطع حلفي ؟!!

وداد : علي زوجي و دفتره يخصني ..

*
*
*

وجدت نفسي خارج غرفته .. لقد حركني بقوة لم أعلم أنه يملكها !
عدت سريعا لأطرق بابه بغضب ليزجر بصوت يمكن أن يستخدم لطرق الحديد أن علي أن أحترم حدودي و أن لا أتعدى على خصوصيته .. " كفي عن إزعاجي " .. آخر ما نطق به قبل أن أعود لغرفتي مذهولة .. اندسست بفراشي خائفة منه و عليه و في راسي تسبح مخاوفي بهيئة أسئلة تبدأ با كيف و تنتهي با متى .. كيف سأتعامل مع مراهق و متى ستنهي مهمتي اتجاهه , علمي بثقل عبأ تنشئته و مراقبته ينمو بطريقه صحيحة ليس بجديد لكن في هذه اللحظة أدركت أني أشهد أهم مرحلة من رحلته لبلوغ سن الرشد و علي أن أكون في منتهى الحذر بتعامل معه و أي كان مستوى تعليمي و فهمي و إدراكي لما حولي و اعترافي بفشلي الشخصي إلا أنني أمام كل ما يتهدد أخي عازمة أن أملك القوة حتى و إن سلبتها من مخدع أعتا الجبابرة ! ..

............................................................ ..

*
*
*

قفزت من أعلى قمة اختبأت بها عن كل البشر لأغوص لأقصى نقطة تسلب مني التفكير با الذي مضى ... عدت من إجازتي القصيرة و ارتميت بأحضان العمل من جديد و لم أترك أي فسحة و لا حتى لساعة إلا و ملأتها بكل ما قد يشغل ذهني و جسدي حتى لو كان ذلك يعني أن أقوم بعمل مضاعف لا يندرج تحت مسماي الوظيفي ! .. و هكذا عندما طلب مني عذبي أن أتواجد با المستشفى لأرافق شملان الذي لا أتذكر انه مرض من قبل بمرض يستدعي دخلوه للمستشفى لكن هذه الحقيقة لم تسقي فضولي و لم أسال عن أية تفاصيل لم يتبرع عذبي با الإدلاء بها و اكتفيت بتحرك بشكل آلي لملأ الوقت !

*
*
*

أصيل : ديمة معاك ؟!!

عذبي يريد أن يختصر التفاصيل : أي لما أغمى على شملان كنا في بيت عمتي و ما حبت تقعد هناك و أخذتها معاي ..

أصيل : زين من متى راحت للكافتيريا ؟

عذبي : يعني صار لها يمكن عشر دقايق .

أصيل مقرعا لأخيه الكبير : عذبي الله يهداك تخلي أختك الصغيرة أدوج في المستشفى بروحها .. يعني ما قدرت تروح معاها الكافتيريا

عذبي : ترانا بمستشفى مو بشارع .. يعني شنو بيصير ..

*
*
*

فضيحة جديدة .. هذا بكل بساطة ما قد يحدث .. لم أشرك عذبي فيما يدور في خلدي فانا لست بصدد معالجة أي قضية أنا فقط أريد أن أحد الضرر و أترك الأمور تسير في مجراها الطبيعي , لكن علي البحث عنها أولا قبل أن تفرغ الكافتيريا من جميع محتوياتها .. و هكذا توجهت لحيث مكان تواجدها الذي لم أجد أي أثر لها به , انتابني القلق و بدأت أراها في مخيلتي تدس الإبر و الأدوية في حقيبتها الكبيرة و هذا سيكون الأمر الذي لن تفلح معه تسديد فاتورة مضاعفة لصاحب البقالة فا الدكاترة عقلياتهم تختلف و يشخصون أي حالة شاذة بكل بساطة و على حسب التزامهم بمسؤولياتهم يتصرفون , مما قد ينهي مرض ديمة بأحد المصحات ليتسرب ملفها المليء با العقد كا مقال رئيسي على صفحات جرائد الفضائح لتنتهي أكبر صفقه خططت لظفر بها والدتي التي ابتدأت معاناتها بدخول أنثى جميلة لحياتها الرتيبه لتصبح لها غريمه و الآن من حقها أن تنهيها في صفقه يضحى لها أغلى ما تملك أم ديمة !.

*
*

ديمة التي وجدت أصيل أمامها و في عينيه قرأت قائمة مليئة با التهم : كنت أسال الصيدلي عن كريم أستخدمه للحبوب ..

أصيل : أفتحي جنطتج ..

ديمة تتدفق الدموع لمقلتيها و تهمس برجاء : أصيل شلون أبطل لك جنطتي و تفتشها قدام الناس ؟!! .. ما يكفي أني أحلف لك أني ما سرقت شي ..

أصيل : أنا و أنتِ نعرف أن السروق ما تفرق معاه يحلف .. على كل حال أمشي قدامي للمصافط عذبي في سيارته ينتظرج ..

*
*
*

كنت قد مددت يدي بخفه انوي على قطعة السكاكر الأخيرة ليوقفني صوت متوسل أن اتركها له .. كان طفل صغير يمثل على محترفة البراءة .. تركتها له و قلبي مستنفذ القوى فقد كان لعدة دقائق يستجمع كل تهور ذاب في دمي ليضخه في أطرافي التي احترفت السرقة .. كدت أن أتسبب لنفسي بفضيحة و عذبي ليس كا أصيل .. لن يبتزني و يصمت بمقابل بل سينزل بي عقوبة تناسب اختلافه ! .. قد ينهي حلمي با الاستقرار مع والدتي بعيدا عن والدته .. قد يحبسني بجانب طرفة لأكون أضحوكة .. و يُسرق عمري أمامي من دون أن يجرم أحد و أصبح أنا العقوبة و المجني عليه و الجاني ...

*
*
*

عذبي الذي لاحظ غياب ديمة : صار شي بينج و بين أصيل ..

ديمة بارتباك " شنو يعني بيصير ؟!!

عذبي : يعني تهاوشتوا .. طالبته شي و رفض ..

ديمة بأختصار : لا ..

عذبي : أنا ما أدعي أني اعرف طبيعتج بس شكلج مو طبيعي ..

ديمة تستحضر روحها المراوغة : يمكن لأني سرحت شوي تحس أني مو طبيعيه ..

عذبي بفضول : بشنو سرحتي ؟

ديمة : فيك و في أصيل .. أنا أدري أنكم ما تعودتوا تتحملون مسؤوليتي بس أنتم أصلا في حياتكم مسئولين .. بس لما أستند عليكم ترتبكون و أخاف لا أطيح ..

عذبي أبتسم بتعجب : كلامج كبير يا صغيرة ..

ديمة تبتسم با المقابل : مو الكلام الكبير ما يطلع إلا من الصغير ..

عذبي يأخذ نفسا عميقا و يبدأ بحديث لا يعرف إلى ما سوف ينتهي إليه : أسمعي يا ديمة أنا و أصيل نتحمل مسؤولية مؤسسة تقوم على أصول و رؤوس أموال لان ندخل بمبدأ الربح و الخسارة .. بس في العلاقات الإنسانية صعب الواحد يخلي نفسه مسئول و يعرض نفسه لاحتمال الخسارة ..

ديمة : على جذيه راح تعيشون بروحكم ... لأن إذا بتخافون الخسارة ما راح تنشئون أي علاقة ..

عذبي يبتسم مجددا : صحيح .. بس في علاقات من قبل ما تنشأ يكون احتمال الربح فيها اكبر من الخسارة ..

ديمة تكمل : و في علاقة تشبه علاقتنا .. أنا الخسرانه من يوم انولدت..

عذبي : ديمة أنتِ يوم أنولدت كنت داخل العشرين .. كان ممكن أصير أبوج .. و احساسي فيج أكبر من أحساس أخ .. أنا خفت أتحمل وقتها مسؤوليتج و للحين أرفض ها المسؤولية بس تأكدي أني حبيتج من أول مره شلتج فيها و قبل لا تعرفين أني أخوج ..

ديمة تغالب دموع استثارها حديث عذبي : و مسامح بيشيل مسؤوليتي ؟

عذبي يصمت لدقيقة : تبين الحقيقة أنا واثق في مسامح و قدرته على تحمل المسؤولية بس مو واثق فيج .. هو يناسبج بس أشك أنج تناسبينه ..

ديمة بتساؤل حقيقي : أجل ليش تشجعني أتزوجه ؟

عذبي : لان أنتِ و أنا و كل اللي في البيت بنستفيد حتى أمج بتستفيد .. و هو مو جاهل أكيد حاسب ربحه و خسارته ..

ديمة تستجمع شجاعتها و تنتهي بسؤال الذي كانت تريد أن تبدأ به : لو وحده من بناتك في مكاني بتشجعها تتزوج مسامح ..

عذبي تنزلق منه الحقيقة على عجاله : لا ..

*
*
*

كنت لتو أخبرها أني أحبها فطريا حتى و إن لم أتصرف كأخ لتعاجلني بسؤال كبلني با الخطايا و وسمني با العار في هيئة جواب عفوي لم أتمهل في صياغته .. و الآن تركت حائر في كيفية تصحيح الخلل و ترميم ما هزه جوابي ..

*
*
*

كأني بكل أنوار الشوارع تختفي و كل ما كان يمر بنا من أصوات لسيارات تنقطع .. أصبح شعوري بين عدم وضوح برؤية تسبب به دمعي و ضجيج مصدره قلبي صم أذني .. إذا هذه الحقيقة .. و كل ما كان قبله كذب .. لم يشعر بي كأب و لم يحبني في أول مرة حملني بين يديه .. بل أنا عبأ فرضه والدي على كل من سكن ذاك السجن و حتى لا يخسروه تركوني في زاوية التجاهل و عندما استدعت الحاجة أصبحت الأخت التي كانوا يجدون صعوبة في التعامل معها لخوف منبعه حب أكبر من التعبير !

*
*

عذبي يركن سيارته في حارة الأمان : ديمة بس لا تبجين ... خليني أشرح لج جوابي ..

ديمة التي تشهق بدموعها الحارة : لا تخاف أنا مو شرهانه عليك .. أنت أصلا ما تعرف تحب .. و وصايف أكبر مثال ..

*
*

توقفت هنا عن أي محاولة لرأب الصدع .. الضرر تم و ها هي تنتقم مني بتشخيص حالتي العاطفية .. هي فعلا ليست بطفلة و لا للبراءة تنتمي .. أختي ذكية و تتلاعب بعواطف أي شخص منها يقترب ..
و جلبت وصايف في المنتصف لتقلدني المشنقة من دون أن اعترض .

............................................................ ...............

*
*
*

لو أضعها في الميزان لما اشتكى لكن يدي الخاملتين رددت الشكوى و أنا أحارب ضعفي لأسند ثقلها .. كم هو عظيم هذا الحزن و الألم الذي يقبع كا ثقل بين عظامها الواهنة ! ..

لم أرد أن أجرها للمنزل ليوقظ بكائها و مناجاتها لشملان كل من بات حزينا في منزلنا , و با الأخص و وضوح تنام أخيرا في أحضان ساري آمنه .. فا هذا ما أخبرني به با المختصر في رسالة قصيرة أراد بها أن أطمأن عليها و أنام .. و كيف يا ساري لي أن أنام ؟!.. و لك كل العذر في الاختباء فا حزن وضوح يكفيك لهذه الليلة , و حزن فينوس سأتكفل به لعلي أعوض على صديقة كل لحظات الخذلان التي منيت بها على يدي ..

و كأنها قرأت أفكاري و بنظرة أعلنت بها الموافقة رافقتني لندخل من نفس الباب الذي تردد في فتحه لتمتد أناملها لمفاتيحه الباردة التي ظلت بعده معلقة , و بكل قوة تحتضنها و تزيد في نحيبها المكتوم ..

*
*

فينوس : أبي أروح شقته ..

وصايف بتردد : هذي شقة هند اللي أطلعت منها علي يمينا و اقرب لنا خلينا نستريح فيها ..

فينوس : وصايف أنا مو طفلة تخافين عليها تنكسر لصعدت مكان عالي .. أنا بصعد لشقته و أنتِ معذوره إذا ما بغيتي تجين معاي ..

وصايف : أنا بروح معاج لأي مكان .. بس أحس فشلة ندخل شقة واحد عزوبي و في غيابه ..

فينوس تضحك بإنكسار : هذا كان ردي عليج و انتِ تترجيني أدخلج جناح عذبي في غايبه ..

وصايف صدمت من جر فينوس لواقعة قديمة لتقيس بها الحاضر : أنا أكبر من أمس و انتِ دايما كنتي أكبر .. شنو اللي خلاج تصغرين ؟!!

فينوس بمرارة : خبرج تغير .. و أنا وحده غير اللي عرفتيها .. و لا تكثرين أسئلة أنا تعبانه ..
............................................................ ......

*
*
*

كانت حلمي الذي ادخرت له لأعوام و يوم امتلاكي لها نمت بأحضانها متحديا ليالي الشتاء القارصة .. لكن اختطفت مني و تحت ناظري تحولت بثوانِ لبركة من الملوثات !

بدأ الأمر بوالدتي تحثني أن أسارع الخطى لمنزل أهل هند لنقلها للمستشفى فا هي على مشارف الولادة و خالد على شاطئ أحد الجزر حط رحاله ليقضي نهاية الأسبوع من دون أن يهتم بمسؤولياته التي تكفلت بها كما يجب على الأخ لكن لم يدر في خلدي أن تبدأ ولادة طفلته في سيارتي و تستفرغ من الخوف أختها على مقاعد سيارتي الرياضية ..


*
*

سند : يمه الله يهداج ليش تبجين . .أنا اللي لازم أبجي على سيارتي .

أم خالد تمسح دموعها وتضرب كتف أبنها : و هذا كل اللي همك .. الحديد أهم عندك من بني آدم ..

سند يأخذ كف والدته ويقبلها بحرارة : مزح يمه مزح .. أبيج تبتسمين بدال ها الدميعات ..

أم خالد المتأثرة بولادة أول حفيدة لها : تلومني يا سند .. صار عندي بنية..

سند : يوووووه قولي أن كل ها الدميعات عشان صار في بيتنا بنت .
كدينا خير بعد ها السنين كلها بتجي بنت خالد و تحكم البيت و تسرق قلب أميمتنا ..

أم خالد تضحك من أعماقها : جعلي أشوفها تامر و تنهي و الكل يقولها سمي في بيت أبوها ..

سند بإمتعاظ يرفع من صوته ليسمع الجالسة في الزاوية : يعني بتخربون البنت و تخلونها دعله ..

أم خالد بغضب مصطنع : أشوفك جاورت ها البنيه و توها طالعه من بطن أمها ..

سند : أنطري علي خليها بس تعرف العلم و اقصص أقرونها .. العوبة ما أقدرت تقعد في بطن أمها لين نوصل المستشفى ..

*
*
*

هذه قصتي معه .. فصول من الإحراج .. يبدو أن في كل موسم حتم علي إلقاء به في حدث لا ينسى , سند من الأشخاص الذين يتواجدوا بحياتك لتشك بنفسك و سلوكياتك و تصبح غريما و ناقدا غير صادق لروحك , و ها أنا مهما تحاشيت كل تقاطع يجمعني به أجد شخصيتي المضطربة الخائنة تقع بشكل درامي أمامه في أضيق زقاق يؤدي لطريق مسدود يعود بي له ليتفحص أخطائي من جديد عن قرب ! ..

و من الخوف و الرعب استفرغت .. ما هو الجرم الذي ارتكبته ؟!.. أنا إنسانة و لا يمكن لي دائما أن أسيطر على انفعالاتي في موقف لم يمر علي من قبل ما يشبهه .. أختي بصياح زلزل عظامي تخبرني أنها سوف تموت و أنا بكل قوتي أتشبث بها بكفي المرتعشة و في نفسي خوف عميق بأنها سوف تغادر لأعود بيدي الأخرى الأكثر ارتعاشا للأمام لأبحث عن من يمسك بي في سيارته الضيقة التي يطير بها بجنون على الشوارع المتهالكة .. لينتهي بي الأمر مذنبة
و أُقرع بدل أن يتم المباركة لي بسلامة أختي و بلقبي الجديد كا خالة.


*
*
*


ما إن عادت الإشارة لهاتفي المحمول حتى توافدت رسائل عدة تستعجلني الرد .. كان أولها من هند و آخرها من سند .. و النتيجة التي وصلت إليها مرعبة .. من المؤكد أن هند في المخاض .. اتصلت بسند و أنا متأهب لسماع الأسوأ لكن ما إن بدأ الترحيب بي بنبرته الفرحة حتى علمت أن الأسوأ قد مر و هذا ما أكده و جعلني أتنفس الصعداء .. نعم كنت قد تأهبت و أعددت الخطط المطلوبة منذ زمن طويل استعدادا للحظة التي سوف تلد بها طفلتي و لكن في قرارة نفسي لم أكن مستعد و كنت عن غير وعي أتهرب من هذه اللحظة و قد يكون اختياري لعطلة هذا الأسبوع بذات لممارسة هوايتي دليل على خوفي و عدم استعدادي الحقيقي , و هذا ما أخشى أن تكون توصلت إليه هند قبلي ..

*
*
*

سند بعد انتهى من سرد القصة كاملة بما فيها خسارته الفادحة : عاد كنت باخذ منك تعويض بس هونت ..

خالد الذي يراقب أبنته من خلف الزجاج : و شا اللي خلاك تهون ؟ .. و لا تقول لأني أهديتك لقب عم .. و عفوا قبل ما تقول شكرا ..

سند يضحك بعمق : عاد تحسب لقلت عفوا بنتعادل .. لا يا الحبيب أبي من الحين تقول تم ..

خالد : على شنو ..

سند : على زواج ولدي من بنتك ..

خالد يقطب حاجبيه : و أنت من وين لك ولد ؟!

سند : أنت لا يكون تحسب بقعد عزوبي طول عمري .. إن شاء الله بتزوج و أجيب عيال ينافسون عيالك على قلب أميمتي ..

خالد : أي قول جذيه . السالفة كلها متعلقة في قلب أميمتي .. الظاهر خفت من بنتي ..

سند : الصراحه بنتك تخوف .. من اللحين جا لها غلا أجل و أشلون لنادت أمي يا جده ..

خالد : يوووه و قتها كلنا بنكون صفر على الشمال عند أمي ..

سند : إلا ما قلت لي منافستي الجديدة و شسمها ..

خالد : توه أمي حلفت علي ما اسمي عليها و تقول أشور عليك تسميها على خالتها ..

سند و الخوف توسط عينيه : خالتها منو ؟

خالد : منو بعد .. خالتها اللي أول من شافها ..

سند بإعتراض : لا تكفى خالد .. مو حلو أسم انفال ..

خالد : با العكس حلو أسمها ..

سند : لا ما أحس حلو ..يعني حتى لو بغيت أدلع بنتك صعب ..

خالد : لا عاد التدليع سهل بأي حرف من اسمها ..

سند باستهزاء : لا تكفى خلنا ندلعها بأول حرف من أسمها و نقولها أوأو..

خالد بغضب : أي عادي كل شي لايق لها ..

سند متجاهلا لغضب أخيه : أقول بس لا تستعجل و تورط بنتك بها الاسم ..

خالد بإمتعاض واضح بنبرته : واضح أن اللي مو عاجبك صاحبة الاسم مو الاسم بنفسه ..

*
*

عندما هممت بتوضيح أستسخفت محاولتي .. أنفال فتاة غريبة و من المروءة أن لا أتكلم عنها بسوء و الطفلة بأي أسم ستنادى ستكون في النهاية ابنة أخي التي أحبها و مجموعة حروف على شكل أسم لن تغير من الأمر شيء .


............................................................ ...................


*
*
*

للأسماء أرض تحتفي برموز الحروف
ليغرب حاملها في يوم تاركا وراءه وسم كا اسم !


............................................................ ...............

لقائنا الأسبوع المقبل بأذن الله ...

 
 

 

عرض البوم صور ضحكتك في عيوني   رد مع اقتباس
قديم 03-10-11, 01:23 AM   المشاركة رقم: 152
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ملكة الالماسية


البيانات
التسجيل: Jul 2006
العضوية: 8455
المشاركات: 10,839
الجنس أنثى
معدل التقييم: زارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالق
نقاط التقييم: 2892

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زارا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ضحكتك في عيوني المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

السلاااااااام عليكم..
مرحبااااااا مليارااات هلاا وملياار غلاا بالضحكه..خلاص دام تبين نعتبر انتس كنتي باجازه ..باقولتس اجاازه سعيده وان شااء الله استانستي فيها..

الجزء اليووووووم قناااابل من اوله لاخره..
شملان وانهيااره .. وفينووس اللي كشفت مشاعرها قدامن الكل.. وديمه المحطمه.. وهند وولادتها..

شملاان مسكيييييين رحمته مره مررررره.. بس الحين فينوس صدق بتروح لشقته؟؟ ياا الله بتموت من المفاجأه لو كان علي داخل؟؟؟ هل بتشوف علي هناك؟؟ او ان عذبي قدر يتصرف ويطلعه قبل انهياره..
واصايل بقررره مع مرتبه الشرف.. الحين ليش تروح تقوله عن سالفه علي .. يعني وش تتوقع بيسووووي؟؟ ياااا الله والله رحمته شملان الرجال تعبان وهلكان ونفسيته بالحضيض عقب ماوداد تركت اخووه والحين بعد عرف عن اللي صار لاخوهـ ماتوقعت ينهار كذاا ..توقعت يكون اكثر قووهـ صدمني صراحه بانهياره ..الله يعافيه ياارب .. المشكله الحين علي ويييييينه فيه..لو كان تاركه بمكان ثاني مو عند وداد بهذي مصيبه لان اكيد محد بيعرف عنه ..واذا تاركه بالشقه بيلقونه.. بس ان كانه بروحه فمشكله كبيييييييره

وداد والدفتر : اتوقع تقراهـ وقريبا ويمكن تعرف منه الاماكن اللي كان يحبها علي وبتروح لها ويمكن تلقاهـ هناك لو يعني شملان طلعه برا الشقه..


ديما وعذبي..تدرين اني قهرتني وحريت قلبي قبل تحر ديما بكلامك ياا عديم الاحسااااس.. اجل ماراخ تزوج مسامح أي وحده من بناتك بس اختك اللي بحسبه اليتيمه عادي .. مالك أي عذر ابدا..

سند: ههههههه اجل ااو اوو.. والله انت محد بيجيب راسك الا او اوو الكبيره ياا ولد.. تمنيت صرااحه شفت ردة فعلك على طوووووووووول من رجعت بسيارتك..هههههههه.. ايه مبرووك العمامه ياا عم.
نفوول ..هههههههه والله احراج وش قصتس انتي وهالسند والمواقف الخايسه؟؟ بس وااثقه ان انفال الصغيره بتقرب بين العم والخاله..

شااارمي .. نورتي الموقع مره ثاانيه .. واعذري لي هالرد بس ماقدرت اشووف الجزء واقراه واطلع بدون ما ارد حتى لو رد بارد...
بانتظار الجزء الجاي اذا الله احيانا بكل شووووق..

 
 

 

عرض البوم صور زارا   رد مع اقتباس
قديم 04-10-11, 01:47 AM   المشاركة رقم: 153
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 186363
المشاركات: 5,088
الجنس ذكر
معدل التقييم: منصور السديري عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 24

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
منصور السديري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ضحكتك في عيوني المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

الضحكه

تسلمين والله من طول الغيبات جاب الغنايم

جزء في غايه الروعه يارب تنكشف

الحقائق عن قريب

اتوقع تقراهـ وقريبا ويمكن تعرف منه الاماكن اللي


كان يحبها علي وبتروح لها ويمكن تلقاهـ هناك لو يعني شملان طلعه برا الشقه

عليك نور اختي زارا

اتوقع بعد اللي بيطلع علي ويخليه يشوف الناس وداد

الضحكه

واصلي نسج الحروف وابدعي

فلنا الحق بالاستمتاع بما ابدعتي

يعطيك العافيه

 
 

 

عرض البوم صور منصور السديري   رد مع اقتباس
قديم 06-10-11, 09:59 PM   المشاركة رقم: 154
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2011
العضوية: 218843
المشاركات: 1,516
الجنس أنثى
معدل التقييم: عبق الرياحين عضو جوهرة التقييمعبق الرياحين عضو جوهرة التقييمعبق الرياحين عضو جوهرة التقييمعبق الرياحين عضو جوهرة التقييمعبق الرياحين عضو جوهرة التقييمعبق الرياحين عضو جوهرة التقييمعبق الرياحين عضو جوهرة التقييمعبق الرياحين عضو جوهرة التقييمعبق الرياحين عضو جوهرة التقييمعبق الرياحين عضو جوهرة التقييمعبق الرياحين عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1594

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عبق الرياحين غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ضحكتك في عيوني المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

[FONT="Times New Roman"]السلام علي ورحمه الله وبركاااااااته

مليووووووووون هلا وعلاااااا بشاارمي نور المنتدى ياالغلا جعللهااااااا اخر الغيباااااات
لا نفقد من شر
عودتي والعوده قووووويه مع بارت راائع وقوي واحدااااااااث مثل النااااااار

شملااااااااان
لالالا انهيااااااااار مرررهوحده الله يكف الشر بس ماينلام ترك وداد لعلي وتخليها عن مسؤليته وخوفه من كشف اهله
ان اخوه ماازال على قيد الحياه وخوفه اساس على اخوه من انه يتركه برووووحه
وفينوووس الي موراااضيه ترد له وكملتهااااااااا سالفه مع وصااايف يوم قالته سالفه علي حراااام لو انه صخر لان

وصاااايف

هذا وقتك اي بعد شايف الدنيا قلبه فوق تحت تزيدين النار حطب وش استفدتي اللحين غير انك طيحتي لرحال
بالمستشى

فينوووووس
يالله يضرب الب شو بيذل هذي الي ماتبي شملان ولا را ترجع له ومن شميتي خبر عنه رحتي ركض له بس الله يستر
لا تروحين لشقه الرجااااااال وتكتشفين علي هناااااااك

عذبي وديييمه
صدق انك حقير هذا كلاام تقوله لاختك الي من لحمك ودمك وبدااااااال ماتبليها بهالشيبه كان زوجته فينوووس احسن موهي الكبيره والا لانها اختك من ابوك ومو مهم الي يصير لهااااا اهم شيء مصلحتك انت وعايلتك وعشان تفتك من مسؤليتها لا فوق شينك تعترف انه لو بنتك ماراح تزوجها مسامح ليتك ساكت احسن

خاااالد وهدى
الف مبروووك ما جاكم تتربى بعزكم يمكهالبنت تصفي النفوس وتعدل الحالكم المايل

سند وانفااااالا
جل ماتبي بنت اخوك تسمى على خالتهااااااااا ولله خاااايف لا تنكشف لو طرا اسمها وشهقت به انك
تحبهااااااا وانت ماتبي تقر به

الغاااليه ضحكه ابدعتي ابداااع لا متناهي الله لايضرك ننتظرك بشوووق
[/FONT]

 
 

 

عرض البوم صور عبق الرياحين   رد مع اقتباس
قديم 15-10-11, 10:44 AM   المشاركة رقم: 155
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسي



البيانات
التسجيل: Sep 2007
العضوية: 41908
المشاركات: 1,602
الجنس أنثى
معدل التقييم: ضحكتك في عيوني عضو على طريق الابداعضحكتك في عيوني عضو على طريق الابداعضحكتك في عيوني عضو على طريق الابداعضحكتك في عيوني عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 333

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ضحكتك في عيوني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ضحكتك في عيوني المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 



السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..

شكرا لكل اللي للحين يهتم با القصة و يحب يبين لي اهتمامه .. متابعتكم و تعليقاتكم هي الدافع لي للقفز فوق المشاغل و ممارسة هوايتي اللي أحبها .. و هذا الجزء أهديه لأختي اللي أكتشفت أنها اتابع بصمت ..


*
*
*

الجزء الثالث و العشرون :

*
*
*

ماهرون في صب القوالب و صنع الحاويات

لكل شيء ..

بدأً من حاجياتهم حتى مشاعرهم !

*
*
*

للأمكنة ذاكرة من صور وروائح و هنا أستوطن عطره .. رائحته المتكلفة التي دوما وجدتها في علاقة تضاد مع بساطة أحاسيسي
كلفتني رجاحة عقلي ! .. كنت جدا واضحة عندما سألني إن كانت تزعجني لأهمس له خجله " لا أحب استنشاق غيرها " و في ابتسامته الماكرة كان أكثر وضوحا و هو يمرر لي رسالة مفادها لكنها سلبت إرادتكِ و جعلتكِ دمية .. و كم كنت كاذبة أمام صدقه !

و ها هو حان حديث الصادقين أمام مقعده و فنجانه و هذا الكم من أوراقه .. كل ما لمس و كل ما حرك من ساكن أشعر معه با الألفة .. نعم أنا و الجمادات بيننا صلة قربى فا كلنا طوع بنانه .. يحركنا و ينسانا و نحن هنا بانتظاره !

كم من صباح تكاسلت نسيانه و شرعت لذاكرة باب خلفه يقبع الماضي .. حضوره الآسر و المربك .. في صمته و كل ما ينطق
و فضولي المحترف في التلصص على سكونه و اختلاجاته و نبض الحياة في عنقه .. و كم من مره عدت غير مدركة أني خنت نفسي بل كم من مره تماديت في التحايل على قلبي و واربت بابه لعله يعود و أخرق عهدي الذي عذبني و لم يشفي أي جرح خلفه هجره .. و ها أنا أعود و أجلس أمام غيابه أستحضر صورته و ألونها اشتياقي تسكني الحسرة و الأسى و خوفا مرعب من فقدانه ..

ألهي أطلبك أن يعود ..

ليعود .. لأي كائن أو أي جماد لا صلة له بي . .فقط يعود .. و يكفي أن أعيش حياتي على شرفة الماضي المطلة على خيباتي !

*
*
*

بين مطار و طائرة و إحساس هجر و شوق لوصل كنت زوجة مستشرق فتن في أرض العجائب يبحث عن كل ما هو ساحر و لم يلتفت يوما لجمال ماثل أمامه ..

هو ... سيد أحاسيسي .. مخرس صهيلي و الناطق بكل عروقي ..
منبع اندهاشي و انبهار جميع حواسي ..المترئس لكل آهاتي ..

هو المتناسي ..

هو من خسرني قبل أن أخسره ليعود في هبوط اضطراري و ينهي غيابه باغتيالي .. لأرتمي هنا بقايا رفات لعاشقة تجاورها صديقة تتفوق عليها في جميع المآسي !

تركتها تستكشف المكان و تواري أحزانها خلف أشياء شملان و ركنت لزاوية أحسب خساراتي من جديد .. لكن ما الذي أضفت على خساراتي السابقة ؟!! .. أنا انسحبت من حياته مهزومة من دون فرصة للعودة مرفوعة الرأس مرتدية كامل كبريائي .. و هذا يكفي عن مجمل خسارات و خط ألا عودة في آخر النهايات ..

يا هذا الشعور الحارق با المهانة و ذاك الضعف الذي لوث كل تعالي مثلته في مسلسل انكساراتي .. و ها هو الخد النابض با الحرارة لا يكفي دليلا على الحرائق التي في عروقي مشتعلة ..

لماذا صفعني ؟! ..

اهو حساب لم ينتهي أم كره لي متصاعد .. أم أصبح و جهي وقود غضب به ساكن ؟! ..

*
*
*

فينوس عادت من أبحارها في عالم شملان لتنطق باستغراب : التكييف مفتوح و إنارة الممرات .. مو طبعه .. غريبة !

وصايف تلحق با فينوس : وين رايحه ؟

فينوس تبتسم بتهكم : باخذ جولة في الشقة يمكن في يوم أسكنها ..

وصايف بجدية: فينوس وقفي و فكري .. ما تعتقدين أنج تقتحمين خصوصية شملان ؟

فينوس : أقتحم ؟!! .. و الله هو اللي مقتحم حياتي و محولها جحيم .. أنا بس بجدد ذاكرتي يمكن ألقى له عذر ..

وصايف تبسط الأجوبة : ما يحتاج لقام بسلامة بتلقين له عذر ..

فينوس تمد يدها فجأة لتتحسس خد وصايف : شنو اللي بخدج ؟!!

وصايف باضطراب : أخوج مو صاحي قلت له أتصل با الإسعاف بدال ما أنت واقف مثل الصنم و ما حسيت إلا و هو معطيني كف !

فينوس متعجبة : كف ؟!! .. غريبة !

وصايف بنبرة و ملامح تدل على مزاج لسرد فكاهة : ما عليه راح اطوفها له و أقول أنا الغلطانه اللي رفعت صوتي عليه .. بس خلينا اللحين نطلع من هني .. أنا مو مرتاحة ..

*
*

ما إن أنهيت جملتي حتى زُلزِلت مسامعنا بصوت قاهر .. ذعرنا و لم نستطع إلا الاندفاع باتجاه الباب لنخرج بسرعة كأن هناك وحش في أعقابنا .. لم نتوقف إلا بعدما دخلنا للمنزل نلهث لنغلق الباب على عجل و نحكم أقفاله ..

*
*

فينوس بأنفاس متقطعة : شنو ها الصوت اللي سمعناه ..

وصايف تبتلع ريقها : هذا نفس الصوت اللي صار لنا كم أسبوع نسمعه .. كنا نحسبه صوت شملان .. بس الظاهر أنه جني !

فينوس مستغرقة با التفكير : جني ! .. أو انسي مجنون ؟!

وصايف المذعورة : أحس قلبي أنقطع . .با أتصل في أبوي يجي يشوف شا اللي صاير .. ما أبي أقوم ساري و تحس وضوح بسالفة

فينوس : لا .. لا تتصلين في أبوج .. أنا شاكة بشي .. و أبي أتأكد ..

وصايف : من شنو تأكدين ؟!

فينوس : وصايف .. شا اللي صار لشملان اليوم .. ليش أنهار و أنتِ معاه ..أنتِ سألتيه عن الصوت أو أحد منكم دخل البيت في غيابه ؟


*
*
جوابي كان جاهز و معلب .. و لم تكن هي الأخرى بمنأى عن الألم .. ما أتقنت نقله لكثرة تكراره تركها خرساء لا تقوى على النطق ..

*
*

وصايف بخوف : تكفين فينوس تكلمي .. لا تخرعيني عليج .. ترى أنا مو ناقصه ..

فينوس بذهول : و عمتج بتعلم ديمة بها السالفة ؟!! . .أكيد ديمة راح تنجن .. مو كافيها عقد .. تبون تعقدونها أكثر ..

وصايف بنبرة جادة تدافع بها عن نفسها : انا مالي شغل . .عمتي معزمة تعلمها و أنا كنت أنتظرها عشان أواسيها لان عمتي و أنا متأكدين أن ردة فعلها الأولى بتكون عنيفة ..

فينوس : و عمتج تبي تريح ضميرها حتى لو ذبحت بنتها ؟!.. المعلومة هذي ما راح تفيدها بشي .. ديمة مالها علاقة بعلي وما عادت تنفع معرفتها لأن علي مات .. إلا إذا ..

وصايف : إلا إذا شنو ؟!

فينوس : إلا إذا اللي قالته وداد مربية عيالج صحيح و الصوت اللي سمعناه اليوم هو الدليل .. و عمتج أو أحد ثاني يعرف بها الشي .. عشان جذيه قالت أعترف و اشرح موقفي قبل ما أنفضح و ينسلب حقي بشرح و أكون على الأقل كسبت بنتي بصفي ..

وصايف بحيرة بانت في نبرتها و ملامحها : ما فهمت ..

*
*
*

هنا حان دوري في نقل ما كان سرا .. و لم تكن صدمتها أقل من صدمتي ... تركتها تختلي بنفسها حتى تتجرع ما احتست من مر في كلامي من دون مراقبة مني , و احتجت أنا لشيء يعين على إلهائي عن بقايا الذعر الذي هز أوصالي لذا اتجهت للمطبخ أجهز القهوة لها و لي فكلانا نحتاج لأي منبه يساعدنا على التركيز حتى لا نسقط إلى الهلوسة في زحمة الشكوك ..

*
*

وصايف : يا الله .. في راسي تتجمع الصور و أشوف أسئلة بكامل أجوبتها مرتبة قدامي اللحين .. و اللحين فهمت و أقدر أفسر كل شي .. تصرفات شملان كل ها السنين و تصرفاته الأغرب في آخر فترة .. معقول .. معقول فينوس .. فهميني .. أنا أعيش واقع و إلا هذا كابوس ..

فينوس كأنها في حديث داخلي مع نفسها : مدري .. مدري .. بس ما في غيره يساعدني با الفهم ..

وصايف : من تقصدين ؟

*
*
*

الجلوس من دون فعل شيء يجرني نحو التفكير بكل ما هو خاطئ
و بين جلد الذات و عض أصابع الندم بكل سادية أكاد أفقد الخيط الرفيع الذي يصلني بأهليتي في مجتمع لا يأبه بمدى عقلانيتي مادمت لم أجن رسميا !

صحيح أني أملك بين يدي ما هو مثير للفضول لكن الذهاب بعيدا في استكشاف ما قد عاهدت نفسي على نسيانه ذنب في حق نفسي لا يغتفر ! ..

إذا لأجلس هنا و أتأمل المارين و أخلق لكل منهم قصة تأخذني بعيدا عن قصة حياتي المشينة ... نعم مشينة و جدا . .لا أجد فيها ما يذكر و يشرف .. كنت أخ خائن و أبن عم خائن و صديق خائن حتى أصبح أسمي مع الخيانة مقترن !

*
*
*

أصيل يستقبل مكالمة فينوس بتململ : نعم خير ؟

فينوس : أصيل أنا في بيت عمي و ابي تجي تاخذني ..

أصيل باختصار و بنبرة غير مهتمة : ما أقدر ..

فينوس رجاء : تكفى أصيل تعال عندي شي مهم أبي أناقشك فيه ..

أصيل ببرود مستمر : سولفي أسمعج ..

فينوس : ما ينفع بتلفون بس الموضوع بخصوص شملان و وداد ...

أصيل بسلبية : أها بخصوص شملان ! ... بس أنا ما أقدر أتحرك من مكاني .. أنا في المستشفى عنده بأمر من أخوج الكبير ..

فينوس بتوجس : حالة شملان خطيرة لهدرجة ؟!

أصيل كمن أراد أن يؤلمها متعمدا : انهيار عصبي و يمكن با الأخير يصير مجنون مثل علي .. و تتكرر القصة و يمكن لنفس النهاية تتجه ..

فينوس تختنق بعبرات داهمتها : لا تفاول على ولد عمك .. و لا تشمت و يصيبك شي من شماتك ..

أصيل بضحكة مبتورة متهكمة : بدتيه علي في جملة عفوية يا فينوس .. بس مو غريبة هو حتى على نفسج بديتيه ..

فينوس بخجل فرض عليها ليغرق في نبرتها : أنا على نفسي أبديكم يا أخواني .. لا تشك بها الشي ..

أصيل تجاهل ردها : عذبي جايكم بطريق تقدرين تردين معاه و أي موضوع تبين تناقشيني فيه أجليه لين أشوفج ..

*
*
*
ماذا كنت أنتظر من استفزازها .. هل أردت أن أتأكد من شيء أعرفه أم أردت أن تعرف حقيقة تدركها قبل أن ندركها نحن .. فينوس قضية فاشلة . .أنثى ارتضت المهانة باسم الحب .. و ها هي تتذرع باكتشاف جديد لتفتح قضية أغلقت لعلها تخلق من جديد طريق ينتهي بها مضحية و في الحقيقة سنردد سرا كم هي في منتهى الأنانية لأنها ستعود له لإرضاء قلبها و ستتركنا ورائها نتوجع على حالها ..

و أي معادلة غارقة في الحماقة تستخدم لإتعاس نفسها ؟! ..

ستعود إليه في النهاية و ما كل ما يحدث إلا مقدمات لعودة علاقتهم المسمومة من جديد و هو الرابح الوحيد بكل تأكيد ..

*
*
*

ما أتعسني من مجروحة أجلس مفضوحة على مقعد شبهة حيث الكل يذر الملح على جروحي المفتوحة ..

هل يعتقدون أنهم لي غير مكشوفين ؟ .. أم اعتقدوا أن تعفنهم الذي لبس الأبيض أوهمني بأنهم لطهر منبع ..
جدا مخطئون ولذنب أكبر هم حاملون..
أنا أنثى لا اعرف التصنع ...
و هم ذكور .. يحبون لمجرد الهواية يبدءون با الغواية و ينتهون بجلد من أحبوا بسياط قيم لم يحترموها .. أنا و هم نختلف من مولدنا حتى خروج الروح ..هذه الحقيقة بكل بساطة ..

*
*
*

وصايف التي لتو انتهت من غسل فناجين القهوة : شفيج سرحانه في وجهي .. لهدرجة كف أخوج معلم على خدي ؟

فينوس تعود من شرودها : في ها اللحظة أنا فهمتج ..

وصايف ترفع حاجبها متسائلة : و شنو اللي فهمتيه ؟!!

فينوس : حسيتي انه نوى الفراق .. و سبقتيه ... و بدال ما تخسرينه و تخسرين نفسج قررتي تربحين كبريائج .. فضلتي الكل يكرهج و لا يطبطب على جراحج بشفقه أو يذر الملح عليهم لتسلية ! ..

وصايف تداري تعرية مشاعرها : لا تزرعين فيني أماني عليج مفروضة .. أنتِ موقفج صح و هو اللي غلط في حقج و انتهت القصة و ما تحتاج تحليل ..

فينوس : عشان جذيه سامحتيه ها المره على ها الكف المعلم في خدج .. تبينه يعرف أن موقفج صح و هو اللي غلط في حقج ..

وصايف تبعثر ما أدركت : ما فهمت قصدج و ما يهمني أي تفسير

فينوس : في داخلج أكيد تتمنين أني أروح و أقول له بتفصيل اللي قلتيه لي .. و با الأخص وقفتج مع شملان في الحديقة الخلفية ..
تبينه يعرف انه توهم شي يعكس طبعه .. فصل خيانته على موقف

وصايف و عبرة تختلط بأنفاسها القصيرة : يعني كنتي تعرفين بخيانته ..

فينوس : ما أدري عن أي خيانة تكلمين بس الي أعرفه انه كان ناوي يتزوج الثانية بس ما عزم و ألغى الموضوع في ثاني يوم من فتحه مع أمي .. تراجع لأنه مو مقتنع .. وقتها يمكن كان يدور لحل لعلاقتكم المتوترة .. و أكون صريحة معاج يا وصايف مدري شلون صنفتي زواجه الثاني خيانة حتى لو صار .. أنا شخصيا كنت راح أرضى بثانية و أعتبر طلاقه لي خيانة ..

وصايف : أنا ما أفكر مثلج .. يدخل مره ثانيه لحياته لو بصيغة شرعية أعتبرها في قاموسي خيانة .. و هو صحيح نوى و تراجع .. بس المره الثانية بينوي و يقدم عليها .. الفكرة مرت في باله و بتعشش فيه لين تبيض .. و ما كنت راح أتحمل يا فينوس .. ما كنت راح أتحمل ..

فينوس : بدال ما كنتِ تنبئين في اللي بعلم الغيب كان الأجدر أنج تتفائلين با الخير و تشوفين تراجعه تمسك فيج ..

وصايف : يعني كنتِ تبيني أحسن النية مثلج لين آخر لحظة حتى و هو يرميني تحت رجلينه أقول له أنا للحين متمسكه فيك ؟!!
كنتِ تبيني أخلي القرار له و أصير أنا شي يقرر مصيره من دون ما يحرك ساكن ؟

فينوس تبتلع الإهانة التي حشتها وصايف في سؤالها : أحسن ما تتخذين عنه قراره و تهدمين بيتج و تخسرين عيالج .. و أنا ما أحب ادخل معاج بمقارنة لأن أنا وياج ما نتشابه . .انتِ أقوى و عندج أكثر من اللي عندي عشان تخسرينه و ربحج في كل الحالات مؤكد

وصايف قبل أن تغادر: تصدقين .. أول مره أشفق عليج يا فينوس ... معقول يخدعج و يخليج تعتقدين أنج كنتِ معاه تملكين كل شي و خسرتي كل شي في أول لحظة تخلى فيها عنج ؟!! .. يعني انتِ انولدتِ ميتة و معاه عشتي و من بعده رجعتي ميتة ؟!

فينوس تلحق بوصايف لتوقفها و بغضب تنطق : دايما تتركوني بعد ما تنهوني .. مشكلتي اعرف و أفهم بس قلبي دايما يخوني .. و أنتِ و وضوح مثال .. قلبي قدامكم هزمني على أن عقلي كان يردد تراهم مو صديقاتج و بأبسط موقف تحتاجينهم فيه راح يتخلون عنج

*
*
*

لم أعرف بماذا أجيبها بغير أنني أحتاج ان أبتعد في هذه اللحظة عنها و لا أريد أن أفهم أي شيء مما حدث اليوم , حتى الصوت المخيف الذي بث الذعر في قلبي أريد أن أنساه .. و قد يكون توجهي للمستشفى لاصطحاب أنفال و الاطمئنان على هند و مولُدتها عذر كافي للابتعاد قبل أن ينتصف الليل .. لكن ها هي فينوس لا تستطيع أن تقسو أو أن تخفي اهتمامها الحقيقي لتصر علي أن أتمهل حتى الصباح للاطمئنان على هند و هي مع عذبي سيقومون بمهمة إرجاع أنفال من المستشفى لكن جوابي كان حاسما على عرضها .. أنا قررت لو غرق كل ما حولي با العتمة أن أسير وحيده و أعتمد على نفسي التي سوف تجد لي العذر دوما !

*
*
*

الهالات السوداء تحيط بعينيها المغلقتين بتعب .. نائمة على ما أعتقد أو حيلة منها لتأجيل المواجهة حتى تستعيد قوتها .. أي كانت الحقيقة لا أجد فائدة من جلوسي هنا ..

*
*

خالد : يله يا أم خالد و يا خالة أنفال خلونا نسري ..

أنفال : لا أنا راح أبات عند هند ما أقدر خليها .

أم خالد مؤيدة : أي خليج عند أختج أخاف لقعدت تبي شي و الممرضات لاهيات عنها .. و أنا بجيكم أن شاء الله أول ما تشرق الشمس بريوقها ..

أنفال مبتسمة : لا تعبين نفسج يا خالة أكيد أمي بتجي الصبح معاها ريوق هند ..

أم خالد : ميخالف كلن يجيب ريوق ما يضر .. يله فمان الله ..

*
*
*

ما أن خرجوا حتى خلعت عبائتي و حجابي و تمددت براحة على الكنب الموضوع بجانب سرير هند و قبل أن أغمض عيني انتبهت لعينيها ...

*
*

أنفال التي قفزت لسرير أختها : هنوده شفيج تبجين .. يعورج شي ..

هند تمسح دموعها بكفها الواهن : يعورني قلبي ..

أنفال بجزع : سلامة قلبج ... أكيد من خويلد الخبل ..

هند تنفجر باكية : يقهر يا أنفال يقهر .. هو يدري أن هذا موعد ولادتي التقريبي اللي حدده الدكتور و هو بكل بساطه قطني وراه و لا همه ..

أنفال بتعاطف :.. بس لا تبجين تراني على طريف .. طلبتج هند هدي نفسج أنتي توج والده و مفروض ترتاحين ..

هند بنبرة حزينة تجرها من وهن امرأة لتو عادت للحياة بعد أن ظنت أنها تموت : توني أستوعب غلطتي .. وين أرتاح و أنا تأكدت اليوم أني ورطت نفسي مع شخص قاسي و أناني و ما عنده إحساس إلا بنفسه .. أنا با النسبة له مكينة تفريخ تضمن استمرار نسله ..

أنفال لا تعرف أي المفردات انسب لمواساة أختها التي لتو خرجت من تجربة الولادة للمرة الأولى : يمكن ها الصفات فيه اللحين بس أكيد راح يتغير .. الأبوة راح تغيره و تخليه يضحي و يصير مسؤول .. و بعدين الله كرمج و عطاج من فضله فلا تشبهين نفسج بجماد و أحمديه ..

هند بأسى : الحمد الله .. الحمد الله ..

أنفال بعد صمت لاحظت ابتسامة تتسلل لثغر أختها المتعبة :
ضحكيني معاج ..

هند : قاعده أخمن جمل تضحك .. جمل أمي اللي ساعدتها ترفع معنوياتها بكل موقف خيب أبوي ظنها فيه .. مسكينة امي من يوم ولادة ساري لين اللحين و هي تخدع نفسها و ترتجي أبوي يتغير.. صدق من قال من شب على شيء شاب عليه ..

أنفال : هذا المثل سخيف .. الإنسان يتغير للأسوء أو للأحسن بس يتغير .. و مو معقول بيشب على شي و يشيب عليه .. و بعدين
لا تعممين .. و مو كل الناس مثل بعض .. و من الأحسن أبوي لا أدخلينه بسالفة و تخلينه عقده لان أبوي ممكن يكون تغير و حنا ما ندري .. أنتِ يعني كنتِ تعرفينه قبل ما تنولدين ؟

هند : أعرف أمي يا أنفال اللي حيل صرت أشبها .. لا تخلين حبج لأبوي ينسيج معاناتها معاه .. أبوي شخص مغامر يتصرف في أغلب الأوقات كا عزوبي و كل خططه هدفها منفعته .. أحيانا أفكر و أسأل نفسي معقول أبوي يشوفنا عبأ و غلطة شبابه ؟

أنفال بعصبية : لا أنتِ صرتي تخبصين واجد .. أنا بروح اجيب لج شي تشربينه عشان تروقين و نصيحه حاولي تلقين في أبو بنتج شي أيجابي لان هو با الأساس كان أختيارج و أكيد كنتي تشوفين فيه شي ما كنا نشوفه ..

*
*
*

لم أكن أرى أنفال .. كنت ساذجة أحلم با الحب و الحياة الوردية الهادئة الخالية من أي منقصات عرفتها والدتي و عمتي مع من أحببن و عندما التقيت خالد ألبسته كل ما تمنيت من صفات بفارس الأحلام و لم أسمح لنفسي أن اشكك بأحاسيسي اتجاهه من موقف عابر .. كانت كل الدلائل أمامي لكني كنت أفندها بأحاسيسي .. كنت فقد أريد أن أغير حياتي و أي تغيير مهما كان سيكون حتما إيجابي و بهذه القناعة كنت ادفع نفسي اتجاهه غير مدركة أني اتجه للهاوية .. و الآن ما الذي عليه فعله .. هل أستمر با الحياة معه لأكرر قصتي من خلال أبنتي أم أنقذها و أنقذ نفسي من النهاية الحتمية لزواج بنيانه هش ؟ ..
............................................................ .............

*
*
*

كنت أشعر با الوحشة قبل وصولهم فقد كنت أجلس بتأهب كا غريبة في كهف على أرض أجنبية .. فقد تركتني وصايف مكررة أني لست بغريبة و من أهل الدار لكن شعور بضيق لم يفارقني حتى وصلوا , لم أعرف هل علي أن أتنفس الصعداء أم أحبس أنفاسي
لكن من المؤكد أني تركت القيادة و إصدار التعليمات لعذبي لتتوجه ديمة لاستدعاء والدتها و لأخبر عذبي على عجل بصوت المخيف الذي سمعناه .. لكن عذبي لم يهتم و أنهى النقاش بتفسير غير منطقي بأن الصوت لأب غاضب على زوجته و أبناءه و الليل دوما يحمل الصوت ليقذفه بشكل مرعب على أسماعنا !

لا ألومه على هذا التفسير فقد حكيت له نصف الحقيقة .. لم أخبره إننا كنا بشقة شملان لأني لتو استوعبت أني كنت حمقاء أتصرف بجرأة لا أتقنها ..

و حضرت أم ديمة و جلسنا حولها لتطلب منا الإنصات من دون مقاطعة و هذا ما حدث فلم ينطق احدنا بحرف قبل أن تنهي حديثها برجاء المسامحة و هي تمسح دموعها التي لم تتوقف منذ أن نطقت بأول كلمة .. و بما أنني كنت أعرف كل ما صرحت به لم أغيب في ردة فعل بل وجهت نظري لديمة و عذبي لاستكشف ردة فعلهما ..
عذبي لم يعطني فرصة و وقف مرتبكا ليغادر المكان بسرعة ..
أما ديمة التي كانت تجلس مذهولة تحدق بوالدتها و كأنها تعيد كل ما قالت في ذهنها فاجأتني و فاجأت والدتها بارتمائها باكيه في أحضانها ..... لتنطق على عجل و بمفردات طفلة منبوذة تشكل سؤال بسيط تريد به إيجاد جواب شافي لجراحها ..

*
*
*

ديمة : يعني أبوي اللي كان ما يبيني أعيش معاج مو أنتِ اللي ما كنتي تبيني ؟.. صح يمه .. قولي لي الحقيقة ..

أم ديمة : أنا و هو أتفقنا اني ما أصلح أربيج .. و لأني احبج يا ديمة ما بغيت تعيشين معاي و أأذيج مثل ما أذيت نفسي و اللي حولي ..

ديمة التي بللت الدموع خدها تبكي بألم : خلاص أنا كبرت ما احتاج أحد يربيني أنا أحتاج أحد يحبني .. مو أنتِ تحبيني ؟

أم ديمة بأمومة : أحبج أكثر من نفسي .. أنتِ قلبي و عقلي و كلي .

ديمة : أجل لا تخليني و أنا أسامحج عن سنين يتمي ..

*
*
*

لم أستطع البقاء أمام هذا الموقف الذي لم يمر علي من قبل .. لم أرى نفسي أو أحد من أخوتي يرتمي هكذا بأحضان والدتي و يبكي و تبكي معه .. نعم أمي كانت معنا دوما .. و نعم لم تقترف ذنب يوازي ذنب أم ديمة لكن لم تعبر في يوم عن عاطفتها و لم تسمح لنا أن نعبر با المقابل عن عاطفتنا اتجاهها ..

حقا .. لم تكن يوما أما با المعنى المعروف .. حتى عندما توسلت أحضانها في ذاك اليوم الذي أتيتها مكسورة عاجلتني بصفعة و بنبرة غاضبة أمرتني أن لا أبكي على رجل .

و كم أرى الآن ذنبها لا يغتفر !

*
*
*

فينوس تركب بجانب عذبي الذي منذ أن خرج توارى في عتمة سيارته : عذبي شفيك ؟

عذبي ينتبه لفينوس : ما فيني شي .. وين ديمة ؟

فينوس : بتنام الليلة عند أمها ...

عذبي باستغراب : بتنام عندها ؟!!

فينوس تربط حزام الأمان و بتململ : شنو يعني كنت متوقع تسوي ؟ .. تذبح أمها مثلا لأنها كانت تبي تجنن أمنا ..

عذبي بتهكم : الظاهر أخيرا لقت شي مشترك بينها و بين أمها ..

فينوس : أو أخيرا تبدد الغموض اللي لف حياتها .. دايما كانت تبي تعرف سبب تخلي أمها عنها لأنها كانت متأكدة أن أمها تحبها ... تخيل عذبي .. ديمة من كانت صغيرة و هي متأكدة من عاطفة أمها اتجاهها على أن كل شي كان يقول لها العكس ... شي مذهل صح ؟

عذبي بنبرة تحمل الملامة : و أنتِ شنو أكتشفتي اليوم ؟ .. أن امج ما تهمج و أن يمكن لو أنسحرت بتحبينها أكثر لأن وقتها بتلقين عذر لها عن كل شي ما يعجبج ..

فينوس : لا تحاول تحطني بموقف ما اتخذته .. و خلني أقرب لك الرؤية .. لو وصايف ما انسحبت من حياتك بشكل يصعب فيه رجوعكم لبعض كان ممكن هي اللي تسيطر عليها الغيره وتخليها ترتكب شي أبشع .. و إذا كنت تشوف اللي سوته شي ما ينغفر تخيل بس لو تزوجت عليها شلون بتكون ردة فعلها ..

عذبي بثقة : لا يمكن وصايف تنزل لها المستوى .. وصايف على كل الأخطاء اللي فيها إلا أنها تخاف الله و لا يمكن تكفر فيه بفعل مثل السحر ..

فينوس : غريبة أنك للحين تشوف فيها شي زين و أنت قبل كم ساعة معطيها كف عشان شي ما فهمته .. ترى وضوح عرفت بسالفة و انهارت و ساري عندها و وصايف كانت با الحديقة تعلم شملان بسالفة ..

عذبي : أنا ما شكيت فيها بس ما رضيت لأم عيالي الموقف اللي حطت نفسها فيه .. كان ممكن تاخذ أنفال و تنقل الخبر لشملان أو تنتظر لصبح و ساري ينقله ..

فينوس : شملان كان معزوم على العشا عندهم و كان بيجي و يكتشف السالفة و هي حبت تمهد له و أنفال مع هند با مستشفى الولادة ..

عذبي : مو عذر . .كان ممكن تتصل عليج و تقولين لي و أنا أتصرف ..

فينوس : لا يمكن كانت راحت تطلب مساعدتك و الدليل هذي هي رايحة بآخر الليل تجيب أنفال من المستشفى ..

عذبي بعصبية : أنجنت هذي ؟!! .. ما عاد تستحي ولا تميز .. بس الشرها مو عليها الشره على الابو و الأخو اللي مخلينها على كيفها

فينوس بعصبية مماثلة : مو توك تقول وصايف تخاف الله ..

عذبي : أي تخاف الله بس ما تخاف من اللي ما يخافون الله .. تحط نفسها بمواقف شبه .. تقهر ..

فينوس تتسائل بعفوية : لا يكون تقصد شملان ؟!!

عذبي : يا ها الشملان اللي حاشرينه في كل موضوع ..

*
*
*

وددت لو أمتصني المقعد لأختفي ..

غبية.. غبية .. دوما أفضح نفسي بردات فعلي الغير متزنة ..

لما جلبت شملان للحديث و لما أهتم إن كان يقصده ؟ .. ألا اكف عن الدفاع عنه و تبيض صورته أمام الكل .. فمن حوله يعرفونه ربما أكثر مني و ما أفعل و أقول لا يخدمني بل يزيد من شفقتهم علي .


*
*
*

عذبي : ليش ما تردين علي ؟!

فينوس تدعي الغضب لتداري إحراجها : نعم آمر .. أسمعك ..

عذبي: أتصلي بوصايف شوفيها وين .. و إذا للحين با المستشفى لا تطلع لين نجيها ..

*
*
*

هممت بدخول للمنزل و فكرة واحده تدور بعقلي كيف سيفسر الجيران المتلصصين وصولي للمنزل وحيدة في منتصف الليل ..
لكن قبل أن أرسم تخيلات أوسع تلقيت مكالمة من فينوس تطمأن بها علي , فأخبرتها بأني الآن با المنزل بعدما اطمأننت على هند و مولدتها و تركت أنفال ترعاها حتى الصباح لتقوم هي الأخرى بطمأنتي أن الأمور سارت بشكل جيد بين ديمة و عمتي ..

*
*

موقف غريب فقد كنت قبل شهور قليلة الوحيد المعني بها و الذي من حقه الاتصال بها في أي وقت و معرفة كل تحركاتها الصغير منها و الكبير .. على الرغم أنني تنازلت عن هذا الحق منذ سنوات !.. و لم يكن السبب راجع لعدم اهتمامي أو نقص بفضولي حول كل ما يخصها إلا أنني كنت أحتال لأعرف من أين و إلى أين ذهبت و كيف قضت يومها و ما ارتدت لحفل صديقتها من دون أن أسالها مباشرة حتى لا أعطيها الحق في استجوابي واضع أمامها أطروحاتي حول الحياة المتزنة التي لا يخنقها الزواج و تعقيداته حول ماهية الآخر و إلى أي حد أصبح ملكية !..

و من المثير لسخرية أني اكتشفت أنها كانت تسمح لي بمعرفة ما تريد أن أعرف فقط .. من المؤكد أنها كانت تعرف أني ألتقط كل ما يخصها و أتبع كل خطواتها حتى لو أدعيت العكس .. و من المؤكد أنها لم ترى في ذلك اهتماما لأني لم أظهره لها لتهتم .. قد تكون رأته محاولة مني لاصطياد أخطائها و إطلاقها عند أي بادرة خلاف من المحتمل أن أخسره ..

*
*

فينوس : عذبي يسألك سؤال سخيف بس أتمنى تجاوب عليه من دون ما ترد تسألني ليش سألت ها السؤال ..

عذبي أبتسم لهذه المقدمة الغير متقنة : تفضلي ..

فينوس : برأيك .. من اللي طلع ربحان من فشل زواجه أنا و إلا وصايف ؟

*
*

اكتفيت بصمت جوابا و أكتفت هي بإلقاء السؤال من دون حثي على الإجابة ...

أي منهن ربحت ؟ .. كيف لي أن أعرف و أنا أحد أركان الفشل ؟!!

............................................................ .........
*
*
*

و جاء الصباح متكاسلا أمام نشاط سالم الذي توجه لمدرسته و في وجهه بدت الهمة .. هناك ما تغير و سبب التغير من المؤكد مصدره شملان .. نعم شملان و من غيره يؤثر في حياتي و حياة أخي ..
و بكل تأكيد لا يؤرقني إيجاد الأجوبة في دوافع شملان فلن تؤدي بي إلا إلى الحيرة و الزيادة في تشويش فكري الذي أحتاجه لتوضيح مساري .. فا انا أريد أن أعرف إلى أين يجب أن اتجه و ما علي فعله و كيف لي أن افعله .. لكن هذا المكان لا يسمح لي للوصول إلى أفاق فكري .. و لن تترتب أفكاري و تكون أكثر تناسقا و وضوحا إلا بترتيب مكاني .. لكن بعض الأمكنة لا تتغير مهما أعدت ترتيبها فا كيف با الأمكنة الخالية .. نعم منزلنا لشدة بساطته يبجوا خاليا و على الرغم من ذلك أصر على تزيين أركانه بكل ما اقتنيت على شكل هدايا فريدة من علي .. لكن هدياه لم تعد مميزة من دون وجوده .. فقد كنت أعود أليها دوما عندما أبتعد عنه حتى أشعر بتواجده معي لكن هذه المره طال تباعدنا و أصبحت هداياه مؤلمة !

لا .. الأشياء لا تؤلم إلا إذا استخدمت بشكل مؤلم .. فا نحن من نعطيها وظائف لا تناسبها ثم نتهمها عند حدوث أي ضرر ..

و ها أنا أتمادى في إيلام نفسي .. أغير أمكنة التحف التي صنعها علي كأني أغير الأمكنة لبدأ حديث جديد معه .. و أعيد تنظيفها في اليوم ثلاث مرات كأني أطعمها الوجبات الرئيسية حتى اتأكد من أنها سوف تشيخ معي و أواصل النظر إليها كأني أنظر لتبسمه لي من دون سبب و أعقابها أحيانا بتجاهل كلما ظننت أنها تشي لي بما أتمنى و أخجل الاعتراف به ..

و رغم كل هذا التلاهي إلا أنني ما زلت بائسة !

لكن لما ها هنا أغرق في البؤس ؟ .. أليس هذا ما أردته .. أليس أنا من أردت أن أبدأ من جديد بعيدا عنه .. أليس أنا من رددت دوما أن علاقتنا لا هدف منها و لا تنتهي لشيء .. أليس أنا من أردت التحرر من وضعي الغريب معه ؟ ..

و ها هو كل ما تمنيت حصل فمبالي لا أكف عن تذكير نفسي به .. لماذا يتآكل عقلي كلما فكرت به .. و قلبي يتوجع من الخوف عليه .. لماذا كل ما أريده الآن هو البكاء و كل ما أقدر عليه دمعة متحجرة في مقلتي ؟!

تبا لهذه الجمادات ما عادت تنفع لتلهي ...

أريد مفرداته المجنونة و جمله الغامضة و صمته الساحر ..

أين ؟ .. أين أخفى سالم دفتره ؟

لكن من المستحيل أن يكون في منزلنا الصغير الذي أنظف كل ركن فيه يوميا من دون أن أغفل عن أحد زواياه ..

أيعقل انه أستأمنه عند أحد أصحابه ؟

لن أجعل هذه الفكرة تحبط آمالي باكتشاف مكانه و بما أني عاطلة عن العمل فلدي كل الوقت و الجهد في استكشاف الكنز !

............................................................ ......

*
*
*

في عينيه انطفأت إشارات الحياة .. فلا وجود لنظرة التحدي و لا الخبث المتخفي تحت ابتسامة ساخرة غير مهتمة .. و ها هو يستلقي بهدوء على فراشه و يمد نظره لسقف حيث لا يبدو على وعي مما حوله .. و ها أنا أجد نفسي مجبرا على مجالسته ! .. في الواقع لا أحد يجبرني لكن أجد ضميري يردد أن هذا هو التصرف الصحيح .
أتمنى لو أن عذبي لم يحجز له غرفة خاصة حتى يكون لي متنفس و أتسلى بمراقبة ذاك الكهل الآتي من البادية في السرير المجاور لسرير شملان في الجناح العمومي .. فقد بدا قويا رغم المرض الذي أتى به للمستشفى فا قد أذهلني بفطنته و سرعة بديهته و تيقظ حواسه .. و من المثير للإعجاب أن حالته العقلية لا تقارن بتفوق عواطفه الشابة فا رغم كل السنين التي تجعدت حول عينيه إلا أنه لم يترك للمرض فرصه لمنعه من إلغاء الأشعار على الممرضات بنبرة خاصة متوددة , و كم هو مضحك أن الممرضات اللاتي تعاملن با جدية و مهنية مع كل الشبان في الجناح وجدن اهتمامه محبب و غير منفر بل كن يطالبن با المزيد ! ..
أود أن أتخيل أنني أصبحت بعمره ليس من أجل الممرضات بكل تأكيد لكن من أجل الحياة .. هل كانت تصرفاتي سوف تحاكي تصرفاته ؟ .. هل سأملك قلب ينبض ؟ .. أشك ! .. فا ها أنا ما زالت شابا و أبدوا دوما متجهم .. بل أنني لم اعد أرى أي جمال في كل ما يحيطني .. أيامي كلها سيان و ساعاتي مثقلة بالوحدة ..

*
*
*

أصيل يقترب من سرير شملان حالما سمعه يتمتم : عطشان .. تبي أجيب لك ماي ؟

شملان بصوت متعب : علي .. أبي أروح البيت ..

أصيل الذي يعتقد أن شملان يهذي : الله يرحمه و يجمعنا فيه با الجنة .. أنا أصيل يا شملان ..

شملان يحاول أن يرفع نفسه ليستوي على فراشه : أصيل . .أسمعني ..

أصيل يمنعه من الجلوس : أستريح يا ابن الحلال و أنا أسمعك ..

شملان : أبي اطلع من هنيه ..

أصيل : الدكتور يقول يبيلك يومين على الأقل في المستشفى بعدها ينصحك بمراجعة طبيب مختص في الأمراض النفسية ..

شملان تقفز من عينيه دمعه : كانوا يقولون انه مجنون .. عذبوه بعلاجاتهم .. لأ .. حنا اللي عذبناه .. و هي اللي أجرمت ..

أصيل الذي يعتقد أن شملان يهذي بقصة وصايف و علي : شملان حاول تنسى واضح أن الماضي و تراكماته قضوا عليك ..

شملان متجاهلا ما قال اصيل : علي بروحه يا أصيل .. في البيت بروحه ..

أصيل يتجاهل ما يعتقد أن شملان يهذي به : أنا بروح للمرضة تعطيك شي يريحك ..

شملان يمسك بيد أصيل بكل قوة استطاع استجماعها : كل اللي قالته وداد لكم صحيح .. و علي في بيتي .. لا تخليه بروحه ..

*
*
*
*

الأخطاء ترهقها ثقل الأكاذيب ..
ليكون أصلاحها ختم نهاية بدل مقولة لنبدأ من جديد !

............................................................ .........

إلى اللقاء عن قريب بأذن الله ..

 
 

 

عرض البوم صور ضحكتك في عيوني   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
من وحي الاعضاء, شارمي, وشايات المؤرقين, ضحكتك في عيوني
facebook



جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t155907.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ظ…ظ†ط¸ظˆظ…ط© ط£ط­ط§ط³ظٹط³ ظˆ ط¹ِط¨ط± ...: *ظˆط´ط§ظٹط§طھ ط§ظ„ظ…ط¤ط±ظ‚ظٹظ†* This thread Refback 05-09-17 09:09 PM
Untitled document This thread Refback 12-02-11 12:17 PM
Untitled document This thread Refback 09-02-11 02:23 AM


الساعة الآن 01:57 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية