لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-12-10, 08:25 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 203983
المشاركات: 22
الجنس ذكر
معدل التقييم: الغالي المزيون عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الغالي المزيون غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الغالي المزيون المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

مشكووووووووووورة اختي سارة واتمنى انك تكملي قرائتها و انتظر المزييييييد من ردودك

 
 

 

عرض البوم صور الغالي المزيون   رد مع اقتباس
قديم 03-12-10, 08:29 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 203983
المشاركات: 22
الجنس ذكر
معدل التقييم: الغالي المزيون عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الغالي المزيون غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الغالي المزيون المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 


الجــــــــ 1 ـــــــزء:

كان جمال كعادته جالساً في كرسيه المفضل في حديقة منزله، و هو يشرب القهوة و يقرأ الجريدة، و فجأة أخذ يصيح بأعلى صوته و هو يقلب الجريدة بين ذراعيه و يقول (( أوووف.. سليــم.. سليم عبد الوهاب هذا الحقير الذي عاش طوال حياته في روما و يدّعي أنه من هنا.. من بلدنا.. جاء فقط منذ إسبوع واحد و الجرائد لا تكف عن ذكر سيرة حياته.. "شركات سليم التجارية تتغلب على كل المنافسين"... "سليم يفتتح أكبر معارض السيارات بحضور الوزراء و كبار التجار و المسئولين"... و نحــن!!.. ألم تعد لنا أية أخبار في هذه الجرائد اللعينة؟!.. أين أخباري في الصفقات العالمية و في بنوك الأوراق المالية؟؟!.. لقد سرق مني هذا الـ سليم كل الأضواء و أصبح مثلما تقول و تنعته وسائل الأعلام "الرئيس بين عمالقة التجارة و بلا منافس" )) ثم أخذ هاتفه النقال و اتصل بمساعده منير و طلب منه الحضور إليه، و بعد ربع ساعة كان منير جالساً بجواره، و قال له و هو يبتسم بهدوء (( الصباح اليوم رائع يا جمال.. ما رأيك أن تقوم بنزهة أنت و زوجتك و أولادك؟! )) رد عليه جمال بعصبية (( أيها الأحمق لم آتي بك إلى هنا حتى تكلمني عن روعة الصباح أو النزهات التافهة، أنت تعلم جيداً أني لا أحب مثل هذه الأشياء التي لا معنى لها )) قال منير بسخرية (( إذن لماذا أتيت بي إلى هنا يا سيدي المبجل؟! )) قال جمال باهتمام (( دعك من سخريتك واستمع إليّ جيداً.. أُريد منك أن ترفع قضية على كل الجرائد الموجودة في البلاد بسبب ذلك الإيطالي اللعين سليم )) قال منير في دهشة (( هل رجعت لك تلك الأفكار المجنونة مرة أُخرى؟!! ألا تؤمن بالحرية الصحافية يا جمال؟ )) قال جمال بنفاذ صبر (( أنا لا أُؤمن سوى بشيء واحد.. نفذ ما أَمرتُكَ به و الآن )) قال منير محاولاً تهدئته (( نحن إن رفعنا قضية على الصحافة فمؤكد أننا سنخسرها.. فلذلك دعنا نستغل أنه لم يصل إلى هنا إلا منذُ إسبوع واحد )) قال جمال (( ماذا تعني بكلامك هذا؟! )) رد منير بخبث (( أعني و بكل بساطة نجعله يعرف من نحن عن طريقي أنا و رجالي و ذلك عند عودته من عمله لأنه في الغالب يرجع لوحده و بدون أية حراسة و بعض التأديب لن يضره و هذه إحدى الأفكار الكثيرة التي أُخبئها له )) قال جمال و كأنه لا يهتم لكلام منير (( و ما هي أفكارك الأخرى أيها الذكي المفكر ؟! )) و لكن قبل أن يكمل منير كلامه مع جمال دخل عليهما فتحي، الحارس الذي يقف على الباب الخارجي للمنزل و قال لجمال (( سيدي هناك شخص يريد مقابلتك في الخارج )) صرخ جمال في وجهه قائلاً (( أيها الغبي ألم آمرك مائة مرة أن لا تقاطعني و أنا أكلم منير و أن تطرد كل من يأتي في وقت إجتماعنا.. هيا إذهب و اطرده قبل أن أقتلك )) قال الحارس (( و لكن ألا تريد أن تعرف من هو قبل أن أطرده؟! )) رد جمال بعصبية (( و من الذي يأتي الآن غير شخص يستحق الطرد؟؟ )) قال الحارس (( إنه عمك )) سأله جمال بدهشة ((من؟!)) رد الحارس ببرود (( عمك.. والد حرمك السيد عادل.. و على العموم سأذهب و أطرده كما أمرتني )) قال جمال ((تعال إلى هنا... لا أعرف من الذي أقنعني كي أجعل حماراً مثلكَ حارساً لبيتي و حامياً لعائلتي.. و لكن أنا الملام على ذلك.. لماذا لم تقل منذ البداية أنه عمي.. هيا اذهب و ادخله و عندما يأتي مرة أُخرى دعه يدخل بسرعة و من دون إذني )) و عندما ذهب الحارس إلتفت جمال إلى منير و قال له بضيق (( ما الذي أتى بهذا العجوز الآن؟؟ دائماً يأتي في الوقت غير المناسب.. اذهب الآن يا منير و سنكمل كلامنا فيما بعد ))........


الجــــــــ 2 ـــــــزء:

ذكرتـــكـ...
فريحكـ مع رياح الكون تذكرنــــــي..
و دمعكـ حـــــــزن..
و شعرُكـ ليـــــــل..
و خـــــــدكـ ورد..
و ثغـــــــــركـ دم..
للكاتبة: نسمة صيف

و في مكان ما و بالضبط في أكبر قصر في المدينة، كان سليم يقف فوق سطح قصره و هو يستنشق الهواء و يتذكر ما حصل معه بالأمس عندما رأى لأول مرة تلك الشابة الجميلة الرقيقة و التي كانت في السوق مع زوجة جمال الحسيني.. السيدة رحاب العادل.. أختـه.. إنه لا يعرف اسم تلك الشابة بعد، و لا يعرف من هي و ما الذي فعلته به؛ فكلما تذكر وجهها الحزين أو عينيها الرماديتين أو شعرها الأسود الطويل، يحس بدقات قلبه تتسارع.. يا ترى هل يحبها و هو لا يعلم... لا لا لا ..مستحيـــــل!! سليم أكبر عملاق في التجارة الآن والذي استطاع مسح اسم جمال من الصحافة يُحِــب!! إن هذا جنون بلا شك... ثم قطع حبل أفكاره صديقه و هو يضع يده على كتف سليم و يقول (( صباح الخير.. فيما كنت تفكر يا سليم؟ لقد كنت أكلمك و لكنك لم تنتبه )) ابتسم سليم و هو يقول (( أهلاً أكرم.. متى وصلت من إيطاليا؟ )) أخذ أكرم كرسي و جلس بجانب سليم الواقف و قال له (( الآن فقط.. وجميع معاملاتك و مشاريعك في روما ناجحة جداً و أرباحك هذا الشهر عظيمة )) أخذ سليم كرسي و جلس بجانبه ثم قال بإهتمام (( أنا الآن لا يهمني كل هذا، بل أريدك أن تساعدني في موضوع شغل بالي كثيرا )) قال أكرم (( و ماهو هذا الموضوع يا صديقي.. اطلب و تمنى )) قال سليم بحرج و كأنه يستعد لإلقاء محاضرة (( طبعاً يا أكرم قبل أن تكون المحامي الخاص بي فأنت صديقي الوحيد في هذه البلد التي أنا منها، و لكني قضيتُ السنوات الماضية من عمري في إيطاليا و لا أعرف هنا أحدا سواك، حتى إخوتي هنا لا أحدَ منهم يحبني.. و كما تعلم لقد تربيتُ بعيداً عن أُسرَتي الحقيقية و لا معين لي هنا بعد الله سواك و... )) قاطعه أكرم قائلا (( بدون مقدمات يا سليم فأنا أعرف ما ستقول في هذه المحاضرة الطويلة، فنحن أخوان و أنا خير من يعرف قصة حياتك.. فإذن توقف عن سردها لي و إضجاري و أخبرني في الحال ماذا تريد؟ )) مسح سليم رأسه بخجل و أخذ ينظر للأرض ثم قال بعد تردد طويل (( أكرم.. أنا.. أنـا.. )) قاطعه أكرم مرة ثانية (( أنت ماذا يا سليم؟! تكلم بالله عليك و لا تجعلني أُصابُ بالمرض بسببك.. أنت مـاذا؟! هيا تكلم )) قال سليم بسرعة بعدما احمر وجهه كثيراً (( أنا أُحِبُ )) أخذ أكرم ينظر إليه بدهشة كبيرة جداً، ثم انفجر ضاحكاً بصوت عالي، و استمر في الضحك طويلاً فأخذ سليم ينظر إليه و الشرر يتطاير من عينيه و بحركة سريعة أمسكه من قميصه و رفعه عالياً -و قد كان سليم أطول و أقوى من أكرم- و قال له غاضبا (( أتَسخَرُ مني يا أكرم؟!!.. حسناً الآن سأُعلمك معنى السخرية من مشاعر الآخرين )) ورفع سليم قبضته اليسرى لكي يضربه بها و لكن أكرم صرخ بتوسل (( أرجوك يا سليم اتركني.. لم أكن أقصد السخرية منك.. أنزلني و سأفهمك كل شيء.. إنك تقطع أنفاسي.. سأموت إن لم تتركني )) تركه سليم و قال له (( هيا تكلم و إلا ستلقى ما لا يعجبك )) أصلح أكرم ملابسه ثم عدل من جلسته و قال (( أولاً،.. إذا أردت إستعراض عضلاتك فإفعل هذا بعيداً عني، ثانياً،.. بصراحة لقد اندهشت كثيراً، سليم أكبر العمالقة في عالم المال يحـــب! كيف و متى يا رجل؟! كم من امرأة جميلة تمنت و لو نظرة واحدة منك يا سليم، و كم من امرأة لاحقتك سواء كانت أميرة أو ابنة واحد من الأثرياء في ايطاليا و أنت لم تكن تبالي.. و الآن و بكل بساطة الرجل الحديدي ذو القلب الصخري يأتي و يطعن قلبه بخنجر ذهبي و يفتت الصخرة العالقة في صدره و يحــب.. أن هذا رومانسي جدا.. أكيد أن الصحافة ستتابع أنباء هذا الحب الأسطوري لسليم عبد الوهاب )) قال سليم بعد أن نفذ صبره (( إن لم تكف عن سخريتك و كلامك الذي لا فائدة منه يا أكرم فأقسم أن أحملك و أرمي بك من السطح و بذلك أستريح من لسانك الطويل يا ثرثار.. أي قلب و أي صخر تتكلم عنه؟! و ما هذه التفاهات التي تهذي بها؟! أريدك أن تساعدني بعد أن فتحت هذه المرأة الجميلة قلبي للحب لأول مرة.. ثم من الذي أخبرك أن من يملك الأموال الكثيرة لا يستطيع أن يحب مثل باقي البشر؟؟ إن لي قلباً مثلك و أنت تعرف أن أموالي رغم كثرتها فهي آخر هم لي في الدنيا )) قال أكرم وهو يكتم ضحكته بقوة (( أنت تحــــب.. أنا لا أصدق أبداً يا سليم، حتى لو نفذت تهديدك و قمت برميي من السطح فلن أصدق.. هل تعرف؟ أنت مجنون كبير )) قال سليم بأعلى صوته و هو يقف و يرفع يديه عاليا كأنه سيطير (( أعـــرف.. و لكن هذا لن يغير في الأمر شيئا، فأنا لا أجدني إلا و أنا أصرخ بكل جوارحي نعم.. نعم أحبـــها يا أكرم، أحبــــــها ... أحبــــــــــــها، لا أعرف ما الذي فعلته بي و لكني أحبها أكثر من أي شيء في حياتي، لقد حركت في قلبي كل ما أحس بداخلي و كل ما حدث لي من مصائب حينما رفضني أخوتي و عندما رأيتُ فيها ذلك الفيض الدافق من الحزن العميق الممزوج بروح جميلة داخل عينيها الرماديتين هانت علي مصاعب الدنيا.. )) ثم جلس و أكمل (( المهم المطلوب منك معرفة من تكون يا فالح.. و إلا سوف أطردك أيها الثرثار.. و المعلومات التي عندي مواصفاتها فقط )) قال أكرم (( حسناً.. سأفعل ما تريد فقل لي الآن مواصفاتها و أين رأيت حورية البحر التي حطمت أسطورتك العالمية يا سيد سليم؟ )) قال سليم بثقة و بساطة (( لقد رأيتها أمس في السوق )) نظر إليه أكرم لبضع ثواني ثم قال له بدهشة (( نعــــم ؟! رأيت بالأمس شابة في السوق و اليوم تصرخ بصوت سمعه جميع أبناء البلدة أحبها.. بالتأكيد لقد فقدت عقلك و لكن ماذا أقول )) ثم ابتسم وأكمل (( هيا أخبرني ما هي مواصفاتها و بسرعة قبل أن أغير رأيي و الحمد لله الذي هداكَ للزواج أخيراً.. هيا تكلم بسرعة يا عاشق )) قال سليم و عيناه شاردتان و كأنه يراها تقف أَمامه (( إنها متوسطة ليست قصيرة و لا هي بالطويلة جداً.. لها عينان رماديتان كبيرتان و شعرٌ أسود طويل.. وهي جميلة جداً ذات ملامح واضحة و بشرة بيضاء بلون الثلج و لا أعرف لما لم يطلقوا عليها اسم بياض الثلج )) قال أكرم (( يا للروعــة!! عاشق و شاعر أيضا.. إذن لنجمع لون عينيك الزرقاوان مع عينيها الرماديتان و سيكون للسعادة طعم رائع.. و على العموم كيف سأعرفها من هذه المواصفات يا سليم؟!! .. بالله عليك كم فتاة في هذه المدينة تحمل هذه المواصفات؟ .. ألا توجد لديك أي معلومات أُخرى عنها؟؟ )) قال سليم بعد تفكير طويل (( لا.. و لكن.. انتظر لحظة.. نعم لقد تذكرت.. رأيتها أمس في السوق مع حرم السيد جمال.. السيدة رحاب العادل.. نعم لقد كانت معها )) وقف أكرم من على الكرسي و قال لسليم و كأن شياطين الدنيا قد وقعت على رأسه (( هل أنت متأكد أنها كانت مع السيدة رحاب العادل؟! .. و هل نظرتَ إليها؟!! .. يا للمصيبة و أحببتها أيضاً.. و تصرخ علانية بحبها!! .. كان يجب أن لا تنظر إليها.. نحن هنا في دولة عربية و لسنا في إيطاليا يا سليم.. ماذا فعلت بنفسك؟؟ .. ألا تعلم أن جمال يرسل رجالاً يحرسون زوجته.. ألم ترهم؟؟! )) قال سليم و هو ينظر بعجب إلى أكرم الثائر (( اسمع يا أكرم لا أعرف ما الذي أصابك و لكني رأيت الرجال الذين يحرسون زوجة جمال و كان معي رجالي أيضاً.. هل تعرف تلك الفتاة؟ ... أرجوك أخبرني قبل أن أفقد عقلي )) قال أكرم بتوتر (( لا يهمك الآن سوى فقدان عقلك، إن جمال الحسيني يكره أن ينظر أحدٌ إلى نسائه و حرماته ... فهل تعتقد أنه عندما يأمر رجاله الذين تبلغ أجسادهم ضعف أجساد رجالك بضربك سوف يفعلون ذلك علانية، كلا يا رجل سيفعلون ذلك في الظلام عندما تعودُ من عملك، و لا تنسى إنك في أغلب الأحيان تخرج بمفردك من العمل يا سليم و جمال رجل غيور جداً و بمعنى الكلمة و له في هذه البلدة سطوة كبيرة و رجاله أكثر من رجالك... أتفهم؟!! )) قال سليم و عيناه تشعان بالغضب من أكرم و خوفه (( أولاً أنا لست ملكاً أو حاكما ًيهدد بالاغتيال حتى أمشي في كل مكان مع رجالي.. ثانياً أنا أستطيع حماية نفسي و لو كان حولي مائة رجل و أنت أدرى الناس بي.. و ثالثاً و هو الأهم أنا نظرت إلى الفتاة و ليس إلى رحاب زوجة جمال ثم ما علاقة جمال بالموضوع و بالفتاة أيضا؟ )) قال أكرم و هو ينظر إلى سليم و إصراره و ثقته بنفسه (( إذن أنت تعترف أنك نظرت إليها .. الحمد لله أن رجاله لم يلاحظوك و إلا كنت الآن في القبر .. حسناً سأخبرك الآن من هي هذه الفتاة التي أشعلت قلبك بالنار )) قال سليم بتفاخر (( قبل أن تخبرني .. إعلم أني تعمدت النظر إليها أمام رجال السيد جمال و لقد سألتها عن إسمها لكنها لم تجب و لم يستطع أن يفعل بي رجال جمال أي شيء فأنا سليم .. و الآن تكلم )) قال أكرم و قد نفذ صبره من تصرفات سليم اللا مبالية (( حسناً يا مغرور اسمع .. الفتاة هي ابنة أخت جمال الحسيني و اسمها مآثر ولقد تزوجت مرتين و أيضاً طلقت مرتين ، طلقها زوجها الثاني منذ 6 شهور و مات بعد عدة أيام من طلاقها ، و لديها طفلٌة من زوجها الأول.. و الآن يا مغرور هل يستطيع سيادتكم بهذا الغرور اللامحدود و الثقة الزائدة أن يذهب إلى جمال و يخطبها؟! )) قال سليم بسرعة (( نعم و لكن كم عمرها؟ )) نظر إليه أكرم بدهشة ثم قال ليتأكد مما سمعه (( ماذا قلت ؟! )) صاح فيه سليم ظنا منه أن أكرم لم يسمعه (( كم عمرها ؟ ألا تسمع أيها الأصم ؟)) اتسعت عينا أكرم من عناد سليم ثم قال باستسلام و هو يدري أن أي نقاش لن يفيد مع سليم عندما يصر على شيء (( عمرها 25 سنة و أنا أعتقد أنها صغيرة عليك فبينكما 3 سنوات و الآن هيا لننسى هذا الموضوع )) وقف سليم و صرخ من الفرح (( هذا ما كنت أبحث عنه 25 سنة بالضبط مثلما فكرت.. سأذهب اليوم لأطلب يدها )) صاح أكرم بغضب لم يستطع إخفاؤه و أسنانه تصطك ببعضها (( أتريد أن تفقدني عقلي؟! هل أنت مجنون أم أنك تحب الموت السريع؟!! )) رد سليم و هو مستمتع بالحالة التي وصل إليها أكرم (( الإثنان معاً.. و أنت ستذهب معي لكي تكون ولي أمري .. فماذا تقول يا أكرم الحبيب؟! )) قال أكرم (( لا تكن غبياً لن أذهب معك إلى أي مكان.. أنا المعيل الوحيد لأهلي و ما زلت صغيراً و غير مستعد للموت بيد جمال.. إذا أردت اذهب وحدك و لكن ضع في الحسبان عدة أشياء، أولها أنك سرقت جميع الاضواء من جمال و لذلك فهو يكرهك و ثانياً أنه إذا وافق عليك سيعمل على استغلالك بها و أخيراً أنه إذا قتلك فلن تجد من سيثأر لك أو ينتقم )) قال له سليم وهو يتحداه (( أنا لا أحتاج مساعدة منك سأذهب إلى "مستر" جمال لوحدي و سترى أنني كالعادة سأحصل على ما أريد )) رد عليه أكرم (( حسناً إذهب إليه و لكن اعلم أنه سيقتلك بمجرد أن تقول له "مستر".. أنا ذاهب فلدي الكثير من الأعمال )) وقف سليم أمامه و هو يضحك ثم قال (( هيا يا أكرم .. لا تنظر إلي بغضب هكذا أعلم أنك تود أن تشتمني و تضربني .. نحن ما زلنا أصدقاء رغم عصبيتك الزائدة و أعدك عندما أتزوجها و أُريك ذلك سأضربك لأنك لم تصدقني و إعتبرتني مجرد لاهي يريد أن يلعب مع إمرأة جميلة سنرى من سيضرب من في النهاية )) قال أكرم (( ابتعد عني واعمل ما بدا لك فلا دخل لي بمجنون مثلك )) و بينما كان أكرم يهم بالمغادرة أحس سليم بيدين ناعمتين تتعلقان بعنقه فقال بفرح شديد (( أخيراً وصل من سيذهب معي.. كيف حالكـ يا أرق إنسانه بين البشر؟ )) فقالت أخته صبا و البسمة تعلو وجهها الجميل (( بخير و لكن إلى أين سنذهب يا أوسم و أكرم الرجال؟ )) قاطعهما أكرم وهو يقول لها قبل أن يذهب (( أرجو أن تُعقلي العاشق الولهان و أعدكـ بأن أكون أكرم منه و سأعطيكـ ما تريدين من نقود يا آنستي الرقيقة )) جلست صبا بجانب سليم و قالت له (( هيا أطلب و تمنى يا أخي الحبيب )) قال سليم و هو يتصنع الجدية و الإهتمام أمامها (( أخبريني يا أختي العزيزة ما رأيكـ في امرأة شابة، جميلة، مهذبة، رقيقة، و مطلقة طرقت باب قلبي و حركت مشاعري و جعلتني أحبها )) قالت صبا بسعادة (( تحــب! .. أنت تحب يا سليم! طبعاً يا شاعر.. أولاً السمات الحسنة ثم تقول بأنها مطلقة .. أنا سعيدة جداً لأنك اخترتني حتى أعلمك البروفات الأساسية الخاصة بالزواج و أولاً التقدم للخطبة و ألف مبروك مقدماً )) رد سليم و هو يضحك على أفكارها (( مهلاً مهلاً.. و لماذا الاستعجال؟! أنا طلبت رأيكـ و لم أطلب مشاكلكـ، فأنا لست فأر تجارب لبروفاتكـ يا آنسة صبا )) ردت عليه بسرعة (( و لم لا استعجل.. اسمع كلامي و ستفوز بها و إن لم تستمع لي فأنا متأكدة أنها سترفض و لكن أخبرني من هي هذه الجميلة التي سلبت عقلك؟ )) ابتسم سليم ثم قال بخجل (( إنها مآثر ابنة أخت جمال الحسيني )) ثم تنهد و قال (( و لكن هل تعتقدين أنها ستقبل بي؟ و هل سيقبل خالها المعقد أن يزوجها لي؟! )) قالت صبا (( و لماذا لا يقبلون بك؟! أين سيجدون لها رجلا بصفاتك و طيبتك و حنانك و وسامتك؟ اطمئن ستتزوجها شاء جمال أو أبى )) ...

 
 

 

عرض البوم صور الغالي المزيون   رد مع اقتباس
قديم 03-12-10, 08:33 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 203983
المشاركات: 22
الجنس ذكر
معدل التقييم: الغالي المزيون عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الغالي المزيون غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الغالي المزيون المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

الجــــــــ 3 ـــــــزء:

و في ليل ذلك اليوم كان جمال ينتظر في مكتبه وصول ســليم عبد الوهاب بعد أن اتصل به هاتفياً و أعطاه جمال موعداً بعد صلاة العشاء، و بينما كان ينتظر دخلت إليه رحاب و قالت له و هي ترى أنه مشغول البال (( ماذا بك يا جمال؟ ما الذي تنتظره؟! أراك مهموماً جداً و كأن مصائب الدنيا كلها على كتفيك )) نظر إليها جمال نظرة طويلة ثم قال (( إنه جبل من الهموم يا رحاب.. إنني فعلاً أنتظر شخصاً مهماً و بالتحديد آخر شخص أتوقع أن اسمح له بدخول بيتي )) قالت له رحاب وهي تبتسم (( و من هو هذا الشخص القوي الذي أرهب جمال الدين الحسيني و الذي أرى أنه يحسب له ألف حساب؟! )) رد عليها جمال و عيناه تنظران إليها بتفحص ليرى ردة فعلها (( إنه سليم عبد الوهاب.. إنه الرجل الذي مسح صوري من كل الجرائد و المجلات.. الرجل الذي حرمني من كل الشهرة التي كانت تحيط بي و بشركاتي و محلاتي في خلال أسبوع واحد فقط.. و أنا أحس أنه سيجردني من كل قوتي وسطوتي في خلال معركتنا هذه.. لقد أدعىّ هذا الرجل أنه يجمع من ناحية الأخـوة بين النقيب خالد و الدكتور حسام و تلك المزعجة صاحبة المشاكل صبا من ناحية الأب، و بينكـ أنت يا رحاب و طارق من ناحية الأم.. لقد اتصل بي هاتفياً ذلك الوقح و لا أعرف لماذا أعطيته الموعد و لماذا وافقت على طلبه بمقابلتي؟!! )) قالت له رحاب مدافعة عن سليم (( إنه لم يطلب منك سوى موعداً للقائه فلماذا تنعته بالوقح يا جمال ؟! )) قال جمال بغضب و هو ينظر إليها (( لأنه سأل عنكـ )) نظرت إليه بدهشة ثم قالت (( نعم!! ماذا تقول؟! إنه أخــي.. هل نسيت ذلك؟؟ )) قال جمال بخبث واضح (( لا لم أنسى.. و لكن يجب أن تعلمي أنه لا يملك أي دليل على كلامه.. مجرد رجل مدّعي جاء و قال أن أمه التي أشرفت على تربيته اعترفت له أنها ليست أمه الحقيقية و عبد الوهاب ليس أباه، بل إن أباه أحمد الأحمد و أمه أمنية التي هي أمكـ.. و أن هذه المرأة الغبية التي قامت بتربيته، أخذته من المنزل الذي كان يسكن فيه مع والديه بعد ما اختلفا و رفض أيّ منهما أن يقبل به و تركاه و هو طفل رضيع.. و بالطبع هو لا يملك وثائق تدل على كلامه و كلام أمه التي كانت تعمل مجرد خادمة في المنزل.. و بعد 28 سنة يظهر لنا سليم هذا بكل هذه الأموال.. فمن أين حصل على كل هذا المال و الثراء؟ )) ردت عليه رحاب مهدئه له (( الأموال لا تهم يا جمال.. فهناك مائة طريقة لكي يحصل عليها، فلا تنسى أن والده عبد الوهاب كان من أثرى أبناء زمانه لولا النكسة التي أصابته بسبب الحرب فاضطرت زوجته لكي تعمل في المنازل و لكنه عاد و ورث من أحد أقاربه ثروة طائلة أكبر من ثروته السابقة فرفع زوجته إلى العالي و أخذ معها سليم.. أما عن نعتك لأمه بالخادمة فهذا يختلف.. أتحب أن ينعت أحد أمك بالخادمة لأنها أشرفت على تربية أحد الأيتام أو المحتاجين.. حرامٌ عليك ما تقوله في حق تلك المرأة.. لا تنسى أن عبد الوهاب يستطيع أن يجعلها أميرة لو أراد و أنها أنجبت رجالاً يشد بهم الظهر فلقد سمعت أن ثلاثة من أبنائها تجارٌ ناجحون و لا أعتقد أن أولادنا سيصلون إلى ما وصل إليه أولاد تلك المرأة المسكينة و تذكر أن سليم منذ ثلاثة أيام قد ضرب رجلاً حتى أسقط له أسنانه الأمامية وأدخله المستشفى بسبب أنه قال عن أمه خادمة و لا أعتقد أنك تحب أن تواجه المصير نفسه )) رد عليها جمال بعصبية و صوت عالي (( ماذا تقصدين أنها أنجبت رجالاً أو لسنا رجالاً مثلهم؟!.. بل نحن أحسن منهم فنحن نستفيد من علمنا في وطننا أما هم فيستفيدون من خبراتهم في إيطاليا البلد الأجنبية.. و أنا لم أنعت أمه بالخادمة من عندي، فهي فعلاً كانت خادمة حيث كانت تعمل في بيت أحمد و زوجته و لا أعرف لماذا أقدم رجل بمركز عبد الوهاب على الزواج بمثلها.. ولكن سليم هذا بالنسبة لي ليس سوى وقح و مدّعي.. و لا تقولي لي مرة أخرى أنه أخوكـ حتى يأتي بالدليل.. هل فهمت؟! )) قالت رحاب بحزن شديد (( و لكن من أين له هذا الدليل؟! حرام أن يظل يبحث عن شيء لا وجود له.. ثم أنه لا يوجد دليل سوى العم أحمد و أمي أمينة )) قال لها جمال ونبرات التهديد في صوته (( حسناً يا رحاب لننتهي من هذا الموضوع.. والدتكـ متوفاة منذ سنة و أحمد متوَفي منذ سنتين و لا توجد في السابق شهادات زواج و أكيد أن الذي زوجهما مات قبلهما بعشرات السنين.. و لكن مهما حصل تذكري.. أن سليم ليس أخاكـ سواء أردت ذلك أم لا.. و الآن اذهبي لأني اسمع جرس الباب و لا تكلميه و إلا..... طبعاً أنت تعرفين ماذا سيحدث لكِـ و له.. هيا اذهبي )) و ذهب جمال ليفتح الباب و عندما فتحه وجد أمامه سليم لأول مرة.. كان سليم أطول منه.. ذو شعر أشقر كثيف و عينان زرقاوان و وجه وسيم و ابتسامه جذابة.. و استغرب جمال من جماله الباهر و نظرة الطيبة التي تملأ وجهه و فمه و عينيه.. ثم قطع عليه سليم صمته وقال له (( ماذا بك يا سيد جمال؟ أهذه أول مرة ترى فيها رجلاً أشقرا و وسيما مثلي؟! مرحبـــاً.. أنا سليم عبد الوهاب أو بالأصح أنا سليم أحمد الأحمد و ما أمامك هو الدليل على أنني ابن أحمد.. فأولاده يتميزون بالوسامة مثلي )) و مد سليم يده ليصافح جمال و لكن جمال لم يأبه له و لم يمد يده و إنما قال بسخرية (( حسناً يا ابن... آآآه هل أقول ابن عبد الوهاب أيها الأشقر الجميل أم أقول ابن أحمد الأحمد يا أجمل أبناءه؟؟! هذا ليس دليلاً على أنك ابنه فأولاده لا يملكون مثل هذا الجمال المبهر.. و خالد و حسام لن يصلا إلى وسامتك مهما حاولا و أنت لا تشبه أي واحد منهما لذلك يجب أن تنسى هذا الدليل )) رد عليه سليم بسخرية (( و ما رأيك بصبا؟! )) قال جمال بحنق شديد (( و ما دخل هذه المزعجة الآن؟ هذا كلام بين الرجال و لا دخل للنساء بحديثنا أبداً )) قال له سليم شارحاً (( و لكنها أختي الوحيدة من أحمد و هي أصغر أخواني وأيضاً شقراء و لها عيون زرقاء و أهم من ذلك لن ننسى الجمال و الجاذبية اللا محدودة و الرقة و اللطف.. فلذلك يمكنك أن تعتبرني ورثتُ أختي الصغيرة في الجمال.. و لذلك أيضاً أنا ابن أحمد الأحمد.. و لكن هذا غير مهم الآن.. ألن تدعوني للدخول بما أنك ترفض مصافحة سليم عبد الوهاب؟ أم أنك متعود على استقبال ضيوفك أمام الباب دائماً يا سيد.. )) قال له جمال بعصبية (( أنا جمال و لا يهمني سليم عبد الوهاب و لا سخفه و حماقته و لا أيضاٍ شهرته و أمواله.. هيا ادخل قبل أن أغير رأيي و أطردك )) قال سليم بخبث تعمد إظهاره (( و من تكلم الآن عن الشهرة و الأموال و الأضواء يا مستر جمال ؟!! )) توقف جمال و نظر إليه بتفحص من قمة رأسه وصولاً إلى قدميه و قال له بهدوء غريب (( لو سمحت ابتعد عن لغتك الأجنبية و تذكر أنك في دولة عربية لذلك نادني بالسيد جمال و لا تقل لي "مستر" فهذه الكلمة لا تعجبني )) و سبقه إلى الداخل و عندما دخل سليم رأى رحاب و عرفها، فذهب و وقف مواجهاً لها ثم ابتسم و هو ينظر لها بحنان و قال (( كيف حالكـ يــــا..... يا أختي، لقد كنتُ أتمنى أن أراكِـ و أتعرف عليكِـ منذٌ زمن طويل.. و أنا أعتقد أنكِـ سيدة عظيمة جداً )) و مدّ يده لكي يصافحها.. فنظرت رحاب إلى جمال و لكنه أشار لها أن لا تصافحه، فعارضته و رفعت يدها لتصافح سليم لولا أن نظر إليها زوجها هذه المرة بقسوة شديدة، و قبل أن تلمس يدها يد سليم صفعته بقوة في يده و قالت له بعصبية (( ابتعد عني.. أنت لستَ أخي.. ابتعد و اذهب من هنا... )) و ركضت إلى غرفتها و أغلقت الباب خلفها بقوة، فنظر إليها سليم بكل حزن و ألم، و كان صدى صوت إغلاق الباب يتردد في أذنه بشدة.. فبعد الذي سمعه عنها توقع أن تكون مختلفة عن إخوانه من أبيه الذين رفضوه بشدة -ما عدا صبا طبعاً- فقال سليم و الحزن يعتصر قلبه (( لمـــــاذا؟!! لماذا فعلت ذلك بي ؟ ما الذي قلته لها؟! )) رد عليه جمال بشماتة شديدة (( إنها تريد دليلاً قاطعاً على أنك ابن أمها و لست... و لست لقيطا أو ابن... قد جار عليك الزمن و وقعت في يد امرأة.. آه ماذا أقول؟!! هيا يا سليم أنت تعرف.. تلك المرأة التي قامت بتربيتك )) رد عليه سليم بغضب لا مثيل له و بصوت مرتفع (( امرأة ماذا يا جمال؟! أتعاير أمي.. أما علمت أن من يعايرها يكون مصيره الموت في قاموسي.. لقد تكلموا عن سطوتك و لم يتكلموا عن سطوتي.. و تكلموا عن قوتك و لم يتكلموا عن قوتي.. و لكنهم تكلموا عن قسوتي و لم يذكروا قسوتك.. إنك لم تجرب قوتي و سطوتي و ... قسوتي بعدُ يا جمال.. أنا لم أعد لبلدي إلا لأثبت لأمثالك من الناس أن أمي أشرف من عرفتُ في الدنيا.. و العمل لم يكن حراماً أو عيباً ما دام شريفاً.. و اعلم يا جمال أني لا أسامح من يعاملني هذه المعاملة أبداً حتى و لو كانت أختي.. لذلك قررت.. )) رد جمال بخوفٍ لم يستطع إخفاءه بسبب غضب سليم المفاجئ (( قــررت؟!! مـا.. ماذا قررت؟؟! )) جلس سليم ثم قال بصوتٍ هادر فيه نبرة ثقة و تهديد واضحة (( سأنتظرك يا جمال.. سأنتظرك حتى تموت.. أتفهم ماذا أعني؟؟ سأكون كريماً معك و لن أقتلك.. بل سأنتظرك لأني علمتُ من أطبائِك بأنك مصاب بالضغط و بضعفٍ في شرايين القلب، و رغم سنك الصغير إلا أنك معرض للموت في أية لحظة و أنا لا أرحم من يعاملني هكذا في بيته و لكن لمكانتك الخاصة سأنتظرك حتى تموت و بعد موتك بضربة واحدة سأستولي على جميع أموالك و سأكون كريماً معك للمرة الثانية لأني سأدخل أولادك إلى مدارس داخلية في روما بإيطاليا و عندها سينتظرهم سليم مع كل وسائل الراحة و سأربيهم بعيداً عن هنا في إيطاليا و تحت إشراف رجالي.. ثم سأنتقل إلى أهم جزء في حياتك.. أختي الغالية رحــاب.. زوجة أكبر تاجر في المدينة.. أقصد ستكون في ذلك الوقت أرملة.. أرملة أكبر تاجر في المدينة )) و توقف ليلهث ثم قال بغضب أكبر و بعيون يشع منها العزم و الإصرار (( زوجتك سأجعلها خادمة لزوجة المستقبل )) رد عليه جمال بغضب و هو لا يصدق ما سمع منه (( ماذا تقول أيها الوقح؟! )) ابتسم سليم ابتسامة لم ترق أبداً لجمال ثم قال له (( نعم يا جمال.. صدق ما سمعت.. سأجعلها خادمة لي و لزوجتي الغالية التي سأحصل عليها منك سواء شئت أم أبيت.. سأجعلها تربي أولادي و تخدم في بيتي و عندما يكبر أولادك، سيتكرر كرمي للمرة الثالثة حينما سأحكي لهم قصص أمجاد والدهم، ثم بعد أن يبلغوا سن الرشد سأريهم والدتهم و سأرفعها بإشارة واحدة مني إلى سيدة في المجتمع، بل أميـــــــرة.. و عندها سيكون أولادك في نفس موقفي هذا و سيحسون بنفس الإحساس الذي أمر به الآن منك و سترى أن سليم عندما يريد أي شيء، يحصل عليه مهما كانت الصعاب )) اِتسعت عينا جمال من شدة الدهشة و الاستغراب و هو غير مصدق لما قاله هذا الغريب في بيته فقال له (( كيف تجرؤ على قول كل هذا الكلام يا حقير؟!! اسمع جملة واحدة و لا غيرها.. قل ماذا تريد مني ثم اذهب من هنا و لا أريد أن أرى وجهك البغيض مرة أُخرى.. هل فهمــت؟؟ لا أُريد أن أرى وجهك و إلا قتلتك )) رد سليم بسخرية (( ليس مثلك يا ضعيف من يهددني بالقتل.. و على العموم يا سيد جمال أعتقد أنك ستراني دائماً )) رد عليه جمال بسرعة و عصبية (( هيا قم من على الكرسي و قل ماذا تريد بسرعة فلقد نفذ صبري )) قال سليم وهو ينهض و عيناه تُشعان بالثقة و الإصرار (( مــــآثر ابنة أختك )) نظر إله جمال بدهشة كبيرة هذه المرة ثم قال (( نعـــــم؟! .. ماذا قلـــت؟؟! .. لم أفهم..!! )) قال سليم ببرود شديد (( أُريدُ مآثر زوجة لي على سنة الله و رسوله و أعدك أن أكون لابنتها مثل والدها و أن أُحسِن معاملتها و..... )) قاطعه جمال قائلاً بغضبٍ شديد (( اخــــــرس.. هل أنت مجنون؟!! أبعد الكلام الذي سمعته منك، تريد أن تتزوج ابنة أُختي؟؟ .. أنا جمال الدين الحسيني الذي يخافني كل من يسمع بي قبل أن يراني تقول لي هذا الكلام كله، و من ثم و بعد أن أهنتني تأتي و بكل برود لتطلب أن أُزوجك ابنة أختي!! هل أسمي هذا شجاعة أم وقاحة؟! اخرج من بيتي و لا أُريدُ أن أرى وجهك مرة أُخرى.. هيا اخرج فلقد أفقدتني أعصابي )) نظر إليه سليم و قد نفذ صبره من المجادلة بينهما ثم قال (( هي لها الحق بأن ترفض و ليس أنت يا جمال )) قال جمال بغضب (( رفضي قاطع.. ثم أنا لا أُشاور النساء.. اخرج الآن قبل أن أطلب الشرطة.. اخرج و لا تعد إلى بيتي و لا تفكر أبداً في مآثر.. لا تفكر بها أبداً )) قال سليم و هو يحس بالضجر (( حسناً سأخرج و لكن اعلم بأني لا أُحب إعادة كلامي أبداً و لكني سأعيده هذه المرة لأنك ربما تجمع فقدان السمع مع كل تلك الأمراض العديدة التي لديك.. يا عمي المستقبلي.. ألم أكلمك عن زوجة المستقبل التي سأحصل عليها منك سواء شئت أم أبيت؟ .. فأنا لا أنتظر موافقتك و أيضاً قلت مائة مرة أنا سليم عبد الوهاب أحصل على ما أشاء عندما أُريد و مهما كانت الصعاب.. أنا الآن ذاهب يا سيد جمال و بما أنك رافض لفكرة زواجي من مآثر سأرجع و ربما سأكون في حياتك شيء أساسي منذ الآن.. ستراني في كل وقت من حياتك، و في كل أحلامك، و سنلتقي في العمل، و في المسجد، و السوق، و في كل مكان تذهب إليه، لن تخرج من البيت إلا و ستجدني كالظل لك يا جمال إلا... إلا عن طريقتين سوف تتجنبي و تتخلص مني.. إما أن توافق على زواجي أو أسمع من مآثر بنفسها أنها ترفضني و لا تريدني و أُريد سبباً مقنعاً لرفضها، و يجب أن تعلم يا جمال أنني تربيتُ في منزل عبد الوهاب على ملاعق من ذهب و لن أتركها لأني أُحب الذهب، و الأحسن لك أن تخدم رحاب القريبة بدلاً من خدمة الغرباء.. إلى اللقاء الآن و كفاك ما لقيت مني.. و سنرى من سيفوز.. أنا أم أنــت ))


و بعد يومين من تلك المواجهة الكبيرة التي حصلت بين سليم و جمال،... أُصيب جمال بألم كبير في قلبه و نقل إلى المستشفى و هو في غيبوبة تامة..




الجــــــــ 4 ـــــــزء:

و في يوم من الأيام وجد جمال نفسه في القبور فجأة و بلا مقدمات.... كان المكان شبه مظلم، و الأرض قاحلة، و الأشجار ميتة و ريح ساخنة جداً محملة بالغبار تهب على المكان فتزيده وحشة وظلمة، فمشى قليلاً و هو لا يعرف طريقه، ثم توقف بجانب أحد القبور حيث شاهد امرأة تبكي عند ذلك القبر، لقد كانت تبكي بشدة و تنتحب و ملابسها كلها سوداء، و عندما أحست به التفتت إليه، فعرفها و تفاجأ بوجودها... نعم.. لقد كانت رحـــــــاب.. فسألها بدهشة شديدة (( ما الذي تفعلينه هنا يا رحاب؟!! و على من تبكين؟ تكلمي من الذي مات؟ )) ردت عليه رحاب بحزنٍ عميق و الدموع تجرى على خذيها (( أنـــــــت يا جمال.. لقد أُصبتَ بجلطة قلبية و توفيتَ في المستشفى )) نظر إليها جمال باستنكار ثم صاح بها قائلاً (( هل جننتِ؟!! أنا أقف أمامكـ و لم أمت، و أنا الآن أُتكلم معكِـ.. أنا حي يا رحاب.. أنا حي و لم أمت.. أنا حـــــي )) هزت رأسها بقوة و هي تبكي بحرقة شديدة (( بل مت يا جمال.. أنت الآن ميت )) و أشارت إلى القبر و قالت (( أنا دفنتك بنفسي.. الجميع أصبح يخاف سليم عبد الوهاب حيث أنه منعهم من الاقتراب من جثتك، فرفضوا دفنك.. لقد قام ذلك الظالم بعد موتك بأخذ جميع أولادي مني و أرسلهم إلى مدارس داخلية بعيدة، و تزوج مآثر و استولى على جميع أموالك والأهم أنه جعلني خــــــادمة لزوجته و ابنتها يا جمال! .. أنا رحاب حرم المرحوم جمال الدين الحسيني، أكبر تاجر في المدينة نزلت من مكانتي لأصبح خادمة عند سليم!! )) قال جمال (( هذه كذبة من سليم فلا تصدقيه يا رحاب.. أنا حي و لن يستطيع أحد أخذكـ مني و لا أخذ أولادي و أموالي.. أنا حي و سأرجع لك كرامتكـ و عزتكـ يا رحاب )) قالت رحاب بحزن و استسلام (( لا فائدة يا جمال.. لقد فات الأوان على هذا.. أنا دفنتك.. لقد أصبحت من الماضي.. أنت رجل ميت الآن يا جمال.. رجل ميت )) رد جمال بصوت عالي تردد صداه في أرجاء المكان (( أنا حـــــــــــي.. ماذا تريدين حتى أثبت لكـ أني حي و لم أمت؟؟ )) و فجأة ظهر سليم ليقطع عليهما حديثهما و قال لجمال (( ألم أقل لك؟! على العموم لا تقلق.. رحاب ستخدم زوجتي حتى يكبر أولادك و أسترد كرامتي وكرامة أمي عن طريقها.. ثم أرفعها بإرادتي و بإشارة واحدة مني إلى أميرة )) ثم أشار إلى القبر و قال (( هذا قبرك يا جمال.. لقد حفرته بنفسي و قامت أرملتك بدفنك فيه.. أنت الآن من الماضي ولن يستطيع أحد أن يسترد مني ما أخذته منك بعد إهانتك لي.. لقد انتظرتك حتى توفيت ثم أخذت ما أريد )) ثم اتجه إلى رحاب و أمسك يدها بقسوة و قال (( هيا.. لا فائدة من الكلام مع الموتى، فزوجتي متعبة و تريد منكـ تنظيف البيت و رعاية الأطفال )) و أخذ يجرها وراءه بقسوة و هي تصرخ مستنجدة (( إذا كنت حيا يا جمال ساعدني.. أرجوك ساعدني و أنقذني أنا و الأولاد.. لا تجعلني فريسة لهذا المتوحش.. جمـال.. جمـــال.. جمـــــــــــال ))



نهض جمال من كابوسه المروع و الذي كان بداية لخسارته في حربه ضد سليم، و وجد نفسه في غرفة بالمستشفى و جسمه مليء بالخراطيم و آلات التغذية.. فأخذ يلهث بقوة و هو يتذكر ذلك الكابوس المخيف.. نفس ما قاله سليم عندما غضب منه.. يا له من رجل سليم هذا!!.. لماذا أخاف جمال كل ذلك الخوف؟! بل كيف استطاع؟! لقد أخذ مساحة كبيرة من تفكيره و أخذ يطارده حتى في أحلامه.. قطع عليه حبل أفكاره دخول الطبيب حيث قال له (( حمدا لله على سلامتك يا سيد جمال.. لقد تخطيت مرحلة الخطر الآن )) قال جمال بتعب واضح (( لماذا دخلت إلى المستشفى يا دكتور؟ ومنذ متى وأنا هنا؟ )) قال له الطبيب (( أنت هنا منذ ثلاثة أيام و لقد أصبت بجلطة قلبية نقلت على أثرها إلى المستشفى.. ألم أنصحك أن تهتم بصحتك و أن لا تتعرض للغضب أو الإرهاق؟ يجب أن تهتم بنفسك و إلا سنفقدك.. زوجتك تنتظر في الخارج سوف أدخلها )) و عندما دخلت رحاب كانت تبكي بشدة و حرقة مثلما فعلت في الحلم تماما، و بعد أن هدأت قال لها جمال بضعف شديد (( ماذا قال لكـ الطبيب؟ هل سأعيش؟ )) ردت عليه رحاب معاتبة له (( ما هذا الكلام يا جمال؟! طبعا سوف تعيش و لكن المهم أن تحافظ على صحتك مثلما قال الطبيب )) قال جمال بغضب (( كله بسبب سليم هذا فلولا أنه... )) قاطعته رحاب و هي تبكي قائلة برجاء و توسل (( أرجوك يا جمال.. أرجو أن تنسى سليم هذا.. فهو سبب كل المصائب و لولاه لما أصابك ما أنت فيه الآن )) قال جمال بعصبيته المعتادة (( كيف أنساه؟! .. أنت لم تسمعي الكلام الذي قاله و لا التهديد الذي وجهه لي هذا الـ... ، ثم أنسيت مآثر.. ماذا لو علمت أنه تقدم لخطبتها و وافقت، لكنت مت من الحسرة عندما يحصل هذا المتكبر المغرور علي ما يريده )) قالت رحاب بعد تردد (( مشكلة مآثر لها حل.. صحيح أنه وقت غير مناسب ولكن يجب أن أفاتحك بالموضوع )) قال جمال باهتمام (( أي موضوع؟ )) ردت عليه بسرعة (( موضوع زواجها.. فبما أنك ترفض زواجها من سليم و حتى تقطع عليه الطريق، زوجها لأخي طارق.. إنه بمثل عمرها.. و هو طيب القلب، و هو كما تعلم مهندس معماري و راتبه معقول و لديه منزل كبير يتكون من طابقين و هو مستعد أن يتزوجها و يربي لها طفلتها.. أعتقد أن هذا حل مناسب لجميع مشاكلك مع سليم، فمنها أنك سوف تنساه و تهتم بصحتك، و منها أنك سوف تغيظه بتكسير كلامه و عدم الاهتمام بتهديداته )) رد عليها جمال بدهشة (( هل أنت مجنونة أم أنكـ فقدتِ عقلكـ و أنت ما زلت في الثلاثين من عُمركـ؟! كيف تريدين مني أن أُزوج اِبنة أُختي من أخيكـ؟ ثم ألا تعرفين أن سليم عندما يعلم بذلك سيحاول أن يقتل طارق، فسليم يحبها كما يقول.. و أنا من ناحيتي، الأهون عندي أن أزوجها حارس المنزل و أحل مشاكلي دون تدخل امرأة بلا عقل مثلكـ )) قالت رحاب (( كيف أكون بلا عقل؟ آآآه .. أم أن أخي ليس في مقامكم يا سيد جمال؟! )) قال لها جمال شارحاً (( أيتها الحمقاء.. بالله عليكـ، كيف ترضين لتلك الوردة المتفتحة بأن تتزوج واحداً مثل أخاكـِ؟!أنسيتِ أنه يركض وراء النساء مثل المجنون، و أن له صديقات كثيرات وهو لعوب و لا يؤمن من جانبه.. ثم انه أخ سليم و لن أرضى أنا أصلاً بذلك لأنني أعتبرها إهانة لي أن أُزوجها شخص يقربُ لسليم و لعوبُ أيضاً و لا يحافظ على أمواله.. أنسيتِ أنه في كل شهر يبدد راتبه في أسبوع، ثم يأتي ليقترض منكـِ و لا يرجع لكـِ أموالكـ... هكذا و هو عازب، فكيف بالله عليكـِ إذا تزوج مطلقة ولديها ابنه؟!! لن أرضى بذلك أبداً )) قالت رحاب غاضبة (( الآن أصبح طارق أخاً لسليم؟؟ أين الدليل الذي كُنتَ تنشده ؟! )) رد جمال بعناد (( لم أعد أُريد أية أدلة، فنحن الآن لسنا في نسبه و إنما في موضوع زواجه )) قالت رحاب محاولة إقناعه (( بالنسبة لطارق فأكيد أنه سيتغير بعدَ الزواج، و عندما يرى المسئوليات تتوافد على رأسه سوف يعقل.. أنا أكيدة من هذا أنت جرب ولن تخسر شيئاً )) قال جمال بإصرار (( أنا لن أنتظر حتى أخسر.. لقد وجدتُ الحل.. سأزوجها من ساعدي الأيمن منيـر )) صاحت رحاب (( هل أنت مجنون!! منير يجمع بين زوجتين!! )) قال جمال بعناد (( حسناً.. حسناً.. سأجد لها حلاً.. و سأزوجها شخصاً غير منير و لكن ليس سليم و لا تأتي لي بسيرة طارق، فأنا أرفضه رفضاً قاطعاً هل تفهمين؟ ))


و بعد يومين خرج جمال من المستشفى، و أقامت رحاب حفلة صغيرة بهذه المناسبة، و قامت بدعوة أقاربها و أ قارب جمال فقط...


الجــــــــ 5 ـــــــزء:

كانت الحفلة رائعة جداً و لا يعكر صفوها شيء، و كانت رحاب تقف بجانب شقيقها طارق و هي تقول (( هيا تحرك يا غبي.. أنظر إلى مآثر.. ما أجملها و ما أروع فستانها.. تحرك قبل أن يسبقك أليها أحد )) رد عليها طارق بضجرٍ شديد (( هل علي أن أُقبل قدميها حتى ترضى عني.. إنها تصدني في كل مرة عندما أذهب إليها، أو حتى أُحاول فيها أن أُكلمها.. أنا لا أُنكر أنها جميلة جداً و أنها قد أعجبتني و لكن لا تنسي أنني لم أتعود الصرف على غيري، فما بالكـ بزوجة و معها طفلتها، ثم أنا لا أحب الأطفال و نقودي لا تكفي لنهاية الشهر، و أنت تعرفين أني أحب السهر حتى وقت متأخر من الليل، فهل سترضى بذلك؟ لا توجد امرأة في العالم ترضى على سهر زوجها و خير دليل هو أنت و المشاكل التي تفعلينها عندما يتأخر جمال حتى الساعة الحادية عشر.. أنت تعلمين جيدا يا رحاب أني أعود من عملي قرابة العصر وأنام إلى الليل حيث أبدأ في السهر حتى الصباح و بصراحة هذا يعجبني و لا أود تغير روتيني أبدا، حتى ولو كان من أجل الأميرة مآثر.. ثم لا تنسي أني لو اختلفتُ معها في أي شيء و ضربتها فسوف يرجع لي زوجكـ كل ضربة بألف سوط على ظهري.. فلذلك أولا أعطني حلا لكل هذه المشاكل ثم فكري في زواجي من صاحبة أجمل وجه و أحلى شفتين )) قالت رحاب مؤنبة له (( ما هذا الكلام التافه الذي تقوله؟ لذلك هي ترفضك يا أحمق! المرأة منا إذا أرادت رجلا بعينه فهي تحب أن يركض ورائها.. ثم من قال لك يا جاهل قبل قدميها.. لديك يدها قبلها كما تشاء ولكن من وراء جمال، حتى لا تموت قبل أن تتزوجها و تقتلني معك.. و من حيث الصرف عليها و على ابنتها فأنا لدي الكثير من الأموال و سأعطيك حسابا في البنك بمبلغ كبير يمكنك أن تتاجر به و تزيده و من ثم تصرف عليها.. و أما مسألة السهر في الليل فأنا متأكدة أنك ستنساه بعد قضاء شهر العسل مع مآثر، و أما أصحاب السوء فعليك بنسيانهم حتى لا ينسيك جمال من هو طارق و توقف عن دخول الملاهي و مصادقة النساء الفاسدات حتى يرضى عليك.. و أما الضرب فنسيانه أفضل و إن فعلته فلكل امرأة أسلوبها و لا أعتقد أن مآثر ستحب خراب بيتها و هي لن تشتكي لجمال لأنها تعلم أنه لا يحب أن تشتكي له امرأة من زوجها )) و فجأة سمعت رحاب و طارق من خلفهما صوت تصفيق حار، فالتفتا فإذا بسليم و هو بكامل أناقته وقد أخذ يصفق و يبتسم بسخرية، ثم قال باستهزاء (( رائع.. رائــع.. تخطيط لن يكتشفه جمال نهائيا يا رحاب.. الآن فقط عرفت كيف استطاع هذا الأبله طارق دخول الجامعة و الخروج منها على شكل فارس يحمل سيف الهندسة و هو يركب على حمار منقط.. أين جمال الحسيني حتى يسمع كل هذا الكلام.. لقد كنت متأكدا أن هذا الرجل ستكون نهايته على يد إمرأة، ولكني لم أعلم أنكـ ستكونين هذه المرأة.. و كما يقولون وراء كل رجل ميت امرأة مفكرة.. ألم يهن عليكـ أن ينجو من الجلطة القلبية حتى تقدمي له أخرى دماغية أم أنكـ تريدين أن تصلي إلى نهايته بسرعة؟ )) ثم توقف ليرى الدهشة تعلو وجهيهما فقالت رحاب لطارق (( اذهب من هنا و دعنا لوحدنا )) ثم التفتت لسليم و قالت له و أسنانها تصطك من الغضب (( كيف دخلت إلى هنا؟! الحراسة مشددة في الخارج و أنا منعتهم من أن يدخلوك.. ثم كيف تجرؤ على قول كل هذا الكلام؟! أنا أحب جمال و لن أتسبب في قتله، و أخي ليس أبلها أو حمارا و لقد حصل على شهادة الهندسة بتعبه و ليس عن طريقي و قد صدق جمال حين قال عنك أيها المهرج أنك أكبر وقح في العالم فأخرج من هنا قبل أن يراك و تعاوده الأزمة )) قال سليم متابعا سخريته و استهزاءه (( يا سلام.. أنت تصلحين جدا في مراكز النصح و الإرشاد.. لماذا جعلوكـ وكيلة لوزارة التجارة و هم يعرفون أن ذلك المكان لا يناسبكـ؟! و أما بالنسبة لأجوبة أسئلتكـ فهي سهلة جدا.. فأولا كيف دخلت، آه سؤال وجيه لم يخطر ببالي حين أتيت إلى هنا.. لقد اعتقدت بأنكـ قد بعثتي لي ببطاقة دعوة و لم تصل، و لكن بما أنه ليس كذلك فأعلمي أن سليم عندما يريد أن يدخل إلى أي مكان لن يردعه أحد حتى و لو كانوا جميع جيوش العجوز جمال.. و ثانيا بالنسبة إلى الكلام الذي قلته لكـ و لأخيكـ، فأنا متعود على قول ما يحلو لي و أنا لست نادما على أية كلمة و جهتها إليكـ أو إلى الصامت الواقف خلفكـ.. أنت بدأت الحرب برفضكـ لي و أخوكـ لا أعتبره ندا لي و لا أعتبره رجلا حتى يمشي ورائكـ و يحطم حياة إمرأة قد تحطمت حياتها من قبل، و تصرفاته لا تعجب جمال بنفسه فكيف بمن تريدينها زوجة له.. هل تعتقدين أنها ستعجبها؟! .. لا أعتقد ذلك.. و أخيرا، بالنسبة لخروجي فأنا لن أخرج إلا بشرط سأقوله في نهاية حديثنا )) ردت رحاب بنفاذ صبر (( هل أنت مجنون أم أنك تجرب كيف تتشاجع على امرأة؟! طارق رجل و أنت الذي لا تعتبر نداً له يا من تدخل البيوت من غير إذن أصحابها.. و الآن قل شرطكَ و اخرج من هنا قبل أن أُرسل لك رجال جمال ويحدث ما لا تحمد عقباه )) أخذ سليم يضحك عليها بقوة فأغضبها ذلك و قالت له (( أنت غير مؤدب و لا تعرف سوى الضحك على الآخرين و قول الألفاظ المهينة مع أنه لا يوجد في الدنيا من يستحقها أكثر منك.. و الآن قل ما عندك و أرحل يا.... )) قال سليم وهو يتصنع الغضب (( أتشتمينني يا رحاب؟! .. يجب أن أتلقى الشتائم منكـ بعد أن تسمعي شرطي.. و شرطي هو أن تسمحي لي برؤية مآثر.. أُريد أن أُكلمها و.... لكي أرحل بسرعة أُريد أن... أطبع قبلة خفيفة على خدها ولن يضر ذلك في شيء، أليس كذلك يا عزيزتي رحاب؟ )) نظرت إليه رحاب بدهشة لم تستطع إخفائها، ثم انفجرت في وجهه قائلة (( ماذا تقول يا حقير؟!! أخرج من بيت جمال، و اذهب لتبحث عن واحدة مثلك لكي تقبلها، فنحن لا نملك نساء من هذا النوع.. يا حرس تعالوا و خذوه من أمامي )) تثائب سليم و هو يحس بالضجر منها ثم قال لها ببرود (( لا داعي للصراخ.. اخفضي صوتكـ فأنا لم أطلب المستحيل.. فلا تنفعلي من أجل صحتكـ.. أنا عندما قلت لكـ ذلك لم أطلب الأذن منكـ و إنما أردت سماع الرد من مآثر.. كوني ديمقراطية فأنا أكره الدكتاتوريين.. هيا اعقلي و دعيني أطلب ذلك من الآنسة مآثر شخصياً، و كل ذلك لمصلحتكـ حتى لا يعلم جمال بوجودي و ينفعل ثم يموت و يا حرام أنت صغيرة حتى تترملي الآن.. و كما تعلمين هو معرض للموت عند أي انفعال.. و أنت كما تقولين تحبينه ولا تستطيعين الاستغناء عنه و أنا أيضاً أُحب مآثر و لا أستطيع الاستغناء عنها )) قالت رحاب بغضب (( أنا أُحب جمال لأنه من حقي أن أُحبه، فهو زوجي.. أما أنت فما من حقٍ في الدنيا يجعلك تحبُ مآثر )) رد عليها بإصرار و هو يشير بإصبعه إلى نفسه (( أنا زوجها المستقبلي و لي كل الحق في أن أُحبها قبل زواجنا )) قالت رحاب بإصرار أكبر منه (( أنت لن تتزوجها أبداً، و جمال عندما يشفى سوف يعلم عن مطلبك و ستكون نهايتك على يديه بإذن الله )) قال لها سليم (( كفاكـِ ثرثرة لا فائدة منها، لقد أخافني جمال من كلامكـ عنه بما فيه الكفاية.. و الآن أين مآثر؟ أُريد أن أكتحل برؤيتها )) وعندما التفت ليبحث عنها، وجدها خلفه تماماً و قد كانت جميلة جداً بفستانها الأحمر القاني وكأنه صُنع لتلبسه وحدها و لا أحد غيرها..

أتعرف أني أحبـــــــــك حقـــــــــاً
و أنك بين الجوارح تسكــــــــــــن
و أني للقياك أشتــــــاق موتــــــــاً
فيا عاذلي متى نلتقي ليسكن قلبي طيفك
مــــــــــتى نلتقــــــــــــــي؟؟؟؟...
للكاتبة: نسمة صيف

أخذ سليم ينظر إليها و يسبح في عينيها الرماديتين الحزينتين وكأن الدنيا وقفت عندهما في تلك اللحظة و كل واحد منهما ينظر لعيني الآخر......


ريحانة القلــــــــــب المهفهف من حنانك زودينـــــــــــــــي
عينـــــــــــاك توقظ في فؤادي قصة الماضي الحزيـــن
عينـــــــــــاك رائعتان مثل فراشـــــــــــة حطت على أوراق زنبقــــــــــــــــة و فاضـــــــــــت بالحنيـــــــــــن
عينـــــــــــاك لا أدري لمــاذا تزعجان هــــــدوء قلبــــــــي
تفتحـــــــــــان بــــلا مقاومـــــــة حصونـــــــــــــي
قـــد كنــــــت أزمعــــــــــت الرحيـــــــــــل صامتـــــــــــا
مـــــــن غير شوشـــــــــــرة فا فيمـــــــــــا ترجعينـــــــي
قصيدة من شريط: لأجلك أغني للمنشد موسى مصطفى

و أحس سليم في داخله بأنها خلقت لتكون زوجته، فقال لها برقة و هدوء (( مساء الخير يا أجمل و أرق و أروع امرأة في هذا الكون )) ابتسمت له بلطف، أحس معها بأن قلبه يكاد ينفجر من شدة دقاته، فقالت له (( مساء النور.. ولكني لا أُحب أن يغازلني أحد و يحدق بي كل الوقت، كما لا أحب أن تعمل المشاكل مع خالي و زوجته من أجلي كلما أتيت إلى هنا.. ألا يكفي ما فعلته بخالي حتى تأتي وتكمل عملك في زوجته وتزعجها و هي حامل.. لماذا لا تكلمني و تسمع رأيي لترتاح و تريحهم من المشاكل؟ )) ابتسم سليم من قلبه و رد عليها وقد استمتع بالكلام معها (( لا تظلميني يا أميرة قلبي فالذي أصاب خالكـِ لم يكن بسببي، إنما بسبب أنه أحس بكبره في السن و أن زوجته لم تعد تهتم به مثلما كانت في السابق فأخذ يتدلل عليها.. أما زوجته فهي أختي و أنا لا أرضى على إزعاجها، ولكنها فقط تحاول بلوغ درجة الغليان و أنا لا ذنب لي فيما تفعل.. و أما بالنسبة لابتسامتكـِ الرقيقة فهي تغنيني عن كل ما عانيته من كلام خالكـِ القاسي.. و بما أنكـِ تريدين مني أن أُكلمكـِ .. فأنا جئت هنا مع حصاني الأبيض لكي أخطفكـِ.. أُريدكـِ زوجة لي و ستكون طفلتكـِ اِبنة لي ولي الشرف بأن أطبع قبلة خفيفة على خدكـِ الناعم كالحرير ليكون هذا عنوان الموافقة و الوئام بيننا )) ضحكت مآثر لكلامه ثم ردت عليه بشيء من الصرامة و الإعجاب معاً (( أولاً،.. لقد أدهشتني بجرأتكَ الكبيرة التي لا يصدها شيء و لسانك السليط على خالي و زوجته، و تحويلك لنفسك من مرتبة الظالم إلى المظلوم.. و ثانياً،.. أنا لا أرى معك سوى بدله رسمية سوداء و أكيد أنك جئت بسيارة فأين الحصان الأبيض يا كاذب؟! .. و ثالثاً،.. من يرديني زوجة له يطلبني من خالي جمال أو من جدي.. و رابعاً و هو الأخير و الأهم،.. أنا لستُ أية امرأة تقابلها في الشارع أو الملهى حتى أدع رجلاً لا أعرفه و لا يمدُ لي بصلة يقبلني، أخلاقي و ديني لا يسمحان لي بذلك.. و أهم من ذلك كله إذا كُنت تحبني فعلاً مثلما تقول اذهب من هنا من دون قبلات أو اهانات و في المرة القادمة ارجع و أطلبني من خالي أو جدي و سأوافق عليكَ بشرط أن تلبس لباس الفارس و تحمل سيفاً و تركب على حصان أبيض جميل.. و أنا أنتظرك لوقتها أيها الفارس )) وذهبت عنه و قد تسلل حبه إلى قلبها بعد أن سمعت دفاعه عنها أمام خطط زوجة خالها و أخوها الضعيف طارق و بعد أن عرفت أنه لم يهتم لطلاقها و رأت الصدق في عينيه عندما طلب أن يكون والداً لطفلتها..

أما سليم فابتسم بارتياح ثم غادر المكان بهـــــــــدوء.......

 
 

 

عرض البوم صور الغالي المزيون   رد مع اقتباس
قديم 05-12-10, 06:14 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 203983
المشاركات: 22
الجنس ذكر
معدل التقييم: الغالي المزيون عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الغالي المزيون غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الغالي المزيون المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

ويييييييييييييييييينكم ياعرب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
توقعت ألقى ردووووووووود زينة لكن للأسف خاب ظني


 
 

 

عرض البوم صور الغالي المزيون   رد مع اقتباس
قديم 05-12-10, 06:20 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 203983
المشاركات: 22
الجنس ذكر
معدل التقييم: الغالي المزيون عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الغالي المزيون غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الغالي المزيون المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي تكملة القصة

 

الجــــــــ 6 ـــــــزء:

عندما عاد سليم إلى بيته كان الوقت متأخرا جدا، حوالي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل.. و قد كان في قمة السعادة بعد أن كلمته سارقة قلبه و ذهب ليحتفل في أحد المطاعم بهذه المناسبة و لذلك عاد متأخرا.. فأخذ المفتاح من جيبه و هو مازال يفكر بمآثر و وضعه في فتحة الباب، و عندما فتحه ودخل قليلا، فجأة سمع صرخة مدوية.. صرخة امرأة.. ليست امرأة مذعورة أو تطلب النجدة.. بل فتاة مستعدة للقتال و القتـــــل! فسقط للخلف من الصدمة و رأى سكينا كبيرة تضرب الأرض أمامه و بين قدميه.. فجحظت عيناه بشدة و هو يرى أخته صبا ممسكة بتلك السكين التي كانت ستقطعه قبل قليل لولا أن وقع إلى الخلف، فقال لها بخوف شديد و دقات قلبه تتسارع و كأنها ستخرج من صدره (( صــ .. صبـــ .. صبــــــا.. أيتها المجنونة! لماذا كنت تمسكين بتلك السكين؟! و لماذا هجمت علي؟ و أصلاً كيف استطعت الدخول إلى بيتي و كل المفاتيح معي و على حد علمي لم أنسى إغلاق الأبواب..هل لأني تأخرت فكرتي أن تقتليني؟؟ )) قالت صبا وهي تتكلم بسرعة (( لا أيها الأحمق.. عندما سمعت صوت المفتاح ظننت أن لصاً يريد سرقة المنزل، أين كنت حتى الآن؟ مللت من انتظارك، و فكرة قتلك بسبب تأخرك أعجبتني.. و لمعلوماتك هذا سيف و ليس سكين، لقد وجدته معلقا على الجدار و فكرت أنه يصلح للحماية بدلا من وضعه كزينة.. و أما عن دخولي فاعلم إنني صبا و لدي ألف طريقة و طريقة لفعل ذلك.. هيا قم أيها الجبان و ادخل و أحكي لي ما حصل بالضبط، و لماذا تأخرت؟ و لماذا رجعت من عند جمال الحسيني و رأسك ما زال في جسدك؟ و هل استطعت أن تكلم مآثر؟ و هل شتمتك رحاب؟ و هل تقاتلت مع طارق على حبيبتك؟ و هل... )) قاطعها سليم و قال لها (( لحظة.. لحظــة.. توقفي قليلا.. كيف سأجيبكـ على هذا السيل من الأسئلة؟ أيتها المتشائمة، هل كنت تتوقعين حدوث كل هذا؟! آه.. و لهذا لم تتوقعي أن أكون أنا الداخل من الباب.. و الآن بعد أن استبشرت منكـ أن تلك الأداة الكبيرة ليست سكين و إنما سيف كان بعد خطوات من شطري إلى نصفين، هل تتوقعين مني أن أجيب؟! )) قالت صبا بإصرار (( طبعا ستجيب لأنه إن كان جمال قد أرجعك برأسك فأنا سوف أجعلك تفقده.. هيا ادخل بسرعة لنتكلم )) وقف سليم و أخذ ينفض الغبار من جسمه ثم قال لها (( حسنا.. يكفيني أني لم أمت تحت يديكـ و سأجاوب على كل أسألتكـ يا فضولية )) قالت بغضب (( أنا فضولية يا متعجرف.. لن أضربك.. هيا أدخل و أعلم أنك أكبر مغرور في العالم قبل أن تتهم أحدا )) رد سليم و ما زالت آثار الخوف واضحة عليه بسبب هجومها (( حسنا يا صاحبة اللسان السليط.. دعيني أدخل و ابتعدي عن الباب أنت و سيفكـ القاطع لأني سأجاوبكـ و لكن من دون شتائم، هل فهمت؟ )) ابتعدت صبا و تركته يدخل ثم قالت له (( مهما قلت لك فأنت أخي الكبير و أعدك لن أغضب كالعادة و لن أضربك بحذائي و اطمئن حقيبتي ليست معي و لن تتلقى منها صفعة على رأسك.. هيا تكلم )) قال سليم (( و تعرفين أيضا كل وسائل الإقناع.. لا أعلم لماذا عندما تسألين عن شيء، لابد أن تتكلمي عن الضرب بالحقيبة أو بالحذاء )) جلست ثم قالت له بمرح (( لأني أعرف أنها تجدي كثيرا مع أمثالك من المغرورين الذين يعتقدون أنهم يفعلون ما يريدون وأنا شخصيا أعتقد أنك مريض نفسي و أنا الطبيبة و كل الكلام الذي سمعته كان بداية علاجك.. فهل ستتكلم أم أكمل العلاج.. )) رد عليها سليم و كأنه يغني ليغضبها (( ياااااه.. أين أنت يا جمال حتى تسمع أختي و تهزمني.. أنت فتاة مجنونة و بلا عقل و أنا أعتقد أنه مثلما ستكون نهاية جمال على يد تلك المفكرة رحاب، ستكون أنا نهايتي على يد المجنونة صبا، وكما يقولون وراء كل رجل أشقر و وسيم امرأة مجنونة )) قالت صبا و الشرر يتطاير من عينيها (( أحس أن كل أمراض الدنيا قد أصابتني منك.. لماذا لا تتكلم و تريحني منك؟ )) رد عليها محاولا زيادة استفزازها (( حتى أشفي غليلي منكـ.. لقد كدت أن تقتليني و لذلك أنتقم )) وقفت لترد عليه بغضب (( تكلم الآن قبل أن أشفي أنا غليلي و حينها فقط لن تجد من يرجع لك حقك مني )) و عندها أحس سليم بالخطر بعد أن رأى شكلها و هي غاضبة، فقال بسرعة و هو يرفع يديه لأعلى (( حسنا أنا أستسلم، فأنا أعلم أنه لن يغلبني و يهزم جمال سواكـ.. اهدئي لقد كنت أمزح فقط.. أجلسي و اسمعي ما حدث ))
وبعد أن استمعت صبا إلى القصة بكاملها قالت له و هي تصفق بفرح (( رائع.. خطواتك ممتازة و لو أنه ينقصها بعض البروفات مني.. و أيضا كنت قليل التهذيب مع أختك الكبيرة و كم كنت أتمنى من كل قلبي أن تحصل بينكما مشادة كبيرة و تضربك )) رد سليم و هو يضحك (( يا سلام.. دائما أفكاركـ هكذا.. ألم تلاحظي الفرق الكبير بين جسدي وجسدها؟ أي أن ضربة واحدة مني موجهة لها تكفي لتحطيمها، و هي حامل لذلك كانت عصبية جدا مع سليم عبد الوهاب )) قالت صبا محذرة إياه و هي تتأمله بعينيها (( عدنا للغرور مرة أخرى.. ألن تنفك منك هذه العقدة أبدا؟! أولا، أنت لست سليم عبد الوهاب و إنما سليم أحمد الأحمد.. و ثانيا، من قال لك أن النساء الحوامل عصبيات؟! لا و ألف لا.. يا غبي الحوامل هن أقدر الناس على التفكير و إيجاد الحل في التعامل مع أمثالك.. و أخيراً، إن لم تقدر أختك الكبيرة على ضربك فدع هذه المهمة للأخت الصغيرة )) نظر سليم إليها بدهشة ثم قال لها (( من أين تجدين لكل مشكلة حلاً يا صبا؟! و ما أدراكـِ أنت عن سلوك الحوامل أصلاً؟! ثم.. احم.. أنا رجلٌ مسالم و لن أعمد إلى ضربِ امرأة.. أقصد فتاة رقيقة و رشيقة و جميلة مثلكـِ.. و أيضاً أصغر مني.. لا.. لا.. هذا ليس من شيمي )) ثم قال في نفسه (( آه.. كم أتمنى أن أكسر لها عنقها.. مرة واحدة فقط تكفيني.. )) قالت له صبا بلطف (( فيما تفكر؟ بعد أن هددت رحاب و خرجت من بيت جمال سالماً يجب أن تلبي لي طلباً واحداً يا أخــي العزيــــــز.. )) استغرب سليم تحولها من الشراسة إلى اللطافة فجأة فقال لها (( تكلمي يا ماكرة.. ليس عليّ أنا.. أنا أخوكـِ العزيز؟! حسناً يا أختي القنوعة.. اطلبي و تمني و لكن طلب واحدٌ فقط و بدون مغالاة مثل العادة.. هذه المرة خففي عليّ لأنه ليس لدي سيولة مادية )) قالت له بدلالٍ أدهشه لأنها أول مرة تتكلم من دون صراخ أو غضب أو استعراض قوة (( أنت تعلم أنك ربما.... أقول ربمــــــا.. تكون أغنى رجل في البلدة، فلا أريد أن تقول زميلاتي أو يقول الناس أنك بخيلٌ مثــــلاً )) قال سليم (( شكراً يا أميرتي المتواضعة على شعوركـِ النبيل هذا، و لكن كل فلسفة الدنيا التي تجتمع عندكـ في لحظة وتختفي في اللحظة الأخرى لن تغير من الأمر شيئاً.. طلب واحد ٌ فقط )) قالت صبا بغضب لم تستطع إخفائه (( حسناً.. أنت لا تريدني أن أكون لطيفة دائماً.. سأطلب طلب واحد و هو حلّة رسمية كاملة )) قال سليم باستغراب (( ماذا تعني بهذا الكلام؟ فسري لي )) ردت عليه بغيض (( ماذا؟ .. هل أنستك روما اللغة العربية؟! .. لن أتكلم.. افهمها وحدك حتى لا تقول أنه أكثر من طلب )) قال سليم بضجر (( لم يبقى عندي من الصبر شيء.. هيا ولا تعذبيني معكـِ .. كم أكره نفسي عندما أتذكر ذلك اليوم الذي عرفتكـِ فيه.. تكلمي و كفي عن تمزيق أعصابي )) قالت صبا (( حسناً.. حسناً.. لا تغضب حتى لا تصبح مريضاً بالقلب أو الضغط و تتبع صديقك جمال و عندها لن تجد من يعايرك مثلما كنت تفعل معه )) أخذ سليم ينظر إليها و قد احمرت عيناه من عنادها، ثم نهض فأمسكت بيده و قالت له (( إلى أين؟! .. ألن تُلبي طلبي؟ ألم تفتخر و تقول اطلبي؟ .. أين وعدك؟؟ )) نزع سليم يده منها و قال بعصبية (( إن لم تشرحي لي كلامكـِ بسرعة سأذهب لأنام، و أنسى أي وعد نطقت به مع أني لم أعدكـِ بشيء )) قالت صبا (( حسناً يا حبيبي أنا.... )) قاطعها سليم بعد أن نظر يميناً و يساراً كأنه يبحثُ عن شخصٍ ما (( حبيبُكـِ ؟! من؟ أنـــــا؟! )) ردت عليه بغضب (( طبعاً أنت.. من غيرك يوجد أمامي إلا الجدران يا أحمق؟؟ .. أتعتقد أني مجنونة حتى أُكلم نفسي؟! )) قال سليم (( أنت مجنونة؟! .. حاشا لله.. من قال لكـِ ذلك؟! .. أرجوكـِ.. أُقبل يديكـِ تكلمي و أريحيني )) قالت له باستعلاء (( الحلّة الرسمية الكاملة تعني،.. فستان غالي الثمن، و طقم كامل من الذهب أو ليكن طقم ألماس آخر موديل و على حسب الموضة هذه الأيام، و أيضاً حذاء جلد أصلي، و مع أني في الـ 16 من عمري إلا أن مركزك يسمح لك أن تُخرجَ لي رخصة قيادة، و عندها أريدُ سيارة جديدة و هاتف نقال حتى تكتمل أناقتي، و عندما أمشي أمام الناس بالسيارة الجديدة الفخمة ستراهم يشيرون إليّ و يقولون هذه أختُ سليم الكريم، لقد كذب من قال عنه بخيل.. ما رأيك؟ .. احمد ربك لأني طلبتُ منك طلباً واحداً.. و الآن متى سأحصلُ على ما أُريد؟؟ )) نظر إليها سليم طويلاً ثم صاح بها بصوتٍ عالٍ أغضبها جداً (( طلبٌ واحدٌ يا جشعة! .. يا طماعة! .. كل هذا و تقولين طلبٌ واحد.. هل ترين أني قد فتحتُ لكـِ بنكاً لا ينضب.. هيا اذهبي من هنا و لا أُريدُ أن أرى وجهكـِ مرة أُخرى و لا تحلُمي بفلسٍ واحد يخرجُ من جيبي لكـِ .. هيــــــا قبل أن أغضب أكثر و أحملكـِ و أرميكـِ في سلة القمامة.. و الآن أنا مُتعب و أُريدُ أن أنام، و سأعتبر أني لم أسمع شيئاً من هذه التفاهات )) استغرب سليم من صمتها و عدم ردها على كلامه و عندما التفت إليها وجدها خلفه تماماً فنظر إليها بخوفٍ شديد بعد أن رأى ما تحمل في يديها،.. فقد كانت صبا تحمل إحدى المزهريات الكبيرة فوق رأسها و الغضب منه قد حول لون وجهها و عينيها إلى اللون القرمزي،.. ولم يعي إلا و هي تضربه بشدة في رأسه و كان صوت المزهرية وهي تتحطم فوق رأسه ممزوجاً بشتائم صبا هو آخر ما سمعه قبل أن يفقد وعيه.........


في ليل اليوم التالي.. زار أكرم صديقه المصاب في المستشفى، و قال له و هو يضحك (( احمد ربك ألف مرة لأن هذا ما جاءك منها فقط.. مائة مرة حذرتُك منها ولكنك كالعادة رميت كلامي وراء ظهرك.. و لكن ماذا أقول غير أنك تستحق كل ما حصل لك )) قال سليم بغضب (( أهذا كل ما لديك يا فالح؟! السخرية و الضحك عليّ.. ألا ترى كيف حولت رأسي إلى حطام! .. أنت الملام على هذا و سوف ترى كيف سأعاقبك )) قال أكرم بدهشة (( كيف أكون أنا الملام؟! من قام بضربك أنا أم هي؟! )) رد سليم وهو يتحسس الضمادة على رأسه (( أعلم أنها هي.. و لكنك قلت لي أنها مجنونة و صاحبة مشاكل و أفكار لا يصدقها أحد، و لم تقل لي أنها خطيرة و تنتقي أغلى التحف حتى تضرب بها الناس على رؤوسهم و تحطمها لهم.. إن تلك المزهرية تحفة نادرة و هي تساوي الكثير لو بعتها )) قال له أكرم (( يجب أن لا تلومني لأني لم أعهدك غبياً لهذه الدرجة.. ماذا تتوقع من فتاة مسالمة، و طيبة، و هادئة طلبت منك شيئاً و طردتها بتلك الطريقة؟ طبعاً الكثير.. فما بالك بفتاة مجنونة مثل أختك؟!! و على العموم لا تقلق فلقد استرحتَ منها؛ فبعد الذي فعلته بك، عرف أخوها خالد أنها تأتي إليك دائما وهو رافضٌ لذلك.. فأرسلها لمدرسة داخلية و لن تراها ثانية )) قال سليم و هو مازال يتألم (( أو مثل هذه تكسر عنقها مدرسة داخلية؟!! )) قال أكرم (( المدرسة في الخارج )) قال سليم و هو يرفع يديه للسماء (( الحمدُ لله.. الآن سأتخلص منها و سيخلو الجو لي لأحل مشاكلي )) قال أكرم بخبث (( ما هي مشاكلك التي سيخلو لك الجو لحلها؟ فأنت تسكن في أكبر قصر في المدينة و ليس لديك أي مشاكل في عملك، إلا إذا كنت تقصد بياض الثلج مرة أُخرى.. أتمنى أن تدخل المستشفى هذه المرة على يد جمال الحسيني )) قال سليم بإصراره المعهود (( قل ما شئت و لكني سأفوز بها مهما كان الثمن )) قال أكرم محاولاً نصحه (( أبعد ما أهنت خالها و زوجته تريد أن تفوز بها.. اسمع كلامي وخذ بقاعدة أن الباب الذي تأتيك منه الريح ابتعد عنه لتستريح )) رد عليه سليم وقد تذكر جرح رأسه (( خذ أنت بهذه القاعة و اذهب من أمامي بسرعة لأني لم أسمع منك حتى الآن سوى الكلام الذي لا فائدة منه.. و إن لم تذهب خلال عشر ثواني سأكسر لك رأسك و آمرهم بأن يجلبوا لك سريراً بجانبي.. هيا أغرب عن وجهي و لا أُريد أن أرى وجهك حتى يوم عرسي )) ضحك أكرم ثم قال (( حسناً لا تغضب هكذا، فالانفعال مضر بصحتك، وتأكد أنك لن تراني حتى يوم عرسك.. أقصد جنازتك يا حالم )) و ذهب أكرم وتركه لوحده.. و في صباح اليوم الثاني خرج سليم من المستشفى و أمضى أسبوعا من الراحة في البيت دون أن يسمع أي شيء عن أخته المشاغبة....


الجــــــــ 7 ـــــــزء:

و عند جمال الحسيني،.. كان الشرر يتطاير من عينيه بسبب خسارته لثلاث صفقات متتالية خلال أسبوع واحد فقط، فقال بذهولٍ تام (( مستحيل.. مستحيــل أن أخسر ثلاث صفقات في أسبوع واحد فقط.. لقد خسرت فيها مبلغاً كبيراً من المال.. من هذا اللعين الذي أخذ مني هذه الصفقات يا منير؟ أجبني قبل أن يكون الموت مصيرك قبله )) قال منير بتردد (( آ.. إنه.. إنه.. )) صاح فيه جمال بغضبٍ شديد و قد احمر وجهه (( إنه من أيها الأحمق؟؟ هل أصابك الخرس؟! أم أنه الخوف من الذي استطاع أن ينتزع مني هذا المبلغ؟ تكلم قبل أن آمر رجالي بضربك حتى الموت )) قال منير بسرعة محاولا تهدئته (( اهدأ يا جمال.. لا داعي للثورة و خيرها في غيرها.. و ما دمت مصراً سأقول.. إنه سليم عبد الوهاب )) وقف جمال مذهولاً وكأن صاعقة وقعت على رأسه و قال (( سليم مرة أخرى.. كيف حدث هذا؟! .. و لماذا؟ كيف استطاع أن ينتزع منكم هذه الصفقات أيها الحمقى؟! و من.... آه.. لحظة.. لحظة يا منير.. هل تعتقد أني غبي حتى تضحك علي.. أيها المحامي الشاطر.. تحرياتي أثبتت أن الذي فاز بالصفقات محامي مثلك و ليس تاجر.. هل تعتقد أنني ساذج حتى تأتي و تقول لي أن سليم هو من حصل على الصفقات؟؟ ماذا أفعل بك الآن يا كاذب؟ اختر مصيرك فأنت تعرف ماذا يحدث للذي يخونني، أو يكذب علي، أو يخدعني من رجالي.. أمامك دقيقتان فقط )) نظر إليه منير طويلاً، ثم قال و هو يبتسم (( أيمكنني الاتصال بصديق!! )) زاد غضب جمال عليه و قال (( أتسخر مني؟؟! حسنا.. يا رجـــــــــال )) قاطعه منير بسرعة قائلاً (( و ما الذي تريده مني غير السخرية؟ .. فأنا لم أخنك و لم أكذب عليك حتى تأتي المرحلة الأخيرة من حياتي على يديك و بالاختيار أيضاً!! يا جمال.. المحامي الذي كسب الصفقات هو أكرم صديق سليم الأعز لديه و الوحيد له هنا و هو محاميه الخاص و ساعده الأيمن و حافظ أسراره و سليم متعود عندما يتعامل مع تاجر لأول مرة أن يضع هذا المحامي مكانه و يكتب الصفقات بإسمه حتى إذا فاز أكرم، يصبح سليم و كأن لا دخل له بما حصل )) ثم هز منير رأسه بأسف و أكمل قائلا (( سليم أخذ هذه الصفقات و حصل لك كل هذا، فماذا ستفعل لو عرفت ما فعله بك و ما نشر عنك في الجريدة و صورتك بجانب صورته؟! )) قال جمال باهتمام (( ماذا فعل هذا الـ... مرة أخرى و ما الذي نشره عني؟؟ )) قال منير بخوف (( سأقول ولكن لا تغضب مني.. لقد نشر صورته و صورتك في الجريدة في الصفحة الأولى و أعلن أنه سيتم عقد القرآن بينه وبين ابنة أختك في الشهر المقبل و أن الشهود أنا و أكرم و لقد نشر صورنا أيضا و كان هناك صورة لخاتم الخطوبة الذي سيقدمه لها و هو من الألماس و يقدر بالآلاف و قد صنع بإيطاليا، و لقد بارك له عدد من الوزراء هذه الخطوبة،.. و قال أيضاً أن الدعوة عامة لأنه سيكتب الكتاب و يعمل العرس في نفس اليوم أي بعد شهر من الآن في قصره الكبير )) بعد صمتٍ طويل قال جمال بهدوء كبير استغرب منه منير كثيراً (( نفذ يا منير ما سأطلبه منك دون زيادة أو نقصان، فلسوف أجعله يدفع ثمن وقاحته و تطاوله علي و على ابنة أختي غالياً جداً.. اذهب إلى قصره الكبير و احرقه بمن فيه و أقتل سليم و أكرم معه.. خذ من الرجال ما شئت و لا تبقي في قصره شيئاً صالحاً للاستعمال أبدا.. و عندما تحرق القصر أخبره أن جمال الحسيني دائماً هو المنتصر في اللحظة الأخيرة و أن الذي يصارع ضد الموت يكون خاسراً دائماً.. فأنا الموت بالنسبة له.. و أنه إذا ظل حياً بعد شهر من الآن، ستكون مآثر زوجة له، لكني سأتبرأ منها و من ابنتها.. و أنت أعمل خلال هذا الشهر على قتله و قتل كل من له صلة به.. أريدك أن تحضر لي جثته حتى و لو كانت رماداً أفهمت يا منير؟! لا تدع له أملاً في الحياة.. و سترى يا سليم، ستتمنى الموت ألف مرة على أن تتحداني )) قال منير بثقة و إصرار (( اطمئن.. موت سليم لن يحتاج إلا ليومين أو بالأكثر أسبوع ))


الجــــــــ 8 ـــــــزء:

و في قصره الكبير، كان سليم يشرب الشاي بهدوء و كأنه لم يفعل شيئاً و تحت عند قدميه كانت تجلس محبوبته "لولو"، بجسمها الممتلئ و عيناها الخضراوان و شعرها الأبيض الناعم الذي يصل لأسفل قدميها و كان أكرم واقفاً ينظر إليه بغضبٍ و ذهولٍ شديد...
ثم انفجر أكرم كبركان هائج و قال بغضبٍ شديد لم يستطع إخفاءه (( سليــــــــــــم.. اشرح لي لما فعلت هذا!! هل تريدُ قتلي؟! في البداية جعلتني آخذ لك الصفقات من جمال فقلتُ لا بأس هذا من اختصاص عملي، مع أنك لستَ في حاجة للمال لتفعل ذلك.. و الآن جعلتني أشاركك في جريمة لم أعلم عنها شيئاً إلا من الجرائد؛ فأنت لم تخطب مآثر ولن تتزوجها أبداً و رغم ذلك نشرت صورتك و صورة جمال في أول الصفحات، و حتى يتعرف عليّ رجال جمال نشرت صورتي معك.. هل تعتقد أني لا أستطيع الحياة بدونك؟!! و الآن تجلس بكل هدوءٍ و تشربُ الشاي و كأنكَ لم تفعل شيئاً و بجانبك هذه القطةِ السمينة البغيضة، لا تنسى أن لدي حساسيةً من القطط لذلك يجب أن تتخلصَ منها.. و يجب أن تتذكر يا سيد سليم أنني أبٌ ولدي أُسرةٌ مكونةً من زوجةٍ و ولدين وبنت و سبع أخوات مع أمي و أبي.. و لا أعتقد أني مستعد للموت نتيجة اعتراف أحمق منك )) رمقه سليم بلا مبالاةٍ كعادته، ثم قال بهدوءٍ و استرخاء بعد أن أمسك بـ لولو و أخذها في حضنهِ و أخذ يمسحُ رأسها (( هل جننت َ حتى تطلب مني هذا الطلبَ الرهيب؟! كيف طاوعكَ قلبك أن تأمرني بالتخلص من لولو.. أنت تعرف أني أحبها كثيراً و لا أستطيعُ الاستغناء عنها، لذلك جلبتها من إيطاليا معي.. إنها عندي منذُ سنتين و هي هديةً من سارا و لارا بنات أخي وحيد و لا يهونُ عليّ أن أتخلص منها لأن رقيقاً مثلك يصابُ بالحساسية من الحيوانات.. ثم لماذا كل هذا الغضب و الانفعال يا صديقي.. تذكر يا أكرم أنه إذا جاءك الموت، فلن تستطيع الاستعداد له.. و إذا توفيت اطمئن فأنا سأتكفل بعائلتك و سأزوج بعضاً من شقيقاتك إلى إخوتي، و رغم أنني لا أُريد زوجة فوق مآثر، إلا أني سأتزوج أرملتك، و أولادك سأكون أباً لهم، و سيكونون بالنسبة لي مثل ابنة مآثر؛ أي مثل أولادي )) ثم ضحك بقوة و أكمل (( هيا الآن.. لا تخف أيها الجبان.. جمال لن يستطيع فعل شيء بنا )) قال أكرم بانهيار تام (( هل أُصفق لك أم أبكي عليك؟! بعد كل الذي فعلته تسخرُ و تضحك!! على فكرة مزاحك سخيف، و أثقل من دمك لم أرى حتى الآن.. أخبرني الآن و دع سخريتك وعدم مبالاتك جانباً.. ماذا سنفعل حتى لا يقتلونا؟ هل سنهرب إلى إيطاليا؟؟ )) صاح فيه سليم (( ماذا جرى لك أيها التافه؟!! كأني أراك لأول مرة! و كأن رجال جمال الآن بجانبك و أسلحتهم في عنقك!! .. اهدأ و ضع يديك في ماء بارد، و لا تخف فأنت بجانب سليم عبد الوهاب، و سليم لم يتعود على الهرب من أحد، بل المواجهة و بكل نتائجها حتى و لو كان الخصم جمال الحسيني الذي تحسب له ألف حساب يا جبان )) قال أكرم بعناد (( قل عني ما شئت، فأنا لا يخيفني شيء في الدنيا أكثر من عبارة {أنت بجانب سليم عبد الوهاب} هذه، و لكن اعذرني يا سليم فلا أنت ولا رجالك الذين لا يبلغون عدد أصابع اليد الواحدة تقدرون على جمال، و..... )) ثم توقف أكرم عن الكلام، و قال بهلع كبير و هو ينظر إلى الدخان المحيط بهم (( ألا تشم شيئاً يا سليم؟؟ .. أنظر إلى الدخان!! .. يا إلهي! النيران تأكل القصر بأكمله.. افعل شيئاً ..سنمووووووووت............ ))

 
 

 

عرض البوم صور الغالي المزيون   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
من اجل عينيها, الغالي المزيون
facebook



جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:46 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية