لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-11-10, 04:36 PM   المشاركة رقم: 106
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 171345
المشاركات: 328
الجنس أنثى
معدل التقييم: yassmin عضو له عدد لاباس به من النقاطyassmin عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 100

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
yassmin غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : yassmin المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 




موجة بين شاطئين
موجه عاليه....

اخترق صوتها ذكريات الماضي
وارتطمت بقسوة موجعه على صخورالشواطئ
شواطئ وقفت عليها نورسنا..

مرت ثلاث ليال على غيابه
لكنها ابدا لم توازي الساعات الاخيرة وهو بعيدا عنها
وبالتحديد اللحظة التي نطقت بها
بحروف كلمة لم يحلم بها
(( حبيبي ))
رغم انه بقي فترة ليست بقصيرة
وهو يقنع نفسه بما سمعه
فعلا قد نطقت بها نونو ولم يكن يتخيلها
والان وهو يقترب من منزله

ليس له ان يتصور كيف لها ان تستقبله
بعد ان باحت له بمكانته في قلبها
كم هو مشتاق لــها
دخل منزله بسرعه
دون حتى ان ينزل حقيبة ملابسه
وبحركة سريعه دخل الصاله
واسرع بخطواته على السلم

لكنه توقف فجأة
وصار يتلفت حوله
يوزع نظره على المنزل من اعلى السلم
بدى المكان هادئ
وخالي تماما...
لا اثر لازعاج رحمة
ولا فوضى زينة
ولم يلمحها
لم يلمح نورس
مستلقية على الكنبة في الصاله كعادتها

اخذه نظره الى باب غرفتها
وبتردد فتح الباب دون ان يطرقه
كانت الغرفه خاليه...

صار يجول بنظره في ارجاء المكان
شعر ان دقات قلبه تتسارع
وكأن صداها يتردد بين جدران هذه الغرفه

بلع ريقه بصعوبة
وهو يحاول ان يستوعب عدم وجودها في المنزل

هل هي في مشوار؟؟؟
ربما.....

لكن........
سجادة الصلاة المفروشة دائما في زاوية الغرفه ليست موجودة
فهذا الشئ الوحيد الذي لا تغيره نورس من مكانه

تردد في الاتصال بها....
وليس له الا ان يتصل بــ زينة

كرر الاتصال اكثر من مرة
لكنها لم تجبه

اعاد اتصاله على هاتف المنزل

(( رحمة؟؟ اين زينة...؟؟))
(( ليست هنا..))

(( لا تدرين اين تكون؟؟؟))
(( لا... زينة اعادتني للبيت...))
وقبل ان ينهي المكالمة
(( سمعتهما يتحدثان مع العمة فريده.... ربما نورس هناك...))

لفضول رحمة فوائد احيانا


اخذ خطواته
خارج الغرفة
ومنها لخارج المنزل...

حتى وجد نفسه في سيارته امام بوابة فيلا سلمان
اوقف السيارة جانبا
وبقي يتأمل المنزل

وكل تفكيره بما فعلته نورس معه
دون ان تعلمه

تردد كثيرا قبل ان ينزل من السيارة

كانت احدى العاملات امام البوابة
اقترب منها
(( سلمان موجود؟؟))
(( لا...من انت؟؟.))
((ناصر.. اخبريهم ناصر ..))

تحركت من امامه ببرود
ولكنها عادت وهي تجري اليه

و تشير له بالدخول
دخل المنزل

حيث كانت العمة فريده جالسة في احدى جوانب الحديقه
تقدم لها..فيما هي ترتب الوشاح الاسود الطويل عليها

كانت ابتسامة واضحه على محياها وتحييه بحرارة
لا يعرف ما يقول او بماذا يبدأ
فهو لا يعرف لم قًدِم الى هنا

*(( لا اعرف كيف اشكرك على ما فعلته مع طلال..... ))


(( لا داعي للشكر...طلال اخي الصغير ولابد ان اكون بجانبه))
*(( كنت اعتقد انه سيخسر الفتاة ورضا والده بما فعله....لم اتصور انه سيأتي به والده عريسا من هناك...))

(( الامور تسهلت لنا هناك...))

*(( لطالما كنت قلقه على ابنتي... ولكن الان وهي معك لن اقلق عليها ابدا.....))
ارهبته كلماتها الاخيرة....

حتى اكملت...(( سنوات مرت وفي كل مرة ترفض فيها شخص تقدم لها دون سبب كنت اقضي الليل ادعو ربي ان يرزقها زوجا صالحا.. حتى استجاب الله لي...))

كان يسمعها دون ان ان يلتفت لها
كان خجلا منها
من ثقتها
من امتنانها له
بقي صامتا
لايدرك ما عليه قوله

ولكنه
فكل مايدركه انه يريد نورس

فبقدر شوقه لها
بقدر ضيقه من مغادرتها البيت في غيابه

حتى اشارت له العمة فريده للجانب الاخر للحديقة
(( نورس هناك في المسبح مع البنات...))

ادار وجهه لتلك الجهه
واكملت حديثها
(( البنات فرحين بها... ومنذ الصباح وهن معها...))
كانت العاملة قادمة نحوهما تحمل كوب العصير

اشار لها ناصر

(( لا اريد شكرا..هل لي ان اذهب لهن في المسبح...))

تقدم نحو المسبح...
مكانه كان محجوب....

فلا يرى من فيه....
حتى اقترب اكثر....

فوضى صوت الفتيات وضحكاتهن تملأ المكان
لكنه يبحث عنها
عن زوجته نورس

لمحها جالسه على طرف المسبح...

بلباس سباحة ملون...وهي مبللة بالماء

(( عمي؟؟؟ لا اصدق.....))
زينة...بعد ان انتبهت له

حيث كانت مع البنات داخل المسبح

التفتت له نورس بحركة سريعه

وباستغراب....
(( ناصر... متى عدت؟؟؟))
لم يجبها
فليس لديه اجابه لسؤاله

لان ما يحمله لها اكبر من الكلام
لهفة ووشوق وضيق يعصر قلبه

وقفت نورس
وتقدمت نحوه بهدؤ بملابسها التي تقطر ماء..

(( مابك ناصر ؟؟حدث شئ؟؟))

وهو يلتفت حوله
(( هل لي ان اكلمك؟؟ لوحدنا؟؟؟))

تقدمت معه نحو الملحق....
ما ان دخلا حتى اغلق الباب بحركة سريعه...

واقترب منها وهو يحاول ان يخفض من صوته
(( لم انت هنا؟؟؟ لم تركت المنزل..؟؟))

كانت تنظر اليه باستغراب
لم تفهم ما يعني بكلامه

تقدم منها اكثر...
وهو يمسك عضدها...
(( نورس ماذا تفعلين هنا؟؟؟))

ارعبتها ردة فعله الغريبه
(( اتركني انت تؤلمني...))

انتبه لنفسه ولقبضته....
تركها....وهو يحاول ان يصل لشئ من الهدؤ..
((اخبريني الان...))
(( اخبرك بماذا؟؟))

بالانفعال نفسه...(( لم غادرت المنزل؟؟))
وهي تنظر لعينيه...(( اخبرتك...))

اقترب منها اكثر..(( اخبرتني بماذا؟؟؟))
وهي تبتعدد عنه خطوات..(( ناصر مابك؟؟ولم كل هذه العصبية... اخبرتك اني سأزور عمتي...))

وهو يحاول ان يستوعب كلامها
(( زيارة فقط))
واكمل وعينه على ما ترتديه
(( وكيف لك ان تبقي بهذه الملابس هنا...))
(( ناصر.... اخبرتك ان سلمان مسافر... وعمتي طلبت مني انا وزينه ان نبقى معها ...هل نسيت لقد استأذنت منك؟؟؟))

لا يدري كيف نسى هذا الامر ربما كلماتها له و لهفته لرؤيتها
شلت تفكيره

شدها نحو احدى الكنبات الموزعه في المكان
صمتت هي فيما هو ينظر اليها فقط

وكلما التقت عينهما ابعدت نظرها عنه
(( اسف نورس.. لم اقصد ان اتعامل معك بعصبية...
لكني.......
قلقت عندما عدت ولم اجدك في المنزل....
ربما لهفتي للقائك في المنزل مسح من ذاكرتي وجودك هنا...))

وهو يمسح على شعرها المبلل بالماء
(( لا اعرف كيف وصلت الى هنا...
كنت مرعوب من فكرة تركك للمنزل..))

كنت انظر اليه وهو يحدثني
بالكاد كان ينطق الكلمات
بالفعل بدى قلقا ومرتبكا

كان يبرر عصبيته معي
والضيق الواضح عليه

فقط لانه ظن اني تركت المنزل
هل هذه ردة فعله لو اني طلبت الانفصال

لقد جاء الى منزل عمتي بدون وعي منه لتصرفاته

وما شعرت به حينها اني رغبت في البكاء
لا اعرف لماذا؟؟؟
فقط هذا الشعور الذي انتابني لحظتها
وانا ارى قلقه من فراقي

افقت من دوامة افكاري وهو ممسك بكفيّ..
قربها اليه وهو يضغط عليها..
صار يقبل اطراف اناملي
مغمض العينين
لا ينظر الي
فقط انا أتأمله وكأنه في عالم اخر

حتى قربني اليه...
لمني الى صدره...
بملابسي المبلله...
ودموعي المحبوسة...

((سمعتك قولينها...حبيبي.كانت حقيقه لم اتخيلها اليس كذلك..))
خجلت منه...لم اقوى على النطق
(( لا اقوى على فراقك لا تتركيني....))
قالها... وصار يكررها اكثر من مرة
اشعر انه ليس بوعيه

افزعني كلامه
نبرات صوته
(( ناصر..لا تقلق ..انا هنا بطلب من عمتي فقط...))

خفف من شد ذراعيه علي
ونظر الي
(( سنبقى معا.؟؟))
لا اعرف كيف ارتسمت الابتسامة على ملامحي
وانا احاول ان اهدأ من انفعاله

(( ناصر في الخارج من ينتظرنا....))

(( من تعنين؟؟))
(( زينة وبنات سلمان))

(( زينة هنا؟؟لم المحها؟؟))
(( لم تلمحها؟؟؟ يجوز ذلك ..فقد دخلت علينا دون حواس...))

وهو يضم وجهها براحة كفيه..
(( لا ارى غيرك ...))
وعاد ليضمها اليه

(( اشتقت لك نونو....))

فيما هي تحاول ان تفك نفسها من مشاعره الملتهبه...
وذراعيه القوية

(( نحن هنااا...ماذا تفعلان؟؟؟...))
التفتا نحو الباب حيث كانت زينة واقفه

وهي تغمز لعمها
(( يكفي غزل ...البنات تنتظرن في المسبح ..هيا نونو...))


لحظات وكانا معا قرب المسبح
والعمة فريده كذلك...
(( زينة... اخبرتك ان تتركيهما لوحدهما ..لم تزعجينهما؟؟))

اجابت زينة العمة فريدة..
(( عمتي...هذا ناصر اعرفه جيدا ما ان يرى نونو ينسى ما حوله...))

ناصر ..(( زينة..اخجلي..))

وبدلالها المعتاد...(( انا لا اخجل..ويمكنني ان اخبرها بما تفعله في الملحق...))

تغيرت ملامح نورس خجلا
فيما اقترب ناصر من زينة....

(( اعتقد وجودك في الماء افضل بكثير....))
ودفعها في المسبح...

عادت ضحكات البنات من جديد
مريم وهي تصعد درجات المسبح
(( عمي.. اسبح معنا...))
صار يسمع اختيها ترحبان به في المسبح
التفت الى نورس...
(( ربما زوجتي لا توافق...))

مروة ...(( لماذا؟؟لماذا ترفضي نونو؟؟))

استغربت نورس كلام ناصر
الا ان ناصر اكمل كلامه
(( نورس تغار علي كثيرا...
لا اتريد ان اكون بمكان يضم فتيات جميلات مثلكن...))

نورس بالكاد خرجت الكلمات من بين شفتيها
(( انا؟؟؟))

وهو يقترب من المسبح....
((كنت معها قبل قليل اقنعها ان لا تزعل مني لو فعلتها وسبحت معكن..))

كانت زينة والعمة فريدة يكتمن ضحكاتهن على ملامح نورس
وملامح الفتيات الاتي صدقن كلام ناصر...

(( لكني ابدا لا ارضخ لكلام النساء... حقيبة سفري...مازالت في السيارة. أحضرها..وابدل ملابسي لانزل المسبح...))

.فعلها فعلا....
احضر حقيبته... واخرج له ملابس سباحة..

وقبل ان يرتديها التفتت له نورس..
(( لِم قد تحمل هذه الملابس معك في سفره قصيرة...))

(( احملها في كل رحلاتي فلا بد من وجود مسبح في الفندق...))
وقبل ان ينصرف عنها

غمز لها
(( يكفي غيرة نونو....))

واكمل..(( تعرفين السباحة؟؟))
نورس وهي تتظاهر بعدم الاهتمام
(( لا احبها....))

فجاة ارتفعت نبرة صوته...
وبلهجة امر...
(( ان كنت لا تحبين السباحه..لو سمحتي اذهبي واخلعي هذا اللباس... ))
وهي تنظر لنفسها....
(( ما به؟؟؟))

اقترب منها..وهو يمرر طرف سبابته على عنقها
(( تبدين رائعه به...بودي لو اكٌلُكِ...))

بارتباك ابتعدت عنه

من يراه يمزح ويضحك
لا يرى ملامحه قبل ساعات والعبرة تكاد تخنقه


خرج اليهن......
مروة ومريم ومرام فقط في المسبح

نزل معهن ... على صوت ضحكاتهن العالية....

زينة والعمة فريده في جانب بعيد عن المسبح تتحدثان

فيما نورس نظراتها اليه
كم تراه وسيما
وكله عنفوان الشباب

صارت تتأمله
وهو يمازح الصغيرات ويلاعبهن

وهن بحماس يتفاعلن معه

حتى انتبهت له وهو يهمس للبنات

وبحركة واحده منهن
التفتن اليها
فيما قالت مروة
(( خالة نونو... انزلي معنا المسبح...))

نورس بحده ونظرها لناصر...(( لا سأذهب لابدل ملابسي ....))

ناصر يحدث الصغيرات..(( سمعتن ما قالت؟؟ لقد اخبرتكن انها تغار منكن كثيرا..))


بقي ناصر مع الصغيرات
فيما نورس وزينة جلسن مع العمة فريدة بعد ان ابدلتا ملابسهما....

كان حديثهن عن طلال
نورس..(( فعلها طلال وتزوج بها...))
العمة فريده..(( لم اتصور ابدا ان تخرج كل هذه التصرفات منه....))
زينة..(( القلب وما يفعل بصاحبه..؟؟))
قاطعهن رنين جوال زينه...

كانت رساله نصية....
(( أمازلتِ في منزل عمتي؟؟؟ انا قادم...))

لحظات والرنين مرة اخرى
ولكنه جوال العمة فريدة

(( اهلا بني عبدالله...نعم نحن هنا...ناصر ايضا...))

التفتت نورس الى زينة

(( كان هو؟؟؟))
اومأت زينة برأسها بدلال
(( لم يشتاقوا لك فقط...لنا نصيب ايضا))

بعد اقل من ربع الساعه
كان عبدالله معهن...

جلس مع عمته...ونورس وزينة
اللتان قد ارتدين العباءة والوشاح الاسود...

لم يقوى على ابعاد نظره عنها
لم يقوى على اخفاء اعجابه بها...

قاطعته العمة فريده..(( كيف حال والدك؟؟؟))
#(( افضل بكثير عن الايام الماضية...))

(( الحمدلله...المهم الان انه راضي عن اخيك...))
#(( طلال؟؟..لو ترينه.... سيطير من الفرح ))

(( لو لم يلحق به ناصر لا ندري ما مصيره...))
#(( معك حق.... لقد اتعبناه معنا....))

كان نظرهما اليها
الى زوجته
والتي وقفت فجأة...
(( سأحضر السندويشات للصغيرات....))

انصرفت نورس برفقة زينة

بعدها كان صوت ضحكات الصغيرات
ينبأ عن قدومهن مع ناصر....

فريدة..((هيا ابدلن ملابسكن ... ))

مرام...(( لا ماما...عم ناصر سيلعب معنا كرة سلة...))

فريدة وهي تلتفت الى ناصر...
(( ناصر مرهق من السفر دعوه يرتاح قليلا..))

ابتسم لها ناصر...
(( بعد اذنك عمتي... نلعب قليلا ونعود...))

انصرف ناصر برفقة الصغيرات
فيما العمة فريدة اقتربت اكثر من عبدالله..

(( عبدالله ..اخبرني ماذا تريد قوله؟؟))
(( ماذا عمتي؟؟))

(( اخبرني لا تخجل؟؟))
(( اخبرك عن ماذا؟؟))

(( عن زينة..))
صار ينظر اليها باستغراب...
(( كيف عرفت؟؟))

ضحكت عليه عمته
(( كيف عرفت؟؟..من عينيك...التي تقوى على رمشها ما ان تراها.))

وهو يمرر انامله على شعره
(( عمتي.. ماذا افعل؟؟ احبها...))

باستغراب ...فتحت العمة عينيها....
وبنبرة استغراب اكثر..
(( ماذا؟؟ماذا؟؟؟ من يتكلم عبدالله بن فهد يقول هذا الكلام؟؟))

وقد اخفض صوته
(( لا تخجليني عمتي.....))
وهي تكتم ضحكتها...
(( وبعد ان احببتها..))

ارتفعت نبرة صوته فجأة..
((سأتقدم لها رسميا..))

(( هي تعلم؟؟))
(( نعم...))

(( ماشالله عليكم ابناء اخي... الهوى جرفكم ددون ان تنتبهوا.))

قطع حديثهما قدوم نورس وزينه...

فريده..(( ناصر مع الصغيرات يلعبن الكرة...))
نورس..(( حسنا ناخذه لهم...))

همّ عبدالله بالوقوف...
(( سارافقكما ..بعد اذنك عمتي..))
اشارت له ان يذهب.. وهي تبتسم له


اقتربوا منهم...
نورس. وهي ترفع صحن السندويشات..(( هيا بنات... ))

اقتربن منها..
وناصر خلفهن يحمل الكرة...

تناولن السندويشات من الصحن...
ناصر..(( نونو... تعالي العبي معنا الكرة..))

نورس...(( لا احب اللعب...))

مروة وهي تلتهم سندويشتها...
(( لا ..ماما فريده لن ترضى...))

ناصر وهو يقلد على اسلوبها الطفولي في الحديث
(( لماذااا؟؟))

كانت نورس تحاول ان تسكتها
الا ان مروة اكملت حديثها

(( عمتي قالت..عليها ان لاتنزل المسبح ولا تلعب معنا.. ربما تكون حامل))

صار ناصر ينظر الى نورس بحده
فيما نورس ارتبكت من ردة فعله

في حين زينة وعبدالله لم يكونا معهما في الحديث
كانا في عالم اخر....

بارتباك...
نورس...
(( هيا بنات..ماما تريدكن...))
جرين نحو مكان جلوس العمة...
وزينة وعبدالله معهن..

فيما تهمّ نورس لتتبعهم

امسكها ناصر
بالحركة نفسها

وشد قبضته على عضدها اكثر..
عندما حاولت الابتعاد عنه...

(( نورس توقفي وكلميني...))
(( مابك ناصر...))

(( ما معنى كلام الصغيرة؟؟))
(( انت قلت كلام صغيرة...))

(( ماذا تعنين؟؟))
(( لا تأخذ عليه...))

(( لكنه كلام عمتك.. ماذا تعني عمتك..))
(( لاشئ..لا شئ ...هي تخمن ذلك..))

(( تخمن؟؟))
اجابته بحده....(( ناصر.. كيف سأحمل؟؟))

ارتبكت بعدها
شعرت بان سؤالها محرج
محرج جدا لها وله
الا انه اجابها بهدؤ

(( انت زوجتي... هل نسيتي؟؟))
شعرت بأنه يلمح الى ماحدث بينهما
بعد عودته من جنيف

شعرت بحرارة تسري في جسدها
وزاد ارتباكها

ودون ان تنظر اليه
بنبرة هادئة
(( لست حامل..واقولها لك وانا متأكده من ذلك...))

ابتعدت عنه
وهي تفكر
لم شدته فكرة الحمل

ولم كل هذه الاسئلة؟؟
هل يأمل ان تكون حامل؟؟؟
لماذا؟؟


بعد حدة اللقاء الذي جمع ناصر ونورس
لم يقويا على البقاء اكثر
رغم اصرار العمة فريدة

خرجا بعدها برفقة زينة
التي طلبت ان يوصلاها الى منزلها



لم يتبادلا الحديث في السيارة
كانا صامتين حتى وصلا المنزل
دخلت نورس غرفتها
وهي تشعر ان هموم الدنيا على رأسها
خاصة... المجادلة الاخيرة مع ناصر
بعد موجة مشاعره التي جرفتها
لتتركها في تيهان اكثر واكثر
ولكن...لن ترتاح الا بعد ان تستحم بالماء البارد كعادتها

بعدها....
وقفت امام المراة تمشط شعرها وهي تسترجع كلمات ناصر لها
ونبرات اللهفه والقلق التي غلبت مشاعرها
كيف لمها اليه...
وصار يرجوها ان تبقى

هل لرجل مثل ناصر ان ينهار فجأة ويبوح عن ما في قلبه هكذا؟؟؟

تركت شعرها الرطب منسدل على كتفها
وهي ترتدي لباس نوم القصير
كحلي اللون ومزين بقطع دانتيل باللون الابيض

اخذت مكانها على السرير
وسحبت دفترها العزيز
لتدون فيها ما لن تمحيه من ذاكرتها ابدا

استرسلت في الكتابة
رغم الحيرة والقلق
الا ان شئ من الفرح يتسلل لمشاعرها
هل لناصر ان يحبها بهذا القدر

وهل هو الشخص الذي تبحث عنه منذ زمن
شخص يحبها يريدها معه لانه يريد قربها فقط
ليس لانه يشفق عليها او يشعر بحاجتها له

طرق على الباب
قطعها عن الكتابة
ودخل بعدها ناصر

(( نورس...لديك مسكن.... جسدي يؤلمني بالكامل..))

اربكها دخوله عليها
وبحركة سريعه منها اخفت دفترها تحت الوسادة
وشدت الغطاء عليها
(( لا...))
انتبه ناصر لحركتها
تقدم منها اكثر
مما زاد من ارباكها


وهي تتظاهر بالهدؤ

(( ناصر انت مريض؟؟))

كان قريب من سريرها...
لم يركز لما تقول
نظره لما تحت الوسادة

(( هل لديك ما تخفينه عني؟؟))
(( لا ..))


وهو يبتسم لها....
اقترب منها اكثر وجلس على طرف السرير
ارتباكها ليس فقط من ان يرى دفترها

لم تكن ترغب ان يراها بلباسها هذا

(( اريني ما تخفينه تحت الوسادة...))
فيما يحاول ان يسحب الوسادة من تحت راحة كفها
كانت تضغط عليها بقوة

اقترب اكثر..
واحاط ذراعيه حولها
وهو يسحب الوساده بيده اليمنى
ونظره لما تخفيه

ارتسمت ابتسامة على شفتيه ما ان لمح الدفتر
رفع نظره اليها
كان قريب منها
قريب كثيرا

وهو يحيطها بذراعه..
ووجهه مقابل لوجهها... لنظراتها القلقه
فعلا هو مريض
بدت عيناه غائرة مائله للاحمرار

كانت تشعر بانفاسه الدافئة
وحرارة جسده..انتقلت اليها
لتزيد من دقات قلبها

لا تعلم كم مر من الوقت وهما على هذا الحال
لم تكن لديها اي ردة فعل

حتى... قرب راحة كفه على ظهرها
ليقربها منه اكثر واكثر

لتنطق اخيرا...وهي تكاد تبكي
(( لا...لا تلمسني....لا تلمسني...))
كلماتها كانت كما التيار الكهربائي
كما الصاعقه التي اعادته لرشده

ليبتعد عنها....
وهو ينظر اليها..بنظرات قاسيه...
ارعبتها فعلا...
ليخرج من غرفتها دون ان ينطق بشئ...

جمدت مكانها.....
لم تتصور ماحدث
ولا ردة فعلها القاسية على ناصر...

لتسمع بعدها صوت محرك سيارته...
لابد انه خرج...
تمددت على جانبها الايمن..
اخذت تتنفس بضيق...

شعور فقدته منذ فترة
وعاد لها من جديد...

تكورت على نفسها
واخذت تبكي...
تبكي لانها تشعر
انها على وشك فقدان غالي...


بعدها بساعات
سمعت صوت خطواته
عائد من الخارج لغرفته

بحركة سريعه
قامت من سريرها
ما ان وصلت للباب
حتى توقفت
بقيت متردده في ان تخرج اليه
لكن الامر يعنيها

هي فقط من معه في المنزل
ومن مسئوليتها ان تطمئن عليه

كانت تحاول ان تقنع نفسها بهذا السبب

كان قد دخل غرفته
(( ناصر...ناصر..))

بالكاد سمعت صوته يسمح لها بالدخول

دخلت عليه
كان مستلقي على سريره
بلباسه الرياضي نفسه

ولكن بدى عليه اثار الرمال

هل من المعقول انه ذهب للساحل وهو مريض
(( اين كنت ناصر...))
وبصوت مبحوح وهو يشير لمجموعه ادوية رماها على الكنبة القريبه من الكرسي...
(( في المركز الصحي....))

اخذت مكانها على الكنبة
وراحت تتفحص الادوية

(( مسكنان للالم....وهذا المهم بينهم مضاد كل 8 ساعات...))

لم يعلق ناصر على حديثها
بل انه لم يلتفت لها ابدا
واضح ان المرض قد سلبه كل حواسه
فلا يشعر بما حوله

ليس هو...
هي كذلك... من قلقها عليه لم تنتبه لنفسها
لم تنتبه انها ترتدي اللباس نفسه
التي جاهددت قبل قليل كي لا يلمحها به
اقتربت منه
وشدت الغطاء عليه

فيما هو مغمض العينين

همست له..(( كنت على البحر صحيح؟؟؟))
لم يجبها...ولكن تأكدت ان توقعها صحيح

(( كيف تفعل ذلك وانت مريض..حرارتك مرتفعه....))
(( الامر بسيط... هذا فقط من اثر السباحه..خرجت بملابس مبلوله كي العب الكرة مع الصغيرات....))

وهو يشد جسده ليستند على واجهة السرير
(( سأكون بخير بعدما اتناول المضاد...))
لحظتها اخذ وضعا مريحا..

ليلتفت اليها
ابدا لم يتوقعها معه ..قريبه منه بهذا اللباس
نظراته نحوها اصبحت غريبه
اربكتها

تحركت من مكانها
لتأخذ علبة الدواء
وتقربها منه
(( لابد ان تاخذ هذا المُسكن الان والمضاد بعد ان تأكل....
سأحضر لك شوربة....مارايك...))

كانت قريبه منه
على طرف السرير
وهي تحادثه
كل ماترغب به
ان تشعره انها في راحة تامة لمساعدتها له وهو ومريض

قربت منه قرص من علبة المسكن
(( تفضل ناصر....))
كان مستغرب تصرفها

لكنه لم يتحمله
فكم هو يحبها ومشتاق لها
ولكن كلمتها "لا تلمسني" اثرها اكبر من كل شوق
فقد اوجعته فعلا

كانت قريبه منه كثيرا
لا تشعر بما تتركه من اثر لتصرفها هذا

حتى غرِب بوجهه عنها
((ابتعدي عني..........ابتعدي نورس))

كانت تنظر اليه باستغراب
(( لِم تفعلين ذلك؟؟))

لحظتها فقط
نزلت بنظرها لما ترتدي

وضعت كفيها على صدرها
وهو يعيد نظره عليها

لتتحرك من مكانها بسرعه
وبحروف ترجف خوفا وخجلا
(( اسفه..لم اعي لنفسي...اسفه...))
خرجت مسرعه
فيما هو سحب انفاسه المرهقه

وشد غطاء السرير عليه
ربما يشعر بالدفئ

وبضيق يكتم انفاسه

كيف يزعجها بكلماته
لِم يكلمها بهذه القسوة
يعلم جيدا انها لم تعني استفزازه بما فعلته

فعلت كل هذا لانها قلقه عليه
وترغب ان تكون بجانبه

لدرجة انها لم تنتبه لما ترتديه

لم يرغب باحراجها


بل كان بوده ان يقول لها
ما شعر به ما ان سمع نبرات صوتها القلقه عليه

يخبرها انه احب مرضه لانه جذبها اليه
يريد ان يبقى مريضا حتى تبقى بقربه تعتني به وتدللــه


لا يعرف ما عليه فعله
هل يذهب ليعتذر لها
ام يبقى على حاله وفي وحدته
كي يعتاد على بعدها
وانها ليست دائما معه

وفي غمرة افكاره
كان طرقٌ على الباب

دخلت بعدها...
وهي تحمل صحن الشوربة

ودون ان تنطق وضعته على الطاولة القريبه منه
(( شوربة مشروم ساخنة....وبعدها تناول قرص فقط من المضاد..))

كانت الكلمات تخرج من شفتيها بصعوبة

فيما هو ينظر اليها كيف تبعد بنظرها عنه

كانت قبل لحظات
امامه امرأة فاتنة

باللباس الحريري....
وشعرها المنسدل على كتفيها....
لم يقوى قربها...

والان مرة اخرى...
تفتنه بخجلها..وبنبرات صوتها وليدة الاحراج

وحتى ما ارتدته....
كان يظهر نعومتها وبساطتها....
تي شيرت قطني ابيض به نقوش وردية...
وبنطال وردي قطني....

(( هل تريد شئ قبل ان ادخل غرفتي..))

لم يرغب ان تبتعد عنه
كان يريد قربها
يريد ان يعتذر من
قسوته عليها
وان كانت قسوته من اجلها

وعينه على صحن الشوربة
(( مرهق جدا...لا اظن اني اقوى على شرب الشوربة...))

وبهدؤ اجابته..(( لن تتناول المضاد الا بعد ان تأكل....))

ناصر..(( حسناَ قربي الصحن مني...))

وبعفوية
اخذت الصحن من على الطاولة..
وقربته له...وضعت في يده الملعقة

(( الن تطعميني؟؟؟))
فتحت عيناها له..

فيما هو ابتسم لها
واخذ منها الملعقه...

(( لن اتناولها الا بعد ان تسامحيني..))

وهي تبعد نظرها عنه..(( اسامحك على ماذا؟؟))
وبنبرة كلها حنيّة...(( اعلم اني كنت قاسي بكلامي..ولكني لم ارغب ان افعل شئ يضايقك...))

تلاشت ملامح الحزن والارتباك عن وجهها البرئ
ولم تشعر بنفسها الا وهي ترسم ابتسامة على شفتيها.....

(( لم ازعل لاسامحك....))

ما ان انهى الشوربة وتناول الدواء
حتى غط في النوم
بدى ان المرض غلبه فعلا....





تحت اشعة شمس ضحى اليوم التالي...................................
قرب مدخل فيلا العم فهد...ابو عبدالله....................................

(( مابك حبيبتي؟؟؟))
(( لا شئ..قلق بعض الشئ من لقاء اسرتك...))

ضغط على كفها....
(( لا داعي للقلق جلنار هم بانتظارنا....))

اقبلا عليهم...
حيث كانوا ينتظرونهما...

بالاضافه لوالده ووالدته واخويه
كانت العمة فريدة...

كانت لحظات مؤثرة للجميع...

حيث كان والده واخيه عبدالله
يلمحانه من بعيد

دون تعليق...
فيما الام والعمة تغرقانهما بكلمات الفرح والتبريكات


اجتمع الجميع في الصاله الواسعه لفيلا ابو عبدالله

طلال الذي بدى في قمة سعادته وهو بقرب زوجته جلنار
بفستانها الازرق ووشاحها الزهري

العمة فريدة...(( عروستنا كيف حالها...))

ونظرها على طلال..(( الحمدالله...))
طلال وهو يشير الى عمته..(( هذه فرودة..... شمعة هذه الاسرة...))

العمة فريده..(( الا تخجل ...قل عمتي فريده....))

غمز لها..(( عمتي.؟؟؟.. لا اريد ان اكبرك...))

ثم اشار الى اخيه الاصغر...الذي بدى هادئا...فقط يوزع نظراته عليهم

(( وهذا محمد...اخي الاصغر....))

ونظره الى عبدالله..(( ولابد انك تعرفين مجنون الدراسه..الدكتور عبدالله...))
كانت جلنار في قمة خجلها
تكتفي بابتسامة
بالكاد ترتسم على شفتيها


ابو عبدالله...(( طلال ارى ان مزاجك في قمته.... ))
لحظتها فقط خجل من تعليق والده

العمة فريدة...(( لقد جهزنا لحفلة الزواج غدا.... ))

طلال..(( غدا....؟؟؟؟؟))

وبصوت منخفض...(( لا اعتقد اني جاهزة للحفله عمتي...))

ام عبدالله..(( مجرد حفلة بسيطه نقيمها هنا...))

العمة فريده...(( ما ينقصك فستان الزفاف.....))

وفي زحمة الترتيبات....
استأذن ابو عبدالله بالخروج...وتبعه عبدالله ومحمد....


فيما اكملت العمة فريده...(( نذهب معا لتأخذي فستان يناسبك لا تقلقي ....))

اقتربت العمة فريدة وهي تهمس لابن اخيها...

(( طلاااال... اين باتت جلنار البارحة...))
طلال وهو يتصنع الضيق...
(( جلنار؟؟؟ باتت في حضن جدتها ..تصوري.... وانا في الفندق وحدي....))

العمة فريدة باستغراب...
(( هل هذا صحيح جلنار؟؟؟))
وبخجل واضح اومأت لها بالايجاب...

التفتت الى ام عبدالله...
(( اذاُ لنجهز لعروستنا غرفة الضيوف الليله....))
طلال..(( ماذا تعنين؟؟؟))

العمة فريده...
(( مادام البارحة لم تكن معك فلن تبقى معك الليلة..,,,انصرف من هنا....الان...))
طلال وهو يتظاهر بالزعل..
((لن ابقى معها الليلة؟؟؟))

ام عبدالله..(( طلال.؟؟؟ لا تخجل...قلنا لك ليلة الغد زواجك....))

طلال وهو يهمس لجلنار...
(( امي وعمتي... اخذهم الحماس بدور اهل العريس... تحملي ذلك للغد فقط...))

لم تعلق جلنار على حديثه فقط تنظر اليه

نظر الى عمته
(( عمتي..جلنار تخجل من الجلوس بدوني.... تريدني معها...))

وهي تشير للحقيبتين امام المدخل
(( طلال.... اخذ الحقيبتين للاعلى.... ))

بعد ان انصرف طلال....

اقتربت منها ام عبدالله
(( جلنار انت هنا مثل ابنتي..لا تخجلي من شئ... ))

العمة فريده...
(( سأتصل بنورس... لتذهب معنا لمشغل الخياطة... و بعد ذلك نذهب لشراء باقي ما تحتاجينه....))

كانت جلنار صامته فقط تومأ بقبولها كل اقتراحاتهم


وبتردد سألتها ام عبدالله..(( عذرا بنيتي ولكن والدتك اين هي الان؟؟))

جلنار...(( في كندا مع خالي... اتصلت بها فور وصولي هنا... )))
ام عبدالله..(( الن تحضر؟؟؟ ..))

جلنار..(( طلبت منها لك..لكن ظروفها لا تسمح كما انها تحتاج لتأشيرة دخول وهذا يحتاج وقت...))

العمة فريده وهي تحاول ان تلطف الجو الذي تسلل له الحزن..
(( لا عليك... انا وام عبدالله معك...لا تتضايقي من شئ...))



في غرفة ناصر مستلقي بجسد يقاوم مرضه...................................

افاقت من نومها على الكنبة
لتلمحه مازال نائماَ على سريره...

ابعدت خصلات شعرها عن وجهها...
وجلست على طرف السرير

اقتربت منه اكثر
ووضعت راحه كفها على جبهته
يبدو ان حرارته انخفضت عن البارحه

هدأت قليلا...
هدؤ غريب تسلل اليها
وهي تلمحه
لاول مرة قريب منها كل هذا القرب

ولها ان تتأمل ملامحه بامعان
كانت تنظر اليه وهي تأخذ انفاسها بهدؤ كي لا يشعر بها

كانت تراه ذاك الشاب الذي لمحته اول مرة في المستشفى
مررت اناملها على شعره

وهي لا تقوى على تحريك رمش عينيها
لا تريد ان تخسر ولو لحظة تلمحه فيها بهذا القرب

ودون ان تعي لنفسها
مررت راحتي كفيها على خده

وهي تغمض عينيها وتأخذ نفسها بعمق

حتى تكهرب جسدها بالكامل
بعد ان شعرت به وقد امسك بكفيها بكلتا يديه
وصار يضغط عليهما وهما مكانهما قريبين من خده

هل تهيأ لها ذلك
ام انه افاق لها فعلا

تنتظر منه ان ينطق
لكنها لم تسمع نبرات صوته
فتحت عيناها

تريد ان تكذب احساسها

لتراه ينظر اليها وابتسامه خبيثه على شفتيه
(( نونو؟؟ تستغلين نومي في ماذا؟؟؟))
بلعت ريقها بصعوبه
وهي تحاول ان تسحب كفيها منه

ان تهرب منه
لكنه شد على كفيها اكثر

(( كنت..كنت اريد ان اتأكد من ان حرارتك انخفضت بعد تناولك المضاد...))
(( تأكدتي من ذلك عندما وضعت راحة يدك على جبهتي...))
(( لم..لم تكن نائما..؟؟))
وهو يومأ برأسه...بلا

حاولت ان تبتعد عنه بعد ان سحبت كفيها منه
لكنه امسك ساعدها
(( لن تذهبي...))
(( ناصر ارجوك.....))


قربها منه اكثر
وهو يعتدل في جلسته

(( لم تتهربين مني؟؟؟))
لم تجبه بقيت صامته

(( قلتيها لي...لا تنكري....))
نظرت اليه وهي تحاول ان تستوعب ما يعني
(( كلمة حبيبي...مازالت ترن في اذني...))

اغمضت عينيها
لاتريد ان يرى ضعفها في نظرات عينيها

ولكن كل احاسيسها ضعفت امامه
وهو يلمها اليه

(( ليس لنا غير بعض نونو....))

وهي تشد جسدها عنه بكل ضعف
كانت تحدث نفسها..... لا تفعل ناصر... لا اريد ان اضعف من جديد....

(( انت زوجتي....ولنا ان نبقى طوال العمر زوجين..ولك مني كل ما تريدين....))

ابتعدت عنه اخيرا

ودون ان تنظر اليه
(( لا اريد شئ... ))

ارتفعت نبرة صوته
(( بلى نونو... انت محتاجه لي كما انا محتاج لك....))

ابتعدت عنه
وعن مكان مضجعه

ونظرها بعيدا عنه

(( كنت محتاجه لك.... لحظة ما فقدت اسرتي وبقيت وحيده ومقعدة ..كنت انت املي من اجل ان اعيد الحياة لجسدي من جديد...لكنك................))
لم تقوى على اكمال حديثها

حيث انها اجهشت في البكاء

كان خلفها...وضع كفيه على كتفها
وقرب شفتيها من اذنها
(( نورس صدقيني...ان ما حدث كان غصبا عني.... لم ارتب لاي امر مما حدث))

وقف مقابل لها وجها لوجه...
ومسك كفها....
ليجلسها على الاريكه...

(( صدقيني نونو......))
وهي تسحب انفاسها بصعوبة
(( اصدق ماذا؟؟؟؟ ما تقوله الان ام ماقلته لي حينها....))

(( لم اكذب عليك قط.... اقسم بذلك....))
رفعت نظرها اليه..وكأنها تريد ان تلمح الصدق في عينيه
(( قلتها لك...انت حبيبتي.....لاني فعلا احببتك....))

وهو يبلع ريقه بصعوبة...
(( ولم اقصد اذائك.... الظروف يا نورس.... صدقيني ان ظروفي كانت ضدي في كل شئ...))

كانت تريد ان تعرف....
لطالما شعرت انه يخفي عنها احداث من حياته...

احداث تخللت لقائه بها

وكانت سبب لفراقهما
وللألم الذي عاشته لسنوات...
كانت تريده ان ينطق

هل حانت اللحظة لتعرف ما يخفيه عنها

هل هناك ما يبرر فعلته معها
هل فعلا لديه ما يقوله كي يستعيد ثقتها وحبها من جديد
وهل ستسمح لنفسها ان ترمي بجسدها في احضانه
وتبكي لاخر مرة وحدتها ورعبها وألمها


كانت تنظر اليه
تنتظره ان يتكلم....
كانت تقول بداخل...انطق يا ناصر.....انطق..


حتى كان رنين الجوال....

طال رنينه كي تلتفت هي...
فيما هو ينظر اليها...


تحركت من امامه...ورفعت الجوال

كان يسمع حدديثها مع عمتها
(( اهلا عمتي....اليوم؟؟؟؟........لم تعلميني مسبقا.......اسفة جدا....ناصر مريض علي ان ابقى معه...... مارأيك ان تذهب زينة معكما..... هي افضل مني في ذلك....اسفة مرة اخرى ابلغي سلامي لجلنار...))

ناصر..(( ماذا هناك؟؟))
نورس..(( طلال وجلنار هنا...وغدا سيقيمون حفله زواج.. وتريدني اخذ جلنار للسوق..))
ناصر..(( لم اعتذرتي؟؟؟))
نورس بهدؤ...(( لقد سمعتني....))
ونظره لعينيها...(( تريدين البقاء معي؟؟))
وهي تتهرب من نظراته...(( اريد ان نكمل حديثنا..))

ناصر ..(( ماذا تريدين ان تعرفي.؟؟))

نورس... وهي تدعك ظهر كفها براحة كفها الاخرى
(( لِم فعلت ذلك معي؟؟؟ وتركتني بعدهاا...))

التفت لها...
ودموع تقطر من عينيها
(( اشعرني ولو مرة واحده انك لم تراني فتاة رخيصة استمتعت بها ليله واحده وتركتها...))

اقترب منها بحركة سريعه
حتى كاد يلتصق بها
(( لا تقولي ذلك.... لا تلفضيها على لسانك,,, ان كنت اراك كما تقولين...فانا سأحمل الصفه نفسها...))
وهو يمرر اناملها على شعرها..
(( وانا لن اقبلها في الحالتين))


مسح بكفيه دموعها...
واحاط بذراعه على كتفها....
(( لنخرج من هذه الغرفه اولا..))
لم تفهم ما يعني بحركته هذه...

حتى قالها..(( اشعر ان هذه الغرفه امتلئت بالمشاحنات.....))


تقدم معها نحو غرفتها....

استغربت ما يفعله...
وهو يغلق الباب عليهما...

(( هنا كنتِ زوجتي... وهنا أخبرك ما اخفيته لسنوات...))

وانخفضت نبرة صوته فجأة...
(( ولكن ماذا بعد؟؟؟ماذا بعد ان تعرفي الحقيقة..هل ستبقين معي؟؟؟))

لم تجبه.... بل انها صارت تتهرب من النظر اليه

فهم من نظراتها التائهه انها لا توعده بشئ

وبضيق...(( أخبرك الان بكل شئ... ولك بعدها حق الاختيار...))

التفتت اليه بحركة سريعه وكأنها تريده ان يتحدث ب..

ونطق اخيرا.......
وكان حديثا طويلا.....
بطول تلك الليالي وألمها....

....عند لقائي بكِ اول مرة....
كنت تائهاً في نظرة عينيك..
قاومت كثيرا حتى اصرف نظري عنك.....
**كانت نورس تتذكر موقفه عندما التقته اول مرة في المطعم**
لحظتها بدأ قلبي وعقلي التفكير بكِ انتِ
رغم انشغالي بوضع امي رحمها الله والتي كانت اغلى ما عندي....
الا اني لم استطع ان اتجاهلك...
نورس....
اعلم انك كنت تخرجين من غرفتك للعلاج الطبيعي كل صباح الساعه التاسعه والنصف...

وتتناولين غدائك مع عمتك بعد صلاة الظهر مباشرة....
وموعد الفحص من قِبل الدكتور يكون كل يوم بعد العصر.....

اعرف تفاصيل يومك كله
لاني كنت اترصدك من بعيد..
اشبع نظري بلفتاتك البريئة....
وبلمعة الحزن التي اجهل اسبابها في تلك اللحظة....
نادرا ما اجعلك تشعرين بي حولك
..كنت المح ابتسامة خجل كلما التقت عيني بعينيك
ابتسامة تذيب كل ما بداخلي
حتى اكاد اضعف امامك وقد ابوح لك كل ما بداخلي...
لكن اعلم ان الظروف لاتسمح...
ظروفي وظروفك....

حتى كان قرار امي بالعودة
جاء قرارها بعد اتصال من والدي....
شعرت امي ان والدي في ازمة او مشكلة
لم ترتاح لنبرة صوته
لطالما امي كانت قريبه من والدي..
تشعر به وان كانت بعيده عنه....

حاولت اقناعها.... ان تصرف نظر حتى انهاء عمليتها
خاصة ان عمليتها ستكون خلال اسبوع...ونسبة نجاحها عالية جدا...
لكنها ابدا ابدا لم تأخذ بكلامي
قرارها ومصره عليه ان تعود للبلاد
قلبها مشغول على والدي...
لم اوافق على قرارها حتى كان رأي الطبيب...
ليس من صالح والدتك اجراء العملية وهي بهذا الوضع النفسي السئ..
وكان رايه ان اعود بها للبلاد....

لتطمأن على والدي...حتى تأخذ قرارها بالعودة بنفسها
لاجراء العملية....وهذا ما كنت ارفضه
اعلم جيدا ان عادت والدتي للبلاد..لن تفارق والدي..
فقد كان احساسها في محله...
هناك ما يقلق بشأن والدي...
علمت من اخوتي....عبدالرحمن والد زينة ... وعبدالعزيز

ولكن لابد من العودة.....
حجزنا تذاكر العودة....
خلال يوم سأفارقك....
كان الم العالم كله في صدري....
وجع على من احبهم...
ابي الذي ليس بمقدوره مواجهة ما حصل معه....
ووالدتي.... التي صرفت نظر عن اجراء العملية كي تعود لها القدرة على الاعتماد على نفسها في المشي...
وانت يا نورس... كيف لي ان افارقك بعد ان تعلقت بك...
كنت اتمنى ان اكون بقربك اثناء اجرائك للعملية..
اطمئن على صحتك...
كنت اتمنى ان تنعمي بالصحه....كما كنت اتمناها لوالدتي دائما
ايامي هنا اقضيها من اجلكما انت ووالدتي
استيقظت مبكرا كي انعم نظري بك... ولأكون عونا لوالدتي...
ولكن كان قرار امي في العودة .. اكبر من مواجهتي ورفضي
وفي ذلك اليوم...
قررت زيارتك..
الحديث معك...
اقتربت من غرفتك كما افعل كل ليله لكني لا ادخلها..
ولكن هذه المرة سوف افعلها....

ودخلت عليك..
لا انسى وقوفي امامك...
قريب منك ...
اذكر ما كنت ترتدينه....
لباس نومك اختلط به اللونين الاصفر والبرتقالي و تتوسطه صورة ميكي ماوس
وشعرك لم يكن منسدل على كتفك كما احب ان اراك..
لكنك كنت تبدين في قمة الروعه
كنت تنظرين الي
وانا المح بريق حزن قد تلاشى من عينيك واستبدلته بابتسامة
رأيت في عينيك ابتسامة
تبادلنا حديثا قصيرا
لكنك بديت عفوية معي في حديثك..

وفي المقابل
صرت احدثك عن والدتي...
وكيف اني هنا من اجلها...
لم انم ليلتها
صرت استرجع كل كلماتك
نبرات صوتك...
حديثك بكل حب عن عمتك...

وقبل يوم من السفر
بعد لقائي بك
زاد اصراري على والدتي ان نبقى
من اجلها..ومن اجلك
لم اقوى بعدك
لكنها لم ترضى ابدا
وليلة السفر.....

تلك الليله
لم ارغب في رؤيتك صدقيني...
بل ان طوال اليوم بقيت حبيس غرفة والدتي لم افارقها
لم ارغب حتى ان المحك
لا اعلم لماذا
وفي وقت متأخر بعد ان نامت والدتي..
ذهبت للفندق للاستحمام وشراء وجبة لاني بقيت طوال اليوم غير راغب في تناول الطعام
حتى مررت من غرفتك
لا..الحقيقه ان قدماي اخذتني اليك....
لا اعلم لم شعرت انك تنتظريني.....
اتذكر فتنتك عندما لمحتك....
لباس نومك القصير من الحرير.. باللون الزهري.. وقد اسدلتي شعرك الاسود الطويل ..
((تذكرته نورس لحظتها...صورته ليلتها لم تغب عنها ابدا ))


نورس..(( كنت ترتدي قميص ابيض بكم قصير وبه نقوش زرقاء ناعمة مع بنطال جينز ازرق... وبدى شعرك رطب,,ونفسها رائحه عطرك تفوح في المكان..))
اتذكر جيدا كيف كنت ابرر وجودي معك....
لا ابرره لك فقط
وانما لنفسي ايضا
فعقلي يقول لي ان انصرف وبسرعه
وقلبي...
يرفض
يريد ني ان اكون معك بقربك...

ربما لن التقيك.... شعور ذبحني ..
نعم ذبحني بمعنى الكلمة....
حاولت ان ابدو طبيعيا...
في حين انك لم يبدو عليك الانزعاج من زيارتي
اتذكر جيدا انني فكرت بالخروج وبسرعه او بالاحرى ان اهرب منك
اخبرتك اني سأخرج
ولكن ضعفت في اخر لحظة
وانت تطلبين مني البقاء..
رفعت الكيس الذي يحوي وجبتي...
وقد اشترطت عليك ان تشاركيني ...
ودون قصد مني سألتك...
..(ولكن كيف تشاركيني وانت على السرير؟؟؟)
نظرتي الي باستغراب...(لا يمكنني...)

ايقنت اني ارتكبت خطأ فاضح
وبسرعة تداركت الامر

ودون ادراك لما افعل
عرضت عليك المساعده وقلتها
وانا انظر لعينيك
قريب منك
(نورس حبيبتي....)
..(هل تسمحين لي ان اناديك حبيبتي...)
كنت صامته
وانا استمد قوتي من صمتك
فأطلقت لقلبي العنان
لا انسى كلماتي لك ابدا
( نورس انا احبك..نعم احبك..منذ ان رايتك اول مرة..اعلم انها فترة قصيرة... لكن في كل مرة المح الحزن في عينك يكبر هذا الشعور بداخلي.. )
شعرت ان علي ان اقول لك كل شئ..
وبصراحه
ومن حق قلبي ان يبوح بما داخله
يكفيه صمت
وهناك احتمال للفراق
لم اخجل ان ابوح لك بحبي
كنت وقتها صامته
وكأنك تطلبين مني المزيد من البوح
نطقتِ ببضع كلمات
استنتجتُ ان هناك شعور متبادل
عقلي حاول ان ينهي هذا اللقاء
ولكنه وللأسف انهزم امام قلبي
رغم ان قلبي وقتها ذائب بِبُشرى مشاعرك لي
لكنه نجح في واجهة عقلي
صرت انظر اليك
لحظتها اخذ عقلي يجاري قلبي
هل سأترك هذه الفتاة التي سلبتني قلبي...
كنت ارغب ان اكون بجانبك ...
بجانبك دائما....
لم اشعر بنفسي....
الاوانا التهم برائتك...لأشبع رغبة بداخلي...
لم استوعب لحظتها سوى ان التردد في الا قتناع بحبي لك قد زال
تأكدت اني احبك..احبك اكثر...
تذكري كلمتي لك
اني احبك اكثر........
لاتركك بعدها
نعم تركتك..
وتركت قلبي وعقلي وروحي معك....
تركتك وذهبت لوالدتي....
ارجوها ان اتبقى...
بكيت عند قدميها ان تبقى...
كانت تتصور دمعي من اجلها
لم تعلم اني معها بعد ان سلبت براءة فتاة...
برائتك كانت معي امام ناظري...

ولكن كل هذا لم يقنع والدتي بالبقاء....
وبسرعه...
ذهبت اسأل عن موعد العملية...
اخبروني انها بعد اسبوع تقريبا...
كنت اشعر ان لدي المزيد من الوقت..
اخذ امي للبلاد...لتطمأن على والدي..
واجعله يقنعها بالعودة لألمانيا لاكمال علاجها..
وقتها سألتقيك....
ولن اتركك...
نورس.... منذ تلك اللحظة وانا اشعر بك زوجة لي....
لابد ان اعود بك للبلاد....وانت تقفين على قدمك... نحيا معا انا وانت
ليس لي ان ابرر ما فعلت
وليس لدي اي عذر
ولكن...الشيطان ثالثنا....

وعدت للبلاد...
واكتشفت ان الامر اكبر مما تصورت...
والدي موقوف.... بسبب قضايا اختلاس ورشوة في وزارته
اصبحت قضيته حديث الناس في كل مكان
لم يتحمل..حتى اصيب بازمة قلبيه
ابقي بعدها في المستشفى العسكري الخاص
وصارت حالته من سئ لأسؤ...
عدنا وهو في المستشفى...
وامي ما ان علمت..حتى انهارت....
وكل هذا له ان يحدث وعلي مواجهته لوحدي....
لا تسألين عن اخوّي...
تركونا في عز الازمة....
قامو بسحب كل اموالهم تهريبها للخارج....
اموالهما ربح شركة كانا يديرانها
ولانهما قلقا من ان يتم تجميد حساباتهما مع جميع حسابات والدي في البنوك..
وكان هذا ما حدث....
حتى انه تم ايقاف عمل شركتهما..واعلنا افلاسهما لتأكيد للجميع انهما لا يملكان مالا يتم تجميده....

هربا اخوي .. خوفا من سمعتهما بين رجال الاعمال
بل اني صرت اسمع حديث البعض عنها انهما يرفضان تصرف والدي....

امي طريحة الفراش في المنزل...الذي اصبحنا لا نملكه
ووالدي موقوف..رغم مرضه....
شهر لم يكمل.... ورحل والدي.....

رحل عنا انا وامي...
ازدادت حالتي امي سؤا

وانا وحدي معها
الجميع انصرف عنا
لم يرغب احد يشوه سمعته بعلاقته معنا الا القليلين.....
ونعمة من الله
كان اخاها الوحيد...
خالي الله يرحمه..وقتها كان على فراش المرض..
طلب من ابنائه اعطاء والدتي حقها...
حقها من ورث والدها الذي لم تفكر يوما انها ستحتاجه
لذا ابقته مع اخاها ليستثمره في اعماله التجارية
حينها كان الوقت المناسب للحصول على هذا الحق
الذي اشترت به هذه الفيلا....
والباقي ابقته في حساب خاص بي...
حتى تقنعني اني لست بحاجة للعمل..
وعلي العوده للدراسة
ولكن وقتها لم افكر الا بك
حاولت الاتصال بك في المستشفى
لكنهم يرفضون اعطائي اي معلوماتك عنك
باعتبار ان هذه قوانين المستشفى
صرت ابحث عن اي شئ يدلني عليك
وكل ما اعرفه هو اسمك
(( نورس محمد الــ.....))

لا اكذب عليك
لم يكن صعبا
فقد دلوني عليك
ولكن ما عرفته
ان محمد الــ.....
توفي مع اسرته في حادث
واخيه الوحيد فهد الــ.....
يعمل في السلك الدبلوماسي خارج البلاد...
ولابد ان تكون ابنة اخيه الناجية من الحادث معه
عجزت في معرفه اين يكون عمك...
لم اصل لك نورس صدقيني....

**لم تتحمل اكثر...
اقتربت منه وهي تبكي...
كنت هنا ناصر....
لم اغادر هذه البلاد...
كنت برفقة عمتي وجدتي
اعيش ألمي ووجعي..**

لم يقوى على اخفاء دموعه
وهو يحدثها
استسلمت لقدري....
شعرت ان كل شئ ضدي...
وقدرنا ان نفترق....

حتى كان قرار والدتي ان ارتبط بنبيلة...
قريبتي
كانت تعمل ممرضة...
وتزورنا باستمرار تتابع حالة والدتي..
كانت في منتهى الطيبة
وبحكم انها يتيمة واصغر اخواتها
كانت تعيش مع اخيها الاكبر
طلبت امي ان اتزوجها...
كان لديها اسبابها
واهمها انها ترى اني بحاجة لاحد يكون بقربي
لم امانع
ليس لدي سبب لارفض
بعد ان خسرت كل شئ
لِم ارفض طلبا لوالدتي
تزوجتها
تم العقد والزواج في يوم واحد

وبقينا شهور
لم تجمعنا غرفه واحده

حتى اكتشفت امي ذلك صدفة

لم اتصور ردة فعلها
كانت غاضبة
لأول مرة اشعر بغضبها

كانت ترى ذلك اهانه لهذه الفتاة
وبداخلها كانت تخشى ان تكون قد ظلمتنا
بقرار الزواج

لم ارغب ان تتألم اكثر
فيما نبيله بسلبيتها تقبل بأي قرار دون نقاش
فتاة بطيبتها تخجل تفرض رغباتها عليّ او على والدتي
كانت تقضي يومها بعد العمل مع والدتي
ترى في ذلك افضل من يومها في منزل اخيها
والذي اتضح لي بعدها انها لم تتفق مع زوجته وبناته المراهقات
اكملت دراسة البكالوريوس خلالها
وفي سنة الاخيرة
كنا ننتظر طفلنا الاول
وكم كانت والدتي سعيدة بهذا الخبر
لكن الموت لم يمهلها...
سلبها الموت من حياتي...
ليس لي ان اصف لك ألم فقداني لها....
وفي الشهر نفسه....
جاء احمد....
طفلي الاول.....
وكما جاء...ذهب
لم يحتمل هذه الحياة القاسية
ذهب وهو يسحب انفاسه بصعوبة
ليتحول وجهه امامي لقطعه زرقاء
وتنقطع انفاسه بعدها..
لم احتمل...
كنت اراه املي في حياة جديدة....
طفلي الاول.... انجازي الاول في هذه الحياة...
علّه يكون سببا لأقبل بوالدته الطيبة رفيقة دربي

لكنه كان سببا لقرار الفراق...
لم تعترض...رضخت لقراري كعادتها

كان الجميع يرى ان كوننا قريبين سبب لما حمله ابننا من عيب خلقي لم يستطع مقاومته
وليس هناك ما يمنع انفصالنا...

وتم الطلاق.....
سافرت بعدها لأامريكا لاكمال الماجيستير....

فيما هي...نبيلة....
لم تبقى في منزل اخيها طويلا....
تزوجت بعد شهور....
وعلمت بعدها انها انجبت اطفالا اصحاء...

سعدت لها فهي تستحق كل خير...
كانت معنا سنوات انا وامي...
لم نرى الا ابتسامتها... ورضاها....



استرسل ناصر في الحديث
كان لديه الكثير ليقوله
ولكن عند هذه اللحظة لم يقاوم
وضع راحة كفيه على وجهه
نورس وسط زوبعة هذه الحقائق والاعترافات....
اقتربت بنظرها اليه...
ودموع في عينها
تتراقص بهدؤ
وبقيت على صمتها
فتحتاج للوقت لتستوعب كلماته
كلمات اختصرت سنوات من عمرهما
سنوات فراق ووجع

في حين انسحب من امامها....
فكم يحتاج للراحه الان..
بعد القى بثقل حمله لسنوات ...
ادار ظهره عنها...
تقدمت خلفه خظوة...
وسحبتها بعد ثانية واحده...
عادت ادراجها...
تسحب انفاسها وكأنه اشوك تخترق جوفها...
تؤلمها..توجعها...
فيما هو....كل ما رغب به لحظتهاا...
ان يريح جسده...
بعد تعب سنوات...

 
 

 

عرض البوم صور yassmin   رد مع اقتباس
قديم 11-11-10, 04:37 PM   المشاركة رقم: 107
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 171345
المشاركات: 328
الجنس أنثى
معدل التقييم: yassmin عضو له عدد لاباس به من النقاطyassmin عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 100

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
yassmin غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : yassmin المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 




الشاطئ الــ 56
الموجة الاولى....
افاقت من نومها..
تتلفت حولها
ما الغريب في الامر
ان كانت في غرفتها؟؟؟
ولِم تشعر بانقباض في قلبها
اخذت نفسا عميقا وهي تغمض عينيها.....
لتظهر امامها صورته
صورة ناصر وهو يحدثها
وانهاك واضح على ملامحه

ببرود تحركت من سريرها....
تبحث عن التوقيت الذي تعيشه الان...
الرابعه عصرا؟؟؟؟؟
ادركت ان صلاة الظهرين قد فاتتها....
كانت تحاول بقدر الامكان
ان تعطي عبادتها كل حواسها
لا تريد ان يشغلها شئ....
ولكن ماحدث ليس بأمر سهل...
انهت صلاتها....مع رنين جوالها....
انها العمة فريده....
تطمئن على حال ناصر....
يبدو ان العم سلمان عاد من السفر...

والمفاجأة انهما في الطريق ..لزيارتها هي وناصر....
بدت اشد ارتباكا
صارت تنظر لنفسها في المراة
كيف لها ان تخفي القلق الذي غزا ملامحها
والصراع الذي تعيشه بداخلها
مازالت تحتاج للوقت لتستوعب كل ما قاله ناصر قبل ساعات
لملمت خصلات شعرها بمشبك...
وابدلت ملابسها وارتدت عباءتها ووشاحها الاسود....
لابد ان تنتظرهما في الاسفل...

خرجت من غرفتها
لتتوقف قدماها طواعيه امام غرفته
اقتربت .. وهي تسحب انفاسها بهدؤ
وكأن انفاسها سوف تفضح وجودها..
لم تشعر باي حركة داخل الغرفه...

ليس وقت مواجهه جديدة بينهما
مازالا يحتاجان للوقت
ولكن.... اليس لها ان تدخل...
كانت تسأل نفسها
لم قد ارغب في الدخول؟؟؟
ولا تجد اجابه
قد تكون هناك اجابه
لكن..... لن تعترف بها

غلبها قلبها.... وفتحت الباب بهدؤ....
كان نائما....
لم يشعر بها
اقتربت منه بهدؤ....
وهي تكتم نفسها....
اربكتها حركته....
وهو يحرك جسده على السرير
لتلمح قطعه صغيرة قرب وسادته...
اقتربت اكثر... و اكثر بنظرها
قطعه قطنية زرقاء صغيرة
لقد رأتها مسبقا...
لكنها بلون مختلف
باللون الزهرية
ابتعدت عنه خطوات
وكيف لصوت خطواتها ان توقظه
فتحت عينيه عليها...
وبسرعه استند على واجهة السرير
وهو ينظر اليها
لم ينطق كان ينظر اليها فقط....
بعبائتها السوداء
ووشاحها الذي على كتفيها....
لا يدري لم ارتعب من مظهرها
فتح عينيه اكثر....
فيما هي تحاول ان تبرر وجودها...
(( موعد الدواء الان.... هل ازعجتك؟؟؟))

وبالكاد نطق....
(( لم العباءة عليك؟؟؟))
استقر نظرها على عبائتها....
ودون ان تنظر اليه...
(( عمتي فريده قادمة الان.....))
انقذها من الموقف...جرس الباب....
لتختفي من امامه...
لم العمة فريده هنا....
شعور بالوجع الم به....
ليعاود الاستلقاء على السرير...

الشاطئ 56
الموجة الثانية
رحبت نورس بهما...
ودعتهما للجلوس في الصاله....
(( كيف هو ناصر؟؟؟ ))
(( بخير عمتي.... فقط حرارته مرتفعه....))
(( لقد ارهق نفسه مع البنات.... وهو لتو عاد من مشواره مع طلال الذي اخذ كل طاقته...))
دخل سلمان في الحديث....
(( الاهم الان ان يكون بخير...))

ونظرها باتجاه السلم...(( الحمدالله))
كانت تتسائل هل بمقدوره النزول لاستقبالهما؟؟؟؟
ام تعتذر نيابة عنه؟؟؟؟
بعد ان قدمت لهما نورس كوبان من العصير وقطع من الكعك...

نورس...(( كيف هو طلال وجلنار؟؟؟))
(( بخير... جلنار خرجت مع زينة.... لتجهز لليلة غد...))
(( كم انا سعيدة لهما؟؟؟))
(( جلنار فتاة طيبه.... وليس لها في هذه الدنيا الا طلال....))
التفت العم سلمان..(( الزوجة ليس لها الا زوجها....))

لم تعلق فريده على حديثه انما اكتفت بابتسامة....
وعادت بنظرها الى نورس.....
(( ابلغي ناصر تحياتنا.... وان شالله يكون بخير..لتحضرا الزواج....))
ما ان اكملت كلماتها فاذا بصوت خطواته على السلم...
تقدم ناصر نحوهم..
فيما نظر نورس بعيدا عنه
تبادلا السلام....
بدى افضل من قبل...
و تلاشئ قلقه سريعا ...
عندما ادرك ان العمة فريده وزوجها هنا ليطمئنا عليه فقط.....
لحظات بعدها انصرفت العمة وزوجها....
انصرفا دون ان يدركا انهما كانا
وسط معركة من المشاعر
دون ان يظهر المنتصر فيها....
تقدم ناصر نحوها...
جلس قريب منها...
وهو يمسك كفها...
ونظره اليها....
(( اسف نورس....))
وبصعوبة خرجت الحروف من بين شفتيها....
(( ولم اسفك ؟؟؟))
ضغط على كفها اكثر...
وهو يكتم العبرة
(( على كل شئ.... سامحيني.... كل تصرفاتي كانت بأنانية.... كنت اريدك لي... لي انا فقط...... لكن صدقيني اني لم اتعمد وجعك والمك...))
(( ليس لنا نغير الماضي...والحديث فيه لا جدوى منه...سوى زيادة الالم والوجع..))

وبرجاء سألها...(( ماذا تعنين بكلامك؟؟؟))
وقفت امامه...وهي تمرر راحة كفيها على شعرها....
(( تريد قراري... الان؟؟؟؟))
وقبل وان يجيبها...
(( ليس لي ان اخبرك ما يجول بصدري ..وجع سنين مضت لن يمحى في ليلة واحدة...))
واكملت...(( اتركني ناصر....الان على الاقل....))
انصرفت بعدها تسابق خطواتها على السلم...
فيما هو جامد مكانه...
انعزل كلاهما في غرفته....
لم يرغبا في مواجهه جديدة...
ما يتاجنه...
المزيد من التفكير.....
ناصر مرعوب من قرارات نورس....
ونورس... صراع بداخلها ارهقها..
وانهك كل قواها....

الشاطئ الــ 56
الموجة الثالثة
كانتا معا في السيارة...
زينة وجلنار....
بعد مشوار طويل للتسوق...
انتهى وجلنار محملة بأكياس بكل ما تحتاجه العروس...
والاهم.... فستان الزفاف....
فلم تتصور ان تحصل على ما تريد بهذه السرعه....
(( لم انت صمته جلنار...))
(( فعلا خجله منك زينة...))
(( لم تتعبي من تكرار هذه الجمله...))
(( لاول مرة نلتقي.... لأرهقك معي في التسوق...))
(( التسوق...التسوق...احلى شئ بالدنيا....))
كانت فعلا سعيده برفقة جلنار....
ربما لانها تقدم خدمة للعمة فريده التي استضافتها في منزلها وعاملتها بكل حب وحنان لم تشعر به منذ فتره طويله
او ربما لانها ترى نفسها في هذه الفتاة الغريبه...
وحيده..تجاهد من اجل ان تكون الافضل مع من تحب...
ونجحت بعد جهد جهيد...
وهي؟؟؟؟
هل ستجتمع معه؟؟؟
مع عبدالله.....

حتى كان اتصال منه...
(( اهلا بك...))
(( انتهى مشواركما؟؟؟))
(( نعم.....))
(( ستتناولين عشائك معنا....))
(( مع من؟؟؟))
(( امي تنتظرك مع جلنار...))

هناك من ينتظرها على الوجبة...
لم تحصل من قبل
فلم تقوى على رفض الدعوة...
دخلت برفقة جلنار...
للان الخجل يغلب على هاتين الفتاتين..
التي تبحث كل منهما عن شئ من الرفقه خلف جدران هذا المنزل...

رمقها بطرف عينه...وهو يتظاهر بقراءة الصحيفه...
وابتسم لها فقط...
فيما هي تعيد ترتيب وشاحها ....
وجلنار ...
تتلفت تبحث عنه...
(( اهلا بالعروس.... اتمنى ان لا تكون ارهتقت زينة بتسوقها...))
جلنار...(( طلال....لا تقل هذا... انا اجهدتها معي....))
ام عبدالله... تتقدم منهم...
((زينة وجلنار العشاء جاهز...))
و هي تشير لــطلال...(( انت بدل كل هذا الكلام اذهب وراقب العمال....هل جهزوا كل شئ لحفلة غد؟؟؟))

وهو يتظاهر بالاحراج...
(( انا العريس امي... اطلبي من عبدالله..))
لم يهتم عبدالله لحديث طلال....
فيما...تقدمت الفتاتين لغرفة الطعام.....





الشاطئ الــ56
الموجة الرابعه
(( هل تصدقي انها طلبت البقاء النوم معها.... تبدو قلقه من الغد...))
واكملت زينة حديثها...
(( سعدت كثيرا لمساعدتي لها.... و المني وجودها وحيده....))
وهي تنتظر الى نورس....
(( نونو لم انت صامته؟؟؟))
بالكاد انتبهت لها نورس...
(( نعم؟؟؟))
زينة وهي تعتدل في جلستها على سرير نورس...
(( لهذه الدرجة قلقه على مرض عمي؟؟؟))
وهي تغمزلها...
(( لك ان تذهبي له في الغرفه الاخرى...))
لم تبالي نورس على عكس عادتها لحديث زينة
(( نونو لم انت صامته؟؟؟))

وباهتمام اقتربت منها نورس...
(( زينة اخبريني ماسبب القطيعه بين ناصر ووالدك وعمك؟؟؟))

ابطأت في الرد كثيرا....
وهي تنظر اليها
(( لم هذا السؤال ؟؟والان؟؟))
(( اجيبيني زينة..))
((ليست قطيعه احداث تراكمت على بعضها..وانتهت بهذا الفتور ))
((هل تتذكرين جدتك...؟؟))
(( جدتي؟؟؟))
(( ام والدك...))
باستغراب اجابتها زينة (( لم ارها .. توفيت قبل ولادتي..))

(( لم تريها؟؟؟توفيت قبل سنوات قليله ...))
(( من تعنين؟؟؟ ام ناصر؟؟؟ليس جدتي...))

لم ادرك ذلك الا الان ام ناصر ليست جدة زينة
كانت مفاجأة لي....
لم استوعب الا بصعوبة....
بعد اخذت زينة تتحدث ببراءة...
عن علاقة والدها وعمها.... بناصر ووالدتها....
ام ناصر الزوجة الثانية...
احبها زوجها لدرجة اثارت غيرة الاخوين
خاصة بعد انجابها لناصر......
انشغلا بعملهما في التجارة...
فيما والدهما قد انشغل بزوجته وابنه الذي بدى متفوقا بدراسته....
التفوق الذي لم يراه في ابنيه....
لم يفرق بينهم ابدا....
ولكن ...هما من خلقا فرق المعاملة بجفاف العلاقة....
تتذكر زينة ما حدث...
عندما مرض جدها بسبب مشاكل في العمل...
كانت تجاوزت العشر سنوات باشهر قليله....
لكنها تدرك جيدا...
انا والدها ترك اباه في ازمته...
وعمها هاجر للخارج مع زوجته الاجنبية...
لم يهتما باخيهما الاصغر...الطالب الجامعي....
الذي انشغل بوالدته المريضة...
وعاش حياته دون ان يحتاج لهما...
وما اثار دهشتي اكثر...
ما اخبرتني به ...لم اعرفه من ناصر....
ان والده بريء من تهمة الاختلاس...
الا ان الصحف لم تعلن ذلك الا في زاوية صغيرة من الصفحات الاخيرة....
بعكس اتهامه الذي اُدرج على الصفحات الاولى....
صارت تتحدث عن جدتها ام ناصر كما تسميها
تحدثت عنها بكل حب...
كانت تمتلك قلب كبير لم تسمعها قط تتحدث عن والدها بسؤ...
انصرفت زينة لغرفتها
وتركت نورس اسرة لافكارها
كل هذه الامور التي لا تعتبر بسيطه مر بها زوجها
زوجها ناصر
لم يشكي منها قط
لم يلون اخويه...
لم يتحدث عنهما على انهما ليسا شقيقيه...

في حين ناصر...
قد هرب من نوم من عينيه..
صار يتقلب على السرير...
تقلب كثيرا....
لم يقوى على الارق...
حتى قرار ان يخرج لرفيق وحدته ...
البحر...
في حين نورس تتسلل بنظرها للنافذه...
ترمقه وهو يهرب من همومه....
كعادته...كل ليلة...



الشاطئ الــ 56
الموجة الخامسة...
(( لم اكره النوم وحدي الا الان؟؟؟))
(( لماذا؟؟؟))
(( لاني اشعر ان من حقي ان تكوني معي الان...))
(( طلال ..غدا زواجنا....))

كان يحدثها
يبث شوقه لها...
حديثا ليس مباشرا..
انما عبر الهاتف...
بعد ان اخبرته والدته ان عليه ان لا يلتقي بجلنار حتى ليلة غد....
لم يقوى على ترك الحديث معها
حتى اجبرته هي...
ولم يطعها...
الا عندما سمع ضحكات عبدالله عليه
عندما دخل عليه..
وعرف انه يتحدث مع جلنار...

(( للان تعيش قصة حب....؟؟؟ لقد اصبحت زوجتك...))
(( زوجتي؟؟كيف ذلك وانا وهي في غرفتين منفصلتين...))

اكمل طلال..
(( وانت...متى قررت؟؟؟))
(( قررت ماذا؟؟؟))
(( خطبة زينة....))
(( اطمئن اخي العزيز... ان حددت موعد الزواج..سأخبر الجميع..
لتكون خطبة رسميه بوجود كل افراد العائلة....))

كان يعلم طلال ان عبدالله يعنيه بما يقول....
حتى رن جوال عبدالله...
طلال وهو يشير لاخيه بالخروج..
(( اذهب لغرفتك الان...انا مرهق..وغدا زواجي....لست مثلك مازلت مراهق اعيش قصة حب...))

انصرف عبدالله...
الى غرفته...
وهو يهمس في جواله...
يحدث زينه...
التي اصبحت تستمد الحياة من حبه واهتمامه...
احبت عبدالله كما لم تحب من قبل...
تقبلت منه كل نقده..
نفذت كل طلباته لتغيير من نفسها..
لم تتردد حتى لا تخسره...
كما خسرت سنوات من عمرها تبحث عن من يلملمها...
واخيرا وجدته...
وجدت عبدالله ذاك الشاب الصامت دائما...
جاد الملامح...
شديد في معاملته...
لكنه يحمل قلب طفل...
ضعف امامها..
واراد ان تكون له...
فحب التملك لدى قلبه الطفل...
اجبرها على ان لا تظهر زينتها لاحد...
فقط له هو..ان تزوجها...

وقريب سيحدث...
غدا زواج اخيه طلال...
سيفتح موضوع خطبتها مع عمها ناصر...

بدى ليلا طويلا للجميع...
ناصر ونورس................... بين الرغبه والوجع
عبدالله وزينة..............وخطوة جديدة نحو حياة معا
طلال وجلنار..... وحلم اتضحت رؤيته وسيكون حقيقه


نهاية الشاطئ


الشاطئ الــ 57
الموجة الاولى....
افقت من نومي....
قد اكون مبكرة بعض الشئ...
فالكثير من الامور تتصارع بداخلي
نعم...اليوم حفلة زواج طلال...
وانا لم اجهز لها للان...
ولكن قبل ذلك..
لابد ان اطمئن على صحته..
على صحة ناصر..
فليس لي ان اذهب ان كان مازال مريضا....
وسط هذه الترتيبات...
دخلت الحمام....
احتاج للماء البارد....
كي تنشط الدورة الدموية قليلا...
واستعيد نشاطي....
ارتديت فستان كحلي اللون..
ورفعت شعري المبلول بمشبك ....
وقليل من العطر....
ما ينقصني...
كوب من القهوة الساخنه....
وبحركة سريعه..
اخذت خطواتي على السلم ثم للمطبخ...
وخرجت منه وانا احمل كوب القهوة الجاهزة.....
باتجاه الصاله.... قد يسليني التلفاز بعض الشئ....
الا اني تفاجأت بنظراته نحوي....
وقفت مكاني....
وكتمت انفاسي...
دون سبب واضح...
(( صباح الخير نورس..))
(( صباح النور... ))
وبارتباك...
(( هل تريد ان احضر لك كوب من القهوة..؟))
وهو يشير لكوب امامه..
(( شربت شاي قبل قليل....))

واكمل...وهو يشير للكنبة...
(( تعالي ...اجلسي ..))
كان يقلب اوراقا في يده
اخذت مكاني على الكنبة....
كنت اتسلل بنظري نحوه...
خجلت ان اسأله عن صحته...
ربما انتبه لي....
(( ما بك نورس؟؟ تريدين قول شئ..؟؟))
(( لا..لا شئ... كنت اريد فقط ان اتأكد ان حرارتك انخفضت..))
ابتسم لي
ابتسامة رائعه...
كلها حياة
(( لا تقلقي...انا بخير...))
وهو يغمز لي..
(( ان كنت قلقه علي فعلا....))
لم اجبه الا انه اكمل...
(( الليله زواج طلال...هل حضرتي له؟؟؟
اعرفكم انتم الفتيات...تحتاجون لاكثر من 24 ساعه في اليوم لتحضير لحفلة زواج...))

فعلا لقد صدق في ذلك....
فقررت ان انصرف لابحث لي عن شئ البسه...
استأذنت منه
كنت اتهرب من السبب الحقيقي..
كنت اخشى قربه فعلا
دخلت غرفتي...
فتحت خزانتي....
زادت حيرتي...
تذكرت المنقذ...زينة...
هل مازالت نائمة؟؟؟
ذهبت لغرفتها...
كانت لتو قد وعت...
ولم تتردد في مساعدتي في اختيار فستان مناسب...
حتى وقع على فستان...
اسود...من الشيفون....
خالي من الاضافات...والاكسسوارت...
فستان في منتهى النعومة...
(( ستكون ملكة بنعومتك نونو...))
خرجت... وتركتني في حيرة اكبر
لم اكن محتارة بما سأرتديه...
لم يكن هذا اهتمامي يوما...
الحيرة في اتخاذ قراري,,,
تكاد تخنقني...
تزيد من ارتباكي وقلقي..
رغم اني احاول تجاهلها...
ماذا انتظر؟؟؟
كل ما اريده منه اخذته اخيرا....
باح لي بكل شئ...
وهو ينتظر..مازال ينتظر...
ينتظر بصمت...
كنت اشعربه
وانا اجلس بقربه....
لا يرى الاوراق التي امامه...
وان كان نظره اليها...
ليس من حقي التزام الصمت اكثر..
لملمت الفستان بين كفي...
وضممته لي...
وانا استعيد شريط سنوات مرت...
لم اتصور هذه نهايتها...
ارضى به زوجا؟؟
امضي حياتي معه وننسى ما حدث...

ام نفترق ويعيش كل منا حياته...

الحيرة تزداد ولكن لابد من قرار.....

افقت على طرق الباب
(( نونو....))
كان ناصر....
ودون ان يدخل... اخبرني بانشغاله طوال اليوم...
مع مجموعه من اساتذة الجامعه...
لاستقبال وفد جامعه امريكية...
خرج بعدها
وكنت اشعر ان هناك ما يريد قوله...
وانا ايضا لدي ما اقوله لكننا التزمت الصمت...



الشاطئ الــ56
الموجة الثانية

بعد ساعات.......................ساعات ليست قليله...
بعد صلاة المغرب....
كنا نستعد للحفلة ...
انا وزينة....
كنت احاول ان اتجاهل ما بداخلي
لكني لم اقوى...
ولم اقوى على اخفاءه عن ملامحي...
وما ان سألتني زينة...
حتى بدأت الدموع تنهمر من عيني...
دون وعي مني...
ارتعبت من ردة فعلي....
اخذت تهدئني...
لكنها لم تعي ان كل لمسه حب وحنان منها
تزيد من دموعي...
ضمتني اليها....
دون ان تكثر من اسألتها
ادركت ان ما بداخلي لا يمكنني الحديث عنه....
كانت تنظر في وجهي تمسح دموعي... لتنهمر من جديد
وتعيدني لصدرها....
لتبكي هي معي...
ودون ان نشعر دخلنا في نوبة بكاء....
لا اعرف سببا لدموعها
ولا تدرك سبب دموعي...

حتى اكتفينا..
وكأنها سيمفونية وانتهت....
(( نونو..يكفينا بكاء.... ليس لدينا وقت....))
في اقل من ساعتين...
كنا قد جهزنا...وفي اتم الاستعداد لذهاب للحفل...
بدت لي زينة مختلفه بم ترتديه..
جديد عليها هذا المظهر...
تنورة طويلة من الساتان الاسود....
مع قميص من التور الاحمر...
يشع حمرة ...بلون حب الرمان....
بدت فعلا بنوته.... بشعرها المسترسل بعفوية...

لم اختلف عنها...
ارتديت فستاني الاسود...
وتركت شعري مسترسل بهدؤ على ظهري...
واجبرتني زينة بوضع تاج صغير من الكريستال على شعري في المقدمة...
(( نونو...لو كان فستانك باللون الابيض لظنوا انك العروس..))



الشاطئ الــ56
الموجة الثالثة
لبست عبائتي... مع وشاح اسود مزين بقطع كريستال صغيرة....
وكذلك زينة....
ونحن نهم بالخروج...
استوقفنا... ناصر...
كان يحاول ان يتجنب النظر الي....
وهو يسأل كيف سنذهب وحدنا بهذا الحال....
وبأمر منه صعدنا سيارته ليأخذنا للحفل...
رغم انه بدى مرهقا فعلا...
الا انه في منتهى الاناقه...
بثوبه ناصع البياض...والشماغ...
ونظارته الطبية ذات الاطار الابيض....
ورائحة عطره المميزه
التي تأخذني لعالم اخر...
كنت اجلس بجانبه....
اتسلل بنظري اليه...
فيما زينة مشغولة بمكالمتها...
انتبه لنظراتي نحوه...
فتظاهرت بأني اضبط العباءة علي...
ليقرب كفه مني...
ويضغط على كفي...
برودة سرت في جسدي...
لا بل حرارة كالجمر...
صرت لا استوعب فهم ما حدث لي...
خاصة بعد ان التفت لي...
وهو يرسم ابتسامة على شفتيه
ابتسامه اسرتني فعلا...
الابتسامه نفسها....
كيف انساها...
صرت اسحب انفاسي بصعوبة....
زمن مضى في الطريق...
حتى وصلنا....
ليترك كفي لحظتها...
وقبل ان انزل...
(( سأكون بانتظارك بعد الحفل...))
دخلنا القاعه الواسعه وسط فيلا عمي..
تجهيزها لا يختلف عن يوم زفاف عمتي...
عمتي التي كانت جالسه...في المقدمة...
اخذت مكانا قربها....
أنا وزينة....
شعرت ان جميع المدعوات التزمن الصمت ما ان دخلنا...
وصرن ينظرن نحونا..
كانت عمتي... بجلابية واسعه...
باللون الاخضر الداكن والمزينة بسلسل ذهبية..
وبدى الحمل واضح عليها...
انتبهت لرنين الجوال...
جوال زينة..
كانت رساله..
وهل غيره؟؟؟
عبدالله.......
ألتفتت زينه نحو عمتي بحركة سريعه وهي تسأل عن خالات طلال...
كن ثلاث سيدات...يجلسن قرب بعض..
ومعهن اكثر من فتاه في العشرينات من عمرهن او اصغر...
همست لي...
ان كنت اعرف اي منهن منال...
اومأت لها اني لا اعرف..
همست لعمتي...
اسألها...
فأشارت نحو اكبر الفتيات...
تبدو فعلا فتاه ذات انوثه طاغيه...
في كل ملامحها...
فتاة في منتهى الجمال...
ابنة اخت الخالى ليلى
ما ان عرفتها زينة..
حتى انشغلت بجوالها...
وقد تغيرت ملامحها..
وعندما سألتها اخبرتني..
ان عبدلله طلب منها ان تعرفها لخبرها بأمر يخصها....
وهي تريد ان تعرف منه هذا الامر..
حتى جائتها الرساله..
(( امي تريد ان اتقدم لها..))
بقدر ما اضحكتني كلماتها بقدر ما تبدلت ملامح زينة
وبدت غاضبة فعلا...
تعلم انه يريدها..
ولا يفكر بغيرها..
وان كان ما يقوله صحيح فهذا ليغضبها باقتراح امه فقط
همست لها
ان لا تدعه يعكر مزاجها الان بالذات...

كان اغلب المدعوين من عائلة الخاله ليلى...
وبعض معارف عمي...
لم تكن الصاله مزحومة...
بدت هادئة...
اهدئ من ما يجول بداخلي...
رغم اني اظهر الهدؤ ...
الا اني ما ارغب به...
ان اعود للبيت وحالا...
لم تتأخر العروس بالدخول...
فعلا كانت في قمة الجمال....
جمال مبهر...
همست لي زينه..
انها من اختارت لها المزينة للشعر والمكياج...
جمال ونعومه فريد من نعومة
ليس رأيي ..
بل رأي الجميع من نظراتهن لها..
وهي تتقدم...مع طلال..
الذي لم يقوى على كتم فرحته...
بدى انيقا بالثوب والشماغ
فيما هي...
ترتدي فستان ابيض من الدانتيل...
بدون اكمام عاري الصدر...
مزين بقطع صغيرة جدا من الكريستال...
واكتفت بحلق كريستال..
وقد رفعت شعرها الطويل بطريقة مبهره...
وزينته بحبات صغيرة من الكريستال ايضا..
كانت تبرق من بعيد...
وبريق عينيها هو الغالب..
كانت خجله مرتبكة كثيرا...
خالات طلال ووالدته من حوله
كن سعيدات بالكنه الجديدة...
اخذني حضور جلنار عن قلقي..
الا اني انتبهت لرساله من ناصر
يخبرني ان حفل الرجال انتهى...
فأجبته اني سأخرج الان...
لاداعي للبقاء اكثر...
اشعر اني بحاجة للراحه ...
وكأني سأواجه اعصارا..
لا ادري ما سبب هذا الشعور..
انصرفت بعد ان باركت للعروس انا وزينة...
ودعت عمتي والخاله ليلى..
التي لم تنجح باقناعنا بالبقاء اكثر..
في حين السائق ينتظر زينه ليأخذها للمنزلها...
نهاية الشاطئ


الشاطئ الــ56
الموجة الرابعة

طال انتظاري لها..
انتظار سنوات...
وهدؤها بعد حديثنا الاخيرة..
يبشر خيرا...
ارغب ان اخطفها الان...
من وسط العالم...
لعالم اخر نعيش فيه لوحدنا...
اخذتها من امام بوابة فيلا الاستاذ فهد...
كنت ابحث عما نتحدث فيه
كي تنطق
وتحادثني
كي التفت لها
لارى عينيها....
التي تذيب قلبي بسحرها
وهي مزينه بالكحل الاسود...
واخبرتها ان لدي ما افاجئها به...
لم تحاول ان تعرف...
حتى وصلنا للمنزل...
دخلت وبسرعه اتجهت نحو السلم...
امسكتها من ذراعها
(( نونو..الن نبقى معا...؟؟))
كان تتحجج بالارهاق...
لكني لم اقوى على بعدها اكثر...
ابتسمت لها...
وانا احاول ان اغير من مزاجها...
(( نونو... لنسهر قليلا اريد ان احدثك بامر ما...))
شعرت بقلقها بارتباكها....
وبجدية.....
شددت اكثر على ذراعها
(( مابك؟؟ اخبريني...))
((ألم تمل من هذه الحياة؟؟؟))
(( اي حياة؟؟؟))
(( التي نحياها معا في الصمت...))
(( بلى ....وكرهتها ايضا....لكني الان ادعوك للحديث...))
(( تبدو بمزاج رائق لا اريد ان ازعجك...))
صار قلبي يدق بسرعه...
وكأنها تخفي امر عني...
(( مابك نونو.... تكلمي..))
(( اسمي نورس...نادني نورس...))
صرت انظر اليها باستغراب اكثر....
واكملت وقد تغيرت نبرة صوتها
(( كما ناديتني في المستشفى....نوووورس وانت تمط في اسمي...))

حاولت ان تسحب نفسها ...
لكنها لم تقوى...
بل انه قربها منه اكثر...
(( نورس... ستبقين معي..اليس كذلك...))
صارت دموعها تنهمر دون توقف...
ضمها الى صدره..
ضمها بقوة..
وهو يهمس لها...
(( نحمل نفس المشاعر...لم تتظاهرين بعكس ذلك...))
كانت تحاول ان تفك نفسها منه تارة..وتضعف تارة اخرى...
(( نورس... سنبقى معا..زوجين.... نكون اسرة... في هذا البيت... نحيا معا..نعوض مافات من عمرنا...))

رفعت رأسها اليه...
(( لن نقوى ناصر....انا لن اقوى....))
صار يمسح دموعها....
(( تعالي..لنجلس قليلا... ونتحدث..))
سحب الوشاح من على كتفها...
ونثر شعرها على كتفها..
وهي مازالت بالعباءة...
((تريدين ان نمضي حياتنا معا؟؟))
لم تجبه
اعاد عليها السؤال....
لترفع من نبرة صوتها
(( ليس لنا الحق في ذلك...))
(( لم تقولين هذا؟؟؟ نملك كل الحق ان نقرر مانريد...))
(( وما حدث؟؟؟))
(( حدث وانتهى...))
(( لا لم ينتهي.... لقد اجرمنا بحق انفسنا...وليس لي ان انهي الجرم بسعادة مسطنعه...))
(( ألست سعيده معي نونو...))
ودون وعي منها...
ضمته اليه..
ضمته بقوة....
وهي تجهش بالبكاء...
(( نونو...اخبريني..ألم تشعري بالسعاده معي...))
بالكاد خرجت حروفها...
(( لم اشعر بالسعادة فقط... انما بأمان افتقدته منذ ليلة فقداني لاسرتي...
لم انم بهدؤ دون خوف الا معك...
وانت قربي...))
وهو يهمس لها...
(( ولم لا ترغبين بقربي الان؟؟؟))

(( لا استطيع..حاولت كثيرا...لكني شئ بداخلي يشعرني بالذنب..))
ابعدها عنه وصار ينظر اليها
(( نورس الذنب الذي تتحدثين عنه... عشنا سنين نحاول ان نكفرعنه.. وربك غفور رحيم...))
صارت تتأمل ملامح ناصر..
وكأنها تراه لأول مرة...
(( اعلم ذلك جيدا.... لقد ستر الله عن ذنبنا....
كنت وقتها اقضي ليالي ابكي فيها ادعو ربي بالستر والمغفرة...))
(( وقد حصلت عليها.... ولك ان تعشي كباقي الفتيات....))
(( لا..لا استطيع..صدقني حاولت لكن لا اقوى..
لن اشعر بالرضا ابدا))
(( لم تعذبين نفسك؟؟؟ الايكفي عذاب سنوات...))
(( انت لا تفهمني.... لا ارى ان كل شئ انتهى...
تعلم ان بمقدوري ان اتزوج اي ممن تقدم لي..
عملية بسيطه تعيد لي براءة وان كانت مصطنعه...))
كان ينظر اليها..
كان هذا سؤال يحيره لكنه لم يقوى على البوح به
يريد ان يعرف لِم لم تأخذ به...
(( لم يخطر ببالي ابدا... لان العيب الذي احمله ليس بجسدي يا ناصر...
العيب في روحي... بالداخل...
عيب اراه كلما انظر لنفسي في المراه...
كلما سمعت مديح من حولي لاخلاقي...
كلما شعرت باهتمام عمتي وجدتي وقلق الجميع عليّ))

وقف ناصر..
وأوقفها قريب منه..
نزع العباءة من عليها..
وصار يوزع نظره عليها...
(( لا ارى ما يعيبك نونو ))
كانت دموعها تنهمر لا ارادياً
(( انا اراه ناصر... ارجوك افهمني...))
كانت تنظر اليه..
لعينيه... التي تكتم دموعه...
حاول مع نظراتها ان يصمد...
لكنه لم يقوى هو الاخر..
ضمها اليه...بدموع ساخنه
(( لكِ ماتريدين....))
رفعت نظرها اليه...
لمحت دموعه لاول مرة...
مررت اناملها على خده..
صارت تمسح دموعه..
(( لم انسى ملامح وجهك...
اتذكرها رغم قسوتها في تلك اللحظة...
كانت تعذبني.... وتدمي قلبي...
احببتك وانا صبية مراهقه..
ذقت اليتم فجأة وعشت الاعاقه دون سابق انذار..
كنت اراك منقذي...
لم اعلم اني سأقع في ذنب لن اغفره لنفسي...
عذبني الذنب كما عذبني امر اخر....
اني فقدتك...
كنت افكر ان لو لم استسلم لك..
ولم اسلمك نفسي... ما فقدتك لحظتها...))

اعادها لصدره...
كان يزرعها بين ضلوعه..
(( لم اقوى بعدك ابدا...
حاولت لكن الظروف ابدا لم تسعفني...
نونو... ان كان يرضيك بعدي الان...
لك ذلك...))
واكمل وهو يقربها اكثر واكثر...
(( لكن سأبقى قريب منك دائما وان احتجت لي لا تترددي..))
(( ارجوك ناصر... لا تقل هذا..لا اريد ان اضعف...من جديد...))
(( هل تضنين اننا لن نلتقي؟؟؟))
(( هذا ما يجب ان يحدث...))
(( ماذا قررت نورس؟؟؟))
(( سأذهب للعيش مع عمتي... الان...وسأقدم لدراسات العليا في الخارج...))
(( وهل هذا يمنع لقائنا...؟؟))
(( ماذا تعني..))
(( عبدالله ابن عمك اخبرني برغبة بالزواج من زينة ابنة اخي.هذا ما اردت افاجأك به منذ وصولنا..))
ادركت ان هناك نسب يربطهما من جديد
ساد الهدؤ بينهما...
لتلقط كلماتها..
(( معك حق سيكون الامر صعبا...لكن ايضا لن يمنعنا..))
واكملت...(( ناصر لا اريد ان اربك خطبتهما...
لنكتم قرارنا حتى يتم ارتباطهما رسميا..خلالها سأكون مع عمتي...))
كانت تتحدث..
وكفيها بكفيه...
يضغط عليها بقوة كلما قالت ما يضيق صدره....
رغم المها مازالت تفكر بمن حولها...
هذا ما شعر به لحظتها...
لم يرغب في الضغط عليها اكثر...
كان يتألم بداخله...
وهو يمرر افكاره في عقله
هل صحيح ما تقوله
ليس لنا الحق بالعيش معا؟؟
وهل سيقوى ابتعادها عنه من جديد؟؟؟
(( ناصر... غدا اعود لمنزل عمتي...
ساعدني في ذلك ارجوك))
اخذ نفسا عميقا...
وهو يقربها منه اكثر...
(( لك كل ما تريدين...ولكن لي طلب واحد...))
رفعت رأسها له..تحاول ان ترسم ابتسامه على شفتيها....
(( لتبقي معي الليله...))

وهو يشير للكنبة...
(( لا اعني ان يجمعنا سرير واحد
نامي هنا...
وانا سأكون قريب منك...
اريد ان اعطيك الشئ الوحيد الذي اسعدك...
اريد ان اشعرك بالامان وانت نائمة...
لنبقى الليله هنا..))
ادركت ما كان يريد...
كان يريد قربها فقط...
يريد ان يهديها الشئ الوحيد الذي تفقده..
والذي شعرت به معه فقط....
صعدت غرفتها تبدل ملابسها...
في حين ذهب هو للغرفة...
اخذ منها وسادتين وغطاء...
بعد ان ابدل ملابسه...
ونزل اليها حيث كانت في المطبخ بلباس النوم ...

ابتسم لها..
(( اراك طفله فعلا بهذا اللباس القطني...))
وهي تبتسم له..(( تريد ان احضر لك ماء..؟؟؟))

(( نعم..وانا سأجهز لك مكان للنوم...))
كانا يتصنعان الهدؤ...
كلا منهما في حالى ارباك وقلق...
بل وجع يعصر روحيهما
ويزيد وجعهما بقربهما لاخر ليلة تجمعهما معا كما قرارا...





 
 

 

عرض البوم صور yassmin   رد مع اقتباس
قديم 11-11-10, 04:40 PM   المشاركة رقم: 108
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 171345
المشاركات: 328
الجنس أنثى
معدل التقييم: yassmin عضو له عدد لاباس به من النقاطyassmin عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 100

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
yassmin غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : yassmin المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 




موجة بين شاطئين....

موجة تنبأ عن بداية وجع
وجع قاسي
اقسى من سنوات مرت
لم تتصور هي ان هناك اقسى من تلك سنوات....
ولم يتصور انه سيلقاها كان يظنه حلما..واستوعب انه حقيقه عندما قررت الفراق

اليكم موجة من وجع لفراق



صمت ممزوج بنظرات تائهه
كانت تتهرب من النظر الى عينيه
فيما هو لم يقوى على ابعاد بصره عنها
(( هل يضايقك ان تنامي هنا؟؟؟))
كان يشير للكنبة.... وقد وضع الوسادة على طرفها...
(( لا بأس....))
بدت نظراته تتبدل...بعد ان ابعد بصره عنها
وهو يأخذ نفسا عميقا...
((مابك؟؟))
التفت لها...
(( هنا..على هذه الكنبة...كانت امي.... تستلقي عليها طوال اليوم....
كانت تكره البقاء في غرفتها وهي مريضة.....))
وبحركة سريعه..
اطفأ الانوار...
اكتسحت الظلمة المكان....
الان لها ان تأخذ راحتها..دون ان ينتبه لها...
تمددت على الكنبة....
ووضعت الغطاء على ساقيها...
ونظرها للسقف...
تحسب انفاسها....
تلتفت الى حيث يكون...
ترى خياله فقط في هذه الظلمة
لكنها.... لا ترى ملامحه...
انها الليله الاخيرة التي تجمعها معه...
بعد ستة شهور من الحياة معا...
بدأت برعب ووجع
وتخللتها لحظات لم تعشها مسبقا
لحظات صمت وخجل منه
وصدق ومرح مع زينة
وانتهت.... بليله ظلماء
فقط صوت انفاسهما يتخلل هذا الصمت الخانق
نعم ..خانق...
تشعر انها تختنق... شعور يتزايد كلما تسارعت انفاسها في صدرها

شعور لم يعتريها مسبقا....
ودون ان تشعر...وبحركة سريعه منها...
صارت قدميها تبحث عن حيز يقرب هذا القلب من صاحبه
يقرب قلبها من ناصر
انتبه لحركتها
التفت ناحيتها....
هي ثواني معدودة...
تسابقت مع دقات قلبها ترمي بثقل جسدها بقربه....
لم يصدق.... هل بات يتخيلها...
يتخيل انفاسها تتخلل خلايا عنقه....
واطراف اصابعها البارده تتراقص على كتفه....
ينتظر ان يسمع نبرة صوتها
ليتأكد انه يعيش حقيقه لا خيال..
بلع ريقه بصعوبة..
وهو يمرر راحة يده على شعرها.....
انها حقيقه....
احاط ذراعيه حولها...
ليضمها اليه بقوة....
مازالا صامتين
فقط جوارحهما تتحدث لبعضها....
رجعت بهما الساعات والايام والسنوات....
اخذتهم للوراء....
يتذكران كل لحظة جمعتهما..
ألم ..حزن...فرح
احبته سلب كل تفكيرها من بين ألم فراق اسرتا
ومن ثم كرهته
كانت تكرهه...لا تطيق ان تنظر اليه
وكان يرهب الاقتراب منها.... يخشى جرحها
والان.. قربهما بلسم لقلبيهما
لم يتوقعاه ابدا...
صامتين.... حتى شعر بقطرات ساخنه
تلهبه...تلهب كل خلايا جسده
دموع نورس....
افاق لحظتها.....
لينطق...وبالكاد نطق...
(( نورس..لا تبكي...))
كان يشعر بها تقاوم دموعها
لكنها لم تقوى...
رغم ظلمة المكان
الا انه لمح عينيها تتلألئ بفعل دمعها....
(( نورس.. لك كل ما تريدين...لكن...لا تبكي...))
لم تنطق...
لملمت اشلائها عنه...
وهي تغطي وجهها براحة يديها....
ادر جسده للجهة الاخرى...
حيث ابجورة...مركونه على طاولة بجانب الكنبة...
لتتسلل خيوطها الصفراء المضيئة بهدؤ ...
واخيرا استطاع ان يرى النورس...
بعيدا عن شطانه ... قريبا منه...
(( نورسي... اجهدني بكائك...يكفيك ألم ووجع...
طلبتي ان اصنع خاتمتي بالبعد عنك وفعلت....
فقط لألمح راحه سلبتها منك يوما بأنانية شاب سيّرتهُ أنانيته..
لِم البكاء.الان؟؟....))
لم يكن ينطق بكل هذ... كان فقط يحدثها بنظراته..
بعينين يترقرق الحزن في لفتاتها...
رفعت نظرها اليه....
تلاقت العيون.... لتستسلم الشفتان اخيرا
وهل كانتا تتنظران هذا اللقاء لتنتطقا؟؟؟
(( نورس.. اهدئي...))
وهي تهم بالابتعاد عنه...
(( اسفه...))
شدها اليه ...
(( نورس ... قولي ما يجول بصدرك....))
بألم يعتصر فؤداه اكملــ
(( رضيت بكل ما قرارتك حتى لا تنساب دموع من عينيك...))
تسحب انفاسها بصعوبه
علها... تعيد الحياة لجسدها من جديد...
(( سأتركك انا هذه المرة ناصر.... ))
ادرك ما كانت تعني....
قبل سنوات...اختفى من حياتها فجأة بقرار منه هو فقط
والان هي...هي من اخذت القرار لتتركه وهو يرجو قربها
(( لكـِ كل ما تريدين... ان كان يرضيك...))
*(( تركتني...وكنت اريد قربك.... والان....))
(( سيدميني بعدك...ولكن... لن امنعك....))
قرب وجهه منها....
وصار ينظر اليها
لطالما تألمت لفراقك...
وشعرت بالذنب لاني تركتك....
وألم يعتريني كلما تذكرت مااخذته منك وغادرت...
كل هذا ..لم يكن بمقدار ذرة من ألم فرقاك الذي اشعر به الان,,))
*(( ناااصـــر... صدقني...لم اعني ألمك....
لا اقوى على رؤيتة الحزن في عينك...))
ارتسمت ابتسامه ملاطفه منه
(( اعلم انكِ لا تفعليها,,,فأنتِ ارق من ذلك بكثير...))
وهو يمرر انامل كفيه بين خصلات شعره...
وقد تغيرت نبرة صوته..
بدت حزينة...ثكلى..
(( المتكِ... سلبتكِ برائتكِ....كنت حقيرا معكِ....))
لحظتها شعر ببرودة تسري في دمه..
كانت لمساتها ..
لمسات انالمها على وجهه
*(( كنتُ شريكه معكَ في ذلك...
وافقتكَ فيما فعلته.... نتحمل الذنب معا...))

لم تنتبه لنفسها..
وهي تحاول ان تبعد شعور الذنب عنه
بوقت كانت سابقا تحاول ان تجرحه بأي كلمه عله يشعر بذنبه..
وهو ينظر اليها..
وابتسامه تقاوم دموعه
(( صدقيني نونو... مقدار الم فراقنا...يعادل فرح بدأ يتسلل الان بداخلي..
اخير استطعت ان اهبك ما تريدين...
اهبك سعاده ناتجه من حزني
راحة... ولدت من المي...))
اخذها اليه الى صدره..
غرسها بين ضلوعها..
اخذ ينفس ذرات الهواء من بين خصلات شعرها
(( لو ترغبين بروحي..لاهديتك اياها...
ولكن هل للروح ان تسلب الروح...
انت روحي نورس....
وانفاسي..
ونبض قلبي...))
لم ينطق بهذه الكلمات حبسها بداخله
لايريد ان يضعفها..
هي من طلبت منه ان يساعدها في قرارها هذا
اخذت تضغط باطراف اصابعها على كتفه...
*(( لم ينبض قلبي الا بحبك..
انت من خلقت الحب بداخلي..
وعلمتني كيف اعشق الالم...
لانك هو...
انت المي ياناصر..وانت فرحي...
لكني... لم اقوى ان اجمع بينهما....
فكيف لقطعة الثلج ان تتحمل الصمود في الماء الساخن...؟؟
احبك ناصر منذ اول مرة تلاقت عيناي عينيك....))
(( احببتك نورس..بكل ذرة في كياني...وانت كالغصن اليانع ..))
*(( لم اقوى بعدكَ رغم كونكــَ ألمي ووجعي...))
(( وجعٌ يعتريني...كلما لمحت حب من فتاة.. او من اخرى... كنت ارى حقك تسلبه اخرى))
*(( لم اقوى ان اكون لغيرك.... لان قدري ان اكون لك. منذ الحظة الاولى التي شبّت مشاعري..واصبحت قادرة على الحب))
(( تزوجت وخنتها معك....فكم وكم. مرة انسى اسمها..واكاد انطق بأسمك ...نـــوورس....
وتزوجت ثانية... وكررت الخيانه نفسها.... فكلما رغبت ان شعر بالمحبة اتجاه زوجتي...لمحت صورتك...وبرائتك))
كانا صامتين...
وحديث النفس سرقهما من الزمن...
حتى اختفت خيوط ضؤ الاباجورة...
بعد ان امتزجت مع نور الصباح....
ثقُلت قدميهما...
بعد ان تسلل بداخلهما شعور واحد...
الم واحد
ووجع واحد
لاول مرة

فقد حان موعـــد الفراق



لا تضيقوا ذرعاً من نورس....
فمازال الم السنوات الماضيه قابع في ذاكرتها
ما مرت به ليس سهلا ابدا

تحب ناصر نعم
لكن لا ترى ان علاقتهما ستنجح بسبب خطيئتهما في بداية تعارفهما

فهي تصارع مشاعرها بقرارها هذا...
ومازالت تبحث...
عن شاطئ يهدأ من ثورة موجات وجعها....


اليكم شاطئ جديد


الشاطئ الــ 58
الموجة الاولى....

لملمت كل ما يخصني ... ووضعته في الحقيبه...
وكم كنت ارغب أن ألملم انفاسي ولفتاتي المتناثر هنا وهناك...
ان احمل معي احلى ذكرياتي خلف هذه الجدران...
والتي ظننت للحظة انني لن اعيش الا الحزن والاسى من بينها...
والان اتألم لفراقها...
نظري يجول في المكان...
هنا بعثرت عطوري وادواتي وانا اتزين برفقة زينة لاشاركها حضور حفلات الزواج
وعند هذه الكنبة بعثرت اوراقي وكتبي..وانا اجاهد من اجل التخرج....
وعند هذه الزاوية الزجاجية.... بعثرت نظرات شوق وغيره عليه كلما تركني ليلا
وعند هذا الجدار... قربني منه لاول مرة...
ليوقف كل جروحي بقبلة منه

وهنااا,,هنااا
على هذا السرير,,,,
اصبحت زوجته...
اصبحت له للمرة الثانية...
ولكن دون ذنبـــ انما بحقـــ منـــ حقوقه...

و هذه السجادة التي تقاسمت معها الالم والدموع..
وانا استخيرالله ان يرشدني للصواب...
(( انتظريني...سأنزل الحقيبه بنفسي...))
لم احاول ان انظر اليه...
ابعدت كل جوارحي عنه
هربت من امامه...
من هذا المكان...
بعيد عن هواء هذا المنزل الذي يحمل انفاسه...
الى سيارته..سبقته اليها..
واتاني صامتا....
بعد ان وضع حاجياتي في صندوق السيارة...
وجلس قريب مني....
لقد رفض ان اذهب بسيارتي....
(( دعيني اكون معك لاخر لحظة قد تجمعنا دون ان نخل باتفاقنا....))
وقبلها اتصلت بعمتي....
لابد انها تفاجأت لكنها لم تسأل
هذا طبعها ...
ستنتظرني الى ان اتكلم من نفسي...

هل كانت المسافه قصيرة...
ام انا شعرت بذلك فقط...
لطالما كان بُعد منزل عمتي عنا يبعث في نفسي الضيق كلما قررت زيارتها..
انا اشعرر بذلك... لاني اريد قربه اكثر....
وهو كذلك...فكانت سرعته بطيئة جدا جدا
حتى ان السيارات صارت تتجاوزنا على الشارع السريع...
التفت لي...
وبصعوبة نطق
(( لقد وصلنا...))
اعلم..ارى اننا في منطقتهم
في حيهم
قرب موقف الفيلا...
لِم تستعجل الوجع..
وجعك قبل وجعي...
ثقيلة هي ساقيّ..
اسحبها بصعوبة...
لانزل من السيارة...
كنت اريده ان يوقفني..
ان يتحجج باي امر لابقى معه اكثر...
لأتنفس انفاسه للمرة الاخيرة....
لأتمعن بتقاسيم وجهه...
لكنه لم يفعل...


ونزلت نورس من السيارة....
غادرتني بعد ان سحبت معها روحي..
وضعت راحة كفي على صدري
اتحسس نبض قلبي امازلت تنبض ياقلبي
بعد ان غادرتك حبيبتك
غادرتنا...دون ان تلتفت لنا
دون ان تتحجج باي شئ لتطيل بقائها في اللحظة الاخيرة
الللحظة الاخيرة التي تجمعني بها....
كنت انتظر منها
تقول اي شئ
لكنها لم تفعل...
استسلمت للمكان...
حيث الفراق..
وغادرت...
لي فرصه اخيره... وانا اسلمها الحقيبه...
نزلت من السيارة..
اجر الامي وحسرتي....
وجررت معهما حقيبتها...
فُتحت البوابة....
كم هي كريمة..
لم تودعني للان..
تركتني ادخل معها..
قطعنا المسافه القصيرة....
القصيرة جدا... مجرد عشرات الامتار,,,حتى مدخل الفيلا...
وقفت..
ووقف الزمن

لتتوقف نبضات قلبي..
وهي تمد ذراعها نحوي
تريد مصافحتي
لا...
تريدني ان اسلمها الحقيبه
سحبت انفاسي...
وانا اضغط على مقبض الحقيبة الكبيرة...
الكبيرة جدا.... بما تحملها من حاجيات اختلطت رائحتها وانفاسها بكل شئ فيها.....
الم تفكر تتركها لي
اتسلى بذكراها
الم تترك لي... مشبك شعرها الذهبي الذي اراه دائما وهو يداعب خصلات شعرها
او فستانها الاسود الذي ضم مفاتنها

او قد تركت لي لباس نومها الناعم الزهري
وهل اخذت معها اوراقها ومراجعها
التي انشغلت بها عني لشهور....
((ألن تدخل ناصر؟؟))
لم يكن سؤالها...
بل سؤال عمتها....
التفت لحبيبتي...نورس..
اريد منها اجابة...
دعوة للبقاء اكثر... دعوة تكون طويلة جدا... بقدر الفراق الاتي...
(( ماري...تعالي اخذي الحقيبه لغرفة الضيوف..))
وانصرفت العمة...
وتركتنا كما نحن..
مكاننا...جامدين...
ربما لم تقوى على مقاومة التيار الذي بيني وبينها
انا وزوجتي نورس
كم هي قاسية هذه اللحظة
اللحظة الاخيرة التي لي حق بان اصفها بزوجتي
رفعت نظرها اليّ...
قالت كلمة واحده...
بنظرتها الطويلة....
(( يكفي...))
شعرت بحروفها في بريق عينيها...
(( سأتركك الان....))
أومأت برأسها
هذه ردة فعلها لكما خجلت من الاجابة..او ترددت او اصرت عليها...
والان ما هو الخيار الصحيح...
ماذا تريدين؟؟؟
(( هل اذهب...؟؟))
اجابتني..(( لا تصعب الامر عليّ...ساعدني ارجوك...))

ورحـــــــل ناصر,,,,
تركني...
واقفة مكاني....
ادار ظهره عني...
لم يلتفت الي...
قطع المسافه الى البوابة....
لم يسمح لي بنظره اخيرة....
اعلم ان لمن حُكم عليه بالاعدام امنية اخيرة
لِم ..لم يسأل قلبي عن أمنيته قبل ان يعدمه بانصرافه
كنت سأطلب منه ان يلتفت الي...
ويبتسم...
اريد ان ارى ابتسامته نفسها التي رأيتها هناااك وانا مكسورة الفؤاد على فراق امي ابي واخي...
فقد كُسر فؤادي بفراقه...ولم يبتسم لي...

اُغلِقت البوابة بعدما خرجت...
لحظتها فقط التفتُ خلفي...
وانا اعلم اني لن اراها
لو كنت قد سبقت الزمن والتفت قبل ثواني للمحتها...
اعلم انها مازالت واقفه...
لكني قاومت مشاعرا بقوة مشاعر المحبين كلهم في كل العصور..
مشاعر تطلب النظرة الاخيرة
لكني لم افعلها...
فما يضمه جفناي... يضمان نظرة حب بحجم العالم كله
اعلم انها ستضعفها..
وسأجعلها تتنازل عن كل شئ وتعود اليّ
لكني لم افعلها
لأفي بوعدي واساعدها على قرارها بالفراق...
صعدت سيارتي لا ادري الى اين...
ولكني ذهبت بعيدا عنها...



الشاطئ الــ58
الموجة الثانية...


(( نونو تعلمين ان عبدالله طلبني للزواج... اخبرك؟؟ناصر؟؟؟))
(( نعم اخبرني...))
(( اخبرني..انه يريد ان يتم العقد بسرعه.....))
(( هذا جيد...))
(( نورس..سيتم نقل عبدالله لاحد فروع البنك في بيروت...ولابد ان نتزوج قبل ذلك حتى اذهب معه..))
(( مبروك زينة....))
(( اين ناصر لاحادثه؟؟؟))

كانت كما الطنعه في صدري
بسكين بارد
ناصر ليس معي
ولن يكون معي بعد الان..
تركني... او ربما انا من تركته
كلانا ذبح الاخر برحيله...
لم يعد يجمعنا بيت واحد..
ولا طعام مشترك..
ولا نظرات خجلة...
ولا حتى ضيق وألم..
(( انا في بيت عمتي...))
(( عمتك؟؟؟ لماذا؟؟))
(( ارغب في البقاء معها..اشعر انها مرهقه وتريد من يكون بجانبها...))
هل صدقتني؟؟؟
لا ادري...
ربما...وربما شعرت بأني كنت احدثها وانا امسح دموع واكتم عبرتي...
لم تطل الحديث معي
وانهت المحادثه....



الشاطئ الــ58
الموجة الثالثة...


اتصل بي عبدالله
يطلب مني موعد للقاء
اخي...لخطبة زينة
لا يعلم بأمر فتور علاقتي بأخي
و لم يعلم بأمر وجعنا
اعني فراقنا انا ونورس
وعدته خيرا...
اليوم... تنتهي علاقتي بها...
وتولد علاقة جديدة... زينة وعبدالله..
هذا هو القدر..
يجمع ويفرق في صمت
..
كنت اشعر بشئ من مشاعره اتجاهها كلما اجتمعنا....
كم هي محظوظة...
ابنة اخي...
بشاب مثل عبدالله
شاب جعلها تسلك الطريق الصحيح...
فالمشاعر بين الطرفين...
تجعل احدهما يتنازل من اجل الاخر...
فهذه الفتاة الطائشة التي لاتقبل النصيحه ...
تهوى الحرية....
بقدر ما تهوى الطيران بسيارتها الرياضية...
وان تظهر بشعرها المجعد بطريقه لم احبها...
وبلباس لم احبه....
هل تنازلت عن كل هذا ....
من اجله...
كتمت غصه بقلبي....
ونورس...
احبتني...
وتنازلت عن برائتها من اجلي للتتعذب سنوات من عمرها
ولأحرمها من الفرح معي او مع غيري...

فلا مجال للشك...
ان تكون نهايتهما هما السعيده...
لا اشكك في حبه لها....
فلي ان اتصور حياته معها بعد عشر سنوات من تعارفهما...
اسرة تتكون من ام واب مغرمان بالعيش معا...
مع اطفال يبعثون مزيد من الحياة بينهما...
ويزيدون من عشق بعضهما البعض مع كل ازعاج من طفل..
او بكاء من اخر..
او ضحكات بريئة...

وكم هو محظوظ عبدالله....
اخي.... هنا في البلاد على غير عادته
استغرب اتصالي...
ولم اشعر بحماسه عندما اخبرته بالموضوع
الا انه رحب بهم...
بعائلة الاستاذ فهد الــ.......
لطالما احب اسماء العائلات المعروفه....
وعمل العلاقات معها....
الشاطئ الــ58
الموجة الرابعة...
(( أليس هناك ما تودين قوله؟؟؟))
(( عمتي..انا وناصر نرغب في الانفصال..))
خشيت عليها من كلماتي...
اطلت انظر اليها واذكر اسم الله عليها...
وانا اشعر بصدمتها..
رغم اني جاهدت كثيرا كي اجد الكلمة المناسبة...
والتي تقلل من المفاجأة...
وكعادتها.... اظهرت عكس ما شعرت به...
وبصعوبة اجمعت حروف الكلمات..
(( ترغبان بالانفصال؟؟؟))
اومأت لها بالايجاب....
(( لماذا نورس؟؟؟ ناصر...مابه لتنفصلي عنه...))
(( عمتي... ناصر لا يعيبه شئ...وهذا قرارنا نحن الاثنان...لم يكن منفرد...))
(( فقط ستة شهور مع بعض...مازال امامكما المزيد من الفرص...))
لم اجد ما اقوله ..الا....
(( سوف ننفصل..واسافر لدراسه خارجا...))
لقد استوعبت من ملامحي... لا ننتظر فرصة تجمعنا..
صمت انا...
وصمتت هي...
ليس لدي ما اقوله..
بينما اشعر ان لديها الكثير لتقوله....
همت بمغادرة الغرفة
وقبلها...
(( نونو... تعلمين ان عبدالله تقدم لخطبة زينة؟؟؟))
شعرت بأن كلماتها لأمل اتراجع عن قراري
رغم ان هذا الامل ضعيف جدا
(( عمتي... لنكتم قرار الانفصال حتى تتم الخطبة..))
لم تجبني...
ارتسمت ابتسامة على شفتيها
هل تظن ان هناك مجال للتراجع...
او قد تكون ابتسامة ازالت القلق من ان تتعثر خطبة الحبيبان الجديدان...
خرجت عمتي...
وهي تحمل هم جديد ...
من ابنة اخيها اليتيمة...
والتي ظنت لشهور... انها تخلصت من مسؤليتها ولها ان تعيش حياتها...

خلف جدار اخر............................................... .......
همسات متبادلة
تحمل شجن وضيق...من جانب...
ومحاولة لتهدأت الامر من جانب اخر...
فريده تقاوم دمعها وهي تحدث زوجها
فيما هو يرسم ابتسامته المعتاده كلما حاول تهدئتها بخصوص امر ما....
يمسح على شعرها المنسدل على ظهرها...
(( سلمان فكر معي......))
(( فريده ارجوك لا تربكي نفسك اكثر....))
(( انا قلقه عليها....ما قد يحدث لتأخذ هذا القرار...))
(( اخبرتكِ انه قرارهما معا...))
(( لست مقتنعه بكلامها.... الا ترى كيف هو معها... ناصر يذوب عشقا في نورس... من اول مرة رأيتهما معا...))
(( هناك امور بين الزوجين لا يدركها غيرهما....))
(( اعرف نورس جيدا.. هي كتومة...وتفرض قرارتها مهما كانت.))
(( هل تعنين ان هذا قرار نورس لا ناصر...))
(( بالتأكيد...... اخبرتني... انها خططت للسفر... لدراسه بعد ان تنهي علاقتها به.... يبدو انها رتبت لكل شئ...))
(( هل تعتقدين ان هناك فراصة للتراجع...))
(( اتمنى...اتمنى ذلك....))
(( فرووودة..اهدئي الان.... مازال امامنا وقت كافي...وكما قلتِ طلبت ان تكتمي الامر حتى عقد زواج عبدالله...))
(( هل تظن انها قد تتنازل..وتعود لزوجها...))
(( ان كانت ترى راحتها بذلك.. صدقيني لن تفوت الفرصة في العودة اليه......
انا وانت خير دليل))



الشاطئ الــ58
الموجة الخامسة...


مضت ساعات... تجمعت في ايام صامتة ..يتيمة...
الم وحزن في جانب
وامل وفرح في جانب اخر...
وهمسات عاشقين...مازالا في بداية الطريق....
(( يستحيل ذلك عبدالله....))
(( ماذا تعنين... هل ستغيرين رأيك؟؟؟ اليوم على موعد مع والدك...))
(( عبـــــــــــــدالله........))
احب دلالك زيونه
لكن ليس الان....
كانت تحادثه بكل دلال كعادتها
وكانت جادة فعلا في رفض الزواج
الذي سيكون خلال هذا الشهر....
لم تتوقع انه سيكون بهذه السرعه....
فهي تحتاج لاسابيع قد تجهز نفسها لزواج احداهن....
فكيف ان كان زواجها هي....
لكن..........
لابد ان تستسلم لقرار عبدالله
ربما يكون مجبر عليه بفعل قرار نقله الى بيروت...
ولكنه ابدا لم يفكر ان يجد بديلا...
فكم يتمنى ان تكون له... باقرب وقت...
كم يرغب بقربها
بملامسة وجنتيها الوردية...
ان يمرر انامله بين خصلات شعرها....
ويتنفس انفاسها...
لتكون له هو..
هو فقط
نهايــــة الشاطئ الــ 58


 
 

 

عرض البوم صور yassmin   رد مع اقتباس
قديم 11-11-10, 04:41 PM   المشاركة رقم: 109
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 171345
المشاركات: 328
الجنس أنثى
معدل التقييم: yassmin عضو له عدد لاباس به من النقاطyassmin عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 100

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
yassmin غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : yassmin المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 




الشاطئ 59
الموجة الاولى
من جديد
اختلي معك في غرفة لوحدي
وعمتي في غرِفة اخرى تصارع افكارها
وقلقها
والسبب انا....
دفتري العزيز
لم اتمنى ابدا انا اعيدها لشعور القلق
ولكن كل هذا غصبا عني
غصبا عني
كنت اتمنى ان اخلصها من مسؤليتي
لتعيش هي حياتها بعيدا عن همومي ومشاكلي
ولكن....
كل هذا لوقت محدد فقط...
سأرتب للسفر خارجا خلال اشهر قليلة....
انشغل بالدراسه عن كل شئ...
قطع سيل الكلمات على صفحات دفتري مكالمة منها
زينة فهذه النغمة المخصصه لها....
(( نونو اين انت؟؟؟))
كانت قلقه او ربما تبكي....
كانت تبكي فعلا...
(( مابك زينة؟؟))
(( نبيل...نبيل...))
تاه الاسم عن ذاكرتي
نبيل..من نبيل؟؟؟؟
نعم ...لقد عرفته....
(( ماذا به؟؟؟))
(( اتصلت احداهن قبل قليل وحدثتني عنه.....))
(( وماذا قالت...))
(( تحدثت كثيرا كثيرا....))
(( حسنا اهدئي واخبريني ما قالت؟؟؟))
تمالكت نفسها وراحت تتحدث وتتحدث
الامر لم يكن مقلق ابدا
لكن مشاعر القلق بسبب المفاجأة لا غير..
المتصله هي قريبه نبيل...
اتصلت لتطلب منها قبول اعتذار نبيل عن كل شئ
بعد ان فشل في التحدث معها او الاتصال بها
فلم اعلم من زينة ان نبيل حاول الاتصال بها اكثر من مرة
وكما تقول..
فقد اخفت الامر عني
لانها لم تكن تجيب على مكالماته
ولا تريد ان تعطي اتصاله اي اهتمام

كانت مشاعرها متضاربه
عندما اخبرتها الفتاة
انها اتصلت بها بطلب من نبيل..
والذي قرر السفر ومغادرة البلاد
لم تذكر لها السبب
لكنها شعرت انه يرغب ان يعالج نفسه من ادمان السموم
والتي حاول بسببها
اذائها تلك الليله لولا تدخل عبدالله
نبيل
يطلب السماح منها...
لم يقصد اذائها...
وكل ما حدث
لأنه ليس في وعيه ابدا
انه يعتذر وحاول ان يوصل اعتذاره بنفسه
لكنها لم تسمح له

استلقيت على السرير
بعد ان انهيت محادثتي معها
وانا افكر
بنا نحن معشر البشر
لم نقوم بتصرفات
سنندم عليها لاحقا
ولا نعلم هل سنحصل على العفو ممن تضرروا من تصرفاتنا هذه؟؟؟
تقلبت على السرير
يمين تارة
ويسار تارة اخرى
ابحث عن ما يبعث لي النوم
لكن.....
ابى النوم ان يرضخ لي لي...
وبقيت طوال الليل افكر....
افكر به...ناصر....كيف هو الان؟؟؟؟؟؟؟؟

الشاطئ الــ 59
الموجة الثانية
اصبح السهر رفيقي كل ليله
لا يفارقني ابدا ابدا
هي مرات معدودات لا تتعدى اصابع اليد
شاركتها النوم في غرفه واحدة
فلم يتغير علي شئ
وانا هنا في الغرفه وحدي
لكن شعور اني لن التقي بها عندما استيقظ صباحا
ولن اتشارك معها يومي في منزلي هذا
الذي سادته الكابة من جديد
فللمرة الثانية تغيب احداهن عنه
وتتحول جدرانه لقطع جامده
بعد ان كانت تبعث الحياة لمن فيه
قبلها امي رحمها الله
ومن ثم هي نووورس

كم اشتقت لك نورس
ودون وعي مني
سحبت نفسي من على السرير
واخذت خطواتي خارج هذه الغرفة الكئيبة
الى غرفتها
ولها ان تكون غرفتي بعد ان رحلت هي
هل فعلا رحلت للابد ولن تعود
وهل هذه دموع التي تتراقص في مقلتي
قلبي يكاد يخرج من بين ضلوعي
ورئتي بالكاد تستوعب الهواء الذي استنشقه بصعوبه
صرت اتلفت فيها
الن اراها تمرر اناملها في شعرها المبلل الساحر
وهي خارجه من الحمام

او ان تكون امام المراة..تتأمل نفسها طويلا قبل ان تخرج برفقتي

او قد تكون مستندة على واجهة السرير
تقلب في صفحات دفتر تحتضنه كفيها دائما

جال نظري بكل زاوية في الغرفه وقد تركت اثر انفاسها فيها
حتى وقع نظري على سجادة الصلاه
لم تاخذها معها
لباس الصلاة بلون ابيض ناصع ممزوج بورود زهرية صغيرة
اقتربت منها
وحملت لباس الصلاة بكفي
قربته مني
صرت استنشق ذرات الهواء من بين ثناياه
رائحه نورس
رائحه الياسمين التي تتعطر بها دائما
الرائحه التي اذوب بها
كلما تخللت مسامات جسدي...
لن تكون هنا
افضت الغرفة لي
ولي ان افعل ما شئت بها
لم اكن طامع في اكثر من ان استلقي على السرير
نفسه
الذي ضمها ليال طويله
بفرحها وحزنها
وضمني معها في ليلة لا تنسى
صرت اسحب انفاسي بصعوبه
وانا استرجع ما حدث
في تلك الليله
ليلة عودتي من مؤتمر جنيف
اشتقت اليها....
فلم ابخل على نفسي لحظتها بارسال بعض الكلمات
وانا مرمي على سريرها الدافئ
ورأسي على وسادتها
والتي مازالت متمسكه ببعض خصلات الشعر المتناثرة عليها
وكأنها ترفض البعد عن هذا المكان



الشاطئ الــ 59
الموجة الثالثة


(( دخلت غرفتك..ومررت بزاوياها .... انفاسك مازلت محبوسه بين جدرانها...))
*(( حاولت ان الملم كل ذكرياتي منها من اجلك...))
(( ونسيت شئ واحد....))
*(( سجادة الصلاة........))
(( تعمدتِ ذلك؟؟ لماذا؟؟))
*(( لا تسألني لماذا... لكنه الشئ الوحيد الذي رغبت ان ابقيه في منزلك...))
(( والشئ الوحيد الذي تبقى من حاجياتي والدتي ولم اتصدق به هو سجادتها ايضا....))
*(( اسفه لهذه الذكرى الحزينة....))
((لا داعي للاسف... ولكن....ماذا استفيد من ترك سجادة الصلاه كذكرى من صاحبها..))
*(( لم اعتقد انك بمزاج مناسب للمزاح...ناصر..))
(( اه..ناصر... كم اتمنى ان اسمعها منك ..بنبرات صوتك...))
*(( مزاج رائق....هذا واضح..))
(( لاني على سريرك نونو... استنشق عبير رائحتك..رائحة الياسمين....))
*(( احتاج لسيارتي....))
(( غدا ستكون عندك..))

انقطعت عن الرد....
بعد ان ادارت وجهة الحديث...
اشاره منها..
الى هنا وكفى.....

الشاطئ الــ 59
الموجة الرابعة


تقدمت نحو مكان جلوسي
بخطوات بطيئة وهي تتلفت حولها
اعرف انها تريد ان تتأكد ان سلمان ليس هنا
(( نونو...سلمان خرج منذ الصباح...))
اسرعت بخطواتها...
وقد بدت عليها ملامح تبعث الطمأنية
أمر اسعدها
ولكن ما هو...
(( عمتي...رجاء اتصلت بي....ستزورني.... ))
واكملت وقد هدأت نبرة صوتها
(( ستكون هنا خلال ساعه..))
ابتسمت لها.....
(( منذ زمن لم نلتقي بها...جيد اننا سنراها..))
بعثت لها رساله بطريق غير مباشر
ان ليس هناك ما يمنع باستقبال ضيوفها هنا
(( ستبقى للغداء....؟؟))
(( رفضت ذلك عمتي.... ))
(( لايصح ذلك نونو...))
(( كنت مصرة على دعوتها للغداء...ولكن بعد ان اخبرتني...انها تطول زيارتها...))
اكملت نورس.... بفرح واضح..
(( انها مرهقة من الحمل..... ))
(( ماشاء الله... ابنها مازال صغيرا...))
(( عزوز عمره ستة شهور فقط.... وهي حامل في الشهر الثالث...))
اخذنا الحديث عن رجاء
كانت سعيده بزيارتها
فلم ارغب في مناقشة موضوعها مع ناصر لحظتها
فيكفي....
هموم الضيفة الجديده...
بالطبع ليست رجاء
انما بدور اخت سلمان....
والتي باتت لا تقوى على اخفاء مشاكلها هي الاخرى مع زوجها....
فتزورنا وانا وسلمان بين الفينة والاخرى..لتفضفض..
واحيانا تقضي معنا كم ليلة لتغير من نفسيتها...



الشاطئ الــ 59
الموجة الخامسة


استقبلتها من مدخل الفيلا الداخلي..
تقدمت نحوي
تحمل طفلها عزوز
وحقيبته الكبيرة التي تضم كل مستلزماته
وبطن بدى مكتنزا
(( رجاء... لا اصدق....))
تقدمت نحوها
اخذت منها طفلها...
ضممته الي..
وانا اتقدم معها..للصاله الصغيرة في جانب مخفي من الفيلا....
صرنا نتبادل التحيات...والسؤال عن الاحوال
بعد انقطاع دام شهور
كنت غارقه بحياتي معه
مع ناصر
وهي غارقه بمسؤلية طفل وزوج مسافر دائما... وارهاق حمل....
كل منا تلوم الاخرى على هذا الغياب
و نبادل كلمات تبرر لنا كل ذلك....
حتى كان سؤالها
(( استغربت وجودك في منزل عمتك..))
(( هذا ماحدث...))
(( ماذا حدث نورس...))
(( انفصلت عن ناصر...))
ردت فعلها كانت مرعبه بالنسبة لي....خوف عليها لا غير
((مااااذا؟؟؟ انفصلتِ؟؟ نورس تتكلمي من جد؟؟))
(( وهل عدتِ مني المزاح في هذه الامور؟؟))
(( لا..لكني لم اتصور ذلك.... تعلمين ضننت انك تتوحمين لذا جئت للبقاء مع عمتك بعض الوقت....))
ارتسمت ابتسامة على شفتيّ
خيالك واسع يارجاء....
لم تكن كما عهدتها
تحترم صمت
ولا تصر على معرفه اسباب قرارتي
التي قد تكون محيرة للبعض...
كانت مصرة على معرفة الاسباب
ليس لها ان تستوعب حاضري الا بعد ان تعرف ماضيّ
والماضي لا يُحكى
امر حدث وانتهى...
كنت ابرر لها ذلك بأننا لم نتوافق مع بعض...
كل شئ حدث بسرعه دون ان يكون هناك مجال لفهم الطرف الاخر

*******
كنت اجد نورس غير مقنعه بحديثها...
فليست هي من تتخبط بقرار مثل الزواج...
ومن بعده تقرر الطلاق وبهذه السرعه
دون سبب واحد مقنع...
لكني فعلا لم اقوى على سحب الكلام منها...
اخذنا الوقت بالحديث في كل الامور
الا موضوع طلاقها
فقد غلبتني كعادتها بكتمانها الامر..
وبين الفينه والفينه ننشغل كلتانا بعزوز
اما ارضعه انا
او تلاعبه هي بكل ما تحمله من حنية...

حتى كان رنين جوالي...
(( نونو عليّ ان اذهب الان..))
(( مازال الوقت مبكرا..ابقي للغداء...))
(( ارجوك نونو...لا اريد ان اقول لك ان الطريق لمنزل عمتك اخذ مني كل طاقتي..لا احتمل السيارة وانا حامل...فعلت ذلك من شوقي لك...))
((فيكِ الخير رجاء..))
(( الزيارة القادمة ستكون منك...))
(( ان شالله ..))
(( واتمنى ان لاتكون بعد ولادتي...))
لم ترغب نورس في مناقشة رجاء بقرار سفرها
فهذا امر سيفتح امور كثيرة لا تريد الخوض فيها
لذا ابقت للوقت لتخبرها لاحقا....

رتبت نورس وشاحها الاسود الطويل...
وشدت قميصها القطني الابيض الطويل...الذي ترتديه مع بنطال اسود...
حملت عزوز على كتفها...
وتقدمت مع رجاء للمدخل

(( زوجك في الخارج؟؟))
(( سعود؟؟؟ يستحيل ان يترك عمله من اجل ان يتنقل معي من كان لاخر..الا تعرفينه...))
ادركت ان اخيها من يرافقها....
فلم المّح لاسمه..
خاصة اننا لم يدخل في حديثنا الطويل خلال الجلسه...

ايقنت للحظة انها لن تقوى على المشي حتى البوابة....
خاصة عندما علقت..
(( ماشاء الله ..فيلا عمتك واسعه..احتاج لسيارة لاصل للبوابة ...))
وبحركة سريعه مني...
اشرت للعامل في الحديقه ان يفتح البوابة...
(( اتصلي به..اخبريه ان يدخل بالسيارة...اسهل لك ..))

اتصلت به...
ليتقدم بسيارته للداخل...
لم ارفع نظري اليه..
وانا اتقدم معها للخارج...
وانا احمل طفلها..
الذي امتعني فعلا ببرائته
فهل هناك اروع من براءة الاطفال

اقتربت رجاء من السيارة...
حيث نزل حامد منها..
فتح لها الباب الخلفي..
لتضع حقيبتها ...
وتتقدم بعدها نحوي....
اخذت مني طفلها...
وهي تودعني بابتسامتها الدائمة التي لم تروي شوقي لها ....
وهي تهم بالصعود...
كانت سيارة تدخل الفيلا....
واخرى قد رُكنت بجانب البوابة من الخارج...
انها سيارة عبدالله..
ميزتها رغم بعدها عني...
والسيارة الاخرى... سيارتي بجانب سيارة حامد...
وناصر من يقودها...

حتى نزل منها
في حين عبدالله قد دخل الفيلا بعد ترك سيارته خارجا...

اشار لي بيده...
ابتسمت له...
وانا تائهه بعيني في الفضاء
اشعر بأني في فضاء شاسع
حتى انتبهت لرجاء تودعني...
وحامد يغلق باب سيارته عليها..
ليبتسم لي وهو يومأ برأسه دون ان ينطق....
وكأنه يودعني هو الاخر....

فيما مارد واقف امامي...
ناصر....
وعبدالله الذي تقدم معه...
تراجع لحظتها حامد بسيارته للخلف.
وغادر المكان
دون ان يعي للزوبعه التي تركها خلفه دون ان ايقصد...




الشاطئ الــ 59
الموجة السادسة


حاولت وحاولت
ان لا اظهر الغضب الذي حل علي وانا ارى صديقتها واخاها واقفين معها امام المدخل
وخاصة ان عبدالله برفقتي...
عبدالله..(( اهلا نورس.... جئنا لك بالسيارة كما طلبت...طلباتك اوامر...))
لم انطق..
ولم تنطق هي
وزع عبدالله نظراته بيننا...
(( اممم.. انصرف واترككم في هذا الجو العجيب الذي تجاوزت حرارته 43..؟؟))


ناصر...وبنبرة جافه
(( نذهب الان عبدالله....ليس لدينا وقت..))الاستغراب واضح على عبدالله من ردة فعل ناصر
ورغبته بالانصراف دون ان ينطق بكلمة لنورس....
والذي اكتفى بأن رفع مفتاح السيارة...
ليسلمه لها....

شدته من بين انامله بهدؤ
لا بل برجفه حاولت كتمانها
لكنه ناصر
يفهم جيدا كل مشاعرها وكل ما يجول في صدرها
من نظرة لعينيها
اربكتها

جعلت منها مجرد اشلاء تتحرك...
لاتسمع لاترى لا تتكلم
فقط تقطع المسافه...
لتصل لغرفتها....

حتى ايقظها صوت صراخ
لم تعتد على ذلك مسبقا
لم يكن صراخ ربما كان نقاش حاد في احدى الغرف...
وارتفع صوت احداهن...
لكنه صوت من...
انتبهت للعاملة تهم بصعود السلام..
نظرت اليها بتساؤل عن مصدر الصوت...
(( مدام بدور....))
بدور اخت سلمان
والتي التقتها لمرات قلائل...
ولكن لم كل هذا الصراخ؟؟؟

لم تنشغل يوما بخصوصيات وهموم غيرها
ولكن هذه المرة ربما وجدت ما يبعدها عن همومها هي..



الشاطئ الــ 59
الموجة السابعة


اجتمع الجميع حول المائدة
وجبة الغداء...
جمعت الطفلات الثلاث...
واللاتي بدى عليهن الارهاق بعد يوم دراسي حافل على ما يبدو...
وسلمان وفريده..
اللذان يتبادلان النظرات...
نظرات تحمل الكثير من الكلام...
خاصه وهما يرميان جزء من هذه النظرات على بدور...
التي بدت تتسلى بالملعقه في يدها تقلب الاكل دون ان تأكل....
صمت... حل على المكان...
بعد انسحاب البنات...
وانا متردد في الانصراف..
لم اكمل اكلي..
ولا اريد ان اتناقش مع عمتي او زوجها برغبتي في الاكل..
ليس وقته..
حتى نطق سلمان اخيرا..
(( بدور..لِم لا تأكلي..))
(( لا ارغب بالاكل...))
(( كُلي الان..وبعدها نتحدث بأمر كريم...))
بنبرة مرتفعه...(( نتحدث الان))
وهو يحاول ان يبدو هادئا...
(( ليس وقته.... بعد الغداء نتحدث...))
لحظتها.... تساقطت دموعها..
وما اعتقده انها اختلطت بالطعام الذي في صحنها...
تحركت عمتي من مكانها..
وهت تسحب منديلا من على الطاولة وتقدمه لها...
(( بدور حبيبتي..... اهدئي...سنجد حلا لكل شئ...كفي عن البكاء الان...))

اخذني الموقف ..
كانت عمتي تحاول ان تهدأ من بدور..
وقبل كانت تتحدث معها بعد ان تعالى صوتها....
يبدو ان عمتي لن تتخلص من رعاية من حولها انا او غيري..
الا يجهدها ذلك؟؟
خاصه مع حملها المتعب...
ام انها تجد متعه بحلول مشاكل الاخرين؟؟؟؟
عدت لغرفتي...
بعد وجبة غداء اختلطت بهموم الجميع...
ليزيد همي...
مكالمة سابقه ...لم انتبه لها
منه
من ناصر مذا يريد ياترى؟؟؟


ترددت بالاتصال..
حتى جائتني رساله منه....
(( لم تجيبيني؟؟؟))
*(( كنت اتناول الغداء))
(( كانت صديقتكِ))
*(( نعم..هي....))
(( واخيها...))
*(( ماذا تعني؟؟؟))
(( لاشئ..))
*(( بلى ...هناك ما تود قوله...))
لم يرد على رسالتها...
وامتنعت عن الاتصال به ....

فلا ترغب بالحديث معه بعد ان تملكها الغضب من كلماته
ماذا يعني بما يقول؟؟؟
هل يعي..لمعنى كلماته؟؟
ام يحاول استفزازي...
فيما كان ناصر....
يضغط على ازرا جواله بعصبية
ليرميه بعيدا عنه...
وضيق اكتسح كيانه
ما ان لمحه واقفا...
رأى ابتسامته....
قد لا تكون ذات معنى...
ربما تحية منه فقط..
لكن...
اغضبه ذلك كثيرا
لدرجة انه لم يُحسن اختيار الكلمات مع نورس...
(( اه ...يا نورس لا تعلمين الغيرة التي تحرق قلبي من ابتسامه لا تحمل معنى من احدهم ...فكيف سأعيش باقي عمري بدونك..وكيف سأقبل ان تكون لغيري؟؟؟))




نهاية الشاطئ الــ 59


الشاطئ 60
الموجة الاولى...

لا اعرف مالذي دعى عمتي للحديث عن بدور....
بعد انصرافها مباشرة...
وهي تحمل حقيبتها الصغيرة...
التي ضمت امتعتها...احتاجتها لقضاء يوم واحد معنا..
شغلت الجميع
بضيقها...وصوتها العالي مع كل نقاش..
احسنت الاستماع لعمتي
لتفاجأني بما لا اعرفه عن بدور
كانت متزوجه من اخر..وقد انفصلت عنه بعد اقل من عام....
وتزوجت بعدها من عبدالكريم......
اخبرتني عمتي
ان بدور لم تقوى على الاستمرار مع سمير زوجها الاول
بعد ان تفاجأت به...
شخص بيتوتي...
يومه كله يقضيه في المنزل...
ليس لديه اصحاب يخرج معهم..ولا هواية يمارسها....
ساعات قليله يقضيها في محله تجاري .... وباقي يومه الجلوس في البيت ..ومشاهدة التلفاز...
لتفوح من المكان رائحة دخان الشيشة التي يدمنها...

في حين هي...
بدور..منشغله طوال اليوم بدراستها لاعداد رسالة الماجيستير..

فليست على استعاد ان تشاركه امور لا قيمة لها بنظرها..
خاصه وانها لا ترغب بتشجيعه على الجلوس في المنزل وترك محله التجاري لعامل اجنبي
وحقيقه انه لم يشكي يوما انشغالها عنه بالدراسه
وهذه مشكلتها الثانية
وجودها وعدم وجودها واحد
لم يهتم يوما لدراستها
ولم يفكر ان يناقشها فيما تعده في رسالتها
كانت تره دون مستواها العلمي
الا انها
حاولت كثيرا ان تحدث شئ مشترك بينهم
لكنها لم تقوى
لم يهتم ابدا انها ليست معه...
ولم يعنيه ذلك مادام هناك ما يشغله في التلفاز....
برود لم تتحمله
ولم تقوى على التخلص منه حتى مع انشغالها الدائم
لدرجة انها كرهت لحظات تواجدها في البيت لانها...
ستقابله....
وهو يضحك لوحده مع مسرحية كوميدية او متسمر باندماج مع برنامج وثائقي
وقد تكون مبارة ليست مهمه....
لان الرياضة ابدا ليس من هواياته
فليس هناك هواية الا التلفاز بمصاحبة الشيشه....

وقد يفضلهما احيان كثيرة...
على مشاركتها غرفه النوم...

اخترعت كل الحلول...
وطبقت حلول من حولها...
لكن لا فائدة....

حاولت ان تجتمع معه في وقت محدد لمشاهدة التلفاز....
رغم ضيق وقتها....
لانها تجد ان زوجها اولى باهتمامها...
لكنها وجدت ان هذا لا يعني له شئ..
فهو لا يشعر بوجودها ابدا....

وضاق بها العيش اكثر..
عندما ضعف مدخوله المالي من المحل..
وفي المقابل لم يقلقه ذلك....
فزوجته... ليست بحاجة لمصروف منه...فهي ورثت من والدها ما يكفيها لرغد العيش....
لم يهمها ان يكون صرفها من مالها..
لكن كرهت اللامسؤليه منه..
واللامبالاة من شكواها..
وكأنها شئ غير مهم...

انسحبت من حياته ببرود....
بمقدار الصقيع الذي صنع حاجز بينهما.....

حاول ان يستوعب سبب طلبها للطلاق....
لكنه لم يقوى....
لانه لم يرد ذلك....

لترتبط بعدها بزوجها الحالي
عبدالكريم...
والذي هو الاخر قد خرج من تجربة زواج من اجنبية
وكانت تجربة غير ناجحة
كريم يحمل شهادة الماجيستير في ادارة الاعمال
والذي يعشق مجال عمله الخاص....

لم تتردد بالموافقة عليه...
فهذا هو الشخص الذي تريده..بمستواه العلمي والعملي....
وبمظهره الانيق..
وبنيته التي تفوح منها عنفوان الشباب...
كل صفاته بعكس زوجها السابق...
لتصر على رأيها وتقبل به زوج...
كم سعدت به..
وهو يشجعها على اكمال دراستها...
والحصول على درجة الدكتوراه...

ولكن الحلو لا يكتمل ابدا......
وجدته انسان..جاف المشاعر....
لم يغدق عليها بحلو مشاعره بقدر ما كان يغدق عليها بالمال....
ووقته ليس لها..
فلديه اعمال وصفقاته...وسفره المتكرر..
وعندما حاولت ان تقتحم يومه....
بان تزوره فجأة في مكتبه..
اما ان يكون في اجتماع..او مشغول بمكالمة مهمة....
وعندما قررت ان تشاركه رحلة عمل....
تفاجأت بأنها وحيده في غرفة في الفندق كما يحدث معها في البيت
لانه مشغول بلقائاته مع رجال الاعمال
ولا يتناسب ان تكون متواجده معه....

تتصور انها مع عبدالكريم كانت كما هي مع سمير
ربما....
تسعد بمفاجأته لها ..بالهدايا الثمينه..
ودعوات العشاء النادرة...
والتي يبقى اثرها لــليلة....
وتزول بعدها..
لتعيش بضيق من جديد...

تأتي لتشكو ضيقها لأخيها وزوجته....
ولكن.....
ما على اخيها ان يفعل...
فطالما ردد لها....
(( ليس لي ان اقول له اترك عملك وتفرغ لزوجتك...وقد انفصلت عن زوجك سابقا لانه يترك عمله ليجلس معك في المنزل..))

كنت متسمره مع حديث عمتي..
ادقق في كل التفاصيل....
بدور تأتي تشكو امرها وتعود من جديد..
لا تقوى على طلب الطلاق ....
لأنها احبته..احبت كريم...
وهذا الفرق الاكبر في علاقتها بين سمير وعبدالكريم

الشاطئ الــ 60
الموجة الثانية


وكانت كلمات عمتي
كما السيف الجارح..
الذي ابحت له اختراق مشاعري....
لترسل لي من خلالها رساله..
تحمل اسم بدور...
ولكنها لي انا ....
فقد سألتها ... وانا غارقه بقصه بدور
(( كيف اقنعتها هذه المرة عمتي بالعودة... كنت اسمع صراخها ترفض العودة له....))
**** كل مرة تردد انها لن تعود اليه
وماذا بعد؟؟
تتطلق؟؟؟
وبعد الطلاق؟؟؟
هل تظمن زوج افضل من سمير او عبدالكريم؟؟؟
هي ليست كاملة... ليست معصومة عن الخطأ....
ولديهااخطاء تقبلها زوجها ولم يشكو...
فلم لا تتقبل زوجها وتحاول ان تصلح عيوبه
وان لم تقوى
عليها ان تتأقلم...
المشكلة لا تكون مشكله الا اذا اعطينها كل تفكيرنا..
لنجد نفسنا امام عقبات السيئات ولا نلحظ الكثير من الحسنات...
ليس كل ما نحلم به نحصل عليه..
هي تريد زوج متفرغ لها وقت ما هي متفرغه من دراستها....
يعطيها كل وقته واهتمامه..
ويعيشها بوضع اجتماعي راقي...
تتباهى به امام صديقتها بوسامته وحضوره...
ولاتدري ان كل هذا بمقابل...
ان يعمل ويعمل...
وخاصه انه يرى ذاته بعمله
عبدالكريم انسان مثقف...محترم
و كل بنت تتمنى الزواج منه
لم تُضيع شاب مثله من حياتها...
عليها هي..وغيرها ان يتحملوا مصاعب الحياة...
الانسحاب ليس الحل...
لان الاتي ليس اجمل مما مضى....
كلاً لديه مشكله...
فمثلا انا وسلمان....
ترين ان السعادة تغلف حياتنا...
ليست هناك سعاده كاملة..
فنحن الاثنين لدينا مشاكل..
بدأت من اول يوم زواج...
بناته وتقبلهن لي...
قريباته وغيرتهن التي خلقت المشاكل بيننا..
كنت اسهر ليالي.... افكر بحالي معهن
وابكي ليال اخرى من كلمات جارحة ترسلها قريابته
انشغاله كذلك كان مشكلة... بوقت انا حامل...و مسؤلية البنات التي لا احب ان اتركها للمربيه
لي الحق ان اشكي هذه الامور واصرخ امام الجميع اني لم اعد احتمل
لكن...كل هذا يتلاشى
عندما يعود مساء..
مرهق من العمل...
يرتمي على الكنبة
ليبتسم لي...
فروودة..اشتقت لك وللبنات..اعذريني على تقصيري....
كلماته هذه اكبر من افكر بكل المصاعب التي ذكرتها...

عمتي تجولت من حكاية بدور....
لحياتها الخاصه مع سلمان
ولأول مرة تبوح بمايضايقها
لكنها لا تشكو

كانت ترغب ان ترسل رساله لي....
قد اعيد التفكير في قراري
لكن هذا سيكون مستحيلا
لان ما بيننا من مشكلة اكبر من مشاكلك عمتي انت وبدور

الشاطئ الــ 60
الموجة الثالثة


فيلا العمــ فهد......
في الجناح الخاص بالعروسين.....
جلنار وطلال.....
طلال ينظر الى صورة زوجته المنعكسة في المراه...
نظرات حيرة...بل انها اكبر من الحيرة....
لم يستوعب ما تقول...
فيما هي....
مازالت تمرر المشط ذو الاسنان الواسعه....
على شعرها الحريري.....
لتنثره على كتفها ..
وهي تلتفت اليه...
(( طلال.... لِم تنظر اليّ هكذا؟؟؟ ))
وهو يحرك كفه في الهواء..
اشارة منه ان تعيد كلامها....
كان غير مستوعب الفكرة التي طرحتها..
جلنار تريد منه ان يستقرا في بلاده
ليس لديها الرغبه في العودة الى بريطانيا....
حاول ان يستوعب كلامها....
فهذا ليس ما خططا له...
وكان اخر شئ ممكن ان يفكر به مع جلنار
فكيف خطرت هذه الفكرة على بالها ولماذا؟؟؟
جلنـــــــار
احبت جو هذا البيت...
احبت الجو العائلي....
احلى وجبة تناولتها وهي معهم على المائدة
واحلى اللحظات المفعمة بالسعادة
عند اجتماعهم عصرا....
لتناول الشاي والكعك....
ولم تضحك من اعماق قلبها...
كما ضحكت على تصرفات طلال مع اخويه
وكلمات العناد التي يتبادلونها مع بعض
احبت حنان خالتها ليلى....
واهتمام عمها فهد....
كانت ترى انها ستخسر كل هذا لو سافرت..
وانشغلت مع زوجها بالدراسة...
وخاصة ان اخذته ساعات العمل بعد الدراسه
عن الجلوس معها....
حاولت ان تقنعه...
ان يقدما لدراسات العليا هنا..
فتخصصهما متوفر....
وله ان يعمل كما قد خطط ...
ولن يضايقها ذلك....
فهي ستكون بين اسرته...
اسرتها التي لمّتها في لحظة تشتت بفراق والدتها واهمال والدها...
ويبدو ان جدتها لها دور فيما تفكر....
هذا ما شعر به طلال...
وبقدر استغرابه من الفكرة الا انه احبها...
احب الفكرة من فيّ حبيبته....
لم يعلق..
تقدم نحوها...
وهو ينظر في عينها..
مستغربة حركته هذه...
(( مابك حبيبي؟؟؟))
قرب وجهه منها..
وطبع قبلة ناعمة على بنعومة شفتيها....
(( هذا ما تستحقه هاتان الشفتان...بعد كل ما قالته...))
(( هل تعني انك موافق؟؟؟))
(( كنت افكر كيف لنا انا وعبدالله ان نترك والديّ في نفس الوقت؟؟؟))
(( لن نتركهما ان اخذت برأيي....))

في الاجتماع الأسري الذي عشقت جوه جلنار ...

كان اقتراح جلنار على لسان طلال ...
يوجهه الى والديّه...
والده صار ينظر اليه بحده...
ما ادركه ان طلال الغى فكرة الدراسه في الخارج...
نظراته ارعبته....
التفت الى زوجته....
(( هل تسمعين؟؟؟ هذا ما كنا نخشاه...))
(( ابو عبدالله لنفهم منه ما يريد قوله...))
(( قال ما يريد..لن يكمل دراسته...))

استدرك طلال الموقف...
(( ابي... سنكمل دراستنا انا وجلنار...كما وعدتك...))
واكملـــ
(( لكننا سنكملها هنا في البلاد....
بدل سنوات دراسه وغربة....
فكرنا انا وجلنار ان نبقى معكما....
خاصة بعد ان قرر عبدالله السفر....))

لم تبالي الخالة ليلى لموقف زوجها قبل لحظات
حيث انها اظهرت سعادتها....
(( ستبقيان هنا؟؟؟والله ان كنت احمل همّ فراق ابنيّ...))
التفتت لزوجها..وكأنها تقنعه بكلام ابنها
(( فهد..ابنك لم يرغب ان يتركنا..لذا قرر ان يكمل دراسته هنا....بدل ان يتغرب من جديد...))

ادرك العمــ فهد اخيرا
ان كل ما يشغل باله طلال
هو كيف يكون بقربهما...
كانت جلنار....
توزع ابتسامتها الناعمة بينهم بعد ان كانت دماء ساخنة تجري في عروقها
وهي ترى ابو عبدالله.... يتحدث بعصبية مع ابنه..
بسبب فكرة هي طرحتها
لكن الان بعد ان استوعب الفكرة جيدا
سعد كثيرا
وهذا واضح من الابتسامة التي لم يقوى على اخفائها...
وهو يخبره..
ان يسرع بالتسجيل في الجامعه..
وهو سيساعده في الحصول على عمل.....


الشاطئ الــ 60
الموجة الرابعة...


بعد العِشـــــــاء.................................... .................................................. .
التفت السيارات حول فيلا اخــــي....
والد زينه.....
يبدو انه دعا معارفه واقارب والدة زينة رحمها الله
اعرفه جيدا كيف يحب المظاهر...
كنت انا دليل العم فهد....
تقدمتهم بالسيارة....
وتوقفت قبلهم....
نزلت من السيارة....
وانا ارقبهم
سيارة العم فهد..وعبدالله
والعم سلمان...
وكم همني ان اعرف...من تحوي هذه السياره الفارهه
هل هي برفقتهما...
لابد ان تحضر..فزينة صديقتها...
ولابد ان لا تظهر امر انفصالنا امام الجميع في هذا الوقت...
كل امالي تبخرت...
وانا لا اراها معهم...
هل كان الضيق واضح علي؟؟؟
كنت ارى العمة فريده..
ترمي نظراتها لي ...
حتى تقدمت احييهم..
رحب بي سلمان...
وقبل ان تتقدم العمة.. سمعتها تهمس لي....
(( لم تتأتي...
عليك ان تتفاهم مع عمك ان سأل عنها...))
وكأنها تتنبأ بما سيحدث....
ولكنه عبدالله...
يسأل عن ابنة عمه....
صرت اجول بنظري في الطريق....
في هذا الفضاء الشاسع..
الظلمة التي بدأت تزداد حلكة..
ابحث عن اجابة....
يبدو ان اطلت في ذلك...
لان العمة فريدة استدركت الموقف....
(( نورس مرهقة بعض الشئ...لم تقوى على المجئ..فبقيت مع البنات .....))
ليس هناك وقت كافي لمناقشه هذا السبب غير المقنع....
حتى همّ الجميع بالدخول..


انه يومــ مميز لــ عبدالله وزينة
عمي برفقة رجال من العائلة...
ذهبوا لخطبة زينة....
عمتي... وليلى وجلنار....برفقتهم....

وكما عرفت من زينة...
ان والدها وعدد من اقاربها بالاضافه اليه هو...ناصر....
ولابد من تواجد خالاتها وعدد من قريباتها
لتكون الخطبة رسمية...
لم اذهب
هكذا كان قراري دون تردد...
لم تضغط علي عمتي..
ولم اخبر زينة بالطبع..
سأتركها للوقت لتستوعب عدم حضوري...
واعتقد وقتها انها لن تشغل فكرها بغيابي....
ستكون مشغول بما هو اهم.....
وســـــــــــــط هذا التقليد الاجتماعي......................................... .......................
لم يخلو الاجتماع من المجاملات....
حتى ينتهي بالموافقة على الخطبة.....
ليس الخطبة فقط....
قرار الزواج السريع من اجل السفر....
كان والدها على علم بكل ذلم فلم يطل النقاش كثيرا.....
كما هو حال مجلس النساء
الذي بدى مجلس تعارف لا غير....
زينة......
بفستانها السكري المزين بورود من الدانتيل....
وشعرها المنسدل بنعومة على كتفيها....
كما لفتت جلنار انظار قريبات زينة....
لتهمس لها خالتها..
(( سلفتك جميلة..لكنها ليست اجمل منك....))
بدأ حديث النساء الذي لا تحبه...
ما يهمها الان...
ان تستوعب سبب غياب نورس...
هناك امر تخفي عنها...
خاصة وانها برفقة عمتها بسبب ارهاق الحمل...حمل عمتها
ولـــــــــــكن..العمة فريده هنا....
وواضح انها بخير....
واضح ان ثقل الحمل قد اتعبها
لكن ليس بقدر ما تصورته من كلمات نورس....
ووسط الكلمات المتناثرة بين النساء
ارسلت العروس زينة كلماتها
الى نورس....
(( افتقدكِ كثيرا.....وعدم حضورك يعني ان هناك امر اكبر مما نتصور.....))


نهاية الشاطئ الــ60


 
 

 

عرض البوم صور yassmin   رد مع اقتباس
قديم 11-11-10, 04:49 PM   المشاركة رقم: 110
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 171345
المشاركات: 328
الجنس أنثى
معدل التقييم: yassmin عضو له عدد لاباس به من النقاطyassmin عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 100

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
yassmin غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : yassmin المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 





شاطئ هادئ جدا بلا اموااااج


أنا.....زينة.......جلنار

اخذتها الايام في منزل عمتها....
حاولت كثيرا ان تتناسى الالمها
وجعها
وحبها
ناصر
لكنها لم تقوى....
ذكراه كغصة تخنقها
ولا تعود انفاسها الا اذا هطلت دموعها...
وهي تضم وسادتها الناعمة
وبقلبها تصرخ
نــــــاصر..افتقدك
كل هذا بصمت واضح...
جعلت من حولها يلتزم الصمت معها
احتراما لمشاعرها
عمتها
فقط تلقي بنظرات حيرة وضيق
لاتمر بسهولة على نورس
كانت تقطعها من الداخل
لا ترغب لعمتها كل هذا القلق
وبوجودها مع سلمان زوج عمتها
الذي باتت تخجل منه
وبشده
تخجل من وجودها في بيته
ربما استفسر عن ذلك العم سلمان
ولا تعلم ماذا اخبرته عمتها
لكنها تدرك جيدا
انه لن يحدثها ابدا بأي موضوع يختص بناصر زوجها...
مازال زوجها...
وقريبا سيعلنان قرار الانفصال
لتخسر هذا اللقب
هل فعلا ستخسره بعد ان يتحول من زوجها الى طليقها....
لا تتصور حياتها بدونه
للان لم ترسم خطة واضحه لما هو اتي....
الامر يبدأ بالطلاق..
بعدها القرارات ستكون اسهل....
هذا ما تتوقعه
ليس لها ان تتصور موقف عمها..وابنيه....
فلا يمكن ان يكون موقفهم مثل عمتها
عمتها فريده التي تركتها على راحتها....
لم تحاول ان تضايقها بأسئلتها ابدا...
اخذت تتنفس بصعوبة...
نفسها صعوبة الموقف الذي ستكون فيها لحظتها...
كم هي الحياة مرهقة...وكلها الم ووجع

لو.....لو......
لو انها لقت المصير نفسه مع اسرتها لما عاشت هذه المأساة.....

نادرا ما تتخللها مشاعر اليأس من الحياة بهذه الصورة....
وهذه هي احدى اللحظات....
لتسرع بعدها للاستغفار من ربها ....

خطرت ببالها زينة..........
لابد انها في شوارع باريس....
تتجول
تحمل اكياس مملؤة بالملابس والعطورات وادوات التجميل.....
هذا ما كانت تخطط له دائما....
لزواجها لا تناسبها المحلات هنا.....
لابد ان تذهب للخارج..
وجيد انه صادف وجود مراد اخيها في فرنسا...
اخيها الذي لا تربطه بها اي علاقه....
لم اسمعها يوما تحادثه...
او تنطق باسمه حتى....
ربما احتاجته في هذه اللحظة فقط ..لان عبدالله لن يوافق على سفرها لوحدها كما اعتادت سابقا...
ومراد هو المنقذ...
اعرفها.... اعرف زينة جيدا
تعرف كيف تدبر امورها.....مر على سفرها اكثر من عشرة ايام....
ايا م قلائل..على موعد حفلة زواجها....
اخبرتني عمتى
ان عبدالله حجز افخم القاعات في احد الفنادق..
وسيجهزها بديكور مميز
خاص بزينة فقط....
كم هي محظوظة بزوج مثل عبدالله....
وعلاقة طاهرة.نقية..

هل تحسدها؟؟؟
طبعا لا...
قد تغبطها....
لانها حصلت على ما استعصى على نورس اكتسابه....

صارت تسترجع احداث الماضي...
ماتعرفه عن زينة وعبدالله...
لم تكن هي زينه نفسها الان.....
مختلفه كثيرا.....
لا تشترك مع عبدالله في شئ...
وربما يكون عبدالله يكره تصرفاتها...
وهي لا تستسيغ اوامره وملاحظاته....

ومن ثم يصطدم بحادثة نبيل معها
مقابل كل هذا..
الحب قربهما...
قربهما كثيرا.....


كل هذه الفروقات كان بالامكان ان تكون سبب لفراقهما....

لكنها كانت سببا لتقوى علاقتهما....
لتكون زينه مثل ما يريد عبدالله...
ويكون عبدالله حبيبها الوحيد...

بُعدِكَ أوجعنيـــ
تبدو عمتي مرهقه كثيرا....
حركتها صعبه....
كذلك قيامها وجلوسها.....
ايام وتدخل شهرها السابع....
الاحظ قلقها...من ان تلد مبكرا....
في حين كنت اخفي رغبتي بان تسرع ولادتها كي ارى الطفلين...
او الطفلتين...
او قد تكون بنت وصبي....
لست اتصور كيف ستكون ام؟؟
ان كانت قادرة ان تكون ام لكل من حولها
فكيف مع اطفال انجبتهم....
تترقرق دموعي في تلك اللحظة....
لم اتصورها ان تحيا هذه الحياة فعلا....
رزقها الله اكثر ما كانت تتمنى..
كم انا سعيده من اجلها.....

وناصر.........................بعيد عني....
لم اعد اراه..ولا اسمع صوته....
ولا استشعر انفاسه قربي......
فراقنا بات حقيقه......
لم يعد يتصل بي..
او يرسل رسائل....كما كان في اول الايام...
ان كنت انا من طلبت منه...فلم اتضايق من ذلك...
انا من طلبت ان يبتعد
ان يساعدني في قراري....
بمقدوره..... ان يطلب لقائي..او الحديث معي.....
وستساعده عمتي لو رفضت لكنه لم يفعل..
من اجلي انا.....
لا انكر اني ابيت والجوال قرب وسادتي..
اصحو فجرا للصلاة...
وليسقط نظري غصبا عني على شاشه الجوال
لكن...لا مكالمه فائته.....
استشعر الالم والوجع
واحيانا..ابكي...ابكي بحرقه.....
اتجه للقبله....
اؤدي فرضي
وادعو ربي
ان يهديني للصواب

ارهقني قربه...
واوجعني بعده

ساعدني ربي كي انسى
انسى وجود ناصر في حياتي...



ذكرى من ألمـــ

عادت زينه من فرنسا.....
قبل موعد زواجها بيومين.....
اتصلت بي..
تخبرني بذلك.....
وتريدني معها لبعض المشاوير المتبقيه
اسفه اسفه زينة اعذريني
لم اعد اقوى على لقاك
لا اريد اي شئ يُرجعني اليه الى ناصر
اريد ان ابتعد عن كل شئ
كي انسى
كي يعتاد قلبي على الغياب
وعيني على فقدان صورته
وتعتاد خصلات شعري على بُعد انامله
ومساماتي على خلو الهواء من ذرات انفاسه
احترمت قراري...
ولكن كما قالت لوقت مؤقت
حتى تنتهي من زحمة تجهيزات الزواج
والزواج نفسه
وبعدها تنفرد بي
لـــم تعلم
ان القرار قد اتخذناه وانتهى الامر....

في العالم نفسه......................................
والهموم نفسها.........................................
والوجع نفسه.............................................. .
والالم نفسه.............................................. ..

يحيا ناصر...
وحيدا....
يقضي يومه بين اوراقه في مكتبه
او....على شاطئ البحر
يبوح بهمه
حتى صديقه حمد....
رفض لقياه
لايريد الحديث في موضوع نورس....
وان لم يخبره من نفسه
سيعرف صديقه بعد بان عليه الحزن
فراق نورس...
اخذ من نشاطه
ومن هدؤ ملامحه...
فهو يشتاق لها كثيرا كثيرا...
لكنه....
لن يفكر بالاتصال بها بعد لالان....
كان صوتها يسعد..
يزيل همه
والان بات يوجعه اكثر واكثر...
يحيي فيه حبه لها
عشقه الذي استوطن كل خلايا جسده
وهذا ما لا يرغب به
يعلم جيدا انه لو حدثها
لن يقوى على الاحتمال
وسيصرخ بها انه بحاجة لها
لا يقوى بعدها
وهي......
لن ترفض....لن تعترض
ستأتي اليه
ترتمي في احضانه
لتمسح كل همومه

ليس هذا ما وعدها به
وعدها ان يساعدها
ان يكون سندا لها في قرارها

يريد ان يقدم لها شئ واحد لها ان تسترجعه في سنوات عمرها القادمة
وتدرك انه فعل هذا لانه احبها...

يريد ان يترك ذكرى حبه
وان كانت مكتوبه بوجعه وألمه


الحلمــ الابيض


الليلة...
يتحقق حلمهما..
حلم زينه وعبدالله...
الليله يتوج حبهما بأقوى رابطه بين قلبي....
بصعوبة جهزت نفسي...
لم اكن اتزين
اشعر اني كنت اقطع شعري بدل من اسرحه
واجرّح وجهي بدل لمسات المكياج البسيطه...
وكم هو ثقيل هذا الفستان...
رغم خفة قماشه....
الشيفون الناعم.....
ارتمى على جسدي بخفه...
ورسم تضاريس جسدي من اعلى...
و طبقات متدرجة من القماش تتقاطع مع بعضها عند الجانب حتى الذيل...
بدت اكمامه قصير وشفافه..
وقطعة اكسسوار من الكريستال تزينه من جانب الخصر
كان لونه
الابيض الناصع....
لا ادري لم ارتديته..بالذات...
شعرت اني بحاجه...
ان ارى ما ينير الدنيا امامي وانا ذاهبه للحفل بهمومي....
كنت ارغب باللون الابيض..
كي استشعر بشئ بسيط بسيط جدا من الراحه
الراحه التي افتقدتها منذ...منذ شهر او اقل قليلا...
منذ تلك الليله التي افترقنا فيها.....

وتركت شعري منسدل....بتدرج....
كنت اسرح كل خصله واجعدها بمقدار الالم والوجع
بدى مجعدا بشكل واضح ورائع
هل للألم والوجع ان يظهرا رائعان لهذه الدرجة
زينته بورد تحمل اللون الابيض
الذي لم استشعره للان...
فتحت علبة الاكسسوارات
اخرجت حلف صغير من الذهب الابيض مع سلسله تحمل تعليفه بشكل وردة صغيرة الحجم
و...........................................
هدية ناصر
دبلته
كيف ركنتها هنا ونسيتها
ابقيتها بين اصبعي
بريقها نفسه بريق عينيه وهو يقول لي انه يحبني...
مر ززمن وانا مازلت ممسكه بها
حتى قربتها من شفتي
قبلتها
لاشعر بانفاسه
تذكرت قبلته لي اول مرة
عندما غضب من حديثي واراد اسكاتي
فطبع قبلة على شفتي جعلني ابلع كل حزني

ضممتها في راحة كفي...
وفتحت احد الادراج.....
بعثرت قطع القماش الذي يحويه
حتى اخرجت الفطعه القطنية
الزهرية اللون
وضعت الخاتم وسطها
ولففتها بعناية ووضعتها في حقيبتي
لابد ان يستلمها ناصر
اعرف هذان الغرضان
يعنيان الكثير له
بعدهـــــــــا
تأملت المراة.....وانا افكر
ليله زواج جلنار.....
اخذنا القرار.....
وبزواج زينة...
سنعلن الانفصال.....

ما اسعد هاتان الفتاتان
وما اتعسني انا......
وانا اعلم ان حب ناصر اكبر...من حب طلال او عبدالله لهما.....
لكن قدري ان لا اسعد بهذا الحبـــ

خرجتُ الى الصاله..
وانا اخطو بصعوبة
بفعل ثقل احبائي اللذان في احشائي.....
كم اشعر بالضيق عندما اتحدث عنهما بصيغة المذكر....
لاني للان غير متأكد ه من جنسهما
قد تكونان فتاتان...
قد تتضايقان من تحيزي للاولاد
لا انكر اني اتمناهما ولدين
او لنقل ولد وبنت
المهم ان يأتي الولد الذي يحقق حلم سلمان
الحلم الذي استشعره فيه
دون ان يبيح به
ان يكون لبناته اخا..

ارتديت جلابية واسعه......
باللون الاخضر الفاتح...
وبأكمام طويله وواسعه......
يزينها تطريز ذهبي ناعم.....

كنت انتظر نورس....
هذه الفتاة التي باتت تشغل تفكيري ليل نهار...
لا اتصور كيف لها ان تتخذ قرار الانفصال ولو باتفاق معه
مع زوجها ناصر
لابد ان اكلمه..
ان افهم منه الاسباب
ولكن لن افعل ذلك الان...
سأصبر بما اني صبرت الاسابيع الماضية...
بعدها.....
سأقف وبجدية امام قرارهما
حتى وان كانت المرة الاولى التي ارفض قرار منها من نورس
نورس التي طلت علي من غرفتها....
اخذت اردد اسم الجلاله عليها
كانت جميله
جميله جدا....
جمال مبهر....
تكاد عيني تدمع وانا اراها بالفستان الابيض....
الفستان الذي لم تفرح به حتى بليلة زواجها.....

وقفت مكانها تنظر الي...
تنتظر مني ان اؤكد لها عدم وجود سلمان ...
اومأت لها ان تتقدم....
كانت تحمل حقيبتها وعبايتها....
(( عمتي.... لنذهب الان لا نريد ان نتأخر....وحتى نعود مبكرا....))
اعلم انها تتحجج بهذا الامر حتى لا انفرد بها....
ويأخذني الكلام عن زوجها ناصر.....
ابتسمت لها.....
(( حسنا...البسي عبايتك...سأتصل بسلمان لينزل الان....))

وصلنا لمكان الحفل
اوقفنا سلمان قرب البوابة....
لنسرع بالدخول...
وهل لي القدرة على المشي...حتى اسرع؟؟؟؟
ونورس خلفي..
تتحرك مثلي ببرود...
التفت لها..
اطلب منها ان تتقدم...
كانت في عالم اخر..
جامدة مكانها
ونظرها لجهة اخرى....
التفت للجهة نفسها.....
كانت سيارة ناصر متوقفه
ويبدو ان هناك من نزل منها.....
نزلت منها فتاة شقراء..
وعيني نورس باتجاهما.....تكاد تفترسهما
يبدو ان ناصر لم ينتبه لي او لسهام نورس.....
كان مشغولا بالحديث.....
تقدمت الشقراء وتبعها ناصر..
وما ان اقتربا....
حتى انتبه لوجودنا
لحظتها تحرك الصنم المرافق لي...
تحركت نورس..
وهي تبلع ريقها بصعوبة..
(( لندخل عمتي....))

ليتحول ناصر هو كذلك لصنم اخر...
وهو يتأملنا نتحرك اخيرا من مكاننا....

التقينا معها
مع الفتاة رفيقه ناصر....
عند عتبات المدخل...
وقبل ان ندخل....
(( اهلا عمتي....))
والتفت الى نورس.... وبالكاد تجمعت الحروف...
(( كيف حالك نـــــــــورس....))
اجبته انا..والتزمت مرافقتي الصمت....
وقبل ان نهم بالدخول...
اشار للفتاة الشقراء..
والتي ترتدي.... فستان قصير قصير جدا.....
(( عمتي..عذرا...هذه جولي.. صديقة زينة جائت خصيصا لحضور الحفل.... هل لها ان تدخل معك...))
ابتسمت له
واكملـــ
(( قبل ساعات حضرت من بلدها...اصطحبتها من الفندق بنفسي لانها لا تدل مكان الحفل..))
اومأت له برأسي....
وانا ابتسم لها.... واشير لها ان تتأتي معنا..
وما ان دخلنا القاعه..
التفت لنورس....
وانا اكتم فرح بداخلي
(( مسكين ناصر عجز لسانه وهو يبرر وجود هذه الشقراء معه....))
كانت ملامح نورس قد هدأت زوبعتها التي ثارت قبل لحظات....
كذلك ناصر
الذي لم يقوى ان يبعد ناظره عن عيني نورس

عشق فاح بينهما في ثواني وقفنا خلالها.....
هل لهذا العشق ان ينتهي بقرار تافه
طبعا لاااا
لن اسمح لهماا....


ابهرني المكان.....
رغم الضيق الذي حل بي فجأة عندما لمحته...
لست بمزاج اناقش الامر مع نفسي
او ربما اتهرب منه....
عدت لانبهاري من جديد لديكور القاعه.....
لقد زُينت بقطع من الشيفون ممدوده على السقف بخفه من المدخل حتى نهاية القاعه.....
وقطع اخرى تلتف بحركة تموجية على الاعمدة ...
واضاءة صفراء تتخلل هذه القطع..
فبدت كأنها اشعة صادرة من قرص الشمس.....

ونهاية القاعه...
مقعد العروسين....
الذي زين بالديكور نفسه.....
وتناثرت قطع الشيفون حول المقعد امامه وخلفه....
وورود صفراء متناثرة عليها
بكمية هائلة.....
كذلك طاولات المدعويين...
قد زينت بورود صفراء..
وقطع من الحلويات مغلفه باللون الاصفر...وتزينها قطعة كريستال صغيرة.....

نزعت العباءة..
وتقدمت مع عمتي...
الى الخالة ليلى....
وقريباتها
وكذلك قريبات زينة وخالاتها.....
رحبن بي وبعمتي...
الفرحة واضحة عليهم....
اشارت لنا الخالة ليلى الى احدى الطاولات في المقدمة..
يبدو ان جلنار تجلس عليها
تقدمنا نحوها نشاركها الجلسه....

كانت في منتهى النعومة
شعرها مسترسل بنعومة....
ولا اثر للمكياج فقط
لمعة وردية وكحل ازرق بلون فستانها البسيط
بدت لي كعارضة ازياء

غلبنا الصمت....
والقاعه تموج بصوت الموسيقى
وعدد من الفتيات يرقصن بدلال....
كنت في عالم ثاني
ليس مع عمتي وجلنار
ولا مع هؤلاء الفتيات....

كنت غارقة في عينيه
نظراته الي
كم اشتقت له
اشتقت لصولاتنا وجولانا في العناد والتحدي تارة
والصمت والاستسلام تارة اخرى

اشتقت لكل شئ
ولكن علينا ان نتحمل
وعليّ ان اجبره على قراري
لن نستسلم
فهذا القرار لم يأتي بسهولة ابدا

وعلينا ان نلتزم ونتمسك به
فبه نغير حياتنا....

سحبت انفاسي بصعوبة....
حتى اتفاجأ بالخالة ليلى تناديني
ومعها سيده

افقت من تفكيري...
كانت زوجة عم زينة ام وليد وبناتها

لا اعرف كيف استرجعت ذاكرتي بهذه السرعه
تذكرت زيارتنا لهن انا وزينة
في حفلة زواج ابنتها ريما...

رحبن بي بحرارة.....
وجلسن على طاولة بقربنا....

حتى اعلن دخول العروس....
لتتغطى المتحجبات من الحاضرين
اطفأت الانوار....
شموع صفراء توزعت في المكان
و انوار صغيرة جدا كانت كماالنجوم في اعلى سقف القاعه

عزفت موسيقى هادئة
وتفاجأت بكلمات شعر

تسيجل بصوت عبدالله
لم انتبه ان هذا صوته الا بعد ان قطعا نصف المسافة
لم اتصور عبدالله بهذه الجرأة
لم يخجل ان يظهر مشاعره بصوته امام جميع الحاضرين....
كان كما الامير العربي يرنو لعروسته بحب كلما نطق اسمها في ابيات شعره
زيـــــــــــــــــــــــنة
ما اروعها
ايه في الجمال....
فستانها الناصع البياض....
بذيل طويل
طويل جدا يتلقف الورود الورد الصفراء التي تتناثر
كم هي رائعه
رائعه لدرجة هدؤ غريب عم على القاعه
فيما كنت اسمع المعوذات على لسان عمتي....

سيل من الذكريات هاجمتني
وارستني في مكاني هذا
رغم جموع الحاضرات

زينة وهي تترجى عبدالله ان ياخذها لعمها وهو يظهر الامبالاة في هو يتمنى ان يخطفها ويطير بها لعمها كي يرضيها
نبرات صوته القلقه عليها وهو يأمرها ان ترتدي معطف مع جو لندن القارس
بكائها ليلة لقائها بنبيل
وهروبه منها كلما التقى بها وشعر انها تأسره وتضعفه امام الكل

افقت على نظرات من حولي
الفتيات متسمرات
ينظران لهذان الزوجين
المقبلين بحب ووله
نحو حياة جديدة
لكن الحب
الحب من يصنع المعجزات

وصلن لمقدمة القاعه..
وقفا مواجهان لعيون الحاضرات

ابتسامة رقيقه على شفتي زينة...
كنت اراها سندريلا
كما كنا نتصورها ونحن اطفال
اراها كالوردة الصفراء
وكأن القاعه بكل الورد الاصفر المنثور
لم تكتمل زينتها الا بهذه الوردة
زينة
فستان الابيض مزين بورود صغيرة بلون اصفر وغصون ذهبية فاتحه...
تتوزع عند اطراف ذيل الفستان....
واطراف فتحة الصدر الواسعه.....
ومتناثر على الطرحة بشكل عشوائي...
وشعرها بخصلاته الصفراء المختلط بخيوط الكستناء
رُفع بتسريحة شينيون...

رفع الطرحة عن وجهها وقبلها على جبينها
وغبت مع القبله لعالم اخر
لا بل العالم الحقيقي الذي اعيشه...
وان كان بتفكيري..
تذكرت قبلاته لي بحنان كلما رغب ان يهدئني او يغضبني
رائعه رائعه
ولكن الى متى لابد ان اقنع نفسي ان الذكرى هي الاخرى محرمة علي بعد انفصالي عنه....
لابد ان انساه انسااااه

لكني لمحته امامي..
ينظر الي..
يبتسم
يبتسم لي...
هل صرت اتخيل
اهلوس
هل حب ناصر يفعل بي كل ذلك
لا انها حقيقه
ناصر مع رجلين اخرين بقرب العروسين..
استوعبت اخيرا انه مع اخويه يباركن لزينة...
لاول مرة التقي باخويه ... بدوا اكبر منه سنا بشكل ملحوظ
وشكلهما مختلف عنه فيما هما متشابهان
كان اوسمهم هو
تحيتهما للعروس كانت عاديه بعكس ناصر
حتى اني شعرت لوهله انها ستبكي...
وهو يحدثهااا


لقاء النبيلة


لم احتمل
سحبت نفسي من المكان
فهذه عادتي
ليس لي مكان في الفرح ابدا
خرجت من المكان
الى زاوية معزولة عن القاعه تضم كنبات حمراء
القيت بجسدي عليها
فيما سيداتان مع طفله صغيرة تجلسان ....
حاولت ان اظهر انشغالي بالجوال....
فقد كانتا تتحدثان....
سيدة في الاربعين..
تحدث الاخرى التي بدت في عمر اصغر ربما اوائل الثلاثينات
وفي حضنها طفله تلعب بالعقد الذي يتدلى من عنقها
كانت السيدة الاكبر في السن تحاول ان تقنع صاحبتها بالعودة للحفل

كنت ارى صورتهما لكن لم انتبه لحديثهما جيدا حتى ..حتى سمعت اسمه
ناصر.....
(( ناصر موجود...ما شانك انت.....هو لن يراك اصلا))
(( لا اريد اذهبي انت..وسأنتظرك هنااا...))
حديث طويل لتقنعها بعدم رغبتها العودة للحفل....
وحديث اطول في داخلي
احاول ان اربط ناصر بهذه السيده الثلاثينية....
قد تكون عجزت صاحبتها من اقناعها وعادت للقاعه وهي تضبط فستانها وشعرها الاسود الطويل....

وعلى غير عادتي
اردت ان اكشف سر سبب خروجها لوجود ناصر.....
تظاهرت اني اداعب الفتاة بحركة اناملي نحو ناظرها
وبالكاد انتبهت لي
وصارت تبتسم لي

واخيرا التفت هي....
وابتسمت بصعوبة...
وحزن في نظرة عينيها....

لا عرف كيف بدأ الحديث...
هل هذا بفعل اسمه فقط؟؟؟
(( ماشالله..هذه ابنتك؟؟))
(( نعم.. ...))
رفعتها....وهي تداعبها...
(( منااال ....منااال..... انظري للخالة...))
قلعت نفسي من مكاني بسهولة
الحركة نحوها كانت اسهل من حديثي اليها
لاني نهضت من اجل الطفله لا من اجل الفضول...
جلست قريب منها....
امسكت بانامل الطفلة منااال....
وصرت اتحسسها وانا اهمس لها....
((مناال..اسمك مناال؟؟؟))

التفتت لي والدتها...
(( انت من اهل العروس,,,,ام العريس...))
ابتسمت لها..
(( العريس ابن عمي..والعروس صديقتي...وانت؟؟؟.))
الكلمة الاخيرة خرجت بفعل الفضول
اعترف بذلك
(( انا... قريبتها.....))
لم يشبع فضولي ردها
وليس بطبعي ان اسحب الكلام من الاخرين

القيت عليها اظنه سلاحي في الحديث اليها علي افهم من هي
(( زينة ابنة اخ زوجي.... زوجي هو ناصر....))
سحبت انفاسهااا....
بصوت جعلني اجمد مكانها
كنت اراها تبلع ريقها بصعوبة
صمتنا..كلتانا
كنت اشعر بأنها تتحدث
تقول الكثير بعينيها فقط

اومأت لها دون ان اتحدث ..ماذا؟؟؟

ضمت طفلتها اليها وسحبت عبائتها ...
وهي تهم بالوقوف...

كنت انظر اليها وكم ارغب ان ان تتنازل وتجلس...

وفعلا...
نظرت الي....
وبصوت تحاول ترفع منه
(( انت زوجته؟؟؟زوجة ناصر؟؟))
صارت تحرك ذقنها للاسفل...
*(( تعرفين ناصر...))
(( ناصر عمر عشته ولم انساه...))
لم اعلق,,,,
وكأنها تستدرك ما قالته
(( اعذريني... فان كنت سمعت عن زوجته الاولى ....هذه انا..))
بنبرة عالية...
*(( نبيلة؟؟؟))
وقد هدأت قليلا...
(( تعرفينني؟؟؟؟))
*(( كيف لا اعرفك.....))
((ناصر اخبرك عني..))
*(( ليس كثيرا...))
(( بالطبع ليس لديه الكثير ليقوله....))
*(( ماذا تعنين...))
(( عشت معه سنتين ...ربمااا.....وكأنها يومين...))
*(( لم تقولين ذلك؟؟؟))
(( الايزعجك ان تحدثت عنه؟؟؟))
ابتسمت لها....
*(( لا....اريدك ان تتحدثي..يبدو ان هناك ما تريدين قوله...وما اريد انا سماعه))
(( ليس هناك ما اقوله..فأنا كنت زوجته على الاوراق فقط وامام الناس...))
*(( ولكن كان هناك طفل....))
هل اذنبت او تسرعت بكلمتى.....
نظرت اليها وكأني اوجه لها اعتذاري
الا انها صنعت ابتسامة صفراء على شفتيها...
(( مثل ماجاء رحل....))

للان لم افهم... لم هي تتحدث بضيق..
ما عرفته انها تطلقت منه برضاها..
وتزوجت مباشرة وانجبت اطفال اصحاء...
لِم كل هذا الوجع في كل شئ ينبض بالحياة بجسدها...
حتى حروف كلماتها...

كانت ترتب العباءة عليها
وكانها تهرب من امامي...

حتى انتبهت لمن يناديني....
((مدام ...نورس....))
انها رحمة
كانت تشير لي وتبتسم وترحب بي
وهي تهم بدخول القاعه برفقه مجموعه من العاملات
ارتفع صوتها فجأة..
(( اسمك نورس؟؟؟))
*(( نعم....))
اسندت رأسها على الكنبة وهي تسحب انفاسها(( لم اتوقع ان اراك....))
استغربت كلماتها
وكأنها تحدث نفسها..
(( فقد تزوج ناصر من نورس......))
*(( هل تعرفيني...))
لم اتوقع ردها

فقد استرسلت بالحديث...
بحسن نية...
وكأنه مسجون بداخلها من سنين... وتريد اطلاقه

تحدثت...وتحدثت

وانا اعيش كلماتها حرف حرف
وكان حديثها نفسه بما باح به ناصر
لكن الاغلب منه لم اكن اعرفه ولا ناصر قد يكون عرفه كذلك
ضمت ابنتها لصدرها...
وهي تبتسم لي تودعني...
وبدون شعور عدت للقاعه
جلست قرب عمتي
لا اشعر بما حولي..



فقط استرجع ما قالته
تزوجت من ناصر بطلب من والدته
لم تتردد في الموافقه
خرجت من منزل اخيها الي منزل ناصر بورقة عقد فقط دون حفل زواج
فالظروف لا تسمح
ظروف ناصر النفسية هو ووالدته ام ناصر بعد وفاة والده
لم يضايقها ذلك فالشكليات اخر ما تفكر به
الاهم انها ستستقر اخيرا
حتى وان كان هناك اتفاق قبل العقد مع ناصر ان كل هذا فقط لينال رضا والدته
كانت ترى ان الامر مؤقت
لكنه طال حتى علمت ام ناصر
ومن هنا بدأت المشاكل
((فقد كانت والدته لا تعلم اننا في الطابق العلوي نصعد معا ونفترق بعدها
لانها لا تقوى على صعود السلم
والخادمة هي من كشفت لها السر...
فأجبرنا على اتمام الزواج بما هو متعارف وعشنا كزوجين لفترة لم تتعدى شهور....))
كان معها وليس معها
ليس هم والدته فقط ما يشغله...
هناك امر اخر...
تجهله...
لا لم تكن تجهله انما تتجاهله
كان قلبه متعلق باخرى
بشعور الانثى والزوجه عرفت ذلك
لكنها لم تقوى على سؤاله
او مصارحته
لم تصارحه اصلا... وليس هناك ما يجمعهما الا امر والدته
امر والدته جاء من اجل نبيله...لقلقها عليها
فقلبها الطيب لن يرضى بظلم نبيلة
كانت ترى جفاف ابنها ناصر في معاملته ظلم لها
وكثيرا ما تؤنبه
لم يكن هو يتعمد ذلك...
ولكنه لا يقوى على اخفائه
اخفاء انه لا يراها زوجه
وبقلبه اخرى
تدعى نووووورس
وكان الزلزال الذي هزني

كانت قد سمعت بأسمي اول مرة
يهلوس بفعل حمى شديدة المت به
لم تستوعب نتيجة ترتيب الحروف...
لم تصل لاسم نورس بالضبط

لكنها استوعبت انه ينادي حبيبته وانه مازال يريدها
لم تخبره بعد ان فاق بهلوسته التي تدمي قلبها كزوجة
لان ليس لها ان تتحكم بمشاعره واحاسيسه الداخليه

لكنه فعلها مرة وكاد ان ينطق باسمها
يناديها...وهي معه زوجه
على سرير الزوجيه..
كم مقتت هذه اللحظة...

لكنها ايضا لم تدرك الاسم صحيحا لانه تراجع باخر لحظة
واكتملت الحروف وبصراحة....

عندما اخبرته بحملها
لم يكن مجرد خبر كما تقدت كانت بشارة
جعلته يجري لوالدته يبشرها
وبداخلها تعلم انه سعيد فقط لان والدته ستستبشر بذلك

ولحظة نسي نفسه
(ان كان ولد اسميه على اسم والدي)
وحين سألته(( ان كانت بنت...هل تسميها نعيمة على اسم والدتك؟؟))
ابعد نظر عنها وهو يسحب ذرات الهواء لصدره
(نورس اسميها نورس)

اخيرا ترتبت الحروف
نورس
يريد ان يسمي ابنتها باسم حبيبته
التي تسلب تفكيره وهي معه
ولا يبقى الا اسمها عندما تفقده الحمى وعيه

وكعادتهااا
صمتت وابتسمت
ليس لها الا ذلك....

لانها تعلم انه لم يحبها
رغم انه يحاول باقصى جهده ان يعوضها عن حبه

ومقتنعه بهذا
يكفي انه يراعيها في معاملته
اما مشاعره ليست ملكه

فكيف سيتحكم بها...

لم يكن دورها سهلا في حياته وهي غائبه عنه....
اخبرتها انه باح لها بشئ مما في قلبه
وذلك عندما فقدا طفلهماا

عندما راته ضعيفا لاول مرة
وهو يخبرها
ان قسوة الحياة قضمت ظهره
والده ثم والدته قبل ان ترى حفيدها
ثم الحفيد المنتظر
وقبل كل هذا حبه....
لتسأله
((كنت تحبها.....))
((نعم.......))
((لمِ لم تتزوجها......))
((لاني لا استحق برائتها......))

برائتها
قالتها بالحرف.
كان يرى برائتي
يشعر بها حتى بعد ما حدث بيننا
لم يكن يراني انسانه رخيصه

انفصلا لانها طلبت ذلك
ولاول مرة تأخذ قرار يجمعهما.
احترم رغبتها واعلنا طلاقهما

كنت متسمرة مع حديثها
كنت التهم كلماتها
وهي
كأنها وجدت من تبوح لها ما في قلبها
او ربما ابت ان تبقى الفتاة الطيبة
لتذكر على لسانها وهي الزوجة السابقة حياة عاشتها الى زوجته الحالية
لكن هذا لم يبعث لي الضيق
لاني استوعبت غرضها
كنتُ اعيش بينهم هذا ما بررت به حديثها معي
لم تعرفني او تلتقي بي
لكنها تشعر بي في حديث ناصر
تأملاته
حتى في كوابيسه واحلامه
تشعر بالفتاة التي مازال ناصر يحبها
يحبها كثيرا
ولم تستطع هي بسلبيتها وطيبتها ان تتغلب على ذكراها
ابتسمت....
((انت جميلة....جميلة جدا.....
لهذا لم يقوى ناصر على نسيانك...
وبعد كل هذه السنوات تكونان لبعض.....))

كانت تتحدث بحب
بهدؤ
لم تحمل الضغينه او العتاب

حتى سألتها لم ضايقها وجود ناصر في الحفل
لتسرع باجابتها
لانها لا تقوى رؤيته
فهي جاهدت كثيرا كي تنسى هذه المرحلة من حياتها
واسرعت بسؤالها عن السبب
لتفجعني بردها
لاني ندمت على انفصالنا
واسمحي لي نورس
لو يعود الزمن للوراء
لما تنازلت عن ناصر
حتى مع قرار عدم الانجاب ان كانت جيناتنا لا تتناسب مع بعضها
لها ان تبقى معه دون ان تنجب منه
ضمت طفلتها بحنان لصدرها
واغمضت عينها وهي تستغفر ربها.....
وتحمده بعدها....
ما هذا التناقض....

لم احتمل المزيد
بعد هذا البركان الذي ثار فجأة دون سابق انذار
وفي وقت غير مناسب ابدا

واحترت في كلمتها الاخيرة....
انها نادمة.....
لماذا ندمت
الم تعوضها حياتها.... واطفالها....بحنانها الواضح

حتى لمحت طفله تجاوزت السبع سنوات
وهي تشدها من عبايتها
(( ماما ابحث عنك..بابا ينتظرنا في الخارج.... بسرعه قبل ان يغضب اكثر...ويضربنا....))
.............

افقت من حمم كلمات هذه النبيلة
على صوت جلنار...
(( نونو تعالي معي نبارك لزينة....))
نعم ابارك لها واخرج
كانت سعيده
وهي تحدثنا
ولكني ارى حيرة بنظراتها الي...
ابتسمت لها وودعتها
التفت ناحية عمتي
لم تكن هنا
اين هي؟؟؟؟
وكأن جلنار ادركت تساؤلي
(( العمة فريده غادرت.. كانت تحدثك انها مرهقه وعليها الانصراف.....وسترسل لك السائق مع الخادمة...))
هل حقا حدث كل هذا وانا غارقه مع جريمتي
كنت اشعر بالجرم
لان كنت طرف في هدم حياة تلك النبيلة
وان كانت بحروف اسمي على لسان زوجها
ناصر زوجها؟؟؟
وزوج سمر؟؟؟
والان؟؟؟
طليق نورس...
ارعبتني الكلمة....
سحبت حقيبتي...
واخرجت منها القطعه الزهرية...
ضممتها بيدي...
واعدتها من جديد...



عروستي نورس

لحظاااات..................................
الا وانا اطلب ناصر على الجوال
لكنه مغلق
هذا الجهاز اللعين
(( طلال...اين انت؟؟؟؟))
سألته عن ناصر....
حدثت نفسي...لقد انصرف....
ولكني اريده
(( كيف ينصرف بدونك))
(( ربما لاني اخبرته اني سأعود مع عمتي لمنزلها))
(( وانا كنت اعتقد انك سكونين معه في الشاليه))
ناصر في الشاليه
لابد ان اذهب اليه...
سأسال عروستنا عن مكان الشاليه
اريده
اريد ان اسلمه العهدة...
لا اريد ان اعود بها الى المنزل...
همس لي طلال..(( جلنار معك.. اخبريها اني انتظرها في الخارج...))
اوصلت الرساله الى جلنار....
واتصلت بعدها بعمتي لترسل السائق.....
بعدها ارسلت لها رساله
تجنبا لنقاش
(( ذاهبه الى ناصر...سأتصل بك لاحقا))
لا ادري ان اتصلت او لا....
فجهازي ابقيته مغلقا
ربما تظن اني سأعود اليه...
لا تعلم ان قراري لا عودة فيه....
ابتسمت لي زينة
وانا اسالها عن عنوان الشاليه ولم تتردد في اخباري...
تركتها....
الى المخرج...
مواقف السيارات...
حيث السائق برفقة الخادمة ينتظراني...
اخبرته بطريق الذي يجب ان يسلكه...
وجهتنا ليست بعيدة كثيرا....
وجيد ان هذا السائق الاسيوي الذي يعمل لاكثر من 15 سنه مع عمي سلمان يدل كل طرقات البلاد
اوصلني بعد ان قطع طرقات مظلمة...

بحثت عن رقم الشاليه...
حتى وجدته...
لكن سيارته ليست هنا ..لمحت مدخل موقف السيارة...ربما تكون بالداخل
نزلت من السيارة بحركة سريعه

المدخل الصغير...
التي تحيط بها اصايص الورد
ورود جافه
يبدو انها لا تروى
لحظتها فقط توقفت...

هل انا هنا لاعطيه ما بحقيبتي وانصرف
هل تعنيت من اجل هذا؟؟؟؟

سحبت نفسي بشدة...
وانا اشير للسائق ان ينتظر..
وطرقت الباب...
مرة مرتان...ثلاث
وفُتح الباب تلقائيا...
يبدو انه ليس مغلقا...
اخذت خطواتي للداخل...
بدى المكان خاليا....
اخذت خطواتي للامام..
شعرت بالخوف قليلا
ربما دخلت الشاليه الخطأ
او انه غير موجود
لا ادري...
هل اعود ادراجي؟؟؟؟

توقفت اتلفت في المكان الصغير....
حتى سمعت صوت موج البحر....
قادمه من احدى الزوايا..
تضم باب زجاجي....مفتوح
قطعت امتارا باتجاه الصوت

ولمحته....
مستلقي على الرمل...
حيث ان هذا الباب يأخذني للجهه الاخرى للشاليه المطله على البحر....
بينه وبين البحر امتار معدودة

لم يشعر بي
ولم يراني وهو يثني ذراعه على وجهه...
يرتدي لباس رياضي
كتمت انفاسي كي لا يشعر بي
لا ادري لم قررت ان انسحب من المكان
ولكن شئ اقوى مني جعلني اتعمد احداث صوت بقدمي
جعلته يلتفت ناحيتي...

من وضع الاستلقاء....الى الوقوف مباشرة
وهو ينظر لي بعيني حمراوتين
هل كانت حمراء بفعل الدموع هل ناصر يبكي فراقي
كما بكت تلك النبيله فراقه
وندمت عليه بعد ان استبدلته بزوج قد يضربها هي وبناتها لانها تاخرت فقط

كل هذا جال في عقلي...
(( نووورس...؟؟؟؟؟؟))
اسمي نطقه كما اعتدت ان اسمعه منه
كما سمعته منه اول مرة
يمط في الاسم وكأنه يتلذذ به
هل كان يفعل ذلك مع نبيله
حتى يجعلها تنسحب من حياته
اسمي جعلها تنفصل عنه...

هل اسمي له القدرة على ذلك...
ام مشاعر حبه لي تنافرت مع مشاعرها هي....

كل هذا وانا انظر اليه
تقدم لي
((لا اصدق...))
لم انطق.....
بقيت واقفه....
مرعمر من الزمن..
حتى نطقت باتفه الكلمات
(( السائق ينتظرني خارجا...........))
هل جئت لاخبره عن السائق؟؟؟؟
ابتسم لي....
لحظتها..وعيت قليلا....قليلا
فتحت حقيبتي...
اخرجت القطعه الزهرية...
ومددتها له
وكأنه يسألني عنها....
اخذها مني دون اجابة..
كانت ملفوفه بعناية
فتحها بهدؤ
كنت ارى كفه ترجف
وهو ينظر اليها....
وتحرك لا اراديا للداخل...

وهو ينظر الى ما بيده
التفت لي....
وعاد بنظره الى الخاتم...والقبعه القطنية الزهرية...الخاصة بطفلته المتوفية امل ...

(( كيف حصلت عليها؟؟))
قالها بحروف ترجف ودموع مخفيه ترجف كذلك
وكفاه مازالتا ترجفان

(( لا يهم...الاهم انها معك....جئت لاعيدها مع الخاتم...))
كان واقفا مكانه
حتى تحركت
ليتقدم نحوي
وهو يشدني من ساعدي
(( انتظري..لا تذهبي...))
ومد الخاتم اليّ
(( انه لكِ))
(( لا..لا اريده............))
(( خذيه...))
(( لا اريد.......))
كانت نبرات صوتنا ترتفع تدريجيا....
حتى صرخ بي...
(( لا تريدنه....حتى لا تتذكرينني..... لن تنسيني نورس...لانك احببتني...ومازلت تحبينني...))
ارعبني كلامه
اخذت خطواتي للخلف
وانا الم عبائتي
لاتحرك ناحية الباب....
اسرع نحوي...
عاد ليمسكني...
ويشدني نحوه((( لن تذهبي....)))
(دعني ارجوك)

(((لم ترجوني؟؟؟؟
لاني اكشف مابداخلك)))
(اريد ان اذهب)
(((ماتريدينه ان تبقي معي
ارى ذلك في عينيك
ورجفة نبرة صوتك

اعرفك اكثر من نفسك نونو)))

(اتركني...)
((( وستذهبين وتتركينني...ولترسلي لي رساله بالجوال ان اطلقك لانك لا تقوين على نطقها)))

بتحدي صرخت به...
( بلى اقوى
اقوى على قولها )

((( قوليها نورس..
اطلبيها مني.... واخبريني ان لا مانع عندك ان تزوج باخرى واعيش حياتي
وتتزوجين انت....وتعيشين حياتك....
بوحي بهذا لي الان...)))

صمت كلماته اثارت حديث الاخريات....

بدور تطلقت وتزوجت اخر.... وللان غير مقتنعه باي قرار سوى زواج او طلاق....
وتلك السيده .... التي باحت بمكنون قلبها لي من اول لقاء
التي تمنت ان تعود بها الايام لزوجها الاول وان كانت بدون اطفال
افضل من قرارها بالزواج من اخر وانجاب اطفال يشع الخوف من عينيهم بسبب من اختارته اب لهم

لم هاتين السيدتين بالذات وقعتا بطريقي.....
هل لاستوعب اخيرا ان ليس كل ما نريده نناله
علينا ان نقتنع بقدرنا بحظنا في هذه الدنيا
لا نتصارع مع ماضي خلق لنا حاضر...
بل نفكر بمستقبل لا يؤثر عليه ماضي

لا اريد ان اكون بدور.... اتنقل من زوج لاخر لاسباب تتناقل معي
ولا اريد ان اكون نبيله اندم على فقدان شخص يحترم رغباتي حتى وان فقدت امرا اخر وهو الحب
فكيف اذا كان هذا الشخص يحبني ويحترم رغباتي

وانا في هول هذه الافكار وهاتين الضيفتين....
كان ناصر قد تجاوزني وهو مازال ممسك بساعدي وكأنه يخشى هروبي...
سمعته يصرخ بالسائق اكثر من مرة
حتى أمره بالانصراف

وبقينا لوحدنا....
(((نورس ان كنت مُصرة على الطلاق اطلقك الان ولكن اسمعيني....)))

صمت انتظر كلماته
ونظره اليّ

(((احبك ولم احب غيرك..... ولم اقوى التنفس في الايام الماضيه لاني افتقدتك
وانت؟؟؟
هل تتألمين لفراقي...؟؟؟
يرهقك بُعدي عنكِ؟؟
هل ستقوين على ايام اخرى قادمة
هل قلب نورس يتحمل كل ذلك
اخبريني انك ستتحملين كل ذلك وانفذ رغبتك بالطلاق
لان لحظتها سأطمن انك اقوى من مشاعرك اتجاهي )))

كان يتحدث عن مشاعري التي بسببها ضعفت معه وسلمته نفسي
مشاعري التي ابت ان اغادر منزله حتى ضاق بي الوجع

انا
لا اريده....
و اريده...اريده...الف مرة...

كنت امامه جامده
مشاعر بداخلي تتصارع
لم اقوى على النطق
امسكني من كتفي
وصار يهزني...
لم انطق
فقط دموعي تتناثر في الفراغ
لا ارى امامي الا هو
مكان مظلم
وهو فقط....
بكيت بصوت تعالى فجأة
وصرت اشهق بانفاسي....
ارتعب امامي ...
ليضمني...
ضمني بقوة
وهو يهمس لي((( اسف اسف حبيبتي )))
ولاجيبه ( ولم اقوى فراقك جاهدت ولم اقوى
بذلت كل مافي جهدي كي اخلق لنفسي حياة جديده ووجوه جديده
لكنك تظهر بكل الوجوه
انت حياتي ناصر......
اريد مستقبل تأخذني اليه
لا اريد ماضي......)

خرت امامه
على الارض
نزل اليها...
صارت تبكي...
وهو يقرب راسها لصدره
يحاول تهدئتها

((( لن اتركك نورس....)))

(اريد ان احيا من جديد...فقدت حياتي في ذلك الحادث
اريد الحياة من جديد)

((وانا معك نورس ...اهدئي...لك كل ماتريدين))

(لن نتطلق؟؟؟؟؟؟)
(((لا نورس لن نتطلق......)))

(وسنذهب لمنزلنا....في غرفتنا انا وانت؟؟؟)
((( نعم...)))

(نتشارك الغرفه في كل شئ)
(((كل شئ)))


(ونفكر في الايام القادمة؟؟؟)
(((نعم ايام نكون فيها اسرة ... سيكون لدينا اطفال)))

(اطفال؟؟؟ اطفالنا)
(((نعم اطفالنا انا وانت)))

رفعت رأسها اليه ( ارى انك توافق على كل ما اريد)
ابتسم لها ((( الا يعجبك؟؟؟)))

وبدلال....(امممم تشعرني كأني طفله تخدعها بالاحلام)

((( انت طفلتي نورس احلامك احققها لك اعدك....فقط اترك الماضي....وفكري بما هو اتٍ)))

نهض وشدها اليه...
وهو يشد الوشاح الاسود من عليها
لينثر شعرها المجعد....
قربها من الكرسي...نزعت عبائتها واستندت عل الكرسي
صار ينظر اليها....
(مابك؟؟؟)
(((لم الفستان الابيض؟؟)))

هبطت بنظرها على الفستان
وابتسمت

( اليس جميلا؟؟؟؟)
اخذ الخاتم..واقترب منها وهو يبتسم....
(((انت عروستي اليوم.....)))




بعد عام ونصف.................................................. ................
نورس في المستشفى
مستلقيه على السرير الابيض...
والبالونات الزهرية تحيط بها...
ناصر قريب منها...
يهمس لها...
(( نونتي.... رائعه هي طفلتنا.....))
وهي تتلمس اصابعها المجعدة....
وتبتسم...(( استجاب الله لدعائنا ورزقنا طفلة سليمة....))

لحظات وطرق على الباب....
العمة فريده ...
اقبلت اليها عمتها
تصارع دموعها
حتى استسلمت لهم
اخذت تقبل طفلتها التي اصبحت ام....

اخذ ناصر في صمت
نورس بقرب عمتها والطفله بينهما...
(( تشبهك نونو....اتذكرك جيدا عندما كنت صغيرة...))

هل سبقني احد لزيارتك؟؟؟؟
(( نعم عبدالله وزينة....خرجا للتو...))
(( كيف هي زينة؟؟؟))
ابتسمت نورس لعمتها....
(( كما اعتدنا منهما... هي جالسه مقابل له..وهو يشير لها ان تغطي خصلات شعرها المتسلل من دون قصد من تحت الوشاح...))
(( برغم انهما ينتظران طفلا الا اني لازلت اراهما عروسين بدلاله وغيرته عليها))

اخذهما الوقت.......

حتى تعالت طرقات على الباب.....
فتح ناصر الباب..
كان طلال وجلنار...

(( نحن هناااااااااا))
طلال بصوت عالي....
اشارت له عمته باصبعها ان يخفض صوته...
(( الن تكبر على هذه التصرفات يا طلال؟؟؟؟))
جلنار بهدؤها المعتاد...(( عذرا نورس....))
تقدمت اليها تقبلها ..(( مبروك قدوم العروس..ماذا اسميتها؟؟؟))
نورس وهي تنظر لطفلتها...
(( دانة...اسم احبته امي...))

ومنعا لمشاعر الحزن غير طلال دفة الحديث..
(( عمتي اين فريق كرة السله؟؟؟))
جلنار ونظرها على زوجها..(( طلال ...ماهذا الكلام؟؟؟))
العمة فريده(( الاتعرف ان تقول ماشالله؟؟؟))
كان يعني بنات سلمان الثلاث...وطفلاهما الجديدان احمد ومحمود.....
فقد انجبت العمة الاخوين الذان تمناهما حبيبها سلمان لبناته....

كبرت العائلة...بأطفال جُدد
واحلام جديد
وهموم لابد منها
نحيا بها لنستطعم الحياة

انتهت الحكاية حكاية نورس




فيض من شواطئ نورس


حكاية نورس ولدت بمخيلتي
بعد قرأت عبارة بما معناها
** كم من نظرة ولدت لدينا حسرة**
للاسف لا اذكر نص العبارة بالكامل
فكرت بها كثيرا
هل فعلا حركة بسيطة جدا لا تجهد ابد وهي النظره تترك حسرة ابدية؟؟؟
نعم لهذا ان يحدث
هناك امور لا تعوض..
لذا يجب ان نحافظ عليها
و ليس الماضي من يصنع المستقبل
بل نحن من نصنعه ان تغلبنا على مشاكلنا...
لنحل مشاكلنا بدل ان نتهرب منها...
لنفكر بكل خطوة قبل ان نندم بعدها
لنأخذ عبرة ممن حولها..
واحيانا كثيرة نخسر امور ليس لنا ان نعوضها....
لنكن قريبين من الرحمن ...لتتيسر امور.... ونفقه الدرب السليم
(( اعمل لدنياك كأنك تعيش ابدا واعمل لاخرتك كأنك تموت ابدا ))
كلمات لطالما احببتها واحاول ان اخذ بها....

تحياتي
اختكم غيورة

 
 

 

عرض البوم صور yassmin   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
facebook



جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:49 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية