لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-10-10, 09:18 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وطبعا كان ستيفن أول من تبرع بالأجابة:
"سنخبرك فورا يا عزيزتي , نجحت في الأمتحان".
ولم تدع بيللا أبنها يكما حديثه :
" هل سنبقى النهار كله واقفين نتحدث , تعالي يا كولبي , فلندخل المنزل".

وسبقتهم الى غرفة الجلوس , ووراءها كولبي , كم هي جميلة هذه الغرفة بمساحتها الواسعة التي يتوزع في أرجائها مزيج مدروس من الأثاث القديم والحديث
أشعة الشمس المحتضرة تسللت من النوافذ لتتكاسل على الخشب المتلهف لألتقاطها , ولتحيي الخطوط الصفراء الذهبية التي تزين الستائر وأقمشة المفروشات.

أشعلت بيللا الأضواء الكهربائية , فخرجت راشيل كينغ من الظلمة لتعود الى الحياة , رسمها يتصدر الغرفة ويسيطر عليها , صورة أمرأة جميلة في ثوب للسهرة بلون السماء , يتهدل شعرها الطويل الأسود حول وجهها الجذاب الذي تزيده بريقا عينان فيهما الكثير من السحر.
منتديات ليلاس
ولم تستطع كولبي أبعاد نظرها عن اللوحة , حتى تناهى اليها صوت بيللا:
" لا شيء يتغير أليس كذلك يا كولبي؟ آه نسيت أنك آتية من سفر طويل , لا بد أنك مرهقة".
" لا يبدو عليها ذلك يا أمي".
قال ستيفن مقاطعا والدته , فتجاهلته هذه الأخيرة لتتابع حديثها :
" سوزان سترشدك الى غرفتك , دارت أختارها لك , أعتقد أنها غرفتك القديمة , سيكون لديك متسع من الوقت للراحة ولأستبدال ملابسك قبل موعد العشاء , آمل أن يعود دارت باكرا".

" شكرا لك يا سيدة كينغ".
" أسمي بيللا , أو العمة بيللا أذا كنت تفضلين ذلك , , في أي حال أنت قريبة دارت , وبصراحة لا أعرف أين كنا نصبح لولا وجوده".
" سأدعوك أذا العمة بيللا".

ولحقت كولبي بسوزان الى الجناح الغربي , لم يتغير شيء , فعدا لمسة أو لمستين شخصيتين بقيت الأشياء كلها في مكانها
وقطبت كولبي حاجبيها وهي تتذكر لمحة القلق التي ظللت وجه بيللا عند ذكرها لأسم دارت , عرفت من محامي العائلة أن سيروس كينغ لم يغير الوصية التي كتبها مباشرة بعد ولادة دارت
وهذا يعني أن دارت ورث وحده كينغارا وكل الأراضي التابعة لها , أي زوجة والده وولداها يعتمدون الآن على طيبة دارت وأستعداده للأنفاق عليهم, أمر غريب فعلا
لكن سيروس كينغ كان معروفا بتصرفاته غير العادية توفي في وقت كان الجميع يظنون أنه سيعمر طويلا , وأغلقت كولبي ذهنها عن هذه الأفكار فهذه ليست مشكلتها.

فتحت سوزان باب غرفة كولبي وهي تبتسم هازئة:
" غرفة أبنة عم دارت لعزيزة".
ولم تنتبه كولبي لتعليقها الساخر , فالذكريات خطفتها على عتبة الباب لتعيدها سنوات عدة الى الوراء.
" لا تهتمي بي يا كولبي ,أعتقد أنك مغرمة به كسائر الفتيات , وأظن أنك تحبينه أيضا".
منتديات ليلاس
وأنتزعت كولبي نفسها من حصار الذكريات لتحاول التركيز على ما تقوله الفتاة.
" آسفة يا سوزان , لم أسمعك".
" قلت أنك أيضا مغرمة بدارت".
" لا أستطيع أن أقول بأنني مغرمة بأحد , لم أعرف معنى الحب بعد".
" طبعا لم تعرفيه , نسيت أنك من سلالة عائلة كينغ الصلبة".

" وهل هذا عيب".
" لا.... أحيانا , لا بد أنك كنت تقدسينه وأنت طفلة , دارت يقول أنك كنت تركضين في كل أرجاء المزرعة كغزال بري".
" هل قال ذلك فعلا؟ غزال بري؟".
" هل كنت كذلك؟".

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 10-10-10, 09:19 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

" تقصدين برية الطباع ؟ نعم , ولست متأكدة من أنني أصبحت أليفة الآن".
" لا تتهربي من الجواب , أريد أن أحذرك منذ الآن بأن دارت وجد الفتاة المناسبة ونحن نوافقه أختياره".
" أتعنين أنك توافقين شخصيا على أختياره يا سوزان".
منتديات ليلاس
وأبتسمت كولبي وهي تتوجه الى طاولة الزينة المزينة بتماثيل رقيقة من الكريستال , تلمستها بنعومة , تحمل في شفافيتها شخصية العمة راشيل , ألوان الغرفة وحدها تغيرت من الوردي والأبيض الى االعاج المحلى بالذهب
الستائر ومفارش السرير تألقت بلون أخضر فيه شيء من عمق عينيها , وعلى الجدران أصطفت مجموعة رائعة من الزهور الأسترالية البرية سجينة في أطارات ثقيلة من الذهب.

" غرفة مترفة أليس كذلك يا آنسة كولبي كينغ ؟ دارت حرص على ذلك , لا بد أنه تذكر أخيرا عينيك الخضراوين , ولكن هذا لن يجديك شيئا , ستعرفين ما أقصد حين ترين روشيل تينانت".
" أنا في شوق لمعرفتها , وأود أن أذكرك هنا يا سوزان بأن دارت يبقى أبن عمي , مهما كانت درجة جاذبيته لدى الأخريات".

ولم تعد كولبي تحتمل أستفزاز هذه المراهقة لها , لقد مرت بفترة عصيبة خلال الأشهر القليلة الماضية وهي في حاجة الى الراحة والأستقرار , لكنها عادت لتضعف أمام حيرة سوزان وقلقها.
" أود أن نصبح صديقتين يا سوزان , أنا لن أبقى هنا الوقت الكافي لأعرقل مشاريعك يا عزيزتي".
" أنا صديقة روشيل , تخبرني بكل ما يحدث معها".
أصرار سوزان على متابعة الحديث دفع بكولبي لأن تكون أكثر صراحة :
" آسفة سوزان , أنا تعبة , هل تعذريني حتى موعد العشاء".

" لا شيء يسرني أكثر... يا آنسة كينغ!".
وألقت الكلمات الأخيرة وكأنها توجه أهانة كبيرة لكولبي , التي أغلقت وراءها الباب ضاحكة.
ونسيت كولبي سوزان وهي تقف أمام النافذة العريضة تراقب تماوج الألوان بين البنفسجي والأحمر والوردي على الأفق الغربي , الذي رسم خطا فضيا بين التلال والسماء .

وهتفت كولبي عاليا:
" أليس المشهد رائعا ! الأشياء كلها هنا رائعة الجمال".
لم يعد دارت في موعد العشاء , فتناولوا طعامهم من دونه ,المائدة تألقت بمفرش أبيض أبرز لونه الشفاف بريق الأدوات الفضية وزخرفة الصحون الصينية الثمينة.
وأنتقلت بنظرها الى أفراد الأسرة , بيللا أنيقة جدا في ثوبها الحريري البنفسجي , اللون المفضل لديها , ستيفن كعادته كان يضج نشاطا وحيوية , أما التنازل الوحيد الذي قامت به سوزان فكان أستبدال سروالها الرث بآخر من الجلد.
منتديات ليلاس
ولم يكن العشاء ناجحا برغم أصناف الأطعمة الشهية التي برعت الطباخة في أنجازها , وأبتسمت كولبي لمدبرة شؤون المنزل وهي تنظف المائدة من الصحون المستعملة , سيدة صغيرة ممتلئة الجسم , في وجهها طيبة المزارعين ,وفي عينيها ذكاء فطري
ولاحظت بيللا أهتمام كولبي :
" آسفة يا كولبي , لم أعرفك بها , أنها السيدة نيل أيفانز زوجة كبير عمال المزرعة.... نيل هذه كولبي قريبة دارت".

" أهلا بك في كنغارا يا آنسة كولبي , آمل أن يكون العشاء أعجبك !".
" كثيرا يا سيدة أيفانز , أنت طاهية ماهرة".
" علي أن أكون كذلك , دارت يحرص على أحاطة نفسه بالترف والأشياء الجميلة".
وأختفت في المطبخ لتعود بعد دقائق بالجبن والحلوى والبرتقال
فتمتمت سوزان ساخرة:
"طبعا علينا أن نعمل جاهدين لأرضاء دارت , فيكون فخورا بنا".

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 10-10-10, 09:20 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

تنهدت والدتها في ضيق بدون أن تقول شيئا , وكي تقطع كولبي الصمت الثقيل الذي جثم على الغرفة
غيّرت مجرى الحديث:
" أود مساعدتك قدر الأمكان يا عمتي بيللا , طيلة الفترة التي سأمضيها بينكم , هل في ذهنك عمل ما أستطيع القيام به".
"لا تقلقي سنجد لك عملا".
منتديات ليلاس
علق ستيفن بمرح فأسكتته والدته بتعب:
" يكفي يا ستيفن , أما أنت يا عزيزتي كولبي فشكرا على أقتراحك , عندي لك....".
وتوقفت عن الكلام فجأة كأن الفكرة خانتها, فسارعت كولبي الى القول:
" محاسبة , مراسلة........".

نهضت سوزان بغضب , وصرخت:
" أنا حائزة على شهادة في الطباعة على الآلة الكاتبة , لكن يبدو أني لست بالكفاءة االكافية , أو ربما لست بالمستوى الذي يرضي دارت , وأكتشف الآن أنني لم أعد أعجب أمي أيضا , حسنا , دعوا هذه الآنسة المذهلة تتسلم كل المهام , وسنرى كيف ستتصرف!".
" كفي يا سوزان".
قالها ستيفن بهدوء ,وبدون أن ينظر اليها.

فأبتعدت سوزان مسرعة قبل أن يفضح أحدهم الدموع السجينة في عينيها.
وأضطربت كولبي لنفور سوزان الواضح منها , فألتفتت الى بيللا مستنجد ة , لتجدها في تقشير تفاحة وكأن الحديث لا يعنيها , وعندما شعرت بيللا بحيرة كولبي وحزنها
حاولت تبديد الغيوم بتغيير الموضوع.
" أنت لا تشبهين كثيرا أفراد عائلة كينغ , يا كولبي , لا بد أن فيك الكثير من ملامح والدتك".

" أعتقد أن لي لون البشرة ذاتها , كنت في الرابعة من عمري عند وفاتها , ولذا لم تسنح لي الفرصة لمعرفتها فعلا".
" الأمر محزن حقا!".
ولاحظت بيللا الشحوب الذي ظلل وجه كولبي :
" أنت مرهقة يا عزيزتي , يجدر بك الذهاب الى الفراش باكرا".

وأحست كولبي بالأرهاق يصل الى أطراف أصابعها , كانت تعرف أن السبب ليس رحلتها الطويلة الى كنغارا , بل توترها العاطفي , كانت تخشى هذا اللقاء الأول مع عائلة دارت
ولذا حشدت كل طاقتها الذهنية لتواجه مخاوف طفولتها , الآن لم يعد هناك شيء تتوقعه , عدا رؤية أبن عمها دارت
وأستفاقت من أحلامها على صوت ستيفن.
" هل تستطيعين ركوب الخيل يا كولبي؟".
منتديات ليلاس
" طبعا , أستاذي كان ماهرا حقا , أمضى دارت ساعات طويلة في تحسين أسلوبي".
" لدارت أسلوب خاص ومميز في التعامل مع االخيول , رأيته مرة ..".
وقاطعه صوت آنية تتكسر في المطبخ , تبعه صوت السيدة أيفانز معنفا الفاعل , وغرقت كولبي في الضحك.

" آسفة يا عمتي بيللا , لم أتمالك نفسي , ما زالت حية في ذاكرتي أصوات الأواني تتكسر على أيدي الخادمات الصغيرات اللواتي لا يعملن بجدية ".
ودخلت السيدة أيفانز الغرفة حاملة صينية القهوة:
" آسفة يا سيدة كينغ , يبدو أن الصحون تنساب من بين أصابع الخادمة الجديدة كرمال الصحارى".
" آمل أن يتغير الوضع قبل أن نفقد الأواني كلها , دعي القهوة هنا يا سيدة أيفانز , وعودي الى منزلك فلا بد أن زوجك ينتظرك".

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 10-10-10, 09:20 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

" ألا تعرفين موعد عودة السيد دارت الى المنزل:
" بصراحة لا".
" حسنا , سأذهب , تصبحون على خير".
" وأنتم من أهل الخير يا سيدة أيفانز".
وبعد أنتهائهم من تناول القهوة , عرضت كولبي تنظيف الطاولة من الأكواب والصحون , فأسرع ستيفن لمساعدتها
مما لفت أنتباه بيللا التي علقت ضاحكة:
" هذه سبقة في كنغارا ! أن يعرض ستيفن خدماته".

"لا بد أنه تأثير كولبي يا أمي".
بعد ساعات كانت كولبي لا تزال مستيقظة تحدق في الظلمة التي لم يكن يضيئها أي شعاع قمر , النجوم فقط كانت تتألق في السماء وكأنها أحجار من الماس تناثرت بفوضى مدروسة
الهواء أبى أن يخلد الى النوم وأصر على متابعة صفيره الهادىء قرب جانب المنزل , السكون خيّم برهبته على جميع الكائنات ولم يجرؤ على تحديه ألا طير ليلي أختفى في مكان ما يتنهد عاليا.
منتديات ليلاس
وبرغم تعبها الشديد لم تتمكن كولبي من النوم , جلست في فراشها تستنشق رائحة الياسمين تحاول عبثا أن تعرف سبب توترها , أسترجعت في ذهنها صورة أفراد عائلة دارت
وتوقفت طويلا عند سوزان حائرة في تفسير نفور الفتاة منها وقطع حبل أفكارها صوت سيارة تهدر في البعيد , ففي السكينة تفرض أصغر الأصوات ذاتها على الأعصاب الساهرة.

نهضت كولبي من فراشها وأشعلت الضوء الصغير قرب السرير , الساعة كانت تجاوزت الحادية عشر والنصف , لا بد أنه دارت عائد من منزل تينانت , أبتسمت حالمة , هو أذا من كانت تنتظر !
بحثت عن الرداء الذي تضعه عادة فوق ثياب النوم , فوجدته ملقى على مقعد قريب , تأملته طويلا , كم هو جميل هذا الرداء!
أبتاعه لها والدها من الشرق الأقصى ,حريره الأخضر يضفي تألقا مميزا على عينيها , أما الفراشات المتناثرة عليه بألوان صارخة , فتزيدها رقة وأنوثة , رداء تستطيع وضعه أينما كانت.

وأرتدت كولبي الثوب , وضمته جيدا عند الخصر , ثم وقفت أمام المرآة تسرح شعرها بأهتمام , ولم ترضها صورتها المنعكسة في الزجاج المصقول فأضافت لمسة من أحمر الشفاه الوردي على شفتيها
لتمسحها بعد ثوان , وأخيرا جلست تنتظر مجيء دارت , وهي تحاول جاهدة السيطرة على توترها وترقبها.

دارت! أتراه تغير ؟ هل أضفت عليه أحلام طفولتها تلك الصفات الرائعة التي تجمع بين القوة , والمرح أو الجدية وأطلت عليها أبتسامته المشرقة من وراء شريط الذكريات
فأحست للمرة الأولى في تلك الأمسية المتعبة , براحة عميقة غسلت تشنج أعصابها , وأسترخت بهدوء على المقعد الوثير.

وبعد دقائق , سمعت كولبي صوت سيارة توقف في الممر المؤدي الى المنزل , تلاها صمت قصير , ثم وقع قدمين على الحصى
وترددت كولبي لدقائق معدودة , قبل أن تفتح باب غرفتها لتنزل الى الطابق الأسفل , خفاها الرقيقان لم يكن لهما أي صدى على الأرض الخشبية.

في الرواق كان الضوء خافتا , وكذلك في غرفة الجلوس , أما المطبخ فكان يشتعل نورا , تسللت اليه كولبي على أطراف أصابعها , ووقفت ساكنة على العتبة , كان دارت منحنيا على مائدة الطعام , يتناول عشاء سريعا ومؤلفا من بيض , وحبتي طماطم ,وقطعة جبن , ورغيف خبز , ورغم أنه كان يدير ظهره لها
ألا أنه قال فجأة:
" لا تقفي هناك يا كولبي , تعالي لأراك".
منتديات ليلاس
وغصت كولبي أنفعالا , لكنها حاولت أن تخفي توترها بتعليق ساخر:
" هل لك عينان في مؤخرة رأسك يا سيد دارتلاند كينغ؟".
" فقط عندما يكون الأمر متعلقا بك يا عزيزتي , ألا تذكرين كم مرة أنتشلتك من النهر عندما كنت طفلة صغيرة؟".

وببطء أستدار دارت ليتفحصها بحنان , لم يتغير وجهه كما عهدته ما زال قويا , معبرا فيه شيء من القسوة ينساها المرء حين يغرق في عينيه الدافئتين , تنبع منه ثقة واضحة بالنفس ,وأنطباع بالسيطرة يصل الى حد التعالي , لكنه الرجل الذي أستطاع أن يحقق شيئا مهما في حياته , دارت لم يتغير , أما كولبي فلم تعد طفلة.

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 10-10-10, 09:21 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

" أهلا بأبنة عمي الصغيرة , أخيرا عادت الشاه الضائعة الى المنزل".
ومرت الثواني بطيئة وهو يحدق في وجهها الجميل , وتلاعب شبح أبتسامة رقيقة على زاوية فمه قبل أن يقول مداعبا:
" هذه هي أبنة عمي المشاغبة , ما زالت كما كانت عدا بعض التغيرات البسيطة هنا وهناك , لكن أخبريني أين ذهبت بالنمش؟".

وأقتربت منه كولبي بخطى مترددة:
" نمش؟ وجهي لم يكن أبدا مغطى بالنمش , ألا تتذكر يا دارت؟".
وحاولت كولبي السيطرة على نبراتها حتى لا تفضح أضطرابها الداخلي :
" نعم أتذكر يا عزيزتي , كنت طفلة برية لكننا سنسجنك في قفص هذه المرة".
منتديات ليلاس
خانها الجواب فأبتعدت عنه لتشغل نفسها بأعداد طعام العشاء , راقبها دارت وهي تكسر البيض في الوعاء الكبير وكأنها تقوم بعمل مهم يحتاج الى كثير من الأنتباه
وأخيرا رفعت عينيها اليه وقالت بحزم:
" ما زلت برية يا دارت , لم ولن أتغير".

" معك لا يستطيع المرء أن يتوقع ما سيحدث لاحقا , أعرف أنك لا تقصدين المشاغبة , فهذه طبيعتك النارية , يبدو أن لون شعرك الأحمر له علاقة بتصرفاتك , الناريات الشعر معروفات بأنهن ناريات الطباع أيضا , لكنني مسؤول عنك الآن ,وأعرف أنك ستنفذين كل ما يطلبه ابن عمك دارت منك".

ولمعت عيناها ببريق الشقاوة الطفولية:
" أرى أنك ما زلت محتفظا بتعاليك القديم يا أبن عمي العزيز , نسيت كم أنت عنيد".
" وأنت أيضا كنت دائما تتصرفين على مزاجك حتى وأنت طفلة".
ووجدت كولبي نفسها تخفق البيض بعنف غير ضروري.
" لكنني لم أعد طفلة يا دارت ".

" لاحظت ذلك , أصبحت فتاة كبيرة أذا , في أي حال الكبيرات يتسببن بمشاكل أكبر من الصغيرات , هذا هو رأي جميع الرجال المساكين".
وضحك عندما لاحظ أضطرابها , تناول سيكارة , ووقف بتكاسل ليجيء بعود الثقاب.
" صحيح أنني أعيش هنا في عالم الرجال , لكنني أفكر بالنساء أحيانا , وخاصة ذوات البشرة الفاتحة".

أشعل سيكارته وعاد الى المائدة ليتابع قائلا:
" في أي حال روشيل هنا دائما".
وللمرة الأولى تشعر كولبي بنوع من التوتر بينهما , جديد عليها هذا الشعور , فيه شيء من عالم الكبار , ولا علاقة له بأحلام الطفولة
وعندما لاحظت كولبي النظرة لساخرة في عينيه أسرعت تقول:
" آه روشيل... نعم روشيل طبعا , هل أرى قصة حب عاصفة في الأفق".
منتديات ليلاس
أنفرجت شفتا دارت عن أسنان ناصعة البياض , لكنه لم يتفوه بحرف واحد.
" فاجأتني يا دارت".
" لماذا يا عزيزتي؟ الرجال يشعرون بالضجر أحيانا , أم أنك لا تظنين بأنني صالح لقصص الحب".
عضت كولبي شفتها وأشاحت بوجهها عنه:
" ما لك يا كولبي؟ لما الخجل؟".
" لم أخجل أدهشتني الفكرة فقط".

وضحكت لتخفي أنزعاجها حين لاحظت أنها ترتجف قليلا , وشغلت نفسها مرة أخرى بوضع مزيج البيض والأعشاب في المقلاة المشبعة بالسمن الساخن.
" ما أطيب هذه الرائحة يا كولبي, أنا جائع, لم أتناول أي طعام منذ الغداء".
" لن يكفيك البيض أذا , سآتيك بشريحة لحم".

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مارغريت واي, king country, margaret way, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, صرخة البراري, عبير
facebook



جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:12 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية