لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-10-10, 01:38 PM   المشاركة رقم: 51
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 156978
المشاركات: 676
الجنس أنثى
معدل التقييم: سفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 575

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سفيرة الاحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سفيرة الاحزان المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


طفل مريض ورغبة لا تطاق
تراجعت دابون الى الخلف خطوة ، واضطر مانويل أن يرخي قبضته عليها ، وكان هناك أشخاص في الردهة بدأوا يرمقونهما بنظرات الفضول ، وبدأ مانويل . يخاطبها بلهجة تنم عن حرصه على اقناعها :
" من الضروري أن تحدث اليك . ليس هنا ، وانما في حجرتك "
ونظرت دابون حولها وهي ترتعد ثم قالت :
" ليس لدي وقت مانويل ، وعلي أن أتجه الى المطار "
وألح مانويل في أقناعها :
" سأوصلك الى المطار "
واعترضت موضحة :
" لا، لا، أن على أن أخذ السيارة ، وتركها هناك "
ورد مانويل :
" لتذهب السيارة الى الجحيم ، أنني أحذرك يادابون "
وحولت دابون وجهها بعيدا عنه ، وهي ترتعش :
" لماذا جئت ؟ كنت أظن أنك بعد أن أرسلت أذن الدفع ...."
ولمس أصابعه رقبتها ، وصارت ييلكأ على بشرتها دون أن يكترث بالمشاهدين الذين بدأوا يتتبعون ما يدور بينهما ، وصار يقول:
" أنت السبب . لو أستطع أن تخلف . أرجوك يا دابون ، لا تصري على أن تفعلي ذلك في "
وبللت دابون شفتيها الجافتين ، ثم قالت :
" لا بد من الرحيل ، يا مانويل "
منتديات ليلاس
وتصلبت أصابع مانويل على رقبتها ، وهو يقول :
" أعرف ، نعم ، تريدين أن تعودي الى انكلترا الى جوناثان . لن أتركك تذهبين "
وحبست دابون أنفاسها ، وهمست في رهبة :
" ماذا تنوي أن تفعل ؟ تبقيني هنا في آرل بنفس الطريقة التقليدية التي يسلك بها الفرنسيون "
وضغطت أصابعه بوحشية على رقبتها لحظة ، وكادت أن تصرخ من الألم ولكنه أرخى يده وهو يتمتم بشدة :
" أنني لا أستحق ذلك منك"
واستفسرت دابون وهي لا تجرؤ على النظر في عينيه :
" ألا تستحق ذلك بالفعل "
كان مجرد النظر اليه كافيا بأن ينتهي بها الى كارثة . ولم يكن بوسعها أن تصمد أمام الآلام المبرحة التي كانت تنتظر أن تراها على وجهه . وعاد يسألها :
" أرجوك يا دابون ، أنني أسألك لآخر مرة ، هل جوناثان هذا هو الذي من أجله تحتاجين الى النقود ؟"
وترددت دابون ثم طأطأت رأسها ، وأخيرا قالت :
" نعم أنها لجوناثان "
ومد مانويل يدا متويرة الى رأسه ، وجعل أصابعه تتخلل شعره ، وهو يقول :
" يالهي "
وشدت دابون كتفيها ، وقالت :
" هل بامكاني أن أنصرف الآن "
وكظم مانويل لعنه كاد ينطق بها ، ثم قال بوقاحة :
" نعم ، أذهبي ، أذهبي ، عليك اللعنة "
وتركها وسار الى باب الفندق دون أن ينبث بكلمة .

 
 

 

عرض البوم صور سفيرة الاحزان   رد مع اقتباس
قديم 06-10-10, 01:40 PM   المشاركة رقم: 52
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 156978
المشاركات: 676
الجنس أنثى
معدل التقييم: سفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 575

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سفيرة الاحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سفيرة الاحزان المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


كان الجو مطيرا عندما هبطت الطائرة في مطار لندن ، وكانت دابون ترتعش وهي تجتاز الأسفلت الى مباني المطار ، واستقلت الحافلة العامة الى المحطة النهائية ثم استقلت حافلة أخرى . وكان بيت العمة كلارى في صف صاعد من البيوت المتدرجة ، ورغم أن واجهة المنزل كانت عادية الا أنه كان يطل من الخلف على ملعب المدرسة وكانت هذه ميزة خاصة .
ونزلت دابون من الحافلة عند نهاية الطريق ، واتجهت مصعدة الى المنزل رقم 53 وكانت ترقب الستائر المزركشة على النوافذ تهتز بخفة، وخطر لها أنه من الأفضل ألا يعرف أحد بعودتها حتى لا تدع فرصة للتساؤل حول أين كانت ، ولماذا ذهبت ؟
وأخرجت المفتاح ، وفتحت باب منزل العمة كلارى وتبع ذلك وقع صوت خطواتها ، وفتح باب في نهاية الدهليز وبدا طفل صغير جميل يلبس بنطلونا أزرق وصديريا أبيض مشوبا بزرقة , كان شديد الشبه بمانويل ، الأعين الرمادية ، الأنف ، الفم وشعر مانويل الأسود بفارق بسيط أن شعر جوناثان كان يميل الى التجعد . وكان ذلك الشبه الوثيق مما جعل قلبها يتفطر . وصاح جوناثان :
" ماما"
قالها بصوت مضطرب يشبه صرير الباب ، وكاد يرقص وهو يحاول أن يجتاز الردهة ليصل اليها.
وانفرج فمها الجميل عن ابتسامة ، واحدودب جسمها وهي تنحني عليه لترفعه بين ذراعيها ، وهي تقول :
" أهلا ، حبيبي "
وظلت تعانقه ، وهي سعيدة بيديه الصغيرتين تمسان شعرها وتحيطان برقبتها ، وهو يلتصق بها بحب وثقة . وداعبته بقولها :
" هل كنت طفلا مطيعا للعمة كلارى؟ "
واتسعت حدقتا عينيه بشيء من الجدية، وهويقول :
" العمة كلارى لها رجل .... مسكينة . تعالي لتري "
وأمسك جوناثان بأمه ، وصار يجذبها تجاه الصالون حيث كانت كلارى ميدوز تجلس على أريكة ورجلها المربوطة بأحكام بشريط لاصق تستقر على كرسي صغير أمامها . ونظرت اليها دابون تحاول أن تخفف من الموقف ، وقالت وهي تقبل وجنتيها بحرارة :
" كيف حدث ذلك ؟ أشعر بأمانه أنني لا أستطيع أن أتركك وحدك ولو لخمس دقائق "
منتديات ليلاس
وبدت على وجه كلارى ابتسامة تدل على الخجل ، وهي تقول :
" أنني أعرف . أنني امرأة عجوز حمقاء ، اليس كذلك يا جوناثان "
وتسلق جوناثان الأريكة ليجلس الى جوارها ، وواصلت الحديث :
" كيف حالك يا دابون ؟ هذا هو المهم . أنني أسفة اذا كنت اضطررتك للتعجيل بالرحيل "
وحاولت دابون أن تزيل شعورا باليأس كان قد بدأ يعتلج في نفسها بعد أن بدأ أحساسها بسلامة الوصول يخمد تدريجيا وأجابت :
" لا أنك لم تفعلي ذلك . لقد كنت عازمة على الرحيل "
واقتم وجه كلارى ، وأخذت تقول :
" لا يبدو أنك في حالة طيبة . أنا ألا حظ ذلك الآن . هل قابلت مانويل ؟
" نعم ، نعم، قابلت مانويل ،وحصلت على النقود "
وضمت كلارى شفتيها ، وهي تعلق :
" ولكن يبدو انك عانيت كثيرا "
وأومات دابون ثم قالت وشفتاها لا تكادان تنفرجان :
" نعم ، لقد عانيت الكثير "
وتنهدت كلارى ، وقالت :
" حسنا ، لا تكترثي الآن . لقد عدت الى بيتك ، وسوف تقصين ما حدث عندما تودين ذلك ، أذهبي وضعي الغلاية على النار . لقد كانت السيدة رينولدز هنا منذ لحظات وعندما لمحتك قادمة على الطريق تسللت من الممر الخلفي ، وربما ظنت أننا نفضل أن نكون وحيدين بعض الوقت . كانت قد أعدت كل شيء لعمل الشاي "
وأومأت دابون بالموافقة ، واستطاعت أن تنتزع نفسها من الكرسي بمشقة . كانت كلارى على صواب ، لقد عادت الى بيتها الآن ، ولم يكن هناك داع من أن تشغل فكرها الى حد اليأس ، ووجدت أن من الأفضل أن تشغل نفسها بقضاء أعمالها اليومية وتترك للزمن أن يدمل الجراح التي كانت لا تطاق في تلك اللحظة .
وكان يكفي في هذه الفترة أن تدبر حياتها يوما بيوم وهي تأمل أنها أن عاجلا أو آجلا سوف تنسى تلك الأيام المؤلمة التي أمضتها في البروفنس.
وتحسنت حال جوناثان بعض الشيء ، وكان لايزال بعاني من السعال الحاد ولكنه أخذ يتحسن مع مجيء الأيام الدافئة ، أنه يكبر سريعا وأحست دابون أنها سوف تفتقد فيه الطفل الذي عرفته . سوف يكون قادرا على أن يمشي معتمدا على نفسه الى أي مكان يذهبان اليه بدلا من استخدام عربة الطفل ، وانه بالضرورة سوف يسأل لماذا يسعد الأطفال الآخرين بأن لهم أبا في حين لا أب له .
كانت ساق كلارى تتماثل للشفاء ببطء ، وكان بمكانها أن تتحرك مستندة على عكازين بعد أن مضى بعض الوقت ، وعلى الرغم من أنها لم تكن قادرة على الاسهام في رعاية جوناثان ، فقد كانت تصمم على أن تجلس على الكرسي في المطبخ لتعاون في تقشير الخضر أو غسل الصحون .
وذات عشية خرجا الى أحد المنتزهات التي تقع على مسافة بعيدة نوعا، وفي طريق العودة الى المنزل كان جوناثان يرقد في عربة الطفل التي كانت دابون تدفعها أمامها ، عندما أحست بمقدمة أحدى السيارات تهدئ من السرعة وتسير محاذية لها بعض الوقت ، كانت سيارة من نوع المرسيدس الليموزين وكانت أجزاؤها المعدنية المصنوعة من الكروم المطلي تومض بطريقة تضفي على السيارة رونقا وفخامة .



 
 

 

عرض البوم صور سفيرة الاحزان   رد مع اقتباس
قديم 06-10-10, 01:41 PM   المشاركة رقم: 53
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 156978
المشاركات: 676
الجنس أنثى
معدل التقييم: سفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 575

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سفيرة الاحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سفيرة الاحزان المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 



وأخذت دابون تستحث السير ، وتحاول أن تتجاهل السيارة ولكن السيارة زادت من سرعتها لتواكبها ، ونظرت دابون حولها بسرعة واطمأنت عندما وجدت المكان آهلا بالناس . وربما خطر لها أن خيالها فقط يجعلها تظن أن السيارة تتبعها فألقت نظرة تستطلع داخلها ولم تكن هناك غير السائق فرمقته بنظرة قاسية قبل أن تدخل الى ممر صغير ، وبذلك نجحت في التخلص من محاولته اقتفاء أثرها . وكانت هذه التجربة أيضا مما أثار ضجرها بعض الشيء فقررت ألا تخرج لعدة أيام بعيدا عن المحال التجارية ، ومن وقت لآخر تشرد بفكرها تناقش احتمال ما أذا كان مانويل قد علم بموضوع جوناثان وما أذا كان بالفعل يخطط لاختطاف الطفل ، وكانت تلك اللحظات يغلب عليها الخيال ولكنها قررت أن تزيح تلك الأفكار جانبا وأقنعت نفسها بأنها ترجع الى أوهام مخيلتها التأثرة ببرامج التلفزيون .
كان الطقس آخذا في الدفء ، وفي عشية أحد الأيام اصطحبت جوناثان الى حديقة الحيوان ، وكان قد بلغ من العمر مرحلة بدأ فيها يحب الحيوانات ويولع برويتها ، كان يجري بشغف يبدي أعجابه بالسلالات المختلفة ويتناول المثلجات اللبنية ويتصرف مثل أي طفل آخر تتاح له الفرصة للخروج واللهو ، ولم يعاوده السعال الا في الحافلة في طريق العودة فالتوت قسمات وجهه من صعوبة التنفس .
منتديات ليلاس
كانت غارقة في أفكارها ومخاوفها حول جوناثان ، وهي تدفع عربة الطفل في ساحة بلدرم لدرجة أنها لم تلحظ سيارة الليموزين الرماديةواقفة أمام المنزل رقم 53 الا عندما وصلت هناك ، وبدأ قلبها عندئذ يدق بضربات مكتومه وملأها شعور مخيف بالعجز ، من يكون الشخص الذي حضر بهذه السيارة غير مانويل ؟ كيف عرف مسكنها ولماذا حضر ؟
دخلت دابون البيت بحذر وسمعت أصواتا آتية من الصالون ، وبينما كانت تتشاغل بخلع ملابس جوناثان الخارجية عنه خرجت العمة كلارى من تلك الحجرة وأغلقت الباب خلفها ونظرت دابون اليها بعينين تعبران عن الألم المبرح ، وهزت كلارى رأسها وهي تستند متثاقلة على عكازيها ، وقالت :
" ربما ظننت أنه مانويل ، أنه ليس هو ، ولكنه في لندن ، يريد أن يقابلك "
ونهضت دابون وجوناثان في يدها تضمه في حماية الى جسمها ونسيت أنها كانت لا تزال تعنى بتغير ملابسه ، وسألت :
" من هنا أذن ؟"
وأجابت كلارى :
" أعتقد أنه سائق السيد سان سلفادور "
ورددت دابون :
" سائق ، وتذكرة في الحال حدث السيارة الليموزين في الشارع ، وتوترت أعصابها. لو أن الرجل كان قد رآها مع جوناثان ـ فماذا أخبر مانويل عنهما ؟ ولماذا حضر مانويل الى لندن أصلا ؟ ونظرت الى الطفل الناعس وهي تبلل شفتيها الجافتين ، وواصلت الكلام :
" أنه متعب يا كلارى . وقد حان وقت نومه . هل يمكن أن أصعد به الى الطابق العلوي ، وأترك لك أن تتصرفي هذه الليلة "
وأومأت كلارى ، وهي تقول :
" بالطبع ، أنني أفهم ، هيا أصعدي الآن ، بامكانك أن تعدي له مشروبا فيما بعد ، وأستطيع أن أقول أنه لا يحتاج الى شيء آخر . هل عاوده السعال "
وأجابت دابون :
" نعم ، ولكن ليس كثيرا . أنه متعب فقط ، لقد استمتع بنزهة المساء للغاية .... بل لقد استمتعنا نحن الاثنين كثرا "

 
 

 

عرض البوم صور سفيرة الاحزان   رد مع اقتباس
قديم 06-10-10, 01:42 PM   المشاركة رقم: 54
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 156978
المشاركات: 676
الجنس أنثى
معدل التقييم: سفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 575

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سفيرة الاحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سفيرة الاحزان المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


وصار صوتها يخرج متثاقلا ، وقد مسها شيء من الخزف ، ومدت كلارى يدها تربت على ذراعها ، وقالت معاتبة في رفق :
" كفي عن القلق "
فقالت :
" ولكن ما العمل لو أن مانويل عرف بوجود جوناثان ؟"
ونظرت اليها كلارى فتوقفت عن الحديث فجأة ، وسألتها كلارى في دهشة :
" ولكن لماذا يضم الطفل اليه ؟ هل تقبل زوجته أن تربي طفلا من امرأة أخرى ؟"
وعلقت دابون :
" أنه لم يتزوج بعد "
وتنهدت دابون بطريقة تدل على القنوط ، وقالت :
" لم أتحدث اليك عن هذا الموضوع يا كلارى ، لأنني لم أستطع ، والآن يبدو أن الوقت قد صار متأخرا "
وهزت كلارى رأسها ، وهي تقول :
" لا أعرف ماذا أقول يا دابون ؟ كنت أظن أنك تعتزمين أن تخبريه عن الطفل "
واستمرت في شيء من الغضب:
" ولكن ، قولي لي كيف حصلت أذن على النقود ما لم ، ما لم .... "
" لا يمكننا أن نتحدث الآن ، أنك بالتأكيد تقدرين ذلك "
وأصدرت كلارى ايماءة تدل على الانفعال ، وقالت :
" لا أريد أن أتدخل في شؤونك الخاصة يا دابون ، ولكن يبدو لي أن لديك الكثير من التوضيح لو أنك طلبت من مانويل النقود دون أن تخبريه عن الطفل ، فعلى أي أساس أعطاك النقود ؟"
ومدت دابون أصابعها المتوترة تمشط بها شعرها لأسود الحريري في عصبية ظاهرة ، وقالت :
" ليس الآن يا كلارى "
وأدارت دابون وجهها في تجاه آخر ، وقالت :
" هل تعتزمين أن تخبريه أذن "
وصاحت كلارى بأستغرب :
" أوه ، يا دابون ، هل اهتزت ثقتك بي الى حد تظنين أنني أفعل مثل هذا الشيء دون طلب منك ؟"
وبدا وجه كلارى وقد تضغن من الهجوم ، وأدارت دابون وجهها المعبر عن الندم ناحية عمتها ، وهي تقول :
" لا ، لا، بالطبع . أنني آسفة ، أنني فقط مضطربة ومتعبة . لم أقصد أبدا أن أكون قاسية "
وابتسمت كلارى ابتسامة طفيفة ، وهي تقول :
" يبدو لي أن كلتينا متعبتان ، ولا ينبغي لك أن تضيعي وقتا أكثر في الحديث الي ، يمكننا أن نتكلم فيما بعد ، انزلي وقابلي هذا السائق ، اذ لا شك أنه قد بدأ يقلق الآن "
وسألت دابون :
" وماذا علي أن أفعل ؟"
واستفسرت كلارى :
" بخصوص مقابلة مانويل "
وأجابت دابون :
" نعم "
وسألت كلارى :
" هل تحبين أن يحضر الى هنا "
وأجابت دابون :
" لا "
ورفعت كلارى حاجبيها : وهي تقول :
" أذن معك الإجابة ، سوف ينام الطفل الآن ، اذهبي . أذا كان هذا ما يريده "
منتديات ليلاس
وردت دابون :
" ولكنني لا أستطيع الذهاب هكذا ، ينبغي أن أبدل ثيابي "
وردت كلارى :
" حسنا ، اذهبي وقابلي السائق أولا ، ثم أطلبي منه أن ينتظر "
وأجابت دابون :
" حسنا "
ونزلت دابون الى الطابق الاسفل ببطء ، ثم سارت عبر الممر الى الصالون ، وكان الرجل الذي نهض عند دخولها أكبر في السن مما كانت تعتقد ولكنه كان الرجل الذي رأته من قبل في السيارة الليموزين ، وقال بأدب :
" مساء الخير يا آنسة . لابد أنك الآنسة كنج ، اليس كذلك ؟"
وجابت دابون :
" نعم "
وأخذت تبلع ريقها بصعوبة وهو تقول :
" لقد علمت أن السيد سلفادور يريد أن يراني ؟"
وأجاب السائق :
" نعم ، أنه يقيم في فندق سافوى ، وقد طلب الي أن أوصلك الى هناك.."
وعلقت دابون :
" لقد فهمت "
وترددت لحظة ثم واصلت الحديث:
" هل تعرف لماذا حضر السيد سلفادور الى لندن ؟"
وأجاب السائق :
" بالطبع يا آنسة أنه هنا مع الآنسة يماريس "
مع ايفون ؟ صاحت دابون بهاتين الكلمتين ولكن في صوت مختنق ، ثم تمكنت من أن تسيطر على نفسها ، ونظرت بعيدا تحاول أن تستجمع حواسها ، وخطر لها كم كان شيئا مهينا أن يكون مانويل في لندن ومعه ايفون ، ومع ذلك لا زال ينتظر أن يكون علاقته معها ، وجعلت تفكر ... الا يكن لها أي أحترام ؟ وبعد كل ماحدث ، ألم يكن قد عرف بالتأكيد أن ذلك موقف مستحيل ؟
والتفتت الى الرجل ، وقالت بهدؤ :
" ارجو أن تحمل رسالة الى سيدك "
واغبر وجه السائق ، وقال وهو يكاد لا يصدق ما سمع .
وتحرك السائق بقلق ، وهو يبعث بقبعته ذات القمة المدببة :
" أنه في المستشفى مع الآنسة ديماريس "
وشهقت دابون ، وهي تقول :
" في المستشفى "
وقالت وقد أدركت أن الرجل ليس ملاما على ذلك :
" أنني آسفة ، ولكنه مستحيل "
وتحرك السائق نحو الباب وقال :
" أذا كنت تقولين هكذا يا آنسة ، فان على أن أنصرف . الى اللقاء"
وردت دابون ، وهي تودعه عند الباب :
" الى اللقاء "
وعندما بسطت قامتها ، وجدت كلارى آتية نحوها تهبط الدرج ، واتجهت دابون نحوها لتأخذ بيدها ، وكانت تبدو في عيني كلارى نظرة غضب وحيرة ، وتنهدت دابون وقالت قبل أن تسألها كلارى :
" لقد رفضت أن أذهب لمقابلة مانويل . أنه مع ايفون ، المرأة التي كان يزمع الزواج بها . كانت قد وقعت لها حادثة منذ نحو سنتين أدت الى أصابة عمودها الفقري ولكن هناك أمل أن تستعيد قدرتها على المشي من جديد "
كانت كلارى تستند بثقل على دابون ، وهما يجتازان الردهة ، واستفسرت كلارى :
" ألهذا لم يتزوجا ؟"
وأجابت دابون ، وهي تساعدها على الجلوس في أحدى كراسي الصالون
وهزت كلارى رأسها ، وهي تقول :
" يبدو لي أنه لا زال هناك الكثير لم تخبريني به بعد ، وأذا لم يكن مانويل سعيدا برويتك ، فلماذا أعطاك النقود ؟ ليتخلص منك ؟"
وغاض الدم في وجه دابون ، وهي تقول :
" أ ، أ ، نعم أعتقد ذلك "
وسألت كلارى مرة آخرى:
" ولماذا حضر أذن الى هنا ؟ ولماذا يريد أن يراك ؟ أن هذا يناقض مع ما ذكرته من قبل "
وضغطت دابون راحتي يديها معا ، ثم قالت :
" أنها قصة طويلة يا كلارى ، ألا يمكن أن نتركها الآن ؟ فقط الآن ؟"
وردت كلارى :
" لقد تركناها لمدة خمسة أسابيع ، يا دابون ! ألا تعتقدين أن هذا الوقت يكفي ؟ "
" حسنا أعتقد ذلك "
وعلقت كلارى :
" لماذا أذن لا تجلسين ، وتقصين على ماحدث بالضبط ؟"
وترددت دابون ، ثم هزت رأسها بيثاقل وهي تجلس على الكرسي المقابل وشرعت تقول :
" حسنا ، سأقص عليك بالضبط ما حدث ، لقد قابلت مانويل ، وأخبرته أنني بحاجة الى خمسمائة جنيه ، ولقد تعجل في الاستنتاج بأنه اما أنني كنت أحتاج الى النقود لأنني حامل ، وأما أنني أحتاج اليها بسبب رجل آخر "
وعلقت كلارى :
" في رأي أن ذلك الفرض لم يكن فرضا مستبعدا "
وردت دابون :
" قد لا يكون ذلك ، وعلى أي حال فقد رفضت أن أخبره لماذا كنت أحتاج الى النقود ، وقد وافق في النهاية على أن يعطيني اياها أذا ما قبلت أن أذهب الى بيت الأسرة لمقابلة جيما "
وأستفسرة كلارى :
" جدته "
وأجابت دابون :
" نعم "

 
 

 

عرض البوم صور سفيرة الاحزان   رد مع اقتباس
قديم 06-10-10, 01:43 PM   المشاركة رقم: 55
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 156978
المشاركات: 676
الجنس أنثى
معدل التقييم: سفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 575

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سفيرة الاحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سفيرة الاحزان المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


واستفسر ت كلارى مرة آخرى :
" لكنني كنت أعتقد أنها تعيش في عربة "
وأوضحت دابون :
" كانت تفعل ذلك في ما مضى ، ولكن يبدو أنها كانت قد أصيبت بأزمة صحية ، وألح الأطباء ، كما ألح مانويل على أن تعيش مع الأسرة في المنزل ، وعلى أية حال ، فقد ذهبت معه لمقابلتها ، وقابلت أمه وكذلك ايفون "
واستفسرت كلارى :
" لقد قلت أن ايفون كان قد وقع لها حادث ، ما هو ؟"
وأجابت دابون بصوت يكاد يشبه الصوت الصغير الذي كانت لويزا تحكي لها به القصة لأول مرة ، وكانت تعبر بنبرة تخلو من الانفعال وهي تقول:
" لقد طعنها ثور بقرنه فأصابها "
وأحست كلارى بالصدمة ، وصاحت :
" يا ألهي ! يا للفظاعة "
وترددت دابون لحظة ثم غادرت الحجرة ، لم تكن أحس حالا ، ولم يكن بوسعها أن تتحدث عن عواطفها نحو مانويل حتى مع العمة كلارى ، فلم يكن من سبيل للتعبير عن الحالة النفسية التي تعانيها في كل مرة كانت تسمح لذكرياتها معه بأن تطفو الى ذاكرتها .
استيقظت دابون من نعاس قلق على صوت طرق مستمر على باب المسكن في حوالي الثانية عشر من تلك الليلة ، حاولت وهي تستند الى الفراش بعين طارفة أن تتعرف على الوقت ، وعندما استمر الطرق على الباب نهضت من الفراش مسرعة ، ولبست رداء ، فقد بدا واضحا أن الطارق على الباب كان مصمما ، وكانت دابون حريصة على ألا يستيقظ جوناثان في تلك الساعة من الليل .
ظهر شبح رجل يقف أمام الباب ، وكادت دابون أن تغلق الباب من جديد ، ولكن مانويل خطا الى شعاع الضؤ النافذ من الفتحة ، فلهثت في دهشة . كان وجه مانويل قاتما ومتجهما ، وصار ينظر بقلق ، واستفسر في خشونه:
" هل تأذنين لي بدخول ؟"
منتديات ليلاس
وكانت دابون تعرف أن هذا الاستذان كان مجرد تعبير تقليدي ، وكانت تدرك أنها أن رفضت أن تفتح له فقد يكسر الباب .
وقررت ألا تزيد من الآمه ، فأومأت في صمت ، ودفعت الباب دفعة خفيفة الى الأمام من جديد ، ثم فتحت الباب على مصراعيه وخطا مانويل الى الأمام فجأة ، ومد يده الى مقبض الباب ، وحلت يده محل أصابعها المستسلمة ، وأغلق الباب باحكام خلفه .
وبدأ بطريقة تعبر عن الغضب :
" والآن ......"
ولكنها هزت رأسها ورفعت أصبعها الى شفتيها ، وهمست :
" هيا بنا الى الصالون "
وتبعها عبر الردهة الى الحجرة التي تقع عند منتهاها بعد أن أصدر صوتا يعبر عن القلق .
كانت الحجرة مريحة ، وتجولت عينا دابون في الحجرة في هلع تبحث عن أي أثر يدل على وجود جوناثان . أما مانويل فأمسك بها من كتفيها ، وأدراها بخشونة لتواجهه ، وسألها في قسوة :
" لماذا لم تحضري لمقابلتي ؟"
وخطت دابون بضع خطوات الى الخلف بعيدا عنه ، وهي تقول في نبرة غير منتظمة :
" أذا كنت تقصد الاستدعاء الذي بعثت به الى اليوم ، فلقد كان علي أن أدرك أنه كان من الواضح ...."
وقاطعها مانويل :
" لماذا من الواضح "

 
 

 

عرض البوم صور سفيرة الاحزان   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليالي الغجر, anne mather, آن ميثر, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير القديمة, روايات عبيرالمكتوبة, the night of the bulls, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:41 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية