لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-09-10, 02:49 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 164090
المشاركات: 216
الجنس أنثى
معدل التقييم: سنديان عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سنديان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سنديان المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

الفصل 15

رتبت كاميليا ملابسها الجديدة التي أشترتها من باريس في الدولاب وهي تشعر بفرح لعودتها بعد ثلاثة أسابيع من السفر . شعرت بحنين إلى الوطن وحنين لعماد بشكل خاص . أحست بالشوق يدغدغها وبالحاجة الماسة للإتصال به والتحدث معه مطولا . اتصلت به وتحدثت معه لمدة جاوزت الساعة ، وأخبرته بشوقها الذي بدأ يكوي أضلعها فحاول أن يطفئ حرارة لهيب الشوق بإخبارها بحبه وشوقه لها ولليوم الذي يجتمع فيه شملهما . اخبرها بأن الحب قي قلبه يزداد يوما عن يوم وبدأ يخشى تأثيره على روحه . طلب منها اللقاء في أي مكان عام ، قال لها برقة :
- أنا مشتاق إليكِ وأريد رؤيتك ..أرجوكِ لا تعتذري لأي سبب .
أرادت أن تكون رزينة فاعتذرت منه وأردفت :
- قريبا نتزوج ونصبح لبعضا وأرجوك لا تلح عليّ كثيرا .
رضخ لرغبتها وإنتهى الحديث ومن ثم أخرجت دفترها الخاص بكتاباتها وأشعارها وخواطرها وأشواقها ورسائلها وأمسكت بالقلم وبدأت تكتب ..
"أحبك في كل الأحوال
في الحل والترحال
في الليل والنهار
وعندما تشرق الشمس وعندما تغرب
أنا أحبك دائما .."

ثم كتبتها في جوالها وأرسلتها له في رسالة نصية وخبأت الدفتر في درج مكتبها ونزلت إلى المطبخ لترى أمها إذا كانت بحاجة إلى المساعدة أم لا فعمها عبد العزيز سيأتي لتناول الغذاء معهم . كان كل شيء جاهزا وبقيت السلطة فتطوعت شذى بإعدادها بسرعة قبل أن يأتي والدها ويغضب إذا وجد الغذاء لم يجهز بعد . جاء الأب وبصحبته العم عبد العزيز وابنه ناصر وكان لهذا الخبر وقعا قاسيا ومفاجئا عليها . بلعت ريقها وهي تفكر وتتساءل بينها وبين نفسها ( متى عاد ناصر من أمريكا ؟.. لابد انه عاد أثناء سفرنا إلى باريس .. عاد ليجثم كابوسا على قلبي .. ولكن لا يستطيعون إجباري على القبول به مهما فعلوا .. فلدي من أحارب من أجله ) . بدأت تساعد والدتها وأختها في ترتيب طاولة الغذاء بلا رغبة وهي تشعر بالقلق ، وراحت تأكل ببطء وبلا شهية وهي تلاحظ ناصر وهو يرمقها بنظراته المزعجة . شعرت بالغثيان وهي تجبر نفسها على البقاء على المائدة كي لا يغضب والدها العصبي المزاج والذي يغضب لأي سبب . وما أن إنتهوا من الغذاء حتى صعدت لغرفتها وبدأت تستعد لاستقبال صديقتها نسرين وأمل اللتين ستأتيان لزيارتها .

ارتدت بنطلون أسود وقميص حريري شفاف باللون ذات وتزينه دوائر بيضاء ، وربطت حول عنقها إيشاربا حريريا أبيض ورشت القليل من عطر "ألور" حول معصمها وخلف أذنيها ، والياقوت الأحمر يزين إصبعها وبقيت في غرفتها تنتظر صديقتيها اللتين جاءتا في الساعة الرابعة . عانقتهما ،وبدأت تخبرهما عن رحلتها وكيف وجدت باريس تلك المدينة الرومانسية الحالمة بليلها الساحر ونهارها المفعم بالحركة والنشاط . راحت تحكي لهما عن الرحلة وكيف كانوا يشعرون بالسعادة لدرجة أن والدها مدد الرحلة أسبوعا ثالثا ، وأعطتهما الحقائب التي اشترتها لهما من متجر شانيل في باريس . انتقل مجرى الحديث إلى أهم الأحداث أثناء غيابها ، ومن أهم ما حصل هو خطبة نسرين إلا أن أمها رفضت العريس لأنه من قرى القطيف . وبرغم من رفض نسرين فكرة الزواج قبل الثلاثين ، إلا أنها حمدت ربها لأن العريس لم يكن بالمستوى المطلوب ، فلو كان طبيبا متخرج من أمريكا ، أو أحد أبناء كبار العائلات لزوجتها به رغم عنها ولن يمنعها أحد

*****

عادت نسرين إلى منزلها بعد أن قضت وقتا طويلا مع صديقاتها وجلست في الصالة بصحبة أمها وشقيقها يشاهدون التلفزيون بصوت منخفض وهم يأكلون الفاكهة وبعد دقائق جاءت ندى وحدها ، وقالت لهم بابتسامة :
- لدي خبر طازج .
سألتها أمها بفضول كبير عن فحوى الخبر ، فأخبرتهم بأن عصام يريد الزواج بأمل وتكلم مع فيصل وغدا ستذهب العمة نورة وزوجها من أجل خطبتها . بلعت الأم ريقها وأخذت نفسا عميقا واستدارت نسرين قائلة :
- جيد ..أمل تستحق الزواج بابن عائلة .. الحمد الله بأنني لم أوافق على النخلاوي (القروي ) الذي تقدم لخطبتك .
بلعت ريقها وأردفت تقول لابنها:
- لقد كانت سلوى تلمح دائما برغبتها ورغبة زوجها بزواجك من ابنتها ..ولكن سرعان ما وافقت على عصام فهو عريس لقطة .
تبادلت نسرين النظرات مع عماد وهما يبتسمان بصمت ، لكن الأم قالت لنسرين :
- وهل يعقل بأنكِِِِِِِِِِِِِِِ لا تعرفين بهذا الأمر ؟
ضحكت وأخبرتهم بالجزء الذي لا يعرفونه من الخبر وهو أن عصام تحدث مع أمل وأخذ منها الضوء الأخضر . استدارت سميرة وجهها متجهم وقالت لابنها :
- عصام يصغرك بخمسة أعوام وهاهو سيتزوج .. أما أنت فتريد أن تكون من جماعة العوانس من الرجال .
تدخلت ندى عندما استشعرت غضب شقيقها وقالت:
- ما هذا الكلام ياأمي .. عماد سيتزوج قريبا بكل تأكيد .
تأفف عماد منزعجا فقالت له ندى بابتسامة :
- ما رأيك يا أخي لو نبدأ بالبحث عن العروس .. وفي الحقيقة هناك واحدة تعجبني وهي زميلة لي في المدرسة وهي جميلة وراقية ومن عائلة محترمة و تناسبك .
صرخت أمها فيها بصوت مرتفع ونفاذ صبر :
- ولماذا نبحث بين الفتيات والعروس المناسبة موجودة ؟.. حسب ونسب وجمال ودلال وذوق وأدب ..ومنذ أن عادت من كندا وأنا أدعوا الله أن تكون من نصيب عماد .
وأكملت بنبرة أقل حدة تخاطب ابنها الساكت :
- صدقني يا ولدي .. ريم عروس مناسبة .. هي طبيبة وتعمل في مستشفى القطيف المركزي وستخصص في النساء والولادة ولن تتعامل مع الرجال المرضى .. هي جميلة ورزينة ولن تجد أفضل منها أبدا .. كما أن عمتك أخبرتني بأن عادل ابن عم ريم قد تقدم لخطبتها للمرة الثانية ورفضته .
تأفف وقال لها بأنه لايريد الزواج حاليا ، وإذا غير رأيه مستقبلا فهو سيختار المرأة التي يريدها وحتى ذلك الوقت سيبقى عانسا . قال جملته الأخيرة وصعد لغرفته تاركا أنه تتذمر ، فلحقت به ندى مسرعة وبقيت نسرين تستمع لكلام أمها فهي لا تجرؤ على الذهاب لأي مكان وهي غاضبة .
جلست ندى بجانب عماد والضيق باد على ملامح وجهه الهادئة وقالت له بتفهم وهدوء كبيرين :
- لا تنزعج من كلام أمي فهي لا تقصد إغضابك ولكن هذا هو أسلوبها .. هي تريد أن تراك متزوجا وسعيدا كبقية الشبان الذين في مثل سنك .. ماذا تنتظر يا أخي فالعمر يجري .
تنهد وقال بغضب وحدة :
- أمي باتت تزعجني ..أخبرتها مرارا بأني سأتزوج عندما أريد أنا ذلك ولكنها لا تفهم .. وتظل تتكلم وتعيد وتزيد في الموضوع وبأسلوب ساخر أيضا ..إذا أردت أن أتزوج بفتاة ما فلا يهمني عائلتها وعملها أو تخصصها حتى ولو كانت طبيبة ذكورة .
ابتسمت وغمزته بعينيها وسألته :
- وهل هناك فتاة ما في بالك وتريد الزواج بها ؟..أخبرني .
ابتسمت عينيه السوداويين عندمالاحت صورة كاميليا أمامهما وأراد أن يخبرها وأصبح أسم كاميليا على طرف لسانه ،لكنه تذكر وعده لها بكتمان الأمر فتراجع وقال لأخته المنتظرة لجوابه بأن الوقت لم يحن بعد .وتفاجأ عندما قالت بأنها تذكرت علاء الذي كان يقول بأنه سيتزوج أمل عندما يكبر . ترحم على أخيه وهو ينظر لخاتمه الياقوت وقال :
- قالها لي أكثر من مرة .
أمسكت بيده وطلبت منه وعدا بالزواج بعد أن ينتهي من تأثيث منزله مباشرة . قال لها مبتسما :
- أعدك .. وعد رجل لرجل .
ضحكت وطلبت منه أن يحجز لها ولابنتيها معهم إلى شرم الشيخ وأصرت على أن يسافر معهن ، ولم تخرج من غرفته قبل أن تأخذ منه وعد آخر .

 
 

 

عرض البوم صور سنديان   رد مع اقتباس
قديم 15-09-10, 02:51 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 164090
المشاركات: 216
الجنس أنثى
معدل التقييم: سنديان عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سنديان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سنديان المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

الفصل 16



علموني هنّّ علموني
على حبك فتحولي عيوني
والتقينا وأنحكى علينا
علموني حبك ولاموني ..
قاد سيارته متجها إلى "المجيدية "وهو يستمع لفيروز ، بعد أسبوع قضاه مع أمه وشقيقتيه في مدينة شرم الشيخ الساحرة . قضاه في مياه البحر يسبح ويحمل طفلتي أخته على ظهره ويلهو معهما ، ويركض مع نسرين على الشاطئ ، وندى وأمه منشغلات بمراقبة النساء بملابس السباحة . وذهلتا عندما وجدتا عدد من السعوديات اللاتي يسبحن بالبيكيني ومن ثم يجففن أجسادهن ويرتدين عباءاتهن . كم كان الشاطئ ساحرا وكأنه في مكان آخر من هذا الكوكب . تمنى لو كانت كاميليا معه في شرم . يسبحان سويا ويركضان على رمال الشاطئ ، وتغمرها أمواج البحر الأبيض المتوسطة الرائعة . قرر أن يلف معها العالم كله عندما يتزوجان ، ليتركا أثرا منهما في كل أرجاء المعمورة .
صعد لغرفته وأتصل بكاميليا لكنها لم ترد عليه ، فأرسل لها رسالة نصية يطلب منها الاتصال به للضرورة . يريد أن يقول لها بأنه يحبها ويشتاق إليها كثيرا وهذا أمر طارئ بالنسبة له . أستحم وأتصل بماجد يخبره بعودته من شرم ودعاه لزيارته . نزل ليشرب الشاي مع والديه وأمه، وبسرعة استأذن والديه وصعد لغرفته وأمسك بجريدة " اليوم " وبدأ يقرأه وهو ينتظر اتصالها ، وعندما وصل إلى الصفحة الثقافية ، لفت نظره عنوان إحدى الزوايا (همسات من قلبي )..

((أحبك في كل الأحوال
في الحل والترحال
أحبك في الليل والنهار
وعندما تشرق الشمس وعندما تغرب
أنا أحبك دائما ..

أحبك في وطني
أحبك يا عزتي ويا أهلي ويا سندي
أحبك كلما ابتعدت عنك
وكلما اقتربت منك ..
أحبك في الغربة وفي الوطن
أنا أحبك دائما ..

أحبك وعبير الورد يفوح
وخيالك في قلب باريس يلوح
أحبك بالقلب والعين وبالروح
أنا أحبك دائما ..))
كاميليا الناصر

راح يتأمل السم وتذكر مطلع هذه الكلمات فقد أرسلتها كاميليا له كرسالة نصية على جواله بعد عودتها من باريس . تأكد من ذلك واتصل بها لم ترد عليه وبعد مدة وجيزة اتصلت به ، قالت له برقة :
- لم أكن منتبهة لهاتفي عندما إتصلت .. حمد الله على السلامة .
ضحك وسألها :
- ومتى بدأتِ بالكتابة في جريدة "اليوم"؟.. سافرت لأسبوع فقط وحدثت كثير من التغيرات .
- ساعدتني ناهد في نشر إحدى همساتي التي كتبتها لك .
وعدته بأن تكتب له همسة أخرى بين وقت وآخر ، وطلبت منه أن يتابع الصفحة الثقافية بإهتمام . كان معجبا بما كتبته ومشتاق إليها فدعاها للقائه واعتذرت فقال لها بنبرة مختلفة :
- أصبحتِ ترفضين لقائي باستمرار .
- وماذا أفعل؟.. عليك أن تتفهم وضعي .. بت أخاف أن يراني أحد معك.. هل ترضى لي ذلك ؟
وأخبرته بأن إحدى زميلاتها رأتها معه آخر مرة وتعرفت عليها رغم النقاب وراحت تسألها عنه . تنهد بقوة وطمأنها بأنه لا يريد أن يسيء لها أحد وإن كان ذلك على حسابه . أحست برغبته للقائها وبأنها قست عليه قليلا فأخبرته بأنها ستحاول أن تنسق للقاء سريع في مطعم المجمع نهاية الأسبوع .

ظل ينتظر نهاية الأسبوع بفارغ الصبر ليراها . انتظرها في سيارته أمام المجمع وما أن لمح سيارتها تتوقف حتى نزل ووقف قرب البوابة ورآها تنزل من سيارتها وهي تضع النقاب على وجهها وطلبت من سائقها أن يذهب إلى الصيدلية ليشتري لها بعض الحاجيات ومن ثم يعود لاصطحابها إلى البيت . اقتربت من البوابة وهي تمسك بحقيبتها ودخلا إلى المطعم سويا .أزاحت نقابها أمامه فأنبهر بجمال عينيها وفهما البراق . أخبرها عن حبه وأشواقه فمنذ عودتها من باريس وهو لم يراها . طلب لها الكولا المثلجة وتفاجأت عندما أحضر لها كعكة التراميسو من محل الحلويات . ظل يراقبها وهي تأكل بلذة وضحكت وهو يقول لها بأنه يتمنى أن يكون مكان الشوكة التي تدخل فمها وتلامس شفتيها . أخرجت من حقيبتها ميدالية زجاجية أنيقة محفور عليها آية الكرسي وتتدلى منها خرزة زرقاء صغيرة وطلبت منه تعليقها على مرآة سيارته لتحفظه من الشر والحسد . شكرها وقبل يدها . نهضت عندما أتصل بها سائقها يخبرها بأنه ينتظرها في الخارج . إتصل بها مجددا . طلب منها ملاقاته الأسبوع القادم ولو لدقائق قليلة لكنها اعتذرت منه ، ففي الخميس المقبل سيعقد قرآن أمل بعصام وستحضر الحفلة لتحتفل مع صديقتها .

 
 

 

عرض البوم صور سنديان   رد مع اقتباس
قديم 15-09-10, 02:53 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 164090
المشاركات: 216
الجنس أنثى
معدل التقييم: سنديان عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سنديان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سنديان المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

الفصل 17

غطت جسدها وعماد مستلقي بجانبها على العشب الأخضر ويده تتسلل بين وقت وآخر ليتحسس مكان ما تحت عباءتها . ضربته على يده موبخة فامسك بيدها وطبع قبلة رقيقة في باطنها . مدت له اليد الأخرى وهي ممسكة بتفاحة حمراء . قضمتها ويده تداعب كتفيها ، ثم سقطت في الماء وغاصت ولم تر عماد بقربها . استيقظت فزعة وإستعاذت من الشيطان ومن هذا الهوى الذي غير مجرى أحلامها . كانت أحلامها رموزا غير مفهومة لا تجد لها تفسيرا ، ومنذ أن عرفت عماد وأحلامها حميمة .

عادت للنوم واستيقظت في الواحدة وبدأت تستعد للخروج مع صديقاتها إلى "الخبر " لتناول الغذاء . وبعد ساعة كن في السيارة يعبرن شارع الهدلة وهن يستمعن إلى موجة الإف أم . تناولن الغذاء ثم ذهبن إلى المقهى في كورنيش الخبر. أحضر لهن العامل الفلبيني قهوتهن المفضلة وهن جالسات في القسم العائلي حيث يجلس الرجال والنساء سويا دون عوازل . استغربن وجود إحدى زميلاتهن في الجامعة بصحبة شاب يتلاطفان علنا رغم أنها غير مرتبطة .
- دعونا نحلل شخصية كل فتاة موجودة بناء على مظهرها .
قالت أمل ذلك تدعوهن لفتح باب النقاش في قضية الفتيات ، وابتدأن بامرأة مغطية بالسواد كليا وترتدي قفازات وجوارب سوداء سميكة وتجلس مع زوجها وطفلها . قالت كاميليا تعليقا عليها :
- مسكينة .. لو كنت مكانها لانتحرت ..الدين يسر .
ضحكت نسرين وقالت :
- ليس بالضرورة تدين .. ربما ترتدي هذه الأشياء رغما عنها أو للتستتر ..

ناقشن بالخصوص أوجه المرأة القطيفية من كل جوانبها . الفتاة التي تعرض نفسها في جميع المناسبات وحفل الزواج أمام الخاطبات . واللاتي يسجلن أسماءهن في الجمعيات الخيرية لدى الشيوخ . واللاتي يبحن عن وظيفة إلى أن أصبح ثلاثة أرباع بنات القطيف مصورات وخبيرات تجميل على غفلة ، فامتلأت المدينة بالاستيوهات النسائية ومراكز التجميل التي أصبحت تنبت مثل الفطر . صرخت نسرين فجأة بشكل لفت إليها الأنظار ، وبختها كاميليا عندما نظر لهن جميع الموجودين . قالت وعينيها ستخرجان من محجريهما :
- آخر خبر .. ابنة جيراننا ( اللي نحطهم تاج وقلادة) سافرت مع أمها وأختها إلى البحرين لتجهض البيبي وبعدها ستتزوج من والده .. وزوجة عمها أخبرت أمي بذلك .
- ولماذا يجهضونها مادامت ستتزوج به ؟
زمت نسرين شفتيها وقالت :
- والدها أصر على إجهاض الطفل الحرام .. وهنا حياة المرأة مرتبطة بولي أمرها ومالك هذا الجسد .. وهو سبب السعادة والنحس والشقاء والرفاهية .
انفعلت كاميليا وقالت :
- ولماذا تسكت النساء على هذا الحال ؟.. ويحاربن أي امرأة ترفع صوتها لتساعد بنات جنسها .
أجابت نسرين وأمل تهز رأسها باقتناع :
- لقد تعودن على التعاسة وعيشة الجارية التي تريد ملبسها ومأكلها وتنام مستورة .. لذا نحتاج ثورة ثقافية اجتماعية كبيرة .. أصبحنا نمجد القبيلة ونتحكم بشرائعها .. ونتمسك بالعادات والتقاليد على خلاف الدين .. العادات الجميلة تندثر والقبيحة تبقى .

 
 

 

عرض البوم صور سنديان   رد مع اقتباس
قديم 15-09-10, 02:56 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 164090
المشاركات: 216
الجنس أنثى
معدل التقييم: سنديان عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سنديان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سنديان المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

الفصل 18

استلقى عماد على سريره ، كيف ينام وهو يفكر بالغد وما سيحمله من أنباء سارة بكل تأكيد ، فغدا تظهر نتائج امتحانات كاميليا . النتائج التي انتظرها منذ أربع سنوات لتكون إشارة مرور لدخوله دنيا السعادة التي سيعيشها معها . تقلب على فراشه وهو يتذكر كيف كان يتقلب تلك الليلة قبل أربع سنوات خلت . سنوات طويلة وقصيرة في الوقت ذاته ، أحس بطولها عندما كان يعيشها يوما بيوم ، وأحسها قصيرة وهو يتذكرها الآن بعد أن مضت ، وبرغم من أن السنوات جعلت عمره واحد وثلاثون عاما إلا أنه فرح بمرورها . أغمض عينيه في ظلام غرفته وهو يبتسم ويحدث نفسه مسرورا ، فمنزله جاهز الآن وأنهى تأثيثه بالكامل بمعاونة كاميليا التي يأخذ رأيها ويستشيرها بكل شيء بقيت غرفة النوم فهو يريدها أن تكون من اختيار صاحبتها لذا سيشتريها بعد أن تتم خطوبتهما .

منزله المميز بالذوق الإيطالي في الأثاث والديكور ، أعجب كل من رآه والجميع ينتظر أن يعرف هوية العروس التي تنعم بالعيش فيه . المنزل بناه على شكل بنائين جانبيين تتخللهما حديقة داخلية . في الجانب الأول الصالة الكبيرة المفتوحة على المطبخ الخشبي الأنيق ، وبأحد أركانها طاولة طعام صغيرة لأربعة أشخاص وأحد الجدران مغطى بالمرايا ، وركن فرنسي خاص وضع به مجسم برج إيفل وبعض التحف التي اشتراها من باريس ، ومجلس كبير يطل على مائدة طعام على قدر عال من الفخامة . وغرفة استقبال خاصة وحميمة أعدها بديكور تراثي القديم بدا واضحا في السقف الخشبي وصبغ الجدار والأثاث . كما أن سقف الصالة مرتفع والمزين بلوحات رسمها فنان إيطالي يضيف الفخامة على المنزل . وفي الجانب الأخير للصالة إطلالة جميلة على الحديقة الداخلية بواسطة بوابة زجاجية كبيرة مغطاة بستائر مخملية بيضاء مزينة . كانت الحديقة جميلة وبها بركة سباحة على جانبها أحواض سيملؤها لاحقا بالورد وطاولات خشبية مظللة ، وتغطي الحديقة قبة كبيرة مفرعة بشكل هندسي بديع لتدخل منها أشعة الشمس . على يسار الحديقة توجد البوابة الزجاجية ذاتها بستائر داكنة تطل على غرف النوم الخمس وغرفة المكتب في جهة القلب كما تقول كاميليا . في الخارج غرفة السائق والحارس وبوابة حديدية كبيرة.

ذهب للشركة صباحا وظل يفكر بكاميليا أثناء عمله وهو ينتظر اتصالها ويطمأن قلبه . غمره الفرح عندما رن هاتفه وجاءه صوت كاميليا منتشيا وفرحا ، قالت له بدلال :
- لقد عدت للتو إلى المنزل والحمد الله نجحت في كل المواد .. تخرجت ولم يبقى سوى..
وقبل أن تكمل قاطعها والابتسامة تزين وجهه :
- ولم يبقى سوى الزواج يا بعد روحي .
ضحكت وقالت بأنها تقصد سنة الامتياز الباقية لها قبل نيلها وثيقة التخرج ، وستقضي هذه السنة في مجمع الملك فهد العسكري . هنأها ودعا الله أن يوفقها ، وسكت للحظة ثم أردف منتشيا :
- اليوم سأخبر أمي بأني مستعد للزواج .. فهي تلح علي كثيرا .
تظاهرت بالغيرة وسألته :
- وبمن تريد تزويجك ؟
- لاحظت تلمحيها نحو ابنة عمتي ريم .. لكني أخبرتها بأني من سيختار العروس وأنت اختياري .
طلبت منه أن لا يخبر أمه بأمر علاقتها فهي لا تريدها أن تسيء التفكير بها حتى بعد زواجهما . مرر أصابعه في شعره ووافقها على ما طلبت أرادت أن تنهي المكالمة لأنها ستنام قليلا وبعدها ستذهب إلى الخبر لشراء قماش فستان الذي ستخيطه لحفل زفاف أمل. قالت له ممازحة :
- يجب أن أبدو بغاية الجمال فربما تراني إحداهن وتعجب بي وتخطبني لابنها .

عاد عماد إلى المنزل مبكرا ووجد والديه جالسان في الصالة يتحدثان وهما يشربان الشاي . جلس بقربهما ووجهه يشع بالسعادة ، والحب والرضا يسكنان سواد عينيه ، قالت له أمه بابتسامة :
- نجحت نسرين في جميع المواد وستبدأ سنة الامتياز بعد شهر .. حتى ولو كان تخصصها مختبرات طبية إلا إني سعيدة بتخرجها وسأقيم لها حفلة .
ضحك الوالد وقال لابنه :
- الحمد الله .. تقبلت أمك الأمر أخيرا .
لوت سميرة فمها وطلبت من زوجها أن يسكت فهي مازالت تحمله مسئولية عدم التحاق نسرين بكلية الطب . ضحك عماد وطلب منهما أن لا يتشاجرا فهو يحمل لهما خبر سعيدا . سألته أمه بلهفة عن الخبر فأجابها بابتسامة ووجهه بدأ يحمر :
- سأتزوج .
صرخت سميرة بقوة :
- قلّ لي بأنك جاد .. أنا لست مصدقة .. الحمد الله الذي هدّاك واستجاب لدعواتي .
أبتسم الأب وقال لابنه مشجعا :
- الحمد الله وقرارك صائب .. لكن أنا لدي ما أقوله أيضا .
سكت عماد لكن أمه سألت زوجها بلا مبالاة :
- وماذا تريد ؟
زم الأب شفتيه وطلب من ابنه أن يسافر إلى دبي للمشاركة في مشروع استثماري كبير . سأل عماد والده عن موعد السفر فأخبره بأنه حجز له في الطائرة المسافرة في التاسعة مساء اليوم .
نهض حسن ودعا ابنه للذهاب معه إلى المكتب ليشرح له بقية الأمور وقال لزوجته مبتسما :
-لا تخافي سنتحدث في أمر زواجه بعد عودته .

جهزت سميرة حقيبة ابنها ، وبعد صلاة المغرب ودعته وهي تدعو له بالتوفيق والسعادة تغمرها لأنه جاء من بنفسه ليخبرها برغبته بالزواج . وبسرعة أمسكت بسماعة واتصلت بندى لتخبرها بالأمر ، وما أن وصل عماد إلى مطار دبي حتى عرف جميع العائلة بالأمر .

وصل إلى بهو الفندق برج العرب الشامخ بكبرياء في مياه الخليج ، وحجز له غرفة مريحة خاصة برجال الأعمال تطل على البحر بمنظر خلاب للغاية . شرب كوبا من الماء البارد وعاود الاتصال بكاميليا التي اتصل بها قبل إقلاع الطائرة ولم تجبه فأرسل لها رسالة نصية يخبرها بضرورة الاتصال به . تناول عشاءه في مطعم الأكلات البحرية في الطابق الثاني من البرج ، وعاد بسرعة لغرفته . استلقى على سريره ينتظر اتصال كاميليا بشوق وعندما انتصف الليل اتصلت به وأخبرته بأنها ذهبت إلى السوق مع أخته وابنة عمه ومن ثم ذهبن لمنزل والديه وتناولت العشاء مع أمه وعادت لتوها إلى منزلها . فرح فعلاقة كاميليا بأمه جيدة منذ الآن وستكون مميزة جدا بعد أن يتزوجها . أخبرها بأنه سيبقى في دبي لثلاثة أيام ، وهو يشتاق لها كثيرا . ظلت تتحدث معه حتى أخبرها بضرورة نومه ليستيقظ مبكرا ويذهب إلى مقر الشركة .

استلقت على سريرها واطفأت الأنوار وأغمضت عينيها . تهيأ لها بأنها تسمع عماد يقول لها ( حبيبتي .. بعد أن أعود من دبي سأتقدم لخطبتك مباشرة وسنتزوج بأسرع وقت ممكن .. سنكون معا لمدى الحياة ) . لم تكن تعرف إذا ما كانت صاحية وتسمع صوته حقا أو نائمة تحلم به . نامت أكثر كلماته الرقيقة المفعمة بشوق مشتعل في قلبه منذ أربع سنوات ، نامت والأحلام الوردية تحاصرها وتأخذ معه إلى دنيا السعادة والحب والفرح . استيقظت عصرا وعلامات الراحة على وجهها . نظرت لنفسها في المرآه ووجدت الابتسامة مرسومة على شفتيها والحب يظهر في عينيها العسليتين وتخشى أن يفضحا أمرها أمام والديها . نزلت لتناول الطعام وجلست في المطبخ . سكبت المكرونة بالدجاج والسلطة الخضراء في صحنها مع شذى همسا ، وجاءتهما هديل مقاطعة تطلب أوراق النعناع للعم عبد العزيز الذي يريد إضافتها إلى الشاي . تأففت كاميليا وقالت :
- أرى أن زياراته كثيرة وأوامره كثيرة أيضا .

أعطتها شذى صحنا به أوراق النعناع الطازجة ، وأكملت كاميليا طعامها وقلبها يخفق بطريقة غربية لم تعرف سببها . بعد مدة جاءت هديل مرة أخرى تطلب منها الذهاب لوالدها في المجلس ، تعجبت وتساءلت ماذا يريد منها الآن استيقظت من النوم لتوها . حذرتها شذى من التأخر عن والدها وإلا سيغضب وسيحدث لهن مشكلة هن في غنى عنها . ذهبت تطرق الباب وهي تقدم رجل وتأخر أخرى ودخلت عندما أذن لها والدها .سلمت على عمها وقبلت رأسه وجلست بجانب والدها الذي قال لها مبتسما بأن عمها يريد تهنئتها بنجاحها . أحست براحة وأخذت نفسا عميقا ولكنها شعرت بقلبها سيتوقف ووالدها ينهي حديثه :
- وجاء اليوم يطلبك زوجة لناصر وأنا موافق واتفقنا على عقد القرآن بعد أسبوع وموعد الزواج بعد ثلاثة أشهر .
ظلت كاميليا ساكتة لا تقوى على فعل شيء ، لا الكلام أو الرفض أو الاعتراض أو الانتفاض إذا لزم الأمر . لم تكن قادرة على التنفس ووالدها يتكلم وكأن كل شيء قد انتهى . بدا نفسها سريعا ومضطربا والدم ينسحب تدريجيا من وجهها ووالدها يسألها والابتسامة لا تفارق وجهه :
- هل لكِ شروط ؟.. أو شيء تودين قوله .
بلعت ريقها وهي تنظر لأبيها متجاهلة نظرات عمها ، قالت بصوت خرج من حنجرتها بصعوبة :
- لست موافقة على الزواج من ناصر .
خرجت عينين والدها من محجرهما وتغيرت سحنة وجهه لدرجة أنها توقعت أن يقف ويصفعها ويهفو عليها باللكمات والضربات لكنه ظل صامتا ومندهشا ، بينما قال العم بلهجة ساخرة :
- ولماذا ترفضين ؟
ردت وصورة عماد في عينيها بأن ناصر يكبرها بخمسة عشر عاما وسبق له الزواج مرتين كم أنها لا تشعر بأي توافق بينهما . شعرت بقلبها ينقبض بقوة فأطرقت رأسها ساكتة والدها يقول لعمها متجاهلا إياها :
-لا عليك منها يا أخي .. كاميليا صغيرة ولا تفقه شيئا في هذه الحياة . بدأت الدموع تتجمع في عينيها وكررت لوالدها بأنها غير موافقة .
فما كان منه إلا أن مسك بيدها بقوة وصرخ بها :
- ستتزوجين من ناصر وانتهى الأمر .. لقد دللتك كثيرا ولكن الزواج ليس مزحة .. تزوجي من رجل كناصر ..أم أنك تريدين الزواج من يحف حواجبه ويصبغ شفتيه بالحمرة ..وأبن عمك أولى وأحق بك.

توجهت كاميليا لغرفتها وتبعتها شذى ، راحت تبكي وتصرخ بقوة رافضة الزواج من ناصر ، وجاءت أمها على أثر صوتها .أخبرتها والدموع تغرق عينيها وجهها بما حصل فطلبت منها أن تهدأ وذهبت لزوجها . دخلت المجلس وجهها خال من أي تعبير ، وقالت لزوجها بهدوء :
- أخبرتني كاميليا بأنك تريد تزوجها من ناصر .
عبس وجهه وقال لها بحدة :
- نعم .. وسنعقد القران بعد أسبوع .. والزواج بعد ثلاثة أشهر لأن ناصر أشترى منزلا جاهزا وسيبدأ بتأثيثه وبعدها يتزوجان مباشرة ..أنا لا أحب فترة الخطوبة طويلة .
أخبرته برفض كاميليا الزواج من ناصر فهو يكبرها بكثير وسبق له الزواج. ظل العم عبد العزيز يرمقها بنظرات حادة وهو صامت ، لكن زوجها قال بحدة :
- ناصر جامعي ويحمل شهادة الماجستير وهو ابن عمها أولا وأخيرا ولن تتزوج بغيره مادمت حيا .. ناصر سيصونها وسيحافظ عليها وهو أولى من الغريب .

أخرج من جيبه مظروفا به مهر ابنته وأعطاها إياه وطلب منها أن تذهب مع كاميليا إلى الأسواق لشراء ما تحتاجه . بلعت ريقها وهي ترى عزمه على إتمام الزواج خرجت من المجلس وظلت تنتظر خروج العم عبد العزيز لتتكلم مع زوجها الذي أجتمع بها مع ابنته التي جاءت وأثار البكاء على وجهها وهي تلهث بقوة . جلست بالقرب من والدتها بصمت ، فطلب منها والدها الاستعداد للزواج بعد ثلاثة أشهر . أحست بأن جرعة من الشجاعة والجرأة دخلت إلى قلبها وقالت لوالدها بأنها لا تريد المهر ولن تتزوج رغما عنها . صرخ الأب بقوة وقال :
- من قال بأني لن أرغمك ..أنا مستعد لذبحك إن لزم الأمر لتوافقي على الزواج من ناصر .
تدخلت الأم وقالت لزوجها :
- ما نفع الزواج إذا لم يحصل قبول بين الطرفين .. لا تكن عنيدا يا أحمد .
طلب منها أن تسكت ولا تتدخل بينه وبين ابنته ، فقالت :
- هي ابنتي أيضا ولن أسمح لأحد بتزويجها رغما عنها .. لسنا في الجاهلية .
أمسك أحمد بشعر زوجته وشده بقوة وقال لها وأوداجه منتفخة :
- كلمة أخرى في هذا الموضوع وأطلقك ..لن أسمح لأحد أن يخرب علاقتي بأخي الذي رباني بعد وفاة والدي .. أدخلني شريكا معه في المؤسسة التي كونها هو ولم أكن أملك فلسا .. ومن أجله أنا قادر على نحركما كما تنحر الخراف .

ظلت كاميليا صاحية حتى الفجر تبكي في غرفتها ولا تملك حلا غير البكاء والنحيب وهي تفكر بقرار تزويجها الإجباري بناصر ، كانت تبكي بنحيب موجع وحرقة كلما أتصل بها عماد ولم تجبه . لم تكن تعرف ماذا تقول له وهي تسترجع كلماته البارحة ، كم كان متشوقا لليوم الذي يجتمع فيه شملهما ويتزوجان . أقفلت هاتفها وعينيها تحرقها من البكاء وهي تفكر بطريقة تقنع فيها والدها ، وعندما لم تهتدِ لحل ظلت تبكي حتى نامت من التعب . نامت وعماد في دبي قلق عليها وشعور غريب يراوده ، أحس بالضيق كلما أتصل بها ولم تجبه . تعب من التفكير والأفكار تأخذه إلى كل الاتجاهات ، تمنى لو كان قريبا منها فربما يشعر بها وبما يزعجها ، كان بعيدا بناره المشتعلة في صدره والقلق والخوف وصورة كاميليا في ذلك الحلم الذي يتكرر في منامه جاءت أمام عينيه لتقلقه أكثر.

 
 

 

عرض البوم صور سنديان   رد مع اقتباس
قديم 15-09-10, 02:58 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 164090
المشاركات: 216
الجنس أنثى
معدل التقييم: سنديان عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سنديان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سنديان المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 


الفصل 19

ثلاثة أيام مرت ببطء شديد وصعوبة حاول عماد خلالها إنهاء ما طلبه منه والده ليعود سريعا إلى القطيف . ركبت الطائرة وهو يفكر بكاميليا ، وعن السبب الذي يجعلها تتجاهل اتصالاته ولا تريد عليه وهي التي لم تفعلها خلال أربع سنوات . ما الذي يمنعها من الرد عليه ولو برسالة تشرح فيها ظروفها . ألا تشعر بالخوف والقلق الذي يعتمل في قلبه ويكويه وهو يشعر بأنه بعيد مكبل اليدين واللسان .لم يعهدها يوما جافية ،هو الذي لا يستطيع الذهاب إليها ولا يستطيع السؤال عنها عند أخته على الأقل . هي حنونة ورقيقة وعاطفية ولكن ما الذي يمنعها من الإجابة .

مساء الثلاثاء هبطت الطائرة في مطار الدمام في الساعة السابعة أنهى بسرعة إجراءات الجوازات والجمرك وركب سيارته التي تركها في مواقف المطار الخاصة ، وأتجه بسرعة جنونية نحو منزل كاميليا في حي الخامسة ودقات قلبه تزيد من توتره . أوقف سيارته أمام البيت المقابل لبيتها وظل يراقب الحركة الساكنة في الحي الهادئ . أخرج هاتفه من جيبه وأتصل بها ولم تجبه ، فكتب لها رسالة نصية ( أنا واقف أمام البيت الآن وسأنتظرك لعشر دقائق .. وإذا لم تتصلي بي سأسأل عندك لدى أي شخص يفتح لي الباب وليحصل ما يحصل ) . ظل ينتظر في سيارته وعينيه على هاتفه حتى اتصلت به ، وسألته بنبرة حزينة :
- متى عدت من دبي ؟
بلع ريقه وأجابها :
- لقد جئت من المطار لمنزلك مباشرة .
وأكمل يعاتبها :
- لماذا لا تجيبين عليّ ؟..أنا قلق عليك حبيبتي بطريقة لا يمكنك تصورها ولا الإحساس بها لأنك لو شعرت بما أشعر به لما تركتني هكذا .
جاءه صوت بكائها حارا حزينا ويائسا ، قال لها :
- تكلمي بحق الله يا كاميليا .. ما الذي حصل ولماذا تبكين ؟.. هل حصل مكروه لأحد أفراد عائلتك .
ظلت تبكي للحظات ثم قالت له بصوت متقطع :
- تقدم لخطبتي ابن عمي ناصر والدي سيجبرني على الزواج به .. ومنذ ثلاثة أيام وأنا حائرة ولا أعرف كيف أتصرف .. لم أعرف كيف أواجهك ولا أعرف ماذا أفعل .
انخرطت في البكاء وعماد ساكت من أثر الصدمة فهذا ما لم يفكر به ولم يحسب حسابه أبدا . طلب منها أن تهدأ وقال لها :
- دعيني أتقدم لخطبتك وأخبري والدك برغبتك بالزواج مني .
ترجته أن لا يخبر والدها بأنه يعرفها أو رأها في حياته وألا يزيد الأمور تعقيدا . غضب من كلامها فكل ما يهمها أن لا يعلم أحد بعلاقتهما . قال لها بحدة :
- لا تخافي فلن أخبره .. ولن أبقى مكتوف اليدين .. أنا الآن سأنزل من السيارة وأطلبك للزواج .
ترجل من سيارته وهو يحس بألم يعتصر قلبه ، وأفكاره مشتتة ومشى بخطوات بطيئة وهو يفكر بكاميليا وبكائها الذي قطع نياط قلبه . دق جرس الباب وفتح له السائق وطلب أن يقابل سيده . وقف في الحديقة ينتظر وكاميليا تراقبه من نافذة غرفتها وبعد دقائق قليلة استقبله والدها بملامح وجهه القاسية . أدخله في مجلس الرجال وهو متوتر لا يعرف كيف يبدأ بالحديث ، لكن والد كاميليا استأذنه وعاد يجر عربة التقديم المحملة بالشاي والفاكهة وسكب له كوبا من الشاي وساد الصمت . بلع عماد ريقه والد كاميليا ينظر إليه بدهشة فقرر البدء بالحديث . قال وهو يضع كوب الشاي على الطاولة القريبة منه :
- في البداية أود أن أعرفك بنفسي .. أنا عماد الغانم .. عمري واحد وثلاثين سنة وأعمل في إدارة شركة والدي الخاصة .
أبتسم والد كاميليا وهو يهز رأسه وقال :
- نعم .. عرفتك وعرفت والدك .. كما أن لعائلتي صداقة قوية بعائلتك .
سكت عماد فعاد والد كاميليا بالترحيب به وسأله بم يستطيع مساعدته فتنفس يعمق وقال :
- في الحقيقة أنا .. جئت طالبا الزواج من كريمتك .
رفع والد كاميليا حاجبيه باستغراب وسأله :
- ولماذا جئت وحدك ؟
بلع ريقه واخذ نفسا عميقا وقال كاذبا :
- والدي وعائلتي على علم بالموضوع وأنا جئت بنفسي لأطلب يدها وإن شاء الله سيأتي والدي وعائلتي كلها إذا سمحت بذلك وحددت لهم موعدا .
حدق به وسأله عن أي واحدة من ابنتيه يتحدث ، فقال له بأنه يريد الزواج بكاميليا وأبدى استعداده لأي شيء . رطب شفتيه وهو ينتظر رد والدها الذي قال :
- يؤسفني أن أخبرك بأن ابنتي كاميليا مخطوبة لابن عمها وستتزوج بعد مدة ..لقد جئت متأخرا .. سلم على والدك كثيرا .

أحس عماد بأن الزيارة انتهت وعليه أن يذهب فوالدها لم يدع له فرصة . ركب سيارته متجها إلى منزل والديه الذي وجده خاليا . دخل غرفته والألم يعتصر قلبه واليأس هو ما يشعر به ، ظل يفكر مستنكرا ما حدث ولا يعرف ماذا يفعل . أبهذه البساطة تتبخر الأحلام ويذهب الحب ، أبهذه السهولة تسرق كاميليا من بين يديه وهو لا يستطيع فعل شيء ؟، بعد أن انتظرها أربع سنوات . أين النصيب وفلسفته ، وأخرجه اتصال كاميليا من أفكاره وتشتته ، قال لها بألم :
- والدك يقول بأني جئت متأخرا .. لماذا لم تدعيني أتقدم لخطبتك قبل أربع سنوات ؟
قالت موضحة :
- لأنه رفض خطبتي لناصر وقتها متعذرا بإنهاء دارستي الجامعية .
أطلق آهة حزينة وقال بأسف :
- ما كان يجب عليّ إطاعتك .. لو خطبتك منذ البداية لأختلف الأمر .
وبسرعة أجابته:
- حتى ولم تقدمت لخطبتي وقتها فسيرفض لأنه مقتنع بناصر .
تنهد بعمق وقال :
- أنت لا تشعرين بما يجول في قلبي .. أشعر بأني سأنهار .. المنزل الذي بنيته من أجلك جاهز .. حتى المجسم الذي اشتريته لبرج إيفل وضعته في صالة المنزل كما اتفقنا .
سكت للحظة ثم طلب منها أن تقنع والدها بأي وسيلة . راحت تبكي وقالت له :
- كيف أتصرف وهم سيعقدون قراننا في الأسبوع المقبل .. عليك أن تساعدني .
******
ظل عماد في غرفته بلونها الأصفر الكئيب لم يبرح مكانه منذ أن انتهى الحديث بينه وبين كاميليا . بقي على نفس الوضع مستلقيا على سريره يحدق في سقف الغرفة وفكره محصور بها وبالحل المناسب الذي يبحث عنه . أحس بأن السعادة التي يشعر بها منذ تعرفه إليها اختفت فجأة . وللحظة طرأ سؤال غريب على تفكيره . لماذا أصرت كاميليا على منعه من التقدم لخطبتها قبل أربع سنوات ؟ وطلبت منه مرارا كتمان علاقتهما حتى على أخته وابنة عمه وهما صديقتيها المقربتين ؟.

فكر بعمق في الموضوع ، وتساءل في نفسه .. هل كانت تتسلى معه ومن ثم تتزوج بابن عمها . ربما كانت لعوبا كغيرها وتعرف بأن علاقتهما ستنتهي يوما ما كبقية علاقات العبث في البلد . أغمض عينيه وقلبه ينفي أن تكون الفتاة التي أحبها عابثة ولعوب بهذه الطريقة وهو الذي أحبها بصدق ربما ينذر وجوده . تأرجح بين قلبه ومشاعره وبين عقله وأفكاره ، وكيف يخلص نفسه من هذا الوسواس الذي بدأ ينخر في عقله ؟.. حاول إبعاد الفكرة وخلع ملابسه وأستحم بالماء الفاتر وأطفأ أنوار غرفته واستلقى على سريره وذاكرته تبحث عن دليل يدين حبيبته . لأول مرة ومنذ توفي علاء شعر بأن قلبه يبكي وأن دموعا مخفية تريد أن تخرج من عينيه . وجاءت نسرين مع أمه إلى غرفته حالما رأتا سيارته خارجا وأخبرتهما الخادمة بقدومه . كلمته أمه بهدوء وهو ساكت يغطي وجهه بلحافه ويتظاهر بالنوم وسمعها وهي تقول بأنها ستتحدث معه صباحا .

مرت ساعات الفجر الواحدة تلو الأخر وهو مازال على سريره ويفكر بكاميليا وبالمنزل الذي بناه من أجلها . الألوان ونوعية الأثاث ومخطط البيت وموديلات الستائر ولون الرخام والخشب المستخدم . كلها ساهمت في اختيارها أحس بأنه سيختنق وهو يفكر بحلمه الذي يحتضر ويديه مكبلتين وحبيبته لا تجد حلا غير البكاء إن كانت صادقة أصلا .
طرأت بباله فكرة تساعده في كشف حقيقة عاطفتها ، سيخبرها ويرى كيف تكون ردة فعلها وكيف تتصرف . جاءت أمه من جديد واقتربت منه تدعوه للنهوض والذهاب للشركة فالساعة تشير إلى السادسة صباحا . نهض وهو يشعر بصداع في رأسه لأنه قضى الليل يفكر ويتذكر . ارتدى ملابسه ودلالات المزاج السيئ واضحة على وجهه . جلس مع والديه وهو يضع يده على جبينه من شدة الألم ، وطلب من والدته دواء مسكنا فأحضرت له قرصين مسكنين ابتلعهما بسرعة وتناول قطعة كعك بصمت . سألته أمه :
- هل أنهيت ما طلبه منك والدك في دبي .
أومأ إيجابا بوجهه المتجهم وأخرج الأوراق الخاصة بالمشروع من حقيبته وأعطاهم لأبيه الذي شكره ونهض مستعدا للخروج فسألته أمه بقلق :
- ألم تنم جيدا .. تبدو وكأنك مريض .
- لا داع للقلق .. مجرد صداع.

ودع والديه وخرج متجها إلى الشركة وبدأ العمل رغم أفكاره المشوشة والقلق من المجهول يعصر قلبه بيدين قويتين . ظل يعمل حتى أخرجه اتصال كاميليا به من دائرة العمل ، ولأول مرة شعر بأنه لا يريد الإجابة عليها ولا يريد أن يسمع صوتها المخادع لكنه أجاب . سمع صوتها المحبب إلى نفسه ، الصوت الذي جذبه إليها وكأنه مسحور وشعر بأنه أسير ضعيف لها ولصوتها . قال لها بحزن بدا في نبرة صوته :
- لم أنم البارحة .. أشعر بأني سأفقدك .
فاجأها كلامه فقالت له :
- هل استسلمت بهذه السرعة وأنا المقتنعة بأنك ستحارب من أجلي ؟.. لا تخيب ظني بك .
قال بغضب :
- ماذا أستطيع أن أفعل ؟.. هل تريدني أن أقتل ابن عمك لنتخلص منه ونرتاح ؟..أعطني أمرا بذلك وسأفعل ..المهم أن تثبتي لي بأنك صادقة ولم تتلاعبي بي طيلة هذه السنوات .
أجابته باستنكار :
- وكيف تفكر بأنني أتلاعب بك .. لا بد أنك فقدت عقلك لتفكر بهذا الأمر ..أنا أحبك يا مجنون وأنت ..
سكتت ولم تتم عبارتها ، فسادت لحظات الصمت قطعه عماد عندما طلب منها دليلا يثبت له بأنها صادقة وما أن أنهى كلامه حتى قالت له وهي تبكي :
- ماذا تريد مني أن أفعل ؟..أنا لم أغادر غرفتي منذ ثلاثة أيام .. ولم أتحدث مع والدي ولا أكل شيئا .. حتى نسرين وأمل جاءتا لزيارتي البارحة ولم تصدقان بأنني بهذه الهيئة .. أبدو كمريضة .
سألها بسخرية :
- هل عرفت نسرين وأمل بنبأ زواجك السعيد ؟
تنهدت وقالت له :
- عماد أنا مستعدة للموت على ألا تشك بي ولو للحظة فأنت تظلمني .
بدأت تبكي بحرقة فقال لها بغصة :
- صارحي والدك بأمر علاقتنا واخبريه بما بيننا وبأنك تعلمين بأنني تقدمت لخطبتك وتريدين الزواج بي وأنا مستعد لمقابلته مرة ثانية وثالثة .
رفضت وفضلت الموت على أن تخبر والدها بأنها تعرف شابا وتحبه وتريد الزواج به فلن يتسامح بهذا الأمر وقد يقتلها . تنهد عماد وقال بألم حاول إخفاءه بالتظاهر بالقوة :
- لن أتمسك بك وأنتِ لا تريدين المجازفة أبدا .. لقد سلمت أمري للبعد والفراق وأنتِ لا تعذبي نفسك تزوجي بابن عمك وحاولي أن تكوني سعيدة .
قالت له وهي تشعر بخيبة من انسحابه :
- لا تكن متخاذلا ..أنا لا أستطيع أن أنساك وأعيش سعيدة مع غيرك .
تنهد بقوة وأحس وكأن روحه ستخرج من جسمه وقال لها :
- أنا إنسان متصالح مع نفسي وقلبي بريء كأحلامي .. ومتأكد بأن الدنيا ستقف بصفي يوما ما وستمنحني السعادة التي أبحث عنها .. وأطلب منك عدم الاتصال بي ..أتمنى لك السعادة في حياتك وبعيدا عني .
بكت بألم وتمنت أن يكون ما تمر به حلم مزعج وستستيقظ منه قالت له بيأس :
- هل ستتخلى عني ؟..أين وعودك ..أين كلامك ؟
صرخ فيها بصوت مرتفع :
- وماذا أفعل لك ؟.. كوني شجاعة وأخبري والدك بعلاقتنا .
تأففت وقالت له محذرة :
- لا ترفع صوتك في وجهي .. والدي لن يقبل بالأمر وسيؤذيني وربما يؤذيك أيضا ..أنا أعرفه جيدا وهو متشدد في هذه الأمور..و..
قاطعها بنفاذ صبر :
- أنا مشغول الآن .. إذا أخبرت والدك بالأمر أتصلي بي ..إلى اللقاء .

أغلق الهاتف وأسند رأسه إلى المكتب وهو يشعر بمرارة ما بعدها مرارة ، أحس بالضعف والدمعة الكئيبة ترقص بألم في زوايا قلبه . أحس بأن الدنيا تدور وتضحك عليه وهو لا يستطيع إيقافها ، وبأن قلبه لا يتحمل صدها هي التي تنكرت له قبلا . كان دائما يفكر بأن الدنيا تسرق منه السعادة وكأن ثأرا بينهما ، وها هي اليوم تسرق منه السعادة التي شعر بها منذ تعرفه إلى كاميليا .

 
 

 

عرض البوم صور سنديان   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبه اميرة المضحي, ليلاس, الملعونه, اميرة المضحي, القسم العام للقصص و الروايات, روايات و قصص, روايات كاملة, روايه الملعونه كاملة, روايه خليجيه, قصه مكتملة
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:00 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية