لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-09-10, 07:41 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وأجاب برانت:
" آمل ذلك , ولكن بعض الشدة يبقى مفيدا".
هل هذا تحذير ؟ فكرت فانيسا , أنه لن يقبل أي تصرف خاطىء منها , ووجهه الصارم يبدو لغزا يصعب حله , وجدت فانيسا نفسها مغتاظة ومتوترة فركزت على فنجان الشاي بين يديها وراحت تحتسيه بصمت.
بعد قليل دعاها برانت الى اللحاق به في غرفة المكتب لأنهاء بعض المهام العالقة , هناك , وجدت الغرفة تعكس نفسية صاحبها , مرتبة وصارمة , جلس رب عملها الى مكتب خشبي ضخم , خلف نافذة كبيرة مغطاة بستائر مخمل , دعاها الى الجلوس على كرسي في مواجهته وطلب منها توقيع عقد العمل مع الأقامة ستة أشهر مثلما أتفقا.
" ألا أذا غيّرت رأيك في العمل والبقاء".
خلال وهلة , كادت فانيسا تقبل التراجع , من السهل القول أنها أخطأت التقدير , وجدت أنها لا تفهم الرجل وربما لن تفهمه أبدا , فبرانت مالوري ليس شخصا يمكن أن لا يحمل المرء أتجاهه أي شعور , بل أما أن تقبله كما هو أو لا , وشعرت فانيسا أنها تميل نحو الكره , بدا متعجرفا معتزا بذاته و......... جذابا.
فكرت أنها أذا تركت العمل هنا فأنها لن تتعرف الى التحف الموجود ولن تسنح لها فرصة أخرى , ولماذا تريد أن ترفض العمل؟ من أجل شعور عدائي أتجاه رجل سيكون غائبا أكثر الوقت؟
" لن أغير رأيي آخر لحظة , طبعا لا".
تناولت القلم أمامها ووقعت على أسفل الورقة.
" أنت شديدة الثقة بالآخرين , لم تحاولي قراءة العقد , كان يمكن أن أضع أي شيء أرغبه وأنت توقعين".
لم يخطر في بالها ذلك الأحتمال , أذ مهما كانت سيئاته فأنه يبدو رجلا نزيها.
" في كل حال لا تشغلي بالك في الموضوع , البنود هي تماما مثلما أتفقنا يوم الأثنين".
وقفت فانيسا ترغب في الخروج , فطلب منها أن تبقى ليعد لها شرابا أحتفاء بالمناسبة.
وفيما هو يعد الشراب , راحت تنظر الى صورة أمرأة على رف فوق المدفأة , المرأة شقراء , بنفسجية العينين , مجعدة الشعر في ترتيب , ودقيقة الملامح.
" أنا أمي".
علّق برانت من ورائها.
" أنها جميلة جدا".
قالت فانيسا وهي تستدير نحوه , كانت تظن أن الصورة لزوجته , ولكن الآن بدا واضحا أن الرجل عازب.
قدم لها كوب الشراب وتابع الحديث عن أمه:
" ماتت قبل ست عشرة سنة".
ثم بدا وكأنه يطرد ذكرى أليمه عن ملامحه , نظر الى فانيسا وأبتسم تلك الأبتسامة الجذابة وقال رافعا كوبه:
" أهلا وسهلا بك في رالينغز يا آنسة بيدج , أرجو أن تكون أقامتك سعيدة".

منتديات ليلاس

3- عصفورة الأنتيكا

أستيقظت فانيسا باكرا , ومرت لحظات وهي تراقب من سريرها أنعكاس شعاع الشمس يتراقص في سقف الغرفة , وما لبثت أن قفزت من مكانها وسارت عارية القدمين حتى النافذة الكبيرة , وجدتها تطل على باحة خارجية كبيرة مرصوصة الحجارة تتخللها مشاتل أزهار , وتحيط الباحة أشجار متوازية وفسحات من العشب الأخضر وفي البعيد بدت بحيرة مياه , والطقس صح مع أن الغيوم تتسابق في كبد السماء مثل خراف راكضة.
أحبّت المكان , كم هو رائع أن يملك شخص مكانا بهذا الجمال , ويعرف جيدا أنه جزء من مراحل تاريخية , يا له من أرث جميل يعطيه الأباء للأبناء !
أستحمت وأرتدت ثيابها بسرعة وغادرت غرفتها , صمت عميق يخيم على القاعة الكبرى , أنعكاس أشعة الشمس يخترق النوافذ العالية ويضفي على التحف الموزعة في القاعة بريقا لا يقدّر بثمن .
في الباحة الخارجية راحت تتنشق بعمق الهواء النقي , محدقة بأهتمام شديد في المناظر الجميلة , وأذ بصوت يأتيها من فوق , ألتفتت لترى رأس جيرارد يطل من أحدى النوافذ بشعره الأشقر المبعثر.
" أيتها العصفورة المستيقظة با كرا , أنتظريني حيث أنت , سأكون معك في لحظات معدودة ".
مرّت عشر دقائق وفانيسا جالسة على طرف حائط , سعيدة وجذلى , وظهر جيرارد بلباس خفيف , جذابا بالبنطال والقميص الخفيف , باردها:
" هل أنت من اللذين يستيقظون باكرا؟ أم أنك اليوم متحمسة لأكتشاف المكان؟".
" الأثنان معا , أنا لا أستطيع البقاء في فراشي عندما أستيقظ ".
" أذن أنت تشاركين والدتي وبرانت في ذلك , أما أنا فأستيقظ في حلة واحدة فقط وهي عندما يكون هناك شيء يستحق القيام من أجله باكرا....... مثلك!".
" أخجلت تواضعي , لسانك المعسول يخدع العذارى !".
أقترب منها ضاحكا وجلس الى جانبها على طرف الحائط وقال:
" لا أظن أنك من النوع الذي يخدعه لساني , أليس كذلك يا حلوتي ؟ أن الحب يجب أن لا يؤخذ بجدية خصوصا لفتاة في مثل عمرك".
" أظن أن الحب يجب أن يؤخذ دائما في جدية وفي مختلف الأعمار ما تقصده هنا هو أن لا أفوت الفرص في بعض النزوات الخفيفة وأظن أنك تطرح نفسك شريكا في مثل هذه النزوات".
" أحسنت القول , نعم , أنا أرى أن الحياة وجدت لنحياها , وأنا أرغب كثيرا في عناقك يا فانيسا , هل ستمنعيني من تحقيق هذه الرغبة خلال الستة الأشهر المقبلة؟".
" ألا تعرف أن ثمة سلوكا يعرف بالتهذيب؟".
سألت من دون أن يزعجها كلامه , الذي لم تعتبره خارج أطار المزاح , ونزلت عن الحائط لتسير في الباحة معلنة رغبتها في التنزه .
" هل أنت خائفة مني؟".
سألها من دون أن يتوقع أجابة , ورافقها في نزهة محاولا أن يضفي على الصباح رونقا فكاهيا , ومرّ بعض الوقت الى أن سمعا صوت الناقوس يدعوهما الى الفطور , فتوجها مباشرة الى غرفة الطعام حيث سبقهما الآخرون , نظرت السيدة ترنر الى أبنها وبدت متفاجئة بنشاطه , فسألت:
" هل كنت مستيقظا منذ فترة طويلة ؟".
" أنا أستيقظت منذ أكثر من ساعة , فانيسا كانت تريني الحديقة , وطبعا أنا لا أفوت فرصة كهذه".
" أي تغيير هو لصالحك ".
قالت أمه وأضافت متوجهة بالكلام لفانيسا :
" يا آنسة بيدج , أنك حققت شيئا مهما جدا اليوم في أبني , فهو عادة يجد صعوبة في السير من غرفة النوم الى غرفة الطعام".
" لا تبالغي يا أماه , أذا كان الكسل من مساوئي فأن المبالغة من شيمك".
علق جيرارد ضاحكا , ثم نظر نحو أبن خاله الذي لم يتفوه بكلمة منذ دخلا الغرفة , وسأله:
" ماذا في برنامج اليوم يا برانت؟ هل ستأتي الى المقلع؟".
" ربما بعد الغداء , سأقضي قبل الظهر في البيت أظهر لفانيسا ما ينتظرها من عمل".
قال سيد القصر , ثم نظر الى فانيسا وسألها:
" ما رأيك بما شاهدت حتى الآن؟".
فوجئت فانيسا بالسؤال , تلعثمت وهي تجيب:
" كل شيء حلو وجميل ".
وجدته ممتعضا , لا بد أنه توقع منها عبارات علمية , كان يجب أن تجد كلمات مناسبة تقولها ولكنها أرتبكت , تبا لهذا الرجل ! قالت لنفسها , ماذا توقع أن أقول؟
غادر جيرارد غرفة الطعام فور أنتهاء الفطور وأعلن عن ذهابه الى المقلع , ولم ينس أن يقول لفانيسا وهي تسير الى جانب رب عملها الجديد :
" سأراك عند الغداء".


غرفة المكتب غارقة في الدفء , وتطل على الباحة حيث كانت تجلس صباحا , وجدت شيئا جديدا في الغرفة , آلة كاتبة حديثة على المكتب الخشبي الكبير , قال برانت:
" أظن أن المكان هنا سيكون مناسبا لك أكثر من غرفة المكتبة , وعندما نعمل معا تكون كل الملفات في متناول اليد , في الوقت الحاضر أرجو أن تستعملي مكتبي ,ولا تترددي في السؤال عن أي شيء , وأيمي ستريك كل الأمكنة".
وباشرا معا بمراجعة المراسلات أولا ثم الملفات , مرّ الوقت سريعا فالأوراق كثيرة مكدسة تحتاج الى مراجعة , بدأت تفهم كيف تدار المؤسسة , رأس المال بدأ من تمويل وضعه بارت مالوري الخامس , وهنالك المدخول الذي يأتي من الجمهور الذي يزور القصر , أما المقلع فيعود الى مئة سنة الى الوراء , ومما فهمته من المداخيل المختلفة , وجدت أن رب عملها هو رجل ثري جدا.
في الحادية عشرة أستراحا وتناولا القهوة معا , ومن ثم أقترح برانت جولة سريعة في القصر .
" يجب أن ترفي كيفية الأنتقال في القصر بسهولة , قبل أن تبدأي بتسجيل التحف في الملفات , سآخذك من غرفة الى غرفة في الترتيب الذي يدخله الزوار عادة , سيكون أمامك عمل كثير في التسجيل وأعادة التسجيل , في المرحلة الأولى ستحتاجين كتب المرجعة في غرفة المكتبة , ولكن مع المعلومات التي تختزن في رأسك أظن أنك ستكونين أشطر من الذين سبقوك ".
" هل بدأتم بأعمال التسجيل؟".
" غرفة الأسلحة فقط , لم يكن الوقت كافيا , يبدو أنني أؤثر سلبا على العاملين لدي".
" ألهذا السبب أصررت على توقيع عقد مدته ستة أشهر؟".
" كان هذا الحل المنطقي , فقد بدأت أتعب من الناس الذين يتخلون عن العمل معي , والآن أنت عالقة مدة ستة أشهر , هل تخيفك هذه الفكرة؟".
" كلا , أظن أنني قوية بما يكفي لمواجهة التحدي".
وصعدا معا السلالم الى المتحف في الطبقة الثانية , وجدت تحفا ولوحات لم تر مثلها في حياتها , في الغرفة الزرقاء المتفرعة من صالة العرض , أشار برانت الى رسوم على السقف تعود الى الربع الأول من القرن الثامن عشر , وقفت فانيسا في وسط الغرفة تبدي أعجابها بالزينة التي تحيط بالرسوم.
" كم هي رائعة تلك الفترة القديمة التي وضعت فيها هذه الرسوم , ألا تنتابك رغبة في أرجاع عقارب الساعة الى الوراء ومعايشة الماضي من جديد؟".
" كلا".
اجاب لهجة حازمة وسار نحو الباب قائلا:
" هل نتابع سيرنا ؟ ثمة أشياء كثيرة يجب أن تريها بعد".
أستمرت الجولة فترة طويلة ,وفانيسا تسير من غرفة الى أخرى وكأنها في حلم , كل شيء كان يثيرها , ولاحظ برانت أن الساعة أقتربت من الواحدة بعد الظهر فقال:
" أظن أنه من المناسب أن ننزل الى الطبقة الأرضية قبل أن يرسلوا فرق تفتيش للبحث عنا".
" أحسدك على بيتك يا برانت".
قالت وهما ينزلان السلالم نحو القاعة الكبرى :
" أنت تملك شعورا بالفخر لا يمكن أن يشعر به أي متعامل بالتحف , أن التحف تمر ين أيدينا فلا نملكها ألا لفترة قصيرة جدا , وكل عملية بيع تأخذ معها جزءا من ذاتنا".
" أنت لم تخلقي لتكوني بائعة تحف , فأنت تملكين المزايا الأساسية التي تمكّنك من النجاح المالي , تماما مثل جدك , لا تقبلين أن تبيعي تحفة لشخص لا يملك الحس الفني نحوها".
" أذن سأسعى للحصول على تلك المزايا , وقبل أن أنتهي من العمل هنا , لأنني لا أعرف طريقة أخرى أكسب فيها عيشي".
" سنتكلم عن ذلك عندما يحين اوقت , والآن , فلنذهب لتناول الطعام".
بعد الغداء ذهب برانت الى المقلع تاركا فانيسا تنتهي من كدسة المراسلات , أشتغلت بأرادة وتركيز , ونحو الرابعة أبعدت الآلة الكاتبة من أمامها مع شعور بالأكتفاء , وجدت أنها مرتاحة , وأن لا شيء صعب , وتوقعاتها لم تكن صائبة , حتى برانت كان مختلفا , لم يتعمّد أثارة حنقها , فكرت أنها ربما تسرّعت في تكوين أنطباع خاطىء عن الرجل , فقد فعلت ذلك تحت تأثير كلام أبن عمته عنه , وبما أن الودّ مفقود بين الرجلين , فأن الأنطباع لا يكون في مصلحة برانت , لذلك عليها أن تبدأ من جديد , أن تحاول فهم الرجل الذي بدا لها خليط من الأمزجة المتضاربة .
أسترخت على كرسيها وجالت بنظرها حول الغرفة , ربما تكتشف شيئا يساعد على حل ألغاز رب عملها , هذه الكتب مثلا , وقفت وسارت نحوها , أختارت كتابا من أحد الرفوف , كان ديوان شعر , فتحت الصفحة الأولى وقرأت ما كتب بخط اليد : ( الى برانت مع حبي , من أمك ) , وفي الأسفل ( ميلاد 1956) ,كان الأمر مفاجئا لها , لم تتصور برانت من الأشخاص الذين يهتمون بالشعر , ومع ذلك يبدو الكتاب مستعملا , رفعت نظرها نحو صورة الأم فوق المدفأة ,فشعرت أن العينين تسعيان للحوار وترجوان التفهم , وجدت تحليلها سخيفا وفكرت أن عيون صور سلالة مالوري الموزعة في رالينغز تكاد تلاحقها.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 01-09-10, 07:42 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

سمعت طرقا على الباب , ودخلت ايمي الى الغرفة , وبدت غير راضية على وجود فانيسا قرب الكتب الخاصة وصورة والدة برانت , وعندما تكلمت سألت:
" هل تريدين فنجان الشاي هنا يا آنسة أو مع السيد ترنر في غرفة المكتبة ؟ أن السيد مالوري أبلغني أن أبقى معك مفتاح خزانة الملفات الخاصة , أعتذر لأنني أنشغلت فنسيت أن أعطيك أياه باكرا".
مدّت يدها الى جيبها وسحبت منه المفتاح وناولته لفانيسا قائلة :
" الخزانة هي تلك الموجودة على اليمين في غرفة الأسلحة".
تناولت فانيسا المفتاح شاكرة وقالت:
"أظن أنه من المفيد أن أتمكن من الحصول على الأوراق التي أحتاج اليها من دون أزعاجك كل مرة , أظن أن أعمالك كافية , فهذا البيت يحتاج الى عمل مكثف لأدارته".
" أنت على حق , ومع ذلك فأن السيد مالوري لا يقسو على العاملين هنا , هؤلاء يظنون أنهم يمكنهم أن يقبضوا رواتبهم من دون أن يعملوا ,عليّ أن ألاحقهم بأستمرار , لم يكن الوضع مماثلا عندما بدأت العمل هنا , في ذلك الوقت كنا نعرف جيدا ماذا يعني العمل المرهق".
" نعم , أن ظروف العمل تحسنت الآن ".
قالت فانيسا من دون أن تلاحظ أن جوابها يزعج أيمي , ألا عندما أجابت :
" أن كلامك هو رأي فقط , فبعض العمل لا يضني مطلقا , لكن أبناء اليوم يريدون كل شيء سهلا".
هكذا أنتهى الحوار وخرجت أيمي من الغرفة , وفكرت فانيسا أنها بدأت تفهم عقلية أيمي وأن عليها التفكير جيدا كلما قررت التحدث معها.
نورا ترنر كانت تعد فنجان الشاي عندما دخلت فانيسا غرفة المكتبة , فبادرتها :
" أهلا بك , أنا سعيدة لأنك وافقت على شرب الشاي هنا , فالشاي يجب أن لا يشرب مع العمل ".
وقدمت لها فنجانا وجلستا تتبادلان أطراف الحديث .
" كيف يسير العمل معك ؟ هل تجدين الأشياء معقّدة ؟".
" ليست معقدة الى الحد الذي توقعته , السيد مالوري شرح كل شيء تقريبا هذا الصباح ".
منتديات ليلاس
وأخرجت المفتاح الذي أعطتها أياه ايمي من جيبها وقالت:
" يجب أن أضعه في مكان أمين , لا أظن أن أيمي ستكون سعيدة أن أضعت مفتاح خزانة الملفات الخاصة بعد دقائق من أستلامي أياه".
" كيف تمكنت من أقناع أيمي بالتخلي عن أحد أثمن مفاتيحها ؟".
" لم أسألها ذلك , هي قالت أن السيد مالوري أبلغها أن تعطيني أياه , ألم يكن كل سكرتير قبلي يحمل المفتاح ؟".
" كلا , لم يقضوا وقتا طويلا في كل حال , أظن أن برانت تمكن من حبسك عبر العقد الموقع بينكما".
أبتسمت فانيسا , أرتاحت لنورا ترنر ولطريقتها غير المعقدة في قول الأشياء .
" أظن أننا سنتفق تماما يا فانيسا".
ثم سألتها من دون تمهيد :
" أخبريني , هل تجدين أبني جذابا ؟".
فكرت فانيسا بأن أبناء عائلة مالوري يتشابهون في عدّة أشياء منها أنهم أحيانا يتصرفون أو يقولون أشياء غير متوقعة , ووجدت فانيسا تجيب:
" أظن أن أكثر النساء يجدن جيرارد جذابا ".
قالت وهي لا تدري ماذا تتوقع منها أن تقول:
" صحيح , ولكن هل تصنفين نفسك بين تلك الأكثرية ؟".
" لم أفكر في الموضوع من قبل".
" ومنذ متى تحتاج المرأة الى التفكير أن جذبها رجل أو لم يجذبها ؟ فهي تشعر بالموضوع منذ اللحظة الأولى التي تلتقيه , ربما ترفض أن تعترف بذلك ولكنها تعرف ذلك حتما".
" حسنا , أنا أجد جيرارد جذابا ورفقته مسلية ".
" نعم , أنا أيضا أظن أنه جذاب عندما يقرر أن يجذب أحداهن , وأرجو أن لا تستغربي أن قلت لك أن لا أوهام تنتابني حول أبني , هو جذاب فعلا ولكن النساء عنده للتسلية فقط , البعض يقول أنه ربما نقصته تربية الوالد , ولكن غراهام مات عندما كان جيرارد في الثانية عشرة من عمره , ولكن حتى لو بقي حيا حتى اليوم فلا أظن أن الأمر يختلف مع جيرارد , لأنه يشبه والده , أقول لك ذلك يا فانيسا لأنني أريدك أن تعرفي منذ البداية أن جيرارد ليس شخصا جادا , أنه يجمع القلوب على رؤوس الطرائد , ولا أريده أن يفعل ذلك معك".
تساءلت فانيسا في داخلها هل يمكن أن تكون أعطت أنطباعا أن شيئا مثل هذا يمكن أن يحصل؟ أليست السيدة ترنر قاسية قليلا على أبنها ؟ فمن غير العدل ربط جيرارد مع صفات والده الذي مات منذ زمن بعيد , شعرت ببعض التعاطف على الشاب الذي تتحدث عنه والدته بقسوة , والذي يتحمله أبن خاله من أجل خاطر الوالدة , لا غرابة أن جيرارد يشعر بالغربة داخل عائلته.
الحديث عن جيرارد أنتهى , وأنتقلت السيدة ترنر الى مواضيع أخرى ولم تعد تأتي على ذكر أبنها أطلاقا.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 01-09-10, 07:43 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

في المساء , وفيما فانيسا تغير ثيابها من أجل العشاء, فكرت بزوج السيدة ترنر , غراهام , ماذا فعل ليجلب الملاحظة المرة من زوجته وجعلها تقسو على أبنه ؟ أنها لعائلة غريبة , وقررت أن لا تتعاطى ألا في الشؤون التي تعنيها ,وأن لا تدع شيئا يشغلها عن الوظيفة التي جاءت من أجلها.
على الرغم من توقعات بانيت عن طقس سيء , فأن الجو بقي صاحيا خلال الأيام التي عقبت وصول فانيسا الى رالينغز , كانت تستيقظ باكرا وتتنزه في الحديقة مدة ساعة قبل موعد الفطور , وأكتشفت حديقة جميلة محاطة بسور عال خلف أسطبل الخيول , ويوم السبت ألتقت بالبستاني لأول مرة و وبدا غير منزعج من الغرباء , ويحب أن يتحدث عن حرفته البائدة وهي الحفر في الخشب , حديثه جعلها تقضي وقتا طويلا معه وتتأخر عن موعد الفطور , وعندما دخلت غرفة الطعام وجدتهم جميعا هناك , أعتذرت عن التأخير .
أبتسم برانت وقال:
" يوم السبت يمكنك أن تأخذي وقتك ".
وسألها جيرارد:
" وماذا تجدين في الحديقة صباح كل يوم ؟ هل ثمة جنيات ساحرات؟".
" أن كانت ساحرة تطيل ذقنها وتحمل أسم جابيز فأنه يكون كذلك , وهذا التفسير الوحيد الذي أعطيه لوجود رجل معمّر مثله".
وعلّق برانت على كلامها:
" أذن أكتشفت جابيز تايلور! شخصية مميزة أليس كذلك؟".
" نعم هو رائع , أخبرني أنه قطع بعض النباتات في حديقة بيته ونحت فيها سفينة ممدودة الأشرعة ,أظن أنها تستحق الرؤية ".
" نعم تستحق ذلك, سأذهب الى القرية بعد الظهر , أذا كنت ترغبين في رؤية السفينة , سآخذك الى هناك ثم أعيدك في طريق العودة".
منتديات ليلاس
شكرته موافقة , ووقف قائلا:
ط سأرى مكتبك الجديد الآن , عندما تنتهين من تناول الفطور أرجو أن تأتي الى غرفة المكتب وتختاري الوضع الملائم ".
وسألت السيدة ترنر أبنها ماذا سيفعل بعد الظهر , فقال:
" كما أفعل بين سبت وآخر , أراجع أوراق العمل المتأخرة , سأجلس في الباحة الخارجية , فانيسا , أن أنتهيت سريعا من برانت , أرجو أن تأتي اليّ في وقت لاحق".
وافقت , ثم ذهبت الى غرفة المكتب ,وجدت برانت هناك , وضع المكتب الجديد في زاوية حادة مع مكتبه بحيث يأتي اليها نور النافذة مباشرة ,ووافقت على الترتيب وشكرته , وطلب أن يراجع ما كتبته بالأمس , ثم أبتسم وقال:
" لم أتوقع أن تبدأي بهذه السرعة , كنت أتوقع أن تحتاجي الى أسبوع في العمل الذي قمت به في الأمس , أهنئك".
" ما كتبته يعتبر أوليا , دونت الأشياء التي تتناول القاعة الكبرى , مثلا الطاولة التي حفرها توماس شيراتون في العام 1760 , ماذا تهم قصته الزائر العادي؟ أذا أضفنا اليها أنه جعل الطاولة على أسم سيدة أقترحت الزخرفة , نكون جعلنا للقصة نكهة أنسانية والقليل من العاطفة , أذ عوضا عن أن يكون الرجل صانع مفروشات عاديا , يكون أنسانا ذا حياة عاطفية خاصة".
" هل ذلك يهم؟".
سأل برانت وأجاب نفسه:
" ك , ليس مهما لي ولا لك , ربما للزائر العادي ".
وتابع قراءة ما كتبت وقارنه مع النماذج القديمة , ودقت الحادية عشرة وكلاهما منهمك في العمل , وأخيرا قال:
" كفى! أنه نهار سبت ونستحق الراحة".
ونظر الى الأوراق المكدسة أمامها وقال:
" يا له من عمل طويل ينتظرك , عليك أن تبدأي من الصفر في كل غرفة".
" أحب أن أشعر أنني بدأت عملا وأنجزته".
" أن ما فعله بالأمس أنجاز صغير , أكرر تهنئتي".
ولاحظ أنها تبتسم وسألها:
" ما الأمر؟".
قالت:
"لا شيء , فكرة خطرت لي".
فقال مبتسما:
"ربما الفكرة التي خطرت لك هي كيف أن رجلا كان ضدّ تشغيل أمرأة لأنه يراها غير متوازنة , يغيّر رأيه , تعرفين أن لكل قاعدة شواذ , وأنا محظوظ لأنني وقعت على واحدة مثلك".
وقبل أن يغادرا المكتب معا أضاف:
" المهم أن تثبتي توازنك مع ذاتك!".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 01-09-10, 07:48 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

4- أمسية قاحلة

قال لها جيرارد عندما خرجا من غرفة الطعام بعد الظهر :
" ظننت أنك ستأتين اليّ في الباحة الخارجية , حتى أنني طلبت قهوة لشخصين , ماذا حصل؟".
ردت فانيسا:
" كنا نشتغل , والقهوة شربتها في غرفة المكتبة مع والدتك وبرانت , وفكرت فيك وتساءلت لماذا لم تكن معنا؟".
" لا بأس , هناك شيء كنت أريد أن أسألك عنه .....عن.....".
وأذ برانت يقطع الحوار قائلا :
" هل أنت جاهزة يا فانيسا , للخروج؟".
أجابت:
"نعم , طبعا".
نصحها أن ترتدي كنزة صوف لأن الطقس بارد في الخارج , ثم تابع الكلام متوجها الى أبن عمته عن أمور تتناول العمل في المقلع.
بعد وقت قصير نزلت فانيسا من غرفتها ووجدت أن جيرارد غادر البيت , وبرانت ينتظرها في سيارته اللانسيا , جلست الى جانب برانت في السيارة وأنطلقا في قيادة بدت لفانيسا مريحة وناعمة أعطتها الشعور بالحرية والدفء.
يسكن جابيز تايلور في كوخ من القش خارج المألوف في المنطقة , وبدا لفانيسا أن برانت أبلغ الرجل عن الزيارة أذ وجدته ينتظرها وزوجته السبعينية على الباب , وظهر الأثنان وكأنهما أرتديا أجمل ما لديهما من ثياب.
" سأعود بعد نصف ساعة".
قال برانت بعدما أنتهت فانيسا من التعارف مع السيدة تايلور ودخلت البيت المتواضع , السفينة المحفورة في جذوع النباتات تستحق المشاهدة ,فكرت فانيسا , أنتاج رائع لسنين من الأهتمام والعناية والحب .
فرح جابيز لأهتمام فانيسا وقال:
" ليس العمل سيئا , أليس كذلك؟. أنه يختلف عن أشغال هذه الأيام".
وراح يريها الأشكال المنوعة التي حفرها , ثم عاد الثلاثة الى البيت , وأعدت السيدة تايلور الشاي , وعندما رشفته فكرت فانيسا أن الطريقة القديمة في صنع الشاي تبقى الأفضل , وفيما هم يتجاذبون الأحاديث العامة , سألت السيدة تايلور فانيسا:
" كيف تجدين العمل في القصر ؟ هل تشعرين بالأغتراب في هذه الأنحاء؟".
شعرت فانيسا أن كل ما ستجيب به سينقل بشكل أو بآخر الى برانت , فأجابت:
" رالينغز مكان جميل , سأجد متعة في العمل فيه".
فعلقت المرأة المضيفة:
" صحيح أن رالينغز مكان جميل , وبرانت شاب محترم".
وبعد صمت قصير أضافت:
" ليس مثل والده!".
هنا تدخل جابيز :
" ماغي , حذرتك مرارا من هذا النوع من الكلام , أرجو يا آنسة فانيسا أن لا تهتمي بثرثرة النساء في هذه المنطقة , أن الألسن لا تعرف كيف تحفظ حدها".
بعد قليل أفتقد جابيز عابة التبغ ليحشي بها غليونه , وغادر الغرفة باحثا عن العلبة في الحديقة , فأنتهزت زوجته فرصة غيابه وقالت:
" بارت مالوري لم تكن معاملته طيبة مع أحد , كان رجلا قاسيا , عامل زوجته في قسوة , يقول البعض أنها ماتت نتيجة تناولها جرعات زائدة من الحبوب , أنهم لا يعرفونها جيدا , كانت تعيش من أجل أبنها , وكان يكتب لها الرسائل من المدرسة الداخلية وتطلعني على مقاطع منها , كان عائدا الى البيت في عطلة الصيف الذي تبع موتها , أنا لا أظن أنها تقتل نفسها في اليوم الذي تعرف أن أبنها آت في اليوم التالي!".
وبعد دقيقة صمت أضافت:
"أظن أن من الأفضل عدم التحدث في مثل هذه الأمور".
فقالت فانيسا :
" أوافق معك , فهناك أشياء من الأفضل نسيانها ".
وعندما عاد جابيز من الحديقة وفي يده علبة التبغ , كان برانت أيضا وصل بالسيارة , ودّعت فانيسا مضيفيها وشكرتهما على الشاي وعلى الجلسة اللطيفة.
في السيارة سألها برانت:
" هل أمضيت وقتا طيبا ؟".
" جدا , شربنا الشاي اللذيذ , منذ زمن بعيد لم أشرب شايا بهذه النكهة الطيبة".
" صحيح , أن ماغي أشطر من صنع الشاي , أذكر عندما كنت يافعا , كنت أزورها لأشرب الشاي وآكل الكعك من صنع يديها , كانت تقول أنني نحيل جدا وأحتاج الى زيادة وزني , وعندما بدأت أسمن أعتبرت هي أن الفضل يعود لها".
فانيسا وجدت صعوبة في تخيل الرجل الممتلىء قربها نحيلا في طفولته , حاولت أن تنسى الكلمات التي سمعتها من ماغي ولكن لم تستطع , صدمت لأكتشافها الحقائق عن موت كارولين مالوري , وفكرت أن لا عجب أن يكون لموت الأم هذا التأثير القاسي على الصبي أبن الثانية عشرة سنة , وما عادت تتساءل لماذا صورة بارت مالوري غير موجودة بين سلسلة الصور , ولا أحد في رالينغز كان يتفوه بأسمه , وكأن الكل يرغب في نزع ذكراه من سجلات العائلة .

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 01-09-10, 07:49 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وجدت برانت يسلك طريقا مختلفة من طريق القصر فسألته:
" هل نسلك طريقا جديدة أجهلها الى البيت؟".
" بل نسلك طريقا طويلة , يجب أن أجلب أحد أعضاء العائلة من المصح".
لاحظ أستغرابها فأبتسم وقال:
" أنه كلبي , كسر رجله أثناء غيابي في لندن , وضعته نورا في المصح الى أن أصبح قادرا على السير".
ثم أضاف:
"هل تحبين الكلاب ؟".
" أحبهم مثل أي أنسان لا يجب عليه الأهتمام بهم في أستمرار".
أمام المصح نزل برانت من السيارة وغاب قليلا ليعود مع كلب ضخم لم ترى فانيسا مثله من قبل , وجدته جميلا جدا , متناسق الجسد والحركة , قوي البنية , يشبه سيده.
فتح برانت الباب الخلفي للسيارة ودعا كلبه للدخول:
" لا تخافي منه , أنه صديق , وأسمه توبر".
وقال للكلب:
" أهدأ الآن , توبر , أهدأ".
أطاع الكلب سيده فورا , ولم تجد الأمر غريبا , أن صوت معلمها الآمر , له تأثير على البشر مثل تأثيره على الحيوانات.
أدار برانت محرك السيارة وقادها في أتجاه جديد:
" أريد أن أريك شيئا , أذ ربما لن تسنح لك فرصة ثانية لرؤيته في طقس صاح".
طيلة الطريق لم يتبادلا الكلام ألا قليلا , كانت تراقبه بين وقت وآخر , وتشعر رويدا رويدا بوجوده القوي الى جانبها , راحت تحلل شخصية الرجل , من الصعب معرفة ماذا يدور في رأسه , وفكرت أن لا أحد يستطيع أن يخترق حرمته ألا أذا ساء هو , وشعرت في داخلها بأنذار يحذرها من الرجل.
الطريق بدت طويلة , تمر بين تلال وأراض وعرة وصخور , بعد فترة أنحرف الى طريق فرعية وتوقف قبل منحدر وأذا بالمكان يطل واد فسيح أجمل منه من قبل , مع أشعة الشمس المنعكسة , ظنت فانيسا أن ما تراه ليس ألا سرابا رائعا.
" أنه وادي الأمل ".
قال وهو يراقب ردود فعلها .
" نسمي هذا المكان : ( المفاجأة ) , لأنه يأتي من دون توقع أو تمهيد".
" أنه رائع جدا , رائع جدا.......".
قالت فانيسا وهي تفتقد الكلمات التي تعبر عن أفتنانها بالمنظر .
" لو ترينه عند الغروب , عندما تتوزع الخيالات على التلال ,وتبدو وكأنها رؤوس من نار , يصبح المكان صالحا جدا للمحبين ".
فكرت أنه أحضرها في وقت يقترب من الغروب , فقالت من دون تركيز:
" أن المحبين لا يحتاجون الى المناظر الجميلة".
وجدته ينظر اليها بعينيه الزرقاوين ويقول:
" تتكلمين مع بعض الخبرة , هل سبق أن وقعت في الحب يا فانيسا؟".
منتديات ليلاس
وجدت السؤال بسيطا ولم تفهم لماذا شعرت بأحمرار في وجنتيها , فقالت:
" لا , لم أقع في الحب بعد , لم يكن عندي وقت للطيش".
وفوجئت به يقول:
" لو جربت هذا الشعور لما أستعملت كلمة طيش , الحب لا يهتم بالوقت أو بالمكان , يحضر عندما لا تتوقعينه , ويمكن أن يسبب ألما بقدر ما يسبب سعادة , يوما ستعرفين ذلك بنفسك".
ثم أدار المحرك قائلا:
" من الأفضل أن نعود الى البيت , أن توبر بدأ يتعب".
توبر لم يكن وحده متعبا , فانيسا شعرت أنها متعبة من كلام برانت ونظراته.
كان وقت الشاي عندما وصلا الى القصر , رائحة الفطير تملأ القاعة الكبرى وتنبعث من غرفة المكتبة حيث الباب غير مغلق , وأصوات نسائية تعلة وتضحك , وراح الكلب ينبح وهو يقفز داخل غرفة المكتبة وصوت نسائي ضاحك يدعوه للهدوء , فأسرع برانت خطاه وأذ بفتاة شقراء تبتعد عن الكلب وتسرع نحو برانت .
" مويا!".
صاح برانت بفرح وفتح ذراعيه قائلا:
" لماذا لم تخبريني أنك قادمة؟".
تعانق الأثنان , وسألته الفتاة بغنج:
" هل أشتقت اليّ؟".
" ألست أشتاق دائما؟".
قال وهو ينظر في لهفة الى الفتاة الشابة التي بدت لفانيسا جميلة ووردية الخدين , وأضاف:
" تبدين رائعة , حمام الشمس أضفى عليك لونا جميلا , وكذلك شعرك الجميل".
وبعدما خفت اللهفة نقلت مويا عينيها الى حيث كانت فانيسا واقفة قرب الباب , فقالت من فوق كتف برانت :
" مرحبا , أعتذر أن تأخرت في السلام عليك , ولكنني لم أر الرجل منذ ستة أسابيع !".
ضحك برانت وقال:
" الرجل لم يتوقع أن راها ألا بعد أسبوعين من الآن على الأقل ".
ثم تولى تعريف الفتاتين :
" مويا هانسن , فانيسا بيدج , سكرتيرتي".
" سكرتيرتك؟".
سألت مويا في نغم وكأنها تستغرب الأمر , ثم تابعت :
" الحياة ملأى بالمفآجات , أنت تختلفين عن الذين سبقوك , آمل أن تمكثي أطول منهم هنا , وجود فتاة في مثل عمري في هذا المكان سيكون مسليا لنا".
ونظرت الى برانت قائلة :
" أياك أن تخيف هذه الفتاة أو تدعها تهرب".
ورد ببساطة :
" فانيسا لا تخاف بسهولة , أليس كذلك يا فانيسا؟".
" أحاول ألا أخاف ".
أجابت بصوت بدا لها غير صوتها.




تكلمت نورا ترنر للمرة الأولى منذ دخولهما , فقالت من مقعدها خلف طاولة الشاي:
" تعالا أشربا الشاي قبل أن يبرد".
وسأل برانت مويا بعدما جلس الجميع:
" ما الذي أتى بك باكرا ؟ في رسالتك الأخيرة فهمت أنك مولعة بالنمسا".
" مللت , شعرت بشوق الى البيت".
وأضافت باسمة :
" أشتقت اليك".
" كيف حال برنار؟".
سألت نورا :
" لم نره خلال غيابك ".
أجابت مويا :
" آه , أبي في صحة جيدة , ولكنه مشغول في العمل , أشترى فرسا جديدة , ويريدك يا برانت أن تراها في وقت فراغك".
ثم قالت لفانيسا :
" أن المنطقة جميلة للنزهة فوق حصان , أظن أنك جربت ذلك بنفسك".
" كلا أنا لست راكبة فرس جيدة , حيث سكنت في السنوات الماضية لم يكن من مجال لأركب حصانا".
وأذ بعيني مويا البنفسجيتين تتسعان وتقول :
" آه , مسكينة! ولكن لا أظن أن مشكلتك عويصة , برانت يملك فرسا أضافية سهلة القيادة , أستطيع أن أدلك على المكان وأساعدك في أي وقت تشائين".
" لا أظن أن يكون عندي وقت لركوب الخيل , ولكن أشكرك للعرض في كل حال يا آنسة هانسن".
" أرجوك أسمي مويا , آنسة هانسن تجعلني أبدو مختلفة , لا تستطيعين أن تعملي كل الوقت , غدا الأحد , ولا أظن برانت يريدك أن تعملي غدا".
وسألت برانت بدلال :
" هل تريدها ؟".
أجاب :
" ربما , بعد موعد الشاي في المساء , حتى ذلك الوقت , النهار هو ملكك يا فانيسا , ولا أرى سببا يمنعك من ركوب الفرس دايس , لن تجدي صعوبة معها , أنها هادئة جدا".
" ولا تهتمي باللباس".
قالت مويا من دون أن تجد فانيسا مجالا للرد , فتابعت:
" أنا وأياك تقريبا قياسنا واحد, وأملك لباسا أضافيا للخيل يناسبك , سأحضره لك دا بعد الغداء".
علقت نورا هنا:
"أنت وبرانت يا مويا مجنونا أحصنة , لم أجد يوما شيئا يجذبني اليها".
وعرضت الشاي مجددا على الحاضرين , فشكرتها مويا ووقفت قائلة :
" يجب أن أذهب".
منتديات ليلاس
ثم بدا وكأنها تذكرت شيئا فقالت لبرانت:
" رأيت اليوم براندا رامسدن في القطار من لندن صباحا , دعتنا أنا وأنت للعشاء عندها هذه الليلة".
فقال برانت:
" هكذا دعوة آخر لحظة! أنها براندا في كل حال , وهذه عادتها ".
وأضاف بعد تفكير :
" ظننت أنك تفضلين مكانا مثيرا أكثر من بيت براندا خصوصا في الليلة الأولى من عودتك".
ضحكت مويا وقالت :
" تستطيع أن تفاجئني بمكان مثير في ليلة أخرى , أظن أنه من الأفضل أن نذهب الى دعوة اعشاء".
وسارت مويا يرافقها برانت الى الخارج وكذلك توبر , وبدت الغرفة فجأة فارغة , أنهت فانيسا فنجان الشاي بصمت ووجدت نورا تسألها:
" أين ذهبتما بعد الظهر؟".
" برانت أراني المناظر الخلابة قبل أن يتغير الطقس , أخذني الى وادي الأمل".
ثم وقفت فانيسا وقالت:
" عذرا يا سيدة ترنر ,أرغب في الذهاب الى غرفتي , يجب أن أكتب رسالة".
" رسالة واحدة فقط؟ أظنها لصديقك الحميم".
أبتسمت فانيسا وقالت:
" نيغيل سيسر جدا أن علم أنك تقصدينه , أنه الرجل الذي أشترى الدكان وهو صديق قديم لجدي , وعدته أن أبقى على أتصال به".
" وماذا ستخبرينه؟ هل الوظيفة مثلما كنت تتوقعين يا فانيسا؟.".
" لم أكن أعرف ماذا أتوقع ,لم أكن موظفة من قبل , هنا أجد بعض الصعوبة في معرفة كيف أتصرف".
" تقصدين أنك لا تعرفين معنى أن تكوني واحدة من الأسرة , لا أظن يا عزيزتي أن الأمر صعب , أن تربيتك تساعدك على التصرف , أذهبي يا أبنتي وأكتبي رسالتك , وسأراك فيما بعد, أظن أننا سنكون وحدنا على العشاء".
كانت فانيسا خارج غرفة المكتبة عندما راحت كلمات نورا ترن في أذنها , أذن جيرارد أيضا لن يكون في البيت للعشاء , طبعا , أنها ليلة الأحد , وشاب مثل جيرارد لا يمكن أن يمضي عطلة نهاية الأسبوع في البيت , تمنت لو كانت معه الآن ,وبدت لها الأمسية أمامها مملة وصحراوية.




5- مرارة الظلم!
حضرت مويا في الثانية بعد ظهر اليوم التالي , أحضرت معها لباسا أضافيا للخيل , ورافقت فانيسا الى غرفتها للقياس , كان البنطال ضيقا قليلا ولكن فانيسا تمكنت من أرتدائه من دون صعوبة , مع الكنزة ذات الياقة العالية المقلوبة , بدت فانيسا وكأنها رياضية عتيقة , وضعت في قدميهافبدت جاهزة للخيل من رأسها الى أخمنص قدميها.
أسترخت مويا على الكرسي في غرفة فانيسا وهي أيضا بدت أنيقة في ملابس الخيل , سألت بخفة:
" هل جيرارد في البيت اليوم؟ أو وجوده هنا يوم أحد كثير أن نتوقعه منه؟".
تساءلت فانيسا في نفسها : هل مويا أيضا مع الآخرين في عدم الرضى على الشباب؟
وقالت:
" هو غائب عن البيت منذ بعد ظهر أمس , فهمت أنه يمضي عادة نهاية الأسبوع في المدينة".
علّقت مويا :
" آ ه , صحيح , أنه يقيم في شقة لصديقه في مانشيستر, لا يستطيع تحمل هذا المكان في نهاية الأسبوع".
وأضافت ضاحكة:
" أنا أتعجب كيف لم يطلبك للسهر معه , أن جيرارد عادة ليس بطيئا في مثل هذه الأمور".
" ربما لم يخطر في باله أن يدعوني".
قالت فانيسا وهي تعقد شريط حذائها , ووجدت نفسها تسأل في فضول محاولة أن تبدو لا مبالية:
" منذ متى جيرارد والسيدة ترنز يعيشان في القصر؟".
" منذ ست سنوات , جاءا الى هنا بعد وفاة والد برانت , أن نورا طيبة أليس كذلك؟ أعجب كيف تمكن بارت مالوري من معاملة شقيقته تلك المعاملة القاسية , هي شقيقته ومع ذلك لم يسمح لها أن تقترب من القصر!".
" لم لا؟".
" القصة كلها سخيفة وتعود الى مشاكل عائلية قديمة , نورا وقعت في حب شخص لم توافق عليه العائلة , تخلى عنها والدها عندما أضرّت على الزواج من غراهام ترنر , طردها من بيته الى الأبد , ولم يوافق على عودتها حتى عندما تعثر زواجها , وكذلك أبنه , والد برانت , وعندما مات بارت مالوري وأصبح برانت سيد القصر أصرّ على عمته أن تعود الى بيتها الطبيعي".
ووجدت فانيسا نفسها مأخوذة بالقصة فقالت:
" ولكن غراهام ترنر مات منذ زمن بعيد , أين عاشت نورا مع جيرارد كل المدة قبل العودة الى رالينغز؟".
" كان عند نورا بعض المال من أرث لم يتمكن والدها أن يحرمها منه قانونيا , أستنفدته كله في شراء بيت في غريندلفورد عند الزواج ولكن البيت لم يكف زوجها , هو الذي ظن أنه تزوج من فتاة تنتمي الى عائلة ثرية , برانت قول أنه كان عاطلا عن العمل , جميل الشكل ولكن فارغ المحتوى , نورا ربما ظنت أنها تستطيع تغيير طباع زوجها مع الوقت".
راحت فانيسا تفكر بنورا ترنر الشابة التي وضعت حبها قبل عائلتها وفقدت كل شيء في سبيل ذلك , ووجدت مويا تعلق:
" برانت يقول أن كل لنساء من نوع المتفائلات المستعصيات , يقول أننا نحن معشر النساء نظن أنه بواسطة الحب نستطيع نقل الجبال , وأننا نهدر وقتنا عبثا في محاولة تغيير ما لا يمكن تغييره , أظن أنه على حق".
" يبدو أنك حاولت ذلك مع برانت".
" مع برانت؟ ولماذا أريد تغييره؟ أحب الرجل كما هو , حتى عندما يكون متسلطا , منذ طفولتي وأنا أراه حاضرا كلما أحتجت اليه , وهو كان دائما الرجل الرائع نفسه!".
" قليل من الرجال هم كاملون مثله".
رددت فانيسا في تعبير تمنت لو لم تقله , ووجدت مويا تنظر اليها :
" أنا لم أقل أنه كامل , لبرانت سيئاته , ولكل أنسان سيئاته".
ثم وقفت وهي تقول:
" من سيئاته غياب الصبر , وأظن أنه ينتظرنا ويجب أن نسرع , طلب أن نكون حاضرتين هند الثانية تماما".
أذن برانت سيكون معهما , فكرت فانيسا , تبعت مويا وهي تغادر الغرفة.
منتديات ليلاس
الأسطبل شيد في شكل يتسع الى أكثر من دزينة أحصنة مع كل ما يتبع من خدمة ونظافة ,تحول القسم الأكبر من الأسطبل الى مستودع لأشياء لا قيمة لها , برانت أحتفظ بحصانين , الفرس دايس وحصانه الأسود الضخم فابيان , كانا معدين سلفا في ساحة الأسطبل الى جانب فرس مويا.
كان برانت يتحدث مع شخص لم تره فانيا من قبل , هو جورج العامل في الأسطبل , لما رآهما تقتربان , أبتعد برانت عن محدثه وواجههما قائلا:
" كنت سأنتظر خمس دقائق أضافية ثم أصعد الى الغرفة وأسحبكما من فوق! تبا للنساء عندما يجتمعن".


بدا لفانيسا مكتمل الرجولة في لباس ركوب الخيل , قال لها:
" تبدين عصبية , هل أنت خائفة من دايس؟".
" كلا لست خائفة من دايس , فقط خائفة من السقوط عنها".
" لا يمكن أن تقعي , أنها سهلة القيادة مثل كرسي هزاز عتيق".
" لماذا تحتفظ بحصان أضافي , أن كان لا أحد يركبه".
سألت وهي لا تتوقع من جيرارد أو من أمه أهتماما بالخيل.
" لرفقة فابيان , حتى الحيوان يشعر بالوحدة".
م***ا من ذراعها ورفعها نحو الفرس وهو يسأل:
" كم مرة ركبت حصانا؟".
" ربما خمس أو ست مرات , ألا أذا أعتبرنا ركوب الحمير , في مشاوير سياحية , جزءا من ركوب الخيل! أذكر أنني كنت خيالة ممتازة على حمار".
ضحك الجميع ثم قال برانت:
"التمرين هو أساس هذه الرياضة".
جلست فانيسا على الفرس ,وساعدها برانت في تصحيح الرسن , ثم ركب حصانه , وكذلك فعلت مويا , وسار الثلاثة في أتجاه باب الباحة للخروج الى السهل الممتد أمامهم , مويا سبقتهما بضعة أمتار في محاذاة ساقية ماء تصب في البحيرة البعيدة ,وبدت هي والحصان في رفقة حميمة , راقبتها فانيسا بأعجاب وقالت:
" مويا تقود حصانها بشطارة".
أجابها برانت وهو يراقب مويا أيضا:
" طبعا , بدأت ركوب الخيل وهي في الخامسة من عمرها , أنها شاطرة جدا".
" هل يمكنها أن تمتطي حصانك فابيان؟".
" لم تجرب , أن فابيان قوي جدا لأمرأة وهو ليس أهلا للثقة , في أي حال".
ورفع يده ملوحا لمويا التي توقفت من بعيد وألتفتت صوبهما , وقال:
" لنسرع قليى , أذا لم تستطع دايس من تلبية رغبتك , دعيها تقودك , أنت فقط أستريحي وكأنك تجلسين على كرسي هزاز".
مع مرور الوقت بدأت فانيسا تشعر بسهولة ركوب الفرس , لحقا بمويا , وبدأ السهل ينحدر , أقترحت مويا:
" سأسابقك يا برانت حتى نهاية الخط".
ولم تنتظر جوابه بل قفزت بالحصان تسابق الريح , وكذلك فعل برانت بعدما شجعته فانيسا على اللحاق بمويا قائلة:
"لا تخف علي , سأكون بأمان مع دايس".
في أسفل المنحدر وجدتهما يتجاذبان أطراف الحديث , بدت مويا تروي أشياء أثارت الضحك لدى برانت , رأته يقترب من مويا ويشدها من معصمها , ناظرا اليها , من دون أن تتمكن فانيسا من رؤية تعابير وجهه , تباطأت كي لا تزعجهما , وعندما وصلت كان الأثنان مفترقين.
قالت مويا :
" كنا نفكر ....... أن نتابع طريقنا حتى البلدة المجاورة , نحتاج نصف ساعة على الحصان ,ما رأيك؟".
أجابت فانيسا :
" أن المشوار بعيدا جدا بالنسبة الي , وأظن أنني أكتفيت من الفرس اليوم , وبدأت أشعر بدوخة , أفضل العودة الى اليت".
وافق برانت:
" حسنا , سنعود الى البيت كلنا".
ولكن فانيسا لم تشأ أفساد متعة رفيقيها , فقالت:
" أرجوك لا , أستطيع أن أتدبر أمر العودة , كنت على حق بالنسبة الى دايس , أنها سهلة القيادة ".
تردد قليلا ثم قال :
" حسنا , لا تقلقي أن كنت لم تتمكني من المكوث مدة أطول على الحصان في اليوم الأول , مع الوقت ستعتادين الأمر ويصبح سهلا".
ثم قال لمويا:
" لنذهب الى القرية ونمر على المقهى الذي لم نزره معا منذ زمن بعيد".
وعادت فانيسا وحدها تاركة دايس تجد طريقها , وعندما سلمت الفرس في الأسطبل وسارت نحو البيت , شعرت أنها حزينة , فكرت بحمام دافىء وبتغيير ثيابها , وأذ بسيارة مسرعة تقبل نحوها , وجيرارد يطل برأسه مبتسما , أوقف سيارته الحمراء , ونزل يسألها:
" هل ذلك الرجل أدخلك أيضا في عالم الأحصنة؟".
ونظر صوب الأسطبل متفقدا برانت:
" ذهب الى القرية المجاورة مع مويا".
قالت وسط أستغراب جيرارد:
" أذا عادت الأميرة! وعادت الأيام السعيدة!".
ثم سألها:
" اين أنت ذاهبة الآن؟".
" الى البيت أخلع هذه الثياب عني , هل تأتي؟".
" لأساعدك في خلع الملابس؟".
قال ازحا ثم أضاف:
" لا أظن أبن خالي يوافق على هذا التصرف".
ثم قال جادا:
" أن الساعة ما تزال الثالثة بعد الظهر , تعالي معي في جولة في السيارة".
أدّع أنها تفكر في العرض ثم وافقت وصعدت الى السيارة.
سألها وهو يدير المحرك:
" أين تريدين الذهاب؟".
" الي أي مكان تختاره , أنت تعرف المنطقة هنا , وأي مكان يمكن أن أتعرف اليه".
قاد السيارة في طريق معاكسة لتلك التي ذهبت فيها بالأمس مع برانت , فكرت : هل بالأمس حقا كانت في رفقة برانت؟ تبدو لها النزهة وكأنها حصلت قبل وقت طويل.
كان يقود السيارة في سرعة طائشة , ومع ذلك شعرت فانيسا أنه أطلقها من سجن ذاتها , طارت خصلات شعرها , ووجدت أنها في حاجة الى جنون شاب مثل جيرارد , ومع أنه بدا يسعى الى
أظهار شطارته في قيادة السيارة ألا أنه كان قادرا على التحكم بها.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
دار الكتاب العربي, يدان ترتجفان, kay thorpe, روايات, روايات مترجمة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, the last of the mallorys, عبير, قيود من حرير, كاي ثورب
facebook



جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:11 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية