لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > سلاسل روايات مصرية للجيب > السلاسل الأخرى
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

السلاسل الأخرى السلاسل الأخرى


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-08-10, 07:48 AM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66537
المشاركات: 740
الجنس ذكر
معدل التقييم: amedo_dolaviga عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 53

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
amedo_dolaviga غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : amedo_dolaviga المنتدى : السلاسل الأخرى
افتراضي

 



(جو).... اسمي (جو)




تماماً كما طلب (جو)، تم نقل ذلك الكائن إلى حجرة خاصة، مجَّهزة بكل الأجهزة السمعية المتطوًّرة...
أجهزة يعرفها، ويقرأ عنها...
ولكنه لم يتصور، حتى أن يلمسها أبداً...
أجهزة يتجاوز ثمن الواحد منها مقدار ما ربحه، في السنوات الخمس الأخيرة....
على الأقل...

وعلى مقعد صغير، في الركن البعيد، جلس صاحب الحلة السوداء يراقبه في صمت، وهو عاقد ساعديه أمام صدره؛ فتطلَّع إليه (جو) لحظات، ثم التفت إلى ذلك الكائن، وتطلًّع إليه لحظات في صمت مماثل....
كان من الواضح أنه يألف الأجهزة التكنولوجية، ويدرك أنهم يحاولون إيجاد وسيلة ما للاتصال معه...
كان يقف في اهتمام، متطلعاً إلى (جو)، وناقلاً بصره، كل بضع لحظات، بينه وبين ذلك الجالس في الركن...
وفي بطء وتركيز، أشار (جو) إلى صدره، قائلاً، دون أن يرفع بصره عنه لحظة:
- (جو).... اسمي (جو).
انتبه الكائن، وقال على الفور، ودون لحظة تفكير:
- (موجال).

قالها، وضرب على صدره براحته، واعتدل في حزم، مكرراً:
- (موجال).... (ميروز).
انعقد حاجبا (جو)، وهو يسأله في اهتمام، وبنفس البطء:
- اسمك (موجال ميروز).

هزَّ الكائن رأسه نفياً، وكأنما فهم العبارة تماماً، وعاد يشير إلى صدره قائلاً:
- (موجال)
ثم رفع يده وبصره إلى أعلى، مردفاً:
- (ميروز).
اعتدل (جو)، مغمغماً في اهتمام:
- فهمت.

بدا الرجل متوتراً متحفزاً، وهو ينهض من مقعده، متسائلاً، في لهجة حملت من الصرامة، أكثر مما حملته من التساؤل:
- ماذا فهمت بالضبط؟!..
أجابه (جو)، دون أن يلتفت إليه، ودون أن يرفع عينيه عن ذلك الكائن:
- أظنه شديد الوضوح.

وأشار إلى الكائن، مكملاً:
- يقول إن اسمه (موجال).
ثم رفع يده إلى أعلى، مضيفاً:
- وجاء من كوكب يدعى (ميروز).

تألقت عينا الكائن، عندما فعل (جو) هذا، وقال في حماس، وهو يرفع يده إلى أعلى:
- (ميروز).... (ميروز).

ثم تبع هذا بكلمات حماسية سريعة، لم يفهم الرجل منها حرفاً واحداً، وإن رصدها (جو) كلها على أجهزته، ثم راح يتابع المؤشرات في اهتمام بالغ، والرجل يكَّرر في توتر:
- ماذا فهمت؟!

التفت إليه (جو)، في حدة لا تناسب طبيعته، وهتف في غضب:
- اصمت.

تراجع الرجل كالمصعوق، وانقلبت دهشته، بعد لحظة واحدة إلى حالة من غضب عارم، وهو يهَّم بقول شيء ما، ولكن (جو) صاح مكملاً:
- إنك تفسد كل ما ينبغي عمله هنا.... لو أنك تريد المراقبة، فاجلس صامتاً في الركن، أو راقب من الخارج.
انتفض الرجل في غضب، وهو يقول:
- إنها مسألة أمن قومي.

صاح فيه (جو):
- هذا بالضبط ما قصدته.... إنك تخيفه بأسلوبك السخيف هذا، ولو شعر بالخوف أكثر، سيتوقف عن التجاوب، وسنخسر كل شيء... ألا يتعارض هذا، مع ما تسميه بالأمن القومي؟

صمت الرجل لحظات، ثم عاد إلى مقعده، وجلس عليه، وعقد ساعديه أمام صدره في قوة، وإن لم تفارق علامات الغضب ملامحه...

عندئذ فقط، التفت (جو) إلى شاشة أحد الأجهزة...
ثم انعقد حاجباه في شدة....

فما نقله إليه الجهاز على الشاشة، كان حقاً مدهشاً....
وإلى أقصى حد....


لقد تجاوز هؤلاء الأمريكيون كل مدى ممكن




بدا الغضب الشديد على وجه رئيس الجمهورية، وهو يستمع إلى مدير المخابرات، قبل أن يقول:
- أية وقاحة هذه.... لقد تجاوز هؤلاء الأمريكيون كل مدى ممكن.

قال مدير المخابرات في اهتمام:
- من الواضح أن الأمر شديد الأهمية والخطورة، بالنسبة لهم، ثم إن الحادثة كلها أثبتت أنهم يراقبوننا طوال الوقت، عبر أقمارهم الصناعية...

قال الرئيس في ضيق عصبي:
- هذا صحيح.

وصمت لحظة، ثم أضاف في حزم:
- ولكنني سأتقدم باعتراض مباشر على ما حدث.

قال مدير المخابرات في تردّد:
- لقد أبلغت مندوبهم أن هذا ما سنفعله، ولكن....
صمت قبل أن يتم عبارته؛ فسأله الرئيس في صرامة:
- ولكن ماذا؟!..
أجابه في حذر:
- ولكنه قال: إن هذا لن يوقفهم.

انعقد حاجبا الرئيس في غضب، ولكنه لم يعلق بحرف واحد، وهو يتجه نحو مكتبه، ويجلس خلفه مفكراً، ثم يقول:
- ما الذي تعتقد أن يعنيه هذا؟!...

أجابه مدير المخابرات على الفور:
- أنه لا شيء سيمنعهم، من الحصول على تلك التكنولوجيا القادمة من الفضاء.

تراجع الرئيس في مقعده، مغمغماً في قلق:
- هل تعتقد هذا حقا؟!
أومأ مدير المخابرات برأسه إيجاباً، وقال:
- ليس هذا فحسب يا سيادة الرئيس؛ بل أعتقد أن الأمر لن يقتصر على الأمريكيين وحدهم
اعتدل الرئيس في انفعال، متسائلاً:
- ماذا تعني؟!
أجابه في قلق واضح:
- قوى كثيرة في العالم، تسعى الآن لقهر الزعامة الأمريكية، وتبحث عن قوة ما، ترفعها درجة في سلم السيطرة، ولو أنها علمت بأمر المركبة الفضائية، فستتحول مصرنا إلى ساحة قتال رهيبة.

انعقد حاجبا الرئيس مرة أخرى، ونهض من خلف مكتبه، وعقد كفيه خلف ظهره، وهو يتحرَّك في عصبية مفكراً، قبل أن يسأل مدير المخابرات:
- هل تم تأمين مقر استمرار الحكومة جيداً؟!

اعتدل مدير المخابرات، في وقفة عسكرية، وهو يجيب في حزم:
- على نحو تام يا سيادة الرئيس.
ظل الرئيس معقود الحاجبين بضع لحظات، قبل أن يسأل:
- وماذا عن المقر الآخر.

أجابه مدير المخابرات في سرعة:
- اطمئن يا سيادة الرئيس.
التقط الرئيس نفساً عميقاً، قبل أن يقول:
- في هذه الحالة، يتعين عليكم، وعلى جهاز مباحث أمن الدولة، تأمين البلاد من الداخل، و....

قبل أن يتم عبارته، ارتفع رنين هاتف أحمر خاص، على سطح مكتبه، فالتفت إليه في حركة سريعة متوترة، وغمغم في قلق عارم:
- إنه وزير الدفاع.
أسرع يلتقط سماعة الهاتف، ويسأل في توتر:
- ماذا هناك يا سيادة الوزير؟!..

أجابه الوزير في لهجة عسكرية، حملت الكثير من التوتر:
- سيدي الرئيس.... إنهم الإسرائيليون.
سأله الرئيس، وقد تضاعف توتره:
- ماذا عنهم؟!
أجابه الوزير في سرعة:
- قواتهم يا سيادة الرئيس.... قواتهم تتحرَّك في تشكيل هجومي.... نحو حدودنا في (سيناء).

وفي هذه المرة، انعقد حاجبا الرئيس في منتهى الشدة....
فقد كان هذا تطوراً خطيراً...
إلى أقصى حد.

****************





لم يتمالك (جو) نفسه من الدهشة وهو يحدَّق في تلك الشاشات




لثوان، لم يتمالك (جو) نفسه من الدهشة، وهو يحدَّق في تلك الشاشات عالية التكنولوجيا أمامه....
لقد درس علم التعريف الصوتي لسنوات... درسه نظرياً.... وحاول جاهداً تطبيقه علمياً...
حاول مع حيوانات بسيطة... وثدييات أكثر تعقيداً...

بل لقد أجرى بعض تجاربه على بعض الصم والبكم، لمحاولة لبدء اللعبة...
وفي كل مرة، كان يحصل على نتائج محدودة...
محدودة للغاية...

نتائج كانت تحتاج منه إلى ساعات من الفحص والتمحيص والدراسة والتحليل، قبل أن يتوصل إلى ما يعنيه أي شيء من الأصوات التي يصدرها...
ثم فجأة، يجد نفسه أمام هذه الحالة...

كائن قادم من الفضاء، من كوكب آخر... وربما مجرَّة أخرى، ولكنه يستجيب بشكل مدهش...
بل بشكل مذهل!!..

الإشارات التي أمامه تقول هذا...
"أنا كائن عاقل مثلكم؛ فلماذا تسجنونني في قفص من الزجاج، كالحيوانات الدنيا؟!."
هذا ما نقلته الشاشة في وضوح...
هذا ما قاله الكائن، بلغته غير المعروفة، بين كل لغات الأرض، القديمة أو الحديثة... الحية أو الميتة...
هذا ما قاله...
أو ما فهمته الأجهزة...
وبكل وضوح...
" ماذا قال؟!.."

ألقى الصارم الجالس في الركن السؤال، في شيء من العصبية، ولكن (جو) لم يلتفت إليه، مع شدة انتباهه لما رسمته الشاشة؛ فكرَّر سؤاله في عصبية أكثر، وهو ينهض من مقعده بحركة شبه حادة...

حركة جعلت ذلك الكائن يتراجع في توتر، وهو يطلق غمغمة عصبية، جعلت (جو) يلتفت إلى الرجل، قائلاً في حدة وصرامة:
- عد إلى مقعدك.
قالها (جو)، دون أن يهتم بكون ذلك الرجل هو حارسه...
بل دون حتى أن يشعر بهذا....

كانت تلك اللحظة، التي يحقَّق فيها ما بدا له أشبه بالمعجزة، في علم التعريف الصوتي، تطلق رجفة علمية قوية، في كل ذرة من كيانه، حتى أنه لم يكن مستعداً للتخلي عنها...
مهما كان الثمن...

ولكن أسلوبه هذا أغضب الرجل...
أغضبه، وجعله يندفع أكثر نحو (جو)، وجعل ذلك الكائن يتراجع أكثر، وجعل (جو) يصرخ في عصبية:
- قلت: عد إلى مقعدك.

وللعجب، توقف الرجل دفعة واحدة، وهو يتطلَّع إليه بعينين مشتعلتين... توقَّف، وبدا شديد الانتباه والاهتمام...
توقَّف في الواقع؛ لأنه تلقى تعليمات بهذا...


قال محاولاً تهدئته: لن يحدث هذا ثانية.. أعدك




ليس عبر صرخة (جو) أو عصبيته؛ ولكن عبر سمَّاعة دقيقة للغاية، مغروسة في فراغ أذنه اليسرى...

تعليمات صارمة، أتته من مصدر ما، وجعلته يتراجع، ويجلس مرة أخرى على مقعده...
وهنا فقط، استدار (جو) إلى ذلك الكائن، وقال محاولاً تهدئته:
- لن يحدث هذا ثانية.... أعدك.

تطلَّع إليه ذلك الكائن في شك واضح؛ ولكنه كررَّ عبارته، وهو يرسم على وجهه ابتسامة ما...
ابتسامة بدت مضطربة متوترة، ولكنها جعلت ذلك الكائن يعتدل، ويلقى نظرة حذرة على الرجل، الذي عقد ساعديه أمام صدره، وزم شفتيه، ولاذ بالصمت التام، قبل أن يشير إليه، ويهمهم بلغته غير المعروفة...

وبسرعة، نقل (جو) بصره إلى شاشة الجهاز...
" أهو القائد؟!..."
بدت العبارة واضحة للغاية، فأسرع (جو) بدفع برنامج الأجهزة لدراستها وتخزين مفرداتها، قبل أن يرفع عينيه إلى الكائن، مغمغماً:
- إنه مجرد حارس.

لم يرق هذا للرجل بالتأكيد؛ إلا أنه اكتفى بعقد حاجبيه، وزم شفتيه أكثر، ودون أن ينطق بحرف واحد...

وفي قلق، نظر إليه ذلك الكائن لحظة، ثم لم يلبث أن عاد ببصره إلى (جو)، وبدأ يتحدَّث بلسانه وذراعيه، في سرعة كبيرة، أربكت الأجهزة تماماً، فهتف به (جو):
- أبطأ أرجوك.... أبطأ
ولكن الكائن واصل حديثه في حماس، وكأنه لم يسمعه، فهتف (جو):
- أبطأ يا هذا.

التفت إليه الكائن بحركة حادة، وحدَّق فيه لحظة، أجبر (جو) خلالها شفتيه على الابتسام، وهو يقول:
- لا أستطيع متابعتك.
قالها، وهو يشير إلى شفتيه، ويحرَّك أصابع كفيه أمامهما، محاولاً أن يقرن قوله بحركات تحمل المعنى نفسه....

ولثوان، ظل ذلك الكائن يحدَّق فيه، ثم لم يلبث أن اقترب من الجدار الزجاجي، حتى كاد يلتصق به، ثم رفع يده، مشيراً إلى أعلى، وهو يتحدَّث ببطء...
بمنتهى البطء...

وفي هذه المرة، سجَّلت الأجهزة كلماته...
وحللَّتها...
ونقلتها إلى الشاشة...
وانعقد حاجبا (جو) بشدة...
" ماذا طلب بالضبط؟!...."

ألقى المسئول الأوّل هذا السؤال على (جو)، في اهتمام بالغ؛ فبدأ هذه الأخير شديد الحماس، وهو يجيب:
- خريطة فلكية.... يريد أن يحدد لنا موقع كوكبه.
تطلَّع المسئول، في شك وحذر، إلى المنحنيات التي طبعها (جو) عن شاشة أجهزته، وهو يتساءل:
- وأين هذا بالضبط؟!..

أشار (جو) إلى سطر من المنحنيات، وهو يقول بنفس الحماس:
- هنا.
نظر المسئول، في شك وحذر أكثر، إلى المنحنى المعقَّد، وانعقد حاجباه في شدة، وهو يحاول فهمه، قبل أن يعتدل، قائلاً في صرامة:
- لست أرى سوى منحنيات غير منتظمة.


حدَّق (جو) فيه، في دهشة مستنكرة، قبل أن يقول:
- ليست مجرد منحنيات.... إنها كلمات.
سأله الرجل في صرامة:
- بأية لغة؟..

شعر (جو) بصدمة علمية، جعلته يجيب في عصبية:
- بلغة العلم
تراجع الرجل، وهو يغمغم في توتر:
- لغة ماذا؟!..


أجابه في حدة:
- اللغة التي أحضرتموني هنا من أجلها... اللغة القادرة على تحويل أية أصوات مسموعة، إلى معان واضحة، بغض النظر عن مصدرها... اللغة الوحيدة، التي مكَّنتنا من فهم ما يقوله ذلك الكائن الـ....

قاطعه المسئول في صرامة:
- هذا ما تقوله أنت.
توقَّف (جو) ليحدَّق فيه بدهشة أكبر، قبل أن يرددَّ مستنكراً:
- ما أقوله أنا؟!..

هــزَّ المسئول كتفيه، وقال:
- ما أراه أنا، وما سيراه رؤسائي، مجَّرد منحنيات، لا توجد أية مراجع لترجمتها، وأنت المرجع الوحيد لها، وتتعامل معنا بصفتك الممثل لذلك الكائن، وليس لنا.
بدا (جو) شديد الدهشة والاستنكار، وهو يقول:
- أي قول هذا؟!...

شد المسئول قامته، وهو يجيب في صرامة:
- القول الأمني... مهمتي الأولى، هي الحفاظ على أمن (مصر) القومي، وهذا يتعارض مع اتخاذ أي إجراء، دون دراسته جيداً.

قال (جو) في حدة:
- وما الذي يتعارض مع الأمن القومي، في محاولة ذلك الكائن، تحديد موقع الكوكب الذي أتى منه!!

مال المسئول نحوه بحركة مباغتة، جعلت (جو) يتراجع في حدة، والمسئول يقول في صرامة:
- ومن أدراك أن هذا ما يستهدفه؟!..
حدَّق فيه (جو) لحظة أخرى، وقال حائراً، متوتراً:
- وما الذي يمكن أن يستهدفه سوى هذا؟!

أجابه في صرامة:
- تحديد موقع كوكبنا نحن
بدا الجواب سخيفاً للغاية، حتى أن (جو) عجز عن الكلام لحظات، قبل أن يقول في توتر:
- لقد وصل إلينا... أليس كذلك؟!

هــز المسئول كتفيه، وقال:
- ربما هو مجرد طليعة استكشافية، وسيرسل الآن موقع الكوكب، الذي وجد عليه مخلوقات عاقلة لقيادة كوكبه.

غمغم (جو) ذاهلاً:
- طليعة استكشافية؟!... هل تتصور أن مركبة فضائية بهذا الحجم، يمكن أن تقطع الفضاء، من كوكب مأهول إلى هنا بمفردها؟!

انعقد حاجبا المسئول، وهمّ بقول شيء ما، لولا أن اندفع مساعده إلى الحجرة، هاتفاً:
- الإسرائيليون يا سيدَّي.

التفت إليه الاثنان، وكان (جو) أوَّل من هتف في انزعاج:
- ماذا عنهم؟
شهق الرجل لسبب ما، قبل أن يهتف، في صوت ارتجف كل حرف منه:
- إنهم يهاجموننا.

واتسعت عينا (جو) في ذعر وذهول...
بلا حدود.

 
 

 

عرض البوم صور amedo_dolaviga   رد مع اقتباس
قديم 30-08-10, 07:50 AM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66537
المشاركات: 740
الجنس ذكر
معدل التقييم: amedo_dolaviga عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 53

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
amedo_dolaviga غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : amedo_dolaviga المنتدى : السلاسل الأخرى
افتراضي

 



لماذا يهاجم الإسرائيليون في رأيك يا سيادة الرئيس؟!




على عكس ما اعتاده، وصل السفير الأمريكي إلى قصر الرياسة منتفخ الأوداج، ودخل مكتب الرئيس مشدود القامة، ومدَّ يده يصافح الرئيس، قائلاً:
- يسعدني أن أبلغك في البداية تحيات الرئيس الأمريكي، يا سيادة الرئيس.

تجاهل رئيس الجمهورية اليد الممدودة إليه، وهو يقول في صرامة:
- أقماركم الصناعية رصدت ما يحدث في (سيناء) بالتأكيد.

رفع السفير رأسه، وأعاد يده إلى جواره، وهو يجيب:
- أمر طبيعي.

سأله الرئيس في صرامة، دون أن يدعوه للجلوس:
- أي أمر هو الطبيعي... ما يحدث في (سيناء)، أم رصد أقماركم الصناعية له؟!..

صمت السفير لحظات، قبل أن يجيب، وهو يضغط كل حرف من حروف كلماته:
- ربما كليهما.

رددَّ الرئيس في غضب:
- ربما؟!..

اكتسب صوت السفير بعض الصرامة، وهو يقول:
- أقمارنا الصناعية تراقب المنطقة كلها طوال الوقت؛ باعتبارها من أكثر المناطق سخونة في العالم، والإسرائيليون، عندما يهاجمون، فهم يحاولون دوماً حماية حدودهم، و...

قاطعه الرئيس بضربة قوية من قبضته على سطح مكتبه، قبل أن يهتف في غضب شديد:
- كفى.

تراجع السفير في دهشة مصدومة، وحدَّق في الرئيس، الذي واصل بنفس الغضب:
- لسنا هنا أمام مؤتمر صحفي، حتى تتلاعب على هذا النحو... كلانا يعرف جيداً حقيقة ما يحدث هناك... في (سيناء).... الإسرائيليون لا يهاجمون لحماية حدودهم... وعلى الرغم من اتفاقية السلام، بيننا وبينهم؛ فجيشنا مستعد دوماً لصد هجومهم، والتعامل معهم، على نحو مناسب، وأنتم تعلمون أن ما حدث عام 1967م، لا يمكن أن يتكرَّر أبداً..

انعقد حاجبا السفير الأمريكي، وهو يقول في عصبية:
- لماذا إذن يهاجم الإسرائيليون في رأيك، يا سيادة الرئيس؟!..

أجابه الرئيس في صرامة:
- محاولة للضغط علينا.
قال السفير في سرعة:
- من أجل ماذا؟!..

تراجع الرئيس في مقعده، وهو يقول بنفس الصرامة:
- من أجل ما تزعمونه، عن وجود مركبة فضائية غير أرضية هنا.
صمت السفير لحظات، ثم قال في بطء:
- ما نزعمه، أم ما رصدناه يا سيادة الرئيس؟!..

عاد الرئيس يضرب سطح مكتبه بقبضته، وهو يقول:
- أياً كان الأمر، فأنتم تدسون أنفكم في شئون داخلية..

صمت السفير لحظات أطول هذه المرة، ثم مال نحو الرئيس، وقال في حزم، يتنافى مع أصول اللياقة والدبلوماسية:
- هبوط مركبة فضائية على الأرض، ليس من الشئون الداخلية يا سيادة الرئيس... إنها مسألة أمن قومي أمريكي.

قال الرئيس في صرامة غاضبة:
- وماذا عن الأمن القومي المصري؟!..

اعتدل السفير بحركة حادة، وقال في صرامة:
- أظنكم تتعرضون لهجوم إسرائيلي، يهدد أمنكم القومي يا سيادة الرئيس.

قال الرئيس صارماً:
- وأنتم تستطيعون إيقاف هذا الهجوم.

هزّ السفير كتفيه، وقال في ثقة:
- ليس لديّ أدنى شك في هذا يا سيادة الرئيس.
قال الرئيس:
- والثمن طبعاً أن نسلمكم تلك المركبة الفضائية؟!..

أجابه في سرعة وحزم:
- والكائنات التي كانت داخلها.

بدا الرئيس أكثر غضباً، وهو يقول:
- وماذا لو رفضنا... رسمياً؟!..

أجابه السفير في صلف:
- سيتعرض أمنكم القومي للخطر.

قال الرئيس في صرامة شديدة:
- وماذا عن السيادة؟!..

رددَّ السفير في حذر، وكأنه لم يفهم ما تعنيه الكلمة:
- السيادة؟!..


أصدرت أوامري للجيش بالالتحام مع الإسرائيليين فوراً




نهض الرئيس بحركة حادة، وقال بمنتهى الصرامة:
- سيادتنا على أرضنا أيها السفير.... أمننا القومي نحن أهل لحمايته والذود عنه، وسيادتنا هي أساس وجودنا، ولن نسمح لأية قوى، مهما كانت، أن تهددها... لو أراد الإسرائيليون الحرب، فهي الحرب.... سنخوضها بكل قوتنا، وكل قطرة دم في عروقنا، وسندافع عن وجودنا وكياننا وسيادتنا على أرضنا، مهما كان الثمن.... أنتم والإسرائيليون فقط ستخسرون.

أنتم ستخسرون حليفاً قوياً، وهم سيخسرون اتفاقية سلام، ساعدتهم على الاستقرار لسنوات.... فلتكن الحرب أيها السفير.... أبلغ رئيس الولايات المتحدة بهذا... وليندم الخاسرون في النهاية...

احتقن وجه السفير، وهو يقول في عصبية:
- أهذا جواب نهائي؟!..

شدَّ الرئيس قامته، وعقد كفيه خلف ظهره، وهو يقول في صرامة شديدة، وحزم بلا حدود:
- دون ذرة من التردد.

ازداد احتقان وجه السفير، على نحو يوحي بأنه قد تلقى جواباً يخالف كل ما توقَّع الحصول عليه، وتراجع وهو يقول، في صوت محتقن كوجهه:
- سأخبر الرئيس بهذا.... فوراً.

ظلًّ الرئيس على وقفته، حتى غادر السفير الأمريكي المكان، ثم التفت إلى باب جانبي، مغمغماً:
- لقد سمعت كل شيء.

خرج مدير المخابرات من خلف الباب، وهو يغمغم في قلق:
- هذا ما توقعناه يا سيادة الرئيس.

أومأ الرئيس برأسه، قائلاً:
- لهذا أصدرت أوامري للجيش، بالالتحام مع الإسرائيليين فوراً.

صمت مدير المخابرات لحظات، ثم غمغم:
- وهل تعتقد أن الأمر يستحق إشعال حرب يا سيادة الرئيس؟!..

أجابه الرئيس في حزم:
- نحن ندافع عن سيادتنا على أرضنا، وليس عن مركبة أتت من الفضاء يا مدير المخابرات..

عاد مدير المخابرات إلى صمته بضع لحظات، قبل أن يهزَّ رأسه، قائلاً:
- كجزء من عملنا، وضعنا أكثر من تصوَّر، عن انتهاك الإسرائيليين لاتفاقية السلام، ومبادرتهم بالهجوم، ووضعنا عدة سيناريوهات محتملة لكل تصوَّر، ولكننا في الواقع لم نتخيَّل لحظة واحدة، ذلك الذي حدث.

تنهد الرئيس، قائلاً:
- ومن كان يتوقعَّه؟!...
ران الصمت على كليهما بعد عبارته، وطال بعض الوقت، قبل أن يقول الرئيس في حزم:
- متى يصل وزير الدفاع؟!..
أجابه مدير المخابرات:
- إنه في الطريق إلى هنا... كان عليه أن يتواجد في غرفة العمليات الرئيسية، فور وقوع الهجوم.

صمت الرئيس لحظات أخرى، ثم قال في صرامة:
- لقد كنت أعني كل كلمة قلتها للسفير.... هم الذين سيخسرون بسبب هذا.
غمغم مدير المخابرات:
- بالتأكيد.

ثم أضاف، وهو يلتفت إلى الرئيس:
- ولكن خبرتنا مع الأمريكيين، تؤكد أنهم لن يكتفوا بهذا، ولن يتوقَّفوا عن التهديد.
التفت إليه الرئيس بدوره، يسأله في اهتمام وقلق:
- ماذا تتوقَّع أن يفعلوا؟!..

أجابه في حزم:
- عملية مخابرات.

انعقد حاجبا الرئيس، وهو يقول مرددَّاً:
- عملية مخابرات.


واصل مدير المخابرات في حزم:
- سيسعون بكل السبل، لمعرفة موقع المركبة الفضائية، ثم سيعدون خطة انتحارية للاستيلاء عليها.
تساءل الرئيس:
- من داخل حدودنا؟!..

أومأ مدير المخابرات برأسه إيجاباً، وقال:
- ربما كان الهجوم الإسرائيلي مجرَّد تحويل انتباه، عن الهدف الفعلي، أو ....
ارتفع رنين هاتفه الخاص في هذه اللحظة،
فبتر عبارته، وقال:
- هل تأذن لي يا سيادة الرئيس.... هذا الهاتف لا يتصل به أحد، إلا عند حدوث أمر جلل.

أشار إليه الرئيس أن يجيب الهاتف؛ فالتقطه في سرعة، واستمع إلى محدَّثه في اهتمام، قبل أن ينعقد حاجباه في شدة وتوتر، سرعان ما انتقلا إلى الرئيس نفسه...
هذا لأن انفعاله كان يعني أن ما يتلقاه أمر بالغ الخطورة....
إلى أقصى حد.

******************



لم يشعر (جو)، في حياته كلها بالغضب، مثلما شعر به في تلك اللحظة، وهو يجلس أمام رجل الأمن، الذي يرفض -وبإصرار- فكرة إحضار الخريطة الفلكية لذلك الكائن، القادم من أعماق الكون....

وبكل غضبه هذا، وجد نفسه يهتف في حدة:
- ما تفعله يتعارض تماماً مع الأمن القومي.

ارتسمت على شفتي الرجل ابتسامة ساخرة، وتراجع في مقعده، قائلاً في لهجة، حملت الكثير من ابتسامته:
- وما أدراك أنت بالأمن القومي؟!..

أجابه بنفس الحدة:
- ما أعلمه هو أن ضرورات الأمن القومي... أي أمن قومي، هي حماية المجتمع، وتأمين الأفضل له.
مطّ الرجل شفتيه، وقال:
- مفهوم ساذج محدود.

تابع (جو)، متجاهلاً تعليقه المستفز:
- وعدم تعريض البلاد للخطر.

انعقد حاجبا الرجل، وزالت ابتسامته الساخرة، واعتدل مائلاً نحو (جو)، في حركة حادة، وهو يقول في غلظة:
- ما تطلبه أنت، هو ما يعرض البلاد للخطر.

هتف (جو) في ثورة:
- هذا ما تراه بعيون الأمن العمياء.

بدا الرجل لحظة، وكأنه سينفجر في وجهه، إلا أنه لم يلبث أن تراجع في بطء، وهو يقول في صرامة:
- دعني أتفق معك على أن عيون الأمن عمياء؛ لأنها لا ترى سوى الحقيقة، ولا شيء سواها... تماماً مثل ذلك الرمز الأمريكي للعدالة العمياء، وهو يعني لديهم أن القانون لا يفرق بين البشر.... كلهم عنده سواء.

واصل (جو) حديثه بنفس الحدة:
- أما أنتم فعيونكم عمياء؛ لأنكم لا ترون الدنيا إلا بمنظور أمني بحت... وحتى في هذا، لا تحسنون منظوركم؛ فالأمن ليس قوة وسيطرة فحسب... الأمن هو خدمة وحماية أيضاً كما يقول الأمريكيون، وكما يؤكَّد دستورنا هنا في (مصر)، ولكنكم مصابون بلوثة أمنية، تجعلكم في حالة دائمة من الوسواس القهري، تكاد تبلغ حد الهلوسة.

قال الرجل في صرامة شديدة:
- احترس لما تقوله يا هذا.

ولكن (جو) واصل على النحو نفسه، غير مبال بما سمعه:
- لقد أخرستم داخلكم صوت العلم والمنطق تماماً، وصرتم تتعاملون بتشنج عجيب، وكأن كل من يحيطون بكم من الأعداء حتى نسيتم أنكم جزء من هذا الشعب، و....
قاطعه الرجل بمنتهي الصرامة، وهو يرفع راحته في وجهه:
- كفى.

ثم تراجع في مقعده أكثر، وظل يحدَّق في وجهه لحظات، قبل أن يسأله في صرامة:
- لماذا في رأيك يطلب هذا الشيء خريطة كونية؟!..

أجابه في سرعة ولهفة:
- ليحدد لنا موقع كوكبه على الأرجح.

عاد حاجبا الرجل ينعقدان بعض الوقت، في تفكير عميق هذه المرة، قبل أن يعتدل، قائلاً في حزم:
- لابد من تأكيد هذا الرأي.

قال (جو) في حماس:
- أنا واثق منه تماماً، وما سجله الجهاز يقول:
قاطعه الرجل في صرامة:
- نحتاج إلى تأكيد آخر.

تراجع (جو) في توتر، وهو يقول:
- يمكنني أن أطرح عليه السؤال مرة أخرى.
مال الرجل نحوه كثيراً هذه المرة، وقال في صرامة أكبر:
- عندما قلت: إننا نحتاج إلى تأكيد آخر، كنت أعني مصدراً آخر.

سأله (جو)، وقد بدأ يستعيد عصبيته:
- مثل ماذا؟!..

ضرب الرجل سطح المكتب الذي يفصلهما بقبضته، وهو يجيب في حزم:
- بل مثل من..
ثم عاد يعتدل، مضيفاً في قوة:
- نحتاج إلى مصدر علمي موثوق به.



إنذار عام.... المكان يتعرض للهجوم




شعر (جو) بشيء من الإهانة في العبارة، ولكنه ابتلعها، وهو يقول في توتر:
- من تقترح؟!..

أجابه في سرعة، توحي بأن الجواب حاضر لديه منذ البداية:
- دكتور (أحمد زهير)... المستشار العلمي لسيادة الرئيس
تضاعف توتر (جو)، وهو يقول:
- الدكتور (زهير) شخصية عالمية معروفة، ولكنه ليس عالماً فلكياً.
أجابه الرجل في صرامة:
- ولا أنت كذلك.

ثم عاد يميل، مضيفاً في حزم:
- ولكنه المستشار العلمي للرئيس، وهو الذي اقترح اسمك في البداية، وقراره وحده، يمكن أن يحسم هذا الأمر.
وعلى الرغم من التوتر الشديد، الذي يشعر به (جو)، أو بسببه، صمت بضع لحظات طوال، وهو يتطلَّع إلى الرجل، قبل أن يقول في خفوت، وهو يبذل جهداً خارقاً، للسيطرة على توتره:
- ومتى يمكن هذا؟!..

هزَّ الرجل كتفيه، قائلاً:
- وما وجه السرعة.
جاء الدور على حاجبي ( جو )، لينعقدا في قوة، وهو يقول في صرامة:
- وتقول إن أقصى ما يهمك هو الأمن القومي؟!

تراجع الرجل في حركة عجيبة، وكأنه تلقى إهانة عنيفة، في حين واصل (جو) غاضباً:
- إنك حتى لا تتبع أبسط قواعد الحفاظ على الأمن القومي، الذي تدَّعى فهمك له.
هتف الرجل في غضب:
- احترس يا هذا.

ولكن (جو) تابع، وغضبه يتزايد حدة:
- هل تعتقد أيها العبقري، أن مكاناً كهذا يمكن أن يخفي سراً بالغ الخطورة، مثل سقوط مركبة فضائية، وأسر مخلوق حي منها؟!... هل تعتقد أن هذا قد يحدث طويلاً، بما يكفي لإضاعة الوقت؟!..
قال الرجل في صرامة غاضبة حادة:
- أنت لا تعرف أي مكان هذا؟!..

صاح فيه (جو) في غضب:
- وأنت لا تعلم ما الذي يمكن أن تفعله أية دولة، للفوز بما تحتفظون به هنا؟!..
لوَّح الرجل بقبضته في وجه (جو)، هاتفاً:
- أتحداك أن...


قبل أن يتم عبارته، دوت فجأة صفارات إنذار قوية في المكان، وأضيئت حواف السقف كلها بلون أحمر، على نحو متقطع، وارتفع صوت خشن، يهتف:
- إنذار عام... إنذار عام.... المكان يتعرض للهجوم.... إنذار عام...
بدا (جو) شديد الغضب والانفعال، وهو يهتف:
- في أي شيء كنت تتحداني.

هب الرجل من مقعده، وألقى عليه نظرة عصبية، ثم وثب نحوه، وجذبه من مقعده، هاتفاً:
- أسرع.

راح (جو) يعدو خلفه، دون أن يعلم ماذا سيحدث، ولكنه هتف في جزع:
- وماذا عن (موجال)؟!..

هتف الرجل، دون أن يلتفت إليه:
- من؟!..

أجابه في ارتياع:
- ذلك الكائن القادم من (ميروز)... هل سنتركه هنا خلفنا؟!..
صاح الرجل، وهو يجذبه إلى ما بدا أشبه بمصعد كبير:
- كلا بالطبع... سيلحق بنا.

صرخ (جو)، وهو يدلف معه إلى المصعد:
- كيف؟!

صاح الرجل، في لهجة تشف عن شدة توتر وحساسية الموقف:
- اترك هذا لنا.

ومع آخر كلماته، سمع (جو) دوي الانفجار...
وارتجفت كل خلية في جسده...
بمنتهى العنف.

 
 

 

عرض البوم صور amedo_dolaviga   رد مع اقتباس
قديم 30-08-10, 07:52 AM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66537
المشاركات: 740
الجنس ذكر
معدل التقييم: amedo_dolaviga عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 53

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
amedo_dolaviga غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : amedo_dolaviga المنتدى : السلاسل الأخرى
افتراضي

 



سيدي الرئيس إنني أتقدم باستقالتي فوراً




بدا وجه مدير المخابرات شاحباً للغاية، وهو يمسك سماعة الهاتف في قوة تشفّ عن مدى خطورة ما تلقاه عبرها...
وبكل التوتر، هتف به الرئيس:
- ماذا هناك يا رجل؟!

استدار مدير المخابرات محدقاً فيه لحظة، قبل أن ينتفض وكأنه ينتزع نفسه من صدمة عنيفة شفت عن نفسها في صوته الشديد التوتر وهو يقول:
- مقر الطوارئ السري

خَفَت صوت الرئيس وهو يسأله:
- ماذا عنه؟!

ازدرد مدير المخابرات لعابه في صعوبة قبل أن يجيب:
- إنهم يقتحمونه.

ارتد الرئيس المصدوم وهو يهتف مستنكراً: يقتحمونه؟!.. من؟!.. وكيف؟!
أجابه مدير المخابرات في سرعة:
- الإسرائيليون.

ثم تراجع في سرعة أكبر مستدركاً:
- وربما الأمريكيون.
اتسعت عينا الرئيس، وهو يغمغم:
- مستحيل!

ثم استحالت دهشته إلى غضب شديد، وهو يستطرد هاتفاً:
- أيا كانت ماهيتهم؛ فهذا أمر شديد الخطورة إلى أقصى حد يا مدير المخابرات...

غمغم مدير المخابرات في توتر شديد:
- أعلم هذا ياسيادة الرئيس.

ولكن الرئيس واصل وكأنه لم يسمعه:
- إننا نتحدث عن مقر الطوارئ السري.. أعظم سر في أي دولة.. المقر الذي ينبغي أن يلجأ إليه النظام كله، في حالات الطوارئ القصوى.. المقر الذي كان يمكن أن أكون فيه أنا الآن، لو حدث هجوم شامل على (مصر).

اعتدل مدير المخابرات وهو يقول في حزم:
- هناك حل بديل يا سيادة الرئيس.

صاح الرئيس في غضب:
- ليست هذه هي المشكلة.. المشكلة الرئيسية والأساسية والأكثر خطورة هي أنهم يعلمون أين هو المقر السري.. هذا يعني أن هناك اختراقاً داخلياً، وعلى أعلى المستويات يا مدير المخابرات.. اختراق كشف أدق وأخطر أسرار الدولة كلها.

انعقدا حاجبا مدير المخابرات في شدة، وشد قامته في وقفة عسكرية صارمة اعتادها منذ زمن طويل وهو يقول في حزم عسكري:
- سيدي الرئيس إنني أتقدم باستقالتي فوراً و...

صاح فيه الرئيس في غضب:
- ليس في مثل هذا الموقف

ازداد انعقاد حاجبي مدير المخابرات، ومط شفتيه في توتر وأسف؛ في حين عقد المدير كفيه خلف ظهره وشد قامته بدوره وقال في صرامة قائد يقود معركة شديدة الخطورة:
- إننا نواجه حرباً مزدوجة الآن تقودها أكبر دولة في العالم، مستعينة بترسانتها العسكرية الجبارة وتكنولوجيتها التي لا ينافسها فيها أحد ومخلبها المتمثل في (إسرائيل)، وكل من يتعاون معها، وعلينا أن نواجه هذه الحرب التي امتدت على الرغم منا، وربما منهم أيضاً إلى الجبهة الداخلية.

غمغم مدير المخابرات:
- مقر الطوارئ خارج الحدود السكنية يا سيادة الرئيس.
أجابه الرئيس في صرامة:
- ولكنه في عمق (مصر)

وصمت لحظات بعدها فلاذ مدير المخابرات بالصمت بدوره ليمنح الرئيس فرصة التفكير واتخاذ القرار، وطال صمتهما قرابة الدقيقتين قبل أن يلتفت إليه الرئيس، قائلاً في حزم:
- مادامت الحرب فسننتقل حالاً وفوراً إلى غرفة العمليات، وسننضم إلى وزير الدفاع والقادة لنواجه معهم ذلك الخطر الذي يواجه مصرنا.

قال مدير المخابرات في سرعة وحزم:
- فوراً يا سيادة الرئيس

ثم تردد لحظة قبل أن يستطرد:
- ولكنني ما زلت أطرح السؤال نفسه

واقترب خطوتين من الرئيس قبل أن يضيف:
هل يستحق الأمر كل هذا؟!
"بالطبع.."..


دوى انفجار قوي




هتف رجل الأمن بالكلمة وهو يعدو مع (جو) عبر ممر طويل، ثم أضاف وقد بدأ يلهث من فرط الانفعال:
- صحيح أن هذا المكان يعد من أخطر أسرار الدولة؛ ولكنه ليس آخر محطة سرية هنا.

هتف (جو) في انفعال أكثر ولهث أكثر:
- ولكنهم يقتحمونه، وهذا يعني أنهم توصلوا إليه فكيف يكون أخطر أسرار الدولة؟!

انعقد حاجبا الرجل في توتر وهو يقول:
- لديهم حتماً تكنولوجيا شديدة التطور يمكنها عبر أقمارهم الصناعية سبر أغوار الأرض

توقف (جو) دفعه واحدة حتى أنه كاد يسقط على وجهه ويقول:
- أغوار الأرض؟! ..هل تعني أننا هنا في..

قاطعه الرجل في صرامة وهو يجذبه إلى ممر جانبي آخر:
- إنك تلقي الكثير من الأسئلة.

قال (جو):
- لست العدو.. العدو هناك.. يقتحم المكان.

بدا صوت الرجل شديد الغضب وهو يقول:
- إنه يسعى خلف ذلك الكائن الفضائي.

اتسعت عينا (جو) وعاد يتوقف دفعة واحدة وهو يهتف في عصبية ملتاعة:
- وتركناه خلفنا؟!

صاح به الرجل وهو يجذبه مرة أخرى نحو ذلك الممر الجانبي:
- لا تقلق نفسك بشأنه.

جذب (جو) يده في حدة وهو يصرخ:
- هل جننت؟

ثم استدار يعدو عائداً وهو يواصل صراخه:
- لن نتركه خلفنا أبداً... أبداً.

صرخ الرجل خلفه في صرامة غاضبة:
- إياك أن تفعلها.

كان (جو) يعدو بكل قوته عبر الممر ولكن رجلان قويان اعترضا طريقه وحاول هو تفاديهما ولكنهما كبلا حركته في قوة وهتف الرجل الأول في غضب صارم:
- أعيداه إلى هنا.

راح (جو) يقاومهما في عنف وهو يصرخ: لا.. لا ينبغي أن نتخلى عنه.. إنه أكبر اكتشاف علمي في التاريخ.
أجابه الرجل في صرامة وهو يستقل عربة أشبه بعربات ملاعب رياضة الجولف:
- إنه أكبر كارثة عرفتها مصر.

قال (جو) وهم يضعونه داخل العربة بالقوة:
- وهل تعتقد أنهم سيفعلون كل هذا للفوز بكارثة؟!.. إنه يحمل لنا من التكنولوجيا ما يسمح لنا بالتفوق عليهم يا هذا، وهذا بالضبط ما يسعون لمنعنا من الوصول إليه.

انطلق الرجال بالعربة ورجل الأمن يقول في صرامة:
- يمكنهم الحصول عليه.

اتسعت عينا (جو) في ذهول وهو يهتف:
- ماذا تقول يا هذا؟!

صمت الرجل لحظات وهو ينطلق بالعربة في سرعة تفوق ضعف سرعة مثيلاتها عبر الممر الطويل ثم لم يلبث أن قال في حزم:
- ولكنهم لن يحصلوا على أي شيء منه.

وانعقد حاجباه في شده مع إضافته الصارمة:
- أي شيء

اتسعت عينا (جو) أكثر للعبارة فهتف وهو يرتجف انفعالاً:
- لماذا؟!.. لماذا لن يحصلوا منه على أي شيء؟!

تجاهل الرجل سؤاله تماماً وهو يضغط أزرار شاشة صغيرة في لوحة قيادة العربة فهتف (جو) بكل توتر الدنيا:
- لماذا يا هذا؟!

مع آخر حروف كلمته الأخيرة دوى من خلفه انفجار قوي...
انفجار دفع العربة كلها إلى الأمام لتتجاوز الممر إلى ساحة واسعة لها نفس تكوين تلك القاعة القديمة...
وبكل ذعره التفت (جو) خلفه..
ورأى..
وانتفض في قوة ..

لقد كان الممر الذي تجاوزوه على التو ينهار ويحترق...
وعلى نحو بشع مخيف..

ولقد واصل الرجل انطلاقه بالعربة متجاوزاً تلك الساحة الواسعة إلى ممر آخر أغلق خلفهم فور عبورهم فاتسعت عينا (جو) مرة أخرى وهو يغمغم في ذهول:
- أأنت واثق في أنه لدينا هذا في (مصر)؟!

أجابه الرجل في صرامة وهو يخفض سرعة العربة:
- التكنولوجيا متاحة لكل من يمكنه دفع ثمنها.

حدق فيه (جو) لحظة محاولاً استيعاب الأمر ثم لم يلبث أن هز رأسه في قوة، ثم عاد يسأل في إلحاح:
- لماذا لن يحصلوا منه على شيء؟!

أوقف الرجل السيارة والتفت إليه قائلاً في حزم:
- لا أحد يمكنه الحصول على شيء.
ثم مال نحو (جو) مضيفاً:
من جثة.

وانتفض جسد (جو) انتفاضه قوية عنيفة، وهو يحدق فيه بعينين بلغتا أقصى اتساعهما..
فما سمعه كان صدمة..
صدمة مدمرة..
جداً.



******************





ماذا حدث؟!... ماذا أصاب (جو)؟!




انتفض جسد (إيناس) في عنف شديد، مع دوي الانفجار الثاني، وتضاعف انهمار الدموع من عينيها، وهي تسأل الرجل، الذي يقود عربتهما الصغيرة، عبر ممر طويل:
- ماذا حدث؟!... ماذا أصاب (جو)؟!..

كان الرجل يبدو متوتراً، وهو يجيب:
- اطمئن... كل شيء تحت السيطرة.
هتفت منهارة:
- أية سيطرة؟!... إنه الانفجار الثاني، والكل يعدو مبتعداً، والخطر يحفر ملامحه في وضوح على وجوه الجميع، وأوّلهم أنت؛ فكيف يتفق هذا مع كلمة سيطرة؟!..

بدا أكثر صرامة، وهو يقول:
- لا تجعلي المظاهر تخدعك يا سيدتي... الأمور بالفعل تحت السيطرة.
سألته، في لهجة أشبه بالضراعة:
- وماذا عن (جو)؟!

سألها، مستعيداً توتره:
- ماذا عنه؟!
انهمرت الدموع من عينيها، وهي تسأله، وقد خَفَت صوتها، وكأنها تخشى الإفصاح عما بها:
- أهو بخير؟!..

صمت الرجل لحظات، قبل أن يجيب في حزم:
- أنا واثق من أنه كذلك.
سألته بلهجة باكية:
- ومن أين تستمد ثقتك هذه؟!

أجاب في سرعة هذه المرة:
- لأنه يمثل أهمية كبيرة لنا، وفي هذه الحالة، تكون الأولوية لحمايته، والحفاظ على حياته.
غمغمت مرتجفة:
- ولكنهم يقتحمون المكان.

أجاب في صرامة:
- هذا لا يهم.
قالت في توتر أكثر:
- ولكنك أخبرتني أنه أكثر الأماكن أمناً في (مصر)
أجاب في حزم وحسم وثقة:
- إنه كذلك.

رمقته بنظرة شك كبيرة؛ فلم يزد عن أنه قال في حزم أكبر:
- اطمئني.
" وكيف أطمئن؟!... "

ألقى رئيس الجمهورية السؤال؛ فشد مدير المخابرات قامته، وقال:
- على الرغم من أن ما حدث كان مفاجأة يا سيادة الرئيس، وعلى الرغم من أن ذلك الهجوم يخالف كل القوانين والأعراف الدولية؛ إلا أنه من العسير القول بأنه لم يكن متوقعاً.

التقى حاجبا الرئيس، وهو يسأله:
- وهل كنتم تتوقعونه؟!
هز الرجل كتفيه، مجيباً:
- لم يكن احتمالاً قريباً؛ إلا أننا، وكعادتنا في جهاز المخابرات، نضع دوماً سيناريوهات مسبقة، لكل الاحتمالات، حتى النادر والضعيف منها.


واضح أنه كائن غير أرضي




سأله الرئيس في توتر:
- كنتم تضعون سيناريو لهذا إذن؟!
أومأ مدير المخابرات برأسه، قائلاً:
- بالتأكيد يا سيادة الرئيس... سيناريو الهجوم على المقر السري الاحتياطي موضوع من أيام الرئيس السابق.
تطلع إليه الرئيس لحظات في صمت، ثم اتجه إلى مكتبه، وجلس خلفه، يسأله في صرامة:
- ولماذا لم يتم إطلاعي عليه مسبقاً؟!...

أجابه مدير المخابرات في سرعة:

- لقد أكدنا لفاخمتكم أن المقر السري آمن تماماً، ولم نرد إرهاق ذهنكم بالتفاصيل، فنحن نعرف مدى مشغولياتكم الدائمة.

صمت الرئيس لحظات؛ لاستيعاب الأمر، ثم عاد يسأل في اهتمام صارم:

- ماذا سيحدث الآن إذن؟!..

أجابه في حزم، وهو يشد قامته أكثر:

- سيتم الانتقال إلى مقر سري بديل فوراً.
مال الرئيس إلى الأمام، وسأل:
- وماذا عنه؟!..

مال مدير المخابرات برأسه جانباً، وعيناه تحملان نظرة متسائلة، فتابع الرئيس في صرامة:

- ماذا عن ذلك الكائن؟!..

قال مدير المخابرات في حذر:

- لقد شنوا الهجوم من أجله.
سأله الرئيس، في صرامة أكثر:
- وهل سيحصلون عليه؟!..
أومأ مدير المخابرات برأسه، مجيباً:
- بالتأكيد.

تراجع الرئيس بحركة حادة مستنكرة، فاستدرك مدير المخابرات في سرعة كبيرة:

- ولكن جثة هامدة.

اتسعت عينا الرئيس، وهتف مستنكراً:

- بعد كل هذا؟!

تراقصت ابتسامة باهتة، على ركن شفتي مدير المخابرات، وهو يقول:

- اطمئن يا سيادة الرئيس.

وصمت لحظة، ثم أردف في حسم:

- كل شيء تحت السيطرة.

"إذن فقد نجحتم..."

ألقى الرئيس الأمريكي السؤال في اهتمام بالغ، عبر جهاز اتصال فائق التطور، فأجابه رئيس فريق الاقتحام، من داخل المقر السري:
- بالطبع يا سيادة الرئيس... تكنولوجيتنا تفوق كل ما لديهم من تكنولوجيا ألف مرة على الأقل... أقمارنا الصناعية الاستكشافية حددت الفراغ تحت رمال الصحراء في وضوح، وأساليب التعمية والشوشرة جعلتنا نفاجئهم بالهجوم، وأسلحتنا....

قاطعه الرئيس الأمريكي بنفاذ صبر:

- أعرف كل هذه التفاصيل يا رجل... السؤال هو: هل حصلتم على ما نبتغيه من وراء كل هذا.

وقف رئيس فريق الاقتحام يتأمل الشظايا الكبيرة، التي انتشرت على مساحة واسعة، داخل تلك القاعة نصف المتهدمة، وقال في غضب واضح:

- من الجليّ أنهم قد نسفوا المركبة الفضائية مع الاقتحام... حماقتهم جعلتهم يفضلون تدميرها، على وقوعها في قبضتنا.

هتف الرئيس الأمريكي في حنق:

- أغبياء.

ثم حاول تمالك أعصابه، وهو يستطرد:

- وماذا عن ذلك الكائن الفضائي؟!..
أدار رئيس الفريق عينيه في المكان، توقف بصره عند كومة شبه بشرية، داخل ما بدا وكأنه بقايا قفص زجاجي، وغمغم في توتر:
- إنه هنا.

ثم تقدم نحو بقايا القفص الزجاجي في خطوات سريعة، قبل أن ينعقد حاجباه في شدة، ويقول في عصبية:

- ولكنه...
لم يتم عبارته، فهتف به الرئيس الأمريكي، عبر جهاز الاتصال الفائق:
- ولكنه ماذا؟!..

مضت لحظات من الصمت، ثم أجاب الرجل، في مرارة عصبية:

- ولكنه جثة هامدة.

بدا الرئيس الأمريكي كالمصعوق، وهو يهتف:

- جثة ماذا؟!..

انحنى رئيس فريق الاقتحام يفحص جثة الكائن الفضائي، وهو يقول في غضب:

- واضح أنه كائن غير أرضي، ومن الواضح أن ذلك الانفجار، الذي نسف المركبة الفضائية، قد أطاح به أيضاً.


بدا الرئيس الأمريكي شديد الغضب، وهو يقول:
- أية حماقة هذه؟!... يدمرون أعظم اكتشافات القرن، خوفاً من وقوعها في أيدينا؟!..

غمغم رئيس فريق الاقتحام، وهو يلتقط بضعة صور لجثة الكائن الفضائي، ويرسلها عبر جهاز الاتصال نفسه إلى الرئيس:

- كان ينبغي أن نتوقع هذا، من قوم يجهلون قيمة التكنولوجيا والكشوف الحديثة، و...
لم يستطع إتمام عبارته، مع ذلك الدوار الذي شعر به، فصمت لحظات، قبل أن يقول في عصبية:
- شيء ما يحدث هنا يا رجل.

قالها، وهو يستدير إلى رجاله، قبل أن ينتفض جسده، وتتسع عيناه عن آخرهما...

فما رآه أمامه، لم يكن أبداً مل يتوقعه، أو حتى يتخيله....
أبداً..

 
 

 

عرض البوم صور amedo_dolaviga   رد مع اقتباس
قديم 30-08-10, 07:55 AM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66537
المشاركات: 740
الجنس ذكر
معدل التقييم: amedo_dolaviga عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 53

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
amedo_dolaviga غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : amedo_dolaviga المنتدى : السلاسل الأخرى
افتراضي

 



انتظر حتى يأمر فخامة الرئيس بدخولك (رسوم: فواز)




على عكس موقفه السابق، بدا السفير الأمريكي شديد التوتر والعصبية، وهو يجلس في انتظار مقابلة الرئيس هذه المرة...
ولقد طال انتظاره لساعة كاملة، بلغ خلالها توتر أعصابه مبلغه؛ حتى أنه تجاوز حدوده الدبلوماسية، وسأل مدير مكتب الرئيس في عصبية:
- هل سأنتظر طويلاً؟!..
أجابه مدير مكتب الرئيس في صرامة:
- حتى يأمر فخامة الرئيس بدخولك.

سأله السفير في عصبية:
- ومتى يفترض أن يحدث هذا؟!..
أجابه مدير المكتب، في صرامة أكثر مكرراً:
- عندما يأمر فخامة الرئيس.

فقد السفير أعصابه، على عكس ما تقتضيه الدبلوماسية، وقال في شيء من الحدة والتوتر:
- لقد طلب مني الرئيس الأمريكي..
قاطعه مدير مكتب الرئيس، في صرامة قاسية هذه المرة:
- أنت هنا في مكتب الرئيس المصري.

أطبق السفير شفتيه، فور سماعه العبارة، وغمغم في خفوت:
- مع احترامي لفخامة الرئيس، ولكنكم تعلمون أن الأمر عاجل.
أبعد مدير المكتب بصره عنه، وقال بنفس الصرامة:
- عليك أن تصبر، حتى يأمر فخامة الرئيس.

عض السفير الأمريكي شفتيه، في محاولة للسيطرة على توتره، وهو يغمغم:
- فليكن... سأصبر.

مضت سبع دقائق أخرى، قبل أن يرتفع أزيز جهاز الاتصال الخاص، أمام مدير المكتب، الذي التقطه في سرعة، وهو يقول:
- أوامرك يا فخامة الرئيس.

انتبه السفير في توتر، في حين استمع مدير المكتب لحظات، ثم أشار إليه، قائلاً:
- تفضل... سيستقبلك فخامة الرئيس الآن.

نهض السفير في سرعة، وعدل ملابسه في عجالة، وهو يندفع نحو مكتب الرئيس، ولم يكد يعبر بابه، حتى توقف في توتر مضاعف، يتطلع إلى مدير المخابرات في قلق، فابتسم هذا الأخير، وقال:
- تفضل يا سيادة السفير.

رفع الرئيس عينيه إلى السفير، وقال في صرامة:
- أتيت بشأن رجالكم...أليس كذلك؟!..
كان السفير يشعر بتوتر شديد، وهو يقول:
- لا يوجد -رسمياً- ما يثبت أنهم رجالنا يا سيادة الرئيس.

تراجع الرئيس في مقعده، وهو يقول:
- حقاً؟!..
قال السفير، في توتر أكبر:
- لست أظنهم يرتدون الزيّ الرسمي لقواتنا، ولا يحملون أية أوراق، تثبت أنهم...

- قاطعه الرئيس في صرامة:
فليكن... لقد هاجمونا، وأمكننا أسرهم، وربما قضوا نحبهم، أثناء محاولة إلقاء القبض عليهم.
هتف السفير مذعوراً:
- هل أعدمتموهم؟!..
أجابه مدير المخابرات هذه المرة:
- ماداموا ليسوا رجالكم؛ فلا شأن لكم بهذا.
قال السفير في عصبية:
- ولكن معاهدة (جينيف) للأسرى، تحتم ألا....
قاطعه الرئيس في صرامة قاسية:
- لا يوجد ما يثبت أنهم قد وصلوا إلى أرضنا.
ثم مال إلى الأمام في حركة حادة، مستطرداً:
- أليس كذلك أيها السفير؟!..

نقل السفير بصره، في توتر بالغ، بين الرئيس ومدير المخابرات، قبل أن يقول، في انكسار واضح:
- لقد أوقفنا الهجوم الإسرائيلي، دلالة على حسن النوايا.
أشار الرئيس إلى مدير المخابرات، الذي قال في صرامة:
- قدرتكم على إيقاف الهجوم، تعني قدرتكم على إشعاله، وكان ينبغي أن تدركوا أن (مصر) قادرة على صد هجوم الإسرائيليين، وأن شعبها ليس مستعداً لفقدان شبر واحد من أرضه مرة أخرى، وسيدافع عن كيانه، مهما كانت التضحيات.

نظر إليه السفير لحظات في مقت، ثم التفت إلى الرئيس، قائلاً بكل توتر الدنيا:
- سيادة الرئيس... لقد فهمت الرسالة، وسأعاود الحوار بأوراق مكشوفة ودون مواربة هذه المرة.
أشار إليه الرئيس، قائلاً:
- هات ما عندك.
سأله السفير في توتر:
- دعني أطمئن أولاً على أحوال رجالنا.

انعقد حاجبا الرئيس في صرامة، وهو يقول:
- تعترف إذن أنهم رجالكم.
شد السفير قامته وقال، دون أن يفارقه توتره:
- وعدْتُ أن أتعامل بأوراق مكشوفة يا سيادة الرئيس.


لم تتركوا لنا سبيلاً سوى هذا (رسوم: فواز)




ابتسم مدير المخابرات في ظفر، وشد قامته على نحو عسكري، وقال في حزم:
- رجالكم بخير... لقد اقتحموا أحد مواقعنا السرية، وحاولوا العبث بأمننا القومي؛ ولكننا، على عكس توقعاتهم، كنا نتوقع هذا؛ بل وننتظر حدوثه..

سأله السفير، بنفاد صبر:
- ماذا أصابهم؟!..
صمت مدير المخابرات لحظة، قبل أن يجيب في حزم ظافر:
- فقدوا وعيهم.
تراجع السفير كالمصعوق، وهو يهتف مستنكراً:
- رجالنا؟!..

تابع مدير المخابرات، وكأنه لم يسمعه:
- خدرناهم داخل المقر، بغاز عديم اللون والرائحة... غاز استنشقوه، دون حتى أن يشعروا بهذا.
أشار إليه الرئيس، فابتسم، متابعاً:
- ومازلنا نحتفظ بذلك الفيلم، الذي نقل لنا ذهول قائدهم، عندما استدار؛ ليجدهم فاقدي الوعي... ومن حسن حظه أن ذهوله لم يستغرق كثيراً؛ فقد لحق بهم بعد لحظات قليلة.

مال السفير الأمريكي، محاولاً بث شيء من الحزم في صوته:
- ليس قبل أن يخبرنا بما فعلتموه.
صمت مدير المخابرات والرئيس لحظات، ثم كان الرئيس هو من تحدث، قائلاً:
- ربما لم نحسب قدراته جيداً
استعاد السفير شيئاً من الحزم، وهو يقول:
- هذا مؤكد.

ثم شد قامته، مستطرداً:
- ولقد علمنا أنكم قررتم ألا يحصل أحد على ذلك الكنز الفضائي، بعد أن عجزتم عن حمايته، و... ونسفتموه.
غمغم مدير المخابرات:
- لم يكن أمامنا سوى هذا.

لم يستطع السفير كتمان غضبه، وهو يقول:
- لا تدركون أية حم....
بتر عبارته دفعة واحدة، قبل أن يستطرد:
- أية خسارة خسرتموها... ذلك الشيء كان سيدفع بالعالم عشر خطوات إلى الأمام على الأقل.
تمتم مدير المخابرات:
- العالم أم أنتم؟!..

هتف السفير في عصبية:
- ومن سوانا يمكن أن يستوعب تكنولوجيا متقدمة كهذه؟!... من سوانا كان يمكنه استخدامها؛ لتطوير برنامج فضائي، تكلّف مليارات المليارات؟!..
قال الرئيس في صرامة:
- وبرنامج تسليح، تكلّف أكثر من هذا.

قال السفير، في شيء من الحدة:
- وماذا في هذا؟!... حتى القانون الدولي لا يمنع أية دولة، من السعي لتقوية تسليحها.
ضرب الرئيس سطح مكتبه بقبضته، وهو يقول في غضب:
- باحتلال أراضي الغير؟!..

احتقن وجه السفير، وأشاح به، وهو يجيب في عصبية:
- لم تتركوا لنا سبيلاً سوى هذا.
قال الرئيس في صرامة:
- وكذلك أنتم.

التقط السفير نفساً عميقاً؛ في محاولة للسيطرة على أعصابه، قبل أن يتساءل في خفوت:
- والآن، ماذا سنفعل؟!..
"ستواصل عملك..."
قالها رجل الأمن في حزم، عندما ألقى (جو) سؤالاً مماثلاً؛ فسأله هذا الأخير في توتر:
- كيف؟!... قلت لي إن الأمريكيين يعلمون أنكم نسفتم المركبة الفضائية، وقتلتم الكائن الــ..
قاطعه الرجل في صرامة:
- هذا ما يعلمونه.

سأله في توتر أكثر:
- ما الذي تشير إليه بالضبط؟!..
أخرج الرجل بطاقة معدنية، دسها في تجويف جدار آخر لامع، وهو يقول:
- الأمر ليس صعباً كما تتصوّر.

انفتح الجدار منزلقاً في نعومة، وتعلق بصر (جو) بما خلفه، و...
وعلى الرغم منه، انتفض جسده كله، واتسعت عيناه عن آخرهما....
فخلف هذا الجدار اللامع، كانت تنتظره مفاجأة...
مذهلة.



******************





وكيف سيتم تبرير الأمر للمصريين؟! (رسوم: فواز)




استمع الرئيس الأمريكي إلى سفير بلاده في القاهرة، في اهتمام، عبر جهاز اتصال رقمي خاص مؤمَّن، قبل أن يتنهد في توتر، قائلاً:
- من الواضح أننا قد أسأنا إدارة هذه الأزمة، على نحو كبير.

أجابه سفيره من (القاهرة):
- هذا صحيح يا سيادة الرئيس... منطق القوة لم يفلح هذه المرة مع المصريين... لقد دفعنا الإسرائيليين إلى اقتحام (سيناء) بالقوة، وكسر معاهدة (كامب ديفيد)، وتجاوزنا كل المواثيق الدولية، وهاجمنا الأراضي المصرية، واقتحمنا مقارّهم السرية، واستخدمنا أحدث أسلحتنا وتكنولوجيتنا، ووسائلنا للرصد الجوي والفضائي؛ حتى يمكننا الاستيلاء على المركبة الفضائية وذلك الكائن؛ ولكن المصريين كانوا أكثر حنكة وخبثاً.

زفر الرئيس الأمريكي في توتر، وغمغم:
- نسفوا المركبة، وقتلوا الكائن، وخدروا وأسروا رجالنا.

أضاف السفير، في شيء من العصبية:
- وأجبرونا على إيقاف القتال، ودفع الإسرائيليين للانسحاب الفوري، وتقديم اعتذار رسمي أيضاً.

قال الرئيس الأمريكي بنفس التوتر:
- الإسرائيليون أنفسهم كانوا يتمنون حدوث هذا.

وصمت لحظات، قبل أن يسأل، في توتر أكثر:
- وماذا عن رجالنا؟!..
أجابه السفير محنقاً:
- سيعيدونهم إلى الديار، فور اكتمال انسحاب الإسرائيليين، وإعلان اعتذارهم الرسمي.

غمغم الرئيس الأمريكي:
- وكيف سيتم تبرير الأمر للمصريين؟!... أقصد الشعب وليس الحكومة.

صمت السفير لحظات، ثم أجاب في خفوت:
- حكومتهم لديها أساليب عديدة لطمس الحقائق.

بدا صوت الرئيس الأمريكي أشبه بالزمجرة، وهو يجيب:
- كل الحكومات لديها وسائل مشابهة.

وصمت لحظة، ثم أضاف:
- تختلف في سبلها فحسب.

تمتم السفير في توتر:
- بالضبط يا سيادة الرئيس.... بالضبط.

جمعت بينهما لحظة من الصمت، وكأن كلاً منهما يعيد ترتيب أفكاره، أو كأنهما يبحثان عن وسيلة لإدارة دفة الحديث، قبل أن يقول الرئيس، في لهجة حملت الكثير من الغضب والغيظ:
- ما يدهشني حقاً هو ما فعلوه... كيف يدمرون كشفاً علمياً عظيماً كهذا؟!... كيف؟!..

"سنكون حمقي حقاً، لو كنا قد فعلنا..."
نطق رجل الأمن العبارة في ثقة، مع ابتسامة كبيرة، جعلت (جو) يهتف في انبهار:
- إذن فقد كان الأمر كله...

قاطعه رجل الأمن، مكملاً عبارته:
- خدعة... بالضبط... لقد رتبنا الأمر منذ البداية... كنا نعلم أنهم لن يتورّعوا عن فعل أي شيء في سبيل الحصول على تلك الطفرة التكنولوجية الهائلة، الهابطة من الفضاء؛ لذا فقد وضعنا أحد أكثر سيناريوهاتنا تعقيداً... نقلنا ذلك الكائن ومركبته إلى هنا، وسرّبنا إليهم هذا؛ بل وجازفنا بتسريب موقع مقر الطوارئ السرّي إليهم، على نحو جعلهم يتصورون أن شراء ذمم رجال الأمن هنا، ليس بالأمر العسير، ولأنهم يعيشون غطرسة القوة، منذ سقوط الاتحاد السوفيتي؛ فقد راحوا يرصدون الموقع الذي أخبرناهم به، أو سربناه إليهم، بأقمارهم الصناعية، المختصة بالأبحاث الجيولوجية، والتي نعلم أنها قادرة على كشف ما في أعماق الأرض، ولكي نقودهم إلينا في سهولة، رفعنا الحاجز المانع للاختراق، من سطح المقر، وهكذا أمكنهم رصده.

ارتفع حاجبا (جو) في انبهار، وهو يقول:
- وخاطرتم بجلبهم إلى هنا؟!...

رفع الرجل سبابته، قائلاً في حزم:
- عندما أكمل، ستدرك أنه سيناريو عبقري.

أشار إليه (جو) في لهفة، قائلاً:
- أكمل.

تنحنح الرجل، وقال، مواصلاً حديثه السابق:
- في نفس الوقت، استعدينا لاستقبالهم، ولنقل كل شيء إلى المقر الاحتياطي، الذي تربطه بالمقر الأوَّل شبكة من ممرات تحت أرضية معقدة؛ معدة بحيث يتم نسفها، وإخفاء معالمها تماماً، عقب مرور آخر شخص منها، وهذا ما شاهدته بنفسك.

سأله (جو) بأنفاس مبهورة:
- إذن فقد كنتم قادرين على منعهم؟!..

أشار الرجل بسبابته مرة أخرى، قائلاً:
- ومنذ اللحظة الأولى.

بدت دهشة عارمة على وجه (جو)، وهو يسأله:
- لماذا تركتموهم ينسفون كل شيء إذن؟!...

اتسعت ابتسامة الرجل، وهو يجيبه:
- هذا هو الجزء الأساسي من الخطة.

لعبة... ما فعلتموه ليس لعبة (رسوم: فواز)




ثم مال نحو (جو)، متابعاً في نشوة ظافرة:
- لقد اقتحموا المكان، وكلهم ثقة في قوتهم وبأسهم وتكنولوجيتهم، وسمعوا بعد اقتحامهم انفجارات مدوّية، ثم عثروا على شظايا المركبة المنفجرة، وجثة الكائن، فما المفترض أن ينقلوه إلى قيادتهم فوراً؟!..

تألقت عينا (جو) في انبهار، وهو يهتف في حماس:
- أنكم، في غمرة إحساسكم بالهزيمة، نسفتم كل شيء، واتخذتم خيار (شمشون)[1]

هتف الرجل، مشيراً إليه:
- بالضبط... ولقد انتظرنا هذه اللحظة بالتحديد، التي أبلغوا فيها قيادتهم، بأننا قد ضحينا بكل شيء وبعدها أفقدناهم وعيهم، وأسقطناهم في أسرنا... هل فهمت اللعبة؟!..

ظل (جو) يحدّق فيه بضع لحظات مبهوراً، قبل أن يغمغم في صوت مبحوح، من فرط الانبهار:
- لعبة... ما فعلتموه ليس لعبة.

ثم ارتفع صوته، وهو يكمل هاتفاً:
- إنها عبقرية!..

ابتسم الرجل ثانية، وهو يقول:
- ألم أقل لك؟!..

ظل (جو) يهز رأسه لحظات، عاجزاً عن النطق، قبل أن يهتف:
- الشظايا يمكنني فهمها؛ فهي مجرد شظايا؛ ولكن كيف يمكنكم خداعهم بشأن كائن غير أرضي؟!...

أشار رجل الأمن، إلى القاعة، التي هي نسخة طِبق الأصل من القاعة السابقة، حيث تسبح مركبة الفضاء في منتصفها، وحولها طاقم العلماء نفسه، في حين يوجد ذلك الكائن الفضائي، داخل قفص زجاجي مماثل في نهايتها، وقال مفسراً:
- عندما سقطت المركبة، كان فيها ثلاث كائنات، اثنان لقيا حتفهما مع الاصطدام، والثالث هو ما كنت تتحدث إليه منذ البداية.

انعقد حاجبا (جو)، وهو يندفع نحو الكائن، قائلاً:
- من كنت أتحدث إليه يا رجل.... من وليس ما... إنه عاقل مثلي ومثلك.

وتوقف عندما بلغ جدار ذلك القفص الزجاجي، وهو يلهث من فرط الانفعال، مكملاً:
- بل ربما كان أكثر عقلاً منا.

اعتدل الكائن في لهفة واضحة، عندما رآه، واتجه في سرعة إلى الجدار الزجاجي من ناحيته، ولمسه بأطراف أصابعه، و(جو) يضيف، ولهاثه يتصاعد مع انفعاله:
- بكثير.

بدت نظرة مودة وارتياح واضحة، في عيني الكائن، وغمغم بكلمات خافتة، فابتسم (جو)، وقال في حنان عجيب، وكأنه يحدث ابنه.
- (موجال).. كم أصابني القلق والحزن بشأنك.

كان من الواضح أن الكائن لم يستطع فهم كلماته، ولكنه استوعب ملامحه وانفعاله، وذلك الدفء في صوته، فلم يزد عن أن قال:
- (جو)... (جو)...

انعقد حاجبا رجل الأمن، وقال في توتر:
- لقد تعرّفك!...

أجابه (جو)، دون أن يلتفت إليه:
- إنه كائن عاقل... وذكي... للغاية.

لم يحاول رجل الأمن التعليق على العبارة؛ وخاصة عندما أشار (موجال) إلى أجهزة، تشبه تماماً الأجهزة السابقة، وكأنه يطلب من (جو) استخدامها؛ فابتسم (جو) وأضاف في خفوت:
- ألم أقل لك... إنه يفهمنا.

واتجه نحو الأجهزة البديلة، وهو يسأل في اهتمام:
- ماذا عن الخريطة الفلكية؟!..

تنحنح رجل الأمن، وقال في حزم:
- هذا يتوقف على رأي الخبير الثاني.

التفت إليه (جو) في دهشة، متسائلاً:
- أي خبير ثان؟!...

وعندما أخبره رجل الأمن، ارتفع حاجباه، واتسعت عيناه عن آخرهما...
فهذا آخر ما يمكنه أن يتوقعه...
على الإطلاق.
يتبع

 
 

 

عرض البوم صور amedo_dolaviga   رد مع اقتباس
قديم 30-08-10, 07:57 AM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66537
المشاركات: 740
الجنس ذكر
معدل التقييم: amedo_dolaviga عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 53

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
amedo_dolaviga غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : amedo_dolaviga المنتدى : السلاسل الأخرى
افتراضي

 





جو يؤدي واجبه (رسوم: فواز)




اتسعت عينا (إيناس) في دهشة بالغة، وهي تحدّق في وجه الرجل الواقف أمامها، قبل أن تسأله في انفعال:
- أتعني أن كل ما حدث لم...

قاطعها في حزم:
- ثقي يا سيدتي في أن (مصر) مازالت تُحكم قبضتها على الموقف، على عكس ما يتراءى خارجياً.

غمغمت ذاهلة:
- إذن فكل هذا كان مجرد خدعة!!..

أومأ برأسه إيجاباً، وقال:
- وكل شيء يسير على ما يرام.

هتفت:
- ولماذا كل هذا؟!..

صمت طويلاً هذه المرة، قبل أن يجيب في صرامة:
- سيدتي... أنت تعلمين الكثير بالفعل، حتى هذه اللحظة... وربما أكثر مما ينبغي...

ارتجفت شفتاها، ولاذت بالصمت بضع لحظات، قبل أن تتساءل في خفوت، وفي لهجة عالية التأثر:
- هل لي على الأقل أن أطمئن إلى أن (جو)...

قاطعها مرة أخرى، قبل أن تكمل سؤالها:
- بخير حال... الجميع على ما يرام.

تنهَّدت في ارتياح، وأغمضت عينيها، متمتمة:
- شكراً للرب.

ثم عادت تفتحهما، وهي تتساءل في حذر:
- وأين هو الآن؟!...

شدّ الرجل قامته، وصمت لحظة، ثم أجاب في حزم وصرامة:
- يؤدي واجبه.

سرت في جسدها ارتجافة سريعة، عندما سمعت إجابته، وعادت تغمض عينيها.
ولم تعلق بحرف واحد...
أي حرف...

إنه عبقري، كما يبدو واضحاً (رسوم: فواز)





"خطتكم كانت عبقرية"

نقلت الأجهزة الحديثة العبارة، أو ترجمتها عن كلمات (موجال)؛ فحدَّق (جو) في الشاشة ذاهلاً، على نحو جعل رجل الأمن يتجه إليه في سرعة، متسائلاً:
- ماذا يقول؟!..

أجابه (جو)، في صوت خافت منفعل:
- يتحدَّث عن خطتكم..

سرى توتر عنيف في جسد الرجل، وسأل في عصبية:
- وماذا يعرف عن خطتنا؟!..

نقل (جو) التساؤل في سرعة، عبر الأجهزة نفسها، إلى الكائن؛ فبدت على شفتي هذا الأخير ابتسامة باهتة، وراح يتحدَّث في لهجة شبه حماسية، دون أن يرفع عينيه عن رجل الأمن، وكأنه يوجه حديثه إليه مباشرة، في حين راح (جو) يبذل جهداً مضاعفاً، في محاولة لتفسير وترجمة تلك الإشارات والترددَّات، التي راحت تتراص على الشاشة في سرعة؛ مما جعل لهجته مضطربة، وهو ينقلها إلى رجل الأمن:
- الأمر كان واضحاً... أعداؤكم هاجموكم... خدعتموهم... نقلتم كل شيء... مركبتنا... أنا... خدعتموهم.

اتسعت عينا رجل الأمن في صدمة، ثم انعقد حاجباه فوقهما، وهو يتمتم في عصبية شديدة الوضوح:
- يعرف كل هذا؟!..

غمغم (جو) في توتر، وهو مازال يحاول فهم الإشارات، التي راحت تتوالى في سرعة أكبر، وتتشابك على نحو فاق قدرته على استيعابها، و(موجال)، الكائن الفضائي يواصل حديثه في حماس، ملوَّحاً بيديه معاً:
- إنه عبقري، كما يبدو واضحاً.

ازداد انعقاد حاجب رجل الأمن، وهو يغمغم في عصبية أكثر:
- بل هو شديد الخطورة.

التفت إليه (جو) في دهشة مستنكرة، قائلاً:
- الخطورة؟!...

أجابه الرجل في حدة:
- بالطبع... كيف تصف كائناً، يجهل كل اللغات الأرضية المعروفة...القديمة منها والحديثة، ويمكنه استيعاب خطة معقدّة بهذا الوضوح؟!...

قال (جو) في حدة:
- بالعبقرية!..

هزّ الرجل رأسه نفياً في حدة، وقال في صرامة عصبية:
- العبقرية وحدها لا تكفي، في مثل هذه الأمور... لابد له من خبرة طويلة وعميقة...

ثم ألقى نظرة حذرة على الكائن، قبل أن يميل على أذن (جو)، مستطرداً في همس:
- خبرة أمنية.

تراجع (جو) في دهشة مصدومة، وهتف مستنكراً:
- لعلك لا تتصور أن...

قاطعه الرجل في قسوة صارمة:
- لست أتصور شيئاً.

انعقد حاجبا (جو) في غضب متوتر، وانعقدت الكلمات على لسانه بضع لحظات، قبل أن يقول في حدة:
- أظننا بحاجة إلى عالم آخر بالفعل.

وصمت لحظة قصيرة، ثم أضاف في حدة أكثر:
- عالم عربي.

ألقى عليه رجل الأمن نظرة صارمة، وقال:
- مازلت ترفض ذلك الروسي... أليس كذلك؟!

أجابه (جو) في عصبية:
- بل أعجز عن استيعابه... أو بمعنى أدق، أعجز عن استيعاب أنكم قد استعنتم به.

أوْلاه الرجل ظهره، وابتعد عن القفص الزجاجي، وهو يجيب في صرامة:
- ماذا كنت تتوقع إذن؟!... (مصر) لم تدخل أبداً عصر الفضاء، ومحاولتها الوحيدة لإنتاج الصواريخ لم يكتب لها الاستمرار؛ بسبب تحالف القوى العالمية، والمخابرات الإسرائيلية ضدها، وليست لدينا أية خبرة عالمية في مجال ارتياد الفضاء أو علومه... حتى قمر الاتصالات (نايل سات)، استعنا فيه بخبرة فرنسية؛ فكيف لنا أن نتعامل مع موقف كهذا، على الوجه الأمثل، دون الاستعانة بالخبرات اللازمة؛ وخاصة بعد أن اتضح موقف الأمريكيين من الأمر؟!.

قال (جو) في توتر:
- ولماذا ليست خبرة فرنسية، كما فعلنا مع (نايل سات)؟!..

بدا رجل الأمن شديد العصبية، وهو يقول:
- وما عيب (تروتسكي)؟!..

لوَّح (جو) بذراعه كلها، وهو يحاول اللحاق به، هاتفاً:
- لست أعرف (إيفان تروتسكي) هذا إلى حد انتقاده، أو حتى الاعتراض على علمه... إنني مندهش من الاستعانة بسوفيتي، في أمر شديد الحساسية والسرّيّة كهذا.

قال رجل الأمن في خشونة، وهو يواصل الابتعاد:
- لم يعد هناك سوفيت، بعد سقوط الاتحاد السوفيتي يا رجل... إنه روسي... عالم فضاء روسي، أوْلى اهتماماً كبيراً لدراسة كيفية إجراء اتصالات، مع مخلوقات في كواكب أخرى، لا تتحدث اللغات الأرضية، وأظن هذا يتفق مع عملك... أما بخصوص الحساسية والسرية، فاترك الأمر لنا...

وزاد من سرعته لحظات، انحرف خلالها خلف جهاز كبير، وهو يكمل، في خشونة أكثر، وصرامة أقسى:
- إنه عملنا.

دار(جو) حول ذلك الجهاز الكبير ليلحق به، و...

وفجأة، التفت إليه رجل الأمن، وبدا شديد الغضب والصرامة، إلى حد مخيف، وهو يمسك معصمه، ويجذبه إليه في قوة، جعلت (جو) يطلق شهقة مكتومة، وخاصة عندما وجد وجهه على قيد سنتيمترات من وجه رجل الأمن، الذي انعقد حاجباه في شدة لم يشهدها من قبل قط، وهو يقول في عنف قاس:
- اسمعني جيداً... أنت هنا فقط لتجد وسيلة تواصل مع ذلك الكائن، الذي لم تتضح نواياه، ولا نوايا من أرسلوه إلينا بعد، حتى هذه اللحظة، وليس لكي تناقش وتنتقد أساليب عملنا، ولا إجراءات حفظ الأمن التي نتخذها هنا، على الأخص ليس أمام هذا الشيء.

امتقع وجه (جو) وصوته، وهو يغمغم:
- هذا الشيء له اسم.

جذبه رجل الأمن، في عنف أكثر، وهو يقول في شراسة، بلغت أوجاً يوحي بنفاد الصبر:
- هذا الشيء، وفقاً لقواعدنا نحن، سيعتبر شديد الخطورة حتى يثبت العكس.

كان (جو) يرتجف؛ إلا أنه قال في عصبية:
- ومن سيثبت هذا؟!... الروسي؟!

أتاه الجواب من خلفه، بصوت بارد، ولغة عربية، ذات لكنة شديدة القوة:
- معذرة لمقاطعتي حديثكما الودّي هذا، ولكن يبدو أن أحدكما يشير إليَّ، على نحو ما.

جذب (جو) نفسه من قبضة رجل الأمن في حدة، والتفت إلى صاحب الصوت البارد واللكنة، وارتطم بصراهما...
وتجمد الموقف كله...
تماماً.

*************


خبراؤنا يتصوّرون أن المصريين قد خدعونا (رسوم: فواز)




رفع الرئيسي الأمريكي رأسه، يستقبل مدير مخابراته في مكتبه، وانعقد حاجباه على الرغم منه، وهو يسأله في شيء من التوتر:
- ما الجديد؟!...

وضع مدير المخابرات ملفاً صغيراً، أمام الرئيس الأمريكي، وهو يقول:
- الرجال وضعوا نظرية جديدة، بشأن ما حدث في (مصر) يا سيادة الرئيس.

ازداد انعقاد حاجبي الرئيس الأمريكي، وهو يقول في عصبية:
- ألن تنتهي هذه القصة أبداً؟!...

انتقل توتّره إلى مدير مخابراته، وهو يجيب:
- خبراؤنا يتصوّرون أنه من المحتمل أن المصريين قد خدعونا.

هتف الرئيس الأمريكي في حدة واستنكار:
- خدعونا؟!... نحن؟!...

أومأ مدير المخابرات الأمريكية برأسه إيجاباً، ثم عاد يشير إلى الملف، وهو يندفع قائلاً:
- قبل سقوط رجالنا في قبضة المصريين بدقائق قليلة، أبلغونا أنهم قد رصدوا شظايا المركبة الفضائية، بعد سماعهم دوي انفجار عنيف، ثم فحصوا جثة كائن غير أرضي؛ فلماذا هذا التوقيت بالتحديد؟!

أجابه الرئيس الأمريكي في عصبية:
- لأن المصريين لم يمنحوهم دقيقة أخرى.
أشار مدير المخابرات بيده، متسائلاً:
- ولماذا ليس قبل أن يرصدوا كل هذا؟!...

تطلَّع إليه الرئيس الأمريكي لحظات في توتر، قبل أن يسأله:
- ما الذي ترمي إليه يا رجل؟!...

عاد مدير المخابرات الأمريكية يشير إلى الملف، قائلاً:
- خبراؤنا يقولون إنه من المحتمل أن تكون كل هذه مجرَّد خدعة...

هتف الرئيس الأمريكي في استنكار:
- خدعة؟!... هل يتصور خبراؤك أن المصريين سيضحّون بأعظم أسرارهم؛ من أجل خدعة

مال مدير المخابرات نحوه، حتى استند براحتيه على سطح مكتبه؛ مجيباً:
- سيفعلونها... لو أن الأمر يستحق.
حدَّق الرئيس الأمريكي في عينيه، قائلاً:
- وهل يستحق هذا؟!...

اعتدل مدير المخابرات في حركة حادة، مجيباً في حزم:
- بالتأكيد.

عاد حاجبا الرئيس الأمريكي ينعقدان في توتر، وهو يستغرق في التفكير بضع لحظات، قبل أن يقول في شك:
- لست أعتقد أن المصريين قد بلغوا هذا الحد من الذكاء والبراعة.
حان دور مدير المخابرات ليعقد حاجبيه، وهو يقول:
- هذا بالضبط ما قاله الإسرائيليون، قبيل أكتوبر 1973م.

مباشرة حدَّق فيه الرئيس الأمريكي كالمصدوم لحظات، ثم تنحنح في توتر، وسأله في صرامة، أراد بها أن يخفي عصبيته:
- ألديكم أية أدلة على هذا؟!...

أجابه مدير المخابرات في سرعة:
- بالتأكيد.
ثم عاد يميل على مكتب الرئيس الأمريكي، مكملاً في لهجة خاصة:
- (إيفان تروتسكي).

سأله الرئيس الأمريكي في عصبية:
- من (تروتسكي) هذا؟!..

اعتدل مدير المخابرات، وقال بلهجة من ربح المعركة:
- عالم فضاء وفلك روسي، تخصّص في احتمالات الحياة على كواكب أخرى، ولديه شهادة خاصة، في علم اللغات النادرة والقديمة.

سأله الرئيس الأمريكي، في عصبية أكثر:
- وماذا عنه؟!

انعقد حاجبا مدير المخابرات، وهو يجيب في صرامة حازمة:
- لقد أحضروه إلى (مصر)... وبطائرة خاصة.

اتسعت عينا الرئيس الأمريكي، وكأنه قد استوعب الأمر، ثم عاد حاجباه ينعقدان في شدة، وهو يقول:
- وماذا يقترح خبراؤك، في هذا الشأن؟!

تنفّس مدير المخابرات الأمريكية الصعداء، قبل أن يقول في حزم:
- السيطرة.

كانت كلمة موجزة؛ ولكنه استغرق في شرح مضمونها ما يقرب من ساعة كاملة...

والواقع أنها كانت تعني الكثير...

والخطير...

جداً...


إنه ذكي كما ترى (رسوم: فواز)




"أظن أنه من الأفضل أن نتفق..."

قالها العالم الروسي في برود، جعل (جو) يقول في توتر:
- إننا لم نختلف.

ابتسم الروسي ابتسامة باهتة باردة، والتفت يتطلَّع إلى (موجال)، داخل قفصه الزجاجي، قبل أن يقول بلكنته المستفزة:
- ما أقصى ما توصَّلت إليه معه؟!

راقب رجل الأمن حوارهما في اهتمام، و(جو) يجيب، في لهجة أشبه بالتحدي:
- إننا نتحاور.

ارتفع حاجبا الروسي في دهشة، وهو يقول:
- تتحاوران؟!... هل يتحدث إحدى اللغات المعروفة؟!

التقط (جو) نفساً عميقاً، وقال في زهو:
- ليست مسألة لغات.

ثم راح يشرح له ما يفعله، من تحويل أصوات الفضائي وحركات جسده، إلى معان لغوية واضحة، واستمع إليه الروسي في اهتمام شديد؛ في حين راح الفضائي (موجال) يتابع حديثهما في قلق واضح، وهو يرمق الروسي بنظرات لا تشف عن أيّ ارتياح، ثم لم يلبث أن يتراجع إلى الجدار، و(جو) ينهي حديثه، قائلاً:
- إنه ذكي كما ترى.

التفت الروسي إلى (موجال)، وحدجه بنظرة طويلة، قبل أن يغمغم:
- هذا يبدو واضحاً.

تبادل معه (موجال) نظرة عصبية، قبل أن يشير إليه، ثم ينظر إلى (جو)، ويتحدث على نحو عصبي، جعل (جو) يلتفت في لهفة إلى شاشات جهازه، ورجل الأمن يسأله في اهتمام شديد:
- ماذا يقول؟!

ترجم (جو) تلك الإشارات، وهو يقول:
- قال إنه لا يشعر بالارتياح تجاهه.

قالها، وهو يشير إلى الروسي، الذي لم يُبد أي اهتمام للأمر؛ على الرغم من فهمه للعربية؛ وإنما هتف:
- دعه يقولها مرة أخرى.

التفت إليه (جو) في استنكار، قائلاً:
-إنه ليس مهرجاً في سيرك فقير.

هتف به الروسي، مكَّرراً في انفعال:
- دعه يقولها مرة أخرى.

انعقد حاجبا (جو) في غضب، والتفت إلى رجل الأمن بنظرة مستاءة؛ ولكن هذا الأخير قال في اهتمام متوتر:
- دعه يكررها... لن نخسر شيئاً.

أشار (جو) إلى (موجال)، وطلب منه أن يعيد ما قاله، فنقل الفضائي بصره، بين الرجال الثلاثة في حذر، قبل أن يكرر ما قاله في بطء؛ فاتسعت عينا الروسي، على نحو عجيب، وهو يحدَّق في الفضائي بنظرة مخيفة؛ حتى أن هذا الأخير تراجع بحركة أشبه بحيوان مذعور، والتصق بالجدار، وهو يدير عينيه إلى (جو) بنظرة مستنجدة؛ فقال هذا الأخير في عصبية:
- لم يضف شيئاً.

هتف به الروسي، في انفعال جارف:
- خطأ.

ثم عاد يحدَّق في الفضائي، بتلك النظرة العجيبة، مردفاً:
- لقد أضاف الكثير... والكثير جداً.

اللهجة التي نطق بها عبارته، أثارت دهشة وقلق (جو)، ورجل الأمن معاً؛ ولكن الأخير وحده ترجم مشاعره إلى لغة مسموعة، وهو يقول:
- ماذا أضاف بالضبط؟!

أجاب الروسي بنفس الانفعال، دون أن يرفع عينيه عن الفضائي:
- اللغة.

تبادل (جو) ورجل الأمن نظرة دهشة كبيرة، ثم قال الأوَّل في تردد:
- إنها لغة كوكبه، و...

قاطعه الروسي، في انفعال حاد:
- هراء..

ارتد (جو) في دهشة، في حين هتف رجل الأمن، في توتر بالغ:
- ماذا تعني يا رجل؟!... أفصح عما لديك؟!..

التفت إليهما الروسي، وقال دون أن يفارقه انفعاله:
- تلك اللغة، التي تحدّث بها، ليست لغة فضائية.

جفّ حلق رجل الأمن، وهو يسأله:
- كيف؟!..

ألقى (جو) السؤال، في الثانية التالية، وكأنه لم يسمع رجل الأمن؛ فتضاعف انفعال الروسي، وهو يجيبهما:
- إنها لغة أرضية بالغة الندرة... لغة أرضية، وليست فضائية... على الإطلاق.

واتسعت عيون (جو) ورجل الأمن عن آخرهما...
فالمفاجأة كانت قاسية...
للغاية.

 
 

 

عرض البوم صور amedo_dolaviga   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
القادم, د.نبيل, فاروق, نبيل, قصة, قصيرة
facebook




جديد مواضيع قسم السلاسل الأخرى
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:23 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية