لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القسم الادبي > البحوث الاكاديمية > البحوث العلمية
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

البحوث العلمية البحوث العلمية


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-09-10, 12:49 AM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2007
العضوية: 25442
المشاركات: 126
الجنس ذكر
معدل التقييم: نجم الخيال عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نجم الخيال غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نجم الخيال المنتدى : البحوث العلمية
افتراضي

 


(9)
البعث والحساب، علميا:
والآن.. ما الغريب في الكلام التالي:
- سنحتفظ بنسخة واحدة من الحمض النووي لكلّ إنسان.. وهذا الاحتفاظ لا يجب أن يكون حيويا، إذ يمكن أن يتمّ عن طريق حفظ معلومات DNA على وسيط الكتروني كأسطوانة ضوئية مثلا!.. لكن حتى لو أردنا الاحتفاظ بالمعلومات الوراثية ماديا فالأمر ممكن، فكما ذكرنا من قبل، فإن مجموع أوزان المادة الوراثية لستة مليارات إنسان هم تعداد سكان العالم حاليا، لا يزيد عن 3 من المئة من الجرام!.. ألا يكشف هذا عن أن الاحتفاظ بنسخة وراثية من البشرية من أولها إلى آخرها لا يحتاج إلى أكثر من صندوق صغير؟!
- سنسجل فيلم فيديو لتصرفات كلّ إنسان، بحيث تكون حجّة عليه، ونريها له بالصوت والصورة لو أنكرها.
- لا يقل لي أحد كيف سنراقب كلّ إنسان.. سنخصّص له قمرا صناعيا يراقبه من الفضاء عبر كلّ الحواجز!
- الآن لدينا السجل الوراثي لكلّ إنسان ونستطيع استنساخ نسخة منه (مثلما تمّ استنساخ النعجة دوللي).. كما أنّ لدينا سجلَّ أفعاله، الذي نستطيع شحن ذاكرته به من جديد.. على الأقلّ عن طريق جعله يشاهده مرّة أخرى!
لعلّكم تلاحظون أنّني لا أتكلم عن أيّة غيبيات.. أنا أتكلم عن معلومات علمية معروفة فعلا في عصرنا الحالي، بعلمنا المحدود القاصر الذي ما زال يتطوّر!
فما بالكم إذن بعلم الله سبحانه وتعالى خالق الكون وخالق الإنسان، والذي أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون؟
أريد أن أعرف الآن كيف يستسهل البعض نفي البعث والحساب، وقد صارا بالفعل حقائق علمية؟!
وقد ردّ القرآن الكريم على تساؤل الكفار عن كيفية استعادة الجسد بعد أن تلتهمه الأرض.. يقول سبحانه:
(بَلْ عَجِبُوا أَن جَاءهُمْ مُنذِرٌ مِّنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ {2} أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ {3} قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ {4}) سورة ق.
صدقت يا رب.. كتاب حفيظ يحتوي على نصف مليون صفحة بحجم صفحات دليل الهاتف من المعلومات الوراثية.. هذا الكتاب المهول مخزن على شريط DNA واحد ضمن 46 زوج من الأشرطة في نواة خلية لا ترى بالعين المجردة!
ورغم أنّ الكفار لم يكونوا يعرفون شيئا عن هذه المعلومات، حيث كانوا يجهلون كل شيء عن تكوين الجنين والمادة الوراثية، إلا أن القرآن لم يترك لهم عذرا.. انظر للبساطة وقوّة المنطق في قوله تعالى:
(اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ {11}) الروم.
شيء منطقيّ جدا: الإعادة أسهل من البدء..وهذه الحقيقة تكرّرت مرات عديدة عبر آيات القرآن.. انظر لقوله تعالى:
(وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {27}) الروم.
لكن الكفار صموا آذانهم وعقولهم عنها.. فهل بقيت لهم حجة بعد هذه الآية:
(أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ {77} وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ {78} قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ {79}) سورة يس.
وفي الآية إشارة لطيفة إلى ذلك الكافر الذي فرك عظاما ميتة بين يديه متحديا الرسول أن يعود صاحبها إلى الحياة يوما، فتذكره الآية الكريمة أنّه مخلوق من نطفة.. لم يكن ليختلف شيء لو فرك المنيّ بين أصابعه كما فرك العظام البالية، ففي كلتا الحالتين هو لم يعرف كيف جاء من هذه ليعرف كيف سيبعث من تلك!.. فأيّ منطق وأيّ حجّة يدّعيها، وهو أساسا لا يعرف ماذا كان قبل أن يجيء ليتحدّى أين سيكون بعد أن يذهب؟
لقد كان الأمر واضحا وبسيطا منذ البداية.. مولد الحياة من أرض ميتة، ومن أرحام الأمهات هو معجزة حقيقية تتكرّر كلّ يوم ملايين المرات بمرأى ومسمع من الناس.. لكن يبدو أنّهم فقدوا القدرة على التمييز والإحساس من فرط الاعتياد!
فلماذا كان على البعض أن ينتظر 1400 عام حتى يثبت له العلم كلّ هذه الحقائق؟
بل ولماذا يصرّ البعض على أن ينتظر سنوات أخرى إلى أن يثبت العلم كلّ ما هو مكلّف بالإيمان به غيبا؟.. أيجب أن ينتظر لقاء تلفزيونيا مع الجنّ والملائكة ليؤمن بوجودهما؟.. وأليس حديثه عبر المحمول من خلال الأقمار الصناعية مع رجل في قارة أخرى، أكثر إبهارا من السحر وخوارق الجن؟

 
 

 

عرض البوم صور نجم الخيال   رد مع اقتباس
قديم 23-09-10, 04:42 AM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2007
العضوية: 25442
المشاركات: 126
الجنس ذكر
معدل التقييم: نجم الخيال عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نجم الخيال غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نجم الخيال المنتدى : البحوث العلمية
افتراضي

 


(10)
لكن.. لماذا يكفرون؟
المشكلة لا تكمن في الأدلّة.. المشكلة تكمن هنا:
(وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلآئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ إِلاَّ أَن يَشَاء اللّهُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ {111}) الأنعام.
هناك نوع من العناد الأعمى، يجعل مثل هؤلاء يرفضون الاعتراف بالحقيقة، حتى ولو رأوها أمام أنظارهم.. انظروا مثلا لما حدث عندما طلبت قريش من رسول الله صلى الله عليه وسلّم أن يشقّ القمر.. لقد رأوه منشقا فعلا.. فماذا كان ردّ فعلهم؟.. ادعوا أنّ محمدا سحر عيونهم!!.. يقول الله سبحانه:
(اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ {1} وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ {2} وَكَذَّبُوا وَاتبَعُوا أَهْوَاءهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ {3} وَلَقَدْ جَاءهُم مِّنَ الْأَنبَاء مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ {4} حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ {5}) القمر.
وهكذا نرى أن نفس الأدلة والمعجزات التي دفعت الصحابة والتابعين لتصديق الرسول، رآها الكفار ولم يؤمنوا بها!.. وهذا يعني أن من السهل على أي منكر أن يدّعي أن أي دليل غير كاف بالنسبة له.. تماما كما نفى الكفار انشقاق القمر وقد رأوه بأعينهم!.. بل وأكّد لهم ذلك القادمون من القبائل البعيدة، التي لا يمكن أن يكون محمد قد سحر أعينهم!
لقد نسف كفّار قريش حياد حواسهم ليرفضوا ما رأوا.. نسفوه مع أنّ هذا يجعل العميان أفضل منهم، فالمفروض ألا يثقوا بأبصارهم بعد هذا أن يكون كلّ ما يرونه سحرا!!
هذا الموقف تكرّر كثيرا، بصور كلّها تشير إلى نفس العناد الأعمى.. انظر مثلا إلى موقف القوم من سيدنا إبراهيم عليه السلام:
(وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ {57}‏ فَجَعَلَهُمْْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ {58} قَالُوا مَن فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ {59} قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ {60} قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ {61} قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ {62} قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ {63} فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ {64} ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاء يَنطِقُونَ {65} قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ {66} أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ {67} قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ {68} قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ {69} وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ {70}) الأنبياء.
وهكذا ترى أنهم بدلا من أن يكفروا بحجارة حطمها بشر دون أن تدافع عن نفسها أو تملك لنفسها نفعا، ودون أن يستطيع أكبرها النطق لإخبارهم بالفاعل، تجد نفس العناد الأعمى يدفعهم إلى إلقاء إبراهيم عليه السلام في النار!.. وحتى بعد أن خرج منها سليما أمام أعينهم ظلّ أكثرهم كافرين!
أليس هذا بالضبط هو نفس موقف فرعون:
(قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى {65} قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى {66} فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى {67} قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَى {68} وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى {69} فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى {70} قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى {71} قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا {72} إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى {73}) طه.
رأى فرعون المعجزة بأمّ عينه، وشهد خبراء السحر المعتمدون لديه بأنها معجزة، وآمنوا بالله أمامه رغم تهديده لهم ورغم ما مناهم به سابقا من الأموال والزلفى والحظوة لديه.. ولكنّ كبرياءه الزائفة دفعته إلى قول مضحك للغاية: (آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ)!
وعناده الأعمى دفعه إلى نفس نوعية التبريرات الساذجة:
(إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ)
والعجيب أنّ كبرياءه وعناده أورداه حتفه.. فلم يكتفِ بمطاردة موسى عليه السلام ومن معه إلى البحر، بل استكبر أن يعلن هزيمته أمام جنوده لما رأى موسى عليه السلام يشقّ البحر بعصاه، فتبعه وكأنّه أمر عاديّ يحدث كلّ يوم، ولا مخافة أن ينطبق عليه البحر كما كان وهو في منتصف المسافة!.. ولكنه إله ـ كما زعم لمن استخفّه ـ فكيف يخاف الإله أن يعبر البحر خلف من خلقهم؟!!
لقد دفعه العناد إلى حتفه، فكان ما كان، وعندما وجد نفسه هالكا لا محالة، صرخ بعد فوات الأوان، معلنا إيمانه بذلك الذي آمنت به بنو إسرائيلّ.. كالعادة: نفس الكبرياء الزائفة والغطرسة والجهالة، تُخرسه أن يقول إنّه آمن بالله، وربّما لو دعا الله دعاء مضطر لنجّاه!
(وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ {90} آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ {91} فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ {92}) يونس.
إنهم جميعا بنفس الشخصية المغرورة.. يقول الله سبحانه عنهم:
(إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ {4} أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ {5}) النمل.
(وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِندِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتبَعُوا أَهْوَاءهُمْ {16}) محمد.
(وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ {17}) فصلت.
(اللّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ {15} أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ {16}) البقرة.
(وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ {110}‏) الأنعام.
(مَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلاَ هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ {186}) الأعراف.
وعموما، كلّهم تنويع على نموذج كبيرهم، إبليس لعنه الله، الذي كان يعبد الله مع الملائكة المقربين، ولكن دفعه كِبْره وغروره إلى عصيان الله:
(قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ {12}) الأعراف.
بل يصل به العمى إلى القسم على الشر وغواية البشر.. تخيّل بماذا أقسم؟.. بعزّة الله!
(قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ {82}) سورة ص.
تصوّر أنه يعلم عزّة الله ـ والعزيز هو القويّ الذي لا يُغلب ـ ورغم هذا يختار أن يقسم بهذه العزّة على التحدي والعصيان؟!.. إنه بقسمه بعزّة من يحاربه، يعلن يقينه التام بهزيمته الحتمية بنفس الوقت الذي يعلن فيه تمرده عليه!!.. هذا أشبه بأن تقول: أقسم بقوتك التي لا تُهزم أن أحاربك!
نعم.. كلّ الكفار والحمقى يمتلكون نفس هذه الشخصية المتغطرسة العمياء: يوقنون بالحق ويصّرون على رفضه.. يرون المعجزات فيتعامون عنها.. يعلمون أن معركتهم خاسرة منذ البداية، لكنّهم يستكبرون عن إعلان استسلامهم وخضوعهم.
لكن.. ترى، ماذا سيكون موقف هؤلاء يوم الحساب، هم ومن ضعف أو جبن عن مخالفتهم واتبعهم حرصا على مصالحهم الشخصية ومكاسبهم الراهنة وتساميهم المزعوم على البشر!.. دعونا نرى:
(إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا {64} خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَّا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا {65} يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا
الرَّسُولَا {66} وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا {67} رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا {68}) الأحزاب.
(إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ {166} وَقَالَ الَّذِينَ اتبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ {167}) البقرة.
(وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُؤُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ {12} وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ {13} فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ {14}) السجدة.
(وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الأَرْضِ لاَفْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّواْ النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُاْ الْعَذَابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ {54}) يونس.

 
 

 

عرض البوم صور نجم الخيال   رد مع اقتباس
قديم 03-10-10, 01:41 AM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2007
العضوية: 25442
المشاركات: 126
الجنس ذكر
معدل التقييم: نجم الخيال عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نجم الخيال غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نجم الخيال المنتدى : البحوث العلمية
افتراضي

 


(11)
البحث عن الضلال:
تعرفون كيف يبدو مثل هؤلاء المستكبرين؟.. إنّهم كمن ربطوا أعينهم كي لا يرَوا الضوء، ثمّ راحوا يُقسمون بأغلظ الأيمان إنّ العالم مظلم ولا ضوء فيه!
انظروا كيف يطلب عالم التطور الشهير (ريتشارد داوكينز)، من الناس "ألا يتسرعوا بالاستنتاج بأنهم قد شاهدوا معجزة، حتى لو شاهدوا تمثالاً يلوِّح لهم بيده.. ربما تصادف أن كل الذرات في ذراع التمثال قد تحركت في نفس الاتجاه في آن واحد.. إنه احتمال ضعيف بالطبع، ولكنه ممكن"!
طبعا هذا ليس فلتة.. وانظروا معي لبعض نماذجهم.. أنقلها من كتاب (هارون يحيى) الرائع "خديعة التطوّر" :
- يقول أستاذ علم الوراثة الشهير في جامعة هارفارد (ريتشارد ليونتن)، وهو من المجاهرين بآرائهم لصالح نظرية التطور:
"ليس الأمر أن الوسائل أو القوانين العلمية تجبرنا بشكل ما على قبول التفسير المادي للعالَم المدرَك بالحواس، ولكن على العكس، فنحن مدفوعون ـ بتمسكنا البديهي بالأسباب المادية ـ إلى خلق أداة للبحث ومجموعة من المفاهيم تُنتِج تفسيرات مادية، مهما كانت مخالفة للبديهة وغامضة لغير المطَّلع.. وفوق ذلك فإن المادية مطلقة، ولهذا فلا يمكننا السماح لتفسير إلهي بأن يأخذ مكانه على الساحة".
- ويشرح روبرت شابيرو ـ أستاذ الكيمياء في جامعة نيويورك، الخبير في خبايا الحمض النووي DNA ـ اعتقادات أنصار نظرية التطور وإيمانهم بالماديات الكامن خلف هذه الاعتقادات بقوله:
"يجب التوصل إلى مبدأ تطوريّ يستطيع أن يوصلنا من مرحلة خليط المواد الكيميائية البسيطة التي نتكون منها، إلى أول جهاز أو عضو له خاصية وصفة القدرة على الإعادة والتكرار Replicator ( مثل DNA أو RNA).. ويمكن إطلاق اسم التطور الكيميائي أو تنظيم المادة لنفسها ذاتيا على هذا المبدأ.. ولكن لم يتم حتى الآن تعريف هذا المبدأ بشكل دقيق وتفصيلي، بل لم تتم البرهنة على وجوده أصلا حتى الآن.. ويتم الإيمان بوجود هذا المبدأ كنتيجة للإيمان بالمادية الديالكتيكية"
- ويُعد عالم الأحياء الألماني (هومر فون ديثفورت) ـ وهو أحد دعاة التطور المشهورين ـ مثالاً جيداً لهذا الفكر المادي المتعصب.. فبعد أن قدّم (ديثفورت) مثالاً على التركيب المعقد للغاية في الكائنات الحية، يواصل الحديث فيقول:
"هل من الممكن فعلاً أن يكون مثل هذا التناغم والتوافق وليد الصدفة وحدها؟.. هذا هو السؤال الرئيسي في قضية تطور الأحياء.. إن الإجابة عن هذا السؤال بـنعم هي بمثابة تأكيد للإيمان بالعلوم الطبيعية الحديثة.. فمن الوجهة النقدية، يمكننا القول إن مَن يقبل العلوم الطبيعية الحديثة ليس لديه خيار آخر سوى أن يقول نعم، لأنه يهدف إلى تفسير الظواهر الطبيعية بطرق مفهومة ويحاول استنتاجها من قوانين الطبيعة، دون الاعتماد على تدخل أمور ميتافيزيقية.. ومع هذا، وعند هذه النقطة، فإن تفسير كل شيء بواسطة قوانين الطبيعة (أي بواسطة المصادفات) هو علامة عجزه عن اللجوء إلى شيء آخر، فماذا عساه يفعل سوى الإيمان بالمصادفات؟"
- ويقول العالم التركي (علي دميرصوي):
"الحقيقة أن احتمال تكوُّن سلسلة Cytochrome-c بالصدفة هو احتمال ضعيف جداً يكاد يكون صفراً، أي أنه إذا تطلبت الحياة سلسلة معينة فيمكن القول إن احتمال تكوّن هذه السلسلة هو مرة واحدة في حياة الكون، وإلا فلا بد أن تكون قُوى ميتافيزيقية تفوق إدراكنا قد تدخلت في الأمر.. وقَبول هذا الفرض الأخير لا يناسب الأهداف العلمية.. إذن لا بد لنا من النظر إلى الفرص الأول!"
- ويقول (دميرصوي) أيضا:
"إن لب المشكلة هو كيفية حصول الميتوكوندريا على هذه الخاصية، لأن الحصول عليها بالصدفة، حتى بواسطة فرد واحد، يحتاج إلى اجتماع احتمالات لا يستطيع العقل تصورها.. فالإنزيمات التي تتيح التنفس وتعمل كعوامل مساعدة للتفاعلات في كل خطوة وبأشكال مختلفة تمثل لب الآلية، فلا بد أن تشتمل الخلية على هذه السلسلة من الإنزيمات بالكامل، وإلا أصبح الأمر بلا معنى.. وهنا، فإننا لكي نتفادى اللجوء إلى تفسير أكثر تعنتاً أو إلى التكهن، فنحن مضطرون إلى أن نقبل ـ وإن كان ذلك على مضض ـ فكرة الوجود المسبق لكل إنزيمات التنفس في الخلية قبل تعرضها للمرة الأولى للأكسجين، بالرغم من كون ذلك مخالفاً للتفكير العلمي البيولوجي"
- باختصار، يقول (غراسيه):
"الصدفة جعلت من نفسها إلهاً يُعبَد خفية تحت غطاء الإلحاد!!"
- وهو ما يؤكده لنا عالم الكيمياء الحيوية الأمريكي، الدكتور (مايكل بيهي) ـ وهو أحد الأسماء المشهورة التي تؤيد نظرية التصميم الذكي (Intelligent Design) التي لاقت مؤخراً قبولاً كبيراً في الأوساط العلمية ـ واصفا العلماء الذين يقاومون الإيمان بالتصميم أو الخلق في الكائنات الحية بقوله:
"على مدى الأربعين سنة الماضية اكتشف علم الكيمياء الحيوية الحديث أسرار الخلية، وقد استلزم ذلك من عشرات الآلاف من الأشخاص تكريس أفضل سنوات حياتهم في العمل الممل داخل المختبرات.. وقد تجسدت نتيجة كل هذه الجهود المتراكمة لدراسة الخلية ودراسة الحياة عند المستوى الجزيئي في صرخة عالية واضحة حادة تقول: التصميم المبدع!.. وكانت هذه النتيجة من الوضوح والأهمية بمكان، بحيث كان من المفترض أن تصنَّف ضمن أعظم الإنجازات في تاريخ العلم.. ولكن ـ بدلاً من ذلك ـ أحاط صمت غريب ينمّ عن الارتباك بالتعقيد الصارخ للخلية!!.. ولكن لماذا لا يتوق المجتمع العلمي إلى قبول هذا الاكتشاف المذهِل؟.. لماذا يتم تكميم مفهوم التصميم المبدع بقفازات فكرية؟.. تكمن الورطة هنا في أن قبول فكرة التصميم الذكي المبدع، يؤدي حتماً إلى التسليم بوجود الله.

 
 

 

عرض البوم صور نجم الخيال   رد مع اقتباس
قديم 11-10-10, 05:23 AM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2007
العضوية: 25442
المشاركات: 126
الجنس ذكر
معدل التقييم: نجم الخيال عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نجم الخيال غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نجم الخيال المنتدى : البحوث العلمية
افتراضي

 


(12)
نحن نأكل البشر:
هناك تأمل أخير في هذا السياق، حول دورة المادة والطاقة في الكون.
هل فكّرت مرّة من قبل، في أنّ الطعام الذي تأكله قد أكله من قبلك آلاف البشر؟.. هذا إن لم يكن ما تأكله هو هؤلاء البشر أنفسهم!!
حسنا.. دعنا نوضّح الأمر:
أنت تعرف أنّ المعدة تقوم بهضم الغذاء، الذي يتوّجه بعد ذلك إلى الأمعاء الدقيقة.. هناك يتمّ امتصاص الغذاء ليحمله الدم إلى خلايا الجسم، وما يتبقى من فضلات صُلبة يتجه إلى المستقيم، ليتمّ التخلّص منه خارج الجسم.
لكن ماذا يحدث لباقي الغذاء بعد أن يحمله الدم؟
يُسلّم الدم الغذاء للخلايا، ومعه الأكسجين الذي أخذه من الرئتين.. وتقوم الخلايا ببعض التفاعلات الكيميائيّة لحرق الغذاء عن طريق الأكسجين.. وينتج من هذه العملية الطاقة اللازمة لتحريك عضلات الجسم وأداء وظائفه المختلفة.. لاحظ أن هذه الحرارة هي التي تجعل درجة حرارة جسم الإنسان في الأحوال العادية 37 درجة مئوية.
وينتج عن حرق الغذاء أيضا ثاني أكسيد الكربون، الذي يحمله الدم في عودته مرّة أخرى إلى الرئتين ليخرج عبر عملية الزفير.
والمواد الضارّة الأخرى الناتجة عن عمليات الخلايا، ترشّحها الكليتان من الدم وتخرج مع البول.. وتخرج بعض المواد الأخرى كالأملاح مع العرق.
وطبعا لا تحرق الخلايا كلّ الغذاء، فهي تستخدم البروتينات والأحماض الأمينية المختلفة لبناء خلايا الجسم، وما زاد عن حاجة الجسم يتم تخزينه في صورة دهون.
والآن، دعنا نلخص الأمر.. هذا ما يحدث لمكونات الطعام الذي أكلناه:
- تخرج الفضلات في صورة براز وبول وعرق وزفير.
- تنتقل حرارة الجسم إلى الهواء المحيط، ويُسهم العرق في تسريع هذه العملية.. وقد تساهم هذه الحرارة الناتجة من جسمك ـ مع مصادر حرارية أخرى ـ في تبخير المياه وتشكيل الرياح وهطول المطر، وربما تكون قطرات عرقك التي بخّرتها حرارة جسمك بعض قطرات هذا المطر!.. وتمتص التربة هذا المطر، لتذوب فيه أملاحها.
- تدخل المواد الباقية من الطعام في بناء الجسم البشري.. وهي تعود إلى التربة مرّة أخرى مع موت الإنسان وتَحلّله.
إذن، فكلّ الطعام الذي أكلناه، سيعود إلى الطبيعة مرّة أخرى، طال الأمد أم قصر.
وهكذا تستردّ الطبيعة طعامها مرّة أخرى، حيث تقوم الكائنات الدقيقة بتحليل الفضلات وأجساد الموتى، لتعود إلى التربة من جديد في صورة أملاح وعناصر أولية، حيث يقوم النبات بامتصاصها من جديد، ويمتص ثاني أكسيد الكربون من الهواء ـ ربما تكون أنت قد زفرته للتوّ ـ ليدخل كلّ هذا مع ضوء الشمس واليخضور (الكلوروفيل) في بناء الكربوهيدرات، التي ستدخل في تكوين ساق النبات وأوراقه وثماره، التي سيأكلها حيوان أو إنسان.. ولو أكلها حيوان فقد يأكله إنسان، أو حيوان آخر، حيث سيموتون جميعا في النهاية وتستمرّ الدورة!
نعم.. أجسادنا التي يبنيها طعامنا، هي خليط من كلّ الفضلات وجثث الحيوانات والبشر، تمّ إعادة تدويرها في نظام بديع، لتستمرّ دورة الطاقة والمادة في الحياة.
تفهم الآن معنى قانون بقاء المادّة، فهي لا تفنى ولا تستحدث من عدم، ولكنّها تتحوّل من صورة إلى أخرى.
وهذا ينطبق أيضا على الطاقة، فهي لا تفنى ولا تستحدث من عدم، ولكنّها تتحوّل من صورة إلى أخرى، كتحوّل الحرارة إلى حركة عندما تبخّر الماء نتيجة تسارع حركة جزيئاته، وتحوّل الحركة إلى كهرباء حينما يدير البخار الدينامو، وتحوّل الكهرباء إلى ضوء وحرارة في المصباح الكهربي وهكذا....
ويمكن للمادّة أن تتحوّل إلى طاقة، عند حرق الخشب والفحم مثلا.. وتصل هذه الطاقة إلى ذروتها في التفاعلات النووية، حيث إنّ الطاقة الحرارية الناتجة عن تحول جرام واحد من المادة المشعة تعادل الطاقة الحرارية الناتجة عن احتراق 20 مليون طن من الفحم!
وأيضا يمكن أن تتحوّل الطاقة إلى مادّة.. وتتكلّم نظرية الكمّ عن تحوّل فوتونات الضوء إلى جسيمات ذرية، لكنّها سرعان ما تتصادم وتتحوّل إلى ضوء مجددا.. دعنا لا ندخل في هذا التعقيد هنا، ودعنا نعتبر ما يحدث في أوراق النبات مثالا بسيطا مقبولا، ففيها تتحوّل طاقة الشمس إلى روابط كيميائيّة مختزنة في المواد الغذائية التي يصنعها النبات، ولهذا فإنّ النبات هو مصدر كلّ الخشب والفحم والبترول على الأرض، ومصدر الطاقة التي تعمل بها خلايا الحيوان والإنسان.

 
 

 

عرض البوم صور نجم الخيال   رد مع اقتباس
قديم 20-10-10, 12:02 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2007
العضوية: 25442
المشاركات: 126
الجنس ذكر
معدل التقييم: نجم الخيال عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نجم الخيال غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نجم الخيال المنتدى : البحوث العلمية
افتراضي

 


(13)
من نحن؟
ما دمنا وصلنا بتأملاتنا إلى هذا المستوى، فعلينا أن نفكّر في سؤال لا بدّ أنّه جال بأذهان الكثيرين:
كيف سيحاسبنا الله سبحانه يوم القيامة، بعد أن تكون أجسادنا قد دخلت في تكوين أعداد لا حصر لها من النباتات والحيوانات والبشر والكائنات الدقيقة؟.. ومن نحن أساسا إذا كانت أجسامنا مكونة من بقايا أجسام مخلوقات أخرى؟
هنا دعنا ننظر للإنسان على نطاقين: نطاق الجسد، ونطاق الروح.
طبعا نحن لا نعلم كُنه الروح، ولكننا نعلم أنّها الشيء الوحيد الذي يفرّق بين جسد حيّ وميت.. هذه الروح متفرّدة ولا تُستخدم في هذه الحياة إلا مرّة واحدة من قبل مخلوق واحد، حيث لن تعود إليه مرّة أخرى إلا يوم البعث.. وهذا يجعلنا لا نقلق بخصوص أي التباس، فما يجعل كلا منا مميزا هو روحه.. لا جسده.
لكن.. هذه الإجابة لن ترضي الماديين، فهم أصلا لا يؤمنون بوجود الروح.. لهذا لن نخيّب رجاءهم، وسنخاطبهم بمفاهيمهم المادية.. لقد تكلّمنا عن الروح، وسنتكلّم الآن عن الجسد، الشيء الوحيد الذي يؤمنون به وهو فاني!
وعند حديثنا عن الجسد، يجب أن نميّز بين شيئين جوهريين: البنية المادّية للجسد، والبنية المعلوماتية له.
ولو نظرنا للبنية المادية، فسنجد هذه الحقيقة المدهشة: يقدر العلماء عدد الخلايا التي تموت في جسم الإنسان في كلّ ثانية بمليون خلية.. طبعا هذا عدد ضئيل بالنسبة لعدد خلايا جسم الإنسان، الذي يقع ما بين 60 تريليون إلى 100 تريليون خلية، علما بأنّ التريليون هو مليون مليون.. وهذا يعني أنّك تتبدّل كلّية تقريبا كلّ ثلاث سنوات.. ولا يبقى ثابتا فيك غير الخلايا العصبية، فهي لا تتبدّل، وما يموت منها لا يُعوّض (هناك بحوث حديثة تقول إن هناك آلية صيانة في المخّ، لكن يبدو أن موت وتجدد الخلايا العصبية وإعادة تلاحمها ليست بنفس سرعة موت وتجدد وتلاحم الخلايا العادية، لهذا تبدو بالنسبة للخلايا الأخرى كأنها لا تموت).
يذكرنا هذا بمقولة: "إنّك لا تنزل النهر نفسه مرتين".. ليس فقط لأنّ قطرات النهر تتبدّل وتتجدّد باستمرار مع جريان النهر الدائب من المنبع إلى المصبّ، ولكن أيضا لأنّ خلاياك أنت نفسك تموت وتُستبدّل في كلّ ثانية بالملايين!
إذن فأجسادنا أساسا غير ثابتة ونحن أحياء، ورغم هذا نظلّ نحتفظ بشخصياتنا وكينونتنا.. حاول أن تقارن صورك القديمة بملامحك الحالية.. ستكتشف أنك تبدلت عبر سنوات عمرك عشرات المرات!
وهذا يعيدنا إلى الحديث عن الخلايا العصبية التي لا تتبدّل (تقريبا)، مما يصلح مدخلا للحديث عن البنية المعلوماتية لأجسادنا.
إنّ مما يميزنا كبشر، ذاكرتنا التي تحوي أفعالنا وخبراتنا وسجلات مشاعرنا وأحلامنا.. ومن الثابت علميا أنّ كلّ شعور وفكرة وصورة وصوت ورائحة وطعم يدركها الإنسان، تختزن في ذاكرته حتى لو عجز عن تذكرها إراديا.. وكثيرا ما يحدث أن نتذكّر مواقفَ مضى عليها سنوات، بسبب رائحة شممناها أو صوت سمعناه أو شخص قابلناه.
لكنّ البنية المعلوماتية للإنسان، لا تتوقّف عند المعلومات التي تحويها ذاكرته.. فعقله وجسمه وكلّ التفاعلات التي تجري به، مكتوبة جميعا على الشفرة الوراثية للإنسان.. وتوجد من هذه الشفرة نسخة كاملة مكرّرة في كلّ خلية من خلايا جسم الإنسان.. وطبعا هذا التكرار الهائل يضمن أنّه مهما مات من خلاياه ـ بل ومهما بُتر من أعضائه ـ فإنّ جسده ما زال يحوي أرشيفا كاملا لتركيبه.. مكررا لملايين الملايين من المرات.
لهذا، فما الغريب في قدرة الله سبحانه على إعادة بناء أجسادنا من مواد الأرض، تبعا للشفرة الوراثية المميزة لكلّ منا، مع إعادة شحن ذاكرتنا بكلّ ما عشناه، وردّ أرواحنا إلينا لنعود إلى الحياة؟.. هل سنختلف في شيء حينها عما نحن الآن، حتى لو لم تكن الذرات التي تكوّن أجسادنا هي نفس الذرات التي تكونها الآن؟
بصيغة أخرى: هل ما يجعلنا نحن هو طين الأرض، أم الروح التي نفخت في هذا الطين، والشخصية المميزة التي تتحكم في هذا الطين؟
وهل الذي سيحاسب هو الطين، أم أنت؟
يقول سبحانه:
(أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ {77} وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ {78} قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ {79}) سورة يس.
ويقول سبحانه:
(بَلْ عَجِبُوا أَن جَاءهُمْ مُنذِرٌ مِّنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ {2} أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ {3} قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ {4}) سورة ق.

 
 

 

عرض البوم صور نجم الخيال   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الح, الحمض, الوراثي, النووي, dna, نظرة برمجية
facebook




جديد مواضيع قسم البحوث العلمية
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 10:27 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية