لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القسم الادبي > البحوث الاكاديمية > البحوث العلمية
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

البحوث العلمية البحوث العلمية


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-08-10, 04:52 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2007
العضوية: 25442
المشاركات: 126
الجنس ذكر
معدل التقييم: نجم الخيال عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نجم الخيال غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نجم الخيال المنتدى : البحوث العلمية
افتراضي

 


(6)
رواية الحصن الرقمي: دان براون يخدعك!
هناك رواية للكاتب الأمريكي دان براون اسمها "الحصن الرقمي"، بنى فكرتها على وجود جهاز حاسب عملاق يحتوي على مليون مشغل دقيق تعمل على التوازي، تستخدمه المخابرات الأمريكية لحل الشفرات، وادعى المؤلف أن مثل هذا الحاسب قادر على حل أي شفرة في أوقات قياسية مهما كانت هذه الشفرة معقدة، وذلك بتجريب كل الاحتمالات الممكنة لمفتاح الشفرة.. هذه فكرة في منتهى السذاجة وتدل على عدم التخصص، لأننا لو افترضنا أن كلّ مشغل دقيق يعمل بسرعة 3 جيجا هرتز، فإن فك شفرة تتكون من 30 حرفا فقط سيتطلب من هذا الجهاز العمل لمدة قد تصل إلى 126 مليون سنة! (لا تنس أن وجود مليون مشغل دقيق في ذلك الجهاز يجعله أسرع من جهازي بمليون مرة).. هذا مع افتراض أن كل موضع من المواضع الثلاثين في المفتاح يقبل 10 حروف مختلفة فقط، مع أنك تعلم جيدا أن كل موضع يمكن أن يقبل 256 حرفا!!
وبافتراض أن حلقة التكرار For Next فارغة، ولا تفعل شيئا إلا الدوران، بينما أنت تعرف من فصل تشفير وضغط الملفات، أن هذه الحلقة يجب أن تحتوي على الكود المناسب لتكوين المفتاح، ولإرساله إلى دالة فك التشفير لفك النص، وإلى البحث في النص الناتج عن كلمات معروفة في الإنجليزية أو أية لغة أخرى (فالمخابرات الصينية مثلا ستكتب الرسالة باللغة الصينية!!)، وهو الأمر الذي يحتاج إلى وقت ملموس فعليا، سيضاعف الزمن الحقيقي عدة مرات!!
حتى لو افترضنا أن كل مشغل دقيق يعمل بسرعة 3 مليون جيجا هرتز (وهو خارج التقنية المتاحة حاليا بمراحل) فسيظل ذلك الجهاز يحتاج إلى 126 سنة لحل شفرة تتكون من 30 حرفا فقط.. من الواضح أن هذا يجعله عديم الفائدة للمخابرات الأمريكية ولا يستحق المليارت التي أنفقتها لبنائه!
وحتى لو افترضنا أن المجرمين وأجهزة المخابرات المعادية غير محتاطين بالدرجة الكافية، واستخدموا مفتاحا للشفرة طوله عشرة مواضع فقط كل منها يقبل 256 حرفا مختلفة، فإن ذلك الجهاز المهول الذي اخترعه دان براون سيحتاج في أسوأ الاحتمالات إلى تجربة (256 ^ 10) احتمالا، وهي تحتاج إلى زمن فلكي، لأن (256 ^ 10) تساوي تقريبا (10 أس 24)!!
لهذا، ولكي يحقق حاسوب دان براون النتائج المرجوة منه، يجب أن يستخدم الأشرار وأجهزة المخابرات المعادية مفتاحا للشفرة طوله 5 حروف فقط، ففي هذه الحالة يمكن كسر الشفرة في 192 يوما فحسب.. أظن أنك ـ وأنت لا تملك أي أسرار ـ تستخدم كلمة سر تتكون من 6 حروف على الأقل!!
آخر سؤال يخص رواية الحصن الرقمي وحاسوبها العبقري: كيف سيعرف جهاز دان براون نوع التشفير المستخدم، ليستخدم المفتاح في فكه؟!!
إن محاولة تجريب عدة خوارزميات مختلفة لفك التشفير، سيضاعف كل الحسابات السابقة عدة أضعاف أخرى!!
لحسن الحظ إذن، أن قراء (دان براون) ليسوا جميعا مبرمجين :) .
لعلك تدرك الآن فداحة الأرقام التي نتكلم عنها!
إن عمر الكون ـ كما قدّره العلماء ـ هو حوالي 15 مليار سنة فقط، وعمر مجموعتنا الشمسية هو 4.5 مليار سنة.. أي أنّ عمر الكون يقع في حدود (10 أس 10) سنة فقط!.. واضح أنّ هذه المليارات من السنين لا تساوى شيئا أمام جسامة الاحتمالات التي نتكلّم عنها.. إنها لا تكفي حتى لكي يعد الحاسوب ـ مجرد عد ـ من 1 حـتى 10 أس 30!!
لكنّ الذين يتكلّمون عن الصدفة يستخدمون أسلوبا عاطفيا، استنادا إلى أنّ مليار عام هو رقم مريع بالنسبة لأعمار البشر، لهذا يوهمون البشر بأنه كاف لكي تصنع الصدفة كل الكائنات الحية، بينما الحقيقة أن عمر الكون هو مجرد صفر على الشمال بالنسبة للرياضيات التي شرحناها للتو، ولا يكفي لصنع بروتين واحد بالصدفة، بل ولا حتى لمجرد العد من 1 حتى (10 أس 30) بسرعة الحاسب الآلي دون صنع أي شيء آخر!!
لاحظ أننا كنا نتكلم عن بروتين واحد متوسط الحجم، بينما هناك بروتينات أطول وأعقد منه بمراحل.. فما بالك إذن لو تكلمنا عن خلية حيّة تحتوي على آلاف البروتينات؟
إن احتمال ظهور خلية واحدة بالصدفة ـ كما حسبه أحد العلماء ـ هو 1 من كلّ (10 أس 40 ألف) احتمال!!.. ماذا يا ترى يمكن أن يفعل جهاز دان براون العملاق مع احتمال كهذا؟.. يمكنك أن تقول مطمئنا إنّ هذا الاحتمال يساوي صفرا بلا أدني قلق!
أمّا احتمال أن تترتب 50 تريليون خلية بالصدفة لتشكل الجسد البشري، فهو الجنون بعينه!

 
 

 

عرض البوم صور نجم الخيال   رد مع اقتباس
قديم 31-08-10, 05:29 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2007
العضوية: 25442
المشاركات: 126
الجنس ذكر
معدل التقييم: نجم الخيال عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نجم الخيال غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نجم الخيال المنتدى : البحوث العلمية
افتراضي

 


(7)
برنامج لرسم الموناليزا بالصدفة!
دعنا نتعامل مع القضية كمبرمجين:
افترض أن لدينا شاشة حاسب بأقل دقة ممكنة، وهي 480 × 640 نقطة.
هذا يعني أنّ هذه الشاشة تحتوي على 307200 نقطة.
الآن، نريد كتابة برنامج بسيط لرسم الموناليزا عشوائيا على هذه الشاشة!
لن نقول لك إنّنا سنستخدم 256 لونا، ولا حتى 16 لونا.. بل سنكتفي بالأبيض والأسود فقط.
عليك أن تعرف أنّ بين أن تكون كلّ نقاط الشاشة بيضاء، وأن تكون كلها سوداء، عدد من التباديل يساوي عدد الأرقام الثنائية التي يمكن وضعها في 307200 خانة، أي:
2 أس 307200 = 10 أس (92 ألفا)!!
في الواقع لو نجحنا في تجربة كلّ هذه الاحتمالات، فسنحصل بالأبيض والأسود على جميع اللوحات التي رُسمت أو لم ترسم بعد، وجميع صور الأشياء والأشخاص التي نتخيلها أو لا نتخيلها!
لكنّ المشكلة في هذا الأمر، أنّ تجربة هذه الاحتمالات يحتاج إلى عمر يفوق عمر الكون بمليارات مليارات المرات!!
سنفترض أنّ لدينا حاسبا يستطيع رسم كلّ احتمال من هذه الاحتمالات في جزء من مليار جزء من الثانية (وهو مستحيل عمليا بأجهزة اليوم، لكن سنفترضه).. هذا يعني أنه يستطيع أن يرسم في عام واحد:
مليار × 60 ثانية × 60 دقيقة × 24 ساعة × 365 يوما = 22118400 مليار لوحة في العام، وهو ما يساوي تقريبا: 10 أس 18.
وهذا يعني أننا نحتاج لكي نرسم كلّ اللوحات الممكنة، إلى عدد من الأعوام يساوي: 10 أس (92 ألف) / 10 أس 18
أنت تعرف من الرياضيات أن قسمة الأساسات طرح للأسس.. في الواقع، طرح 18 من 92 ألفا لا معنى له!
دعنا نفترض أنّنا نستخدم مليار حاسب (10 أس 9).. هذا سيعطينا (10 أس 18) × (10 أس 9) = 10 أس 27 لوحة في العام.
ما زال الرقم تافها!
دعنا نفترض أنّ هناك مليار كوكب مثل الأرض على كلّ منها مليار حاسب تشارك في العملية.. هذا سيرفع العدد إلى (10 أس 36) لوحة في العام!
ما زال الرقم تافها!!
هذا سيعني أننا نحتاج في سبيل رسم كلّ اللوحات إلى زمن يساوي:
10 أس (92 ألفا - 36) من السنوات!!
أيّ حوالي مليار مضروبا في نفسه 10 آلاف مرّة من السنوات!!
أما لو حاولنا رسم صور ملونة باستخدام 256 لونا فقط، فسنحتاج في سبيل رسم كلّ اللوحات إلى زمن يساوي:
256 أس 307200 = 10 أس 739811 أو تقريبا 10 أس 700000!!
أي أنه يساوي الرقم 1 موضوعا على يساره 700 ألف صفر!
طيب: حتى لا يظنّ البعض أنّ 480 × 640 هي أبعاد كبيرة للشاشة، دعنا نفترض أنّ دقة الشاشة هي 80 × 80 نقطة فقط!.. هذا سيجعلنا ننتظر 10 أس 2000 من السنوات!!
فلنقلص الشاشة إذن إلى: 20 × 20 نقطة، أي حوالي 5% فقط من أبعاد شاشة الحاسب العادية، أي شاشة قطرها أقلّ من بوصة!!.. طبعا هذا غير كاف لرسم لوحة واضحة المعالم والتفاصيل، لكن سنفرضه!!.. هذا يعني 2 أس 400 = 10 أس 120، وهو ما يحتاج إلى أكثر من (10 أس 80) عاما لتجربتها، أي مليار مليار مليار مليار مليار مليار مليار مليار مليار سنة!!
طيب.. سنفترض أنّ لكلّ لوحة مليار نسخة مقاربة، ناتجة عن اختلاف مواضع بعض النقاط، بحيث يمكن مطابقتها بالصورة الحقيقيّة باختلافات طفيفة.. هذا مستحيل مع لوحة حجمها 20×20 نقطة لكن سنفرضه!!.. هذا لن يغيّر شيئا يذكر في الأرقام المذكورة!!.. سننتظر 10 أس 71 عاما، بدلا من 10 أس 80 عاما!!
فليكن: دعنا نكن أسخياء، ونفترض أنّ لكلّ لوحة مليار مليار احتمال.. هذا سيجعلنا ننتظر 10 أس 62 عاما!!
حسنا.. دعنا نكن عمليين ونجرب.. لقد رأينا كيف نكتب البيانات في صورة Bmp بالأبيض والأسود في الفصل 25.. عدل الجزء الخاص بكتابة بيانات الصورة ليرسم في الصورة نقاطا عشوائية كالتالي:
[code]
' كتابة النقاط
Dim Buf As New BitBuffer(Bmp, CByte(255))
Randomize( )
For Y As Integer = 0 To ImgHight - 1
Dim Y1 As Integer = Int(Y * W / L)
For X As Integer = 0 To ImgWidth - 1
If Rnd( ) < 0.5 Then
Buf.Add(0)
Else
Buf.Add(1)
End If
Next
If Buf.Possition > 0 Then Buf.Flush( )
If PadZeros > 0 Then Bmp.Write(RowEnd, 0, PadZeros)
Next
Bmp.Close( )
[/code]
ويمكنك أن تضع كود كتابة هذه الصور العشوائية في دالة، وترسل إليها اسم الملف الذي تريد حفظ الصورة فيه، وتستدعيها لأي عدد تشاء من المرات وتنظر كيف ستكون النتائج.
الآن علينا أن نسأل:
لو شغلنا برنامجنا العشوائي لرسم اللوحات بدون توقف (بافتراض أنه لن يكرر أيّة لوحة وهذا لن يحدث)، فما هو احتمال أن نحصل على اللوحات الموجودة في متحف اللوفر بفرنسا؟!.. أو حتى على لوحة الموناليزا فقط؟
وماذا سيكون رأي دافنشي لو قال له أحد إن الموناليزا يمكن رسمها ببرنامج حاسب عشوائي تافه؟!
لو جربت البرنامج السابق، فلن تحصل إلا على فوضى من النقاط البيضاء والسوداء.



ملحوظة:
ستجد في أمثلة هذا الفصل برنامجا اسمه Maze، وهو برنامج يساعد إنسانا آليا على حل متاهة تتكون من 20×20 خانة.. كود هذا البرنامج وشرحه الكامل موجودان في مرجع "برمجة الويندوز"، ولكني أضعه لك هنا لتجرب ضغط الزر "متاهة عشوائية".. هذا يرسم الصورة الصغيرة التي تكلمنا عنها هنا بتلوين الخانات عشوائيا بالأبيض والأسود.. جرب كما يحلو لك، وانظر هل ستحصل على كلمات أو صور لها معنى أم لا!
لاحظ أننا تحكمنا في عشوائية الأبيض والأسود، بحيث تكون النقاط السوداء أقل من ثلث النقاط البيضاء، ليجد الإنسان الآلي طرقا يمشي فيها (لأن البرنامج يعتبر الخانة السوداء عائقا).
لاحظ أنك لا تستطيع فعليا كتابة البرنامج الذي يحفظ الصور العشوائية في ملفات، لأنك لو فعلت هذا فستستهلك كل مساحة القرص الصلب قبل أن تحصى من الاحتمالات عددا ملموسا!

طيب: دعونا نقل التالي لإخوان داروين:
عدد أنواع الأحياء على سطح الأرض يقدّر بنحو 4.5 مليون نوع.. ما هو احتمال أن نحصل على مجرّد لوحات مسطحة بالأبيض والأسود لأيّ من هذه الأحياء، لو شغلنا برنامجنا للرسم العشوائي؟!
هذا الاحتمال سيساوي 4.5 مليون / (10 أس 120) = 1 / (10 أس 113)!!!
دعنا نفترض أنّ لكلّ لوحة مليار مليار نسخة مقاربة.. هذا سيجعل الاحتمال 1 / (10 أس 96)!!
أعتقد أنّ كمّ الاستحالات التي تريها لنا الأرقام، يظهر عبثية من يؤمنون بالصدفة المبدعة!
هذا ونحن نتكلّم عن لوحة بحجم صغير (20 نقطة × 20 نقطة) وثنائيّة البعد (مسطحة) بالأبيض والأسود فقط!
فما بالنا عندما نتكلم عن مجسمات ثلاثية البعد؟!
وما بالنا لو لم تكن هذه المجسمات مجرّد رسوم، بل كائنات حيّة من لحم ودم تحمل تركيبا تقنيا معقدا، يستغرق الكلام عنه آلاف المجلدات من حصيلة بحوث العلماء عبر القرون؟!
أريد عاقلا يشرح لي: عن أيّ صدفة نتحدّث بالضبط؟!
من كل الحسابات السابقة نصل إلى هذه الاستنتاجات:
1- فكرة رسم كل الصور عشوائيا فكرة مستحيلة عمليا، حتى لو كانت صورا مصغرة بالأبيض والأسود فقط.
2- الصدفة والتجريب العشوائي، غير قادرين عمليا على ابتكار أي شيء.. وكما لا يمكن بأي حال أن يرسم السحاب لوحة الموناليزا على صفحة السماء، أو ترسمها الرياح على رمال الصحراء، فإنه لا يمكن بأي حال أن يكون هذا الكون وهذه المخلوقات قد ظهرت للوجود بدون تخطيط وتدبير من لدن حكيم خبير، خالق كل شيء، بديع السماوات والأرض، سبحانه وتعالى عما يشركون.
3- علينا الآن أن نزداد إعجابا وتقديرا بكل موهوب رسم لنا لوحة جميلة، أو أبدع لنا قصة مبتكرة، فمن حسابات الصدفة التي رأيناها، يتضح لنا تماما أن هؤلاء المبدعين قد وفروا على البشرية أعمارا هائلة من التجريب العبثي في محيط هائل من القبح والفوضى والعشوائية للحصول على بعض اللوحات أو الكلمات الجميلة!
4- هناك إعجاز حقيقي في امتلاك الإنسان للخيال والابتكار والإبداع، وهو عائق سيظل يعجز أمامه كل من يحاولون صنع إنسان آلي ذي ذكاء صناعي، فالإرادة والمشاعر والخيال والابتكار والإبداع كلها أمور غير خاضعة لمعادلات رياضية، وفكرة برمجة إنسان آلي رسام يجرب كل احتمالات الصور ليحصل على لوحة مبدعة ستجعله يقف مشلولا أمام لوحة بيضاء إلى يوم القيامة!
إننا نتكلم عن إبداع مذهل للخالق سبحانه، الذي منح الإنسان الخيال، والمشاعر التي تعمل كالمرشح لهذه الخيالات فيما نسميه باسم الذوق، والحواس التي تلتقط جمال الكون وجمال المخلوقات لتستقي منها أجمل الإبداعات.. فكيف لإنسان آلي أن يصل إلى هذا مهما احتوى من برمجيات؟
هذا يرد على فكرة فيلم IRobot، فالفيلم يتصور أن بعض الأخطاء العشوائية في برمجة أحد الروبوات ولدت لديه الإحساس والإرادة والذكاء!.. لكن كما رأينا: الصدفة والعشوائية لا توصلان إلى أي شيء على الإطلاق!

 
 

 

عرض البوم صور نجم الخيال   رد مع اقتباس
قديم 03-09-10, 06:19 AM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2007
العضوية: 25442
المشاركات: 126
الجنس ذكر
معدل التقييم: نجم الخيال عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نجم الخيال غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نجم الخيال المنتدى : البحوث العلمية
افتراضي

 

أعلن علماء أمريكيون يوم 20 مايو 2010 أنهم أنتجوا أول خلية حية!
طبعا من المخزي أن يُنشر الخبر بهذا العنوان، وأن تنقله قناة كالجزيرة بهذه الصيغة!
فما حدث، هو أن هؤلاء العلماء أخذوا نظام التشغيل الإلهي DNA من إحدى أنواع البكتريا الصغيرة، ووضعوه على الحاسوب، وصنفوا الجينات الموجودة عليه، ثم تلاعبوا بترتيب بعضها لإنتاج شفرة وراثة مختلفة بعض الشيء، ونقلوا هذه الشفرة إلى بكتريا حية بعد تفريغ نواتها من الحمض النووي الأصلي الخاص بها.. وبعد تجارب ومحاولات مضنية بدأت هذه البكتريا في التكاثر لإنتاج هذا الكائن الذي غيروا جزءا من تركيبه الوراثي..
هذه العملية تؤكد عدة أمور:
1- لا دور لأي صدفة أو عشوائية هنا.. لقد بدأت التجربة بحمض نووي معروف، قام بدراسته وتحليله علماء أفنوا عمرهم في قراءة خريطة الجينوم تحت قيادة رائد الخرائط الجينية البشرية كريغ فنتر، واستخدموا الحاسوب في عملهم، للوصول إلى ترتيب منطقي للجينات في نطاق فهمهم.. هذا يؤكد أن أي تغيير في الحمض النووي يجب أن يكون وراءه عقل واعٍ وتقنية متقدمة وسنوات من البحث، وتجريب طويل مدروس للتعلم من الأخطاء وتلافيها.. كل هذا لا يمكن أن يتوافر لأي صدفة عمياء!
2- لم ينتج الإنسان خلية حية، لكنه نجح في إنتاج أول صبغ (كروموزوم) شبه صناعي، واستخدم الخلايا الحية في ترجمة شفرته للحصول على نوع شبه جديد.. هذا يؤكد لنا من جديد أن الحياة لا تنشأ إلا من الحياة، وأن الإنسان ما زال عاجزا حتى اليوم عن صناعة بروتين واحد ميت بدون الاستعانة بالخلية الحية.
3- يصف فنتر ما حدث، بأننا حصلنا على كائن حي جديد والده الكمبيوتر.. في الحقيقة هناك تساؤلات كثيرة عن السمات المميزة لهذا الكائن الذي حصلوا عليه، والتي تجعله يختلف عن 9 مليون نوع من المخلوقات التي يقدر وجودها على ظهر الأرض.. هل الاختلاف محدود عن النوع الأصلي الذي تم التلاعب به، مما يجعل النوع الناتج مجرد فصيلة منه كما يحدث في التغيرات الوراثية؟.. هل النوع الجديد يشبه أيا من الأنواع المعروفة الموجودة؟.. أم أن هذا النوع جديد فعلا ومميز؟.. وما هي قدراته الجديدة؟. هل هو ضار بالنبات أو الحيوان أو الإنسان؟.. هل سيلتهم اللحم أو البلاستيك أو الحديد؟.. هذه مخاوف مرعبة تركها لنا كتاب الخيال العلمي كتحذير في رواياتهم عبر نصف القرن الماضي، وللأسف يبدو أن أحدا لا يستمع إلى هذه التحذيرات.. إن محاولات فنتر ومن معه لإنتاج الأمصال أو الوقود الحيوي بهذه الطريقة قد تنتج الفيروس الذي يقصي على البشرية أو يدمر الحضارة، لأن فهمنا لخريطة الجينوم ما زال ناقصا ومحدودا حتى اليوم!
4- كما أكدنا في أول هذا الموضوع: الإنسان يتعلم من خطة الخلق التي أبدعها الله سبحانه وتعالى في مخلوقاته وبرمجها على أنظمة تشغيلها الوراثية.. إن أول مهندس وراثي موجود على ظهر الأرض منذ مليارات السنين، هو الفيروس، الذي يحقن مادته الوراثية في الخلايا التي يصيبها ليجعلها تعيد إنتاجه، فهذه هي الوسيلة الوحيدة التي يتكاثر بها.. ولقد اقتبس الإنسان هذه التقنية في عملية الاستنساخ، واقتبسها اليوم مرة أخرى لهندسة صبغيات وراثية وحقنها في البكتريا لجعلها تنتج كائنات أخرى.. يمكننا أن نقول اليوم بفخر: إن علم الإنسان تطور أخيرا إلى أن نجح في تقليد الفيروسات .. وكما قلت سابقا: إن كل علماء الأرض أعجز من أن يكتبوا الشفرة الوراثية التي تحرك جناح بعوضة، وكل ما يعملون في نطاقه إلى الآن، هو التلاعب بشفرات موجودة فعلا ولمخلوقات حية مجهرية.. بالمناسبة: لا أحب تسمية البكتريا بالمخلوقات البدائية، فهي لا تقل إبداعا عن المخلوقات الأخرى.. بل إن الإنسان في مسرته التقنية يبدأ بالأضخم (كالحواسيب العملاقة) ثم يطوره إلى أن يصير أصغر (كالحواسيب الكفية المحمولة، وإرهاصات تقنية النانو).. في الحقيقة، وجود خلية واحدة تقوم بكل العمليات الحيوية التي تقوم بها باقي المخلوقات التي تتركب من تريليونات الخلايا، وتستطيع أن تحافظ على بقائها سلاسلتها إلى اليوم، هخو إبداع يثير الذهول.. لكن أدعياء نظرية التطور يجب أن يحقوا من شأن هذه المخلوقات البديعة، لكي يوهمونا بتطورهم المزعوم!
5- الصيغة التي نشر بها الخبر على الجزيرة مؤسفة، بسبب نقلها حرفيا عن رويترز، بدون إعمال العقل والتفكر في مغزى ما حدث:
ط§ظ„ط¹ظ„ظ…ط§ط، ظٹظ†طھط¬ظˆظ† ط£ظˆظ„ ط®ظ„ظٹط© ط§طµط·ظ†ط§ط¹ظٹط©
بينما تم نشر الخبر في مواقع أخرى مثل محيط، بصيغة أكثر عقلانية وتفهما، وإن كان المقال يحمل العنوان نفسه:
ط¥ظ†طھط§ط¬ ط£ظˆظ„ ط®ظ„ظٹط© طµظ†ط§ط¹ظٹط© ط*ظٹط© ظپظٹ ط§ظ„ط¹ط§ظ„ظ…

وللحديث بقية إن شاء الله.

 
 

 

عرض البوم صور نجم الخيال   رد مع اقتباس
قديم 08-09-10, 07:16 AM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كابتن ليلاس


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 35229
المشاركات: 5,672
الجنس ذكر
معدل التقييم: هـيـسـوكـا عضو جوهرة التقييمهـيـسـوكـا عضو جوهرة التقييمهـيـسـوكـا عضو جوهرة التقييمهـيـسـوكـا عضو جوهرة التقييمهـيـسـوكـا عضو جوهرة التقييمهـيـسـوكـا عضو جوهرة التقييمهـيـسـوكـا عضو جوهرة التقييمهـيـسـوكـا عضو جوهرة التقييمهـيـسـوكـا عضو جوهرة التقييمهـيـسـوكـا عضو جوهرة التقييمهـيـسـوكـا عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1911

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هـيـسـوكـا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نجم الخيال المنتدى : البحوث العلمية
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

يعطيك العافيه علي الموضوع


وانتظر جديدك

 
 

 

عرض البوم صور هـيـسـوكـا   رد مع اقتباس
قديم 17-09-10, 01:42 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2007
العضوية: 25442
المشاركات: 126
الجنس ذكر
معدل التقييم: نجم الخيال عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نجم الخيال غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نجم الخيال المنتدى : البحوث العلمية
افتراضي

 

هبسوكا:
شكرا لك.


(8)
إنتاج البشر:
تأمّل قوله تعالى في سورة لقمان:
(مَّا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ {28}‏)
في ضوء المعلومات الوراثية الحديثة، نكتشف أنّ كلّ البشر هم في الحقيقة قالب واحد، لكنّه يختلف فقط في بعض الخصائص الوراثية المخزنة على شريط DNA.. الآن أصبحنا نفهم أنّ كلّ المطلوب لبعث البشر جميعا هو المواد الأولية اللازمة لبناء أجسادهم (متوفرة في التربة)، والشفرة الوراثية التي تحوي سماتهم (محفوظة في علم الله، كما أنّ هناك خلايا في عصعص الإنسان لا تذيبها الأحماض ولا تفتتها الانفجارات!)، وآلية لترجمة الشفرة الوراثية لإعادة بناء الجسم من عناصره الأولية (وهي عملية سهلة، فهي مجرّد إعادة لعملية الخلق التي حدثت من قبل بالفعل!.. أليست إعادة الشيء أسهل من بنائه؟).
ألا يوضّح لنا هذا كيف أن خلق وبعث كلّ البشر هو مجرّد تكرار لعملية خلق وبعث نفس واحدة؟.. فكّر في خطوط إنتاج المصانع، أو في تعريف نسخ من نفس الفئة Class في البرمجة مع تغيير بعض خصائص كل كائن Object تم تعريفه ليختلف عن الآخر، ولله المثل الأعلى.
الملفت للنظر، أنّ الآية السابقة لهذه الآية مباشرة، هي قوله تعالى:
(وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ {27})
لا داعي للكلام عن كلّ نعم الله التي لا تحصى.. فكّر فقط في المعلومات الموجودة على شريط DNA الخاص بالبشر، والذي يحوي ما يعادل نصف مليون صفحة من المعلومات، تضم ثلاثة بلايين شفرة مختلفة.. فإذا دوَّنا كل المعلومات الموجودة في جزيء (د ن أ) واحد على الورق، فسيمتد هذا الورق من القطب الشمالي إلى خط الاستواء!!.. وهو ما يوازي نحو 10000 مجلد، صالحة لملء مكتبة كبيرة.. وإذا شرع شخص ما في قراءة شفرة (د ن أ) واحدة كل ثانية دون توقف، طوال اليوم وكل يوم، فسيستغرق ذلك منه 100 سنة!!.. هذا يؤكد لك طبعا أنك لن تحصي نعم الله عليك، لأنك قبل حتى أن تنهي مجرد قراءة معلوماتك الوراثية التي تجعلك تحيا وتتميز عن غيرك، فسيكون عمرك قد انقضى!!.. سبحان الله.. لهذا استغرق مشروع الجينوم البشري ـ الذي اضطلع به أسطول من أساطين العلماء والباحثين من عدة دول متقدمة ـ عشر سنوات كاملة لتدوين هذه البيانات!
هذا عن شفرات شريط واحد.. فما رأيك إذن أن نبحث في عدد احتمالات تباديل وتوافيق هذه المعلومات، لتكوين أشرطة DNA مختلفة عن بعضها (بمعنى آخر: بشر يختلفون عن بعضهم)؟
كما ذكرنا من قبل، فإنّ معلومات الحمض النووي تتكوّن من 4 حروف مختلفة (4 مركبات كيميائية) تتراص في كلمات طول كلّ كلمة منها 3 حروف.. هذا يعطينا (4 أس 3) أي 64 كلمة مختلفة.. هذه الكلمات هي الشفرات الوراثية.
وهناك حوالي 3 مليارات موضع للشفرات على شريط DNA (قرأت في مصدر آخر أنها 8 مليارات موضع.. لكن دعنا نأخذ الرقم الأصغر ونرى).. ويأخذ كلّ موضع من هذه المواضع أيّ شفرة محتملة من بين الشفرات الـ 64 المختلفة.. معنى هذا أنّ عدد نسخ DNA المختلفة التي يمكن الحصول عليها تساوي (64 أس 3 مليار) أي حوالي (10 أس 5 مليار).
حاول أن تتخيّل الرقم واحد وعلى يمينه 5 مليار صفر.. هذا رقم لا يمكن حتى مجرد تخيّله!
هل تعتقد أنّ كل أشجار الأرض ـ لو استخدمت كأقلام ـ وكل قطرة من ماء البحار والمحيطات ـ لو استُخدمت كحبر ـ تكفي لكتابة كلّ أنماط البشر الذين يمكن الحصول عليهم من التغييرات الممكنة في معلومات الحمض النووي DNA؟
هذا ونحن نتكلّم عن البشر فقط.. لكن ماذا عن باقي 4.5 مليون نوع من أنواع الكائنات المختلفة على سطح الأرض، والتي تختلف في عدد صبغياتها وأحماضها الوراثية أصلا؟
وصولنا إلى هذه النقطة، يلفت نظرنا إلى حقيقة هامة: وهي أنّ عدد البشر المميزين والمتفردين الناتج عن هذه التباديل، لن يكون بالضبط ذلك الرقم المهول الذي حصلنا عليه، لأنّ بعض الاختلافات لن تجعل الشخص متميزا.. أيضا ليست كلّ الاحتمالات مقبولة، لأن بعضها سينتج أشخاصا مشوهين، أو يحملون سمات غير بشرية، أو سمات تؤدي إلى إعاقتهم عن الحياة وقتلهم أصلا.
فكم يا ترى عدد النسخ الصحيحة الممكنة من وسط كلّ هذه الاحتمالات الهائلة؟
طبعا هذا العدد في علم الله، ولكن يمكننا أن نقول إنّ عدد البشر عبر التاريخ يقع في نطاق مليون مليار، أي 15 صفرا على يمين الواحد.. هذا بافتراض أن التاريخ البشري يمتد إلى مليون عام، وأن هناك مليار شخص يولدون كل عام وهو احتمال مبالغ فيه إلى أقصى درجة!
بل افترض حتى أنّ عدد البشر منذ بداية التاريخ يقع في نطاق 20 صفرا على يمين الواحد.. ثلاثين صفرا.. مئة صفر حتى.. هل يوجد وجه مقارنة بين عدد يحتوي على 100 صفر على اليمين، وعدد يحتوي على 5 مليار صفر على اليمين؟
هذا يجعلنا نفهم أنّ نشوء البشر بالصدفة هو أمر مستحيل، فاحتمالات تشوّههم أو موتهم نتيجة الترتيب العشوائي الخاطئ للمعلومات الوراثية هي احتمالات واسعة للغاية.. وكما يقول أحد الأطباء: إنّ كلّ طفل يولد صحيحا بدون نقص أو تشوّه هو معجزة في حدّ ذاته.. لكنّ هذه المعجزة تحدث وتتكرّر يوميا آلاف المرات.. فعن أيّ صدفة نتكلّم؟
وما دمنا قد وصلنا إلى هذه المنطقة، فلنتأمل قليلا هذا المشهد المهيب:
(وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ {172} أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ {173}) الأعراف.
والآن فلنسأل أنفسنا: كيف يمكن أن يجمع الله البشر جميعا ويشهدهم على أنفسهم؟
بالنسبة للمؤمنين، هذا سهل الحدوث على مستوى الأرواح.. لكن افترض أننا نجادل غير المؤمنين هنا.. دعنا نقول لهم إن الآية تتكلّم بوضوح عن النسل البشري جسديا.. عن أخذ الذرية من ظهور بني آدم (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ).. إذن فمن المنطقيّ أن نتكلّم ها هنا عن الأجساد أيضا، وليس الأرواح فقط.
والسؤال الآن: كيف ينشئ الله كلّ البشر دفعة واحدة، مع العلم أن هذا يتطلّب معرفة الآباء والأمهات أولا ليمكن معرفة سمات الأبناء الناتجين؟
بالنسبة لمن يؤمن بعلم الله المطلق ومعرفته بالغيب، يؤمن أنه من اليسير عليه سبحانه أن يعلم الشجرة البشرية كاملة منذ آدم وحواء إلى يوم القيامة.
لكن أيضا حتى لا نخذل أصدقائنا إياهم، دعنا ننظر للمسألة بصيغة أخرى:
لماذا تجب معرفة الشجرة البشرية كاملة؟.. لماذا لا ننظر للموضوع خطّيا Linearly.. فبدلا من تخيّل الشجرة البشرية بكلّ علاقات التزاوج والأبوة والبنوة فيها، لماذا لا يتمّ مباشرة إنتاج كلّ احتمالات شريط DNA المقبولة التي تنشئ بشرا؟
كما قلنا من قبل، كلّ المطلوب هو شفرة وراثية، ومواد أولية، وخطّ إنتاج لتنفيذ كلّ شفرة إلى منتج بشري (بالنسبة للتقنية الإلهية، فهي أرقى تقنية شهدها الكون: كن فيكون).
وبهذه الطريقة المباشرة يقف البشر جميعا في صعيد واحد أمام خالقهم دون الحاجة إلى أن يعرفوا آباءهم وأمهاتهم، ليشهدهم الله سبحانه على أنفسهم وعلى ألوهيته.. ثمّ ينسون جميعا هذا المشهد كخبرة تحفظها الذاكرة، لكن يظلّ في داخلهم كشعور فطري، وسؤال يبدأ مع كلّ طفل صغير يسأل أبويه: من أين جئتُ، وأين كنتُ قبل أن أجيء، وأين يذهب من يموت؟
أخيرا، في ضوء كلّ ما ناقشناه عن عدد البشر المختلفين المحتملين، يجدر بي أن أسألك:
هل تتعجّب من عدم تطابق بصمات الأصابع لأي اثنين عبر كلّ البشرية منذ نشأت؟.. في الحقيقة لا يقتصر الأمر على بصمات الأصابع فقط، فهو يشمل كذلك بصمة قزحية العين، وبصمة الأذن، وغير ذلك.
هل تستغرب أنه لم ولن يوجد بشريان متطابقان في سِماتهما الجسدية تمام التطابق؟
تذكّر أننا نأخذ نسخ البشر من بين (10 أس 5 مليار) احتمال مختلف.. حتى مع استبعاد احتمالات DNA الفاسدة التي لا تعطي بشرا أحياء أو أسوياء، فستظلّ الأرقام مذهلة.. لا تنسَ أننا نتكلّم عن 5 مليار صفر على يمين الواحد.. ما الذي سيختلف لو أنقصت عدد هذه الأصفار لتصل إلى مليون صفر؟.. بل إلى ألف صفر حتى؟.. ما زلنا نتكلّم عن أرقام خارج الحدود الفلكية نفسها!

ملحوظة:
يقول سبحانه عن بعث الإنسان في سورة القيامة:
(أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَلَّن نَجْمَعَ عِظَامَهُ {3} بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ {4})
والبنان هو طرف الإصبع، وهو موضع البصمة.. فالله سبحانه وتعالى يتحدى الكفار بأنه سيحييهم يوم القيامة، وسيعيدهم طبق الأصل بأدق تفاصيلهم، بما في ذلك بصماتهم.. وكما صار مفهوما لدينا الآن، فإن هذا لا يحتاج إلا إلى حفظ نسخة واحدة فقط من الحمض النووي الخاص بكل إنسان!

قد يقول قائل: لكنّ بصمات الأصابع لا تنشأ عن الثماني مليارات شفرة كاملة، لتتكلم عن كلّ هذه الأرقام!
حسنا.. في الحقيقة أنا لا أعرف عدد الشفرات المسئولة عن تكوين البصمات، لكن لو افترضنا أنه من بين 8 مليارات شفرة على شريط DNA، كان عدد الشفرات المسئولة عن تكوين بصمة الأصابع 30 شفرة فقط، لكان معنى هذا أنّ لدينا (64 أس 30) بصمة مختلفة ممكنة، أيّ حوالي 10 أس 54 بصمة مختلفة، وهو عدد هائل بما يفوق الوصف، يكفي لوجود مليار مليار مليار مليار مليار مليار إنسان ببصمات أصابع مختلفة!
حقّا: سبحان الله العظيم:
(وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ {27} مَّا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ {28}‏) لقمان.

 
 

 

عرض البوم صور نجم الخيال   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الح, الحمض, الوراثي, النووي, dna, نظرة برمجية
facebook



جديد مواضيع قسم البحوث العلمية
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:09 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية