لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-08-10, 01:44 AM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

كان من الواضح أن غاري أحس بغضبها الصامت , لذلك حاول أبقاءها معه لمدة أطول ... لكنه تراجع بعد لحظات وهو يقول:
" هيا بنا, فعلينا أن نضع الخطط لرحلة الغد".

مع مطلع الفجر في اليوم التالي
كانت المجموعة في طريقها الى الجبل , أرتدى الجميع ملابس جلدية سميكة لمواجهة البرد في مثل هذا الوقت في منطقة دراكسنبرغ , وعلى طول الطريق كانت قطرات الندى المجلدة ترتطم بملابسهم وأحذيتهم معطية حفيفا خشنا
كانت معنويات الفريق عالية, وحتى كيلي أستطاعت أن تتخلص من التوتر الذي سيطر عليها بعد مناقشة ليلة البارحة , ولعل ذلك حدث بتأثير هواء الجبل الممزوج بروائح عطرية تنبعث من الأزهار والنباتات البرية.

وبدا على جورج أنه تناسى تحفظاته الأولى في المجيء , أو لربما أخفى ذلك حرصا على مزاج المجموعة , وسرعان ما أحتل الطليعة الى جانب غاري وألكسندر
وكان غاري في هذه الأثناء يحدث دليله عن الرهان الذي عقده مع أصدقائه , ويشير الى الكاميرا المعلقة على رقبته مؤكدا أصراره على ألتقاط الصور من أعلى الجبل.

لم تكن كيلي قادرة على تمييز كل عبارات غاري , بأستثناء ذلك الحماس المراهق الذي ينبعث من معظم كلماته وتصرفاته , هذا هو غاري الذي وقعت في حبه , متحمس وحيوي وطيب المعاشرة ......
وذلك على نقيض الجو البارد المخيم في منزلها حيث تعيش مع والدين عجوزين لا يستقبلان الا الذين هم من عمرهما أو اللذين لهم معهما علاقات تجارية , وكثيرا ما كانت تتساءل في مثل تلك الأجتماعات عما أذا كان هؤلاء الناس يعرفون شيئا عن الحياة سوى المال والأرباح التجارية.
منتديات ليلاس
لقد أبدى والداها عدم أرتياحهما لعلاقتها مع غاري , فهما يريدان لها زوجا ذا تأثير واضح وحضور مميز في المجتمع ...
لكن كيلي أصرت على أختياره , وما كان منهما ألا الرضوخ لمشيئتها , وهكذا تقرر أن يتم عقد القران بعد ثلاثة أشهر , وعلى هذا الأساس تجري الأستعدادات اللازمة.

عندما أبلغت كيلي والديها أنها ستذهب برفقة غاري وصديقيها شيلا وألكسندر لقضاء عدة أيام في منطقة دراكسبنبرغ الجبلية , لاحظت أنهما لم يبديا أرتياحا ....
لكنهما لم يعترضا ,فهما يعرفان أن كيلي ناضجة وتستطيع أن تتصرف بحياتها كما تريد .... لقد بلغت الثالثة والعشرين , وهذا يعني النضج الكافي.

لقد تعمدت كيلي أن يرافقها ألكسندر وشيلا , صحيح أنها تحب غاري وترتاح اليه , لكنها في بعض الأحيان تخاف منه بسبب بعض القسوة غير المفهومة التي يظهرها في التعامل مع الناس , ربما لم تكن تخافه , بل لعله أحساس بالشك لم تستطع أن تخفيه , المهم بالنسبة اليها أنها تحبه , وأن مشاعر عدم الأرتياح لا تدوم ألا لحظات.


قالت كيلي لنفسها أنها محظوظة بالعثور على رجل مثل غاري يستطيع أن يكون مختلفا عن معظم الرجال , وهو يعاملها بكبرياء لم تعهدها في كل الرجال الذين كانوا يخشونها كونها أبنة رجل الأعمال الثري ووريثته الوحيدة
وفي الوقت نفسه كانت هناك لحظات – كما جرى بالأمس- حيث تظهر طفوليته وعناده بأجلى مظاهرهما.

ودون سبب معقول , أسترجعت كيلي ذكرى ذلك الرجل القاسي المدعو نيكولاس , فهو لم يحاول أن يخفي أشمئزازه من كل ما جرى في الفندق , وأكثر ما أثر فيها نظرته القوية الغاضبة عندما عرضت المال على جورج , أن مجرد التفكير فيه يجعل أعصابها تتوتر ...
لكن ما لها تترك هذا الرجل الذي تكرهه يعكر عليها جمال هذه الرحلة الصباحية ؟ غير أن التفكير به لم يبرح ذهنها رغم كل محاولاتها.

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 14-08-10, 01:45 AM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

مع أشعة الفجر الأولى , بدت الجبال المترامية رمادية اللون ذات منحنيات خضراء داكنة, وكانت الشمس تشق طريقها بهدوء لتغير صورة الريف الى لوحة ساحرة أخاذة , وتظهر في طريقها معالم الجبال والوديان والغابات الكثيفة

وسرعان ماسطعت الشمس لتطرد بقايا ضباب ليلة الأمس , مدخلة الدفء الى الأجسام الباردة , وما هي ألا لحظات حتى دعا جورج المجموعة الى تناول طعام الأفطار تمهيدا للمرحلة الثانية من المسيرة.

كان جورج قد جهز زادا خفيفا للرحلة , وبعد تناول بعض السندويشات وأحتساء القهوة السوداء القوية
عاودت المجموعة السير بنشاط متجدد , في هذه الأثناء , كانت الشمس قد أحتلت مكانها عاليا وأظهرت كل ما تحتويه الطبيعة من أبداع فنان , فالجبال تتلاحق وكأنها حلقات في سلسلة لا تنتهي ....
ولهذا أطلق عليها أسم جبال التنين لضخامتها ولا نهايتها , والملفت للنظر أن المطر الذي أنهمر بالأمس لم يحجب روعة الأزهار البرية التي تفتحت بألف لون ولون , متماوجة مع زقزقة أنواع عديدة من الطيور التي كان تتطاير في كل حدب وصوب لدى أقتراب المجموعة من أعشاشها
والى جانب كل ذلك هناك خرير المياه والينابيع والأنهار العديدة , وقد أخبر جورج كيلي أن هذه الجداول تصب كلها في نهر عظيم يشق الوادي بأتجاه السهول... وأخيرا الى البحر.

بعد ساعة بدأت الطريق تتجه صعودا وأكتشف الجميع أن السير لم يعد سهلا , فالطريق شديدة الأنزلاق بعد أمطار الأمس , تماما كما حذرهم جورج , ففي أماكن كثيرة كان الممر يضيق ويشرف بشكل خطير على الهاوية
ومما زاد الطين بلة أن العشب الكثيف كان يغطي الطريق بحيث تضيع معالمه الى مسافة طويلة , ومرة أخرى شعرت كيلي بالأرتياح الشديد لأنهم لم يأتوا وحيدين الى هذه المنطقة .
منتديات ليلاس
مرت نصف ساعة قبل أن يدخوا في منعطف حاد , وحدست كيلي على الفور من خلال تصرفات جورج , أن الصخرة المقصودة على قاب قوسين أو أدنى , لقد بدت الجبال في تلك المنطقة شامخة سوداء ومتقاربة الى بعضها وعندما ألتفتت كيلي الى الوراء
شهقت بصوت خافت لدهشتها الكبيرة أزاء المسافة التي قطعوها الى قمة الجبل... فهناك في الأعماق كان النهر العظيم يتلوى وكأنه خيط رفيع من الفضة على صفحة خضراء داكنة.

كان الظهر قد حل عندما وصلوا أخيرا الى الصخرة ,فعلا أنه منظر يسحر الألباب لروعته وعظمته
لقد كانت الصحراء ناتئة وملساء وتطل من فوق المنحدر على الهاوية السحيقة , وعندما أقتربت كيلي من الصخرة شعرت بدوخة خفيفة مفاجئة ,وما عادت قدماها قادرتين على حملها وشحب لون وجهها بشكل ملحوظ ولم يلحظ غاري في خضم سروره بالوصول الى الصخرة ما حل بخطيبته من ضرر ...
لكن جورج لم يغفل عن ذلك , أذ أسرع بوضع ذراعه حول خاصرتها , ثم عاد بها الى مكان واسع حيث أسندها الى صخرة مريحة.

ومع ذلك واصل غاري وألكسندر تقدمهما دون أعارة أي أنتباه لكيلي التي أرادت أن تحذرهما وتطلب منهما البقاء بعيدا عن الصخرة...
لكن صوتها لم يسعفها , أنها تعرف خطيبها تمام المعرفة , فهو لم يصل الى هذه المسافة كي يتراجع في آخر لحظة
وكم كان أرتياحها كبيرا عندما أنضم جورج اليهما فوق الصخرة , فهذا الرجل الناضج قادر على منع الشابين من أرتكاب أية مغامرات أو حماقات .

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 14-08-10, 01:46 AM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

تناول غاري الكاميرا من حول عنقه وبدأ في ألتقاط الصور , أعاد هذا المنظر الهدوء الى كيلي المضطربة , فحتى لو لم يكن جورج الى جانبه فأن خطيبها يبدو ثابت الخطوات واثقا من نفسه , وهم في أي حال قطعوا كل المسافة دون أي حادث
وبعد لحظات سينتهي غاري من مهمته ويعود الجميع أدراجهم وكأن شيئا لم يكن , وغدا سيغادرون دراكسنبرغ ,وفي حقيبة غاري سيكون الفيلم الذي جاء كل هذه الرحلة من أجله.

عاد الرجال الثلاثة من الصخرة الى الممر الترابي وهم يتضاحكون بحبور , وقد علت وجه غاري علامات الأنتصار والأثارة.
قالت كيلي وهي تبتسم لخطيبها:
" هل أنت سعيد بعودتك يا غاري؟".

ألتمعت عيناه بالأثارة والحماس قائلا:
" أن المنظر من هناك رائع , كان يجب أن تحضري أنت وشيلا , يا لها من تجربة مذهلة!".

ضحكت كيلي وهي تهز رأسها بهدوء:
" لا أملك شجاعتك , لكنني مسرورة لأنك حصلت على صورك!".
" كلها... بأستثناء واحدة".

ودون أن ينتظر جواب أحد , ولا حتى جورج الذي كان منشغلا بحديث جانبي مع ألكسندر , أتجه نحو حافة الممر في محاولة لألتقاط صورة للصخرة من زاوية صعبة.

لكن كيلي صرخت بصوت معترض:
" لا تفعل يا غاري!".
أستدار جورج بسرعة وقد أرعبته حدة صوتها , وعندما لمح غاري صرخ آمرا:
" عد الى هنا على الفور".
" لا ضرورة لكل هذا التوتر( جاء صوت غاري ساخرا) صورة واحدة فقط وثم...".
منتديات ليلاس
لكن صرخة رعب هائلة قطعت عبارة غاري الأخيرة , أعقبتها أصوات أرتطام شيء بالأرض.

فغرت كيلي فاها دون أن تجد القدرة على الصراخ, لم تستطع حتى أن تفتح عينيها لرؤية ما حدث , فقد كانت ترتجف بشدة والرعب الهائل يغمر كل جوارحها لمجرد التفكير بأن جسد خطيبها الغض مرمي على الأرض محطما.

سمعت صوت جورج وكأنه قادم من واد سحيق:
" كيلي , أن غاري بخير( ثم ألتفت الى شيلا قائلا) أنتبهي لها يا شيلا , يبدو أنها ستغيب عن الوعي ... وأنا لا أريد مصيبة أخرى بين يدي , سأذهب الآن لأنقاذ غاري".
فتحت كيلي عينيها وهي ما تزال ترتجف:
" هل تقصد... هل غاري ما زال.....".

أجابها ألكسندر والخوف يملأ نبراته:
" لقد سقط الى جانب الممر ولم يستطع العودة , وها هو جورج ذاهب لمساعدته".

كان صمت ثقيل يخيم على حافة الهاوية , وقد وقف الثلاثة هناك يراقبون ما يجري دون أن ينبس أي منهم بحرف , للحظات شعرت كيلي أن كل شيء تغير , الشمس أصبحت حارة جدا , والجبال متلاصقة وكأنها جاثمة على صدرها , وبعيدا عن عيونهم , كانت تتصاعد من خلف الهاوية أصوات تجاهد في مرحلة ما بين الحياة والموت على مسافة لا تتعدى مساحتها المتر الواحد.

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 14-08-10, 01:48 AM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وأتضح بعد لحظات أن غاري بدأ يفقد أعصابه , وأن جورج يحاول جاهدا مساعدته على الصمود لرفعه الى الممر, وعلى حين غرة ظهر أعلى رأس بشري , ثم أرتفع ليبدو غاري وهو يحاول تسلق آخر خطوات قبل الوصول الى بر الأمان , وعندها أسرع ألكسندر نحوه , وسحبه من ذراعه الى الممر حيث تهاوى بأعياء شديد.

كانت كيلي على وشك الركوع الى جانب غاري عندما وقع المحظور , أذ يظهر أن حركة خطيبها الأخيرة حركت صخرة من مكانها , فسقطت على جورج الذي كان يصعد آخر خطواته , ومع أن الصخرة لم تصب رأسه , ألا أنها وقعت على ساقه ...
وأضطرته الى الأنحدار مجددا الى حافة جانبية عند الهاوية وهو يتلوى ألما.

الساعات التي تبعت هذه الحادثة كانت كابوسا حقيقيا بالنسبة لكيلي , فقد أضطرت هي وصديقتها شيلا للبقاء قرب جورج , في حين توارى غاري وألكسندر الى الفندق طلبا للنجدة ذلك أنهما لقلة خبرتهما في شؤون التسلق خشيا أن يقوما بخطوة خاطئة تودي الى مأساة تودي بجورج الى الهاوية السحيقة , أذ ربما لم تعد حافة الهاوية تتحمل أكثر , وليس من فائدة في وقوفهما هناك دون أي عمل.

جلست الفتاتان بصمت بعد أن تيقنتا أن جورج غاب عن الوعي بسبب الأصابة في ساقه , لم تكونا قادرتين على تجاذب الحديث , ليس فقط بسبب المشكلة التي هما فيها , بل لأن العلاقة بينهما لم تكن على ما يرام
فشيلا وألكسندر هما صديقا غاري ومنذ البداية أحست كيلي أن هذه الشابة تحسدها على ثرائها ,وحتى عندما أفضت بأحاسيسها الى خطيبها , وجدته يسفه كلامها ويتهمها بتخيل أمور لا وجود لها على الأطلاق
ومع أنها لم توافقه الرأي , ألا أنها لم تعد الى أثارة الموضوع أبدا , وقد حاولت كثيرا أن تعمق صلاتها بهذه الفتاة طالما أنها وصديقها ألكسندر في صحبة غاري منذ مدة بعيدة.
منتديات ليلاس
أما الآن , وقد وصلت الأمور الى ما وصلت اليه , فلم تكن كيلي قادرة على أن تصنع الصداقة , بل لعل الوضع المأساوي الحالي أظهر عقم الأبتسامات المصطنعة والأحاديث التافهة التي كانت تدور قبلا .
ففي مثل هذه الحالة تكون الصراحة ضرورية.. خاصة أن أنسانا ما هو في صراع بين الموت والحياة.

وهكذا وجدت كيلي نفسها تراجع في ذهنها تفاصيل ما حدث , وبالتحديد تصرفات خطيبها الذي كشف عن نفسه الكثير خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية ,واضطرت الى الأعتراف بأن الشجاعة والأعتداد بالذات, وهما الصفتان اللتان قربتا غاري الى قلبها , ليستا الا قناعا يخفي الأنانية المطلقة في شخصيته.

لقد لاحظت بأمعان وجه غاري عندما عاد الى الممر الآمن , فللحظات ظل متوترا وخائفا وضائعا , وغير مصدق أنه أفلت من الموت...

بل وشاهدت في عينيه تلك النظرة التي شاهدت المنية , ثم خرجت سالمة , لكن هذه النظرة لم تدم طويلا , فبمجرد أن أنطلق هو وألكسندر عائدين الى الفندق طلبا للمساعدة
حتى عاد الى طبيعته ,جريئا , لا مباليا ,وعبثا حاولت كيلي أن تجد في تعابير وجهه ملامح الندم لما سببه من أذى للآخرين.

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 14-08-10, 01:50 AM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وتساءلت كيلي في سرها , هل هذا هو غاري الحقيقي؟ هل يعقل أن تكون كل المزايا الأيجابية التي وجدتها جذابة في فترة ما , مجرد قناع يخفي خلفه شراك رجل لا يهتم بشيء أو بأحد ... ألا ما يتعلق به شخصيا؟

ولاشعوريا راحت تعبث بخاتم الخطبة في أصبعها , هل دفعها حادث اليوم التي التفكير الموضوعي , بحيث شعرت أنها مخطوبة لرجل لا تعرف عنه أي شيء؟

ولكنها أحبت غاري , وحب شخص ما يعني قبول حسناته وسيئاته على حد سواء , أنها أيضا غير كاملة , وكيف ستشعر أذا ما توقف غاري عن حبها لمجرد أن بعض تصرفاتها لا تعجبه؟ ويضاف الى ذلك أنها تعهدت بالزواج منه ... وهي ليست من النوع الذي يتراجع في كلامه.
منتديات ليلاس
مضى بعد الظهر بطيئا ثقيلا , وبدأت ظلال الأشجار الطويلة ,والجبال تغطي الممر , وبين الحين والآخر كانت كيلي تسير الى نقطة تكشف مساحة أطول من الطريق الآتي من القرية ...

لكن لم يظهر أحد , وقد شكرت كيلي ربها أن جورج ما زال غائبا عن الوعي , ذلك أن أية حركة منه ممكن أن تؤدي الى أنهيار الحافة ...

وبالتالي الى الهاوية , غير أن حالته هذه لها مخاطرها أيضا , فمع بدء غياب الشمس أخذ الطقس يبرد ,وقد يصاب جورج بالبرد أذا لم يجدوا وسيلة لأخراجه بسرعة .... أو حتى لتدفئته
نظرت كيلي الى شيلا مطولا وقالت:
" أتمنى أن يكون غاري وألكسندر وصلا الى الفندق".

" سوف يرى ألكسندر ما لا يعجبه أذا ضيّعا وقتهما في اللهو!".
" هل تعتقدين ...( وترددت في أكمال العبارة , ثم أضافت) هل تعتقدين أن فرقة الأنقاذ ستجد طريقها الينا وسط الظلام؟".
رجت شيلا بصوت قاس:
" يجب أن يجدونا........ فأنا لا أنوي قضاء الليل في هذه المنطقة الضائعة".

ولم تستطع كيلي أن تكبح جماح تساؤلاتها الغاضبة:
" أنت غير مهتمة بمصير جورج أبدا , أليس كذلك؟ أنه معرض للموت أيضا!".
ردت شيلا بسخرية لم تكن خافية على كيلي:
" لقد كان يعرف المخاطر عندما قبل عرضك المالي ( وواصلت قبل أن تتمكن كيلي من الرد) ولا ضرورة للتظاهر بالحزن ,فقد كنت تعرفين ماذا تفعلين عندما قدمت الرشوة له".

كظمت كيلي غيظها وسكتت , ليس هناك فائدة من المناقشة , ولذلك حولت نظرها الى الطريق وجلست تنتظر.

كان الظلام قد خيم حالكا عندما وصلت فرقة الأنقاذ , وبحركة لاشعورية هبت كيلي واقفة فور رؤيتها أضواء المشاعل المطلة عند المنعطف , ولكنها أصيبت بالدهشة عندما وجدت مع غاري وألكسندر الرجل الذي لم ترتح له أبدا ... نيكولاس
وقد أكتفى الرجل بطرح عدة أسئلة على الفتاتين حول وضع جورج , ثم أنهمك في أدارة عملية الأنقاذ الدقيقة.
منتديات ليلاس
وأبرز ما لفت أنتباه كيلي في عملية الأنقاذ سيطرته على الأمور وقيادته للدفة بعناية كاملة , ومع أنها لم تكن تعرف أيا من الرجال المشاركين في الحملة ,ألا أنهم جميعا كانوا ينظرون اليه على أنه قائدهم.

وعلى الرغم من المخاطر المحفة بعملية الأنقاذ , ألا أن الرجال عملوا بهدوء وهم واثقون من أن قائدهم قادر على أتخاذ القرارات الحكيمة في ظل هذه الظروف , ومع الوقت, بدأت كيلي تشعر نفس شعور الرجال ..... دون أن تستطيع تفسير هذا التغيير في موقفها.

نيكولاس كان أكثر من مجرد قائد يعطي الأوامر , فقد نزل شخصيا الى الحافة حيث يوجد جورج وأعدّ العدة لرفعه الى أعلى , وطيلة هذا الوقت , كانت كيلي تحبس أنفاسها قلقا وترقبا
وحتى عندما وصل جورج الى أيدي الرجال المنتظرين , لم يخف قلقها, فقط رؤية نيكولاس يخرج من الحافة جعلتها تطلق زفير الأرتياح والفرح .

وضع جورج على حمالة خاصة وغطي بالبطانيات الصوفية , دون أن يعود اليه وعيه , ولعله من الأفضل أن يظل على هذه الحالة ريثما يصل الجميع الى الفندق.

وقبل أن تبدأ رحلة العودة , وجه نيكولاس نظرة قاسية مليئة بالأشمئزاز الى كيلي , ومع أن تبادل النظرات لم يستغرق أكثر من لحظات معدودة ,ألا أن كيلي أحست بتعب النهار كله يتجمع في موجة غضب عارمة أختنقت في صدرها!

*******نهاية الفصل الاول********

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
دون ان تدري, kelly's man, روايات, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, روزميري كارتر, rosemary carter, عبير
facebook



جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:23 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية