لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-08-10, 02:29 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2009
العضوية: 150592
المشاركات: 2,478
الجنس أنثى
معدل التقييم: dalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2369

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dalia cool غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : dalia cool المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

شكرا على مرورك ام مريم

 
 

 

عرض البوم صور dalia cool   رد مع اقتباس
قديم 08-08-10, 02:31 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2009
العضوية: 150592
المشاركات: 2,478
الجنس أنثى
معدل التقييم: dalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2369

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dalia cool غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : dalia cool المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

2- زهرة الوزال

أرتجفت أصابع سوزان قليلا وهي تحاول في أقل ضجة ممكنة فتح الباب الزجاجي الذي يطل من غرفتها على الشرفة , أنها لا تريد أزعاج أحد , لكن بعد ساعات طويلة قضتها تتقلب في سريرها غير قادرة على النوم , شعرت بأنها لم تعد تطيق ذلك وأنها في حاجة الى أستنشاق الهواء.
وأنفتح الباب بسهولة فتنفست الصعداء وشعرت بأرتياح كبير , ما أطيب الهواء المنعش على بشرتها الرطبة! أغمضت عينيها لحظة وهي تدفع شعرها الى الوراء بحركة من يدها.
ألقت نظرة خاطفة نحو الغرفة , أنها حقا غرفة جميلة والسرير مريح , لكنها متوترة كثيرا , فلن تستطيع النوم , أشياء كثيرة تدعها مستيقظة ! ولم يتغلب تعب الرحلة على ذكرى السهرة التي أمضتها.
راحت تتمشى في الشرفة , في الساحة الصمت يعم , تقطعه من وقت الى آخر ريح آتية من القمم , تعصف في هدوء بين أعمدة الرواق الخارجي , فجأة أرتعشت بردا فهي لا ترتدي ألا قميص نوم شفافا , والطقس بارد أكثر مما كانت تتصوره , ومع ذلك لم تكن ترغب في العودة الى غرفتها لتجد نفسها من جديد متوترة والهموم ثقيلة على وسادتها.
من بعيد سلسلة الجبال المتقطعة تبرز بوضوح في الأفق , وتساءلت سوزان كيف في أمكان الأنسان أن يعيش في مثل هذا الأطار البديع من دون أن يشعر بالخلود؟ ولهذا هل يحق له أن يعامل قريبه في أحتقار؟ كانت سوزان مقطبة الحاجبين مرتبكة , وهي تفكر بسكان القصر الخمسة الذين يشكلون كل نوع للعلاقات الأنسانية , وبدأت تدرك الآن لماذا كام بيترو كتوما فلم يحدثها عن عائلته , كيف بأمكان أي أنسان أن يشرح الوضع الذي يسيطر على قصر فالكونيه؟
وتصرف بيترو هذا ليس من السهل أن يفهمه أحد , صحيح أ والدتهتتمتع بأخلاق صعبة للغاية , لكنها أمرأة عجوز وهذا عذرها , وبيترو يحب والدته كثيرا كما يحب الفتاة أيلينا ووالدتها صوفيا , لكنه يبدو في صراع دائم مع أبن خاله , أما بالنسبة الى صوفيا , فيبدو أن زوجها يجعل من حياتها جحيما , أنها تبدو أمرأة لطيفة , وهي أبدت أهتمام كبيرا لما تقوم به سوزان من أعمال , والحياة التي تعيشها والبلدان المختلفة التي زارتها , أنها الأنسان الوحيد الذي عرف كيف يجعلها تشعر بأرتياح خلال العشاء الطويل.
غير أن سوزان ما زالت ترتعش وهي تتذكر تصرف مارشيللو دي فالكونيه , كان يرتدي بدلة سوداء تتناسب مع نظرته الشيطانية , ترأس المائدة في غرفة الطعام الرائع , في أستبداد بارد .... أضواء الشموع المعطرة الشحيحة ترمي ظلالا متحركة على السقف المحفور , وتخفي الكدمات البشعة في وجه الكونت دي فالكونيه, والتي تبدأ من عينه اليمنى الى خده ثم عنقه , لم يكن يرتدي ربطة عنق , وكانت سوزان تقوم بجهد كبير كي لا تنظر الى المكان حيث تنتهي هذه الكدماتتحت ياقة قميصه الحريرية المفتوحة.
لكن لم يكن منظره الخارجي سبب أضطرابها , أن وجهه المقطب لا ينفرها , بل العكس هو الصحيح , كانت تشعر بأنجذابها الى عينيه الخضراوين ونظرته الثاقبة , كلا , أن تصرفه الغامض أتجاه زوجته يحيّر سوزان ويثير سخطها , خلال العشاء حاولت صوفيا عدة مرات أن تجعل زوجها يشترك في الحديث , وفي كل مرة كان يرد عليها بعنف ,كأنه يشعر بلذة في معاملتها بقسوة , وهي كانت تكتفي بتجاهل هذه الوقاحة بأبتسامة مترددة وتتابع حديثها مع سوزان كأن شيئا لم يكن ,لكن بيترو كان متقلص المعصمين على أستعداد لبدء المعركة , لكنه لم يفعل....
ويبدو قلقا ومضطربا لتصرف أبن خاله أتجاه صوفيا , هذا شيء طبيعي , ومن جهة ثانية كان مارشيللو يعامل عمته في لطف ورقة ,لذلك لا يمكن أعتباره شخصا فظا , أذن لماذا يعامل زوجته هذكا؟ ولماذا لا تعامله بالمثل؟
خفضت نظرها نحو أصابعها المتقلصة وفي الوقت نفسه لاحظت ظلا يتحرك في الساحة , فأنتفضت فجأة ورجعت الى الوراء وشعرت بحلقها يجف.
كادت سوزان تصرخ عاليا وهي ترى مارشيللو دي فالكونيه , كان يعرج قليلا , لكنه كان يمشي من دون عكازيه وفي طريقة واضحة.
ولبضع لحظات ظلت جامدة تحبس أنفاسها , لكنها أقنعت نفسها بأن لا علاقة لها بكل ما يجري هنا , فرجعت الى الوراء في صمت حتى وصلت الى باب غرفتها , لكنها لم تستطع الأمتناع عن طرح أسئلة عديدة ,ماذا يعني كل هذا؟ مارشيللو يتمشى في ساحة القصر , الساعة الثانية صباحا ,وحده , ومن دون عكازيه؟ من على علم بذلك؟ هل أفضى بسرّه الى أحد؟ ربما هذا هو السبب الذي من أجله يعامل زوجته في أحتقار , لا شك أن صوفيا لا تعرف أن زوجها يمشي بدون عكازين , وألا لما تصرفت أتجاهه في طول بال ,لكن ما هو السبب الذي من أجله يحافظ على هذا السر , ويرفض أن تفرح عائلته عندما تعرف أنه شفي؟
بدأت مخيلتها تغلي , فتمددت على السرير ونامت لتوها.

 
 

 

عرض البوم صور dalia cool   رد مع اقتباس
قديم 08-08-10, 02:36 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2009
العضوية: 150592
المشاركات: 2,478
الجنس أنثى
معدل التقييم: dalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2369

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dalia cool غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : dalia cool المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أستيقظت لدى سماعها طرقات على الباب , وخلال لحظات عديدة , وجدت صعوبة في أستعادة وعيها , لكن لدى رؤيتها باب الشرفة مفتوحا , أستردت وعيها وقالت وهي تنتصب في سريرها:
" أدخل!".
دخلت الخادمة لوسيا , حاملة صينية فضية , وراحت تبتسم بصدق وتقول بالأيطالية مقتربة من السرير :
" صباح الخير , يا آنسة".
" صباح الخير , يا لوسيا , كم الساعة".
قالت وهي تضع الصينية على ركبتي الفتاة :
" العاشرة والنصف , يا آنسة , هل نمت جيدا؟".
"يا ألهي! أن الوقت متأخر ! لم يسبق أن أستيقت متأخرة ! ". لكنها تذكرت أنها نامت بعد الساعة الثانية صباحا.
" آسفة لأزعاجك , يا لوسيا , فقد أضطررت الى أحضار فطور الصباح الى الغرفة".
" ليس هناك من أزعاج , يا آنسة , قال لي بيترو لا بد أن تكون الرحلة أرهقتك".
وبينما كانت لوسيا تتكلم ,كانت سوزان تتفحص محتوى الصينية , ركوة القهوة الفضية , وأبريق عصير الليمون الطازج , والخبز الساخن والزبدة بشكل أصفاد , كلها موضوعة بأناقة فوق شرشف مطرز , وقرب الصحن وضعت وردة بيضاء رائعة في أناء صغير.
تناولت الزهرة وأستنشقت عطرها الناعم , يا لذوق بيترو الرفيع!
أخيرا قالت:
" ما أجمل هذه الزهرة , أشكريه عني من فضلك".
قالت لوسيا:
" قطفها الكونت بنفسه من حديقة القصر , صباح هذا اليوم , وهو يقدمها اليك في فرح".
رمت سوزان الوردة جانبا كأن الشوكة شكت بيدها , لا يحق لمارشيللو دي فالكونيه أن يتصرف هكذا واضعا سوزان في موقف حرج... ألا .... ألا أذا كان قد لمحها تلك الليلة على الشرفة ولم يجد غير هذه الطريقة ليعلمها بالأمر.
قالت سوزان رافعة أبريق العصير في يد مرتجفة:
" صحيح , أذن , أشكرك, و.... أذا رأيت بيترو , قولي له أنني سأكون مستعدة قريبا".
" لا تقلقي , يا آنسة , أصطحب بيترو والدته الى القرية , والأحتفال لن ينتهي ألا بعد وقت غير قصير".
" أين الكونتيسة دي فالكونيه".
هزت لوسيا كتفيها قائلة:
"لا تستيق ألا في ساعة متأخرة من النهار , لا تستعجلي , يا آنسة , أنت هنا لقضاء عطلة ,أليس كذلك ؟ الى اللقاء , يا آنسة".
أغلقت الباب وراءها , وبعد أن شربت عصير البرتقال , سكبت سوزان لنفسها فنجان قهوة وراحت تتأمل الوردة الموضوعة على الصينية , لم يسبق أن رأت وردة بهذا الجمال الكامل , ولا أن تنشقت عطرا لذيذا كهذا.... وتساءلت : لماذا قدّم الكونت هذه الوردة اليها وشعرت بقلبها ينبض في سرعة وهي تتذكر مارشيللو دي فالكونيه.
وضعت الصينية على الطاولة قرب السرير ونهضت وتوجهت ال الباب الزجاجي الذي يطل على الشرفة , هل كان ما رأته أمس حلما؟ هل شاهدت حقا مارشيللو وهو يمشي من دون عكازيه؟
ورغم تشويش أفكارها , كانت تتأمل بسحر, المنظر أمامها , من وراء جدار القصر يطل الجبل وأشجار الصنوبر والقمم التي ما يزال الثلج يكسوها , وعن قريب , لاحظت وجود شلال ينحدر على الصخور ويصب في مجرى المياه , وفي الوادي أزهار الوزال الصفراء تضيف لمعانا على العشب الأخضر في المروج.
ووسط هذا المنظر الساحر يبدو القصر وكأنه ينام تحت أشعة الشمس التي تدفىء حجارة جدرانه , والماء يسيل من السبيل مثل باقة قطرات ملونة.
دخلت سوزان الى غرفتها , ثم دخلت الى غرفة الحمام من باب بشكل قبة , أنها من الرخام الأبيض , بنيت حديثا ولا تبدو غريبة وسط هذا الأطار القديم.
وبعد أن أخذت حماما كاملا, راحت توضب محتوى حقائبها , وتعلق فساتينها في الخزانة , فالبارحة كانت متعبة وأكتفت بأفراغ حقيبتها من الأشياء الدقيقة والسريعة العطب واضعة أياها على الكرسي , وبعدما أنتهت من تعليق ملابسها في الخزانة الخشبية المنحوتة , راحت تفكر بما سترتديه , ولو كانت في ظروف مغايرة لأرتدت سروالا وقميصا عاديا , لكن في قصر فالكونيه , تبدو هذه الملابس غير لائقة , لأن سوزان كانت متأكدة من أن السيدة فيتاليه لم تستحسن بدلتها الحمراء التي أرتدتها بالأمس.
أختارت أن ترتدي قميصا أخضر وتنورة من القطن المعرق التي تظهر نحافة ساقيها الطويلتين , ولم تضع الجوارب لأن الطقس حار , وأنتعلت صندلا من الفلين , ثم جلست أمام طاولة الزينة تسرح شعرها , أخيرا وضعت في عنقها سلسلة ذهبية وزينت وجهها .
وقبل أن تغادر الغرفة , أقتربت من السرير ونرت من جديد الى الوردة البيضاء المتروكة على الشرشف المطرز , قامت بحركة لأخذها.... ثم غيّرت رأيها , مهما كانت لعبة مارشيللو دي فالكونيه , فهي لا تريد أن تشاركه هذه اللعبة , فتركت الوردة مكانها لتعود الى صاحبها , ومع ذلك كانت سوزان نضطربة لأن مارشيللو , بهذه الحركة البسيطة , نجح في أن يفقد سوزان برودة أعصابها التي كانت تتحلى بها , خاصة أمام ألحاح عبد الفايز المستمر , وراح قلبها ينبض بسرعة ,وبدأت تلوم نفسها لأنها علّقت أهمية كبيرة على هذا الولاء من جانب رجل أيطالي عاطفي.

 
 

 

عرض البوم صور dalia cool   رد مع اقتباس
قديم 08-08-10, 02:40 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2009
العضوية: 150592
المشاركات: 2,478
الجنس أنثى
معدل التقييم: dalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2369

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dalia cool غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : dalia cool المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أدارت ظهرها للوردة وخرجت من غرفتها وهبطت الى الطابق الأرضي سالكة سلالم الرخام , مستندة الى الدرابزين الحديدي المصقول الذي يشكل تحفة فنية صغيرة , أشعة الشمس تدخل بقوة من وراء الزجاج المزاييك , راحت سوزان تسمع صوت خطواتها على الأدراج وحفيف تنورتها فوق ساقيها.
ثم أقتربت ببطء في البهو وهي تعي كل الروائع المحيطة بها ,لكنها أرادت أن تكون كتومة , فهي مدعوة وليست سائحة , فقررت للحال الأتجاه نحو الصالون الصغير ,وعندما يأتي بيترو تسأله أذا كان في أمكانها القيام بزيارة كاملة في أرجاء القصر.
كان باب قاعة الأستقبال مقفلا , وضعت سوزان يدها على م*** الباب وترددت في الدخول عندما سمعت خطوات , وعرفت صاحبها وألتفتت في عصبية , كان مارشيللو يتقدم على عكازيه , مرتديا السروال الأسود والقميص الحمراء الغامقة.
وفي وضح النهار كانت كدمة وجهه بيضاء الى جانب بشرته السمراء الداكنة , ولم تتمكن سوزان من تجاهل النظر اليه وأضطرت أن تقوم بجهد لتزيح نظرها , فقال باللغة الأنكليزية مع أشارة في رأسه:
" صباح الخير , يا آنسة , آمل أن تكوني قد نمت جيدا؟".
تساءلت سوزان عن سبب طرحه هذا السؤال بالذات , بينما كانت تحدق في عينيه الخضراوين الساحرتين , أجابت من دون أن تخاطر بنفسها:
"أنني .......... أوه........كان الحر شديدا هذه الليلة , ونمت جيدا , شكرا".
" عظيم".
ومن دون أن يترك عكازيه , أشار نحو الغرفة التي خرج منها البارحة وقال:
" هل تسمحين بأحتساء فنجان قهوة معي ؟ وتفضلي بفتح الباب.........".
كانت لهجته آمرة , فأطاعت سوزان غير قادرة على معارضته .
الغرفة مريحة ومليئة بالكتب المرصوصة على رفوف عريضة , سبق أن مرّت سوزان من هنا بالأمس , قرب النافذة , مكتب خشبي تعلوه المستندات والأوراق المختلفة , كراسي ومقاعد جلدية تكمّل أثاث الغرفة , أنها غرفة المكتبة , تبدو حميمة أكثر من بقية غرف المنزل التي رأتها حتى الآن.
منتديات ليلاس

وبعد أن دخلا , أشار مارشيللة برأسه لكي تغلق الباب , فأطاعت متأسفة لعدم بقائها في غرفتها حتى عودة بيترو , لكن كيف كان بأمكانها معرفة أن مارشيللو دي فالكونيه سيجد نفسه مضطرا للأهتمام بها في غياب أبن عمته؟
ووقفت لحظة جامدة وراء مصرعي الباب , وعيناها تحدقان في النوافذ العليا والأبواب الزجاجية التي تطل على ساحة القصر , كانت كلها مقفلة ولا مجال للهرب من هنا.
كان مارشيللو ينظر اليها في حدّة وحرج الى أن شعرت سوزان بأنزعاج مثقل , في عملها كانت تتعرض بأستمرار للأتصال بعدد كبير من الرجال , من مختلف الأعمار والجنسيات , وعدد كبير منهم صرحوا لها عن أعجابهم بها , لماذا يثير سخطها هذا الكونت الأيطالي الذي يكبرها بعدد لا يستهان به من السنوات , والذي يجر نفسه على عكازين , ووجهه يدعو للشفقة والخوف
سألها فجأة كأنه عرف بما تفكر:
" هل تعتبرينني أنسانا كريها ومنفرا".
قالت بسرعة وقد أحمرت وجنتاها:
" لا , أبدا!".
" صحيح خيّل اليّ أنك لا ترغبين بالبقاء معي!".
هذه الصراحة وتّرتها , فأجابت في تلعثم:
" لا.... أنني.... كنت أتساءل.... متى سيعود بيترو من الكنيسة.......".
قال مارشيللو رافعا حاجبيه ومشيرا اليها للجلوس في أحد الكراسي الجلدية الواقعة قرب المكتب:
" آه صحيح , لن يعود قبل وقت قصير , ألا تريدين الجلوس يا آنسة؟ أو تفضلين البقاء واقفة , على أستعداد للهرب , أنني أؤكد لك أن في أمكانك التغلب عليّ في مجال الركض".
تقدمت سوزان وجلست في الكرسي قرب المكتب , فوضع مارشيللو يده ذات الأصابع الطويلة على ذراع المقعد ,وخاتم الماس يلمع في أصبع يده اليسرى , خجولة من مواجهته وجها لوجه, تركت سوزان نظرها يسرد على المكتب المليء بالأوراق حيث شاهدت في وسطه مجرة من الذهب وتمثالا من البرونز يمثل نورا , أنها تحفة صغيرة وسوزان تحدق بها غير قادرة على أزاحة نرها عن التمثال .
" هل تعرّفت الى بيترو منذ مدة طويلة؟".
أنتفضت لدى سماعها صوت مارشيللو ورفعت رأسها , كان يحدّق فيها من خلال عينيه نصف المقفلتين , فتلعثمت وهي تقول:
" ماذا...... لا , لا , لم أعرفه منذ وقت طويل!".
" منذ متى تعرفينه".
" أنني....... لا أتذكر بالضبط , منذ شهرين تقريبا..........".
" هذا واضح و.... هل تعتقدين أنك تعرفينه جيدا؟".
أجابت سوزان في أنزعاج أمام نرته الثاقبة:
" أوه.... أعرفه كفاية.......".
" هل تعتقدين أن الوقت يلعب دورا أساسيا هنا؟".
" نعم , بالضرورة , وما رأيك أنت؟".
لم يرد , وفي هذه اللحظة بالذات طرق الباب وشعرت سوزان بأرتياح وأبعدت نظرها عنه , دخلت لوسيا حاملة صينية القهوة التي طلبها مارشيللو , وعلى الصينية فنجان واحد , فطلب منها مارشيللو أحضار فنجان آخر.
ولاحظت سوزان نظرات لوسيا وهي تدخل الى غرفة المكتبة , ماذا يا ترى تفكر في شأن علاقة صديقة بيترو مع صاحب قصر كاسيل فالكونيه؟

 
 

 

عرض البوم صور dalia cool   رد مع اقتباس
قديم 08-08-10, 02:44 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2009
العضوية: 150592
المشاركات: 2,478
الجنس أنثى
معدل التقييم: dalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييمdalia cool عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2369

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dalia cool غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : dalia cool المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وبينما كانت الخادمة العجوز تجلب فنجانا آخر ,سكب مارشيللو القهوة في الفنجان الأول , وأعطاه الى سوزان التي أضافت ملعقتي سكر من دون أن تنطق بكلمة , ثم راحت تحرك الملعقة داخل الفنجان شاعرة بنظرات الرجل الساخرة التي تحدق فيها بشراسة.
عادت لوسيا بعد وقت قصير وشكرها مارشيللو بحرارة فأجابته في أبتسامة مسموعة:
" لا شكر على الواجب يا سيدي , أذا أحتجب شيئا ما.....".
" سأرن لك الجرس , يا لوسيا , شكرا".
ولما توارت المرأة عن الأنظار , عادت سوزان تخفض عينيها , أنها الفرصة المناسبة لتسأله لماذا وضع لها وردة بيضاء على صينية الفطور , لا شك أنه لاح أن تصرفه هذا يعطي دلالة خاطئة للخادمة , فتسلحت بالشجاعة ورفعت عينيها لتلتقيا بالنظرات المحدقة بها , فبدأت تقول:
" يا سيد.........".
لكنه قاطعها بقوة قائلا:
" رأيتك تنظرين بأعجاب الى هذا التمثال الصغير , هل أنت ملمّة بالأشياء الفنية".
" أنه.... من البرونز , أليس كذلك؟ هل هذا تمثال أيطالي؟".
أبتسم وقال وهو يحمل التمثال بين يديه ويداعبه بأصبعه:
" كلا , يا آنسة , هذا التمثال الحيواني صنع في مصر , منذ دهور , لكنك على حق , فهو مصنوع من الرونز".
أنحنت الى الأمام وهمست:
" لا شك أنه يساوي مبلغا كبيرا من المال....".
أجابها في تأكيد وبساطة :
" لا ثمن له , بالنسبة اليّ , هذه الأشياء تبدو غير ثمينة , مقارنة بأشياء أخرى أجمعها".
منتدى ليلاس
ثم سألها وهو يمد يده حاملا التمثال:
" أتريدين أن تريه عن قرب؟".
" لكن أذا.... أخاف أن.... يمكنه أ يقع من يدي....".
قال في أبتسامة قصيرة:
" أنني أثق بك , هيا , خذيه".
أخذت من يده التمثال جاهدة ألا تلمس يد الكونت , تفحصته مطولا وهي تفكر بمسكن الرجل المصري الثري حيث كان هذا التمثال يزين المكان منذ آلاف السنين.
صرخت فجأة وهي تنظر اليه:
" ألا تخاف أن تفقد مثل هذه التحفة؟ ماذا لو سرقت".
أجابها مارشيللو وهو يهز كتفيه:
" سأشعر بالأسف لفقدانها , لكنني أتساءل أحيانا ما أذا كان يحق لي التعلق بشيء بشكل حميمي , في كل حال , فهو ملكي وحسب".
" لكن لا شك أن عائلتك ملكته قبلك منذ......".
" منذ سنين عديدة , نعم , أعرف ذلك , لكن هذا لا يبدل الأمور , ولا حتى عندما أستغل أسلافي جهل أصحاب هذا التمثال ليمتلكوه بالقوة".
" لكن أنت, أتعتقد أنك تستحسن هذا النوع من الأشياء الفنية!".
" هل تدافعين عن أسلافي , يا آنسة , أو عن شرفي".
أصرّت وهي تهز كتفيها:
" مهما قلت , لا شك أنك تفضل أن ترى هذا الشيء بين أيدي أشخاص مثلك , بدلا من أن تراه عند بائع تاجر غير مبال وغير مهتم بالأمور الفنية , أليس كذلك؟".
" أرى أن أنانيتي نالت جزاءها , أنني سعيد بأن تكوني في صفي , يا آنسة".
شعرت بأضطراب لكلامه , فوضعت التمثال الصغير بسرعة على المكتب , يا ألهي , أنها تعلق أهمية كبيرة على كلامه ولماذا , من جهة ثانية , يبدو أنه يرغب في الحصول على موافقتها؟

 
 

 

عرض البوم صور dalia cool   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne mather, آن ميثر, ايام معها, روايات, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, the medici lover, عبير, عبير القديمة
facebook



جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 10:35 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية