لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


مناطق محظورة ، للكاتبة : أمل لا ينتهي ..

♪♪♪ السلآم عليـكم ورحمـة الله وبركـــآإته .. جئت ومعي الروآإيــة الجديدة للكآتبـة المميزة : أمل لا ينتهي .. وآنآ كلي ثقـة بـ آنهـآ ستحوز على آعجآإبكـــم

 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-07-10, 01:47 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157123
المشاركات: 30,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: ♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13523

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
♫ معزوفة حنين ♫ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : الارشيف
افتراضي مناطق محظورة ، للكاتبة : أمل لا ينتهي ..

 





السلآم عليـكم ورحمـة الله وبركـــآإته ..

جئت ومعي الروآإيــة الجديدة للكآتبـة المميزة : أمل لا ينتهي ..

وآنآ كلي ثقـة بـ آنهـآ ستحوز على آعجآإبكـــم كـ سآبقتهـآ ..

لآ آطيل الحديث آترككم مع المقدمـة والجزء الآول ..



 
 

 

عرض البوم صور ♫ معزوفة حنين ♫  

قديم 31-07-10, 01:48 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157123
المشاركات: 30,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: ♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13523

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
♫ معزوفة حنين ♫ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ♫ معزوفة حنين ♫ المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

وراء الكواليس ...




خلف الأبواب المغلقة



أسرار يعجز عن حملها أقوى الرجال



و تحملها قلوب جريحة



كانت بالأمس نابضة



أمست اليوم طريحة



خلف هذا الباب بكاء



داخل تلك الحجرة عزاء



على هذا السرير تنتحب عذراء



كانت عذراء



ذنبها أنها وُلدت أنثى



ولدت في مجتمع لا يراها إلا عار



صوتها.... عورة!!



أسمها.... عورة!!



مالهم كيف يحكمون !!




*=*=*=*



على خشبة المسرح ..




عاشت الدور بكل نقطة دم في جسدها



بقايا أنثى



حطام عذراء



عدلت نظراتها



رسمت ضحكة مزيفة على شفتها



فهي في مجتمع حقائقه كذبة



لتكون جزء من تلك الكذبة



لعبت دور البطولة في ثلاثية لا




وعاشت وتعايشت مع فصولها




****

الفصل الأول " لا أسمع "



المشهد الأول...



آهات ساخنة



أنفاس حارة



أصوات ليست كالأصوات



أجساد تتحرك في الظلام



بحركات ليست كالحركات



ما تسمعه يخدش براءتها



يؤذي فطرتها



يخيفها



أضاقت بهم الأرض



ليفعلوا ما يفعلوه أمامها ؟!



أهذا ما يفعله القدوة ؟!



أرعبها ذلك الصوت الأجش



الذي صاح بها " أما زلتي مستيقظة "



خافت أن تجبه



فآثرت أن تدعي الصمم



لتتجنب الألم




***




الفصل الثاني " لا أرى" ......




ضجيج



ازدحام



أخطاء



عثرات



الكل من حولها تراه يخطئ ويصيب



وهي بينهم قطعة حديد



بلا استجابة



وحتى الحديد له بأس شديد



إذن هي نكرة



عليها أن تكون وسط الزحام



ولكن لا تحتك بأحد



أو تنظر إلى أحد



فهي أنثى



من العيب أن تخطئ



وإن أخطأت



كان حسابها عسيرا !!



وحتى تسلم من عسر الحساب



أطبقت بيديها الاثنتين على عينيها .




***




الفصل الثالث " لا أتكلم "




المشهد الأخير



يراق دمها



تنتهك براءتها



وهي صامتة



فقد تعلمت أن تصمت



لا يحق لها أن تتكلم



ماذا تقول ؟!



إن نطقت



زهقت روحها



إذن لتصمت



فهي عار إن صمتت



وعار إن تكلمت ..



إذن لتكن عار بقلب ينبض



علـها بنبضه تخلق مجتمع جديد



تكون فيه بطلة أخرى



تسمع



وترى



وتتكلم .




***







ويبقى الأمل



بعد أن أنهت دورها بإتقان



سمعت تصفيق حاد



يتعالى هنا وهناك



طالعتهم بنظرات من زجاج



يعكس لمعة زائفة



ما بال الكل مبهور بها



ألانها لعبت الدور بإتقان !!



ألانها تقمصت شخصية غيرها !!



تجاهلت آلاف المعجبين



و انسحبت من وسط احتشادهم عليها



وعادت لعالمها من جديد



لتجده منتظرها بوجد



ألقى مخدتها المبتلة بعيدا عنها



فمع وجوده لن تحتاجها بعد اليوم.



و أقترب منها و أمسك يدها الباردة المرتعشة



بيديه الدافئتين



وطوقها بروحه الصادقة قبل ذراعيه



فاستسلمت له بسلام



وشرع معها بوضع تفاصيل إنسانة كاملة



إنسانة توقن بأن الحياة



ساحة أمل لا ينتهي ..

 
 

 

عرض البوم صور ♫ معزوفة حنين ♫  
قديم 31-07-10, 01:48 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157123
المشاركات: 30,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: ♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13523

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
♫ معزوفة حنين ♫ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ♫ معزوفة حنين ♫ المنتدى : الارشيف
افتراضي

 



المنطقة:نوتردام – حجرةالراهبة هلويز
الحدث : أبيلارد يدفع الثمن



حركت ذراعيها بكسل وبطء , يداها تؤلمانها كأنما للتو أُطلق سراحهما من بين الأغلال , لا تعلم ما الذي حصل لها , غابت عن الوعي للحظة لتجد نفسها في هذا المكان الشديد البرودة , تحركت بحذر مخترقة صوت الريح الذي يزعجها ويزيد من خوفها و ارتعاشها , أخيرا ها هي ترى ضوء خافت يأتي من بعيد !! , أسرعت بالخطى إلى أن بلغته , فرأت بابا خشبيا و الضوء ينبعث من خلاله , تأملت الباب , لماذا تشعر بأن كل ما حولها مألوفا !! هذا الباب , هذا المكان !! , هذه الأجواء !! , فتحت الباب بهدوء وأطلت برأسها من خلاله بحذر , هالها ما رأت , وكأنها انتقلت من عصرها إلى العصور الوسطى الذي طالما عاشته في الروايات التي تقرأها .
مدت عنقها للأمام أكثر حتى تتمكن من الرؤية بوضوح , لتقع عيناها على فتاة واقفة أمام النافذة , تأملتها بفضول بقامتها الصغيرة وجسدها النحيل , وشعرها بفوضويته الجامحة الذي طوقته بطوق من المعدن كما هي عادة نساء فرنسا في ذلك العصر , خاطبت نفسها بهمس
- أنا أعرف تلك الفتاة , لقد رايتها من قبل !!


فجأة اتسعت عيناها وجمدتا , وارتدت إلى الوراء بخوف
- استيقظي يا أمالي !! إنك تحلمين !!
عادت ونظرت من خلال فتحة الباب بهدوء لترتد مرة أخرى سريعا , وتلتصق بالجدار في ذهول!!
- لا , ليس حلما !! , وهذي هلويز , ويحي ما الذي أتى بي إلى هنا ؟؟


وأخذت تضرب على خديها ضربات سريعة وهي تردد
- استيقظي يأ أمالي !!


أخذت تتلفت حولها بخوف , وهي تبحث عن منفذ ما لتهرب من تلك الحفرة الزمنية التي تخال نفسها وقعت فيها !! , ولكن الصوت المذعور الذي جاءها من الخلف قطع حبل أفكارها ,
- من أنتِ ؟!
تأملت صاحبة الصوت بحيرة , إنها هي حقا !! هلويز بعينيها الزمردية الصافية التي تتوهجان ببريق أخاذ إذا ما ذُعرت أو خافت من شيء !! وملامحها الدقيقة التي تتوج صفحة وجهها الأبيض تماما كما توصفها الروايات , عادت الفتاة تسألها من جديد
- من أنتِ !!
- أنا أمالي !! !!
- آمالي !! .. إنه اسم غريب وملامحك كذلك غريبة جدا !!, كما أنكِ تتكلمين بلكنة غريبة !! , كيف دخلتي إلى هنا !!
تلفتت آمالي حولها بحيرة , هي إلى الآن لا تعرف كيف جاءت إلى هنا !! , ولكنها تعرف تماما أين هي !! , إنها في حجرة هلويز عشيقة ابيلارد, عاودها صوت هلويز بارتياب
- ما الذي جاء بكِ هنا !! أجيبي , وإلا سوف أنادي الحرس !!
- تمهلي !! , سوف أخبرك من أنا !! ولكن صدقا أنا لا أعلم كيف جئت إلى هنا !! , فآخر ما أتذكره هو تلك الكلمات التي قالها ابيلارد وهو ..!!


ثم بترت عبارتها , فقد أوشكت على قول ما لا ينبغي قوله
- وتعرفين ابيلارد ؟! , ويحك من أنت إنها المرة الأولى التي أراك فيها هنا !!


تراجعت أمالي للوراء وهي ترى هلويز تحادثها بجفاء وعنف وبادرت قائلة
- مهلا هلويز !! , أنا أعرف ابيلارد حقا , ولكن ليس كما تظنين إني اعرفه من خلال الكتب والحكايات !!
- وهل أصبح الأب ابيلارد مشهورا إلى هذه الدرجة , حتى تروى عنه الحكايات والقصص !!
قالتها بسخرية وعدم تصديق !!
- نعم , هو وأنتي وقصة حبكما الخالدة !!
- ماذا !! , بماذا تهذين أيتها الفتاة , أنا و والأب ابيلارد ليس بيننا أي علاقة أو أي شيء مما تدعين , غير انه أستاذي الذي احترمه جدا !!
- لا تخافي يا هلويز , أنا الوحيدة التي تعلم بما بينكما !! كما أني اعلم أنك كنت تتأملينه قبل قليل من خلال النافذة !!
- أرجوكِ كفي عن هذا الهراء , وإياكِ وأن تتفوهي بهذا أمام أحد أتفهمين !! وهيا اذهبي من هنا قبل أن أصيح بالحرس !!
- هلويز !! , أعلم أن مذهبكم الكاثوليكي يحرم على الرهبان الزواج أو الحب , لا تقلقي لن أتفوه بكلمة , أعدك !!
- أرجوكِ انصرفي الآن , ولا تعودي إلى هنا أبدا !!
قالتها وهي تشيح بوجهها بعيد عن أمالي , حتى لا ترى دموعها , تأملتها بحزن , وهي تقول في نفسها
- الوقت مبكرا جدا على كل هذا الحزن يا هلويز , وفري دموعك تلك لما سوف يحصل لكما بعد ذلك !!



*..*..*..*



- نادية .. نادية !!
وضعت قلمها على بياض الورق المختلط بسواد أفكارها , ومسحت على وجهها بهدوء , كأنها تسترد بحركتها تلك وعيها من اللاوعي الذي أقحمت فيه بطلة روايتها الجديدة
- ماذا تريدين يا شمس !!
- فيما شرودكِ , !!
- في هلويز و ابيلارد و أمالي
- من ؟!
- الجواب ليس مهما لأنك لن تفهميه !! , أخبريني ماذا تريدين !!
- أبي يريد أن يحادثك !!
- أخبريه أني قادمة !!


أغلقت دفتر مذكراتها الصغير وغادرت حجرتها إلى حجرت أبيها , طالعها بهامته الضخمة ووجه المبتسم وقال لها
- اقتربي يا نادية !!
- مرحبا أبي !!
- الأسبوع قادم سنذهب للمدينة .. و نر.. !!


لم تعطه فرصة لأن يكمل انتفضت واقفة وهي تقول بتوتر
- أبي !! .. تعلم بأنني لن أذهب !!
- يا ابنتي !! , منذ أن انتقلنا إلى جدة وأنتي ترفضين العودة إلى المدينة , وحتى الزيارة ؟!
- أرجوك يا أبي , هذه رغبتي !! أما أنتم أذهبوا في حفظ الله , أنا سوف أقيم في بيت عمتي إلى أن تعودوا !!
- أعطيني سببا فقط يجعلك تكرهين العودة إلى المدينة !!
- أبي تعلم أن هذا الحوار يرهقني , لماذا تصر هذه المرة على سفري !!
- جدتك تريد أن تراكِ , ألا ترين بأن خمس سنوات كثيرة على عجوزا مثلها لتحرم فيها من حفيدتها , وتعلمين أنها لا تتحمل السفر !!


تجمعت الدموع في عينيها , هي كذلك تحن إلى جدتها !! , وتحن إلى حضنها الدافئ , ولكن عودتها لذلك المكان أمر يستحيل عليها فعله !!


جاءها صوت والدها
- نادية !! , تعلمين أنني و والدتك نفعل أي شيء من أجل سعادتك أنتِ وأخوتك !! , فلقد غادرنا المدينة حين اخبرنا الطبيب أن علاجك لا يكون إلا بتركك لتلك الأرض , وفعلنا , حتى ونحن لا نعرف لماذا !! , ولم نكترث إلا لصحتك !! , ولكن ألا تبذلين بعض التضحية , فوالدتك تتقطع حزنا كلما حادثت جدتك !! , لأجلها فقط يا نادية !!
- وهل تظن يا أبي أنني شفيت تماما حتى أعود لذلك المكان !!


تأملها مليا باهتمام , ثم أقترب منها أكثر ومسح على رأسها بحب وقال
- أخبريني يا نادية ما الذي يخالج قلبك الصغير !! , صارحيني يا ابنتي !!
- لا أعلم ما الذي حل بي , فذلك المكان يصيبني بالجنون !! , ولكن لأجلك و أمي سوف أذهب معكم .. هل أنت راضٍ عني الآن !!


قبل جبينها بحب وأجابها
- أنا دائم الرضا عليك وعلى أخوتك , ليحفظكم الله لي ولوالدتكم .



عادت إلى حجرتها وهي تفكر في الحوار الذي دار بينها وبين أبيها , كان حديثا سلسا , كأنها تتحدث إلى صديق وليس أباها , ولكنها تعرف تماما بأنها إذا ما أخبرته الحقيقة سوف يتحول إلى ذلك النمط من الرجل الشرقي الذي تعرفه تماما !!


التقطت قلمها وبدأت تستحضر اللاوعي من وعيها وعادت إلى بطلتها الخارقة أمالي التي تخترق العصور والأزمان كما تشاء , أو لنقول دميتها الصغيرة أمالي , التي تحركها هنا وهناك كما تشاء و وبكل جموح خيالها , خيالها الشيء الوحيد الذي تجيد التحكم به .



*..*..*..*



رفعت رأسها للأعلى بضجر واعتراض , كأنها تحادث كائنا غير مرئي
- ليس مرة أخرى !! هلويز سوف تقتلني !!


لم تجد فائدة من جلستها تلك , فتحركت و هي تعرف وجهتها تماما هذه المرة , وقفت لحظات أمام الباب الخشبي حائرة , تفكر في الذي ستفعله هلويز إذا ما رأتها مرة أخرى !! , ولكن ليس أمامها سبيلا آخرا , فهناك قوة خفية تحظرها إلى هنا بغير إرادتها !! , فتحت الباب بهدوء , لتقع عيناها مجدد على هلويز الواقفة أمام النافذة , اقتربت بهدوء حتى أصبحت محاذية لها , ومدت عنقها بفضول لترى ما الذي تتأمله هلويز مع أنها تعرف الجواب مسبقا , فجأة ابتعدت هلويز عن النافذة وهي تصيح بذعر
- سحقا !!
- اهدئي اهدئي , هذه أنا !! , أمالي !!
- أنت ؟! , ألم أحذرك من المجيء إلى هنا مجددا !! , وكيف دائما تدخلين دون أن يراكِ احد !!
- صدقيني لا أعرف , اقسم لك يا هلويز بأنه هناك قوى خفية تحضرني إلى هنا رغما عني !! ,
- و ما الذي تريدينه مني أنتي وقواك الخفية تلك !!
- لا اعلم , لكن من المؤكد أن هناك ما يتحتم علي فعله , ولذلك أنا هنا !!
- وما هو ذاك !!
- بمجرد أن اعرف سوف أخبرك , الآن لما لا نسلي بعضنا بالحديث حتى يمضي الوقت وأعود إلى دياري مرة أخرى !!
- وهل ستختفين فجأة كما فعلتي بالأمس !!
- أهذا ما فعلته ؟!
- نعم !! , وظننت أنك لن تعودي إلى هنا مجددا !!
- وها أنا ذا أعود يا عزيزتي !! , أخبريني إلى ماذا كنت تنظرين قبل قليل !!


قالت هذا واقتربت من النافذة بفضول !! , وهي تعلم أن هلويز سوف تكذب في الإجابة
- كنت انظر لبعض الفتية وهم يمرحون !!


رمقتها أمالي بنظرة شك وقالت لها ضاحكة
- هلويز !! , أيتها الراهبة !! , لا يكذب القديسون !!
- اسمعي يا فتاة , فضولك هذا يضجرني , فاتركيني وغادري الآن !! كما أنني لست راهبة !!
- لكنك سوف تصبحين كذلك !! ولقد أخبرتك يا عزيزتي أني لا أتصرف بإرادتي !! , يبدوا أن تلك القوى الخفية هي التي تريد أن تعرف !!
- تبا لك ولقواك الغبية !!


تجاهلت أمالي عباراتها الساخطة ثم اقتربت أكثر من النافذة لتقع عينيها على ابيلارد الراهب الذي كان ينظر إلى النافذة باهتمام !! وصاحت بحماس
- آه ما أجمله !! , يا إلهي لم أكن اعرف أنه بتلك الوسامة والرجولة !!
- أنتي وقحة للغاية !! كيف تتحدثين عن راهبا بهذه الطريقة


ضحكت آمالي بصوت مرتفع وقالت
- وما أدراكِ باني أقصد راهبا !! , إنما أنا اقصد فتى من الفتية الذين كانوا يمرحون قبل قليل !!
- تعلمين بأنكِ تكذبين !!
- نعم , وأنتي كذلك تكذبين !!
- ما الذي تريدين الوصول إليه !!
- أنتِ مغرمة به ؟


أدارت لها ظهرها وهي تتحرك ببطء , حتى تهالكت على احد الكراسي الخشبية وهي تقول بألم
- حتى إذا كان هذا صحيحا!! , يجب أن ادفن هذا الحب داخلي !!
- وهو !!
- نظراته !! , صوته , كل شيء فيه!! , يقول أنه مغرم بي ومن اللحظة الأولى التي التقينا فيها , ولكنه لم يقولها , ومن المستحيل أن يقولها !!
- ما الذي تخافانه !!
- أنتِ تعرفين جيدا ما الذي نخافه
- وهل أنتِ مقتنعة بهذا !!
- هذه مشيئة الله !!
- وهل تيقنتِ من مشيئته حتى تنسبي هذا الأمر إليه ؟! , أقصد هل الله راضٍ عن هذا !!
- لا اعلم , ولكن الأسقف يرى ما لا يراه غيره , وله من بعد الرؤية الكثير !!
- هلويز , أعلم إنكِ لست من ذلك النوع الذي يُسَلم من غير أن يقتنع , فأنتي كثيرة الجدل والاحتجاج !!
- نعم أنا كذلك ولكن هناك مسلمات لا ينبغي الخوض فيها !!
- آمل أن تكوني مقتنعة بما تقولين !!
- هيه يا فتاة لا تجاريني في الحديث فلا احد يستطيع مجاراتي , ولا الأسقف نفسه !!
- أحقا !!
- تبا لك ؟!


قالتها بطريقة جعلت آمالي تنفجر ضاحكة ثم تبعتها هلويز , بعد ذلك سألتها آمالي
- أخبريني كيف كان لقائك الأول به !!
- كنت أظنه لصا , أراد سرقة نقود ذلك الصبي البائس , لم أكن أعلم أنه أعظم أساتذة نوتردام !! فأنهلت عليه ضربا وشتما , وكان هو يتحاشى ضرباتي بهدوء وروية , يا إلهي كم هو رقيق و مهذب , لم أرى رجلا مثله في حياتي , آه , لماذا خبرك بكل هذا ؟! , يبدوا أن قواك الخفية سيطرت على عقلي أنا كذالك !!
- أنتِ تخبريني بكل ذلك لأنك تريدين الحديث .


- هلويز !! , هلويز !!


وقفت هلويز بسرعة وهي تهمس بتوتر
- يا إلهي هذا عمي فوليير , اختبئي سريعا !!


سارعت أمالي بالاختباء في اللحظة التي دخل فيها الناسك فوليير على ابنة أخيه , أقترب منها وقبلها على رأسها بحب
- هلويز صغيرتي !! , آمل أن تكوني بصحة جيدة !!
- إنني بخير يا عمي , وآسفة لأني بالأمس غادرت مجلسكم سريعا , لكني شعرت بألم في الرأس !!
- لا عليكِ يا طفلتي , وحمدا لله أنكِ بخير الآن , أوَ لستِ كذلك !!
- بلا , أنا بخير !!
- إذن هيا يا عزيزتي نحن ننظرك بالأسفل !!
- سوف آتي بعد قليل !!


ما إن غادر الناسك فوليير حتى صاحت هلويز
- تعالي يا آمالي لقد انصرف !!


خرجت آمالي وهي تنظر إلى هلويز بفضول شديد , دفعها لأن تسأل
- ماذا بكِ تنظرين إلي بهذه الطريقة !!
- إن عمك رقيقا للغاية , كما أنه يهتم لأمرك !!
- نعم !! , وما الغريب في ذلك !!
- لماذا لا تخبريه بشأن حبك لابيلارد !!


أطلقت هلويز لضحكتها العنان ثم قالت بسخرية
- يا صغيرتي !! , يبدوا أنكِ لا تعرفين شيئاً !!
- مثل ماذا ؟
- إنني إذا فعلت ما تقولين فأن عمي الطيب الذي رأيته قبل قليل سوف يتبدل و يتحول لذلك النمط من الرجال
- أي نمط ؟!
- نمط القساوسة !! , يد الله العليا التي تحق الحق وتبطل الباطل !!


*..*..*..*


كل الحب : أمل لا ينتهي


بإنتظار تعليقاتكم :)


 
 

 

عرض البوم صور ♫ معزوفة حنين ♫  
قديم 01-08-10, 06:26 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157123
المشاركات: 30,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: ♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13523

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
♫ معزوفة حنين ♫ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ♫ معزوفة حنين ♫ المنتدى : الارشيف
افتراضي

 



احتضنت بعينيها جدران وزوايا تلك البناية القديمة , مسحت بنظراتها كل ركن فيها . يا إلهي كأنها غادرت هذا المكان بالأمس واليوم تعود !! , لا شيء يدل على مرور الزمن هنا , حتى عمود النور ذاك ما زال مكسور كما رأته آخر مرة من خمس سنوات , وها هي ذي رسوماتها الطفولية على حائط البيت ما زالت باقية !! , غادرة هي عقارب الزمن , تسرق اللحظات منا دون أن نشعر وتوهمنا في نفس الوقت بأن لا شيء تغير , جاءها صوت زوج عمتها أبو عامر
- نورت المدينة .. مرحبا بمن وصل
- مرحبا بك ألف يا أبو عامر , أشقنا !!
- نحن أكثر يا أبو شمس
ثم خاطب نادية بسعادة
- والنور اليوم اكتمل بحضور ست النساء !!
- ألف شكر يا عمي , النور نورك !!
- تفضلوا جميعهم بالانتظار , جدتك ملهوفة للقائك !!
*..*..*..*

وقفت أمامها تتأملها والدموع تتراقص في محاجرها , تقلبات الزمن تبدوا واضحة على صفحة وجهها الحنون , هي الوحيدة التي جعلتها تشعر بطول المدة التي غابتها , أقبلت عليها وارتمت في أحضانها بحب , يا الله ما أشد شوقها وحنينها لجدتها . لم تستوعب بعد أنها بين أحضانها
جاءها صوت جدتها المرتعش
- أخيرا يا نادية !! , خفت أن لا أراك قبل أن أموت !!
- أبعد الله عنك الشر يا جدتي , أنا آسفة , سامحيني !!
- صدقا كنت غاضبة منك !! , ولكن ليس بإرادتي , فشوقي لكِ هو الذي أغضبني !! , أما الآن , لا يهم , كل شي ذهب , أنتِ الآن أمامي , أصيحتي عروسة يا نادية !! , أخبريني ماذا فعلتي في كل تلك السنين !!

*..*..*..*



في ركن آخر من أركان المنزل نوال تحاول بكل أسلحت الأنثى أيقاظ عامر ابن أخيها
- عامر !! أستيقظ أيها الكسول
- يا إلهي أرحمني من هذه المرأة !!
- لا لن يريحك مني , فأنا عملك السيئ أيها البائس !!
- ذكريني فيما بعد أن أضحك على تلك النكتة !!
- عامر حقا إنني أسمع صوتهم بالأسف , لقد حظروا وما زلت نائم !!
أعتدل في جلسته ونظر إليها بعينين نصف مفتوحتين وخاطبها بكسل
- لا عجب بأن زوجك يجعلك تنامين عندنا بالأسابيع !! ,
- ما أخف دمك , هيا خلصني , أبوك يريدك بالأسفل !!
- حسنا حسنا , فهمت , سوف انزل , هيا انصرفي ,
غادرت وهي تعلم أنها ما إن تغادر الحجرة حتى يعود للنوم , فما لبثت أن عادت وفتحت الباب بقوة وهي تقول له
- أقسم أنني سوف اخبر أباك !!
- إلهي, أرحمني من تسلط النساء !!
ثم قذفها بالوسادة بغيض
لقفتها بيدها وقالت ضاحكة
- لن أتركك اليوم , أتفهم !!
ثم قذفته بدورها بالوسادة , وغادرت ضاحكة .



*..*..*..*..*



وقف مأخوذا في مكانه هل هي فعلا من رآها ؟؟ , أم أنه ما زال تحت تأثير النعاس !! , هل هي نادية حقا !! , هل جاءت معهم هذه المرة !! , أنتبه على صوت عمته تصيح به
- هيه , لماذا تقف هنا !!
- نادية جاءت معهم !!
اقتربت نوال وسحبته من يديه وقالت بلوم
- ويحك اخفض صوتك , نعم لقد جاءت معهم !!
- إذا من رأيتها كانت هي نادية !!
- عامر !! , دعك من هذا الكلام الآن , أبوك يريدك , أذهب إليه الآن .
وغادرته وهو ما زال على وضعيته الأولى , يفكر في نادية , حبيبة الطفولة والمراهقة ... نادية التي تصر على رفضه مرارا وتكرارا بلا أي سبب واضح ... ساد الحزن كل ملامح وجهه ... لماذا رآها الآن !! , حتى تعكر صفو يومه !! , هو في لهفة لأن يراها .. لكنه مجروح منها , من صدها المتكرر له , لماذا تصر على تعذيبه .. ألا تعلم أنا سعادته بقربها , تنهد بلوعة وغادر المكان ..
*..*..*..*



الآن فهمت معنى أن كوكب الأرض ليس إلا كره دائمة الدوران , فهي تشعر بدورانها من تحت قدميها , ولكن بعكس حركتها الاعتيادية , الزمان والمكان يدوران للوراء ليضعان الماضي أمامها , وقفت بقرب الأرجوحة القديمة و حركتها بهدوء . وصوت الماضي البعيد , يجسد لها المشهد بأدق تفاصيله و الطفولة بأحلى ما فيها .
ما زالت تتذكر حلتها الزهرية الجديدة التي ارتدتها لأول مرة . كان أول من لاحظ تلك الحلة عليها هو عامر
- ما أجمل هذا الفستان !!
- ماما اشترته لي .
قالتها ببساطة وعفوية الأطفال ثم جلست على الأرجوحة .. وجلس عامر بأرجحها برفق كما يحب أن يفعل دائما .
لتجد نادية نفسها فجأة تطير في الهواء ثم تسقط بقوة على ظهرها فقد جاءت نوال راكضة وحركت الأرجوحة بقوة .. لسقطت نادية على الأرض تتألم , فيصرخ عامر بخوف
- حمقاء , ما الذي فعلته !!
و جثا على ركبتيه بجوار نادية بخوف وكانت تبكي بألم
- نادية , لا تبكي .. سوف أضربها الآن , لكن لا تبكي !!
ولكن نادية استمرت في بكاها وتألمها , ولأنه يعرف كيف يسكتها قال لها بإغراء
- لا تبكي , وسوف أشتري لكِ حلوى جوز الهند التي تحبين !!
طالعته بعينين ممتلئة بالدموع ومسحتها بيديها الصغيرتين وهي تقول بصوت خفيض
- الآن !!
عامر بفرحة لأنه استطاع إسكاتها
- الآن هيا انهضي !! ...





- هيه نادية !! , أين أنتِ
كان ذلك صوت نوال , ألتفتت لها بابتسامة مشرقة وعينين لامعتين وأجابت
- تذكرت أيام زمان !!!
- و ما الذي تذكرته !!!
- كل شيء , كم لعبنا ومرحنا هنا , كم مرة سقطت عن هذه المرجوحة , وكم مرة أنتِ أسقطني عنها !!
ضحكت نوال وأجابت
- كنت أشعر بالغيرة !! , فعامر يحرمنا جميعا من متعة ركوبها لأجلك أنتِ , كأنها لكِ وحدك !!
- أتمنى أن يعود الماضي وتعود تلك الأيام !!
- معكِ حق !! , تعلمين أن عامر ما زال يأتي إلى هنا يوميا !! , ويفعل مثل ما تفعلين أنت الآن تمام.
ولأنها تعلم ما الذي ترمي إليه نوال آثرت أن تنهي هذا الحوار
- نوال , يبدوا أننا تأخرنا عليهم !! , هيا نعود
- لماذا تصرين على رفضه !!
- نوال , أرجوك لا أريد الحديث في هذا الموضوع !!
- أنتِ تحبينه , وهو كذلك !! إذن ما السبب !!
جزت على شفاها بحزن .. هي تحبه .. تريده ... لكن ليس لها حيلة , وليس لها مفر إلا الرفض , هي تعلم كم يجرحه ذلك , ولكنها مجروحة قبله .

غادروا المكان وتركوا الأرجوحة تتباطأ برتابة وهدوء حتى توقفت تماما عن الحركة , مشهد قد يكون اعتيادي لكل من يراه , ولكن من يعرف ذلك المكان وتلك الأرجوحة , يعرف أن الحديد كذلك يشيخ مثل البشر ..

*..*..*..*



اقتحمت الحجرة بقوة , لترى أمالي أمامها متربعة على السرير المريح تنظر إليها بابتسامة واسعة , ما إن رأتها هلويز حتى بطأت من سرعتها وكبحت ثورة غضبها بقدر المستطاع , ولكنها لم تستطع أن تخفي الغضب من عينيها المتأججتان ببريقهما الأخاذ , توجهت للنافذة مباشرة فتحتها بسرعة حتى ما داعب الهواء وجهها وشعرها تنفست بعمق نفس عميق , اقتربت منها آمالي ونظرت لعينيها مباشرة وسألتها باهتمام
- ماذا بك !!
- لا اعلم ماذا حل به , فجأة جن جنونه , كاد أن يكسر يداي !!
- ابيلارد فعل ذلك !!
نظرت إليها هلويز بعينين متألقتين وقالت
- كنت أراقبه وهو غارق وسط كتبه ومخطوطاته , الله كم أحب أن أتأمله في تلك اللحظات , هل رأيتِ تلك الشعيرات البيض التي تطوق وجهه الجميل !! , كل شيء فيه يصيبني بالدوار , بالكاد أتماسك أمامه , رؤيته طوال اليوم دائم الضحك والابتسام , يداعب الكبير قبل الصغير , يتحدث إلى الجميع ويلاطف الكل يجعل قلبي يخفق بشدة , ولكن رؤيته بتلك الملامح الجادة وتلك التجاعيد الطفيفة التي تحيط عينيه الواسعتين فتزيده وقارا وهيبة تجعل كل خلية في جسدي ترتعد , آه مراقبته متعة لا توصف .
- أكملي ماذا حصل !!
- عندما انتبه لوجودي دعاني لأقرأ بعض القصائد التي كتبها , جلست بقربه أقرأ القصيدة , شعرت بأنه متوتر لوجودي بقربه , هذا ما أشعر به دائما !! , وجودي يربكه , حتى أنه يتحاشى النظر إلى عيناي !!
ثم ضحكت وهي تكمل
- حتى انه من فرط توتره سكب إناء الحبر على المخطوطة التي أمامه , سارعت بمسح الحبر عن الورق ولكنه أمسك يدي بقوة وهو يتأملني بعينين ترتجفان وقال لي بصوت متوسل
"اتركيني , أرجوك , غادري مخيلتي "
كان يشد على يدي بغير وعي , أبعدت يدي عنه بصعوبة وأخبرته بأنه آلمني ,وتركته وغادرت !!
كانت آمالي تتأملها بعينين متسعتين وقالت بلا وعي
- لقد شاهدت ذلك المشهد الذي حصل بينكما وقرأته مرارا وتكرارا , ولكن وأنتي تقصيه علي الآن له طعم مختلف !!
- آمالي بماذا تهذين !! , تقولين بأنك قد رأيتِ ما حصل بيني وبين الأب ابيلارد !!
- لا عليك , فهو هذيان كما قلت , المهم ماذا حصل بعد ذلك !!
- لم يحصل شيء , تركته وعدت إلى هنا سريعا !!
- في رأيك ما الذي يفعله ابيلارد الآن !!
- يعاقب نفسه !!
- لماذا !!
- لأنه سمح لنفسه لأن ينشغل بي !!
- مغرورة !!
- لا ليس غرورا , ولكني أعلم !!
- وكيف تعلمين !!
- عيناه قالت ما لم يقله لسانه !!
- ثم ماذا , ما الذي سيحصل بعد ذلك!!
- حقا يا آمالي لا أعرف !! ,الشيء الوحيد الذي أعرفه أنني متيمة به .
*..*..*..*

أستوقفه صوتها الذي يعرفه جدا .. ولا يمكن أن يخطئه من بين ألف صوت ... تتبع مصدر الصوت وكان قادم من المطبخ
خطرت بباله فكرة , يعلم أنها فكرة مجنونة , ولكن الجنون الذي يشعر به لوجود نادية معه في نفس المكان وهو لا يستطيع أن يتحدث معها أو حتى يلمح طيفها , هو الجنون بعينه, لذلك لابد من المجازفة , تقدم من المطبخ بهدوء ودس رأسه عبر فتحة الباب , وما إن رآها حتى تراجع وهو يشعر بدقات قلبه تتسارع بشدة ... كانت واقفة مع عمته نوال يعدان العشاء سوية , كم هي جميلة ... ورقيقة , كم يحبها , أستجمع كل قواه ودخل المطبخ بسرعة وفي حركة واحدة سحب نوال من المطبخ واقفل الباب براحة يده ووقف يحدق في نادية بجرأة ...
وقفت مكانها وقد شلت المفاجأة حركتها , لم تستطيع بعد أن تستوعب ما حصل , هي وعامر في المطبخ بمفردهما !!!
تراجعت للوراء بخوف ... وعيناها ترتجفان بشدة ...
هو يشعر بتوترها وكذلك يشعر بالخجل مما فعل , ولكن لابد وأن يتحدث معها !! , تجاهل توسلات عمته المنخفضة وهي ترجوه أن يخرج من المطبخ ...
وقال بصوت متوتر قليلا
- آسف على تصرفي بهذه الطريقة !! , ولكن أنتِ من أجبرني على فعل ذلك !!
- عامر , أرجوك , غادر !! , لا تجلب لي المشاكل !! , أرجوك !!
- نادية !! , أريد أن أقول لك شيئا !! , وأريدك أن تسمعيني جيدا !! , لا أريد أن أضيع وقتي معك أكثر , هل تحبينني !!
عندما لم تجبه صرخ بعصبية
- نعم أم لا ؟؟؟
- عامر !! , أنت تخيفني !!
- سوف أجن , أجيبي الآن !!
- نعم !!
رفع عينيه فيها بسرعة وقال بعدم تصديق
- تحبيني !!
أطرقت عيناها للأرض , ولم تجبه
- ولم الصد !!
أكتفت بالصمت , فهي غير قادرة على البوح بما في قلبها , جاءها صوته الآمر
- بعد شهر سوف أعود وأخطبك من خالي عبد العزيز , أقسم لك يا نادية , بأنك إن رفضتني هذه المرة أيضا سوف لن تريني مرة أخرى !!
وأرخى قبضته عن الباب , لتقتحم نوال المطبخ بعاصفة من الشتائم , ودفعته خارج المطبخ بغضب
خاطبها عامر ببرود
- لا تقلقي , ما زالت كما هيا , لم آكل منها شيء !!
وتركهما وغادر سريعا , كان يرتعد حتى النخاع, ما فعله اليوم غريب على طباعه وتربيته , ولكنها المرة الأولى والأخيرة , فنادية تستحق تلك المحاولة .

في المقابل وقفت نادية ترتعد في مكانها , تشعر بأن قلبها ذاب بين أضلعها , ما هذا الذي حصل الآن !! , أكان حقا عامر !! , ابن خالتها !! , رفيق الطفولة !! , انتبهت على صوت نوال المتسائل !!
- ما الذي فعله ذاك التعيس ؟!
لم تجبها ... كل ما فعلته أن أسرعت لغرفتها راكضه , تريد أن تخلو مع نفسها لتسترجع ما حصل مع عامر مرارا وتكرارا لأن ذالك سيكون آخر لقاءها به , فليس أمامها غير الرفض ..
...........

أمل لا ينتهي .. :)

 
 

 

عرض البوم صور ♫ معزوفة حنين ♫  
قديم 11-08-10, 01:06 AM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 105939
المشاركات: 36
الجنس أنثى
معدل التقييم: روح العيون عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
روح العيون غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ♫ معزوفة حنين ♫ المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

كتابه رائعه من كاتبه متميزة
ننتظرك دوووووووووووم
اختك المصريه

 
 

 

عرض البوم صور روح العيون  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أمل لا ينتهي, للكاتبة أمل لا ينتهي, مناطق محظورة, مناطق محظورة للكاتبة أمل لا ينتهي, قصة مناطق محظورة
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:01 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية