لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-06-11, 06:41 AM   المشاركة رقم: 671
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة الكلام العذب


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 172238
المشاركات: 902
الجنس أنثى
معدل التقييم: كبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 233

االدولة
البلدUnited_States
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كبرياء الج ــرح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كبرياء الج ــرح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 





انقش على كفوف الصباح
(التفاؤل )
وارسم على وجه الليالي ...
ابتسامات :)
لان العمر في كل يوم يتضاءل
وان مازرعت الفرح بيموت بسكاآآآآت ....




البارت التاسع والاربعون :

مساء اليقين ...
بأن كــــــل ما نحلم به ...
سيتحقق يومآآآآآ ...........


مد يده لها في ظلمه سحيقه ... وهو يبتسم رغم خوفها الشديد.. يبتسم بإطمئنان لاتجده ..
برد تصطك فكيها فيه .. و تأبى ان تمسك بيده ..فالمكان يخيفها وهي معه ..
بالكاد تلفظ انفاسها وقد ضمت نفسها ... وهي تنظر إليه بغرابه .. بذهول الى ابتسامته الهادئه ..
كيف له ان يجد متعه و ما حوله يثير الخوف والبرد في نفسي ... ؟

مد يده من جديد وهو ينادي اسمها ... تراجعت للخلف وهي تهز رأسها كطفله صغيره تخاف العقاب ..
وهو يبتسم لها ابتسامه .. تكاد تكون ليست له ... وضع يده على جانبه و مازال ابتسامته معلقه فيها ..

فتحولت ارتعاشاتها الى شهقات بكاء .. وهي تنادي بإسمه .. ولكنه لايجيب .

لتنتفض على اثر اسمها الذي لفظ من عالم بعيد عنها .. فتحت عينيها على وجهه القريب منها
مسح جبينها و هو يلثمه برقه .. لتهمس .. : مطلق ...
اقترب اكثر .. مهدئآ لها ..
: انا جنبك لاتخافين...
رفعت اناملها المرتجفه لتلامس ذقنه .. وتسأله بصوت خافت ..
: ليش كنت تبتسم لي في الحلم ؟

ابتسم بإطمئنان وعينيه تلمع بعاطفه نحوها ...
: اكون في حلم معك ولا ابتسم ..

لم يجد صدى لابتسامه على شفتيها ... بل ملامح زائغه خائفه ..
قال مطمئنا : ارتاحي .. كان حلم ....
همست ورائه غير قانعه بما قاله ..
: صحيح كان حلم ... كان حلم ...

عانقته .. تريد ذلك الامان الذي ترتجيه منه دائما .. ويهبه لها وهو في اسؤأ حالاته
احتضنها بلطف وهو يقبل عنقها ...
في ظلمه الليل الذي بدأ ينعس قمره للتدثر بنوم طويل
وعلى وثائر حبه قد وهب مشاعره لها بدون انتقاص .. ربت على ظهرها
وهو يطمأنها .. دائما بقوله .. بكون دائما معك ... دائمآ معك ....



***************************************



صباحكم ارزآآق .. موزعه بين جنبات الارض
صباحكم سعاده... لايعكرها آآآي شيء .....



كالعاده .. هرولت اريام متجاوزه سمر التي بالكاد تخطو لتصل الى طاوله الافطار
لتناديها والدتها .. وتقف لاهثه .. قائله ..
: صباح الخير ياامي ..
اجابتها تلك الرؤؤم : الله يصبحك بالهنا يابنتي .. وين يمه الله يهديك بدري توك مافطرت ..
اريام : اسفه يمه مااقدر عندي محاظرات مهمه ...
سمر بتهكم : الله من زود الشطاره .. بتخرجين قبل ماتفتح العصافير عيونها حتى ..
ابتسمت اريام .. ولم تعط جوابآ لها بل وجهت لامها الكلام ..
: انا طالعه يايمه .. دعواتك ..
خرجت على عجل لامر كالعاده بعد ان اصبح شغلها الشاغل هذه الايام ..
وماان دخلت السياره حتى .. جلست على كتاب لم تنتبه له ..
: اف منك ياسمر.. احد ينسى كتبه في السياره ..

انطلقت السياره .. لترمي بالكتاب بجانبها ... وبعدها تلقي عليه نظره سريعه
كتاب للشيخ محمد العريفي .." استمتع بحياتك "
فتحته بعفويه .. لتقرأ بإعجاب فكره قد كتبت في نهايه الموضوع ..

( انظر للجوانب المشرقه من حياتك ... قبل ان تنظر للمظلمه تكون اسعد )

ابتسمت وهي تفتح الكتاب بعشوائيه .. لتقع عينها فجأه على شريط لاصق كتب عليه " ناصر " ..
شعرت بأنها تختنق .. الذاكره والصور .. و ناصر ...
ارتجفت يدها وهي تزيل الشريط لترى الذاكره الملعونه و تسقطها في راحه يدها بخوف وكأنها قنبله
جف حلقها وقد بدأت تغص بدموع خائفه ..
لتزيد ارتجافآ لنغمه جوالها الناعمه .. ..
" اذا وصلت النسخه الثانيه بأمان .. اعطيني اشاره "

لم تكد ترى الرساله حتى انغشى بصرها بدموع اجتاحت كل لحظه سكون فيها ..
للحظه شعرت بأن حياتها ليست لها قيمه ...

ارسلت له رساله فارغه فلتكون كفيله بأن تكون اشاره واضحه له ...
قبضت على ذاكره .. كأمتلاك الجسد للروح بداخله .. و ما إن توقفت السياره امام الجامعه حتى
انطلقت تسابق خطواتها تبحث عن امان .. ولعلها تمني نفسها وتجده في اي شخص مقرب منها ..


*********************************




وقف على عتبات بيته مترددآ .. و خائف .. يضع سخط حراته على حجاره صغيره
يدوسها بإنفعال تحت قدميه ...
انتظر طويلآ بعد صلاه الفجر ... يقترب من الباب ثم يعود .. لم ينم ليله .. كل الذي توصل
إليه .. بإن حياته ليست لها اي معنى بأن لم يكن مقرب من عائلته ..
استدار عائدآ الى سيارته ..

ليظهر له ذلك العزيز .. بملامح قطعت قلب طفل كاد ان يبكي ويرتمي في احضان جده
كان ضعيفآ و كأن كل منهما كان يعاني على منتهى نقيض .
ارتفعت قامته .. و ضاقت عينيه ضعيفه النظر .. ليرى بوضوح من وقف امامه بهزاله الموقف ..
ليصلب من ظهره وهو يقول موقنا ان لم يخطآ في التعرف عليه ..
: سعود ..
ابتسم سعود .. بشوق لذلك الصوت القوي الذي يصدر من سيد قريته ..
ليجيب في خجل . : هذا انا ياجدي ..

طلعت من جوفه تنهيده بدت كإطمئنان منه .. ليقترب بهدوء وان باعد النظر عنه ..
ليقول بشموخه المعتاد متجاهل عاطفه الموقف ..
: ماعندك دوام اليوم ؟
اجابه : لا .. اخذت اجازه ..

سخط العجوز بعكازه ..
: ليش اخذت اجازه .. لايكون ناوي تتزوج ..

ضاقت عينى سعود على جده الذي لم يبدي كلمه ترحيب حتى ..
وكل هذا يتهكم من حاله ببرود اعصابه .. ليجيب بذات البرود ..
: على راحتك .. اذا كنت ناوي تزوجني انا ماعندي مانع ..

رمى عليه نظره مباشره .. اوقعت في قلب سعود بعض الخوف من مبارزه ذلك العجوز
فإستسلم مذعنآ لهيبه جده ..
الجد : ادخل .. وقر عين عجوزك ..تراها ماذاقت طعم النوم ولا الزاد ..

تهدل حاجبيه بحزن على حاله الجميع .. و اصابه بعض من تأنيب الضمير .. والندم
ليستدير .. يسير خطواته بخجل .. حين ناداه جده ..
: يا ولد .. تبال
وما ان تواصلوا بالنظرات .. حتى زمجر الجد غاضبآ ...
: اعنبوا ابليسك من ولد .. ماعلموك في المدارس .. تسلم على جدك ياقليل الادب ..

كاد يقع على الارض من رغبه في الضحك .. او بالاحرى السعاده بأنه سيكون مرحبآ به من جديد
في احضان جده ..
اقترب من جده ليرتمي في حضنه بدون حواجز .. فعلاقتهما تتجاوز حدود الحفيد والجد .. بل الابن والاب ..
حب عميق صادق .. يكاد يعتصر عظامه النحيله بين يديه .. يلثم كتف جده بأسف شديد مرددآ ..
: السموحه يبه .. سامحني الله يخليك ..

تلعثم الجد بمشاعره التي بدلت صوته بشي من العاطفه ..
: الله يسامحك ياولدي دنيا واخره ...

هاهنا .. يجب ان توضع نقطه .. نقطه تفصلنا عن مساحات شاسعه من مانريد او لانريد ...
هكذا هي الحياة .. هم معطياتها القيمه فكيف استغنى عنها بسهوله ..

رضيت ام ابيت .. هم ليسوا في خانه الاختيار .. لاتردد في وضع اشاره الاختيار عندهم ..
هم جوهر حياتي . .. وتكويني .. المكان الذي اكون انا فيه بلا زيف او خداع .. او حتى ضياع ..

انا سعود احمد عزيز السلطان .. اقف حيث انتمي .. واريد ان اقف للنهايه حيث اكون ...

ما إن دخل حتى استشرق المكان فجأه .. وكأن الشمس طلعت من جوف البيت ..
سعاده لم يعد يريد ان يخفيها عن الجميع ..وحزن لايريد ان يشعر بها مجددا ..
هي تجربه عاشها ليكتشف ان الانتماء .. اصل ونماء .. قرار واستقرار ..
مكان و وطن .. في احضان من يحبهم ويحبونه بصدق هو الموطن.....


*******************************


ابتسمت له وهو يدنو من والدته ويلقي عليها تحيه الصباح المعتاده ...
وتجلس هي بقربه .. تقرب له افطاره .. وشوقآ في قربه هو ...

منذ اشرقت عليهما شمس الصباح .. و ذراعيها تحيطان بجسده و ذراعيه تحيطان بجسدها
ورأسها مدفون في حنايا صدره .. و كأنها روحان في جسد ..

خاطبها من جديد .. بإبتسامه مازحه ..
: الي ماخذ عقلك يتهنى فيه ..

رفعت حاجبها له .. و كأنه يريد ان تغازله علانيه وتكشف مافي قلبها جهرآ ..
لتحبط مزاعمه قائله ..
: كنت افكر بسعود ..
ابتسم و قد تشاغل بلقمته الصغيره .. يعرف عن حواءه وعشقها الجديد في مبارزته ..
تكلمت والدته هذه المره ..
: يمه يامطلق ... طلبتك طلبه ؟
رفع رأسه ليقول بجديه ..
: انا ولد ابوي .. تطلبين .. انتي تأمرين ياغاليه .. والله لوتبين عمري ماارخص لك فيه .
هتفت الام بمحبه ..
: الله يطول في عمرك يايمه .. لكن بالكعبه .. الله لايحرمك الجنه ياوليدي
خلينا نمشي لمكه قريب ..
اقترب منها مقبلآ يدها ..
: على هالخشم .. على امرك .. نهايه الاسبوع بنمشي لها كلنا .. وبالمره نجدد لشهر العسل
انا وليلى ..

طافت موجه خجل وهي تحدق فيه وقد اسقطها في غفله منها ..
كانت منتشيه بذلك الموقف .. مطلق الابن .. والام الحنون .. ويدها تداعب وليدها ..

لتضحك والدته وتدعو بيدين مرفوعتين للاعلى
.. : الله يسعدكم يايمه .. ويحقق كل امانيكم..

نهض بمجرد انتهاء دعوه والدته .. ينسف شماغه ويعيد ترتيبه ..
: تامرون على شيء ... ممكن الليله اتأخر .. لان شغلي واجد هاليومين .. بسبب بعض الناس ..
ورمى بنظره ذات مغزى لليلى ...

عادت وابتسمت لروح مطلق المرحه التي بدأت تنطلق بلا حاجز ..
وقفت معه .. ترافقه حتى يذهب ويذهب قلبها معه حتى يعود به ..
اوقفها بلمسه منه حتى لاتخطو معه للخارج ..
: خلاص .. ماباقي الا تمشي معي الشركه ..

دفعته بلطف .. : طلعت الحين غلطانه .. مايثمر فيك الخير ..
قبل جبينها ليقول آسف ... : غايتي راحتك ..
اجابته بإبتسامه حنونه .
: هذي راحتي .. اني اكون معك وين ماكنت ..

رافق ابتسامتها بصمت .. و خاطبها بعدها بحزم .. متجدد المشاعر
: تبين شيء قبل ماامشي ؟

ليلى .. : سلامتك .. حاول انك ماتتأخر الليله ..
مطلق : بحاول .. ما اقدر اوعدك والله شغلي متراكم علي .. خليك متسامحه معي الليله ..
ضحكت برقه و اقتربت منه منتشيه بمشاعره مسكره من سحره الخاص ..
: الليله وبس .. و رافقت قولها بقبله سريعه على خده ..

رد لها بالفعل بقبله اعمق وهو يودعها...
لتنتظر حتى تسمع محرك السياره وتدخل بعدها .. عائده الى والدته لتقضي معها بقيه وقتها
كالعاده ..

*******************************




كانت ترتجف بهلع .. و ريهام تحاول ان تهدأها .. لكن تهدأها بماذا ؟
فهي اشد خوفآ منها .. .. فمنذ علمت وهي لاتهنأ بنوم هادئ .. بل اسوأ الكوابيس لابشع السيناريوهات
التي يمكن ان تحدث لصديقتها ..
انتفضت بذعر عندما فتحت قبضتها لترى تلك المهلكه بأعين مضطربه لاتكاد ترى فيها شيء . ..
لتقول اريام بصوت مخيف..
: ريهام والله مو قادره اشوف اللي فيها ... ساعديني الله يخليك ..
حاولت ان تبدو قويه حينما قالت لها ..
: خلاص .. مالها لزوم تفتحينها .. الحين وقدامي لازم تتلفينها .. خليها تروح بخيرها وشرها ..
اريام برجفه ..
: ما اقدر .. خايفه والله خايفه .. خذيها وافتحيها انتي يا ريهام ..
تراجعت بخوف .. وهي التي لاتقوى على تمثيل الجلاده وكأن الذي تطلبه منها امرآ هينآ ,,
: اريام .. تجاهلي الموضوع وكأنك ماعرفتي شيء عنه ؟
بيأس انتحبت : وبعدين ايش بيصير .. ؟!!!
ريهام : مابيصير شيء .. لانك واثقه من نفسك ...
اريام : ريهام .. خلينا واقعيين .. انتي تعرفين في تركيب الصور وكل الخدع في الحاسوب .. يعني
ماهي صعبه يجيبوا صورتي .. وينقلوها على غيري ..

تنهدت ريهام .. و اخذت منها الذاكره بصعوبه .. وهي التي بدأت تنتفض من كل شيء بدى جليآ لها ..
وهمست : خليها بعدين .. الحين ماهو وقته !!!
احتجت اريام : وتعتقدين فيني صبر .. يابنت ماعدت اشوف قدامي شيء من الخوف ؟ الله يخليك ياريهام
شوفي .. اكيد جهازك معك ؟ ارجوك ..

رضخت لتوسلاتها .. فإنقادت مسيره تنفيذا لطلبها .. وهي مابين الفينه والاخرى ترمي بنظره أمل
بأن تغير رأيها .. وتحجب عن رؤيه ما تخافه كلتاهما ..

ابتعدت بحكمه منها عن مرأى الجميع ... خائفه من رده الفعل التي لاتتوقعها ولا تجيد التصرف فيها ..
ابطأ عمليه تشغيل قامت بها يومآ وهي تتوسل صديقتها بنظراتها ... لكن في قراره نفسها هي ايضا
تريد الحقيقه ... تريد راحه البال لها .. فحالها قد تبدل منذ ان علمت ..

وقفت اريام امامها وهي تضم نفسها بخوف وتنظر حولها بذعر وكأنها مكشوفه .. لم تتفوه بكلمه ..
اكتفت بالسكوت ذهولآ وخوفآ من صدمه لم تكن تتوقعها ..

اغمضت ريهام عينيها .. واصبعها يقف على زر فيه قد ترى ضوء الحياة او مسيره للموت ..
ضمت قبضه يدها وهي تكاد تتراجع... لولا ارتعاشه فقدت فيها السيطره لتضغط تلك الايقونه
و تتبعثر امامها ... صور ماشاءت منها الاختيار ... بكل الاوضاع قد تاهت في دنيا اخرى

يا رب الكون .. اهذا مايحدث على ارضك ؟
ياربي .. اسألك التقى والعفاف .. فالحال لاتبعث على الامان ..

شعرت بدافع للبحث عنها .. عن ملامحها .. عن شبه يضيع بين مفردات الصور و علامات الحياة
لم تكن هي .. وليست تستحق .. وان كانت المثاليه لا تتوشح صديقتها..
لكن ليست هي من تندرج ضمن هؤلاء .. الذين سفهوا حقوقهم بسهوله .. رخص قد باعوا حياتهم من اجله .
كم الحياة بشعه .. بالفعل ..

مثل المجنونه تندفع فيها الادرينالين حتى قمه رأسها ..
هي الان من تريد ان تعلم بكل اصرار ...

اخطأءنا كثيره وممكن تقييمها ..فهي تتعالى في المستويات حتى تصل الى غير المقبول وغير المنطقي
وليس هذا فقط .. بل الجرم بعينه ان تخطأي في حق نفسك وحق غيرك . والاهم في حق دينك وانتماءك ..
كل مافكرت به ريهام .. هو ماهي الخلاصه التي يجب ان تستفيدها في هذه الحياة ؟
ومن هذه التجربه بالذات ؟ لم تكن سهله لتتجاوزها بلامواعظ
وان خرجت من عنق الزجاجه .. فالله لم يبتلي اقوام واقوام الا لفائده تذكر و عظه تؤخذ منها ..

توقفت يدها .. وهي عاجزه عن التعبير .. عن القول ؟ّ!!
رفعت نظرها لصديقتها التي شحبت ملامحها .. وسقطت دموعآ خانت توقعاتها هي ....
وتوقعات صديقتها ... التي ماإن علمت من تقاسيم الاخرى شعرت بأن وريد الحياة قد قطع للتو
وستنزف حتى الموت بلا رأفه بحالها لم تتدراك الوقت لتعلم مالذي حدث ؟!!
حتى سقطت على الارض تطويها الامنيات وتندب الحياة على ناصيه الامل ...



************************


لم تنم له عين ولم يرتاح له بال .. ولم تهدأ ألامه التي ملأت جسده ..
و هو يأن مع كل حركه ... و مع كل انه تخرج من صدره .. يتذكر عدوه و يدعو عليه بلا رأفه ..

فزع لمنظره وجهه في المرآه .. عيناه غائرتان و الكدمات بدأت تبرز بشكل اوضح ... ؟
لايعلم كيف صمد في فجره وهو بالكاد يتحرك .. لم يقوى على الالم .. حتى جلب له بعض المسكنات
التي تعينه على نسيان المه ...
ولم يكن هذا مطمحه للنهوض من فراشه .. فهو يعلم انه هذه الالام لم تكن لتستمر لايام طويله ..
بل غايته الانتهاء من عذابه الذي اهلك ضميره و اواده الى قعر سحيق من الكآبه الذي لم يعد
يستطيع ان يهنأ الحياة بسببها ....

ادعى بأنه ترك لها النسخه الاخرى .. ولكنه في الحقيقه بعث لها بالاصليه ولم يعبآ ان كانت هي
او لم تكن هي ... ؟ لم يكن يقوى ان يقامر بما يريده .. لايعلم كيف تذللت له الظروف ..
وهو يدخل بيت صديقه بدون علمه ..
جل مايريده وهو ان يبعد تلك الحقائر التي لم يمت لها بصله من منزله .. ومن نفسه .. وعن مرأى
نظره ومتناول يده ..

حتى انه فكر في اطلاق سراح .. اسراره ومشاركتها مع صاحبه .. فهو احق بأن يعلم مايحاك
خلف ظهره .. خشيه ان يقوم ذلك الحقير بإخباره بأي طريقه .. وحينها يخاف عواقب لاتحمد عقباها ..

رفع هاتفه .. ولكنه اصبح الان خائفآ ... خائف من صاحبه الذي يعرف غضبه ..
خائف من شره الذي سينفجر .. خائف من الظروف التي ستضعه مكتوف اليدين ولايعمل فيها شيء
سوى المشاهده ؟ وهذا مالايطيقه ..
يجب على الاقل ان يفهمه بطريقته بأنه حاول ان يعالج الموضوع لكن يبدو ان الامر انقلب عليه ..

تنهد مستسلمآ لمخاوفه ... وجلس مجهدآ وقد اصبح الالم اشد قسوه ووقعآ على جسده ...


************************


تردد بمقربه من باب بيتها .. وكل امل في ان يحقق مايريد ...
طرق الباب مرارآ وتكرارآ حتى شعر باليأس واقتنع بأن لا احد يسكنه ..

اصيب بخيبه امل بعد تسلحه بالحماس و الاصرار من اجل انهاء مسأله عالقه اشغلته
واشغلت محبيه ....
عاد ادراجه خائب الرجاء .. متهاوي في قاع من الاماني .. للتو سمع النصح من عائلته
وهو يكابر بل يدعي المكابره .. في الحقيقه هويريد لكن يخشى من رده فعلها..
لهذه سيأتي بالامور بالفهم الصحيح لها .. رضا الطرف الاخر هو الاهم ..
شعر بأن هناك احد ما يحادثه .. فألتفت للخلف ليجد ام نجمه ويبدو انها في زياره صباحيه معتاده ..
اقتربت منه وقد غطت نصف وجهها ...
: سعود ... علامك ياولدي ما تسمع نداي لك ؟
هتف بإحراج وهويقرب منها ويلقي تحيته عليها ..
: والله ماسمعتك كنت افكر ... السموحه منك ..
علقت بنظراتها المستغربه وجوده بقرب بيتها ..
فقال سعود متجاوزا حد الحرج و الكبرياء ..
: جيت ابي اشور نجمه .
لم يكمل جملته ..لتقاطعه والدتها بوجه متهلل ..
: الله يكملك بعقلك ياولدي .. لاتاخذ على كلامها تراها جاهل بنص عقل ..

ابتسم برضى .. شعر بأن ذلك الوصف يرضيه ويا ليت نجمه تسمعه ..
عاد وانصت لحديثها المتواصل ... وبعض افكاره ليس معها هي بالتحديد بل بالاخرى .
ألم يكن من الاحرى ان يجلب جدته معه او جده على الاقل ..
لا يوجد احد من اخوتها ليتفاهم معه .. لقد تعجل في امره .. كان لابد من التروي ..

لكن لحظه .. ماالذي سمعه ..
عاد وانصت بإهتمام .. لكلمه عابره قد سمعها ..
و قد بدأ صوتها حزينآ ...
: والله ياولدي هي من يومها واللقمه ماتدخل جوفها... احترت فيها ..
سعود بخوف حاول يخفيه مدركآ تلك الشخصيه المتزنه..
: سلامتها .. إن شاء الله ماتشوف شر .. على العموم متى مارجعوا رجال البيت لي كلام معهم ..
ام نجمه : على خير ياوليدي الله يقدم اللي فيه الخير ..

تركها سعود وهو يبتسم رغم انه لايخفي ذعره من ما اصابها .. لكنه في اعتقاده كان الاثنان متعادلان
في تحمل العواقب و تحمل العقاب .. على الاقل لم يكن احد منهم راض عن فعلته ..

زفر وقد تخلص جزء من الهموم و الجزء الاخر عليها هي ان تخلصه منها .. بقرارها الاخير ...



********************************


تبادل الرجلان التحيه بإبتسامه .. وعلق مطلق على طلال مازحآ الذي كان يجلس على كرسي المدير
: ماشاء الله .. تنفع مدير ياطلال ؟
تلعثم طلال الذي شعر بالحرج ..
: اسف .. لكن كنت ادخل المعلومات الجديده في جهازك .. بما أن في امور كثيره متأخره ..
رفع مطلق حاجبآ وهي يبتسم .
: قصدك يعني اني مقصر في شغلي ؟

هتف بإحراج : العفو .. لكن قصدت ...
قاطعه مطلق ..
: لا تعتذر ولا شيء .. انا صراحه فخور بأن عندي موظف بمثل اجتهادك ... على كل حال ماتقصر يا طلال
والحين كفايه كلام .. واعطيني اهم ماصار في الايام الماضيه وخلينا نبدأ شغل ..
ابتسم طلال واكتسب ثقه بنفسه بعد كلام مطلق .. والذي بدأ بالسرد والشرح و مطلق ينصت بإهتمام ..

حتى تنهد مطلق بإبتسامه ..
: يبدو اني بتعاقب اليوم على اهمالي ؟
ضحك طلال .. وزاد على كلامه ..
: بعدك ماشفت البريد .. ؟
استند مطلق على مكتبه .. واشار بيده .. بمعنى اعطني المزيد
كان طلال مازال مبتسم وهو يضع البريد من ملفات ورزم اوراق امامه ..
حتى تأفف مطلق منزعج ليقول ..
: هذا كله يبى له قهوه تعدل المزاج .. لو سمحت ياطلال وصي على اثنين قهوه وتعال بسرعه ..

قلب الملفات بتركيز .. ايهما يبدأ الاول .
حتى لفت نظره .. ملف صغير .. مكتوب عليه بخط غير متزن .. " ضروري وهام يسلم بيد مطلق الغانم .."
التقى حاجبيه وقلب شفاته بشيء من الاستغراب .. لنوعيه البريد الذي وصله .. بمجرد ما فتحه لم يجد
بداخله الا قرص حاسوب .. لايعلم محتواه ولم يجد رساله توضح مابه .. كاد ان يرميه في سله المهملات
خوفآ من فيروس يتلف ملفاته .. لكن فضوله كان اقوى من حرصه ...

لم ينتظر ليسأل طلال عنها ... ادخلها الى حاسوبه . .. وتشاغل بالملفات الاخرى لحين تشغيله
وبينما هو ينتظر .. صدر صوت من الجهاز ..لينبهه فأدار كرسيه ناحيه الحاسوب و تمعن جيدا
بإستغراب لشخصيه كرتونيه تشيرله بضغط ايقونه تلو اخرى وهو يتبعها بصمت .

حتى ظهر ما جعله يقفز من مكانه .. ويتصبب عرقآ .. و يضخ قلبه دمآ لم يفعل هكذا طيله حياته ....
وكأن مطلق لم يكن له وجود من قبل .. لان الذي كان يتلبسه هو شيطان والعياذ بالله
شخص اخر .. وروح اخرى مغايره تجول في جسده .. نار لظى تحرق كل شيء طيب فيه ..

عاد كالمجنون يقلب .. و يسمع .. و يزيد شحوبآ و قسوه ... حتى شعر بقلبه ينفجر بين جوانحه
ذهول مريع حوله الى صريع صدمه لم يتوقعها في يومه الجميل ...
للتو ودعها .. ولتو صدم فيها ... ولتو ارهقته الذكريات واعتصرته الالام حتى اصبح هزيل القوى
وطريح الجراح .. ضربه قويه بيد قدريه هوت عليه وحطمته .. حتى اصبح مجرد بقايا لرجل كان ....

صرخ صرخه جنونيه .. و انهال على مكتبه بجنون تدارك كل لمسه عقل كانت فيه ..
حطم حاسبه وارتفعت شراره كهرباء في المكان .. واندفع بجنون وسط ذهول الموظفين الذين
تجمعوا على مكتبه واولهم طلال الذي وقف مصروعآ مما يراه امامه ..
خرج من المكان رغم كل شيء ... خرج يريد ان يجد حلا لها .. ان ينهي كل شيء سبب له الالم
وحطم كبرياءه وارهقه حتى خرجت من جوفه لعنه حاقده .. لايريد بها السلام بل حرب دوؤب
غير مؤاتيه للريح التي تهب في حياته غالبآ ..

ركب سيارته وطريقه واحد .. إليها ...ليدق عنقها ويحطم جزيئاتها الانثويه المدعيه ..
وهرائها المعتاد .. لم يكن حبآ ذلك لتؤذيه به؟
لم يفعل لها شيئا .. لم يسبب لها الاذى لترديه قتيل الهوى والعذاب ..
ألم ينصفها من عذابه شيء .. ام لم تكن تعلم عنه ..
كيف لها ان تفعل بي ذلك .. كيف لها ان تعتم على حياتي بكل برود ...

ضرب على المقود .. بيده متجاهل الالم .. او لم يعد يشعر به .. لم يعد يشعر بشيء اطلاقآ ..
لم يعد بشيء .. لا بالحذر او الحرص او الهدوء .. اوحتى العقل ليدرك ان مايفعله هو خطأ
وليس الصواب .. وهو يقف في منتصف الطريق متجاوزه به اشاره حمراء قد ومضت في
وجه لتعلن ثورته ليس إلا ..............



******************************



ضربتها على خدها مرارآ وتكرارآ ... بلطف وبشده ولم يعد يهمها
الاهم هي ان تسيقظ وترى بنفسها ... كانت تبكي .. او كانتا تبكي .. تلك في اغمائتها والاخرى
في صحوتها .. وبين كل شهقه بكاء تسطع ابتسامه في وجهه ..
لتقول بصوت شجاع ..
: اريام .. مافي لك شيء .. والله مالقيت ولا صوره تشبه لك حتى ..
بالكاد فتحت عينها التي لم تريد فيها ان تحيا مجددا ..
لتعيد ريهام بصوت اعلى ..
: قومي وشوفي بنفسك والله مالك ولا صوره .. ارتاحي..

لم تشعر بنفسها وهي تعانق صديقتها وتبكي بصوت اعلى جلب الكثير من الانظار لهن ..
همست اريام بصوت خائر ..
: تقولين الصدق ؟
ابتسمت تلك وقد اشرق وجهها ..
: والله اني صادقه .. شوفي انتي .. صحيح في صور كثيره لكن مالك شيء ..
تساءلت..
: متأكده .. ناصرمايقول عني كذا الا فيه شيء ياريهام ..
اعقبت ريهام بثقه ..
: لا ابدا .. صحيح في اسم اريام على الصور .. لكن ابد ماهي صورتك ..
عضت شفاتها بعدم تصديق .. مما اضطر ريهام انها تقرب الحاسوب منها وتضع في حضنها وهن جالسات على الارض ..
و تحرك المؤشر بحماس ..
: شوفي زين وخليك واثقه من نفسك .. هذي مو انتي .. لا هذي ولاهذي ..ولا حتى هذي ..
كانت تقلب الصور بحماس .. حتى شهقت اريام .. و غم وجهها مجددا وقد استولت على الحاسب
وبدأت تمعن في الصور ..
لم تكن تلك رده الفعل التي توقعتها ريهام من صديقتها .. فأرجعت تلك الصوره الباهته لها شفقه منها على صور
اخريات تهالكن على طرق الضياع ..
فعلقت عليها..
: بدل ما تسجدين شكر لله .. تغمين نفسك على بنات ضيعوا انفسهم بأنفسهم .. مايهمك ..
قاطعتها اريام بصدمه ..
: هذي مو انا .. مو انا ...
ابتسمت ريهام وهي تضرب كتفها بلطف ..
: طبعا هذي مو انت .. ليش مو مصدقه ..
ارتفع صوتها و تلك الهيئه قد اصبحت سوادا في سواد مما جعل ريهام تخاف عليها ..
: انا.اقولك هذي مو انا .
ريهام بهدوء .. : هدي اعصابك يا اريام .. انا عارفه مو انتي ..
مسك ريهام من كتوفها وهزتها واعادت بإنفعال ..
: اقولك هذي مو انا .. مو انا ... .ارتفع صوتها ببكاء .. لتكمل وسط ذهول الجميع ..
: هذي مو انا ... هذي فاتن ......................!!!!

ذهول .. ذهول .. ذهول .. وصدمه لم تكن في الحسبان ...
يقال .. مصائب قوم عند قوم فوائد .. واظنها في حاله اريام مصائب قوم عند قوم مصائب ..

عندما ينجو الانسان من اي شيء كان قاب قوسين او ادنى من خسارته ... يرتاح ... ويعتلي القمه
بإنفراد ويرى بنفسه كيف يتعارك الاخرون على النجاه ولايهمه احد ... لان ماشعر به لايريد
تكراره لامع نفسه او غيره .. فلهذا يصيبه شيء من الانانيه وقد نأى بالنجاه متوحدآ ..

فلهذا شعور الخديعه .. ممزوجآ بالخزي والعار ..
حقد متواصل مع تواصلها رؤيتها لاسمها يترافق مع كل صوره ضاحكه لها .. و يتواصل معها عدم الفهم ؟


ولم ينتهي كل شيء ... اصاب الاثنتان نوع من الهوس في رؤيه المزيد
للتو كشفوا امرآ غايه في النكران .. فذعروا اشد الذعر .. فأصبحوا يبحثون في كل شارده ووراده
خوفآ من ان تكون صوره مندسه بين الصور او اسم تحامل على صاحبه بما لايطيق ..
ولا تأمن خيرا كان لابد منه .. ولا تلقي لومآ على مسمى الحياة .. بل هم البشر
وماتحمله نفوسهم ... !!!!




************************


بمجرد ان اخبرتها والدتها برؤيته حتى قفزت من فراشها و كأن المرض لم يكن بها يومآ
اعادت السؤال مرارآ وتكرارآ .. و كأن الذي سمعته اضغاث احلام او يقظه كان يرافقها فيها ..
ام نجمه بفرحه تخفيها ...
: هذا هو ولد الناس جاء ياعندك .. والله ان سمعت حسك لاقطع خبرك ..
عادت تجلس و تغطي نفسها بعدما شعرت بموجه برد حتى هزت جسدها ؟؟
لتقاوم حتى وهي في قمه ضعفها ..
: يعني تبين ارمي نفسي عليه وكأني ما صدقت على الله ..
نشجت بألم وهي تعاود الكلام بخيبه ..
: اصلا مابيه .. من قالك اني برجع له ..
اصابت والدتها بصدمه وهي تنظر لها بدون تصديق ..
: يابنت اعقلي واعرفي مصلحتك .. سعود مافي منه بين الرجال ..
صرخت بغضب وقد انتشرت بها الالام مجددا ..
: لو كان اخر رجال في الدنيا .. مابيه .. لاتجبروني عليه والله لاكون ذابحه نفسي .
والدتها بهدوء ..
: الله يصلحك يابنتي ويهديك .. اذا كان هذا اللي عندك ما عندي كلمه اقولها الا انك بتندمين وانا امك بكثر شعر راسك .

اسندت ذقنها على ركبتها تمنع رغبه جامحه في البكاء .. او ليس البكاء ماتشعر به دائما بعد فقده ..
لماذا عدت يا سعود ؟
هل ستوسع مساحات جراحي وتلقيني فيها بتهلكه لا اطيقها ...
لماذا عدت ؟
لتحمل جميلآ اخر قد ثقل عليك يارجل ..
لم اعد اريد اي شيء .. اتركني لما انا فيه وارحل بعيدآ او جد بديلآ عني لتكرمه بعطاياك ..

استقر بها امل طفيف لتفتح هاتفها ...حاجه لديها لابد ان تمتلآ وترتاح ..
رغبه منها في معرفه ما يريده هو .. وتطلبه بشده في داخلها ...

وضعته امامها لتتأمل مساحاته الفارغه لامن رساله تنقذ لهفتها ولا اتصال يطبب جراحها ..
تنهدت وقد وجدت دمعة منحدرا سهلا .. لتسقط برويه .. دون ان تمسحها ..
لكن بعد ان سمحت لها حتى انذرتها الاخريات بهطول سريع ..
لتسمحها بخشونه وهي تهمس لنفسها ..
: غبيه ... غبيه .. غبيه ...

كادت تغلق جوالها قبل ان تنذرها رساله بقدومها وتحدق فيها بخوف ..
كلها امل ان تكون منه .. وكلها خوف ان تكون منه .. والاثنان يجتمعان في ان تكون ليس منه ..
بخفه قد لامستها لتفتحها امامها وقلبها يهتف معها في حذر ..
" سلامتك .. ماتشوفين شر .. "

ابتسمت برغم عنها عن تلك الرساله القصيره التي ملأت كل ذره فضول لديها ..
لم تكن كفيله في تحريك موقعها من الاعراب سوى انها شعرت بالرضا ..
على الاقل اراد لها السلامه ..

لم تكد تلتقط نفسآ حتى عادت رساله اخرى تهتز امامها
" اذا كنت صاحيه ابغى اكلمك اذا ماعندك مانع طبعا "

حينها ارتعشت مجددا وغطت بدنها بلحاف اخر .. و قبضت على جوالها بيديها الاثنتين ...
لتكتب بسرعه دون تفكير حتى ...
" امي خبرتني عنك .. لا تتعب نفسك يا سعود .. ولاتحمل نفسك عبء جميل ثاني
انا مرتاحه كذا "

عضت شفتيها وقد بدأت تشهق مع كل كلمه كانت تكتبها .. لم ينتهي العذاب صح ؟
لم تخلص مدته ؟ ما زالت تتمطى جوفه راغبه في الهلاك ليس إلا ...
ادركها الصمت الذي جعلها تبكي مجددا ..
لم تكن هذا ماتريده لكن لن تطيق نفسها ان اعادت الكره بدون احساس ..

سقط الجوال من يدها برنه اتصال وقد اومض اسم سعود في الشاشه .. لينتهي ويبدأ اخر
وكأنه معاند في ردها ..
فتحت الاتصال الثالث و كل الطرفين قد بدأ يسرد ماعنده من صمت و سكون حذر ..
تبادلت الانفاس الواصله احادين طويله ولم ينبس احد منهما ببنت شفه ..

ليبدأ هو وانفاسه تحذرها بأنه في اشد غضبه ..
: انتي ماعندك احساس .. حتى في مرضك ما ينهد حيلك و تستسلمين بسهوله .. تعتقدين اني رجعت
لك علشان اوهامك يا مجنونه .. ابي اعرف انتي متى تعقلين .. لان مافي اي مجنوني مثلي بياخذ بنت مثلك ابد "

كظمت غيظها و سحبت نفسآ تطرد شهقاتها الباكيه .. لتقول ..
: قلتها لك من قبل واقولها لك من جديد .. ماابيك يعني ماابيك ..

اجابها و كأنه يريد ان يضحك ..
: احلفي بس .. يعني طلبت رأيك في اني ارجعك .. صراحه كنت افكر قبل لكن الحين لو بقي لي نفس واحد يانجمه
ما استغني عنك ..

نجمه : يعني المسأله عناد ..
هتف بلامبالاه ..
: احسبيها مثل ماتبين .. باخذك غصب عليك .. لا وازيدك من الشعر بيت .. بتزوج عليك واكوي
قلبك مثل ماكويت قلبي ..


ازدادت مرضآ وبؤسآ على قوله ذاك وكأنها وطأت كومه من جمر ملتهب ..
لتصرخ بعنفوان شعرت فيه بأن حبائل صوتها وصبرها قد تقطعت ..
: ما تقدر ... لاكون ذابحتك يا سعود ..واذبح نفسي وراك ..

لم تعد تشعر بشيء سوى انها تبكي .. تبكي بحرقه .. بصوت عالي و مشاعر قد سحبت نفسها متردده
تعاونت عليها الظروف لترميها ضعيفه هزيله القوى .. و مفرطه المشاعر ..
لم يكن لها حيله في تلك المتغيرات الجديده التي أرقت حالها وعذبت صبرها ..

انصت لها وقلب بين ضلوعه مضطرب .. تبكي ويالبكائها من سحر لديه ..
ياله من ألم يقسو على فؤاده به .. يجلده بلا هوان محتسبآ ضرباته ...
تكلم لتهدأه انفعالاتها ...
: نجمه ماتعبتي .. ؟ !! انا عني تعبت و ماعاد فيني للصبر يابنت الناس ..
من بين شهقاتها عادت تقول بصوت متقطع ..
: لاتزيد علينا .. لا ترجعني شفقه منك علي ..

هذه المره دوره ليتكلم بإحساس متدفع قد تفجرت مكنوناته ولم يعد صبرآ في ان يقوله ..
: اي شفقه تتكلمين عنها.. ؟ اذا كان فيه شفقه فهو على حالي .. من عرفتك وانا حالي مقلوب
افهمي يا غبيه ... يا اغبى بنت في العالم .. احبك .. والله احبك ... ...

زاد بكاءها .. وقد شعرت بأن انفاسها سوف تنتهي ويتوقف قلبها متأثرآ بمشاعره ..
ليهدأ غضبه ويقول ..
: لاتبكي .. لاتبكي .. لاتخليني اندم لاني رجعت و كلمتك ..
لم يكن بيدها ان تتوقف.. تشعر بأن شخصآ ما قد ادركها قبل التعثر والسقوط ..
اجابت بتلعثم ..
: لا اندم .. وخليني ابكي .. مالك علاقه فيني .. ؟
كان صوته مرحآ ...
: والله مشتاق لك .. رغم ان صوتك مايشجع اي رجال في العالم ان يكلمك ..
لكن بليه وابتليت فيها ..

احتجت بعدما هدأت مبدئيا ..
:انا بلوى ... ؟!!!

ضحك بصوت عالي ليكرر ..
: والله بلوى كبيره مالها حل ..

تمردت على مشاعرها لتقول متحديه لها وله ..
: اذا كنت بليه على قولك فأنت عقده .. توقفت تبتلع خجلها لتكمل بجرأه قد سحبتها من عمق الواقع ..
: لكن احب عقده على قلبي ....

وحينها .. توقف الاثنان في عالم لايجمع سواهما
متخبطين في دقات قلب تترافق مع كل شيء متحرك في الكون ..
وامطري ياسماء .. وتراقصي ياغيوم ..
وازهري يا ارض و واعزفي ياريح لحن وشجون ..
واهتفي لكل من الاثنين ..

بدايه مختلفه .. وان كانت متعثره غير واثقه .. ولكنها بدايه ..
بدايه تلامس اصابع وقبضه يدين .. و ابتسامات خجوله ..
نحو طريق طويل .. سيكون شاق وصعب و مستحيل ..
لكنهم عازمون على انهائه رغم كل شيء ..



****************************


مرمر الواقع يسرق شجن الذكريات .... وفجأه ..


هناك من بعيد ... سقطت بقايا صور في يدها .. وكانت تبتسم .. تبتسم و هي تبكي ..
تبكي وهي غارفه في شجن الذكريات وحنين الامس ..

تبكي وهي تحتضنه بحب .. و مازال الحب يجد طريقآ لديها ..
لم تكن تعتقد ان النبش عن الماضي يمكن ان يكون جميلآ هكذا ...
وان حكايات الامس تسرد امامها في صورته الصامته ..
لقد كشفها هو .. فلم لم يخبرها بأنه فارسي الصغير .. فارسي الرجل الذي تقاوى على ظروفي
و حلق بي بأمان ..

اهو مطلق هذا الشاب الصغير .. اهو هذا حقآ من انقذني يومآ وانا اصعد في جبل الضباب ..
اتبع هوى طفولي عابث ..

اهو مطلق ذلك الشاب الذي حملني على ظهره .. اهو من لمسني في الحالتين ..
اكان معي على الدوام .. يرافقني ..

ياقلبي لاتفر من صدري ركضآ ورائه.
ياقلبي .. لا تنفطر من حبه الذي فاض منك ..


لم تتوقع وهي تفرغ حقيبتها الصغيره .. التي خبأت فيها ألبوم صوره طيله الوقت ..
كانت معها .. تحمله في ضيقها وفي فرجها .. لم تنسى ذلك اليوم التي اخذتها من والدته ..

بكت بشوق لرؤيته و الاعتراف له .. بل توبيخه .. كيف يفعل بها هذا ؟
كيف يفعل .. ؟ يا له من رجل مكابر ..
كيف تهون عليه وهي تعيد شريط الذكريات و تدعو لصاحب كان معها ..
بل ملاصقآ لها ..

امسكت صورته .. و ركضت لجوالها ..
لاتطيق صبرآ في مكالمته و اخباره بالسر الذي احتفظ به لنفسه ..
ستفضحه .. ستخبر الجميع .. اولهم نجمه .. واخرهم سعود ..
ستعلم الجميع عن منقذها .. الذي كابد ظروف صعبه لانقاذها ..
ستحكي قصتها بنشوه الفخر ..و بلاخوف ..

انتظرت وقد شعرت بحركه طفلها داخل احشائها .. لكنها لم تبالي
شوقها لسماع صوته هو كل مافيها .. لكن الانتظار لم يحل سوى بالصمت من الطرفين ...

تنهدت بخيبه وهي مازالت تضم تلك الصور التي لن تبعدها عنها ماعاشت ..
حتى ينقطع دابر الانغماس في المشاعر .. بصرخه تصاعدت في ارجاء البيت ..
وهزتها هي .. فتراكضت ناحيته بخوف .. واي خوف بعد زهو وصفاء ..
وكأن هزه ارضيه اصابتها هي لاغيرها ..

وقفت اعلى الدرج تنظر الى وفاء الباكيه .. وقد كانت في حاله غير مصدقه ..
وهي تعلو الصوت بالندب والنواح ..
: صار له حادث ... .. دقوا على رياض .. يمه ..
يمه .. الحقيني يا يمه ..

شعرت بالالم ينخر قلبها الذي كان يتراقص قبل قليل ..
نزلت تخطو بحذر .. وودها تغيب .. تختبأ ولاتسمع مكروه حل بأي احد قريب منها ..
مسكينه ياوفاء .. اهو ابنك .. نايف من اصابه المكروه .. من هو ذلك العليل .. ؟!!!

اقتربت منها وهي تحاول الفهم متجاهله النظر الى خالتها التي كانت في حاله صمت ..
و سألت بلهاث : مين اللي صار له حادث ؟
هلعت من منظر وفاء الحازمه ... وهي تبكي لتقول بصوت باكي والدموع تجد منحدرآ على وجنتيها ..
: مطلق ... مطلق .......................

وعتمه كالليل في وضح النهار ..
واخر العمر .. اخر العمر يحل في لحظه ولانعلمها ..
تسقط في قلوبنا ذعر .. ولانقنع الا بعد مضيها ..

لكن اخر العمر .. هل حل بمطلق ..
هل لامسه لتنتهي سنين حياته بسرعه هكذا ؟
اخر العمر الذي كان يبدو لنا منذ بعض ساعات لايزيد عن مجرد كلمات ليس اسهل المرء من ان ينطق بها
دون ان يحاول ان يفهم لها معنى .. فهي ابعد من ان يحاو ل الذهن مجرد تصورها ..
اخر العمر .. البعيد.. .. المجهول .. قد بلغناه في غمضه عين ...

يارب الطف بعبدك .. ويارب الطف بي ..
يارب لاتفجعني به ..
لا تفجعني به ..

تهاوت على الارض وهي تنشج بالبكاء .. وصوره مطلق الضاحكه في حلمها قد مرت عليها فجأه ..
و نظره حولها .. ولاترى سوى اشباح للحزن متوشحين بالسواد . ..

صرخت دواخلها بدون كلام ..
كفاكم شؤمآ .. وتطيرا بحاله ..
هو بخير .. هو بخير ..
للتو قبلني .. للتو لامسني .. للتو ودعني ...
ودعني .. اكان الاخير منه ........

مطلق .. ألم تخبرني بأنك لن تتركني ..
قلتها لي بالامس .. ستكون بجانبي .. ألم توعدني ؟
مالحل .. هل الجلوس والندب سيسكن قلبي ؟!!! ..
لن تسكن نفسي .ولن يهدأ لي يال ... ؟

همست لوفاء ..
: خلينا نروح نشوفه .. خلينا نروح ...
وفاء ومازالت تبكي ..
: رياض بيكلمني .. خلينا نصبر .. ان شاء الله يكون حادث بسيط ..
هزت رأسها وهي تعيد . ..
: ان شا ءالله .. ان شاء الله .

رمت بنظره لام مطلق التي تحولت الى تمثال .. تكثر من الاستغفار وهي تشد على مسبحتها
.. او ليست هذه لمطلق .. لم كل شيء حولي يحعلني اخاف بشده ..

اي صبر سوف يعتريها الان و هي تشعر بأن خليه في جسدها ترتجف .. لا تشعر بشيء حولها
الجميع في ذهول موجع يفطر الافئده ... وانتظار يفجر كل ذره احتمال لدى احد منهم ..


*****************************


تعثر في نزوله السريع من الدرجات متجاهل المصعد .. منذ ذلك الاتصال السريع
من طلال وقلبه مضطرب في نبضاته ... امعقول مايفكر فيه ؟!!!

دخل سيارته و وبيد مرتعشه يفكر في اي مكان يمكن ان يلجأ إليه ..
اجفله رنين جواله .. ليلتقطه بسرعه لاهثه ..
: نعم ..
كان الصمت جوابه .. و كأن طعنه في جوف فمه افقدته لغه الكلام ...
سقط الجوال من يده ليتدحرج اسفل قدميه .. ينظر للامام كالمصروع ..

اكان القدر اسرع مني ..
اهذا ما حدث .. ... ؟!!!
تهدل جسده على المعقد ويده وجدت ارتخاءه بائسه الى حضنه ..
وهو يحدق في الفراغ ... فراغ الكون في جوفه .. ولا شي يبعث الحياة فيه ..
غير مصدق ما سمع .. قاب قوسين قد اطبقت عليه وخنفت الانفاس الاخيره واعلنت النهايه مبكرآ ...

أين يذهب .. وماذا يفعل ؟
" مطلق " اهذه كلمتك الاخيره التي تنهي بها كل شيء ..
هل انا السبب ؟ اخبرني اريح قلبي .. قل لي هل انا السبب في مصابك ؟
هل كان يجب ان اقاوم مخاوفي ... ؟ هل يجب علي الان ان ارتاح ام اشقى طيله حياتي ؟

خرج من ذهوله بطرق مزعج كان على سيارته .. اشارات لم يفهمها .. سوى انه تدارك الوقت
بعاطفه مريعه اصابته ..
صديقه في غياهب المجهول ..
صديقه في امس حاجاته إليه الان ..

لم يعلم ان سرعته تلك هي نفسها تلك التي اودت بصاحبه من قبل ..
فلتكن .. فلتكن .. اذا كان هذا قدري فلتكن اذا ..
ارضى بقاءي بقربه ونحن اجداث ملقاه في القبور ولا انتمي لحياة ليس فيها .. واتوصم بالشقاء كنهايه بائسه ..

يسير كالشبح في اروقه متواصله .. يبحث .. يريد ان يصل .. ان يرى ...
ان يتدارك الوقت قبل ان يدركه صريعآ ...
حتى وقف .. ينظر بوجوم حول تلك الوجوه البائسه وقد اتشحت بحزن مكتوب بندب على وجوههم ..
قدم رياض نحوه و قد تحامل على نفسه الا يبكي ..
: دخلوه العمليات .. حالته ماتسر ياناصر .. ماتسر ..
بلع غصه جلعت فكيه يرتجف ..
وهمس بثقل : شفته ؟
سحبه ناحيه المقاعد القريبه والتي كان يجلس عليها خاله والذي كان يحدق في الفراغ ولايهتم بالقادمين ..
:الله يتلطف فيه ... ؟ الحادث كان صعب ياناصر .. ادعي له ..ادعي له ..
عاد الى صومعه الصمت و التزم كل واحد منهم مكانه و ألجم بالسكوت مجبرآ ليس خيارآ له ..

و بدأ الهرج والمرج من حوله ... وبدأ ضجيج يرتفع .. التفت حوله .. متسائلا
لم هم صامتون ؟الا يسمعون مااسمع ... !!
ام هو ضجيج لدي انا بمفردي ..
وفجأه شعر بأنه لم يعد يسمع شيئآ .. .لكن يرى مطلق من بعيد يتقرب نحوه بتلك الابتسامه
التي لايصنعها على شفتيه دائمآ ... فأ ابتسم .. ابتسامه صغيره يرد عليه بها ويعاتبه
بتخاطب افكارهم ..
: خوفتني عليك ؟
اجابه مطلق و مازال يمشي ناحيته ..
: انت دائما تخاف ماهي اول مره ... ممكن اكثر شيء يعيبك الخوف ياناصر ..
تغيرت ملامح مطلق ليسأل بلوم ..
: ليس ماقلت لي من قبل يا ناصر ؟
هتف ناصر بخوف : كنت بخبرك يا مطلق .. لكني ....
قاطعه : خفت !!! لازم تترك خوفك .. انت الشخص الوحيد اللي اثق فيه واعتمد عليه .
انت اخوي يا ناصر .. والاخ يغطي مكان اخوه في اي وقت ..

تأمله ناصر بأبتسامه هادئه .. وقد بدى المسير نحوه دهرآ .. متسائلا متى يصل .. !!
: متى ترجع ؟
مطلق : ما ادري .. ممكن ماارجع .. لا تخاف انا عارف انك الرجل المناسب في المكان المناسب ..
كان مازال يبتسم والطرقات تطول و تتغربل بأخرى... و هو يراه ولايراه .. شيئ ما اشبه بالضباب
لم يعد يبصر شيئ.. ولايفهم مالمعنى ... لكن يشعر بالحزن قد تسرب داخله .

عندما وقع على الارض متأثرآ بكل مااصابه قبل يومين و ما اصابه اليوم كفيلآ بموراته الثرى..
اصعب شيء الانتظار على عتبات الموت.. توقن ان النهايه ليس لها الاان تطرق بابك ..
ولكنك تتوارى عنها بإرادتك .. و تتجاهلها رغبه منك ..




ودي اشكي ويسمع العالم شكاي
ودي ابكي وانثر دموعي واصيح
مات خلي واصرخ واسمع صداي ..
صرت وحدي وناظري عنه يشيح ..

آآه يالي همسته كانت هواي
وآآه يالي بروحتك امشي واطيح
ابتسم واضحك و يغاليني بكاي
الغلا تحت الثرى ميت طريح
مات خلي زادت الدنيا بجفاي
والعواصف زلزلت قلبي الجريح
اذرف دموعي في صباحي وفي مساي
ما اذوق النوم وماني بمستريح ..


ضاق صدري حيل وضاقت بي قواي
ولا ذكرته اتلعثم ثم اصيح ...


ودي اشكي يسمع العالم شكاي
ودي ابكي وانثر دموعي واصيح ..


في لحظات الحزن لانستطيع ان نحجب انفسنا .. ولو شئنا ..


انتقص عداد الاحتمال وقد ضاقت حناجر الحياة ..
وعبث الحزن بمكنون الدنى .. حتى غاصوا فيه جميعآ ..
حتى اصبحت ارواحهم تنسكب في اجسادهم مكرهه ..
واجسادهم تسير في دجى الليل ضائعه ..
تعب استبد بهم... حتى صاروا يعشقون السبات الطويل ...
وعروقهم لم تجد نبضآ متواترآ فيها لتحيا بإنتظام ..


هزلت قواهم وهم يصمدون بشموخ ..
واي شموخ ينتحب بأنحناءه طويله .. ليذل على عتبات الرضوخ قريرآ ...

ذهول موجع في مساقط الالم ..
وارتباكات صبر نفذت خلاصته ...
وانتظار طويل .. ممل .. وماذا ننتظر ؟
فرجه للامل في ظلمات سحيقه ...
وهدى للطريق الفسيح لنعبره ..
اماني متناثره .. قد تجزأت بعضها والاخرى تحولت لرماد بعثره الهواء ..
ولااخريات ماتت بسهوله .. وبلا ادنى سبب ..

و ماكان سوى نهايه عاديه .. نهايه طبيبعه لمسرى الحياة .. لمجرى الطبيعه ومسار الكون
هكذا هي الحياة ... وقانون الدنى بما فيه .. ليس لنا ان نغيره ولو شئنا ...
لو بيدنا لتركنا بنو ادم يعيشون ابد الدهر ولقرت عيون احبائهم برؤيتهم ..
لكن بمشيئه من الله قد احتكم لنا الحياة التي يجب ان تكون
بحكمه منه .. فالحمدلله على كل حال كان بيد منه ...


**************************


اتعلمون عندما القلوب تنتفض جزعآ .. كطائر جريح يقاوم الالم ويأبى ان يعيش كسيرآ ..
لكنه في النهايه يموت ؟!!! نهايه قدريه محتمه كان لابد منها لتكمل دوره الحياة ..

مالحال عندما تتأهب لسماع كل شيء إلاكلمه واحده تخشى ان تنطقها .. وتبعدها عن افكارك جاهدآ ...
تترقب مابين الشتات والقرار على ارض الثبات ...
بنبض مرهف .. لاتكاد تلقط نفسآ طويلآ حتى يهدره الخوف بأسرع مايمكن ..
تزم شفتيها بتوبيخ .. كيف ستكون رده فعلها اذا رأته ؟
ستوبخه.. ستنهال عليه بالمواعظ والنصح .. لكنها تريد ان تراه فقط ..
تعود وترتعش وهي تخفيها بحرى الاشتياق لرؤيته بخير .. بأن يكون بخير هو فقط مايهمني ..
تقبض على هاتفها .. للحظه تتمناها .. هو ان تسمع صوته يطمأنها على حالته ..
تنهدت .. تنهيده هي مجموعه تناهيد .. صبر اوشك على الانتحار و خوف يتغنى مرحآ بداخلها
وامان خجول يطل و يختفي ...
كل الاعين تهرب من بعضها .. و كل الوجوه تختفي تحت رداء التأمل والانتظار ...

انطلق رنين هاتف وفاء .. لتجيب بدون صبر وقد تعلقت بها الابصار و الامال ..
: طمني .. ؟
:.................

وحينها زاد النحيب .. وانطلق الصراخ ..
وخلعت روح ليلى لمكان حيث يوجد مطلق .. حيث هو مسجى هناك ..
بعيد عن مرأى البصر .. قد شعرت بالعمى فجأه ..
وبأن انفاسها اللاهثه بالدعاء قد توقفت ..

يارب خذ من عمري واعطه اياه .. خذ بيده وألبسه العافيه ..
يارب انتقص من سنيني و زده على عمره سنين ..
يارب .. يارب ... يارب ..


تعلقت بيد القدر متوسله برجاء لايخيب من دعاه .. لكن افكارها البائسه همست ...

مالفائده ... ؟
لقد ذهب .. و رحل للابد .... ......... !!!!!
لقد أخلف وعده معك .. ذهب وتركك دون ان يودعك حتى ..

ألجمت بالصمت و عاندت تلك الرغبه في البقاء .. و جفت مدامعها .. ليحين وقت الرحيل ...

الصمت ... له مفردات كثيره ... ولكنه مايزال صمتآ .. يشقق جدران الكلمات ويعجزها امامه ..
والخوف .. مهما تعددت صوره .. فهو واضح .. مبصر ومتبصر .. سيد الكوابيس .. ينهال على صاحبه
حتى ينجيه الله برحمه منه ..

والباقي لم يعد له قيمه .. مالمشاعر .. عندما تحين لحظه الحسم ..
و مالترقب .. اذا لم يكن هناك شيء يترقبه وقد قطع شريط النهايه للتو ..

على ارصفه الحياة .. يضيع كل شيء في غمضه عين .. وتحين بعدها التفاته النجاه
ولكن لانعلم من ينجو ومن يغرق رويدآ رويدآ حتى يختفي ....

الفقد .. غربه ومواكب رحيل .. تنزع جزء من ارواح البشر و يفقدون فيها حلقات الوصل ..
ترميهم في في دوامه من البحث .. والبحث عن ماذا ؟
عن تلك الحلقه الضائعه ... فبعضهم يجدها والاخر يعجز ويسلم نفسه للقدر مستميتآ بهواه ..

لكن في النهايه لابد من الاقرار .. مالذي يجب ان نصدقه او لا ...
بعض الامور تنهال على عقولنا بما لايتحمل الضغط .. تكاد ادمغتنا ان تتحول الى صخور
من كثره التفكير فيها ..ولكن بسهوله يجب ان تقنع بها بلا ادنى تعب ..
وهكذا تسير الامور .. هكذا تسير؟ ..
خلاصه الحقائق والمفاهيم ..
" الحياة والموت رفيقان لاينفصلان " ..




لاتحزنوا ...

سيفتح الله بابـاً كنت تحسبه من شدة اليـأس لم يخلق بمفتاح .. !

دمتم بود آل ليلاس .. ألقاكم


**********************************

 
 

 

عرض البوم صور كبرياء الج ــرح   رد مع اقتباس
قديم 22-06-11, 08:25 AM   المشاركة رقم: 672
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2010
العضوية: 199529
المشاركات: 12
الجنس أنثى
معدل التقييم: ام راماا عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ام راماا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كبرياء الج ــرح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

بارت حزين من بدايته اتمنى من جد انه مطلق مايموت لان الروايه راح تفقد جمالها (من وجهة نظري)
اكره الروايات اللي نهايتها موت وخصوصا لوكان البطل لان الروايه في الاصل خيال فليش نحاول نربطها بالواقع يس بالموت
انتظر يوم الاربعاء بفارغ الصبر ....

 
 

 

عرض البوم صور ام راماا   رد مع اقتباس
قديم 22-06-11, 10:21 AM   المشاركة رقم: 673
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Oct 2008
العضوية: 102120
المشاركات: 4,485
الجنس أنثى
معدل التقييم: بنت المطــر عضو جوهرة التقييمبنت المطــر عضو جوهرة التقييمبنت المطــر عضو جوهرة التقييمبنت المطــر عضو جوهرة التقييمبنت المطــر عضو جوهرة التقييمبنت المطــر عضو جوهرة التقييمبنت المطــر عضو جوهرة التقييمبنت المطــر عضو جوهرة التقييمبنت المطــر عضو جوهرة التقييمبنت المطــر عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1370

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بنت المطــر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كبرياء الج ــرح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

يرضيس يا كبرياء دموعي تهل <<<<هلت دموعي ونبشتي ذكرى مريره الله يسامحس

لا تنهينها بشكل حزين خلي مطلق يشوف براءة ليلى ويذبح فاتن الكلبه
وسعود يتهنى مع نجمه وناصر يتزوج ويجيه قبيله من العيال مع وداده

 
 

 

عرض البوم صور بنت المطــر   رد مع اقتباس
قديم 22-06-11, 11:43 AM   المشاركة رقم: 674
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 82938
المشاركات: 8
الجنس أنثى
معدل التقييم: ANHAL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ANHAL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كبرياء الج ــرح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

مرحبا كبرياء انا متابعة روايتك من زمان لكن اول مرة اكتب رد
تسلم ايدك ع الرواية اكثر من رااااااائعة ومااقدر اوفيها بالكلام
وبارت اليوم حزين والله لكن بلاش الله يخليك من النهايات الحزينة
بلاها موت مطلق لانه افضل شخصية عندي بالرواية واظن عند ناس كتير
تسلم ايدك حبيبتي والله يوفقك دائما

 
 

 

عرض البوم صور ANHAL   رد مع اقتباس
قديم 22-06-11, 03:03 PM   المشاركة رقم: 675
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 208200
المشاركات: 90
الجنس أنثى
معدل التقييم: sweetmimi عضو له عدد لاباس به من النقاطsweetmimi عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 110

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
sweetmimi غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كبرياء الج ــرح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

سلام عليكم كبرياء

انا متابعة لك منذ البداية لكني لم اكتب اي تعليق لسبب واحد الا وهو ان الصمت في حرم الجمال جمال

رائعة بجميع المقاييس دوما نرحل معك في عالم من المشاعر والاحاسيس ونعيش مع ابطالك بجميع حالاتهم وفققك الله وسلمت يمناك لما تخطينه

بارت محزن بجميع المقاييس واعلم ان النهاية قد اشرفت فلم يبق الكثير
حزنت كثيرا على مطلق وليلى وناصر لكني اعلم جيدا بأنك لن تتركي شيئا معلقا فبالتأكيد مطلق لن يموت وهو غير راض عن ليلى او انه لن يعلم ببرائتها وبالمقابل اعط ليلى الفرصة لتعيش بسلام بعد طول صراع وعذاب ومعاناة ( تكفييييييين)
اكتئبت كثيرا لكني عندما قرأت الجملة الختامية شعرت بأنها مفتاح الفرج والامل للجميع

دمت بود والله يصبرنا للاربعاء

 
 

 

عرض البوم صور sweetmimi   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الجزء 44 ص127, روايتي الاولى ، مالي اراك عصي الدمع ، شيمتك الصبر ، كبرياء الج ـرح
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t142674.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 13-04-17 01:15 PM
ظ‚طµط© ظ…ظƒطھظ…ظ„ط© ظ…ط§ ظ„ظٹ ط£ط±ط§ظƒ ط¹طµظٹ ط§ظ„ط¯ظ…ط¹ This thread Refback 02-08-14 02:37 PM


الساعة الآن 09:54 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية