لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-03-11, 10:57 AM   المشاركة رقم: 491
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ع ــاشقة بلا ح ــبيب


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 68444
المشاركات: 1,542
الجنس أنثى
معدل التقييم: Queen of the feeling عضو له عدد لاباس به من النقاطQueen of the feeling عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 116

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Queen of the feeling غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كبرياء الج ــرح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 



هنا مقر الإبداع .. ونهاياته ..

أرفع راية الصمت إحتراماً .. فككل الكلمات لا تعبر .. ولا تفي ..


كبريااء .. ملتقى الإبداع..

بجانبكِ .. مهما بلغ المدى اتساعاً ..

 
 

 

عرض البوم صور Queen of the feeling   رد مع اقتباس
قديم 01-03-11, 01:10 PM   المشاركة رقم: 492
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jan 2011
العضوية: 210894
المشاركات: 4
الجنس أنثى
معدل التقييم: أميرة بلا إمارة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أميرة بلا إمارة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كبرياء الج ــرح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

أهلين وسهلين أخت كبريا
أشلونج عساج طيبة
بصراحة بارت طويل وأحداث جدا رائعة خصوصا بين مطلق وليلى
وياليت اتركزي على نجمة وسعود لان شخصية نجمة وايد تعجبني


ودمتي بودِ

 
 

 

عرض البوم صور أميرة بلا إمارة   رد مع اقتباس
قديم 02-03-11, 01:28 AM   المشاركة رقم: 493
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة الكلام العذب


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 172238
المشاركات: 902
الجنس أنثى
معدل التقييم: كبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 233

االدولة
البلدUnited_States
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كبرياء الج ــرح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كبرياء الج ــرح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 


صباحكم روعه ..
صباحكم رضى من الرحمن ..


جئتكم في غير موعدي ..

احبتي في الله ...
سعادتي لاتوصف و يارب لك الحمد والشكر حتى ترضى..
الحمدلله على كل حال ..
الحمدلله الذي جعل بعد العسر يسرا ..

للتو انهيت اتصالي .. مع صديقتي
ضحكت فإ بتسمت الحياة مجددا ..
يارب اسألك ان تجعل الضحكه على شفاهها دوما ..
.. مهما كانت اعباء الصداقه ..فعندما تكون من القلب محبه في الله ..
فإن جانبا من الحياة يشرق ... ويسطع بريقه في دنيا لم تعد معالمها معروفه ..


إليكم البارت بعد الفاصل

 
 

 

عرض البوم صور كبرياء الج ــرح   رد مع اقتباس
قديم 02-03-11, 01:31 AM   المشاركة رقم: 494
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة الكلام العذب


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 172238
المشاركات: 902
الجنس أنثى
معدل التقييم: كبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 233

االدولة
البلدUnited_States
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كبرياء الج ــرح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كبرياء الج ــرح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 




البارت السادس والثلاثين :



في صباح اليوم التالي .... يوم الثلاثاء ...
اسرعت السياره مبتعده عن ديارها ... والصوره الاخير التي تراها في انعاكاسات المرآه
هو اخيها الواقف خلفها وفي عينيه انكسارات كثيره صعبه النطق .. كالذي بجانبها ..
كتله من الاسلاك الالكترونيه تسير طريقته في التعامل .. وتجعله لايفرق عن آله صماء تحاكي الحقيقه ..
انقلاب يتبعه صخب وانقلاب وثوره لا تعرف لها كلمات مناسبه ..
كل الاحداث تتوالى .. لم تعد تفرغ لتفكر بنفسها لبرهه ..
او لم تعد تريد ان تفكر وتطلع بإستنتاج يخيب امالها ..
خائفه ياحظ ان تكشر في وجهي بطريقه مأساويه تقتلني هذه المره ؟
خائفه ان تغتالني براءتي و تهدر ماتبقى لدي من كل شيء .. كرامه وحب و حياة بدأت تخطو للخلف متراجعه ، نادمه .
خائفه من بدايه خاطئه .. وقرار خاطئ .. ودقات قلب نبضت في مكان خاطئ .. ولشخص خاطئ ..
خرجت اهه طويله من بين اضلعها .. وكل ماحدث لها يسير بدون ترتيب و يقفز امام ناظريها بعشوائيه ..
هي ام مطلق ام ناصرونجمه ام سلوى الحائره في امر امها المتعنته ..
ام حال دنيا ابت ان تفهمها ..
و آآآآه ياحال ..تتغير من سيء الى أسؤا الاحوال ..

اسندت رأسها على مقعدها وارتخت اعصابها المشدوده .. من كل شيء صار ..
تلك الرحله الى المزرعه عادت بعواقب سيئه وكأنها معاقبه على الاسترخاء و الهدوء ..
اتحفها سعود واخيرا بالخبر القاتل ... لقد فجر السر المؤقت بزمن مهدور ...
ادركت صداقتها وهي على شفير الانهيار .. لكن رياح الجفاف قد كانت اسرع منها ..
آآه ياسعود .. ماذا فعلت بي ؟ اغمضت عيناها في اعصار من اللحظات العاصفه ..
انتظر يومآ كامل ليخبرها .. يوم كامل ليفتت عناقيد الامل و يحطمها بسهوله ..
حتى خطت بخطوات سريعه متجاهله كل شيء حتى زياره بعد اذان العشاء ...
الى بيت صديقتها تلتمس عذرا .. بأن تسامحها

اخفت نجمه وتجاهلت .. الى متى كانت ستحتفظ بشي تعتقد هي الوحيده انه مجرد سر ؟
ليلى بإدعاء عن ام نجمه وهي تسلم عليها ..
: السموحه ياخالتي جيتكم في وقت مثل هذا.. لكن كان ودي اجلس مع نجمه قبل مااراجع ..
نجمه بشهقه : ليلى ..بترجعين ...؟ ليش يادبه كنت خليك حردانه عندنا شوي ..
ضربتها ليلى وقالت لامها : شفتي ياخالتي .. ؟ تبيني اقعد قدامها طول عمري ..
ام نجمه بنظره لها معنى لبنتها ...: الله يحيك يابنتي في اي وقت .. وصويحبتك ماعليك منها
ماتقول هالكلام من قلبها ..
نجمه بإستخفاف : إلا اقوله من قلبي ...ياقرده خليك من زوجك واقعدي هنا ..
ليلى بإبتسامه ذات مغزى : وقت تتزوجين وتعيشين مع زوجك بتعرفين ليش مااقدر اقعد هنا ..
تركتهم ام نجمه .. فسحبتها نجمه لغرفتها ... خافت الانتظار والتراخي كما خافت شراسه الاستعجال .
قالت بأسى كبير وبدون مقدمات : اسفه يانجمه على اللي صار بينك وبين سعود..
نجمه وهي تتأمل ملامح صاحبتها وتخاف ان تدرك الكدر في معالم صامته ..
قالت : مو انتي اللي لازم يعتذر ..
ليلى بنفس النبره الحزينه الضائعه : لايروح تفكيرك بعيد ...سعود مايقصد يهينك لا والله .. هو قال لي كل شي من البدايه .. قصده خير والله ..
وتألمت تلك ..بل زراها الالم كضيف غثيث لا يقدر اي شيء ..
ماكانت تخافه .. سطع في وجهها كالشمس الحارقه ..
صديقتها كانت تعلم ولم تخبرها ... كانت تخفي عني مالااستطيع انا ان اتحملها عنها ..
كانت تحبك مع اخيها قصه شيقه وتبرزها في المقدمه ..
لم تختفي تلك الدموع بل ظهرت بسرعه ..فكبحتها وقالت بإبتسامه باهته..
: لاتذكرين شيء وانتي بتودعيني ...خليني غافله عن اشياء كثيره علشان ماانجرح ..ولا اجرحك .
ليلى بحزن ودموع بدأت تتجمع في عيونها ..
: سامحيني والله نيتي خير ... اصلا انا قلت له عنك من زمان ..انتي نصيب سعود ..
قامت بإنزعاج غير قادره على التماسك ..
: ليش ياليلى ... ترضينها لنفسك ولا لاخواتك ؟ ليش ماخبرتيني ساعتها ؟
ليش ماقلتي لي ولو بالاشاره .. سعود مايصلح لك ولاانتي ماتصلحين لسعود .. كنت رفضت
والله كنت رفضت وما زعلت من احد .

بنفس النبره الحزينه الباكيه ..: نجمه والله مادريت الا قبل الملكه بيوم ... لاتلوميني الله يخليك ..
باغتتها الدموع واستحلت جزءا كبيرا من عينيها ...وابت ان تتكلم وهي مصدومه .. مقطوعه الوصل
ومهجوره بعيدا عن كل شيء ..لا اخ يفهمها او صديقه مخلصه صارحتها في الوقت المناسب
ولا زوج تستند عليه بدون شكوك او ريبه ..
بهدوء و خيبه : هنت عليك ياليلى..
ليلى وهي تمسك يدها وتعيد بحراره كلماتها ومشاعرها ..
: نجمه .. ماهنتي علي والله .. علشان خوفي عليك ماقلت لك .. اللي سواه جدي خوف عليك وعلى
سعود من كلام الناس .. الناس ماترحم والله بتاكل وجهك قبل عرضك ..
صرخت بحده تاركه يد ليلى تنتفض ...
: ماعلي من الناس .. علي من اللي بيوقف في وجهي في بيت واحد ..يطالعني وهو ماهو طايقني
.. اخوك مايبيني .. حتى لو يبي انا ماعاد ابغاه ... عفتكم كلكم يابيت الشيخ ..
كلكم.. كلكم .. ياعيال عزيز السلطان ..
زفرت بها كلمات حاده مع انفاس قاطعه توشك ان تحرق وجه ليلى ... بعيون دامعه حمراء مفرطه القسوه
تراجعت ليلى للخلف بصدمه لرده فعل لم تكن تعتقدها ابدا منها ..
: ماكنت اظنك يوم بتصيرين كذا .. عمري ما تخيلتك غير نجمه اللي اعرفها .. سامحيني يانجمه
لاني احبك و اتمنى لك الخير سكت ..لاني عرفت ان هذا الصحيح سكت عنك ...
سامحيني وسامحي اخوي وبيت الشيخ على قولتك .. اذا قررت في يوم تنهين كل شيء ..

وغادرت سقمآ في وضع آثم .. مزري .. اقتحمته افكار سوداء غابره ..
تركت خيوط مدلاه من بعض امل و بعضها تساقط المآ وخوفآ وضياعآ ..
تأوهت للمره الثانيه ... وهي تتابع خطوط صفراء تلك التي توضع على ناصيه الطريق ..
بسرعه تمر ولاتحصيها ,, وهي تريد ان تفعل لتبتعد عن كل شيء حولها واوله من يجلس
قربها .. والذي قاربت ان تجزم انه ذلك المدعو بالسائق الالكتروني ..

وتابعت نقاشها البارد لليله بارده مضت بوهن . ..
الذي لم تستفد منه سوى تقدير المزيد من العذاب والندم و موجآ كاسحا من الدموع ..
ارتمت في حضن اخوها ما إن رأها متعثره الخطى ..
: اشفيك ياليلى ؟ لايكون معنده على الطلاق ؟ اذا تبيه من الله .. وراها قبيله بنات يسدون عين الشمس ..
رفعت رأسها لتنساب دمعتها بسهوله ..:
: اياك تطلقها ... اياك ياسعود . .. حاول بكل الطرق لكن اما الطلاق لا ..
مسحت دمعتها واعقبت: الله العالم ان مقصدي خير من كل شيء ..
سعود ينفخ نفسا بارد : يعني انا اللي كنت قاصد ... الله يقطع ابليس اللي وداني في طريق عمري مامشيته .
رجعت تبكي بصوت مكتوم .. فحضنها سعود ..محاول تهدأتها ...
: مغصوبه والله .. لاني ابي رضاكم انغصبت على السكوت ..لكن الحين ماادري ايش اسوي ..
سعود بهدوء : خلاص ياليلى.. ماهي نهايه العالم .. اللي صار صار .. ان شاء الله بكره ربي يحلها من عنده ..
ليلى : وانا كيف اصبر .. احس بالندم ..ما اقدر امشي وقلبي متردد للحال ياخوي .
سعود : وليش تندمين ؟
ليلى بيأس : بعد كل اللي صار ماتبيني اندم ... خايفه من بكره ..ومصدومه من الحال ..
سعود : هونيها تهون وانا اخوك .. وتفاءلي خير ان شاء الله تلاقينه ..

انقطع حوارهم .. بنحنحه قريبه كانت لمطلق .. سلم عليهم ..
ناظر دموعها بصمت ... مسحتها بسرعه ودخلت البيت دون ترد حتى على سلامه ..


مالكم يا معشر الرجال ...لايهنآ لكم بال و لاتهدآ لكم سريره من سرائر انفسكم الغريبه الا برؤيه
دموع انثى مقهوره او بقايا امل منثوره ...
ما لكم لاتحسنون عشرة بل تحيكون ضغائن او مشاعر مسمومه خفيه ..؟
حتى الاصم بقربي يستشعر مشاعري بإحساس عميق وانت لاتدرك شيئا ...
من تلك الرحله التي جزمت انها اصابت الجميع بمس شيطاني والعياذ بالله ..
الكل انتفض و اهتدى لطريق اسود ..غريب ..

مطلق .. شخصآ متحرك.. بائس عاد ... ليس ذاك من كان ينثر الابتسامات والضحك من قبل
كان وجهه بلا الوان ولاملامح مدلوله .. صمت و بياض ناصع لدرجه العمى ..
وحتى في تلك الدقائق السريعه المجنونه المحمومه بالمشاعر ... تناست بسهوله .. وكأنها نزوه
و تسرع وصدى لرغبات جسد فقط ..
هل تردد في وضعيه زواجنا وادركه الضمير بأخطاء متكرره ؟ وشعر بالندم لعودتي معه ..
هل اخطآ في اتخاذ قراره ... الم يعد يريد تلك العوده الحميده المبغوضه
هل تراجع عن وعده .. هل قرر انه لن يستطيع الصبر ولا المساومه معي ..
هل وهل ..وهل ...

آآه كم عدت اكره نفسي مع كل الذي يدور بداخلي ...اصبحت اشك حتى فيها
وهو لايساعدني ابدآ ... سأعلل غيابه الحاضر .,,بإنشغاله بأهله و شركته واموره الخاصه
كما ادعى وهو يخطفني في عجاله من بين اهلي ... سأصبر وارى ..
وارجو ان صبري ينمو ليصبح شجره كبيره مثمره .. غدآ او بعد غدا اجني ثماره ...




**************************




بلغه تأوهاتها الحاره من عمقها ... محتار ومكتوف اليدين ..
لايستطيع ان يفعل لها شيئا ... موجوع من نفسه ومنها ؟
بصمت على وجهه بذل لن ينساه في حياته ؟
سمعها .. سمع انتحابها لاخيها وشكواها التي غرست فيه جرحآ كبيرا ..
سمع كل كلمه قد اختالت بها على الالامه ..
تدعي انها مجروحه ... وانا رجل أأقبل ان اكون مجروحآ ؟
تدعي انها مجبوره .... وانا رجل مجبور على سد فيضان جارف بمفردي ؟
اي قوة املكها ؟ بل اي صبر لدي امتحنه ؟
شد على قبضه المقود .. واليد الاخر وجدت رأسه ليستريح عليها ونظره معلق في خط اسود طويل ..
وتلك اللحظات تسرق طعم اللذه التي عاشها معها لدقائق ..يسترجع ببؤس كلمات قد استرق السمع فيها .

تبكي بصوت مكتوم ...
: مغصوبه والله .. لاني ابي رضاكم انغصبت على السكوت ..لكن الحين ماادري ايش اسوي ..
سعود : خلاص ياليلى.. ماهي نهايه العالم .. اللي صار صار .. ان شاء الله بكره ربي يحلها من عنده ..
ليلى : وانا كيف اصبر .. احس بالندم ..ما اقدر امشي وقلبي متردد للوضع ياخوي .
سعود : وليش تندمين ؟
ليلى : بعد كل اللي صار ماتبيني اندم ... خايفه من بكره ..ومصدومه من الحال ..
سعود : هونيها تهون وانا اخوك .. وتفاءلي خير ان شاء الله تلاقينه ..
ودخل حينها ... لمح دموعها في عينيها .. و ادرك ان وقت الاستجواب قد انتهى
فلقد سمع كل شيء... والان هو ملزوم بالايفاء بوعده معها ليس اكثر .
سأل سعود يخفي ألم كلمات اخترق قلبه : وشفيها ليلى ؟
توتر سعود وقال : مافيها الا الخير ... دلع بنات . .. تعال اجلس وتقهوى معي .. قالت لي ليلى
انكم رايحين بكره ..
وحينها تحولت عينيه الى سواد مضمحل بكبرياء معجون بغلظه حزن لا يطيقه ...
عرف سبب دموعها فبطل عجبه وقنع ...


تنهد بألم ... مغصوبه .. وندمانه .. و مصدومه .. والمزيد المزيد الذي يؤرق القلب والعقل ..
مجبوره من جدها واخيها على اتباعي ... لوعلمت قبل ان اطلق سراح وعودي .. لكنت عدت منصفآ معها
ولست خاسرآ ,, على الاقل .
ماذا تقول عني الان ؟ او ماذا اقول عن نفسي ..؟

مبهوت من كل شيء .. اخشى اني اصبحت دميه متحركه لاهواء انثى ... تسيرني كيفما شاءت
يالغبائي الشديد ... سرت خلفها حتى تريني ان الدواء والداء شبيهان ..
اتنتقم الان ...سرت خلفها بوعود رجل لايمكن ان اخلفها ...وغايتي هي ..هي من دون كل شيء ..

ماهي الا لحظات حتى عاد بها الى واقع كاد ينهيه ..صرخه محشوره اخترقت اذنه .....
ففتح عينيه على وسعها بصدمه ... متدارك في لحظات الفقد .. كل شيء ينتهي .. كل شيء ..
اما الان ام لاحقآ ... فمصيره النهايه ..



************************************************




بكت ...بكت .. بكت ... حتى خشيت على نفسها العمى ..
لا ليل مضى قرير العين .. ولا اشرقت لها شمس وديعه مسالمه ..
خطفت نظره من تجاويف باب صدآ ... وهي تراها قد تركتها وحيده ..
تركتها مع شروخ الم و تناهيد عذاب ... وكتمت نحيبها وهي ترسل نظره اخيره لها ..
استترت خلف الجدار ... ولكن تلك المشاعر الصادقه اين تخفيها ؟
لم يكن ذنبها ؟ وان كان فهي صديقتها .. واي ذنب ارتكبته سوى انها تسترت علي واخيها ..

خلاصه وفاء ومحبه سنين ..
و ثمره لم تجف او تذبل او يصيبها الخمول ..
آآه ياصديقتي ...
لم يكن بمقدوري ان انسى .. او اسامح وقتها ..
اعذري قلبي المتمرد .. واعذري عاطفتي الكاسحه التي تغلب على عقلي ..
لااستطيع ان افكر بأن ذلك من مصلحتي ...
ستعذرينني حتمآ ,,, لانك تعرفين دمي الحار اذا فار
كما اعرف قلبك الكبير و طيبتك ..
فــ همي والله عظيم ... و الحيره تجعلني مشتته مابين الصح والخطآ ..

خاطبت عقلها .. ماذا تريدين يانجمه ؟ هل تريدين قصه حب يتغنى بها الناس جميعآ
هل تطلبين مستحيل مضى اوانه ...
واي حال ستكونين عليه .. لايختلف عليه رجلان ياعزيزتي ...
ستبقين في منزل محاطه بأولاد و منشغله في تربيتهم .. فلايهم الرجل من يكون ؟
ارضي بسعود ودعي عنك الكبرياء ... فالصحيح هو مافعله ..
لم لا تقبلين كل شيء بسهوله و تنسين ؟

لكن قلبها تدخل ... اتقبلين بذل تعبرها نظره مهزومه ..
اترتضين لنفسك امتنان منه حتى الموت .. اي ارث ستدفعينه من كل هذا
انكسارت كرامه وانتغاص حياه كريمه ...

تنهدت بألم ... على صوت اخوها عبدالله ..
عبدالله بزيه العسكري : يابنت ..وشفيك تعالي سلمي ؟
قامت له بسرعه ..وعانقته بلهفه ..
: عبدالله .. يابعد قلبي .. واجهشت بالبكاء .. وهي تردد : اشتقنا لك ..
عبدالله ذلك الاخ الاوسط .. اسلوب جلف يحمي طيبه قلب كبيره لاخوته ..
: ليش تبكين ؟ ماهقيت كلها محبه ...
ضربت كتفه وهي تتركه .. و تملأعينها بنظره عميقه بإفتخار .. الزي نفسه يجلب الفخر
فكيف بمرتديه ؟ على الرغم ان عبدالله نحيف .. وطويل .. ويحمل نفس ملامح نجمه الا لون بشرته
الداكنه بحكم عمله .. وعينيه السوادء ... إلا انها تشوفه احلى عسكري في العالم ..
: والله اني احبك يادب .. اصلا من تلاقي وحده زيي تعطيك وجه ..
عبدالله بإبتسامه : والله فيه اللي احسن من وجهك ... اقبل على امه المتعثره في جلابيتها
تسوق الخطآ لتشم رائحه وليدها الحبيب ...
: هلا يمه ... هلا فيك يالغالي .. طولت علينا عساني مابكيك يابعد عمري ..
نجمه بضحكه : مادام فيها الغالي ... و بعد عمري .. لاوالله رحنا وطي ..
عبدالله هويلف يده حول امه ..
: كيف ياالغاليه ... السموحه .. ماقدرت اجيكم بدري ..
طل في اخته وقال بإبتسامه : مبروك يانجمه .. وامسحيها في وجهي يااختي .. طول الفتره كنت معاقب انفرداي ..
على العموم قدرت اكلم صالح واتفاهم معه قبل الملكه ..
نجمه بقهر : انا والله اللي قايلته من قبل .. اعنبوا ابليسك اركد .. مدوخ هالمساكين معك
والله الفضل لله ثم لهم مااعطوك شلوت وطيروك ..
ام نجمه : فال الله ولا فالك ... ولدي مافي اعقل منه لكنهم اكيد مترصدين له ..
ضحك عبدالله ورفع حواجبه بغرور ..
فقالت نجمه بقهر : ايه .. ماكبر راسه الا من هالحكي .. المهم انت ياحبيب امك ..
جبت هدايا تسر الخاطر .. ولا جيت بخشتك ذي وبس .
عبدالله وهويجلس : خليتها عند الباب ...
ركضت نجمه .. تاركه امها و عبدالله يتكلمون ..
دخلت الاغراض الكثيره بصعوبه ..
فسمعته يسأل امه : متى مشى صالح ؟
نجمه : اليوم الفجر .. توكل .... طلعت ملابس كثيره .. و قفزت تتصنع الفرح وقلبها ينتحب ..
عدم قدره على التمثيل ..فهي لاتجيده ..
طلعت جوال بكاميرا لونه زهري ... و بحلقت فيه بدون تصديق ..
سألته : لمين هذا ؟
ابتسم لها وقال : شوفي التعليقه اللي عليه وبتعرفين ؟
التعليقه عباره عن نجمه بيضاء كبيره ... وحولها نجوم صغيره بيضاء ..
صرخت بفرحه وقالت : وناسه تسلم لي ياخوي ..اخيرا تحقق الحلم .. بروح اتفشخر به عند ليلى ..
خلاص ولت ايام العنيد و جوال الكشافه ...
كانت بتخطو خطوه .. فذكرتها امها ..
: اركدي وانا امك ..الهديه طيرت عقلك ..ليلى توكلت على الله وراحت مع زوجها ..
عبدالله : ايه صح ... شفت سعود برى وخبرني .. يالله خيرها في غيرها .. عندك الدبه سلوى والملسونه هند .
ابتسمت بالغصب وقالت : لاتسمعك سلوى .. والله تطبخك على نار هاديه ..
عبدالله بضحكه : ماعلي منك ولامنها ... وكل مااشوفها بقولها الدبه ..
ام نجمه بعتب : عيب وانا امك .. ايام كنتم بزران تقولها كذا ... الحين البنت صبيه و يجيها خطاب من كل ديره .
امتعضت ملامحه وقال : الله يوفقها .. يالله يمه ..بروح اغير ملابسي .. وارجع ودي في ذاك الفطور
من تحت يدينك ياالغاليه ...
ام نجمه : روح يمه ... وابشر باللي تبيه .
ناظر نجمه وهي تقلب في ملابسها وتطلع كل شيء لوحده تجربه على جسمها وترجعه ..
صامته على غير عادتها .. تعمل بآليه وتداري غصه وقفت ومنعتها من الكلام ..
جميله تلك الهدايا ورائعه .. لكن اين المسره في كل هذا وقلبي يتألم ؟



****************************************




تعالى صوت الفرامل ... ليخترق الصمت بحده ..ويقطع السكون بفوضويه ..
سيطره فعليه صعبه على أله متحركه تسير بسرعه .. ومع شخص شارد ..
تجاهل صوت بجانبه ... اغمض عيونه رغم الغضب .. رغم القهر .. من نفسه
في لحظه كاد ينهي حياته وحياتها ... راقب الناقه المهجوره وهي تقطع الشارع
و تنهد براحه ممزوجه بعتب .. و ناظرها يطمن عليها ... كانت منحنيه على نفسها
دون اصدار اي صوت ... وقتها شعر بقلبه يقفز من مكانه .. نابض بخوف لاول مره يشعر به نحوها ..
سأل وهو ينحني ناحيتها : ليلى .. انتي بخير ؟
طلع صوتها مكتوم : مافيني شيء .. ..
رفعت راسها .. وكملت بصعوبه : الحمدلله جات سليمه .. انت بخير ؟
تنهد وهو يرفع الغطا عن وجهها .. رغم اعتراضها ..
وجهها احمر ومتعرقه ...واعلى جبينها .. كدمه مزرقه منتفخه .. تأكد ان الصوت كان صارد من ارتطامها
بالزجاج جنبها ...
قال بقهر وهو يشير لوجهها : وهذا اللي فيك وتقولين مافيني شيء ... اقسم بالله انك ترفعين الضغط .
حرك السياره يبعدها عن منتصف الطريق .. وطلع وقفل الباب بغضب ..
بالفعل الكدمه مؤلمه .. رغم بساطتها .. تحس بصداع من اثرها
راقبت انفعاله وسكتت مجبره .. عيونها زائغه من الالم ..
فتح الباب من جهتها .. و اقترب منها وسأل : ايش تحسين فيه ؟
اخذ منديل من طرفها ... ومسح وجهها ... بينما رأسها على المقعد ..
تتنفس ببطء .. قالت بإبتسامه شاحبه وهي تراقب انفعالاته المبالغه : ليش زعلان ؟
زفر بحده وهو يحدق في موقع الكدمه : الحين اسألك ايش تحسين فيه ؟ تقولين ليش زعلان ؟

لمعت دموع في عينيها ... دموع ألم من خشونته الواضحه
و تلك المتكوره اعلى رأسها تزيد من الضغط عليها وتحرج صبرها امامه ..
جاوبته ببرود : انا بخير ..لاتخاف ...

مسح على وجهه وتعوذ من الشيطان .. ونظر لها بحنان ..رغم الغضب المشتعل فيه عينيه ..
قال : تسألين ليش زعلان ..بغينا نروح فيها .. وبعدين ليش مالبستي حزام الامان ؟ يعني لازم تزيدنها
علي ... ؟
عقبت على كلامه : اللي ماخذ عقلك ..؟!!
تنفس بعمق وتجاهل كلامها ..كان اي كلمه تأتي في باله يقولها بلا تردد ..
يعاتبها ويمزق حنانه بكل شراسه ويعود ويرأف قلبه لها .. كان يتكلم لمجرد العتب ..
الحنق ..القهر والغضب .. و الانفعال من كل شيء حوله ..واولها هي .

ربط حزام الامان بسرعه ... وقال : اذا حسيت بأي شيء ؟ قولي لاتسكتين ؟
ابتسمت وعيناها مغمضه ... لمس خدها بنعومه و رسم ابتسامه مجبره ... ففتحتها على الفور
: لاتنامين ... خليك معي .. كلميني ؟
همست بتوتر : انت مشغول بأفكارك ؟ خليني انام احس اني تعبانه ؟

ضبط شماغه بدون مبالاه رغم احتجاج قلبه .. لو تعلم بأنها هي من تشغل تفكيري
كان يريد ان يهزها حتى توقن انها هي من كانت ستصبح سببآ في نهايه حياتهم ..

لكه قال ببرود : على راحتك ... المهم اذا حسيت في شيء خبريني ؟ اغلق الباب و رجع مكانه
يسير بشكل عادي ... تلك الفاصله .. بعدها فاصله .. وتظن ان النقطه تأتي في النهايه
وتبدأ مثل المعاناه ولا تنتهي ..

تجاهلها .. كانت تظن انه سيعانقها ليطفئ الالم .. و يحتوي حزنها ..
كانت تظن انه سيقول .. سلامتك من كل شر .. او ضمه مطمئن ..
كانت سترى الخوف في ملامح جاده .. واحتواء حقيقي ..
آآه ياالم رأسي ..واآآآواه يا قلبي ..
آآه يانوم اسرق لحظه تعلقي بك وخذني اليك .. ارجوك
دثرني ببلاده لا اكون فيها متأمله في عالمه الحجري ..
آآه يانوم .. اطفئ غضبي .. و ارمني في متاهات حلمك و اضعني هناك
ماعدت اقوى انك اكون متكامله .. ومتيقظه ...
رحب النوم بها ... فاتح ذراعيه لها دون سواه .. من يسرق لها نظره حريصه من بين الفينه والاخرى
حريصا كل الحرص .. ان يعيدها سالمه .. مثلما اخذها .. فتلك غايته الان .
متجنبآ كل شيء الان ...



************************************


جلست سمر بعيون ناعسه جنب امها في بيت الشعر .. شربت القهوه على مضض ..
كشرت وهي ترجع الفنجان : يارب لك الحمد .. ويش هذا ؟ خديجه حسبي الله على ابليسك
ايش هالقهوه معك ..
ام مطلق وهي متوسده جبنها ..قالت : بدل ماتسبين قهوتها روح تعلمي وسويها ..
تنهدت سمر وقالت : الله يالدنيا ياام مطلق ... وينك ياليلى ..؟
عبست ام مطلق تمنع دمعه نازحه .. نطف قلبها برؤيتهم من جديد مع بعضهم
تدعو لهم كل يوم ليرجعون سالمين .. تنتظر وعيناها على سدة الباب ...
سمر بحزن : يمه .. ايش صاير بين مطلق وليلى ؟
ام مطلق : مافيه الا كل خير ..
جلست مبتهله وهي تتابع بعيناها عجلات قريبه منها ..
سمر بقهر : والله يايمه ... ماظنتي السالفه بينهم بسيطه ..
ام مطلق وهي تقوم بصعوبه : قومي وارحبي بااخوك ..
سمر : يمه .. اسم الله عليك وشفيك ..؟ وقفت مع امها .. وخافت لدرجه انه خيالاتها جمح بعيدا عن الواقع
حيث قصص تفطر الفؤاد عن امهات يفقدون ابنائهم ويتصورون خيالاتهم امامهم ..
ام مطلق بإبتسامه اخفت كل العبوس .. متهلله الوجه مشرقه ..
قالت والسياره توقف في مكانها : جاء الغالي .. ياعساني ماذوق حزنه ..
طالعت سمر بهلع .. وفجأه صرخت بفرحه كبيره وهي تشوفه ...
سبقت امها .. وهي تستقبله ..
ابتسم مطلق في السياره وهو يشوف والدته ... وقال لليلى المتيقظه بصمت
: شوفي المهبوله ..؟ شعرها يكفي ..علشان الواحد يهج ...
ضحكت ليلى .. وانسلت خارجه معه ...استقبل اخته بالاحضان وتركها ليرمي نفسه في احضان غيره
سمر وهي تحضن ليلى : ليلوه يالقاطعه .. اعنبوا شرك مافيك خير .. دقي اسألي .. طمنينا ؟
ليلى بإبتسامه : خلينا اخذ فتره نقاهه منك شوي ..
ضربتها سمر بموده وقالت : مقبوله .. لكن والله لك وحشه .. اشتقنا لكم ..اثاريكم فالينها معك بعض
واحنا هنا ننتظر على احر من الجمر ...
ابتسمت ليلى وهي تتابع بناظريها .. ذلك الالتصاق الامومي .. لايدري اي موضع يقبله
كتفيها ام ذراعيها ,,خديها ..رأسها المبارك ... ام كفيها ..
اقتربت تنتظر شحنه اللقاء ان تنتهي ..
مطلق بمحبه : سامحيني يايمه .. سامحيني ..
ام مطلق بغصه دموع : ماسويت شيء ياوليدي اسامحك عليه ... ربي يرضى عنك ..
اعادها بلهفه واحتياج : قوليها يايمه وسامحيني ..
قبلت خده و قالت : مسامح ياوليدي .. عسى يومي قبل يومك ..
دمعت عينا ليلى ..وقتها ..لاتعلم لم ؟
اهو احتياج عميق لامها وشوق النفس التواقه لحضن دانه الدنيا ..
ام هو وحشه للتي امامها ..ام هو حراره الموقف وشجن العاطفه الصادقه التي لايشوبها شائبه ..
شعرت بالاسف و الحزن لانها سبب في ذلك الفراق القصير الذي لم يكن بيدها ؟

دفنت نفسها في احضان ام مطلق ... ومطلق مبعد النظر .. يصد بظهره متشاغل بضبط شماغه ..
لكن الحقيقه ..لايريد ان يرى احد طفلا راكضا لاهفا لامه وضحت صورته في عينيه ..
و يقرأ مشاعر قد اتسمت بشفافيه وصدق ...
ومن جهه اخرى .. احزنه نحيب تلك في احضان امه .. و تمنى لو بيده ان ينتحب ليريح بعضآ مما في قلبه .
سمر : والله انكم تحبون الافلام الهنديه .. شاروخان انت ومرتك ؟ ادخلوا البيت انشويت من الشمس ..
مطلق وهو يلف يده حولها : غريبه .. مع انك حاطه مضله على راسك ؟
سمر بضحكه لليلى : لا ..صرنا ننكت بعد ... ليلوه ايش سويت في اخوي ؟
ليلى وهي تمسك يد خالتها وتقول بإبتسامه : شوفيه مثل ماهو ..مافي شي تغير .

من بين السطور قد وضعت معنى واضح ... دست بين كلماتها .. مايفهمه هو ..
تفارقنا ..تصالحنا بعد خصام او تعاهدنا .. فأنت مثل ما أنت ..
ذلك الفضول في اكتشاق المزيد عنك .. مات بأسراره وخفاياه ..
إلتفت لها بإنتباه و كأنه مقتنع بكلامها ..
نزلت عباتها .. وجلست على الكنبه .. ويدها في يد ام مطلق ..
همست لها بود : عساكم بخير يابنتي ؟
جاوبتها بمثل الهمس : الحمدلله على كل حال .. تطمني ياخالتي امورنا تمام .
سمر بشهقه وهي تطالع في جبين ليلى..
: سلامات ياليلى ... ايش اللي صار لك ؟
تلمست ليلى الكدمه بألم وقالت : الله يسلمك .. بسيطه الحمدلله .. كـ ,,,
قاطعها مطلق وكأنه يوضح لها انه مايحتاج مبررات منها ..
: طلعت لنا ناقه في الطريق .. لولا ستر الله لكنا انقلبنا .. الحمدلله الذي لايحمد على مكروه سواه .
ام مطلق بخوف : بسم الله عليكم .. الحمدلله على سلامتكم يايمه ..
ليلى ومطلق بهدوء : الله يسلمك ان شاء الله .
ضحكت سمر وقالت : والله شكلك توحفه ... علامه الجوده ..
ليلى : لاتشمتين .. ترى بتجيك مثلها ..
وقف مطلق .. وقال : اسمحي لي ياامي .. بطلع اخذ شور وارتاح ..
ام مطلق : روح يايمه وخذ مرتك معك ارتاحوا ...
سمر بلقافه : وين تروح ؟ خليها شوي يامطلق ..
مطلق ببرود : شوفيها عندك لو تبي تقعد كيفها ...
ليلى بإبتسامه مرغمه ..تخالف توقعاته ..
: اسمحوا لي .. راسي والله مصدع ..شكل الضربه مأثر فيني .. باخذ حبوب وارتاح ..
سمر : اوووه منكم .. اشفيكم صرتم ثقال دم ..روحي لكن الوعد الليله يا هانم لاتنسين ..
ليلى وهي تلحق مطلق ..المستمع بإهتمام و المدعي بعكس ذلك ..تأشر لها بنعم ..


رمى بشماغه .. وفصخ ثوبه على السرير .. ودخل الحمام ..
لحقته ببطء .. حاسه بنزق وضيق .. وحر ..
شافت ملابسه فامتعضت من اسلوبه .. اخذتها وعلقتها في مكانها ..
و دورت لها شيء خفيفه ومريح .. طلعت لها بيجاما قطنيه زهري ..
جلست على السرير .. حاسه بتعب .. و صداع يفتك براسها ..
ضغطت على جانبيه بشده ..لعل الالم يخف ..
واسترخت على المخده ..فتذكرت اخوها ..وعدته تطمنه على وصولها
بالكاد وقفت .. طلعت جوالها .. و ظلت تكتب رساله حتى تصله ..
انتظرت حتى ارسلت الرساله .. ووصلت الجوال بالشاحن ..ورجعت مكانها تنتظر خروجه ..
اغمضت عيونها .. .. على طلعته ..

انتبه لها ..وهي نائمه على جانبها ومعطيه ظهرها له ..
قال والمنشفه على راسه : ليلى .. تبين الحمام ؟
نزلت رجليها بتعب..وتباطئت في مشيتها ..
ماانتبهت له .. وهو يقرب منها .. مسك ذراعها فشهقت بخوف ..
مطلق بخشونه : وشفيك انتفضت .. ماني ماكلك ..خليني اشوف الكدمه .. ؟
اطلبي من خديجه تحط لك كماده ثلج عليها ...

تنفست بصعوبه .. وهي قريبه منه ..رائحه عطر مابعد الحلاقه زادت صداعها
وجسده العاري ملتصقه فيه قطرات تكاد ان تجف مكانها ...وبعضها قرر الانزلاق للاسفل
لتمتصها منشفه قد اوثقها على خصره ..
صعد الدم الى وجهها وما قدرت تمسك نفسها اكثر .. سحبت يدها منه بهدوء ..
وقالت : خلاص ..خليني اروح .. مالي شده اوقف كثير ..
سحبت نفسها بصعوبه ناحيه الحمام ... و تجمدت اطرافها للمسته وهي تدعك مكانها
شافت شكلها في المرايه .. بالفعل واضح عليها التعب .. والكدمه مكانها واضح وبارز
دخلت تحت الدوش مده طويله ... وانعشت جسدها المرهق برائحه الفراوله ..
شعور بالرضى والتحسن ..ماينقصها الا مخده ولحاف وسرير يضمها ... وهو ؟
تنهدت بتعب .. شكل السيد في راسه حب ماطحن بعد ؟
تأوهت وهي تتذكر بيجامتها على السرير ... اصابها الخجل لفكره انها تطلب منه
اصلا مافيه غير هذا الحل ؟ بتبقى محجوزه وماعندها الا تطلب منه مرغمه ...
انتظرت دقائق وبعدها فتحت الباب .. نادته بصوت خجول ..لكن لاحياه لمن تنادي
شكله طلع ...
: يووووه .. انا ناقصه ..
ماكان في حل الا انها تلف نفسها بمنشفه عريضه .. مأتمنه نفسها بأنه طلع من الحجره
خرجت بسرعه ..غير عابئه بالموجود قربها ..
تلك المنشفه لا تستظل .. ولاتأتمن .. يصل طولها الى مافوق ركبتها .. ويكشف اعلى صدرها
كانت تمشي على رؤؤس اصابعها ...
فسحرته اكثر .. و انجذب لها كالمخدر ..
رافقها بنظراته من الوهله الاولى لخروجها .. غير مهتمه .. تطير كالفراشه .. تبدو منتعشه كزهره
تسخر كل شي حولها ليتفاعل معها .. لم يجلس الا ليطمأن عليها ... يخاف ان يصيبها مكروه
وهي في الحمام ...
وده لو يقرب ..لو يدفن وجهه في شعرها .. لو يستنشق بعض ماعبق في جسدها ..
ابتلع ريقه بصعوبه ... وهي تجفف شعرها امام المرآه ...
رفعت الهاتف وطلبت من خديجه ماء وحبوب صداع ومعاها كماده ... وضحكت ضحكه
دافئه .. وكأنها تتذكر شيئا ما ..
اقتربت من النافذه .. فانتفض كالمارد .انتفض الرجل الشرق ..انتفضت غيره غير محسوبه .
خرج من سجن افكاره .. خشيه ان يراها احد بتلك الهيئه ..مستبعدا ذلك القماش الثقيل و النافذه العاكسه ...
و كل شيء .. فقال بضيق : ليش واقفه عندك ؟

شهقت بخوف وارتدت للخلف ... مسكت اعلى المنشفه بهلع .. وراقبته وهو يتمهل في خطواته نحوها
حتى وصل ..وهي خائفه ..محرجه .. و متخاجله .. استرجع عقلها الباطن ..كل شيء حدث ..
ماذا فعلت ..هل انكشف جزء من جسمها امامه ؟ لماذا لم تراه ..؟ كان عليها الانتباه لوجوده

شد على طرف الستاره .. : واقفه تستعرضين قدام الشباك ؟ تحسبين ان احد مابيشوفك ؟
بهتت ملامحها من كلمته المهينه فقالت معيده بدون تصديق ..: استعرض ..
بعثر شعره بتوتر وهو يراقب شعرها .. وارتجافه عيونها .. و حتى شفتيها ..
واشتعل لظى نار بداخله .. وهو يقاوم نفسه .. وبالكاد يثبت قدميه حتى شعر بألالام في اصابع قدمه .

قالت بضيق : شكرا ياسيد مطلق ... هذا اللي قدرت عليه .. استعرض مره واحده .. لمين استعرض
للجدار .. انا اولا ماكشفت الستاره .. كانت وقفتي عاديه .. فلاتسرح بأفكارك بعيد ..

في كل لحظه وكلمه تقولها .. كانت تدفن بداخلها ندم .. وحسره .. و تقاوم ..
جنت على نفسها بإرادتها .. لم تظن ان الانقلاب سيكون بهذه السرعه ..
لكن لن تتفاجئ بعد الان ؟
مشت متجاوزه عنه وعن نظراته المخيفه ..خوف من كل شيء ..شكلها المفضوح .. و قربه المميت منها
خوف من يسمع سمفونيه تشارك فيها قلبها و اسنانها وساقاها في الارتجاف ..
خوف ان تستسلم له وهي متناقضه في رغبتها ..

مسك اصابعها التي وجدت مكانا بين اصابعه ..
قالت هاربه منه وهي تدرك الخطر القادم .. : من فضلك اتركني ..؟
مطلق بصعوبه يجدها في الكلام : واقفه عندي بالشكل هذا وتبيني اترك ؟ وين عقلك ؟
قالها بإبتسامه خبيثه ..
زغرد الخجل على خديها ..لكنها مجروحه منه ..لقد اذاها بالكلام ..
كانت تحاول التخلص منه .. لكنه قوتها امامها لاشيء ...
شدت على اطراف المنشفه وعيناه قد استقرت على مكان في صدرها .. ابتسم لكشفها الامر
فقال : ليش خايفه ؟
ارخت نظراتها لموضع قدميها .. تحرك اصبعها الكبير يداعب سجاده وثيره تحتها
وقالت بشفافيه : خايفه منك ؟
ورفعت نظرها مجددا لتسقر في جويفاء عينيه .. تصديقا بالقول وقناعه منها ..لن تهرب
لن تهرب بعد الان .. الحقيقه هو مايقال ..
لن تصمت في وجه الالام المتبختره بخيلاء على مسرح حياتها ..
الصراحه دواءها و شفاؤها ..
والواقعيه المره فخ لابد منه ... يجب الوقوف في وجهه .

وكملت بهدوء ورجاء ان يفهمها : ارجوك افهمني نفسيتي تعبانه ..تقدر تصبر علي ؟

تركها بخشونه .. وكأنها جرحته للمره الثانيه .. لكن هو من جنى على نفسه ..
قال بكبرياء : الامر عندي سيان .. لكن اعرفي لو ابي حقي ..باخذه بكل الطرق ..

ومشى كالطاووس .. خارجآ من الحجره بأكملها ..يرتاح من قربها
وهي تتريث لجوله اخرى ..رغم النقاط النازفه منذ البدايه ..
لاتقبل الخساره .. بل الخساره لم تعد تقبل بها ..
يكفي حتى الان .. لن تعيد نفس الموال السابق

احتدت ملامحها بقسوه وتعجب .. الامر لديه سيان ..؟!!
وتريد ان تأخذ حقك مني بالقوه .. ؟ احقا تقول ؟!!
اعدتني من هناك بأماني وسرعان مابعثرتها ورميت الحطام في وجهي ..
لن اغفر لك ابدا ... ولن اتراخى لهمجيتك الدائمه ..
لن اريق مشاعري بسهوله على الارض وابكي على المسكوب منها ..
بحق ... سأدفعك ثمنه ..بذكاءي وانوثتي ..فنقاط ضعفك واضحه ككل الرجال ..
سأريك اي منا سيضعف امام الاخر ..
فـ قلبي الان قد وهبته لك ..ومن الصعب استرداده .. لكن سأحظى بقلبك بدلا منه .



******************************




زفر بعصبيه .. عينيه جاحظه وقلبه يرجف بهول ..
احتجز نفسه بين كتب العمالقه والفلافسه الذين اصيبوا بالجنون بين جدران ضيقه .. واقلام مبدعه ..
يقطع مسافه بحرقه واعصاب هالكه مستجيره الاختباء بعيدا عن ثوره انتفضت فيها كل عواطفه ..
وقف في المنتصف ..يخرج حممآ قد حرقت رئتيه ..يكابد الالام في سبيل الحصول على لذه معها ..
ماذا تسمى تلك اللعنه ؟
مسح وجهه مستعيذا بالله ... و جلس على الكرسي .. يحاول يجمع اكبر قدر من الافكار التي تخص
عمله ... لكن صورتها البريئه تمثلت امامه .. كل شيء فيها يراه الان بوضوح .. ولا ينالها
و ايضآ صوره مجعده .. منكمشه ضعيفه .. لنفسه .. يحتقره .. يمقته ويتمنى لو يزيله ..

مالذي يحدث ؟ لماذا قبلت العوده معي وهي لاتطيق قربي .. اكل ماتدعيه كذب وهراء واصداء خداع
كيف كل ذلك تمثيل ؟ ارتجافها بين يدي .. و رقصه مشاعر فاضت من عينيها امامي .. توهجها وانطفائها ..
همسها وكلماتها وقتالها المتواصل , ... كل ذلك ادعاء ..

نفض الورق بعصبيه شديده ..لتتطاير بعضها يتابعها بنظره حتى تستقر على الارض ..
تلك الرحله القصيره لها .. تماثل رحلته هو مع انثى بدأت تحتل سكونه .. و تحطم جموده ..
وتفحم تمرده عليها .. وتطفئ ثورته في حياة راكده ..
دائما معها يخطئ ويندم ولا يعود .. ويكتشف كم من الصعب ان يعود مسالمآ بعيدا عنها ..؟

استلقى على اريكته الجلديه الطويله .. وامتدت يده تخفي عينيه .. وتمنى ان كل التعب النفسي
بنال من جسده و تريحه .. و تخمد ثورته .. لعله يجد السكينه في عالم بعيد ..



********************************



دخل حجرة اخته ... و تأمل فراشها المرتب .. وتأوه بضيق وندم ..
اخر مره ودعها فيه كانت عتبانه عليه .. و ماخذه منه موقف .
بالفعل وجودها مهم في حياتها ..
استرخى على فراشها الناعم ...فدخلت سلوى بملابسها ..
ابتسمت وقالت : سلامات .. مضيع سريرك ياحلو ؟
استند على السرير و مسك كتاب ديني على الكومدينه .. ورد بملل ..
: طفشان .. ماعندي شيء اسويه ... جدي راح المزرعه .. وصراحه وزني نقص من كثر ما لاحقته ..
سلوى : ياليته انا .. كان نقصت شوي ..
طالع جسدها وقال : انتي حلوه كذا .. ابغى زوجتي تكون مليانه .
ضحكت سلوى : ويش اللي مانعك .. ترى مابيننا وبينهم الا طوفه .. قولها ومن بكره تشتغل بمساعدتي طبعا ..

ضحك على حالهم ..آآه لو تدري .. ان حتى بيتهم مااقدر ادخله بسبب هالمجنونه تسوي شي وتفضحنا
سألته وهي ترتب الملابس وتدخلها الدولاب ..
: ايش صار على نقلك ... سمعت امي وجدتي يقولون ان هند بتروح عند عمي ..اذا ماجاء نقلك ذا الترم .
استلقى وحط يده على بطنه ..وقال : يبدو انه كذا .. اففف والله هم ..
سلوى : وشو اللي هم ... تعوذ من الشيطان .. اذا ماجاء نقلك ذا الترم انتظر الترم الثاني ..
وهند بتروح عند عمي مؤقتا ...
جلس وسأل بهدوء يغير الموضوع : سلوى .. ايش رايك في نجمه ؟
ناظرته سلوى بتعجب وجاوبته : بدري ..الحين تسأل ؟ تركت الملابس من يدها وقالت بخوف ..
: وشفيكم ... صاير شيء بينكم ؟
سعود بنبره متوتره : لا .. عادي ..يعني حرم السؤال .. ماصار ولا شيء ..
قامت وجلست على سريرها المقابل له ..
: ياخوي .. اذا كان عندك شيء بتقوله ؟ طمني يمكن اقدر اساعدك ..
ضحك سعود يخرج من جو مشحون ..
: والله ياسلوى تنفعين مصلحه اجتماعيه .. مافي شيء .. لكن يمكن ابغى اتعرف على زوجه المستقبل اكثر .
سلوى بشك : لو كان كلامك صحيح .. بقولك الطيبون والطيبات .. واذا كان الموضوع شيء ثاني ..
سعود : شي ثاني زي ايش مثلآ ..!!!
سلوى وهي ترجع للملابس وترتبها بدون اهتمام رغم ان وجهها متوهج بإنفعال ..
: مثل قصه ريهام .. لايكون باقي في راسك وانت تكذب على نفسك وعلى بنت الناس ..
ناظرته وقالت بجديه : خليك صريح مع نفسك ومع غيرك ... ريهام ماكانت تصلح لك ..
سعود بفضول .. جلس وملامحه مشدوده بإهتمام ..: ليش ؟ وشفيها ؟
ترددت سلوى .. واتضح عليها .. لكنها لجأت للصمت .. احترام لوعدها مع ليلى ..
سعود بفضول كبير : سلوى ليش سكتي ؟ مادام انها ماتصلح لي اكيد فيه شي .؟
سلوى بتردد : يعني تفكر فيها .. وانت متزوج بغيرها ؟
سعود بنرفزه : اوووووه علينا .. انتي فاتحه تحقيق معي ..ايه افكر فيها قولي وخلصيني ..

سلوى بخوف واضطراب .. رغم وعدها لليلى .. لكن ابد مابتسمح لاخوها ينجرف وراء مشاعره
و هي السبب في افساد خطبه صديقه من قبل .. اذا كانت خاربه خاربه .. على الاقل تخرج بإنقاذ
فرصته مع نجمه ..
قالت بخوف : ماتزعل ..و لا تقول لاحد ..
سعود بهدوء وقلبه يدق بعنف : اتفقنا ..
سلوى : ريهام .. كانت .. كانت ... رفعت راسها وقالت بصوت عالي : يارب سامحني ..
سعود بتسرع : خلصيني وقولي ..
وبإندفاع : ريهام تحب سلطان ....
قالتها.. نصف الحقيقه تكفي .. نصف الحقيقه تكفي لانقاذ ماتبقى من الحطام ..

ضجيج ..ضجيج ... وصخب افكار متضاربه وفجأه.... خط صمت طويل .


*****************************




كبس النوم عليها وكأنها لاول مره تصادف مخده ولحافآ وفراشآ دافئ ..
أوقعت تحت تأثير حبه دواء ام ان الهلاك النفسي ..ارخى جسدها حتى اصبحت تنام كالاموات ..

شهقت بخوف .. مفزوعه ..لم تصدق عينيها والساعه تشير الى السادسه مساء .. تأكدت من ساعه
الحائط .. استغفرت ربها ودخلت على طول تتوضئ ..
لاول مرة تصير معها .. تأخر ثلاث فروض مرة واحده وبدون سبب .. يارب اغفرلي ..يارب اغفر لي
لهث لسانها بالدعاء والاستغفار .. وفي صدرها ضيق وعدم رضى ..لتاخيرها الصلاه ..
حملت اللوم لنفسها وكل من معها في البيت .. معقوله حتى مايطمنوا عليها ..نائمه اكثر من ست ساعات
ولاحياة لمن تنادي ..
صلت فروضها.. والنوافل ... وجلست تستغفر ربها .. .. حتى سمعت اذان العشاء ..
فصلت بقلب طاهر و خشوع .. و توسل لرب العباد يغفر زلاتها ويهديها للطريق المستقيم ..

انتهت من الصلاه .. فتذكرت مطلق ..لايكون حتى هونايم مثلها .. دخلت غرفه نومه
المعتاده ... ماكان فيه احد ... وحتى المكتبه ..
انقهرت من طريقته .. يعني قام و تركني نايمه .. الله يسامحك يامطلق ..
كانت بترجع لسجادتها ... حتى سمعت دق على بابها .. من اول ماشافت الشعر الظاهر ..ابتسمت
: هلا سموره ادخلي ..
طلت سمر بوجهها وقالت بإبتسامه كبيره : مساء الخير ياحلوه ... ويش هالنوم معك حشا ولانومه اهل الكهف ..
ليلى بعتاب : الله يهديكم يابنات .. ليش ماصحيتوني للصلاه ..
دخلت سمر وقالت : انا مالي دخل فيك .. حاولت فيك .. شوفي كم اتصال على جوالك .. وخديجه دقت عليك .
ومطلق حاول فيك لاذان الظهر ..وفي الاخير قال خلوها تنام شكلها تعبانه ..
يعني مطلق اقترب منها ..
فقالت بهدوء متناسيه الموضوع : وين مطلق ؟
ناظرت سمر ساعتها الزرقاء : والله ياطويله العمر .. من ساعه ماطلع لاذان الظهر .. مارجع البيت
شكله حول للشركه ..اكيد مشتاق الاخ .
كشرت ليلى باستياء وقالت وهي تمشي بمهل راجعه لسجادتها.. : كان الله في عونه .
لحقتها سمر وقالت : بتسهرين معي الليله ؟
جلست ليلى و فتحت القرآن .. :بشوف .. خليني اقرا القرأن .. وبعدها يصير خير .

فتناست كل شيء ..نفسهاومطلق وكل من حولها من مشاغل الدنيا ...
وانغمست في ذكر الله ... بين يديه تتلو اياته العظيمه ..ترجو جنته و نعيمه وتخاف عقابه وجحيمه ..
متأمله بدعاء صادق و شغوف بان تكون من اهل الجنه ..وعلى ضفافها جالسه ..
حينما ينسى صاحب الهم همه ..
تنسيه انهار الجنه و اطيارها ..
وحورها ونسماتها مامر بها من شقاء الدنيا وعذابها ..
فيقول العبد " وعزتك وجلالك مامر بي بؤس قط
هناك فقط ..
لاتعب !
لا هم !
لا غم !
لا وصب !
" اسأل الله العظيم ان يجعلني واياكم ممن يحطون رحالهم ضفاف الفردوس الاعلى ووالدينا والمسلمين اجمع "

فبكت ..ليست دموع دنيا شقيه ..
وليست مطلبا من مطالبها ..ولا لاحد من اجلها
بكت من خشيه الله .. بكت من عظمته تعالى ..
بكت انغماسها في دنيا مغروره لاترضي احد .. تلهي العبد لدرجه النسيان عن طاعته عز وجل ..



*************************


سعود ...

شعر بأن ستارة سوداء قد غطت عينيه .. وانسدلت زاويه مشرقه من حياته
تلك الملائكه الملونه التي كان يطاردها قد تحولت اشباح رماديه باهته ..
اهذا كل مافي الامر ؟
اكانت تحب غيري ... ؟هل سبقني احدهم الى قلبها ؟
هل يعقل من يكون .. سوى صديقي وابن عمتي ...
كيف بكل هذا .. يدور حولي وان لا اعلم شيئا ..
الان بت مقتنعآ ان حكمه الله عزوجل في علاه ..اعلى من كل شيء .
اوصد بابآ في وجهي وفتح ابواب كثيره .. وان كنت غير مبالي .. فلا اعتراض لحكمك يارب العالمين ..
نادى المنادي لصلاه العشاء .. فقام مبتسمآ .. خجلا من نفسه لويعلمون ..عاند قدره .. واي قوه كانت لديه ؟
وان شعر ببعض الرضا .. لانه لم يجازف .. فالاثنين مقربين لديه .. والتفريق بينهما صعب .
ارتضى بحبكه الهيه قدريه .. وقنع بالنصيب لاول مره... و بالاخص تلك التي باتت تحمل اسمه
ناقصه العقل .. اقتنع بأنه قد كان مخير من البدايه ليس مسير على نهج حياة كما كان يعتقد ..


قابل عبدالله في المسجد ..وبين سؤال من هناو جواب من هناك ..
وشد و سحب بينهما ممن يسبق احدهما الاخر للعشاء ..
لكن عبدالله بإصراره و عناده العسكري شد على يديه .. طالبآ زيارته وهو في حيره من امره
كل شيء تدافع له .. بكاءها و اخر صوره لها ..
سعود : ماله لزوم العشاء بذا الوقت وانت ماجيت الا اليوم ؟
عبدالله بإبتسامته الجذابه : يارجال تعال .. صالح اليوم راح ومافي الاانا في البيت .. ومنت غريب البيت بيتك
و بعدين فرصه تشوف المدام ترى اجازتي يومين و تنتهي ..
ابتسم سعود وهو يبسط شماغه .. ليجد متسعا من الوقت ليفكر فيه .. لكنه في الاخير واجه الواقع لامفر ولاهروب
: ابشر ..لكن قبل بعطي الاهل خبر ..
عبدالله : حياك الله .. انتظرك ..
وافترقا على موعد اللقاء ..
وفي طريقه ..يقيس خطواته ..في كل خطوه يحسب قولا .. جمله .. يحبك تصرفآ مستقبليآ ..لم يقدم بعد .
يشد ويرخي وفي ملامح وجهه .. يتنبآ بالقادم ..بين سهلا ممتنع وصعب يسير ..و هدوء يسبق العاصفه .
وقف على عتبه بابها المفتوح بترحيب له .. نادى بصوت جهور قبل ان يخطو للداخل
: ياعبدالله ..عبدالله ..
عبدالله بمثل الدرجه : حياك ..يابو احمد ادخل ..

وتلك تصلبت حواسها وفقدت مهامها لسماع صوته ..
و تشنجت يدها على يد الهاوند .. تدق حبات من الهيل وكأنها حجاره ..
بصخب كبير ... تفرغ بعض من عصبيتها ..
هناك في قعر مجوف من الحديد الصلب لايتسع لكم هائل من مشاعرها العاصفه ..
ابتسمت بإستخفاف .. لضيف اخيها المنتظر .. اتصنع من اجله قهوه بجوده عاليه وهو الذي جعلها رخيصه ..
اهذا هو من يحتسب له الف حساب .؟
شمرت عن ساعديها ..وانتفضت الانثى الجنيه بداخلها .. لاتحسب للقادم حسابآ او يرف لها جفن ..
وابتدأت عملآ قد انتهت منه بالفعل .. لكن لغايه في نفسها .. وصلا لاسماعهم صخب عالي اشبه برنين جرس

تلقائيا ارتسمت على وجه سعود ابتسامه .. ذكرته بجرس مدرسه و طفل شقي يوهم الجميع ..بأن عليهم
الانصراف .. في ساعه مبكره من دوام مدرسي طويل ..




*********************************



انغمس في العمل .. دون ارتواء منه او اكتفاء هارب من خيبه امل كبيره مدفونه في حنايا رجل
لايعرف للخسارة معنى او كلمه صريحه .. لكن في حالته معها شعر بأنه مهزوم ومخذول ..
قدرة انقلبت عليه رغم انه كان يمسكها بحكمه .
ذلك العمل المتراكم .. قد انهاه لساعات متواصله من التعب والارهاق .. وهو الذي لم ينم الا ساعتين في اليوم
بعث بنظره مرهقه الى اكداس اكواب الشاي والقهوه.. وبقايا الاكل الجاهز ..
تثاءب وهو يمد يديه للاعلى .. كحركه تنشيطيه لعضلاته الخامله .. تثاقل على الكرسي يمسح عن عن عينيه
النعاس والتثاقل ..
فزغ من صوت النغمه الصادره عن جواله .. فابتسم تلقائيا ..وهو يفتحه
: هلاوالله بالعريس ..
ناصر بضحكه رغم عتابه : هلا فيك .. ايه اضحك علي بكلمتين حلوه .. يالظالم ترجع ولاتدق ولاتطل علي
ولاتشوفني حتى .. ياااخي قول صويحبي حي ولا ميت .
مطلق يحرك ظهره المتصلب بألم : يا شيخ والله ماعندي وقت .. حتى نوم مانمت مثل الخلق .. خلها على ربك
الا قولي وين انت ؟
ناصر : ساعه دريت من خدامتكم انك رديت رجعت لشقتي ..
مطلق بضيق : من سمح لك تطلع ؟ كنت انتظرت حتى اشوفك ..؟ يااخي حركاتك مالها داعي .
ناصر : اقول خلاص عاد .. مادامك رجعت بالسلامه ماعاد له لازم اقعد في بيتك .. و ثانيا نسيت .. انا رجال
مقبل على الزواج ..ولازم اجهز بيت العمر .
قفل مكتبه و طلع وهو يضحك : ايه عاد من قدك .. ياالعريس .. على خير ان شاء الله .. إلا تعال حددتوا الملكه ؟
ناصر بفرحه واضحه في صوته : لا والله ماتكلمت فيها .. كنت انتظرك ..وتكفى يامطلق تكفى .. و على قولتهم
تكفى تهز الرجال .. ابغى الملكه الخميس هذا ..
مطلق بجديه : اقول اعقل احسن لك .. ويش يوم الخميس ..؟
ناصر بقهر : وانا ماانتخيت الا فيك .. عدو الفرحه .. يا اخي انا حر ابتزوج بالوقت اللي ابيه ..
مطلق : طيب .. ازعجتنا تكفى وتكفى وفي النهايه تقول انا حر .. بالله عليك متى يمدي الناس تجهز نفسها
وتستعد تراها ملكه ماهي لعب عيال ..
ضحك ناصر وقال بإستسلام : امرنا لله .. ابشر يابو غانم .. لكن كلم طلال .. وحدد معه .. والله يخليك خلها
الاسبوع الجاي .
شغل سيارته .. وقال : خلاص نتكلم بعدين ..
ناصر بلهفه : متي تعطيني خبر ؟
مطلق : اقول اركد .. وقت مااكلم الرجال بعطيك خبر ؟
ناصر بضحكه : الله يصبرني عليك ..المهم طمني عليك ؟
مطلق بحذر : بعدين اكلمك .. مشغول بالسواقه ..
قفل الجوال ورماه على المقعد الثاني ..
تأفف يدفع بلاء جثم على قلبه .. وجعل عقله كالساعه تدور بلاتوقف ..
اي حال تريدني ان اقوله لك .. فأنا لااعرف.. مشتت مابين نداءين ..
نداء خفي اصم و نداء يضج بصوت عالي ...نداء قلب وعقل ...

لاتزيد همومي يا صديقي .. فجذوة من النار قد اوقدت في صدري ولن تخمد ..
اشعر بحرارتها واستلذ بقربها رغم استعارها المستمر ..
تداعبني شرارتها المتطايره .. وتهمس لي بأن اصبر ؟ فمفتاح فرجي في قعر ظلمه حالكه بعيده ..
ياصديقي .. آآخبرتك ان تلك الصغيره التي بللها المطر .. كانت بين يدي لفتره ظننت ان من المستحيل
ان اقنع بهذه القصص الخياليه و اانفي وجودها ..
ساعدني .. فصاحبك يغرق .. يغرق ..يغرق .
في محيط من المشاعر ..و على كل هذا لايموت .. بل يتنفس تحته ..
و ينتظر .. ينتظر .. حتى يمر قارب انقاذ .. وينتشله من القاع ..
لا اعلم والله لا اعلم .. لما استصعبها على نفسي و اتمرد على الحال ..؟
لا اعلم اي حيرة تتملكني اتجاهها ؟
والى اي متمزق ستعصف بي ؟
فلقد اصابني سقم الحنين فلا استشفيت منه ..
رعشه سنين عجاف .. قد اخمدت في قعر الحياة .. ولم اكن اظنها نابضه ..حية .. تستقر في جوفي بثبات ..
استبشر سعدآ .. فلقد اصبحت مثلك ؟ !!
ممسوس القلب والعقل في آن معآآآآآ !!!!!


*****************************************



تجبر خطوه عنيده .. وتسحب خطوه مستجيبه .. تزينت وتعطرت و حملت في نفسها اعباء ببهجه مقبله .
ضحكهم واصواتهم العاليه .. تجعلها متوتره ..و ضعيفه ..
سمت بالله وسحبت نفس و ارغمت روحها على المسيروالتقدم.. واول خطوه للداخل .. كأن نور المجلس
قد غشاها .. اغلقت عينيها فجأه .. فاهتزت الصينيه في يدها .. متعثره الخطى .. ففزع عبدالله وهب لمساعدتها
بإبتسامه شقيه على محياه ..
: اوف ..اوف .. واخيرا صارت المعجزه ؟.. نجمه مستحيه .. هذي المفروض يضمونها للمعجزات السبع ..
ابتسم سعود .. بتلذذ وهو يقيم تلك المتمرده الحسناء ..
فنطقت تدافع مهمله وجود ذلك عن قصد : لا ماكنت مستحيه ..تعثرت في السجاده ..
مازال مبتسمآآ يا لسخافه .. فكرت فيها نجمه وهي ترمقه بنظرات حاده ..
عبدالله بعتب : نجمه .. قومي سلمي على زوجك .. كل ذا خجل ؟
قامت مرغمه .. وبالكاد تلامست اصابعهم .. وكأنها مصافحه اشبه بلمس الماء او الهواء ..
عادت الى مكانها هادئه مستكينه .. تراقب بصمت وتترقب للانقلاب في ساعه مبكره .
سعود بإبتسامته الجذابه : كيف حالك ؟
بنبره هادئه مستغربه منها : بخير .. والحمدلله ... انت كيف حالك هذي الايام ؟
راقبها بصمت .. قرأ معنى واضح في عينيها واستدرك نطقها المغزى ..
فهز رأسه مع قوله : انا بخير .. لكن هالايام مشغول البال .. في امر شاغلني ومحيرني ؟
نجمه بخباثه مقصوده : الله يهديك .. ويريح بالك .. اهم شي ترى راحه البال ..
سعود متناسي وجود عبدالله .. حرب صامته .. تقوم رحاها بالكلمات واسلحتها ألسن قاتله لاتعرف الهزيمه ..
بإبتسامه مثيره جاوبها : والله انتي اللي شاغل بالي ..
توهج وجهها .. فابتسم برضى لانها اصاب نقطه ضعفها ..قلب عليها الطاوله فجأه ..
عبدالله يقطع بينهم بإحراج : ياجماعه .. تراني عزوبي ومالي نيه على الزواج الحين ؟ لكن شكلكم بتغيرون رأيي .
ابتسم سعود وغمز لنجمه بدهاء : والله انصحك في الزواج .. لكن بشرط .. تكون واحده مثل نجمه ..
شهقت بخجل واضح .. واستدرك عبدالله شهقتها بضحكه عاليه ..
مستمتعين عليها وهي تأن .. وتكاد تنفجر بأنين عالي وحاد ..
اعاد كلامه بجديه : صراحه امور النقل هي اللي شاغلتني .. كنت اقول اذا نقلت بعجل بالزواج ..
تجاهل شحوب وجهها فجأه .. فمضى في كلامه : تعرف صعب اعيش في بيت لحالي مع اختي الصغيره ..
لم تعد تحتمل لعبه بأعصابها .. و المضى على مشاعرها بدون وقفه ترقب او استراحه ..
علقت بحده : لكن انا ماابغى اعيش معك ..؟
اسود وجه احدهم .. والاخر اصبح ابيض كالثوب الذي يرتديه ..
بحلق الاثنين فيها بشحوب خوف و صدمه .. و انتظار للقادم ..
اخافها الوضع فعلقت بتشرح و بصرها يتناقل بينهم ..
: قصدي اني مابي اترك اهلي واعيش في المدينه ..
تنهد عبدالله بإرتياح : الله يهديك يانجمه .. هذي سنه الحياة .. ماتدرين يمكن كلنا نترك الديره
هذا الموضوع كنت افكر فيه كثير ... صراحه تعبت من السفر والغربه ..
وبالاخص امي اذا تزوجت بتقعد من حالها ... وهذا صعب وانا اخوك ..

اصابها شجن الذكريات .. و مراره الرحيل ..
و ألم الفراق .. ألا يكفي ان كل شيء ماخوذ منها ..
حتى المكان .. حتى المكان .. حتى الاريج في منبت اقدامنا .. بيروح ..
ونحن بنترك صدى ضحكاتنا لمين ؟ مين يسكن جوفنا ؟
اي جدار نرسم عليه احلامنا .. ويخبأ احزاننا ...

لم يخف على سعود لمحه الحزن التي تلونت في وجهها ..
نطقت بدون وعي : ما اتخيل نفسي في غير ديرتي ...

لم ينطق بكلمه مواساه و شفقه او دعم معنوي .. كان ممعن النظر في تلك التي تسمى زوجته
تلك الفتنه التي تحيط بها دون علامات الجمال المميزه .. وبالاخص تلك العينين مزيج من الشقاوه
والهدوء ..لاتنحي بسهوله .. تساءل في نفسه ؟ كيف اعيش مع نار وانا شخص يهوى البعد عن النيران
وان طاب لها الاحتراق ؟ كيف يرضى بالشمس الحارقه قربه في عز الدفا ...
فلما استقرت نظراته في جوف عينيها .. كشف العناد والاصرار .. فابتسم يقنعها هيهات ماتريدين
هيهات ... قفزت من مكانها متذمره مهزومه .. لم تدرك ان كل خطوة كانت خطأ في خطأ ..
ليتها لم تدخل عليه ... ولم ترى فيه وجهه ..




****************************




مقرمشات ، عصائر ، باسكن روبنز بنكهات مختلفه .. يتقدم الطاوله الصغيره الممتلئه
جلست على اريكه كبيره مع سمر في الصاله العلويه و اريام على على جهازها .. على وقت استهلك صبرها ..
ليلى بنظرات متعاقبه على مؤشر الساعه .. تلتهي في فيلم لاتعرف ماهيته .. اهو رعب ام رومنسي
ام مجرد ترهات متحركه ... وصلت لقعر علبه الباسكن روبنز بالشوكولاته و فكرها مشغول ..
صرخت بصدمه : لا ااااا خلص ...
سمر بضحكه : وانا والله اللي قايلته من البدايه .. من ساعه تاكلينه و عيونك على الساعه ..
كشفت سرها و استهجنت : لا والله اعجبني ..
اريام تقاطعهم: ليلى خذي حقي .. ؟
استرخت ليلى والملعقه في يدها و نظرها على حضن سمر ..
: لا مشكوره .. انا ودي في شوكولاه ..
ماكملت جملتها الا سمر تحتضن علبتها .. وتبتسم بخوف ..
: عشم ابليس في الجنه .. ما بتاخذين حقي ..
تنهدت ليلى .. ورمت ملعقتها بصوت مزعج على الطاوله ..
وقالت بتعب : لا خلاص .. الله اكبر على شرك .. شكلك حسدتيني عليه .. معدتي قلبت علي ..
ضحكت سمر وقالت : سلامتك ...

اما هو كان واقف على عتبه الباب .. مستند بيديه يبتسم بتعب .. يلم بناظريه الجميع
رغم انه يتجاوز النظر عنها بالذات .. لكن من لايستطيع الا يراها... يجبر عينيه على التعود دون ان يتمهل
على تفاصيلها ...
سمر بإبتسامه : حيا الله الشيخ ... والله حماتك تحبك .. تعال شاركنا ..
انتفضت ليلى وصوبت نظراتها نحوه...بدأ قلبها يهرول اليه و يحتضنه ...
مطلق : وين اشارككم ... مااشوف غير سرير قدامي ..
اريام : اصلا شكلك خالص من التعب ..
ابتسمت ليلى ابتسامه بارده ذات معنى .. وقفت بصعوبه استعداد لمجازفه مشاعر لم تمتحنها يوم
قالت وهي تقترب منه : الله يعطيك العافيه .. احط لك العشا ..
المشكله يناظر منطقها ويتألم ... متجاهل كل اندفاعته .. في تجاهلها .
ناظر اخواته و كأنه في شيء مكشوف فيه .. من بحلقتهن الواضحه .. احرج من وقفته
فتحرك لجناحه وهو يرد عليها بنبره هادئه...
: لا ماودي فيه ...
لحقته بخطوات متباطئه متردده ... تدفع قلبها للامام .. و تحزم قرارها بحكمه .. و اصرار .
دخل غرفه نومه فرمى شماغه على الكنبه المفرده ... وقفت ومسكت قبضه الباب ,.
وقالت : تأخرت .. خالتي دقت على جوالك لكن كان مغلق ؟
اخفت عليه انها هي اللي دقت عليه .. و تجاهلت الحاح مصر داخلها ..
ناظرها ببرود وهو يتبع ثوبه بشماغه .. : كان خالص شحنه .. وماانتهبت له ..
ليش في شيء صاير ..
اقتربت تجر خطواها المتردده ..شالت شماغه و ثوبه .. وعلقته في مكانه و استدارت له
: لا .... مافي شيء ... لكن شفناك تأخرت .. قلنا نطمن ..

رمى عليها نظره مبهمه و دخل الحمام ... سمعت صوت الماء .. وانتظرت ترتب افكارها
خرج مرتدي بيجامته ... كانت تتابعه بنظراتها .. كان واضح عليه تجاهلها .. برود مصطنع .
ورد متأخر : كان عندي اشغال كثيره ..

اقتربت لتذيب الثلج و هو متشاغل بنفض لحافه .. ليدخل في فراشه .. رفعت نفسها اليه و لمثته برقه
ودفء .. قبله استقرت في تجويف خده الايمن ..
فرفع حاجبيه مندهشآ ... متعجبآ .. صارخآ .. ابتعدي عني ....و لكن اقربيني ؟!!!
لاتلمسيني .. لكن كوني مني .. واسكنيني ؟!!

قالت بصعوبه : اذا كنت زعلان مني على اللي صار في الظهر فأنا اسفه ...!!!
تعتذر وهي ليست مذنبه .. تعتذر عن شي وهمي ..
تعتذر عن سبب هو افتعله و ضخمه ..
تجمدت اطرافه .. وتيبس فمه .. تقترب منه بإرداتها .. اهي اشاره ام ماذا ؟
ماذا يرى ليرى ؟ او ماذا يسمع ليسمع ؟ مامعنى الصبر ليصبر معها ؟
اتبعته بقول بوجه يضئ خجلآ و ارتعاشآ .. وعينيه معلقه في رعشه اهدابها..
: والله ماكان قصدي .. وقفتي كانت جدآ عاديه .. لكن الله يهديك كبرت السالفه و قلت كلام ازعجني ..
لمعت عيناها بدلال مثير جعله يستصرخ السلوى فيه ..
جلس بإرتخاء وتعب .. وارهاق مشاعر اجلسته بالاجبار ..
يا إله الكون .. ماذا يفعل او ماذا يقول ؟ لما يشعر بربط في لسانه او قيود في يديه ..
واحتباس حراري يكاد ينفجر في قلبه ..


ابتسمت بخجل وخوف .. تكاد تفضح مشاعرها .. وتنسحب بإنهزام ..
لاتقدر على مواصله تعبها ..ذلك ولو كان بإرداتها ...
مسك اصابع يدها برقه ... تكاد تختفي في صلابه يده .. فشهقت بخفوت لم تصل الى اسماعه؟
ذلك الداء يعود اليها من جديد ؟ رعشه لا تتوقف .. وقلب مفرط في دقاته ...
قربها من شفتيه .. و قبلها برقه .. تكاد تناقضه ... وتقسو عليه ..
وقال بإبتسامه براقه .. صافيه : المفروض انا اللي اعتذر ... لكن الغيره ضربت عقلي و صرت ما افهم شي ..

تأملته بغربه مشاعر .. تكاد تبكي .. تكاد تصرخ .. تكاد تقفز من الفرح ...
الهذه الدرجه الغيره تبعث في المرأه فرحأ مدسوسآ هائلا..؟
اكان هذا كل الامر ؟ غيره ...
احقآ تغار علي .. احقا تقول ... ام هو مجرد قول لتنال الصعب بكلمه يسيره ..
اخيرآ خرجت من صمتها .. ويدها وجدت مكانآ في حضنه .. برعشه عينيها التي تجاوزت غربه معه ..
: ما صار إلا الخير ...

اي مشاعر جًم يستطيع تفسيرها ؟
صقيع و سخونه تناقض لمساتهما ؟ اختلاف كبيرفي كل شيء
ليست اول مرة يملسها .. لكنها الاولى في احساسه المتنامي داخله ...
قد غرقوا في اعين بعض لامحاله .. واستعصى على النطق ان يبوح بكلمه ..

سحبها ناحيته حتى اصبحت مقابله له و بالقرب الشديد منه.. لاتستطيع ان ترخي نظراتها فتقع عليه ..
اكان يبتسم ام يضحك ؟ اكانت تلك العينين تلمع ام انها لمحه النعاس .. قد داعبت صفاءها ...
اكان تصور ام مداعبه ..ام مجرد حلم مصنوع بمهاره ..
اقترفت خطأ في الاقتراب.. ليست القادره على العوده الى الخلف او المضي .. و الاستمرار بتلك الروح الصلبه
التي انهارت عند لمساته .. كل شيء غادرها فجأه .. لاقوه ولا جلاده و لا ظاهر صلب بلمسات انثويه براقه ..
قال بصوت دافئ يخرج من حميم ساخن ...وكأنه يهمس بحذر مخافه الجماد ان يسمعه ..
: ابسألك سؤال واحد ... انتي جيتي بإرداتك او مجبوره علي ؟

بعد كل هذا تقول مجبوره ؟
شعرت بأن الفضاء الجميل الذي كانت تسبح فيه .. قد تحول لظلام لانور فيه
سقوط مبرح مؤلم على الارض .. بصدى واقع ..

نظرت الى عمق عينيه لتعرف سر السؤال .. لم تشعر بالحزن او الصدمه لسؤاله ..
شعرت بتلك الفرصه السريعه المنتظره ... سؤال في وقت غريب.. اهو سر حيرته و ضياعه ؟
قالت بهدوء : ليش انت شاك في قراري ؟
حرك شعره باليد المحرره الاخرى .. مع توثيقه يدها بإحكام ..
: لا.. لكن حاجه في نفس يعقوب ..
قالت ببرود محكم : قلت لك من قبل مافي احد يقدر يجبرني على قرار انا ماابيه .. حتى لو كنت انت ..
سؤالك يخليني استغرب .. كانت الشكوك تدور في راسك رغم انك وعدتني بالثقه ..
سحبت يدها و كملت بحزم : انا وافقت افتح صفحه جديده معك بعيد عن كل شيء ..

رد بلهفه وهو يبحث عن يدها الاخرى و يطبق عليها ..
: الثقه مالها علاقه في الموضوع ..
ارتعشت شفتيها بحزن وقالت بدفاع : كيف ماتكون لها علاقه ؟ وانت تسألني سؤال محير ؟
كنت عارفه ان فيك شيء متغير .. كنت قاسي .. و جاف معي .. كذا بدون سبب ..

غطت وجهها بيدها .. واجهشت بالبكاء بدون سابق انذار حتى نفسها خانتها ..
اتخذته وسيله لارهاق قلبه ... فدموعها تبسط لديها اهوال كل رجل .. فهي قيمه كالالماس ..
و مؤثره و شديده البأس .. حيلة قديمه فعاله فريده من نوعها .. تبسط كل شيء امامها ..
وتعقدها في نفس رجل هو بالذات مليئ بالعقد ..

جذبها ناحيته .. لتستقر في حضنه ... يحاول ردع تلك الثغره التي اتسعت ..
يلوم نفسه على مايفعله او يقوله و يضعه في الخطآ بدون استباحه منها ..
قال بتوتر : اقسم بالله ماكان قصدي ياليلى... خفت تكونين ماتبيني .. او مجبوره علي من اخوك او جدك ..
حسيت انك بعيده عني .. ما تبين قربي .. شيء خلاني اعتقد انك تكرهيني ..

زادت تلك الكلمات وتيره نحيبها .. و قد احاطها بذراعيه مواسي ..مغلفآ اياها بأسف عميق من جوفه ..
لاتعبره الكلمات او يجيد صياغته بالافعال ...

احمق لو كان يظن ذلك ؟ اكرهه .. اكرهه
اي خطأ ارتكتبه في حق نفسي باللحاق به ..
لقد اوقعني في شراكه من اول نقطه .. فلن تحسب الا ضدي ..
لو يعلم فقط كيف يستطيع يكره المرء نفسه .. كيف يكره روحه ..

ارخى قبضته المحكمه حولها ... واجلسها بجانبه .. وقد اغتضن وجهها بإنفعال المشاعر المتداركه ..
كان يتأمل وجهها بملامح بائسه .. ممتلئه بالاسف و الحنين .. ممتعض من نفسه .. وساخر منها ..
مسحت عينيها من دموع قد علقت في اجفانها ...
تغيرت نبره صوتها من اثر البكاء ..: لو كنت تظن كل هذا فإنت غلطان ... انا جيت معك بإرادتي ورغبه مني .
ابتسم للمحه الخجل التي اعترتها والتي يعشقها فيها .. مسح على خدها برقه وقال بيأس..
: حقك علي .. انا اسف .. اناانسان معقد .. مااقدر اتغير بسهوله .. ايش اسوي بنفسي ؟
وضحك برقه تتخللها خيبه وحزن ...
رفعت نظرها له برهافه احساس ... وهمست ..
: مطلق ..

كادت ان تعترف اني احببت اكثر رجل مليئ بالعيوب .. وقبلت به ..
رجل مليئ بالعقد و المتلازمات .. فرضيت به ..
رجل احببته بكل مافيه .. فقنعت به ..
رجل في صراع معه على دوام الحال .. فامتزجت معه ..
رجل احط راحلتي عنده ..وابيت الرحيل إلا إليه ....

تأملها بعينين معجبه .. ولم يشأ الاقتراب اكثر ..
فقال مقدرا لمشاعرها الجارفه في لحظه صراع ..
: لو تبين تكملي سهرتك مع البنات روحي .. تراني تعبان .. وواصل حدي من النوم ؟
ابتسمت لعرفان لتقديره لها ولرغبتها ... فوقفت وقالت .. بهدوء : تصبح على خير ..
مازال يتابعها بنظره حتى اختفت من امامه ...
تنهد براحه ..راحه وجدها في واحه من الطمأنينه وراحه البال ..
كل الشكوك تبخرت من عقله .. الصراحه داء لكل دواء ..
لو لم يفتح نقاشآ معها.. لكان الان يفتح رأسه من كثرة الضغط ..
رمى بجسده متهالك على السرير .. يدفن رغبه قد اجتاحته بأن يضمها بين ذراعيه ويشم اريج الزهر من شعرها
وينام ظانآ بنفسه انه في حديقه ربيع لا ينتهي ..
دفن الحنين بعيدآ .. حنين الى شرنقه حسناء في ابهى حله ..

لن استطيع ان اخلص نفسي فهي آسره في هيام امراه ممغنطه كل مشاعري ناحيتها ..
ابتسم براحه .. واغمض عينيه .. على صوره جميله لليلاه .. افتقد التجول في مفاتنها الحسان
و جمالها الباطن .. و شفافيه قعر قلبها وعيناها ..
بت مأسورا في دنيا اعيشها فقط في بياض عينيها وسوادها...



****************************



الساعه الواحده والنصف بعد منتصف الليل ... مازالت الهموم تتآكل معها و تضطجع النوم قريره العين
وهي التي لم تهنى بشيء منذ تلك الحادثه ... كبلوها وألجموا فمها ورحلوا فرحين بإنجازهم ..
للمره الاخيره .. تطالع رقمه و تلغيه ... الحاح بداخلها ان تطفئ نارٌ ملتهبه ..
خرجت بهدوء .. المكان الوحيد البعيد .. هو الحوش .. طبعآ حوش الغنم ..
تأملت الغنم بحسد .. بعضه نايم والبعض يحدق في الظلام لمجرد التحديق ..
دفعت نفس متوتر ... ودقت على الرقم .. انتظرت رنه .. ثنتين .. ثلاثه ..
حتى كاد اليأس يقتلها .. لكن انفتح الخط بسرعه بعدها ..
سمعت صوته الثقيل واضح انه نايم : آلو .. مين معي ؟
... حنقت عليه .نايم ومتهني وانا اللي اتقلب على جمر القهر و قله الحيله ..
همست بصوت متوتر وعيونها تراقب المكان : هذا انا نجمه ..
لاحظت ان صوته تغير .. وكأنه تنشط ..سأل بلهفه : خير يانجمه .. فيكم شيء ؟
للحظه حست بالندم على خطوتها ... لكن تابعت بتوتر ..
: لا مافينا الا الخير ...
سمعته يهمهم بقول لم تسمعه لكنه رجع صوته اكثر وضوح ..
: طيب ليش داقه هالوقت .. ومن وين جبتي الرقم ؟
تنهدت بملل وقالت بنرفزه : بفتح معي تحقيق... جبته وخلاص ..
ضحك بكسل وقال : طيب .. لاتعصبين ؟ طلباتك يا مدام ... لاتكونين داقه علي علشان اقولك كم كلمه حلوه
او اسولف معك سوالف العشاق ... تراني نعسان ومالي خلق ...
ضحكت بقهر وشدت على اسنانها بقهر من اسلوبه ..
: لا والله غلطان .. اللي يسمعك يقول قيس بن الملوح على غفله ... والا عاد الكلام اللي حافظه ..
الحين قاعده او برهان وتشرح لي واحد زايد واحد يساوي اثنين ..
ضحك مره ثانيه فارتفع ضغطها منه . ..
فقال مستانس بالجو : مادريت ان دمك خفيف ... المهم طلباتك ياحلوه ؟
تمتمت من بين اسنانها بكلمات سب ..لم يسمعها .. اوثقت الجوال على اذنها وقالت ..
: دقيت عليك ..لاني رافضه اكمل التمثيله اللي تسويها قدام الناس ...
انتظرت لحظه تسمع رده ... فقالت بصوت مضطرب ..
: هيه .. انت تسمعني ... ولارجعت تنام ..
وصلها صوته هادئ ومتحكم : طيب .. ويش تبيني اسوي ؟
زفرت بقهر وقالت بعصبيه : كيف ايش تسوي ؟ ابيك تطلقني ؟ كيف تتزوج واحده ماتبيك ؟ واحده ماتواطنك
واحده تكرهك يا اخي تكرهك ؟

لهثت انفاسها .. بألم ما تتخيل المراره التي تتجرعها عند كل كلمه ..
صح بتحزن امها واخوانها ... بيزعلوا على حالها مده من الوقت
ويمكن ينسون او لا ... لكن اللي تعرفه انها ماتقدر تصبر على شيء ماتطيقه
تصبر على ذل ماترضاه ... تصبر على جميل ما كانت تتمناه حتى ولو فيه مصلحه نفسها ..

قال ببرود : طيب .. مو كل اثنين يحبون بعض ...
طال الصمت .. تجد فكره وكلمه مناسبه .. كانت تحدق في اعين معزه .. وكأنها تريد الحل منها
فجأه قطعت صمتها بثغاء منها ... وكأنها تخبرها بالكلمه المناسبه لتقطع كل شيء ..
اشتدت اعصابها وقالت بحده : صراحه ماعندك كرامه ... انا اقولك ماابيك وانت تقولي مو كل اثنين يحبون بعض .


سمعت انفاسه الطويله .. وكأنه يحاول كبحها ...
قال يقطع حده الصمت وحده الكلمات ..: الصباح رباح .. بكره نتفاهم .. وقفل الجوال في وجهها ..

هدأت ملامحها .. وهي تجلس في مكان مظلم ...
تتجاهل وخزات الندم و نوبات الضمير ... كتمت نداء بداخلها بأنك تعجلت في كل شيء ..
شمخت برأسها للاعلى .. وكأنها تثبت لما حولها انها قويه ولايهمها احد ..
ورجعت وارخت نظرها .. للارض .. بحزن وألم .. و وحده .. وكأنها تقنع نفسها بانه لاداعي للمكابره بمفردك .
التقطت اذنها صوت قريب .. وولاحظت فيه حركه ... حتى بعض الغنم تحركت اذنيها بترقب
وبعضها قام من مكانه .. متوجس بحذر ..
وقفت بخوف متراجعه لداخل البيت ... تجول بنظراتها ارجاء الحظيره ... تعوذت من الشيطان بصوت مسموع
تراجعت للخلف .. تحث الخطوات على الاسراع ... لكن فجأه ... اتسعت عيناها بخوف يكاد يخلع روحها من جسدها
اطبقت يدآ قويه على فمها تكتم صرخاتها .... والاخرى تسحبها ناحيه مكان معتم بعيد ... بعيد حيث لاصوت يصل
ولا عين تراهم ..غير عين الباري جل في علاه ... لكن العقول وسخافتها في تضييع المنطق ؟

امتدت يدها بعنف ... تحاول عبثآ ان تستجمع قوه قد خارت بسبب الخوف .. تحركت بعنفوان ولكن ماتحاوله
شتات و ضياع للقوه ... فالجسد الهائل خلفها يبتغي الصعب ويتلذذ به .. انفاسه تصلها كدب لاهث يبحث عن فريسه
احكام مطبق على جسدها الصغير .. لا مقارنه في قوه تستشعرها ...
طفرت الدموع من عينيها ... دموع خوف .. صدمه .. ألم .. تذكرت جوالها اخر اسم .. سعود .. فتحت الاتصال ..
لكن ابعد ما تتمنى اخذ الجوال من يدها ورماه على كومه من القذاره ... فاليستمر في الاتصال الى الابد ..
ذاقت الدم في فمها ... وانجرحت حبالها بصمت .. وهدوء ..و انتفض قلبها بدعاء للخلاص .. امل مابعده امل ..
لكن اي خلاص ... فيا روح مابعدك روح . ..بقعه سوداء في ثوب الطهاره ..
رعب مابعده رعب .. و هلع يكاد يسقط القلوب من مكانها .. ورجفه تصل لعمق الحياة .. وتسلب منها الامل ..

لا خيال يحسب بعدها ولا واقع تريد ان تعيشه بكل فرضياته لا فرح ولا حزن ولاصدمات ..
تريد ان تختفي ... الموت ما تتمناه ولا شيء غيره ... يارب خذ روحي ..لاسؤآ التوقعات .. خذ روحي ياربي ..
اطلقت صرخه مدويه مكتومه ... ويده العابثه بأمان جسدها قد تسللت خلسه على صدرها ...
فانتفضت انثى جريحه ...بريئه .. استصرخت كل كائن حي على ارض الخليقه ... استنجدت بالاحلام والكوابيس ان تطبق على احبائها واهلها .. فتسيرهم عقولهم ان تعالوا انقذوني .؟!!!
ذهب كل شيء ... كل شيء وعينيها قد وجدت طريقآ في الظلام ... ماتت الحياة عند فصول
البدايه ... طارت الطيور .. وانتهت كل الحكايه ... حكايه ان الحياة تضيع عند كلمه اسمها " اغتصاب" ...


***********************************



اخذت مكانها ف سريرها بعدما توضت وصلت ركعتين وقرت صفحتين من القرآن الكريم ...
سمعت صوت انفاسه المنتظمه .. كان نايم وهادئ .. وسط الظلام اقتربت منه ..
حتى صارت معه وجهآ لوجه ... ابتسمت له .. وهو في عالم من اللاوعي ..
لمست وجهه بطرف سبابتها برقه متأمله تفاصيله القريبه... اعطته ظهرها ...واقتربت منه حتى التصقت به ..
لتستشعر دقات قلبه و دف جسده في برد هائل ... تدثرت معه .. واغمضت عينيها بإستسلام للنوم.

آآآه ياقلبي .. كم هو صعب الالتقاء معه في نقطه بعيده المدى ؟
آآآه يالهيبي .. ياناري الدافئه ، ياحلمي البعيد ، ياسارقي ...
آآه من قربك المشتعل و ودك الغريب ..
يامن سرقت ارتواءي في قعر عينيك ... و بعثت في جنتي الجفاف .. ولم اهتم
اشعلت في جسدي حرائق لوعة واشتياق .. فعرفت معاني الصبر واليتم ...
ارغمتني على حبس روحي .. حتى تصلك رسالة انت لاغيرك ..

أحبك ..
كلمه اقولها .. اجسدها .. افهمها .. وابعثها ..
لاتصد رجاءي وترميه في الظلمات ..
لاتقطع املى وتصيبه بالعقم ..

احبك .. هل تراها في عيناي ؟
في قلبي ..
في ابتهالات نفسي ..
في ومضي ووجداني ..
في ملامح وجهي .. ورعشه اجفاني ..
في روحي و الآمي ..
في لظى جسدي القريب منك .. في حرقه دموعي ..ونبض عروقي ..

و آآآه ياحبك ...
كم هو مر ؟
كم هو غُر ؟
كم هو صعب النسيان ...




>>ابسالك ؟
لو قلت لك ان الحنان اللي بقلبك يخلي النسمه عطر ....
وان العذاب الللي بعيونك يعلم الناس الشعر...
ولو قلت لك احبك كثر هموم البشر ....
وكثر السهر ...
ولو قلت لك انك اقرب من عيوني للنظر ...
شنو يكون ردك ؟؟؟؟ >>

ابتسمت في الظلام ..و قد جاء الرد سريعآ....
يده اليسرى لا اراديا قد وجدت طريقآ لها ... كحزام طوق خصرها يحميها ..
استقرت هناك .. في مكان مابين جوانحه حيث لاتدري هي .. تذوب في دمه ..
وتشارك قلبه الرقص على دقاته ...!!!!!



وللجزء بقيه ... ألقاكم الليله في مفاجآه تنال اعجاب الجميع بإذن الله

 
 

 

عرض البوم صور كبرياء الج ــرح   رد مع اقتباس
قديم 02-03-11, 02:40 AM   المشاركة رقم: 495
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 68335
المشاركات: 59
الجنس أنثى
معدل التقييم: لميس خانوم عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لميس خانوم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كبرياء الج ــرح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

السلام عليكم اخت كبرياء
انا متابعه جديده
والروايه رائعه جدا..
جميل مايحصل بين نجمه وسعود والاجمل شخصياتهم..
ليلى ومطلق سئمت بروده وشكه وسئمت سلبيتها ايضا لكن يبقون ثنائي جميل وشخصيات ممتعه..
قلت ان للجزء بقيه .. فمتى ستكون البقيه !!!
مع فائق احترامي وتقديري.

 
 

 

عرض البوم صور لميس خانوم   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الجزء 44 ص127, روايتي الاولى ، مالي اراك عصي الدمع ، شيمتك الصبر ، كبرياء الج ـرح
facebook



جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t142674.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 13-04-17 01:15 PM
ظ‚طµط© ظ…ظƒطھظ…ظ„ط© ظ…ط§ ظ„ظٹ ط£ط±ط§ظƒ ط¹طµظٹ ط§ظ„ط¯ظ…ط¹ This thread Refback 02-08-14 02:37 PM


الساعة الآن 11:42 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية