لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-01-11, 12:31 AM   المشاركة رقم: 441
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2010
العضوية: 159403
المشاركات: 24
الجنس أنثى
معدل التقييم: Omanaise عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Omanaise غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كبرياء الج ــرح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

'Good morning Kibria




.Exciting part with an intersting end


.?Can't you upload at least two parts a week


.Waitting for next part




Best wishes

 
 

 

عرض البوم صور Omanaise   رد مع اقتباس
قديم 28-01-11, 09:19 PM   المشاركة رقم: 442
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Dec 2008
العضوية: 113384
المشاركات: 885
الجنس أنثى
معدل التقييم: النصف الاخر عضو على طريق الابداعالنصف الاخر عضو على طريق الابداعالنصف الاخر عضو على طريق الابداعالنصف الاخر عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 354

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
النصف الاخر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كبرياء الج ــرح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

هلا وغلا كبرياء اتوقع ان مطلق ماخذ من اسمك كثير

الكبرياء الى براسه بيخليه يفقد حب ليلى واتمنى يلحق نفسه قبل ما يفقدها فعلا

مع انه جاى يرجعها ويتنازل شوى لكن من شافها قدامه رجع يجرح من جديد


والله يصبرك ياليلى عليه


نجمه اتوقع بيتعلق فيها سعود من صراحتها وجرائتها معه وبيحبها وبيصير ما يصبر عنها
لانها صارحته بالى بقلبه وعرفت وش يحس فيه

رائعه كبريا وبنتظارك بشوق

 
 

 

عرض البوم صور النصف الاخر   رد مع اقتباس
قديم 31-01-11, 07:44 PM   المشاركة رقم: 443
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 11696
المشاركات: 212
الجنس أنثى
معدل التقييم: غدر الحياه عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 13

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
غدر الحياه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كبرياء الج ــرح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

ابدا ً لست ممن يستعجلوكي انما على اقل من مهلك
فليست مجرد احداث التي اقرئها بل اني استمتع بكل حرف وكل كلمة تخطيها
وبالفعل ساشعر بالنقص عندما تفرغين من هذه القصة وسيفتقد المنتدى بعضا من رونقه وتالقه بغياب قصتك

 
 

 

عرض البوم صور غدر الحياه   رد مع اقتباس
قديم 01-02-11, 04:23 AM   المشاركة رقم: 444
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 188507
المشاركات: 15
الجنس أنثى
معدل التقييم: خصلات شعري ...إتمردت عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
خصلات شعري ...إتمردت غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كبرياء الج ــرح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

مررررررررررررررررررررحبا كووبه


ادري وحشتك وانتي بعد وحشتين <<<<< تموون

المهم انك مبدعه


وشهااادتي فيك مجرووحه

بالنسبه لطووقه الغااالي (مطلق) احسه بااالغ موو


واتمنى يهدي اللعب شوي ويعتق المخلووقه ويتزوجني


تدرووون بي احبه

لا تتاخري علينااا

 
 

 

عرض البوم صور خصلات شعري ...إتمردت   رد مع اقتباس
قديم 02-02-11, 08:52 AM   المشاركة رقم: 445
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة الكلام العذب


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 172238
المشاركات: 902
الجنس أنثى
معدل التقييم: كبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 233

االدولة
البلدUnited_States
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كبرياء الج ــرح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كبرياء الج ــرح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 



بسم الله الرحمن الرحيم ..

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ...


في القلب حرى .. وفي نفس العربي حاجه لابد ان يحققها ..
لم يكن ودي ان انزل لكم بارت وفقآ لحال امتنا الممسوسه .. انتهكتها الفتن و عاثت ارضها بالفساد
وهلكنا ياقوم .. نسأل الله السلامه في الدنيا والاخره ..
من ثوره تونس .. حتى سيول جده وكشف الخيانات تحت ستاره الجمال الزائف .. وحتى انتفاضه مصر العربيه
ويا لحالك ياامتي من حال الى حال .. و كلما قلنا غدآ سنصبح افضل .. نزداد سوءا ..
تشاغلنا بالامس بفلسطين المسلوبه و السودان والعراق .. ويارب استر على الباقي ..

لكن يؤخذ علي ككاتبه لاني لم انوه ذلك من قبل .. فاعذروني .. شد على ايدي بعضكم .. فغدآ علمه عند الله
لكن الظاهر مكتوب .. امريكا تكشر عن اسنانها واسرائيل اللعينه تحد مخالبها للانقضاض كل ساعه ..
اللهم اشغلهم بأنفسهم .. واحسن خاتمنا واجمعنا في خير ..
انفخوا في ارواحكم .. خير وامل من اجل الغد .. سألقاكم الاسبوع القادم .. وارجو ان تنفرج اسارير
كل عربي مسلم .. على وجه الارض ووننعم بالسلام والرخاء ..

في امان المولى .. بدعاء خالص من القلب الى كافه القلوب البيضاء ..





الجزء الرابع والثلاثون :


تمالكت اعصابها النافره بمفردها بعيدا عن انظار الاخرين.. هذا ما كانت تحتاجه ان تتخلص
من غيوم قد ضللتها لايام ... و تحاملت على نفسها ذلك الضعف الكريه الذي دك
اوصالها .. الذي جاء مجددا ليغزوها ويحطمها كليا ..
لكن لن تسمح لها بأن يثنيها ويصيبها في مكامن ضعفها ويغرقها في حزنها من جديد
لن تطلب منه حريتها بل ستأمره على تنفيذها ..
لن تسمح له بأن يسلبها المزيد من روحها .. يكفيه ماامتصه منه وتغذى بسببه ..

ضربت خديها بلطف تعيد له الدماء على صوت جدها .. واخذت لها نفس طويل ..
الوقت مر مسرعا .. والاحداث تتوالى .. سيضعها هي الوحيده بين قوسين
تلك الدقائق ستمر عليها طويلا وهو في الجانب الاخر منها ..
رتبت ملابسها .. و انتظرت ثواني تسترد فيه صوتها الطبيعي ..
حتى سمعت سلوى تناديها .. انتظرت تحتى دخلت هي ..
سلوى بإبتسامه : احزري مين اللي جاء ؟
ليلى بدون عناء : مطلق .
سلوى : ماشاء الله حزرت على طول ..
لاحظت عليها .. هدوءها وعدم استغرابها .
جلست جنبها وسألتها : تدرين انه جاي صح .. بترجعين معه ,,؟
طالعتها ليلى .. وبدون جواب .. خرجت من الحجره مباشره
لتقف في وجه اخوها ..
سعود بهدوء : زوجك موجود في المجلس ..
تكت على الجدار وقالت ببرود مصطنع : طيب ايش اسوي له ؟
سعود بإستغراب لطريقتها .. ورغم كذا ابتسم .. تجاوزها وقال لسلوى
: لو سمحت ياسلوى جهزي لنا الشاي والقهوه ..
استند بجانب اخته وقال : اليوم ننهي كل شيء ... خليك مستعده .
بلعت غصه متصلبه .. وواجهته بنظرات زايغه ..
: انا ماعندي مشكله ..
سعود بجديه وبصوت منخفض : المشكله لاهي عندك ولاعنده المشكله عند جدي ..
ارتعش صوتها بداخلها ففضلت الصمت تحت نظرات مترقبه .. تكشف العمق
قبل الظاهر ..قررت الانسحاب بقناع القوه .. متشاغله بأعمال كثيره في وقت ضيق ..
اعتصمت المطبخ .. مفضله الحراره التي تلهيها عن غيرها من الامور..
كانت تشتغل بآليه دون ان تحس او تلتفت ..
هند بضحكه مستفزه وهي تدخل المطبخ : ليلى .. الحقي زوجك مقطع الضحك
في المجلس مع جدي .
مسحت العرق و كرهت اختها في لحظه تناست فيها وجودها في العالم ..
اقتربت وهي تمسح وجهها ليحمر بشكل مفرط : خير يا هند ؟
الجده من الصاله : يابنت اذكري الله .. لاتحسدين الرجال ..
عاندت من حولها ..لن تفكر فيه..لن تفكر فيه ...
جلست ليلى بقرب جدتها متحاشيه النظر لها .. حتى وقت رفعت لها فنجان القهوه
كانت عاديه .. ضمت ركبتها واسندت راسها عليها ..
فاطمه :زوجك جاء .. ناويه ترجعين معه ؟
رفعت نظرات بارده .. تركتها بعدما اعطتها معنى واضح من خلال عيونها ..
فاطمه : شفتي ياعمه... هالبنت ورا راسها شيء ؟ صدق من قال العرق دساس ..
الجده بحده تنهي شكوكها : اسكتي .. لااسمع كلمه منك ..ليلى عندها جدها واخوها يحكو في امرها .
طل سعود والابتسامه على وجهه ..
الجده : ياعساها دوم هالضحكه ..
اقبل سعود عليها وقال : تسلمين لي ياغاليه .. ناظر عمته وقال ..
: عمتي ماعليك امر .. قولي للبنات ينزلون الغداء ..
لوت فاطمه فمها وقامت على مضض ...
بينما سعود ناظر حوله وسأل ..
: ليلى وينها ؟
الجده : راحت غرفتها ..روح يمه شوفها والله هالبنت حالتها حاله .
تأفف سعود لحاله اخته .. وبنرفزه رد ..
: انا رفعت يدي من حياتها .. هي لو تتكلم كانت حلت كل المشاكل .
اشارت له جدته بالاقتراب وهمست له ..
: مطلق ماقال ايش بينهم ؟
رجع يتأفف بشكل متوالي ..: اصلا الاثنين لايقين على بعض ... الاخ جالس
هناك ولا طرى عليه يسلم عليها .. بنشوف ويش نهايتها معهم ..
وعلى انتهاء جملته .. سمع صوت جده ..يستعجله بالغداء ..



**************************

يـا نــاس أنـا مـابــي دفــا قــلبـي مــن الحــب اكـتفــى
ويــن العـشـــق ويــن الـوفـــا ودانـــا

يـا قــلبـي يكــفـي مـاجــرى الجــرح تــوه مـابـــرى
مـاجـانــا مـن الـدنيــا تــرى كـفــانــا



احتضنت نفسها بتوتر .. لم تستطيع ان تمنع الخوف عنها ..
موجود لايفصله سوى جدران .. مضى مايقارب الاربع ساعات على وجوده
وهو لاصوت ولاكلمات ولارده فعل .. حتى سعود الغاضب منها ومنه
اصبح محايدا .. لا يقترب منها ..
كل الظروف تقف الى جانبه وهي منفيه هنا ..
ارتجفت بخوف لنغمه جوالها .. ففتحته على طول.. : آلو
نجمه : بسم الله .. وشفيك افجعتيني ؟
ليلى بإرتباك : نجمه ..
نجمه : عيون نجمه ..
ابتسمت ليلى براحه وقالت ..
: تسلم لي عيونك ياحلوه ..
نجمه : خير .. ليش صوتك كذا ؟
ليلى بحزن : مطلق هنا ..
بعد صمت سألتها : وليش خايفه ؟
تنهدت ليلى .بأسى .. : مااعرف ؟
خايفه و خايفه وخايفه ... ماادري ايش ناوي عليه .. ودي انتهي من كل التعب ؟
نجمه بصراحه : مافي شيء بدون تعب .. الحياه كلها على بعضها متعبه ..
تأففت ليلى وسألت بيأس ..: والحين ايش اسوي يانجمه ؟
نجمه برجاء : لاتصرين على الطلاق .. ارجوك ياليلى .. لاتسوي شيء ماتبينه
اعطي نفسك واعطيه فرصه ... ماتدرين يمكن جيته فيها خير ..
قامت وناظرت نفسها في المرآه .. وركزت على عينان ساهيتان غائبتان ..
تحاول عبثا ان تشفط بعضا من القوه العشواء ..
جاوبت بشرود : مطلق .. مايحب يخسر يانجمه .. حتى لو يبي يرجعني بيثبت لنفسه
ويثبت لي انه مايعرف الخساره..
كملت بتوسل مريب : خليني انهي على المسأله بنفسي .. بما باقي من كرامتي عنده
و انتهي .. مابنتظر حتى يهيني زياده .. كفايه ماجاني منه .. كفايه .
نجمه : الله يهديكم .. خلاص انتي هدي نفسك ..
بعدم احتمال على المواصله.. انهت اتصالها بداعي عمل وهمي ..
جلست بتثاقل على فراشها ... وادركت انه من الصعب ان تتخلى عن كل شيء وتتمسك بوهم
فهو لايساوي شيئا اامام حياتها .. فقد كان بمثابه سحابه بيضاء في افق احلامها
سرعان ماتحولت الى غيمه سوداء كئيبه ..
فهي كمن تحاول ان تشعل النار بالثلج .. و وتخمده بالكلمات التي لا رجاء منها ..
كان تفكيرها مازال مضمحلا وهي تلبس ملابسها استعداد لرؤيته اذا حان الوقت ..
تنوره غجريه بلون اسود .. و بلوزه حمراء بأكمام طويله وفتحه مستديره .. تكشف اعلى
صدرها .. مررت يدها على عظام ترقوتها النافره ... النحول بدأ يطرق جسدها طرقآ ذاويآ
مارست ماتريد بشكل ميت لاحياه فيه .. لاطاقه لها بتغطيه وجهها بخافي عيوب بشره باهته
وشاحبه و هالات سوادء مخيفه .. يكفي انه سيرحل ,...فلتكن بأي صوره وتنتهي .
رسمت عينيها بكحل اسود .. يظهرها بشكل اخر ..
صبغت شفتيها بلون احمر باهت لايختلف عن لون شفتيها الطبيعي .. بطعم الخوخ .
اعجبها تذوقه مرار وتكرارا وكأنها تجد في ذلك تسليه وملهاه عن عملها ..
فتحت هند الباب وقالت على عجل ..
: ليلى جدتي تقول تعالي ؟
ببرود جاوبتها : ليش ؟
هند : ماادري .. توها طلعت شكلها بتروح عند جدي ..
سألت على عجل : ومطلق ؟
هند بشك : اظن انه مشى .. سمعت سعود يقول لجدتي انه بيمشي بعد اذان العصر ..
تنفست بعمق وكأن انفاسها قد ضاقت عليها فجأه .. رحل مجددآ وتركها ..
اسندت جبينها على يدها ... تتروى قليلآ .
اهكذا مايبدو عليه الامر .. اترك الامر بيد جديها ورحل ..
اهذا مايريدان مناقشتها فيها .. او هذا ماجاء من اجله ..؟
ان يتركني وحيده في صحراء ... ويصبح امري على طاوله المداوله ..
لاتأسفي على حالك .. انتي من تركت الحبل على الغارب
انتي من تساهلت في حق نفسك .. فلا تبتأسي ..
بالكاد سحبت قدميها .. سحب ترغم فيه بتذليل كل شيء على المهد .
فــ وقت المخاض قد بدأ .. والنزف مازال مستمرا ..



************************************



اكتشاف رائع و سر يأبى الوضوح .. خفي عليه و ادركه الجميع
اليوم يطرحه صريع الذكريات .. الحلم يتهاوى على عتبه الانتظار ..
لابقاء له على ارض ليس لها قرار .. ايخاف من تفكيره المضمحل لهذه الدرجه ؟

قاتلته على حين غره .. في عيناها وميض مشتعل من فتنه حواء الشرسه
تلك الرغبه التي تحرضها على التحرر ..
كان قريبا منها .. كان سيشنق الكلمه على مقصله الاعدام .. كانت على لسانه لكنه
غير قنوع بها ..

" يريدها ولا يريدها "
وايهما يامطلق تختار السبيل ؟
عناء يتكبده للوصول الى غايته وهدر لسيل من المشاعر .. ؟
ولا طاقه تبذل بالطريقه التي يريدونها لو كان عليه الامر .. لسحبها من
يديها واحتضنها .. بكل مشاعره و لتعرف انها مكانها هو هنا .. بين ذراعيه .

وبخه ذاك العجوز .. واعطاه درس من دروس الحياه ..
الصبر . ..التضحيه .. الاحترام .. التنازلات ..
وهو لايعلم شيئا عن الحقيقه ؟
ألم تخبرهم ؟ وكيف تخبرهم ؟ بل كيف تجرأ على اخبارهم ؟
ليست قصه تحكى قبل النوم ؟ او لمجرد لتمضيه الوقت في جلسه سمر عائليه ؟
اتريد مني ان ادعها فالتفعل هي ؟ وحينها سأتركها ..
الجميع يتسألون عنها ؟ ولايعلم عنها سواي ..
اخيها الحانق علي من نظراته المبهمه وان بدى عاديآ ؟
والجد المتذمر من جيل لايقدر تلك العلاقه الوثيقه ولا يعرف التصرف ..
يعتقد انه جيل هش .. هامشي .. رخو برخاوه الحياه التي يعيشونها ..
هل تريد مني التمثيل على حسابها ؟ سأفعل .. فهذا ماتريده
سأمثل امامهم وان احزنني ان اكون غير مقدرا لهم ..
فهم في مثاليه عاليه من الاخلاق والتسامح ..


استغرق وقت طويل في التحديق الى فنجان الشاي الذي لم يصل الى شفتيه
وكأنه يقرأ شيئا ما .. او لعله يجد شيئا يخفيه عن الجميع ..
استخرجته الجده بدهاء منها : عسى الشاي اعجبك ؟
بالكاد التفت لها .. محاولا ايجاد اجابه مناسبه ..
: معلوم اعجبني ..
لم يكن سواها هناك .. بعدما خرج الجد في جولاته المعتاده على مزرعته
الجده : علامكم ياولدي ؟ كل واحد حاط في قلبه وساكت ؟
استخرج سبحته العزيزه ليفرغ فيها بعض من التوتر ..
: الله يسلمك ياعمه مافينا شي.. لا تتعبين نفسك فينا ..
الجده وعلى على وجهها الحزن ..
: الله يهديك ياولدي .. انت تتكلم عن بنتي .. ليلى في حاله مايدرى بها الا الله
انتكست صحتها .. مادري ايش بلاها .. لانوم ولااكل ولا جلسه تسر الخاطر مثل اول
انا ادري ان بينكم امور ماتحبون نعرفها .. لكن ياولدي كل شي ينحل بالسياسه .

مطلق وانتفضت حواسه .. بسماع امور لم تسره .. لقد رأها .. لقد ساءت حالها كثيرا
واختلفت في كل شيء ..لكن ان تتأزم الحاله و تعود بما هو اسوأ ..
زاده ذلك اصرار وقتاليه على نيل مايريده ... لكن لايستطيع ان يعطي وعودآ فارغه
لايقدر عليها ..إلتزم الصمت .. حتى سمع صوتها بنفسه .. وابتهج وان كان اناني
في مشاعره لكن لم يمنع تلك المفرقعات من التفجر داخله ...
سرح في تفاصليها الصغيره .. و جلبه ذلك الاحمر للحياه .. نقطه الارتواء ترتكز على شفتيها
وان اعتلى جبينها تقطيبه دهشه .. لم يمنع نفسه من الابتسام و السرور .. والنهوض من اجلها .
سيدعي التمثيل امامها لكن كله رغبه .. كله رغبه في الوصول إليها ولمسها .. وان تحجج بوجود
تلك امام ناظريه فهذا مايريده ان يمنع اي رده فعل عكسيه لما يريد ان يهدي نفسه به .

تسمرت خطواتها على اعتاب الصدمه .. كان في كل خطوه تزرع اسمه في الارض وتدوس عليه
بكل ألم .. كانت تكثرمن الاعذار والاسباب و ترتسم على ملامحها كل علامات الموت والفقد ..
لكن ماإن واجهته اختفى كل شيء بداخلها و انعدم الهواء فجأه من حولها ..
كانت تدخل بثقه ان هناك قاضيان عركتهما الحياة واصحبا قديرين عندها ...وهما جديها ..
تطلعت الى ابتسامته والى خطواته القريبه القادمه .. و ارسلت نظرات مستفهمه ضائعه الى جدتها
لكن لافائده .. كانت متفرجه مستمتعه ..لاتدري عن سوء الحال .
امسك ذراعيها بطريقه يشدها ناحيته .. ارتسمت على وجهه ملامح داهيه يجيد التمثيل بل يحترفه
كانت تحيته عميقه قبله متعطشه تتوغل في وساده خدها الذابله ..
ارسلت تيارات من الارتعاشات على طول عمودها الفقري ..فارتعشت بين يديه متجاوبه له ..
سألها وكأن شيئ لم يحدث بينهما منذ فتره : كيف حالك ؟
كل معاني الرجاء والتوسل مكتوبه في عينيها .. اغتالت فرحته بلقاءها .. كانت بائسه .. ومعدومه المشاعر
فـ لم يزيد من تعذيبها ؟.. خلصت نفسها بسهوله بعدما ارتخت قبضاته ..
وردت ببرود : الحمدلله .
جلست بجانب جدتها .. التي استهلت الحوار .. بطريقه قد اثر فيها اللقاء القصير المليء بالخداع
: الله يسعدكم ياعيالي .. ويرزقكم بالذريه الصالحه ..
تطلعت بعذاب الى خطوات جدتها .. وقد تركتهم لبعضهم .. ينثرون الملح على الجراح ..
رجع مكانه .. متمالك اعصابه التي بدأت تضعف .
زفر بنفس مرهق .. وقال : طلباتك يابنت الناس ؟
عينيه لم تتطلع إليها .. يخاف ان يستسلم الى ذلك البؤس الذي تجسدها و اصبح يعذبها ويعذبه .
ويستجيب لرغباتها بدون تمهل منه ..
تشابكت يديها بتوتر .. وقالت بصوت هادئ منخفض ...
: الطلاق ..
اصدر اهه طويله وبعدها طالعها بجديه وسأل وعينيه تنتشر في مسرح وجهها ..
: وغيره ؟
ليلى بصبر : مابي غيره ..
رفع حاجبه وقال متهكما : متأكده .. ماتبين غيره ؟ خلينا ننهي كل شيء في جلستنا .. لانها بتكون
اخر جلسه بيننا ..
شدت على يديها اكثر و تطلعت اليه بنفس النظرات .. وقالت بألم يقطع احشائها من الداخل ..
: مابي شيء .. ارجوك انهي المسأله بسرعه ؟
ضم يده ووضعها امام فمه .. محاولابشتى الطرق ان يحتمل ماتقوله بهدوء يكاد يفجره ..
: اشوفك مستعجله ..على كل حال انا كمان مستعجل ..لكن عندي شرط ؟
تركت يديها لتمسك بطرف تنورتها بتوتر ..
: شرط ؟
مطلق : ايه شرط ؟
اغمضت عينيها بحزن يكاد يميتها : تفضل قول ايش عندك ؟
وقف مستعد ينهي النقاش .. وناظرها بتحدي
: قولي لاهلك الحقيقه .. كل شيء صار بيننا ؟ من نقطه البدايه حتى النهايه ؟
وقفت ضده وقالت بصدمه ..
: تبيني اقولهم شيء ماصار .. ؟ شي من المستحيل تصديقه ؟ شيء من صنع خيالك ؟
صرخ فيها متجاوزا كل الاعتبارات ... مخدر الاحساس ساعتها ..
: والصوره من صنع خيالي .. و شوفته لك ايام ملكتنا من صنع خيالي ؟
رمى بسبحته على الارض وكمل بقهر اسود فيه وجهه وتراجعت فيه للخلف ..
: وجيته عندي واعترافه بحبكم لبعض .. من صنع خيالي ؟
ألجم لسانها .. وكادت ان تعمى من شده بحلقتها فيه بدون فهم ..
كيف ومتى ولماذا ؟
اصابها الصمم .. وغرفت في بحر المستحيل ان تؤؤل الامور لهذه الدرجه من المراره ..
كانت انفاسه تزيد .. ويصعب عليه حتى التنفس .. اقترب منها
وضرب على صدره بغضب بدون اهتمام بنفسه ..
وبين كفتي عفريت قد وضع مصيــــــــــره ...
: انا مجنون .. مجنون .. مجنون .. وانتي الوحيده العاقله .. ماتعرفين شعور
اني كل يوم اموت و انا اشوف زوجتي تحب واحد غيري .
انخفض صوته بضعف قد مس جسده واعصابه وانتهى به ..
: تعرفين كيف اتحمل اشوفك وانتي تحبين غيري ؟ صعب علي ان اعرف شعورك ناحيتي ؟
وصعب اقول انتي لي و في الحقيقه انتي ابد مو لي ..
غرقت عينيها في حزن على حاله .. وادركت انها هناك مالم تعلمه ..
ان هناك سببا لكل شيئا بينهما .. عراقل وضعت في طريقهما ولم يتجاوزوها ؟
مر خطآ اسودا غارقا بدمع شديد الملوحه بشده حزنها .. وكأنها غطست فيه كلها
ولا منفذا لها .. وراتخت تلك الشده اعلى كتفيها ..
كيف ستخرج الان ؟ بل اين الفرار من كل هذا ؟

تقوس حاجبيه بأسى على حزنها .. وان كان بسببه ..لم يكن ان تصل الامور
لحد الاعتراف .. لكنه ارهق من الكتمان والتحمل .. هل تعذره الان لم يصب
الزيت على النار بلا اهتمام بماحوله ؟..
لما يشرب قطرات من البحر مستسيغآ طعمه وبجانبه عذوبه ماء دافق ..
مسح دمعه سوداء قد وجدت طريقها على خدها .. وثبت يده عليها بلطف
وبصوت هادئ مستسلم : لاتبكين ..
انحنى رأسه ليمعن النظر في عينيها ... لتزيد اتعابه اطلالآ ..
وكمل بنبره اسف : الغلط غلطي من البدايه .. آسف ماكان من حقي اخرب حياتك
اخذتني العزه والكرامه .. و غاب عني العقل في لحظه غضب .


شهقت حتى كادت روحها تخرج من جسدها .. مازال يتخبط في اخطائه لكن ليس مطلق
بكبرياءه المعهود .. وغطرسته الواضحه ..
مازال يفهم الامور على طريقته و يفكر بأنها كانت تحب ذاك حبآ اسطوريا جليآ
لكنه يعتذر لها .. يعتذر في النهايه .. والمخيف انها النهايه ..
اهو حزين من اجلها هي ؟ وهما على اعتاب الفراق ...
الان بت اسفآ حقا .. كيف تأسف وقلبي قد جن جنونه بسببك ؟
ابتعد عنها حازمآ وقال : بكلم اخوك وجدك وانهي المسأله بشكل ودي ..


القى بيده بجانبه .. و طالها زفير حار من رئتيه .. استدار هاربآ .. تاركآ .. مودعآ ..والاحرى راحلآ
وهي تنتفض .. تنتفض .. تنتفض .. حتى شعرت بأنها على اعقاب الموت ..
اغمضت عينيها مطولآ تتمنى الرحيل معه .. او بدونه حيث لايكون موجودا في العالم
وهي غير موجوده .. حيث لاخرائب في طريقهما ولا هموم ولا خيالات مشيده في الهواء
يكفي هو وهي ...

ارضي بالمقسوم في خيره وشره
خلني انعم بحبـــــك يامـــرادي

لم تعد ترى شيئا امامها .. في ضبابيه غطت عينيها .. و سلبت كل مافيها ..
والرجفه في قدميها تجعلها تمور ... و تدور وتغوص في اللا معقول ..
اين تلك القوه والتحدي والاصرار على الاخلاص ... ؟
همست بإسمه حتى خشيت ان صوتها لم يدركه .. لايمكن ان ينتهي بذلك الشكل ..
إلتفت لها .. مستطلعآ الصوره لاخر مره ..
اغمضت عينيها بشده لكي تنهمر الدموع بغزاره ..
اطلقتها في الهواء مع بقايا أمل .. : مطلق .
ماذا كانت تريد منه الان ؟ الم يقل كل منهما ماعنده ..
ألم تفرغ جعبتيهما بعد؟
انتظرت حتى استقرت عينيها الدامعتين عليه .. بما اعتلى النفس وباح بما ضاق به
القلب حتى تفجر براكين دماء .. وهواء .. واستراحت لانه سمعها ..
همست بما تحدت ان تنطقه مجددآ .. بما ضاق به الوجدان ..
تعرف انها على على هاويه الانهيار وعلى شفير جرف خطر ..
لكن اتقوله الان قبل ان يفوت الاوان ام يموت في قلبها للابد ..
قلبت اجفانها وسقطت بهدوء .. يتلاحقها بخطواته المتعثره .. ويضمها بأمان قبل ان تخدشها
الارض .. مابين جناحيه تسقط فاقده للوعي .. وعلى نبضات قلبه السريعه قد استقرت ..

يا لهول الموقف في قلب رجل اعتاد على بناء الحصون والقلاع وسجن المشاعر
ويا لصعوبه الادارك على قلب لم يرهف لوجله حِسان ..
ويا الله على صرخه رجل تخرج من صمت الحياة .. لتقتل السكون وتحرك الجمود بزحزحه كبيره
لشيئ قادم .. اهلكهما حتى ظنا ان القلب لن يعود وينبض مره اخرى ..
اطلق اهه طويله .. وصوت ضميره يناديه بأن ابتعد .. وخلص نفسك .. ابتعد ..



*********************************




خرجت من بيتها .. ومعها اخوها الصغير محمد .. اليوم على غير عادتها
مازارت خالتها ام سعد ... عاده تزورها قبل الظهر .. لكن اليوم زياره سعود
لها قلبت مزاجها وغيرت عادتها ..
للتو انهوا صلاه العصر .. وهي تسير متجنبه زحمه الرجال ..
قبل يفلت اخوها من يديها .. ويركض بعيد عنها .. لحقت عليه وهي تناديه
بصوت منخفض ناقم ...
وقف على جهه يلعب فيها الاولاد كره قدم .. مسكت يده ..
وقالت وهي تلهث : اعنبوا ابليسك .. قطعت نفسي .. لاتتركني مره ثانيه .
استدارت لتتصطدم بوجه غاضب .. تراجعت بصدمه للخلف .. وشدت قبضتها
على يد اخوها الصغير ..
سعود بغضب لاول مره يحسه ..: انتي ماتستحين ؟
شدت مسكتها للعبايه وقالت : وشفيك .. عسى ماشر ؟
سعود : لا والله وباقي لك عين تسألين .. يعني تحسبين كل مره تسلم الجره ..
نجمه : سعود .. تكلم ولا ابعد عني ؟
مسك عضدها و مشى بها ناحيه البيت بعصبيه واضحه من انفاسه ..
نفضت يده بقهر .. وهي تطالع حولها ..
وقالت بإنزعاج : انت نسيت نفسك ..كيف تمسكني بالطريقه هذي ؟
سعود : وانتي نسيت نفسك انك متزوجه .. كيف تخرجين و تستعرضين نفسك
قدام الرجال لاحيا ولامستحى .. ولا باقي مطلعه صوتك .. وكأن اللي حولك
خرفان مايسمعونك ؟
ارتفع ضغطها من طريقته فقالت بهمس غاضب : مالك حق تكلمني بالطريقه السخيفه
هذي .. كنت انادي اخوي وصوتي ماكان طالع ؟ ويش اسوي اخلي الولد علشان
حضرتك ؟
تركته وسارت مسرعه .. ناحيه بيت ام سعد ..
لحقها وقال بعصبيه : وين رايحه في هالوقت ؟
نجمه وبعدها تمشي بدون اهميه له ..
: عند ام سعد ..
مسكها وادارها ناحيته .. صرخ في وجهها بصوت عالي..
: اقسم بالله ان مارجعت البيت بالرضا.. لاكون رادك له بالغصب ..
حاولت تدفعه لكن ماقدرت .. فانطلق اخوها يبكي بخوف .. من مشهدهم
نجمه بإذعان لصرخات اخيها المتواليه : والله لومااخوي .. ماكنت رجعت ....
مشى معها رغم تأففها .. دفعها ناحيه البيت و.. فانزعجت من طريقته لها ..
نجمه : اخر مره اسمح لك تعاملني بالطريقه هذي .. لاتحسبني سهله ياولد الناس ..
نفض الطرحه من على وجهها .. ليشوفه ... كان احمر من شده الانفعال ..
وعيونها متأججه بغضب كبير ..
سعود بنفس النبره : ماعلي منك .. انااخر مره اسمح لك تخرجين من البيت من غير
شوري .. انتي متزوجه ولانسيت .
زمت شفايفها بغيظ .. لان كل كلماته فيها صحيحه وصادقه .. وهي قبل ذلك سمعت
درسآ تربويا دينيا من والدتها لكن احبت ان تغامر دون ان تأخذ رأي احد ..
وتتصرف بطبيعتها المعهوده ..
نجمه : وان يكن .. ماعلي منك .. ذاك الساعه لكنت في بيتك اصدر اوامرك .
قبض على ساعدها بغلظه ..
: لا تخليني اتهور وامد يدي عليك ..
نجمه بتحدي : لا تهور .. والله في سماه لاردها لك .
ضحك بسخريه منها وقال يحاول يسكتها ويجرحها بأي طريقه ..
قدرت عليه بسهوله و خرجت النقيض الاخر له ..
: والله انك بلشه .. هي امي داعيه علي يوم مشيت في طريق كنتي فيه ..
ترك يدها وعدل شماغه بطريقه عاديه .. بينما هي مقهوره لاقصى درجه ..
نجمه : ايش قصدك بالطريق اللي كنت فيه ؟
سعود ببرود : طريق الندامه .. قلت اساعدك واكسب فيك اجر ..لكن طيب النوايا
ماله في الدنيا نصيب ..
كان بيخرج بعدما رمى لها بنظره غريبه .. اقرب للاشمئزاز .
مسكت يده وقالت بإستفهام : ايش قصدك فهمني .
سعود : مايهم ..
نجمه بإلحاح : عندي يهم ..
سعود بتردد : انا اللي شلتك وجبتك لباب بيتكم يوم اغمي عليك ..
انصدمت بقوه الحطام من اعلى الجبل .. وتغلغل الالم لديها حتى شعرت بقواها تنهار امامها
صرخت بعصبيه ظاهره في ملامح وجهها ..
: وبعد كل هذا الكلام .. ايش اللي تقصد تقوله ؟
قفل الباب بعصبيه وقال : اسكتي ..
نجمه بنحيب : اسكت وليش اسكت .. ليش تزوجتني ياسعود ؟
شد قبضته وقال بصعوبه : وهو يهم ليش اتزوجتك ..
صرخت فيه بقهر :ليش تزوجتني ياسعود ؟ ..
توترت اعصابه وشعر بالخوف فجأه من حالتها ..
: تزوجتك علشان جدي ..
وصلتها المعلومه بكل هدوء فجلست على الارض وانتحبت بشده
ظلت تبكي بصوت عالي .. منهاره ومخدوعه ..

كانت كالحمقاء تنزف له كأحسن عروس ..
كانت كالحمقاء عندما بنت في اسرارها بيت لهما ..
كانت كالحمقاء عندما فكرت انه هو الرجل المثالي .. والمحبوب .
لكنها خدعه .. خدعه .. و درس فكاهي في الحماقه ..والسذاجه
صورتها هي على احسن مايكون .. وهو استتر بالاخلاق والقيم وان كان مخادعآ ..
ابتلع ريقه بصعوبه وانحنى عليها ..وهمس برقه : نجمه .. اللي فات مات ..
ناظرته بشراسه .. وقامت بسهوله ..
وقالت : ماهو انا ياسعود .. انا مو رخيصه ولاسهله علشان تنغصب علي .. مابيك النفس
عافتك .. النفس عافتك .. حللني منك .. ..
كظمت انفاسها المقهوره وظهرت له كـ ند مستوفي الشروط ..
نعم انثى .. لكني لست سهله ..
نعم انثى تحب !! .. ولكني لست مطمعآ لاصحاب القلوب الضعيفه ..
..لست من ادثرهم ببلاده عواطفي ..
ولست من يصنع لهم تماثيل فخافه على حسابي
لست من يصنع لهم تيجانآ من دموعي ..

انا نار وبركان وهدير موج غاضب ..
انا قمه و شموخ و صرح عالي ..
انا انثى .. بمخلب و ناب و سم قاتل .. لا تهزأ بها .. تسلم دائما ..
كن عونآ لها فتعينك ..
كن سترآ لها فتغطيك بل تحميك ..

مسحت دموعها بشموخ انثى لاتهاب الرجال ..
وبصوت حازم : طلقني ياسعود .. طلقني ..

سعود في رده فعل ليس لها سابق في حياته .. لم يتوقع ولم يعتقد نهايه الامر
سيقر بينه وبين نفسه انه استهان بها ككل انثى جاهله في القريه ..
واستهان بها بالذات .. كان يظنها مثل غيرها .. تخنع بصمت و لاتهتم كثيرا ..
ككل من اعتادت العمل في البيت بسكات و انخفضت رأسها بضعف ..دون صوت
او حلم او حتى رغبات ..
من شعرن بان الخلاص بيدي الرجال امثاله .. وان حريتهن مرادهن بأي طريقه تكون ..

شعر بالخوف . .. والحزن .. لم يكن يعتقد ان امره سينتهي بطريقه لم يخطط لها ابدا
غيرمحسوبه هي التوقعات ..غير مدرك للعواقب .. فما له غير يومين ... او اقل من ذلك ..

حاول ان يكون صبورا غير مباليا بإنفعالها .. لكنها مسكته .. بقوه
وقالت بتحدي : والله ماتطلع حتى تنطقها وتريحني ..

سعود في حاله لايحسد عليها .. حاول ان ينطق بكلمه لطيفه تداعب مشاعرها
عساها تلين لحظتها .. ما إن فتح فمه ..
حتى سمع صوت صفعه .. قريبه منه .. نظر متفاجئ للجهه الاخرى..
ليطل في عينين غاضبتين تشبهان عيني التي امامه ..
نجمه في صدمه تحجرت من هول الصفعه ..لقد كانت قويه مزعجه .. مؤلمه

ام نجمه بغضب : ماعندي بنت تطلب الطلاق .. وهي ماطلعت من بيتي بعد ..
نجمه بصدمه : يمه ..
سحبتها ام نجمه ناحيتها وقالت بعتب: انا قلت لك لاتطلعين من غير شور رجلك ..
لكن انتي ماتسمعين الكلام ..
وجهت نظره مهزومه .. له .. وقالت : انتي مو فاهمه الموضوع ؟
ام نجمه تدفعها قدامها مع نظرات اسف لسعود ..
: وماودي افهم الموضوع .. امشي قدامي ..

بالكاد دفعت نفسها .. والالم محتل كل جزء من جسمها ..
اهانه .. ونقصان كرامه .. و ذل لم تتوقعه في حياتها ..
كانت ستنهي كل ماشعرت به من خزي امامه ..
وتنهي عذابه .. لن تعيش مع شخص لايريدها ولم يختارها هو ..
لن تعيش معه وهي تعرف انه يكيد لها و يكن لها الحقد .. بأنها السبب في تدمير حياته .
لكنه وعد زرعته في روحها المتمرده .. ولن تيأس من تحقيقه ..
لن تجعل الذل يختال في مسرح حياتها .. وهي تتفرج عليه .



**************************************




حشر في زاويه وادركته المنون في غيبات الاماني .. بل في اختفاءها ..
وهو لايعلم ماالعمل ؟
ايدخل كمنجنيق يدك الحصون .. ويقلب الارض على اصحابها ..
ام يعلن هدنه واستراحه محاربين يهون القتال فيه الى اخر الانفاس ...
او يرفع الرايه في مثل حالته ..لامفر ولاهروب .. ولاقرار شافيآ يهدي القلوب ..

منذ حملها وادخلها .. تنازعن عليه بنات حواء .. و قررن انه لاعلاقه له بها
والتفتن حولها .. بعدما نبذوه خارجآ .. و لاصوت يأتيه سوى ارتباكات و رثاء
وبعدها عم الهدوء .. وبدأت الاستنتاجات ..
دار حول نفسه بعدما مل قياس الصاله التي يمكث فيها .. قطع السبحه الي بيده
يلفها كامله في دوره غير محسوبه ..
دخل سعود متأففا .. يخاصم ذباب وجهه .. يصفق الباب خلفه و يرمي عليه دعوه صماء ..
وقف سعود وانعقدت حواجبه بإستغراب لحاله مطلق ..
مطلق براحه بعدما رآى بصيص من النور في سعود ..
: جيت والله جابك .. ادخل وشوف ليلى .. طاحت علي في المجلس ولا احد طلع وطمني عليها ..
سعود بخوف ..: ليلى ..
دخل بسرعه و صوته يعلن حاله من الخوف الذي مسه ..
وقف على عتبه حجرتها ..وعلى طرف سريرها .. جلست جدته ويدها على صدر ليلى
تقرأ المعوذات .. راقبها ..كان واضح عليها التعب .. والارهاق ..
سأل بهدوء بعدما قرب من جدته : ايش صار لها ؟
الجده بحزن : والله ياولدي ماادري عنها .. ماشفت الا زوجها حاملها بين يديه مثل الورقه .
مسكت سعود وقالت بيأس : هالبنت اصابتها عين ما صلت على النبي .
سعود ويده تحيط بكتف جدته وقال : ياجدتي الله يهديك .. البنت تعبانه ..ماتاكل ولاتشرب مثل الناس .
تنهد بتعب .. ليس نقصان في كميه التعب اليوم .
فـ قبل قليل فجر قنبله ظنها لن تفجر الا بعد حين ..
سعود : بروح اطمن مطلق عليها ..
الجده بلوم : الله يقطع الشيطان .. إلتهينا في البنت و نسيناه .. قوله انها بخير ..
تنهد سعود وقال بإستسلام : كان الله في عون الجميع .. والله ماحد مرتاح في دنياه ..
الجده بحنان : وانت علامك بعد ؟ وشفيكم ياعيال احمد كبرتم وكبر همكم معكم ..؟
ماقدر الا يبتسم .. وهو يتخطاها ..
كيف و لايكبر معنا .. فنحن بعض من كل همومنا ..
هو حال البشر .. لايتعدى يوم ويتخطى همومهم الا يجب ان يتعدوها هم ..
هي حال الدنيا يا اماه .. فلقد وضعت الهموم لتصعب علينا الحياه .. ولندرك لما وجدنا فيها اساسآ ؟


طلع سعود له .. رغم كل شيء تحامل على نفسه الا تزيد همومه
ففي قلبه حرى منه .. له يد في كل هذا ؟ يعلم ذلك ؟ فاخته لاتنكسر بدون سبب ؟
مطلق : طمني عليها ؟
سعود ببرود : جدتي تقول انها بخير ..
مطلق بعصبيه غير مبرره : جدتك تقول انها بخير .. وانت ايش تشوف ؟
تقدم سعود خطوه غاضبه منه وقال : انا اشوف انها منكسره و تموت قدام عيني .. والسبه حضرتك
ماادري ايش سويت لها .. لكن انا واثق ان فيها شي .. ؟ ارتحت الحين ؟ هذا اللي تبيني اقوله لك ؟
مطلق .. ويزفر انفاسا امتلأت في صدره .. كان غاضبا من نفسه .. و يتمنى ان يفرغ
ذلك الغضب في اي احد كان ...لكن الان مشغول بها ولايريد ان يتشاغل بشي اخر غيرها ..
جاوبه بهدوء : خليني اشوفها ..
تنهد سعود بأسف وقال : السموحه يامطلق .. حالها ماعجبني .. لاتلومني هذي اختي ..
مطلق : انا مقدر الوضع .. وانت بعد يا سعود لاتلومني ..
كان بيسأله سعود .. عن السبب لكن اكتفى بالسكوت ..
لايريد ان يسمع مايؤرقه و يرهق تفكيره .. فلقد وقع الان في حفره حفرها بنفسه ..
ابتسم سعود بألم .. مالهم يدورون في دائره واسعه .. جدرانها تعلوهم ..
وهم حيارى ..سكارى .. في متاهات الدنيا يضيعون ويغامرون بحياتهم ..
مطلق بلهفه غير متزنه : شوف لي درب ياسعود .. وخليني اطمن عليها ..
سعود بضحكه : انا لو قلت لك موشح عن حالتها الصحيه ماتبي تصدقني .. لازم تشوفها
عيونك .. ابشر يالنسيب وحتى في راسي فكره علشان نرتاح من الحاحك ..
ابتسم مطلق بإمتنان .. وادار ظهره .. علقت انظاره في مكان يرسمه هو في افقه
بحيره يجدها في كل درب ..
سمع نداء سعود له .. فدخل مخفض الرأس .. يقوده قلب يتصارع مع شرايينه واوردته
وخطوات بالكاد يحصرها بينه وبينها ..
كاد ان يتراجع .. يخاف ان يظهربصوره يستغربه الناظر في وجهه ..
يخاف ان تقرأ في صفحه ملامحه كلمات اخفاها عن نفسه ..
حتى وقعت عيناه عليها .. تلوذ بالنوم بعيدا عن صخب صدره النابض بدقات قلب مجنونه ..
الجده وهي توقف مستنده على يد سعود .. معلنه صمتآ مستغربا .. تخرج بهدوء تاركه الفراغ
يتوسد مكانها .. على فراش ليلاه .. وهو الذي لايعلم اي جمود ثبت قدميه ...
مضت دقيقتان .. وهو على تلك الاستقامه .. ينظر لها من بعيد .. يعلو صدرها من بين الفينه
والاخرى .. انتفاضه انفاس صاعده .. وتستقر بهدوء ..
اقترب .. بعدما تداركه الوقت وهو لم يشبع منها ..
جلس على السرير .. ليلتمس فراشها المحسود عليها .. يخبآ رائحتها في تجاويف قطنه
و ينعم بملمسها بعيدا عن الاخرين ..
ابتسم واصابعه تجد طريقها تلقائيا ناحيه يدها .. ولتذوي صلابته حينها .. ويطلق نفسآ مستسلما
لاهثا .. وهو يلثم اصابعها برقه لم يعتدها ..
همست بإسمه .. ليرتعش قلبه الصلب ويفتت بعضآ من قشوره .. وكأنه يجدد الصبا ..
بالكاد حافظ على رباطه جآشه و تحكمه في خلايا عقله .. وعن ماذا ؟
عن زوجته .. ان لايمس رقتها .. او يلثم شفتيها ورقبتها .. او يهمس في اذنها مطالبا يإستيقاظها
لكي تروي عطشه وهي واعيه له ..
كلمتها له تجعله انسان ااخر بعيد عن رغبته .. يعشق ان يفعل لها شيئا تحبه ..
يضحي براحته من اجلها لو تريد ..
اقترب منها .. لامس خدها وخاف ان يخدشه برعونه ذقنه الخشن .. كاد ان يهمس في اذنها
كلمات ينحتها في الصخر ويتستخرج جودتها بإخلاص .. .. .. لكنه خشي ان لايفي بوعوده
ابتعد على الفور .. باسمآ لذكرى تناسب مثل هذه الكلمات .. اخبرها بها
في ليله لم ينساها .. في ليله كانت بين احضانه .. كانت ليلاه بدر كامل في ليله دافئه ..




***********************************




ظلت تبكي في زاويه كانت تعشقها وتلجأ إليها في طفولتها ..
عندما تعاقبها والدتها او تتشاجر مع احد اخوتها ويكون لها نصيب الاسد في الضرب ..
علقت مابين حائطين يطبقان عليها .. تكاد تختنق .
لاتستطيع التوقف عن البكاء او حتى التفكير...
تحسست تلك الصفعه المؤذيه.. لتنتحب بصوت اعلى ..
غير ممكن ومستحيل .
كيف امكن ان يحدث ذلك ؟
تذكرت ليلتها تلك .. والشكوك التي جاورتها على فراش المرض ..
و في النهايه طلع منقذها الفارس المغوار.. سعود .. ينهي ما ظنوه بالعار ان يحدث
كيف فعلوا ذلك ؟
بل كيف سمحوا لانفسهم ان يقرروا شيئا لم يكن لهم ولايخصهم ؟
بل ذاك الاحمق المستتر بأخلاقه الرفيعه .. الاستاذ المثالي والصوره الكامله للرجل الخلوق
كيف يسمح لنفسه ان يخدعني و يغتال براءه فرحتي بإقتراني به ؟
مسحت دموعها بخشونه والتفتت لافكارها برقه ..
طيب يانجمه انتي دائما كنتي تتمنين لو يتطلع فيك او يجيب طاريك على الاقل ..
نسيت يانجمه انه الوجه الدائم لفارس الاحلام .
لكن كل الذي فعله لك هو معروف .. اصمتي واقنعي بالواقع
هزت افكارها برعونه .. بينما تطلعت للجهه الاخرى المحايده ..
كيف ترضين بشخص مجبور عليك ؟
كيف تسمحين لنفسك تعيشين مع شخص مايحبك ولا يهتم فيك ..
انتي ضحيه .. عرف وتقاليد ..واضحيه لألسن كانت قادره على قطع رقاب و ارزاق ..
لكن حتى هو ضحيه .. وان كان رجلا,, لماذا نعتقد ان الرجل محرر من قيودنا ..
لا للاسف فالرجل مصلوب كالارض .. له مالها وعليه ماعليها ...
لكن كان قادر يتخلص مني بسهوله .. كان بإمكانه بخبرني بطريقه غير مباشره وان شاء مباشره
كنت سأحزن وقتها صحيح ..لمده واعرف ان ذلك هو الصواب .. لكن الان اشعر بأن لاقيمه لي مطلقا
سخرمني بكل سهوله .. كان بإمكاني ان ارفض واسد الطريق .. وانتهي من كل هذا العناء ..
والان فهمت مغزى تلك النظرات .. وتلك الكلمات المدسوسه بسميه بين كلامه ..
كم هذا مؤلم حقا .. لكن سأستآصل الالم ولن اجعل له مكان في حياتي ..
لن ارضى بالحال ولو فعلت مالم يفعله الاخرين ..


*************************************



ليلى وبالكاد تبلع اللقمه الصعبه .. و تتذمر من عقوبه قاسيه
يجرعونها الطعام كأقسى عقاب لها .. لا تجد طعمآ له او مذاقآ ..
تحدق فيها سلوى كجلاد ينهال على المجرم بسياط من العذاب ..
وجدتها كحارسه فوق رأسها تتأكد ان الطعام يجري مجراه الطبيعي حين يدخل فمها ..
دفعت ليلى بالمعلقه الاخيره وقالت بتوسل ..
: الله يخليكم كفايه .. والله شبعت .
الجده : ماهو على كيفك يابنت .. اذا طاوعناك زياده ومشينا على شورك بنشوفك ميته بيننا .
ارخت رأسها على المخده وقالت ..:
يمه .. الله يخليك لاتجبريني على شيء ماابغاه .. كفايه اللي اكلته .
تنهدت الجده بتعب .. ومسكت رأسها وقالت ..
: الله يهديك يايمه .. انتبهي لعمرك .
شدت على نفسها وهي تنهض بصعوبه .. وتسير متثاقله الخطوات ..
بينما سلوى تبتسم وهي تحرك الملعقه في الصحن..
ليلى بهدوء : وانت علامك تبتسمين ؟
سلوى : والله حالك عجيب ياليلى .. انا ادري انك زعلانه من زوجك .. لكن سبحان الله
ماتطيحين الا وهو موجود .. ياعيني على الرومانسيه
ضربتها ليلى بلطف وقالت ..
: ياسلام .. والاغماء رومنسيه .. كل اللي حسيت فيه دوخه ..
سلوى بضحكه مشعه من عينيها ..
: والله لو تشوفين شكله .. وده ينفينا من الارض و يقعد معك .. لكن المسكين شافنا
متجمعين عليك ..سحب عمره وطلع .
وخزتها الكلمات .. وذكرتها بتلك اللحظات المؤلمه ..تشعر بها اشد من غرس الخناجر في الجسد
لاتستطيع ان تنسى تلك الكلمات والانفعالات الواضحه ؟
تنهدت بأسى .. وقالت : وينه الحين ؟
سلوى بتعاطف : والله مدري .. ساعه طلع من عندك .. خرج من البيت .. يمكن رجع ؟!!
اغمضت عينيها بألم .. وسألت مجددا بهدوءها المريب ..
: وجدي وينه ؟
سلوى : في المجلس مثل العاده .. ياهو عصب لما درى عن طيحتك ..
و ظل يهاوش كل من يوقف في وجهه .. يقول انه مدلعك ..
ابتسمت .. وقالت واجفانها متثاقله ترغب في النوم ..
: سلوى .. ودي انام ..
غطتها سلوى بحنان اخوي .. وقفلت الانوار والباب بهدوء خلفها ..
حدقت في الظلام .. لتتساقط دموعها بألم ..
سلطان زاد همومها اثقال لاتحتمل ..!!
كيف له ان يقطع شريط حياتها منذ البدايه ... ؟
كيف له ان يغلق ابواب كانت مشرعه لها بأمل ؟
كيف تلوم ذاك وهو يرى اثباتات بصريه هدت حبائل صبره ..
ولا اعلم لماذا اخفى علي مثل ذلك الامر؟


يكفي انه مازال يعتقد انها تحبه .. وانه افسد حياتها بدخوله فيها ..
مازال يظن انها مسلوبه المشاعر لـ سلطان ؟ وانه آسف من اجلهما ..
كيف يظن مثل ذلك وهي التي وهبت له اجمل ماقد يوهب ؟
مشاعرها وروحها وقلبها .. كانت له هو ..
لماذا اوقفته ؟ لماذا لم تتركه يمضي في طريقه ؟
لما لم تصر على الانفصال .. ؟
ايعجبها الحال الان .. بعد اعترافه الاخير اصبحت مشلوله القوى على التفكير
لااعلم ماهو الصحيح ؟

تنهدت بحيره وسط ظلمه بدأت تسود روحها .. ماذا تفعل ؟




****************************



مشت بكعبها العالي .. بجوده دافنشيه .. واثقه الخطوات في بيت عمتها
والجوال بإكسسوراته الملونه في يدها ..
تأففت بإنزعاج : ياللا رغوده ماصارت عاد ...؟
رغد : اطلعي مافي الا انا وامي في البيت ..
ريهام : لا والله .. كنت عارفه انك تسحبيني سحب ..
رغد : اقول لايكثر ادخلي واسكتي .
قفلت الجوال .. وبالكاد .. دخلت لشيء ما في نفسها ..
انقطعت رجلها تقريبآ عن منزل عمتها..
لتلك النظره المتساءله في اعين الجميع ..
يقولون من " باعنا بعناه ولو كان غالي "..
وتظن ان هذه المقوله قد انطبقت عليها .. تلك المتغيرات لاتجيئ عبثآ ..
اخذت لها نفس عميق ترسم على وجهها ابتسامه فتاه لايهمها شيء ..
خطت خطواتها بسرعه .. الهدوء يعم المكان .. هدوء مزعج .. هدوء يطبق على الانفاس .
طلعت الدرج لحجره رغد مباشره .. رغم انها ارتاحت لعدم وجود احد في طريقها ..
إلا انها لم تمنع نفسها من ان تشعر بالضيق ..
قفلت الباب خلفها .. ونظرت لرغد بقليل من الحنق .. كانت ترتدي بنطلونها من الجينز
وبلوزه بيضاء ..
طرقت ريهام على الباب وقالت: نحن هنا ياآنسه .. ياللا قدامي .
ابتسمت رغد وردت بتشاغل : هلا ريهام .. تعالي اجلسي حتى اخلص ..
ريهام: رغد .. ياللا يابنت ..والله تأخرنا .. تعرفين عندي اشياء كثير اشتريها ..
ومايمديني ..
رغد : خلاص ماصارت اكلتيني بقشوري ..
ابتسمت ريهام وسألت : إلا وين عمتي مااشوفها ؟
: يمكن في حجرتها ..
التفتت ريهام حولها .. وقالت :بيتكم هادي بالمره .. ؟
رغد بإبتسامه : اكيد هادي .. مافي الا انا و اخوي المبجل سلطان ..
عضت شفايفها .. لشيء لابد ان تشعر به ..
فانسحبت بهدوء : انا بنزل وانتظرك في السياره ..
كانت تهرب .. تهرب من نفسها ..
تهرب من اسمه و ذكراه و حضوره .. في منزل يضمه جسدا وروحا ..
لم تعي انها تركض ولاتهتم .. بسرعه خاطفه .. استدارت لكي تنزل الدرجات وتمضي في طريقها ..
شهقت بخوف .. شهقه عاليه تخترق الاذان .
كان امامها .. يقابلها في صعوده .. يزم شفتيه ويصفر بدون اهتمام .. ويلف سلسله فضيه طويله
حول اصبعه ... حتى عندما توقف يلمحها .. مازالت شفتيه على وضعها ..
كانت ترتعد .. وعيناها زائغتان بملامح الخوف .. غير مسيطره على جيش من المشاعر
قد بدأ يتسرب من قبضتها .. ظنت انها احكمت قيودها .. لكن يالقلبها الخائن ؟
وذاك على وضعيته ..يراقب و يشده الفضول ليعرف من ولماذا ؟
انحنى بطريقه تجعلها تمر من امامه ... فهبت كالريح و كالعاصفه ..
تنفض اطياف عباتها السوداء خلفها .. مازال يتأمل شرودها المخيف ..
افعلت شيئا ؟ لكن من هي ؟ استدار ليتابع طريقه والفضول يدور في عقله ..
فقابل رغد في طريقه .. ابتسم ليمحي الغرابه من ملامحه..
: سلطان .. جيت بدري ماهي عادتك؟
رجع السلسله لجيبه وسأل بإهتمام : وين رايحه هالوقت ؟
احكمت لف الطرحه على رأسها : بنروح انا وريهام السوق .. تعرف الجامعه على الابواب
وبعدنا ماشرينا شيء ..
سلطان بعدم تصديق .. في البدايه ارتاح لمعرفته انها ابنه خاله .. لكن مابالها ؟ وكأنها
رأت شبحا امامها ..
قال بسخريه : وشو .. عيدي ايش قلتي ... بعدك ماشريت شي .. حجرتك شوي وتنفجر
من الاغراض ؟
ضربته على كتفه بلطف وقالت وهي تتجاوزه : لايكثر .. ياللا انا ماشيه توصي شيء ..
ضحك وهي يجاوبها : ايه .. ابغى ..ساعه .. وعطر .. ومحفظه جديده .. و, ,,,
صرخت من تحت بغضب : اقلب وجهك ..
ابتسم .. لكن صوره بؤبؤ عينان يكادان ينطقان ذعرآ او ماذا ؟ عاد مجددا إليه .
اهذه ريهام ... اهذه من كانت ستصبح يومآ زوجتي ؟ لكن لما خافت بتلك الصوره
اتفاجآت بي .. وبوجودي .. ام ان جروحآ قد تفتقت لديها .. اتكرهني لتلك الدرجه ؟
ألا تطيق النظر الى وجهك .. لو تعرف اسبابي لقدرت ماانا عليه ...
ابتسم بسخريه .. اي حال انت فيه ياسلطان ؟ لكن يبدو ان فرجك قريب ..
وان حلمك ليس ببعيد .. يبدو ان كل شيء سيتغير .. اشعر بذلك .. اشعر به .




**********************************



شعر بألم في جسده .. ارتخت عضلاته ... و صرخت عظامه بألم ..
وهو يصعد الصخور ... حتى يصل لمبتغاه.. او هو ليس مبتغى
بل تحدي لنفسه ان يصل لاقصى درجه يستطيعها ..
لم يكن يظن انه سوف يتعب بسهوله .. كان يعقد الرهان على قدرته على التسلق
بدون ألم في قوته الجسديه ..
وصعد على الصخره واستقام حيث يكون هو اعلى من كل شيء يعتبره تحته ..
ابتسم .. رغم انفاسه المتلاحقه لصعوبه الارتقاء ..
جلس وترك شماغه جنبه ... و دفعات من الهواء القوي قد مرت به .. فاستيقظت احاسيسه
و جاشت ذكرياته .. كلها .. ايام الطفوله والمراهقه البالغه .. مرت نظراته بشكل عام على المكان
على الاعشاب المخترقه لتجاويف الصخور .. لكهوف صغيره .. للمسات ناعمه بارده
لاحجار كبيره .. و الاجمل من كل هذا احساس بالحريه .. يتعمق لديك في وحدتك .
هنا كان يبتعد عن مشاكله .. عن حسرات الحياه .. .
هنا كان يجد نفسه .. احلامه و امنياته .. و الالامه التي ينحرها على ضريح صخرته الصلبه ..
هنا وجد تلك الصغيره .. وهنا لاول مره ينبض قلبه الفتي .. وعرف مايشعر به الشباب ..
وهنا دفنه عندما اشتدت عسرات الحياه وتناسى وجود المشاعر ..
وهنا الذكريات كانت .. واصبحت مجرد ذكريات تستحضرها الاماكن .
انتظر طويلا .. يهدأ نفسه ويجد حلآ سريعا.. لم يكن الانفصال من اهمها ..
بل اعتبره حلا من الحلول ..
طالت غيبته عن البيت .. وهو يطل عليه من بعيد ويتخيلها تقف في الجهه الاخرى
تنظر إليه ..
ماذا يفعل اذا عاد ؟ هل يطالبها بالعوده ويرتاح ..
تنهد بتعب طويل .. طويل شق صدره ... وانهكه ..
اااه لو تعلم .. ماذا فعلت بي ؟
وماذا تنوي ان تفعل بي ؟
استهل رحلته في النزول وهو يرمي حجرآ من اعلى مكان وصل اليه ..
وينظرإليه ويتصور نفسه مكانه ...



*******************************




اقشعر جلدها بحكه غريبه .. تزعج مرقدها ..
لم يطب لها المقام وهي لم تسمع اسمه بين افواهمم او تسمع صوته ..
او ذكراه ..
تريد ان تسأل وتطمأن لكن هناك شيئ كبير يمنعها ؟
سعود يدخل ويخرج ويرمي عليها بنظرات مبهمه ..
لاسؤال ولاجواب ولاطلب يضم اسمه وذكراه ...
اين ذهب ؟ اسدل الليل ستاره .. وعاد الجميع من الصلاه ..
الا هو ؟ ليس بينهم .. اين ذهب في تلك الساعه وهو لايعرف المكان ؟
نهضت مثل المفزوعه .. ونفضت لحفاها القطني .. عنها ..
دلكت يديها بكثير من التوتر ..
دخلت سلوى .. فسحبتها بسرعه وقفلت الباب خلفها
سلوى بخوف : عسى ماشر ؟ وشفيك ؟
ليلى بتوتر : جاء ..
سلوى بإستفهام حقيقي : منو اللي جاء ؟
ليلى : مطلق وينه ؟
ابتسمت سلوى وتنفست براحه .. : خوفتيني .. والله ماادري ..
ليلى وهي تجلس على السرير بتعب ..
سلوى اقتربت منها وقالت : الحين اسأل عنه ؟
اندق الباب ففتحت سلوى بسرعه
سعود بنظره متبادله بينهن ..
قال برجاء : سلوى لو سمحت ..نظفي غرفتي ؟
سلوى .. : ابشر ياخوي .. لكن الحين اسوي قهوه لجدتي .. خليني اخلص ..
وقفت ليلى وقالت : انا بنظفها ..
اعترض طريقها بإبتسامه مبهمه ..
: انتي لا ؟ مابنغاك تطيحين علينا ؟ استردي عافيتك الشغل ماهو طاير ؟
ليلى بتأفف : ارجوك ياسعود ... مليت من نومه الفراش ؟
تخطت سعود .. فاقتربت منه سلوى بإبتسامه شقيه
وقالت : ليلى تعاند .. لكن الشوق فاضحها
رفع سعود حاجبها وقال : وانتي ايش دراك ؟
تنهدت سلوى : آآه من نار الحب ياخوي ..
سعود بعصبيه مزيفه : لاوالله .. اشوفك سلخت الحياء مره وحده .
ضحكت سلوى وهي تمر من جنبه وتسرع الخطى ..
: ماعليه امون ياسوسو ..
سعود : سوسو في عينك ..


*****************************




حجره سعود .. وصف لها بعيد عن الاخريات ..
في الجزء العلوي المكشوف من المنزل .. بعيده عن الصاله ومجلس النساء
وهذا مايريح التصرف فيها .. والاجمل انها تطل على حوش المنزل من اعلى
ويمكن الجلوس فيها براحه .. وهذا اللي سوته ..
ابتعدت عن الجميع .. وجلست على كرسي يفضله سعود ..للقراءه ..
كانت انوار بعض المنازل تظهر لها من مكانها .. والهواء بارد بعض الشيء
ضمت نفسها .. وتساءلت اين يوجد الان؟
اطلقت شعرها ببعض الحريه .. تطلق انفاسها مع نفحات هواء قويه معاكسه ..
تنفض شعور القلق والحيره .. وتنهدت بيأس لفكره انه ذهب وتركها ؟
لما لاتفكر بهذا ؟ ايكون قد رحل دون كلمه مثلما فعل المره الاولى ؟
آآآآآآه .. اطلقتها بحرى وعذاب ضمير ..
مااصعبك يامشاعر عندما لانجد تفسيرآ منطقيآ لك ..
لن تبكي ؟ ليس حلآ البكاء ... سيعود فثلما يقولون الثالثه ثابته ..


وقف خلفها لايفصله سوى خطوات قصيره ..
يتأملها بهدوء .. تبدو شارده من نظراتها .. غائبه عن حاضرها ..
فمنذ تركها ملقاه على سريرها بدون وعي ..وهي تتصور له في خيالاته ..
مالذي يطاردها ؟
تنحنح ليعيدها إلى واقعها .. ويكون معها حيث تكون ..
لمت شعرها بدون التفاته منها .. وقالت بعجله ..
: لحظه ياسعود باقي مانظفتها .. إلا اسألك مطلق جاء ؟

لم يمنع نفسه من الابتسامه .. وقال ..بصوته العميق الدافئ .. براحه قد استقرت على قلبه
على الاقل سآلت عنه واهتمت به.. ولو ظاهريا على الاقل ..
: انا هو بشحمه ولحمه ..
لم تنظر اليه يكفيها صوته فقط ..بعث فيها كل شيء .. وابل لايحتمل من المشاعر
و اهتزازات جعلت قلبها يهتز كالورقه ..
يا الله على رائحته .. كم تنفذ بدون استئذان.. يستحسنها العقل و يقبلها القلب ..
لاحظ عليها تلك الوقفه الثابته .. فاقترب هو .. ونظره شامخ لاعلى ..
ستاره سوداء كحال قلبه المغتم ..
سأل بهدوء : كيف حالك ؟
مرت بأصعبها على حافه السور .. واجابته بمثل هدوءه ..
: بخير .. تنفست براحه الان ...بعدما رأته بقربها ..
واصابتها بعض من الطمأنينه لانه لم يتركها ..
استدار ناحيتها .. وهي مازالت تتأمل اصبعها يمر بخشونه على تعرجات السور ..
ظل يحدق طويلآ .. تلك الكلمات التي اراد صياغتها لها ضاعت ..
شدت على خصلات شعرها المتمرده .. الراقصه على طرفي رأسها ..
ولم تتفوه بكلمه .. عقلها يناشدها ان تتكلم ؟
استدرات له بسؤال قد ظهر لها فجأه من العتمه..
وارتفعت بهدوء على طوله .. وانصدمت بنظرته تلك ..
فلم تخجل او تهرب منها . .. بل انغمست فيها برخاء ..
على اطلال الهوى اعترفت بالاشواق ..
تنهد بألم وهو يغوص في صفاء مهدب بالاحزان ..
ادار رأسه مرغمآ .. وقال بدون ان تسأله ..
: تمشيت شوي في القريه .. ابتسم وكمل : و طلعت الجبل . ..
ابتلعت ريقها واظهرت ابتسامه مرحبه بتبادل الحديث ..
: الجو حلو للطلعات ..
كمل بنفس الابتسامه : في اشياء كثيره حنيت لها ..في نفس المكان ..
لم تمنع الفضول من سؤاله : وانت جيت من قبل ..
ابتسم بشجن متخطيآ كل حدود الكتمان ..
: في ذكريات محتفظ فيها .. عشتها في هالمكان ..
استند بجسده الطويل على السور ونظراته تمتد للبعيد .
بينما سألت ليلى : اول مره ادري انك جيت هنا من قبل ..
ناظرها بلوم وقال : لاتحسبيني من اولاد المدن .. تراني جاي من قريه ".... "
تكون في الناحيه الثانيه للجبل ..
استندت على السور بظهره .. وكمل : في اشياء كثيره مانعرفها عن بعض .
انحنى رأسها بقبول لتلك الحقيقه .. فلعبت تلك النسمات الليله المختبئه بخصل من شعرها
حتى وجد طريقه للفرار ...
تشاغلت بخطوط يدها تاركه تلك الخصل تلعب بأعصاب ذاك .. يتقلب مكانه ولو رأته ..
اقترب مخترقآ كل القوانين .. وتلك الحدود الضيقه .. معلنآ انه رجل غريب كل ساعه
اعاد تلك الخصل بهدوء ..حول اذنها ..شاكر الله على تلك النسمات التي ترافقت مع رغبته
لقد لمسها اخيرآ .. كم ساعه .. ويوم ودقيقه مرت وهو لم يتمتع بذلك الملمس ؟
كان يجب ان ترفع رأسها وتواجهه بنظرها .. لكنها لم تستطيع .. غمرها ملكه من ملكاته الخاصه
الخجل .. حتى غطى الاحمرار كامل جسدها ..
ابتسم .. وياله من شقي .. ينتظر كالطفل حدثآ مهما .. كالذي اشعل فتيل مفرقعات ناريه مثيره
وينتظر بفارغ الصبر انفجارها .. مازالت يده على اذنها .. مسد بها على شعرها المتطاير
مدعيآ ترتيبه وهو كاذب من الاعماق .. متشاغل بعمله ...

سمع وقع الخطوات خلفه ولم يزح يده .. تجمد مكانه
وسعود ينقل نظراته بينه وبين ليلى مبتسما يخشى البوح وفضحهما..
سعود : ماعليه السموحه .. قاطعتكم ..
مطلق وهو يعيد يده لجيبه : لا ابد ماقاطعتنا ..كنت اتكلم مع ليلى عن رحلتي القصيره .
سعود وهو يحدق لاخته بشقاوه .. وهي تستر خلف مطلق بخجل ..
: كنت بقول تمشي معي لصلاه العشاء .. على البنات مايجهزون الحجره ..
ناظر اخته وقال : على فكره ياليلى ... هذي حجرتكم مؤقتا .. حتى تقلبون وجيهكم .
ضحك ومشى..
تركها متخبطه في كلماته .. معقول مكان يضمها وتضمه .. تبقى معه ..
لاابد .. لايكون اخذ موقف ايجابي من وقفتهم مع بعض ..
يحسب علاقتهم رجعت بشكل عادي ..
تحركت من مكانها بتوتر .. فسأل مطلق العارف بتقلب ملامحها فجأه
: كان قلتيها في وجهه ؟ ماتبين تقعدين معي في مكان واحد ؟
رعشت اهدابها بقلق و توتر .. وقالت بدفاع لكن بتردد
: لا تفهمني خطأ يامطلق .. انا احاول ..
قاطعها بلهفه لسماع ماتقوله : تحاولين ايش بالتحديد ؟ فواصلنا كثيره ياليلى ..
ابتسم و سأل بجديه : اذا انتي مصره ؟ ..
نظرت له بإستفهام : مصره على ايش ؟
وقف بجانبها مبتعد عنها : على الانفصال ..
قبضت على يدها بحيره ألمتها .. و تمزقت في قراراتها ..
تأملته بأنظار طفل تتأمل ان يفهمها .. ويسبر اغوارها بسهوله
ليعرف هو ماتريد هي ان تعرفه عن نفسها ..
اليس هو من يريد ذلك ؟ ليس المسأله تعنتآ .. ولا رغبه جامحه
هل يريدها هو ان تستمر ام لايريد ؟
تنهد حائرا.. وقال وهو يخطو لتركها ..
لكنه فاجآته بسؤالها : مطلق .. قبل كل شي .. انت تبيني ؟
ابتسم لسؤالها.. رغم رعشته طالت قلبه ويديه ..
ماذا يبوح لها ؟ وماذا يعترف ؟
ايكسر ايقونه صمته وجموده ويعترف بكل سهوله ..
ايقول جئت لاني رجل حاسم لااحب ان اترك امرآ يخصني معلقا في الهواء دون البت فيه ..
ايقول لها لقد جئت لكي لاادع فرصه لغيري يحقق مبتغاه على حساب كرامتي لنفسي .
او يقول من اجل عائلتك وعائلتي قد قدمت لك ..

اما كان منه ان يقول ..
الشوق من اعتصرني إليك ..
الشوق من اطفأ افراحي الكاذبه ... واعادني إليك مذنبه او جارحه ..
عدت إليك ...
اني اموت تحرقآ وتعطشآ ... اني اذوب في ظلالك الغائبه ..
لم يبقى مني إلا رجع اصداء وشحوب لرجل مهدود على مسارح الكبرياء .. لوتعلمين ؟
الشوق إليك كالليل الطويل بلاضياء ...
كالجرح الغرير بلا شفـاء
كالنار في جوفي تأبى الانطفاء ..

"بعض التعطف مستحيل ان يطوف به ارتداء
يبقى يمزقني وانت بعيده لاتدركين ..
و انا انتفاض صارخ في حسرة ..: هل ترجعين ؟!!!





********************************



: يمه .. يبه ... ابشركم ..بحقق حلمكم ياغوالي ..
مسح دمعه خانت رجولته وكمل في الظلمه امام قبرين .. قديمين ..
: قريب بتزوج يمه .. بنت بأكون متأكد انك بتختارينها لي لو كنت معي ..
همس بألم للقبر: وانتي معي يمه .. لاتزعلين .. بظل على وعدي
مابنساك ياغاليه..
ضحك للقبر الثاني : وانت يابوي .. مابخيب املك .. بكون مثل ماتبيني ..
ناصر ولدك اللي ربيته على الاخلاق والفضيله ..
قام ونفض قميصه ..و قال : سامحوني .. بدونكم فرحتي دوم ناقصه ..
لكن الحياه مثلما قلتوا لي من قبل .. ماتنتهي عند الموت .

وقف لاكثر من دقيقه .. متخيلا حياه غير هذه..
ومتصورا لو كان هذا القبرين شخصين ماثلين امامه ..
تعوذ من الشيطان .. و قاد خطواته .. نحو سيارته المصفوفه بعيدا ..
وموجه انوارها ناحيه القبرين ..

جاءه اتصال من طلال .. ويبشره بموافقه شقيقته ..
وهو امر فتح له باب جديد في حياته .. سعد لها من الاعماق ..
وان نغص لوحدته .. ووجوده منفردا في عائله هو اخر افرادها ...

كان يرغب في الاتصال بصديق حياته ..لكن ذاك اغلق الهاتف
ليمنع استقبال اي اتصال..

ابتسم وفكر ان شاء الله الفرحه تكون فرحتين ..
تنزاح الغمه من عليهما ..ويعود مع زوجته لكي تستمر الحياه ..
وهو سيكون له باع طويل مع زوجته ..

حدق بجديه .. فيه مسأله التحاليل .. ان شاء الله تمر بسهوله
و نمضي في تفاصيل الزواج ..

ابتسم لنفسه .. ومضى في طريقه .. مرددا مع كاظم الساهر عبر المذياع
أحبيني بلا عقد
أحبيني بلا عقد وضيعي في خطوط يدي
أحبيني لأسبوع لأيام لساعات
فلست أنا الذي يهتم بالأبد
أحبيني أحبيني
تعالي وأسقطي مطرا على عطشي وصحرائي
وذوبي في فمي كالشمع وانعجني بأجزائي
أحبيني أحبيني
أحبيني بطهري أو بأخطائي
أحبيني وغطيني أيا سقفا من الأزهار يا غابات حنائي
أنا رجلا بلا قدرا فكوني أنت لي قدري
أحبيني أحبيني
أحبيني ولا تتساءلي كيف ولا تتلعثمي خجلا
ولا تتساقطي خوفا
كوني البحر والميناء كوني الأرض والمنفى
كوني الصحوة والإعصار كوني اللين والعنف
أحبيني أحبيني
معذبتي وذوبي في الهواء مثلي كما شئتي
أحبيني بعيدا عن بلاد القهر والكبت
بعيدا عن مدينتنا التي شبعت من الموت
أحبيني أحبيني




*****************************





كادت ان تفر هاربه .. خائفه .. ممزقه بين الحنين والكبرياء تائهه .. من تنقذين ؟
حطام زواج ام هويه ساخره او نكهه حب خالصه..؟ ام بقايا كبرياء و كرامه هادره ..
كادت ان تصرخ لا تتكلم .. يكفي صمتك فهو اجابتك الدائمه عن كل الاسئله ..
كادت ان تصرخ انطق فالصخر كاد ان ينطق بجانبك ؟

استدار لها .. بوجه جاد و قلب ساخط على حال لايعجبه ..
متأملا ملامحها المعذبه ... صرخ قلبه وعقله و حواسه .. " رفقآ بالقوارير "
ورفقآ بها .. من اجل نفسك .. ارفق بها ..

استندت على السور .. وودت لو تمضي او تسقط نفسها من اعلى
او لعل مطرآ ورعود وبروقا .. تمهد لها طريقها في الهروب .

همس بصعوبه مخفيآ ظاهريه معانيه بسهوله : بتكونين معي ...

بتكونين معي ؟ !!
بتكوين معي ؟!!

كيف تفسر هذا ؟
عقدت حواجبها كطفله ..صعبت عليها الفهم .. ماذا يعني ؟
كالذي يقول لها .. من اتى اولا الدجاجه ام البيضه . ؟

ابتسم لتلك العقده الجميله .. وضاع في كلمته مثلما ضاعت هي ؟
وشعر بالخجل .. اتعرفون كيف يكتسي الخجل رجلُ ؟ تصورا ذلك معي ..



القاكم بخير
كبرياء الج ــرح

[/RIGHT]
[/COLOR][/SIZE][/FONT]

 
 

 

عرض البوم صور كبرياء الج ــرح   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الجزء 44 ص127, روايتي الاولى ، مالي اراك عصي الدمع ، شيمتك الصبر ، كبرياء الج ـرح
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t142674.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 13-04-17 01:15 PM
ظ‚طµط© ظ…ظƒطھظ…ظ„ط© ظ…ط§ ظ„ظٹ ط£ط±ط§ظƒ ط¹طµظٹ ط§ظ„ط¯ظ…ط¹ This thread Refback 02-08-14 02:37 PM


الساعة الآن 04:48 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية