لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-04-11, 05:38 AM   المشاركة رقم: 576
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة الكلام العذب


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 172238
المشاركات: 902
الجنس أنثى
معدل التقييم: كبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 233

االدولة
البلدUnited_States
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كبرياء الج ــرح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كبرياء الج ــرح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 


الغنادير

الوزيره

بنت غرانديزر

مستر منتظر

شكر ا على مرروكم العذب
واطلالتكم الحرفيه ..

القاكم في القادم بكل شوق

 
 

 

عرض البوم صور كبرياء الج ــرح   رد مع اقتباس
قديم 06-04-11, 05:42 AM   المشاركة رقم: 577
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة الكلام العذب


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 172238
المشاركات: 902
الجنس أنثى
معدل التقييم: كبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 233

االدولة
البلدUnited_States
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كبرياء الج ــرح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كبرياء الج ــرح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اثرني احبه مشاهدة المشاركة
   هلا بش حي من عاكس اتجاه الريح وجابش
هلا بش قدماسوى الوله فيني بغيابش

مرحبا مليووون بش انا قرت البارت من نزلتيه بس كنت مسافره والجوال يصعب لي الاتصال مبهره ببارتش وربي ما يعيد الفتره اللي طافت لاني انا واختي فقدناش واااجد ةكل شوي ادخل الصفحه
ماادري انا من اللي قدر غيابش واعذرش او لاااا انتي قولي اذا كنتي شفتي ردودي
يسلمووووو حياتي


هلابش يالغلا

الف حمد لله على السلامه ..
كلك ذوق غاليتي وان شاء الله اكون قد الثقه

القاك غاليتي ..فلاتحرميني طلتك

 
 

 

عرض البوم صور كبرياء الج ــرح   رد مع اقتباس
قديم 06-04-11, 05:45 AM   المشاركة رقم: 578
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة الكلام العذب


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 172238
المشاركات: 902
الجنس أنثى
معدل التقييم: كبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 233

االدولة
البلدUnited_States
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كبرياء الج ــرح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كبرياء الج ــرح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 






البارت الاربعون :






في بعض الامور يجب تركها جانبآ ...
تبادل الحب وكلمات العشق .. ليش شرطآ قسريآ في نجاح العلاقه الدائمه ..
حاجه ملموسه في بعض الاحيان للشعور بقيمه الحياة ..
البعض يتمسك بها كطوق نجاة من روتين يسحب حياتنا للقاع ..
والبعض الاخر .. ليسد فراغ ولتطمأن نفسه بأن له مكان من الإعراب ..
فالكلمات لها سحر خاص فقد وجدت للتلذذ بطعم السعاده لمجرد من ان تخرج من الافواه .
بعضها صادق معني ...
والاخريات كلمات واهيات مخادعه ..لكن لا احد يبالي ..

ليلى ..
اتقول انها استسلمت ...
ام يأست ...
ام مازالت في انتظار تلك الكلمه السحريه
التي ستضيء دربها مع مطلق ..
ام ان بعض الافعال تصدق ولاتحتاج الى كلمات تفسر فحواها ..
تشعر بها ولا حاجه الى صياغه المعاني خلالها ..واكتفت بها ...
اقرأت المضمون في سواد عينيه ...
اسمعت دقات قلبه التي ترجمت مشاعره بكل صدق ..
اادركت انه يقول ويقول ويعترف بما ابى ان يطوع به لسانه ..
ام قيمته لديها اغنتها عن الاعتراف بالحقائق المطلوبه ...


مطلق :
ااعاشق انت ام مغترب مازلت ..
اتجد صعوبه في مصارحه نفسك بأنك تحبها ..
وان حبها غير حياتك ...
اعاد لك مااضعته .. ما تركته في حياة سابقه
ااشعرت بأن الحياة قيمه وفريده معها ..
اعرفت قيمه الزمن المهدور ..
اتواجه نفسك الان .. بأنك ضعيف امامها ..
خائف من فضح اسرارك ..
على كونها اجمل سر تمتلكه في حياتك ..
لكن مازلت تعاني مع نفسك... ومعها ..
عقيم في حبك المردود ..
وبعض العقم في يده الشفاء ..
طريقك طويل .. فإختصره بكلمه ..



وداد وناصر ..
طائران محلقان في سماء صافيه من الود والمشاعر ..
يتبادلانها بكل اريحيه وبلا اسوار تعيق الوصول . ..
الطيبون للطيبات ... ذكر حق .. لانستعجب حصوله في عالمنا الضيق الافق ..


نجمه وسعود ..
قطبين .. يحملان بين جوانحهما قلبآ نابضآ ..
يهتف بالكثير من المشاعر وتدثره بالبلاده ..
حتى الان يهاودون الظروف على هواهم ..
حذر .. وخوف .. وتربص .. وعدم فهم واضح للامور ..
واختفاء مبطن لنبض المشاعر ..
هي ماتسود علاقتهم حتى الان ..




*************************************


بعد مرور شهرين ...



مسحت على بطنها ... وقد بدأ يبرز بشكل واضح ..
ابتسمت .. وهي تحن على طفلها بنظره وكأنها تراه ..
قد طرقت شهرها الرابع ... وقد بدأت تعاني من صعوبه الحمل ..
بالكاد كانت تستطيع الاكل ... وان اصبح في بعض الاحيان تتناوله اجبارآ ..
قد اخبرتها والدتها ان الامر نفسه قد عانت منه ...
وضع ليس يشبه اوضاع النساء كافه .. توارثت بعض مما لديها ..
حتى ظنت ان حملها اصعب حمل بين النساء ..
استلقت على السرير بتعب .. متجاهله الطرق على الباب ..
قالت بخمول دون إلتفاته منها ..
: خديجه .. مابي غداء قولي لخالتي اني بنام شوي ..
تكورت على نفسها .. دون لحاف ..
وعيونها بدت تطبق بنعاس ..
لكنها انتفضت عندما شعرت بلمسه على كتفها ..
حانت من التفاته سريعه لتبتسم ...
: ماحسيت عليك ؟
تأملها بتدقيق وقال بتوبيخ متجاهل علامات الشوق المضيئه في وجهها المجهد
: ليش ماتبين تاكلين ؟
عدلت جلستها قدامه و اخذت شعرها على جنب ..
: مالي نفس .. اذا جعت بنزل اكل ..
مسك يدها وقال بنبره حازمه ..
: ماهو على كيفك امي تقول انك ماافطرت زي الناس ..
الحين اقول لخديجه تطلع لك الغداء .
ليلى برجاء: لا يامطلق .. الله يخليك انا مابي انت انزل وتغدى بالعافيه عليك ..

تأفف منزعج منها .. فانتابتها رغبه في البكاء..
كل شيء تجده مؤثرا ... يضغط على اعصابها ..
هرمونات الحمل الناشطه تجعل جسمها ينتفض بألم ودونه ..
حتى الجدال ينهكها ...
لاحظ مسحه الحزن التي اعتلتها ..
فخالطه هو ايضآ ..
يشعر من اجلها بالحيره
لم يكن يظن ان الامر معقدا لهذه الدرجه ..
لم يراه في وفاء .. اكانت تتعذب مثل صغيرته هذه ..
او كانت وهو لم يبالي او لم يرى بالشكل الصحيح ..
ام الحمل مختلف معها .. حيث يقيس كل ونه الم قبل انطلاقها ..
يرى جسدها يذوي امامه.. و تعبها يزيد ..
وهو لايفهم .. لايفهم ..
لايستطيع ان يحصر كل متاعبها ..
ولايستطيع ان يدعها تتعب مجددا ..

اقترب منها : على راحتك .. لكن اذا مااكلت شيء اذا صحيت
ترى ياويلك مني ...
ابتسمت وهي تضع راسها على صدره دون استئذان ..
ممتتنه بعرفان لحرصه عليها ...
وان خاطبت دواخلها انها تريد المزيد .. المزيد
المزيد الذي تستجديه برأفه ... ان يبوح به ويطلق مكنونات نفسه
دون كتمان او حذر ..
مسح شعرها بعدما قبله بكثير من العطف ..
تنهد بعمق .. لتتخبط نبضات قلبه مرارآ ..
يالهذه الانثى التي احضرت روحي الغائبه بهاله ضوء ..
وجعلتني احارب نفسي العصيه ..
وهي لم تفعل شيء .. سوى انها تحرك عصاتها السحريه في وجهي
و تسلبني صقاله شخصيتي .. و تعيد تكويني من جديد ..
وهي تبتسم مستمتعه ..
ان تشعر بأنها حية .. وان الدماء تجري في عروقها
وان قلبها مازال نابضآ ...
وكل هذا على صدى نبضاته القويه ...

همست بنعاس : مطلق ..
اجابها وقد توغلت اصابعه في شعرها ..
: نعم ..
قالت بغمغمه غير واضحه ..
: لاتروح وتتركني ..
ابتسم وهو يجبيها ويمسح وجنتها ..
: بكون معك .
انتظمت انفاسها وهو يريح نفسه دون ان يحركها ..
يستنشق عبير شعرها بهدوء .. ويغمض عينيه بوضعيه غيرمريحه له ..
لكن لايهم .. الاهم هي بالنسبه له ...



******************************




شعرت بيد ثقيله تهزها في قيلولتها بعد الغداء ..
وهي لم تكد تغمض عينآ .. بعد سهر طويل ..
تأففت بإنزعاج : يمه الله يخليك باقي على اذان العصر ..
صرخ بصوته الفوضوي : قومي يابقره ..
انتبهت للصوت ..و فتحت عيونها بصعوبه ..
: عبدالله خير .. ويش اللي جابك .؟
قرب راسه لها .. بمعنى اعطيني تحيتي المعهوده
لوت شفاتها وهي تقبل رأسه ..
: حمدلله على سلامتك .. متى وصلت ؟
ابتسم وهي يتربع جنبها بملابسه الداخليه ..
: الله يسلمك .. بسرعه قولي .. يالله قولي ..
تأففت وهي تربط شعرها .. بربطه صغيره.. فهمت مقصده واحبت التمهل في اجابتها ..
: ويش تبيني اقولك .. والله انك فاضي معني نفسك على هروج مالها معنى ..
عبدالله كل مره تدق علي اشرح لك بالتفصيل ايش اللي صار ..
شد شعرها و انتثر على كتفها ..
: لا تلعبين بأعصابي .. قولي بلا منه .
ناظرته بحنق وقالت : متخلف .. خلاص ..ايش اقولك .. ماانتهينا من الكلام كله في الجوال
ماخليت لك ولا همسه ولا تعبير في وجهها ماوصفته لك .. البنت قالت موافقه و انتهينا ..
عبدالله بشك : ليش وافقت علي ؟
رفعت حاجبها بسخريه : والله مادري رغم ان مافيك ولاحاجه صاحيه .. لكن ماادري
يمكن المسكينه قارنتك بشيبوب و شافتك ارحم منه ..
هب واقف ينتفض بغضب ..
: انا ولد ابوي .. تبي تاخذني استبنه لغيري ..
ضحكت نجمه على وصفه نفسه بإستبنه وقالت وهي ترجع تستلقي ..
: هذا اللي عندك استبنه .. ماعندي مشكله ..
رجع جلس وهو يقول بضيق ..
: انتي ايش رايك ؟
رفعت نفسها وقالت بجديه ..
: انا مالي دخل فيك .. قلت تبي البنت وفقعت مرارتي فيها.. ساعه اشوف راي البنت وتوافق
تقول ايش رايك انت ؟ اسمح لي اخوي اني اقولك انك لعاب و ماعندك سالفه ..
حدق عبدالله مفكر وقال :
يمكن تحبني ... ؟!!!
ضحكت نجمه بسخريه وقالت :
ماادري .. كل شيء جايز .. لانه من كان يصدق ان عبدالله الثور يحب ..
ضربها على راسها ضربه ألمتها .. فصرخت مستنكره ..
رجع لمكانه هادئ وكأنه ما عمل اي شيء .. بينما نجمه ترميه بنظرات حاقده ..
قال بتخطيط : خلاص .. كلمي سعود ..
شهقت بخوف : ايش سمعني .. والله انك تحلم .. انا مالي دخل فيك ياحبيبي تبي تتزوج
تبي تطلق .. تبقى عزوبي .. انت حر ...لكن تبيني اخطب لك .. من مين ؟ من سعود
كفايه وهقتني مع بنت الناس ... لكن سعود من سابع المستحيلات ..
عبدالله : اعنبوا مافيك خير ... هذا وانا اخوك ..
نجمه : مافيني خير .. مافيني شر .. مايهمني .. روح مثل الرجال واخطبها من جدها
و اترك عنك حركات النسوان اللي مالها داعي ..
كان بيمد يده عليها .. فمدت يدها قدامه تحمي نفسها ..
: والله لو لمستني مره ثانيه ... لاقول لامي ..
حك شعر بتفكير وقال مهمش تحذيرها
: انا ماعندي اجازه الا ثلاث ايام .. ولازم اسوي شيء؟
تنهدت نجمه وقالت : توكل على الله .. روح لجدها واخطبها واللي فيه خير ربي بيجيبه .
وقف .. وقال : ايه صح نسيت .. قومي نزلي لي الغداء ميت من جوعي ..
تأففت بإنزعاج : يااخي المطبخ عندك اغرف لك غداء .. والله اقول خذ القدر كله ..
والله يلوم اللي يلومك وقتها ...
عبدالله بجلافه : اقول قومي .. هذا اللي ناقص .. اغرف غداي بنفسي ..
نجمه بسخريه : الله يرحمها ياملازم اول ... الخدم والحشم عند رجليك ... اقول اقلب وجهك ..
ابتسم فجأه وهو يستند على الباب المفتوح نصفه ..
: إلا ماسألتيني عن العذر اللي اخذته ؟
كشرت في وجهه وقالت : قول اتحفني .. بعد شجره العائله اللي ماتوا نصهم ... بسبتك
من كثر ما تفاول عليهم بالموت .. ربي رحمهم منك .. واخرهم ابوي ..
رفعت راسها ويديها بصدق وقالت : رحمه الله عليك يابوي ..
كرر خلفها نفس الدعوه لكنه ارتجف جسمه بضحكه هستيريه صامته ..
: لا هذي المره .. غير ..
نجمه : لايكون تفاولت على امي ولا اخوانك ..
عبدالله برجفه مضحكه : فال الله ولافالك.. انا ادعي على امي و العيال ..
نجمه وبدت تصيبها عدوى الضحكه نفسها وبحماس هتفت ..
..: طيب قول ..يالله قول ..
عبدالله : قلت ان اختي انفجرت المراره عليها ...
وهي في العنايه المركزه .. وحالتها خطيره ..

شهقت بخوف و رمشت بغضب و بعدما اصابها شحوب مفاجئ من هول ماقاله
.. بينما تراقبه يمسك بطنه من شده الضحك ..ويزيد من غيظها ..
صرخت بصوت عالي : يمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه ..
بينما هو خرج من عندها ..يضحك .. وميت من الضحك ..
وبالاخص ان توقعات الجميع ان اخته مودعه من ملامح العزاء التي رسمها عل وجهه
حين اخذ العذر من رب عمله .. ورحمك الله يانجمه ..


********************************


عندمااستيقظ كان وحيدا... بحث عنها فلم يجدها في الجناح ..
استحم وتوضآ مستعدا لصلاه العصر ..
سمع ضحكاتها من المطبخ .. فابتسم تلقائيآ ..
كانت تجلس مقابل خديجه واريام ..
اريام التي لم تكن تتبادل معها الحديث الا اقتضابآ ..
اصبحت تتحدث معها بأريحيه وبدون حواجز ..
دخل .. والقى السلام عليهم .. يمر بنظراته على الجميع
ويتوقف عليها وفي يدها ملعقه وصحنا مليئا بسلطه الفواكه وكأنها تواجه صعوبه
في تناولها .. .
ضاقت عيناه متفحصآ .. وقال بهدوء بعدها لاريام..
:وينها امي ؟
اريام : في المجلس ..
غضب فجأه : امي في المجلس وانتم هنا .. ليش ماتجلسون معها..
تدخلت ليلى بإبتسامتها المهدئه ..
: كانت نايمه .. فما حبينا نزعجها وجينا هنا ..
رمت بنظره لاريام التي تراقب اخوها ..
حرك شماغه بتوتر وقال لخديجه ..
: الحقيني بالقهوه والتمر المجلس ..
اريام بهدوء بعدما طلع اخوها ..
: وشفيه .. وكأنه زعلان ؟
ليلى بهدوء : شكل نومته ثقيله ..
تحركت من مكانها وقالت : هاتي ياخديجه انا باخذها معي ..
تأملت شكلها في مرآه الممر ناحيه المجلس ..
رغم شحوبها الا ان الفستان الازرق كان يعكس رونقه على بشرتها البيضاء
كان جالس وفي يده الريموت .. و يبدو مشغوفآ بما يراه
القت نظره سريعه على مايشاهده .. فانعقدت حواجبها فجاه
هذا مهتم بالاخبار ..او الفتاه الجميله التي تلقي الاخبار ..
تنحنحت وهي تجلس على طرفه و هي تود لو تجلس مقابله لتمنعه من المشاهده
همست بلطف : تعوذ من الشيطان ..
رفع حاجبه متعجبآ لكن فهم ماارادته ان يفهم دون كلام ..
دخوله عليهن ثائرا بعض الشي كان سبب لذلك ..
وبالاخص انه لم يلق بالا لها بالتحديد ..
ابتسم وهو يتعوذ من الشيطان ..
ناولته القهوه وعينها عليه .. يتناول تمرة و ويتسلى بتلك التي على الشاشه
عظت شفاتها وهي مازالت تحدق به ..
خرج من صمته مبتسمآ : حيلك على شفاتك ...
انبتهت على كلامه فابتسمت بإحراج ..
: خير .. ايش قلت ؟
قال وهو مازال يحدق في الشاشه باسمآ ..
: اقول شفاتك اذا ماتبيها .. تراني ابيها ..
توهج وجهها بإحمرار .. و لامست الصينيه بأناملها محرجه ..
جراءته تزيد عن حدها .. تجرف مشاعرها وتجعلها مبتدئه في كل شيء ..
تعب من مراقبتها من بعد .. يودها الان قربه .. والان ..
قال امرآ : قومي من مكانك وتعالي هنا ..
وربت على المكان بجانبه .. استجابت له بمرونه غير ابهه بما يريده ..
لكنه انشغل مجددآ بما جعلها تشعر بمثل الحريقه تشب في جوفها ..
بحثت عن التحكم بنظراتها .. وهبت واقفه تمد يدا بطرفه لتقبض على الريموت ...
بعد ان قبض هو على خصرها ..
سألها : نعم ..يامدام .. اظن انك تتعدين على ممتلكات غيرك .. ؟
ابتسمت بخجل وقد اصابتها ارتجافه من اثر لمسته ..
: كنت ابي اغير المحطه ؟
رفع حاجبيه متهكمآ : وليش تبين تغيرين المحطه ؟
شعرت بأنفاسها تضيق .. وهي تقترب منه ..
ماذا بها ؟
هل هي اول مره يلمسها بها ..
لم تكن الاولى ولن تكون الاخيره .
لم ... ارتجافه الوريدالى الوريد ..
وانحصار الانفاس .. و عقده الكلمات ..
تضرج وجهها بالقاني ... وهي تحاول التملص منه بخجل ..

ونست سؤاله .. فنظرت إليه ساهمه في جوف عينيه الرائعه ؟؟
: ايش قلت ؟
ابتسم وقد اصبحت وشيكه ان تجلس في حضنه ..
تلاعبت باعصابه هذه الجنيه الزرقاء ..
جميله لحد الهلاك ..
توهج وجهها دعوه لاستباحه طهرها الوضاء ..
وهو لايحتاج لدعوة قط ..
فجاذبيتها تكفي لان يحترق فيها مرغمآ ...
قال وفمه يهمس في اذنها ..
: كنت ابي اقول لك انك احلى ماشافت عيني ..

نبض عرق خجل وقد لثم اذنها بقبله حارة جعلتها ترتجف اكثر
فقالت مزمجره من غير سبب وكأن الذي قاله مدعاة للسخر ومجرد من الحقيقه ..
: الحين احلى ماشافت عينك .. بعد ما عيونك شبعت من المذيعه ..
اتسعت عيناه بإستغراب ورمى بنظره على التلفاز ثم عليها ..
كادت تموت من شده اعياءها من المشاعر التي انتهكتها وهي بين يديه .
آآآه لو يخلصني للحظه لاجمع قليلآ من التحكم بالنفس ..

تأملها صامتآ معجبآ .. ضاحكآ .. مبهورا و فخورآ لوتعلم
يراها من بين كل الملايين .. تنظر له بحب وتنطق به ..
استثنته من بين كل البشر و انهالت عليه بإفراط
من جود مشاعرها .. وكرم عاطفتهاالكبيره
كم هو محظوظ بها ..
آآه لو تعلم من هي بالنسبه لي ؟
اتقارن نفسها بهن .. يكفي انك الانثى الوحيده التي دخلت حياتي ..
انثى استثنائيه .. وضعها القدر في طريقي منذ الصغر ..

.. تحركت منزعجه من صمته الطويل ...
وحدقت في عينيه .. وهي على وشك الانفلات ..
ستبكي لا مفر ..
ستدمع عيناها .. لا شك في ذلك ..
ستنهار الان بين يديه وهذا واقع لامحاله ..
سترتمي هي في حضنه .. و تنهال من تلك العاطفه حتى تثمل وتنام ..

قال بعدما طرق رأسها بأصبعه .
: تفكيرك لايروح بعيد .. انتي الوحيده اللي اخذت كل مافيني ..

ارتجفت شفتاها ... عند بوحه المكنون ..
عند صدقه الناطق من سرب عينيه ..
عند كم المشاعر التي لاتشعر بأن قلبها سيتحمله ..
فهو بحجم قبضه الكف .. كيف يتحمل حب بحجم الكون .. ويطوله ورب الكون ..

ارتخت عضلاتها وهي تحني رأسها ..
تحاول ان تكون متجاهله .. عاديه .. صبوره .. و متحكمه في عواطفها ..
رفع رأسها بيده .. لينحني قوس حاجبيه وترق نظراته نحوها ..
متسائلا عن سر الدموع..
سر الجموح في وسط معركتها الهادئه .
سر الرجفه في وغل العيون الناعسه . ..

همس بحنان يشوبه الخوف ..: ليش الدموع ؟
عادت واحنت رأسها .. وهسمت بثقل يكاد يخلع فكيها ..
: احس اني اعيش في حلم .. اجمل شيء في حياتي .. اخاف انه حلم ..
ابتسم مشغوفآ بحبها ويكاد ينطق لولا غبائه الكبير ..
اردفت بصوت باكي وهي تحرك خاتم زواجها في يدها بتوتر ..
: اخاف يوم اصحى ويكون كل اللي صار حلم ... اخاف السعاده اللي اعيشها معك
تكون مجرد وهم ..

شعر بمشاعرها .. وشعر بحرقتها ..
ودوره الان ان يرتجف لحد المرض ..
آآآه اين اذهب بها ..
آآآه اين اخفيها .. عن عيون الناس .. عن عيوني انا ..
اين ادثرها بعيدآ عن قلبي الاحمق ..
فمثل هذه تحبني .. وكيف ؟
فأنا لم ارد لها ولو بكلمه ..
اشعر بجميع الكلمات تتصاعد مزدحمه في رأسي و عندما اريدها
تتلاشى من امامي ..
فأقف حائرا ابحث عن كلمه ضائعه.. تدعمني في مواجهتها
تسد فراغها وتملأني .. فكلي ثقوب وفراغات والله يعلم ..

مسح وجنتها بيده المرتعشه ..
وقال : انا مو حلم .. انا واقع .. واقعك انت ومصيرك ..
ألمسيني .. شوفيني ... واحلمي فيني ..
غرور و تملك حتى في في افكارها ..
يريدها لاتفكر بسواه ولاتشغل بشاغله صغيره او كبيره كانت ..
رفعت نظره راقصه إليه متأججه بالكثير من العاطفه .. وابتسمت ..
مسح دمع قد تعلق بجفنيها متمردآ .. من فرط عاطفه اكتسحت وقارها ..
وقال بهدوء : عيشي حياتك اليوم ولاتفكرين ببكره ايش بيكون ..
لاني بكون دائما جنبك ..
لاني بكون دائما جنبك .
لاني بكون دائما جنبك .
لاني بكون دائما جنبك .
وهذا ماتتمناه ابد الدهر .. هو ان تكون بجانب رجل عشقته حتى اصبح
من الصعب ان يعشق احد اي شخص ..
ابتسمت وهي تتراجع بإرتباك .. وهي تسمع صوت والدته ذاكره الله
تأملها ويكاد لسانه ان ينقط بكلمه من اعلاه ..
فهمس بإسمها منتشيآ بمشاعره : ليلى ..
استجابت على الفور .. فنداء القلب لاصوت له
استعد لكي يقولها ويكسر الصخره الثاقله على قلبه ..ويرتاح
: انآآآآآآ آ ...
فأغمض عينيه متنهدآ بعدما .. تعالى صوت الحق في المكان ..
فهب واقفا يملآ ناظريه بصورتها الجميله ..
: انا بمشي اصلي .. انتبهي لنفسك ..


******************************


قاده الشوق إليها وفي رأسه مخططات لابد ان ينهيها ...
ابتسم لنفسه ... اول خطوه هو رؤيتها ..
لقد منعته الرزانه والثقل المرغوب من الناس عنها
وهو اشد ان يكون اكثر المجانين توقآ بها وبرؤيتها ..
سمع صوتها الذي يهمس بتحيه .. كانت ارق تحيه سمعها حتى الان ..
نهض مستقبلا .. وابتسم لارتعاشها الواضح
ياالله .. كم هي جميله . ..والخجل يكسوها ..
احتى الان لم تعتد على رؤيتي ؟!
ماإن مسك يدها حتى استضافتها يده القويه بإحكام ..
وهو يميل عليها بجرأته المعتاده ويقبلها برقه .. تكاد تخفيها من الارض ..
كان يود لويخطف شيء من توت خديها .. و ينعم ولو قليلآ .
سألها وهو يجلسها بقربه .. بل ملاصقه له ..
: كيف حالك ؟
اجابته برقه وهي تعيد خصله ناعمه متمرده مزعجه عن عينيها ..
: الحمدلله بخير .. انت كيفك ؟
اقترب منها وعينه على الباب .. وقال بشغب
: طيب ..لكن مادام اخوك الثقيل فوق راسي يبدو اني بمرض ..
ضحكت برقه واصابعها تجد مكانها بين فراغات اصابعه ..
: اسم الله عليك من المرض ..
حط يده على قلبه وقال
: وانا اقول اني مستعجل لا وربي لو تأخرت دقيقه بكون استخفيت ..
سألته مباشره : مستعجل في ايه ؟
جاوبها بإبتسامته المرحه ..
: في زواجنا ... خلاص انا نويت ..
شهقت بخوف و سحبت يدها بسرعه من يده ..
: ليش مستعجل ؟ تونا ملكنا ..
ناصر بجديه : اسمحي لي .. ثلاث اشهر ... مده طويله
وانا صراحه ماحس بالراحه .. يكفيني عذاب ..
ابتسمت ابتسامه مغلفه بالذعر .. وكأن الاقترب يجعلها اكثر توجسآ
مسك يدها وقال بحنان وكأنه فهم معاني خوفها ..
: اسمعيني يا ودي .. انا ابيك ومحتاج لك .. لكن اذا كانت رغبتي تخالف رغبتك
فأنا ماعندي مانع انتظر.. وانتظر .. وانتظر.. اهم شيء عندي تكوني راضيه ..

ابتسمت ..
يالله كم تحبه ؟
أمثله لايحب .. بل اني اموت في هواه ؟؟
او لاا يعلم كم اني اموت فيه وفي رقته الرجوليه الفاحمه ...
التي تشعرني بأني لست مخلوقه معه بل ريشه تطفو على نسمات رقيقه ..
او ليس بي شوق ليجمعني به ..
او ليس بي توق لملاقاته دائمآ ..
بل بحجم الارض.. ان اكون قربه و دائمه معه ..
لكنه الخوف العذري الانثوي ان ابتعد .. ان ابتعد عن عشي الدائم
عن عائلتي .. عن وداد الساكنه المنتظره ..
لكن لم الخوف ؟ ومثله بجانبي ..
وقلبه يعانقني .. وحبه يطوقني .
فالخوف يتلاشى ويهرب بعيدآ عند حبه الصادق ..

اعادت يدها مكانها في تجاويف يده .. وقالت بخجل وجرأه. هامسه ..
: لو تدري ان رغبتي اني اعيش معك للابد .. ومايهمني غيرك احد ..

رقص قلبه اليتيم على وجع الامس و فرحه صبتها في جوفه ..
كان يريد ان يعانقها .. لكنه يخاف عليها من هول تحطيمها ..
رفع يدها الى فمه ليلثمها برقه ممزوجه بحب كبير ..
كبير .. وعظيم ورب البيت في كل دقيقه يقضيها معها ..


************************************




" اخاف يوم اصحى ويكون كل اللي صار حلم ...
اخاف السعاده اللي اعيشها معك تكون مجرد وهم .. "

مازالت تلك الجمله ترن داخل رأسه..
ويستعجب نفسه ..
او ليست تلك جملتك التي تخاف ان تنطقها ..
او لست تخاف ؟ او لست غير واثق مازلت ..
اي معترك يقضي على احلامك ..
ويزيد من شكوكك ..
هل تبالي الان ؟ ام نسيت ذلك الماضي الملعون ..
اتخالها لاتثق بك.. متوجسه في مشاركتك الحياة ..
ام انها تعيش بلا رغبه معي ..
تنهد منزعجآ ..من حومه الافكار حول رأسه ..
لاتفكر كثيرا ..
فالتفكير لايجدي ..سوف يعيدك الى بدايه الارق والعذاب ..
توقف .. لابد من التمهل ..

نقر بأصابعه على الطاوله .. وعينيه تراقب حركه طفلين يعاكسان
رأي والدهما في الدخول للسياره او البقاء طويلآ ...
ابتسم وهو يرقب بصمت ..
متخيلآ نفسه مكان ذلك الاب الذي يرمي بنظره شرزا
لابنه ويتبسم لابنته .. مابين شد وارتخاء يبقى من اجلهما ..

شعر بلمسه على كتفه فأستدار ليجد ناصر ينظر لنفس المكان ..
جلس مقابله وقال : لايقه عليك الابوه ...
مطلق بتهكم : ليش كنت شاك ؟
ابتسم وهو يطلب من الموظف المطلوب ..
سأله : ايش صار معك ؟ اتفقتم ؟
ناصر بإبتسامه مريحه ..
: ليش انت شاك ؟
رفع مطلق حاجب متهكم لتقليده وقال بجديه :
اذن .. نتوكل على الله ..
ناصر بتنهيده ارتياح : واخيرآ ..
مطلق : على بركه الله ... ومن الحين اقولك تكاليف الصاله والذبايح علي ..
ناصر : لا تفكر حتى .. هذا زواجي انا .. لاتتعب نفسك فيه .
ابتسم مطلق وقال : هزلت .. اخوي يتزوج وماتبيني اتدخل ..
سكت ناصر لانه اكثر العارفين بصاحبه ..
عنيد .. وفي .. وغير متنازل ..
إلتزم الصمت متأثرآ كالعاده وان اعتاد مواقف صاحبه الصادقه
اخي .. او ليست تتصدع الجبال عند الاخوه ..
فما حال قلبه .. اخ دنيا .. ناله الرضى منه ..
مكسب .. للحياة .. وفاء واخلاص .. قيمه لا تتقارن بأغلى القيم ..
لم يخفى على مطلق ما بدى بصديقه ..
فسأل من جديد : متى نويتوا الزواج ؟
ابتسم بإنتصار واشار بسبابته والوسطى ..
: بعد شهرين ياطويل العمر ..
هز رأسه متعجب ومبتسم منه ..
: رقم قياسي ..كيف قدرت على شهرين .. والله انك داهيه ..
ناصر : كنت صادق .. صادق وبس .

تمعن في الكلمه ... الصدق ..
سهله .. و صعبه في نفس الوقت ..

اخرج جواله من جيبه على اثر الاتصال الذي ورده .
: هلا..
رمى بنظره لناصر .. وكأنه ارتبك من اثر اتصالها المفاجئ .
: كيف ؟
رفع يده لناصر بالانتظار ..وقام من مكانه يخرج للشارع بعيد عن الزحمه ..
سمع صوتها الرقيق ..
: اسمعني البنات بيروحون لوفاء .. ؟ وانا ابمشي معهم .. بعد اذنك ؟
ناظر الساعه وقال : هالوقت ؟ ماتحسين ان الوقت متأخر ..
اجابته بتوتر : بكره الخميس .. و في جمعه بنات عندها ..ها ايش رايك ؟
سمع احتجاج البنات حولها .. وابتسم ..
عرف ان الجميع تركها في وجه المدفع .. وتركها تتلعثم في كلماتها
قال : اساسا من اعطى البنات اذن بأنهم يروحون .. قولي لهم استريحوا
سمعها تضحك على البنات وتعيد نفس كلامه لهن بلهجه متأمره ..
.. فضحك لضحكتها الشقيه .. وهو يسمع احتجاجاتهن المتكرره ..
فقالت : خلاص ..حبيبي .. انتهت المهمه ... مانبي نشغلك زياده إلا بمناسبه
الشغل مين معك ؟

يا لهذه الغيوره الشقيه... او تقول لي حبيبي علنآ .. و تتجاوزني بعدها ..
اجعلتها اعترافآ صريحه متكرره لاتملها ابدآ ..
فما زلت اقول .. امثلي ينحب ؟

اجاب متلاعب بأعصابها : وانتي يهمك من معي ؟ ..
تبعت قوله لحظه صمت .. وبعدها اجابته بثقه ..
: اكيد يهمني .. واكيد اللي معك ناصر ..
توها قالت لي وداد انهم حددوا موعد الزواج .. مبارك عليه ..

ابتسم مجددا .. وعيناه تعود الى حيث مكانه
وناصر يبتسم له بخبث .. لقد اطال بمكالمته ..
قال مقاطعا : خلاص .. حبيبتي شوي وانا راجع ..

انهى الاتصال مباشره وهو يعود ...
حاول بكل الطرق ان يشغل ناصر بالاسئله ..
حتى لايطرق الى حياته المغموره بالاسرار
ويكشف اي احد منها ..
وبالاخص ان مطلق ..شاعر .. عاشق .. والاهم غريب عن الامس .
وهو يعرف ان صاحبه لايحتاج لتفسير ففي الوجه والعيون علامات واضحه ..
وهو اعلم الناس بشرح المكنون ..

********************************




كان يتصل عليها .. في بعض الاحيان تجيبه والاخرى تتركه يتحراهاا كهلال ..
هل تغيرت.. نعم تغيرت ..
قد اصبحت قليله التمرد .. وان كان في دمها الا انها تتنازل في نهايه المطاف ..
وان قلت الاحتدامات بينهم .. بسبب شبه انقطاعه عنهم ..
هناك تغير طفيف .. اصبحت مقتنعه ..
اظنها تعتبرني شيء من المسلمات في حياتها
شيء لامفر منه ..

سمع ردها اللاهث : ايوه ..
ابتسم : خذي نفسك .. ماني بطاير ..
ضحكت وقالت : ماسمعته كنت مشغوله مع عبدالله ..
سعود : مشغوله في غسيل ملابسه ولا كويها ..
اجابته بحذاقه : اخوي .. اشيله فوق راسي لو يبي .. وشلون على الغسيل والكوي ..
هز راسه متوقعا اجابته ..
و اصابته الغيره من تصرفاتها نحو الجميع .. والعكس معه هو بالذات .
تنهد بحزن .. فسألته حينها ..:وشفيك ؟ ليش ضايق صدرك ؟
سعود : غريبه حسيتي فيني .... قبل كنت لو اموت من الحزن قدامك ما تلتفتين لي .
نجمه بتردد : عادي ...لو تبي سوي نفسك ماسمعت سؤالي ..
سعود بألم : بتمنين بالسؤال علي .. على العموم مشكور ماقصرت ..
كنت بأقولك ... ليش ضايق صدري من غير ماتسألين .. لكن مافيه فايده
دق الماء وهو ماء ... ليش اتعب نفسي معك ..
كانت تستعد للاجابه بكبرياءها .. وان غصها صوته الحزين ونبرته المليئه بالالم والوحده
: اذا كنت بتقول لي شيء ... لاتاخذ رأيي يا سعود .. تكلم وانا اسمعك ..
صرخ منزعج : اتكلم للجدار ولا اتكلم معك .. بتحسسيني انك فضاء يسمع ولا يرد ابد
صرخت بمثله متناقضه : طيب مادام انك مااخذ عني صوره اني جدار .. ماتسمع
ليش اتصلت .. ليش تعبت نفسك يااستاذ ؟
وبنبره منزعجه : تعرفين .. كل يوم اقول بكره بتتغيرين .. بتصيرين احسن
بتحسين فيني .. لكن للاسف .. كل يوم اعترف لنفسي اني ندمان اني اخذتك ..
واني غلطت في حقك وفي حقي .. لانك بسهوله ماتستاهليني ...

لم تحتمل اكثر مايقوله ..
انه يؤذيها حتى الصميم .. يجرح كرامتها بهديره المبالغ ..
وهي التي ارتضت هذا النمط من الحياة مرغمه ..
اجاء الان ..يعترف بجميله الابدي ويوسمه بعار على حياتها..
يسلخ هدوءها الذي ارتدته من اجله ..
يحطم كبرياءها المزعوم ..
ويغتال فرحه صغيره كانت قد رفرفت له هو ..

لا ورب الكعبه لن ارضاها لنفسي ..
فـ لتمت حياتي كلها وتصبح اقصوصه تتدوالها السن الجميع
الا كرامتي لاتهدر .. طيله حياتي .. وهو يشعرني بأنه صاحب فضل علي ..

صرخت بحطام امل : انت قلتها .. انا مااستاهلك .. ومادام انت متكرم علي يااستاذ سعود
وتحس نفسك متمنن علي ... لا تعذب نفسك زياده وتمثل دور الضحيه ..انهي كل شيء بكلمه
فأنا ما استحقك .. لوعندك ذره كرامه باقيه انطقها .. وريح نفسك من همي..................

توقفت للحظه تجمع انفاسها .. و تهدآ من ثورتها ليبدأ هو ..
: كرامتي اني عزيت نفسي وعزيتك عن القيل والقال .. لكن مايثمر فيك المعروف
النفس عافتك .. وانا ما ارخص نفسي للي مايبني .. وكرامتي فوق كل شيء ..
بإنفعال ارتفع صوته : انتــــــــــــي ........

سُحب الجوال من يدها فجأه .. في لحظه حاسمه ..
وسحبت جزء من روحها ..
وسقطت منهاره القوى ..
لم تعد تسمع شيئا .. ولا تريد ان تسمع ..
افعلا اطلق عليها رصاصه خالتها رصاصه الرحمه ..
اانهى ماكانت تطارده فيه ان ينهيه ..
ااخيرا فكت لحام زواجها الصدئ ..
والاهم من كل هذا ؟
هل ارتاحت؟
هل شعرت بالحريه في سجنها الفسيح ؟
مازالت تسأل وتسأل ولا تجد الجواب الشافي ..

تجمعت الدموع بكل المعاني .. ونظرها تعلق بنظرات اخيها الذي سقطت يده بجوالها
على جانبه .. وفي عينيه مائه سؤال بإنفعال وغضب و رفض .. لماذا وكيف ؟
لم تستطع سوى ان تطلق نشيج معذب و هموم قد بدأت تتجمع في عقلها .
وقد اخفت ندبه مافعلته بين يديها . .. وكتمت ضيق من فعلته بها ..
قد اصبح الامس وسعود .. اطلال تبكي عليها حتى الموت ..لو شاءت .



*******************************


دخل البيت بعدما صلى العشاء في المسجد ..
واول شيء تبادر لسمعه مشاجره معتاده بين سمر واريام ..
ابتسم .. وهو يقترب منهم ..
كالعاده الشجار على من يمسك فيهن الريموت ...
تنحنح وبدى جديا وبالاخص عندما رأى تلك النظره العاجزه من والدته ..
قال : وبعدين معك انتي وياها .. انا كلما دخلت لازم اسمع اصواتكم المزعجه
وبعدين ماتستحون .. تتناقرون فوق راس امي .. يالله انتي وياها قدامي على فوق ..
صرخ بحده : بسرعه ...
سمر بخوف ورجاء : خلاص ..يامطلق التوبه .. بكره الخميس ونبي نسهر ..
مطلق بإنزعاج : لا .. سمر .. اريام على فوق مباشره ..
ام مطلق برجاء : خلاص ياولدي خلهم ..
مطلق : لا ياامي ماتشوفي الواحده مطوله لسانها فوق راسك ولا ادب ولا احترام ..
اريام : هذا كله من اختك الهبله ..
سمر بضيق : الهبله انتي ..
مطلق : خلاص انتي وياها ..
ام مطلق : علشان خاطري يايمه ... تعال اجلس جنبي .. واترك خفيفات العقل ..
سمر بهمس لاريام: راحت علينا ..صرنا انا وياك خفيفات عقل ..
جلس جنب امه ... بينما اريام وسمر يطالعونه بحذر
وبأمر : حطي على الاخبار ..
تأففت سمر وهمست في اذن اريام وضحكوا مع بعض ..
سأل وعيونه على الشاشه : ليلى وينها ؟
جاوبته سمر مكشره ..: راحت تنام ..
ام مطلق : الله يعينها مسكينه .. مسكتها اللوعه واستفرغت كل اللي اكلته عالعشاء ..
مطلق بخوف : وليش ماكلمتوني ..
اريام : هي رفضت ..
ام مطلق : وانت ايش تسوي ياولدي .. الحامل كذا . الله يعينها ان شاء الله ..

وقف بسرعه .. بينما سمر واريام ابتسموا لبعض ..
قالت اريام بصوت اقرب للهمس ..
: والله مطلق طاح وماحد سمى عليه ..

صعد الدرج بسرعه ..وتوجه لغرفه النوم ..
كانت معطيته ظهرها .. رغم ان الاضواء شاعله ..
اقترب منها .. لامس كتفها العاري بلطف قبل ان تستدير له ... وتمنحه اجمل ابتسامه
تمعن في ملامحها الذابله .. وبالاخص عينيها الغارقه في الالم ..
واثار الدموع لم تجف من مقلتيها بعد
سأل بإهتمام : ايش صاير عليك ؟ البنات يقولوا انك تعبت ..
بصوت ناعس : تعب عادي ..
مطلق : قومي خليني اوديك المستشفى ..
لامست ذقنه برقه : لا حبيبي .. مايحتاج.. هذي ايام صعبه وتعدي ..
كل الحوامل مروا فيها من قبل ... إلا انت تعشيت ؟
ابتسم لها .. ولامس شفتيها برقه ..
: ارجعي نامي ..انا متعشي من زمان .
اعادت له الابتسامه وقد انهكها التعب والنعاس ..
: تصبح على خير ..
مطلق وهي يمسح شعرها بعدما اعادت رأسها الى المخده
واستسلمت للنوم الذي تسلل الى عينيها ..: تصبحين على خير ..
تحرك من مكانه داخل للحمام .. يفك ازرار ثوبه ..
قبل يسمع همس اسمه ..قال بآليه ..
: ..تبين شيء ؟
نطقت بكلمه ناعسه .. رقيقه .. طالما سمعها ..
تدخل روحه .. ويتردد صداها داخله كثيرآ ..
لا يجد سوى حفظها في صميم قلبه ..
" احبك "
يا لصعوبه هذه الكلمه ...
اشعر بالخدر اعندما تنطقها
و وعندمااريد ان انطقها انا ..
تصدم بقلبي وتعود إليه ..
ولوتعلم انها تخترقه لتتخطى كل شيء وتمر من خلاله ..
يالفلسفه الرجال عند كلمات العشق ..
يعتقدون انها تعريهم من رجولتهم وتسلخ خصاله الحميده كلها ..
يجزمون انها سر من اسرار الضعف .. ويبالغون في اخفائه ..
يحمون كبريائهم .. و يختفون في اوشحه من الجلافه وعدم الاحساس ..
ينحتون من الصلب قلبآ قاسيآ ويدعون اللامبالاه ..
ويمضون متجاهلين .. يريدون امتلاك كل شيء .. حتى قلوب بنات ادم
ويهيمون بكل خيلاء .. معاندين لغه المشاعر الصارمه ..

تنهدت وهي تغمض عينيها و تتجاهل دمعه قد تدحرجت بخيبه امل كبيره ,,
اصبح المكان خاويآ لايتسع لخيبه واضحه مترقبه ..

كانت مخطئه عندما اعتقدت ان السور العالي قد بدأ يقصر ..
وان قلبه الصلب بدأ ينبض بحب متبادل بينهما ..
اخطأت عندما ظنت ان كلمته العفويه .. التي خرجت في لحظه استعجال ..
قد عنت له مثلما كانت تعني لها الكثير .. وكانت ذا مقصد واضح وتصريح بالحب ..
حبيبتي >> لقد لامست السماء بها .. و تعلقت بسحب كونيه حالمه
لاتخشى فيها السقوط ..
ربيع قلبها .. وزهاءه عندما تشعر بمعنى ان يحبها هو ..
كان مازال قلبها ينبض بصخب و الان قد عادت لها كلمه نطقتها بصدق
وانتظرت ان تعود لها بصدق من بين شفتيه ...
لكن للاسف عادت لها الكلمه منتحبه و متوشحه بالعزاء والرثاء ..
وتختبأ مجددا في قلبها .. مفضله الكتمان و الاختفاء للابد ..



*************************



تأفف منزعجآ وقد استيقظ متأخرا على غير العاده ..
لا يلام فقط اسهرته تلك المتطلبه .. بلائحه لاتحصى بما يجب ان يكون اولا يجب ..
ابتسم وهو يقرأ رسالتها ..

طريقي عينك الحلوه
وبيتي صدرك الدافي
ظلامي غيبتك عني
وصبحي وجهك الدافي
"صباح الخير"


لم يكن لديه وقت للرد .. حمل حقيبته الخاصه ..
وجواله في يده .. حتى كوب قهوته لم يتناوله ..
تصاعد رنين جواله وهو ينتظر المصعد ...
: هلا ..
: السلام عليكم
ناصر : وعليكم السلام ..
: الدكتور ناصر ..
ناصر وهو يدخل المصعد ويضغط على الزر المطلوب .
: نعم .. معك ناصر .. مين معي ؟
بصوت متوتر : تقدر تقول فاعل خير ..
ناصر ومشاعر مختلطه .. ركز في كلامه ..
: ايش الحكايه يا فاعل الخير ؟
: الموضوع مهم وحساس .. واي رده فعل غير المطلوبه .. بينتهي كل شيء .
ناصر بحركه واحده وسريعه .. وقف المصعد .. و ترك حقيبته
وقال بإهتمام : انت بتقول ايش الحكايه ولا اقفل ؟ انا مو فاضي لحركات الاستهبال هذي .
بضحكه سخريه تصاعدت من الطرف الاخر ...
: لا ابدا يادكتور هذي بعيده كل البعد عن حركات السخريه ... هذي فيها مصلحه عامه
والاهم هذي فيها شرف ..
توتر ناصر وتصاعد الخوف لقلبه ...
استرسل الطرف الثاني .. : ناصر .. بإختصار شديد .. ان بعقد معك اتفاق ..
زادت حده التوتر لدى ناصر .. : اي اتفاق ؟
: اتفاق .. يعني تقول اخذ وعطا .. و انا متأكد ان كلا الطرفين بيكون راضي ومرتاح ..
صرخ ناصر بنفاذه صبر : انت تقول اللي عندك ولا اقفل في وجهك ؟
: ناصر .. مو من مصلحتك انك تعصب .. .. اذا كنت تبي تسمع .. خليك هادي ..
الموضوع مو سهل لاعلي ولاعليك ..
بلغ الخوف ناصر وقال بنره متحكمه ..
: طيب .. تفضل انا اسمعك ..
: انا اتصلت فيك بخصوص مقابلتك مع ... مع .. وسام العالي ..

وكأن احد ما ضرب رأسه بمطرقه ..
كان يعرف ان الامر اكبر مما كان يتوقع ..
الان بات يخاف اكثر من الاقتراب ..
لان الامر اصبح اكثر رعبآ بالنسبه اليه ..

ناصر : ومن انت .؟ وكيف تعرف اني قابلت وسام ..
: مايهم من انا .. ولايهم كيف عرفت .. انا اعرف كل شيء دار بينكم ..
قاطعه ناصر : اكيد انك مقرب منه .. هو ارسلك لي ؟ ايش يبغى مني ؟
: لا ابدا .. اساسا وسام مايعرف اي شي .. ومن مصلحتك انك تتكتم على الموضوع
ولا تخبر احد فيه ..
ناصر بعصبيه : انت قاعد تلف وتدور ليش ماتدخل في الموضوع ..
: انا مستعد ادخل في الموضوع ... لكن شرطي السريه التامه ..
ناصر بهدوء مخيف : انا موافق ..
: انت كنت تبي تعرف العلاقه في وسام و مطلق الغانم ؟
استند ناصر وقد بدأ شيء من الاعياء يطغى عليه ..
بينما كمل الاخر دقائق الصمت ..
: وسام على علاقه بأخته .. اللي اسمها اريام ..
بصوت حاد قاطع .. يكاد ان ينفجر رأسه فيه ..
: ياكلب .. ياواطي .. ياحقير .. ..
: انا قلت لك من قبل العصبيه مافي من مصلحتك .. خلك رايق معي علشان نتفاهم ..
ناصر بحده : نتفاهم ياكلب .. انت لو رجال ماجبت سيره بنات الناس .. انت ماعندك كرامه
ماتستحي على وجهك يا خسيس ..
بسخريه : انا ماجبت سيرتها بشيء من تأليفى .. البنت ماشيه على حل شعرها .. تخرج وتتواعد
مع وسام ... وعلشان كذا كان يوقف عند باب بيتها ينتظرها .. لاتسوي فيها كرامه وعزه نفس
والبنت ماهي متربيه من الاساس ..

اغلق اتصاله بصدمه مريعه تكاد فيها ان تنهي حياته ..
تجمد .. لاحركه ولااحساس غير الخوف .. و الالم.. والفزع ..
وكأنها طعنه نقطه الحياة ..قد اسكتته ..
اهتزت قدميه وهويجلس في زاويه المصعد ..
لم يعد يقوى على الوقوف .. تلك الصدمه هزت جسده كله ..
.. متصوراسوء الافكار .. ومجسدآ بها اسوى االاحداث التي يمكن ان تحدث ..
كل الصور والافكارتدافعت فجأه ...
صوت ام مطلق .. وحنانها البليغ قد استبد بقلبه وجعلها يلهث بخوف لما يمكن
ان يحدث لها من تأثير ماسمعه هو ...
ومطلق .. سيموت.. بعد ان يميت اخته..
سيفقد عقله .. سيجن حتمآ ولاشك في ذلك .
انا اكاد افقد عقلي وانا لست اخاها بالدم ..
بل شعوري ناحيتها تستوجب ان اكون اخآ بديلا ..
ياربي استر علينا بسترك ..
يارب اسألك الستر يارب ..

شد على رأسه مفكرا ..
و اخذ كميه وافره من الهواء حوله في مكان ضاق بإنفاسه ..
وخاطب نفسه ..تمهل ياناصر .. لاتستعجل ..
كل الخيوط في يدك ..
يمكنك حل كل الامور بنفسك .. ولن يعرف احد ..
اهدأ ياناصر ..
تعرف ماهي نهايه هذه القصص ؟
سجن وقتل وعار ولا للقصه بقيه لاتنتهي ابد الدهر ..
مرت عليه قصص مثلها في عيادته الخاصه ..
لم يكن يعتقد ان مثل ذلك سيكون قريبآ لهذه الدرجه
ضغط على زر الصعود مره اخرى .. متوجه الى شقته
لا عمل ولا احد سيقف في طريقه الان ...

دخل شقته ورمى بكل شيء .. فك ازرار ثوبه العلويه
والجوال في يده .. يبحث عن حل ..
لحظه .. اقال انه اتفاق ؟
اخذ وعطاء ..
يريد شيء .. يريد شيء بالتأكيد ..
لم يكن فاعل خير .. بل صائد جوائز ..
شخص يلعب بمصائر الناس
لعن الله من هم على شاكلته ..
من يتجارون بكرامه البشر ..
تمعن في رقمه .. سيبدأ ..
سيخطو خطوه يعتقد انها للامام وصحيحه
سأرى ماسيحدث .. لن اتوانى عن اي شي ..
سأبدا بالاصلاح اولا ..
وبعدها سيكون معها حديث اخر ..
لاني لن انسى ولن اصمت ابدا ؟

اغمض عينيه على تردد الرنين في الطرف الاخر
ويصر على اسنانه .. رُد .. رُد ..رُد ...
بينما االاخر .. ينظر للرقم بعين منتصره ..
وسط سحب دخانيه تشابه افكاره السوداء ...
ابتسم .. فخورآ بإنجاز لا يقارن بأي انجاز وسخ عمله من قبل ..
رمى بسيجارته مقهقه بلهفه للقادم .. ومشجع نفسه على المواصله
بدهاء ثعلب بشري ... وقلب ميت .. وضمير مختفي تمامآ ..
يتشارك مع الشيطان كل مافيه ..


ردد في الظلمه حيث ينتمي والجوال مايفتأ يهتز بين يديه ويشع في الظلام ..
: والله مانت هين ياعزوز ...


*********************************

انتهى الاجتماع الثاني ... وبعد استراحه الغداء مع بعض العملاء
دخل مكتبه .. مسك بعض الاوراق ويركز فيها .. وفي نفس الوقت
ينتظر الرد على اتصاله ... لكن لارد ..
تأفف وهو يستند على كرسيه والاوراق في يده ..
تركها وهي نايمه و واضح عليها التعب .. لم يعتاد ان يراها بالحاله الصعبه ..
عادة هي اول واحده يشوفها واخر من يشوفها ..
شعور بأنه يفتقدها مسيطر عليه ..
ابتسم لفكره جاءت في باله .. رمى بالاوراق وهو يوقف لنافذته المحببه ..
لابد ان ينفذها ...
تراجع للخلف على رنين جواله .. رد دون ان يهتم باسم المتصل ..
فتهلل وجهه عند سماع صوتها ..
: هلا مطلق ..
مطلق بتماسك : ليش مارديتي ؟
تلعثمت وهي تجيبه : كنت بعيده .. ليش بغيت شيء ..
عقد حواجبه بإستغراب لنبرة لم يعتدها في صوتها .. كانت بارده جدآآ
اجاب بتوتر : لا .. دقيت اطمن عليك ..
سمع صخب و تحطم زجاج وصرخه ارتفعت من بين شفتيها. ..
ارتفع حده صوته : ليلى وشفيك .. ابش صار عندك ؟ ..
اجابته بعد مهله قصيره : انكسر الصحن من يدي ..
سمع جلبتها مع خديجه .. وبعدها هدأت ..
فقال بإنزعاج : انتي ايش دخلك المطبخ ؟ انا ماقلت لاتسوين شيء ..
ليلى بتعب : مطلق .. كل اللي سوتيه اني شلت صحن .. وليتني شلته الا انكسر علي ..
وتهدج صوتها بحزن بلغ قلبه ..فتهاوى بألم ..
اكان هذا من اجل قطعه من الزجاج ..
اتبكين على قطع متناثره لاقيمه لها ..
تمنى ان يكون قربها ليضمها الى صدره ..
ويرى عينيه لتهدأ نفسه الحائره ..

سأل ويده تقبض على الجوال .. وكأنه يود لو يحطم شيء ليشعر بالرضى
: لايكون اذيت نفسك ؟
اجابته ببرود يكاد يقتله ..
: لا .. ماصابني شيء..
تمهل لحظه قبل ان يسأل بحنان ..
: ليلى .. فيك شيء .. ؟ احس صوتك متغير ؟ انتي تعبانه ..!!!
اعقبته بدقيقه سكوت قد استشعر من خلاله ان هناك خطب ما بها ..
اجابته بنبره حاولت ان تمزج فيها بعض من المرح ..
: لا الحمدلله انا بخير.. لكن فيني نوم ..ماعاد اشبع نوم طول الوقت ..
ضحكت.. لكن ضحكتها لم تمس قلبه كالعاده
يشعر بالفضاء الواسع قد امتد بينهم ..
اردفت : بتتأخر ..؟
رد ببرود : لا .. ما اظن ..
صمت كلا منهما. .
وبعدها قالت : على خير ان شاء الله .. يالله مااعطلك عن شغلك .
في امان الله ..

انتظرت للحظات قبل ان تغلق الاتصال .. و وهومازال ينتظر
الهاتف على اذنه .. وكأنه ينتظر شيئا ما ..
اغمض عينيه .. وكأن اليأس قد دب فيه ..
وضع جواله بهدوء .. وارتياب من كل شيء حوله ..
لكنه عاد و ارجع سبب برودها الى تقلبات مزاجها بسبب الحمل ..

اخذ نفس عميق .. اخذ جواله و سبحته ..
وطلع من المكتب و وقف يكلم طلال ..
: طلال الغي اي مواعيد لي اليوم .. عندي شغل ضروري ..
طلال : ابشر طال عمرك ..
تركه باسمآ ... لفكره قد استحسنها ... لعل في ذلك يرضى و يهدأ باله .


********************************



امسكت بالمبخره .. و قد اخذتها الافكار بعيدآ تحشرها في زوايا
مثلما تفعل سحب دخانيه عطره .. تتراءى لها كسحب تطير في السماء
ابتسمت .. لأشياء كثيره كانت قد تذكرتها في بيت جدها..
هكذا كانت تفعل في مجلسه .. تحدق لاركانه .. و تضيع في الاحلام ..
بقيت ساكنه مكانها ..متجاهله حشرجه في مجرى تنفسها قد اصابتها بسبب البخور ..
كحت متأثره وهي تغطي فمها بيدها .. قبل ان تمتد يد قويه وتقبض على يدها
وتمسك المبخره ..التفتت لمطلق جنبها ..وعينيه تعبر عن الغضب ..
ناظرها بضيق : وشفيك انتي .. ناويه تذبحين اللي في بطنك ؟
مازالت تكح .. زادها ذلك الم في صدرها وهي التي كانت تظن
انه يخاف عليها.. كم جرحها ذلك في الصميم ..
ليته لم يقولها بصوت عالي .. ليته اخفاها عني ..
لقد بدد كل ظنونها .. وافصح عن خوفه الكبير ألاآآ هو ابنه المنتظر ..
خرجت متعثره .. وقد تركته منتقدآ خلفها ..
ينتظر ردآ تصاعد مع الدخان الذي امتلآ في المكان ..
تحامل على غضبه ما إن رأها شارده تغوص في كومه من الدخان
الا تعرف مما تعانيه هي .. ؟
الايكفيها ماهي فيه لتزيدها على نفسها بمشاكل تنفسيه قادمه ..
لحق بها .. و في عيونه عتب و ضيق يحاول جاهدا ان يخفيه ..
مازالت متأثره .. وقد امتلأت عينيها بفائض دموع ..
هدأت انفاسها وهي ترمي له نظره عابره ترى فيها حاله ..
سألها بآليه تكاد تخرجه عن السيطره ..
: انا ما قلت لك لا تسوين شي ؟ ليش تتجاهلين كلامي ؟

ارتجف فكها وهي تحاول جاهده ان تخفي مافيها ..
مسحت دمعآ اعتقد ان سببه هو اختناق دخاني ليس اكثر
انما هي لديها اكثر من سبب لتعوز اليه سبب الدموع ..
يكفي انه جرحها للتو ...
سحبها ناحيته و ضمها إليه .. بحب و حنان ..
يعلم داخله ان اغلظ عليها بتصرفه ..
لكنه يخاف عليها ..
يريد ان يحميها حتى من بواعث وهميه تتراءى له
في ملامحها الصامته ..
في صوتها البارد ...وفي عيونها الراكده ..
مازالت يديها مرتخيه على جانبيها ..
لاتجد عائدا عليها من اظهار ضعفها وحاجتها الان ..
ولافائده من سكب الدموع ..
رفعها عن حضنه متمعنآ في وجهها
يريد ان يفهم سبب البرود الغريب الذي هي فيه ..
هل هي حاله اخرى من حالات الحمل ؟
هل يجب عليها ان يتفهمها .. ان يستسلم لها دون كلام ..
سأل : وشفيك ؟ حالتك غريبه اليوم ...
تركت حضنه ...مشوشه وخاليه الفكر ..
وجاوبته بدون ان تنظرفي عينيه حتى ..
: تعبانه .. !!!
وتركته .. مازالت يديه تحتوي فراغ كان يحتوي جسدها فيه ..
تجهم .. لحاله متناقضه قد صارت عليها ..
كان الله في عونه وهو ينتظر متى ينفرج غمتها بحمل ثقيل اثقل فكره بها ..
صعد خلفها مباشره .. يستشيظ غيظآ من اسلوب لايفهمه ولايريد ان يفهمه
فبالامس كانت حالتها عاديه وافضل من ذلك ..
كانت شفافه .. ظاهر وبراقه .. لكن ماحالها اليوم مالذي ابدلها ..
فتح الباب .. ليصادفها خارجه من الحمام .. تجفف وجهها الشاحب ..
وقفت تنظر اليه لبرهه قبل ان تبتعد عنه ..
شد يديه على خاصرتيه منتقد اسلوبها ..
سأل بحذر ..
: فيك شيء ؟ صاير معك شيء .. ؟
تركت المنشفه وهي ترفع اللحاف للاستلقاء ..
وتجاوبه بكل هدوء : مافيني شي .. كم مره تبيني اقولها لك ..
مطلق بثقه : واضح عليك انك متغيره .. فيك شيء مااقدر افهمه ..
ادارت ظهرها له وجلست على السرير كانت تريد ان تضحك على قوله
فهزأت منه في داخلها .. انت اساسآ متى فهمتني ..لتستغرب لكنها اجابته بلامبالاه :
: يتهيآ لك ..
صرخ بإنفعال : كيف يتهيآ لي .. تشوفيني مجنون ..
ناظرته بخوف من انفعاله المفاجئ ..
: مطلق الله يهديك ..يعني بتطلع سبب نتخاصم عليه ...
حنيت للمشاكل .. انا مافيني حيل .. قلت لك مافيني شيء ..
لاتخترع اي سبب علشان تزعجني ..
كانت الصدمه على وجهه من تأثير كلماتها ..
قال بخيبه : انا حنيت للمشاكل .. والا انتي .. احاول اتقرب منك وانتي تبعدين
قالت بضعف : مابي منك تتقرب مني ... !!!
صدم من صراحتها .. فأردفت : انا مزاجي متعكر .. وحالتي النفسيه اتعبتني ..
فأرجوك اتركني الحين لوحدي ...
تجنب النظر فيها بعدما سمع ما اردات ان يسمعه ..
: مافي مشكله .. ابقى لحالك .. وانتبهي .......
قاطعته منزعجه : لاتخاف .. بنتبه لولدي .. مو هذا اللي تبيه ...
حدجها بنظره مقهوره من انزعاجها الواضح ..
: لا واضح انك تعبانه .. انا بمشي قبل تسمعين كلام مايسرك ابد ..



توقف عن الكلام غاضبآ .. .. لايود ان يزمجر و ينتهك عذابها الداخلي ..
عندما لاحظ ان حالتها لاتسمح له بأن يجعلها منزعجه اكثر ..
كان يريد يقول انه خائف عليها .. ومشتاق إليها .. ويهتم بأدق تفاصيلها ...
وان مايبحث عنه .. هي نظره الحب في عينيها التي شعر بأنها اختفت او خفتت ..
لم يعد يراها .. تطوقه بتلك المشاعر .. وتحمله بعيدآ حيث عالم يشع جمالآ معها ..
شعر بالخوف و الغضب والغيره من نفسه ومنها ..
مالذي حدث لها ..
اغلق الباب خلفه .. لتنهارهي في لحظه على اعتابه ..
قذقت بالمنشفه على الباب الذي انغلق للتو ..
و انهارت على السرير تبكي ..ولاتعلم لم تبكي ؟
خاطبت روحها .. مابك .. ألم تتنازلي عن حقوقك العاطفيه معه ؟
ألم ترتضي ذلك من البدايه ..
لم اتيت الان تطالبين بما لاطاقه لك به .. ولا امل في انشاده ..
ماترينه في عينيه ليس حبآ بل خوفآ على من سيحمل اسمه لاحقآ ..
زينه الحياة التي يرتجيها .. لديه المال فيأمل بالبنون لتكتمل الصوره ...

اخمدي حبك او اخفيه في اعماق قلبك .. ولا تحلقي مع امالك المستقبليه
فحبك مشدود من طرف واحد ..
اقتنعتي به ورويتيه حتى لم تعيدي تطيقي الالم الذي تحصدينه منه ..
تحملي .. فالحب هو اذى .. منذ اودعتيه قلبك بصدق. ..فـ تحميله ..


******************************


استرق نايف نظره الى خاله الذي مازال يحدق في الفراغ ...
معقود الحاجبين ومكفهر الوجه .. .. وكأنه يعطي اشاره بممنوع الاقتراب ..
سأل نايف وهويقرب منه ..
: خالي .. اصب لك قهوه ؟
حدجه بنظره .. جعلته ينتفض مذعورآ وكأنه ارتكب جرم ..
مطلق : روح لامك قول لها مطلق يبيك ؟
نايف بخوف : ابشر ..لكن ليش فيه شيء ..
حدجه بنظره اقسى من ذي قبل ..فهب نايف واقفآ .. يوبخ نفسه على غبائه
دخل البيت بعدما نادى امه بصوته العالي ..
ليلى بشهقه خوف استترت خلف ام مطلق ..
سمر بدفاشه : وراك يالثور ..وراك .. زوجه خالك معنا ..
رد عليها من الخارج : طيب يالبقره .. وين امي ؟
وفاء : خير يانايف ... انا هنا ..
سمر بضحكه: وين الخير ..؟ ماتشوفينه مدرعم فوقنا .. الرجال يتنحنحون
او ينادون قبل يدخلون البيت .. ياساتر.. يا اهل البيت .. يا حريم .. مو انت
يالثور .. امي ... وقلدت صوته ..
ضحكت ليلى بخفه على سمر .. بينما وفاء ردت عليها ..
: سمر .. الا نايف مااسمح لك فيه .. هذا بكري .. سندي .. ربي يخليه ..
ام مطلق بعتب على سمر ..
: عيب وانا امك تقولين عنه ثور .. صاير رجال احترميه وعزيه ..
نايف بفرحه : الله يطول في عمرك ياجدتي انتي وامي ..
ياليتك قربي كنت حبيت خشمك ,,ايه كذا علموها كيف تحترمني .؟...
سمر : اقول اقلب وجهك ..
تأفف بإنزعاج وهو يضرب جبهته ..
: الله يقطع شرك ياسمر ..نسيت اقول لامي .. خالي مطلق يبيك ضروري ..
وانتي ياسمور البقره .. حسابك بعدين...
وفاء بإبتسامه : ابو غانم يبيني ... وانا في ذيك الساعه لما يجيني استدعاء من القائد الاعلى ..
ضحكت سمروهي تكمل الجمله : للقوات المسلحه ...



تابعتها ليلى بنظراتها .. واقشعر بدنها برغبه كبيره في البكاء ..
لم يكلف نفسه عناء العوده للسؤال عنها وعن صحتها ....
حتى وهو يعرف انها متعبه و تتحامل على نفسها ..
كفايه مكسور خاطرها ؟
حريص على ولده .. وهي ؟
اليس لديها احساس او مشاعر ..
أليس لديها قلب يحتاج ان احد يفهمها دونما كلام ..
بعيده عن الديار .. وحاجه تتفاقم بشوق في قلبها لمن هم ساكنوها ..
نجمه ، سعود ، سلوى ، و جديها قبل اي احد ..
وحتى والدتها .. قريبه منها لكن لاتشعر بأنها ابنتها ..
ليس جحود منها ..بل تشعر بأن الايام التي ابعدتهم
بنت جدار بينهما .. لاتستطيع فيه البوح بصراحه معها ..
هل النضج و السنين .. يعوض عن حنان الام ..
هل تعتقد اني لست بحاجه لها ..
ويأتي هو ويزيدها علي ..
لا تريد منه سوى عاطفه .. سوى كلمه صادقه ..
سوى مشاعر متبادله .. تشعر فيها بأنها ذات قيمه
وليست مبتذله ...
اكان منها ان تتنازل عن كل شيء..
الحب والاحترام وحتى الحنان بدأ يشح فيه عليها ..
لاتستطيع ان تكون مثله وتجازيه بالمثل ..
يالقسوه قلبه ..
اي حرمان اعيش فيه تحت ظلاله ..
يشح علي بكلمات تجدد روحي .. وتبعث الحياة فيها من جديد ..

تنهدت وهي تمسح على بطنها .. لتلفت انتباه كلآ من ام مطلق و سمر ..
احاطتها ام مطلق بيدها .. وربتت على ظهرها بحنان ..
جعل ليلى .. تشعر برغبه كبيره في البكاء ودفن نفسها في حضنها ..
ام مطلق بنبره دافئه حنونه ..
: علامك يابنتي .. من ساعة جلست وانتي ساكته ؟ تحسين في شيء ..
ارتجف صوتها وهي تجيب بإبتسامه شاحبه ..
: لا ياخالتي .. مافيني شيء ..
زاد احتضان ام مطلق لها وهي تقول بنفس النبره التي تجعل قلب ليلى يبكي من شوقها
لجدتها التي تفعل لها مثلما تفعل ام مطلق ..
: والله يابنتي اني حاسه عليك .. ادري عن تعب الحمل .. هونيها وتهون وانا امك ..

وآآآه يا امي اين انت ..
لماذا لاتسمعين قلبي حين يناديك ..
اغروقت عيناها بالدموع فلم تحتمل .. اكثر ..
جسمها كله يرتعش .. و لسانها تخدر ..فليس لديها مايقال ..
رمت نفسها في حضن ام مطلق منتحبه ..
وتلك العجوز اعتصر قلبها ..
لشيء تجهله اشد الجهل لكنها تفهم ان زوجة غاليها تعاني من امر ما ..
حاجه لابد منها .. عسر ويسر وانقلاب موازيين ..
احتضنتها وسط ذهول سمر .. التي شعرت هي ايضآ برغبه في البكاء
متأثره بليلى ..
مسحت على شعرها وقالت : وشفيك يايمه ؟ مطلق مضايقك .. تشتكين من شيء
اهلك صاير عليهم خلاف لاسمح الله ..
نفت كل ماقالته .. تحرك رأسها نفيآ وقلبها يؤلمها ..
ام مطلق بنبره باكيه هي ايضآ : علامك يابنتي لاتقطعين قلبي عليك ؟

دخلت وفاء .. و اختفت ابتسامتها على اثر الموقف ..
حاولت تمنع مطلق من الدخول خلفها ...
لكن لم تفلح .. تعلق ناظريه بصغيرته المتشبثه في حضن والدته وتبكي
تسمر مكانه .. وقلبه يرجف .. يرجف .
كـ طفل راكض ..لاهث .. مسافه طويله هي التي يريد ان يصلها ..
كان يريد ان يصل هناك .. وينتشلها من حضن والدته
ليخفيها في حضنه .. ليدثر احزانها .. ويخفف الامها التي يجهلها ..
ألم اقول ان هناك خطب ما ؟

اه ياصغيرتي .. اقتليني .. لافهمك .. لأريحك ..
لأحمل بعضآ مما يؤرق عيناك الجميله ...
لاتبكي .. فجروحك تدمي قلبي .. وتعذبني ..
لا تخفي نفسك إلا بداخلي ..
فلتسمح لي امي ان اغار منها الان ..
فهي التي تمنحها ببعض من عطفها الفطري ..
وانا مالدي غير التأمل و معاتبه النفس ..

اغرسي شوكك في جسدي يازهرتي ..
سأحتمل غضبك .. وعنفوان جراحك ..
سئمت صمتك ... وعلامات الانتظار الباديه على ملامحك ..
كرهت هروبك .. رغم قربك مني..


تراجع للخلف بخطوات هاربه ..
لايريد البقاء .. فألمه سيصبح غضبآ جارفآ ..
سينهكها حتى تعترف .. حتى تسقط بين يديه مهزومه ..
وهو لايريد .. لايريد ان يخنعها .
لايريد ان يزيد جراحها ..


آبعِدالهًمٍ!
وحِط رآٍسَكْ فِووًقْ صٍدريً
منٍ عذآ آٍ بكْ ضآإٍيق في الِوسيَعهْ!

وآلله يعلِمْ " همِيً همِكْ "
وانتْ تدِريٍ!
لكْ عرِوقيْ ولكِ اناِ قلَبيّ آبييييعه

ولآ تأأألمٍ. .مِدمْعكِ هِدِ فِينيْ الصبرٍ= (
ومٍنْ انيِنكْ استِوت فيِنيَ الوٍجيييييعِه

نآمٍ وآحلِمَ . . وٍالمِوآجعِ خلهآِ تسرِي فيْ " عظِآآآآآمِيْ "
وكلٍ اِوصَآلِيْ جَميعِه


لحقته وفاء ونادته بصوت عالي بعدما رأت اكتساح الضيق على ملامحه
شعر بنفسه يختنق .. يختنق .. يختنق ..
كل شيء يطبق على نفسه .. متناقض المشاعر ..
يريد ان يفهم ..لكنه يخشى من الالم على نفسه ..
لايريد المفاجآت .. لتنفجر في وجهه صارخه ..
تجاهل كل شيء .. ومضى في طريقه ليترك لها مساحه تختلي بها بنفسها ..



**********************************




استغربت خروجه السريع بسيارته .. خرجت من سيارتها بكعبها العالي
يهتز خلخالها في ساقها .. تنظر شرزا الى سيارته الراحله ..
اشارت للسائق بالانصراف ..
ادارت ظهرها غير مباليه .. اخرجت مرآتها الصغيره من حقيبتها ..
تنظر لنفسها مرآرا وتكرارا ولاتمل من صورتها ...
وتوقف مكانها عندما صادفت وفاء في طريقها تمشي و تبدو متوتره
تحاول الاتصال بمطلق لكن لاجدوى. ..
ألقت التحيه عليها ولكنها لم تجب .. اعادت عليها بصوت عالي
وفاء بنظره غريبه لفاتن : فاتن .. ايش جابك الحين ؟
فاتن بضيق: وشفيك يافاتن .. اعتبر هذي طردة ..
وفاء بسرعه تتدارك خطأها :
لا والله مو القصد .. لكن تفاجآت في زيارتك هالوقت ..
وفاء وهي تدخل ..
: ماكنت ناويه اجي صراحه .. لكن اريام الحت علي ..
وفاء بتوتر : اهاا .. طيب حياك الله .. لو تبين اريام اصعدي لها فوق ..
فاتن بإبتسامه : بسلم على خالتي قبل ..
حاولت وفاء ان تثنيها .. لكن لم تستطع ..
تعرف حساسيه ليلى ضد فاتن ..
تكاد تصل العلاقه الى مالايحمد عقباه ...
توقفت فاتن والابتسامه بدأت تبهت و ليلى قد توسدت فخذ خالتها و تبدو نائمه ..
سمر بتكشيره تقف امامها وتخرجه وتغلق الباب خلفها ..
: نعم ..يا فاتن تبين شيء..؟
فاتن بشك : وشفيها ليلى .. ؟
سمر بكذبه : تعبانه شوي ..
اقتربت من سمر وهمست : متأكده .. لاني شفت مطلق خرج معصب .
سمر بضيق : لا . ارتاحي .. مافيه الا الخير ..
تأففت وكملت : اظن تعرفين غرفه اريام .. ولا تحتاجين توصيله ..
فاتن بإبتسامه غريبه ..
: لا يالغلا .. مشكوره ..
صعدت الدرج برشاقه .. وقد بدأ شيء من الراحه ينساب داخلها
فرصه لاتعوض ..
ابتسمت لنفسها .. وهي تدخل حجره اريام التي لم تكن في حجرتها ..
رمت بجسدها على السرير وهي تضحك بخبث ..
هناك امر ما اسعدها في كل هذا ..
الامر لايحتاج للشرح .. فكل شيء واضح للعيان ..
والان حان دورك يافاتن .. فالصلح خير ..

ضحكت وهي تكتب رساله نصيه ..
تبتسم مع كل كلمه تخرج من روحها السامه . ..
مغذاه بمشاعر من الحقد .. والحسد ..


**************************************


كان يقود سيارته من غير وجهه يعرفها .. الاهم انه بعيد
يفكر .. محاول ان ينسى صورتها الباكيه ..
اتصل على ناصر .. بعد الحاح منه ..
يريد ان يقضي الوقت مجاهدا في النسيان ..
مطلق : ناصر وينك ؟
ناصر بصوت متوتر .. : انا في المستشفى ليش ؟
مطلق بتنهيده : لا مافي شيء ..
ناصر : مطلق .. خير صاير معك شي .. صوتك مو عاجبني ..
مطلق بضيق .. لايريد ان يظهر كم هو ضعيف ..
: لا .. عادي مجرد ضغوطات ..
ناصر وقد بدأ الشك يساوره ..
: متأكد .. لايكون فيه شيء ..
تأفف مطلق .. لم يكن ناصر هو الحل الامثل للجوء اليه
فهو لايريد من يكشفه ويعريه من افكاره ..
لكن ناصر متخصص في كشف الخفايا ومعالجتها ..
مطلق بحده : يارجال مافيه شيء .. خلاص .. بقفل ..سلام .
رمى بجواله دون اهتمام وهو يتنهد بحسره ..


تحسس جيبه .. واخرج علبه صغيره ..
تنهد وقد صنع كل الافكار ليهديها لها ..
ابتسم وهو يتخيله في اناملها الرقيقه ...
اراد ان يصنع من اجلها سعاده .. ان يشتريها .. ان يجلبها ولو كانت مستحيله ..
ان يرى فرحة غابت عنه كثيرآ ..
تنهد بلهفه لرؤيتها ..
وتساءل في نفسه ..
كم مضى .. ساعه ونصف وانت تدور في الطرقات بغير هدى ..
الى متى تهرب ..
اذهب اليها .. اكشف جروحها وداويها ..
لاتتوقف عند دموعها ..
احتضنها .. و اجعلها تسرد حكايتها ..
اعترف لها بحبك.. بمشاعرك ..
فنظرة عينيك لا تترجم بكلمات ..
وافعالك لاتصرح بحبك لها ..
لم تفهمها.. فهي تحبك .. تحبك .يااحمق ..
كن عاقلآ واحتويها ..



همس بإنفعال ..بحبه لها وهو يلف المقود بحركه سريعه تصدر صوتآ مزعجآ ..
و اثرا واضحا على الطريق ..
سيعترف لها .. لكي يرتاح هو .. ويخفف من الحمل الثقيل الذي يحمله طيله الوقت ..
يكفي انها اذا اعترفت بحبها .. يهتز قلبه ويدمي لانه يجمد عند اعترافه لها ..


توقفت سيارته على اعتاب البوابه ... وجمد مكانه ...
بلغ به السيل الزبى .. وهدرت الساعات المتواليه بقادم جديد ..

خرج من سيارته .. وحاجبيه معقود بحيره .. وغضب ..
ويا ليـــــــــل اعزف على ناي الانتظار ..
وانت تطرق باب جديد ..وقصه قديمه..
وتعاد الحكايه من بدايتها .. و تنهال كل الذكريات بمرارتها و قسوتها ..
بما فيها من ذل وألم ودموع.. غضب وسخط و جراح متكرره ...

اشتدت قبضه يده .. و غامت عينيه ..بغباب ذكرى يمقتها اشد المقت ..
شعر بفرقعه اصابعه من شده الضغط ..
مازال يتأمل وجهه الحسن وهو يقف مشدودآ .. واثقآ امامه ...
في حله بيضاء متباهي ...
دفع نفسآ مجبرآ في طريقه .. ليصبر .. ليحتمل وجوده
ليمشي على سلوم العرب ..
ضيف هو مهما يكن .. في قعر بيته ..

وقف على مسافه مترين منه ..
وسأل بحدة تكاد تفتت الصخر : انت ويش جابك هنا ؟

ابتسم ذاك .. متأمل بحرى الماثل امامه وقلبه ينزف بمراره وغيظ منه ..
الان .. ومنذ الدقيقه التي اقف فيها في وجهك .. ستراني فيها كثيرآ ..
لقد صبرت حتى انال منك بلحظه صياد .. وهاهي فرصتي قد اتت إلي ..
فلا تسأل .. يكفي اني اقف ثابتآ .. متماسكآ امامكـ ,...

ويالمصائب .. التي تأتي متدافعه .. ولا تتأنى ..
متصاحبه .. تخشى الانفراد ..
مشتابكه كـ شبكة العنكبوت .. فتنهال على صاحبها بدون شفقه ..
وياقلب حالك يامطلق ..
كنت في حال وغدوت في حال اخرى منافيه ..
مجهول .. في كل مواصفاتك ..
مازال حبك حتى الان مجهول في بدايته ..
فكيف ترأى للنهايه درب من دروب الشك .... ويتبع ....


لا تحرك جرحي الماضي الأليم
و لا تحسب ان طول بعدك طهره
كل جـرح يهون يالجرح القديم
و كل شيء قد مضى معك اذكره



ألقاكم ..بكل الشوق
دمتم بخير

كبرياء الج ـــــــرح

 
 

 

عرض البوم صور كبرياء الج ــرح   رد مع اقتباس
قديم 06-04-11, 07:09 AM   المشاركة رقم: 579
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 205740
المشاركات: 5
الجنس أنثى
معدل التقييم: بنت غرندايزر عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSouth Georgia and South Sandwich Islands
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بنت غرندايزر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كبرياء الج ــرح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

الله يا خذج يا فاتن يا عله .ومشكوره كبرياء على الأانامل المبدعه دائما رائعه

 
 

 

عرض البوم صور بنت غرندايزر   رد مع اقتباس
قديم 06-04-11, 08:56 AM   المشاركة رقم: 580
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 201530
المشاركات: 24
الجنس أنثى
معدل التقييم: ندى احمد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 12

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ندى احمد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كبرياء الج ــرح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

بارت رائع ابدعتى كبرياء سلمتى من كل شر فى الانتظار

 
 

 

عرض البوم صور ندى احمد   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الجزء 44 ص127, روايتي الاولى ، مالي اراك عصي الدمع ، شيمتك الصبر ، كبرياء الج ـرح
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t142674.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 13-04-17 01:15 PM
ظ‚طµط© ظ…ظƒطھظ…ظ„ط© ظ…ط§ ظ„ظٹ ط£ط±ط§ظƒ ط¹طµظٹ ط§ظ„ط¯ظ…ط¹ This thread Refback 02-08-14 02:37 PM


الساعة الآن 08:37 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية