لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-03-10, 03:38 AM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسي



البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 146515
المشاركات: 1,576
الجنس أنثى
معدل التقييم: غموض الورد عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 71

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
غموض الورد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : غموض الورد المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

الجزء الحادي عشر
[
الفصل الثاني ]‎‎‎‎
I 2 I


/
\
/
\


{ .. ومـآزالت الخيبـآت تترى ..
ومـآزلت انا اترقب حد انبلاج الأمل ..!



نزلت على عتبات الدرج وهي تسمع صوت امها .. اقتربت منها اكثر وشافتها
مشغولة بمكالمتها جلست مستمعة لكل تلك الحروف والكلمات حروف اكسبتها
القليل من الأمل والكثير من الخوف .. هي كانت ومازالت البنت الصغيرة اللي
تردد كلمة أمي بأغلب جملها وكأنها ما تمتلك اي حق في صنع مفردات خاصة
فيها .. تنفست بعمق وغمضت عيونها تاركة كل الكلمات تتسلل لاذنها بهدوء ..
رغم الماضي الأليم بالنسبة لها الا ان بداخلها كم كبير من الاشتياق لصور منه
حتى لو كانت نادرة او محدودة .. كرهت هالشعور فيها اللي يلتفت للماضي بكل
وقت .. طوال سنواتها الـ 15 وهي سجينة هالماضي .. بحياتها قبل عند ابوها
تعلقت بكل ماضي يرتبط بأمها وطفولتها وسعادتها .. واليوم وهي عند امها تفكر
بكل سنوات عمرها اللي عانت فيها اشد عذاب في بيت ابوها .. لدرجة ان هذا
التفكير افقدها لذة احساس السعادة الكامل وكل فرح عندها مرتبط بحذر و نظرة
تشاؤمية انه بيكون بعد هالفرح حزن .. و هالحزن اكبر من كل فرح سابق ..
فتحت عيونها مبتسمة وهي تحس بلمسة يد امها على شعرها .. : قضيتي من
اتصالك ؟
ناظرتها بابتسامة حانية : ايه .. " و بعد تفكير " ياقلبي انتي .. ادري انك خايفة
بس هذا اللي لازم يصير وبعدها اقدر اعيش مرتاحة صدقيني راح ياخذك بالقوة
وانا ابي تكون معاي كل الأدلة اني اثبت للكل انه يعتبر غير كفؤ بنظر القانون ..
كانت تسمعها و مو مقتنعة ابد باللي تقوله .. عندها احساس ان مستقبلها ماراح
يكون اقل قسوة من ماضيها .. : و خوالي ؟ مدري خالي انتي متأكدة انه كذب
عليك ؟
هزت راسها بايه وهي تقوم : وانتي سمعتيه انكر اصلا .. ماعلي من هذا كله
ابي اجيب تقارير طبية تثبت التعذيب ادري انك كبرتي وراح تتزوجين وتعيشين
ببيت زوجك بس مابيه يحرمني منك .. ومابيه يجبرك على احد انتي ماتبينه ..
راحت ورا امها وهي تشوفها تدخل المطبخ : يمه كيف زوجك ؟
لفت عليها تطالعها مستغربة : زوجي ؟
ديما بتأكيد ..: ايه زوجك .. مادري يعني احسه طيب بس مايسولف معاي كثير
يمكن مو متقبلني ..
ابتسمت وهي تكمل طبخها بعد ماخلت الشغالة تجهز لها كل شي : لا هو هذا
طبعه مايتكلم واجد .. بس والله قلبه طيب يكفي انه ابو اخوانك ..
بعد تردد تكلمت : ومرة ابوي كانت ام اخواني بس ماتحبني ..
ردت بعصبية : هذيك تحس اصلا ولا بقلبها رحمة ؟ يا ديما مرة ابوك شيطان
بصورة انسان اسئليني انا عنها ولا في انسان يسوي في طفلة اللي سوته فيك
ما اقول غير حسبي الله ونعم الوكيل .. روحي شوفي اختك اكيد ريان صحاها
راحت ركض للصالة .. وشافت ديم تصيح وريان واقف عندها يبي يشيلها ..
صرخت عليه قبل توصل له : هيييي مجنون انت ..
بعدت يده عنها وشالتها وهي تطق يد ريان : آخر مرة تطقها فاهم ..
وسحبت يده تعضها وهي تضحك عليه .. ثواني وسمعته يطلق صرخة بأعلى
صوته : ماماااا ..
خذت رضاعتها وحطت ديم بحجرها ترضعها وقعدت تغني لها .. وكل شوي
ناط لها خالد يبيها تعلمه شلون يحل الواجب .. بهاللحظة كانت مستانسة بأنهم
خلاص تعودو على وجودها بالذات ريان اللي يحب ينام بحضنها كل ليلة ..
قعدت تتأمل ملامحه البريئة بعد مارجع يجلس معاها .. كانت ماتزال دمعته
متعلقة برموشه .. سحبته لها وباسته على خده : زعلان علي حبيبي ؟
هز راسه بلا وهو مبتسم قامت تحط ديم على مفرشها ورجعت تطالع التلفزيون
انتبهت بعدها على نداءات امها للعشى وقامت تساعدها ومن جلسو على السفرة
ضحكت وهي تحط لها ولأمها من المكرونة بالبيشاميل ..: تذكرت خالتي ام
نواف يوم كنت عندها .. كل يوم كبسة مايغيرون غداهم ابد .. لازم كبسة و لبن
ضحكت امها وأول ماتذكرت تكلمت : ايه صح بكرة بنروح العزيزية من يوم
جيتي ما رحنا لها .. متعودين دايم نروح لها كل يوم خميس .. احنا و خالتك
الجوهرة و بناتها واحيانا يجون معانا بنات خالك بس عاد الله يستر هالمرة لا
يزعلون عشان ابوهم ..
ناظرتها مستفهمة : العزيزية ؟
ام خالد : شنو بعد نسيتيها ؟
ديما بعد تفكير .. : لا من زمان ماجيت الشرقية يعني ماعاد اعرف وش اللي
تغير فيها .. بس عادي اي مكان اروح له معاك اكيد حلو ..
ابتسمت وهي تسمعها شلون تتكلم .. مازالت تحتاج الى وقت طويل حتى تستعيد
ثقتها بنفسها .. الى اليوم كلماتها مترددة ومشاعرها مهزوزة .. تكلمت بحب : كل
يوم خميس نروح لها من بعد صلاة العصر بس هالأيام حر بنروح قبل المغرب
ونجلس فيها شوي عشانك انتي بس .. وبعدها نروح اي مكان نتعشى فيه ..
ظلت تسولف مع امها وبعد العشا كملو جلستهم بالصالة ورغم ان ازعاج اخوانها
مو مخليهم ياخذون راحتهم بالسوالف الا انها تعيش اسعد ايام حياتها .. غمضت
عيونها وهي تشوف امها طالعة للدور الثاني .. ورددت دعاء صادق من القلب
" ياااارب اذا باقي بحياتي حزن وحرمان .. احرمني كل شي الا امي .. يارحمن
يارحيم "



/
\
/
\




نزلت من السيارة وشالت ريان تنزله معاها كان الجو فيه رطوبة شوي بس اقل
حر من اليومين اللي راحت مشت بخجل ورا امها اللي انتظرت الرجال يروحون
بالفرشة الثانية .. قربو منهم وسلمو عليهم وجلسو .. مازالت الى هالحين تعاني
من خجلها الشديد بالذات في اول الجلسة بعدها تنفك العقدة شوي رغم انها اليوم
مو شايلة هم كثير لانها تعرف وش كثر هم حبوبات .. وراح تدخل معاهم بالجو
على طول .. كانت جالسة جنب امها اللي تسولف معاهم .. قربت منها الجوري
اللي من عمرها وجلست جنبها : اووووف من جدكم انتو تبون قهوة هالجو مايبي
له الا عصير و آيس كريم " لفت على ديما تسولف معاها " شلونك ؟ ليش ياختي
قاطعة ولا تسئلين انا قلت خلاص بنشوف بعض كل شوي مثل اول الحقي علي
قبل اعرس وانشغل عنك ..
تكلمت افنان : الله والشغل عاد .. هذاني متزوجة وكل شوي جاية لكم لاحقة على
حبسة البيت لا دخلو عيالي المدارس وقتها ما اقدر اطلع الا بالويك اند ..
ام خالد وهي تصب لام متعب قهوة : وهي الصادقة ترى الوحدة لا فتحت لها بيت
مو مثل يوم هي في بيت اهلها بعدين انت زوجك وش حليله طيب وابن حلال بس
هي ماتدري شلون بيكون تعامله معاها .. يمكن مايكون من النوع اللي يخليها كل
شوي تروح لاهلها او تطلع معاهم .. يعني مرة او مرتين بالاسبوع واغلب الناس
كذا ..
لفت ديما على امها وهمست لها : يمه عادي اكشف .. احتريت والله ..
اشرت لها على مكان فاضي : روحي جنب مدى محد بيشوفك واكشفي على كيفك
بس خلي نقابك بيدك يمكن تمر سيارة ولا يجي احد من قدامنا ..
قامت واقفة وجلست جنب مدى وصارت الجوري على يسارها .. ورجعو يكملون
سوالفهم ..
الجوري بحماس وبصوت بالكاد ينسمع : تبين نركب لنا دبابات ؟
هزت كتوفها : مادري .. شلون ؟
لفت وراها وبعدها كملت : اخلي متعب يجيب لنا ..
تكلمت بارتباك : ما اعرف له .. ماعمري ركبته اصلا ..
مسكت يدها وهي تقنعها : تركبين معاي بالاول والله انه سعة صدر وبتستانسين
ناظرت امها ورجعت لفت على الجوري : زين بسئل امي اول اخاف ماترضى ..
ضحكت افنان وهي تستمع لمخططاتهم .. : والله ماتخليكم الجوهرة تركبونها بس
اقعدو بكرامتكم قبل تجيكم تهزيئة محترمة ..
ناظرت ام متعب بالجوري مستفسرة : وشو ؟
طالعت الجوري بافنان بتهديد على لقافتها : بنروح نركب دبابات انا وديما ..
قاطعتها على طول : والله ماتركبينه .. ماتشوفين الناس حولنا ؟ ماتستحين على
وجهك انتي ؟
حاولت تقنعها بأسلوب هادي : يممممه اصبري افهمك بنروح ورا السور وهناك
مافي احد اصلا ومو مطولين بس نص ساعة .. تكفين ..
هزت راسها بالنفي : لا .. انا حلفت وقضينا من هالموضوع لو انا كاشتين بالبر
وماحولنا ناس ماقلت لك شي بس تبين تركبينه قدام الناس .. واصلا لا ابوك ولا
اخوك بيخلونك تركبيه بس ارتاحي ..
تمتمت بزعل : اعوذ بالله تعقيد .. " وقامت وهي متنرفزة " بروح اتمشى شوي
قولو بعد ممنوع وعيب ؟
ضحكت ام خالد على شكلها وهي معصبة .. وهذا هي دايم مع امها اذا طلعو برا
بين الرجاء والرفض : لا محد قايل لكم ممنوع روحو تمشو بس عاد لا تبعدون
محنا مطولين ..
اشرت للبنات يقومون معاها والتفتت ديما على امها وقبل تستأذنها او تقول شي
تكلمت هي : روحي استانسي ياقلبي ..
حطت افنان ولدها عند شغالة اهلها وقامت هي ومدى معاهم .. دقايق وسمعو
صوت رنة جوال سحبت الجوري جوالها : ياربي من هالعائلة المعقدة والله لو
قال لي ارجعي ما رجعت ..
خذت افنان منها الجوال وردت عليه : هلا والله ..
متعب مستفسر : وين رايحين ؟
ردت عليه بكل هدوء : بنروح نمشي شوي وراجعين .. ديما زهقت من القعدة
وقلنا نقوم نسليها ..
كانت تتكلم وديما تقبص بيدين جوري من الفشيلة لفت عليها وطقتها بقوة وهي
تبعد يدينها : خييييييير .. ترا هي اللي فشلتك مو انا بعدين ياختي مافي الا انتي
عشان يسكتون .. اخاف يقول حولنا ناس ولا تروحون ..
مدت لها افنان الجوال : والله انه مايقول شي بس انتي اوقات تبين تاخذين كل
شي بالعناد والرجال ما يحب اللي تعانده ..
طنشتها وسحبت يد ديما يمشون جلست ديما تناظر مدى اللي وقفت بينهم تعدل
نقابها والتفتت على جوري وهمست : نفس عيون متعب ..
ناظرتها جوري مستغربة : شنو ؟
حست بخجل فظيع من كلامها .. ورجعت تعيد كلامها بتردد كبير : مدى نفس
لون عيون متعب ..
ابتسمت وهي تناظر مدى : ايه بس الحين يوم كبر احسها صارت اغمق من قبل
يمكن بالشمس يصير واضح انها افتح من لون عيوننا .. بس اذا الاضاءة عادية
تبان على بني شوي ..
سكتت وهي تشوف افنان راجعة ورجعت معاها مدى .. ويوم جات تبي تلحقهم
استوقفتها جوري : وين مابعد استانسنا خلينا نروح هناك ..
مشت معاها بكل استسلام وبعد تفكير تكلمت : بقول لك شي بس ابي وعد منك
هالكلام يكون بيني وبينك ..
لفت عليها بحماس : شي محد يعرفه ؟
ديما بنفي : لا امي تعرف بعد .. بس ماتدري اني بقول لك انا اصلا ابي اقول
لك لاني ابي اعرف ليش ..
ناظرتها تبيها تكمل كلامها وتكلمت ديما عن كل اللي بقلبها هي الى اليوم تبي
تعرف اي شي عن الانسان اللي كانت تحس انه مصدر الأمان والحماية لها ..
ليش بأهم لحظة بحياتها خذلها .. كانت تبي منه جواب يمكن اذا عرفت اسبابه
تعذره : اهم شي قولي له اللي انا قلته بس مابيه يعرف اني دارية انك بتقولين
له .. " وبتردد " يعني انتي كأنك مستغربة منه وبتعرفين الجواب لنفسك واذا
عرفتي علميني ..
ماكانت الجوري محتاجة لذكاء كبير .. حتى تكتشف ان ديما رجعت لهم نفس
الطفلة اللي ترتكتهم من سنوات .. نفس التفكير تتكلم عن متعب وكأنه مازال
صديق طفولتها الى هاليوم وبداخلها رحمتها لان شخصيتها تحتاج وقت طويل
لاستعادة ثقتها بنفسها .. وعدتها ترد لها على كل الموضوع باتصال .. بنفس
الليلة .. ورجعو بعد ماحسو ان الظلام بدا يحل واكيد الحين او شوي ماشين ..
وقفت مكانها وهي تشوفهم يلمون اغراضهم وبين لحظة والثانية كانت تسترق
نظرات له .. مازال فيه ذاك الشي اللي يحسسها بحلاوة عمر مضى ..


/
\
/
\




توهم راجعين لشقتهم من ساعة .. بعد ماقضو اسبوعين مابين مكة وجدة ..
كانت تبي ترتاح بعد ارهاق الطريق اللي كان متعب لها بشكل كبير جدا
تمددت على السرير شوي الين وقت صلاة العشا .. دخل عليها وشافها
متمددة ابتسم وتكلم : ابي اروح مشوار ساعة وراجع ..
عدلت جلستها و ناظرته : وين ؟
تكلم وهو يلبس شماغة : ابي اوصل لشقة العيال اسلم عليهم وجاي .. ان
شاء الله مو متأخر ..
قامت واقفة وتكلمت بلهفة : تكفى سلم لي على راكان .. وخله يكلمني ابي
اسمع صوته ..
اشر لها على عيونه وهو مبتسم : ابشري من عيوني .. يالله ارتاحي انتي
وانا بجيب معاي عشا ..
هزت راسها برضى وهي تشوفه واقف عند التسريحة ويتعطر طلع بعدها
رايح لشقة اخوياه وأول ما وصل فتح الباب بالمفتاح اللي معاه ودخل يبي
يفاجئهم .‏.
استغرب الهدوء الكبير في الشقة ومن دخل الصالة و شافه جالس ماسك
ملزمته و يذاكر ابتسم وسلم .. رفع مشاري راسه و استانس أول ماشافه
داخل عليه : يا هلا والله .. اشوى اللي تذكرتنا وانا اللي قلت هذا من اعرس
نسانا ..
ضحك له وهو يسلم عليه : حرام عليك وربي توني واصل وعلى طول
جيت لكم .. " تلفت حوله " وين العيال ؟ غريبة هالحزة ومحد بالشقة ..؟
سكت مشاري لفترة طويلة مايدري وش يقول له حس لسانه انربط وصار
عاجز عن الكلام .. ناظره مستغرت : وش فيك ؟ لهالدرجة سؤالي صعب ؟
ظل واقف مكانه بلا اي تعابير تذكر صارع كل الكلام بداخله مايدري شلون
يبدا معاه الكلام .. حس الوليد بقلق من صمته الغريب وتكلم ..: عسى بس
ما تهاوشتو وطلعو من الشقة ..؟
بلع مشاري غصته " ياليتها هوشة وفراق دنيا ولا هالمصايب " تكلم بعدها
بصعوبة : منصور يطلبك الحل ..
جلس على طول وهو يردد : لا حول ولا قوة الا بالله .. متى صار هالكلام ..
تردد اكثر من مرة مايدري شلون يبدا كلامه .. كان خبر وفاة منصور اهون
الأخبار المفجعة اللي راح تتوالى عليه ..
جلس معاه مشاري وهو مقرر يعلمه بالتفاصيل لان مصيره يعرفها : اسمع
وانا اخوك السالفة طويلة ومعقدة بس وربي تعبت وابي من يوقف معي وانت
دايم ماتقصر معنا وتحل امورنا بعد الله .. و .... ذكر له كل تفاصيل الحادثة
المؤلمة من لحظة خروجهم الى لحظة الفاجعة ..
جلس الوليد مكانه مبهوت مو قادر يصدق كم الصدمات اللي سمعها .. شي
اكبر من حدود احتماله ٣ صدمات كل وحدة فيهم اصعب من الثانية .. وفاة
صديقه .. وفوق هذا ولد عمه واخو زوجته اللي مقطوطين في السجن ..
والاثنين متهمين بقتله ..
حط يده على راسه يحاول يهدي الصداع اللي فتك فيه ونزلت دمعته غصب
عنه وهو يشوف دموع مشاري اللي يمكن حبسها لفترة طويلة قبل تطلع اليوم
وتفضح اللي بالقلب كله ..
طلع من الشقة .. وركب سيارته مايدري وين يروح .. مايقدر يرجع لشقته
وتشوفه بهالشكل اكيد بتعرف انه في شي صاير .. مشى بكل شارع .. ضايق
صدره كان يحس الحزن اللي في قلبه فاق حدود الصبر .. احزنته الشقة من
بعدهم واللي احزنه اكثر شكل مشاري اللي انهار بوجود اللي اكبر منه وفاض
فيه الحزن شاف ساعة السيارة اللي تشير لـ ١٢ و ربع ورجع للشقة .. ارتاح
كثير من شافها نايمة و تمدد بالصاله غمض عيونه يمكن يقدر يرتاح هالمرة
وحاول بصعوبة انه ينام وهو مقرر من بكرة يروح لهم يمكن يقدر يشوفهم..
او على الأقل يعرف موعد الزيارة ومع هالتفكير نام من بعد ارهاقه الجسدي
من الطريق اليوم .. وارهاقه النفسي من الفاجعة اللي همت قلبه ..
قامت على الساعة ٣ و تفاجأت انه مو نايم جنبها .. فزت على طول وراحت
للصالة شافته متمدد ومبين عليه التعب .. استغربت شلون نامت هالوقت كله
والغريب انه هو بعد ماصحاها .. راحت للمطبخ وفتشت عن العشى اللي جابه
لها بس مالقت شي .. رجعت طلعت للصالة .. وقعدت تناظر بشكله وهو نايم
كان مبين عليه مو مرتاح في وضعيته قربت منه تبي تصحيه يدخل ينام في
الغرفة .. بس لا حظت عليه استغراقه في النوم وتراجعت عن اللي كانت تبي
تسويه .. حتى هي بعد مرهقة ومحتاجة لساعات نوم اطول رجعت لسريرها
واخذها التفكير لهم .. كانت تتمنى تشوف نورة وراكان من بكرة ماعاد عندها
صبر اكثر .. بعدها عن اهلها متعب جدا ولو حاولت انها تتعايش مع حياتها
الجديدة اول شي فكرت فيه انها تبي تطلب منه يكلم راكان يجيها بما انه هو
صديقه ومتعود عليه واكيد ماراح يتعذر بأنهم توهم عرسان ومن بعد معمعة
هالتفكير استغرقت بالنوم ..


/
\
/
\




قام من بكرة وهو يمسك رقبته اللي اوجعته من نومه الغير مريح .. تلفت حوله
وشاف نفسه بالصالة وبوقتها تذكر كل شي صار غمض عيونه بتعب وتمنى انه
ماقام على هالواقع ابد " استغفر الله العظيم " مسح على وجهه وقام يصلي الفجر
اللي فاته انه يصليه بوقته بدل بسرعة وقبل يطلع شافها توها طالعة من الحمام
( تكرمون )
قرب منها وتكلم بتوتر : عندي موضوع مهم ولازم اروح احله الحين يمكن اطول
وما اجي الا العصر .. وان شاء الله كل مالقيت فرصة راح اتصل عليك ..
ماقدرت تعترض خصوصا انها للحين تستحي منه .. رغم خوفها الشديد انها تقعد
بالشقة وقت طويل لحالها .. ودعها وطلع رايح للخرج كان يبي يشوف ابوه وعمه
يبي يعرف وش اللي صار على عبدالله ولد عمه بالاول وبعدها يرجع للرياض قبل
الظهر ..
ومن وصل لبيت اهله استقبله ابوه بفرح .. وبلحظات عرف انه درى بالخبر من
ملامح وجهه المتغيرة جدا .. سلم على ابوه وعلى امه وقعد يسولف معاهم .. تكلم
ابوه معاه عن كل شي صار عليهم بالفترة اللي تلت زواجه وكيف كانت هالحادثة
صدمة كبيرة بالنسبة لهم خصوصا مع احساس عمه بالذنب لانه هو اللي اعطى
ولده السلاح ورغم روحاتهم ومراجعاتهم المتكررة للرياض لاثبات الأمر الا ان
الموضوع الى الآن لازال في علم الغيب ولاحد يدري وش مخبية لهم الأيام .. اللي
عرفه انه تهمة عبداللة ممكن ماتتعدى الـ 6 اشهر ويمكن حتى اقل في السجن بينما
تهمة راكان قد تصل للقصاص اذا ماثبت ان القتل كان خطا ..
بعد ماتطمن على وضع ولد عمه وصى ابوه يسلم له على عمه ورجع هو للرياض
ومن وصل راح للسجن على طول من حسن حظه كان عنده اليوم تحقيق بوجود
المحامي وهالشي خلاه يقدر يشوفه .. قعد باحدى الغرف ينتظره يجيه وبعد انتهاء
التحقيق دخلوه عليه .. على طول قام واقف ومن شافه حضنه .. راكان اللي رضى
باللي ربي كاتبه له كان متأكد ان الصياح او التذمر ماراح يغير شي بالقدر وماله
الا الدعاء يمكن الله يكتب له فرج هو مايتوقعه .. رغم احساس الحزن اللي يكسيه
لكنه اهون من اول مرة دخل فيها لهالمكان .. ويمكن حزنه الأكبر على صديقه
اللي فقده بلحظة .. ابتعد عن حضنه وتكلم بعتاب .. : الله يهديه مشاري والله اني
قايل له لا يعلمك ..
جلس الوليد وهو يناظر براكان اللي ضعف كثير بهالاسبوعين .. رغم انه بالاساس
ضعيف من قبل بس زاد نحافة بهالفترة .. : لو ما دريت من مشاري .. اكيد اهلي
بيعلموني .. " وبأسى " راكان والله اني مدري وش اقول لك اول مرة بحياتي احس
انه ماعندي كلام اقوله لك .. وربي اني دايم احاول اكون معاك بهمك بس هالمرة
وش اقول .. الحكي كله ضاع مني .. انت شلونك ؟ وشلون عبدالله ؟
نزل راسه وغمض عيونه : انا عايش الحمدلله .. لا تقول شي رايتك بيضا وعمرك
ماقصرت .. وربي احس دمي نشف ولو تجرح يدي الحين ما نزف شي انتظر يوم
الاثنين متى يجي .. ابي اعرف مصيري واللي الله كاتبه لي .. مدري ماودي افكر
خلاص مابقى شي مافكرت فيه وضيقتي اللي بصدري الله العالم فيها بس علمني
بالاول .. شيخة درت .. " هز الوليد راسه بالنفي " اجل ابي اطلبك طلبة وابيك ما
تردني ..
الوليد برضى : ابشر ..
رفع راسه وناظره .. كانت عيونه محمرة ومبين انه على وشك ذرف الدموع لكن
يحاول بكل استطاعته يكون اقوى بمثل هالظروف : شيخة لا تقول لها شي مابي
يضيق صدرها ويتكدر خاطرها .. اصبر لين يصدر الحكم ووقتها قول لها باللي
ربي كتبه علي .. بس الحين تكفى لا تدري عن شي ..
قام وهو يشوف الباب اللي انفتح ولف عليه : ابشر ماطلبت .. سلم على عبدالله ..
ما سمحو لي اشوفه بعد .. الحمدلله اللي عندك تحقيق الحين .. ولا كان ماقدرت
اشوفك ..
سلم عليه وطلع راجع لبيته .. يمكن بعد ماسمع هالاخبار كلها ارتاح بعد مازال
وقع الصدمة عليه .. وصار الحين بحالة ترقب مثل الكثير ليوم الاثنين اللي راح
يكون يوم فاصل في حياتهم ..
مر على احد المطاعم وطلب لهم غدى وتوجه لبيته .. حاول انه يرمي كل شي
وراه ويوفي بوعده لراكان هالمرة بس وينسى معاها كل شي يصير بالخارج ..
وبقلبه دعوات لربه يعجل بفرجهم ويهون الأمر عليهم ومن وصل للشقة ابتسم
وهو يمد لها اكياس الغدى .. سلم عليها وباس خدها وهي يشوفها العروس اللي
تعيش بقمة فرحتها ماتدري وش الدنيا مخبية لهم جلس يسولف معاها وهو يقاوم
كلمة القصاص اللي صارت تتردد في باله كل ماشاف ضحكتها ..


/
\
/
\




جالس بحالة ترقب كبيرة لنتائج الفحوصات اللي اجريت على ابوه من اسبوع
واللي كانو ينتظرون كل التحاليل اللي توضح لهم وش هو مرضه لاحظ علامات
الارتباك بوجه الدكتور .. وتمنى من قلب انه مايسمع الخبر اللي ممكن يصدمه
ثواني وجا لهم دكتور ثاني معاه مجموعة من الأشعة والتحاليل وجلس معاهم
كان الأكبر من بينهم ناظره بتركيز وهو يتكلم : كل نتائج التحاليل طلعت ايجابية
مثل ما توقعنا من الكشف المبدئي ومن الأعراض الظاهرة عليه ..
غمض عيونه يستوعب الصدمة ونبضات قلبه تسارعت بجنون لدرجة انه صار
يسمعها بإذنه وحس نفسه مو قادر يسمع شي ثاني واول مافتح عيونه حس بدوار
وان كل اللي حوله صار يتحرك .. حط يده على المكتب وتكلم : يعني يا دكتور
مافي امل ؟
قاطعه يبي يفهمه : من قال مافي امل ؟ انا اقول لك انه ثبت اصابته بالمرض
لكن ممكن يتجاوب مع العلاج ويتشافى بإذن الله ..
كان يحس انه يكذب عليه وان هالكلام يقوله لكل عائلة بس عشان يهون عليهم
المصاب .. : بس كلهم يموتون بعد كم شهر ..
تكلم الدكتور الثاني .. : لا يا نايف مو كلهم يموتون .. في ناس يعيشون لسنوات
طويلة .. بس المرضى يختلفون من شخص للثاني .. في ناس يستجيب جسدهم
للعلاج الكيمائي وناس يمكن مايحتاجونه ويتشافون بالرقية الشرعية خصوصا
اذا كان سبب هالمرض عين .. والحمدلله ابوك الورم عنده بس بالكبد وما انتشر
بمناطق ثانية ومع العلاج بإذن الله يتشافى بس انت خل ايمانك بالله قوي اكيد
اهلك يبون من يقويهم اذا سمعو بهالخبر ..
غطى وجهه بيدينه .. والتزمو الصمت احتراما لمشاعره .. كان يفكر بكل شي
انقال سكت وقت مو قصير .. ورجع ناظر الدكتور يسئله : متى يبدا العلاج ؟
كتب له على ورقة ومدها له : ان شاء الله من يوم السبت نايف خلك قوي وحاول
تشجعه لان نفسية المريض لها دور كبير في نسبة شفائه بعد ارادة رب العالمين
وكل ما كان محبط او مستسلم لفكرة الموت كل ما صعب علينا علاجه و ممكن
تتدهور حالته الصحية .. هذا شي بيدكم انتو شجعوه وحاولو تقوونه ..
اخذ الورقة وحطها بجيبه .. وهو يهز راسه برضى له .. طلع من عندهم وراح
لقسم التنويم تفاهم معاهم على كل شي وطلع ومن ركب سيارته سحب سي دي
جزء تبارك بصوت القاريء ماهر المعيقلي كان يستمع لآيات الله بكل خشوع
تارك المجال لدموعه انها تنزل بهالوقت يمكن ماعاد يقدر يبكي قدام احد سحب
نفس عميق وزفره ببطء ومشى لأي مكان الا البيت اللي مايبي يروح له الحين
مر وقت طويل قبل يستوعب انه كان ماسك خط القصيم وابتعد عن الرياض
حول الـ 95 كيلو ..
نسى كل شي بزحمة همومه مايدري ليش اسم هالمرض مرتبط عندنا بالموت ..
رغم ان الواقع يقول انه مو كل المصابين يموتون .. لكن مجرد مرور هالإسم
كفيل بزرع الذعر بقلوب البشر خذ الريتيرن راجع للرياض ومن وصل لبيتهم
المتواضع .. اللي بكل اسبوع بمثل هاليوم يكون مكتظ باخوانه واخته وعيالهم
سلم على ابوه واخوانه وراح يقعد معاهم بالمجلس .. ماكان يبي احد يدري انه
راح للمستشفى .. يبي يترك كل هالامور لبكرة .. مادام انهم اليوم مجتمعين
ومستانسين مايبي يكدر خواطرهم ..


/
\
/
\





من فترة مو بسيطة ما جو لهم زيارة للرياض وهذي اول مرة من سكنو هالشقة
يجون يقعدون عندهم 3 ايام وبيرجعون بعدها للقصيم .. كانت ام عادل تبي اي
احد يجيهم يمكن تقدر دانا تاخذ على جو الناس وترجع لها روحها شوي .. ومع
الاختلاط بصديقاتها واهلها واقاربها تطلع نفسها من جو العزلة اللي حبست نفسها
فيه .. عادل اللي وصل لهم من يومين .. وراح يباشر عمله بالخرج بعد اسبوع
قرر انه ينام مع يزيد بشقته عشان بنات خاله وزوجته ياخذون راحتهم بالبيت ..
ورغم ان دانا كانت تجلس معاهم بالصالة اوقات الا انها كانت تتحين اي فرصة
للهروب والانعزال ..
ومجرد ماترجع تجلس معاهم تصارع التوتر اللي يجتاحها بشكل كبير لدرجة انه
حركتها تكثر وتفرك يدينها كثير .. ومن وقت للثاني تقضم اظافرها اذا لاحظت
انشغالهم عنها بأي سالفة .. بعد ماتعشو وشربو الشاهي مشت مع امها تجلس مع
خالها شوي .. كانت جالسة معاه في المقلط وعادل ويزيد بالمجلس .. لاحظت
نظراته اللي مركزها عليها ونزلت عيونها بتوتر .. كانت تحس بضيق بالتنفس
مجرد ما تعيش هالوضع المربك .. قعدت تجاوبه عن اسئلته عنها وعن نفسيتها
وهي تهز رجولها لدرجة انه امها مسكت رجلها و كأنها تثبتها بعد ما حست ان
حركتها الزايدة سببت لها هي بعد توتر كبير ..
تكلم خالها وهو يناظر بأخته : يابنتي يا دانا ما يصير هاللي انتي مسويته بنفستس
اطلعي وانا خالتس و قابلي خلق الله محد بياكلتس ..
" ناظرته بعصبية من كلامه كان ودها تصرخ عليه وتقول له اللي بداخلها .. هم
يتكلمون لانه محد فيهم تعرض للصدمة اللي هي تعرضت لها ولا احد فيهم تعايش
مع الموقف اللي عاشته بكل تفاصيله المؤلمة .. لكنها اكتفت بالصمت احتراما
لكبر سنه وتركته يكمل كلامه .. " امتس بتاخذتس للمستشفى وبيعرفون حالتتس
ويعالجونتس ..
ناظرته باستفهام : وش يعالجوني منه ؟ انا مافيني شي بس كذا اصلا مابي اقعد مع
احد .. مالي خلق احد ..
مسكتها امها مع كتوفها ولمتها لها : يمه لازم تروحين للدكتور ويشوفتس ويعرف
اللي فيتس " قبل تتكلم وتسألها اجابت على كل تساؤلاتها " خوفتس وصراختس
بالليل والكوابيس اللي تجيتس .. وقعدتس بدارتس . حتى يوم تقعدين معنا اشوفتس
تحاتسين روحتس ..
هزت راسها بعدم تصديق : يمه انا مانيب مجنونة .. قلت لك مابي اقعد مع احد
" مسكتها تهديها وهي تسمي عليها بعدت يدين امها عنها وهي تصارخ " قلت لكم
مانيب مجنونة .. ماتفهمون انتو ..؟
قام عادل على طول وسكر باب المجلس وراح لها .. شاف امه تناظرها مستغربة
انفعالها المفاجيء رغم نوبة الهدوء اللي لازمتها طوال الفترة الماضية .. : يمه
الله يهداكم انا قايل لكم انا بمهد لها الموضوع وانتو على طول كبيتو السالفة كلها
لفت على عادل تناظره بنظرات اتهام : وانت بعد معاهم .. ؟ عادل والله العظيم
مافيني شي .. انا بس مالي خلق احد .. والله هذاني حلفت لك ..
قرب منها بدون مايمسكها لانه حس فيها تبي بهاللحظة تثبت قوتها .. واللي فهمه
من يزيد انها بتكون رافضة لأي نظرات شفقة او حتى لمسات حانية : زين احد
قال فيك شي ؟ ادري انه مافيك الا العافية وانك انتي دانا اللي نعرفها .. بس بعد
لازم تروحين لدكتور او دكتورة يحاولون ينسونك كل اللحظات اللي تعذبتي فيها
لانها ممكن تأثر عليك بعدين
هزت راسها بالنفي وهي تترجاه : لا تكفى يا عادل مابي اروح .. انا مافيني شي
وبتشوفني الحين اروح اقعد مع البنات واسولف معاهم .. والله اني من جو وانا
قاعدة معاهم .. " مسكت يده وهي تناظره برجاء " تكفى والله مابي اروح ..
ابتسم لها وهو يحاول يهديها .. كان يحس بخيبة امل من انفعالها المفاجيء توقع
انها راح ترفض بس مو بردة الفعل القوية اللي شافها منها : زين روحي اقعدي
مع البنات واستانسي ولا تقعدين بالغرفة ابد ..
تركت يده وراحت على طول وكأنها ماصدقت احد يرضى برغبتها .. ورجعو
هم للمجلس يتناقشون باللي صار لها اليوم .. وعلى طول تكلم يزيد .. : انا كنت
متوقع رفضه هذا شي طبيعي .. ممكن مع الوقت تتحسن حالته و توافق تروح
للاستشارة النفسية .. اهم شي لا تضغطون عليه خلوه براحته ..
كان يناقشهم بحالتها وهو يكذب على نفسه هالمرة قبل يكذب عليهم هي تعاني
من حالة صدمة نفسية قوية وتحتاج لعلاج نفسي يطلعها من صدمة الماضي
اللي تعرضت لها خصوصا انها بنت عاشت لأيام مع مجموعة رجال سكارى
واكيد انها تعرضت لحالات تحرش جسدي .. وهالشي ممكن يأثر على حياتها
مستقبلا .. يمكن مع الرقية الشرعية تخف حالة الكآبة اللي لازمتها .. و حالة
التوتر اللي تصيبها في وجود الناس حولها .. لكن تحتاج على الأقل لاستشارة
نفسية ..
ورغم انه مدرك انه انسب حل لها هو زواجه منها واللي المفروض ما يتأجل
اكثر مما تم تأجيله ممكن تغييرها لحياتها واشرافه بشكل مباشر على حالتها
يساعدها على تخطي مرحلة الصدمة بفترة قصيرة .. وتستعيد حياتها السابقة
اللي تسلحت فيها بقوتها رغم اصعب الظروف اللي واجهتها .. وراح يحاول
يتمم هالموضوع مادام اهله متواجدين هالـ 3 ايام بما ان تحاليلهم موجودة من
قبل ومايحتاج الحين الا رضاها التام عنه ..


/
\
/
\



بغرفتها الواسعة قاعدة ترتب ملابسها بالكبت من الطفش وكتغيير روتين بحكم
انها من بكرة راح ترجع للقرية وتداوم مثل ما اعتادت .. شافت فستان عندها
قديم وحطته بالكرتون الكبير اللي تحط فيه ملابسها اللي ما عاد تلبسها او اللي
ناوية تتبرع فيهم للجمعيات الخيرية .. وكل شوي تلتفت لبنات اختها وتهاوشهم
وهي تشوفهم يلعبون على سريرها ويتعبثون بأغراضها اللي على التسريحة ..
راحت ركض .. وهي تشوف رنا تفتح الروج تبي تحط لها .. مسكتها مع اذنها
وهي تسحب الروج من يدها : واناااا كم مرة قايلة لكم ارواجي لا تقربونها ..؟
توكم صغار وش تبون فيها .. تبون روحو لغرفة امكم وتعبثو بأرواجها ..
ضحكت ميساء على شكلها وهي معصبة : قلت لك خليهم يقعدون بالبيت اعرفهم
دايم اذا جو معاي ما استانس بالجلسة معك ابد .. بعدين ياختي وش تبين فيهم
خلاص ان شاء الله تتزوجين بالصيف وبتتشرين ادوات مكياج جديدة يعني
هذي ماراح تستفيدين منها شي .. خليهم يستانسون ويوسعون صدورهم ..
حطت يدها على خصرها وهي تناظرها متعجبة : لاهـ ؟ وانتي ليش ما تخلينهم
يدخلون جناحك اللي مايشوفون الا بابه ولا بحياتهم دخلوه .. هذا اولا ثانيا انا
قلت اذا جاني نقل هالسنة اتزوج بالصيف واذا لأ ينتظر لين يجيني نقل على
الرياض ..
ميساء وهي تسحب رنا منها : زين لا تصارخين على بنتي خوفتيها .. بعدين
انتي تدرين انه ترتيبك بحركة النقل الثانية يعني جايك النقل ان شاء الله بس كله
خوف من فكرة الزواج ماتبين تفكرين انه كلها شهرين ويتم زواجك ..
رجعت تشوف ملابسها وهي تتكلم : الله يكتب لي اللي فيه الخير قولي آمين ..
رددت ميساء وراها : آمين ..
رجعت لمياء تكمل : تدرين عاد بحط اغلب ملابسي .. يعني روحتي للديرة
ماتخليني احضر مناسبات كثيرة وهالملابس بصراحة غيري احق فيها بحكم
اني اكيد راح اجهز لنفسي بملابس جديدة ..
قامت معاها تساعدها : الله يجزاك خير يا لمو انا بعد يبي لي هالفترة اتبرع
باللي عندي .. استغفر الله نشتريها ولا نلبسها الا مرة الله يكفينا شر هالبطرة
عسى الله بس لا يعاقبنا ..
كملو هالثنتين شغلهم ونزلو بعدها يتعشون وهم مكملين على نفس السوالف
راح ينتظرون هاليومين بعدها يقررون تتحدد ملكة لمياء بعد اسبوعين من
الحين وزواجها راح يكون بنص الصيف.. بعد ما تستقر في الرياض وتبدا
تتفضى لنفسها ..
بعد ما راحت ميساء جلست شوي مع احمد اخوها ومرته اللي توهم جايين
من عند اهل زوجة اخوها .. بعدها طلعت للدور الثاني .. مرت جناح ابوها
بالأول وطقت عليه الباب .. ثواني وجاها صوته الرخيم يسمح لها بالدخول
دخلت له وحبت راسه ويده : جيت اسلم عليك قبل انام توصي شي يالغالي
ابتسم لها ابتسامة حانية : ابي سلامتك وانا ابوك يا جعله نوم العافية يارب
لا تنسين وردك .. واختمي يومك بقراءة القرآن عسى الله ان يجعله نور لك
في الدنيا والآخرة ..
رجعت حبت راسه مرة ثانية قبل تطلع : ان شاء الله يبه لا تنسى بنتك من
دعائك ..
اشر باصبعه على خشمه : ابشري على هالخشم .. عسى الله يرضى عليك
دنيا و آخرة مثل ما ترضيني ..
رددت بصوت مسموع : آمين .. واستأذنته رايحة تنام ومن دخلت غرفتها
بدلت ملابسها وتوضت .. صلت الوتر وخذت مصحفها تقرأ ماتيسر من
القرآن الكريم .. ومن حست انها خلاص ماعاد تقدر تقاوم النوم .. سكرت
المصحف وتمددت على سريرها وهي تقرا اذكار النوم .. " يارب ان كان
لي في هذا الزواج خيرة فيسره لي يارب العالمين .. "



/
\
/
\





من رجع من سفره اليوم وهو شاب عليهم .. وما خلى احد الا وحط حرته فيه
كان معصب وهذي عادته من اول مايقوم من طيحته السنوية .. صرخ بأعلى
صوته وهو يرفع سماعة التليفون : تعااااال الحين المكتب بسرعة ..
جاه السكرتير بخطوات عجولة وهو اللي متعود دايم يكون القربان في كل لحظة
غضب : سم طال عمرك ..
سحب دفتر الشيكات وكتب فيه مبلغ مالي ومده له : اطلع الحين وانا بكلمك
اعطيك عنوان محامي معروف هنا اسمه سليمان ابيك تعطيه هالمبلغ و اذا
حسيت انه رافض الفكرة كلمني وانا اشوف كم ممكن ازيده .. الأهم هالقضية
اللي هو ماسكها ابيه ينساها ولا يفكر فيها ابد هذا ماعمره مسك قضية وخسرها
وانا مستحيل اخسر اهم قضية بحياتي ..
اخذ الشيك وناظر المبلغ الكبير اللي خلاه يتفاجأ لأول مرة بحياته يشوفه يدفع
رشوة هالكثر اكيد ان القضية قوية و ما تحتمل التنازل ابد واللي اثار تفاجأه
اكثر انه ممكن يزيد على هالمبلغ .. ناظره بحذر وتكلم : ابشر طال عمرك بس
ممكن اعرف حيثيات القضية ..؟ يعني عشان اعرف اتناقش معـ ـ ..
اشر له بيده يسكت : بس بس .. زوجتي الثانية رافعة قضية علي تبي تسقط
ولايتي على بنتي .. وتبي يكون لها الحق الكامل انها تعيش عندها وانا مستحيل
اخليها تكسب هالقضية لو اخسر اللي وراي واللي دوني هالبنت العاقة بترجع
لبيت ابوها غصبن عليها وبعيشها ذليلة عناد في امها اللي ماعلمتها هالسنين
كلها انها مستحيل تقدر تكون ند لي ..
استغرب الموضوع اللي لأول مرة يعرفه دايم القضايا تكون في مجال المال
والاعمال والتجارة واليوم القضية تخص بنته وكأنها سلعة يتداولونها ومن يدفع
اكثر هو اللي راح يكسبها .. ابتسم بخاطره على نفسه شلون ينتقد تصرفاتهم
وهو اللي باع ضميره من زمان عشان هالفلوس من دخل هالشركة وهو نازع
ثوب الحق حتى اشعار آخر .. وطلع من عنده بعد ما وعده انه يحل القضية
بالتفاهم مثل كل مرة يقدرون يكسبون كل شي لصالحهم .. بمجرد دفع رشوة
مجزية ..
شال جوالاته وسويتش السيارة .. وطلع من مكتبه رايح للبيت كان حاس نفسه
بينفجر من الغيض اللي فيه .. ومن وصل للبيت صرخ بأعلى صوته يناديها
ما كانت مستغربة حالات غضبه اللي تعتريه من وقت للثاني والتزمت الصمت
وهي تناظره تكلم بصوت عالي : الواطية رافعة علي دعوى وتبي تاخذ بنتها
اللي رجعت لها بمساعدة ناس ما ادري منهم .. انا تحط راسها براسي ..؟ ما
تعلمت بعد هالسنين انها لو تحب الأرض تحت رجليني ما رحمتها بعد اللي
سوته فيني ..
قاطعته بصراخ : اووووووه وانت كل مرة قلت سوت فيني .. تراها باعتك
ليش للحين متحسف على عشرتها .. ؟ لا والحين جاية بقواية عين تهدد وترفع
قضايا .. لا تسمح لها تاخذ اللي هي تبيه بنتك خذها عندك وزوجها بعدها هي
ماتقدر تتكلم ولا ترفع قضايا ..
كعادتها بكل مرة تزيد النار حطب مجرد مايكون الطاري عنها وهي اللي من
عرفتها كرهت كل شي يرتبط فيها واعمت الغيرة عيونها عن الحق وتركتها
تنغمس في اكبر الذنوب لمجرد التفريق بينهم واللي تحصد نتائجه بفخر الى
هاليوم .. وهو تابع لها بكل تحريض تقوله و كأن كلامها كتاب منزل مايقبل
البت فيه ابد ..



/
\
/
\




انتهى الجزء الحادي عشر
انتظر تعليقكم على احداث الفصل الثاني
البارت هذا تكملة لبارت امس يعني الشخصيات
اللي ماظهرت امس تواجدت في هالبارت
لكم اعذب الود

•غٌـمـوضٌ ـآٍْاْلٍْــورد•

 
 

 

عرض البوم صور غموض الورد  
قديم 02-04-10, 10:31 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسي



البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 146515
المشاركات: 1,576
الجنس أنثى
معدل التقييم: غموض الورد عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 71

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
غموض الورد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : غموض الورد المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

الجزء الثاني عشر
[
الفصل الثاني ]‎‎‎‎
I 1 I


/
\
/
\



{ .. علمني حبك ان استفيق كل صباحٍ بروح طفلة ..
اجرد كل الزوايا من الـ أنا .. و اجتهد في البحث عنك ..

علمني ان اخطف لك صورة لم تغب يوماً عن الذاكرة ..
و اتوق لماضٍ عتيق تقاسمنا فيه شعور الفرح و الألم ..

علمني ان استحضر اطيافك ..
فاستنشق اوجاعك .. و امرغ ذاتي في معمعة احزانك ..
لأنتمي لك و أكُن جزءٌ من كيانك .. و اسكنك كما اريد ..



في بيتهم الطيني المتواضع تجمعو اليوم بعد ان فرقتهم الأيام .. و رغم حرارة الجو
اللي لا تحتمل الا ان فرحتهم مخليتهم يستلذون بكل لحظة تجمعهم .. و في هالوقت
صدح صوت الحق معلن وقت دخول صلاة الظهر .. قامو راكان و الوليد للمسجد
القريب منهم و توجهو البنات لبيت خالتهم من اول مادخلو استقبلتهم هيا اللي كانت
تعيش بقمة سعادتها .. و بانت على ملامح وجهها تفاصيل الفرح ..
تكلمت موضي تمازحها : هناتس العقلان ..
طقتها هيا على كتفها و طنشتها سلمت على نورة و شيخة و من سلمت على خالتها
بهمس خجول : قرت عينتس يا خالتي ..
ابتسمت لها و هي تقعد و ترفع برقعها : تقر عينتس بشوفة نبيتس ..
ام محمد بعد ماسلمت على البنات .. حبت راس ام راكان : هناتس العقلان ..
ام راكان بابتسامة فرح : هناتس الخير و انا اختتس ..
جلست موضي جنب هيا و مسكتها من يدها : هااا علمني الصدز شفتيه ؟
نزلت هيا راسها بحيا من خالتها .. : لا ماشفته .. يعني و ين اشوفه فيه ..
ضحكت موضي وهي تأشر على يدها : اقص يدي كانتس ماشفتيه ..
تكلمت نورة اللي منسدحة و حاطة راسها بحجر شيخة.. : عويذ الله من سوالفتس
ياموضي .. وراتس على البنت ؟ .. اركدي ياملا الصلاح ..
موضي وهي تناظر في هيا : توسطت لتس النوري و ماقدر اردها ولا لو علي
والله ما فكتس لين تقولين احبه ..
شهقت ام راكان و حطت يدها على صدرها ..: ايا دزليلة الحيا " قربت منها و
قبصت فخذها " عوبا .. هذا طول لسانتس ..
تقوست شفايفها و مثلت الزعل عليهم : وش اني قايلة انا ؟ هذا كله لاني فرحت
بشوفة اخوي و خواتي ..
ضحكو شيخة و نورة على شكل موضي وهي تمسح على فخذها مكان القبصة ..
التفتت لهم و حبست ضحكتها : ايه اضحكن علي الحين اعرستن و الطق براسي
انا ..
تكلمت شيخة بابتسامة : يا النصابة امي عمرها ما طقتني ..
قامت نورة و سندت ظهرها على الجدار و هي تضحك : انتي ماكنتي تسوين شي
يا حليلتس .. انا والله اللي كليت الطق على اصوله ..
ضحكت ام راكان و غطت فمها بطرف شيلتها .. ناظرتها نورة و ابتسمت رجعت
تكمل كلامها : وربي يوم انا صغيرة ما يحلالي اللعب الا مع العيال واذا انطقيت
من امي قلت لشيخة تروح معي .. بس و لا مرة راحت .. " و بضحكة " الظاهر
انه محد بالديرة مايذكر نورة ..
ام راكان بابتسامة : سبحان من عقلتس .. ماجاني اشقى منتس الا هذي " و تأشر
على موضي " لا تسمع العلم و لا يفيد فيها الطق .. ما غير انا وراها بعصاتي ..
نورة وهي تناظر هيا : والله ماشفت مثل السوري .. ما خلت احد الا طقته .. و
البنات تتأمر عليهن و يسون اللي تبي ..
قاطعتها شيخة تضحك : تذكرين يوم صيتة عيت تروح معها للدكان .. و ما خلت
احد بالديرة يومها ما علمته بعيارتها ..
موضي باستفهام : بالله وش عيارة صيتة .. ؟
شيخة و هي ميتة ضحك : ام المشق ..
طقت نورة و هي تمسح دموعها من الضحك ..: مالقيتي الا موضي تعلمينها ..
هالحين تمسكها عليها ..
موضي طايحة على الأرض تضحك .. و ماسكة يد هيا اللي تبي تقومها : عز الله
ما كذبت .. يمه بطني ..
قامت ام راكان و هي كاتمة ضحكتها ..: هااا قومن صلن و خلن عنكن هالبربرة
الزايدة ..
قعدت موضي و سألت نورة : كانت تزعل على السوري يوم تقولها ..
تكلمت شيخة قبل : تزعل على من و تخلي من كل بنات و عيال الديرة ما يقولون
لها الا ام المشق ..
نورة وهي قايمة تصلي : استغفر الله قومن لا تفوتكن الصلاة " و بهمس .. " الله
يعينتس يا صيتة ..
بعد الصلاة راحت نورة لغرفة هيا تبي تنام الى صلاة العصر .. شافت هيا واقفة
عند الشباك و تناظر للخارج .. قربت منها و همست : قرت عينتس ..
التفتت لها مبتسمة : مستاااانسة يالنوري .. احس قلبي بيطير من مكانه ..
بادلتها الابتسامة و كملت بنفس الهمس : بخليتس تشوفينه من قريب بس اصبري ..
سكتت هيا .. و وقفو ثنتينهم يناظرون من الشباك .. شوي و شافو راكان جاي
من بعيد انتظرت نورة الين حسته قريب منهم و فتحت جزء بسيط منه و صوتت
له : راكان .. راكان ..
تلفت حوله يدور مصدر الصوت و من شاف يد نورة تأشر له قرب منها : سمي ..
اشرت لهيا بيدها تشوفه مع الفتحة الصغيرة اللي بطرف الشباك .. و قعدت هي
تسولف معاه .. : روح جيب سلمان من مدرسته و بعدها تعال ابيك ..
اشر على خشمه و هو مبتسم : ابشري على هالخشم " و بهمس " احد عندتس ؟
نورة تخفي ابتسامتها بعد مافهمت مغزى كلامه : لا قاعدة بلحالي .. و هن قاعدات
بالصالة ..
تكلم بلهفة : شلونها ؟
تظاهرت بالغباء و هي تشوف وجه هيا اللي تورد خجل : من هي ؟
راكان بحب واضح على نبرة صوته : من غيرها يعني اللي ملكت قلبي .. ؟ هيا
يالنوري شلونها ..
ابتسمت نورة وهي تمسك يد هيا ماتبيها تروح : مستانسة و تحس قلبها بيطير من
مكانه .. "شهقت هيا .. و ضحكت نورة بأعلى صوتها " يا حبي لها حياوية ..
ابتسم راكان غصب عنه : مالتس داعي يا نورة احرجتيها و احرجتيني ..
فتحت نورة الشباك اكثر بعد ماراحت هيا .. اللي كانت متأكدة انها واققة عند الباب
تسمعهم : لا والله ؟ تسذب علي و قول منتب مستانس ..
ضحك و هو يلوح بيده رايح : بروح اجيب سلمان ثمن اجيتس اتفاهم معتس ..
نورة بضحكة : زين علمني تحبها ؟
قرب شوي و تكلم بشوق : اموت عليها و ربي ..
ابتسمت من قلب بعد ما خنقتها العبرة : الله يخليكم لبعضكم ..
التفتت وراها و هي تشوف هيا داخلة و هي تمسح دموعها .. ضمت لصدرها بقوة
و تركتها تفرغ كل اللي بصدرها شي طبيعي احساسها بهاللحظة بعد ما حست انها
كانت ممكن تفقده والفرق بين وجوده أو عدمه كلمة وحدة بس .. اما هي ما عرفت
و ش هو بالضبط شعورها .. شوفته بهالقرب و صوته .. اهتمامه و سؤاله عنها ..
و اعترافه الصريح بحبها .. كلها بالنسبة لها اهم مقومات السعادة ..
مسحت دموعها و ناظرتها بفرحة : ياعسى عمرتس طويل وعسى الله يبارك لتس بعيالتس
ويفرح قليبتس مثل مافرحتيني ..
رفعت نورة يدينها للسماء ورددت : آمين ..



/
\
/
\





مشى بطرقات قريتهم الضيقة متأمل كل شي حوله بلحظات .. و لحظات اخرى
يغض الطرف لو صادف وحدة من بنات القرية و رغم حرارة الجو اللي لا تطاق
الا ان احساس الحرية كان طاغي عليه و لقاء اهله و احبابه له طعم خاص هالمرة ..
وصل لمدرسة سلمان و شافه جالس مع مجموعة عيال تحت وحدة من الأشجار ..
ابتسم قبل ما يقترب منه و يناديه لاحظ انشغالهم بشي و استغل هالفرصة انه يفاجأه
قبل محد ينتبه .. وأول ما اقترب منهم لحد كبير تكلم بكل هدوء : السلمي ..
سلمان اللي كان منهمك في جمع اغراضه المتناثرة رد بقل صبر : هاااه ..
سكت ينتظر من سلمان انه يلتفت عليه .. و ابتسم أول ما شاف نظراته المتفاجئة ..
سلمان اللي من شاف راكان نسى كل شي حوله وراح له ركض نزل راكان لمستواه
و ضمه بقوة و هو يناظر بالعيال اللي تجمعو حوله .. حس بجسده الصغير يرتجف
بحضنه .. قرب منه و همس في اذنه : اششش لا تصيح .. بيضحكون عليك العيال ..
ابتعد عن حضنه و هو يمسح دموعه .. و تكلم ببراءة : متى جيت ؟ انا كنت احسب
انك ماعاد بتجي خلاص ..
ضحك و هو يجمع له اغراضه متجاهل نظرات الكل له .. : حتى انا كنت اظن اني
ما عاد بشوفكم ابد ..
شاله على كتوفه و سلمان مستانس بهالشرف اللي ناله من اخوه الكبير .. و قعد يسولف
له و هو فرحان : الاستاذ يقول تعالو يوم السبت بس و عقب تبتدي العطلة صح ؟
راكان بابتسامة : ايه صح ..
بدا يمشي في ظل بيوت الديرة لين وصل لبيتهم و نزل سلمان اللي دخل لابوه يركض
و هو فرحان ..
راح بعدها يطق باب بيت خالته يبي يشوف نورة وش تبي منه .. تنحنح و هو يصوت
لها : نورة ..
بالداخل من سمعو صوته توجهت كل العيون لهيا اللي صار وجهها ألوان من الاحراج ..
قامت له نورة على طول .. و وقفت عند الباب تكلمه : هلا راكان ..
راكان وهو يغطي على عيونه بيدينه : آمري ..
سندت نفسها على الجدار وبدت تكلمه : شوف ياخوي انا ماعندي غيرك .. ولا كان
ما خليتك تشيل شي اليوم .. " ابتسمت وكملت له .. " نبي نذبح ذبيحتين ونعزم اهل
الديرة كلهم .. وبعد ابي الخيمة الكبيرة اللي يحطونها بالعروس دايم .. يحطونها قبال
البيت .. و الرياجيل افرشو لهم بالبراحة اللي قبال المسجد ..
ناظرها مبتسم : من وين بنجيب حقهن ؟ وانتي عارفة اخوتس طفران وما بجيبه ولا
ريال ..
مدت يدها ومسكت يده : ماعليك خليهم علي .. لك كل اللي كنت موزيتهم عندي لوقت
عازتهم و ماعندنا احسن من هاليوم نفرح فيه .. ابي افرح اهلي و ديرتي .. مبطين
عن الفرح وانا اختك ..
قرب منها وحب راسها : الله يحفظتس ويخليتس لعين ترجيتس .. و يفرحتس مثل
مافرحتي قلبي ..
كلمته بهمس : زين روح لبيتنا وشوف شنطتي السودا .. بتلقى فيها الفلوس خذ اللي
تكفيك .. و خلني انا بنوم شوي .. والله اني مارقدت للحين الا حول الـ 3 ساعات ..
راكان وهو ماشي : نومة العافية يارب ابشري كل شي تبينه بيصير " و بابتسامة "
و سلمي عليها ..
ضحكت وهي تدخل للبيت .. راحت بعدها للغرفة .. و انسدحت بفراش هيا .. وما
استغرقت وقت طويل حتى غطت في نوم عميق .. رغم الحر الشديد بمثل هالوقت ..
الا ان تعبها و ارهاقها مو مخليها تحس بشي بعدها بشوي جات شيخة وكملت هي
بعد نومها ..
قامت بعد صلاة العصر بصعوبة على صوت منيرة اللي تصحيها .. : منور خليني
شوي ..
منيرة وهي طالعة من الغرفة : زين بس امي قالت لي اقومتس قبل لا يذن المغرب
وانتي مابعد قمتي ..
ماسمعت كلام منيرة لانها كملت نومها على طول .. رغم كل الاصوات بالخارج
واستعداداتهم للعشا واصوات البنات بالبيت .. جاتها موضي قبل اذان المغرب بنص
ساعة تقريبا .. وجلست جنبها تصحيها : نورة " مسكتها من كتفها وهزتها " نورة
الله يهداتس قومي صلي العصر .. المغرب ماعاد الا خير والحريم كل شوي جايات
ينشدن عنتس ..
فتحت عيونها بصعوبة .. و ناظرتها : وشو ؟
موضي وهي تحاول تقعدها : قومي الحقي صلي فرضتس .. المغرب شوي ويذن
فزت قاعدة تناظرها وهي تناظر بالشباك : استغفر الله ياربي .. غربت الشمس ..؟
هزت موضي راسها بإيه و قامت نورة تتوضى وتصلي ناظرت حولها و ماشافت
احد وقفت عند الباب تناظر بالشارع شافت اهل الديرة ناصبين الخيمة و يحطون
الفرش .. تغطت وراحت لبيتهم و ماشافت الا حصة بعباتها مستعجلة تبي تطلع من
البيت .. مسكتها من يدها : تعاااالي .. وين رايحة واهلي وينهم ؟
وقفت حصة مكانها تلهث .. : الحريم قهوتهن عند ام عبيد .. ومنور معهن و هيا و
موضي راحن للدكان يقضن للعشا الليلة .. و ابوي مع الرياجيل بدكة المطوع ومعه
راكان ورجل شيخة .. " وقبل تتكلم نورة " وانا بروح لم امي بس جيت اخذ شنطة
شيخة ..
طلعت حصة من البيت و وقفت هي مكانها تناظر بكل شي حولها .. فرحتها اليوم
اكبر و اهم عندها من اي شعور ثاني .. و هالبيت اللي جمعها بأهلها طوال سنواتها
الـ 29 صار اليوم اجمل بنظرها .. و تتمنى لو كان بيدها .. و ما غادرت هالمكان
ابد رمت كل تفكير وراها ودخلت تتسبح .. طلعت بعدها تصلي المغرب على دخلة
امها و خواتها ومن بعد الصلاة بدو يجهزون قهوتهم و تعالت الاصوات بكل مكان
كلها تجهيزات لهالمناسبة .. بعد مالبسو تغطو وطلعو للخيمة الكبيرة المنصوبة امام
بيتهم وبدو يرتبون اغراضهم .. وما كان يحتاجون لتعب كبير خصوصا ان اغلب
اهل الديرة مقربين منهم كثير .. و جو معاهم من قبل صلاة العشا كل مافي هالليلة
يحكي تفاصيل الفرح .. ورغم ازعاج الاطفال بكل مكان حولهم الا ان سعادتهم ..
طاغية عليهم بهالوقت على اي مشاعر ثانية ممكن تنغص هالفرحة عليهم .. نورة
اللي كل ماقامت تشيل شي قعدتها امها ما تبيها تتعب نفسها وهي اللي ممنوعة من
انها تجهد نفسها وهيا اللي تصب قهوة وهي تحس بنظرات الكل لها و كأن قلبها
بهاللحظة كتاب مفتوح والكل يقراه .. وموضي اللي ماقصرت ابد عليها بتعليقاتها
اللي تحرجها اكثر .. بعد العشا قعدو البنات بأول الخيمة .. جنب امهم و خالتهم
التفتت نورة لشيخة مستفهمة : شيخة رجلتس بيروح ؟
ام راكان مقاطعتها : لا وين يسري بهالليول بينوم عندنا و الجمعة تتيسرون كلكم
عسى الله لا يحرمني جمعتكم ..
نطت موضي في السالفة : شلون ينوم عندنا .. و حنا وين نروح ؟
غمزت لها امها بنظرة تسكتها و تكلمت : مشعل يجي عند راكان وسلمان وانتن
تنومن ببيت خالتكن .. وشيخة تنوم مع رجلها ..
شهقت شيخة وتكلمت بحيا : لا والله يمه .. ابي انوم مع خواتي ..
موضي بتأفف : يااارب متى يصير عندنا بيت كبير .. ولو كلن يجينا ما نطلع
منه .. و يصير لي غرفة بلحالي و ارتاح من مشاخر منيرة و ترفيس سلمان كل
يوم ..
ام راكان بابتسامة : لا اعرستي ان شاء الله يصير لتس غرفة بلحالتس ..
صرفت الموضوع وصارت تسولف مع خواتها بأي شي الا هالطاري لانها ما
تبي تفكر فيه ابد انتهى عشاهم على خير وتوجهو العيال لبيت ابو راكان ينامون
فيه .. والبنات مع امهم وخالتهم في بيت ام محمد قضو ليلتهم سهر في استعادة
اجمل الذكريات اللي ابد ما غابت عن الذاكرة .. التفاصيل اللي جمعتهم سنوات
طويلة تقاسمو فيها دموعهم قبل ضحكاتهم .. و امنياتهم و احلامهم اللي حاكوها
بكل ليلة مظلمة تتالت فيها خيبات الأمل حولهم ..
طقت شيخة الجدار الفاصل بين البيتين ثواني معدودة وسمعت صوت طق على
نفس الجدار من الجهة الثانية .. ابتسمت و ناظرت في هيا .. : قلت له هيا تسلم
عليك .. و هذا هو يرد لتس السلام ..
ضحكت هيا .. و تعالت بعدها اصوات ضحكاتهم اللي تحولت لقهقهات مجنونة
في لحظات استرداد ذكريات جمعتهم فيما مضى ..



/
\
/
\




تجاهلت كل النظرات الموجهة لها وهي تقاوم احساسها اللي بداخلها شعور شابه
بالانفجار المترقب بأي لحظة يراودها .. كرهت نظراتهم وضحكاتهم وكلماتهم
اللي تسمعها .. تحس انهم متبلدين الاحساس ومحد فيهم يفهم صراعات قلبها اللي
اتعبتها لفترة طويلة .. قعدت مكانها وهي تحس ببرودة تسري بجسدها ضغطت
على يد امها بقوة وغمضت عيونها .. كانت تغمضها من فترة لفترة تبي تطرد
كل صورهم من عينها .. بنات خوالها و خالاتها وبناتهم و زوجات خوالها الكل
بالنسبة لها صور مزعجة تماما .. فتحت عينها وهي تسمع صوت زوجة خالها
اللي قربت منها : هالحين يزيد بيجي ..
فتحت عينها ورفت بتوتر ناظرتها امها و كأنها تستنجد فيها تنقذها من هالموقف
للمرة الأخيرة .. ماحست الا بيدها تقومها تبيها توقف وقفت بكل استسلام وهي
تشوف خواتها والبنات يلبسون عباياتهم ويتغطون .. اشرت لرسيل الوحيدة اللي
حاضرة من خارج العائلة تجيها .. قربت منها رسيل وهي تسكر عباتها : هلا
دانا بهمس : قولي لهم مابيه .. تكفين عشان خاطري ..
بعدت عنها شوي و ناظرتها بتعجب .. رجعت قربت من اذنها .. وكلمتها بنفس
الهمس : احد جابرك عليه ؟ " هزت دانا راسها بالنفي وكملت رسيل " خلاص
لا تطيحين وجه امك قدام خوالك كملي اللي بديتيه وبعدين اذا ماتبينه قولي لهم
ما ارتحت له ..
بعدت عنها وهي تشوف خوات يزيد جايين وهو ماشي معاهم و جلست مكانها
تناظرهم .. للحين ماعرفت وش مشاعرها كانت تتكلم عنه قبل اختطافها بلهفة
و حب حسته بكل حرف كان تطريه فيه قالت لها انها تحبه و انها تعلقت فيه
و تبيه و محد يدري الا هي و الحين ماتبيه و لاتدري وش سبب هالشعور اللي
تحس فيه صديقتها ..
اما هو كان حاس بتوترها واحتفظ بمقدار بعد كافي انه يبعث بقلبها الراحة اللي
ترتجيها ..
تنفست بعمق و هي تشوفهم يقربون له طقم الشبكة يلبسها .. و من لف وجهه
عليها حس بارتباكها الكبير كان يتأمل ملامحها اوقات لأنه مايذكر شكلها كثير ..
و أوقات ثانية يركز على انفعالاتها منه بمجرد احساسها بقربه .. لبسها الطقم
و همس لها : مبروك ..
ماقدرت تخفي انفعالاتها من قربه و تعلقت نظراتها المستنجدة بنظرات امها
المشجعة .. اطلقت زفرة راحة بمجرد ابتعاده عنها .. كانت شقتهم متوسطة
الحجم الا انها مكفيتهم بمناسبتهم العائلية .. قام هو و مدت لها امها يدها تبي
تقومها و قفت وهي تغتصب هالابتسامة اللي رسمتها على وجهها بهاللحظة ..
استجمعت قوتها و مشت معاه لغرفتهم الصغيرة اللي مجهزينها و مخصصين
لهم مكان لجلستهم ..
و من قعدت مكانها جلس هو جنبها يناظرها .. كان واضح عليها انها تصطنع
الهدوء رغم طوفان المشاعر بداخلها .. كسر حاجز الصمت و تكلم : شلونتس
دانا .. و مبروك ..
التفتت عليه و من لاحظت قربه منها توترت و بدون شعور منها بدت تفرك
يدينها .. و حتى صوت انفاسها صار مسموع .. كسر خاطره شكلها .. وهو
يشوفها تبتعد عنه .. : دانا والله حتى يدتس مابي المسه .. بس ابي اسولف معتس
شوي ..
وقفت على طول : خلاص سولفت معاي .. ابي اجلس مع صديقتي قبل لاتروح ..
ابتسم لها رغم خيبته من اسلوبها اللي كان متوقعه لكنه كان يتمنى لو تكون انفكت
العقدة .. : زين بخليتس تروحين له .. بس انتي اقعدي معاي 10 دقايق ..
قعدت بدون ماتناظره تبي الوقت يمر بسرعة و تخلص نفسها من هالمصير اللي
اقحمت نفسها فيه سكت هو و تكلم بعدها بهدوء : ادري انتس متضايقة من وجودي
لكن اوعدتس بأن كل شي يتغير ..
نزلت راسها تستمع له .. وكمل كلامه لها عن المستقبل و حياتها اللي بتعيشها معاه ..
لاحظ عليها زيادة توترها من كلامه .. و حب انه يتركها على راحتها قام و استئذنها
رايح .. اكتفت بالصمت و هي تشوفه رايح و من طلع من عندها ركضت للحمام اللي
جنب الغرفة ( تكرمون ) .. قفلت على نفسها الباب و هي تقاوم رغبتها في البكاء ..
جلستها معاه لحالهم .. و صوته .. و ريحة عطره ذكرتها بتفاصيل تكرهها بشدة ..
" هو وش ذنبه ؟ " لامت نفسها على مشاعرها اللي ماقدرت تفهمها شلون هي تبيه و
ماتبيه بنفس الوقت شعورين متناقضين .. و التعب جاوز حدود احتمالها .. حطت يدها
على صدرها و هي تحس بضيق يجتاح قلبها لدرجة انها حست انه يكتم على انفاسها
طلعت على طول و شافت نجود و رسيل بانتظارها .. بدون شعور منها صارت تدور
في الغرفة : مكتووومة .. احس اني بموت ..
قربو منها ثنتينهم و مسكو يدينها يبونها تجلس جلست معاهم و هي تلهث : وربي تعبت
من هاللي فيني ..
رسيل تحاول تهديها : ياقلبي انتي اذا ماتبينه قولي .. محد راح يجبرك عليه ..
هزت راسها بالنفي : انا كنت ابيه اول .. الحين ابي اقعد مع امي .. هي اذا تزوجو كلهم
بتقعد لحالها ..
قاطعتها نجود : و من قال لك انهم بيخلونها لحالها .. احنا تونا صغار و عادل مو
مخليها .. انتي عيشي حياتك و انسي ابوي ..
دانا بهدوء : نسيته .. بس تعبانة شوي ..
لفت رسيل يدها حول كتفها و تكلمت معاها : دانا ياقلبي انتي قلت لك كذا مرة كلنا
تجينا هالضيقة اوقات .. بس انتي اللي تستسلمين لها .. اذكري ربك .. و تعوذي من
الشيطان و قومي معانا .. خلي امك تكمل فرحتها فيك ..
ناظرت نجود و شافت بعيونها نظرة رجاء .. غمضت عيونها و هي تستجمع انفاسها
و تردد ادعية الهم و الحزن .. قامت بعدها معاهم تبي تفرح امها فيها مثل ماقالت لها
رسيل .. و رمت كل تفكير تعيشه ورا ظهرها حاليا ..
اما هو حس انه مهمته اسهل مما توقع .. هي صحيح رافضة اي وجود له حولها الا انها
كانت تسمع كلامه .. و اهم شي بالنسبة له الحين انها مو عنيدة و هذا يسهل عليه وعليها
استعادة نفسها اللي فقدتها في ظل ظروف سابقة ..
عند البنات كانت قاعدة معاهم و تسمع تعليقاتهم و تضحك معاهم نست كل مشاعر كانت
تراودها من فترة بسيطة .. و رغم اكتفائها بالصمت اغلب الأحيان الا ان ضحكتها مؤشر
جيد بالنسبة لهم .. راحت تودع رسيل عند الباب ومن شافتها بعبايتها ضمتها لها : عندي
كلااااام كثيييير ودي اقوله لك ..
رسيل وهي تسلم عليها : ان شاء نتقابل هاليومين و تقولين لي كل اللي بقلبك .. بس نامي
انتي اليوم و انسي كل شي ..
ابتسمت لها و ودعتها .. ورجعت بعدها لغرفتهم وقفت عند المراية تناظر نفسها .. سحبت
نفس عميق و هي تتذكر قربه منها و ريحة عطره للحين تشمها تسبحت و لبست بيجامتها
و راحت لغرفة امها شافتها تصلي .. تمددت بفراش امها و قعدت تتأملها .. الين غرقت
في نوم عميق بعد ماحست بارتياح من بعد يوم مرهق بالنسبة لها ..



/
\
/
\




مشت بحذر شديد و بخطوات مترقبة على اطراف اصابعها .. لمحت محمد نايم
بالصالة سكرت الباب بهدوء و رجعت تجلس على سريرها .. ردت على اتصاله
بدون ماتتكلم .. سمعت صوته الهادي يتكلم بكل خبث : اخيرا حنيتي علي يا سارة
حرام عليك كذا تسوين فيني ؟
تسارعت انفاسها و تزايدت نبضات قلبها و هي تسمع هالكلام منه .. استمرت
على صمتها و استمر هو بمحاولة استعطافها بكلماته المسمومة .. : سارة انا احبك ..
و مستعد اسوي اي شي يثبت لك اني احبك .. انتي اطلبي و لك اللي تبين ..
قاومت ضعفها و رغبتها الملحة في اختبار مشاعره .. و تكلمت بقوة استمدتها من
تفكيرها بأهلها و بمحمد اللي تحمل كل شي عشانها : حبك برص قول آمين .. يابن
الأوادم لا عاد تدق علي .. فكني من شرك ..
قاطعها على طول : ليش ماتبين تصدقيني .. ؟ وش تبين اسوي لك عشان تقتنعين
بحبي لك ..
كلامه رغم انكارها الشديد له الا انها تحس بنشوة كبيرة بمجرد سماعه .. و تعيش
بصراعات داخلية .. مابين انصياع له .. و اندفاع ورا هالحب اللي اوهمها فيه ..
و رفض لهالنوع من العلاقات اللي تدري و متأكدة بداخلها انها اكبر خطا .. و مابين
هذي الصراعات رجحت كفة عقلها و تكلمت بثبات : مابي منك الا قلعتك .. فكني
من شرك و دور غيري تحبها .. و قبل ما تسمح له يتمادى معاها بكلامه اكثر سكرت
الخط بوجهه " اووووف الله لا يبارك فيه هذا وش يبي فيني " تعوذت من الشيطان
و حطت الجوال جنبها .. ماتدري ليش تنجرف ورا مشاعرها اوقات و تفكر فيه كزوج
لها .. هذا هو اللي كانت تتمناه و تبيه اصلا ..
هزت راسها تبي تنفض هالأفكار منه .. و ناظرت جوالها اللي يأشر و ابد ما توقفت
الاتصالات رفعت جوالها و شافت 5 مكالمات لم يرد عليها و مسج .. فتحت المسج
و من قرت الكلام اللي فيه .. انشل لسانها من الصدمة .. رجعت تقراها اكثر من
مرة " ناظري مع الشباك و تشوفيني " وقفت بخوف و راحت للشباك بعدت الستارة
شوي و ناظرت للشارع اللي يفصل بين هالبيت و البيت المقابل .. لمحت سيارة سودا
كبيرة .. ومن خلال معيشتها بالرياض عرفت ان هالسيارة فخمة و شافته هو بداخلها
شاب وسيم الى حد ما و يدخن بشراهة .. تأملت شكله لفترة مو قصيرة .. كان جذاب
على الأقل بالنسبة لها .. باين عليه ولد نعمة .. وهذا كان اكبر طموحاتها واللي تمنته
بيوم من الأيام .. عينه على الجوال او بالشارع قدامه .. واول ما التفت جهة الشباك
سكرت الستارة وتراجعت للخلف شوي .. رجعت سندت ظهرها على الجدار و حطت
يدها على قلبها .. كانت تحس بخوف كبير من قربه منها لهالدرجة ارتجف جسدها
خوف و هي تتخيل هالانسان شلون قدر يوصل لها تجاهلت اتصالاته و قفلت الجوال
و على طول قامت تشغل المكيف .. و دفنت نفسها تحت لحافها وهي تدعي ربي
يبعده عنها ..
تحملت كل ارتجافات جسدها و مشاعرها اللي تهتز بمجرد مرور كلماته على قلبها ..
شي اكبر من انها تتحمله هاللي تعيشه وتسمعه .. تخاف انها تضعف له و تضيع ..
و تخاف تتركه وتضيع من يدها فرصة تمنتها من زمان و ظلت طول هالليل سجينة
دوامة افكارها اللي ما انتهت و هالاحساس اللي انهكها صار مؤرق لها بشكل كبير
و يستحوذ على قدر كبير من تفكيرها ..
قدرت تنام بصعوبة بعد ما عاشت صراعات بين العقل و القلب ..



/
\
/
\




من الصباح بدري طلعو للمزارع وقت برودة الجو .. ولأن لهم فترة طويلة ما اجتمعو
مثل هالجمعة الحلوة .. معاهم قهوتهم و فرشتهم و قاعدين بظل شجرة كبيرة بالمزرعة ..
موضي و هي تناظر حولها .. : اشتقت لسويرة .. و ربي ما تحلى الجلسة الا لا قامت
تحارشني و اتطاق معها ياحبي لها ..
هيا بأسى : لو الله يهديها بس و ترجع للديرة و تريحنا و تريح محمد اللي متعنّي معها ..
نورة توها تتذكر شكواها من الازعاجات على جوالها : اي والله ياليتها ترجع للديرة
ينخاف عليها من هاللي ما يخافون الله .. الله يستر عليها يارب ..
موضي و هي تمد فنجان قهوة لنورة : ياليتها جاية معكم .. على الأقل احسن من شيخة
اللي طول وقتها مع رجلها ..
طقتها نورة على فخذها : توها عروس خليها تقعد مع رجلها .. وش عليتس انتي فيها
موضي وهي تمسك فخذها : ياااااربي من هالموضي اللي كلن يطقها .. وانا قلت شي
قلت ابي سارة .. ابي اسولف معها اشتقت لها و اشتقت اقوم من نومي و اشوفها قبالي
ماتفهمون انتو ..
ناظرتها هيا بحزن : لا تعورين قلبي تكفين .. محد مشتاق لها كثري .. وانا اللي كل
يوم اسولف معها قبل ما نرقد ..
موضي تغمز لها : علينا ؟ بتقنعيني الحين انتس زعلانة ولا بخاطرتس حزن .. والله ما
دام راكان بالديرة تنسين سارة و طوايف سارة كلهم ..
حصة ببراءة : تراه حولنا انا يوم جيت شفته يتمشى يعني توقعو شوي الا وهو طاب
عليكم ..
نزلت هيا برقعها على طول : نصابة ؟
حصة تستهبل : اي انصب عليتس .. وش يجيبه للمزرعة ..
و كتمت ضحكتها بداخلها لانها قايلة له ان هيا معاهم وتدري انه بيمر عليهم .. بس
خافت هيا تعرف و ترجع للبيت و ما يتهنى اخوها بشوفتها .. نورة لاحظت ابتسامة
حصة و توقعت وش اللي ممكن يصير .. خذتهم السوالف و نسو موضوع راكان ..
و بدو البنات يلعبون و نورة ساندة ظهرها على جذع الشجرة ومادة رجلينها .. ومع
السوالف ما حسو الا بصوته يتنحنح قريب منهم .. شهقت هيا متروعة : يمه .. يمه
هذا راكان ؟
ضغطت على يد نورة بقوة وهي تغطي على عيونها .. : النوري ماقدر اشوفه تكفين
قلبي ما يتحمل شوفته ..
ما حست الا وهي تسمع صوته يردد بفرح : السلام عليكم " وباستهبال " اوهـ .. احد
معكم .. اجل يالله مع السلامة ..
موضي بضحكة عالية : تعااااال ما هنا الا الحبايب .. قرب بس خلها تشوفك و تمقل
فيك زين .. " قهقهت بصوت عالي وهي تحس بطق هيا " انا قايلة ما ياكل الطق الا
انا من الصغير و الكبير .. ما بقى الا هالبزر تمد يدها علي ..
كان واقف بدون ما يناظرهم رغم لهفته الكبيرة انه يشوفها الا انه ما تعود انه يناظر
احد غير خواته .. : البزر انتي اركدي بس .. " و بعد تردد " شلونتس هيا ؟
حست بحرارة بوجهها من الاحراج .. و نورة اللي تحس مفاصلها تهشمت من قوة
ضغط هيا عليها .. ماقدرت تكتم ضحكتها .. : بالله ياخوي كم لك سنة وانت تنشدها
شلونتس و ولا عمرها ردت عليك .. تراها بخير و عافية ..
استرق نظرة لها رغم انه مو قادر يشوف منها شي الا ان وجودها يكفيه .. : عساه دوم اجل انا
بروح اكمل مشواري .. وانتو لا تأخرن على امي و خالتي ..
مشى رايح و تاركهم خلفه .. طاحت حصة على الارض ميتة ضحك : الحين مسوي
انه شايفنا بطريقه ويبي يكمل مشوراه ويرجع مع نفس دربه .. ابوووك يالتسذب ..
قامت موضي وحطت يدها على صدر هيا : طربق طربق .. طق خبيتي ماهوب قلب
هيونة والله ان الحب لاعبن فيتس لعب ..
رفعت برقعها وصارت تحرك يدينها قدام وجهها اللي صاير احمر من قوة الاحراج
و الخجل : يمه .. لا بارك الله في ابليستس يا حصيصة اجل دارية و ماتعلميني ..
حصة وهي ترقص حواجبها : حررررة .. هو قايل لي لاحد يدري .. عاد انا غبية
و طبيت بالسالفة بس الحمدلله انتس خبلة و مافهمتي علي ..
نورة وهي تضحك : حصيصة احشمي اللي اكبر منتس ..
سرحت هيا في افكارها بعد ماقدرت انها تشوفه اقرب من كل مرة تشوفه فيها وكل
مرة يزيد قلبه بحبها .. خصوصا بعد الاختبار الاخير واللي اثبت لها انها تحبه اكثر
من اي شي ثاني بدنيتها .. و انها مستعدة تتخلى عن اي شي .. بس تبقى معاه طول
عمرها .. ما كانت صريحة في مشاعرها ولا عندها الجرأة انها تتكلم عنه او تسأل
حتى بنات عمها اللي هم اقرب الناس لها .. هالحب غلفته بغلاف الخجل من زمان
و ماتقدر تعبر عن اللي بقلبها لهم .. رغم انها بأيام سجنه تفجرت كل مشاعرها ..
و ظهرت للكل حتى عمها بس الحين و بوجوده خجلها يطغى عليها وغصب عنها
تصير هالمشاعر سجينة قلبها .. تنتظر لحظة اطلاق سراحها ..
بدا الجو يحتر وقامو البنات شايلين قهوتهم و فرشتهم راجعين لبيوتهم .. و كل ما
مرو من عند بيت بابه مفتوح سلمو على اهله و مشو .. وصلو لبيتهم ودخلت نورة
لبيت خالتها تبي تنام لها شوي .. خصوصا بعد ما حست ان المشي في الشمس زود
عليها الغثيان ..



/
\
/
\




طول ما كانت جالسة معاهم في البيت وهي تدوره بعيونها .. غصب عنها تحب
كل شي مرتبط فيه كانت مشاعرها بالاول له احساس بالامان .. و احساس الاخو
الكبير و من فترة رجوعها الى هاليوم وهو بالنسبة لها فارس احلامها اللي تتمناه
و تتمنى قضاء باقي عمرها معاه .. خصوصا بعد ما تفهمت موقفه وزاد تعلقها
فيه بعد ما عرفت اجتهاده في قضيتها .. ابتسمت وهي تشوف نظرات ام متعب
لها .. و ناظرت امها بخجل .. ماتدري ليش اوقات تحس ان مشاعرها مفضوحة
وان كل اللي حولها يدرون عن حبها له .. رغم انها ما خبت هالحب عن الكل ..
وبكل براءة قالت لجوري عن مكنونات قلبها كلها .. لان هالقلب عاش الحرمان
لفترة طويلة .. و من رجعت لكل صور الماضي تعلقت فيها بشكل اكبر من اول ..
تعودو يلتقون فيهم كل يوم خميس مرة في بيت ام متعب و مرة في بيت ام خالد
و في كل اسبوع يهدي لها الوقت شوفته اللي تتمناها ..
صحت من دوامة افكارها على جية الجوري لها : قومي بسرعة بنروح باسكن
روبنز نشتري ايس كريم ..
ديما وهي قايمة معاها سحبت يدها وقالت بهدوء : مع مين بنروح ؟
الجوري بضحكة : مع مين يعني .. " وبهمس " اللي من اول تدورين عليه ..
حست بخجل كبير من كلامها وطنشتها : لا مابي اروح .. روحو انتو و جيبو
لي معاكم .. " وبعد تفكير " ولا اقول لك خلاص مابي خذو لكم انتو ..
سحبتها بعيد عنهم وتكلمت : يعني بتقنعيني الحين انك ماتبين تشوفينه ؟
طقتها ديما على كتفها : وانتي محد يعلمك سره .. بعدين مو شغلك ابي اشوفه
و لا مابي هذا شي ما يخصك ..
جوري وهي تمثل الخوف منها ..: يممممممه .. رجعت شخصية ديما الشريرة
اللي كانت على الرايحة و الجاية طايحة فيني طق لو ماسمعت كلامها ..
اطلقت ضحكة بصوت عالي وهي تحط يدها على فمها : مالت عليك .. بس بعد
مابي اروح .. وربي احراج من جدك انتي .. وش بيقول علي ؟
الجوري بلا مبلاة : عادي وش راح يقول ؟
ديما باقتناع : لا صعبة .. حتى لا هو ولد عمي ..ولا يقرب لي .. يعني بس امه
صديقة امي ..
الجوري وهي تترجاها : تكفين ديوووم .. والله ما وافق الين قلت له انتي اللي
تبين ..
شهقت متفاجأة : وانتو كل شي تحطونه براسي .. بنطلع نتمشى ولا نبي نتسمم
كله ديما اللي تبي قالو لكم ماعندي اهل يجيبون لي شي فشلتوني معاه ..
غمزت لها الجوري : خايفة على صورتك عند حبيب القلب ..
ديما بقل صبر : اووووهـ رايقة انتي ..
ومشت راجعة تجلس معاهم وطنشت الجوري اللي قعدت تترجاها تروح معاها
وهي معندة ابد ماتبي تروح وبعد محاولات و اتصالات قدرت اخيرا انها تقنع
متعب يوديها هي تروح تجيب لهم اللي يبون ..
ومن ركبت معاه جوري سألها ليش مارضت ديما تجي معاها .. و قالت له عن
اسبابها .. اعجبه جدا تفكيرها وحياها وهذا شي منطقي لانه بالنسبة لها شخص
غريب واكيد المفروض ماتروح معاه .. ضحك على تفكيره و ليش كل مايجي
للشرقية غصب عنه يروح لها حتى كلام يزيد له يوم يقول له انه يروح عشانها
وهو اللي كان يروح مرة كل اسبوعين .. و الحين كل اسبوع وهو رايح لاهله
تسائل بداخله هل هو فعلا عشانها .. رغم انها حكم عقله من الاول و شالها من
تفكيره من عرف انها مستحيلة بالنسبة له رغم انه مافي شي مستحيل على رب
العالمين .. الا ان حقد ابوها على امها هالشي يخليه مستحيل انه يوافق على اي
شخص من طرف امها وهو ماراح يتعب نفسه بأي تفكير من هالناحية .. يبي
يجمع فلوسه ويستقر ماديا واذا وصل سن الثلاثين يخطب ويتزوج .. هذا اللي
يخطط عليه من زمان وماراح يغيره ابد بمشيئة الله .. و اللي راح يتزوجها يبي
يترك المجال لامه وخواته انهم يختارون اي انسانة تناسبه ونفس المواصفات
اللي هو يبيها .. اهم شي عنده تكون اخلاقها عالية و تخاف ربها و مملوحة ..
ومايبي اكثر من هالشي .. شرو اللي يبون ورجعو للبيت .. ومن دخلت عليهم
جوري بالاكياس .. نطو كلهم ياخذون منها اللي طلبوه .. ومثل كل يوم خميس
سهرو واستانسو .. رغم انهم بالعادة يطلعون .. الا انهم اليوم فضلو قعدة البيت
واللمة ..
كانو البنات قاعدات على الأرض ويلعبون اونو .. و ام متعب و ام خالد لاهين
في سوالفهم .. وريان كل شوي لازق لديما وتقعده بحجرها .. واذا قعد يصيح
عليها تعطيه الورق هو اللي يحطهم وبكل مرة تسمع صراخ البنات عليها انها
تستعجل باللعب .. دقايق و قالت لها امها تقوم تلبس عباتها .. لانهم ماشين بعد
شوي .. لبست عباتها وقعدت جوري تحارشها عند الباب الداخلي مرة تسحب
لها طرحتها ومرة تاخذ شنطتها .. ومن مشت امها راحت هي وراها .. خذت
منها ديم تشيلها .. و خلتها هي تشيل ريان اللي نام عليهم و خالد يمشي وراهم
شبه نايم .. مشت وعيونها على الملحق تبي تشوفه مستحيل .. ماتبي تروح هاليوم
وهي مالمحته .. ماعندها قدرة انها تتحمل اسبوع كامل ابد .. حاولت انها تمشي
بخطوات بطيئة .. وفقدت الامل اول ما وصلت الباب وهو ماطلع او حتى ترك
الباب مفتوح عشان تقدر تشوفه ..
حست انها متضايقة كثير من مصيرها اليوم وقبل ما تعاتب نفسها على رفضها
تروح معاه شافته واقف عند سيارته عند الباب الخلفي .. حست بارتباك ورفعت
ديم تشيلها زين وهي تضبط عباتها شافته يوم يكلم امها من بعيد و تمنت لو انها
كانت جنبها و تلمح عيونه .. سرعت خطواتها وركبت السيارة وتغطت وشافته
و هو ينزل له اكياس من السيارة .. قعدت تتأمله الين غاب زوله نهائيا .. بعد ما
تحركو راجعين للدمام .. و طول الطريق ما احتفظت بأي شي .. من هاليوم كله
الا صورته اللي رافقتها آخر كم دقيقة .. وهالصورة تكفيها انها تعيش بسعادة ..
وصلت للبيت محتفظة ببقايا فرح و احلام و امنيات لحياة تتمنى تكون افضل من
حياتها قبل بكل فصولها ..



/
\
/
\




فقدت شهيتها بشكل كبير بالفترة الاخيرة و نقص وزنها بشكل ملفت .. واللي
قاهرها انها مالقت اي اهتمام غير بعض الاسئلة .. اللي تنتهي بمجرد ما ترد
عليهم باجابات مختصرة وكلها كذب ..
حتى وجهها زادت الهالات السودا من سهرها طول الليل وبكائها على حالها اللي
وصلت له .. كرهت نفسها وكرهت اهلها اللي وصلوها لهالمكانة اللي وصلت
لها .. صورها اللي معاه ذكرتها بصور ديما اللي احتفظت فيها تبي تهددها اذا
بيوم قالت شي عن علاقتها فيه .. واللي خافت منها راحت و التهت بدنياها وهو
اللي صار ماسك صور اكثر عليها .. اكثر جرأة واكبر فضيحة ..
اعتزلت كل اللي حولها و صارت حبيسة غرفتها حتى مروى اللي تجيها اوقات
تبي تعرف وش اللي فيها و تخفف عنها تجاهلت وجودها و طردتها اكثر من مرة
رغم انها اوقات ودها تعلمها باللي يصير معاها .. لانها ماتبيها تمشي بنفس الطريق
اللي هي مشت فيه .. ولا تبيها تتعرض للخداع اللي هي تعرضت له باسم الحب ..
اللي ما كانت تصدق بيوم من الايام انه موجود بهالصورة .. وان الانسان اللي كلمته
لساعات طويلة من ورا اهلها بآخر الليل .. واللي استغلت اوقات غفلتهم لتقضي
معاه وقتها الحميم .. هو من خدعها واستخدمها سلعة رخيصة ينقلها بين اصدقائه
بثمن مدفوع له هو .. و اي اعتراض منها يسكتها بمقطع الفيديو اللي صوره بأول
ليلة تعرضت فيها للخديعة بسببه .. و رماها في احضان شخص آخر ما يقل عنه
دناءة ..
حتى اتصالات حنين عليها تجاهلتها .. وما عاد صارت تكلمها .. لانها تدري فيها
راح تتشمت عليها .. وهي اللي من الاول كانت تقول لها لا تأتمنين الرجال .. ولا
تسلمين قلبك لاحد فيهم .. لانه محد يحبك لنفسك .. وكل واحد فيهم يحبك لارضاء
شي في نفسه ومستحيل يرضى فيك زوجة له بعد ما خانت اهلها .. ماراح يرضى
فيها لانها ممكن تخونه وتروح لغيره ..
مسحت دموعها وهي تقرا رسالته .. و قامت مكرهة لمصيرها اللي اجبرها عليه
دخلت تسبحت ولبست .. زينت وجهها بالكثير من المساحيق تخفي خلفها ضياعها
و تضفي على ملامحها لمسة فجور تليق بمقامها الآن .. لبست عباتها وتعطرت
و طلعت من غرفتها .. مشت ببيتهم طالعة .. ومحد كلف نفسه يسألها وين طالعة
نزلت دمعتها غصب عنها الحين بس تمنت لو انهم سألو عن طلعاتها و دخلاتها ..
تمنت لو كانت امها تخاف ربها فيها اكثر ومنعتها من طلعاتها لحالها مع السواق
لأماكن ماتدري هي وينها و لا عمرها كلفت نفسها تهتم فيها او تعرف بنتها وين
تروح له .. حتى ابوها اللي صب جام غضبه على ديما ماعمره طقها .. او حتى
حبسها مثل ماكان حابس ديما .. يمكن السجن بهالبيت ارحم لها من هالضياع اللي
تعيشه على الاقل ما كانت راح تحس انها رخيصة .. و سلعة يتلاعب بها صلاح
و اصدقائه على كيفهم .. راحت لاستراحتهم اللي يجتمعون فيها كل يوم .. كبتت
كل دموعها بداخلها وهي تشوف نظراتهم لها .. و هالبنات اللي معاهم ماتدري هل
مصيرهم مثل مصيرها او هم اللي اختارو هالطريق .. فصخت عباتها وهي تسمع
كلامهم لها وعبارات الغزل اللي كانت تستمتع فيها اول .. وتعتبرها اثبات لانوثتها
اليوم تحس توثيق لدنائتها ورخصها ..
كانت جالسة معاهم بدون نفس .. هالشي اللي ابد ماتقدر تجامل فيه .. طوعت لهم
جسدها رغم عنها لكن نفسها تحس بالاهانة و الاستحقار مد لها حبة تعودت تاخذها
كل يوم .. او بالاصح اجبروها تاخذها كل يوم .. بلعت الحبة وبلعت معها غصتها
كل الاوجاع تقدر تحتملها الا هالوجع .. كل شي كانت تحسه قبل على سخفه اهون
من هالاحساس .. حتى شعور الفقد المؤلم لا طرى صلاح الفراق قبل .. الحين تمنت
انها عاشت ذاك الألم ولا انها تعيش بذل و هوان حياتها الحين ..
ما تدري ليش تمنت انها تشوف ديما بس تبي تعتذر منها على اللي هي سوته رغم
انها كانت في هالامر مسيرة و ماخيرت ابد .. كانت تابعة له بكل شي يقوله .. ومن
شاف ديما بهذيك الليلة خطط هالمخطط البشع لانه كان يبي صورها عنده .. بس
منال ذبحتها الغيرة و مسحت الصور لانها ماتبيه يشوفها .. و يمكن هالغيرة هي
اللي انقذت ديما من هالذئب وصارت هي ضحيته ..
ارتاعت اول ماحست بلمسة يد على فخذها .. ناظرت جنبها و شافت واحد منهم
يقترب منها .. غمضت عيونها وهي تتجاهل نظراته .. اللي تلتهم جسدها بشراهة
" كل يوم واحد جديد .. يااااارب وش هالذل اللي انا صرت فيه "
غصب عنها ومثل كل ليلة مشت معاه تهدي له ليلة ينتشي هو فيها و تقضي هي ليلة
محملة بصور قاسية من صور الضياع .. القاها على السرير جسد فاتن يتلذذ فيه
الى ابعد الحدود و غابت هي عن الوعي بارادتها لان اي احساس بهالوقت موجع
الى ابعد الحدود .. وش اقسى من حدود احتمالها تاركة كل احساس للندم بلحظات
انعزالها وسجنها اللي غيبت نفسها فيها من فترة ..


/
\
/
\



بجلسة ما خلت من الغيبة و النميمة من الاول الى هاللحظة .. كانت هي و اختها
يقضون هالليل في اكل لحوم البشر وغيبة كل من يعرفونهم .. و النصيب الأكبر
كان لنورة اللي اثار خبر حملها الغيرة و الحسد في قلب حنين و ماخلت كلمة الا
وقالتها عنها .. ورغم ان سبب غيرتها منها معروف الا ان الحين الاسباب اكثر
من قبل ..و وضعها هي الحين يخليها تحسدها على اللي هي تعيشه مع طلال ..
تعاستها بحياتها .. و معاملة عزام القاسية معاها .. و تحكمه فيها و منعه لها من
الخروج من البيت الا لبيت اهلها .. وفوق هذا خبر حمل نور كلها زادت حجم
الغيرة بقلبها .. وصارت تعقد مقارنات عن حياتهم الثنتين .. وكيف نورة تعيش
بسعادة هي اللي المفروض كانت تعيشها ..
عدلت جلستها بعد ماراحت امها للنوم وتكلمت بقهر : فوزو لا تقهريني ترى اللي
فيني كافيني .. وهالعلة منالوووه سافهتني وماعاد صارت حتى تكلمني .. يعني
انا من اشكي له ؟ من اتكلم له وانا اعيش بتعاسة مع هالمتخلف ..
فوزية بلا مبلالة : والحين مطلعتني من بيتي بعد صلاة العشا عشان تقولين لي
هالكلمتين ؟ و خير يا طير واذا هي عاشت مبسوطة وانتي ما استانستي .. محد
جاب لك الشقى هذا اللي انتي بغيتيه .. وهذا خبزك يالرفلا كوليه ..
قربت منها حنين وهي تترجاها : انتي عارفة ليش انا مناديتك و وش اللي ابيه
منك ..
فوزية فهمت عليها و قالت باعتراض : لا فكيني من هالسوالف ترى من زمان
مارحت لها و لا لي خلق هالسوالف .. بعدين عندك زوجك عيشي معاها وراح
تستانسين و طلال ماعاد هو لك .. يعني كل واحد فيكم راح لنصيبه ..
حنين بقل صبر .. : اوووووف تكفين لا تقهريني .. انا حالفة ما اخليهم يتهنون
و هالعلة يصبحني ويمشيني بمنافخ و تهزيء ..
ناظرتها باستفهام : وش تبين بالضبط ؟
بعد تفكير تكلمت حنين : ابي مثل اللي سويتيه لزوجك .. ابيه يكرهها و يطقها
و بعد ابيه يصدق اي شي فيها يعني اذا احد اشتغل فتنة وتلفيق يصدق ويصير
يشك فيها ..
ناظرتها بعدم اقتناع : و بعدين يعني . وش تستفيدين من هذا كله ؟
حنين بحماس : تكثر بينهم المشاكل ويطلقها .. وانا اتطلق من هالغبي ويرجع
يتزوجني لانه من الاول يحبني ..
حطت يدها على جبهتها : تحسين بشي انتي ؟ مريضة ؟ فيك شي ..
تأففت حنين وقالت بقهر : فووووزو الحين اتكلم جد وانتي قاعدة تحبطيني ..؟
انتي يوم بغيتيه يرجع لك سويتيها و دخلتي العمل لبيتها وخليتيه يطلقها ويرجع
لك ..
فوزية وهي تشرب من بيالة الشاهي : هذا زوجي وهي اخذته مني .. و ماعاد
صار يجيني بسببها .. وانا ابيه يرجع لي .. بس انتي علاقتكم منتهية من زمان
وهو راح لحياته وانتي اللي اخترتي هالشي .. ليش الحين تبين تفرقين بينهم ..
حنين بدلع : لاني احبه .. وابيه يرجع لي هو اللي كان يحبني و مدلعني .. واي
شي ابيه يجيني الى عندي .. و ماعمري طلبته شي و قال لي لا .. اما هالعزام
ماشفت منه الا ضيقة الخلق وكل ما قلت له شي ما اسمع الا كلمة لا ..
استغرقت وقت طويل للتفكير وبعدها التفتت لها : زين شلون تحطينه له ؟ يعني
من بيدخل غرفتهم و يحط لهم العمل هناك ..؟ انا ولا انتي اصلا ما ندخل بيت
لطيفة الا في المناسبات .. و حدنا مجلس الحريم والصالة ما نتعداها ..
استانست انها اخيرا اقتنعت بطلبها وقالت بحماس .. : انتي ماعليك ضبطي لي
كل شي و انا ادبرها .. ارشي وحدة من الشغالات و اخليها تحطها لهم وبعدها
تقول انها تبي تسافر .. عشان مايجي يوم و تغير كلامها و تفضحنا ..
ضحكت بأعلى صوتها وهي تناظرها باعجاب : سبحان الله . مثل اختك بكل
شي ..
حنين مستغربة : انتي بعد سفرتي الشغالة ؟
فوزية بفخر : طبعا خليتها تحطه لهم بغرفتهم .. وبعدها باسبوع وهي بديرتها
وراح السر معاها ولاحد يدري عنه الى هاليوم ومستحيل احد يعرف ابد ..
حست بارتياح من هالكلام اذا فعلا هذا اللي بيصير معناها مايحتاج تخاف من
علاقتها المستقبلية مع طلال .. انه يعرف بمخططاتها وهذا يضمن لها بنظرها
انها تعيش عمرها كله معاه ..
حست بفرحة كبيرة بعد ما اتفقت هي و وفوزية على كل شي اللي وعدتها انها
راح تختار الوقت المناسب .. و منتظرة منها بعد توفير المبلغ الكبير اللي اكيد
يتطلبه مثل هالعمل ..
رجعت بعدها لبيتها تقضي يوم آخر من تمردها معاه .. ويوم آخر من معاناتها
معاه او بالأصح معاناته هو معاها .. رغم انه تعود انه يتجاهل كل تصرفاتها
و يعودها على معيشة قاسية ليعيد تربيتها من جديد .. ومن دخلت جناحهم كانت
ساكتة و ماتكلمت .. شخصيته القوية ترعبها .. غير عن شخصية طلال اللي
يكسوها الطيبة و الحنان اوقات كثيرة .. لكن عزام قسوته من نوع آخر حتى لو
شاف دموعها ما رحمها وهذا الشي اللي مخوفها منه و مخليها تستسلم له وتسمع
كلامه لانه ممكن يتغير بثواني الى وحش كاسر ممكن يدمرها و يدمر كل شي
حوله ..
رمى شماغه على الصوفا و جلس مكانه .. : حنين
كشرت من سمعت صوته وتكلمت من الغرفة : نعممممم ؟
عزام بلهجة صارمة : قصري حسك .. مليون مرة قلت لك لا تصارخين علي ..
تعالي ابيك ..
قامت واقفة وضربت برجلها على الارض من القهر ومن وصلت عنده ناظرته
باستفسار تنتظره يتكلم .. رفع عينه وشافها واقفة تناظره : شيلي الشماغ وديه
الغرفة وسوي لي شي آكله جوعان وما تعشيت ..
شالت الشماغ بدون ماتناظره .. وتمتمت بينها وبين نفسها " عساه سم هاري ان
شاء الله " علقت الشماغ و نزلت للمطبخ تشوف له شي ياكله .. فتحت الثلاجة
وطلعت لها صينية فيها شوي سخنتها له في الميكرويف و حطتها بصحن صبت
له معاها كاس موية وطلعت توديه له .. ومن وصلت نص الدرج تذكرت انها
تنوكل بخبز .. رجعت نزلت للمطبخ .. و طلعت خبز سخنته و خذتهم له ..
حطتهم عنده بدون ما تتكلم ويوم جات تروح مسك يدها : اقعدي كولي معاي ..
جلست جنبه وتكلمت بدون ما تناظره : تعشيت مع امي و فوزية ..
مد لها لقمة يبي يوكلها وهو يتكلم : شوي بس ما احب آكل لحالي ابيك تفتحين
لي نفسي ..
تسارع نبضها من كلامه وحاولت تتجاهل اسلوبه معاها تكرهه اذا صار يتكلم
معاها برومانسية .. تخاف تحبه وهي ماتبيه الحين .. و لا تبي تستمر بحياتها
معاه .. استجابت لكلامه وصارت تسولف معها لكن اسلوبها كان جاف معاه
وهالشي هو ابد مايجهله .. رغم انه للحين مايدري وش اسبابه .. الاهم انه قدر
يروضها مثل مايبي ..
كانت تتجاهل نظراته لها ماتبي تضعف له ابد .. قرب منها وبعدت عنه على
طول .. ناظرها متنرفز : وشو ؟ تراني زوجك كل ماقربت منك بعدتي عني
يعني الدعوة عندك مزاجات متى مابغيتي جيتيني ؟
تكلمت بدفاع عن نفسها : لا بس تعبانة اليوم وابي انام من اول ..
بعد عنها و ناظرها بقهر : روحي نامي محد ماسكك .. " و بصراخ " انقلعي
كشت منه و قامت واقفة .. وقبل مايقول اي شي ثاني راحت للغرفة تبي تنام
لانها مو ناقصة يعصب عليها ويخرب عليها فرحتها بمخططاتها اليوم ..



/
\
/
\


يتبع
اتمنى محد يرد .. دقايق وتنزل لكم التكملة

•غٌـمـوضٌ ـآٍْاْلٍْــورد•

 
 

 

عرض البوم صور غموض الورد  
قديم 02-04-10, 11:16 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسي



البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 146515
المشاركات: 1,576
الجنس أنثى
معدل التقييم: غموض الورد عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 71

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
غموض الورد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : غموض الورد المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

الجزء الثاني عشر
[
الفصل الثاني ]‎‎‎‎
I 2 I


/
\
/
\


{ .. مابين قمة السعادة .. وقمة التعاسة .. قدر .. !
و مابين عبدٌ تقيّ .. و عبدٌ شقي .. حساب .. !
و مابين الناجاح الباهر .. والفشل الذريع .. ارادة .. !
و ما بين الحب .. و اللا حب .. حفنة من اهتمام .. !



وصلت على وقت صلاة المغرب وهي تحس بآلام في بطنها قاومتها من منتصف
الطريق لانها ماتقدر تتكلم عند زوج اختها ولا قدرت تقول له انها تبي تنزل تمشي
شوي بيكون اريح لها من هالتعب .. ما استغربت انها ماشافت احد اليوم جمعة ومو
بالعادة يكونون في البيت وقت المغرب .. طلعت لجناحها غسلت وبدلت .. وصلت
المغرب .. تمددت بعدها على سريرها وهي حاطة يدها على بطنها .. وعلى طول
سحبت جوالها و اتصلت عليه ..
هو اللي كان من اول جالس بمكتبه رغم ان اليوم جمعة الا ان الفراغ و الملل خلاه
يروح يخلص اشغاله و يهتم فيها .. و طول وقته كان يفكر فيها .. يخاف يكون هذا هو
واقعهم انه بيكون شخص ثانوي بحياتهم والاهتمام الاول لاهلها .. بهالظروف ابد
ما كان يلومها بس روحتها الأخيرة حزت في خاطره .. لانها حتى ماطلبته يوديها
وقالت له بتروح معاهم .. و هالشي ابد مايقدر يتحمله يبي هو يكون محور اهتمامها
و الاول و الاخير بحياتها .. يبي تكون له بكل تفاصيلها حتى يعطيها مثل ماتعطيه
و يمكن بعد اكثر اتعبه التفكير من يوم راحت بينه وبين نفسه كان مستحيل يرفض
لها طلب ابد .. وهالشي اقل مايكون اثبات لحبها في قلبه .. لكن بيترك لها الخيار
بهالامور و بيعرف وش مكانته هو بقلبها .. ترك هالتفكير شوي ورجع لشغله اللي
ركنه على جنب .. بدا يراجع الحسابات و يدقق فيها وبوقت انهماكه في شغله رن
جواله .. تأفف من هالاتصال ولو انه كان يتمنى يكلم رياض بس مايبي يشغله عن
اهله خصوصا انه مايقصر معاه ابد .. و زوجته وعياله بحاجة انه يكون معاهم
بعد ..
ناظر بلا مبالاة في الرقم المتصل عليه .. ومن شاف اسمها اللي مسجلة بجواله فز
قلبه .. ضحك على نفسه وعلى مشاعره اللي تعشقها بجنون .. من شوي بس اللي
كان يقول انه بيزعل عليها .. بس ماقدر الا انه يبتسم من شاف اتصالها .. انتظر
الين سكرت .. ثواني ورجع اتصل هو عليها .. ومن سمع صوتها حس ان روحه
اللي فقدها بهالـ 4 ايام رجعت له .. : هلا ..
نورة بعتب بسيط : زين قول لي الحمدلله على السلامة ..
حس ان صوتها متغير : الحمدلله على السلامة ..
ردت بتعب : الله يسلمك .. شلونك ؟
طلال باهتمام : بخير .. وش فيك انتي ؟ وش فيه صوتك متغير ؟
نورة وهي تغمض عيونها : ابد مزكمة شوي .. بالديرة هناك بالليل برد و بالنهار حر
وعلى طول اثر علي .. من امس والله بس اليوم اقوى من امس .. وشوي المغص
ذابحني من نص الطريق .. بس هالحين اخف يوم ارتحت ..
طلال بنرفزة : ايه هم يقولون لك خففي من الحركة ولا تجهدين نفسك وانتي ماسكة
لي خطوط رايحة وجاية .. الحين بجيك اوديك للمستشفى تجهزي مابي اقعد ملطوع
برا ..
نورة تقاطعه : لا مايحتاج شوي و يخف بس من مشوار السيارة .. والله اني الحين
احسن .. وبعد برتاح وبيروح ان شاء الله ..
حرك القلم بين اصابعه بتوتر .. : اكيد ؟
نورة بهمس : اكيد .. بس ابي اشوفك الحين ..
تجاهل كلامها رغم انه يحس من شوقه وده يطير لها ويعبر لها عن اللي بقلبه كله
لكنه كبت مشاعره بداخله و تكلم ببرود : الحين ماقدر عندي اشغال كثيرة .. يمكن
اجيكم على العشى .. ولا اجي متأخر ..
نورة بخيبة امل : حتى اليوم الشغل بياخذك مني .. ماتقدر تأجله عشاني ؟
حاول انه مايلتفت لقلبه اللي حن لها .. يبي شوي يحسسها انه زعلان .. يمكن تفكر فيه
قبل تطلع من البيت .. و تحطه هو اول اهتماماتها : احاول اخلص بدري اهم
الاشغال اللي عندي .. وبإذن الله اصلي العشا واجيك ..
ابتسم في خاطره على كلامه اللي يقوله لها يحس انه يعذب نفسه قبل يعذبها لكن
لازم يتحمل كل شي عشان يتأكد من مشاعرها انها ماتغيرت وان هالتغيرات صارت
لظرف طاريء وراح ترجع معاه مثل اول .. سكر منها وهو حاس بحنين كبير في
قلبه لها .. مايدري شلون بيعدي هالوقت كله او حتى شلون يضيعه وهو اللي مايقدر
يفكر و يركز بشي الحين بعد ماسمع صوتها اللي اشتاق له ..
ورجع ينهمك في شغله من جديد ما صدق يسمع صوت اذاان العشا الا و قام يجمع
كل اغراضه .. شال معاه جواله وطلع من الشركة .. ركب سيارته راجع للبيت كان
الطريق زحمة وهالشي خلاه يتضايق من هالزحمة اللي تضيق الخلق .. وهو واقف
عند احدى الاشارات .. التفت يساره وشاف محل ورد .. على طول فكر يروح ياخذ
لها باقة ورد ومن اول مافتحت الاشارة لف على المحل .. طلب له تشكيلة من ورد
جوري احمر .. غلف له العامل البوكية ومده له حاسب عليه ومشى راجع للبيت
ومن وصل تذكر خواته .. بالذات سما الحين لو شافته معاه من يفكه من تعليقاتها
و نظراتها كل شوي له .. قعد يدور بالسيت الخلفي على اي كيس يحطه فيه عشان
محد ينتبه له بس ماحصل اي شي .. نزل وخلاه بالسيارة واذا تأكد انه محد في
الصالة رجع اخذه .. وبالفعل من دخل مع الباب شاف صالتهم فاضية.. رجع للسيارة
وهو يضحك اخذها وطلع لها واول ماسكر باب جناحهم سمع صوت صراخ سما
بالخارج .. " اكيد توها جاية " .. دخل لغرفتهم وشافها نايمة على السرير قرب
منها اكثر وشافها عاقدة حواجبها .. ماحب انه يصحيها رغم شوقه الكبير لها حط
البوكيه جنبها وطلع للصالة ..
اما هي كانت تحس ان نومها متعب مع الزكمة وكل شوي وهي صاحية .. قلبت
على جنبها الايسر وسمعت صوت خرفشة شي جنبها .. فتحت عيونها و تفاجأت
من شكل الورد الحلو .. قربته من خشمها وشمته .. وعلى طول قامت بكل شوق
له .. وقفت عند المراية تناظر بشكلها كان خشمها احمر وفمها مو قادرة تسكره
من الزكمة .. حتى عيونها طالع شكلها ذبلانة .. ما اهتمت لهذا كله و طلعت له
ماقدر الا انه يبتسم وهو يشوفها جايته وبايدها الورد .. وهي تقول له بفرح: هلا
والله
فتح يدينه وضمها له .. باسها على خدودها .. ومن اول ماناظرها لاحظ التغيرات
اللي على وجهها .. حط يده على راسها : اووف حرارتك مرتفعة ..
هزت راسها بالنفي : لا بس لاني نايمة بدون مكيف احتريت شوي .. " واول ما
تذكرت بعدته عنها " وخر عني مابي اعديك ..
ابتسم وهو يشوف حركاتها اللي يحبها عفوية الى ابعد الحدود وما تعرف التصنع
ابد .. جلس مكانه وجلست بعيد عنه شوي .. ناظرها بالاول وبعدها تكلم : بشري
عساك استانستي ..
تكلمت بحماس : تبي الجد ..؟ " هز راسه بإيه وكملت .. " اول يوم ايه .. من كثر
وناستي احس اني ماذقتها قبل ابد .. بس بالايام الثانية اشتقت لك .. " وبحب .. "
والله العظيم صدز كنت ابي اشوفك واجلس معك من صار اللي صار وانا احس اني
بدنيا غير .. بس من حسيت بالوناسة كنت ابيك معي عشان تكمل وناستي ..
كان وده يقوم يضمها لصدره .. على هالكلام اللي تقوله كل الهواجس اللي راودته
بددتها ببعض كلمات بس .. كان لها اكبر الاثر على قلبه .. كان وده يقول لها كثر
شوقه لها .. واحساسه اللي فاض فيه .. : عساها دوم هالوناسة يارب ..
ضمت الورد بحضنها وهي تشمه وتكلمت بضحكة.. : هو ماله ريحة ولا عشاني
مزكمة ما اشم ؟
ضحك بأعلى صوته وهو يناظرها .. : لا والله من الدلخ .. اللي داري انك مزكمة
وجايب لك ورد ..
همست له بخجل : شكرا ..
اشر لها تجي عنده : تعالي يابنت الناس لو بتعديني حلالك بس تعالي عندي الحين
قامت وجلست جنبه .. لف يدينه حول خصرها ولمها عليه دفنت وجهها بصدره
و صارت تسولف له عن كل شي صار بهالايام اللي قضتهم بالديرة ..
كان يستمع لها ويضحك عليها لانه كل ما جا بيناظرها تنزل وجهها ماتبي تنقل
له العدوى .. و استانس هو انها قدرت ببرائتها تبرر له كل شي وتطفي هالشعلة
البسيطة اللي كان ممكن تكبر و تتحول لخلاف كبير لو استمر هو على عناده وما
تكلمت هي ..


/
\
/
\



بعد ايام طويلة من تلقي العلاج كان واقف قباله يناظره .. شكله كان مختلف عن
اللي عرفوه طول عمرهم وشافوه .. وزنه نقص الى النصف تقريبا .. شهر وجهه
وراسه كلها طاح .. وجسده الحين ملقى على السرير و هالجسد منهك ومتعب من
اللي اصابه .. ومن هالعلاج اللي يزيد التعب اكثر .. قرب له كاس الموية وصار
يشربه ويبلل شفايفه المتشققه من اثر هالعلاجات المتكررة : ما قدامك الا العافية
يبه ..
بصوت منهك : الله يعافيك يابوك .. وين اخوانك ما جو ..
ناظر ساعته ورجع يكلمه : مابعد بدت الزيارة .. بعد حول الثلث ساعة ان شاء
الله .. انت ارتاح يبه الحين وهم بيجونك ..
جلس جنبه على اقرب كرسي واسند راسه للخلف .. وقعد ينتظر الوقت يمر يبي
احد يجي ويشيل هالحمل عنه .. يبيهم يتكلمون يمكن احد يحسسه انه راح يعيش
لهم عمر اطول .. يمكن يقدر يخفف من عناده و يعوضه عن كل لحظة اغضبه
فيها او زعله او حتى تمادى في مراهقته و صراخه بدون ما يحاسب انه ابوه اللي
نهي عن قول الأُف له و لأمه اللي بعد ماقصر معاها .. كان عصبي طول عمره
و هالشي يعيبه .. وهم تحملو الكثير من عصبيته و ما اشتكو .. و من تعب ابوه
و طاح عليهم استرجع كل ذكرياته معاهم .. كل لحظات تمرد .. وعصيان بحياته
فتح عيونها يناظره وهو يسبح بالعد على اصابعه رفع نظره للسماء ولسانه يلهج
بالدعاء " اللهم رب الناس .. اذهب الباس واشفِ انت الشافي لا شفاء الا شفاؤك
شفاء لا يغادر سقما ..اللهم رب الناس .. اذهب الباس واشفِ انت الشافي لا شفاء
الا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما .. اللهم رب الناس اذهب الباس واشفِ انت الشافي
لا شفاء الا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما "
سمع بعدها اصوات في المستشفى وعرف ان وقت الزيارة بدا واكيد اخوانه الحين
جايين .. وبالفعل دقايق شاف اخوانه وامه و اخته جلس يستمع لسوالفهم و كلامهم
و اتعبه منظر امه واخته اللي ما وقفت دموعهم وكل يوم وهم على هالحال .. حتى هو
يحس ان دموعه انتهت من كثر ما كان يبكي عليه .. غصب عنه تنزل هالدموع
اذا كان المبتلى ابوه .. انسحب شوي لانه ماعاد هو قادر على هالوضع كله اتعبه
منظر ابوه .. ومنظرهم هم .. و اتعبه اكثر كلام الدكاترة اللي الى هالحين ماسمع
منهم جواب يريحه ..
طلع من المبنى بكبره .. ومشى بالمساحات الخارجية .. ما كان يدري وين يروح
بالضبط كل اللي يبيه الحين انه يتنفس صح ويشم ريحة غير ريحة المعقمات اللي
ارتبطت عنده بالألم .. يبي يتحرك ويمشي ويروح يمكن تروح هالضيقة اللي فيه ..
مشى وقت طويل بدون مايحس .. واول ماحس ان رجلينه اتعبته من كثر المشي
مشى راجع للمستشفى ..
كان يمشي في الممرات اللي تقاسمت معاه الوجع كل يوم .. ويتنفس نفس الريحة
اللي ازكمت انفه الى حد كبير .. ومن وصل للغرفة ابتسم لهم و جلس بدون ما
يتكلم او يقول شي كل اللي سواه انه قرب من ابوه ومسك يده هالتواصل اليومي
بينهم .. يمكن هاللحظات تغفر له لحظات العصيان الكثيرة ..
انتظر انتهاء الزيارة ومن طلعو اشرت له امه يطلع معاها .. مشى طالع معاها
و وقفو بمكان جانبي شوي .. : يمه لا توصيني على ابوي والله انه بعيوني ولا
راح ابعد عنه دقيقة ابد ..
اشرت له بيدها بمعنى لا وتكلمت : اذا تبي ترضيه و تبيه يموت مرتاح تزوج
وحدة من بنات عمك .. هذا هو اللي يبيه من زمان و انت عاندته فيه .. ادري
ان قلبك متعلق بالبدوية .. بس رضى ابوك من رضى ربك هالمرة بس لا تكسر
بكلمته وفرح قلبه ..
حب راسها وهو يهمس : ان شاء الله خير يمه .. ان شاء الله خير ..
مسكت يده تحرصه : نايف لا تردني ولا يروح ابوك وهو زعلان عليك ..
ابتسم رغم الوجع اللي بداخله و تكلم .. : الله يطول بعمره ان شاء الله .. واللي
تبونه بسويه لا تفكرين انتي الحين .. بس خليه يرتاح اليوم تعبان ماخذ الجرعة
و مافيه حيل لشي ابد .. ان شاء الله من بكرة اذا شفته طيب قلت له ..
ضغطت على يده وهي ماشية : الله يوفقك وانا امك و ييسر لك امرك ..
ردد بداخله " آمين .. آمين يارب " رجع بعدها لابوه يفكر بكلام امه اللي قالته
له ما كان محتاج وقت للتفكير هالشي جا في باله من بداية مرض ابوه واليوم
كلام امه معاه خلاه يتخذ قراره النهائي .. الحب يروح و يجي .. لكن رضى
الوالدين مستحيل يتعوض ولو حتى بكنوز الدنيا ..
جلس جنبه ومن شاف ابتسامته اللي ترد الروح .. باسه بين عيونه ومسك يده
و تكلم : يبه ..
بلل شفايفه بلسانه وتكلم : هلا ..
نايف وهو يكبت احساس الوجع اللي يستصرخ بداخله .. : ان شاء الله اذا قمت بالسلامة
بنروح لبيت عمي راشد و نخطب وحدة من بناته .. والزواج بعده على طول ..
ابيك تفرح فيني يبه .. وابيك ترضى علي ..
ابتسم وطلعت كلماته بصعوبة : راضي عليك ياولدي .. و الله يوفقك ان شاء
الله ..
هز راسه بابتسامة اغتصبها تخفي كل آلامه .. : ان شاء الله خير يارب ..
رجع جلس على كرسيه بنفس وضعه كل يوم يده بيد ابوه غمض عيونه ورجع
لدوامته اليومية من التفكير و الدعاء لابوه بطولة العمر والشفاء العاجل من
هالمرض اللي اتعبه ..



/
\
/
\




تجمعو البنات عندها وهي تقضي آخر ليلة لها في هالبيت .. زواجها من بكرة
من الشخص اللي ارتضت فيه وتمت ملكتها منه قبل شهر و نص والى هالحين
ماعرفت عنه شي لانه ما كلمها وقت الملكة .. بس شافته بيوم ملكتهم وهالشوفة
خلتها ترتاح له الى حد كبير .. شافت سما رايحة لغرفة ملابسها و طلعت وراها
تركض : والله ماتشوفينه .. انا حالفة محد يشوفه علي الا بيوم عرسي ..
سما وهي تضحك : والله اني مادري وينه رحت اجيب فستان ميساء هي قالت
لي اجيبه ..
غطت يدها على فمها وهي تضحك : زين ارجعي انتي انا بجيبه لها .. اصلا
توني اتذكر اني مقفلتها يعني محد يقدر يدخل ويشوفه .. بس من الجنان اللي
فيني ولأني مابي احد يكسر بحلفي ..
حطت يدينها على اذونها : ازعااااااج .. خلاص روحي لا تغثيني ..
شدتها من شعرها وهي تطقها بيدها الثانية على جبهتها : وشو ؟ ماتستحين على
وجهك .. كبرك انا يوم تنافخين علي ؟
سما وهي تتأوه : أي أي حرام عليك لمو فكيني .. اتوب والله ما اعودها .. بس
فكي شعري ..
فكت شعرها وابتسمت لها : ايه خليك شاطرة ولا تحسبيني من عمرك تراني
كنت على وشك العنوسة و تزوجت قبل ما يختم علي بختمها الرسمي .. وانتي
توك بأول سنوات المراهقة اللي نسيتها من كثر السنوات اللي جات بعدهم ..
فتحت عيونها متفاجأة : تراك اكبر مني بـ 10 سنين .. بعدين من قال 25
عنوسة .. بالعكس هذا السن حلو للزواج ..
لمياء وهي رايحة لغرفة ملابسها .. : لا دخلت الـ 26 .. بعدين انا آخر وحدة
تعترف بتحديد سن للزواج بس كنت استهبل عليك ابيك تحسين بعظم ذنبك في
حقي .. خلاص روحي بجيب فستان ميسو واجيكم ..
نورة وهي منسدحة على السرير وماسكة بيدها نص ليمونة تلحسها : الحين انا
بأول الرابع صح ؟
ميساء تناظرها مستغربة : مادري انتي ماحسبتي لنفسك ؟
حاولت تتذكر اي شي بس المواقف اللي صارت لهم خلتها تحس انها عاشت
بعد فرحة حملها اشهر طويلة : لا والله بس يوم اروح المستشفى قالو لي اني
بأول الرابع ..
ميساء مستفهمة : متى ؟
نورة : قبل اسبوع ..
ضحكت رسيل وهي تناظر نورة : يعني بنص الرابع هالاسبوع ماحسبتيه ..
خبطت جبهتها بيدها : اييييه صح .. والله اني خبلة .. وانتي تضحكين علي
ماشاء الله عليتس .. ترى هالولد خلاني غبية وربي صرت انسى واجد ..
سما وهي جاية تركض : النوري بكرة زواج مين ؟
نورة بتعجب : لمياء .. ليش ؟
سما باستهبال : لا بس اسوي لك اختبار بشوف انتي تذكرين ولا ولد اخوي
نساك ..
سحبت المخدة اللي جنبها ورمتها على سما : بالله فكوني عليها هالماصلة ..
الله من شين السوالف جايتني مستانسة ..
ضحكو كلهم على شكل نورة وهي معصبة عليها .. وجاتهم لمياء شايلة لهم
فستان ميساء .. طبعا اول وحدة نطت من شافته رسيل اللي صارت تتكلم
بحماس : وااااااااو .. ميسو وش هالفستان الخيال اقسم بالله شي مو طبيعي
ابتسمت ميساء بفخر لانها تكلفت فيه كثير .. و كانت واثقة انه راح يعجبهم
وبيكون اختيار مميز لها .. : احلى من فستان زواج احمد صح ؟
رسيل باعجاب : بكثيييييييييير .. سموي شرايك ..
سما وهي تناظره متعجبة : روعة اصلا ما يحتاج اقول شي انا دايم اقولها
بكل مكان دايم التوب ون في المناسبات ميسو محد يلبس مثلها عليها ذوق
فانتاستيك ..
ابتسمت برضى عن نفسها : شكرا شكرا كيف لو تشوفون فستان لمو والله
انه خيال .. وانا طبعا شاركت في الاختيار ..
لمياء بابتسامة : وانا استغني عن استشارتك انتي الذوق كله .. " وبتوتر "
بنات والله اني خايفة .. مدري شلون بنسولف واحنا مانعرف بعضنا احس
الأيام الاولى بتكون صعبة ..
قعدت نورة وسندت ظهرها : على الاقل انتي شفتيه يوم الملكة وقعدتي معه
انا واختي لا شفناه ولا عرفناه الا بيوم العرس .. بس لا تشيلين هم السوالف
تجي مع الأيام .. انا كنت اسكت بالاول لانه هو مايسولف .. الحين من كثر
بربرتي احس انه يدعي بقلبه ترجع لو شوي من هذيك الأيام ..
جلست لمياء على طرف السرير : الحين كلكم بتنامون هنا صح ؟
وقبل ما يجاوب اي احد تكلمت نورة : لا انا بروح للبيت طلال بيمرني على
الساعة 12 ..
لمياء بقهر : طالعو هالنذل هذا وانا مكلمته .. ومترجيته و بالآخر يخطط من
وراي .. هالمرة بعذرك بس لانك حامل ..
ميساء بضحكة : لا تتفاولين على عمرك ان شاء الله مافي غير هالمرة ..
حست بغبائها وضحكو كل البنات على انتباه ميساء لهالغلطة .. و جلست هي
تسولف معاهم .. على الساعة 12 وشوي جا طلال و راحت معاه نورة ..
وقعدو باقي البنات عندها يقضون معاها آخر ليلة لها في بيت ابوها قبل ما
تنتقل من بكرة لعش الزوجية .. و بعد ما نامو البنات طلعو هي و ميساء في
الصالة تستمع لنصائحها اللي اكيد راح تستفيد منها في بداية حياتها الزوجية
و بعد ما تكلمت معاها راحت طقت الباب على ابوها كالعادة بكل ليلة تكون
فيها في هالبيت .. دخلت عنده وسلمت عليه و حبت راسه : ادعي لي ربي
يوفقني يبه ..
مسكها من يدها و جلسها جنبه : الله يوفقك ويسخر لك زوجك .. و يجعله
لك قرة عين يارب .. مثل ما وصيتك يابنتي احفظي زوجك في غيابه يحفظك
و لا تخلينه يسمع منك الا اطيب الكلام .. و كوني مثل امك .. اللي من يوم
تزوجنا الى يوم وفاتها وهي ما عصت لي كلمة ولا كدرت خاطري في يوم
نزلت دموعها على خدودها وهزت راسها برضى ..
كمل لها كلامه وهو يمسح دموعها : ولا تتضايقين اذا صارت بينكم مشاكل
بالاول مع العشرة بتختفي هالمشاكل .. ولا تصيحين ابي بكرة اشوف آخر
العنقود وهي عروس مثل القمر ..
حطت يدها على فمها وهي تسمع كلامه قربها منه وضمها على صدره وهو
يردد دعوات صادقة من قلبه لها ربي يوفقها .. كان يدري وش كثر هالبنت
طيبة والكل يحبها بس تكلم لها وقال هالنصايح لانه يعرفها مستحيل تعصي
كلمته .. بعد دقائق طويلة .. بعدت عنه ومسحت دموعها وهي مبتسمة : ان
شاء الله بتسمع عني كل شي يسرك يبه " رجعت حبت راسه ويده " تصبح
على خير يالغالي ..
بابتسامة ابوية حانية : وانتي من اهل الخير ..
طلعت من جناحه راجعة لجناحها .. شافت سريرها نايمات فيه رسيل وسما
و ميساء فارشة على الارض ونايمة .. قربت منها ونامت جنبها وهي تحس
بسعادة كبيرة ترفرف بقلبها ..



/
\
/
\




بليلة من احلى ليالي العمر .. باحدى قاعات القصيم .. كانت احلى عروس
ماتدري ليش انشغالات هاليوم كلها نستها كآبتها وضيقتها اللي عاشتها الفترة
الاخيرة وكل اللي تفكر فيه الحين انها تكون عروس حلوة وتبقى لها هالليلة
ذكري بكل تفاصيلها .. كانت تتمنى زواجها يكون بالرياض تبي صديقاتها
يكونون معاها .. و معارفهم هناك .. لكن ما اعترضت ابد بحكم انه خوالها
كلهم في القصيم .. ابتسمت برضى على شكلها وهي تشوف خواتها و امها
حولها كانت تشوف الكل يناظرها و الكل يرقص حولها بفرح .. رغم انها
تنتقص هالفرح على نفسها ..
انتهبت لأمها تأشر لها تقوم .. وقامت بكل خوف مشت جنبها مرتبكة وهي
تعد خطواتها وتحس نفسها كأنها تساق الى ليلة اخرى .. بصحبة رجال ما
تعرفهم ..
الحين بس حست ان كل شي صاير صار واقعي و ان كل اللي حولها فعلا
حقيقة .. وان هاللي عاشته لساعات ما كان الا ليلة عرسها على يزيد اللي
على كثر ما تمنته بلحظات مضت .. على كثر ما تمنت بعده طوال فترة
ملكتهم رغم انه ماقصر بشي معاها ابد وكان يحاول يسعدها بكل الطرق ..
و من وصلت الغرفة شافته واقف ينتظرها " يمّه بياخذني معاه " غمضت
عيونها وضحكت على نفسها عمرها ما كانت بهالسذاجة ابد .. هذا هو
مصيرها وهذا شي طبيعي بالنسبة لها هي كانت تجلس معاه حول الساعتين
و رضت بمصيرها .. ليش رجع لها هالرفض الحين .. كانت تسمع كلامه
لها وتبتسم له .. بس هالمرة فيها شي غير يوم ملكتها اليوم استعادت جزء
كبير من قوتها ولو انها مازالت سجينة ضيقتها و صدمتها النفسية .. اليوم
تدري انه هو غير اللي كانت معاهم و مع ابوها هذا ولد خالها اللي يخاف
عليها واللي رغم كل ظروفها اختارها ..
رفعت عينها و ناظرته مبتسمة .. حست برضى كبير عليه .. و تمنت بس
انها تقدر تقول له شي واحد بخاطرها مشو رايحين للفندق و طول الطريق
وهي تقاوم توترها .. تحاول تقنع نفسها انها مشاعر اي عروس غيرها مو
بس هي اللي تعيشه " انا مانيب مجنونة والله كلهم يخافون مثلي " زفرت
بتعب والتفت لها .. حس انها من الاول ما كانت معاه .. ولا درت هو وش
كان يقول لها ..
تجاهل كل شي لانه يدري باحساسها و نزلو للفندق .. حست بحرارة في
جسدها كله وجسمها يعرق من هالموقف اللي هي فيه بدت نبضات قلبها
تتسارع .. وتحس نفسها راح يغمى عليه مسكت يده وثبتت نفسها لا تطيح
مشى معاها و دخلها الجناح جلست وغمضت عيونها و كأنها تبي ترجع
تستجمع قوتها اللي تناثرت طول الطريق بعد ما اجتهدت طول فترة الملكة
بتجميعها ..
وهو كان يحس بكل شي هي تحسه حتى صراعاتها الحين فاهمها شعور
طبيعي اللي بداخلها لانسانة تعرضت لنفس ظروفها .. تكلم من مكانه يبي
يبث الطمأنينة بقلبها : دانا وربي انا ابيتس ترتاحين .. ولا تشيلين هم شي
روحي بدلي و اذا تبين تنومين ميخالف ..
رفعت عينها و ناظرته .. كانت تحس بامتنان كبير له لانه اختصر عليها
كل اللي كانت بتقوله بس بعد بقى شي بخاطرها بس ماتدري شلون تتكلم
فيه ولا تدري شلون تعبر : يزيد انا محتاجة وقت طويل عشان " نزلت
راسها بخجل ماتدري وش الكلام المناسب الحين " اممم
قرب منها و تكلم : فاهم كل اللي بخاطرتس .. قلت لتس لا تشيلين هم ابد
وصدقيني انا بعد ابيتس ترجعين مثل اول .. " ابتسم لها بحب " زين ؟
هزت راسها برضى و قامت .. راحت للغرفة وسكرت عليها الباب وعلى
طول فتحت الشباك تستنشق اكبر قدر من الهوا .. تعودت بمثل هالمواقف
المربكة تحس بكتمة و انعدام التنفس وبدت تتنفس بسرعة رجعت تسحب
لها نفس عميق .. و زفرته بهدوء ..
رغم انها للحين ما تخلصت من ترسبات ماضيها .. الا انها تشوف فترة
الشهرين بالنسبة لها شوط كبير في استعادة ذاتها و الفضل بعد الله .. له هو
اللي تفهّم كل شي صار لها .. و حاول يقنعها ان علاجها يبدأ من نفسها
دخلت تتسبح وطلعت انسانة ثانية .. مملوءة بأمل ظنت انها فقدته للأبد
لبست لها بيجاما ساتان .. ولبست عباتها وقامت تصلي .. كذا عودتها
امها .. انها كل ما تقربت الى الله بصالح الاعمال و قيام الليل و الدعاء
كانت الاقرب بإذن الله للسعادة والطمأنينة والراحة .. وهذا كل اللي كانت
تحتاجة في لحظات استعادة الذات ..



/
\
/
\


وعدتكم ان الجزء بيكون طويل و الحين تبقى تتمة
تحمل احداث مهمة .. راح اتأخر شوي
لأني مازلت للحين اكتب اجزاء منه ..
كونو بالانتظار

•غٌـمـوضٌ ـآٍْاْلٍْــورد•

 
 

 

عرض البوم صور غموض الورد  
قديم 03-04-10, 03:16 AM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسي



البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 146515
المشاركات: 1,576
الجنس أنثى
معدل التقييم: غموض الورد عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 71

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
غموض الورد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : غموض الورد المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

الجزء الثاني عشر
[ الفصل الثاني ]‎‎‎‎
I 3 I


/
\
/
\



كل الاحداث بهالجزئية صارت بنفس اليوم وراح
تغير مجرى حياة بعض من شخصيات القصة ..



حمل اوراقه مستعجل وطلع من المكتب اليوم لأول مرة بحياته يتخذ قرار غير
قراراته اللي تعود عليها .. و اللي اكتسب منها سمعته اللي صارت بكل مكان
خلت منه انسان مشهور و مطلب لكل من عندهم قضايا مهمة وينتظرون الحسم
فيها .. ابتسم وهو يشوف اتصال من ام خالد .. تجاهل اتصالها
وتوجه لقاعة
المحكمة .. اللي فكر فيه و يخطط له اكبر من قضية حق .. باحتضان ام لبنتها ..
اتصل على سكرتيره يستعجله يجيه للمحكمة في باله تفاصيل معينة راح يطبقها
بهاليوم .. ومن اول ما رد عليه تكلم : لا تقول توك صاحي ؟
بصوت مرتبك : والله راحت علي نومة .. الحين جاي ..
بعصبية مفرطة ما تظهر عليه الا في حالات نادرة و مهمة بحياته : و هذا وقت
نوم .. انا قايم من الصباح اراجع ملف القضية وانت ساحبها نومة ..
جاه صوته متوتر .. و نص الحروف مايسمعها اكيد انه يتحرك الحين وهو يكلمه
يبي يستغل الوقت : ان شاء الله كلها 10 دقايق وانا عندك .. والاوراق اللي عندي
مخلصهم من امس و كل شي فيها تمام ..
بعصبية اقل من قبل : زين اخلص علي الحين انا في الطريق ومابي اقعد انتظرك
بعد ماسكر منه لام نفسه هو بعد توه يتصل عليه .. رغم ان قراره اليوم لا يحتمل
التأخير ابد .. اجمل مافي هالتوقيت ان الشوارع زحمتها اخف من الصباح بدري
او الظهر وقت انتهاء الدوامات .. وهالشي سهل له وصوله للمحكمة .. قبل موعد
الجلسة وهذا هو دايم بعادته يجي قبل موعد الجلسة بوقت كافي حتى يمنح لنفسه
فرصة ان يستجمع كل افكاره حتى يضمن نجاحه .. وكسب القضية لصالح موكله
مسك جواله و اتصل على ابو طارق بهالوقت ومن اول مارد عليه بادره بالسلام
جاه صوته يرد السلام وبلهفة : هاااه بشر عسى امورك على خبرنا ..؟
ضحك ضحكة هادية و تكلم بثقة : الامور مثل ماتبي و تسرك بعد اهم شي على
اتفاقنا لو تسرب اي خبر راح اكمل القضية و اكيد راح اكسبها مثل كل القضايا
اللي مسكتها في حياتي ..
ابو طارق بحماس : لاااا ابد محد داري ولا يعرف عن هالموضوع الا انا ومعاي
السكرتير و هذا مستحيل يتكلم لاني موقعه على معاملات كلها رشوة و اختلاس
المحامي سليمان برضى : زين .. يعني شغلنا في السليم .. وان شاء الله كل شي
خططنا له يصير مثل مانبي ..
قاطعه مستفسر : انا جاي في الطريق الحين .. بس ابي اعرف متى انسحابك ؟
اليوم يعني ..
رد عليه بثقة : ايه قبل ما تبدا الجلسة بالضبط راح اتكلم عن انسحابي لاسباب
بعض الخروقات في القضية و الاوراق جايبها سكرتيري الحين بالطريق ومثل
ما ا تفقنا الشيك الثاني استلمه اليوم .. قبل ما اعلن الانسحاب ..
ابو طارق بضحكة عالية : دقايق وهو في يدك ..
رد عليه بفرح : هذا اهم شي انت كريم وانا استاهل .. ايه صح .. و المحامي
اللي انت موكله لو حسيت انه عارف شي .. او حتى فاهم تلميح منك راح اقلب
الخطة على طول ..
قاطعه بنفي : قلت لك مايعرف الا انا وسكرتيري و هالمحامي اعينه في حالات
مستعجلة يعني مو محامي الشركة الخاص .. لاني ضمنت القضية بجيبي ومابي
اخسر اكثر عليها ..
تكلم وهو يأشر لسكرتيره اللي جاي يركض فرحان انه ما تأخر : اوكي الجلسة
راح تبدا بعد 7 دقايق لا تتأخر ..
سكر منه واخذ منه كل الاوراق اللي بيده و تكلم وهو مبتسم : ربي ستر عليك
كم كنت ماشي ؟
السكرتير بضحكة .. : خلها مستورة بس اخاف تمسك علي قضية .. اهم شي
نخلص من هالقضية ونرتاح والله انها موترتني ولاعبة في اعصابي ..
جلس يقلب بالاوراق بحرص وتكلم معاه بدون مايطالعه : اجل وش اقول انا
بتتيسر امورنا بما اننا راح ننهي القضية من اول و نحسم الجلسة وهذا الاهم ..
استمرو بنقاشاتهم قبل مايروح سكرتير المحامي ويتلقى ثاني شيك لضمان سير
القضية لصالح ابو طارق بعد ماتم تفنيد كل تقارير المستشفيات كتقارير غير
صحيحة .. وهالشي عشان يضمن ابو طارق الفوز بالقضية بدون الخوف من
الاستئناف ..
بعد دقائق اكتمل العدد في القاعة واحصر كل محامي اوراقه .. وبدت تفاصيل
القضية قبل مايسمح لمحامي الادعاء والدفاع بالكلام ..
كان يسمع تفاصيل القضية وللحظة بس تذكر اتصالات ام خالد عليه من بدري
واللي نسيها في زحمة اتصالات كان يشوف انها أهم بالنسبة له .. سمع اسمه
يتردد وحس بارتباك فظيع يحسه لأول مرة بحياته ناظر في ابو طارق وحاول
تكون ملامحه جامدة حتى مايشك احد بأي صلة تربط بين هالاثنين .. تقدم بكل
ثقة وتكلم : السلام عليكم .." وبعد ماسمع رد الكلام تكلم .. " قبل ما ادخل في
حيثيثات القضية اليوم معاي اوراق تثبت تعدي ..و خروقات مهمة و هالاوراق
تنهي هالقضية من اولها .. بدون الدخول ..في معمعة الاسئلة والأجوبة .. اللي
ماتنتهي واللي ممكن تمتد لساعات طويلة ..
هز القاضي راسه برضى وتكلم : لو تتكرم وتعطيني الاوراق والثبوتات ..
قام من مكانه .. يحمل الملف اللي يحمل جميع الثبوتات اللي تهيء له انسحابه
من بداية القضية بعد ما يقدمها للقاضي .. تكلم بابتسامة : تفضل .. هذي كل
الأوراق المطلوبة باثباتاتها نسخ اصلية غير منسوخة او مزورة ..
فتش القاضي كل الاوراق وبدا يتصفحها يمكن بهاللحظة يلقى تبرير لانسحاب
محامي يعتبر الافضل و الاقوى اشر للي جنبه يقرأ الأوراق امام الجميع حتى
يتم بعدها اصدار الحكم المناسب ..



/
\
/
\


قامت من نومها بهالغرفة المقيتة واللي تحمل لها صورة من ابشع الصور اللي
تتكرر عليها كل يوم .. ماعاد صار يهمها شي خلاص .. لا امها تسأل عنها
ولا حتى تدري هي وينها فيه .. وطول هالوقت اكيد تظن انها نايمة بغرفتها
وابوها انشغل بقضية ديما و ماعاد صار يهمه شي الا انه يكسبها بكل الطرق
الممكنة ..
استغلت انه محد موجود عندها وقامت بسرعة قفلت الباب عليها اليوم قررت
قرار مصيري بحياتها .. و ماراح تتنازل عنه ابد .. و هالقرار راح يغير لها
حياتها للأبد .. لكن قبل ماتنفذه .. كان تحمل بداخلها رغبة ملحة الى ابعد حد
مسكت جوالها وبيدين مرتجفة اتصلت على ميساء .. تدري ان علاقتها فيها
سيئة جدا وكل وحدة فيهم تكره الثانية لكن الحين هي تبيها ضروري وماراح
تقدر تلاقي جواب لتساؤلها الا عند ميساء جاها ردها المقتضب على اتصالها
مافكرت بشي ابد تدري انها هي وامها وخالتها زرعو من زمان وهي الحين
وحدها اللي تجني محصول هالحقد الدفين اللي استمر لسنوات طويلة .. : هلا ..
" وبعد تردد " ميساء انسي كل شي بيننا و كل كلام صار و انقال بس ابي
اطلب منك طلب الحين ومابيك ترديني ..
استغربت لهجتها ونبرة صوتها الكسيرة اللي ما اعتادتها ابد من بنت مغرورة
مثل منال .. : وشو ؟
منال وهي تبلع غصتها : ابي رقم ديما عندي شي ضروري بقوله لها اليوم
يمكن ماعاد اقدر اكلمها بعدها ابد " وبرجاء " تكفييييين ..
اذهلها الكلام اللي سمعته و الجمتها الصدمة .. منال تطلب رقم ديما هذا اول
شي مستحيل .. وانها تترجى احد .. وهي اللي تعودت تجيب الدنيا كلها بين
يدينها متى مابغت هذا شي مستحيل بعد .. بس كلمتها انها يمكن ماعاد تقدر
تكلمها ابد اثارت فضولها : وش صاير ؟
قاطعتها برجاء : ميساء تكفين ماعندي وقت ابيه ضروري .. وانتي راح
تعرفين كل شي بعدين ..
استسلمت لرغبتها .. خصوصا بعد ماحست .. انها شوي وتصيح
من نبرة
صوتها : زين قفلي وانا برسله لك الحين ..
قفلت على طول و انتظرت الرسالة بلهفه شوي ورن جوالها بنغمة رسالة
فتحت وعلى طول دقت الرقم و اتصلت " اليوم الجلسة يعني اكيد صاحية
يارب تكون صاحية " سمعت صوت غريب مو صوت ديما ابد : ديما ..؟
ردت بكل هدوء : لا أمها .. مين معاي ؟
ما كانت تبي تقول لها منال .. هالاسم بحد ذاته .. يحمل سجل اجرام كبير
بحياة ديما متأكدة هي انه وصل لها بكل التفاصيل : انا صديقتها بالجامعة
ابيها ضروري تكفين ..
ارتاحت وهي تسمع ام خالد تنادي على ديما .. تجي ترد على جوالها ومن
سمعت صوت ديما خنقتها عبرتها صحى ضميرها لكن للأسف كان متأخر
جدا بعد ما دُنّس شرفها و حملت لقب مطلقة قبل ماتدخل الى عش الزوجية
ومعرضة للادمان بفعل هالشلة الفاسدة اللي تلتقيهم غصب عنها : ديما ..
انا منال ..
استغربت الاسم .. ماتذكر انه كان عندها صديقة اسمها منال ابد .. : منال
مين ؟
تكلمت بتردد : منال اختك ..
صعقت ديما مكانها .. اي شي بالدنيا تخيلته الا هالاتصال .. توقعت انهم
كلهم ممكن يكلمونها بيوم الا منال الوحيدة من خواتها اللي ماكان عندها شك
حتى لو 1% انها تتصل عليها .. ماعرفت وش تقول او حتى وش تتكلم
و لا عرفت وش ترد عليها لأنها ماتدري وش سبب هالاتصال .. الاكيد
بنظرها انه يحمل لها تهديد جديد .. لفضيحة من نوع آخر ..
انتظرتها منال ترد او تتكلم واول ما حست انها تأخرت بالرد تكلمت هي
على طول : ديما انا ابي اتكلم وانتي اسمعيني للآخر .. مابي تردين علي
الحين لا خلصت كل كلامي قولي لي اللي بخاطرك " انتظرت بعد انها
ترد او تتكلم لكن ماسمعت منها اي جواب " ديما انتي معاي ؟
ديما بهمس : هلا
تكلمت منال و فتحت قلبها لها : ديما انا ما جيت ابرر لك كل شي صار
بحياتي لأني اتحمل الخطا كله بس لا تلوميني لان امي ارضعتنا كرهك
و كره امك و ماعرفت احبك ابد " الصدمة الجمت ديما عن اللي تسمعه
وماقدرت ابد تصدق ان هاللي تكلمها هي نفسها منال اللي ذوقتها الويل
اكثر حتى من امها " والله العظيم مابي منك الا انك تسامحيني لاني كنت
ظالمة بحياتي .. وانتي اللي تحملتي ظلمي كله .. بس ابيك تعرفين شي
واحد .. صورك اللي صورتها لك ماكنت ابي اهددك فيهم لأني كنت ابي
" وبحرقة " صلاح يخطبني و مستحيل اخلي اهلي يشوفونه معاك بس
هو اللي قال لي صوريها و هدديها ويوم طلبها مني حذفتهم لاني غرت
منك بوقتها .. واليوم عرفت ليش كان يبيها ديما صلاح خلا مني بنت
ليل و طلقني .. والحين كل صوري عنده كل يوم يجبرني انه يصورني
و انا مابيدي حيلة عشان ارده .. وكل ماجلست اتصور تذكرتك وتمنيت
من قلب انك تسامحيني .. لانك ما عاد راح تسمعين صوتي بعد هاليوم
ابد ..
نزلت دموعها وهي تسمع اللي انقال لها .. ما كان قلبها اسود حتى انها
تتشمت فيها في اضعف صورة وصلت لها .. نست كل شي ومافكرت
الا بالفضيحة اللي بتصير لاختها .. كانت تبي تتكلم تبي تقول شي بس
ضاع منها الحكي .. وكل الحروف اللي استنجدت فيها بهاللحظة تمردت
عليها ..
تكلمت منال بصوت مخنوق و كسير ..: ديما مابي منك الا كلمة وحدة
تكفين .. بس قولي انك مسامحتني ..
ديما بصوت مرتجف ومثقل بالوجع : مسامحتك وربي .. سمعت بعدها
صوت شهقاتها اللي اوجعتها ابد ما كانت متخيلة انها راح تسمع منال
بيوم بهذا الضعف .. و ماعاد سمعت شي بعد ماسكرت منال الخط ..
اما هي قامت وتسبحت ولبست .. فتحت الدرج .. و تناولت حبتين من
الحبوب اللي كل يوم تاخذهم .. وطلعت للصالة شافتهم جالسين وبعضهم
مازالو مواصلين راحت للمطبخ .. و صبت لها كاس عصير ورجعت
وقفت مكانها تناظرهم و الكل يرحب فيها بطريقته اللي تثير اشمئزازها
بشكل كبير ابتسمت لهم .. و غمضت عيونها لثواني .. وفي لمح البصر
و امام الكل صار اللي ابد محد توقعه و وقف الكل مذهول بهاللحظة ..
ثواني .. و تعالت اصوات الصرخات بكل مكان وتحولت هالاستراحة
اللي يقضون فيها كل يوم من ايام فجورهم و استمتاعهم على المعاصي
الى شي ابد ما كانو يتصورونه ..



/
\
/
\



كانت بغرفتها تقضي يومها كعادتها كل صباح بمكالماتها اللي ما تنتهي
وبلحظات البحث عن المفقود عند من لا يملكون الا الكلام المعسول ..
كانت تسولف وصوت ضحكاتها تنسمع بكل الجناح .. لكن هذا كله ابد
ما همها .. لأن هالوقت محد بهالجناح غيرها ..زوجها و بدوامه وهي
تستغل كل فرصة يكون بعيد عنها وتفتح جوالها الثاني و تستقبل كل
المكالمات اللي تقضي فيها اوقات وناستها ..
و اللي زادها اليوم سعادة خبر اكتمال مخططها و ماعليها الحين الا انها
تنفذه بس .. السحر وصار جاهز بس تروح تدفع المبلغ المطلوب وتقدر
بعدها تاخذه وتدمر حياة الاثنين اللي تشوف انهم سبب تعاستها بهالدينا
رمت جوالها على السرير .. ورفعت صوت الاغاني وصارت ترقص
بجنون و فرحة بحياتها ما حست فيها .. راح تتلذذ من اليوم ورايح بكل
الاخبار اللي تسعدها بعد ما كانت تنقهر كل ما تكلمت امها عن طلال
و
زوجته ..
قصرت الصوت شوي .. وهي تسمع صوت ذبذبات الجوال .. في جهاز
الاستيريو ونطت لسريرها ماسكة الجوال شافت المتصل وكشرت بقرف
نعمت صوتها شوي وتكلمت بدلع : هلا قلبي .. هلا حبي .. هلا عيوني
ذاب على دلعها وعلى كلامها وتكلم : هلا فيك انتي ياقلبي .. وين الناس
يا حنين ..
بميوعة اكثر : كنت زعلااانة عليك ..
قاطعها على طول : ماعاش اللي يزعلك ياقلبي .. اللي تامرين فيه انا
حاضر ..
ابتسمت بخبث لازم تدبر لها طلعة بأي طريقة عشان يشوفها ويدفع لها
المبلغ اللي هي تبيه .. و رغم انها ما تسمح لاحد انه يلمسها وماتقابلهم
الا في اماكن عامة و توعدهم ان المرة الثانية يكون لقائهم خاص لكنها
تسحب عليهم بعدها و تتركهم وبكل هالمرات اللي يقابلونها فيها تكسب
منهم مبالغ تقضي فيها احتياجاتها التافهة .. : ابي اللي قلت لك عليه اول
بتساؤل : وشو ؟
كملت بنفس الاسلوب : المبلغ اللي قلت لك اني محتاجته .. انت وعدتني
قبل انك تدبره لي ..
اطلق ضحكة عالية وتكلم بخبث : ابشري لك اللي تبين .. بس اهم شي
اشوفك ..
تفاهمت معاه على كل الامور تشوفه في احد الكوفيهات تكسب منها كم
الف مع موعد مكذوب لقاء حميمي خاص بعد ايام والطلعة تدبرها بكل
سهولة بعد ماتروح لبيت امها .. و هناك تقدر تروح و تجي على كيفها
استاسنت كثير على تفكيرها ما تتعب ابد في تحقيق مطالبها الا مع عزام
الانسان الوحيد اللي كان دايم ضد رغباتها و هو الوحيد اللي يمشيها على
كيفه .. و بعد ما اتفقت معاه على كل شي رجعت لممارسة هوايتها بكل
قذارة و صارت تكلمه بألفاظ جدا مبتذلة .. وصوت قهقهاتها يتعالى اكثر
و اكثر .. سكرت منه و قامت تكمل رقصها كانت تحس بوناسة غريبة
و من اليوم تتصل على منال و كالعادة ماترد عليها ..
انقهرت من تطنيشها لها وغيابها هالفترة عنها رغم انجازاتها اللي تحس
انها تحسب لذكائها المعهود .. تراقصت وتمايلت مع الاغاني .. واول ما
حست انها ملت رجعت لمكالماتها و مثل كل مرة تبداها بعتاب بسيط مع
تدلع و تغنج .. يجي بعده طلبها الصريح .. مبررة هالطلب باحتياجها ..
والاتفاق على الموعد ومكانه ووقته وكل هالامور اللي تهمها وماتنسى
انها تتكلم ببذائه لتلبي كل رغباتهم و احتياجاتهم ..
قدرت بصعوبة انها تقنع عزام تروح الحين لبيت امها .. ومن فرحتها
طلعت ركض بعباتها اللي على الراس واللي يجبرها عزام انها تلبسها
متوجهة لبيت امها .. ومن وصلت رقت لغرفتها تتزين و تتكشخ للقاء
كان اسرع مما توقعت .. ومبلغ معقول راح ينضاف لرصيدها لبست
عباتها الضيقة .. تعطرت ونزلت بسرعة .. رمت الطرحة الشبه شفافة
على وجهها بدون اهتمام و توجهت لاحد الكوفيهات مع السواق كشفت
بالطريق .. وطول الوقت سماعتها بإذنها و تكلم الشخص اللي بتقابله
و من وصلت الكوفي تلثمت واتصلت عليه ينزل و يدخل معاها جلسو
باحدى الزوايا البعيدة وطلبو اللي يبونه ولفت ظهرها لكل اللي بالكوفي
و فكت لثمتها بغرور .. دقائق جمعتهم و صوت ضحكاتها يعلى رغم
تنبيهه لها انها تقصر صوتها .. الا انها كانت مستمتعة بلحظة حرية
كانت تنتظرها من فترة بعد ما بقت سجينة جناحها ..
ومابين ضحكاتها ودهشتها ثواني بس خلتها تعيش بحالة ذهول وصدمة
وهي تناظر بكل اللي حولها بعد ماضاقت فيها كل السبل ..




/
\
/
\




تمردت بلحظات سابقة معدودة على نفسها .. واستجابت له بلحظات
ضعف وهي تستمع لكلامه اللي تحس انه يعيشها بدنيا غير اللي هي
تعيشها .. ورغم انها كانت تلوم نفسها اوقات كثيرة على انجرافها
معاه و تنسحب من هالطريق الا ان هالصحوة ماتستمر لاكثر من
ايام ترجع بعدها تضعف لكل كلام الحب اللي يغرقها فيه .. ومه هذا
كله كانت ترفض منه اي كلام عن اي حب او علاقة بينهم ماكانت
ترتضي الا اذا سمعت وعود الزواج اللي يقولها لها بكل مرة وهي
بكل سذاجة تصدقه ..
ردت عليه بكل خوف .. اليوم صار لها حول الاسبوع ماردت عليه
بعد ما حست انه يماطلها في كلامه و وعوده وان الزواج اللي يمنيها
فيه ممكن تطول مدته : هلا ..
جاها صوته فرحان و منتشي : هلااااااا فيك ياقلبي ياربي والله اني
مو مصدق اني قاعد اسمع صوتك الحين سارة حبيبتي ليش تعامليني
بهالقسوة وانا اللي قلت لك وربي احبك ..
تكلمت بلهجة صارمة : اسمعني من الآخر قلت لك حب و خرابيط
و هالسوالف كلها مابيها اذا تحبني اكيد تتزوجني .. اما اذا ما تبي
زواج فاقطع السالفة من اولها وفكني من هالسوالف تراها ما جازت
لي ابد ..
طارق بخبث : زين واللي يقول لك انه عزم على الموضوع خلاص
و مكلم اهلي بعد .. وكلهم موافقين عليك .. وانا الحمدلله انسان ربي
مقدرني و عندي اللي يخليني اتزوجك لو حتي الحين بعد .. " تكلم
بضحكة " والمهر اللي تامرين فيه لعيونك ..
حست بفرحة كبيرة من كلامه هذا هو الحلم اللي كانت تتمناه من فترة
طويلة .. و النصيب اللي تمنت يصير لها مثل بنات عمها جاها اللي
افضل منهم بعد .. انسان اغنى منهم ويلعب بالفلوس لعب وهذا اكبر
طموحاتها واهم شي كانت تتمناه من زمان .. استمعت لوعوده مثل
كل مرة .. لكن هالمرة صدقتها لانه حدد لها موعد الخطبة وموعد
الزواج وكل هالتفاصيل و ماعليها هي الا انها توافق على هالطلب
بدون اي تردد تكلمت بخجل : اذا انت تبيني ماعندي مانع ابد واهلي
بعد ماهم بمعيّين ..
قاطعها بهمس : انا ابيك ؟ .. ياقلبي انا احبك وميت فيك وربي مستعد
ابيع عمري كله و اشتريك .. بس انتي ترضين علي و اشوفك معاي
ببيت واحد .. و تصيرين زوجتي " وباسلوب جدا ناجح في التمثيل "
يااااه وانا وش ابي اكثر من هذا حبيبة قلبي و عمري بتصير زوجتي
ذابت مكانها من هاللي تسمعه كلامه .. كل حروفه هيضت كل مشاعرها
واستنفرت كل احساس بداخلها .. حست انها ودها تصرخ من قلبها
و تقول له انها هي بعد تحبه ..
حس بخجلها وانه لامس وترها الحساس وكمل بنفس الهمس : وبعد
بيتك جاهز بس منتظر تشريفك .. " وبخبث " عيوني ؟
سكتت و ماردت عليه .. تحس بخجل فظيع من كلماته و ماتعرف ابد
ترد على مصطلحاته اللي تذوبها بدا يتكلم وهو يحاول يقنعها بأبسط
طريقة ممكنة : شرايك تجين تشوفين بيتك ..
قاطعته باستنكار : لا وين اشوفه فيه صاحي انت ..
بعد تفكير تكلم : انا بعطيك العنوان وانتي روحي شوفيه والحين اجيب
المفتاح واعطيه السواق .. شوفيه وقولي لي وش اللي مايعجبك فيه
و انا اغيره قبل زواجنا .. بس هاااا ترى ابيه بعد شهر .. مافيني صبر
اتحمل اكثر على بعدك ..
بتردد : لا تكفى فكني وش يوديني الحين .. و مديرتي لو درت عني
بتقوم الدنيا وتقعدها وانا مانيب ناقصة ..
غمض عيونه وعض شفته قهر منها : صدقيني مو بعيدة عنكم يعني
حول الـ 10 دقايق مشواركم .. تكفين ياقلبي انتي لا ترديني بحط لك
المفتاح الحين و برجع لدوامي عندي اشغال مهمة لازم اخلصها الحين
حست بنبضات قلبها تتسارع وبعد تفكير تكلمت : لا والله خايفة مانيب
ناقصة مشاكل و حتسي يعور الراس ..
كان وده يطلع من الجوال ويذبحها لكنه طوّل باله وهو يحاول يقنعها
بكل الطرق .. تكلم معاها ومثل ونثر الكثير والكثير من الاكاذيب اللي
ابد مايتعب في تصريفها و اخيرا وبعد جهد اقتنعت انها تروح تشوف
البيت في 10 دقايق و ترجع .. او مثل ما هو أوهمها ..
لبست عباتها و طلعت بخطوات مرعوبة من الشركة وارتاحت كثير
انها ماشافت احد قدامها ركبت مع السواق .. ومرو على احد المحلات
اللي كان طارق ينتظرهم عندها قرب ومد له المفتاح وناظرها بابتسامة
كانت طول الطريق من شافته وشافت الزقارة اللي بيده وهي تقطع على
نفسها وعود انها تخليه يترك التدخين بمجرد ما يتزوجون .. ومن وصلو
للعمارة نزلت على طول .. كانت خايفة و مترددة بس كانت تقنع نفسها
انها تبي تشوفها بسرعة وترجع .. مسكت الباب بيدين ترتجف وحاولت
انها تفتح الباب بصعوبة و قدرت بعد اكثر من محاولة انها تفتحه اخيرا
دخلت لداخل الشقة و ابهرها مدخلها قعدت تناظر بذهول حولها ونست
نفسها وسط هالشقة اللي اجمل بكثير مما تمنت .. سمعت صوت المفتاح
يطيح والتفتت وراها بتشيله لكنها جمدت مكانها وشلت عن الحركة تماما
وهي تناظر فيه بصدمة ..



/
\
/
\


انتهى الجزء الثاني عشر
التقيكم قريبا بمشيئة الله مع فصول النهاية
كونو بالقرب دوما

•غٌـمـوضٌ ـآٍْاْلٍْــورد•

 
 

 

عرض البوم صور غموض الورد  
قديم 13-04-10, 07:55 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسي



البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 146515
المشاركات: 1,576
الجنس أنثى
معدل التقييم: غموض الورد عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 71

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
غموض الورد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : غموض الورد المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

الجزء الثالث عشر
[
الفصل الأول ]‎‎‎‎



/
\
/
\


بعنا فينا واشترينا .. ولا درينا بالثمن
الغدر منا وفينا .. لا تقول من الزمن

ما تصير الناس ناس .. لا رحل عنها الضمير
ما تصير الناس ناس .. لا طغى فيها الكبير

الوهم يكبر ونكبر .. داخل الاوهام هم
الألم يكبر ونكبر .. داخل الآلام غم ..

ليه ..؟

ليه كل كف جبرتنا .. لملمتنا وكسرت
ليه كل كف حضنتنا .. شتتنا ورحلت ..؟؟

يعني هي هذي الحياة ..؟
ولا يعني هذا حنا ..

لا رحل عنا الضمير
نهدي الايام .. آهـ

من هدم نفسه بنفسه .. مابنى عمره صحيح
والضعيف من النفوس .. يهدي عمره لأي ريح

لا تلفت .. لا تنادي
لا بشر حولك ..
ولا حولك مبادي

لك مصير من المصير .. ولك جروح من الجروح
ولك حياة .. من الحياة .. ومن نصيب الآهـ .. آهـ

ما تصير الناس ناس .. لا رحل عنها الضمير
ما تصير الناس ناس .. لا طغى فيها الكبير




في مكان اجتمعت فيه الأنفس على اختلاف رغباتها .. عم الهدوء على الجميع في لحظات
قراءة الأدلة .. ابتسامته اللي اعتلت وجهه طول اليوم تحولت لعبوس مفاجيء و نظرات
استغراب .. ركز نظره عليه وهو يشوف كل من في هالقاعة يتلفت عليه .. بلع ريقه
خوف من مصير ماظن ابد انه ممكن يلاحقه .. بالمقابل ابتسم هو ابتسامة انتصار كان
طوال 11 سنة ينتظر اي شي حتى لو كان بسيط يثبت التهم عليه .. و بقدرة رب العالمين
فضح هو نفسه عنده .. تكلم بثقة و بابتسامة رافقته اثناء قراءة الأوراق : و مثل ماتشوف
انت رشاوي بمبالغ كبيرة و تزوير في اوراق رسمية وهذي كلها تدخله السجن لسنوات
وتسقط الدعوة اللي رافعها لحضانة البنت .. رغم ثقتي السابقة بأن تقارير التعذيب كافية
بسلب هالحق منه ..
وقف بغضب و تكلم يدافع عن نفسه : كذاااااب ..
اشر له القاضي يسكت .. ورجع التفت على المحامي : يبدو لي ان الشيكات صحيحة بس
اكيد لابد من التدقيق ..
لوح بيده برضى وجلس مكانه مبتسم بداخله سعادة كبيرة بأنه وبعد هالسنين كلها قدر انه
يلاقي شي على ابو طارق وما كان متوقع ولا بأحلى احلامه ان ابو طارق بنفسه راح يجيب
له ادلة ادانته الين عنده .. اغلقت الجلسة للتحقق من الأدلة .. مع التحفظ على ابو طارق
وسكرتيره لحين اسقاط التهم .. طلع من القاعة بفرحة كبيرة .. والتفت وراه للصوت اللي
يناديه : هلا ..
السكرتير بفرحة : نقول مبروك ؟
رفع يده وهو يشير بأصابعه الاثنين : عصفورين بحجر .. وبإذن الله ما يطلع منها ..
للحظة تذكر ام خالد و اتصالاتها قبل موعد الجلسة .. دخل يده بمخباته وطلع جواله وفتحه
ومن قبل مايفتح كل المسجات اللي ظهرت له اتصل عليها رنتين وردت بعدها بكل هدوء
تخفي خلفه لهفتها : هلا ..
بهدوء مقابل رد : السلام عليكم ..
ردت عليه السلام و كل اللي يدور في بالها .. اي خبر ممكن تستشفه من هدوءه : بشر ؟
ركب سيارته و أشر بيده لسكرتيره يلحقه : مثل مانتمنى والحمدلله .. قدمت عليه ادلة
بتريحني من جلسات ممكن تطول لأكثر من سنة .. وان شاء الله كلها أيام ويكون عندك
صك المحكمة .. رغم احساس الفرحة الغامر اللي بقلبها الا انها اكتفت بكلمات شكر قليلة
و سكرت .. وركضت لديما في الصالة تفرحها .. شافتها جالسة عند التليفون جامدة بدون
اي انفعالات تذكر .. قربت منها و تكلمت بفرح : بنكسب القضية ..
رمشت ديما ونزلت دموعها اللي كانت بعيونها : قلت لها اني مسامحتها .. رغم كل اللي
سوته فيني سامحتها .. ليش ؟
ناظرتها مستغربة كلامها ومسكتها تجلسها و تجلس هي بعد : حبيبتي ؟
لفت تناظر امها سحبت نفس عميق وبعدها تكلمت : منال اختي كلمتني وهي تصيح
وتستسمح مني وسامحتها ..
سحبت التليفون وناظرت بمدة آخر مكالمة .. : تعذيب هالسنين كلها سامحتيها عليه في اقل
من 5 دقايق ؟
ديما بحزن : قالت ماعاد بشوفها ولا بسمع صوتها .. بتنتحر " هزت كتوفها " مادري وش
اللي بيصير ..
ام خالد بصرامة : هذي ما تستاهل انك تسامحينها .. ديما ترى هذي موب طيبة اللي بقلبك
وهالزمن اللي مثل قلبك مايعيش ..
قاطعتها بهدوء : بس هي اختي ..
تكلمت بعصبية : بحريقة .. الله وهالأخت اللي ماشفتي منها الا كل شين .. انا اخوي وهو
ولد امي وابوي والله ما أسامحه على اللي سواه فيني ولو جا حب رجليني .. ومادام ما أقدر
اخذ حقي منه بالدنيا .. وكلت حقي عند اللي ماتضيع عنده الحقوق .. " ناظرتها بنظرة
جامدة " بروح انام شوي البارح كله ماعرفت انام .. اذا اذن الظهر قوميني " وبهمس "
الله يهداك ماخليتيني افرح ..
ناظرت امها وهي رايحة .. عز عليها كثير انها تزعلها لأول مرة وعلى طول ركضت
وراها .. مسكت يدها بنص الدرج وتكلمت برجاء : يمه لا تزعلين علي تكفين بس حسيت
انها بتموت و مابي اقعد عمري كله الوم نفسي اني ماسامحتها ..
ام خالد برضى : للحين الحرة اللي بقلبي مابردت منهم .. لا تلوميني بكرة بيجيك عيال
و بتعرفين شلون تحاربين العالم كله عشان ماتفقدينهم .. ماقدر اسامح اللي حرموني منك
هالعمر كله وربي ماقدر ولا برتاح بيوم الا لاشفتهم يتعذبون مثل ماعذبوني ..
قربت منها وحبت راسها : خلاص انا اليوم عندك " للحظة بس استوعبت الخبر اللي بثته
له امها " يعني خلاص بعيش عندك العمر كله ؟
ابتسمت لها وقالت بحب : بتتزوجين وتروحين بيت زوجك ان شاء الله ..
توردت خدودها وابتسمت بخجل .. : يمه وين ديم ؟
ضحكت بصوت عالي وضمتها : نايمة .. وانا بعد بروح انام وصحيني اذا اذن الظهر ..
هزت راسها برضى وهي تشوفها ترقى الدرج رايحة لغرفتها .. رجعت للصالة وخذت
جوالها .. شافت رقم منال وغمضت عيونها رجعت تناظر بالجوال ومسحت الرقم بدون
تفكير واتصلت على ميساء تكلمها ..



/
\
/
\





بلحظة اختفت فيها كل المشاعر ومابقى الا شعور الغضب العارم .. بوسط هالصالة الكبيرة
اقتربت منه .. حطت كاس العصير على اقرب طاولة وارتمت بحضنه .. من اول مادخلت
عليهم وهي تخبي يدها اليمنى بجيب بنطلونها الجينز وأول ماحست انه صار ملاصق لجسدها
طلعت سكين حادة وغرزتها بصدره .. ما احتاجت اكثر من ثواني حتى تفرغ كل حقد سكن
قلبها فيه بطعنات متتالية سددتها وسط ذهول كل من كان موجود صم اذانها صوت صراخهم
ورفعت السكين تهدد اي شخص يقترب منها وبكل برود تكلمت : دقايق بس وهالمكان بيصير
كله شرطة .. روحو قبل لاحد يوصل وخلوني اقطعه على راحتي ..
كانو 3 بنات و شابين .. ومابين صراخهم واغماء وحدة تلذذت وهي تشوفه غرقان في دمه ..
ورغم كل محاولاته انه يقوم بدا الدم يطلع من فمه .. اقترب منها واحد فيهم ومسكها من ورا .. فلتت
يدها وانجرح فخذه .. لفت عليه وهي تشوفه يحط يده على فخذه ويتألم وتكلمت بصراخ : قلت
لكم اطلعو ولا بتهمكم معاي وربي مجنونة واسويها .. " اشرت عليه بقهر " وهذا الحقييير بموته ..
انهالت بعدها عليه بطعنات اكثر واقتربو منها يمسكون يديها .. طاحت على الأرض وهي تصيح ..
ماكانت بحالتها الطبيعية والحبوب اللي خذتهم خلتها تتصرف بهستيرية سكرت اذونها وهي تسمع
صرخاتهم وتأوهاته .. رجعت ناظرتهم وهي مبتسمة : محد بيجي اصلا .. بس كنت ابي اذبحه
براحتي ..
تجاهلو كلامها وتجمعو حوله ضحكت وهي تسمع تشاورهم وكل واحد فيهم خايف عليه .. " وانتو
تعرفون الحب ياخونة " رددتها بداخلها وهي تبلع غصتها .. ونزلت دمعتها غصب عنها رفعت
يدينها تغطي وجهها واشمئزت من ريحة الدم بكفوفها ماتدري كم مر من الوقت عليهم وما انتبهت
من سرحانها الا على مداهمتم للاستراحة .. وقفت وهي تناظر فيه للمرة الأخيرة جسد مضرج
بدمائه بدون ادنى حركة .. وكل من كان حوله من دقائق اختفو رددت بصوت عالي وهي تشوفهم
يمدون لها العباية : موووت .. جعلك تحترق بنار جهنم مثل ماحرقت قلبي ..
مشت معاهم وهي تنتحب ريحة الدم ازكمتها .. والعذاب اللي تعيشه اقسى من انها تتحمله .. هي
بكل الحالات كانت ضايعة لكنها اختارت الانتقام لنفسها وعرضها كل الشوارع أظلمت بعيونها
والرياض اللي كانت تتغنى به فرح .. اليوم يشيعها لمصيرها المحتوم .. وبوقت التحقيق استعادت
كل لحظة بجنون وبدا جسدها يرتجف خوف .. رغم استبدادها بسنوات عمرها الا ان لقب قاتلة
كان مستحيل حتى لو مزح .. اعترفت بكل شي وسردت تفاصيل الحادثة ودموعها على خدودها
نقلت بعدها لمجمع الأمل الطبي لتخليص جسمها من كل السموم اللي اشبع فيها طوال الأشهر القليلة
الماضية ..
غسلت يدينها و وجهها وهي تناظر في اللي حولها .. بدلت بعدها ملابسها كانت تطبق كل
اوامرهم بصمت وبعد ما استلقت على السرير .. غطت وجهها بيدينها وبكت من قلب بهاللحظة
بكت وكأنها مابكت بحياتها ابد .. بكت مستقبلها وشرفها ودينها .. بكت الأهل اللي كانو حولها
بالاسم ولا الواقع يقول ان كل واحد فيهم يردد نفسي نفسي ..ماتذكر كم الوقت اللي مر عليها ..
قبل ماتعطي الأبرة مفعولها .. وتغط في سبات عميق .. بوسط غرفة يشاركها فيها ثنتين
يتقاسمون معها نفس الضياع .. والمتهم في كل الحالات واحد " غياب الضمير " ..
في وقت ما أعلن الطب الشرعي .. وفاة صلاح متأثر بـ 36 طعنة سددت على أماكن متفرقة
في الصدر والبطن .. ادت لنزيف حاد و تهتك لعدد من انسجة الجسد الداخلية .. بالاضافة الى
القبض على كل من كانو بالاستراحة .. وبعد التفتيش حصلو 4 انواع من المخدرات وملابس
نسائية فاضحة .. و عدد من سيديهات الأفلام الاباحية والتحقيق مؤجل الى ان تتحسن حالتهم
العصبية ..



/
\
/
\




كان صوتها الأعلى من بين الكل و كأنها تبي تلفت الانتباه لها .. وهذا هو اللي تعودت عليه تبي
تكون دايم محور جذب واهتمام اذهلها صوت الصراخ حولهم تلفتت تبي تشوف وش اللي صاير
وجمدت مكانها من الخوف وهي تسمع اوامرهم لعمال الكوفي .. " سكرو الأبواب .. لاحد يطلع
" حاولت تركض وتروح اي مكان .. لكن ماقدرت تتحرك وهي تشوفهم جايين لها .. غمضت
عيونها وهي تسمع صوت احدهم لها " استتري " .. تغطت بسرعة وهي تحس بخوف فظيع
وعيونها تناظر كل اللي حولها توجه لها واحد فيهم وسألها بصرامة : وش يقرب لك هالرجال ؟
تلعثمت وضاعت كل الحروف منها .. ناظرته تبيه ينقذها ويقول اي شي لكن صدمتها ابتسامته
الواسعة .. صرخ عليها يبيها تجاوب عليه : قلت لك وش يقرب لك ..
بلعت ريقها وهي تجاوب بخوف : مايقرب لي ..
اشر لها واحد فيهم تمشي معاهم هي وبنت ثانية كانت طالعة مع شاب .. ابتسم المسئول فيهم ومد
يده للشاب اللي كان معاها .. : الله يعطيك ألف عافية ماقصرت .. ياليت تجي معانا نبي نخلص
الاجراءات الرسمية .. مشى معاهم رايحين لمركز الهيئة القريب .. جلست في المقعد الخلفي
وهي تستمع لتوبيخهم لهم على هالتصرفات .. كانت تصيح خوف من ردة فعل عزام هو عصبي
وتخاف منه ومن عصبيته حتى لو كان السبب تافه .. شلون هالمرة وهي طالعة مع واحد .. اكيد
راح يذبحها .. فركت يدينها بتوتر وكل اللي يمر عليها مثل كابوس مزعج ماقدرت ابد انها تتخيل
وش اللي راح يصير بعده .. نزلو كلهم للمركز .. ومشت معاهم بخطوات مرعوبة .. وهي تحس
لسانها انشل حتى انها عجزت عن الابتهال بهاللحظة .. وكل مايمر طاريه في بالها ترتجف خوف
دخلو وحدة من الغرف وبدو يفتشون شنطتها .. كانت مزدحمة بأدوات الزينة وعطر وجوالين ..
مد لها المسئول فيهم الجوال : افتحي لوحة المفاتيح ..
خذت الجوال وفتحته بعد ماغلطت بالرقم مرتين من الخوف وبدا يفتش جوالها والشيخ يتكلم معاهم
عن الخلوة وتحريمها كانت تسمع ترديد الآخر لعبارات " لاحول ولا قوة الا بالله .. استغفر الله
العظيم " وتذكرت للحظة كل المسجات اللي بجوالها ..
ناظرها بعصبية وتكلم : سحر ؟ تتعاملين بالسحر ؟
هزت راسها بالنفي : لا مو انا ..
قاطعها بنفس العصبية : هاتي رقم ولي امرك بسرعة ..
وقفت وهي تترجاه : لا تكفى والله ليذبحني .. تكفى هالمرة سامحني ..
رد عليها بصرامة : وش اسامحك عليه ؟ معاكسات وطلعات مع الشباب وفوق هذا سحر .. هاتي
رقم ولي امرك لازم يكون موجود ويسمع كل شي ..
نزلت دموعها بغزارة وهي تترجاهم .. لكن كانت تقابل في كل مرة بالرفض القاطع .. قالت له
الرقم بلحظة تمنت الأرض تنشق من تحتها وتبلعها ولا يشوفها عزام بهالمكان ..
دق الأرقام والتفت يسألها : رقم ابوك ولا أخوك ؟
بتردد : لا زوجي ..
ناظر بالجوال وهو يستغفر ثواني و رد عليه عزام .. كلمه يجيهم المركز و سكر .. وبلحظات
الانتظار بدا محاضرة بسيطة عن حكم السحر والشعوذة ..
عزام اللي من تلقى الاتصال وهو يحس بالنار بصدره لأول مرة بحياته يدخل مركز هيئة وعشان
مين ؟
عشان زوجته .. " والله لاذبحها .. " وصل للمركز ومن دخل راح يستفسر عن مكانهم .. دخل
للغرفة اللي هم فيها وقبل مايقول شي توجه لها وهو يسدد ضربات قوية على وجهها .. قرب منه
واحد فيهم ومسك يدينه من الخلف وسحبه عنها : قول لا اله الا الله .. اقعد ياخوي خلنا نفهم
ونفهمك كل شي .. جلس وهو يحس بتنفسه في اقصى سرعة له .. وحرارة هالموقف اللي هو
فيه تزداد مجرد مايسلط نظراته عليها .. سمع سؤاله للشاب اللي قاعد قريب منه وناظره وهو
يرد بثقة : ايه مثل ماقلت لك قبل اثنين من اخوياي لعبت عليهم ولهفت منهم كم ألف وعقب
سحبت عليهم .. وكنا متأكدين انه هذا اسلوبها مع الكثير ..
كان يسمع وهو مصدوم .. ابد ماتوقعها بهالدناءة .. جمع قبضته بحقد وبداخله يهدد ويتوعد
انه يدفعها ثمن خداعها له طوال الفترة الماضية .. تركوها تطلع معاه بعد ماواعدت الساحرة
تقابلها بعد المغرب لدفع المبلغ المطلوب .. كان ماسكها من ذراعها وغارز اظافره بلحمها ..
تأوهت وتكلم بعصبية : ونعم التربية يابنت عمي " وبتهديد " والله .. والله اللي رفع سبع
سماوات لاخليك تبكين دم على اللي سويتيه ..
ركبها السيارة وركب هو بعدها .. كانت تصيح وهي تتخيل مصيرها المجهول .. كل شي
خططت له في لمحة بصر انتهى .. سمعت صوت صراخه عليه وظلت ساكتة .. لأنها
باختصار ماعندها اي شي تقوله ولا تملك أي اعذار ممكن تبرر غلطها ..
عزام بعصبية وهو يضرب بيده على سكان السيارة : تطلعين مع شباب ؟ ياواطية هذي
آخرتها ؟ وجوال ثاني من وراي ؟ .. " و بنبرة مصدومة " و سحر .. ماتخافين ربك ؟
تبيعين دينك عشان دنيا ..
بصوت كله خوف : انا والله ..
قاطعها بصراخ .. : ولا كلمة .. وانتي اصلا تعرفين الله .. والله ياحنين لاربيك ولا ما
أكون عزام ..
استمر بصراخه وتهديده الين ماوصلو بيت اهلها .. ومن أول ماوقف سحبها ينزلها من
السيارة وهي تترجاه .. دخلها مع الباب ورماها على الأرض وعلى طول نزل عقاله
وبدا يطق فيها وهي تصارخ من شدة الألم .. من القهر اللي فيه .. كان يطقها بالعقال
ويرفسها برجلينه .. : سودتي وجهي .. الله يسود وجهك ياحقييييرة ..
امها اللي سمعت صوت الصراخ بالخارج قامت بصعوبة وهي تقاوم ألم رجلها و فتحت
الباب .. ومن شافتهم صدمها المنظر .. بنتها المرمية على الأرض وزوجها اللي ينهال
عليها بالضرب بلا رحمة ..
وبخوف صرخت : يمه حنين ..
ماحسو في وجودها اثنينهم هو وعصبيته اللي معميته عن اي شي ثاني .. وهي وألمها
من طقه لها .. دنق عليها وسحبها من شعرها يقومها : قلت لك تكلمي كم واحد لمسك ؟
حطت يدها على يده تبي تبعدها عن شعرها اللي حست انه يقطعه : والله محد لمسني ..
سحبها لداخل البيت وانتبه لزوجة عمه اللي تصيح بخوف .. دخلها للصالة و وقف مكانه
وتكلم : طلعة من هالبيت مافي الا لقبرك .. بتقعدين هنا ولا ابي اشوفك ابد .. وطلاق
مانيب مطلقك وبخليك معلقة عمرك كله " وبصراخ " والله لو عتبتي باب البيت لاذبحك
وادفنك قدامه وخلي يجيني خبر انك تحركتي شبر " قرب منها وهو يطقها على وجهها "
فااااهمة ؟
هزت راسها بإيه .. وهو يناظر في مرة عمه اللي ماسكة يده .. تترجاه يفسر لها اللي
صاير ..: خليها هي تعلمك على سواد وجهها " التفت لها بقهر وبصق على وجهها "
انقلعي من قدامي ..
استجمع انفاسه وهو يتوجه للباب .. التفت عليها للمرة الأخيرة : بستر عليك عشان اسم
عمي الله يرحمه وعشان أمك اللي للأسف ماعرفت تربيك .. " و بثقة " اليوم بكلم اهلي
يدورون لي وحدة تستاهلني .. و لا انتي مايشرفني تكونين زوجتي وكلن له فيك نصيب ..
فضلة كلن يرميها على الثاني ..
طلع بعدها على طول وهو يستنشق اكبر قدر من الهواء .. ركب سيارته و مشى مايدري
لوين ولا يدري اي طريق يسلكه .. صدمته اليوم جاوزت حدود تصوره وضاع منه الحكي
كان يحس بطعنة في الصميم شي ابد ماكان متخيله .. رغم تصرفاتها معاه الا انه بحياته
ماتصور زوجته و بنت عمه تكون رخيصة و تمشي بطريق الحرام .. رجع لبيتهم وهو
يبلع غصته ألم و قهر على هالانسانة اللي حولت حياته الى
دوامة صدمات ما تنتهي ..



/
\
/
\





ناظرت حولها بتعجب وكل شي تشوفه اجمل من احلامها .. صوت المفاتيح خلاها ترتاع وتناظر
وراها .. كل شي فيه ارعبها .. نظراته ،، ابتسامته وحتى طوله الفارع .. بلعت ريقها وقبل تقول
اي شي تكلم بخبث : هلا والله ..
تسارعت نبضاتها وهي تحس رجلينها ماعاد تقدر تشيلها من اللي هي فيه الحين .. بحياتها كلها
ماتواجهت مع رجل غريب عنها حتى بقريتهم برغم قربهم من بعضهم الا انها بحياتها ماحاكت
احد فيهم او حتى رفعت عينها بعيونهم .. تكلمت برجاء : خالد خلني اروح تكفى ( هو قايل لها
ان اسمه خالد ) ..
باستغراب : خالد ؟ " ومن تذكر على طول ابتسم " اهاااا .. لا تخافين ياحلوة انتي شكلك توك خام
يعني بشكلك على كيفي ..
دفته عنها واكتشفت انها اصطدمت بحاجز ماتحرك ابد .. مسكها مع يدينها .. ودفها على الجدار ..
اقترب منها .. حتى صار جسده ملاصق لجسدها .. وحست بحرارة انفاسه على وجهها .. نزلت
دموعها وهي تترجاه : تكفى مااااابي شي وربي بس خلني اروح لأمي .. " كان مركز نظره عليها
لدرجة ارعبتها .. غمضت عيونها بقوة وهي تصارخ " واللي يسلمك .. لا تسوي فيني شي ..
تجاهل كلامها ورجائها وصار يقبل وجهها بشراهة .. تعالت صرخاتها وهي تشوفه يجلسها على
اقرب صوفا .. ويكمل محاولاته لإشباع رغباته بدون ادنى تفكير بالعواقب ..
بهالأثناء كان جالس بالسيارة ينتظرها تنزل له .. انتبه لنغمة جوالها والتفت وراها .. شاف جوال
سارة ومد يده يشوفه بعد ماتكرر الاتصال للمرة الثالثة .. شاف اسم المتصل وظهر له " ميساء "
رد عليها بخوف : ايوه يامدام ..
بغضب : عم عبده وين خذيت سارة ؟
تكلم بكل صراحة : والله مش عارف .. انا طلعت من الشركة وقابلت واحد عند اول محطة وهو
اللي اداني العنوان .. والست سارة نزلت تشوف الشقة ..
شهقت بخوف : وشو ؟ صاحي انت ..؟ بسرعة روح لها خلها تكلمني " و بصوت عالي شوي "
الحين روح لها ركض ..
على طول نزل من السيارة وهو يتكلم : حاضر ..
دخل للعمارة ومازال جوال سارة عند اذنه .. ماكان يدري وين يروح .. وقبل يرقى الدرج سمع
صوت صراخ .. قرب اذنه من ابواب الشقق بس كان الصوت من الدور الثاني .. تكلم بخوف
.. : ياساتر يارب ..
ميساء باستفهام : وشوو ؟
عبده وهو يركض : سامع صوتها بس مش عارف هيّّا فين ..
كان صوت صراخها اوضح .. اقترب من الباب وحاول يفتحه .. ومن حسن حظه انفتح معاه
على طول .. دخل على الشقة وشافه يتهجم على سارة .. رمى الجوال من يده وانقض عليه
يبي يبعده عنها انتبه طارق لهالدخيل اللي جا بوقت ماتوقع احد يجيه فيها .. سدد لكمة قوية
على وجهه رغم انه كان يرتجف خوف .. خصوصا انه بأواخر الأربعينات وجسده مايكون
بقوة شاب في أواخر العشرينات قدر اخيرا انه يشغله عن سارة ورغم تلقيه لعدد من الضربات
الا انه هذا كله مو هامه .. كثر انه ينقذ سارة البريئة من بين براثن هالوحش الكاسر .. اما هي
استجمعت انفاسها وحاولت تنقذ نفسها من هالوضع اللي هي فيه .. وقفت بصعوبة وهي تشوف
السواق يضربه بجهاز التليفون على راسه .. كانت تحس الثواني دهور من صعوبتها .. طلعت
تركض وتتعثر بدون ماتلتفت وراها وطلع هو بعد يركض وراها طلعت من العمارة ونزلت
للشارع لفت تشوف من اللي وراها .. وسمعت صرخة وحدة مدوية " لاااااا " قبل ماتغيب عن
الدنيا .. اما هو وقف مكانه مذهول وهو يسمع صوت الفرامل بعدها شاف جسد سارة يطير بالهوا
قبل ماتقع على الأرض غارقة في دمائها ماقدر يتحرك او يسوي شي حتى بلحظة هروب صاحب
السيارة .. العم عبده اللي سمع الصوت وقال له قلبه انها سارة .. اول ماشاف جسدها الملقى راح
لها بسرعة " ياساتر .. لاحول ولا قوة الا بالله " .. اقترب منها يبي يشوف نبضها لكن منظرها
والدم مغطيها خلاه يكش شوي حس بيد تبعده وتشيلها واذهله انه هو نفس الشخص اللي تسبب
بأذيتها .. حاول يلحقه لكن طارق كان اسرع منه .. مددها بالسيت الخلفي وانطلق رايح لأقرب
مستشفى .. كان يمشي بسرعة جنونية ويقطع كل اشارة تقابله .. وعند اشارة مزدحمة صار
يضرب هرنات بشكل متواصل .. نزل قزاز السيارة يصارخ على صاحب السيارة اللي قدامه
.. : تحرررك لا تموت البنت علي ..
تحركت السيارتين اللي قدامه و وصل لأول مستشفى يواجهه وعلى طول صوت لهم يجون
يشيلونها ماكان يدري اذا ماتت أو لا جسدها ماكانت تصدر منه ادنى حركة وتنفسها ماكان يقدر
ابد يحس فيه .. صارخ عليهم يبيهم يستعجلون : بسرررعة لا تموت ..
ماعاد شاف احد بعدها .. اختفت هي بالداخل واختفى معاها أي خبر يقين حاليا .. وجلس مكانه
يناظر بدمها على اطراف كمه .. وهو يحس بتأنيب ضمير فظيع من اللي سببه لها .. ولو ماتت
بسببه ماراح يسامح نفسه ابد على اللي سواه لها ..



/
\
/
\




شبرت مكتبها رايحة وجاية وهي كل شوي تتصل عليه وعليها .. والى هالحين ماجاها اي
رد ابد من بعد آخر مرة كانت على الخط .. وسمعت صوت صرخاتها اللي زرعت خوف
كبير بقلبها .. كررت اتصالاتها اكثر من مرة وهي تردد ابتهالات بداخلها ان الله يستر عليها
اتعبها كثر التفكير وماقدرت تتحمل وساوسها اللي ازعجتها .. جلست على اقرب كرسي
ودفنت وجهها بين يدينها .. " يارب استر عليها .. " دقايق بس وجاها اتصال انقذها من
هواجسها اللي صارت توديها وتجيبها .. ردت بسرعة وصوت انفاسها يسابقها : الو ..
كان يحس بخوف كبير عليها .. وعلى موقفه هو .. تكلم بأهم شي .. حتى يأجل كل موضوع
لوقت آخر .. : سارة خبطتها عربية وهيا دلوئتي في المستشفى ..
شهقت وهي تحط يدها على صدرها : وش فييييه ؟ وش اللي صار عليها ؟
حكى لها كل شي صار من أول ماطلع لها الشقة .. الين المستشفى اللي قدر بصعوبة يوصله
بعد ماكان يطارد طارق ..
نزلت دموعها غصب عنها و وقفت وهي تكلمه : بسرعة تعال الشركة الحين ابي اروح لها ..
العم عبده بانصياع : حاضر ..
خذت عباتها وشنطتها .. لبست عباتها وهي طالعة من مكتبها بدون ماتلتفت لاحد .. ومن
وصلت عند البوابة الكبيرة وقفت تنتظره .. دقت على زوجها تبلغه لكن مارد عليها كتبت له
رسالة وقرتها قبل ماترسلها .. " فيصل انا رايحة للمستشفى .. سارة صاير عليها حادث ..
اذا فضيت كلمني ضروري .." وعلى طول ارسلتها له .. و وقفت مكانها بتوتر وكل شوي
تناظر ساعتها .. دقايق وشافته جاي من أول الشارع .. مشت بخطوات سريعة تبي تطير لها
على طول وقبل ماتوقف السيارة فتحت الباب وركبت معاه .. كانت طول الطريق تلوم نفسها
على قرارها اللي ممكن يكون مميت لإنسانة بسيطة .. ودفعتها الحاجة انها تترك ديرتها وأهلها
وتجي تصارع الحياة لوحدها بدون رقيب الا اخوها اللي اصغر منها بـ 10 سنوات .. وصلت
للمستشفى ودخلت لقسم الطواريء ومشت بخطوات سريعة تسأل عنها بالاستعلامات .. والنتيجة
كانت وحدة .. الى الآن مافي اي خبر عنها .. وقفت قبال باب الغرفة اللي قالو لها ان سارة
فيها .. جاها بهالوقت اتصال .. ناظرت برقم زوجها وردت عليه .. ومن سمع صوتها حس
بنبرة الخوف فيها .. : شفتيها ؟ وش قالو لك عنها ؟
ميساء وهي تستجمع انفاسها : مادري .. وربي مادري عن شي .. للحين محد طلع .. اصلا
توني واصلة من شوي ..
فيصل يحاول يطمنها : ان شاء الله مافيها الا العافية " وباستفسار " شلون صاير عليها حادث
وهي بالدوام ؟
ميساء بصوت باكي : الى هالحين مادري ليش طلعت من الشركة .. بتجي ؟
ناظر ساعته وتكلم : 10 دقايق واطلع من الشركة .. وان شاء الله ما أصادف زحمة .. اذا جد
اي شي علميني ..
سكرت منه وناظرت بامتداد الممر الطويل .. شافت شخص جالس على الأرض ومغطي وجهه
بيدينه تجاهلته و وقفت مكانها تنتظر وهي تهز رجلها بتوتر .. وخلال هالوقت صادفتها مشاعر
مختلفة حزن وخوف وشفقة واحساس بالذنب .. ماكانت تبي تفكر في اسباب خروجها لأنها تبي
تحسن النية فيها .. شافت العم عبده جاي وهو يأشر لها على الشخص الجالس : أهو دا اللي كان
هيعتدي عليها ..حست بغضب كبير يجتاح قلبها .. أي وقاحة اللي يمتلكها تخليه رغم اللي سواه
فيها يقترب منها .. بلا شعور منها راحت له وتكلمت بصوت حاولت مايكون عالي : وش تبي
فيها انت .. مو كافي اللي سويته فيها ؟ ولا صح " وانخرس لسانها فجأة وهي تشوفه يبعد يدينه
عن وجهه ويناظرها .. تكلمت بصدمة " طارق ؟!
رجعت تناظر العم عبده تبيه ينكر .. يقول اي شي بس مايثبت الوساوس اللي اشغلتها .. اقترب
منهم وصار يأشر عليه ويعلمها بكل التفاصيل قام طارق ومسكه مع ياقة قميصه ودفه على
الجدار بعصبية : انطممم ولا كلمة ترى اللي فيني كافيني ..
كانت تدعي ربي تظل صورة سارة بريئة بعينها.. مثل ماجات من ديرتها .. نزلت راسها وهي
تهدده بقهر : والله لو صار لها شي ياطارق لادفعك الثمن غالي .. " وباستهزاء " وجاي ليش
وراها .. خايف عليها ؟ لا وربي انت مافي قلبك رحمة ولا تملك ذرة احساس .. مالقيت الا
سارة ..! سارة يا طارق ؟ قلو بنات الدنيا مالقيت الا هي ؟
لف عليها وتكلم بعصبية : البنت طايحة جوه بين الحياة والموت وانتي جاية تعاتبيني ؟
كان يصارخ وكل شوي يسكت صوت نغمة جواله اللي ازعجته من أول والاتصالات ماوقفت
ابد ..
انتبه للدكتور طالع وراح له ركض ومشت هي بعد وراه ..
تكلم طارق بخوف : بشر ؟
ناظره ورجع ناظر ميساء : انتو أهلها ؟
تكلمت ميساء قبل مايقول طارق شي : اهلها في قرية بعيدة وهي ساكنة عندي بالبيت ..
توجه لها الدكتور بكلامه وتجاهل وجود طارق : هي حاليا في غيبوبة نتيجة تعرضها لنزيف
داخلي .. ومحتاجين بعد متبرعين بالدم .. نبي نشوف اللي فصيلة دمه مطابقة .. احنا حطينا
لها دم لكن محتاجين بعد ..
قاطعه طارق : انا الحين اسوي التحليل ..
لفت عليه ميساء متفاجأة .. شلون يحاول يعتدي عليها والحين يبي يتبرع لها بدمه راحو
ثلاثتهم يجرون التحاليل .. واخيرا طلعت فصيلة دم ميساء هي اللي مطابقة .. سحبو منها
الدم ودخلوها تريح بوحدة من الغرف ..
اما هو مشى ورا الدكتور و صوت له : يا دكتور ..
رد عليه بدون مايلتفت له : هلا ..
طارق بتردد : شلون حالتها الحين ؟
الدكتور وهو يمد اوراق التحاليل لمساعده : حالتها جدا خطيرة .. واحتمال كبير انها ماتقدر
تعيش اكثر من هالساعات القليلة .. تعرضت لكسور بكل جسمها ونزيف داخلي .. ومع
هالغيبوبة مانقدر نحكم على تطور حالتها ..
تراجع للخلف وهو يحبس انفاسه وكلمات الدكتور مازالت للحين تتردد في باله " واحتمال
كبير انها ماتقدر تعيش اكثر من هالساعات القليلة .. واحتمال كبير انها ماتقدر تعيش اكثر
من هالساعات القليلة ..واحتمال كبير انها ماتقدر تعيش اكثر من هالساعات القليلة ..
" هز راسه وكأنه ينفض الأفكار اللي ازعجته .. لو ماتت .. مستحيل يسامح نفسه وهو اللي
اغتال براءتها .. ودنس طهرها بلحظة ضلال واتباع لهواه ..
استغرب نفسه كيف يكون هذا شعوره وهو اللي عاش عمره كله بلا قلب .. ومشاعر مجمدة
من زمن طويل .. تذكر نفسه قبل 9 سنوات كان ببداية العشرين من عمره .. شاب في مقتبل
العمر حب وحدة تعرف عليها بالصدفة .. تعلق فيها لحد الجنون .. وبلحظة بس وبدون
تخطيط مسبق انكشفت له خياناتها لعبت عليه مثل مالعبت على غيره .. وأوهمته بحب ابد
ماكان من قلبها .. وبعد هذا كله تركته وتركت فيه جرح غائر كبر اكثر وزرع حقد كبير
بداخله .. كره البنات واعتبر الخيانة مرادف لهم .. وكره الحب وأي شعور حلو بداخله ..
وانتقم منها هي بكل بنت عرفها .. لكن سارة وحادثها كانت صدمة بالنسبة له وكأنها اعادت
اكتشاف مشاعره الانسانية وظل مكانه يصارع هالمشاعر الجديدة .. ويترقب اي خبر عنها



/
\
/
\




بلحظات الانتظار وعتاب النفس اللي ابد ما انتهى .. رد اخيرا على الاتصال اللي
صار له ساعة : نعم ؟
جاه صوته الخايف من نقل خبر بهالصعوبة : طارق انا سكرتير الوالد .. الحين هو
ممسوك في قضية رشوة .. ويبيك الحين ضروري ..
صعق من هالخبر وقطب جبينه : رشوة ؟
السكرتير بتأكيد : ايه رشوة .. انت تعال وانا بفهمك كل شي ..
قام رايح لابوه وهو متنرفز : زين الحين جاي .. اي قسم ؟
السكرتير : قسم شرطة الـ ......
سكر منه طالع من المستشفى بكبره .. رايح للقسم يشوف وش صاير على ابوه .. طول
الطريق وهو يفكر باللي صار اليوم .. حس انه كان بقمة غبائه وممكن ينسجن بسبب
هالغباء .. لو هرب بوقتها ماكان احد راح يدري من هالشخص اللي حاول يعتدي عليها
حتى السواق مايعرف هالشخص مين .. لكن وجوده بالمستشفى كشف كل شي قدام ميساء
اللي هو متأكد انها مستحيل تسكت عنه .. وأكيد راح تكشف كل شي لعمه فيصل وللتحقيق
والحين بعد جاته قضية ابوه اللي فاجأته .. هو مقتنع ان ابوه مستحيل يكون انسان مرتشي
ويشوف انه افضل قدوة له من صور نجاحاته وانجازاته .. ترك التفكير بهالأمور كلها
يبي يروح لابوه يشوف وش اللي صاير .. يمكن يقدر يفك هالغموض اللي يلف حول
هالموضوع بركن سيارته من وصل ونزل يمشي بخطوات سريعة .. دخل يتلفت حوله
مايدري وين يروح بالضبط .. ومن شاف السكرتير واقف يأشر له .. راح له على طول
ومن اول ما اقترب منه سأله .. : وين ابوي ؟
تكلم بارتباك : تعال معاي ..
مشو اثنينهم لغرفة كانو مجلسينه فيها .. ومن شاف ابوه وهو فاتح ازرار ثوبه وباين عليه
التعب ركض له : يبه شفيك ؟
ابو طارق وهو يتنفس بصعوبة : مصيبة وطاحت على راسي .. هالمحامي السافل ماخلا
مكان الا نبش فيه عني .. وجايب ادلة ما اقدر انفيها ..
طارق باستغراب : شلون يعني ؟ هالتهمة صدق ؟
نزل راسه بأسى .. لأول مرة تنهز صورة نجاحه قدام احد من عياله .. قرب منه طارق
ومسك يده يبي يجلسه بعد ما لاحظ تغير لون وجهه .. وتكلم بصراخ وهو يكلم السكرتير
.. : انقلع ناد لي احد بنقل ابوي للمستشفى ..
ثواني بس كانت بين كلامه وطيحة ابوه .. ولأنه كان ماسك يده حاول انه يمسك فيه قبل
مايطيح ابوه ..
لكن ثقل جسده خلاه يميل معاه .. رفع راسه وناظر السكرتير وهو يصارخ : وش عندك
واقف ؟ تحرك ..
تجمعو حوله اكثر من شخص وتعاونو على نقله لأقرب مستشفى .. حس نفسه مخنوق ومو
قادر يتحمل هالوضع كله .. الانتظار والصدمة وخيبة الأمل ارهقته .. وريحة المستشفى
مزعجة جدا بالنسبة له ..
توه اللي طلع من المستشفى والحين رجع له .. " جلطة خفيفة في القلب " سبب طيحة ابوه ..
حس انه مخنوق ومصيبة ابوه نسته كل شي صار قبل حتى لو كان هو المتسبب .. مشى
لمكتب الدكتور يبي يستفسر عن حالته قبل مايروح لمحامي ابوه ويفهم منه كل تفاصيل
القضية .. طق الباب على الدكتور وسمح له انه يدخل وأول مادخل عليه شافه واقف وهو لابس
نظارته وبيده مجموعة أوراق سلم و وقف مكانه يكلمه : لاهنت يادكتور ابي اعرف شلون حالة
ابوي الحين ؟
ناظر ساعته ومشى طالع من مكتبه : ان شاء الله ما قدامه الا العافية .. الجلطة الحمدلله خفيفة
ولازم نتركه في العناية المركزة الين تستقر حالته " ابتسم وهو يلوح له بيده " اعذرني عندي
الحين عملية ولازم اروح ..
ناظره وهو يروح من قدامه وطلع من المستشفى رايح البيت من رجع للبيت دخل يتسبح ويغير
ملابسه رمى ثوبه اللي كان دم سارة بأطراف كمه بأقرب زبالة ( تكرمون ) وتمدد على سريره
يبي ينام له شوي واذا قام بيتطمن على حالة ابوه ..
بعد حول الـ ٣ ساعات قام على صوت نغمة جواله .. فتح عيونه بصعوبة واخذ جواله يناظر
الساعة شافها تشير لـ ٤ وربع .. بعد ماسكر المتصل .. شاف عدد المكالمات اللي لم يرد
عليها " ١٢ " ..
ماعرف الرقم المتصل عليه كان رقم ثابت .. قطب جبينه وهو يحاول يعرف مين المتصل
انتظر لثواني قبل يجيه الرد .. و رد بصوت متعب : هلا .. مين معاي ؟
جاه صوت هادي من الطرف الآخر : الحين متصل وتقول مين معاي .. من انت بالأول ..
تأفف بقرف وتكلم بقل صبر : انا طارق .. وانت من اليوم تدق علي ..
اول ماعرف من هو المتصل تكلم على طول : معاك المقدم فهد الـ من قسم الـ ......
تسارعت نبضات قلبه .. هذا غير القسم اللي كان ابوه فيه .. معناها اكيد ميساء اشتكت عليه
فز واقف على طول وهو يقول بتلعثم : هااااه .. هلا وش بغيت ؟
صاغ الكلام بأهون طريقة ممكنة وتكلم : اختك منال ..
غمض عيونه وسحب نفس عميق " لا مو هذي بعد " تسائل بخوف : وش فيها ..؟
الضابط بهدوء : متهمة بالقتل وتعاطي المخدرات .. وهي الحين في مجمع الأمل الطبي لعلاجها
من الادمان ونبيك تجي لأنا نبي نستكمل الاجراءات اللازمة .. ومن أول نتصل على الوالد
جواله مغلق .. الو .. انت معاي ..
ماكان يسمع شي ابد بعد كلمة " متهمة بالقتل " طاح الجوال من يده وحط يدينه على راسه
انشل لسانه عن اي كلام وضاعت كل التفاصيل بزحمة هالمصايب .. حس باختناق من
هاللي يصير لهم هو ماقدر يتحمل كل اللي سمعه شلون امه .. ابوه واخته بالسجن .. وهو
يمكن يواجهه نفس القدر .. غصب عنه صار يبكي مثل الأطفال .. حس ان كل هاللي يصير
ابتلاء من رب العالمين لهم " استغفر الله العظيم واتوب اليه .. استغفر الله العظيم واتوب اليه "
قام وهو يحس انه مختنق طلع بكت الدخان من درج الكومدينه واخذ له زقارة .. ولعها وبدا
يسحب نفس منها .. مسح دموعه اللي نزلت وقام يلبس ثوبه ..
اخذ جواله ودخانه وسويتش السيارة ونزل طنش وجود امه اللي تصوت له وطلع رايح للقسم
طول الطريق وهو يدخن بشراهة ومن تنتهي زقارة يطلع له وحدة غيرها .. وهو يفكر باخته
هذي ثاني صورة حلوة تتهشم قدام عيونه بيوم واحد .. ابوه الحرامي والمرتشي واخته القاتلة
والمدمنة .. وما خفي كان أعظم ..



/
\
/
\

يتبع ...

•غٌـمـوضٌ ـآٍْاْلٍْــورد•

 
 

 

عرض البوم صور غموض الورد  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
سجينات خلف قضبان القصور, غموض الورد, قصص من وحي الاعضاء
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t140449.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ظ†ظ…ظˆظ†ظ‡ ظ†طھط§ط¦ط¬ ط§ظ„ط³ط§ط¯ط³ ط§ط¨طھط¯ط§ط¦ظٹ 2014 This thread Refback 18-08-14 09:30 PM
Untitled document This thread Refback 23-07-14 08:23 AM


الساعة الآن 09:38 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية