لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


47 - صحراء الثلج - آن مثير - عبير القديمة ( كاملة )

47- صحراء الثلج- آن ميثر - روايات عبير القديمة الملخص ارادت هيلين ان تفكر في الوضع العائلي الذي تعيشه منذ زواج ابيها بايزابيل ثورب مما جعله طموحا واضاف الى

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-04-10, 05:09 PM   1 links from elsewhere to this Post. Click to view. المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 156978
المشاركات: 676
الجنس أنثى
معدل التقييم: سفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 575

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سفيرة الاحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : روايات عبير المكتوبة
Icon Mod 44 47 - صحراء الثلج - آن مثير - عبير القديمة ( كاملة )

 

47- صحراء الثلج- آن ميثر - روايات عبير القديمة
الملخص

ارادت هيلين ان تفكر في الوضع العائلي الذي تعيشه منذ زواج ابيها بايزابيل ثورب مما جعله طموحا واضاف الى ثروته ثروة جديدة, ارادت ان تخرج من الطوق المضروب حولها وان ترى من بعيد شروط ارتباطها بمايكل فراملي والمستقبل المتوقع لهما كما اراده والدها الا ان هروبها ادى بها الى الضياع في صحراء من الثلج وبالتالي الوقوع بين ايدي رجل محطم جسديا يدعى دومينيك لايول... كان بطل سباق سيارات ووقع له حادث واختفى....وبرغم معاملته القاسية لها تحبه, لكنه يطلب منها الرحيل والعودة الى لندن فهل تنسى هيلين دومينيك لايول بسهولة وتعود الى وتيرة حياتها الاجتماعية, ام تهرع اليه في المستشفى حيث ينتظر عملية جراحية حاسمة ؟
منتديات ليلاس
,

للامانه منقوله

 
 

 

عرض البوم صور سفيرة الاحزان   رد مع اقتباس

قديم 23-04-10, 05:12 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 156978
المشاركات: 676
الجنس أنثى
معدل التقييم: سفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 575

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سفيرة الاحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سفيرة الاحزان المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 



1- ضائعة في الثلج

السكان المحليون يراقبون وينتظرون رحيل الزائرين وهي تتذكر تلك البقعة من منطقة البحيرات أذ كان والدها يحتفظ بمركب في باونيس عندما كانوا يقطنون في ليدز , وكانوا يتوجهون الى تلك المنطقة بعد أنتهاء العام الدراسي , كان والدها يعلمها قيادة المراكب , وبينما هيلين تستعيد الماضي كانت تبدو لها تلك الفترة من أجمل أيام حياتها , كان ذلك قبل أن يصبح والدها طموحا ويوافق عل أنضمام شركته الصغيرة الى شركة ثورب الهندسية ويتزوج أيزابيل ثورب ,ويصبح رجلا غنيا ذا نفوذ وأهتمامات رياضية أرفع شأنا وأكثر رفاهية من رياضة القوارب.
منتديات ليلاس
لكن الجبال كانت في هذا الوقت بيضاء , مما يعني أن الثلوج كانت تتساقط منذ عدة أيام , وحتى البحيرات كانت مغطاة بطبقة رقيقة ناصعة , وعندما توقفت هيلين عند آخر قرية مرت بها لتسأل عن طريق باونيس , كانت قد أبتعدت كثيرا عن الدرب الأصلي ,ولم يكن هذا بمستغرب لأن كل اللافتات التي توضح الطريق مغطاة بالثلوج ,ولم تحاول الخروج من سيارتها الدافئة لتمسح الجليد عن اللافتات لتستوضح طريقها , أنها تعترف الآن بغلطتها , لكن ذاكرتها لم تستطع أن تساعيد عشرات الطرق الفرعية وخاصة أنها تبدو جميعا متشابهة في ظروف الطقس السيئة , ولا بد أنها أخذت الكثير من المنعطفات الخاطئة.
عند ذلك تذكرت والدها , في الغد سيكتشف أنها ذهبت , فماذ يفعل؟ هل سيكتفي بالرسالة التي كتبتها له شارحة حاجتها للأنفراد بعض الوقت , أم سيحاول البحث عنها؟ أن الأحتمال الأخير هو الأرجح ,والدها ليس ذلك النوع من الرجال الذي يمكن ألذي يمكن أن يقف شيء في طريقه ,وهو بلا شك سيغضب بشدة لأن أبنته الوحيدة تحاول أن تتحداه.
لكن أحتمالات عثوره عليها ضعيفة , أنها تهنىء نفسها بفكرتها في الذهاب شمالا , كانت الأماكن التي تشغل تفكيرها في السنوات الأخيرة جزر الهند الغربية وجنوب فرنسا , فأذا كان والدها سيبحث عنها سيكون ذلك في الأماكن الدافئة , لأنه يعلم أنها تحب الشمس والسباحة , والمراكب الشراعية , ولن يتوقع أبدا أن تتذكر ذلك الفندق الصغير الذي أخذها اليه ,وهي تلميذة في السنوات التي تلت وفاة والدتها ,وهو بالتأكيد لن يتوقع أن تقود سيارتها في هذه العاصفة الثلجية العنيفة.
وقطبت جبينها وقالت لنفسها : أذا كان هذا الطريق يؤدي الى مرعة فيمكنها أن تطرق الباب , وتستفسر عن كيفية الوصول الى أقرب قرية , أنها لا تتوقع الآن أن تصل الى باونيس الليلة بالذات.
وأوقفت السيارة بدون أن توقف المحرك , ونزلت لتزيل الثلج الذي تراكم على المساحات , وألتصق الثلج بأصابعها وشعرت بالبرودة الشديدة , ثم ركبت السيارة مرة أخرى وهي تشعر أنها خاطرت بحضورها في السيارة , ولعله كان من الأفضل أن تسافر بالقطار لكنها لم تكن تريد أن تجازف بأن يتعرف عليها أحد في المحطة ويخبر والدها عندما يكتشف غيابها ويبدأ في السؤال والبحث عنها.
توقفت المساحان مرة أخرى , وكانت مضطرة الى النزول لتنظيفها , كانت في المرة الأولى قد نظفت المساحات وهي مستندة الى الباب لكنها في هذه المرة أخذت تلبس حذاءها الطويل ذا النعل السميك ,وبينما هي تفعل ذلك توقف محرك السيارة.
نزلت من السيارة ووقفت وسط الثلج الكثيف الذيكان يلامس طرف سوالها الأحمر المطوي الى أعلى , والجليد يذوب ويجري على أكتافها وهي تنظف الثلج بسرعة عن الزجاج الأمامي لتطمئن الى أن المساحات ستعمل ولو لفترة قصيرة , أستغرقت بعض لحظات أخرى في خلع حذائها الطويل ثم أدارت مفتاح الأشغال , دار المحرك ولكن السيارة لم تتحرك , جربت مرة أخرى بلا فائدة , شعرت بالخوف يسري في عروقها , ما الخبر؟ هل ستخذلها السيارة , هذا لم يحدث من قبل فالسيارة ليست قديمة ولكنها لم تواجه مثل هذه الظروف من قبل , وبعد محاولات أخرى توقفت , وكان الوقت بدأ يتأخر وبعد قليل سيحل الظلام وهي لا تستطيع المجازفة بالبقاء في هذا المكان على أمل كاذب أن يأتي أحد لأنقاذها , لم تكن هناك أية أشارة الى أن أحدا يمر بهذا الطريق ,وقررت أن التصرف الأسلم بالنسبة اليها هو أن تترك السيارة وتبحث عن المساعدة , لأنها لو بقيت ولم يحضر أحد لمساعدتها من الجائز أن تتراكم الثلوج طوال الليل الى أن تدفنها تماما... سمعت عن أناس تجمدوا حتى االموت في هذه الطريقة , وأخذت ترتدي حذاءها مرة أخرى وهي تقول لنفسها أنها مغامرة مثيرة , محاولة رفع روحها المعنوية , من كان يتصور, عندما تركت لندن هذا الصباح , أنها ستكون ضحية سيارة معطلة في عاصفة ثلجية ؟ أن تهنئتها لنفسها على براعتها في الأختفاء وعدم أمكان والدها العثور عليها ستنقلب ضدها بأسوأ صورة.
خرجت من السيارة وهي ترتدي معطفها الأحمر الدافىء المصنوع من الشاموا والمبطن بالفراء , وأخذت تطمئن نفسها الى أن اللون الأحمر يظهر جيدا بين الثلوج ومن الجائز أن يلفت نظر أحد حتى لو لم تره هي , رفعت قلنسوة المعطف على رأسها وأخفت بداخلها خصلات شعرها الأسود الطويل , ثم لبست قفازها المصنوع من الفراء وطوت سروالها حتى ركبتيها وأخذت حقيبة يدها.
ونظرت الى الطريق المهجور ,كان من غير المجدي أن تعود أدراجها لأنها كانت تعلم أنها لن تقابل أحدا لعدة أميال , أذن فلا مفر من التقدم.
وكانت تقول لنفسها أنه ليس ممكنا أن تسير كل هذه المسافة بدون أن تقابل أي منزل أو أنسان ولكن هذا ما حدث فعلا , هذا الطريق المتعرج حجب السيارة بسرعة عن نظرها ومن الجائز أنه يلتف حول أحد الجبال , أنها تشعر بأنها تصعد جبلا لأن ساقيها تؤلمانها ولكن ليس أمامها طريق آخر .
ثم توقفت ونظرت الى الوراء ولم يكن ممكنا أن تتبين أي شيء , فقدت طريقها تماما وبدا واضحا أن اللون الرمادي الذي بدأ يظهر في السماء لم يكن بسبب ظروف الجو السيئة فقط ولكن عتمة المساء بدأت تحل والأمل في الغثور على مكان تبيت فيه لا يبدو كبيرا ,وشعرت بالذعر , ماذا ستفعل؟ هل ينتقم منها القدر لأنها تحدت حق والدها في أن يختار لها زوجا؟




وأحست أن شيئا ما يتحرك , وبطرف عينها رأت أنه شيء ملون وأجفلت عيناها , ماذا كان ذلك ؟ من المحتمل أنه حيوان يبحث عن طعامه , يا للحيوان المسكين , أي طعام يمكن أن يجده تحت كل هذه الثلج , رفعت يدها لتحمي عينيها من الثلوج المتساقطة وحاولت أن ترى , تأكدن أنه حيوان , وقد يكون معطفها الأحمر لفت نظره , قد يكون كلبا , أنها ترجو ذلك ,وقد يكون صاحبة قريبا , وأخذت تصلي وتأمل.
كان هذا الكائن يقفز نحوها , أنه يبدو ككلب , لونه أصفر غريب وأثناء أقترابه تبينت أن فيه بقعا سوداء أيضا , لا بد أنه نوع من الكلاب الدلماسية الصفراء , وفجأة شعرت بأن ساقيها لا تقويان على حملها والخوف والرعب يمسكان بها , أنه ليس كلبا , أنه ليس حيوانا أليفا, أنه نمر , نمر بين الثلوج , تسمرت في مكانها ولم تستطع حراكل , تلك المشية المتحفزة بلا صوت ترعبها , حركت رأسها يسارا ويمينا , لا نمور في كميرلاند , لا بد أنها تهذي أو تتخيل , لا بد أن بياض الثلج الباهر جعلها تتخيل ذلك , لا يمكن أن يكون حقيقة ... أنه لا يصدر أي صوت.
ولكن بأقترابه أستطاعت أن ترى أكتافه القوية وعضلاته تتحرك تحت شعره الناعم , وتصورت أنها تشعر حتى بحرارة أنفاسه , فشهقت برعب ثم أرتكبت التصرف الخاطىء الذي تعلمت دائما ألا تفعله في مواجهة حيوان مهاجم , أستدارت لتركض...
تعثرت في الثلوج العميقة الى جانب العميق وشقت طريقها خلال الحاجز النباتي وهي تشعر بالأغصان تجذب شعرها وتخدش خديها بعنف ولكن أي ألم أهون من فكرة أن ينشب النمر مخالبه في عنقها , وزادها الخوف قوة فأندفعت للأمام ولكن الثلوج العميقة في الحقل الممتد كانت تعرقل تقدمها , وكانت تتوقع أن تشعر بأنيابالنمر الساخن تنغرز في رقبتها ومخالبه توقع بها , وأحست بالأختناق وصعدت العبرات الى عينيها , وفكرت بمرارة أنها ما كان يجب أن تترك لندن , هذه هي نتيجة التصرف الأناني...
ثم تعثرت قدمها في جحر أرنب ,ففقدت توازنها وسقطت , وحاولت أن تزحف وهي تبكي ,وبينما هي في هذه الحال سمعت صوتا كانت تعتقد أنها لن تسمعه مرة أخرى , صوت أنسان ,صوت أنسان يصرخ آمرا:
" شيبا! شيبا! أيتها الحقيرة!".
أرتخت كتفا هيلين ونظرت بخوف خلفها , توقفت النمرة على بضعت أقدام منها وكانت تنظر اليها بتركيز مخيف ,وكان هناك رجل طويل ونحيل يشق طريقه عبر الحاجز وهو متشح تماما بالسواد , معطف وسروال أسود وحذاء طويل أسود , وكان رأسه عاريا , وبينما كانت هيلين تنهض واقفة لاحظت أن شعره كان فاتحا لدرجة أنه يبدو فضي اللون , لكن جلده كان غامقا بما لا يتناسب مع لون شعره , وكان هناك شيء مألوف في ملامحه الخشنة وعينيه المحفورتين بعمق تحت أجفان ثقيلة وأنفه منحوت بقوة وفم واسع ذي شفتينرقيقتين وقد بدا عليها في هذه اللحظة تعبير بالأزدراء وهو يقترب منها , كما لاحظت أنه يسير بعرج واضح.
أدارت النمرة رأسها عند أقترابه فوضع يده على رأسها الفخور يداعبه قائلا لها بصوته العميق الخفيض:
" أهدأي يا شيبا".
ثم أستدار نحو هيلين معتذرا بدون أن يبدو عليه أي أسف حقيقي.
" أعتذاراتي ! ولكن ما كان يجب عليك أن تركضي لأن شيبا لم تكن ستمسك بسوء".
تضايقت هيلين بشدة من تعبير الأزدراء الذي أبداه لأنها لم تكن معتادة على الركض خوفا على حياتها كما أنها لم تكن معتادة الوقوف بهذه الصورة المنعشة أمام أي رجل , بل بالعكس فأن جمالها وشعرها الأسود الناعم وجسمها الرشيق , كل ذلك يجعل علاقتها بالرجال سلسلة , ورغم أنها لم تكن مغرورة لكنها كانت واثقة من جمالها ومن أنجذاب الجنس الآخر اليها , لكن الطريقة التي كان ينظر بها هذا الرجل جعلتها تشعر كطفل مضحك تخطى حدوده ووجد نفسه في موقف لا يحسد عليه.
قالت وقد ضايقها أن صوتها يرتجف:
" كيف تقول ذلك؟ لو لم توقفها لأفترستني".
هز رأسه ببطء قائلا:
"أن شيبا مدربة على أن تحضر فريستها لا أن تفترسها".
أجابت هيلين وهي تزيح الثلج عن أكمامها:
" لم أكن أعلم أنني فريسة ".
" لقد ركضت!".
حاولت هيلين أن تبدو ساخرة:
" آه... لقد فهمت! وسأحاول أن أتذكر في المستقبل ألا أفعل ذلك".
خفت حدة ملامح الرجل قليلا وهو يقول بسخرية:
" لم نكن نتوقع أن نجد أي شيء يسنحق الصيد اليوم".

 
 

 

عرض البوم صور سفيرة الاحزان   رد مع اقتباس
قديم 23-04-10, 05:15 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 156978
المشاركات: 676
الجنس أنثى
معدل التقييم: سفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 575

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سفيرة الاحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سفيرة الاحزان المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 



تنفست هيلين بصعوبة:
" ألم تجد؟".
" أنك تقللين من شأن نفسك".
ونظر حوله ثم أستطرد:
" هل تقومين برحلة سيرا على الأقدام حول الجبل؟".
وصعدت الدماء الى وجنتي هيلين وقالت:
" لقد تعطلت سيارتي هناك".
وأشارت بغموض الى الطريق .
" وكنت أحاول البحث عن عون عندما ظهرت نمرتك".
" شيبا؟".
نظر الرجل الى أسفل الى القطة الكبيرة التي وقفت بجانبه وقال:
"شيبا ليست نمرة .... أنها فهد وهي من الفصيلة نفسها ,ويطلق عليها أحيانا أسم الفهد الصياد".
وردت هيلين بصوت مرتعش:
" لا يهمني ما هي .... هل يمكنك ... هل يمكنك أن تدلني الى أقرب هاتف كي يحضر أحد ويأخذني ؟".
ربت الرجل على رأس الفهد وقال:
" للأسف لا يوجد أي هاتف على مقربة من هنا".
" أليس هناك أي منزل فيه هاتف أستطيع أستعماله؟".
" هناك مساكن قليلة في هذه البقعة".
" هل تحاول أعاقتي عن عمد.... أم أن هذه هي طريقتك في معاملة الغرباء؟".
قابل الرجل لهجتها غير المهذبة ببرود مما ضايقها:
" أنني أبيّن لك أنك في منطقة منعزلة بشكل مميز في كل حال أرحب بك في منزلي أذا كنت لا تجدين ذلك أمرا كريها".
وترددت هيلين:
" أنا .... أنا لا أعرف من أنت".
"ولا أنا أعرفك ".
" لا ... ولكن".
" هل أنت متزوج؟ هل تعيش بمفردك؟ فيما عدا هذا.... هذا الكائن؟".
"لا".
ترك في وقفته كأنما الوقوف طويلا في وضع واحد يؤلم ساقه:
" لدي خادم ... ولا يوجد سوانا".
فكرت هيلين في ذلك , يا ألهي .... أي موقف هذا !أمامها أما أن تستمر في المشي في هذه الظروف الجوية المريعة على أمل أن تجد أن عاجلا أو آجلا مرعى أو مزرعة جبلية وهي مجازفة غير مأمونة أو أن تصحب هذا الرجل.... هذا الغريب- الى منزله وتقضي الليل مع أثنين من الغرباء , أية مشكلة!
قال الرجل وقد بدا عليه التعب:
ط أرجو أن تقرري أمرك بسرعة".
" سأقبل ضيافتك أذا كان ذلك ممكنا , هل أعود لأحضار حقائبي؟".
" سيحضرها بولت , هيا تعالي الظلام سيحل قريبا".
وبدآ في السير منحدرا نحو الطريق المسور , وقالت هيلين:
" أليس.... ألا يجب أن نتعارف؟".
نظر اليها الرجل بسخرية وأجاب:
" أظن أن هذا يمكن تأجيله , هل تريدين أن تبتلي تماما؟".


تنهدت هيلين , هذا ليس جوابا هلى سؤالها , ولكنها تبعته على المنحدر الزلق وهي حريصة أن تكون على بعد من الفهدة ,وعندما وصلا الى الطريق الضيق الذي زاد من ضيقه بالثلوج المتراكمة على جانبيه , سارت الفهدة بأعتزاز في المقدمة وأضطرت أن تسير الى جانب الرجل , ورغم عرجه كان يتحرك بنوع من الرشاقة والمرونة مما جعلها تظن أنه من الجائز أنه كان رياضيا في يوم من الأيام , هل كان هو السبب في أن وجهه كان مألوفا لديها لأول وهلة ؟ أم أنه كان يذكرها بشخص تعرفه؟ وحول المنعطف دخلا في طريق أضيق يتفرع من الأول , كانت عليه لافتة مغطاة بالثلوج تبين أن هذا طريق خاص , شعرت هيلين بشيء من الخوف , أنها لا تعرف هذا الشخص وقد يأخذها الى أي مكان , ومن الجائز أنه كذب عليها عندما أخبرها بعدم وجود هاتف عمومي في المنطقة.
وكأنه قرأ أفكارها قال:
" أذا كنت تفضلين العودة يمكنك أن تفعلي ذلك , فأنت حرة ولن أرسل شيبا وراءك أذا كان هذا ما يخيفك".
" أنا.... لماذا أعود؟".
| حقا؟".
نظر اليها نظرة جانبية فلاحظت بالصدفة أن رموشه كثيفة بشكل غير عادي وأنها غامقة وتغطي عينيه بلونهما الأصفر الغريب كلون عيني شيبا , وكعيني شيبا أيضا كان لا يمكن التنبؤ بما تخفيانه.
كان الطريق يصعد ملتفا بشكل غير منتظم , ثم أخترقا بوابة حديدية وسارا على الأرض لينفض الثلج عن حذائه , ونصحها أن تفعل مثله ودفع الباب الخشبي فأنفتح , وأشار اليها بأن تدخل , نظرت هيلين بخوف نحو شيبا , فقد كانت الفهدة تراقبها بنظرة ثابتة لكنها وقفت ساكنة بجانب سيدها ,وتقدمت هيلين وسبقتهما داخل المبنى الى البهو , وغمرها دفء المكان فأحست فقط في تلك اللحظة كم كانت تعاني من البرد , أنتابتها قشعريرة شديدة وأخذت أسنانها تصطك , وبمجرد دخولها ظهر رجل من الباب الخلفي للصالة ورغم حالة الأرتجاف والقشعريرة التي أنتابت هيلين لم تستطع ألا أن تحملق في هذا القادم , كان في مثل طول الرجل الذي أصطحبها لكنه كان ضعفه في العرض وله جسم مصارع ذي كتفين عريضتين ورأس أصلع تماما , وألقى القادم نظرة سريعة على هيلين ثم أنتقلت نظرته الى الرجل الذي أصطحبها .
" تأخرت يا سيدي , بدأت أقلق عليك".
قال ذلك وهو يشد أكمام قميصه التي كانت مطوية فوق مرفقيه .
أخذ الرجل الذي أصطحب هيلين يفك أزرار معطفه وعيناه تنظران بتأمل الى الفتاة المرتجفة ثم علق بصوته المنخفض الجذاب.
" كما ترى يا بولت , لدينا زائرة.... تعطلت سيارة الآنسة في الطريق بالقرب منا , بعد أن تعد لنا الشاي هل يمكنك الذهاب لأحضار حقائبها".
فكرت هيلين أن التعبير على وجه بولت وهو يستمع الى كلام سيده مثل تعبير شيبا , فأن كليهما يتصرفان كأنما راحة الرجل الذي يخدمانه أهم شيء في العالم.
أجاب بولت يا سيدي لا بد أن الآنسة ستقضي ليلتها هنا , سأجهز لها غرفة أليس كذلك؟".
" أشكرك يا بولت؟".
وخلع الرجل معطفه الجلدي فظهر قميصه الأسود الحريري وصدريته من تحته وتناول الخادم المعطف , وأستدار الرجل الى هيلين قائلا:
"يمكنك أعطاء معطفك أيضا لبولت , وأؤكد لك أنه يستطيع أن يجففه بدون أن يصيبه أي تلف".
كانت هيلين ترتجف بشدة حتى أنها لم تستطع أن تفط أزرار معطفها .ولدهشتها تحرك الرجل الأعرج ودفع يديها المثلجتين جانبا وأخذ يفك لها المعطف ثم رفع يديه وسحبه عن كتفيها وتلقاه بولت قبل أن يسقط على الأرض , لم تكن تعرف هذا الرجل ذا الملامح الخشنة واللسان السليط ولم تكن تريد أن تعرفه .... كان فيه شيء يقلقها ويخيفها , ومع ذلك فأن لمسة يده السريعة عندما دفع يديها بعيدا جعلت النار تسري في ذراعها كأنما أحرقتها وشعرت بالنشوة والنفور في الوقت نفسه.
وتحرك بولت وفتح بابا الى اليمين ,ثم تبينت أن الرجلين ينتظران أن تسبقهما فسارت بطريقة مضطربة ودخلت الغرفة وهي تضم نفسها بقوة في محاولة لوقف تلك الرعشة السخيفة.
منتديات ليلاس
ووجدت نفسها في غرفة جلوس فسيحة مضاءة بمصباحين عاديين والنار مشتعلة في المدفأة الضخمة , وكانت قطع الخشب مكومة في النار والغرفة تفوح برائحة خشب الصنوبر والأرض مغطاة ببعض الأبسطة وعلى حدة بعض كراسي المائدة ومكتب وطقم من ثلاث قطع مغطاة بقماش غامق , وأجفلت عندما مرت الفهدة بجانبها وذهبت لتتمطى أمام المدفأة , ونظرت حولها بخوف لترى أذا كانت بمفردها مع هذا الحيوان فأذا الرجل يأتي نحوها وهو يعرج , وقد ذهب بولت الى عمله.
" هلا جلست".
أشار الى الأريكة أمام المدفأة , وبعد لحظة ذهبت هيلين لتجلس على طرف الكرسي بجانب المدفأة ونظر اليها بسخرية ثم جلس على الكرسي المقابل ومد ساقيه أمامه براحة ظاهرة ,وبعد لحظة أستدار ونزع غطاء القارورة وقال بهدوء وهو يلقي عليها نظرة شاملة :
" قليل من الشراب على ما أظن ؟ يبدو عليك الحاجة الى كأس يدفئك".
لم يقم ليقدم المشروب اليها ولكنه مد يده عبر المدفأة وكان على هيلين أن تأخذه , لم يكن ذلك مشروبها المفضل لكنها كانت سعيدة لأنه سيدفئها ويويل عنها البرد , أخذت تشربه ببطء وبالتدريج فذهبت عنها الرعشة ولم يشرب رفيقها شيئا بل أسترخى في كرسيه وبعينين مغلقتين أخذ يتفحصها بتركيز شديد.
وقبل أن تفرغ من الشرب عاد بولت ومعه صينية الشاي , وقال:
" سأذهب الآن لأحضار الحقائب أذا أعطتني السيدة الشابة مفاتيحها".
" آه... نعم ... بالطبع".
أخرجت حلقة من الجلد فيها كل مفاتيحها وناولتها لبولت.
" أنا ممتنة جدا يا بولت , أنها على بعد ميل تقريبا ... أوصد السيارة ".
هز بولت رأسه :
" سأجدها يا آنسة".
" أشكرك".
وأستراحت قليلا في جلستها – لقد بدأ الشراب يأتي بمفعوله ,وبدأت تعود الى حالتها الطبيعية ففي مثل هذا الوقت غدا قد تكون وصلت الى باوتيس وتصبح هذا الواقعة التي حدثت لها مجردذكرى أو شيء مسل تحكيه لأصدقائها عندما تعود الى لندن.


وبعد أن أنصرف بولت أعتدل الرجل في جلسته ونظر الى الصينية قرب أبريق الشاي وملحقاته , كان هناك طبق به بعض الشطائر وفطيرة الفاكهة تبدو لذيذة الطعم – سألها وهو ينظر اليها بعينيه الصفراوين.
" هل تريدين سكرا وحليبا أو ليمونا؟".
" أريده بحليب وبدون سكر مع الشكر".
أجابت وهي ترفض أن تستسلم للخوف بعدما أستعادت ثقتها بنفسها , وبينما كان يسكب الشاي أستمرت قائلة:
" ألا تظن أننا يجب أن نتعارف".
أنتهى الرجل من سكب الشاي وأضاف الحليب ثم ناولها قدح الشاي وهو يقول:
" أذا كان هذا هاما بالنسبة اليك".
شهقت هيلين:
" هل تقصد أنك يمكن أن تدعو شخصا غريبا تماما ليشاركك في منزلك بدون أن تهتم بمعرفة أسم هذا الشخص؟".
" من الجائز أنني أعتبر نوع الشخص أهم من أسمه".
وقال وهو ينظر اليها بعينين ثابتتين :
" على سبيل المثال أنا غير محتاج لمعرفة أسمك لأعرف أنك فتاة عنيدة توعا ما ولا تسمع النصيحة التي تقدم اليها".
أحمر وجهها وردت بأحتقار:
" وكيف يمكنك أن تعرف ذلك؟".
هز كتفيه وأستطرد:
" ليس من المعتاد أن تقوم آنسة مثلك بقيادة سيارتها وحدها في مثل هذه الظروف , ومن الواضح مما ذكرت أن معك حقائب مما يدل على أنك كنت تنوين البقاء في فندق أو ما شابه".
ثم قطب جبينه وقال:
" من الجائز أنك رتبت لمقابلة شخص ما- بالطبع , ولكن لا يبدو عليك الأهتمام لتعطلك هذه الليلة".
رشفت هيلين الشاي وردت :
" السيدات يقمن أحيانا برحلات وحدهن – ألا تعلم ذلك؟".
" في مثل هذه الظروف ليس هذا شيئا معتادا".
" قد أكون أحدى الفتيات العاملات أو ممثلة لهيئة ما وضلت طريقها".
" نعم هذا ممكن ولكن ليس محتملا".
" لماذا؟".
" لأنني لا أظن أنك فتاة عاملة".
صاحت هيلين بنفاذ صبر :
" لماذا؟".
" من الطريقة التي قابلت بها بولت , وكأنك معتادة على وجود خدم حولك".
تنهدت هيلين وشعرت أنها في أية مناقشة معه ستمون الخاسرة , الى جانب أنه يقدم لها ضيافته , قد يكون من الأفضل أن تكون ألطف قليلا في قبولها , فلم يكن من طبيعتها أن تتصرف بهذه الطريقة الحانقة , ولكن شيئا ما فيه جعل أسوأ ما فيها يطفو.
" حسنا".
وافقت أخيرا:
" أنا لست فتاة عاملة , هذا صحيح , وأسمي هيلين جيمس أبنة فيليب جيمس".
قال بسخرية وقد أخذ شطيرة بعد أن رفضت هي:
" وهل من المفروض أن اعرف هذا الأسم؟ للأسف أنا لست على صلة بالناس الآن".
وأبتسم مما جعله يبدو أصغر سنا بكثير , وأنفرجت شفتاها , أن وجهه مألوف... رأته من قبل... أنها متأكدة ولكن أين ومتى؟
أجبرت نفسها أن ترد على سؤاله بينما هي تفكر في هذا اللغز:
" والدي هو سير فيليب جيمس- وقد فازت شركته بجائزة صناعية في العام الماضي , أنها شركة ثورب الهندسية".
وهز الرجل رأسه:
" أصدقك".
قالت بصبر نافذ:
" وأنت لم تخبرني بأسمك؟".
" أخبريني أولا ماذا تفعلين هنا بعيدا عن المجتمع الذي تعتادينه؟".
وعضت هيلين شفتيها وقالت:
" في الحقيقة أنا.... محتاجة للذهاب بعيدا بمفردي لفترة من الوقت, أحتاج لبعض الوقت لأفكر وأنا واثقة أن أبي لن يبحث عني".
وها قطب الرجل وقال:
" هل تعنين أنك هربت؟".
" ليس كذلك, تركت لوالدي كلمة فلا حاجة به للأنشغال عليّ".
: ولكنه سينشغل".
" ممكن".


تحركت هيلين بقلق وقالت:
" في أية حال هذا لا يعنيك , وأنا فقط ممتنة لأنك جئت في الوقت المناسب , ولو لم تحضر لحدثت لي متاعب حقيقية".
" فعلا كان يمكن أن تموتي هناك في الثلج , وكان من الغباء ألا تخبري أحدا الى أين أنت ذاهبة , ألا تعرفين أنه كان من الممكن أن تدفن السيارة لأيام قبل أن يجدها أو يجدك أحد؟ أخبريني لماذا كان من المهم أن تهربي؟".
شعرت هيلين بالسخط:
" لا أظن أن هذا يخصك في شيء!".
" ومع ذلك أنا محب للأستطلاع , أرضي فضول شخص لم يعد من سكان ذلك العالم الذي تأتين منه".
ونظرت اليه هيلين بشدة- ما هذا الكلام الغريب الذي يردده؟ بالتأكيد أن بعد هذه المنطقة في الشتاء لا يعني أنها منقطعة تماما عن العالم الخارجي , ألا أذا أراد الشخص ذلك , هزت رأسها ثم قالت ببطء :
" والدي يريد أن يتحكم في حياتي ولكنني أبلغ الثانية والعشرين , ومن الجائز أن شخصيتي مستقلة كما قلت ,وقد أختلفنا على مشكلة صغيرة".
" لا أظن أنها صغيرة الى هذه الدرجة , أذ دفعتك لأكثر من مائتي ميل في الشتاء القارس يا آنسة جيمس ,ولكن هذا لا يهم فأنا أحترم رغبتك في الأحتفاظ بأسرارك الشخصية".
قلبت شفتيها كان هذا تنازلا بالكاد , وأعادت قدح الشاي الى الصينية وهي تقول:
" وأنت؟ ألا تجد المكان موحشا في هذه المنطقة المنعزلة بعيدا عن كل الناس ولا يؤنسك ألا بولت؟".
أخفت رموشه الثقيلة عينيه :
"أنا لست أنسانا مسليا يا آنسة جيمس , هل أستطيع أن أقدم لك مزيدا من الشاي؟".
رفضت وهي تضغط شفتيها بضيق وسألته:
"لماذا تتفادى الرد على سؤالي؟".
" هل كنت أفعل ذلك؟".
كان صوته هادئا ولكن عينيه كانتا مترقبتين .
" أنت تعلم أنك كنت تفعل".
تنهدت وقطبت جبينها قائلة:
" أنا أعرف وجهك من مكان ما وأنا شبه متأكدة أنني رأيتك من قبل , أما حقيقة أو في الأفلام".
قال ساخرا:
" أنك تطرينني بشدة – أليس هذا دور الرجل؟".
تضايقت هيلين لأنه جعلها تشعر بالحرج وكان ذلك تجربة جديدة بالنسبة اليها :
" أنك تعلم ما أقصد, لقد رأيت وجهك من قبل أليس كذلك؟".
بدا عليه الملل من هذا الأفتراض وفجأة قام من مكانه ووقف يدعك فخذه كأنه يؤلمه ثم سار بخطواته غير المنتظمة نحو النوافذ وسحب الستائر الثقيلة على النوافذ ورأت هيلين قبل أن يختفي المنظر الخارجي عن نظرها أن المساء حل وملأها الثلج المتساقط شعورا بالعزلة.
وأستدار اليها قائلا:
" بولت لن يتأخر في أحضار حقائبك وسيريك المكان الذي ستنامين فيه يا آنسة جيمس , أنا أتناول العشاء الساعة الثامنة تقريبا وآمل أن تصاحبيني".

 
 

 

عرض البوم صور سفيرة الاحزان   رد مع اقتباس
قديم 23-04-10, 05:16 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 156978
المشاركات: 676
الجنس أنثى
معدل التقييم: سفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 575

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سفيرة الاحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سفيرة الاحزان المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 



وتململت هيلين في مقعدها وهي تشعر بالضيق بدلا من الخوف , واضح أنه مصمم ألا يجيبها عن أسئلتها , وجعلت حركتها المفاجئة الفهدة ترفع رأسها وتحملق.
أجفلت فزعة وخرجت دمدمة منخفضة من حلق الفهدة القوي فجاء الرجل ناحيتها وأخذ يهدئها وعيناه على وجه هيلين المضطرب , سألها بصوت ناعم كالمخمل لكن برنة خفية كالصلب.
" هل يضايقك شيء يا آنسة جيمس؟".
هزت هيلين رأسها وهي تنظر بيأس حول الغرفة المضاءة , كان عليها أن تعترف أن الغرفة جميلة جدا ولا تثير أي شعور بعدم الراحة , ولكن هذا شيء متوقع , على الجدران بعض تذكارات الصيد من سيوف وبنادق عتيقة وعدة قطع من رسومات زخرفية ثمينة , هل هو رسام أم نحات أو فنان من أي نوع؟
وفجأة لفتت نظرها صورة في في أطار معلقة على الحائط خلف المكتب , لم تستطع أن تميز كل تفاصيلها من حيث كانت تجلس في ضوء ضعيف , بل كانت ترى ما يكفي لتفهم أنها صورة تمثل حادث سيارة أذ تجمع الرجال وأجزاء السيارات التي أختلطت في الطريق وأنتشرت القطع المعدنية في الهواء الممتلىء بالغبار , لم تكن صورة ملونة بل تعطي الأحساس الكامل ببشاعة ووحشية الحادث.
أنتقلت نظرتها الفزعة الى الرجل الذي كان يقف الآن جامدا بجانب الأريكة , كانت عيناه الصفراوان جامدتين وضيقتين , ففهمت أنه لاحظ نظرتها المركزة على الصورة وفهمت أيضا لماذا أصبح فجأة متباعدا , فهم أن شكوكها الخاصة بشخصيته في البداية تأكدت , كان واحدا من السائقين الذين حدث لهم هذا الحادث المروع لكنه لم يكن حادثا عاديا.
وقالت ببطء وتعجب وهي تقف على قدميها:
" أنا أعلم من أنت .... أنك .... دو**** لايول بطل السباق".
ذهب التوتر من جسمه النحيل وأستند بيديه على ظهر الأريكة ثم قال بسخرية:
" نعم... أنا دو**** لايول.... ولكنني لستالآن بطل سباق".
وحدقت فيه هيلين :
" ولكنك كنت كذلك .... أنا أتذكر والدي وهو يتكلم عنك0 كان معجبا بك أشد الأعجاب قبل... قبل...".
" قبل الحادث , أعلم ذلك".
قالها بمرارة:
" ولكنني أعتقد... أقصد".
ثم توقفت وقد أنعقد حاجباها في أستغراب :
" كان الجميع يفترض أنك أختفيت .... والدي قال... وكل الناس قالوا....".
وتحركت بضيق ولم تكمل جملتها :
"كانوا يعتقدون أنني مت؟".


كانت لهجته ساخرة وأستطرد:
" نعم أعلم تلك الأشاعة , كانت أصابتي خطيرة وكان يلائمني أن أغذي هذا الأعتقاد فليس هناك شيء أكثر أيلاما من بطل يسقط ومع ذلك يحاول أن يختفظ بالأضواء".
"ولكن الأمر لم يكن كذلك".
وأعترضت هيلين قائلة:
" كان الصدام حادثا مروعا ... ولكن لا يمكن لوم أحد , أن الدعاية....".
قاطعها بصوته الهادىء الساخر:
" وهل قلت أنني ألوم نفسي؟".
" لا ولكن ... والدي كان من أشد المعجبين بك وكان هناك آلاف آخرون مثله , فهل تظن أنه من العدل أن تتركهم يفترضون أنك مت؟".
أعتدل دو**** لايول وأخذ يدلك فخذه بيده السمراء القوية:
" هل تظنين أنه ليس من حقي أن أتمتع بحياتي الخاصة لأنني كنت في يوم من الأيام من المشهورين يا آنسة جيمس؟".
لن تعرف هيلين كيف ترد على كلامه:
" أنا لا أصدر أحكاما يا سيد لايول , ولكن كل ما هنالك أن موهبة كموهبتك من المؤسف أ ، تضيع ولا يتعمل منها المتسابقون الجدد".
فلوى شفتيه ومر بأصابعه في شعره الفاتح قائلا:
" هذا يكفي... لا أظنك ستفهمين يا آنسة جيمس".
رفعت هيلين رأسها وردت :
" أنك تقلل من شأني يا سيد لايول".
فأبتسم ساخرا:
"ممكن... ولكن لسوء حظك أن ذاكرتك قوية ,كنت أظن أن فتاة في السادسة عشر تهتم أكثر بالموسيقى الشعبية وأبطالها".
" أخبرتك أن والدي كان يذهب الى سباق السيارات , وكنت أذهب معه أحيانا".
ضاقت عيناه وهو يفكر:
" أنه أمر شاذ!".
وأقلقتها كلماته :
" ماذا تعني ؟".
هز دومينيك لايول كتفيه بأستنكار :
" واضح ما أقول!".
" ما هو الواضح؟".
نظر اليها بعينين ثابتين جريئتين :
" تعرفك عليّ يا آنسة جيمس , لسوء حظك أخشى أن هذا يعني أنك لن تستطيعي ترك هذا المكان في الصباح!".



 
 

 

عرض البوم صور سفيرة الاحزان   رد مع اقتباس
قديم 23-04-10, 05:23 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 156978
المشاركات: 676
الجنس أنثى
معدل التقييم: سفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 575

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سفيرة الاحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سفيرة الاحزان المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 



2- العشاء المردود
منتديات ليلاس

لعدة دقائق كان هناك سكون تام في الغرفة لم تستطع هيلين أن تصدق أنها سمعت جيدا ما قاله ولكن شيئا ما في وجهه النحيف الخشن أكد لها أنها سمعته جيدا .
قالت أخيرا:
"لا يمكن أن تكون جادا فيما قلت!".
" للأسف أنني جاد يا آنسة جيمس".
" ولكن لماذا.... لماذا؟".
" بالتأكيد هذا واضح أيضا- فأنا لست مستعدا لذلك النوع من الدعابة الذي سيؤدي الى أكتشافي في هذا المكان".
ورفضت هيلين أن تقبل شعور الخوف الذي بدأ يضطرب بداخلها :
" ولكن... ولكني لن أخبر أحدا ".
قالت محتجة وهي تكرر الكلمات نفسها التي سمعتها كثيرا في الأفلام وفي التلفزيون , عندما كان البطل يواجه بعض الهاربين من القانون , ألا أن دو**** لايول لم يكن هاربا من القانون , كان هاربا فقط من المجتمع .
" للأسف لا أستطيع أن أجازف- أخشى ألا يمكنك مقاومة الأغراء بأن تقولي لوالدك أن الرجل الذي كان يظن أنه مات ما زال حيا وبصحة جيدة ويعيش في منطقة البحيرات".
" لا .... لن يحدث".
وضغطت هيلين على يديها :
"" في أي حال لا يمكن أن تبقيني هنا , هذا غير قانوني!".
فأبتسم أبتسامة كريهة :
" حقا؟".
" ولكنه جنون ! أقصد أن والدي سيبحث عني!".
" قلت لي بنفسك أنه لن يخطر بباله أبدا البحث عنك هنا".
" ليس في البداية , ولكن عندما لا يجدني في أي مكان آخر".
" عندئذ ستكونين حرة في العودة اليه".
وأرتعشت :
" ماذا تعني؟".
" ببساطة أنوي ترك هذا البلد- وحتى أفعل ستبقين هنا".
وشهقت هيلين :
" ولكن هذا قد يستغرق شهورا".
ورد موافقا ببرود:
" على الأقل أسابيع".
وأنفتح الباب فجأة خلفها فتحركت بعصبية , كان بولت وهو يقف على العتبة وكتفاه العريضتان يكسوهما الثلج.
" آه بولت لقد عدت".
وحياه دو**** لايول بدفء لم يظهره لهيلين .
" هل وجدت السيارة؟".
فأبتسم بولت وقال:
" نعم يا سيدي , الحقائب في الردهة , سأخلع معطفي في لحظة وآخذ الآنسة الى غرفتها".
وهز دو**** لايول رأسه موافقا:
" نعم أفعل ذلك يا بولت , وبالمناسبة أن أسم ضيفتنا هو الآنسة جيمس , هيلين جيمس وستبقى معنا فترة أطول مما توقعناه".
لا تعرف هيلين ما تناقله الرجلان لكن كل ما أبداه بولت من أندهاش هو تقطيبة من حاجبيه ثم ألقى بمفاتيحها الى سيده وهو يقول:
" نعم يا سيدي ".
" سأخذ هذه المفاتيح".
قال مخدومه هذا وهو يلتقطها عندما ألقاها له بولت.
" سأشرحلك الموقف فيما بعد – هل هذا حسن ؟".
" نعم يا سيدي".
كان بولت مستعدا لأرضاء سيده بطريقة مثيرة – وشعرت هيلين وهي تراقب الرجلين أنها ستنفجر بالبكاء , لا يمكن أن يحدث هذا لها , لا يمكن أن يكون دو**** لايول جادا فيما ينويه من أبقائها هنا حتى يرتب أمر رحيله من البلد , أن هذا غير ممكن.
وأنفجرت قائلة وهي ترتعش:
" لا أريد أن أرى غرفتي , لا تستطيعان أبقائي سجينة هنا , هذا مستحيل!".
لوى دو**** لايول شفتيه بشيء من القسوة وسأل بلهجة تهديد هادئة:
" وكيف تنوين أن تمنعيني ؟".
" أنا.... سأهرب".
" مرة أخرى؟".
" سأذهب الى أقرب مزرعة أو قرية ,سأتصل تلفونيا وأطلب النجدة".
" لا توجد تلفونات هنا يا آنسة جيمس".
" أقصد في القرية ".
سألها دو**** لايول بهدوء:
" وهل تعرفين الطريق الى القرية؟".
"لا أظن أنه يصعب العثور عليه".
" في هذه الظروف؟".
وأمتلأ حلقها بالبكاء :
" أنك مجنون ... مجنون! لا أريد أن أبقى هنا , أريد فقط أن أذهب الى باونيس وأعدك أنني لن أخبر أحدا عنك , فقط دعني أذهب".


" أخشى أن يكون ذلك مستحيلا يا آنسة جيمس".
أتجه معذبها الى بولت قائلا:
"يجب أن ننقل السيارة غدا قبل أن يذوب الثلج".
" سأتولى ذلك في الصباح".
شعرت هيلين بحالة من اليأس الفظيع , وبدا أنه لا حل لهذا الموقف الغريب , لقد وضعت نفسها في هذا المأزق بما قالته , لو لم تخبره عن هروبها من والدها ولو لم تتعرف عليه ولو .... ولو...
" لا تستطيع أن تمنعني من محاولة الهرب".
رد دو**** لايول وهو يحرك عضلات ظهره :
" لا أنصحك بذلك".
كان يدو مرهقا بشكل واضح وتبينت هيلين بوخزة أسى أن الوقوف لمدة طويلة سبب أرهاقه كان من المفروض أن تشعر بالسرور لأنه ليس قويا الى الحد الذي يريدها أن تتخيله , ولكن هذا لم يكن شعورها , كان يتحرك في داخلها شعور خائن بالعطف , وتساءلت عن السبب الذي جعله يلفظ العالم الذي كان يعيش فيه لهذه العزلة الزاهدة.
وشعر بولت أيضا بتعب سيده وبعدم الكلفة التي ولدتها سنوات خدمته معه , قال له بلوم وقلق:
" أنه موعد علاجك يا سيدي- أذا نزلت الى الدور الأرضي سألحق بك على الفور بعد أن أصحب الآنسة جيمس الى غرفتها".
كان تعبير دو**** لايول وهو ينظر الى هيلين ينم عن السخرية من نفسه وسألها بمرارة:
" هل ترين كيف الحال معي؟ أنني مثل آلة مخربة تحتاج للتزييت دائما- أليس كذلك يا بولت؟".
أنفرجت شفتا هيلين ولم تستطع أن تمنع نفسها من أن تقول:
" أنك لست مسنا".
"على الأقل بضعة سنوات أكبر مما كنت سمعت أسمي لأول مرة".
قال ذلك بضيق بينما تقلص وجهه من الألم.
" أرجو أن تعذريني...".
وخرج وهو يعرج بثقل وقد ألتوى فخذه في تشويه بشع , راقبه بولت وعلى وجهه تعبير الأخلاص والحب الكبير مما جعل هيلين تشعر بأنها دخيلة , وقامت أيضا الفهدة وسارت خلف سيدها.
ثم أستدار بولت نحوها وقال وهو يفك أزرار معطفه ويخلعه:
" لحظة واحدة يا آنستي ... هلا أتيت معي ؟".
كانت هيلين تريد أن تحتج- المفروض أن تحتج , يجب أن تكرر أن هذا جنون وأنه ليس من حقهم أن يبقوها برغم أرادتها وأنها ستجد طريقة للهروب , ولكنها بدلا من ذلك راقبت بولت وهو يحمل حقائبها ثم تبعته صاعدة السلم الخشبي الواسع وقدماها تغوصان في السجادة ذات اللونين البني والذهبي التي تغطيه.
كان مطلع السلم كالصالة له نوافذ زجاجية , وفي منتصف الطريق الى أعلى نافذة مستديرة تطل على خلفية المنزل , وكان من غير الممكن رؤية أي شيء من خلال الجليد لكن لمعان الثلوج أعطى للمكان أضاءة خاصة.
وفي أعلى السلم دهليز يؤدي الى أتجاهين وسياج السلم يطل على غرفة الجلوس الواسعة.
وأخذت هيلين تتأمل الثريا الكريستال الرائعة.
وسار بولت في الممر الى يمين السلم مارا بعدة أبواب قبل أن يقف أمام باب الغرفة التي ستكون غرفتها , ففت الباب وأضاء الأنوار وأفسح لهلين لتسبقه داخل الغرفة.
وكانت الأرض مغطاة بسجادة ناعمة بلون الزيتون تتناسب مع لون غطاء السرير الزيتوني والسكري وكذلك لون الستائر الطويلة الحريرية التي تغطي النوافذ , وكان الأثاث المكون من سرير وثلاث مرابا وخزائن كبيرة من خشب الماهوغني القاتم , أضخم قليلا مما يجب لكنه مقبول في هذه الغرفة ذات السقف العالي , وهناك مدفأة تحت الشباك والغرفة دافئة بشكل مريح.


ووضع بولت حقائبها على الأرض وأشار الى باب قرب الخزانة في الطرف القصي للغرفة قائلا:
" هنا الحمام".
ثم نظر حوله ليتأكد أن كل شيء على ما يرام".
" وضعت زجاجات ماء ساخن في السرير , ويمكن أعادة كلئها مرة أخرى أذا أحتجت لذلك".
قالت هيلين وهي تعض شفتيها متعجبة كيف تقبلت الموقف بهدوء:
" أشكرك يا بولت".
ثم أضافت وهي تتجه الى الباب :
" على فكرة...".
نظر اليها بأدب برغم أستعجاله الذهاب لسيده .
" نعم يا آنسة ؟".
" هل تنوي.... أن تغلق الباب علي؟".
أبتسم وخرج وأغلق الباب وحينئذ فقط رأت المفاتيح من الداخل , بعد خروج الخادم ذهبت هيلين نحو النوافذ وجذبت الستائر جانبا لكنها لم تستطع أن ترى ألا بضع أشجار مغطاة بالثلوج , فتركت الستائر تعود الى مكانها وأستدارت لتتفقد غرفتها.


وفكرت بشيء من عدم الأتزان , أن أي غرفة لايمكن أن تكون أكثر راحة , وأي صاحب فندق لا يمكن أن يكون أكثر أهتماما براحة ضيفه من بول , يا للغرابة! كلما فكرت في الأمر كلما بدا خياليا , فكم من المتوقع أن تبقى هنا؟ وكم من الوقت سيستغرق دومينيك لايول ليسوي أموره كما يريد ويترك البلد؟
أخذت تذرع الغرفة بقلق محاولة تهدئة مخاوفها التي عاودتها عندما وجدت نفسها وحيدة , هل يعني حقا ما قاله؟ أم أنها خدعة متعمدة ليخيفها ويتسلى بها , ورجحت الأحتمال الأخير ومع ذلك فهو شخص مهذب ومثقف! كيف يمكن أن يقرر بشكل هادىء أن يحتجزها على غير أرادتها ولا يتركها ألا في الوقت الذي يناسبه هو ؟ ما هي طريقة الحياة التي كان يحياها هذه السنوات الأخيرة والتي جعلت ضميره ينام؟
نظرت الى ساعتها التي تجاوزت السادسة , لقد قال دو**** لايول أنه يتناول عشاءه في الثامنة ولكنها الآن تشك في قابليتها على الطعام ,وأين هو وما هو نوع العلاج الذي يعطيه له بولت؟
نظرت الى نفسها في المرآة , فلم يعجبها منظرها المشوش , كانت ساقا سروالها مجعدتين بسبب طيهما وشعرها غير منسق بفعل الهواء وفي خديها خدوش أحدثها أختراقها الحاجز النباتي على جانب الطريق.
ورفعت يدها المرتعشة ولمست خصلة من شعرها الأسود الناعم ,ماذا ستفعل الآن؟
فحصت الحمام فتأكدت من عدم وجود أي مخارج سوى باب غرفة النوم , أغلقت باب الغرفة بالمفتاح ودخلت لتستحم , كان الحمام فسيحا والمياه الساخنة وفيرة وشعرت بالراحة والأنتعاش وخرجت من الحمام وقد لفت جسمها بمنشفة بيضاء كبيرة وذهبت لتحضر بعض الملابس النظيفة , لكن لشدة ضيقها كانت حقيبتها مغلقة ومفاتيحها في الحلقة التي أخذها دومينيك لايول.
وقفت مترددة وسط الغرفة لا تدري ماذا تفعل , كانت تريد أن تخرج الى الممر وتنادي بولت ليحضر المفاتيح ,ولكن حرج موقفها جعلها تعيد النظر في هذه الفكرة , وبضيق أرتدت ملابسها التي خلعتها للتو , وأكتفت بتصفيف شعرها وبمكياج خفيف , لحسن الحظ أن أدوات الماكياج كانت في حقيبة يدها فلن تبدو غير مرتبة , كما أن ملابسها لا بأس بها وفي أي حال فهي تشك أن كان دو**** لايول سيلاحظ أي شيء , وصممت أن تحصل على مفاتيحها قبل النوم فهي لا تريد أن تنام بدون قميص نومها.
شعرت بشيء من القلق لهذه الفكرة ,ولكن ليس هناك خوف من أن يضايقها أحد خلال الليل , بابها يغلق بأحكام ,وهو متين لدرجة تحبط أي متطفل عنيد , كما أن بولت لا يبدو من ذلك النوع الذي يفرض نفسه على أحد ودو**** لايول... أنها لا تريد أن تفكر في دو**** لايول ,ولكن من المستحيل ألا تفكر فيه , لا تريد أن تتذكر الأرتباك الذي أنتابها عندما لمسها من قبل أو السحر الشديد الذي شعرت به نحوه , تقول لنفسها أنه نفور وأنها تكرهه وتحتقره , ومثل هذا الرل لا يمكن أن يجذبها فهو كسيح , كما أنه لا ضمير له , وقد سمح لنفسه أن يفسدد خططها لمصلحته الخاصة.
ومع ذلك فهي تذكر كل التفاصيل الخاصة به , شعره الفاتح اللون وعينيه الصفراوين وجلده الغامق وجسمه القوي , وعضلات فخذه التي كانت تبدو تحت قماش سرواله الضيق وحذاءه الطويل حتى ركبتيه , والكرب الذي بدا فيه عندما شعر بالألم , أمسكت أنفاسها , ليس من المعقول أن تشعر بالعطف عليه ولكنها تفعل!
هزت رأسها وألتف شعرها الأسود حول وجهها , وفتحت الباب وخرجت , وكان الدهليز معتما وخاليا ,أضاءت نور غرفة النوم وسارت بتصميم نحو السياج على رأس السلم.
ونزلت الى الصالة , ونظرت حولها في حيرة , أي باب يؤدي الى غرفة الجلوس ؟ أنها لا تتذكر , أقتربت من أحد الأبواب وفتحته فوجدته يؤدي الى غرفة ملابس فأغلقته بسرعة وأتجهت الى باب آخر وهي تشعر كأنها ( أليس في بلاد العجائب) كانت هذه غرفة طعام صغيرة فيهامنضدة مستديرة يغطيها مفرش أبيض , هل هذه هي الغرفة التي ستتناول فيها طعام العشاء؟ وتنهدت ثم أستدارت لدى سماع صوت خلفها , كان أحد الأبواب في الصالة قد فتح وظهر دو**** لايول منخلاله والفهدة شيبا وراءه.
" هلا أنضممت الي ؟".
ودعاها بصوته العميق الجذاب الذي يدأت تتعود عليه في هذه الفترة القصيرة , هزت كتفيه بعجز وأطاعته , أفسح لها الطريق لتسبقه الى غرفة الجلوس ثم أغلق الباب خلفهما ,كان قد غيّر ملابسه السوداء الى قميص حريري بنفسجي اللون وسروال بيج فاتح وصدرية بلون أغمق قليلا من السروال , وكان وجهه لا يبدو عليه التعب الذي بدا عليه من قبل , وفكرت هيلين أن بولت لا بد قد قام بعمله , فله جسم مصارع ,ولكنه يمكن أن يكون محترف تدليك.
وأتجهت ناحية المدفأة وهي تراقب بخوف الفهدة التي تبعتهما , وكانت المدفأة قد ملئت بالأخشاب في غيابها , والمنضدة التي تناولا عليها الشاي من قبل غطيت بغطاء جميل.
أشار دو**** الى الكرسي الذي جلست عليه من قبل قائلا:
" تفضلي بالجلوس ... هل أقدم لك مشروبا قبل العشاء ؟".
كان يعاملها كأنها ضيفة منتظرة فشعرت بالأحباط , هل كان يتوقع أن تتصرف على هذا الأساس ؟ هل ستتركه ينفذ خططه بدون مقاومة؟ كيف يجرؤ أن يتصور أنه ليس لها رأي في الموضوع ؟ قالت أول كلام خطر لها:
" في الواقع أنا لم أنزل لأتعشى معك ! أريد مفاتيحي! مفاتيح حقائبي! ليس من حقك الأحتفاظ بها! لم أستطع حتى تغيير ملابسي بعد الحمام!".
عبس دو**** وهو يدفع يده في جيب سرواله ويخرج حلقة مفاتيحها , وفحص المفاتيح بأهتمام ثم قال:
" آسف طبعا تريدين مفاتيح حقائبك , أرجو أن تبينيها لي....".


حدقت فيه هيلين بغضب للحظة ثم بدون أن تفكر في النتائج أندفعت محاولة خطف المفاتيح من يده , لم تكن تعرف بالضبط ماذا يمكن أن تفعل بها لو نجحت في أخذها , الفكرة الجنونية في الركض الى سيارتها ومحاولة أدارتها مع عدم أمكانية ذلك , والهروب بها كانت فكرة غير عملية على الأطلاق ,ولكن كان يجب عليها أن تفعل شيئا , أي شيء لتثبت له أنها ليست عاجزة كما يتصور.
فشلت محاولتها فقد أطبقت أصابعه على حلقة المفاتيح , وباءت محاولاتها لأنتزاعها بالفشل , أذا كانت قد تصورت أنه ضعيف أو أن أصابته أدت الى عجزه عن رد الهجوم فقد تحققت على الفور من أن أعتقادها خاطىء , وعندما هاجمته كانت تتوقع أن يفقد توازنه , لكن هذا لم يحدث وكان جسمه القوي يقاوم بشدة , كما أنها لم تنتبه على الأطلاق للفهدة التي كانت تراقبهما بعينين متحفزتين ذكيتين والتي أمتنعت عن التدخل بأمر من سيدها , وبينما هي مستمرة في محاولة أنتزاع مفاتيحها من يديه لم تستطع ألا أن تشعر بوجود دمينيك لايول , كانت تشعر بسخونة جسمه وبالعطر الذي يفوح منه , ولكن عندما نظرت اليه ورأت الأبتسامة القاسية على وجهه , أنسحبت بعيدا بصرخة خائفة:
"أنت.... أنت متوحش! أنها مفاتيحي وأنا أريدها".
سألها وقد أرتفع حاجباه:
" ألا تظنين أنك تتصرفين بغباء ؟ عرضت أن أعطيك المفاتيح التي تريدينها".
وحركت رأسها يمينا ويسارا بشعور العجز , وقالت بصوت مهزوم:
" لماذا تفعل ذلك ؟ لماذا لا تتركني أذهب؟".
سألها بسخرية:
" الليلة؟".
" لا غدا.... أرجوك".
قال بأزدراء:
" لا تستعطفيني – أنا أحتقر الضعف".
شعرت هيلين كأنه صفعها , ضغطت بيدها على حلقها وأستدارت بعيدا عنه وهي تستند على ظهر الأريكة لتستعيد رباطة جأشها , وكانت تشعر بعينيها تؤلمانها لشدة رغبتها بالبكاء , شعرت بالضياع والوحدة وعدم القدرة على التفكير المتزن وحتى النظرة الشريرة التي كانت شيبا توجهها اليها لأنها تجرأت وتحدت سيدها لم تستطع أن تثيرها.
" خذي أشربي هذا!".
دفع دو**** لايول كوبا في يدها.
نظرت الى الكوب بلا تعبير وسألت:
" ما هذا؟".
" أنه.... سيساعدك على أن تستعيدي تفكيرك السليم".
وأجتاحتها الرغة في ألقاء الكوب بما فيه على الأرض لكنها كانت محتاجة لشيء ينعشها , فرفعت الكوب الى شفتيها المرتعشتين وشربت منه قليلا ثم شربت الباقي دفع واحدة , لسعها الشراب في حلقها فسعلت وصعدت الدموع الى عينيها ولكنها شعرت بالدفء يسري بداخلها.
ودار دومينيك لايول حول الأريكة وبدون أن ينتظرها جلس في الكرسي قرب النار المتقدة ثم سكب لنفسه كأسا من زجاجة على الصينية بجانب كرسيه, أخذ سيكارا وفيعا من صندوق على رف الكتب بجواره , وأشعله بأستمتاع واضح من المدفأة بواسطة شمعة رفيعة , ووقفت هيلين تراقبه من وراء الأريكة وتتعجب لعدم أهتمامه الشديد رغم علمه بلا شك بحالتها.
وبعد أن أشعل سيكاره كما يريد وضعه بين أسنانه وأخرج مفاتيحها من جيبه وفحصها جيدا ثم أستخرج أثنين منها وألقى اليها بالباقي , ولم تكن سريعة بما يكفي لألتقاطها فسقطت المفاتيح على الأرض أمامها, أنحنت لتلتقطها وهي تشعر بالمهانة ولاحظت أنه أخذ مفاتيح السيارة وقال وهو يفرد ساقيه الطويلتين أمامه :
" والآن... ألن تجلسي؟".
" لا سأذهب الى غرفتي , وآمل أن تكون في الصباح قد عدت الى رشدك".
رد بأبتسامته الساخرة التي أصبحت تتوقعها وهو يخرج سيكاره من فمه:
ط لا تشعري بخيبة الأمل أذا لم ألعل!".
" أنت.... حقير!".
" رأيك فيّ لا أهمية له".
وراقبها وهي تسير نحو الباب ثم قال:
" ألم تسمعي أن الحرب تعتمد على بطون قواتها؟ وأذا لم تتناولي عشاءك فستكونين في الصباح جائعة جدا".
وتخشيت هيلين , فعلى الأقل فيما يختص بالطعام , تستطيع أن تقرر لنفسها .
" لا أستطيع أن ألمس طعامك!".
قالت وغضبها يزيد من تصميمها:
" لو أكلته سأمرض".
وقبل أن تخرج بعد هذه الكلمات أنفتح الباب ودخل بولت يحمل صينية- لم تستطع أن ترى كل ما عليها – لكن رائحة صلصة الكاري كانت واضحة , ولاحظت أبريقا من القشدة مع فطيرة فواكه لذيذة على جانب الصينية.
ونظر الخادم الى هيلين بأندهاش ثم قال:
" فكرت في أن أقدم لكما العشاء هنا يا سيدي فالليلة باردو جدا".
قال دومينيك وهو يبتسم بسرور أكثر من العادة:
" أنها فكرة حسنة , هلا أكلت معي يا بولت".
وألقى بولت نظرة على هيلين وهي ما زالت تحوم بجانب الباب وقد خدرتها رائحة الطعام , بدأت الآن تشعر بالجوع الشديد وأسفت لتصرفها المتسرع في رفض الطعام , وقال بولت:
" ولكنني ظننت أن الآنسة :
" ولكنني ظننت أن الآنسة....".
وهز دومينيك رأسه قائلا:
" الآنسة جيمس ليست جائعة يا بولت , قالت أن الطعام سيمرضها ".
ونظر الى وجه هيلين المتردد بعينيه القاسيتين فحركها للرد:
" نعم... هذا صحيح .... أنا أهتم بأختيار الشخص الذي أتناول الطعام معه".
ثم خرجت وصفقت الباب وراءها .
ووقفت لحظة في البهو متوقعة أن يتبعها ليرد على تصرفها لكت كل ما سمعته هو أنفجار بالضحك من دومينيك لايول , وتحققت من أن بولت هو الذي سيستعمل الكوب الآخر على الصينية.

 
 

 

عرض البوم صور سفيرة الاحزان   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne mather, آن ميثر, leopard in the snow, روايات, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, صحراء الثلج, عبير
facebook



جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t140113.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Ask.com This thread Refback 24-09-15 11:59 PM


الساعة الآن 02:45 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية