لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-04-11, 05:58 PM   المشاركة رقم: 91
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
حَاتمِيّة العَطآءْ

البيانات
التسجيل: Nov 2009
العضوية: 151969
المشاركات: 40,316
الجنس أنثى
معدل التقييم: بوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسي
نقاط التقييم: 6598

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بوح قلم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أم ساجد المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 



*18*
****
***
**
*




لماذا أفعل كل هذا معك ؟


أوتسألنى يا إياد لماذا أفعل كل هذا معك ؟


ألم يخطر ببالك أبداً أننى أحبك ؟


لقد قلتها لك صريحه ذات مره . . فماذا تريد أكثر من هذا ؟


أتريدنى أن أعلنها على الملأ يا إياد حتى تقتنع بحبى لك ؟



" دانه . . أخبرينى بالله عليكِ . . هل ما أشعر به حقيقى أم أننى مُخطأ ؟ "



نظرتُ إلى إياد وقلتُ بصوت بالكاد خرج من حنجرتى :
" بلى . . ما تشعر به حقيقى يا إياد . "



إياد صمت لبرهه ثم قال :
"أذن ما تفعلينه معى ليس بدافع الشفقه ؟ "



قلتُ نافيه :
" لم يكُن شعورى نحوك شفقة أبداً . "



إياد أطرق هنيهة وقد بدت عليه إمارات التفكير ، ثم قال :
" دانه .. هل تقبلين الزواج من شخص ضرير ؟ "



لم أصدق نفسى ، وشعرتُ بنفسى أطير وأحلق فى السماء من فرط سعادتى !


أخيراً قلتها يا إياد ! أخيــــراً !



" أسف . . أعتبرينى لم أسألكِ هذا السؤال . "



وكما رفعنى إياد بجُملته الأخيره إلى السماء السابعه فقد خسف بى إلى أعماق الأرض . . بل وأعماق الجحيم نفسه !




إياد قال :
" رُبما لم يكن يتعين علىّ أن أسألكِ هذا السؤال ؛ فأنا شخصً ضرير لا نفع منه ولا . . . "



أقتربت من إياد ووضعتُ يدى على شفتاه مقاطعه إياه ، ثم قلتُ :
" أنا لا يعنينى هذا . "




إياد ظل صامتاً لفتره أطول هذه المره ، ثم قال بحيره :
" لستُ أدرى هل يجب علىّ أن أسعد بهذا الكلام أم أحزن ؟ "



قلتُ بأسى :
" لماذا تحزن يا إياد ؟ لقد أختطفتنى قبل عُرسى بيوم واحد وكان هدفك هو أن أبادلك مشاعرك وها قد حدث ما كنتُ ترغب به . . أين المشكله أذن ؟ "




إياد قال بعد فتره :
" المشكله أننى لا أريد أن أتزوجكِ وأنا ضرير "



قلتُ بأندفاع :
" وماذا عن الجراحه التى ستجريها غداً ؟ "



إياد تعجب وسألنى :
" من أخبركِ بهذا ؟ "



قلتُ :
" ليس مُهماً من أخبرنى بهذا . . المهم أنه لازال هناك أمل فى أن يعود إليك بصرك . "



إياد تجهم وقال بنبره حزينه يائسه :
" لكن الأمل ضئيل جداً يا دانه . . "




أحبطنى رده كثيراً ، لكنى لم أريد أن أجعله يفقد الأمل فى الشفاء ، فقلتُ :
" المهم أنه هناك أمل حتى إذا كان ضئيل "



إياد قال :
" لكنى لا أريد أنعاش الأمل فى قلبى حتى لا أُصدم إذا . . . "



قاطعته قائله :
" لا تقـُلها يا إياد . . بإذن الله ستنجح العمليه وسيعود إليك بصرك . . "




وأضفتُ :
" وإذا لم تنجح العمليه لا قدر الله لن يفرق معى هذا فى شئ . "




خُيل إلىّ أننى لمحتُ شبه إبتسامه على زواية فم إياد قبل أن يقول :
" لستُ أدرى ماذا كنتُ سأفعل بدونكِ يا دانه ؟ "




أبتسمتُ وقلتُ :
" لا تفترض شيئاً لن يحدث يا إياد . . أنا لن أبتعد عنك وسأظل بجانبك إلى الأبد . "



وأضفتُ :
" حتى لو لم تكن هذه هى رغبتك أنت أيضاً يا إياد . "




هذه المره رأيتُ إبتسامه هادئه تشق طريقها إلى شفتيه ، وسمعته يقول :
" هذه ليست رغبتى فقط يا دانه . "



وأحتض كفى براحتيه ثم أضاف :
" إنه حلم حياتى أن تظلى بجانبى يا حبيبتى . . وإلى الأبد . "



*-*-*-*




بعد أن فقدتُ الأمل فى أن تعود لى دانه . . وفى أن يعود لى بصرى ذات يوم . . أشرقت الشمس من جديد ، وجلبت معها بصيص الأمل ليضئ حياتى من جديد . .

بل ويضيئ الدنيا بأكملها من حولى !

فما أجمله من شعور ذاك الذى أشعر به الأن ! وما أجملها من راحه !

يا رب أتم فرحتى علىّ وأعيد لى بصرى من جديد . .

يا رب أنى أستعطفك بعطفك ، وأستقدرك بقدرتك ، بأن ترؤف لحالى وتعيد إلىّ بصرى . . من أجل دانه فقط . .

يا رب لا تخذلنى وأستجيب لدعائى . .



" ها قد أنتهيتُ من إعداد الطعام . "



أنتزعنى صوت دانه من شرودى فقلتُ :
" دعينا نتناوله أذن . . إننى أتضور جوعاً . "



دانه قالت :
" لقد حضرته بالفعل . . هيا بنا . "



وأمسكت بيدى ثم قادتنى إلى حجرة المائده ، وجلست على المقعد المجاور لى وبدأت تضع لى الطعام فى طبقى ، وحين أنتهت منه قالت :
" أريد أن أطلب منك طلب يا إياد . "



أبتسمتُ وقلتُ :
" تفضلى يا حبيبتى . . أطلبى ما شئتِ . "



قالت :
" أريد أن أطعمك بيدى . "



تفاجأتُ من طلبها كثيراً ، وخطر لى أن تكون دانه مُعتقده أننى عاجز عن تناول طعامى بنفسى لذا فقد طلبت منى أن تطعمنى بنفسها لكى لا تحرجنى !


قلتُ لها :
" بأمكانى أن أتناول طعامى بنفسى . . "



وأضفتُ :
" كان الأمر صعباً فى البدايه إلا أننى لم ألبث أن أعتدتُ على ذلك . "



أتانى صوت دانه على الفور وهى تقول :
" أعرف هذا . . لكنى أريد أن أطعمك بيدى . "



وأضافت : " أرجوك يا إياد . "



وأمام توسلاتها لم أجد مفراً ، وأذعنتُ لطلبها وبدأتُ دانه تطعمنى بيدها . .

وكان الطعام جميل المذاق . . يبدو أن دانه طاهيه مُمتازه . . ما أجمل حظى !

وما أسعدنى اليوم !

يا رب لا تحرمنى من هذه السعاده و أتمها علىّ بالشفاء . .




*-*-*-*


أثنى إياد على الطعام الذى أعددته كثيراً ، وألتهمه كله بنهم . .




أنا سعيده جداً بهذا . . بل إن اليوم هو اسعد يوم فى حياتى كلها !




يا رب أتم سعادتى بشفاء إياد . . اللهم آمين . .





فى المساء طلب منى إياد أن أقرأ له كتاب ، فجلسنا بحجرة الجلوس وبدأتُ أقرأ له . .




كان إياد يبدو مسروراً للغايه وهو يستمع إلىّ بأصغاء ، لكن بعد فتره قصيره وجدته قد شرد تماماً لدرجة أننى حين توقفتُ عن القراءه وناديته لم يرد علىّ إلا بعد عدة مرات . .



" أسف . . لقد شردتُ قليلاً . . ماذا تريدين يا حبيبتى ؟ "



أبتسمتُ وقلتُ :
" وبماذا يفكر حبيبى يا تُرى ؟ "




إياد تنهد بقوه وقال :
" لاشئ . . فقط . . أفكر فى العمليه التى سأجريها غداً . . "




وصمتُ لبرهه ثم قلتُ :
" تعرفين يا دانه . . إذا أنعم الله علىّ بأستعادة بصرى سأذهب لخطبتكِ مباشرة . . وسنتزوج فى أقل فى شهر . "




وأضاف مُبتسماً :
" فأنا مُتشوق جداً لكى تكونى بجانبى دائماً . "



أحمرت وجنتاى خجلاً من كلامه ، وقلتُ :
" بإذن الله سيعود إليك بصرك ثانيه . "



ردد إياد خلفى :
" بإذن الله تعالى . "



وأضاف :
" هل تريدين أن نقيم بهذه الشقه أم بالمنزل الريفى ؟ "



أبتسمت وقلتُ :
" ألا ترى أن هذا الحديث سابق لأوانه قليلاً ؟ "



إياد قال بسرعه :
" لا يا دانه . . على العكس . . لقد تأخر هذا كثيراً . . فأنا منذ أن رأيتك أول مره وأنا أحلم بكلِ هذا . . "



وأضاف :
" وبأن تكونى لى . "




قلتُ :
" بإذن الله لن أكون لسواك يا حبيبى . "



إياد أبتسم وقال :
" ماذا قلتِ يا حبيبتى ؟ "



كررتُ :
" قلتُ أننى لن أكون لسواك بإذن الله تعالى . "




إياد قال :
" بل ماذا قلتِ بعدها ؟ " !!



*-*-*-*

 
 

 

عرض البوم صور بوح قلم   رد مع اقتباس
قديم 11-04-11, 06:03 PM   المشاركة رقم: 92
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
حَاتمِيّة العَطآءْ

البيانات
التسجيل: Nov 2009
العضوية: 151969
المشاركات: 40,316
الجنس أنثى
معدل التقييم: بوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسي
نقاط التقييم: 6598

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بوح قلم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أم ساجد المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

*19*
****
***
**
*






الساعة الحادية عشر . .

كنتُ أجلس فى الممر المؤدى إلى غرفة العمليات ، ، عيناى مُسمرتان على باب غرفة العمليات . . ولا أكاد أرى شيئاً مما حولى سواه. .


وصورة إياد قبل دخوله إلى حجرة العمليات مطبوعة بذاكرتى ، تأبى أن تفارقنى . . ومن حين لأخر تمر أمامى كأنها شريط سينما . . فينفطر قلبى إلى نصفين . . وتدمع عينى . . ويتحرك لسانى بلا كلل أو ملل ليتضرع إلى الله ، ويتوسل إليه لكى تنجح العمليه ويعود لأياد بصره . .

يا رب أنا لا أريد شيئاً فى هذه الدنيا سوى أن يعود لأياد بصره وبأن نتزوج . .


هذا فقط ما أتمناه من كل قلبى . .
يا رب أنت أملى الوحيد والعظيم . . فلا تخذلنى وحقق لى أمنيتى الوحيده . .

بعد فتره من الزمن ، سمعتُ صوت باب غرفة العمليات يتحرك ، فقفزتُ من مكانى وأقتربتُ من الغرفة فى وجل ، فرأيتُ إياد على السرير المُتحرك ، عيناه مُضمدتان بالشاش ، ويبدو غائباً تماماً عن الوعى ، بينما تدفع السرير ممرضتان وطبيب التخدير نحو الغرفه فى أخر الممر . .

تبعتهم إلى حجرة إياد ووقفتُ أراقبهم من بعيد وهم يتعاونون فى نقل إياد إلى السرير ، ومن ثم يغادرون الغرفه وأظل أنا وحدى مع إياد الغائب عن الوعى . .

جذبتُ لى مقعداً وأدنيته من سرير إياد ثم جلستُ عليه ، وأخذتُ أراقب إياد النائم ، وأستمع إلى صوت أنفاسه ، وقلبى يعتصر ألماً على حالته . . ويفيض الدمع من عينى ملء عنانه . .

مرت فتره طويله وأنا على هذا الحال ، لم ينتزعنى منها سوى صوت إياد الذى جاء واهناً وهو ينادينى !

ملتُ نحوه وأخذتُ أنظر إليه بلهفه شديده ، وأنا اقول :
" نعم إياد ؟ "


لم يأتينى منه جواباً ، فعدتُ أقول :
" إياد أنا بجانبك . . ماذا تريد ؟ "


هذه المره أيضاً لم يأتنى منه جواباً ، فمددتُ يدى نحو يده وأمسكتُ يده ، وأنا أقول :
"إياد . . هل تسمعنى ؟ هل أنت مُستيقظ ؟ "


شعرتُ بيده تضغط على يدى برفق ، ورأيتُ شفتاه تتحركان ببطئ ، فيأتينى صوته مبحوحاً وهو يقول :
" دانه . . أنتِ هنا يا حبيبتى ؟ "


قلتُ :
" بلى يا إياد . . أنا بجانبك . . هل تريد شيئاً ؟ "


إياد قال بعد فتره :
" أنتِ لم تتركينى لأننى صرتُ أعمى أليس كذلك ؟ "


تفاجأتُ من جُملته كثيراً ، وظللتُ أنظر إليه لفتره دون أن أقوى على النطق بكلمه من شدة ذهولى ، حتى أتانى صوته وهو يغمغم :
" أحبك كثيراً يا حبيبتى . . لا تتركينى لأننى لا أستطيع الأبتعاد عنكِ . "


زادتنى جُملته هذه تعجباً فوق تعجبى ، خاصة وأنه لم ينبس بحرف بعدها وبدا كما لو كان قد غط فى سبات عميق . .

ظل إياد على هذا الحال حتى المساء . . يستيقظ تاره ويهذى . . ويغيب عن الوعى تارة أخر . . وظللتُ أنا بجانبه إلى أن حل المساء وأنتهى وقت الزياره . . فغادرتُ المستشفى كارهه ، وعدتُ إلى منزلى . .

أستلقيتُ على فراشى أحدق فى سقف الحجره وصورة إياد لا تفارقنى أبداً . .

وكلما تذكرت صوت تأوهاته وآناته أشعر بخنجر حاد ينغرس فى منتصف قلبى ، وأشعر بدموعى تسيل على خدى فى صمتً مرير . .

وكلما تذكرتُ صوته المبحوح وهو يتحدث إلىّ ويطلب منى ألا أتركه أبتسم بسعاده بالغه وأدعوا الله ألا يفرقنى عنه وأن يجمعنى به على خير . .

لستُ أدرى إذا كان واعياً لما يقول أم أنه كان يهذى ويقول كلاماً لا يقصده !

لكن ليته كان واعياً لما يقول . . فإن هذا الكلام الجميل لم أسمعه منه من قبل ، ولم أظن أننى سأسمعه منه ذات يوم !

آه . . كم أحبك يا إياد !

ليتك تشعر بمدى حبى لك !





*-*-*-*





فى صباح اليوم التالى أستعاد إياد نشاطه وحيويته ، وبدا مُبتهجاً للغايه حين دلفتُ إلى غرفته . .

ألقيتُ التحيه على إياد فأجابها باسماً ، وحين سألته عن حاله أجاب :
" الحمد لله أنا بخير . . الطبيب طمأننى كثيراً وأخبرنى بأن الأمل كبير فى نجاح العمليه بإذن الله . "



أبتهجتُ كثيراً ، وأثلج كلامه صدرى . .
الحمد لله . .

مضينا اليوم نستمع إلى الراديو تاره وأقرأ لإياد كتاب تارة أخرى ، إلى أن أنتهى موعد الزياره وأتت الممرضه لتخبرنى بأنه علىّ المغادره . .


ألتفتُ إلى إياد لأودعه ، وقلتُ له :
" أنتهى موعد الزياره ، لكنى سأحضر غداً صباحاً . . "


وأضفتُ وأنا أمسك بيده :
" طابت ليلتك يا إياد . "



كدتُ أجذب يدى من يده لولا أن ضغط إياد على يدى برفق ومنعنى من جذبها !

نظرتُ له مُتعجبه ومُتسائله ، فإذا به يقول :
" شكراً لكِ يا دانه . "


تعجبتُ من حديثه وقلتُ بحيره :
" على أى شئ تشكرنى ؟ ؟ ! "


إياد أبتسم وقال :
" على كل شئ . . على أنكِ بجانبى الأن . . وعلى أنكِ مرآتى للحياه ، التى أرى من خلالها كل شئ . . وأشعر معها كأننى لم أفقد بصرى . . "


وأضاف :
" وعلى أنكِ سلوانى وعزائى لكل ما أنا فيه . . أنتِ فعلت الكثير جداً منذ أن فقدت بصرى . . ولا أدرى كيف أشكرك على ما فعلتيه ؟"


أبتسمتُ وقلتُ :
" لكنى لا أنتظر منك شُكر يا إياد . . أننى أفعل هذا لأننى أشعر بمسئوليتى تجاهك . . وأشعر بأنه واجبنى نحوك ، بل وأقل شئ يمكن أن أفعله لك تعويضاً عن مُعاملتى لك فيما مضى . . "


إياد قال :
" أنا أشعر بالخجل منكِ كلما سمعت منك هذا الكلام ، رغم أننى أخطفتكِ وأنتِ عروس و . . . . "


وضعتُ يدى على شفتيه لأمنعه من مواصلة حديثه وقلتُ :
"أنا أعتبر نفسى مدينه لك يا إياد . . لا تنس أنك أنت الذى أنقذتنى من الزواج من على . "




وسحبتُ يدى من يده بلطف ثم قلتُ :
" أراك غداً . . إلى اللقاء . "





*-*-*-*





تأخرت دانه اليوم كثيراً . . الساعة الأن تناهز الواحده ظهراً وهى لم تأتِ بعد رغم أنها بالأمس حضرت فى تمام الساعه الحادية عشر . .

لستُ أدرى لماذا تأخرتِ اليوم هكذا يا دانه ؟

آه . . كم أشتقتُ إليها فى هذا الوقت القصير ! ليتك تحضرين بسرعه يا حبيبتى !

سمعتُ صوت الباب يتحرك ويفتح فى تلك اللحظه . .

أنها دانه بلا شك . .
ها قد حضرت حبيبتى أخيراً . .


تسألت :
" دانه ؟ أهذه أنتِ يا حبيبتى ؟ "



لم يأتينى رداً ، رغم أننى سمعتُ صوت أقدام تتحرك وتقترب من سريرى . .

لم تكن هذه دانه ، إذ أن دانه ترتدى دائماً حذاء بكعب عالى يصدر صوتاً كلما تقدمت ، هذا غير أننى لم أشم عطرها الجميل !

" حبيبتك ! ؟ جميل جداً . . لم أحتاج إلى جهد لأنتزع الكلام منك يا إياد . "


تجمدتُ فى مكانى وأنا أسمع هذا الصوت الغاضب . .


إنه على !

بلى . . هذا هو صوته . . لا يمكن أن أخطأ فى صوته أبداً . .



" على ؟ ! "



أتانى صوت على وهو يقول :
" بلى . . إننى على . . أو لنقل . . المُغفل الذى لم يشك بك مُطلقاً . . ولم يتوقع ألخيانه منك أبداً يا إياد . " !





*-*-*-*


تتبع

 
 

 

عرض البوم صور بوح قلم   رد مع اقتباس
قديم 11-04-11, 06:06 PM   المشاركة رقم: 93
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
حَاتمِيّة العَطآءْ

البيانات
التسجيل: Nov 2009
العضوية: 151969
المشاركات: 40,316
الجنس أنثى
معدل التقييم: بوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسي
نقاط التقييم: 6598

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بوح قلم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أم ساجد المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 



*20*
****
***
**
*
أمتلأت نفسى بالحنق والسخط وأنا أسمع على يتهمنى بالخيانه ، وكدتُ أثور عليه وأصيح به لكنى تمالكتُ نفسى بقدر ما أستطعتُ وقلتُ له بطريقه لا تخلو من الصرامه :
" لا داعى لهذا الكلام السخيف يا على . "
على رد على مباشرة قائلاً بثوره :
" ماذا ؟ كلامى أنا السخيف ؟ وماذا تسمى فعلتك أذن ؟ لقد سرقت منى خطيبتى وجعلتها تتركنى بكل بساطه . "
قلتُ بهدوء نسبى :
" أنا لم أسرقها منك . . لو كانت دانه تحبك من البدايه لما استطعت أن أجعلها تتركك يا على . "
على قال :
" بل كانت تحبنى وإلا ما كانت لتقبل بخطبتى لها . "
قلتُ :
" قبلت بخطبتك لأنها كانت تريد أثارة غيظى ليس إلا . "
ران صمت ثقيل علينا لفتره ، قطعه على حين قال مُستهجناً :
" أذن فقد كنتُ أنا لعبه بينكما منذ البدايه . "
لوحت بزراعى وقلتُ :
" أنا لم أقل هذا . "
على قال مُنفعلاً :
" وهل لكلامك معنى أخر سوى هذا ؟ "
وصمت للحظه ثم أردف :
" أسمعنى جيداً يا إياد . . أنا لم أتِ إلى هنا لأتناقش معك فى هذا الأمر . . لقد أتيتُ فقط لأحذرك من . . . . "
لم أتركه يتم جُملته إذ أننى قاطعته قائلاً بأستنكار :
" تحذرنى ! ؟ يا للسخافه ! من تظن نفسك أنت لتحذرنى ؟ "
على أتم جُملته كما لو لم أقاطعه وقال :
" أننى أحذرك من الأقتراب من دانه . . فلو عرفت أنك قابلتها أو تحدثت إليها سيكون لك كل الويل منى يا إياد . . أسمعت ؟ "
تفجرت حمم الغضب فى جسدى فى هذه اللحظه ، ووجدتُ نفسى أصرخ به بثوره :
" بأى صفه تحذرنى أيها اللعين ؟ أتظن أنه لك الحق فى أن تمنع دانه من الأرتباط بأى شخص تريد ؟ ألا ترى أنها تركتك منذ زمن وأنتهى الأمر ؟ أنا الذى أحذرك يا على إذا أقتربت من دانه أو تحدثت إليها حتى . . "
أتانى صوت على ساخراً وهو يقول :
" أوه . . لقد روعتنى فعلاً . . أنا خائف جداً . "
صحتُ به وقد بلغ حنقى ذروته :
" أسخر كما شئت أيها النذل . . سترى أننى قادر على سحقك إذا اقتربت من دانه . "
على قال :
" حقاً ؟ ! وهل سمعت عن ضرير يسحق حتى بعوضة ؟ ! "
صُدمتنى جملته كثيراً . . أو لنقل . . صدمتنى الحقيقه المُره التى غفلتُ عنها ، وبقيتُ عاجزاً عن النطق ، وقد خيم علينا صمتُ ثقيل لفتره ، قبل أن يقطعه على قائلاً :
" أسمع يا إياد . . أنت لا تصلح لدانه بأى شكل من الأشكال ؛ فإن دانه تستحق رجلاً كاملاً يستطيع أن يرى جمالها بعينيه ، ويستطيع أن يحميها ويكون عوناً لها فى الحياه . . لا أن تكون هى عوناً له . . "
صمت على لبرهه وألتقط أنفاسه ثم أردف :
" أفيق من وهمك يا إياد . . إن دانه لا تحبك . . إنها فقط تشعر بالشفقه عليك ؛ فأنت تعلم كم هى رقيقه وحساسه . . لكن برغم هذا دعنى ألفت نظرك إلى أنها لن تلبث أن تمل منك وتتركك كما فعلت معى . . فإن خدمة رجل ضرير ليست أمراً سهلاً . . وصدقنى هى لن تحتمل هذا كثيراً . "
قال على ما قاله وأنصرف وتركنى لحيرتى وبؤسى وحزنى . .
فقد لمس كلامه وتراً حساساً بى . . وجعلنى اشعر بعجزً شديد . . بل وبدأتُ أشعر بحجمى يتضاءل أكثر وأكثر . .
فبرغم ثقتى بأن على يقول هذا الكلام بدافع الغيظ لكن هذا لا يمنع أن كلامه بالفعل صحيح . . وأنه جعلنى أنتبه لما غفلتُ عنه . . أو لنقل . . لما حاولتُ نسيانه والتغاضى عنه . . وهو أنها تستحق رجلاً أخر غيرى بالفعل . . يستطيع حمايتها إذا لزم الأمر ، وليس عاجزاً مثلى ، لا يقدر على التصدى لمن يضايقها . .
فالمرأه حين تحب ، فإنها تحب الرجل القوى ، القادر على حمايتها ، الذى يكون لها عوناً وسنداً فى الحياه . .
وأنا لن أكون لها كذلك إذا لا قدر الله لم تنجح العمليه ولم يعد لى بصرى ثانيه . .
هذا غير أن دانه ستمل منى أجلاً أو عاجلاً . . بل ورُبما تكرهنى بسبب عاهتى . .
لكن لا . . لا أظن أن دانه ستمل منى فى يوم . . إنها تحبنى بالفعل وإلا ما كانت لتفعل معى كل هذا . .
لقد عوضنى الله بها عما فقدته . . فكيف أتركها هكذا ببساطه ؟ كيف أتخلى عنها وهى التى وقفت بجانبى فى أحلك وأصعب أيام حياتى ؟
بل كيف أحتمل أن تبتعد عنى وأن تكون لغيرى ؟
لقد خلقت دانه من أجلى أنا . . وستكون لى أنا . . ولن أتركها أبداً . .
وبإذن الله تعالى سيعود لى بصرى . . وسأكون جديراً بها . . وعوناً لها . .
هدأتُ قليلاً لهذا الخاطر ، لكنى لم ألبث أن سمعت صوتاً بداخلى يتسأل فى وجل . .
ماذا لو لم يعد لى بصرى بعد العمليه ؟ ماذا لو بقيتُ طوال عمرى ضريراً ؟
إننى سأظلمها بهذا . . فهى لا ذنب لها لتتزوج من رجلاً ضرير . . وتظل طوال عمرها تخدمه . .
لا . . أنا لن أقبل أن أكون عاله على زوجتى . . لن أقبل أن تساعدنى زوجتى فى أدق الأشياء التى سأعجز عنها . .
أنا لن أقبل هذا ابداً . . وإذا لم يعود لى بصرى ستكون هذه هى النهايه . .
نهاية حبى الذى لم يبدأ بعد . .
*-*-*-*
أستيقظتُ من نومى اليوم متأخره كثيراً . . لابد أن إياد أستغرب تأخرى فأنا بالأمس حضرت مُبكراً جداً . .
قفزتُ من على فراشى بهمه ونشاط وأخذتُ حماماً مُنعشاً ثم أرتديتُ ملابسى وغادرتُ المنزل . .
كان الجو مُشمس و الهواء العليل . . يا له من يوم جميـــل !
فى طريقى إلى المستشفى صادفتُ محل ورد ، فتوقفتُ لأشترى باقة ورود لأياد ، ثم واصلتُ طريقى إلى المستشفى . .
حين دلفتُ إلى حجرة إياد أنحنيتُ بجانبه وقدمتُ له باقة الورد قائله :
" صباح الخير يا إياد . . أعتذر على التأخير . . هل لا قبلتُ منى هذه الباقه الصغيره ؟ "
فاجأنى تجهم وجه إياد كثيراً وهو يقول :
" صباح الخير يا دانه . "
وأمسك بباقه الورد ثم قال :
" شكراً لكِ . . "
تعجبتُ كثيراً من طريقته هذه ، إلا أننى حاولتُ أن أقنع نفسى بأننى أتوهم هذا ، فقلتُ :
" كيف حالك اليوم ؟ "
أتتنى إجابة إياد كالسهم القاتل الموجه إلى صدرى ، وجعلت شكى يقيناً . .
" أنا على ما كنتُ عليه . . "
هناك شيئاً ما - لا أدرى ما هو - أثار حنق إياد بكل تأكيد !
لطفك يا رب !
" ما بك ؟ "
سألت إياد فقال : " ماذا تقصدين ؟ "
قلتُ : " تبدو مُتجهماً . "
قال :
" لا شئ . . فقط . . الطبيب أخبرنى اليوم بأننى سأظل لأسبوع مضمد العينان . "
سألته بشك : " هذا ما يحنقك ؟ "
قال إياد فجأه بعصبيه :
" لم أعد أحتمل هذا الظلام . . أشعر بالعجز يا دانه . . أنتِ لا تعرفين هذا الأحساس لأنك لم تجربيه . "
تفاجأتُ من عصبية إياد المفاجأه ورحتُ أحدق به بذهول للحظه ، قبل أن أنتزع نفسى من ذهولى بسرعه فى اللحظه التاليه وأربت على يده وأنا أقول :
" ليتنى أستطيع أن أعطيك عيناى لترى بهما يا إياد . "
إياد لوح بزراعه وهتف : " هراء ! "
نظرتُ له بصدمه حقيقيه هذه المره ، فإذا به يتابع :
" مهما بلغ مقدار حبك لى ، لن تكون تضحيتكِ من أجلى تصل لأن تمنحينى عيناكِ وتعيشى أنتِ فى الظلام الدامس . "
قلتُ له مباشرة :
" أقسم بالله يا إياد أنه لو كان يمكن أن أمنحك عيناى بالفعل لمنحتك أياها بصدر رحب . "
إياد بدا غير مُقتنع بردى ، فقلتُ :
" إياد أننى أقسم لك بالله . . أتظننى سأقسم بالله كذباً ؟ "
إياد ظل صامتاً لفتره طويله ، ثم قال :
" أنتِ تقولين هذا لأنكِ لم تجربين أن يكون كل شئ من حولك ظلام دامس . . وكل شئ مجهول . . ومبهم . . هذا صعب يا دانه . . صعب جداً . . أسأل الله ألا يحكم بهذا عليكِ أبداً . "
شعرتُ بقبضه مؤلمه بقلبى وأنا استمع إلى إياد . .
وتمنيتُ لو بأمكانى أن أعانقه وأربت على ظهره وأواسيه . .
ليتنى بالفعل أستطيع أن أمنحه عيناى . . بل ليتنى استطيع أن أمنحه حياتى بأكملها . .
مرت الأيام التاليه ببطئ شديد . . إياد كان مُتجهم وحزين طوال الوقت . . وكان يحصى الأيام بل والساعات والدقائق والثوانى . . وينتظر بفارغ الصبر أن ينزع الضمدات عن عينيه . . وكله ترقب وأمل وخوف . .
وأخيراً مر أسبوع ، وحان موعد نزع الضمادات . .
إياد كان مُتوتراً للغايه ومُنفعل إلى أقصى حد . . أما أنا فقد بلغ خوفى مبلغه لدرجة أن جسدى كله كان يرتجف بشده . .
وحين أقبل الطبيب لينزع الضمادات عن عيني إياد شعرتُ بالأرض تهتز تحت قدماى ، وبدوار مُباغت يداهمنى وأنا أراقب الطبيب وهو ينزع الضمادات ببطئ إلى أن أنتهى تماماً وأنتزعها فظهرت عينا إياد المُغمضتان . .
وببطئ شديد فتح إياد عيناه . .
وهوى قلبى أرضاً . .
يــــــا رب لا تُخيب رجاءنا فأنت أملنا الوحيد . .
*-*-*-*-*

 
 

 

عرض البوم صور بوح قلم   رد مع اقتباس
قديم 11-04-11, 06:12 PM   المشاركة رقم: 94
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
حَاتمِيّة العَطآءْ

البيانات
التسجيل: Nov 2009
العضوية: 151969
المشاركات: 40,316
الجنس أنثى
معدل التقييم: بوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسي
نقاط التقييم: 6598

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بوح قلم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أم ساجد المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

*21 *
****
***
**
*






تهالكتُ فوق أقرب مقعد إلىّ ، ودفنت وجهى بين يدىّ وأجهشتُ فى البكاء ، الذى كتمته فى صدرى طوال الساعات الأربع الماضيه . .

لم أدر ِ كيف وصلتُ إلى المنزل ؟ وكيف أستطعتُ قيادة سيارتى وسط ما كنتُ فيه ؟

كل ما أتذكره هو أننى وجدتُ نفسى فجأه بحجرتى . . أذرف الدموع بلا توقف . . وصوت نحيبى يقطع الصمت . . ويجعلنى أزيد فى البكاء . .

لماذا يا ربى يحدث لى كل هذا ؟ ماذا فعلتُ لأستحق كل هذا العذاب ؟

يا رب رُحماك . . أرفق بى وبحالى ؛ فأنا لم أعد حملاً كل هذا . .

يا رب أنى لا أعترض على حكمتك لكنى أرجوك أن ترأف بحالى ، وتفرج كربى ، و تُذهِب الهم والغم عنى . .


ظللتُ على هذا الوضع لوقتٍ لا يعلمه إلا الله ، ولم أفق مما كنتُ فيه إلا على صوت باب حجرتى يُفتح لتدلف منه شقيقتى دُره ، وتنظر إلىّ بذهول وذُعر ، ثم تقترب منى وتسألنى فى وجل :
" دانه ما بكِ ؟ لما تبكين بهذا الشكل ؟ "


نظرتُ إلى دُره ، ولم أرها من غزارة دموعى !

حاولتُ أن أتكلم وأن أخبرها بما يبكينى ، لكن تلك الغصه بحلقى منعتنى من الحديث ، فإذا بدره تنحنى وتجلس بجانبى وتربت على ظهرى برفق وهى تقول :
" أخبرينى يا دانه ماذا حدث ؟ لقد أقلقتينى حقاً . "


أبتلعتُ ريقى بصعوبه ، وحركتُ شفتاى بصعوبه وقلتُ بصوت تقطعت حروفه من أثر البكاء :
" إ إ . . إيــ . . ــ . . ـاد . . إياد يا دُره . "


بدت إمارات الفزع واضحه على وجه دُره وهى تسألنى بذعر :
" ما به ؟ هل أصابه مكروه ؟ "


هززتُ رأسى نافيه ، وقلتُ بصوت مبحوح :
" لم تنجح العمليه . . أنتهى أخر أمل لنا يا دُره . . "


قلتُ ذلك ودفنتُ وجهى فى صدر دُره وأجهشتُ فى البكاء الحار . .


دره ضمتنى إليها بقوه وقالت تهدأنى :
" لا تحزنى يا دانه . . بإذن الله سيعود لأياد بصره من جديد . . أتركيها على الله . . إنه قادراً على أن يحيى العظام وهى رميم . "


وصمتت لبرهه ثم عادت تسألنى :
" أخبرينى كيف حال إياد ؟ "


تدفقت الدموع من عيناىّ بغزاره ، وشعرتُ بقلبى ينفطر إلى نصفين وأنا أتذكر حال إياد بعد العمليه . .

لقد كان فى حاله يُرثى لها ؛ فقد كان يملأه الحزن والأسى لدرجة أنه ظل صامتاً دون أى تعبير حتى غادرنا المستشفى وعدنا إلى منزله . .

وهناك حاولتُ أن أخفف عنه وأتعامل وكأن شيئاً لم يكُن ، فإذا بثورته تنفجر دفعه واحده بوجهى ، كما لو كان بركاناً قد ثار فجأه ، وراح يقذف الحمم من فوهته دون أن يبالى بأى شئ . . فأخذ يطالبنى بأن أتركه وشأنه وبأن أنساه تماماً وبأن لن يسطيع الأرتباط بى . .

كان إياد فى حاله سيئه للغايه ، تلين لها الأحجار ، فما بالكم بقلبى أنا . .


نظرتُ إلى دُره وقلتُ :
" كان فى أسوأ حال يا دُره . "


دُره مطت هزت كتفيها بقلة حيلة وقالت :
" أذن . . كان الأجدر بكِ أن تكونى معه الأن لتخففى عنه . "


قلتُ بأسى :
" لكنه لم يعد يريدنى بجانبه يا دُره . . إياد صار يكرهنى لأننى كنتُ السبب فيما أصابه . . "


وأضفتُ بمرارة :
" لقد أنتهى كل شئ بيننا . "





*-*-*-*






ها قد عدتُ إلى منزلى من جديد . . وإلى وحدتى . . وإلى حزنى وبؤسى . .
المستقبل مُظلم أمامى . . ومبهم بلا ملامح . .

أكاد من شدة يأسى أن أنهى حياتى بيدى وأرتاح من هذا العذاب . . لولا خوفى من الله وإيمانى به . .

دانه أنصرفت بعدما طلبت منها أن تنصرف ، بل وأن تختفى من حياتى بأكملها . . وأنا الأحوج فى هذا الوقت بالذات إلى وجودها بجانبى . .

وإلى سماع كلمات التشجيع والمواساه منها . . وإلى الشعور بأن هناك من يهتم لأمرى ويحزن لحزنى . .
لكنى لم أستطع التمادى أكثر من هذا . . فأجلاً أو عاجلاً سينتهى ما بيننا ، فلما لا أنهيه الأن ؟
لما لا أتجرع كؤس الحزن وحدى ؟ فهى لا ذنب لها بأن تشاركنى حزنى . .

إنها لا تستحق أن تحيا فى هذا الحزن الذى يغلفنى . . إنها تستحق من يستطيع أن يمنحها السعاده والهناء لا الحزن والكأبه . .
إنها تستحق من هو أفضل منى . .

لقد كان على مُحقاً بالفعل حين قال لى أننى لا أصلح لها . .
أسأل الله أن يعوضها خيراً عما لاقته معى ، وأن يكرمها بزوج صالح ، يحفظها ويصونها . .
وأتمنى لها السعاده من كل قلبى . .


مرت الأيام التاليه كئيبه وحزينه . . لم أعد أدرى أى يوم صرنا ، ولم أعد أهتم بمعرفة هذا . . فكل الأيام متشابه فى عينى . . كما الليل والنهار سواسيه عندى . .

أشعر بأشتياق شديد إلى دانه . . يكاد شوقى يغلبنى ويدفعنى للسعى لمقابلتها ، أو على الأقل الأتصال بها . .

فأتحسس طريقى وسط العتمه التى تغلف الكون من حولى ، لأصل إلى الهاتف ، وأطلب رقمها ، فأفيق فجأه مما أنا فيه على صوت بداخلى يطالبنى بأن أتركها وشأنها وأن أدعها تنسانى ، فأعود أدراجى ، أجر أذيال الخيبه والحسره !




*-*-*-*-*





الساعة الأن الواحده بعد مُنتصف الليل . .
الهدوء والسكون يغلفان منزلنا بغلاف سميك . . وجميع أفراد عائلتى يغطون فى سُباتٍ عميق منذ ما يزيد عن الثلاث ساعات . .

أما أنا فأجلس بحجرتى . . وقد خاصمنى النوم وأبى أن يتسلل إلى جفونى . .
وصورة إياد تأبى أن تفارق عقلى . . وتتركنى أنعم بالنوم لدقائق . .

مر ما يزيد عن أسبوعين منذ أخر مره رأيته فيها . .
لستُ أدرى كيف استطعتُ أحتمال بعده عنى طوال كل هذه الأيام ؟ !
ولستُ أدرى كيف سأستطيع أحتمال بعده عنى فى الأيام القادمه ؟

أننى أشعر كما لو كنتُ أحيا بلا روح . .
وبلا قلب . .
أشعر بأنه لا هدف لحياتى . .
ولا معنى لها . .

أكاد فى لحظة شوق وجنون أنسى كل شئ ، وأتغاضى عما قاله لى أخر مره وأذهب إلى إياد لأخبره بأننى لا أستطيع الأحتمال ، وبأنه حياتى . .
وروحى . .
وقلبى . .

لكنى أعود للتفكير بتروى ، وأرفض العوده إليه رفضاً باتاً . .
لقد طلب منى أن أختفى عن حياته للأبد . . وإذا كان يتوقع أن أعود إليه ثانيه كالمره السابقه فهو واهم . .
أيظن أنه لا كرامه لدى ؟
إننى طبعاً لن أعود إليه مهما حدث . .
لقد أنتهينا ها هنا . .




*-*-*-*-*



تتبع

 
 

 

عرض البوم صور بوح قلم   رد مع اقتباس
قديم 11-04-11, 06:13 PM   المشاركة رقم: 95
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
حَاتمِيّة العَطآءْ

البيانات
التسجيل: Nov 2009
العضوية: 151969
المشاركات: 40,316
الجنس أنثى
معدل التقييم: بوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسي
نقاط التقييم: 6598

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بوح قلم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أم ساجد المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

*22*
*****
***
**
*







" إياد ! "




نطقتُ أسمه بشك وعدم تصديق ، وأنا لا أكاد أصدق عينىّ . .



أهذا الذى يقف أمامى الأن بطوله وعرضه ، بوسامته وجاذبيه ، بغطرسته وغروره ، بطيبة قلبه وخفه ظله ، هو إياد حقاً ؟ !



بلى إنه إياد . . لا يمكن أن تنساه عينىّ حتى لو مرّ دهرا ً على أخر مره رأيته فيها . .



لكن . . ألا تشعرون مثلى بأنه هناك شيئاً ما قد تغير به ؟


إننى أرى عيناه تتحركان كأنه يرانى !
هل عاد إليه بصره ؟ !



لم يتجاوز سؤالى عقلى ، لكنى سمعت إياد يجيب سؤالى كما لو كان قد نفذ بنظراته إلى عقلى وأستطاع قراءة أفكارى ، فقال :
" بلى يا دانه . . لقد عاد إلىّ بصرى . . إننى أراكِ الأن بوضوح . "



تعجبتُ وأبتهجتُ فى آنً واحد . . الحمد لله . .


ألف حمد وشكر لك يا رب . .



تدفقت الدموع من عينى الواحده تلو الأخرى فحجبت عنى الرؤيه ، وأهتزت صورة إياد أمامى فصارت غير واضحة المعالم أمامى . . بل وبدأت صورته تبتعد أكثر وأكثر كما لو كان يبعد بيننا عشرات الأميال ، إلى أن تلاشت صورته تماماً لجدنى فجأه وحدى فى بقعه خضراء فائقه الأتساع . .



ناديتُ عليه بأعلى صوتى ، وما من إجابه . .



إياد . . حبيبى . . أين ذهبت ؟



عُد إلىّ أرجوك . . أنا لم أعُد أحتمل أبتعادك عنى . . لم أعُد أحتمل هذا . .




" دانه . . أستيقظى يا عزيزتى . . "




أنتزعنى هذا الصوت مما كنتُ فيه لأجد نفسى فجأه نائمه على فراشى وبجانبى شقيقتى دُره !




سألتها بحيره وجزع :
" أين إياد ؟ أين ذهب يا دُره ؟ "




دُره نظرت إلىّ بعطف وقالت :
" هونى عليكِ يا دانه . . إنه ليس سوى كابوساً . "





قلتُ بأصرار:
" لم يكن كابوساً . . لقد كان إياد هنا بالفعل وقد رحل منذ دقائق . . ألحقى به يا دُره . . دعيه يعود أرجوكِ . "




دره نظرت إلىّ بعينان يطل القلق منهما حتى يكاد ينبثق من بؤبؤيهما ، ثم ربتت على ظهرى وقالت :
" حسناً . . حسناً . . سألحق به . . فقط أهدأى وعودى إلى النوم الأن . . وسأتيكِ بإياد فى الصباح . "




قلتُ :
" لن أنتظر حتى الصباح . . دعيه يعود الأن . . أرجوكِ يا دُره ألحقى به . . أرجوكِ . "




*-*-*-*




حاولتُ أن أهدأ من روعها وأجعلها تعود للنوم ثانيه ، ولكن هيهات أن يهدأ بالها ، وأن يغمض لها جفن .



ظللتُ بجوارها حتى بزغ الفجر ، وأذُن لصلاة الفجر ، فأدينا الصلاة جماعه ، ثم جلستُ معها قليلاً حتى غلبها النعاس فى النهايه وراحتُ فى سباتٍ عميق ، وبقايا دموعها لازالت عالقه برموشها !




لم تكن هذه هى أول مره تستيقظ دانه من نومها فزعه ، تهذى هذيان المحمومه . . لقد تكرر هذا الأمر معها أكثر من مره حتى بلغ قلقى عليها مبلغه . .



مسكينه دانه ! إنها تحب إياد بشده وتعجز عن نسيانه رغم معاملته السيئه لها !



وفى الصباح ، بينما كنا نتناول فطورنا ، أقبلتُ دانه وأنضمت إلينا على مائدة الطعام ، وكانت ترتدى ملابسها كامله وتبدو كأنها تنوى مغادرة المنزل . .




سألتها :
" كيف حالك اليوم يا دانه ؟ هل صرتِ أفضل ؟ "




دانه أشارت لى بألا أزيد عن ذلك وقالت وهى تنظر إلى أمى :
" أنا بخير . "




أمى سألتها :
" لماذا ؟ هل كنتِ مريضه بالأمس ؟ "




دانه ردت مباشرة :
" لا . . لقد كنتُ أعانى من صداع خفيف لكن دُره تهول الأمر كما تعلمين . "




أمى نظرت إلىّ وقالت :
" حقاً يا دُره ؟ "




ترددتُ قليلاً ثم قلتُ :
" بلى . . هذا ما حدث بالفعل . "




أطلقت دانه تنهيدة أرتياح قبل أن تنهض من مكانها وتقول :
" أنا ذاهبه الأن . . إلى اللقاء . "




سألتها أمى :
" هل ستذهبين إلى المدرسه اليوم ؟ ! "




دانه قالت :
" بلى يا أمى ."




ولستُ أدرى لما شعرتُ بأن دانه كانت تكذب وقتها !





*-*-*-*





ظللتُ أدور بسيارتى حول منزل إياد بتردد ، كما لو كنتُ لصه أقوم بمعاينة الموقع الذى سأرتكب فيه جريمتى . .




وأخيراً حسمتُ أمرى . . وتوقفتُ بسيارتى بجانب منزل إياد ، ثم صعدتُ إلى شقته ووقفتُ أمام بابها حائره ومُتردده . .



أريد أن أطرق الباب وأرى إياد لكنى كلما تذكرتُ كلماته الأخيره لى أشعر بالأسى وأعود لأهبط درجات السلم ، فأتذكر فجأه ذلك الحلم الذى حلمتُ به بالأمس ، فأعود لأصعد السلم من جديد وأقف أمام باب شقة إياد من جديد !



وأخيراً طرقت الباب عدة طرقات خافته ، كأننى أخشى أن تصل طرقاتى إلى مسامع إياد فيفتح الباب ويعرف أننى عدتُ إليه من جديد . .


وبينما كنتُ فى ذلك شعرتُ بيد تقبض على كتفى بقوه أنتفض لها جسدى فزعاً ، فأستدرتُ خلفى بحركه حاده ليقع بصرى على " على " . .




" ماذا تفعلين هنا ؟ "




سألنى على بغلاظه ، فقلتُ له وأنا أزيح يده عن كتفى :
" ليس هذا من شأنك . "




على نظر إلىّ بعينين مُتقدتين كأنهما جذوتان من النار ، ثم قال :
" بل إن هذا شأنى . . تعالى معى . "




ومد يده ليقبض على رسغى ويجذبنى معه نحو السلم . .


رحتُ أقاومه بكل قوتى وأنا أصرخ به :
" كيف تجرؤ ؟ أتركنى أيها اللعين . . ماذا تظن نفسك فاعلاً ؟ "




فى هذه اللحظه سمعتُ صوت باب شقة إياد وهو يفتح ، مما زودنى بقوه مفاجأه فحررتُ يدى من على وركضتُ نحو إياد لأمسك بيده وأحتمى به وأنا أقول :
" إياد . . أردعه عنى أرجوكِ . "




وصلنى صوت على يقول بسخريه :
" أتطلبين العون من هذا الأعمى ؟ يالكِ من ساذجه ! "




إياد سرعان ما أدرك الأمر كله ، فشد قبضته على يدى وقال لعلى بصرامه :
" إياك أن تقترب منها يا على . "




على ضحك بسخريه وقال :
" وماذا ستفعل إذا أقتربت منها ؟ "




إياد قال بصوت أجش :
" لن تكون العواقب حميده أبداً . "




أقترب على منا وأمسك بيدى وراح يجذبنى وهو يقول :
" أرنى كيف ستدافع عن حبيبتك أيها الأبله ؟ "




ظل على يجذبنى نحوه ويحاول أن يحررنى من إياد الذى أحكم قبضته علىّ لكن بلا جدوى . .
فإذا بإياد يدرك على ويلكمه فى فكه بقوه أفقدته توازنه وجعلته يترك يدى وينظر إلى إياد بدهشه لم تلبث أن تحولت إلى غضب بلا حدود ، فأنقض فجأه على إياد كأسد ثائر وأنهال عليه بضربات مُتتاليه فى رأسه ، جعلت إياد يترنح فى وقفته ، قبل أن يسقط فاقد الوعى . .



أو رُبما فاقد الحياه . .




*-*-*-*


تتبع

 
 

 

عرض البوم صور بوح قلم   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لن أتخلى عنك ., لن أتخلى عنك للكاتبه ام ساجد, الكاتبه ام ساجد, رواية لن أتخلى عنك . . القسم العام للروايات, شبكة ليلاس الثقافية
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:19 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية