لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-01-10, 07:25 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة العامة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
عضو في فريق الترجمة
ملكة عالم الطفل


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 77546
المشاركات: 68,160
الجنس أنثى
معدل التقييم: Rehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدع
نقاط التقييم: 101135

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Rehana غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Rehana المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

وبينما كانت شاني تتنصت ساورها الشك في أن أباها يبكي, واندفعت الدموع الى عينيها ... كانت معاناته شديدة, وغالباً ما كان يجلس ويستعيد الذكريات بينما كانت شاني تنصت في صبر.
ورغم أنه كان يذكر شاني بطريقة عابرة فأنه لم يكن معها . كان وحده مع المرأة التي أحبها , وفي أحد الأيام أدرك وجود أبنته ونظر اليها وقال:
-" سيجيء رجل ذات يوم رائع ويراك ويدرك أنك له".
ولم تعلق شاني . لم تكن تؤمن بأن الحب من أول نظرة يمكن أن يحدث كثيراً, وأخيراً قالت وهي تمنحه ابتسامة رقيقة:
-" لا أريد أن أتزوج الا بعد مرور فترة طويلة , فأن مستقبلي ما زال في بدايته ".
-" أجل أعرف , وهو المستقبل الذي كنت أريد أن تختاريه , لكن لا تصبحي متفانية فيه الى درجة أن يفوتك قطار الزواج الرائع".
-" أن ما أشعر به في الوقت الحالي هو أنني أريد قضاء عدة سنوات في التمريض , فالزواج لا يروق لي".
وتجهم والدها أولاً , لكنه عاد وابتسم بفتور وهو يقول أنه عندما يأتي الرجل المناسب ويحبها من أول نظرة فأنها لن تقوى على مقاومته.
وعادت شاني الى الحاضر برعشة عنيفة عندما أدركت أن الأصوات توقفت , وأن اليوناني يسير نحو الباب وأسرعت بغية الوصول الى كرسيها في الحديقة, ولكن لحظة وصلت الى الباب الخارجي كادت تسقط بين ذراعي الغريب الطويل وهو يسرع الخطى خارجاً من المنزل في غضب عارم.
وجفلت من ألم قبضته على ذراعيها , وزفرت قائلة:
-" آسفة".
جعلها التصادم تلهث قليلاً, وعندما رفعت رأسها لفحت أنفاسها وجهه , ناعمة دافئة , وعيناها الجافلتان اللتان تحدقان في عينيه أصبح لونهما بلون سماء الشرق عند الظهيرة. وفي علو لا يصدق نظر اليها وعيناه الداكنتان تشعان ببريق ناعم من الدهشة وعدم التصديق.
-" لا بد أنك شاني؟".
وغمغمت قائلة:
-" أجل, أنا شاني".
-" شاني ! يا للفتنة!".
نطق اسمها بنبرة تأكيد , ولم تكن تدري هل يقصد الأسم أم الفتاة لأن القسوة عادت الى وجهه عندما ظهر أبوها من الغرفة المجاورة.
-" أندرياس , بحق الله, أليس هناك شيء أستطيع أن أفعله حتى تغير رأيك؟ أنني لم أذق الشراب الا بعد وفاة زوجتي عندما شعرت بأنني محطم تماماً".
وتلاشى صوته عندما رأى المنظر الذي أمامه .
-" شاني, ماذا تفعلين؟".
واحمر وجهها بشدة وثنت جسمها قليلاً لتحرر نفسها عندما خف الضغط على ذراعيها وقالت:
-" اصطدمت بالسيد مانو".
وتوسل أبوها.
-" أنت آدمي بالتأكيد ؟ لن تبلغ عني".
-" أدمي؟".
وظل أندرياس يركز عينيه على وجه شاني وكأنه لن يحولهما عنها اطلاقاً , وظهر أغرب تغير في نبرة صوته وهو يغمغم وكأنه يحدث نفسه:
-" أجل , انني آدمي".
وأضافت شاني وهي تعترف:
" سمعت عفواً كثيراً مما قلته لأبي , وما قاله الآن صحيح فهو لم يذق الشراب اطلاقاً حتى عام مضى , عندما توفيت أمي".
وكانت لا تزال تقف قريبة جداً من أندرياس , وعندما رفعت عينيها المليئتين بعبارات التوسل الى عينيه لم تكن تدري الى أي حد أصبح يرغب فيها, بطريقته هو:
-" أرجوك أن تلزم الصمت يا سيد مانو, فهو لن يشرب ثانية على الأطلاق".
وقال دكتور ريفز بحماسة:
-"أقسم على ذلك ! أعطني فرصة , أتوسل اليك , لا تبلغ عني".

يتبع...

 
 

 

عرض البوم صور Rehana   رد مع اقتباس
قديم 30-01-10, 07:26 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة العامة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
عضو في فريق الترجمة
ملكة عالم الطفل


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 77546
المشاركات: 68,160
الجنس أنثى
معدل التقييم: Rehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدع
نقاط التقييم: 101135

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Rehana غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Rehana المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

كان أندرياس مشغولاً بالمنظر الذي أمامه , ورغم ارتباك شاني من شدة تحديقه فيها , دققت في وجهه , عن عمد, وهي تشعر بالدهشة لأن الأنطباع الأول بقسوة ملامحه بدأ يتلاشى بعض الشيء.. هل ينوي حقيقة أن يفضح أباها , أم أن الأحتمال الأكبر أنه يقصد اخافته , كان واضحاً أنه نجح في ذلك, وبدأ يخالج شاني احساس بالأمتنان عندما تسبب اليوناني الأسمر في ارتباكها وهو يقول:
-" سألتني للتو ما يمكنك أن تفعل يا ريفز, يمكتك أن تعطيني ابنتك".
وغرد طير على الشجرة المنعزلة عند نهاية الحديقة. وكان هذا هو الصوت الوحيد وأخذ كل واحد من الثلاثة ينظر الى الآخر , كانت السحب تكاثفت وحجبت الشمس تماماً , ونظرت شاني الى فوق وهي متجهمة:
-" لا أعتقد أنني أفهمك".
أخيراً تكلم الطبيب وأخذ لسانه يلعق شفتيه اللتين أصبحتا شاحبتين:
-" أريد الزواج من ابنتك , ليس هناك شيء غير عادي في ذلك".
وقال الطبيب بعد لحظة توقف :
" أندرياس . قد يكون المتبع في بلادكم أن يختار الرجل فتاة ويعرض الزواج منها , لكنك لست في اليونان الآن".
وابتسم أندرياس وهو يلقي نظرة في اتجاهه قائلاً:
-" أنا يوناني مع ذلك, ومن الطبيعي أن أدير شؤوني وفقاً لعاداتي , سآخذ شاني منك , وأعدك بأنها ستلقى مني كل راعية و ... اعتبار".
وهز الرجل الأكبر سناً رأسه وقد أصابه الدوار , أما شاني فشعرت بغشاوة غطت عينيها وتعجبت من التردد الذي سبق نطقه بكلمة اعتبار.
وقال أبوها:
-" في البلد لا نعطي فتياتنا ... ان شاني ستقع في الحب يوماً ما, وسيكون زوجها رجلاً اختارته بمحض رغبتها, لأن مستقبلها بين يديها تماماً".
-" ومستقبلك بين يدي!".
تحدث بنعومة بالغة ولكنه ذكَر شاني مرة أخرى بحيوان شبيه بالنمر مستعد لأن ينقض على فريسته , وأبيضَ وجه أبيها عندما اتضح له المغزى الكامل لكلمات زميله.
" أنا لا أستطيع أن أصدق أنك كنت جاداً عندما طلبت الزواج من شاني".
قال هذا بضعف وهو يمد يديه, وفهمت شاني المعنى الذي يقصده وهي تلاحظ التجاعيد الحادة التي أضافت في الحال سنوات عديدة الى عمره, وأدركت شاني وهي ترتعش أن أباها يعرف أن اليوناني الضخم كان جاداً في عرضه , وأثبتت كلمات أندرياس التالية صحة استنتاجاتها.
-" أنا لا أضيع وقتي في قول أشياء لا أقصدها . أرغب في الزواج من ابنتك , وأطلب يدها منك".
ولم يرد الطبيب وأضاف أندرياس في هدوء , ولكن كلماته كانت تحمل تهديداً خسيساً:
-" ابنتك مقابل سكوتي".
وبعدها ظلت شاني تتخذ موقف المتفرج , تحدثت أخيراً وهي ترفع ذقنها في أباء:
-" ذكَرتنا للتو بأنك يوناني, وأنك تتولى شؤونك طبقاً للعادات السائدة في بلدك, ولكن أبي ذكر أنك لست في اليونان الآن , هذه أنكلترا , وتقاليدك تبدو مضحكة في نظر الأنسان الغربي".
ولم تكن تقصد الأستخفاف به , لكن شاني لسوء الحظ , لم تعرف كيف تختار عباراتها , واقترب حاجبا اليوناني المستقيمان الأسودان بعضهما من بعض بطريقة تنذر بالشر وهو يقول في نبراته المألوفة الناعمة التي تحمل في طياتها لهجة التهديد:
-" هل يمكنني القول أن غطرستك تبدو لي مضحكة , في ظل الملابسات القائمة , تلحظين أن أباك في موقف خطر للغاية, ومستقبله وسمعته الطيبة بين يديَ تماماً , وطبقاً لما قررته فأنه أما يحتفظ بمركزه واحترام مرضاه وأصدقائة , وأما أن يتقاعد في اعتزال شائن".

يتبع...

 
 

 

عرض البوم صور Rehana   رد مع اقتباس
قديم 30-01-10, 07:27 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة العامة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
عضو في فريق الترجمة
ملكة عالم الطفل


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 77546
المشاركات: 68,160
الجنس أنثى
معدل التقييم: Rehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدع
نقاط التقييم: 101135

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Rehana غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Rehana المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

وصرخت وهي تشعر بالندم لما أبدته من غطرسة:
-" عمله هو حياته ... لا يمكنك أن تبلَغ عنه".
وبلا وعي عصرت يديها بطريق مخبولة, واتضح تماماً أنهما أصبحا في قبضة الرجل ... ليته لم يرها ... لكنهه رآها .
-" لا يمكنك أن تفعل هذا ! وعي أبي درسه من دون أن يقع ضرر خطير , أرجوك أن تدع هذا الأمر يمر , لن يمس أبي الشراب مرة أخرى".
وأعلن الدكتور ريفز :
-" سأقدم عهداً مقدساً على ذلك".
وكان صوته متوتراً , واعتقدت شاني أنه سيمس وتراً رقيقاً في هيكل هذا الرجل , ولكن كانت هناك رغبة جامحة تتملكه ختى اختفت أية شهامة لديه, ووجه حديثه الى دكتور ريفز متجاهلا شاني تماما , وقال:
-" أوضحت شروطي , وعليك أن تختار : أما ابنتك وأما التشهير بك , تستطيع أن تخبرني بقرارك غداً ".
وكان على وشك أن يسير خارجاً عندما أوقفه صوت دكتور ريفز :
-" يمكنني أن أخبرك بقراري الآن ... اذهب وبلَغ عني ".
-" أبي ! لا ! ".
واقتربت منه شاني شاحبة الوجه , ووضعت يدها على ذراعه وهي تحاول أن تسري عنه وأضافت :
-" لا يمكنك أن تقرر بدون أن تفكر ملياً في النتائج ".
-" فكرت فيها ملياً".
-" انتظر حتى الغد يا عزيزي , لا تستطيع أن تفكر بوضوح في الوقت الحالي ".
ولم تنظر الى الرجل المسؤول عن كل هذه المعاناة , لكنها أدركت أن الحقد الأسود يشتعل في عينيها لأول مرة في حياتها , وقال أبوها بخشونة :
-" أتخذت قراري".
ثم أشار بيده نحو البوابة في ايماءة بالطرد , ووقف أندرياس في مكانه وهو يراقب شاني وقال بصوت مليء بثقة لا يخطئها أحد:
-" سأمنحك فرصة حتى الغد".
وبصورة غير متوقعة وضع أندرياس يديه الداكنيتن القويتين على كتفي شاني , ثم أدارها لتواجهه , ونظر الى عينيها في عمق , ورغم أنه لم يكن بأمكانه أن يخطىء نظرة الكراهية فيهما رأى شيئاً آخر أيضاً , شيئاً كان يتوقع أن يجده , لأنه قال وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة النصر :
-" انني أتعجب يا ريفز , أتعجب!".
وكان حفل الزواج رائعاً , فكان لأندرياس أصدقاء من اليونانيين والأنكليز , كذلك كان لشاني أصدقاء , وعندما رأوا أندرياس لأول مرة في الحفل همسوا جميعا بعلامات تعجب:
-" أين قابلته ؟ أنه رائع!".
-" أظن أنه عن طريق أبيها , أندرياس مانو الشهير ".
-" لكن يجب أن تعترفوا أن شاني ( شيء آخر) ".
-" هه ... ها هما قادمان ... هل رأيتم من قبل اثنين من قبل بمثل هذه الروعة ؟ وذلك الثوب ... يقولون أنه أحضره اليها بالطائرة من اليونان , حيث صنعت كل غرزة فيه باليد , وكان خاصاً بجدة أندرياس الكبرى".
-" كل هذه الزخرفة والتطريز .... صنعت باليد؟".
-" هكذا قالت الصحف , أن النساء اليونانيات يقضين أعمارهن في الحياكة والتطريز".
-" ذلك العقد , الفصوص من الأحجار الكريمة ! يحتمل أن يكون من أرث الأسرة ".
-" أنها تبدو مثل الأميرة , أراهن أن كل رجل في الكنيسة يحسد زوجها !".
لكن حينما تقدمت شاني نحوهم , واستقرت يدها بجمود على ذراع عريسها , بينما كانت شفتاها مزمومتين وعيناها لا تتحركان , اتخذت التعليقات الهامسة مسارا آخر:
-" عيناها , كم هما حزينتان".

يتبع...

 
 

 

عرض البوم صور Rehana   رد مع اقتباس
قديم 30-01-10, 07:28 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة العامة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
عضو في فريق الترجمة
ملكة عالم الطفل


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 77546
المشاركات: 68,160
الجنس أنثى
معدل التقييم: Rehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدع
نقاط التقييم: 101135

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Rehana غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Rehana المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

كانت شاحبة للغاية, ومع ذلك كانت أجمل عروس, وفيما بعد , في حفل الأستقبال , وقفت مع زوجها وهي تتعجب .... ترى هل شعرت أية عروس بمثل ما تشعر به من بؤس وتعاسة. والتقت عينا أبيها بعينيها , وفيهما أيضا استقرت أعمق مشاعر الأسى . لقد أراد أن يتحمل نتائج غلطته ولا يضحي بها , لكن شاني هي التي اتخذت القرار , كان أبوها لا يزال يعاني من فقد زوجته لكنه أحب عمله الذي يشغله تماماً بحيث لا يجد وقتاً للشعور بالأكتئاب ولو فضح ولحق به العار – وهو عار سيؤدي به حتماً الى حياة الكسل قهراً – كان بلا شك سيفقد الرغبة في الحياة, وكان هذا آخر ما تريده شاني ولذلك اتخذت قراراً ولم تتزحزح عنه . قررت أن تتزوج أندرياس لكنها ستجعله يندم على اليوم الذي وجه فيه ذلك الأنذار النهائي الى أبيها ؟
هذا ما كانت تحدث به نفسها مراراً وتكراراً دون أن تعرف بوضوح كيف ستجعل أندرياس يدفع الثمن , وبينما هي تختلس النظر اليه وهي تقف بجواره عندما كانا يصافحان الضيوف , شعرت بأن قلبها مات بين ضلوعها . لن تكون اطلاقاً شريكة حياته . ومع ذلك أدركت أنها لم تقدم اطلاقاً على أي عمل انتقامي بدون أن يقع عقابه على رأسها . كان رجلاً من الشرق حيث تخضع المرأة لأرادة الرجل بدون نقاش, ثم ألم يقل أندرياس وهو يقدم ( عرضه) بالزواج منها , أنه سيدبر شؤونه طبقاً لتقاليد بلاده؟
لفترة طويلة وقفت أمام منضدة الزينة , تمعن التفكير في أحداث الأسبوعين الماضيين : موت والدها المأساوي فور خروجه من حفل الأستقبال الذي أقيم بمناسبة الزواج ... هذه الوفاة لم تؤد فقط الى أثارة أعصابها , لكنها أدت أيضا الى زيادة استيائها من زوجها, فلو أنه لم يصر على أن يتم الزواج عندما رغب في ذلك , لما تزوجته على الأطلاق .
ومن الطبيعي أن شهر العسل تأجل لأن شاني كانت تعاني من حزن عميق , لكن بعد مرور أسبوعين نفذ صبر زوجها وأخذ يلح عليها الحاحاً فسرته بأنه رغبة لا يستطيع السيطرة عليها مما أثار استياءها .
-" سنسافر لبضعة أيام ".
قال لها ذلك ورغم أنها كانت تدرك أن توسلها لن يجدي طلبت منه مزيداً من الوقت , ورفض بحزم , ولم يتأثر بدموعها , وقال :
-" ستشعرين بتحسن أثر التغيير ".
وصرخت قائلة وهي تعصر يديها :
-" ربما كنت سأشعر بذلك لو لم أتزوج . ألا تستطيع الأنتظار فترة قصيرة أخرى؟".
وعندما تمسك برأيه جمعت حاجياتها في خنوع , وصحبته الى ( فولكستون) حيث اقترح أن يقضيا شهر العسل , واختار أفضل الفنادق وحجز أفخم جناح لهما؟
وعندما رأته وهو يرتدي بيجامته أدركت كم من الوقت مر عليها وهي واقفة هناك , وارتفع حاجباه عندما رآها , وتقدم نحوها في بطء , ولم تقاوم عندما ضم يديها بين يديه , لكنها كانت شاحبة وخائفة.
وقال مستفسراً بتهكم رقيق :
-" هل تنوين أن تظلي مستيقظة طوال الليل ؟".
ولم ترد , لكن الدم تصاعد الى وجنتيها الشاحبتين , وربت على خدها وقال:
-" لا تخافي مني يا شاني , لن أؤذيك".
يؤذيها ؟ ألم يؤذها بالفعل الى أقصى حد ممكن ؟ دمَر حياتها تماماً.
" هلا أعطيتني فسحة من الوقت؟".

يتبع...

 
 

 

عرض البوم صور Rehana   رد مع اقتباس
قديم 30-01-10, 07:29 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة العامة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
عضو في فريق الترجمة
ملكة عالم الطفل


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 77546
المشاركات: 68,160
الجنس أنثى
معدل التقييم: Rehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدع
نقاط التقييم: 101135

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Rehana غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Rehana المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

كانت عيناها الجميلتان تتوسلان , ويداها تمتدان في استعطاف ومضت تقول:
-" لا أزال أعاني من صدمة وفاة أبي , وأنت ... لا تزال غريباً عني!".
ولم تتلق جواباً على توسلاتها , وأعتقدت أنها لمست صلابة وخشونة في عينيه أقنعتها بأنها تضييع وقتها , ومع ذلك حاولت مرة أخرى.
-" مساء الغد يا أندرياس , أرجوك أجَل هذا الى مساء الغد".
-" الغد؟".
بدا أنه يفكر في ذلك ولكن تعبيراته كانت غامضة , وتعذر عليها أن تقرأ أفكاره , وبعد فترة وجيزة شعرت بأن جسمها انهار عندما هز رأسه في حزم وقال :
-" الليلة يا عزيزتي .... ينبغي أن يكون الليلة ".
وأدَت نبرة صوته الدالة على تصميمه النهائي الى أن ترفع رأسها بحدة ثم أضاف :
-"لو بقيت معي الليلة فستبقين معي الى الأبد".
وتجهمت. أنه يقول شيئاً غريباً ؟ وتصاعد الدم الى وجهها عندما اتض ما يقصده أو ما استنتجت أنه يقصده . واكتفت بأن قالت , وهي تلقي نظرة غير واعية على الباب:
-" أتخشى أن أتركك؟ الآن بعدما رحل أبي ".
" يمكنك أن تتركيني يا شاني , وان كنت لا أرغب في ذلك" .
وارتفع رأسها الجميل عالياً في الهواء وقالت:
-" رغبت فيَ بمجرد أن رأيتني . واستخدمت معرفتك للفوز بي , فتاة رأيتها ورغبت فيها على الفور , لكنك ستضطر الآن للحياة مع خوف أنها ستهجرك , وهو عقاب حقيقي لك".
وقاطعها قائلاً في نبرات رقيقة:
-" أنا لم أعرف الخوف اطلاقا في حياتي , قلت أنني لا أريد أن تتركيني ".
-" أعتقد أن الزوجة في اليونان لا تجرؤ اطلاقاً على ترك زوجها؟".
-" في اليونان نادراً ما تفكر الزوجة حتى في هجر زوجها ".
واعترف قائلاً :
-" أن زوجها هو السيد , أجل . لكن الخضوع؟".
-" السيادة والخضوع . أي فارق هناك؟".
ورد قائلاً:
-" هناك فارق يا شاني . لأنني أمقت كلمة الخضوع بشدة بينما السيادة لا تزعجني على الأطلاق".
-" هل في نيتك أن تسودني؟".
وتجهم لكنه قال بحزم:
-" سأرشدك وأنصحك . لن أدعك تقترفين أخطاء , يمكن أن تجعل أيامنا شقاء".
-" يا لها من رقة بالغة".
وأدت لهجة التهكم في صوتها الى أن يجفل في دهشة, لأنها كانت غريبة عن المخلوقة الرقيقة التي عرفها خلال مدة تعارفهما القصيرة, ومضت تقول:
-" أن ما تخبرني به حقيقة هو أنك ستفرض قيوداً وأوامر , وستحد من ارادتي , وتحذرني أيضا من النظر الى أي رجل آخر".
وظهر على وجهه تعبير شرير عندما ارتدت شفتاه الى الخلف, وأصبحت عيناه الداكنتان بطبيعتهما مثل عيون معظم اليونانيين , سوداوان تماما كجمرة الغيرة التي تضطرم في أعماقهما , وخطت شاني خطوة الى الوراء, لكن يده أمسكت برسغها وقربتها منه , لم تعرف مثل هذا الخوف من قبل اطلاقاً, لم تفكر في أن يكون لها زوج يطلق العنان لرغباته كما يفعل هذا الوحش.
-" رجل آخر! أجل . يا شاني الجميلة. هذا بالضبط ما أعنيه , انظري الى رجل آخر وسأقتلك . أتفهمين؟ أنك ملكي , زوجتي للأبد ".
وفي هذه اللحظة أثَرت فيه رقتها والدموع التي دفعها الخوف الى عينيها , وأخذت يداه تربتان برفق عليها , وفكرت فيه كجراح يستخدم يديه في خدمة مرضاه, حتى شفتاه أيضا أصبحتا رقيقتين . وعندما أبعدها عنه أخيرا همست وقد راودها الأمل في استجابته :
-" مساء الغد!".
لكنه رفض قائلاً:
-" لو بقيت معي الليلة فلن تتركيني اطلاقاً, أنا واثق من هذا".
http://www.liilas.com

يتبع...

 
 

 

عرض البوم صور Rehana   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne hampson, آن هامبسون, الأمواج تحترق, روايات, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, عبير, عبير القديمة, waves of fire
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 10:55 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية